البند الحادي عشر: لا يقبلون تهذيبهم، ولا يتبنون موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، ولكنهم بدلًا من ذلك ينشرون المفاهيم ويطلقون الإدانة على الله علنًا

اليوم سنعقد شركة عن البند الحادي عشر من المظاهر العديدة لأضداد المسيح: لا يقبلون تهذيبهم، ولا يتبنون موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، ولكنهم بدلًا من ذلك ينشرون المفاهيم ويطلقون الإدانة على الله علنًا. يتعلق المحتوى المحدد الخاص بهذا البند بكيفية تعامل أضداد المسيح مع تهذيبهم؛ أي موقفهم عندما يواجهون هذا، وما يواصلون فعله، والمظاهر التي تبدو منهم عندما يضمرون هذا الموقف. هل عقدنا شركة بالفعل عن محتوى كيفية تعامل أضداد المسيح مع تهذيبهم؟ (نعم، تناولنا هذا خلال الشركة حول كيفية تعامل أضداد المسيح مع آفاقهم المستقبلية ومصيرهم). إذن، ما موقف ضِدّ المسيح تجاه تهذيبه؟ ألم نعقد شركة في ذلك الوقت عن الأقوال الشهيرة التي يقولها أضداد المسيح عندما يتعرضون للتهذيب؟ (بلى). لديهم قولان شهيران لهذا النوع من المواقف. القول الأول هو: "الله بار، وأنا مؤمن بالله وليس بشخص!" والقول الآخر هو: "لستم مؤهلين بما يكفي لتهذيبي. لولا إيماني بالله، لما أكترثت لأحد منكم!" إنهم أيضًا يكرهون من يهذِّبهم، وإضافة إلى ذلك، ما إن يتم تهذيبهم، يشكُّون في أنهم سيُستبعدون. وفي النهاية، عقدنا شركة أيضًا عن كيف أنهم لا يرفضون قبول تهذيبهم فحسب، وإنما ينشرون المفاهيم في كل مكان أيضًا. أليس ذلك ما تحدثنا عنه؟ (بلى).

أولًا: الأسباب التي من أجلها يُهذَّبُ أضداد المسيح

لقد قدمت للتو مراجعة سريعة لشركتنا السابقة حول كيفية تعامُل أضداد المسيح مع تعرضهم للتهذيب عندما يمسُّ مصالحهم الشخصية. اليوم سنعقد شركة ونشرِّح هذا الأمر من زاوية أخرى، ونلقي نظرة على الشخصيات المحددة التي يكشف عنها أضداد المسيح عندما يُهَذَبون، وعلى نوع الموقف الذي يتبنونه، وأيضًا آرائهم المحددة، وسنشرِّح شخصياتهم بناءً على هذه الآراء. وبما أن الأمر يتعلق بموضوع التهذيب، فلنعقد شركة أولًا عن أسباب تهذيب أضداد المسيح. التهذيب ليس شيئًا يحدث دون أساس، لذا، في أي سياق وتحت أي ظروف سيحدث هذا لأضداد المسيح؟ هل يحدث فقط لأن ذلك الشخص ضِدّ المسيح؟ بعض الناس يقولون: "أي شخص لديه مكانة، وأي شخص في دائرة الضوء، سينتهي الأمر بتهذيبه". هل هذا صحيح؟ (كلا). إذن، ما الذي يفعله أضداد المسيح ويتسبب في تهذيبهم؟ هل سيُهذبون بقسوة إذا ارتكبوا خطًا عاديًا؟ ألا ينبغي عقد شركة معهم حول هذا؟ (بلى). لماذا يُهذَّب أضداد المسيح؟ بالنظر إلى الأمر من الناحية النظرية، فإن أضداد المسيح لديهم شخصيات متغطرسة، ولا يخضعون للحق، ولا يحبون كلام الله أو الأشياء الإيجابية، وينفرون من الحق، ويكرهونه، وهم أعداء لله، لذا يجب تهذيبهم أو حتى فضحهم بلا رحمة. هل هذا الكلام صحيح؟ بناءً على مظاهرهم واستعلاناتهم، يمكن تصنيفهم على أنهم أضداد المسيح، لذلك فهم يستحقون التهذيب وحتى فضحهم بلا رحمة؛ وبغض النظر عن مدى تهذيبهم، فهم لا يستحقون الشفقة، ويجب رفضهم، وأي شخص – أيًّا كان – لديه مبرر لتهذيبهم. هل الأمور كذلك؟ (كلا). هل أنتم متأكدون؟ لماذا يُهذَّب أضداد المسيح؟ لقد ذكرتُ للتو عدة أسباب لهذا. قد يشعر بعض منكم أن هذه الأسباب غير صحيحة، لكنكم لستم متأكدين من ذلك؛ هذا لأنكم لا تفهمون سوى التعاليم، ولا يمكنكم رؤية جوهر الأمر بوضوح. وحقيقة عدم إدراككم لهذا تُظهر أنكم لم تفهموا حقيقة موضوع أسباب تهذيب أضداد المسيح. معظم الناس لا يفهمون سوى التعاليم المتعلقة بهذا الأمر، وهم يعلمون في قلوبهم أنه يجب تهذيب ضِدّ المسيح وفضحه بلا رحمة، لكنهم يفتقرون إلى التمييز فيما يتعلق بالسلوك الفعلي لضِدّ المسيح؛ وهذا يدل على أنهم لا يستطيعون أن يروا بوضوح جوهر هذه المسألة أو جوهر أضداد المسيح. أولئك الذين لا يملكون واقع الحق لا يفهمون إلا التعاليم، ويطبقون اللوائح بشكل أعمى، لذلك إذا كان هناك حقًا أحد أضداد المسيح يفعل شيئًا ما، فلن يتمكنوا من رؤية ذلك بوضوح.

لماذا قد يتم تهذيب ضِدّ المسيح؟ السبب بسيط للغاية؛ بسبب مظاهره المتعددة، والممارسات والسلوكيات المختلفة التي تنكشف من جوهره. وما هي هذه الممارسات، والسلوكيات، والمظاهر؟ أولًا، ينشئ أضداد المسيح ممالكهم المستقلة. وبسبب جوهرهم المضاد للمسيح، فإنهم يتنافسون مع الله على شعبه المختار، ويتنافسون على النفوذ وقلوب الناس؛ كل هذا هو تأسيس لممالكهم المستقلة. وحين ينشئ شخص ما مملكته المستقلة، فهل هو بذلك يقوم بواجبه؟ (كلا). إنه يدير مشروعه الخاص، ويدير مجال تأثيره وسلطانه، ويحاول الفوز بالسيطرة الحصرية على نطاق نفوذه، وتشكيل طائفته الخاصة، وتضليل شعب الله المختار حتى يرفضوا الله ويتبعوه بدلًا من اتباع الله. هذا ليس قيامًا بواجبه، بل هي منافسة ندًّا بنِّد مع الله. وعندما يُظهر ضِدّ المسيح هذه المظاهر، وعندما يفعل هذه الأشياء، فهل يجب تهذيبه؟ (نعم). هل هذا أحد أسباب تهذيب أضداد المسيح؟ هل هذا أحد المظاهر المحددة الخاصة بهم؟ (نعم). لماذا إذن لم تستطيعوا قول ذلك الآن؟ أليست هذه الكلمات على شفاهكم وفي أذهانكم؟ (بلى). هل هذا المظهر يتعارض مع الأسباب النظرية التي ذكرتها للتو؟ ما الفارق بينهما؟ (كانت تلك الأسباب عامة إلى حد ما، في حين أن المظهر الذي ذكره الله للتو مفصل؛ إنه مظهر عملي لضِدّ المسيح). كانت الأسباب المذكورة من قبل عامة، كانت عبارة عن بعض التعاليم فحسب؛ ولم تكن الأسباب المحددة لتهذيب أضداد المسيح على الإطلاق. هذا المظهر هو أحد الأسباب الحقيقية. المظهر الأول هو أنهم يحاولون إنشاء مملكتهم المستقلة. والمظهر الثاني هو تلاعبهم الخفي. ولهذا الأمر نفس طبيعة محاولة المرء إنشاء مملكته المستقلة، لكن الممارسات المحددة مختلفة. ما المقصود بالتلاعب الخفي إذن؟ هل هذا مصطلح إيجابي أم سلبي؟ هل له دلالات مدحية أم ازدرائية؟ (دلالات ازدرائية). ماذا يقصد عادة بالتلاعب الخفي؟ وما أنواع المظاهر التي يتضمنها هذا؟ (أضداد المسيح يفعلون أشياء من وراء الستار من أجل تعزيز مكانتهم. على سبيل المثال، أثناء انتخابات الكنيسة، يلتمسون الأصوات خلف الكواليس). هذا أحد الأشياء التي يتضمنها التلاعب الخفي. باختصار، هذا النوع من المظاهر يعني القيام بأشياء معينة سرًا، دون مناقشة الآخرين، دون شفافية، والتلاعب بالمواقف من وراء الجميع، لا سيما مع عدم السماح للأعلى أو القادة الكبار بمعرفة ذلك. يقوم أضداد المسيح ببعض الأشياء سرًا، وهم يعلمون تمام العلم أن هذه الأشياء تتعارض مع المبادئ ولا تتفق مع الحق، وأن هذه الأشياء تضر ببيت الله، وأن الله يمقت هذه الأشياء. وهم يظلون مصممين على القيام بهذه الأشياء، باستخدام حيل الشيطان والتكتيكات البشرية للتلاعب بالموقف، ثم يتصرفون سرًا. ما أهدافهم من وراء القيام بالأشياء سرًا؟ أحد الأهداف هو الاستحواذ على السلطة، والآخر هو الفوز بأي مصالح يريدونها. ولتحقيق هاتين الغايتين، يقومون بأشياء تخالف مبادئ الحق، وقواعد الكنيسة، ومقاصد الله، والأكثر من ذلك أنها حتى تخالف ضمائرهم. لا توجد شفافية في أفعالهم؛ فهم يخفون الأشياء عن الجميع، أو يخبرون فقط عددًا صغيرًا من المتواطئين معهم ضمن مجال تأثيرهم، حتى يتمكنوا من تحقيق هدفهم المتمثل في السيطرة على الموقف، وخداع القادة الأعلى وشعب الله المختار. يعني التلاعب الخفي أنهم يتخذون قرارات معينة وينظمون بعض الأشياء، بينما معظم الناس غير مدركين تمامًا لذلك، وبعد حدوث هذه الأشياء، لا يعرف معظم الناس مصدرها، أو من بدأها، أو ما الذي حدث بالفعل. لماذا يجهل معظم الناس ما يحدث؟ هذا هو الشر، ووحشية أضداد المسيح. إنهم يخدعون عمدًا الإخوة والأخوات، والقادة الكبار، والأعلى بأفعالهم. وبغض النظر عن الطريقة التي تحاول بها معرفة هذه الأمور أو من الشخص الذي تسأله، فلا أحد يعرف السبب وراءها، ولا سيما بالنسبة للكثير من الأشياء التي حدثت منذ فترة طويلة، لا يزال معظم الناس لا يعرفون ما كان يحدث. هذا هو التلاعب الخفي. إنه تكتيك شائع يستخدمه أضداد المسيح؛ فعندما يريدون فعل شيء ما، فإنهم يكيدون ويخططون له سرًا، دون مناقشته مع أي شخص آخر. إنهم يدبرون المكائد في عقولهم إذا لم يكن لديهم أي شخص يثقون به، وإذا كان لديهم أي أشخاص متواطئون معهم، فإنهم يكيدون ويخططون معهم في السر، وقد يصبح أي شخص ضمن مجال تأثيرهم هدفًا لتلاعبهم ومؤامراتهم. ما السمة الأساسية لهذا النوع من الممارسة؟ إنها الافتقار إلى الشفافية، حيث لا يتمتع معظم الناس بالحق في معرفة ما يجري، ويلعب بهم أضداد المسيح، ويستغلونهم، ويضللونهم، بينما هم في حالة من الارتباك. لماذا ينخرط أضداد المسيح في التلاعب الخفي، ولا يتصرفون بطريقة منفتحة أو شفافة، أو يسمحون للجميع بالحق في معرفة ما يجري؟ هذا لأنهم يعرفون جيدًا وبوضوح أن ما يفعلونه لا يتماشى مع مبادئ أو قواعد بيت الله، وأنهم يرتكبون أفعالًا سيئة بتهور. إنهم يعلمون أنه إذا كان معظم الناس على علم بما كانوا يفعلونه، فإن بعضهم سوف يثور ويعارضهم، وإذا علمت القيادة العليا بذلك، فسوف يتعرضون للتهذيب والإعفاء، ومن ثم تصبح مكانتهم في خطر. لهذا السبب يتبنون أسلوب التلاعب الخفي في بعض الأشياء التي يقومون بها، ولا يسمحون للآخرين بمعرفة شيء عنها. هل عواقب تلاعبهم الخفي مفيدة لعمل الكنيسة وشعب الله المختار؟ هل تفيد في تعليم الجميع؟ بالطبع لا. معظم الناس مضللون ومخدوعون، ولا يستفيدون منها على الإطلاق. هل أسلوب التلاعب الخفي الذي يستخدمه أضداد المسيح متوافق مع مبادئ الحق؟ هل هذا التصرف يتوافق مع متطلبات الله؟ (لا). إذن، عندما تُكتشف هذه المظاهر من أضداد المسيح المتورطين في التلاعب الخفي، فهل ينبغي تهذيبهم؟ هل ينبغي فضحهم ورفضهم؟ (نعم). إن التورط في التلاعب الخفي يعدُّ أحد المظاهر الملموسة لأضداد المسيح.

ما المظاهر الأخرى الشائعة عندما يعمل أضداد المسيح؟ (يقمع أضداد المسيح الناس ويعذبونهم من أجل مكانتهم الخاصة). من بين الأشياء الأكثر شيوعًا أن يعذب أضداد المسيح الأشخاص الآخرين، وهذا أحد المظاهر الملموسة لديهم. وللحفاظ على مكانتهم، يطالب أضداد المسيح دائمًا أن يصغي إليهم الجميع. وإذا وجدوا أن شخصًا ما لا يصغي إليهم، أو ينفر منهم ويقاومهم، فسوف يستخدمون أساليب لقمع ذلك الشخص وتعذيبه بهدف إخضاعه. أضداد المسيح يقمعون غالبًا أولئك الذين لديهم آراء مختلفة عن آرائهم هم. وغالبًا ما يقمعون الذين يسعون إلى الحق ويقومون بواجباتهم بإخلاص، والذين لديهم نسبيًا قدر من الحشمة والاستقامة، والذين لا يتزلفون إليهم أو يتملقونهم. إنهم يقمعون أولئك الذين لا ينسجمون معهم أو يذعنون لهم. أضداد المسيح لا يعاملون الآخرين بناءً على مبادئ الحق. إنهم لا يستطيعون معاملة الناس بإنصاف. عندما يكرهون شخصًا ما، وعندما يبدو أن شخصًا ما لم يُذعن لهم من قلبه، فإنهم يجدون فرصًا وأعذارًا، بل ويختلقون ذرائع عديدة مختلفة لمهاجمة ذلك الشخص وتعذيبه، ويتمادون إلى حد التظاهر بأداء عمل الكنيسة لقمعه. ولا يهدأون إلى أن يصبح الناس طائعين لهم دون جرأة على رفض ما يقولونه، وإلى أن يعترف الناس بمكانتهم وسلطتهم، ويُلقوا عليهم التحية بابتسامة، ويُعبِّروا عن تأييدهم وإذعانهم لهم، ولا يجرؤوا على تكوين أي أفكار عنهم. وفي أي موقف وفي أي مجموعة، لا توجد كلمة "إنصاف" في معاملة ضد المسيح للآخرين، ولا توجد كلمة "محبة" في معاملتهم للإخوة والأخوات الذين يؤمنون بالله حقًا. إنهم يعتبرون أي شخص يُشكِّل تهديدًا لمكانتهم شوكةً في ظهورهم وغصة في حلقهم، وسوف يجدون فرصًا وذرائع لتعذيبه. وإذا لم يُذعن ذلك الشخص، فإنهم يعذبونه، ولا يتوقفون إلى أن يخضع ذلك الشخص. وهذا الذي يفعله أضداد المسيح لا يتوافق على الإطلاق مع مبادئ الحق، وهو يعادي الحق؛ لذا هل يجب تهذيبهم؟ ليس ذلك فحسب؛ بل إن أي شيء أقل من فضحهم، وتمييزهم، وتصنيفهم لن يفي بالغرض. ضِدُّ المسيح يعامل الجميع وفقًا لتفضيلاته، ونواياه وأهدافه الخاصة. وفي ظل سلطانه، فإن كل من لديه حس بالعدالة، وكل من يمكنه أن يتكلم بإنصاف، وكل من يجرؤ على محاربة الظلم، وكل من يتمسك بمبادئ الحق، وكل من هو موهوب ومتعلم حقًا، وكل من يمكنه أن يشهد لله؛ جميع أمثال هؤلاء الناس سوف يواجهون حسد ضد المسيح، وسوف يُقمَعون ويُطرَدون بل ويُداسون تحت قدم ضد المسيح بحيث لا يستطيعون النهوض مرة أخرى. هذه هي الكراهية التي يتعامل بها ضد المسيح مع الصالحين وأولئك الذين يسعون إلى الحق. يمكن القول إن الغالبية تقريبًا من هؤلاء الناس، الذين يحسدهم ضد المسيح ويقمعهم هم أناس إيجابيين وصالحين. ومعظمهم أناس سوف يُخلِّصهم الله، ويمكن أن يستخدمهم، وسوف يُكمِّلهم. عند استخدام مثل هذه الأساليب من القمع والإقصاء ضد أولئك الذين سوف يُخلِّصهم الله، ويستخدمهم، ويُكمِّلهم، ألا يكون أضداد المسيح أعداء لله؟ أليسوا أناسًا يقاومون الله؟ وبما أنهم يشعرون بالغيرة من أولئك الذين يسعون إلى الحق بهذه الطريقة، ويهاجمونهم ويستبعدونهم، فإنهم يزعجون بشكل مباشر عمل الكنيسة ودخول شعب الله المختار إلى الحياة. هذا النوع من أضداد المسيح ليس عدائيًا فقط تجاه الله المتجسد، بل وأيضًا تجاه أولئك الذين يتبعون الله وأولئك الذين يسعون إلى الحق. هذا هو ضِدّ المسيح الحقيقي. هل ينبغي على شعب الله المختار أن يميزوا هذا النوع من مظاهر أضداد المسيح؟ هل ينبغي عليهم فضح أضداد المسيح ورفضهم؟ هل يمكن معالجة نوع الشخصية التي يمتلكها أضداد المسيح من خلال عقد شركة عن الحق؟ إن شخصيتهم هي شخصية كراهية للحق ولله، وهم لن يقبلوا الحق أو يخضعوا له أبدًا. لذلك فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع مثل أضداد المسيح الحقيقيين هؤلاء هي فضحهم، وتمييزهم، ومن ثم رفضهم. هذا يتماشى تمامًا مع مبادئ الحق ومقاصد الله. إن قيام أضداد المسيح بتعذيب شعب الله المختار بهذه الطريقة يعني بوضوح أنهم يضعون أنفسهم في مواجهة مع الله، ويتنافسون معه على شعبه المختار. إنهم يحسدون ويكرهون أولئك الذين لا يستطيعون تضليلهم والسيطرة عليهم. إنهم غير قادرين على كسب هؤلاء الناس، لكنهم أيضًا لا يسمحون بأن يربحهم الله. وبهذه الطريقة، ألا يلعبون دور الشيطان في الكنيسة، الذي يتنافس مع الله على شعب الله المختار، ويجلب عليهم الأذى والخراب؟ يرغب أضداد المسيح في إخضاع شعب الله المختار الذي يسعى إلى الحق، وإبقاءه تحت سيطرتهم، ومنع الله من أن يربحهم، ويرغبون أيضًا في تضليل كل أولئك الذين يتبعون الله وجعل هؤلاء الناس يتبعونهم، والقضاء على فرصهم في الخلاص. حينها فقط سيكونون قد حققوا هدفهم. أليس أضداد المسيح الذين يؤذون الناس حتى الموت هم أعداء الله اللدودون؟ يجب أن تتمكنوا من تمييزهم.

ما المظاهر الأخرى لدى أضداد المسيح؟ (إنهم يعارضون ترتيبات العمل، ويفعلون الأشياء بطريقتهم الخاصة فقط). ثمة بعض أوجه التشابه بين هذا وبين إنشاء المملكة المستقلة والتلاعب الخفي، لكنه أيضًا مظهر آخر محدد. كيف يقوم أضداد المسيح بفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة؟ (يصدر الأعلى ترتيبات العمل ليطلب من شعب الله المختار تمييز القادة الكذَبة وأضداد المسيح، لكن بعض أضداد المسيح لا ينفذون ترتيبات العمل هذه، بل يستخدمون الذريعة القائلة "لا يمكنك تمييز الآخرين إلا عندما تكون قادرًا على تمييز نفسك" لجعل الجميع يعرفون أنفسهم، وهو ما يمنع الإخوة والأخوات من تمييز القادة الكذَبة وأضداد المسيح). هذا يعارض ترتيبات عمل الأعلى، إضافة إلى أنه فعل للأشياء بطريقتهم الخاصة. وماذا أيضًا؟ (أضداد المسيح لديهم أفكارهم الخاصة حول ترتيبات عمل الأعلى. ظاهريًا، يبدو أنهم قادرون على تنفيذ هذه الترتيبات وأنهم يعقدون شركة مع الإخوة والأخوات، لكنهم لا يتابعون هذه الأشياء أو يسألون عنها أبدًا، ويتجاهلونها فحسب بعد ذلك). إن قيام أضداد المسيح بفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة يعني في المقام الأول أنه أيًا كان العمل الذي يرتبه الأعلى أو العمل الذي يطلب الأعلى من أولئك الذين هم أقل منزلةً أن ينفذوه، فإن أضداد المسيح سيضعونه جانبًا، ويتجاهلونه، ولن يوصِّلوه، ولن ينفذوه، ثم سيفعلون ما يريدون، وما هم على استعداد للقيام به، وما سيفيدهم. على سبيل المثال، في إصدار كتب كلام الله، وفقًا لمبادئ الكنيسة الخاصة بتوزيع الكتب، يجب على كل شخص يعيش حياة كنسية عادية أن يكون لديه كتاب. لكن عندما يرى ضِدّ المسيح هذا، فإنه يفكر قائلًا: "كتاب لكل شخص؟ ألن تكون هذه صفقة سيئة بالنسبة لي؟ لا يمكن أن يكون هناك كتاب لكل شخص؛ يجب أن أقوم بهذا العمل وأنفذه بناءً على اعتقاد كل شخص بالتحديد عني. لا ينبغي أن يكون الأمر متعلقًا فقط بعيش حياة كنسية عادية، بل يتعلق بمن يعطي أكثر من التقديمات بشكل عام. بدون استثناء، الأشخاص الذين لا يقدمون أي تقديمات أو من هم فقراء لا ينبغي لهم الحصول على كتاب. إذا توسلوا إليّ من أجل كتاب ودفعوا بعض النقود، فحينها بناءً على كيفية تصرفهم، سأقرر ما إذا كنت سأعطيهم كتابًا أم لا". هل هذا قيام بالأشياء وفقًا للمبادئ؟ ما الذي يفعلونه؟ إنهم يفعلون الأشياء بطريقتهم الخاصة. إن فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة يعني وضع سياساتهم الخاصة خارج ترتيبات العمل القائمة، والتصرف وفقًا لهذه السياسات في كنيستهم المحلية، وعدم تنفيذ ترتيبات العمل والمبادئ المطلوبة من قِبل بيت الله على الإطلاق، والعمل بدلًا من ذلك وفقًا لأهدافهم وغاياتهم الخاصة. لقد كانوا في الظاهر يوزعون الكتب، ويبدو أن هذه المهمة قد اكتملت. لكن ماذا كان الأساس وراء القيام بذلك؟ لم يكن ذلك قائمًا على ترتيبات عمل بيت الله أو قواعد الكنيسة، بل كان قائمًا على سياساتهم الخاصة، وأساليبهم الخاصة. هذا هو فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة. إنهم لا يظهرون أي خضوع على الإطلاق لترتيبات عمل بيت الله؛ إنهم غير قادرين على تطبيقها أو تنفيذها بشكل صارم، وبدلًا من ذلك يقومون سرًا بوضع العديد من القواعد واللوائح الخاصة بهم والتي يمارسونها وينفذونها داخل كنيستهم المحلية. هذا ليس فقط إنشاءً لمملكتهم المستقلة، بل إنه أكثر من ذلك، إنه فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة. وبعبارة أخرى، عندما ينفذون ترتيبات العمل في كنيستهم المحلية، فهذه ترتيبات من عندهم، شيء مختلف عن ترتيبات العمل التي أصدرها الأعلى وتم تنفيذها في كنائس أخرى. ظاهريًا، يبدو أنهم نفذوا واجبهم، لقد تلقوا ترتيبات العمل وقرأوها، لكن لديهم طرقهم الخاصة لكيفية تنفيذها على وجه التحديد. إنهم ببساطة يتجاهلون ترتيبات عمل بيت الله، ويخالفونها علانية. هذا يسمى فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة. لماذا يقوم أضداد المسيح بفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة؟ (إنهم يريدون ممارسة السلطة داخل الكنيسة، ويريدون أن يكون لهم القول الفصل في كل شيء). صحيح. إنهم يريدون فقط امتلاك السلطة؛ إنهم يبحثون عن أي فرصة وكل فرصة لامتلاك السلطة والسيطرة على الآخرين، ويستغلونها لحمل الآخرين على الإصغاء إليهم، وطاعتهم، والخوف منهم. إنهم يرغبون في استخدام ممارساتهم المختلفة للسيطرة على الآخرين، ولجعل الجميع يدركون أنهم وحدهم من يملكون السلطة في هذا المكان، وليس أي شخص آخر، وأنه ببساطة من المستحيل للآخرين ألا يمروا من خلالهم، أو أن يتخطوهم، وأنه لا يستطيع أحد أن يتجاوزهم. إنهم يريدون في المقام الأول السيطرة على شعب الله المختار والاستيلاء على السلطة. من الواضح جدًا أن أضداد المسيح الذين يتصرفون بهذه الطريقة لا يتعاملون مع الأشياء وفقًا لمبادئ الحق أو متطلبات بيت الله. إنه ليس شيئًا ينبغي على قائد أو أي شخص يقوم بواجبه بشكل طبيعي أن يفعله. لذا عندما يُظهر أضداد المسيح هذا المظهر، فهل يجب تهذيبهم؟ هل يجب فضحهم ورفضهم؟ (نعم).

ما بعض المظاهر الأخرى التي يبديها أضداد المسيح؟ (أضداد المسيح يسرقون التقدمات، وينفقون أموال بيت الله على متعتهم الخاصة، ويتمتعون بامتيازات خاصة). التمتع بامتيازات خاصة هو أحد المظاهر المحددة لأضداد المسيح. في اللحظة التي يكتسب فيها ضِدّ المسيح مكانة، فما من شيء يمكن أن يردعه؛ إنه يرى الآخرين كأشياء يجب أن تداس تحت الأقدام، وفي كل ما يفعله يريد أن يخطف الأضواء، وأن يحقق الاستفادة الكاملة. إنه يسعى إلى اكتساب اليد العليا في كل ما يفعله، وكذلك عندما يتحدث. وأيًا كان المقعد الذي يجلس فيه، يريده أن يكون مميزًا. وأيًا كانت المعاملة التي يتمتع بها في بيت الله، فإنه يريد أن تكون أفضل من أي معاملة يتلقاها أي شخص آخر. إنه يريد أن يفكر الجميع فيه بمزيد من الاحترام، وأن ينظرون إليه بتقدير أكثر من أي شخص آخر. وعندما لا يتمتع بمكانة، فإنه يريد انتزاعها، وما إن يحصل على مكانة حتى يصبح متغطرسًا بشكل لا يصدق. ينبغي على كل من يتحدث إليه أن يحدِّق به بإعجاب، ولا يمكن لأحد أن يسير جنبًا إلى جنب معه، وإنما يجب أن يقف خلفه خطوة أو خطوتين؛ لا يمكن لأحد أن يتحدث إليه بصوت مرتفع أكثر من اللازم أو بحدَّة زائدة عن اللازم، أو يستخدم الكلمات الخاطئة، أو ينظر إليه بطريقة خاطئة. سوف ينتقد الجميع، وسيكون لديه ما يقوله عنهم. لا يمكن لأحد أن يسيء إليه أو ينتقده؛ وإنما يتعين على الجميع أن يحترمه ويمدحه ويتملقه. ما إن يكتسب ضِدّ المسيح مكانة حتى يتصرف بتعسف وعناد في كل مكان يذهب إليه، ويتباهى حتى يقدِّره الآخرون. إنه لا يكتفي بالتمتع بالمكانة وتقدير الآخرين له فحسب، وإنما تمثل الملذات المادية أيضًا أهمية خاصة بالنسبة له. إنه يريد أن يبقى مع المضيفين الذين يقدمون له أفضل معاملة. لا يهمه من هو مضيفه، فلديه مطالب خاصة فيما يتعلق بما يأكله، وإن لم يكن الطعام جيدًا بما يكفي، فسوف يجد فرصة لتهذيب مضيفه. إنه يرفض قبول أي ملذات دون المستوى؛ يجب أن يكون طعامه، وملبسه، ومسكنه، ووسائل نقله على أعلى مستوى، وببساطة لن يكون المستوى المتوسط مقبولًا. لا يمكنه قبول الأشياء التي تماثل ما يتلقاه الإخوة والأخوات العاديون. إذا كان الآخرون يستيقظون في الخامسة أو السادسة صباحًا، فسوف يستيقظ هو في السابعة أو الثامنة صباحًا. ويجب استبقاء أفضل الأطعمة والأغراض له. وحتى التقدمات التي يقدمها الناس يجب أن يقوم هو بفرزها أولًا، وسوف يحتفظ بكل ما هو جيد أو قيِّم، أو ما يلفت انتباهه، ويترك ما تبقى للكنيسة. وهناك شيء آخر هو الأكثر إثارة للاشمئزاز يفعله أضداد المسيح. ما هو؟ ما إن يمتلكوا المكانة حتى تزداد شهيتهم، وتتسع آفاقهم، ويتعلمون إمتاع أنفسهم، وبعد ذلك تنشأ لديهم رغبة في إنفاق المال، والاستهلاك، مما يترتب عليه أنهم يريدون أن يحتفظوا لأنفسهم بكل الأموال التي تستخدمها الكنيسة في عملها، وأن يخصصوها كما يحلو لهم، وأن يتحكموا بها وفقًا لرغباتهم. أضداد المسيح يستمتعون بشدة بهذا النوع من السلطة وهذا النوع من المعاملة، وما إن يمتلكوا السلطة حتى يرغبوا في أن يوقِّعوا بأسمائهم على كل شيء، مثل الشيكات والاتفاقيات المختلفة. إنهم يريدون الاستمتاع بهذا الشعور المتمثل في مهر توقيعهم بقلم على نحو مستمر، وإهدار المال مثل الماء. عندما لا يتمتع ضِدّ المسيح بمكانة، لا يمكن لأحد أن يرى هذه المظاهر عليه، أو يرى أنه من هذا النوع من الأشخاص، وأن لديه هذا النوع من الشخصية، وأنه قد يأتي بمثل هذه الأفعال. لكن ما إن يكتسب مكانة حتى ينكشف كل هذا. إذا انتُخِب في الصباح، فإنه بحلول بعد الظهيرة يصبح متغطرسًا بشكل لا يصدق، يرفع أنفه عاليًا، ويمشي بعُجب وخيلاء، ولا يحترم الناس العاديين. يحدث هذا التغيير بسرعة كبيرة. لكن في الواقع، هو لم يتغير؛ وإنما انكشف فحسب. إنه يتخذ هذه الهيئة المتغطرسة، وماذا سيفعل؟ إنه يريد العيش على حساب الكنيسة، والانغماس في فوائد المكانة. في كل مرة يقدم فيها شخص ما طعامًا لذيذًا، يبدأ في التهامه بشراهة، بينما يطلب مكملات صحية للحفاظ على لحمه النتن. غالبًا ما يحدث أن يستمتع أضداد المسيح بامتيازات خاصة؛ هناك اختلافات فقط من حيث درجة الأهمية. عندما يحدث لأي شخص يتمسك بالملذات الجسدية أن يصبح قائدًا، فإنه يريد أن يستمتع بامتيازات خاصة. هذه هي شخصية أضداد المسيح. في اللحظة التي يكتسبون فيها مكانة، يصبحون مختلفين تمامًا. إنهم يتمسكون بكل الملذات والمعاملة الخاصة التي تأتي مع المكانة بشدة وبإحكام لتبقى أمام أنظارهم، وفي متناولهم، ولن يتركوها أو يفلتوا قبضتهم عن أي جزء منها، أو يسمحوا لمثقال ذرة منها بأن ينسل من بين أيديهم. أي من هذه المظاهر والممارسات الخاصة بأضداد المسيح تعمل وفقًا لمبادئ الحق؟ ولا واحدة منها. جميعها مقززة ومثيرة للاشمئزاز؛ المسألة ليست فقط أن ممارساتهم ومظاهرهم لا تتفق مع مبادئ الحق، وإنما هم بالتأكيد لا يمتلكون أدنى قدر من الضمير أو العقل أو الشعور بالخجل. عندما يتمتع أضداد المسيح بالمكانة، فبخلاف ارتكابهم للخطايا باستهانة، والعمل لخدمة نفوذهم ومكانتهم، فإنهم لا يفشلون فقط في القيام بأي شيء من شأنه أن يفيد عمل الكنيسة أو دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، بل إنهم أيضًا يستمتعون بفوائد المكانة، والملذات الجسدية، وتوقير الناس لهم واحترامهم لهم. بل إن بعض أضداد المسيح يجدون أشخاصًا لخدمتهم، فيقدم لهم آخرون الشاي الذي يشربونه، ويغسلون لهم الملابس التي يرتدونها، حتى أن لديهم شخصًا معينًا يفرك ظهورهم عندما يستحمون، وآخر يقوم على خدمتهم عندما يأكلون. والأسوأ من ذلك أن بعضهم لديه قائمة طعام محددة لكل من الوجبات الثلاث اليومية، وفوق هذا، يريدون تناول المكملات الصحية، وأن يُطهى لهم جميع أنواع الحساء المختلفة. هل يشعر أضداد المسيح بالخزي؟ كلا، لا يشعرون بالخزي! هل ترون أن الاكتفاء بتهذيب هذا النوع من الأشخاص يعد تسامحًا بدرجة ما؟ هل خضوعهم للتهذيب سيجعلهم يشعرون بالخزي؟ (كلا، لن يفعل). إذن، كيف يمكن حل هذه المشكلة؟ الأمر بسيط للغاية. بعد التهذيب، افضحهم، ودعهم يعرفون من هم. وسواء أذعنوا لهذا أم لا، فيجب إعفاؤهم وينبغي على الجميع رفضهم. ما إن تكتشفوا ضِدِّ المسيح، هل يمكنكم رفضه؟ هل تجرؤون على الوقوف والإبلاغ عنه وفضحه؟ (نعم). هل تجرؤون حقًا أم لا؟ عندما يكون لديك آخرون يدعمونك الآن، ستجرؤ على أن تقف وتفضحه، ولكن بدون دعم، هل ستظل لديك تلك الشجاعة؟ ثمة أمان حيث أنت الآن، بدون حكم التنين العظيم الأحمر، لذلك تفكر قائلًا: "ما الذي ينبغي أن أخاف منه؟ أليس سوى ضِد للمسيح؟ مع دعم الله لنا، لديَّ الشجاعة لفضح أضداد المسيح ولست خائفًا!" غير أن الأمر مختلف في بلد التنين العظيم الأحمر. إذا فضحت ضِدّ المسيح وخسر مكانته، فسوف يجرؤ على تعذيبك والتخلي عنك وتسليمك إلى أيدي السلطات. هل ستظل تجرؤ على فضحه؟ (ربما لا). ربما لا. سيتغير موقفك على الفور؛ في تلك البيئة، لن تجرؤ على فضحه. إذن، هل عدم الجرأة على فضحه أمر صحيح؟ إنه أمر غير صحيح، ليس لديك شهادة، وهذا يعني أنك لست غالبًا؛ إنه ليس شيئًا ينبغي أن يقوله تابع لله. افترض أنك صامت، لكن قلبك يصرخ مرارًا وتكرارًا قائلًا: "أنت ضد للمسيح، إنك إبليس وشيطان، سأفضحك. سأستخدم الحكمة لرفضك، وتطهير الكنيسة منك! أنت لا تستحق السكنى في بيت الله، أنت إبليس، أنت شيطان! ورغم أنني لا أفضحك علنًا بكلامي، فإنني أرفضك من أعماق قلبي. سأبحث عن المزيد من الإخوة والأخوات الذين يفهمون الحقيقة وسنرفضك سويًا. لن نقبل قيادتك أو تلاعبك!" هل هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرف؟ (نعم). قد تكون البيئة مناوئة، وفضح ضِدّ المسيح علانيةً قد يعرضك للخطر، لكن لا يمكنك ترك إرسالية الله ومبادئ الحق وواجبك أو التخلي عنها. أما بالنسبة لأضداد المسيح أولئك الذين يستمتعون بامتيازات خاصة، والذين يتمتعون بلا خجل بفوائد المكانة، فينبغي علينا رفضهم، وألا نسمح لهم بأن يصبحوا طفيليات في بيت الله، أو أن يؤذوا أو يضلِّلوا أي إخوة وأخوات آخرين. يجب أن نطهِّر الكنيسة منهم. إن موارد بيت الله ليست لدعم هذه الطفيليات. إنهم لا يستحقون الأكل داخل بيت الله، ولا يستحقون التمتع بكل شيء في بيت الله. ما السبب في هذا؟ لأنهم أبالسة، ويستحقون أن يُرفضوا. هذا مظهر آخر من مظاهر أضداد المسيح؛ الاستمتاع بامتيازات خاصة، الاستمتاع بامتيازات خاصة بلا خجل. إنهم، دون أن يسهموا بأي شيء، ما إن ينالوا منصبًا قياديًا حتى يستولوا على السلطة، وينغمسوا في فوائد مكانتهم، ويجبروا الإخوة والأخوات على طهي وشراء طعام لذيذ لهم، ويسرقوا منهم ممتلكاتهم التي حصلوا عليها بشقِّ الأنفس، وينتزعوا أموالهم وأغراضهم. بالنسبة لهم، إنه التصرف المنطقي المعتاد، فرصة لا تقدر بثمن، فرصة لن تأتي مرة أخرى. أليس هذا هو تفكير إبليس؟ يا له من تفكير وقح. ينبغي على الإخوة والأخوات تهذيب هذا النوع من الأشخاص وفضحه ورفضه.

ما بعض المظاهر الأخرى لأضداد المسيح؟ هل خداع من هم أعلى وأدنى من الشخص يعدُّ مظهرًا محددًا؟ (نعم). أضداد المسيح أشرار بطبيعتهم؛ إنهم لا يمتلكون قلبًا صادقًا، أو محبًا للحق، أو محبًا للأشياء الإيجابية. غالبًا ما يعيشون في زوايا مظلمة؛ إنهم لا يتصرفون بسلوك الصدق، ولا يكونون مباشرين في كلامهم، وهم أشرار ومخادعون تجاه الآخرين وتجاه الله. إنهم يريدون خداع الآخرين، وخداع الله أيضًا. إنهم لن يقبلوا إشراف الآخرين، فضلًا عن تمحيص الله. وعندما يكونون بين الآخرين، لا يريدون أبدًا أن يعرف أي شخص ما يفكرون فيه ويخططون له في أعماقهم، أو أي نوع من الأشخاص هم، وما الموقف الذي يضمرونه تجاه الحق، وما إلى ذلك؛ إنهم لا يريدون أن يعرف الآخرون أي شيء من هذا، كما أنهم يريدون أن يخدعوا الله بالتملق، وأن يبقوه في الظلام. ولهذا السبب، عندما لا يتمتع ضِدّ المسيح بالمكانة، وعندما لا تتاح له الفرص للتلاعب بالموقف في مجموعة من الناس، فلا يمكن إذن لأحد أن يعرف بحق ما يكمن وراء كلامه وأفعاله. سيتساءل الناس: "ما الذي يفكر فيه كل يوم؟ هل هناك أي نوايا تكمن وراء أدائه لواجبه؟ هل يُظهر الفساد؟ هل يشعر بأي غيرة أو كراهية تجاه الآخرين؟ هل لديه أي تحيُّزات ضد الآخرين؟ ما آراؤه بشأن ما يقوله الآخرون؟ كيف يفكر عندما يواجه أشياء معينة؟" أضداد المسيح لا يسمحون أبدًا للآخرين بمعرفة ما يحدث معهم في الحقيقة. حتى لو عبَّروا عن رأيهم في شيء ما بكلمات قليلة، فسيكونون غامضين ومبهمين، وتدور أحاديثهم في دوائر مفرغة ومربكة بحيث لا يستطيع الآخرون معرفة ما يحاولون توصيله، ولا يعرفون ما يريدون قوله، أو ما يحاولون التعبير عنه، ما يترك الجميع في حيرة من أمرهم. بعد أن يكتسب شخص مثل ذلك مكانة، يصبح أكثر كتمانًا في سلوكه مع الآخرين. إنه يريد حماية طموحاته، وسمعته، وصورته، واسمه، ومكانته، وكرامته، وما إلى ذلك. لهذا السبب لا يريد أن يكون صريحًا بشأن كيفية قيامه بالأشياء أو دوافعه وراء القيام بها. وحتى عندما يرتكب خطًا، أو يكشف عن شخصية فاسدة، أو عندما تكون الدوافع والنوايا وراء أفعاله خاطئة، فإنه لا يريد الانفتاح والسماح للآخرين بمعرفة ذلك، وغالبًا ما يتظاهر بالبراءة والكمال لكي يخدع الإخوة والأخوات. ومع الأعلى ومع الله، لا يقول إلا أشياء تبدو لطيفة، وغالبًا ما يستخدم أكاذيب وأساليب خادعة للحفاظ على علاقته بالأعلى. عندما يقدم تقريرًا إلى الأعلى عن عمله، ويتحدث إلى الأعلى، فإنه لا يقول أبدًا أي شيء غير سار، حتى لا يتمكن أحد من اكتشاف أيٍّ من نقاط ضعفه. لن يذكر أبدًا ما فعله في الأسفل، أو أيًا من المشكلات التي نشأت في الكنيسة، أو المشكلات أو العيوب في عمله، أو الأشياء التي لا يمكنه فهمها أو رؤيتها بوضوح. إنه لا يسأل أو يطلب مع الأعلى بشأن هذه الأشياء، وبدلًا من ذلك يقدِّم صورة ومظهرًا يعكسان الكفاءة في عمله، وكونه قادرًا على تحمل عمله بالكامل. إنه لا يبلِّغ عن أي من المشكلات الموجودة في الكنيسة إلى الأعلى، وبغض النظر عن مدى فوضوية الأشياء التي قد تكون في الكنيسة، أو حجم العيوب التي ظهرت في عمله، أو ما كان يفعله في الأسفل بالضبط، فإنه يخفي كل ذلك مرارًا وتكرارًا، ويحاول ألا يسمح أبدًا للأعلى بالاطلاع على أي أخبار عن هذه الأشياء أو سماعها، حتى أنه يتمادى إلى حدِّ نقل الأشخاص المرتبطين بهذه الأمور أو الذين يعرفون حقيقته إلى أماكن بعيدة في محاولة لإخفاء ما يحدث حقًا. ما نوع هذه الممارسات؟ ما نوع هذا السلوك؟ هل هذا نوع المظهر الذي ينبغي أن يبديه شخص يسعى إلى الحق؟ من الواضح جدًا أنه ليس كذلك. إنه سلوك إبليس. سيبذل أضداد المسيح قصارى جهدهم لإخفاء أي شيء يمكن أن يؤثِّر على مكانتهم أو سمعتهم وستره، وإخفاء هذه الأشياء عن الآخرين وعن الله. هذا خداع لمن هم أعلى منهم ومن هم أدنى منهم. غالبًا ما يقولون لمن هم أدنى منهم: "إن الأعلى يفكر فيّ كثيرًا، ويقدِّرني كثيرًا. لقد كلفني بمهام كذا وكذا، وائتمنني على عمل مهم هكذا. إنه يعتني بي جيدًا بحق، ويقدم لي التوجيهات اللازمة لعملي، كما أنه يتحمل مسؤولية حياتي أيضًا. لقد هذبني الأعلى بسبب أمور كذا وكذا، وقد قبلتها بهذه الطريقة وتلك، وفهمي لها هو كذا وكذا. انظر إلى مدى محبة الله لي؛ لقد هذبني شخصيًا، ومنحني توجيهًا شخصيًا في عملي". بالنسبة للأعلى، فإن أضداد المسيح يتبنون طريقة لتحمل قدر كبير من المسؤولية عن عملهم، والاهتمام العميق بالإخوة والأخوات، وتكريس قلوبهم وقوتهم بالكامل، لكنهم لن ينطقوا بكلمة واحدة عن أخ أو أخت يطرح فكرة أو رأيًا مختلفًا عنهم، أو عن أي عيوب أو انحرافات في عملهم. إنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على علاقة جيدة مع أولئك الذين هم أدنى منهم، بينما يحاولون جاهدين إخفاء الحقائق المختلفة حولهم عن الأعلى، خائفين من إعفائهم إذا اكتشف الأعلى ما يحدث معهم حقًا. أليس هذا خداعًا لمن هم أعلى منهم ومن هم أدنى منهم؟ في اللحظة التي يستحوذ فيها ضِدّ المسيح على السلطة، فإنه يفعل كل ما في وسعه لإخفاء حقيقته حتى لا يتمكن أحد من معرفة حالته الحقيقية بوضوح، أو موقفه الحقيقي، أو إنسانيته الفعلية، أو قدراته في العمل. وسوف يستخدم جميع أنواع الأساليب والوسائل لإخفاء هذه الأشياء، حتى يتمكن من اكتساب موطئ قدم راسخ والاستمتاع بسلطته وفوائد مكانته إلى الأبد. إن خداع من هم أعلى ومن هم أدنى من الشخص هو شيء لا يفعله إلا أضداد المسيح. هل يتماشى هذا مع مبادئ الحق؟ هل هذا مظهر ينبغي أن يبديه شخص يخدم الله؟ هل هو مظهر ينبغي أن يبديه شخص يسعى إلى الحق؟ (كلا). لذا، عندما يبدي ضِدّ المسيح هذا النوع من المظهر، وهذا النوع من الشخصية، فهل يجب تهذيبه؟ (نعم).

لقد تحدثنا للتو عن ستة أسباب لتهذيب أضداد المسيح. الأول هو إنشاء ممالكهم الخاصة المستقلة؛ والثاني هو الانخراط في التلاعب الخفي؛ والثالث هو تعذيب الآخرين؛ والرابع هو القيام بالأشياء بطريقتهم الخاصة؛ والخامس هو الاستمتاع بامتيازات خاصة؛ والسادس هو خداع من هم أعلى ومن هم أدنى منهم. هل هناك أي أسباب أخرى؟ (نشر البدع والمغالطات لتضليل الإخوة والأخوات). (عدم تمجيد الله أو الشهادة له أبدًا، وبدلًا من ذلك الشهادة لأنفسهم دائمًا، ويكثرون الحديث بكلام وتعاليم تهدف إلى تضليل الناس). (دينونة، ومهاجمة، وكراهية الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس). من بين هذه الأشياء الثلاثة، أيها قريب نسبيًا في جوهره من الأسباب الستة التي ناقشناها بالفعل؟ (دائمًا ما يمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها، ولا يشهدون لله أبدًا). هذا السبب خطير نسبيًا في طبيعته. ويأتي في المنزلة الثانية بعد هذا السبب مهاجمة الرجل الذي يستخدمه الروح القدس وإدانته، ويلي ذلك نشر المغالطات لتضليل الناس. ينبغي أن تكون هناك بعض المظاهر الأخرى المحددة لأضداد المسيح، لكن هذه المظاهر تمثل كل شيء تقريبًا، لذلك لسنا بحاجة إلى الخوض في تفاصيل غير ضرورية حول كل واحد منها اليوم. هذا ليس محور تركيز شركة اليوم؛ وإنما ينصب التركيز اليوم بدلًا من ذلك على كيف أن ضد المسيح لن يقبل أن يُهَذب، وكيف لا يلتزم سلوك التوبة عندما يرتكب أي خطأ، وبدلًا من ذلك ينشر المفاهيم ويطلق الدينونة على الله علنًا. وبعبارة أخرى، موقف ضِدَّ المسيح بعد تهذيبه، وأصل هذا الموقف، وجوهر شخصيته الحقيقية؛ هذه هي النقاط المحورية التي ينبغي أن نعقد شركة حولها. الأشياء الأخرى التي تناولناها للتوِّ هي موضوعات أصغر مرتبطة بهذه النقطة إلى حدٍّ ما. ونظرًا لأننا ناقشناها بتفصيل كافٍ من قبل، فقد عقدنا شركة اليوم حولها بطريقة شاملة وعامة، ملخصين شركتنا السابقة حول المظاهر المختلفة لأضداد المسيح. يمتلك أضداد المسيح هذه المظاهر، هذه الشخصيات والجواهر، وقد فعلوا هذه الأنواع من الأشياء، لذلك يجب تهذيبهم ورفضهم. لكن هل يعترف ضِدّ المسيح الحقيقي، الشخص الذي يمتلك جوهر ضِدّ المسيح، بهذه الأشياء التي فعلها أو أن هذه المظاهر الخاصة به هي مظاهر ضِدّ المسيح؟ (لا، لن يعترف بذلك). متى رأيت الشيطان إبليس يعترف بأنه يعارض الله؟ إنه لن يعترف أبدًا بمعارضته لله، وبغض النظر عن نوع الأخطاء التي ارتكبها، فلن يعترف أبدًا بأنه كان مخطئًا. لذا، فلنبدأ موضوع شركة اليوم من منظور هذا الجوهر لأضداد المسيح.

2. كيف يتصرف أضداد المسيح عندما لا يقبلون أن يُهذبوا

أ. رفض الاعتراف بأنهم ارتكبوا خطأً

أيًّا كان حجم الخطأ الذي ارتكبه ضِدّ المسيح، وأيًّا كان مقدار الشر الذي ارتكبه، فإن أول سلوك يلجأ إليه عندما يُهَذب هو الإنكار التام لارتكابه أي خطأ، واستخدام المغالطة باستماتة لتبرئة نفسه. هذا يعني افتقاره لموقف التوبة عندما يرتكب أي خطأ، وهو ما ورد في المظهر الحادي عشر لأضداد المسيح. أضداد المسيح لا يتحلون بموقف التوبة، لذا ما الذي يفكرون فيه في قرارة أنفسهم؟ لماذا لا يتحلون بموقف التوبة؟ (لأنهم يعتقدون أنهم لم يرتكبوا أي خطأ). هذا صحيح. لا يعترف أضداد المسيح مطلقًا بأنهم ارتكبوا أي أخطاء. فهل هم قادرون على الاعتراف بأنهم أضداد للمسيح إذن؟ هذا أصعب. إذا كنت تستطيع وضع قائمة بالحقائق لفضح ضِدّ المسيح، فهل سيكون قادرًا على قبولها؟ لا شك أنه سيكون أقل قدرة على قبول هذا. ومن خلال هذه الأنواع من المظاهر، نستطيع أن نرى أن جوهر ضِدّ المسيح هو جوهر يتسم بمقاومة الله وخيانته، وأن شخصيته هي شخصية تنفر من الحق، وتكره الحق، ولا تحب الحق على الإطلاق. لذا، عندما ينكشف أضداد المسيح ويُهذبون، فأول ما يفعلونه هو البحث عن مبررات مختلفة دفاعًا عن أنفسهم، وكذلك البحث عن الأعذار بكافة أنواعها سعيًا منهم لتخليص أنفسهم من المأزق، وبذلك يحققون غرضهم المتمثل في التملص من مسؤولياتهم، والتوصل إلى هدفهم بنيل المسامحة. إن أكثر ما يخشاه أضداد المسيح هو أن يدرك شعب الله المختار حقيقة شخصيتهم، ويكتشفوا مواطن ضعفهم وعيوبهم، ويعرفوا نقطة ضعفهم، ومستوى قدراتهم الحقيقي، وقدرتهم على العمل؛ لذا فإنهم يبذلون قصارى جهدهم ليُخفوا أنفسهم لكي يتستروا على عيوبهم ومشاكلهم وشخصياتهم الفاسدة. وعندما ينكشف فعلهم الشر ويفتضح، فأول ما يفعلونه هو ألّا يعترفوا بهذه الحقيقة أو يقبلوها، أو أن يبذلوا قصارى جهدهم للتكفير عن أخطائهم ويعوضوا عنها، وبدلًا من ذلك فإنهم يحاولون ابتكار العديد من الطرق لاستخدامها للتستر عليها، ولإرباك المطَّلعين على أفعالهم وتضليلهم، وعدم السماح لشعب الله المختار الله برؤية حقيقة الأمر، أو يعرفون مدى الضرر الذي سببته أفعالهم لبيت الله، وحجم التعطيل والاضطراب الذي ألحقوه بعمل الكنيسة. إن جلَّ ما يخشونه، بالطبع، أن يكتشف ذلك الأعلى؛ لأنه بمجرد أن يعرف الأعلى فسيجري التعامل معهم وفقًا للمبادئ، وسيكون أمرهم قد انتهى، ومن المحتم طردهم واستبعادهم. وهكذا، عندما ينكشف فعل أضداد المسيح للشر، فإن أول ما يفعلونه ليس هو أن يفكروا أين أخطأوا، وأين انتهكوا المبادئ، ولماذا فعلوا ما فعلوا، وأي شخصيَّة كانت تتحكم بهم، وما نواياهم، وما حالتهم في ذلك الوقت، وما إذا كان ذلك ناجمًا عن تمرد أو ناجمًا عن زيف نواياهم. بدلًا من تشريح هذه الأمور، فضلًا عن التأمل فيها، فإنهم يرهقون عقولهم بحثًا عن أي وسيلة لطمس الحقائق الفعلية. وفي الوقت نفسه، يبذلون قصارى جهدهم لشرح وتبرير أنفسهم أمام شعب الله المختار، من أجل خداعهم، وجعل المشكلات الكبرى تبدو وكأنها مشكلات صغيرة، وجعل المشكلات الصغيرة تبدو وكأنها ليست إشكالية، والخروج منها بالخداع، حتى يتمكنوا من البقاء في بيت الله ليرتكبوا أعمالًا غير صالحة باستهانة، وإساءة استخدام سلطتهم، ومواصلة تضليل الناس والسيطرة عليهم، وجعلهم ينظرون إليهم بإجلال، ويفعلون ما يقولون لإرضاء طموحاتهم ورغباتهم. ماذا يفعل أضداد المسيح حقًا من البداية إلى النهاية؟ إن كل ما يفعله أضداد المسيح هو محاولة إرهاق عقولهم في محاولة قول أشياء، وفعل أشياء، وشغل أنفسهم من أجل مكانتهم وسمعتهم، بدلًا من المجيء أمام الله للصلاة، والاعتراف بأخطائهم وذنوبهم، ومعرفة نواياهم وشخصياتهم الفاسدة. كما أنهم لا يعترفون بالضرر الذي تُلحِقه الأخطاء التي ارتكبوها بعمل الكنيسة والإخوة والأخوات. وبدلًا من ذلك، يواصلون البحث بشكل محموم مرارًا وتكرارًا في أعماق قلوبهم متسائلين: "أين بالضبط ارتكبت خطأً؟ أين لم أكن حذرًا، ومن ثم سمحت لشخص ما بأن يحظى بسلطة عليَّ؟ أين لم أبذل جهدًا كافيًا أو أفكر في الأشياء بشكل كامل، مما ترتب عليه أن سمحت لشيء ما أن يحدث بطريقة خاطئة، وتحول إلى مصدر للنقد أو النفوذ الذي يمكن استخدامه ضدي؟" إنهم يفكرون في هذه الأشياء ويفرزونها مرارًا وتكرارًا، غير قادرين على الأكل أو النوم. ولكن ضِدّ المسيح لا يتأمل في نفسه ولا يعرفها، فضلًا عن الصلاة لله، والاعتراف بأنه ارتكب خطأ، كما أنه لا يبحث عن إجابات تستند إلى كلمة الله، ولا يبحث عن الحقوق التي يجب أن يمارسها أو مبادئ الحق التي يجب أن يلتزم بها، فضلًا عن أنه لا يبحث عن إخوة أو أخوات يفهمون الحق لينفتح عليهم في شركة ويطلب الحق معهم لمعالجة المشكلات. وعندما يواجهه خطب ما، فإنه لا يسعى أو يخضع، بل يحاول استخدام جميع الوسائل المتاحة لإخفاء مشكلاته، معتقدًا أنه كلما قل عدد الأشخاص الذين يعرفون هذه المشكلات، كان ذلك أفضل، وأن الحفاظ على سمعته ومكانته هو أفضل سياسة. إن قلوب أضداد المسيح مظلمة لهذه الدرجة، وهي مليئة بالتمرد والشر، وليس لديهم أدنى نية للخضوع لله. يبحث أضداد المسيح دائمًا عن طرق للحفاظ على سمعتهم ومكانتهم من الأذى. وأيًّا كان من يعقد معهم شركة حول الحق لدعمهم ومساعدتهم، فإنهم لا يقبلون ذلك، ويفكرون في أنفسهم قائلين: "أنا أفهم كل شيء، ولست بحاجة إلى مساعدتكم! حتى عندما أواجه مشكلات، أكون أفضل منكم. هل تعتقدون أنكم تستطيعون مساعدتي بذاك القليل الذي تفهمونه؟ إنكم تبالغون حقًا في تقدير قدراتكم هنا!" إن أضداد المسيح متغطرسون وبارُّون في أعين أنفسهم إلى هذا الحد. إنهم يفعلون الكثير من الأشياء السيئة، ومع ذلك يرفضون الاعتراف بأنهم ارتكبوا أي خطأ، أو أن لديهم أي مشكلات. إنهم عنيدون للغاية في قلوبهم، ولن يستمعوا إلى أي شيء يقوله أي شخص. الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم تجاهله في فكرهم هو نوع التأثير الذي ستخلِّفه أفعالهم على سمعتهم ومكانتهم فيما بعد. هذا هو أكثر ما يقلقهم وأكثر ما يشغلهم.

مهما كان عدد الأخطاء التي يرتكبها ضد المسيح، ومهما كان نوع الأخطاء التي يرتكبها، سواء كان ذلك اختلاسًا، أو تبديدًا، أو إساءة استخدام تقدمات الله، أو إن كان يعطل عمل الكنيسة ويربكه محدثًا فوضى عارمة ومثيرًا غضب الله، فإنه يظلُّ على الدوام هادئًا رصينًا وغير مبالٍ على الإطلاق. ومهما كان نوع الشر الذي يفعله ضد المسيح أو العواقب التي يُسبِّبها، فإنه لا يأتي أمام الله على الفور أبدًا للاعتراف بخطاياه والتوبة، ولا يأتي أبدًا أمام الإخوة والأخوات لكشف نفسه، والاعتراف بأخطائه، ومعرفة ذنوبه وفساده، والندم على أعماله الشرِّيرة. فبدلًا من ذلك، يُجهِد عقله لإيجاد أعذارٍ مُتنوعة للتهرُّب من المسؤوليَّة ويلقي بالمسؤولية على الآخرين لاسترداد كرامته ومكانته. إنه لا يهتم بعمل الكنيسة، بل بمدى تعرُّض سمعته ومكانته للضرر أو للسوء بأي طريقة كانت. وهو لا ينظر أو يُفكِّر على الإطلاق في طرقٍ لتعويض الخسائر التي لحقت ببيت الله بسبب تعدياته، ولا يحاول رد دينه لله. وهذا يعني أنه لا يعترف أبدًا بأنه يمكنه فعل شيءٍ خاطئ أو بأنه ارتكب خطأ. يؤمن أضداد المسيح في قلوبهم بأنه من النقص والحماقة المبادرة بالاعتراف بالأخطاء وتقديم سردٍ صادق للحقائق. في حال اكتشاف أفعالهم الشرِّيرة وكشفها، لن يعترف أضداد المسيح إلَّا بخطأٍ عابر من أخطاء الإهمال، ولن يعترفوا أبدًا بتقصيرهم في أداء الواجب وعدم مسؤوليَّتهم، وسيحاولون إلقاء المسؤوليَّة على شخصٍ آخر لمحو الخزي من سجلِّهم. وفي مثل هذه الأوقات، لا يهتمُّ أضداد المسيح بكيفيَّة التعويض عن الأضرار التي لحقت ببيت الله، أو بكيفيَّة الانفتاح والاعتراف بأخطائهم، أو شرح ما حدث لشعب الله المختار. إنهم يهتمُّون بإيجاد طرقٍ لجعل المشكلات الكبرى تبدو ضئيلة ولجعل المشكلات الضئيلة تبدو سهلة. إنهم يُقدِّمون أسبابًا موضوعيَّة لجعل الآخرين يفهمونهم ويتعاطفون معهم. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة سمعتهم في أذهان الآخرين، وتقليل التأثير السلبي للغاية الناتج عن ذنوبهم على أنفسهم، وعدم السماح للأعلى بأن يكوِّن انطباعًا سيئًا عنهم، والحرص على ألا يحمِّلهم الأعلى المسؤولية أبدًا، أو أن يعفيهم، أو أن يحقِّق في الموقف، أو يوجِّههم. أضداد المسيح على استعداد لتحمل أي قدر من المعاناة، وسوف يبتكرون كل طريقة ممكنة لحل أي صعوبة بهدف استعادة سمعتهم ومكانتهم، ولكي لا تتضرر مصالحهم الخاصة. منذ بداية ذنبهم أو خطئهم، ليس لدى أضداد المسيح أي نيَّة مطلقًا لتحمل أي مسؤولية عن الأشياء الخاطئة التي يفعلونها، وليس لديهم أي نيَّة مطلقًا للاعتراف بالدوافع والنوايا والشخصيات الفاسدة التي تكمن وراء الأشياء الخاطئة التي يفعلونها، أو عقد شركة حولها، أو كشفها، أو تشريحها، وبالتأكيد ليس لديهم أي نيِّة مطلقًا للتعويض عن الضرر الذي يلحقونه بعمل الكنيسة والخسارة التي يسببونها لدخول شعب الله المختار إلى الحياة. لذا فأيًّا كان المنظور الذي ترى منه الأمر، فإن أضداد المسيح هم أشخاص يرفضون بعناد الاعتراف بأخطائهم، ويفضِّلون الموت عن التوبة. إن أضداد المسيح وقحون ومتبلدو الشعور لا أمل لهم في الفداء، وهم ليسوا أقل من الشياطين الحية. مهما كان مدى جسامة الأخطاء التي يرتكبونها داخل الكنيسة، فإنهم ينفخون صدورهم ويرفعون رؤوسهم عاليًا، وهم غير مبالين تمامًا بهذا، مؤمنين بأنهم لم يرتكبوا أي خطأ، وليس لديهم أدنى نية للتوبة. إنهم لا يذرفون أي دموع على الأخطاء التي ارتكبوها، ولا يشعرون أبدًا بأي حزن أو تأنيب ضمير بسبب هذه الأشياء. بل على النقيض من ذلك، يشعرون بالألم أو الحزن إذا فضحوا أنفسهم عن غير قصد، ومن ثم سمحوا لغالبية الناس بأن يروا وجوههم الحقيقية ويرفضوهم. فبعد أن ارتكبوا الأخطاء، وتسببت أفعالهم في إلحاق الضرر بشعب الله المختار، وألحقت الضرر بعمل الكنيسة، فإن كل كلمة يقولونها وكل فعل يقومون به لن يعوِّض عن هذه الأخطاء أو يستعيد الخسائر، بل إنهم بدلًا من ذلك يخفون نواياهم الخاصة، ويبتدعون أي وسيلة ممكنة للدفاع عن أنفسهم، مصطنعين أداء ومظهرًا زائفين. إن هدفهم هو جعل المزيد من الناس يرون أن ما فعلوه كان غير مقصود، وأنهم كانوا مهملين للحظة، حتى يتمكنوا من نيل مغفرة هؤلاء الناس، وجعلهم يتحدثون نيابةً عنهم، وكسب ثقة شعب الله المختار واستحسانه، ومن ثم تحقيق هدفهم المتمثل في العودة الكاملة.

بعض أضداد المسيح، بعد أن يُهذبوا، لا يتأملون في أنفسهم لفهم لماذا تم تهذيبهم، ولمعرفة أين يكمن خطؤهم حقًا في الأمر الذي اكتُشِف، وكيف ينبغي عليهم التعويض عنه في المستقبل. وبدلًا من ذلك، يستغلون تهذيبهم، ويعقدون شركة مع الآخرين حول كيفية قبولهم للتهذيب، وكيف تعلموا درسًا منه، وكيف كانوا قادرين على الخضوع، وكيف اكتسبوا تقدير الأعلى بعد أن كان لديهم اتصال أوثق مع الأعلى. وفي الوقت نفسه، يخلق أضداد المسيح هؤلاء أيضًا واجهة من خلال عقد شركة حول كيفية قبولهم للتهذيب لنشر استيائهم ومفاهيمهم حول الأعلى، ما يترك انطباعًا لدى الناس بأن الأعلى ليس لديه مبادئ لتهذيب الناس، وأن الأعلى يهذب الناس عشوائيًا، وأنه غير متعاطف، ولا يراعي مشاعر الناس، ولا يراعي نقاط الضعف البشرية، وأنهم على الرغم من كل هذا لا يزالون خاضعين تمامًا، ولا يزالون قادرين على بذل قصارى جهدهم في العمل الذي يقع على عاتقهم، ولم يصبحوا سلبيين، أو ضعفاء، أو مقاومين، ولم يتخلوا عن عملهم. وعندما يقول ضِدّ المسيح كل هذه الأشياء، فإنه لا يفشل فقط في جعل الناس يخضعون للحق ويقبلون التهذيب طوعًا، بل على النقيض، يجعل الناس ينشئون مفاهيم وآراء حول الله، ويصبحون حذرين من الله، في حين ينشأ لديهم الحسد، والإعجاب، والاحترام لضِدّ المسيح نفسه. وما إن تقع هاتان النتيجتان، يكون أكبر ما يغفله الناس هو ما ارتكبه ضِدّ المسيح من ذنوب، وما أخطأ فيه، وحقيقة أنه تسبب في خسائر لعمل الكنيسة وبيت الله لأنه لم يكن بارعًا في عمله، وارتكب أفعالًا غير صالحة بتهور. هذه واحدة من تكتيكات ضِدّ المسيح؛ تقديم اتهام مضاد كاذب، ومن ثم تضليل الآخرين. إنه لا يذكر أبدًا حقيقة أنه جلب الكثير من المشكلات إلى عمل بيت الله، وسبب تلك الخسائر الفادحة في حياة الإخوة والأخوات لأنه كان مهملًا في واجبه، ولأنه كان أحمق وجاهل، لأنه حاول تأسيس مملكته المستقلة. إنه لا يعترف بهذه الأشياء أو يشرِّحها أبدًا، ولا يذكر حقيقة هذه الأمور أبدًا، ولا يذكر سبب إعفائه أو سبب تهذيبه أبدًا. كل ما يتحدث عنه هو كيف هذَّبه الأعلى، وكيف كان تهذيب الأعلى وحشيًا، وكيف تحدث الأعلى إليه بقسوة، وكم بكى، وكيف جُعِل منه كبش فداء، وكم عانى، وكيف ظل مع ذلك صامدًا هناك كما يفعل دائمًا، مستمرًا في أداء واجبه بلا كلل. من البداية إلى النهاية، هل يلتزم ضِدّ المسيح بأدنى مستوى من موقف الاعتراف بخطئه؟ إنه لا يفعل ذلك. وعندما يسمع عن هذا الحمقى والجهلاء من الناس الذين لا يعرفون الموقف الحقيقي، والذين لا يفهمون الحق، فإنهم يفكرون قائلين: "إن الأعلى لا يعتمد على أي مبادئ في كيفية تهذيبه للناس. بغض النظر عن مدى نجاح شخص ما في عمله أو كيفية دفعه للثمن، فسوف يُهَذب على أي حال، وبعد ذلك لا يمكنه إظهار أي ضعف، عليه فقط أن يخضع". بعد جولة من شركة ضِدّ المسيح والتضليل الذي يتعمده، وبعد بذله قدرًا كبيرًا من الجهد في القيام بالأشياء، فإن النتيجة التي يحققها هي التسبب في سوء الفهم والحذر تجاه الله في قلوب الناس، بحيث عندما يُهَذب الناس، سيشعرون بمزيد من الكراهية والمقاومة، بدلًا من أن يكونوا قادرين على فهم قلب الله بشكل أفضل، أو أن يكونوا قادرين على الخضوع وقبول التهذيب بسعادة، ومن ثم معرفة شخصيتهم الفاسدة، وحماقتهم وجهلهم، ومعرفة من هم حقًا. طوال شركة ضِدّ المسيح هذه، هل ذكر أبدًا ما أخطأ فيه؟ هل أظهر ولو قليلًا من موقف الاعتراف بخطئه؟ على الإطلاق. طوال العملية، لا يعترف أبدًا بخطئه. هل سمعتم من قبل عن ضد المسيح اعترف، بعد إعفائه، بأن خطأه تسبب في خسارة لبيت الله؟ (كلا). إذا كان هذا الشخص ضدًا للمسيح، فلن يعترف بذلك. لقد تحدثنا من قبل عن عدد قليل من أضداد المسيح، مثل "القائدة الأنثى" وعدد قليل من أضداد المسيح المعروفين الآخرين، الذين أدت أفعالهم إلى خسارة عشرات الآلاف من تقدمات الله، ولكن في النهاية لم يعترفوا أبدًا بأنهم ارتكبوا أي خطأ. لم ينطقوا بكلمة واحدة عن الخطأ الذي ارتكبوه، وبدلًا من ذلك لم يفعلوا شيئًا سوى إلقاء اللوم على الآخرين نظرًا لصعوبة العمل معهم. لقد ألقوا كل المسؤولية، والخطأ، واللوم على أكتاف الآخرين بينما نسبوا لأنفسهم الفضل في كل الأشياء الجيدة، وكل ما تم فعله بشكل صحيح، وجميع القرارات الصحيحة. أثناء جميع الحوادث، وعلى الرغم من أنهم كانوا الأشخاص الرئيسيين المسؤولين، فقد زعموا أن جميع الأخطاء ارتكبها أشخاص آخرون. إذا كان الأمر كذلك، فماذا كانوا يفعلون؟ يتسبب أضداد المسيح في خسائر لبيت الله، وينبغي على الآخرين أن يتحملوا المسؤولية عن هذا. وعلى الرغم من ذلك، فكلما كان هناك أدنى إنجاز، يظهر أضداد المسيح على الفور، قائلين إنهم هم الذين فعلوا ذلك، تواقين إلى أن يعرف جميع من في الكنيسة بذلك، حتى غير المؤمنين. وعندما يرتكبون أدنى خطأ، يسارعون بحثًا عن كبش فداء، للتخلص من المسؤولية بإلقائها عليه. إنهم يجعلون المشكلات الكبرى تبدو وكأنها مشكلات صغيرة، ويجعلون المشكلات الصغيرة تبدو وكأنها ليست إشكالية، محاولين وئد أي مشكلات في مهدها. هذا لكي لا يكتشف أحد الأمر، وينسى الجميع الأمر في أسرع وقت ممكن، ولا يعرف أحد ما حدث حقًا، حتى يتمكنوا من استعادة احترام الآخرين لهم على الفور، واستعادة مكانتهم وسلطتهم الأصلية بسرعة. عندما يرتكب ضِدّ المسيح شيئًا خاطئًا، بغض النظر عن كيفية تهذيب الناس له عمليًا، أو كون الناس صائبين تمامًا في ذلك، فسوف يكون ضد المسيح مقاومًا ومعارضًا وغير متقبل على الإطلاق، وحتى لو كان هناك شهود أو أدلة، فسوف يرفض بعناد الاعتراف بأخطائه، ولن يُقر بالتهذيب أو يقبله في قلبه. سيقول ضِدّ المسيح: "حتى لو كنت مخطئًا في هذا، كان هناك أشخاص آخرون متورطون أيضًا. لماذا لا يُهَذبون، ووحدي أتعرض للتهذيب؟ لماذا أنا الوحيد الذي يجري التحقيق معه للمساءلة وليس أي شخص آخر؟" وبغض النظر عن مدى توافق التهذيب مع الحق والواقع، فإنه سيشعر بأنه قد اتُهم ظلمًا، وأنه يتعرض للظلم، وأنه ينبغي ألا يُعامل بهذه الطريقة بعد معاناته الشديدة ودفع الكثير من الثمن، وينبغي ألا يتم التكالب عليه بهذه الطريقة بسبب خطأ واحد صغير. إنه يعتقد أنه ينبغي ألا يقبل هذا النوع من التهذيب. وإذا قام أحد الإخوة أو الأخوات العاديين بتهذيبه، فسوف يتصدى له ويقاومه على الفور، وينتفض غضبًا، ويظهر تهوره، أو ربما يجرؤ على رفع يده عليه ليؤذيه. وإذا كان من يقوم بتهذيبه هو الأعلى، فسوف يلتزم الصمت على مضض، لكنه سيشعر في داخله بالظلم الشديد. سيكون مستاءًا وممتعضًا، وغالبًا ما سيكثر الحديث بحجج ملتوية، قائلًا: "أظن أن الأمر لا يعدو كونه حظي أنكم اكتشفتم هذا. في الواقع، العديد من القادة في جميع الرتب والإخوة والأخوات قد فعلوا أشياء فظيعة كهذه لا تعرفون عنها شيئًا، لكن أنا من ضُبطت. ذلك هو مدى سوء حظي!" مهما كانت كيفية تهذيبه من قِبل الأعلى أو الأخوة والأخوات، فإنه لا يستطيع قبول الأمر كما هو، ولا يمكنه الاعتراف بحقيقة الأمر وتحمل المسؤولية. الأمر كما لو أن الاعتراف بالمسؤولية والاعتراف بما حدث بالفعل سيقتله. لن يعترف أبدًا بأنه ارتكب خطأً، وأنه مسؤول عن الأمر، فضلًا عن أنه تسبب في خسارة كبيرة لبيت الله. أليست هذه شخصية ضِدّ المسيح؟ (بلى، إنها كذلك). هذه هي شخصية ضِدّ المسيح.

بعد تهذيب ضِدّ المسيح لارتكابه شيئًا خاطئًا، فإنه لا يقبل ذلك، ولا يخضع من أعماق قلبه، ولا يفهم الحق ومبادئ الحق التي يجب أن يتمسك بها، ولا يعترف بأنه أيضًا مُعرَّض لأن يفعل شيئًا خاطئًا. إن صفته الأساسية هي عدم الاقتناع، وعدم القبول، وعدم الاعتراف. إن أضداد المسيح يتصرفون بهذه الطرق بصفة أساسية لأنهم يعتقدون أنهم أشخاص كاملون، وأنهم غير قابلين لارتكاب أي خطأ. بالنسبة لهم، كل من يتهمهم بارتكاب خطأ هو المخطئ؛ ذلك الشخص هو من لديه وجهة نظر خاطئة، ويتخذ منظورًا وموقفًا مختلفين بشأن الأمر. يعتقد أضداد المسيح أن أي شخص يهذبهم يفعل ذلك لأنه لم ير نقاط قوتهم بعد، وأنه يصعِّب الأمور عليهم، ويبحث عن خطأ فيهم، ويستهدفهم عمدًا. أليس هذا هو نوع شخصية ضِدّ المسيح؟ (بلى). لن يقبل ضِدّ المسيح أن يُهَذب لهذا السبب، ولن يكون لديه أي توبة، وذلك بشكل أساسي لأنه لا يرى نفسه أبدًا شخصًا يمكن أن يرتكب أخطاء؛ إنه يعتقد أنه كامل، وأنه وحده غير قابل لارتكاب الأخطاء. يوحي هذا أنه يؤمن يقينًا بأنه بار، وبأنه قديس. وإذا كان سيعترف بأنه شخص فاسد، فعليه أن يعترف بأن لديه فساد، وأنه قابل لأن يرتكب أخطاء، وأنه من المؤكد أنه سيرتكب أخطاء لأنه بشر. بعض الناس يبدون أنقياء للغاية، ولكن ثمة شيء في إنسانيتهم يعتبره الناس في مفاهيمهم قوة، ألا وهو التنافسية والتوْق إلى التفوق على الآخرين. يتمتع هؤلاء الناس بضبط نفس ممتاز، وهم حازمون جدًا مع أنفسهم. إنهم صارمون للغاية مع أنفسهم؛ فهم ينشدون الكمال والأفضل في كل ما يفعلونه، دون السماح بأدنى عيب أو إغفال. وفي الوقت نفسه، يعتقدون دون وعي أنهم لا يمكن أن يخطئوا، لأنهم حريصون للغاية في كل ما يفعلونه، وهم بارعون في التفكير العميق في الأمور، ويفعلون ذلك بدقة شديدة؛ فهم يفعلون كل شيء دون أي عيب، مع مراعاة جميع الأمور بدقة وإتقان. وعلى هذا الأساس فهم يؤمنون بأنهم لن يخطئوا أبدًا. وعندما يتعرضون للتهذيب فإن أصعب ما يتقبلونه هو حقيقة أنهم معرضون لارتكاب أخطاء. لهذا السبب فإن هؤلاء الناس لا يعرفون كيف يتأملون في أنفسهم، ولن يفعلوا ذلك أبدًا. إنهم ينظرون إلى التنافسية والحماس للتفوق على الآخرين في إنسانيتهم باعتبارهما أمرين إيجابيين، ويتمسكون بهما وكأنهما مبادئ الحق؛ ويعتقدون أنهم إذا فعلوا الأشياء وقاموا بواجبهم على أساس هذه المبادئ، فلن يخطئوا أبدًا، وحتى إذا وقعت أخطاء فإنهم ينظرون إليها باعتبارها مسألة وجهة نظر، كأشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة، ويعتقدون أن هذا لا يعني بالتأكيد أن ما فعلوه كان خاطئًا. لذا أيًّا كان من يقوم بتهذيبهم، سواء كان التهذيب أو ما يُكشف عنه يتفق مع الحقائق أم لا فلن يقبلوه. وإذا اكتشفوا أنهم ارتكبوا خطأً بالفعل، فهل سيعترفون بذلك؟ (لا، لن يفعلوا). لن يعترفوا بذلك، وسوف يلتزمون الصمت على الفور، وسيكونون آخر من يذكر ذلك على الإطلاق. لن يتحدثوا عنه نهائيًا. إذا واجه ضِدّ المسيح شخصًا يكشف بعض الأخطاء أو العيوب في عمله، ورأى أنه لا يستطيع إخفاء ذلك، فسيتظاهر بالاستمرار في البحث عمَّن ارتكب الخطأ، وفجأة، بعد البحث مرارًا يُكتشف أنه هو المسؤول. إذا قال شخص ما: "أنت من فعل ذلك، وليس شخصًا آخر؛ أنت فقط نسيت الأمر"، فكيف سيستجيب ضِدّ المسيح لهذا؟ ماذا ينبغي لشخص عادي أن يفعل في هذه الظروف؟ ينبغي للشخص العادي الذي يشعر بالخجل أن يحمر وجهه، ويشعر بالحرج والارتباك، ويعترف بذلك على الفور قائلًا: "لقد نسيت ذلك. لقد فعلته، وقد كان خطئي. دعنا نقرر بسرعة كيفية التعويض عن هذا وتصحيح الأمور، حتى لا يستمر الخطأ". من لديه خجل وضمير وعقل سيعترف على الفور بخطئه، ثم يعالجه ويصلحه. على الجانب الآخر، فإن ضِدّ المسيح وقح؛ ففي اللحظة التي يكتشف فيها شخص ما أنه هو الذي ارتكب الخطأ، وفي اللحظة التي يفضحه فيها شخص ما، ويكتشف شخص ما ذلك، فإنه سيغير لهجته على الفور، ويفكر في طرق مختلفة لتجنب الاعتراف بخطئه، ولتجنب قبول أنه هو الذي ارتكب ذلك الخطأ؛ سيقول أكاذيب فاضحة، ويدافع عن موقفه. كل من حوله سيجد الأمر محرجًا ومربكًا، لكن ضِدّ المسيح لن يشعر بأي شيء على الإطلاق. سوف يجعل المشكلات الكبرى تبدو وكأنها مشكلات صغيرة، والمشكلات الصغيرة تبدو وكأنها ليست إشكالية، ثم لا يطرح الأمر مرة أخرى على الإطلاق. في هذا الأمر، لقد انكشف غبائه، لذلك سينكر خطأه علانية، ويكذب أمام الكثير من الناس محاولًا التنصل من المسؤولية، دون أن يحمر وجهه خجلًا، ودون أن يختلج قلبه اضطرابًا. هل يشعر أضداد المسيح بالخزي؟ (كلا).

عندما يُعفى بعض أضداد المسيح، تملؤهم الشكاوى؛ حيث يشعرون بإحساس بالخسارة، وأنه لم يعد لديهم مكانة، وأن أحدًا لم يعد يقدِّرهم أو يقوم على خدمتهم، وأنه لم يعد بإمكانهم الاستمتاع بفوائد المكانة. يشعرون بأن كل الأثمان التي دفعوها وأن جميع معاناتهم الماضية لم تكن تستحق ذلك، وتمتلئ قلوبهم بإحساس بالظلم. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لا يشعرون بذرة من الذنب بسبب المظاهر التي أبدوها عندما هُذبوا أو بسبب أي شيء أخطأوا فيه. إنهم يشعرون بعدم الإنصاف، وقلوبهم مليئة بالمظالم والشكاوى، فضلًا عن سوء الفهم تجاه الله. إنهم يرفضون الاعتراف بخطئهم، وليس لديهم خطط للتعويض عن خطئهم، أو قبول أن يُهذبوا، أو قبول هذا الإعفاء، وليس هذا فحسب، بل على العكس من ذلك، يفكرون قائلين: "الله ليس بارًا. مهما كان قدر معاناة شخص ما أو مدى الظلم الذي تعرض له، فليس لديه مجال لحساب ذلك. هذا مؤلم للغاية! حتى الله لا يمكن الاعتماد عليه، ليس لدي من أعتمد عليه. حتى لو واصلت القيام بواجبي في بيت الله في المستقبل، فسوف أضطر إلى مواصلة العمل بحذر بالغ، ولا يمكن الوثوق بأحد". إنهم مليئون بالدفاعية وسوء الفهم تجاه الله. ما نوع هذه الشخصية؟ مهما كان عدد الأشياء التي أخطأوا فيها، وجسامة الخسائر التي ألحقوها بعمل الكنيسة، أو مدى الخطر الذي يعرِّضون عمل الكنيسة له، فإنهم يعتقدون أن هذه الأشياء يمكن تجاهلها ببساطة، وأنهم لن يتحملوا أي مسؤولية أو يعترفوا بأي خطأ من جانبهم. وبدلًا من ذلك، سيأخذون أي ذرة من مظلمة لديهم، مهما كان الثمن الذي دفعوه زهيدًا وعديم القيمة، ويضخمونها بشكل مبالغ فيه، معتقدين أن بيت الله هو الذي خذلهم، وأن الله اتهمهم ظلمًا. إن الخسارة التي تسبب فيها خطؤهم لبيت الله غير ذات أهمية على الإطلاق في فكرهم. إنهم يفكرون قائلين: "ليست هناك حاجة لحساب ذلك، أو الانزعاج بشأنه. من الذي يسمي ذلك خسارة؟ وأي قائد لا يبدد بعض التقدمات على أي حال؟ كيف أكون أنا الوحيد؟ أي قائد لا يسبب أبدًا أي خسائر لبيت الله؟ ما هي تقدمات الله؟ تلك الأموال ملك للجميع، فإذا كان مسموحًا للآخرين بإنفاقها، فلماذا لا يُسمح لي بذلك؟ هل مسموح للآخرين بإهدارها، أما أنا فليس مسموحًا لي بذلك؟ إذا كنا نتحدث عن الخسائر التي لحقت ببيت الله، فهناك أشخاص آخرون يتسببون في خسائر أكثر مما أتسبب فيه أنا. لماذا أكون أنا الوحيد الذي يُهَذب بشدة ويُعفى؟ أما بالنسبة لعدم التصرف وفقًا للمبادئ وارتكاب أفعال غير صالحة بتهور، فإن بعض الناس أسوأ مني في هذا الصدد، فلماذا لا يُعفون عندما يُهَذبون؟ وبالنسبة لدفع ثمن، فقد دفعت ثمنًا أكبر مما دفعه معظم الناس. وفيما يتعلق بالإخلاص، فإخلاص من يضاهي إخلاصي؟ وماذا عن المواعظ؟ لقد ألقيت من المواعظ أكثر من أي شخص آخر. وأما بالنسبة لفهم الحق، فمن يفهم من الحق بقدر ما أفهم أنا؟ وبالنسبة لقبول التهذيب من قِبل الأعلى، فمن يقبل هذا أكثر مني؟ وفيما يتعلق بالتخلِّي، فمن تخلَّى أكثر مني؟ أما بالنسبة لمساعدة الإخوة والأخوات وحل مشكلاتهم، فمن يفعل ذلك أكثر مني؟ وعندما يتعلق الأمر بالنشاط والعمل في الكنيسة، فلا يستطيع أن يضاهيني أحد. عندما يتعلق الأمر بالشخص الذي يمنحه الإخوة والأخوات أصواتهم، ويدعمونه، ويؤيدونه، فمن يحصل على أصوات أكثر مني؟" وكما ترى، هذه هي المقارنات التي يعقدها أضداد المسيح. عندما يواجهون التهذيب، يتحدث أضداد المسيح عن الأمور المعنية فقط. إذا اعترف ضِدّ المسيح بجميع الأخطاء التي ارتكبها وجميع مبادئ الحق التي خالفها، وإذا استطاع قبول التهذيب والخضوع له، وإذا تصرف بناءً على المبادئ منذ ذلك الحين فصاعدًا، وبذل قصارى جهده للتعويض عن الخسائر التي ألحقها بعمل الكنيسة، فهل يستمر بيت الله في النظر في مشكلاته؟ هل سيُدينه هذا؟ هل سيُلقي به هذا في جهنم؟ هل ثمة حاجة لديه لبذل الكثير من الجهد في شرح موقفه وإيجاد الأعذار؟ هل ثمة حاجة لديه لاستمرار الشكوى بشأن مظالمه بهذه الطريقة الملتوية؟ هل يمكن حقًا ألا تكون لديه شخصية فاسدة، وأنه ولا يمكنه ارتكاب أخطاء؟ هل يظل بعد سماع الكثير من المواعظ لا يعرف حقًا أي نوع من الأشياء هو؟ بعد أن يُهَذب قليلًا، يشعر بالظلم؛ إذا لم يفعل أي شر، فمن سيكون على استعداد لتهذيبه أو يرغب في ذلك؟ فضلًا عن ذلك، إذا لم يكن قائدًا يتحمل المسؤولية، فمن سيرغب في تهذيبه؟ إن الله يمنح الناس الحق في الاختيار بحرية، ما يسمح لهم بعيش حياة الكنيسة، أما الطريق الذي يسلكه الناس وما يسعون إليه، فهذا شأنهم الخاص. لن يتدخل أحد في هذا. ولكن الآن باعتباره قائدًا في بيت الله، ومشرفًا، إذا ارتكب خطأً، فإن الخسائر التي يُلحقها هذا الخطأ ببيت الله لن تكون مشكلة صغيرة، وإذا قال شيئًا خاطئًا، فإن التأثير الذي يخلفه على شعب الله المختار لن يكون مشكلة صغيرة أيضًا، لأن المسؤولية التي يحملها تختلف عن المسؤولية التي يحملها شخص عادي. لذلك من الطبيعي تمامًا أن يهذبه الأعلى. هل كان الأعلى ليفعل ذلك إذا لم يكن لدى ضِدّ المسيح هذه المكانة، أو لم يضطلع بهذه المسؤولية؟ كم عدد المؤمنين العاديين الذين هذَّبهم الأعلى؟ لأنه يتحمل مسؤولية كبيرة، ونطاق عمله كبير جدًا أيضًا، فعندما يرتكب خطأً، يكون التأثير كبيرًا جدًا، ومن ثم فإنه سيهذَّب بالتأكيد. هذا أمر طبيعي للغاية. إذا كان حتى لا يستطيع قبول التهذيب، فهل هو مؤهل إذن ليكون قائدًا؟ إنه غير مؤهل لذلك، وهو غير مؤهل لانتخابه من قِبل الإخوة والأخوات؛ إنه غير جدير بذلك! عندما يرتكب خطأً، فهو لا يملك حتى الشجاعة لتحمل المسؤولية عنه والاعتراف به. ليس لديه حتى مثل هذا المنطق، فكيف يستطيع أن يكون قائدًا؟ إنه غير مؤهل وغير جدير!

تحديدًا لأن لديه جوهر ضِدّ المسيح، لا يستطيع ضِدّ المسيح الاعتراف بأنه ارتكب خطأً، ولذلك عندما يُهَذب، فإنه لا يرغب في تحمل المسؤولية أو طلب مبادئ الحق. وبما أنه لا يرغب في القيام بهذه الأشياء، ويرفض الاعتراف بخطئه، فهل هو قادر على تطبيق الحق؟ هل هو قادر على تنفيذ ترتيبات عمل بيت الله؟ بالتأكيد لا. لذلك عندما يكون ضِدّ المسيح قائدًا، إلى جانب إدارة مشروعه الخاص، لا يمكنه على الإطلاق أن يفعل أي شيء من شأنه أن يفيد عمل بيت الله، ولن يفعل أبدًا أشياء وفقًا لمبادئ الحق، ولن يقوم أبدًا بالعمل وفقًا لترتيبات عمل بيت الله. وسواء كان ضِدّ المسيح يُهذَّب بسبب خطأ صغير، أو بسبب خطأ جسيم يتسبب في خسائر فادحة لعمل الكنيسة، فهو غير قادر على الاعتراف بخطئه، ولا يمكنه الاعتراف بأنه ارتكب ذنبًا، ويدين لله في هذا الأمر. على العكس من ذلك، وفي أي وقت كان، فإنه يفضل الموت عن الاعتراف بأنه كان له أي علاقة بالخسائر الناجمة عن هذا الخطأ، ولن يعترف بأنه يتحمل المسؤولية الأساسية، أو أن أفعاله كانت خاطئة، أو أنه اختار الطريق الخطأ، أو يعترف بخطئه في ارتكاب الشر عمدًا على الرغم من أنه يعي الحق جيدًا، فضلًا عن عدم الاعتراف بأن عليه مسؤولية لا يمكن التنصل منها في هذا الأمر. لن يعترف بأنه كانت لديه نوايا خاطئة عندما تصرف، وأنه لم يستطع التعاون مع أي شخص، وأنه تصرف بشكل تعسفي ومتعمد، وأنه استمتع بفوائد المكانة، وكان مهملًا في واجبه، وتسبب في خسائر لعمل بيت الله. وبدلًا من ذلك، بعد أن يرتكب خطأً ما، يقوم بشرح مقدار معاناته في كل منعطف، ويوضِّح أنه ذهب إلى السجن لكنه لم يصبح يهوذا أبدًا، وكم الثمن الذي دفعه، وما الإسهامات العظيمة التي قدمها لعمل بيت الله. سينشر هذه الأشياء ويعلنها في كل مكان. وإلى جانب الإعلان عن إسهاماته والثمن الذي دفعه، سيروِّج أيضًا لفكرة أن بيت الله كان مخطئًا، وغير عادل في تهذيبه، وفي الطريقة التي عامله بها. وإضافة إلى افتقاره موقف التوبة، فسوف يطلق الإدانة على الله، وعلى كيفية تعامل بيت الله معه في كل مكان. إذا صدَّق المزيد من الناس ما يقوله، وإذا حاول المزيد من الناس الدفاع عنه، وأقروا بالثمن الذي دفعه إلى بيت الله وقبلوه، وصدَّقوا أن بيت الله كان غير عادل، وظلم ضِدّ المسيح في معاملته له، فإن ضِدّ المسيح سيكون قد حقق هدفه إذن. إنه لن يتردد أبدًا في القيام بهذه الأشياء، فضلًا عن كبح جماح نفسه. ليس لديه قلب يتقي الله، فضلًا عن أي نية للتوبة. بعد أن يرتكب شيئًا خاطئًا، هو لا يرفض الاعتراف به فحسب، بل على العكس من ذلك، يحاول التنصل من المسؤولية، وفي الوقت نفسه، يكون أكثر انشغالًا بمصيره في المستقبل. وعندما يرى ضِدّ المسيح أن مصيره مهدد، أو يسمع أن بيت الله لن يرعى بعد الآن أشخاصًا مثله، فسوف يشعر بمزيد من الكراهية في أعماق قلبه تجاه الأشخاص الذين هذبوه وفضحوه، والأشخاص الذين تسببوا في إحراجه. طوال عملية تهذيبه، لن يتوب ضِدّ المسيح أبدًا. إذا اكتشف حقًا أن مكانته ومصيره لن يكونا آمنين، وأن رغباته وطموحاته لن تتحقق أبدًا، فسوف يغير أسلوبه، ويبدأ في نشر مفاهيمه وسلبيته سرًا. سيطلق الإدانة على الإخوة والأخوات أو قادة المستوى الأعلى الذين هذَّبوه، وسيطلق الإدانة أيضًا على الرجل الذي يستخدمه الروح القدس ويهاجمه، قائلًا إنه لم يكن لديه سبب لتهذيبه، وأنه لم يسمح له بحفظ ماء وجهه على الإطلاق. إنه ببساطة غير عقلاني. هذا النوع من الأشخاص لا يستطيع أن يفهم الحق، أو أن يكون لديه أدنى قدر من قلب يتقي الله، وأيًّا كان عدد المواعظ التي يسمعها؛ لا يمكنه حتى امتلاك الضمير أو العقل الذي يجب أن يمتلكه أيًّا كان عدد السنوات التي آمن فيها بالله. إنه حقًا مثير للشفقة ومثير للاشمئزاز! بدءًا من اللحظة التي يُهَذب فيها ضِدّ المسيح بشدة لارتكابه أفعالًا سيئة بتهور، فإنه لا يعترف أبدًا بأنه ارتكب أي خطأ، كما يمتلئ أيضًا بإحساس الظلم بينما يشتكي ويطلق الإدانة على بيت الله زاعمًا أنه غير عادل تجاهه، وأخيرًا يبدأ في نشر مفاهيمه علنًا، ويغير أسلوبه ويصرخ ضد بيت الله، وفي النهاية يتم طرده. هل يوجد أدنى قدر من الإنسانية الطبيعية في سلوك ضِدّ المسيح في أي من هذه المراحل؟ ماذا عن الضمير والعقل؟ هل هناك أي مظاهر على الإطلاق تدل على حب الحق والأشياء الإيجابية؟ هل يوجد أدنى قدر من قلب يتقي الله؟ كلا، لا يوجد أي من هذه الأشياء. إن ضِدّ المسيح مثير للاشمئزاز إلى أقصى حدٍّ، ومجرد من الخجل، وغير عقلاني على الإطلاق! عندما لا يستطيع التمتع بفوائد المكانة، فإنه يعتبر نفسه يائسًا ويبدأ في التصرف بتهور. إن هذا الشخص، مهما بلغ من عدم الكفاءة في عمله وافتقاره إلى القدرة على العمل، يظل يرغب في التمتع بفوائد المكانة واحترام الآخرين له. إنه يرى المكانة والسمعة أكثر أهمية من حياته، ومهما بلغ خطؤه من جسامة، فإنه لا يشعر بأي ذنب على الإطلاق. هل لا يزال بشرًا؟ إنه ذئب في ثوب حمل. من الخارج، يرتدي جلد الإنسان، ويبدو كأنه شخص، ولكنه في الداخل ليس بشرًا. إنه حقًا بغيض؛ إنه مقزز ومثير للاشمئزاز!

ب. رفض الاعتراف بأن لديهم شخصية فاسدة

عندما يُهَذب أحد أضداد المسيح، لا يقتصر الأمر على أنه لا يتوب، بل إنه أيضًا ينشر المفاهيم ويطلق الدينونة علنًا. السبب الأول والرئيسي وراء هذا يتمثل في رفض الاعتراف بأنه أخطأ. وما السبب الثاني؟ السبب الثاني هو أن ضِدّ المسيح لا يعترف بأن لديه شخصية فاسدة. أليس هذا أكثر خطورة وأكثر وضوحًا من رفضه الاعتراف بأنه ارتكب خطأً؟ إن أدنى قدر من المعرفة التي يجب أن يمتلكها أي شخص يقبل عمل الله، ويقبل الدينونة والتوبيخ من قِبل الله، يتمثل أولًا في الاعتراف بأن البشر فاسدون، وأنهم أُفسدوا بواسطة الشيطان، وأنهم يفتقرون إلى العقل والإنسانية، ولا يمتلكون الحق ولا يعرفون الله، وأنهم أولئك الذين يقاومون الله. فقط أضداد المسيح لن يعترفوا أبدًا بأنهم فاسدون بعمق، وأن البشر الفاسدين هم جميعًا من الشيطان، فضلًا عن أن يعترفوا أبدًا بأنهم هم أنفسهم أبالسة وشياطين. وبصفة خاصة، في الأوقات التي يكون فيها معظم الناس قادرين على التأمل ومعرفة أنفسهم وقبول تهذيبهم، لا يستطيع أضداد المسيح حتى الاعتراف بأن لديهم شخصية فاسدة؛ وهذه مشكلة خطيرة. لماذا أقول إنها خطيرة؟ بما أن أضداد المسيح غير قادرين على الاعتراف بالحق، ولا يؤمنون بأن كلام الله هو الحق، فإنهم يرفضون قبول أي شيء يقال في كلام الله من أعماق قلوبهم. يقول بعض الناس: "كيف يمكنك القول إنهم يرفضون قبول كلام الله؟ لقد اعترفوا بأنهم كانوا أبالسة وشياطين، وأنهم كانوا أعداء لله". كيف يُعَد هذا اعترافًا؟ حتى غير المؤمن قد يقول إنه ليس شخصًا صالحًا، ولكن هل يُعَد ذلك اعترافًا بأن لديه شخصية فاسدة؟ كلا. الاعتراف الحقيقي بامتلاك شخصية فاسدة يعني أولًا معرفة أي نوع من الأشخاص أنت. ويعني أيضًا أن تكون قادرًا على ربط نفسك بالشخصيات الفاسدة المختلفة التي وصفها الله بدرجات متفاوتة، والاعتراف أيضًا بالشخصيات الفاسدة المختلفة التي تُظهرها عندما تمرُّ بحالات مختلفة. أليست هذه بعض المظاهر الملموسة؟ (بلى). لكن ضِدّ المسيح ليست لديه هذه الأشياء، لأنه لا يعترف بكلام الله؛ بل إنه يمقته. لهذا السبب يستمع فقط إلى كلام الله الذي يفضح شخصيات البشر الفاسدة، وهذا كل شيء؛ إنه لا يتأمل نفسه، أو يشرِّح نفسه، أو يقارن نفسه بهذا الكلام في أعماق قلبه أبدًا. وبعبارة أخرى، إنه لا يشرِّح مظاهره، ومقاصده، وأفكاره، ووجهات نظره المختلفة ويقارنها بكلام الله هذا؛ هو لا يفعل هذه الأشياء على الإطلاق. ماذا يعني عدم قيامه بهذه الأشياء؟ يعني بالنسبة إليه أن هذا الكلام الذي تكلم به الله هو ببساطة طريقة للتعبير عن الأشياء، منظور مختلف؛ إنها ببساطة طريقة مختلفة لوصف شخصيات الإنسان، وطبعه، وممارساته، وجوهره، وهي ليست بأي حال من الأحوال المعيار الذي يحدد شخصيات الإنسان. إنها طريقة دقيقة لوصف كيف أن أضداد المسيح لا ينظرون إلى كلام الله باعتباره الحق. إن أضداد المسيح ليس لديهم إلا فهمًا تقريبيًا في أذهانهم لقيام الله بفضح الشخصيات الفاسدة المتنوعة لدى البشر، ولكنهم لا يقبلون ذلك مطلقًا في أعماق قلوبهم. وبما أنهم لا يقبلون هذا، فهل يستطيعون، عندما يحلُّ بهم شيء ما، أن يستخدموا كلام الله لكبح شخصياتهم وتغيير ممارساتهم وعلاج وجهات نظرهم الخاطئة؟ بالطبع لا. إن أضداد المسيح لا يقبلون الحق، وهذا يعني أنهم لا يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة. خذ الغطرسة على سبيل المثال؛ إن كلام الله الذي يفضح هذه الشخصية يتحدث عن بعض الطرق التي تتجلى بها وتظهر في الإنسان. الشخص الذي يسعى إلى الحق ويعترف بأن كلام الله هو الحق سوف يقيِّم سلوكه وشخصيته مقابل كلام الله هذا. سوف يقيِّم هذه الأشياء مرارًا وتكرارًا، ثم يعترف: "لدي شخصية متغطرسة. إنها الشخصية التي أظهرتُها عندما فعلتُ هذا. هذه الأفكار، والأفعال، والمواقف الخاصة بي تتسم بالغطرسة. وهذه الطرق التي أتعامل بها مع الآخرين، وطرق قيامي بعملي وأداء واجبي تتسم بالغطرسة". أليس هذا اعترافًا بأن كلام الله حق؟ (بلى). إنه ينظر إلى كلام الله باعتباره المعيار، ويستخدمه لإجراء مقارنات بسلوكه الخاص، وعندما يجد رابطًا، يعترف دون وعي بأن لديه شخصية فاسدة، وأن كل ما يقوله الله حق، وليس كذبًا على الإطلاق. في الوقت الحالي، دعونا لا نتطرق إلى ما إذا كان الناس يستطيعون استخدام كلام الله لعلاج شخصيتهم الفاسدة بعد أن اعترفوا بوجودها أم لا. أولًا، لنتحدث فقط عما إذا كان الناس يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة. عندما يتعلق الأمر بالاعتراف، فإن معظم الناس الذين لديهم عقلانية، وضمير، وتفكير طبيعي يمكنهم اكتساب الاستنارة والإضاءة من كلمة الله، ثم يقبلون دون وعي ويقولون: "آمين" لكلام الله، ويقرُّون بأن كلام الله هو الحق، ومن ثم يعترفون بأنهم بشر فاسدون لديهم شخصية فاسدة، ويركعون أمام الله. وما أن يعترفوا بأن لديهم شخصية فاسدة، سيكون لديهم موقف صحيح ومناسب تجاه الله والحق، ولا سيما تجاه تهذيبهم. وهذا يعني أنه في حين أنهم يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة، عندما يتم تهذيبهم، سيكونون قادرين على الخضوع من قلبهم دون قصد وبلا وعي لهذا التهذيب، وسيكونون على استعداد لقبوله. بل إن هناك حتى بعض الناس الذين يتوقون إلى أن يكبح الآخرون جماحهم ويؤدبوهم من خلال التهذيب، وتنشأ لديهم مشاعر إيجابية بشكل طبيعي جدًا تجاه تهذيبهم؛ فلديهم موقف إيجابي واستباقي تجاه ذلك. هؤلاء أناس طبيعيون. الأشخاص غير الطبيعيين هم أضداد المسيح فقط؛ ومثل هؤلاء لا يقبلون كلام الله، وغالبًا ما يسخرون منه بازدراء، ويقاومونه، ويحكمون عليه، ويدينونه في قلوبهم. لذا فإن لديهم الموقف نفسه تجاه كشف الله لشخصيات الإنسان الفاسدة وتوصيفه لها. ما هذا الموقف؟ خذ على سبيل المثال قول الله إن الناس لديهم شخصية متغطرسة، وحديثه عن مظاهرها المحددة. عندما يسمع ضِدّ المسيح عن هذه المظاهر المحددة، فإنه لا يكتفي برفض قبولها، بل يتمادى إلى احتقار هذه المظاهر المحددة التي يتحدث عنها الله. لماذا يفعل ذلك؟ لأنه يتبع منطق الشيطان؛ أي موقف الشيطان تجاه الحق والأشياء الإيجابية. يقول: "تسمي هذا غطرسة، ولكن من بين أولئك القادرين، من الذي لا يتباهى؟ من بين الأشخاص الذين يتمتعون بموهبة القيادة لا يتحدث بطريقة آمرة؟ من بين الأشخاص ذوي المكانة غير متباهٍ بعض الشيء؟ لا يمثل أي من هذه الأشياء مشكلة كبيرة. كل هذه الأشياء طبيعية تمامًا في عالم غير المؤمنين، لكن هنا أنتم جميعًا تهولون من شأن أمر لا يستحق. أيضًا، هل اتخاذ إجراء دون مناقشة الأشياء مع الآخرين يعد غطرسة حقًا؟ هل ذلك حقًا يعد فعل الشخص ما يحلو له دون انصياع لقوانين؟ يتعين على الأشخاص أصحاب المقدرة أن يتخذوا القرارات، كما أن القدرة على احتكار السلطة تسمى كفاءة. ما الفائدة من مناقشة الأشياء معكم أيها الناس العاديون؟ ماذا تعرفون أنتم؟ إذن أنا لست متغطرسًا، أنا فقط كفء وصاحب مقدرة. هذا يسمى التمتع بالقدرة على القيادة، وهي موهبة فطرية. لديَّ مثل هذه المَلَكَة العظيمة، ويمكنني أن أفعل أي شيء. وأيًّا كانت الظروف أو الفئة التي أنتمي إليها، يمكنني أن أتولى المسؤولية؛ هذا ما يعنيه أن تكون إنسانًا موهوبًا! ينبغي ألا تُساء معاملة الموهوبين، وينبغي ألا يُفضحوا. بدلًا من ذلك، أيًّا كانت الفئة التي ينتمون إليها، فيجب التوصية بهم، والاحتفاء بهم، وإعطائهم أدوارًا مهمة! وبما أنهم قادرون وموهوبون يتمتعون بقدرات قيادية، فيجب أن يكون لديهم سلوك القائد والرئيس. إذا أخفوا هذه الأشياء، ألا يكون ذلك بمثابة إبداء مظهر زائف؟" إنه يستخدم هذا المنطق الملتوي وهذه البدع لدينونة كشف الله عن الشخصية المتغطرسة وإدانته، لذا فأيًّا كان ما تقوله، فلن يعترف أبدًا بالمظاهر المختلفة للشخصيات الفاسدة التي وصفها الله وحددها. إنه يفكر قائلًا: "ما قاله الله هو مجرد طريقة واحدة لوصف الأشياء. إنه إيجابي إلى حد ما، ومألوف، وتقليدي، لكن لا يمكن تعريفه على أنه الحق. إنه لا يناسب إلا بعض الناس. على سبيل المثال، بعض الناس طيبو السريرة للغاية، ولا يمتلكون أي موهبة، ولا يتمتعون بالقدرة أو الذكاء الشديد، وفضلًا عن ذلك، ليس لديهم أي قدرات قيادية. إذا لم يكن لديهم شريك مناسب، فعليهم التشاور مع الآخرين عندما يتصرفون، وإن لم يفعلوا، فلن يتمكنوا من تحمل عبء عملهم؛ هذا هو نوع الشخص الذي يناسبه كلام الله". إن مثل هذه الحجج كلها بدع ومغالطات شيطانية.

لا يؤمن أضداد المسيح أبدًا بأن كلام الله هو الحق، لذلك في أي مرة يستمعون إليه، فإنهم يستمعون بفتور؛ إنهم مثل الفَرِّيسِيين، يستخدمون كلام الله للتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. إنهم لا يقبلون كلام الله في أعماق قلوبهم أو يجعلونه حياتهم وهدف ممارستهم. ولهذا السبب، عندما يرتكب ضِدّ المسيح خطأً، لن يعترف بأنه ارتكب شيئًا خاطئًا عندما تهذِّبه وتفضحه بسبب هذا الخطأ، فضلًا عن أن يقبل الأمر عندما تهذِّبه بشأن الشخصية والجوهر الذي أظهره في ذلك الأمر. وتمامًا كما هو الحال مع رفضه الاعتراف بأنه ارتكب شيئًا خاطئًا، فعندما يُظهر ضِدّ المسيح شخصية فاسدة، سيكون لديه دائمًا سبب ما، وعذر ما، وتفسير ما يبرر إنكاره أن لديه شخصية فاسدة. على سبيل المثال، عندما يُظهر شخصية متغطرسة في أمر معين، يقول إنه كان في عجلة من أمره، وأن الأمر كان اختيارًا سيئًا للكلمات، وأنه رفع صوته قليلًا. عندما يقول شخص ما إن ضد المسيح كان مخادعًا في أمر آخر ولم يكن صريحًا، فيقول ضد المسيح إن معظم الناس لديهم مستوى قدرات ضعيف، لذا إذا قال ما كان يحدث، فلن يفهمه الآخرون، وسيسيؤون فهم ما قال، وهذا هو سبب عدم صراحته. وأيًّا كانت الشخصية الفاسدة التي يُظهرها، فيمكنه دائمًا إيجاد الأعذار والتفسيرات. في المجمل، أيًّا كانت الشخصية الفاسدة التي يُظهرها، ومهما كانت درجة وضوحها أو خطورتها، فلن يعترف أبدًا بأنها شخصية فاسدة. غالبًا ما يكذب أضداد المسيح، فيقولون شيئًا في وجوه الناس وشيئًا آخر من وراء ظهورهم، ولا أحد يستطيع أن يخمن ولا أحد يعرف متى يقولون الحق ومتى يكذبون. ومع ذلك لن يعترفوا أبدًا بأنهم أشخاص مخادعون، وليسوا صادقين. وعلى العكس من ذلك، غالبًا ما يبررون لأنفسهم ويشرحون مدى طيبة سرائرهم التامة، ومدى صدقهم الشديد مع الآخرين، وعندما يواجه شخص آخر أي صعوبات، فإلى أي درجة يرغبون في مساعدته انطلاقًا من لطف قلوبهم. ولا يقتصر الأمر على عدم اعتراف أضداد المسيح بأن لديهم شخصية فاسدة، بل إنهم يحاولون دائمًا تبرئة أنفسهم، ويتباهون بأنهم أشخاص صالحون وطيبون. ولا يقتصر الأمر على عدم اعترافهم بأن لديهم شخصية فاسدة، بل إنهم في الوقت نفسه يتباهون أيضًا بمدى براعتهم في إقناع الناس، ومدى براعتهم في نيل رضا الناس وكسب قلوبهم. إنهم يتباهون بمدى قدرتهم الاستراتيجية وبراعتهم عندما يتعلق الأمر بالتصرف والتحدث بين الناس، وكيف أنه لا يمكن لأحد أن يتفوق عليهم ويتجاوزهم، وكيف أنه لا يوجد أحد أكفأ منهم في عملهم. عندما يدفع ضِدّ المسيح ثمنًا قليلًا، ويكون قادرًا على أن يعظ ببعض التعاليم والنظريات النبيلة، ويقوم لفترة قصيرة بشيء ما يضلل الناس ويجعل معظمهم يحترمونه، فسيعتقد إذن أنه أخفى شخصيته الفاسدة بنجاح، وأنه تمكن من جعل الناس يتجاهلون شخصيته الفاسدة. لذا، بناءً على هذه المظاهر لأضداد المسيح، وهذا النوع من الفهم والموقف الذي يضمرونه تجاه شخصيتهم الفاسدة، فعندما يُهَذبون، سيكون رد فعلهم الأول هو معارضة هذا التهذيب ومقاومته، وبذل كل ما في وسعهم لتبرئة أنفسهم. وإضافة إلى رفضهم الاعتراف بالخسائر التي جلبوها على عمل الكنيسة، فسوف يرفضون أيضًا الاعتراف بالشخصية الفاسدة التي أظهروها في هذا الأمر، والخطأ الذي ارتكبوه وهم مذعنون لسطوة شخصيتهم الفاسدة. وبالنظر إلى هذا المظهر والجوهر لدى أضداد المسيح، فهل يمكنهم أن يحققوا تغييرًا في شخصيتهم؟ (كلا، لا يمكنهم).

لقد صادفت بعض أضداد المسيح الذين يرتكبون أخطاء في عملهم، والذين هم كسالى، ولا يقومون بعملهم، ويهملون مهام معينة، بينما لا يزالون يعطون الناس أوامر، ويرتكبون أعمالًا غير صالحة بتهور، ويفعلون الأشياء بطريقتهم الخاصة. وعندما يُهذب أضداد المسيح هؤلاء لهذا السبب، فإنهم في الظاهر يبدون مذعنين للغاية، ولكن من وراء الكواليس هم ليسوا تائبين على الإطلاق. وانطلاقًا من موقف عدم التوبة لديهم، فإنهم لم يقبلوا أن يُهذبوا على الإطلاق. وبناءً على عدم قبولهم أن يتم تهذيبهم، فإنهم لم يفحصوا أبدًا أي كشف للشخصيات الفاسدة التي يمتلكونها. وبدلًا من ذلك، بعد تهذيبهم، يستمرون في فعل ما يحلو لهم، وفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة، والانخراط في التلاعب الخفي، وخداع أولئك الذين هم أعلى وأدنى منهم، وتأسيس ممالكهم المستقلة، والاستمتاع بامتيازات خاصة، دون أن يتغيروا ولو بأدنى قدر. لماذا لا يتغيرون ولو بأدنى قدر؟ السبب المحدد وراء ذلك هو أن أضداد المسيح لا يعترفون أبدًا بأن لديهم شخصية فاسدة، ولا يقبلون الحق؛ لذا فهم ينتهزون فرصة امتلاك سلطة عظيمة، ويستغلون هذه السلطة إلى أقصى حد، ثم يستغلون ذلك الوقت ليفعلوا كل ما يريدون، ويبذلوا قصارى جهدهم للقيام بأشياء سيئة، ويزعجون عمل بيت الله، ويقوِّضون النظام الطبيعي لبيت الله. وبينما يستمتعون بجميع أنواع المعاملة المادية من بيت الله، لا يفعلون أي شيء جيد على الإطلاق. وبخلاف القيام ببعض الأعمال الظاهرية، ماذا يفعلون في الخفاء؟ يعقدون اجتماعات، ويعظون بالكلمات والتعاليم، ويتدخلون حتى في شؤون غير ذات صلة؛ وبخلاف ذلك، هم فقط يتسلطون على الناس. إنهم لا يقومون بأي من الأعمال المحددة الموكلة إليهم من قِبل الأعلى، ولا يظهرون شخصيًا لتقديم الإشراف، أو الإرشاد، أو تعليمات مفصلة. إنهم فقط يأمرون الناس من أعلى، وفي بعض الأحيان، عندما لا يكون لديهم خيار حقًا، يظهرون في موقع العمل لإنجاز بعض الأشياء وإعطاء بعض التوجيهات. هذا مجرد عرض مؤقت للحماس، وسرعان ما يصبح العثور عليهم في أي مكان غير ممكن. عندما يرقُّون شخصًا ما أو يعينون شخصًا ما في منصب ما، لا يمكن لأحد أن يقول إن هذا الشخص ليس جيدًا أو يعارض ذلك، ولن يقوم أضداد المسيح بالتحقق من عمل هذا الشخص أو الإشراف عليه أبدًا. وأيًا كان مدى سوء الأشياء التي يقوم بها الشخص الذي قاموا بترقيته أو تعيينه، فإنهم لا يسمحون لأي شخص آخر بفضحه، ولا يمكن لأحد أن يعفيه، ولا يُسمح لأحد بالإبلاغ عنه. وأي شخص يبلِّغ عن ذلك الشخص سيصبح خصمهم. وبغض النظر عن مدى فداحة الخسائر التي يلحقها الشخص الذي يستخدمونه بعمل الكنيسة، ومدى جسامة الاضطرابات التي يسببها للعمل، فإن أضداد المسيح سيبذلون قصارى جهدهم لحماية هذا الشخص، وإذا فشلوا في القيام بذلك، فسوف يسارعون إلى فصل أنفسهم عنه، والتنصل بسرعة من المسؤولية. أيًّا كان ما يفعله أضداد المسيح، سواء كان أمام الآخرين أو من وراء ظهورهم، فإنهم يفتقرون تمامًا إلى قلب يتقي الله. إنهم عديمو الإيمان، وأرواح شريرة، وشياطين حيَّة، ولا يزالون يتمنون بلا خجل أن يشغلوا منصبًا ويتمتعوا بفوائد المكانة؛ إنهم طفيليات يعيشون على استغلال بيت الله. بل إن هناك حتى بعضًا منهم يشعرون بالإحباط، وخيبة الأمل، واليأس عندما يُهَذبوا، ويرون أنهم لن يكونوا قادرين على الاحتفاظ بمكانتهم. لماذا يشعرون باليأس؟ لماذا يشعرون بالإحباط؟ هذا لأنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بمكانتهم، وفرصتهم في التمتع بامتيازات خاصة ومعاملة خاصة قد ولَّت، ولم يعد أحد يقدِّرهم بعد الآن، وانتهت أيام لعبهم بالسلطة. سيتعين عليهم البدء في القيام بكل شيء بأنفسهم؛ لن تتاح لهم بعد الآن الفرصة للوقوف دون بذل أي جهد والاكتفاء بإصدار الأوامر. إنهم لا يشعرون بالندم أو الانزعاج بشأن العواقب الشريرة الناجمة عن شخصياتهم الفاسدة. وإنما يشعرون بدلًا من ذلك بالانزعاج، ويذرفون الدموع، ويشعرون بالخسارة لعدم قدرتهم على التمتع بفوائد المكانة بعد الآن. بل إن بعض الناس، بعد إعفائهم، يطلبون بوقاحة مرارًا وتكرارًا فرصة أخرى. أخبروني، هل يمكن إعطاء مثل هؤلاء الناس فرصة أخرى؟ ماذا ينوون أن يفعلوا بهذه الفرصة؟ أن يستغلوا الكنيسة، وأن يكونوا متطفلين، وأن يتصرفوا بتهور. إذا أُعطوا فرصة أخرى، فهل سيتعرفون على شخصياتهم الفاسدة؟ هل سيكونون قادرين على معرفة أنفسهم؟ (كلا). إذا كانوا سيحصلون على فرصة أخرى، فهل سيكتسبون القليل من الشعور بالخزي؟ هل ستتغير شخصيتهم؟ إذا أُتيحت لهم فرصة أخرى، هل سيبدأون في القيام بالأشياء وفقًا لمبادئ الحق، ويتوقفون عن محاولة إنشاء ممالكهم الخاصة المستقلة؟ (لن يفعلوا ذلك). لن يفعلوا أيًا من هذا؛ أليست هذه نهايتهم؟ إذا تعرضتم للتهذيب، وكان الأمر خطيرًا لدرجة أن الأعلى لم يكن لديه خيار سوى إعفاءكم، ففيم ستفكرون؟ (أنه يجب إعفائي حقًا، لأن طبيعتي شريرة للغاية، وقد فعلت الكثير من الأشياء التي تخالف المبادئ وتقاوم الله، وارتكبت الكثير من الشر، وتسببت في الكثير من الخسائر لعمل الكنيسة. يجب إعفائي). الشخص الذي يمتلك العقل سيتأمل في نفسه أولًا: "ماذا فعلت حقًا في أثناء هذا الوقت؟ لماذا تعرضت للتهذيب؟ هل تعرضت للتهذيب لقيامي بتلك الأشياء، وهل الأشياء التي قالها ذلك الشخص عندما هذبني صحيحة حقًا؟ كيف ينبغي علي قبولها؟ كيف ينبغي علي التعامل مع هذا التهذيب؟" ثم يفحص ما فعله حقًا، إذا كان هناك أي تزييف للإرادة البشرية في أفعاله، وما إذا كان هناك ضمير وعقل فيها، وما إذا كان ما فعله يتماشى مع مبادئ الحق، وكم مما فعله كان يتماشى مع متطلبات الله، وكم من الأشياء فعلها وفقًا لإرادته الخاصة. ينبغي على الشخص الذي لديه عقل أن يفحص هذه الجوانب، ولا يشغل باله بما إذا كان قد فقد مكانته، أو ما إذا كان بيت الله منصفًا معه، أو ماذا سيظن به الناس إذا لم يكن لديه مكانة، أو ما نوع الآفاق المستقبلية والغاية التي ستكون لديه. الشخص الذي لديه عقل لن ينشغل بمثل هذه الأمور.

ما مدى وقاحة بعض أضداد المسيح؟ بعد إعفاء أضداد المسيح هؤلاء، إذا لم يعد الإخوة والأخوات يظهرون تبجيلًا تجاههم، وإذا أصبحوا غير ودودين أو عطوفين كما كانوا، وإنما أصبحوا بدلًا من ذلك باردين ومتجاهلين لهم، فلن يكون أضداد المسيح هؤلاء قادرين على تحمل هذا. لماذا هم حساسون للغاية بشأن هذه الأشياء، بينما ليسوا حساسين بالقدر نفسه تجاه شخصيتهم الفاسدة؟ هل هذا جزء من طبيعتهم؟ هل لديهم كرامة؟ هل لديهم خجل؟ (كلا). أغلى شيئين في البشرية هما الخجل والاستقامة. لا يوجد أثر لأي من هذين الشيئين لدى ضَدّ المسيح. أضداد المسيح وقحون، وأيًّا كان مقدار ما يظهرونه من شخصياتهم الفاسدة أو مقدار الشر الذي يرتكبونه، فإنهم لا يشعرون بأي شيء على الإطلاق، لا يشعرون بالذنب، وإنما يظلون يرغبون في إطالة أمد إقامتهم والعيش عالة على بيت الله. وبعد أن يتم تهذيبهم وفضحهم، وإعفائهم، وبعد أن لم يعد لديهم أي مكانة، يظلون يريدون من الإخوة والأخوات أن يوقِّروهم مُظهرين التبجيل واللطف تجاههم. أليس ذلك غير معقول؟ هل يبدو هذا المظهر الذي يبديه أضداد المسيح مثيرًا لاشمئزازكم؟ (نعم). كل إنسان ينتابه الشعور بالخسارة عندما يتعرض للتهذيب، لا سيما إذا تم إعفاؤه وفقد مكانته. يشعر بأنه قد وُضِع في موقف محرج، ويخجل قليلًا أمام الآخرين، ويشعر بالحرج الشديد من مواجهة أي شخص. غير أن الشخص الذي يعرف الخجل لن يتفوه بحجج ملتوية. ماذا يعني عدم التفوه بحجج ملتوية؟ يعني القدرة على مواجهة كل شيء بالطريقة الصحيحة، دون التفكير في الأشياء والتحدث عنها بطريقة ملتوية، وبدلًا من ذلك، الاعتراف بصدق بالأخطاء التي ارتكبها، ومواجهة الأمر بإنصاف وعقلانية. ماذا يعني الإنصاف والعقلانية؟ يعنيان أنه بما أنك قد هُذِّبت من أجل شيء ما، فلا بد أن تكون هناك مشكلة فيما فعلته؛ بصرف النظر عن الشخصية الفاسدة التي لديك، دعنا نقول فقط إنه إذا كنت أخطأت في هذا الأمر، فبالتأكيد لديك بعض المسؤولية عنه؛ وبما أن لديك مسؤولية، فيجب أن تتحملها وأن تعترف بأنك فعلت ذلك. وعندما تعترف بهذا، ينبغي أن تفحص نفسك، وتسأل: "ما الشخصية الفاسدة التي أظهرتها في هذا؟ إذا لم أكن مدفوعًا بشخصية فاسدة، فهل كانت أفعالي تشوبها إرادة بشرية؟ هل كان هذا بسبب الحماقة؟ هل كان له أي علاقة بسعيي، وبالطريق الذي أسلكه؟" القدرة على فحص الذات بهذه الطريقة تسمى امتلاك العقلانية، ومعرفة الخجل، ورؤية الأشياء بطريقة منصفة وموضوعية، وبطريقة صحيحة ودقيقة. هذا بالضبط ما يفتقر إليه أضداد المسيح. عندما يتعرضوا للتهذيب، يفكرون أولًا: "كيف أمكنك أن تهذب قائدًا وقورًا مثلي بلا رحمة أمام كل هؤلاء الناس، فاضحًا حتى سري المخزي؟ أين منزلتي بوصفي قائدًا؟ ألم تمحها بتهذيبي؟ من الذي سيصغي إليَّ بعد الآن؟ إن لم يصغ إليَّ أحد، فكيف يمكنني أن أحظى بأي مكانة كقائد؟ ألن يجعلني هذا قائدًا بلا سلطة؟ كيف سأستمتع بفوائد المكانة إذن؟ ألن أكون غير قادر على الاستمتاع بالأشياء التي يقدمها الإخوة والأخوات كتبرعات؟" هل هذه الفكرة صحيحة؟ هل هي متوافقة مع الحق؟ هل يمكن تبريرها؟ (كلا). إنه أمر يخلو من المنطق، وهو إطلاق لحجج ملتوية. ماذا تقصد بالمنزلة؟ ما المقصود بالقائد؟ هل أنت على يقين أنك لست خاليًا من الفساد؟ ماذا تقصد بـ "فضح سرك المخزي؟" ما هو سرك المخزي؟ إنه شخصيتك الفاسدة. إن شخصيتك الفاسدة هي نفسها شخصية أي شخص آخر؛ هذا هو سرك المخزي. لا يوجد شيء مختلف فيك، فأنت لست أعلى من الآخرين. لقد رأى بيت الله فقط أنك تتمتع بقدر من الكفاءة وأنك تستطيع القيام ببعض العمل، لذلك قام بترقيتك وصقل مهاراتك، وأعطاك عبئًا خاصًا، وأكثر قليلًا لتحمله على عاتقك. لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنك عندما تحصل على مكانة، لا تعود لديك شخصية فاسدة. ومع ذلك، فإن أضداد المسيح يتمسكون بهذا قائلين: "الآن بعد أن أصبحت لديَّ مكانة، لا ينبغي لك أن تهذبني، لا سيما أمام كل هؤلاء الناس، بما يسمح لمعظم الناس باكتشاف وضعي الحقيقي". أليست هذه حجة ملتوية؟ أين يمكن تطبيق هذا النهج؟ في المجتمع الخارجي، عندما تبنيّ شخصًا ما، يجب أن تبالغ في الثناء عليه باعتباره كاملًا، وتصنع له صورة من الكمال دون أدنى عيب. أليس ذلك خداعًا؟ هل يمكن أن يفعل بيت الله هذا؟ (كلا). هذا ما يفعله الشيطان، وهو أيضًا ما يطلبه أضداد المسيح. الشيطان ليس لديه عقل، وأضداد المسيح بالمثل يفتقرون إلى العقل في هذا الصدد. وليس هذا فحسب، بل إنهم يطرحون حججًا ملتوية ويقدمون مطالب مفرطة. ومن أجل حماية مكانتهم، يطلبون من الأعلى أن يكون منتبهًا لكيفية تهذيبهم، وفي أي مناسبات يتم تهذيبهم، ونوع النبرة المستخدمة. هل هذا ضروري؟ إنهم كائنات بشرية فاسدة، ويتم تهذيبهم بسبب شيء واقعي وحقيقي؛ فما الحاجة إلى القيام بذلك بطريقة معينة؟ ألا يكون بناؤهم بمثابة إيذاء للإخوة والأخوات؟ هل ينبغي لهم، وهم أناس أشرار، أن يتم بناؤهم، وحماية مكانتهم، حتى يمكنهم ارتكاب أعمال سيئة بتهور بين أولئك الذين هم أدنى، وإنشاء ممالكهم المستقلة؟ هل سيكون هذا منصفًا للإخوة والأخوات؟ هل يُعد ذلك إظهارًا للمسؤولية تجاههم؟ هذه ليست طريقة لإظهار المسؤولية تجاههم. لذا فإن ضَدّ المسيح الذي يتصرف بهذه الطريقة، ويفكر بهذه الطريقة، ويقدم مثل هذه المطالب هو في الحقيقة يطلق حججًا ملتوية، ويسبب المتاعب عمدًا، ويفتقر تمامًا إلى الخجل. وعندما يتعرض ضد المسيح للتهذيب بسبب شيء أخطأ فيه، فإنه لا يعترف بأن لديه شخصية فاسدة، ولا يفحص الشخصية الفاسدة التي أدت إلى فعله مثل هذا الشيء. وبعد إطلاق الكثير من الحجج الملتوية، فإنه لا يرفض فقط فحص نفسه، بل يفكر أيضًا في التدابير المضادة. "من أبلغ عن هذا؟ من سرَّب هذا إلى الأعلى؟ من أبلغ القادة أنني فعلت هذا؟ أحتاج أن أعرف من كان ذلك الشخص، وأن ألقِّنه درسًا. إنني بحاجة إلى توبيخه أثناء التجمعات، وأن أُظهر له كم أنا مهيب". عندما يتعرض للتهذيب، سيفعل ضَدّ المسيح كل ما في وسعه للدفاع عن نفسه، لإيجاد مخرج، فيفكر قائلًا: "لقد كنت مهملًا هذه المرة، وتركت السر ينكشف دون قصد، لذلك يجب أن أبذل قصارى جهدي لمنع حدوث هذا مرة أخرى في المرة القادمة، وأن أجرب نهجًا مختلفًا لخداع الأعلى وأيضًا الإخوة والأخوات الأدنى، حتى لا يعرف أي منهم. وعندما أفعل شيئًا صحيحًا، يجب أن أسارع إلى إبراز نفسي لكي يُنسب لي الفضل، ولكن عندما أرتكب خطأً، يجب أن أكون سريعًا في إلقاء المسؤولية على شخص آخر". أليس هذا مُشينًا؟ إنه مُشين إلى أقصى حد! عندما يتعرض شخص عادي للتهذيب، فإنه يعترف لنفسه سرًا في أعماقه قائلًا: "أنا سيئ؛ لديَّ شخصية فاسدة. ليس هناك ما يقال أكثر من ذلك. يجب أن أتامل في نفسي". إنه يقرر في صمت التصرف وفقًا لما يطلبه الله إذا واجه هذا النوع من المواقف مرة أخرى. وسواء كان بوسعه تحقيق ذلك أم لا، فإنه في كل الأحوال، عندما يتعرض للتهذيب، يقبل ذلك في قلبه بطريقة عقلانية، وتخبره عقلانيته أنه ارتكب خطأً بالفعل، وأنه بما أن لديه شخصية فاسدة، فيجب أن يعترف بذلك. إنه يخضع في قلبه، دون أي مقاومة، وحتى إذا شعر بالظلم قليلًا، فإن موقفه الأساسي هو موقف إيجابي. إنه قادر على التأمل في نفسه، والشعور بتأنيب الضمير، والعزم على السعي لعدم ارتكاب الخطأ نفسه في هذا الأمر مستقبلًا. وعلى الجانب الآخر، فإن ضَدّ المسيح ليس فقط لا يشعر بتأنيب الضمير، بل إنه مقاوم في قلبه، وهو ليس فقط غير قادر على التخلي عن الشر الذي يفعله، بل يحاول حتى إيجاد طريقة أخرى للمضي قدمًا حتى يتمكن من الاستمرار في ارتكاب الأفعال السيئة بتهور، والاستمرار في سلوكه الشرير. وعندما يتعرض للتهذيب، فإنه لا يفحص شخصيته الفاسدة، أو مصدر أخطائه، أو نواياه، أو الحالات والمنظورات المختلفة التي نشأت داخله عندما انكشفت شخصيته الفاسدة. إنه لا يفحص هذه الأشياء أو يتأملها أبدًا، ولا يتقبل الأمر عندما يقدم له أي شخص آخر اقتراحات، أو نصح، أو يفضحه. وبدلًا من ذلك، يكثف جهوده للبحث عن طرق، ووسائل، وتكتيكات مختلفة لخداع أولئك الذين هم أعلى منه ومن هم أدنى منه، حتى يمكنه حماية مكانته. إنه يزيد جهوده المتسببة في حدوث اضطرابات في بيت الله، ويستخدم مكانته لارتكاب الشر. إنه حقًا لا أمل له على الإطلاق!

عندما يضطلع أضداد المسيح بأي جزء من العمل، يكونون غير مبالين، ويغضون الطرف عن الأشرار وأولئك الذين يزعجون عمل بيت الله، أو حتى قد يتسترون عليهم، ويجارونهم، ويحمونهم. بعد إعفاء ضد المسيح، هل يتغير عندما يقوم بواجب مختلف؟ (كلا). ما السبب في ذلك؟ (بسبب مشكلة في جوهر طبيعته). بعد ارتكابه خطأ فادحًا، يظل لا يتوب، ويظل يضمر المفاهيم والشكاوى في قلبه، فهل يمكن أن يكون مخلصًا بعض الشيء في أي واجب يقوم به؟ إنه يرتكب الأعمال السيئة بتهور في واجبه حتى قبل أن يكون لديه أي مفاهيم أو شكاوى، لذا عندما يضمر هذه الأشياء، فهل يمكن أن يكون مخلصًا في واجبه؟ (كلا، لا يمكنه). وبدون الإخلاص، هل يكون غير مبالٍ؟ هل سيرتكب أعمالًا سيئة بتهور؟ (نعم سيفعل). قد لا يكون بعضكم مقتنعًا، لذا انظروا بأعينكم جيدًا، وسيأتي اليوم الذي تقتنعون فيه. لا يمكن لضِدّ المسيح أن يتغير أبدًا، وبغض النظر عن المكان الذي يوضع فيه، فسوف يكون غير صالح دائمًا. بعد تهذيب شخص يسعى إلى الحق بسبب إظهاره شخصية فاسدة، تحدث له بعض التغييرات. تتحسن حالته أكثر فأكثر، ويصبح سلوكه استباقيًا أكثر وأكثر، ويصبح منظوره إيجابيًا أكثر وأكثر، وتصبح أهداف سعيه واتجاه ذلك السعي صحيحة أكثر وأكثر، وينشأ لديه قلب يتقي الله بشكل متزايد، وتظهر إنسانيته جديرة بالاحترام أكثر وأكثر. وعلى النقيض من ذلك، كلما تعرض ضَدّ المسيح للتهذيب، زاد استياؤه الداخلي، وأصبح أكثر حذرًا، وشعر بالظلم في قلبه، وزادات مفاهيمه، وكراهيته، وشكواه بشأن الله. عندما لا يتعرض للتهذيب، يكون جسده قادرًا على دفع القليل من الثمن، ولكن عندما يتعرض للتهذيب كثيرًا، فإنه لا يمتلك حتى أدنى قدر من الإخلاص. إنه حقًا قضية خاسرة! لاحظوا هذا بأنفسكم؛ أي شخص مثل هذا يقدم دائمًا المواعظ لدعم الآخرين، لكن هو نفسه لا يمارس على الإطلاق أو ليس لديه أي دخول؛ هذه إحدى السمات. وهناك سمة أخرى تتمثل في أنه أيًّا كان العمل الذي يقوم به، فعندما يحصل على مكانة، يمكنه اتخاذ بعض المبادرات وإظهار بعض الحماس، لكنه دائمًا ما يكون غير مبالٍ ويرتكب أعمالًا سيئة بتهور في عمله. وعندما يفقد مكانته، فإنه يغير سلوكه، ويقرر أن موقفه ميؤوس منه، حتى أنه يتصرف بطريقة جريئة ومتهورة، ويتصرف مثل شخص همجي جامح، مفتقر تمامًا إلى قلب يتقي الله. هذا النوع من الأشخاص، من بين جميع البشر، هو ضَدّ المسيح الكلاسيكي. إنه قادر على تشريح أحوال الآخرين بوضوح ومنطقية شديدة، بطريقة يسهل فهمها وتجعلك تشعر بأن ضِدّ المسيح أيضًا لديه هذا النوع من الفهم لنفسه. ولكن عندما يرتكب خطأً ما، وعندما يُظهر شخصية فاسدة، وتحاول أنت فضحه وتشريحه، انظر إلى نوع الموقف الذي يتبناه. لن يكون على استعداد مطلقًا لقبول الأمر، وسوف يفكر في كل طريقة ممكنة لدحضه، والدفاع عن نفسه، وليس الاعتراف بخطأه. لن يكون أحد قادرًا على المساس به، وأي شخص يزعجه، أو يكشف عن مشكلة تتعلق به، سيجد نفسه في ورطة، وسيُعامل باعتباره عدوًا له.

عندما يتمتع ضَدّ المسيح بمكانة، فإنه يكون قادرًا على تحمل شيء من المشقة ودفع بعض الثمن لحماية مكانته. يكون قادرًا أيضًا على ارتداء وجه طيب من التعاطف مع جميع الناس، والرغبة في تخليص الجميع؛ إنه وجه منافق. لكن في اللحظة التي يفقد فيها مكانته، يتلاشى كل إحسانه، وعلى الرغم من ذلك، يظل يريد التمسك والاستمتاع بالدعم، والتقدير، والاهتمام الخاص الذي كان يتمتع به في الماضي. إنه ببساطة وقح إلى أقصى حد! أيًّا كانت الفئة التي ينتمي إليها ضَدّ المسيح، فإنه لا يقدم أدنى مساعدة أو تنوير لأي شخص، ومع ذلك يظل يريد التمتع بدعم وتقدير الجميع. أيًّا كان من يعترف من الآخرين بأن لديه شخصية فاسدة، فإن ضَدّ المسيح لن يتحدث ويقول إن لديه شخصية فاسدة هو الآخر، أو يتحدث عن نوع الشخصية الفاسدة التي أظهرها في الماضي. إنه لا يشرِّح نفسه أبدًا، وعندما يوضع في موقف محرج ولا يجد مخرجًا، سيقول شيئًا من قبيل: "نعم، أنا إبليس، أنا شيطان"، وهذا كل شيء. لا يقول سوى بعضًا من هذه الكلمات الرنانة الفارغة. وإذا سألته: "ما المظاهر والإعلانات المحددة التي لديك وتدل على كونك إبليسًا وشيطانًا؟ ما أنواع الدوافع والنوايا التي تكون لديك عندما تتصرف؟" فلن يقول أي شيء على الإطلاق. أليس شيطانًا؟ منذ وصوله إلى السلطة، ارتكب التنين العظيم الأحمر شرورًا لا حصر لها، وخلال فترة حكمه، كان يعترف باستمرار بأخطائه ويصححها، فيما كان يشتد باستمرار في إساءة معاملته لشعبه. عندما تراه يعترف بأخطائه، قد تعتقد أنه سيتوب ويفتح صفحة جديدة، وأنه يلتزم سلوك الاعتراف، وأنه ربما لن يرتكب مثل هذه الأخطاء مرة أخرى. ولكن بناءً على الأشياء التي تحدث بعد ذلك وكيفية تطور الأمور، يمكن القول إن اعتراف التنين العظيم الأحمر بأخطائه لا يكون إلا من أجل حماية صورته ومكانته، وتمهيد الطريق له للاستمرار في الاحتفاظ بالسلطة والقيام بالمزيد من الأشياء الفظيعة التي تسيء إلى شعبه. وأضداد المسيح نفس الشيء؛ إنهم يمتلكون جوهر الطبيعة نفسه، مثل الأبالسة، والشيطان، والتنين العظيم الأحمر. إنهم جيدون في التنكر، وهم كاذبون معتادون على الكذب؛ لا يعرفون الخجل، وينفرون من الحق والأشياء الإيجابية، ولا يقبلون الحق نهائيًا. وإضافة إلى ذلك، لا يقولون سوى أشياء ذات وقع لطيف، ويفعلون جميع أنواع الأشياء السيئة. في ظل وجود الإخوة والأخوات، غالبًا ما يقول أضداد المسيح الأشياء الصحيحة، ويفعلون أشياء تبدو صحيحة ظاهريًا، ولكن عندما يُطلب منهم الممارسة الصارمة وفقًا لكلام الله ومبادئ الحق، لتنفيذ ترتيبات عمل بيت الله، فإنهم لا يفعلون شيئًا من هذا القبيل، وبدلًا من ذلك يختفون دون أثر. إذا تركتهم بلا رقابة، أو إشراف، أو حث، فإنهم سيرتكبون أعمالًا سيئة بتهور، وينشؤون مملكتهم المستقلة. ولتحقيق هدفهم المتمثل في الاحتفاظ بالسلطة، سيتحملون أي مشقة ويدفعون أي ثمن. يمكننا أن نرى من خلال هذا أن أضداد المسيح لديهم نوع آخر من جوهر الطبيعة، وهو أنهم أنانيون وحقيرون. فبخلاف دفع قدر من الثمن عند القيام بشيء ما من أجل أنفسهم، إذا طُلب منهم القيام بشيء أو قول شيء للإخوة والأخوات، من أجل بيت الله، دون تلقي أي شيء في المقابل، فهل سيكونون طيبي القلب هكذا؟ هل سيتحملون هذا العبء؟ (كلا). لذا، عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي طلب منهم الأعلى تنفيذها، عندما يحين وقت التحقق من هذا العمل، فلن يكونوا قد نفذوا أيًّا من هذه الأشياء. لماذا؟ لأن تنفيذها يتطلب منهم أن يرهقوا أنفسهم وأن يعانوا؛ سيضطرون لدفع ثمن، وعلى الأرجح لن يستطيعوا الاستفادة كثيرًا من ذلك. لذلك فإنهم ببساطة لن يفعلوه. إذا كان أغلب الناس قد يربحون من ذلك، وإذا كان أغلب الناس قد يستفيدون منه، فهل يكون ضَدّ المسيح على استعداد لدفع ثمن مقابل ذلك؟ لن يكون على استعداد لدفع ثمن. وإذا كان الأمر شيئًا سوف يجعل أغلب الناس يقدِّرونه، ويخلِّدون ذكراه، ويعبدونه، ويمتدحونه، وإذا كان ضِدّ المسيح سيُذكر على مدى أجيال بسبب هذا الشيء الطيب الذي فعله، فكيف سيتصرف؟ سوف ينهض على الفور إلى العمل، وسوف يفعل ذلك بسعادة أكثر من أي شخص آخر. إنه أمر وقح، أليس كذلك؟ إن الشيطان، إبليس، وقح حقًا. لقد ارتكب شرورًا لا تحصى، ومع ذلك لا يزال يريد من الجميع أن يكونوا ممتنين له بعمق، وأن يتبعه الناس عن كثب ويتملقونه. إنه يسيء إلى الناس كثيرًا، ومع ذلك لا يزال يريد أن يمتدحوه. وأضداد المسيح هم الشيء نفسه. أيًّا كان عدد المواعظ التي سمعها ضَدّ المسيح، أو عدد التعاليم التي يفهمها، فإنك إذا طلبت منه القيام بعمل ما أو أداء واجب ما دون أن يكون غير مبالٍ، فلن يمكنه أن يفعل ذلك. إذا طلبت منه الامتناع عن إنشاء مملكته المستقلة أو ارتكاب أعمال سيئة بتهور، فلن يستطيع ذلك. إذا طلبت منه الامتناع عن التمتع بفوائد المكانة، والطمع في الراحة، والاستمتاع بالمكانة والامتيازات الخاصة، فلن يمكنه ذلك. إذا طلبت منه عدم تعذيب الآخرين، أو عدم الكذب، فلن يمكنه فعل ذلك. إذا طلبت منه عدم تبديد التبرعات، وأن يحمي مصالح بيت الله، فلن يمكنه فعل ذلك. إذا طلبت منه ألا يقدم الشهادة لنفسه، فلن يكون قادرًا أبدًا على فعل ذلك؛ وإذا طلبت منه دفع ثمن ما لشعب الله المختار دون الحصول على أي شيء في المقابل، أو القيام بعمل ما في الخفاء، فلن يكون قادرًا على ذلك. ما الذي يقدر على فعله إذن؟ إنه قادر على ارتكاب أعمال سيئة بتهور، وإنشاء مملكته المستقلة، وتقديم الشهادة لنفسه، وتبديد الهبات، والعيش عالة على الكنيسة، وتعذيب الآخرين، والهتاف بالشعارات، والثرثرة بالتعاليم، ونشر البدع والمغالطات لتضليل الناس، وما إلى ذلك؛ إن القيام بهذه الأشياء أمر هين بالنسبة إليه. هل ثمة شخص مثله حولكم؟ في اللحظة التي يمتلك فيها السلطة، ما إن يحصل على قدر ضئيل من السلطة، فإنه يريد أن يسيطر على مقاليد مال بيت الله؛ أيًّا كان ما يشتريه، فإنه يريد الحصول على أشياء عالية الجودة وباهظة الثمن وذات علامات تجارية معروفة، ولا يناقش هذا مع أي شخص آخر، أو ينصت إلى ما يريد أي شخص آخر أن يقوله. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يستمتع بها. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يريد تكوين زمر، والقيام بالأشياء بطريقته الخاصة، ويرفض الاستماع إلى الأعلى، أو إلى أي شخص آخر. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يشعر وكأنه أصبح إلهًا، ويريد أن يقدم الشهادة لنفسه حتى يدعمه الآخرون، ويريد تشكيل حزبًا، تشكيل عصبة خاصة به. عندما يُمنح شيئًا من السلطة، فإنه يريد السيطرة على الإخوة والأخوات بإحكام في قبضته. وإذا كان عمل بيت الله يتطلب نقل شخص ما بعيدًا عنه، فسيكون ذلك صعبًا للغاية. يجب أن يوافق على ذلك، وسيحتاج شخص ما إلى مناقشة الأمر معه، ولن يقبل من ذلك الشخص أي موقف لا يعجبه. إنه يريد أن يعرف العالم كله أنه يتمتع بالسلطة والنفوذ، وأنه يتعين على الجميع أن يحترموه ويبجِّلوه. هذه حقيقة متفق عليها بشكل عام. لن يعترف ضَدّ المسيح أبدًا بأن لديه شخصية فاسدة. لاحظوا هذا بأنفسكم؛ انظروا ما إذا كان أولئك الذين لا يعترفون بأن لديهم شخصية فاسدة يستطيعون أن يتوبوا بعد ارتكاب خطأ ما وإظهار شخصية فاسدة، وما الاتجاه الذي يتطورون فيه، وما نوع الطريق الذي يسلكونه في النهاية، وكيف يتصرفون في أثناء أداء واجبهم وتعاملهم مع الآخرين، وكيف يتصرفون فيما يتعلق بالمكانة، وما طرقهم وأساليبهم في القيام بالأشياء. هل ستتمكنون من تمييز هذا؟ إذا تمكنتم من التوصل إلى استنتاجات بشأن هذه الأشياء، فهذا يعني أن لديكم بعض التمييز.

ج. رفض الاعتراف بأن كلام الله هو الحق والمعيار الذي يُقاس عليه كل شيء

ثمة سبب ثالث لرفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم وعدم التزامهم موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، وهو أنهم يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. لقد قدَّمتُ شركة مفصلة للغاية حول السببين السابقين؛ وهذا السبب مختلف قليلًا عن السببين الأولين من حيث معناه الحرفي، لكن من حيث الجوهر، فإن السببين الأولين يرتبطان بهذا السبب حيث يرفض أضداد المسيح الاعتراف بأن كلام الله هو الحق، لذا يمكننا جعل شركتنا قصيرة وموجزة. عندما يتعرض ضَدّ المسيح للتهذيب، وتُعقد معه شركة حول الحق، وتحدثه عن مبادئ الحق ومبادئ القيام بالأشياء، فهل سيكون قادرًا على قبول هذا بعد سماعه؟ (كلا). أيًا كان الوقت الذي يسمع فيه ضَدّ المسيح الحق، سيكون لديه دائمًا الموقف نفسه تجاهه؛ موقف الإدانة والمقاومة. ما هي مبادئ الحق؟ إنها المعيار لقياس كيفية القيام بشيء ما. وما دام الأمر يتم بما يتماشى تمامًا مع حقيقة كلام الله، فإن ما يفعله الشخص إذن سيكون مبنيًا على المبادئ. وهذا هو ما يعنيه القيام بالأشياء وفقًا للمبادئ. إذا كانت شركتك تتفق مع مبادئ الحق، فلن يقبلها ضَدّ المسيح على الإطلاق؛ وكلما كانت شركتك إيجابية وعملية وعادلة وصحيحة ومستندة إلى الحقائق، كانت غير مقبولة لدى ضِدّ المسيح. سوف يستجيب بحجج ملتوية رافضًا قبول الحق أو الحقائق. إذا تحدثت معه عن كيفية التصرف للوفاء بمسؤولياته في الأمر، فسوف يخبرك عن قدر معاناته ودفعه الثمن؛ وإذا تحدثت معه عن كيفية التصرف وفقًا لمبادئ الحق، فسوف يخبرك عن عدد الطرق التي سلكها، ومدى معاناته، وقدر الكلام الذي تفوَّه به. إذا تحدثت معه عن كيفية أن تكون شخصًا صادقًا، وكيفية التصرف وأداء الواجب بقلب صادق ومخلص، فلن يهتم وسيتجاهلك. وعندما يتصرف، يركز فقط على التكتيكات، والمخططات، والحيل. وبصفة عامة، فإن ضَدّ المسيح لديه مجموعة فريدة من المبادئ الخاصة به التي تقوم عليها أفعاله، وبغض النظر عن مدى خطئها، أو دناءتها، أو سخافتها وعبثيتها في نظر الآخرين أو في نظر الله، فلن يكلَّ أبدًا من التمسك بهذه الأساليب والمبادئ. لن يقبل كلام الله باعتباره مبادئ الحق، ولن يتخلى عن مبادئه الخاصة، لذا بغض النظر عما إذا كنت تهذبه، أو تفضحه، أو تعفيه، فإن معاييره، وتصوراته، ووجهات نظره في قياس الأشياء لن تتغير أبدًا. بعض هذه المعايير ناشئة من علم بشري، وبعضها من المعرفة، وبعضها من الثقافة التقليدية، وبعضها من الاتجاهات الشريرة لهذا العالم، ولكن أيًّا كان مدى خطأ هذه الأشياء، فإن ضد المسيح لا يمكنه التخلي عنها. سوف يقبل أي اتجاهات شريرة، وأي أقوال ووجهات نظر شائعة في المجتمع، لكن كلام الله أو الحق ليس أبدًا معياره لقياس جميع الأشياء والأحداث، لقياس كل شيء. وبينما يتبع الله ويعيش عالة على بيت الله، فإنه ينكر الحق ويدينه. وفي حين ينكر الحق ويدينه، فإنه يحترم ويقِّدر جميع أنواع البدع والمغالطات من العالم. الشيء الوحيد الذي لا يمكنه قبوله هو كلام الله؛ الحق. وبناء على جوهر أضداد المسيح هذا، فإنه على الرغم من أنهم يحضرون الاجتماعات، ويقرؤون كلام الله، ويؤدون واجبًا في سياق إيمانهم، فإن ثمة شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو: شخصيتهم لن تتغير أبدًا، ولن تتغير وجهات نظرهم أبدًا، والتي هي من العالم والاتجاهات الشريرة. وإذا طلبت من أحد أضداد المسيح أن يتحدث عن دخول الحياة أو تغيير الشخصية، فسوف تتساءل لماذا تبدو كلماته شديدة الغرابة، ومنفِّرة، ومحرجة. ستبدو وكأنها كلمات شخص دخيل، وهو ليس إلا شخص مشوَّش يفتقر إلى الفهم الروحي لكنه يتظاهر بأنه روحي ويمتلك الحياة. إن الأمر مقزز حقًا إلى أقصى حد! هل يمكن لشخص لم يعترف قط بأن كلام الله هو الحق، أو لم يقبل قط كلام الله باعتباره حياة له أن يمتلك الحياة؟ هذه مزحة، أليست كذلك؟ ألقوا نظرة حولكم، وتحققوا مما إذا كان هناك أي شخص يقول باستمرار: "إن فلانًا أو فلانًا من المشاهير قال كذا؛ هذا أو ذاك الكتاب قال كذا؛ هذه الدراما التلفزيونية أو تلك قالت كذا؛ هذا العمل الفني الرائع أو ذاك قال كذا"، أو "إن ثقافتنا التقليدية هي كذا؛ في موطني نقول كذا؛ في عائلتنا لدينا هذه القاعدة"، وما إلى ذلك. انظروا من يقول دائمًا الكثير من هذه الأشياء، ومن لا يتأثر بكلام الله بعد سماعه، ولا ينطق إلا بكلام مشوش، وكلام سخيف، وكلام يفتقر إلى الفهم الروحي عندما يتمكن من عقد شركة عن فهمه لكلام الله، وانظروا مَنْ – على الرغم من أنه ليس لديه استيعاب أو فهم لكلام الله – يحاول فهم بعض الأمور عنوةً، ويتظاهر بأنه روحي. إنه أمر مقزز تمامًا! لقد آمن هؤلاء الناس بالله لسنوات عديدة، واستمعوا إلى المواعظ وحضروا الاجتماعات لسنوات عديدة، ومع ذلك لا يزالون – على نحو لا يصدق – لا يعرفون أن لديهم شخصية فاسدة، ولم يكتشفوا أن لديهم وجهات نظر غير صحيحة، أو أن وجهات نظرهم المغلوطة تتعارض تمامًا وتتناقض مع كلام الله. ما سبب هذا؟ إنه السبب الثالث وراء رفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم وعدم التزامهم موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ: أنهم يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. هذا هو جذر المشكلة.

لماذا يرفض أضداد المسيح قبول التهذيب؟ لماذا لا يتوبون عندما يواجهون شيئًا ما، بل ينشرون بدلًا من ذلك مفاهيم متنوعة، وحتى يطلقون الإدانة على الله؟ الأسباب واضحة جدًا: أولًا، لا يعترف أضداد المسيح أبدًا بأنهم يمكن أن يخطئوا؛ ثانيًا، لا يعترفون أبدًا بأن لديهم شخصية فاسدة؛ ثالثًا، يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء. بالنسبة إلى كل هؤلاء الذين لا يقبلون تهذيبهم، وكل هؤلاء الذين يُظهرون بوضوح شخصية فاسدة عندما يرتكبون الأخطاء، وكل هؤلاء الذين كثيرًا ما يجلبون الأذى على شعب الله المختار، والذين يؤخِّرون دخول أعداد لا حصر لها من شعب الله المختار إلى الحياة، ويتسببون في خسائر لعمل بيت الله، إذا لم يكن لدى هؤلاء الأشخاص أي شعور بالذنب أو موقف توبة عندما يتعرضون للتهذيب، فإن ثمة شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو أنهم يمتلكون جميع هذه المظاهر الثلاثة الخاصة بأضداد المسيح. هل هذا صحيح؟ (نعم، صحيح). ثمة ثلاثة أسباب إجمالًا وراء رفض أضداد المسيح قبول تهذيبهم. اقرأوا الأسباب مرة أخرى. (أولًا، لا يعترف أضداد المسيح أبدًا بأنهم يمكن أن يخطئوا؛ ثانيًا، لا يعترفون أبدًا بأن لديهم شخصية فاسدة؛ ثالثًا، يرفضون الاعتراف بأن كلام الله هو الحق وهو المعيار الذي يُقاس عليه كل شيء). ثمة ثلاثة أسباب إجمالًا. لقد عقدنا شركة عن السببين الأولين بتفاصيل كثيرة جدًا. والسبب الأخير يختلف قليلًا عن السببين الأولين من حيث المعنى الحرفي، ولكن من حيث الجوهر، فإن السببين الأولين مرتبطان بسبب رفض أضداد المسيح الاعتراف بأن كلام الله هو الحق، لذلك لن نعقد شركة عن هذا السبب بأي تفاصيل أخرى. حسنًا، لننهي شركتنا هنا اليوم. إلى اللقاء! (إلى اللقاء يا الله!)

19 سبتمبر أيلول 2020

السابق:  البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، وينتهكون المبادئ بشكل صارخ، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء السابع)

التالي:  البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger