49. أيام القتال من أجل السمعة والربح
توليت مسؤولية عمل السقاية في الكنيسة في شهر يونيو من العام 2020. شعرت بالقلق الشديد لأن عملنا كان يتأثر بنقص مقدمي السقاية. اعتقدت أنه إن لم أُعوّض النقص، قد يعتقد القادة أنني لم أؤدِّ عملًا فعليًا. ومع شعوري بالقلق إزاء ذلك، قدَّمت لي إحدى القائدات مرشحةً قائلةً إن الأخت شياودان – التي كانت قد نُقلت للتو – يمكنها تقديم السقاية. شعرت بسعادة غامرة وقلَّت حدة قلقي بالفعل. عقدت لقاءً مع شياودان فورًا لترتيبها لسقاية الوافدين الجدد.
لتدريب الأخت وتحسين عمل السقاية بسرعة، وجدت بعض الأشخاص لإطلاعها على ظروف الوافدين الجدد. لم يمضِ وقت طويل حتى أرسلت القائدة رسالة مفادها أن الأخت تشو نو التي كانت مسؤولة عن أعمال الفيديو كانت بحاجة إلى شياودان للمساعدة في عمل مقاطع الفيديو، وكانت شياودان تعمل معي. صُدمت عند معرفة هذا: فقد اهتممت بكل شيء من الاتصال بها إلى ترتيب واجباتها، وكنت أريد إطلاعها فورًا لتحسين عملنا، لكن تشو نو أقحمت نفسها إلى حد ما. اعتقدت أنه إن غادرت شياودان سوف أحتاج إلى إيجاد شخص آخر للمساعدة، وإن لم أتمكن من الحصول على شخص مناسب، فلن يُسقى الوافدين الجدد. ماذا سيكون رأي القادة عني إذا حدث هذا؟ هل سيكون تدريبي السابق لشياودان بلا فائدة؟ لن ينفع هذا. أردت أن أجد طريقة للتمسك بها. ولذلك أجبت القائدة على الفور قائلةً إننا في حاجة ماسة إلى عاملات السقاية وإنه يجب تقييم تعيين الناس بناءً على احتياجات العمل ونقاط القوة لديهم. بالإضافة إلى ذلك، أكدت على أن شياودان أنجزت أعمال السقاية من قبل، ولذلك أردت من القائدة أن تتحدث إلى تشو نو بخصوص السماح لشياودان بمواصلة أعمال السقاية. تلقيت ردًا بعد يومين بأن شياودان لديها مؤسسة لإنتاج الفيديو. كانت مهتمة بهذا أيضًا، ولذلك كانت عمومًا أكثر ملاءمة لإنتاج الفيديو. شعرت بخيبة أمل كبيرة، واعتقدت أن شياودان لم تكن لتفكر مطلقًا في فعل ذلك لو لم تطلبه منها تشو نو. لكنها كانت صفقة منتهية، ولذلك كان عليَّ إيجاد شخص آخر بسرعة، وإلا فسوف يتأثر عملنا وسوف تقول القائدة بالتأكيد إنني لم أكن أؤدي عملًا فعليًا. تفقدت أعضاء الكنيسة الآخرين ووجدت أخوات قليلات من ذوي المقدرة الجيدة، إذ كُنَّ باحثات صالحات ومناسبات للغرض. ومن بينهن، كانت الأخت يانغ مينغي إنسانة رقيقة ويسهل التحدث إليها، وكان الوافدون الجدد يحبون الاجتماع بها. كانت ملائمة جيدًا للمنصب. شعرت بسعادة كبيرة وبدأت في تدريب أولئك الأخوات مع التركيز بشكل خاص على مينغي. اعتقدت أنني يجب أن أهتم بهذا الأمر وأن أُدرِّبها في أقرب وقت ممكن حتى يرى الجميع إمكاناتي.
على الرغم من أنني وجدت بالفعل عددًا قليلًا من الأخوات اللائي يَضْطَلِعن بعمل السقاية، كنت لا أزال أريد عودة شياودان. في أحد الاجتماعات ذات يوم، سألت قائدة أخرى عن شياودان، فشعرت بالظلم في الخفاء وقلت لنفسي: "ينبغي أن أخبرها أن تشو نو رتبت لشياودان عمل مقاطع فيديو، وذلك حتى تتعامل هذه القائدة مع تشو نو وتساعدني على استعادة شياودان. وبذلك، سوف يوجد عندي شخص آخر للسقاية وسوف نؤدي عملًا أفضل". ولذلك، أخبرت هذه القائدة بكل شيء عن طلب تشو نو من شياودان بعمل مقاطع فيديو، وأكدت على أنني كنت أُدرِّبها أولًا لكن تشو نو اختطفتها مني. فقالت بشكل غير متوقع: "الكنيسة وحدة واحدة ولا يمكن تقسيمها. أينما تم إرسالها، فهذا من أجل عملنا وإنتاج الفيديو يحتاج إلى المزيد من الناس، ولذلك يجب ألا نتقاتل. فحيث أن شياودان قد عُينت هناك، فإنّ علينا الإذعان". شعرت بخيبة أمل إزاء عدم تأييد القائدة لي.
انتهى الأمر لاحقًا بأن تولَّت اثنتان من الأخوات المدربات حديثًا سقاية الوافدين الجدد بمفردهن، ولذلك كنت سعيدة وشعرت أن جهدي لم يضع هباءً وأن القادة سوف يحسنون الظن بي عندما يعلموا بالعمل. ولكنني اندهشت عندما أخبرتني شريكتي الأخت لي شمينغي تشن ذات يوم أن تشو نو أرادت أخذ الأخت مينغي لإنتاج مقاطع الفيديو. شعرت بموجة من الانزعاج بداخلي وقلت: "لقد دربت مينغي بالفعل، فلماذا تأخذها تشو نو لإنتاج مقاطع الفيديو؟ لقد أخذت شياودان أولًا، والآن مينغي. إنها تأخذ كل ما عملت من أجله وتتركني بمفردي. ألا يضيع جهدي كله بلا فائدة؟" كنت في حالة من الاضطراب التام، وأجبت شمينغي تشن قائلةً: "ألا يمكنكِ إخبار تشو نو أن مينغي تؤدي عمل السقاية بالفعل، وأن عليها أن تجد شخصًا آخر؟" قالت شمينغي تشن بنبرة ارتباك: "إن إنتاج الفيديو والسقاية عملان مهمان حقًا، ومن الأصعب إيجاد أشخاص للعمل في إنتاج الفيديو. يجب أن نناقش المزيد عن كيفية ترتيب العمل التالي". قلت لنفسي: "نناقش المزيد عن ماذا؟ تشو نو تأخذ الناس الذين أردتهم. لا أستطيع حتى الاحتفاظ بالمتدربات لديَّ، فماذا سيكون رأي الجميع عني؟ هذا لن ينفع. وبصرف النظر عن أي شيء، ينبغي هذه المرَّة أن أتحدث إلى القيادة عن هذا الأمر وأطلب منهم التفكير في الأمر، وإلا سيكون الأمر مهينًا حقًا".
كنت سأكتب إليهم خطابًا بمجرد وصولي إلى المنزل، لكنني لم أعرف ماذا أكتب. فكرت هكذا: "انسي الأمر. يجب أن أحدد وقتًا للدردشة مباشرةً مع مينغي وأطلب منها الاستمرار في عمل السقاية لأتمكن من الاحتفاظ بها". وبينما كنت على وشك الكتابة إلى مينغي، لم أتوصل إلى شيء بتاتًا ولم أعرف ماذا أقول. شعرت بعدم الارتياح حقًا وفكرت في كل ما حدث. لماذا كنت غاضبة جدًا عند نقل متدرباتي إلى تشو نو، بل ورغبت في تقديم شكوى إلى القيادة؟ لماذا كنت عازمة على استعادة مينغي؟ ولذلك، تلوت صلاة إلى الله وبدأت بتهدئة نفسي، ثم قرأت مقطعًا من كلام الله: "في بيت الله، جميع أولئك الذين يسعون إلى الحق متَّحدون أمام الله، غير منقسمين. جميعهم يعملون معًا لتحقيق هدفٍ مشترك: تتميم واجبهم، وقيامهم بالعمل المنوط بهم، والتصرُّف بحسب مبادئ الحق، والعمل وفقًا لما يطلب الله، وإرضاء مقاصده. إذا لم يكن هدفك لأجل ذلك، وإنما لأجل ذاتك، لأجل إرضاء رغباتك الأنانيَّة، فإنما ذلك كشف عن شخصيَّة شيطانيَّة فاسدة. في بيت الله، تُؤدَّى الواجبات بحسب مبادئ الحق، أما تصرُّفات غير المؤمنين فتحكمها شخصيَّاتهم الشيطانيَّة. وهذان سبيلان مختلفان أشد الاختلاف. ذلك أنَّ غير المؤمنين يحتفظون بمشورتهم لأنفسهم؛ كلٌّ منهم له أهدافه الخاصة وخططه، والجميع يعيشون لأجل مصالحهم. ولهذا السبب يتدافعون جميعهم لتحقيق نفعهم الشخصي؛ وهم غير مستعدين للتنازل عن ذرة واحدة مما ربحوا. هم منقسمون، غير متَّحدِين، لأنَّهم لا يسعون لهدفٍ مشترك. إنَّ القصد وراء ما يفعلون وطبيعته، هما ذاتهما؛ جميعهم يسعون في سبيل أنفسهم. لا حقَّ يحكم في ذلك، ما يحكم ذلك ويسيطر عليه هي شخصيَّة شيطانيَّة فاسدة. كلٌ منهم محكوم بشخصيته الشيطانيَّة الفاسدة ولا يملكون من أمرهم شيء، لذا يزدادون سقوطًا في الخطيئة أكثر فأكثر. وفي بيت الله، إن لم تكن مبادئ تصرفاتكم وأساليبها ودوافعها وكذلك نقطة الانطلاق الخاصة بها مختلفة عما يتبناه غير المؤمنين، أو إن كان ثمة شخصيَّة شيطانيَّة فاسدة تلهو بكم وتسيطر عليكم وتتلاعب بكم، أو إن كانت نقطة الانطلاق لتصرُّفاتكم هي مصالحكم الخاصَّة وسمعتكم وكبرياءكم ومكانتكم، فحينها لن يوجد اختلاف بين أسلوب أداء واجبكم وبين أسلوب غير المؤمنين في أداء الأمور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). ثم تأملّت في طريقة تصرفي مؤخرًا. ألم أكن في حالة قتال مع الآخرين من أجل كرامتي ومكانتي؟ بمجرد أن علمت أن شياودان قادمة إلى كنيستنا، كان أول ما فكرت به هو أنه بعد تدريبها يمكن تحسين نتائج الفريق، وبهذا يمكنني إثبات مهاراتي والحصول على موافقة القادة. ولذلك، لم أدخِّر جهدًا في تدريبها. وعندما اكتشفت أن تشو نو رتبت لنقلها إلى إنتاج الفيديو، خشيت تأثر عملنا ومن أنه إن لم أجد مرشحة جيدة أخرى سوف تسيء القيادة ظنها بي وأفقد منصبي. أصبحت متحيزة ضد تشو نو وحاولت مطالبة القيادة بإعادة شياودان لي. ثم صُدمت عندما سمعت أن مينغي سوف تُنقَل، بل وأردت تقديم شكوى إلى القيادة واستعادتها، وذلك بهدف الحفاظ على اسمي ومكانتي. كنت أتصرف كإنسانة غير مؤمنة، وأقاتل من أجل اسمي ومكانتي، وأعيش حسب شبه الشيطان الشائن. يدرب بيت الله الناس حتى يتمكن الإخوة والأخوات من الاستفادة من نقاط قوتهم وأداء دورهم في نشر الإنجيل. لكنني تعاملت مع تدريب الناس على أنه منفذ لاسمي ومكانتي، وكنت أتنافس مع الآخرين لحماية كرامتي ومنصبي. وهذه ليست طبيعة بشرية! كان عليَّ أن أسأل نفسي لماذا كنت دائمًا أقاتل الآخرين من أجل كرامتي ومنصبي. وفي بحثي قرأت هذا في كلام الله: "عندما يتنافس أضداد المسيح على مناصب قيادة الكنيسة والهيبة بين شعب الله المختار، فإنهم يستخدمون كلّ وسيلة ممكنة لمهاجمة الآخرين والرفع من شأن أنفسهم. إنهم لا يفكرون في مدى الضرر الذي قد يُلحقونه بعمل بيت الله ودخول شعب الله المختار إلى الحياة. لا يفكرون إلا فيما إذا كان يمكن إرضاء طموحاتهم ورغباتهم، وما إذا كان يمكن تأمين مكانتهم وسُمعتهم الخاصّة. دورهم في الكنائس وبين شعب الله المختار هو دور الأبالسة، دور الأشرار، دور خدام الشيطان. إنهم ليسوا أشخاصًا يؤمنون حقًا بالله على الإطلاق، ولا هم أتباع لله، فضلًا عن أن يكونوا أشخاصًا يحبون الحق ويقبلونه. عندما تكون مقاصدهم وأهدافهم لم تتحقَّق بعد، فإنهم لا يتأملون أبدًا في أنفسهم ويعرفونها، ولا يتأملون أبدًا فيما إذا كانت مقاصدهم وأهدافهم تتماشى مع الحق، ولا يبحثون أبدًا عن كيفية سلوك طريق السعي إلى الحق لتحقيق الخلاص. إنهم لا يؤمنون بالله بحالة ذهنية خاضعة ولا يختارون الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه. بدلًا من ذلك، يعصرون أدمغتهم، مُفكِّرين: "كيف يمكنني الحصول على منصب قائد أو عامل؟ كيف يمكنني التنافس مع قادة الكنيسة وعامليها؟ كيف يمكنني تضليل شعب الله المختار والسيطرة عليه، وتحويل المسيح إلى مُجرَّد شخصية رمزية؟ كيف يمكنني أن أضمن لنفسي مكانًا في الكنيسة؟ كيف يمكنني التأكُّد من أن لدي موطئ قدم راسخ في الكنيسة واكتساب مكانة، وضمان أن أنجح ولا أفشل، وأن أحقق في النهاية هدفي المُتمثِّل في السيطرة على شعب الله المختار وتأسيس مملكتي الخاصّة بي؟". هذه هي الأشياء التي يُفكِّر فيها أضداد المسيح ليلًا ونهارًا" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. "إنَّ أضداد المسيح يولون اهتمامًا جادًّا لكيفية التعامل مع مبادئ الحق، وإرساليات الله، وعمل بيت الله، أو كيفية التعامل مع الأشياء التي يواجهونها. إنهم لا يفكرون في كيفية إرضاء مقاصد الله، أو كيفية تجنب الإضرار بمصالح بيت الله، أو كيفية إرضاء الله، أو كيفية إفادة الإخوة والأخوات؛ هذه ليست الأشياء التي يضعونها في اعتبارهم. فما الذي يضعه أضداد المسيح في اعتبارهم؟ ما إذا كانت مكانتهم وسمعتهم ستتأثر، وما إذا كانت هيبتهم ستقل. إذا كان القيام بشيء وفقًا لمبادئ الحق يفيد عمل الكنيسة والإخوة والأخوات، ولكنه يؤدي إلى تضرر سمعتهم ويجعل كثيرًا من الناس يدركون قامتهم الحقيقية ويعرفون نوع جوهر طبيعتهم، فمن المؤكد أنهم لن يتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق. إذا كان القيام ببعض العمل الفعلي سيجعل المزيد من الناس يقدرونهم، ويتطلعون إليهم، ويعجبون بهم، أو يتيح لهم ربح هيبة أكبر، أو يجعل كلماتهم تحمل سُلطانًا ويجعل المزيد من الناس يخضعون لهم، فسيختارون القيام بذلك بهذه الطريقة؛ وإلا، فلن يختاروا أن يغفلوا عن مصالحهم اعتبارًا لمصالح بيت الله أو الإخوة والأخوات. هذا هو جوهر طبيعة أضداد المسيح. أليس أنانيًا وحقيرًا؟ في أي موقف، يرى أضداد المسيح أن مكانتهم وسمعتهم لهما أهمية قصوى. لا أحد يمكن أن ينافسهم" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. تكشف كلمة الله أضداد المسيح على أنهم أنانيون بشكل لا يُصدق، ويضعون مصالحهم الخاصة فوق كل اعتبار. إذا أثر أي شخص على سمعتهم ومنصبهم، فسوف يُجهدون عقلهم للقتال معه دون أي تفكير فيما سيفيد الكنيسة والإخوة والأخوات. تأملت في نفسي وأدركت أنني كنت أتصرف مثل أحد أضداد المسيح. أردت ترتيب شياودان ومينغي لسقاية الوافدين الجدد، واستخدامهما لتحسين أداء عملي والحصول على موافقة القادة. وعندما نقلتهما تشو نو، قلقت من تأثر نتائج عملي مما يُعرِّض سمعتي ومكانتي للخطر. ولذلك أردت أن أواجهها مباشرةً لاستعادة الأختين، دون التفكير فيما إذا كان سلوكي قد يضر بمصالح الكنيسة. لم أكن أفكر إلا في سمعتي ومكانتي. وقد كان هذا أنانيًا للغاية، ويفتقر تمامًا إلى الإنسانية والعقل. فالإخوة والأخوات ليسوا ملكية خاصة لأحد. وقد حدد الله مقدرتهم ونقاط قوتهم ومنحهم إياها لصالح عمله. لا توجد تعبيرات مثل: "هذا لي، وذاك لك" أو "من يأتي أولًا يُخدم أولًا". يجب أن يذهب الناس إلى أي مكان بحسب الاحتياج إليهم في الكنيسة. من الواضح أن هذا صحيح. كان من المعقول والملائم أن تشو نو كانت تتبع المبادئ وتدرب الناس للكنيسة بناءً على نقاط قوتهم. لكنني اعتقدت أنه نظرًا لأنني اخترت تدريب هاتين الأختين أولًا، لا ينبغي لأحد أن يمسهن. وقد أيدت حتى تدريب الناس للكنيسة عن طريق استخدام الإخوة والأخوات كمساعدين شخصيين لي، واستخدامهم لتحقيق طموحاتي ورغباتي للحصول على إعجاب الناس بي. عندما أثرت تصرفات تشو نو على سمعتي ومكانتي، جربت بعض الطُرق للوقوف في طريقها وعبَّرت عن إحباطي. ألم يكن هذا تمامًا مثل رجال الدين الذين يزعمون قائلين: "هذه هي خرافي ولا يستطيع أحد أن يخطفها"؟ يبذل الرعاة والشيوخ قصارى جهدهم لمقاومة عمل الله في الأيام الأخيرة وإدانته بهدف حماية مكانتهم والحفاظ على معيشتهم، وذلك لمنع المؤمنين من استقصاء الطريق الحق وإبقاء المصلين في قبضة تحكمهم القوية. أردت الإبقاء على أولئك اللواتي دربتهن في قبضتي القوية لنيل موافقة القادة وتقدير أعضاء الكنيسة، ومعاملتهن مثل ممتلكاتي الشخصية، وعدم السماح بنقلهن. ما مدى اختلافي عن رجال الدين أولئك؟ ألم أكن أسلك طريق أحد أضداد المسيح ضد الله؟ تَصَبَّبْتُ عَرَقًا باردًا عندما أدركت ذلك. رأيت كم كنت أنانية وحقيرة، وأنني لم أكن أؤيد مصالح الكنيسة على الإطلاق، بل مكانتي وحسب. لقد أعمتني رغبتي في الحصول على السمعة والمكانة، فيا لخطورة ذلك. فكرت في أضداد المسيح الذين طُردوا لأنهم سعوا بلا ندم وراء السمعة والمكانة وانتهى بهم الأمر بارتكاب الكثير من الشر. إن واصلت السير على ذلك الطريق، كنت أعلم أنه سينتهي بي الأمر بالطريقة نفسها.
قرأت هذا المقطع من كلام الله: "عندما يكون لديك الفكرة والرغبة المستمرتان للتنافس على المكانة، فيجب عليك إدراك التبعات الضارة التي سيُؤدِّي إليها هذا النوع من الحالات إذا تُركت دون حلٍّ. ابحث إذًا عن الحق في أسرع وقت ممكن، وتغلب على رغبتك في التنافس على المكانة بينما لا تزال في طور النشوء، واستبدلها بممارسة الحق. فعندما تمارس الحق سوف تقِلُّ رغبتك في التنافس على المكانة وكذلك طموحك، ولن تزعج عمل الكنيسة. وبهذه الطريقة، سوف يذكر الله أفعالك ويستحسنها" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. منحتني كلمة الله طريقًا للممارسة. عندما كنت أقاتل من أجل مصالحي الشخصية، كان عليَّ أن أُصلِّي إلى الله فورًا وأتخلى عن نفسي، وأن أترك رغباتي وأطلب مبادئ الحق وأتبعها. في الواقع، بصرف النظر عن مكان تعيين شياودان ومينغي، كان الهدف هو تدريب الناس للكنيسة، وكان الهدف النهائي هو توضيح نقاط القوة لكل منهما حتى يؤديان واجباتهن على أفضل وجه ممكن ويشهدن لله. يجب أن أكون سعيدة، لا أن أقاتل من أجل سمعتي ومكانتي. والتدريب في الكنيسة يجري وفقًا للمبادئ. إنه يتم بناءً على احتياجات عمل الكنيسة ووفقًا لنقاط القوة الفردية لدى الناس. يجب تقييم مدى ملاءمة الناس لأي واجب بناءً على نقاط قوتهم. إذا كان لدى شخص ما مواهب متعددة، فيجب تكليفه بالواجبات وفقًا للمكان الذي يكون فيه مطلوبًا بالأكثر، والواجب الذي يحتاج إلى المزيد من الأشخاص، والمهمة التي تحتاج إلى تعاون عاجل، وأيضًا الواجب الذي يرغب في أدائه. لا يوجد أناس كثيرون يتمتعون بنقاط القوة في إنتاج الفيديو. ولكن فيما يخص السقاية، يمكن للناس الذين يتمتعون بفهم خالص، ويمكنهم إقامة شركة جيدة، ويتمتعون بالمحبة والصبر، أداء عمل جيد. والمرشحون للعمل في السقاية لدينا أكثر من المرشحين للعمل في إنتاج الفيديو. تتمتع شياودان بخبرة في تحرير الصور، ولذا كانت لديها بعض المهارات لإنتاج الفيديو. كانت تحب أيضًا إنشاء مقاطع الفيديو، ولذلك كان من المعقول تكليفها بذلك الواجب. وعلى الرغم من أنني فقدت شياودان ومينغي، إلا أنني ما زلت أجد إخوة وأخوات آخرين لتدريبهم داخل الكنيسة. تطلَّب الأمر مجرد المزيد من الوقت والجهد. صلَّيت إلى الله بعد أن فهمت هذا كله. وكنت على استعداد لتصحيح دوافعي، واتباع المبادئ في واجبي، ومنع صراعي مع تشو نو من أجل سمعتي ومكانتي.
أرسلت تشو نو رسالة بعد يومين تقول فيها إن كنيسة أخرى نقلت شخصين إليها، وبالتالي يمكنها السماح لشياودان ومينغي بالعودة. قالت إنه يمكن إعادة تكليفهما بمهام أخرى حسب نقاط قوتهما. شعرت بالخجل الشديد عندما سمعت هذا الخبر. وبعد ذلك، رتبت لهاتين الأختين العودة إلى سقاية الوافدين الجدد. وبعد فترة قصيرة، سمعت أن قائدة الكنيسة سوف تُرتب لمينغي لكي ترسم الصور. قلت لنفسي: " مينغي ماهرة في السقاية، فلماذا تُرسل لأداء ذلك الواجب؟ إن نُقلت، ألا أكون قد ضيعت جهدي في تدريبها؟ أحتاج إلى أن أتحدث إليها وأطلب منها البقاء في السقاية". عندما ظهرت هذه الأفكار، أدركت أنني كنت أقاتل من أجل السمعة والمكانة من جديد، ولذلك سرعان ما صلَّيت أمام الله وطلبت منه أن يرشدني حتى أتخلى عن نفسي وأضع مصلحة الكنيسة أولًا. فأينما أُرسِلَت مينغي، سوف يكون ذلك بالتأكيد ما تحتاج إليه الكنيسة. لا يمكنني العمل من أجل السمعة والمكانة، ولكن يجب عليَّ الخضوع. شعرت بالمزيد من الاطمئنان عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة. رأيت تلك القائدة لاحقًا، وقالت إن مينغي كانت بارعة في رسم الصور، ولذلك كانت أكثر ملاءمة لهذا الواجب بناءً على المبادئ. لم أشعر بالغضب أو خيبة الأمل عند سماع ذلك، لكنني ابتسمت وقلت: "شكرًا لله! أعلم أنني كنت قبلًا سأقاتل من أجل سمعتي ومكانتي. ولكن من خلال ما يكشف عنه كلام الله، أدركت كم كنت أنانية وكيف أن هذا مقيت في نظر الله. وأعلم أنه بصرف النظر عن الترتيبات التي تضعها الكنيسة، فإنها تكون على أساس المبادئ. إنّ مينغي بارعة في رسم الصور، ولذلك فإن تخصيصها لذلك الواجب يتم حسب المبادئ، وأنا لا أمانع". ابتسمت القائدة بعد أن سمعتني أقول ذلك.
أظهر لي هذا الاختبار بالفعل أن مراعاة مصالح الكنيسة والإخوة والأخوات بدلًا من القتال من أجل سمعتي ومكانتي يجعلني أشعر بالاطمئنان والسلام في قلبي. شكرًا لله!