23. كيف تعلمت الشهادة لله

بقلم: موران، الصين

اُخْتِرتُ كشماسة سقاية في شهر يونيو من العام الماضي، وكُلفت بسقاية أولئك الذين قبلوا لتوهم عمل الله في الأيام الأخيرة. قلت لنفسي: "يجب أن أؤدي واجبي جيدًا وأرد محبة الله". واجهت في البداية صعوبات عديدة في العمل: كان بعض الإخوة والأخوات مشغولين بالمهام ولم يحضروا الاجتماعات بانتظام؛ وانخدع البعض بافتراء الحزب الشيوعي الصيني والأوساط الدينية وكانوا ممانعين لحضور الاجتماعات؛ وكان بعضهم سلبيًا وضعيفًا بسبب عرقلة عائلاتهم لهم وعدم تمكنهم من أداء واجباتهم. شعرت بضغط شديد عندما فكرت في هذه الأشياء. ولسقاية هؤلاء الإخوة والأخوات جيدًا كي يتمكنوا من فهم الحق وتأصيلهم على الطريق الحق، كان لا بُدَّ من أداء الكثير من العمل! كنت خلال ذلك الوقت أصلِّي إلى الله وأتَّكِل عليه، وأطلب الحق لحل مشكلاتهم وصعوباتهم. وبعد فترة، اعتاد أغلبهم على حضور الاجتماعات، وعرف بعضهم معنى أداء واجباتهم فأدوها بأفضل ما يمكن. ابتهجت عندما رأيت هذه النتائج، ولم يسعني إلا تقدير نفسي قائلةً: "لا بد وأنني ماهرة في هذا العمل. وإلا فكيف يمكنني تحقيق مثل هذه النتائج الجيدة؟" وبعد ذلك، عندما سمعت الإخوة والأخوات يتحدثون عن المشكلات والصعوبات التي واجهوها في واجباتهم، بدأت تلقائيًا في التباهي بأنني أفضل منهم وأكثر تجربة.

ذات مرَّة، في اجتماع مع بعض الأخوات اللواتي كن قد بدأن للتو في سقاية الوافدين الجدد، ذكرن أن بعض الوافدين الجدد عاينوا قمع الحزب الشيوعي الصيني واعتقالاته المحمومة، وشعروا بالسلبية والضعف والجُبن والخوف. هؤلاء الأخوات لم يعرفن كيفية المشاركة لحل هذا. قلت لنفسي إنه طالما أنني حللت هذه المشكلات مؤخرًا وحققت بعض النتائج، فإن هذه كانت فرصة جيدة لإخبارهن بكيفية مشاركة الحق لحل هذه الأشياء ولإظهار أنني كنت أفهم الحق وكنت العاملة البارعة. ولذلك، قلت بثقة: "لقد سقيت مؤخرًا بعض الإخوة والأخوات الذين كانوا في الحالة نفسها. كنت قلقة جدًا في ذلك الوقت، ولذلك عقدت العديد من الاجتماعات معهم، وقرأت كلمة الله، وعقدتُ شركة عن الحقّ بما يستهدف حالتهم لسقايتهم جيدًا. اضطررت إلى ركوب دراجتي لمسافة تزيد عن 50 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا. وبعد سقايتهم لبعض الوقت، ربحوا قدرًا من المعرفة عن عمل الله وقدرته المطلقة وحكمته، وفهموا مغزى استخدام الله للتنين العظيم الأحمر باعتباره شخصية الضد في عمله، وربحوا الثقة بالله. لم يعودوا يشعرون أنهم مقيدون بسبب اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني، بل وأرادوا نشر الإنجيل للشهادة لعمل الله...". أثناء مشاركتي، كانت الأخوات يراقبنني كما لو كن قد فُتِنَّ بي. شعرت بالإشباع وبالمزيد من النشاط أثناء حديثي. عندما أنهيت مشاركتي، قالت أخت بحماسة: "يمكنكِ بتجربتكِ الكبيرة رؤية المشكلات بوضوح. أما أنا فسوف أشعر بالارتباك الشديد". وقالت أخت أخرى بغيرة: "حل هذه المشكلات سهل للغاية بالنسبة لكِ. إذا كان لديكِ المزيد من التجربة الجيدة، فالرجاء مشاركتنا بها لنتمكن من التعلم منكِ". سررت عندما سمعت مجاملاتهن. وعلى الرغم من أنني قلت إن نتائج عملي كانت ترجع أساسًا إلى توجيه الله ولم تكن مجهودي الشخصي، إلا أنني شعرت أنني كنت من عانيت ودفعت ثمنًا مقابل هذه النتائج. في أحد الاجتماعات، شعرت أخت بالسلبية لأنها لم تحقق نتائج مُثمرة في سقاية الوافدين الجدد، وتحدثت عن صعوبات كثيرة. قلت لنفسي: "إذا تحدثت عن معاناتي من هذه الصعوبات نفسها وأوجه القصور، أفلا يسيء الآخرون الظن بي؟ أنا مسؤولة عن عملها، ولذلك سوف أخبرها عن تجاربي الناجحة وأوضح لها كيف عقدتُ شركة عن الحق لحل المشكلات عندما كنت أواجه هذه الصعوبات المختلفة. وبتلك الطريقة، يمكنني حل مشكلاتها وجعل الآخرين يحسنون الظن بي". بمجرد أن فكرت في هذا، تجنبت الحديث عن نقاط ضعفي وأوجه قصوري، وبدلًا من ذلك تفاخرت بمدى فعاليتي في واجباتي لهن. قلت: "خلال هذه الفترة، سقيت خمسة إخوة وأخوات ودعمتهم. لم يحضروا الاجتماعات بانتظام – بعضهم لأنه كانت لديهم العديد من المفاهيم الدينية، والبعض لأنهم اشتهوا المال، والبعض الآخر لأنهم كانوا ضعفاء وسلبيين بسبب مشكلات منزلية. ذهبت إليهم واحدًا تلو الآخر، وتغلبت على بعض الصعوبات، وبحثت عن قدر كبير من كلمة الله، وتشاركت مع كل منهم لحل هذه المشكلات إلى أن فهموا الحق، وتخلوا عن مفاهيمهم، وحضروا الاجتماعات بانتظام، وأدوا الواجبات عن طيب خاطر. كان يوجد أخ واحد، وهو محترف موهوب، نادرًا ما كان يأتي إلى الاجتماعات لأنه سعى وراء المكانة والشهرة الدنيويتين. واجهت العديد من الصعوبات في عملية دعمه، لكنني اتَّكلت على الله، وقرأت له كلمة الله، وتشاركت بمشيئة الله. وبعد أن أصغى لي هذا الأخ، أدرك قيمة طلب الحق للمؤمنين بالله، وتمكن من رؤية أن السعي وراء السمعة والمكانة أمر تافه، وكان على استعداد لطلب الحق وأداء واجباته". رأيت بعد مشاركتي نظرات الإعجاب والافتتان على وجوه أخواتي، وسارعن إلى تدوين مقاطع من كلمة الله في مشاركتي. قالت إحدى الأخوات بعاطفة جارفة: "لقد استخدمتِ الحق لحل مشكلاتهم كي يتمكنوا من فهم مشيئة الله ويكونوا على استعداد لاتِّباع الله وأداء واجباتهم. ولو لم تمتلكي حقائق الحق لما تمكنتِ من فعل ذلك". وقالت أخت أخرى بإعجاب: "إذا واجهتُ هذه المشكلات، فلن أتمكن من حلها. لديكِ تجربة أكبر، ولذلك فأنتِ أفضلنا في حل هذه المشكلات". شعرت عندئذ أن شيئًا ما ليس على ما يرام. ألم يكنّ مفتونات بي؟ بعد مشاركتي، شعرت إحدى الأخوات بقليل من السلبية، لأنها شعرت أن مقدرتها منخفضة وأنها لم تتمكن من استخدام الحق لحل مشكلات الوافدين الجدد. قلت لنفسي: "هل أفرط في الحديث عن تجربتي الناجحة؟ هل أجعلهن يعتقدن أن المشكلات التي أواجهها بسيطة بالنسبة لي ويسهل حلها، وأجعلهن يحسنون الظن بي كثيرًا؟ أولئك الذين يُعجبون بالآخرين وأولئك الذين يحظون بالإعجاب سوف يكون قدرهم البلية – فهل هذا النوع من المشاركة ملائم حقًا؟" ولكنني قلت لنفسي بعد ذلك: "إنني أخبرهن عن تجربتي العملية، ولذلك لا بأس في ذلك". في تلك اللحظة، لم أواصل التأمل في نفسي، وانتهى الأمر. وفي وقت لاحق، قابلت أختين مكلفتين بالسقاية للسؤال عن عملهن. وبمجرد وصولي، قالت إحداهما بحماسة: "شكرًا لله أنكِ هنا. لدينا بعض الإخوة والأخوات هنا يعانون من مشكلات لا نعرف كيفية حلها. حدثينا عنها رجاءً". جعلتني نظرة التوقع في عينيها متحمسة وقلقة في الوقت نفسه. كنت متحمسة لأنها أحسنت بي الظن، ولكنني كنت قلقة لأنني تساءلت عما إذا كان الحديث دائمًا عن كيفية تحقيق النتائج في عملي جعلها تُفتن بي. وكان فكري اللاحق هو: "إنني أتحدث دائمًا عن نجاحاتي لأقدم لهن طريقًا للممارسة في أداء واجباتهن، وعقد شركة عن الحق لحل المشكلات. بالإضافة إلى ذلك، فإنني لا أتحدث إلا عن تجاربي الحقيقية ولا أبالغ". ولذلك، واصلت كما فعلت من قبل، وتشاركت بتجربتي الناجحة. وقد كان رد فعلهن هو الإعجاب والغيرة، فشعرت بالبهجة.

بعد ذلك، كنت في كل اجتماع أتحدث عن كيف عانيت ودفعت ثمنًا في واجباتي، وكيف عقدت شركة عن الحق لحل المشكلات، وعن كل مثال من أمثلة نجاحي. وبالتدريج، بدأ جميع إخوتي وأخواتي يُفتنون بي وينتظرونني لحل جميع مشكلاتهم، فاستمتعت كثيرًا بشعور تقديرهم لي وافتنانهم بي. وفي طريق العودة من الاجتماعات، كنت أتذكر تعبيرات إخوتي وأخواتي عن الإعجاب والافتتان، ولم يسعني إلا أن أشعر بالبهجة. فإعجاب الآخرين بي وتقديرهم لي منحاني الحافز في واجباتي. ولكن عندما كنت منهمكة في فرحة الافتتان، واجهت تهذيبًا غير متوقع وتم التعامل معي.

جاءني قائد الكنيسة في أحد الأيام وقال: "لقد طلبت من الإخوة والأخوات تقييمكِ في الانتخابات الكنسية هذه، والجميع يقول إنكِ تحبين التباهي". عندما سمعت هذا، احمر وجهي خجلًا على الفور. قلت لنفسي: "كيف يمكن أن يقولوا جميعًا إنني أحب التباهي؟ ما رأي القائد فيَّ؟ كيف سأواجه أي شخص مرَّة أخرى؟" جاهدت لشرح موقفي: "أعترف أنني متكبرة للغاية، وأحيانًا ما أتباهى بشكل لا إرادي، لكنني لا أتباهى عمدًا. لا أتحدث في الاجتماعات إلا عن تجربتي الخاصة". رأى قائدي أنني لا أعرف نفسي، فقال: "أنتِ تتحدثين عن تجربتكِ الخاصة، ولكن لماذا ينظر إليكِ الإخوة والأخوات نظرة تقدير ويعتمدون عليكِ بدلًا من الاتِّكال على الله وطلب الحق؟ أنتِ تقولين إنكِ لا تتفاخرين عمدًا، ولكن لماذا لا تتحدثين عن فسادكِ أو عيوبكِ أو سلبيتكِ أو ضعفكِ أو أفكاركِ الداخلية الفعلية؟ أنتِ لا تتحدثين إلا عن الجانب الإيجابي وليس عن فسادكِ أو ضعفكِ. وهذا يعطي الانطباع بأنكِ تطلبين الحق وتعرفين طريقة الممارسة. أليس ذلك مجرد تعظيم نفسكِ والتباهي؟" لم أجد ردًا على ما كشفه قائدي. خلال الاجتماعات، لم أكن أتحدث إلا عن تجربتي الناجحة، ولم أبُح بمَكْنون صدري قط عن انحرافاتي وإخفاقاتي في واجباتي. لقد كنت أتباهى حقًا. عندما فكرت في كيف كنت أتباهى أمام العديد من الإخوة والأخوات، وكيف أن جميعهم لديه حُسن تمييز عني الآن، شعرت بالخجل والإحراج لدرجة أنني تمنيت الاختفاء عن الأنظار. كلما فكرت شعرت ببؤس ولم أستطع منع نفسي من البكاء. جثوت على ركبتيَّ أمام الله وصلَّيت: "يا إلهي، لا أريد التباهي بعد الآن. من فضلك أرشدني حتى أتمكن من التأمل في نفسي ومعرفتها".

قرأت لاحقًا مقطعًا من كلام الله: "يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها، ويفتخرون بأنفسهم، ويحاولون أن يجعلوا الناس ينظرون إليهم بإكبار ويعبدونهم – البشرية الفاسدة قادرة على أمور كهذه. هكذا يتفاعل الناس بصورة فطرية عندما تسود عليهم طبائعهم الشيطانية، وهذا مألوف لجميع البشرية الفاسدة. كيف يَرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها عادةً؟ كيف يحققون هدف جعل الناس ينظرون إليهم بإكبار ويعبدونهم؟ يشهدون على مقدار ما فعلوا من عمل، وما كابدوا من معاناة، وما بذلوا من أنفسهم، وما دفعوا من ثمن. إنهم يَرفعون أنفسهم عن طريق التحدث عن رأسمالهم، الذي يمنحهم مكانة أسمى، وأقوى، وأكثر رسوخًا في عقول الناس، حتى يحترمهم عددٌ أكبر من الناس، ويكبرونهم، ويعجبون بهم، بل وحتى يعبدونهم ويتطلعون إليهم، ويتبعونهم. ولكي يحقق الناس هذا الهدف، يفعلون أشياء عدَّة للشهادة لله في الظاهر، لكنهم في الأساس يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها. هل التصرُّف على هذا النحو عاقل؟ إنهم خارج حدود العقلانية، ولا يخجلون: أي أنهم يشهدون دون حياء لما قاموا به من أجل الله، وكم قاسوا في سبيله. إنهم حتى يتباهون بمواهبهم، وملكاتهم، وخبراتهم، ومهاراتهم الخاصة، وأساليبهم الذكية في التعاملات الدنيوية، والوسائل التي يستخدمونها كي يتلاعبوا بالناس، وغير ذلك. إن طريقتهم في رفع أنفسهم والشهادة لها هي التباهي بذواتهم والتقليل من شأن الآخرين. كذلك فإنهم يتقنَّعون ويتظاهرون، فيخفون مواطن ضعفهم، وعيوبهم ونقائصهم عن الناس، بحيث لا يرون سوى ذكائهم. بل إنهم لا يجرؤون على أن يخبروا الناس الآخرين عندما يحدوهم شعور سلبي؛ فهم يفتقرون إلى الشجاعة للمصارحة والشركة معهم، وعندما يرتكبون خطأ، تجدهم يبذلون قصارى جهدهم لإخفائه والتستر عليه. كذلك لا يذكرون مطلقًا الضرر الذي ألحقوه بعمل الكنيسة في معرض قيامهم بواجبهم. لكن عندما يقدمون مساهمة ضئيلة أو يحققون بعض النجاح الضئيل، يسارعون إلى التباهي به، ولا يسعهم الانتظار كي يعرّفوا العالم كله كَمْ أنهم قادرون، وكم هي عظيمة مقدرتهم، وكَمْ هم متميزون، وكَمْ هم أفضل من الناس العاديين. أليست هذه وسيلة لرفع أنفسهم والشهادة لها؟ هل رفع النفس والشهادة لها شيء يفعله ذو ضمير وعقل؟ لا، ليس كذلك. لذلك عندما يقوم الناس بهذا، فأي شخصية يُكشَف عنها عادةً؟ العجرفة. هذه إحدى الشخصيات الرئيسية التي يتم الكشف عنها، ويعقبها الخداع الذي ينطوي على القيام بكل ما هو ممكن كي يجعلوا الآخرين ينظرون إليهم بإكبار. كلماتهم مُحكَمَة تمامًا، وتشتمل بوضوح على دوافع ومخططات، وهم يتباهون، لكنهم يريدون إخفاء هذه الحقيقة. ومحصلة ما يقولونه هي جعل الناس يشعرون بأفضليتهم عن الآخرين، وأنه لا يوجد ثمة مَنْ يعادلهم، ودونية مَنْ سواهم. لكن ألا تتحقق هذه المحصلة إلا بوسائل مخادعة؟ ما الشخصية الكامنة خلف تلك الوسائل؟ هل ثمة عناصر للشر؟ (نعم). تلك نوعية من الشخصية الشريرة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها). لقد اخترق قلبي ما كشفته كلمة الله. ألم يكن سلوكي بالضبط هو هذا التباهي؟ لم أكن أتحدث في الاجتماعات إلا عن معاناتي والنتائج الناجحة لواجباتي. وعندما كان إخوتي وأخواتي في السقاية يواجهون مشكلات لم يعرفوا كيفية حلها، لم أعقد شركة عن الحق وأساعدهم على فهم مشيئة الله ومعرفة كيفية الاتِّكال على الله في واجباتهم. وبدلًا من ذلك، كنت أشهد بقدرتي على المعاناة وحل المشكلات. كنت أتحدث دائمًا عن كثرة أسفاري والثمن الذي دفعته لسقاية الناس. لم أتحدث مطلقًا عن الضعف أو النقائص التي انكشفت عني عندما واجهت صعوبات. كنت أتحدث دائمًا عن كيفية تحمُّلي للأعباء، أو كيف كنت أراعي مشيئة الله، أو كيف كنت أطلب الحق لحلّ الأمور عندما كان إخوتي وأخواتي يواجهون مشكلات، أو عدد من كانوا يحضرون الاجتماعات ويؤدون واجباتهم بفضل سقايتي ودعمي، وذلك لأجعل الآخرين يعتقدون أنني كنت أفهم الحق وكنت ماهرة في حل المشكلات. كان من الواضح أن كلمة الله هي التي جعلت هؤلاء الإخوة والأخوات يفهمون الحق، ويملكون الإيمان، ويرغبون في أداء واجباتهم. كانت هذه هي النتائج التي حققتها كلمة الله. لكنني لم أُعظِّم الله ولم أشهد لكلمة الله وعمله. جعلت الآخرين يعتقدون أنني كنت أحل مشكلات إخوتي وأخواتي. وسماع تجربتي لم يمنح الآخرين معرفة الله؛ وبدلًا من ذلك، كانوا يُفتنون بي. لم يتَّكِلوا على الله ولم يطلبوا الحق عندما كانت لديهم مشكلات، بل سعوا إلى مشاركتي لحل المشكلات. كانوا يعتبرونني إنسانة قادرة حتى على إنقاذ حياتهم. إذا سارت الأمور على هذا النحو، ألم أكن أجذبهم تجاهي؟ على الرغم مما حدث، لم أشعر أنني كنت أُعظِّم نفسي أو أتباهى. كنت لا أزال أعتقد أنني كنت أناقش تجربتي الحقيقية فحسب. رأيت أن لديَّ نوايا حقيرة عندما كنت أناقش تجاربي. كنت أحاول الحصول على مكانة عالية في قلوب الناس. وكلما فكرت في الأمر شعرت أنني كنت خسيسة ووقحة. لقد كانت نعمة الله أن أتولى مسؤولية عمل السقاية، وكانت مشيئته أن أعقد شركة عن كلمته لحل المشكلات، وإرشاد الناس إلى الله، ومساعدتهم على فهم الحق ومعرفة الله. ولكن في واجباتي، كنت أتباهى باستمرار لأجعل الناس يُفتنون بي. رأيت تأثيرات عمل الروح القدس باعتبارها تأثيرات عملي الخاص واستخدمتها كرأسمال للتفاخر بنفسي. سرقت مجد الله واستمتعت بإعجاب إخوتي وأخواتي وافتتانهم بي، ولم أشعر بالخجل على الإطلاق. لم يكن لديَّ الحد الأدنى من الضمير والعقل! هذَّبني قائدي وتعامل معي لأتمكن من التأمل في الطريق الخطأ الذي سلكته والرجوع عنه في الوقت المناسب، وقد كانت هذه هي محبة الله وخلاصه لي! كنت أعلم أنني لم أعد أستطيع أن أتحدى الله وأعارضه. كان عليَّ أن أسرع للتوبة. تذكرت مقطعًا من كلمة الله: "إن مشاركة اختباراتك وعقد شركة عنها يعني عقد شركة عن اختبارك ومعرفتك بكلام الله. إنه يعني التعبير عن كل فكرة في قلبك، وعن حالتك، وعن الشخصية الفاسدة التي تنكشف فيك. إنه يعني السماح للآخرين بتمييز هذه الأشياء، ومن ثم حل المشكلة عن طريق عقد شركة عن الحق. فقط عندما تُعقد شركة عن الاختبارات بهذه الطريقة، ينتفع الجميع ويحصدون المكافآت. فقط هذه هي حياة الكنيسة الحقيقية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء شخصًا صادقًا). عندما تأملت في كلام الله، أدركت أن عقد شركة حول التجربة يجب ألا تحتوي على نوايا وطموحات ورغبات شخصية. يجب أن أفتح قلبي وأتحدث عن مكنوناته لإخوتي وأخواتي. بصرف النظر عما إذا كانت حالتي إيجابية أو سلبية، يجب أن أبوح بمَكْنون صدري دائمًا عن حالتي الحقيقية، حتى يتمكنوا من استيعاب الجانب الإيجابي وتعلم تمييز الجانب السلبي من تجربتي، ومن معرفة أنني أيضًا عاصية وفاسدة وأنه يمكنني أن أكون سلبية وضعيفة فلا ينظروا إليّ نظرة تقدير أو يُعجبوا بي. وبتلك الطريقة، يمكن لتجربتي أن تعلمهم دروسًا وتساعدهم على تجنب الطُرق الخاطئة. استجمعت شجاعتي في الاجتماع في اليوم التالي لمناقشة حالتي. قمت بتحليل وشرح كيف أنني كنت أتباهى خلال هذه الفترة لأجعل الآخرين ينظرون إليّ نظرة تقدير، وكيف تأملت في نفسي وعرفتها. غمرني شعور كبير بالأمن والفرح في ذلك الاجتماع.

سمعت لاحقًا أن أختًا كانت مكتئبة للغاية. وعندما تحدثنا قالت: "في الاجتماعات أسمع دائمًا تجربتكِ وكيفية مساعدتكِ الفعالة للآخرين، لكنني أفتقر إلى حقائق الحق، ومقدرتي ضئيلة جدًا. لا يمكنني حل المشكلات عندما تظهر، فالأمر مرهق للغاية. لا يمكنني تحمُّل هذا الواجب". شعرت بالخجل الشديد عندما سمعت ما قالته. قلت لنفسي: "اللوم يقع عليَّ مباشرةً عن سلبيتها. لم أُعظِّم الله في واجباتي، ولم أحل الصعوبات العملية لإخوتي وأخواتي في دخولهم إلى الحياة، وكنت دائمًا أتباهى وأتفاخر، مما جعلها تعتقد بالخطأ أنني كنت أفهم الحق وأتمتع بالقامة. لا أستطيع أن أكرر خطأي. لا بد لي من الانفتاح والكشف عن نفسي لها". ولذلك، أخبرتها بحالتي وبكيف كنت أتباهى خلال هذه الفترة. أخبرتها أنني كنت أيضًا أعاني من نقائص، وكنت ضعيفة عندما واجهت الصعوبات، ولم أكن أمتلك حقائق الحق، وأن نتائج واجباتي جاءت من عمل الروح القدس وإرشاده، وأنني لم أستطع تحقيق أي شيء بمفردي. تأثرت أختي وقالت: "جعلتني مشاركتكِ أدرك أنني لا أطلب الحق، وليس لديَّ مكان لله في قلبي، وأتطلع إلى العطايا الخارجية، وأُفتن بالآخرين، ولم أفهم أن جميع الإنجازات تأتي من عمل الروح القدس وإرشاده. لا أريد أن أكون سلبية وضعيفة في مواجهة مشكلاتي بعد الآن. أريد أن أتَّكل على الله وأؤدي واجباتي". شعرت بسعادة غامرة عندما سمعت أختي تتحدث هكذا.

وبعد ذلك، بدأت أتأمل في نفسي. لماذا كنت لا أزال أسير في هذا الطريق كرهًا حتى عندما علمت أن التباهي كان يقاوم الله؟ ماذا كان يحصل عندها؟ قرأت لاحقًا مقطعًا من كلمة الله: "بعض الناس يؤلِّهون بولس على وجه الخصوص. إنهم يحبّون الخروج وإلقاء الخُطَب والقيام بالعمل، ويُحبّون حضور الاجتماعات والوعظ؛ ويُحبّون أن يستمع الناس إليهم، وأن يتعبّدوا لهم ويحيطوا بهم. إنَّهم يُحِبّون أن يشغلوا مكانًا في أذهان الآخرين، ويستحسنون تفخيم الآخرين للصورة التي يمثلونها. فلنشرِّح طبيعتهم من خلال هذه السلوكيات. ما هي طبيعتهم؟ إذا تصرَّفوا حقًا على هذا النحو، فهذا يكفي لإظهار أنهم متكبّرون ومغرورون. إنهم لا يعبدون الله على الإطلاق؛ بل يسعون للحصول على مكانة أعلى، ويرغبون في أن يتسلَّطوا على الآخرين، وأن يمتلكوهم، وأن يشغلوا مكانة في قلوبهم. هذه صورة كلاسيكية للشيطان. ما يميز طبيعتهم هو التكبر والغرور وعدم الرغبة في عبادة الله والرغبة في عبادة الآخرين لهم. يمكن لهذه السلوكيات أن تعطيك صورة واضحة للغاية عن طبيعتهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان). فهمت مما كشفته كلمة الله أنني أحببت التباهي لإخوتي وأخواتي وجعلهم ينظرون لي نظرة تقدير ويُفتنون بي لأن طبيعتي المتكبرة كانت تسيطر عليَّ. فنظرًا لأن طبيعتي كانت متكبرة للغاية، بدأت في الإعجاب بنفسي بمجرد أن أسفرت واجباتي عن بعض النتائج. ولإظهار أنني كنت متميزة ومتفوقة، كنت أتفاخر في الاجتماعات وأتباهى بإنجازات عملي. لم أقل شيئًا عن الصعوبات، ونقاط ضعفي، وحالات عصياني، وفسادي. عندما كان يمدحني إخوتي وأخواتي، لم أشعر بالخوف بل بمنتهى السعادة، وكنت أستمتع بلا خجل بإعجابهم وافتتانهم. كان بولس ينعم كثيرًا بالاجتماعات والوعظ، مدعيًا أن آثار عمل الروح القدس هي رأسماله، ومتباهيًا ومتفاخرًا بنفسه في كل مكان لخداع الناس. لقد جذب إليه جميع المؤمنين لدرجة أنه حتى الآن، بعد 2000 عام، يُفتن به العالم الديني بأكمله ويُعَظِّمه ويتعامل مع كلامه على أنه الله ويفتقر إلى معرفة الرب يسوع. كانت طبيعة بولس متكبرة وبارَّة ذاتيًا، ولم تكن تراعي الله؛ فقد سار في طريق ضد المسيح الذي يقاوم الله. شغل مكانة الله في قلوب الناس، وأساء بشدة إلى شخصية الله البارَّة، فعاقبه الله وأشقاه. ألم تكن شخصيتي هي نفسها شخصية بولس؟ لقد كنت أيضًا متكبرة وبارَّة ذاتيًا، وأحب أن أُعظِّم نفسي وأتباهى، وأحيط نفسي بالناس. ونتيجةً لذلك، بعد شهور من "أدائي"، نظر إليَّ الجميع نظرة تقدير وفُتنوا بي، ولم يكن لديهم مكان لله في قلوبهم. عندما حدثت المشكلات، كانوا ينشدونني أنا بدلًا من الله. ألم أكن أقاوم الله وأؤذي إخوتي وأخواتي؟ ألم أكن أسير في طريق ضد المسيح؟ عندها فقط رأيت أنني في خطر، وأن طبيعتي المتكبرة كانت تسيطر عليَّ. كنت مرارًا وتكرارًا أتباهى بلا خجل وأتفاخر بنفسي، فقد خدعت إخوتي وأخواتي كي يُفتنوا بي، بل وأحيانًا كانت لديَّ نوايا خسيسة واستخدمت الحيل للتباهي. كم كنت حقيرة! ملأني التفكير في هذا الأمر بالنفور والبغضة من نفسي، وأقسمت لنفسي أنني لن أتباهى مرَّة أخرى.

شاهدت بعد ذلك مقطع فيديو لقراءة من الله. يقول الله القدير: "الله هو الخالق، وهويته ومكانته هما الأسمى. الله يمتلك السلطان والحكمة والقوة، ولديه شخصيته الخاصة وصفاته وماهيته. هل يعرف أحدكم كم سنة عمل فيها الله وسط البشرية وكل الخليقة؟ غير معروفٍ بالتحديد عدد السنوات التي عمل الله فيها وأدار البشرية جمعاء؛ لا يمكن لأحد أن يحدد رقمًا دقيقًا، والله لا يبلغ هذه الأمور للبشرية. لكن لو كان الشيطان قد فعل شيئًا كهذا، فهل سيبلغ عنه؟ بالتأكيد سيفعل ذلك. إنه يريد استعراض نفسه لتضليل المزيد من الناس وتوعية المزيد من الناس بمساهماته. لماذا لا يبلغ الله عن هذه الأمور؟ ثمة جانب متواضع وخفي في جوهر الله. ما عكس التواضع والخفاء؟ إنه الغطرسة وإظهار الذات. ... يطلب الله من الناس أن يقدِّموا الشهادة له، لكن هل قدَّم هو الشهادة لنفسه؟ (كلا). من ناحية أخرى، يخشى الشيطان من ألَّا يعرف الناس حتى أصغر شيء يفعله، ولا يختلف أضداد المسيح عنه؛ فهم يتباهون بأقلِّ شيء يفعلونه أمام الجميع. عند سماعهم، يبدو أنهم يشهدون لله، ولكن إذا استمعت من كثب، فستكتشف أنهم لا يشهدون لله، بل يستعرضون، ويعزّزون أنفسهم. المقصد والجوهر وراء ما يقولون هو التنافس مع الله من أجل شعبه المختار، ومن أجل المكانة. الله متواضع وخفي، والشيطان يتباهى بنفسه. هل هناك فرق؟ الاستعراض مقابل التواضع والخفاء: أيُّها أشياءٌ إيجابية؟ (التواضع والخفاء). هل يمكن وصف الشيطان بأنه متواضع؟ (لا). لماذا؟ بالنظر إلى جوهر طبيعته الخبيثة، فهو حثالةٌ لا قيمة لها؛ وسيكون من غير الطبيعي ألَّا يتباهى الشيطان بنفسه. كيف يمكن اعتبار الشيطان "متواضعًا"؟ "التواضع" يقال في الله. هوية الله وجوهره وشخصيته سامية وشريفة، لكنه لا يستعرض أبدًا. الله متواضع وخفي، لذلك لا يرى الناس ما قد فعله، ولكن بينما يعمل في مثل هذا الغموض، تتم باستمرار إعالة البشر، وتغذيتهم، وإرشادهم؛ وهذا كله مُرتَّب من قِبَلِ الله. أليس من الخفاء والتواضع ألَّا يُعْلِنَ الله هذه الأشياء أبدًا، ولا يذكرها أبدًا؟ الله متواضع على وجه التحديد لأنه قادر على القيام بهذه الأشياء لكنه لا يذكرها أو يعلنها أبدًا، ولا يجادل فيها مع الناس. بأيِّ حقٍّ تتحدث عن التواضع بينما أنت غير قادر على مثل هذه الأشياء؟ أنت لم تفعل أيًا من هذه الأشياء، ومع ذلك تصر على نسب الفضل إلى نفسك فيها، وهذا ما يسمى انعدام حياء. يقوم الله بهذا العمل العظيم، من خلال توجيه البشرية، وهو يترأس الكون بأسره. سلطانه وقوّته واسعان للغاية، لكنه لم يقل أبدًا: "قوتي غير عادية". بل يظل مختبئًا بين كل الأشياء، ويترأس كل شيء، ويغذي البشرية ويعولها، ويسمح للبشرية بأسرها بالاستمرار جيلًا بعد جيل. الهواء وأشعة الشمس، على سبيل المثال، أو كل الأشياء المادية الضرورية للوجود البشري على الأرض، كلها تتدفق دون توقف. إن إعالة الله للإنسان أمر لا يقبل الشك. إذا فعل الشيطان شيئًا جيدًا، فهل سيلزم الصمت ويبقى بطلًا غير معروف؟ مستحيل. يشبه الأمر وجود بعض أضداد المسيح في الكنيسة الذين قاموا سابقًا بعمل خطير، وتخلوا عن أشياء وتحمَّلوا المعاناة، والذين ربما ذهبوا إلى السجن؛ هناك أيضًا بعض الذين ساهموا ذات مرة في جانب واحد من عمل بيت الله. إنهم لا ينسون هذه الأشياء أبدًا، ويعتقدون أنهم يستحقون نسب الفضل إليهم مدى الحياة، ويعتقدون أن هذه الأشياء هي محصلة رأس مالهم في الحياة، ما يظهر مدى ضآلة الناس! الناس صغار حقًا والشيطان عديم الحياء" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع: إنهم خبثاء وغادرون ومخادعون (الجزء الثاني)]. شعرت بالخجل بعد أن قرأت كلام الله. فالله هو الخالق، ولديه السلطان والقوة، وهو صاحب المكانة الأسمى. ومع ذلك، فقد تجسَّد الله بنفسه ليُخلِّص البشرية الفاسدة، وهو يُعبِّر عن الحق بهدوء لإعالة الناس وخلاصهم. إنه لا يستخدم مكانة الله أبدًا للتباهي، ولا يتحدث عن مقدار العمل الذي صنعه لخلاص البشرية أو مقدار الإذلال والألم اللذين يعاني منهما. بدلًا من ذلك، يظل دائمًا متواضعًا ومختبئًا بين الناس، ويؤدي عمله في سقاية البشرية وخلاصها. إن جوهر الله في غاية القداسة واللطف والصلاح! وأنا إنسانة دنسة تمامًا أفسدها الشيطان كثيرًا، وأنا في نظر الله تافهة، ومع ذلك فقد رفعت نفسي بلا خجل وتباهيت وجعلت الآخرين ينظرون لي نظرة تقدير ويُفتنون بي. لقد كنت حقًا متكبرة لدرجة أنني فقدت عقلي، ولم أكن مستحقة للعيش أمام الله! شعرت في تلك اللحظة بخجل أكبر بسبب غروري وتفاخري والتباهي. سقطت أمام الله وصلَّيت: "يا الله، من خلال دينونتك وإعلانك، رأيت أنني لا أعيش مثل شبه الإنسان الحقيقيّ، ولا أريد أن أعيش هكذا بعد الآن. أرشدني يا الله، وعلِّمني أن أمارس الحق وأن أشهد لك".

رأيت الله: "عند الشهادة لله، ينبغي أن تتكلموا بالأساس عن الكيفية التي يدين الله بها الناس ويوبخهم، وأي تجارب يستخدمها لتنقية الناس وتغيير شخصياتهم. وينبغي أن تتكلموا أيضًا عن حجم الفساد الذي كُشف في تجاربكم، وكم عانيتم، وكم فعلتم لمقاومة الله، وكيف أخضعكم الله في نهاية الأمر. تحدثوا حول كم تملكون من معرفة حقيقية بعمل الله وكيف ينبغي لكم أن تشهدوا لله وأن تبادلوه محبته. يجب أن تتكلموا بشكل مبسّط وتعرضوا المعنى، العملي. لا تتحدثوا عن نظريات فارغة. تكلموا بشكل أكثر واقعية، وتكلموا من القلب؛ هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تختبروا بها الأشياء. لا تسلحوا أنفسكم بالنظريات الفارغة التي تبدو عميقة لتتفاخروا بأنفسكم؛ فهذا يبديكم متكبرين وبلا عقل تمامًا. يجب أن تتكلموا أكثر عن أشياء حقيقية من اختباركم الفعلي وتتكلموا أكثر من القلب، فهذا أكثر ما يفيد الآخرين وهو أكثر ما يناسبهم رؤيته" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). وجدت طرق الممارسة في كلام الله. المشاركة الحقيقية لا تعني الحديث عن التجارب الناجحة من أجل التباهي. إنها شهادة عن كيفية إدانة الله وتطهيره وخلاصه لنا. من الضروري للمرء كشف عصيانه وفساده ونواياه الدنيئة وعواقب أفعاله، والتحدث عن كيفية معرفة نفسه لاحقًا من خلال اختبار الدينونة والتوبيخ في كلام الله. بهذه الطريقة يمكن للآخرين أن يربحوا تمييزًا عن الوجه الحقيقي لفسادهم وأن يكتسبوا المعرفة بعمل الله وشخصيته ومتطلباته من البشر. إنها الطريقة التي يمكن أن يروا بها خلاص الله ومحبته للبشر. ولا يمكن للمرء أن يشهد لله إلا من خلال المشاركة بهذه الطريقة. بمجرد أن فهمت طُرق الممارسة هذه، بدأت في تطبيقها بوعي. في أحد الاجتماعات، تحدث أحد الإخوة عن السعي وراء السمعة والمكانة في واجباته. قارن نفسه بالجميع، وشعر بالتعاسة بسبب ذلك، ولم يعرف كيفية حل الأمر. عندما سمعته يصف حالته، قلت لنفسي: "إذا حللت مشكلته، فسوف يقول عندما يتحدث عن تجربته في المستقبل إن مشاركتي هي التي سمحت له بتغيير حالته. وسوف ينظر لي الإخوة والأخوات نظرة تقدير ويقولون إنني أفهم الحق وأتمتع بالقامة. ينبغي أن أرتب الكلمات والأفكار في مشاركتي وأخبره بكل شيء عن تجربتي". في تلك اللحظة، شعرت بتوبيخ ذاتي لأنني أدركت فجأةً أنني على وشك تقديم أدائي الشيطاني مرَّة أخرى. شعرت بالنفور من الفكرة التي خطرت للتو في ذهني، كما لو كنت لا أطيق نفسي. ولذلك، دعوت الله بصمت لأطلب القوة للتخلي عن نفسي، ولتعظيم الله والشهادة له في هذه المرَّة. وفي وقت لاحق، أخبرت أخي بتجربتي الفاشلة في استبدالي بسبب السعي والجهاد من أجل السمعة والمكانة. تحدثت أيضًا عن كيف تمكنت من خلال قراءة الله من التأمل ومعرفة نفسي والتوبة وإحراز قدر من التغيير. وبعد مشاركتي، أدرك أخي أن طبيعته كانت متكبرة للغاية، وأن السعي وراء السمعة والمكانة هو طريق ضد المسيح، وأراد أن يتوب. شكرت الله في قلبي عندما سمعت مشاركة أخي. لقد كان هذا هو إرشاد الله العملي.

وبعد ذلك، في مشاركتي مع إخوتي وأخواتي في الاجتماعات، على الرغم من أنني كنت لا أزال أتباهى أحيانًا، فإن هذا لم يكن واضحًا أو خطيرًا كما سبق. كنت أفكر أحيانًا في التباهي، ولكن عندما شعرت بذلك صلَّيت إلى الله وتمكنت من التخلي عن نفسي. وتدريجيًا، كنت أتباهى أقل فأقل، وأختبر عددًا أقل من حالات الرغبة في التباهي، وأصبحت منطقية بعض الشيء في كلامي وأفعالي. أنا ممتنة للغاية لخلاص الله القدير!

السابق:  21. صعوبة التحرُّر من الكبرياء

التالي:  25. بعد الإبلاغ عني

محتوى ذو صلة

40. العودة إلى البيت

بقلم مويي – كوريا الجنوبية" محبَّةُ الله تفيضُ، أعطاها مجّانًا للإنسانِ، وهيَ تُحيطُ بهُ. الإنسانُ بريءٌ طاهرٌ، غيرُ قلقٍ أنْ تُقيدَهُ...

16. كلمة الله قوّتي

بقلم جينغنيان – كندالقد اتبعت إيمان أسرتي بالرَّب منذ طفولتي، وكنت كثيرًا ما أقرأ في الكتاب المقدَّس وأحضر الخدمات. شاركت إنجيل الرَّب يسوع...

33. الحظ والبَليّة

بقلم دوجوان – اليابانولدتُ لأسرة فقيرة في قرية بمنطقة ريفية في الصين. وبسبب صعوبات أسرتي الاقتصادية كنت أضطر للخروج أحيانًا دون أن أتناول...

23. المعركة

بقلم تشانغ هوى – الصيناسمي تشانغ هوى، وقد آمنت أسرتي بأكملها بالرب يسوع في عام 1993. كنت ممَّن يسعون ويطلبون بحماس، لذلك سرعان ما أصبحت...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger