47. لا يجلب الكذب سوى الألم

جينغشين، كوريا الجنوبية

في أحد أيام مايو أيار من عام 2021، كنا نستعد لتصوير مقطع فيديو للأخ "ليو" وهو يغني منفردًا، وكنت أعمل على إضاءة المسرح. في البداية، كنت حريصًا للغاية، ولم تكن هناك أي مشاكل في اللقطات القليلة الأولى؛ لذلك بدأت تدريجيًا بالاسترخاء قليلاً. كنا على وشك الانتهاء من التصوير عندما قال المخرج إنه يريد تجربة لقطة واحدة مرة أخرى بعدة طرق مختلفة. لم أكن منتبهًا؛ لذلك عندما بدأنا في التصوير كنت لا أزال أشاهد شاشة أخرى، ولم أنتبه إلّا حين خرج الأخ "ليو" من المنطقة المضاءة. أسرعت لضبط الضوء، لكن ليس بالسرعة الكافية، مما تسبب في خروج رأس الأخ "ليو" خارج منطقة الضوء ثم العودة إليها مرة أخرى. كانت اللقطة غير صالحة للاستعمال. عادة عندما تكون لدينا مشكلة على خشبة المسرح، من المفترض أن نطلب من المخرج أن يُعيد تصوير اللقطة على الفور، لكنني حملت جهاز الاتصال اللاسلكي فقط، خائفًا من التحدث. علقت الكلمات في حلقي، وشعرت بالحيرة تمامًا. فكرت كيف لم يكن المخرج وحده موجودًا هناك، بل العديد من الإخوة والأخوات الآخرين كذلك. إن أخبرتهم أنني ارتكبت مثل هذا الخطأ البدائي، فماذا سيظنّ الجميع بي؟ هل سيقولون إنني كنت مهملاً في واجبي؟ سيكون ذلك محرجًا جدًا! لكنني إن لم أقُل شيئًا فلن أكون مؤدّيًا لواجبي. وسيكون لهذا تأثير مباشر على جودة الفيديو إذا تم استخدام هذه اللقطة عند تحرير الفيديو. وبينما كنت أُصارع بين أحد الخيارين بالتحدث أم لا، سمعت المخرج يقول: "لقد أتممنا هذه اللقطة، لننتقل إلى اللقطة التالية". رأيت أن الأخ الذي كان يقوم بالتصوير قد قام بالفعل بتبديل موقعه وينتظر، لذلك بدأت أُبرّر ما حدث لنفسي، وفكرت: "لقد انتهى التصوير، إن قلت شيئًا الآن، فسيتعين على الجميع إعادة معداتهم لما كانت عليه وسيسبب هذا إزعاجًا كبيرًا. عليّ ألّا أقول أي شيء، فقد كانت مجرد أولى اللقطتين على أي حال، وقد لا يتم استخدامها. علاوة على ذلك، إذا لم ينظر الناس عن كثب، فمن المحتمل ألا يروا ما حدث". ظللت أُقلّب الأمر في ذهني، لكنني قررت في النهاية أن ألتزم الصمت. بعد التصوير اعتراني الشعور بالذنب، وفكرت: "ألم أكُن مخادعًا عن قصد؟ يمكنني خداع الناس، لكن هل أستطيع خداع الله؟" فوجدت المخرج وأخبرته بخطئي. فأجابني قائلًا: "لقد انتهينا من التصوير وحزم الجميع أمتعتهم. ما الفائدة من أن تخبرني الآن؟ لماذا لم تخبرني حينها؟ لو فعلت، لما استغرقت إعادة تصويره وقتًا طويلاً". جعلتني رؤية خيبة الأمل على وجه المخرج أشعر بسوء أكبر، وأردت أن أصفع نفسي. لماذا استصعبتُ كثيرًا الاعتراف بأنني كنت مخطئًا أمام الجميع؟ لماذا استغرق الأمر الكثير من الجهد حتى أكون صادقًا؟ وتوجّهتُ إلى الله وصليت متألّمًا: "يا إلهي، لقد أخطأت أثناء أداء واجبي، ولم أتجرّأ على الاعتراف بذلك أمام الجميع؛ لأنني كنت أخشى أن ينتقدوني وينظروا إليّ بازدراء. الآن، أشعر بالذنب. أرجوك أن ترشدني لأعرف نفسي".

بعد ذلك، رأيت أنّ الله يقول في كلامه: "هب أن عليك الاختيار بين طريقين؛ أحدهما طريق أن تكون شخصًا صادقًا، أو أن تقول الحقيقة، أو أن تقول ما في قلبك، أو أن تشارك الآخرين ما في قلبك، أو أن تقرّ بأخطائك وتقول الحقائق كما هي لتُري غيرك قبحك الفاسد جالبًا الخزي على ذاتك. والآخر هو طريق بذل حياتك شهيدًا من أجل الله ودخول ملكوت السماوات عندما تموت. فأيّهما تختار؟ قد يقول البعض: "أختار التخلي عن حياتي من أجل الله، وأنا على استعداد للموت من أجله، بعد الموت سأنال مكافأتي وأدخل في ملكوت السماوات". يمكن أن يتحقق التضحية بحياة المرء لأجل الله في دفعة قوية واحدة ممن لديهم عزيمة. ولكن هل يمكن تحقيق ممارسة الحق والتحلي بالصدق من خلال دفعة كهذه؟ لا يمكن، حتى بدفعتين. إن كانت لديك الإرادة عند فعل شيء ما، فيمكنك إتقان فعله بدفعة واحدة، لكن إخبارك بالحقيقة من دون كذب مرة واحدة لا يجعلك شخصًا صادقًا إلى الأبد. ينطوي كونك صادقًا على تغيير شخصيتك، وهذا يتطلب عشر سنوات أو عشرين سنة من الاختبار. عليك التخلص من شخصيتك المخادعة الكاذبة المنافقة قبل أن تتمكن من تلبّي المعيار الأساسي للشخص الصادق. أليس هذا صعبًا على الجميع؟ إنه تحدٍّ هائل. يريد الله الآن أن يكمّل مجموعة من الناس ويربحهم، ويجب على كل من يسعى إلى الحق أن يقبل الدينونة والتوبيخ والتجارب والتنقية، والهدف من ذلك هو معالجة شخصياتهم المخادعة وجعلهم أناسًا صادقين، أناسًا يخضعون لله. هذا لا يمكن تحقيقه بدفعة واحدة، بل يتطلب إيمانًا حقًا، ويتعين على المرء أن يعاني العديد من التجارب والكثير من التنقية حتى يتمكن من تحقيقه. إن طلب الله منك الآن أن تكون شخصًا صادقًا وتقول الحقيقة، شيئًا ينطوي على الحقائق، وعلى مستقبلك ومصيرك، وقد لا تكون تبعاته في مصلحتك، فلا يعود الآخرون يقدرونك، وتشعر بأن سمعتك قد دُمّرت – فهل يمكنك في مثل هذه الظروف أن تكون صريحًا وتقول الحقيقة؟ هل بإمكانك أن تظل صادقًا؟ هذا أصعب شيء تفعله، وهو أصعب من التخلي عن حياتك. ربما تقول: "جعلي أقول الحقيقة غير مقبول. أفضّل الموت من أجل الله على أن أقول الحقيقة. لا أريد أن أكون شخصًا صادقًا على الإطلاق. أفضّل الموت على أن يحتقرني الجميع ويحسبون أنني شخص عادي". ماذا يكشف هذا عن أكثر ما يعتز به الناس؟ أن أكثر ما يعتز به الناس هو مكانتهم وسمعتهم؛ وهي أمور تسيطر عليها شخصياتهم الشيطانية. الحياة ثانوية. إن أجبرهم الوضع على بذل حياتهم فسيستجمعون القوة لذلك، أما المكانة والسمعة فليس من السهل التخلي عنهما. بالنسبة إلى الناس الذين يؤمنون بالله، بذلهم حياتهم ليس بالأهمية القصوى. يطلب الله من الناس قبول الحق، وأن يكونوا حقًّا أناسًا صادقين يقولون ما في قلوبهم، ويفصحون ويعرّون أنفسهم للجميع. هل فعل هذا أمر سهل؟ (كلا، ليس كذلك). في الواقع، لا يطلب الله منك أن تتخلى عن حياتك. أليست حياتك هبة من الله؟ ما فائدة حياتك لله؟ فالله لا يريدها، بل يريد منك أن تتكلم بصدق، وأن تقول من أنت وما تفكر به في قلبك. هل تستطيع قول هذه الأشياء؟ هنا تغدو المهمة صعبة، وقد تقول: "اجعلني أجتهد وسأمتلك القوة لفعل ذلك. اجعلني أضحّي بكل ممتلكاتي، وبإمكاني فعل ذلك. يمكنني أن أهجر بسهولة والديّ وأولادي وزواجي ومهنتي. أما قول ما في قلبي والتحدث بصدق، فذلك الشيء الوحيد الذي لا يمكنني فعله". ما السبب في أنك لا تستطيع فعله؟ السبب أنك ما إن تفعل، فإن كل من يعرفك أو يألفك سيراك على نحو مختلف، وسيتوقف عن التطلع إليك، وستكون قد فقدت وجاهتك وتعرضت للمهانة تمامًا، وستخسر نزاهتك وكرامتك، وستندثر مكانتك الرفيعة ومقامك في قلوب الآخرين، وهذا ما يجعلك لا تقول الحقيقة في مثل هذه الظروف أيًا كانت. عندما يواجه الناس هذا تدور معركة في قلوبهم، وعندما تنتهي المعركة يتغلب البعض في النهاية على صعوباتهم، في حين لا يفعل آخرون في ذلك، ويبقون تحت سيطرة شخصياتهم الشيطانية الفاسدة ومكانتهم وسمعتهم وما يسمى كرامتهم. هذه معضلة، أليست كذلك؟ الصدق في الحديث وقول الحقيقة فحسب ليسا من الإنجازات العظيمة، ومع ذلك فالعديد من الأبطال الشجعان والكثير من الناس الذين أقسموا على التفاني وبذل حياتهم لله، وكثيرين ممن قالوا أمورًا عظيمة لله، يجدون أن من المستحيل فعل ذلك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). لقد وصفت كلمات الله حالتي الحقيقية. لقد أوليتُ أهمية كبرى لماء الوجه والمكانة. لم أستطع أن أقول كلمة واحدة اعترافًا بخطئي خشية أن أبدو بمظهر سيئ أمام الجميع. كنت أخشى أن يقول الجميع إنني لا أقوم بعملي إن ارتكبت مثل هذا الخطأ البسيط. كم هذا محرج. من أجل حماية صورتي ومكانتي، قمت بالتستر على خطئي، معتقدًا أنني إن لم أقُل شيئًا، فلن يعرف أحد ولن ينتقدوني بسببه. وبالتالي سيبقى كبريائي وصورتي بلا شائبة. على الرغم من أنني شعرت بالذنب وعدم الارتياح، إلّا أنني مع ذلك وجدت ذريعة لتهدئة نفسي: "إنها مجرد لقطة واحدة، وحتى إنهم قد لا يستخدمونها". ألم أكُن أكذب على نفسي مثلما أكذب على الآخرين؟ عند هذه الفكرة شعرت بأسف وندم شديدين بسبب خداعي إخوتي وأخواتي لمجرد حفظ ماء الوجه والحفاظ على المكانة. دعوت الله: "اللهم إنني لم أعترف بخطئي لأنني أردت حفظ ماء الوجه والحفاظ على المكانة. أعلم أن هذا يتعارض مع مشيئتك، لكنني أحسستُ وكأنني قد أضلّني إبليس ولم أستطِع التخلص من شخصيتي الفاسدة. يا الله، من فضلك أرشدني حتى أتمكن من التحرر من المعوقات ومن قيود شخصيتي الفاسدة".

ثم قرأت بعض النصوص من كلمة الله منحتني بعض الطرق للممارسة. يقول الله: "لا نصيب في ملكوت السماوات إلا للصادقين. إن لم تَسْعَ لأن تكون إنسانًا صادقًا، ولم تختبر وتمارس في اتجاه اتباع الحق، ولم تكشف قبحك ولم تكشف نفسك، فلن تستطيع أبدًا تلقي عمل الروح القدس وربح رضاء الله. بصرف النظر عما تفعله أو الواجب الذي تؤديه، يجب أن يكون لديك موقف صادق. من دون موقف صادق، لا يمكنك أداء واجبك جيدًا. إذا كنت تؤدي واجبك دائمًا بطريقة مهمِلة وغير مبالية، وفشلتَ في القيام بالشيء بشكل جيد، فعليك التفكير في نفسك، وفهم نفسك، والانفتاح على تحليل نفسك. عليك إذًا أن تسعى لمبادئ الحق وتسعى إلى القيام بعمل أفضل في المرة المقبلة، بدلًا من أن تكون مهملًا وغير مبالٍ. إذا كنتَ لا تحاول إرضاء الله بقلب صادق، وتبحث دائمًا عن إرضاء جسدك أو كبريائك، فهل ستتمكن من القيام بعمل جيد؟ هل ستكون قادرًا على أداء واجبك جيدًا؟ بالقطع لا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء شخصًا صادقًا). "إذا ارتكبت خطأً، وأمكنك التعامل معه بشكلٍ صحيح، والسماح لأيِّ شخصٍ آخر بالتحدُّث عنه، والسماح بالتعليق عليه وتمييزه، وكذلك كشفه وتشريحه، فماذا سيكون رأي الجميع عنك؟ سوف يقولون إنك شخصٌ صادق لأن قلبك مفتوح لله. ومن خلال أفعالك وسلوكك، سوف يتمكَّنون من رؤية قلبك. ولكن إذا حاولت التنكُّر وخداع الجميع، فسوف يُقلِّل الناس من شأنك، ويقولون إنك شخصٌ أحمق وغير حكيمٍ. إذا لم تحاول تقديم ذريعةٍ أو تبرير نفسك، وإذا كان بإمكانك الاعتراف بأخطائك، فسوف يقول الجميع إنك صادقٌ وحكيم. وما الذي يجعلك حكيمًا؟ الجميع يخطئون. فكلُّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلُّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فسادهم ووجههم الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تحاسب الآخرين على أخطائهم. سوف تتمكَّن من مواجهة كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ فقط تصبح ثاقب البصيرة ولا ترتكب حماقات، وهذا ما سيجعلك حكيمًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن توجّه السلوك الذاتي للمرء). تعلمت من كلمة الله أنّ الجميع يُخطئون في أثناء تأديتهم واجبهم. هذا طبيعيّ. علينا ألّا نتستر على هذه الأخطاء، وأن نُسمّي الأشياء بأسمائها، والمبادرة إلى تحمّل مسؤؤلية أخطائنا، وأن نكون منفتحين مع الآخرين بشأن فسادنا وأوجه قصورنا. لا ينبغي أن نهتم بحفظ ماء الوجه والحفاظ على المكانة، بل علينا بدلاً من ذلك أن نكون صادقين كما يأمر الله. هذا هو السبيل الوحيد لعيش حياة خُلُق وكرامة، ونيل رضا الله وبركاته. لكنني كنت أهتم أكثر ممّا ينبغي بما يظنّه الآخرون بي أثناء القيام بواجبي، وأرغب دائمًا في الحفاظ على مكانتي وصورتي. لهذا السبب، أردت دائمًا التستر على أي خطأ ارتكبته وكنت أخاف أن يكتشفه الآخرون. لم تكن لدي الشجاعة لأعترف بخطئي حتى حين شعرت بالذنب. لم أفكر على الإطلاق في الضرر الذي قد يلحق بعمل الكنيسة. لم أكن أحمي عمل الكنيسة أثناء القيام بواجباتي، وكنت بعيدًا كل البعد عن الصدق. كيف يمكنني أداء واجبي بشكل صحيح إذا واصلت على هذا النحو؟ شعرت بذنب شديد مع هذا الإدراك وأردت تصحيح الحالة التي كنت أؤدي فيها واجباتي.

بعد ذلك، عندما كنت أخطئ أحيانًا في التصوير وأشعر بالحيرة حول ما إذا كنت سأقول شيئًا أم لا، كنت أدرك أنني أحاول فقط حماية مكانتي وصورتي في عيون الآخرين مرة أخرى. فكنت أدعو الله وأطلب منه أن يرشدني إلى ممارسة الحقّ وإلى أن أكون شخصًا صادقًا، حتى أتمكن من الاعتراف بخطئي أمام الجميع. عندما فعلت ذلك، لم يلُمني الإخوة والأخوات، وأمكنهم التعامل مع خطئي بشكل مناسب. شعرت بثبات أكبر، وشعرت بالسلام والفرح اللذين يأتيان من ممارسة الحقّ.

في أحد الأيام، كنا نعمل على فيديو منفرد آخر. قبل أن نبدأ التصوير، سأل المخرج عمّا إذا كانت الإضاءة جاهزة. اعتقدت أنني قمت بفحصها بالفعل، لذلك قلت بثقة؛ "كل شيء على ما يرام، يمكننا البدء بالعمل!" ولكن بعد لقطة واحدة، أدركت فجأة أنني قد نسيت أن أشعل بعض الأضواء. انتابي الذعر. أردت أن أقول شيئًا لكنني تردّدت، مفكّرًا: "لقد طمأنت الجميع واثقًا أن كل شيء كان جاهزًا قبل التصوير؛ وبالتالي فإن اعترفت بارتكاب خطأ الآن، فماذا سيظنّون بي؟ هل سيفقدون الثقة بي؟ فنسيان تشغيل الأضواء هو خطأ شخص عديم الخبرة. كيف يمكنني إظهار وجهي مرة أخرى إن اعترفت بذلك؟ هل سيعتقد الإخوة والأخوات أنني عديم الفائدة، بعد أن أفسدت مثل هذه المهمة البسيطة؟" تصارعت المشاعر المتضاربة بداخلي، وشعرت كأنني مستلقٍ على سرير من المسامير. كنت أرغب في الاعتراف بخطئي، لكننا كُنّا قد صوّرنا عدة لقطات. إنْ قلت إنّ هناك مشكلة في الإضاءة الآن، فهل سينتقدني الجميع لأنني انتظرت حتى الآن لأقول شيئًا بدلاً من التحدث على الفور؟ بعد إجهاد عقلي، توصلت إلى حل: كان بإمكاني الانتظار حتى ننتهي من التصوير ثم أذهب للتحدث بمفردي مع الأخ وهو يعدل الفيديو، وأطلب منه ضبط الإضاءة. بهذه الطريقة، لن أضطر إلى الاعتراف بخطئي أمام الجميع. لن يؤثر هذا الحل على جودة الفيديو وسيتيح لي حفظ ماء الوجه والحفاظ على مكانتي في الوقت نفسه. لذا بعد أن انتهينا من التصوير، ذهبت إلى الأخ الذي يقوم بالتحرير وقلّلت من أهمية الخطأ، وقلت: "لقد واجهت مشكلة في الإضاءة في اللقطة الأولى، لكنني أجريت مقارنة دقيقة مع اللقطات الأخرى والفرق ليس واضحًا. إنه مجرد اختلاف بسيط في السطوع. سيكون من الرائع إذا كنت تستطيع المساعدة في تعديله". فصدّق كلامي وقال إنه سيساعد في تعديلها. شعرت بالذنب بمجرد أن غادرت الكلمات فمي؛ لأنّ الفرق في كونها مضاءة أم لا قد أحدث فرقًا كبيرًا بالفعل، لكنني قلت إن الاختلاف كان طفيفًا. ألم أكن أنظر إلى عيني أخي وأكذب؟ أخذ منه تعديل اللقطة في النهاية أكثر من ثلاث ساعات للحصول على الإضاءة الصحيحة في اللقطة. في الحظات الأولى من صباح اليوم التالي، أرسل لي المخرج رسالة يسألني: "ألم تلاحظ وجود مشكلة كبيرة في الإضاءة أمس؟" لم أكن أتوقع أن يكتشف المخرج الأمر بهذه السرعة، ولوهلة لم أعرف ماذا أقول، لذلك وجدت بعض الأعذار لشرح الأمر. قال: "لقد حدث هذا من قبل، فقد وجدت خطأ لحظة وقوعه ولكنك لم تقل شيئًا. هذا يعيق عملنا. تحتاج حقًا إلى التأمّل فيما فعلته". شعرت بذنب شديد حين قال ذلك. كرهت أن شخصيتي الفاسدة قد سيطرت عليّ وقيّدت أفعالي وأخفقت في ممارسة الحقّ مرة أخرى. ركعت على ركبتي ودعوت: "يا إلهي، أنا أعطي أهمية كبرى لماء الوجه والمكانة. هذه المرة، لم أمتنع عن التحدث عن خطئي فحسب، بل حاولت جهدي للتستر عليه. أنا مخادع جدًا! يا الله أريد أن أتوب. من فضلك أرشدني وأنقذني".

ثم قرأت هذا المقطع من كلام الله: "إن إنسانية أضداد المسيح مخادعة، ما يعني أنهم ليسوا صادقين على الإطلاق. كل ما يقولونه ويفعلونه مغشوش وينطوي على مقاصدهم وأهدافهم الخاصة، ويختفي داخل هذا كله حيلهم ومخططاتهم الأفظع من أن تُذكَر وتُقال. لذا، فإن كلمات وأفعال أضداد المسيح ملوثة للغاية ومليئة بالكذب. أيًّا كان مقدار ما يتحدثون به، من المستحيل معرفة أي من كلماتهم حقيقي وأيها كاذب، وأيها صحيح وأيها خطأ. ذلك لأنهم غير صادقين، وعقولهم معقدة للغاية، مليئة بمخططات غادرة وزاخرة بالحيل. لا شيء مما يقولونه مباشر. لا يقولون على الواحد أنه واحد، وعلى الاثنين أنها اثنان، وعلى نعم أنها نعم، وعلى لا أنها لا. بدلًا من ذلك، فإنهم – في جميع الأمور – يراوغون ويفكرون في الأشياء عدة مرات في أذهانهم، ويحسبون العواقب، ويزنون المزايا والعيوب من كل زاوية. بعد ذلك، يغيرون ما يريدون قوله باستخدام اللغة كي يبدو كل ما يقولونه من الصعب التعامل معه. الصادقون لا يفهمون ما يقولونه أبدًا، ويسهُل على أضداد المسيح خداعهم وتضليلهم، ومن يتحدث ويتواصل مع هؤلاء الأشخاص يجد التجربة متعبة وشاقة. لا يقولون أبدًا على الواحد أنه واحد وعلى الاثنين أنها اثنان، ولا يقولون أبدًا ما يفكرون فيه، ولا يصفون الأشياء أبدًا كما هي. كل ما يقولونه لا يُسبَر غوره، كما أن أهداف أفعالهم ومقاصدها معقدة للغاية. إذا ظهرت الحقيقة – إذا رأى الآخرون حقيقتهم، واكتشفوهم – فإنهم سرعان ما يختلقون كذبة أخرى للالتفاف على الأمر. غالبًا ما يكذب هذا النوع من الأشخاص، وبعد الكذب، يتعين عليه قول المزيد من الأكاذيب للحفاظ على الكذبة. إنهم يخدعون الآخرين لإخفاء مقاصدهم، ويختلقون كل أنواع الذرائع والأعذار لمساعدة أكاذيبهم، بحيث يصعب على الناس معرفة ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، ولا يعرف الناس متى يكونون صادقين، فضلًا عن متى يكذبون. عندما يكذبون، لا يخجلون أو يجفلون، تمامًا كما لو كانوا يقولون الحقيقة. ألا يعني ذلك أنهم اعتادوا الكذب؟ على سبيل المثال، يبدو أضداد المسيح أحيانًا في الظاهر صالحين تجاه الآخرين، ويراعونهم، ويتحدثون بطريقة دافئة تبدو عطوفة ومؤثرة. لكن حتى عندما يتحدثون بهذه الطريقة، لا يمكن لأحد أن يعرف ما إذا كانوا صادقين، ويتطلب الأمر دائمًا الانتظار حتى تحدث أشياء بعد بضعة أيام تكشف عما إذا كانوا صادقين. يتحدث أضداد المسيح دائمًا بمقاصد وأهداف معينة، وما من أحد بإمكانه معرفة ما يسعون إليه بالضبط. مثل هؤلاء الناس اعتادوا الكذب، ولا يفكرون في عواقب أي من أكاذيبهم. ما دام كذبهم يفيدهم وبمقدوره خداع الآخرين، وما دام بمقدوره أن يحقق أهدافهم، فإنهم لا يهتمون بالعواقب. فور الكشف عنهم، سيستمرون في الإخفاء والكذب والخداع. إنَّ مبدأ هؤلاء الأشخاص وأسلوبهم في السلوك الذاتي وتعاملهم مع العالم هو خداع الناس بالأكاذيب. إنهم ذوو وجهين، ويتحدثون بما يناسب جمهورهم؛ يؤدون الدور الذي يتطلبه الوضع أيًا كان. إنهم لبقون وماكرون، وأفواههم مليئة بالأكاذيب، وهم غير جديرين بالثقة. كل من يتواصل معهم لفترة من الوقت يُضلّل أو يضطرب، ولا يمكنه تلقي الإمداد أو المساعدة أو البنيان. لا يهم إن كانت الكلمات الصادرة من أفواه هؤلاء الناس بغيضة أم لطيفة، أو معقولة أم سخيفة، أو تتفق مع الإنسانية أم تتعارض معها، أو خشنة أم متحضرة، فهي كلها في الأساس زيف، وكلمات مغشوشة، وأكاذيب" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الرابع: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الأول)]. تكشف كلمة الله طبيعة أعداء المسيح المخادعة والماكرة. إنهم غير صادقين في كلامهم وأفعالهم. لن تسمع كلمة واحدة صادقة منهم. ولكيلا يُكشَفوا، يواصلون الكذب بلا حياء بغية إخفاء دوافعهم الخبيثة. أعداء المسيح أشرار بشكل لا يصدق. شعرت بأن كلام الله يناديني. لقد أخطأت؛ لأنني كنت مهملًا في التدقيق أثناء التصوير، ولم أعترف بذلك؛ لأنني كنت خائفًا من أن ينظر إخوتي وأخواتي إليّ بإزدراء. لقد أجهدتُ عقلي حتى أجِد طريقة للتستر على خطئي، وتحدثت على انفراد مع الأخ الذي يقوم بالتحرير لحمله على حل المشكلة بعد أن أوهمته، وكذبت عليه متعمدًا بأن المشكلة لم تكن واضحة، حتى يظنّ أنها ليست مشكلة كبيرة. كنت مخادعًا جدًا. ألم تكن شخصيتي شريرة مثل شخصية أعداء المسيح؟ الله يحب الصادقين، لكنني مخادع، شرير، وأكذب بطبيعتي. كيف لا يحتقر الله هذا ويشعر بالاشمئزاز منه؟ تذكرت قول الرب يسوع: "بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ" (متى 5: 37). "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّابِ" (يوحنا 8: 44). يقول الله إنّ الكذب يأتي من الشرير، من إبليس، وإنّ أولئك الذين يعتادون الكذب هم أبالسة. بكذبي الدائم، ثم بمزيد من الكذب يتبعه من أجل التستر على الكذبات الأولى، ألم أكُن مثيلًا للشيطان؟ ما كنت أقوله كان يحمل عنصرًا شيطانيًا، كان مخادعًا، وكان مُعطِّلًا لعمل الكنيسة. ذلك الخطأ الذي تسبّبت به أثناء التصوير، كان من الممكن تداركه وحله باعتراف صادق، وبالتالي تجنب الكثير من المتاعب التي لا داعيَ لها. لكنني ولحفظ على ماء وجهي والحفاظ على مكانتي، وبعد التفكير بالأمر مليًا في ذهني، لم أتمكّن من قول كلمة واحدة صادقة. لقد كذبت مرة تلو أخرى بهدف التستر على خطئي، خادعًا إخوتي وأخواتي، ومنتهيًا بجعل الأخ المحرّر يمضي أكثر من ثلاث ساعات لإصلاح أخطائي. لم يكن لدي أي اعتبار لعمل الآخرين، أو للعواقب التي قد تترتب على استخدام اللقطات المعيبة في الفيديو النهائي. لقد كان تصرفًا أنانيًا جدًا وحقيرًا مني. رأيت أنني قد أطلقتت العنان لشخصيتي الفاسدة وأن كل ما فعلته كان يؤذي نفسي والآخرين، وقد أصاب ذلك الناس بالسأم وأثار مقت الله. امتلأت بالندم والتوبيخ الذاتي. دعوت الله بأنني كنت أرغب في أن أتوقف عن الاهتمام بحفظ ماء الوجه والحفاظ على المكانة، وأن أكون شخصًا بسيطًا ومنفتحًا وصادقًا.

رأيت أنّ كلمة الله تقول: "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو دخول الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). في كلمات الله، وجدت السُّبُل لممارسة الحقّ: أحتاج إلى أن أتعلم الانفتاح، وأن أفتح قلبي لله، وألّا أكون مُدَّعيًا أو مخادعًا أو ماكرًا لحماية صورتي. أحتاج إلى أن أكون صريحًا مع إخواني وأخواتي حول فسادي ونقائصي وأخطائي ودوافعي الخفية. هذه هي أهم خطوة لدخول الحقّ. إن تحقيق ذلك هو السبيل الوحيد للتحرر تدريجيًا من العبودية للشخصية الفاسدة والسيطرة عليها والعيش في صورة إنسانية حقيقية. لا يمكنني الاستمرار في التصرف من منطلق السعي لحفظ ماء الوجه والحفاظ على المكانة. إنني أحتاج إلى أن أتقبل تمحيص الله وإشراف إخوتي وأخواتي. لذلك، صرحت للجميع بشأن أخطائي والفساد الذي اتضح خلال ذلك. قمت كذلك بفعل بعض الأشياء لمعاقبة نفسي، حتى أتأكّد من أنني لن أنسى. جعلتني هذه التجربة على دراية بشخصيتي المخادعة وأقسمت أنني سأتغير.

أثناء التصوير في أحد الأيام، أبعدت عينيّ للحظة لألقي نظرة على أحد التفاصيل في شاشة كاميرا أخرى، فخرج المغني من المنطقة المضاءة. وعندما أدركت ما حدث، كان قد غنى بالفعل بضعة أسطر. كان لدينا أكثر من 10 ثوانٍ من اللقطات غير القابلة للاستخدام بسبب مشكلة الإضاءة. فكرت: "كيف أمكنني أن أكرر ارتكاب الخطأ نفسه؟ لقد أخطأت كثيرًا مؤخرًا. ماذا سيفكر الناس إن اعترفت بذلك؟ هل سيقولون إنني لا آخذ واجبي على محمل الجد؟" بينما كنت أفكر في نفسي حول قول شيء ما، أدركت فجأة أنني كنت أحاول حفظ ماء وجهي والحفاظ على مكانتي مرة أخرى. تذكرت الضرر الذي كنت قد سببته لعمل الكنيسة في الماضي؛ لأنني كنت أريد حماية نفسي ولم أقل الحقيقة. فكرت أيضًا كم كانت مشينة جهودي لإخفاء أخطائي، وكل الألم والضيق الذي شعرت به جرّاء الكذب. أدركت أنني لا أستطيع مكر الآخرين وخداعهم، وأنه كان عليّ أن أتخلى عن مصلحتي الدنيوية وأمارس الحقّ. لذلك توقفت عن التردد، وأخبرت المخرج بما حدث.

بعد ذلك، بدأت بوعي ممارسة أن أكون شخصًا صادقًا أثناء أداء واجباتي، وأبادر إلى الاعتراف بأخطائي ولا أهتم بالمكانة وماء الوجه. تمكنت من حماية عمل الكنيسة بوعي. على الرغم من أنني اضطُررت أحيانًا إلى مواجهة التوبيخ ونصح إخوتي وأخواتي لي بعد الاعتراف بأخطائي، وكذلك فقدان ماء الوجه الذي صاحبه، فقد حالت ممارسة الحقّ دون إضرار أخطائي بعمل الكنيسة. وقد جعلني هذا أشعر بثبات وسلام لا مثيل لهما. لقد اختبرت حقًا كم هي مؤلمة ممارسة الكذب والخداع لحماية مكانتي وسمعتي. إن ممارسة الحقّ واعتياد الصدق هما الطريقة الوحيدة لتتمتع بشخصية وكرامة ولتعيش علنًا في النور. الشكر لله!

السابق:  46. الشهادة لله هي حقًّا القيام بواجب

التالي:  48. تسعة عشر عامًا من الدم والدموع

محتوى ذو صلة

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

39. رحبت بعودة الرب

بقلم تشوانيانغ – الولايات المتحدةتركني شتاء 2010 في الولايات المتحدة أشعر بالبرد الشديد. كان الأسوأ من برودة الرياح والثلوج القارسة، أن...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger