74. استدعائي كشفني
في أحد أيام كانون الأول ديسمبر 2021، أخبرتني أخت أخرى أن الأخت وانغ، التي نُقلت من كنيستنا إلى كنيسة أخرى، قالت إنني كنت مهملةً في أداء واجبي، ولم أتعامل بسرعة كافية مع المشاكل التي ظهرت في عملي في مجال الإنجيل؛ مما قلل من كفاءة الفريق وفعاليته. قالت إن لدي سلوكيات القائدة المزيفة. ذكّرتني تلك الأخت بالتأمل في نفسي. شعرت بالغضب وفكرت: "مؤخرًا لم أقم بمتابعة تفصيلية، ولكنْ هناك سبب وجيه. إذا كان لديكِ ما تقولينه، فقوليه لي مباشرة. بقوله من خلف ظهري، ألستِ تحاولين التسبب في المتاعب؟ ماذا سيفكر بي الإخوة والأخوات؟ بما أنك تحدثتِ عني بهذه الطريقة، فلن أترككِ بسهولة؛ سأكشف أخطاءك أيضًا، لكي يعرف الآخرون أنها ليست مشكلتي، ولكن كل الخطأ منكِ"؛ لذلك قلتُ لتلك الأخت، "لطالما نظرت الأخت وانغ إلي بازدراء وانتقدتني. يعلم الجميع أنها ليست شخصًا رائعًا. لم تعمل أبدًا بشكل جيد مع الآخرين، لكنها كانت في الواقع متصيدة للأخطاء. وهي الآن تستهدفني، لكنني لم أفعل لها أي شيء مطلقًا. قد يكون ذلك لأنني نقلتها إلى كنيسة أخرى؛ ولذلك فقدت لقبها كقائدة للفريق، وتريد الانتقام مني". حتى بعد قول ذلك، ما زلت أشعر أن ما فعلته الأخت وانغ كان مُحرجًا لي للغاية. لقد فضحتني أمام كل هؤلاء الناس. إن صدّقها الجميع، فكيف سينظرون إلي؟ هل سيعتقدون أنني كنت قائدةً مزيفةً؟ وإذا تم إبلاغ القيادة العليا بذلك، فقد أفقد منصبي حتى. كنت مشغولة البال أكثر فأكثر بالأمر، وبدأت أكره الأخت وانغ. ألم تستفرد بي بوضوح؟ اعتقدتُ أنها إذا كانت قاسية، فلن تستطيع أن تلومني لكوني غير عادلة؛ وما دمت قائدةً، فلن ترى ترقية أخرى. سأسلط الضوء على كل سلوكها، وأتأكد من أن الكل قد فطن للأمر، وأخرجها من الكنيسة إذا اكتشفتُ أنها تحكم على الناس من وراء ظهورهم. لم أكن مرتاحةً لهذا النوع من التفكير، وتساءلت عما إذا كانت معاملتها بهذه الطريقة تتماشى مع مشيئة الله. لقد سمح الله بحدوث ذلك، ولم أكن أبحث عن الحق أو أتأمل في نفسي، بل ركزت نظري عليها بشكل مباشر، وأردت أن أنقضّ على أخطائها لمجابهتها، وكشفها، بل وحتى الانتقام. كنت أعلم أن هذا لم يكن قبولًا للحق.
فكرت في هذا بعض الشيء في تلك الليلة. في قلبي، ما زلت لا أستطيع تقبُل ما قالته الأخت وانغ عني، لكن بالتفكير في الأمر جدّيًّا، هل كنتُ قائدة جيدة وكفؤة؟ يجب أن يكون لدى القائد فهم لكل جانب من جوانب العمل، وحل المشكلات بمجرد العثور عليها. كنت مسؤولةً عن عمل الإنجيل؛ لذلك عندما كان هذا الفريق يواجه مشاكل، كان عليّ أن أقدم المساعدة العملية والإرشاد على الفور. لكنني لم أفعل الكثير من ذلك. أليس القائد الزائف شخصًا لا يقوم بعمل فعليّ؟ لم تكن الأخت وانغ مخطئة. لم تكن شريرة. كان لديها بعض المواهب ونقاط القوة، وحصلت على نتائج في عملها. إذا لم أدعها تقوم بواجب أو حتى طردتها بسبب ضغينة شخصية، فلن يؤذي ذلك الأخت وانغ فحسب، بل سيُخلُّ بعمل الكنيسة. لم أستطع أن أفعل شيئًا يثير اشمئزاز الله. عند التفكير بهذا تمكنت من التخلي عن تحيُزي تجاهها قليلاً. فكرت أيضًا في نوع العمل الفعليّ الذي لم أكن أقوم به. كنت أعلم أنه كان عليّ أن أبدأ في إجراء تغييرات في المجالات التي قامت بذكرها، والتواصل مع الإخوة والأخوات حول الصعوبات التي يواجهونها. شعرت بتحسن بعد القيام بذلك.
في ذلك الوقت اعتقدت أن كل شيء قد انتهى، لكن بعد يومين علمت أن الأخت وانغ تحدثت عن دلائل تدل على كوني قائدة زائفة في اجتماع مع أكثر من أربعين شخصًا. هاج كل غضبي عندما سمعت هذا، واعتقدت أن فضح الأخت وانغ لي أمام الكثير من الناس حقاً مرّغ اسمي في الوحل. كيف يمكنني أن أرفع رأسي إذا استمرت في فعل ذلك؟ يمكن حتى أن يتم إقصائي لكوني قائدةً مزيفةً. أردت أن أريها كيف تكون الأمور، بحيث لا تظنّ أنني خروف صغير سهل الانقياد! إذا أرادت فضحي أمام الجميع والإضرار بسمعتي، فيمكنني معرفة الأخطاء التي ارتكبتْها وجمع الأدلة، ثم إيجاد فرصة لإزاحتها. كنت دائمًا منفعلة خلال الأيام القليلة التالية، أفكر في كيفية إنقاذ كبريائي وكرامتي، وكيفية الانتقام منها. أخبرت القائدة في كنيستها الجديدة أنها لم تكن تتمتع بطبيعة إنسانية جيدة، وكانت دائمًا سريعة الحكم على القادة والعاملين؛ لذلك يجب أن تراقبها ولا تضيع وقتًا قبل أن تطردها إذا رأت أنها تتصرف برداءة. بعد أن قلت كل ذلك شعرت بالذنب وعدم الارتياح نوعاً ما. فكرت في نفسي: "ماذا أفعل؟ أليس هذا عينًا بعين، أليس مهاجمةً واستبعاداً للآخرين؟ ما الدرس الذي يريد الله أن أتعلمه من هذا؟ " إذن، أتيت أخيرًا أمام الله لأصلي وأسعى.
في سعيي، فكرت في كلام الله الذي يفضح أضداد المسيح الذين يستبعدون أي شخص يختلفون معه. يقول الله القدير: "ما الهدف الرئيسي لضِدِّ المسيح عندما يهاجم أحد المنشقين ويستبعده؟ إنه يسعى إلى تهيئة وضع في الكنيسة بحيث لا توجد آراء مخالفة لآرائه، وتكون سلطته ومكانته القيادية وكلماته مطلقة. يجب على الجميع أن يعيره اهتمامه، وحتى إن كان لديهم اختلاف في الرأي، فيجب عليهم ألا يُعبروا عنه، بل أن يتفاقم في قلوبهم. وأي شخص يجرؤ على الاختلاف مع ضد المسيح علنًا يصبح عدوًّا له، وسوف يفكر ضد المسيح في أي طريقة يستطيع بها جعل مثل هذا الشخص يعاني، ويتلهف إلى التخلص منه. هذه واحدة من الطُرق التي يهاجم بها أضداد المسيح أحد المنشقين ويستبعدونه لتعزيز مكانتهم وحماية سلطتهم. يقولون في أنفسهم: "لا بأس أن تكون لديك آراء مختلفة، ولكن لا يمكنك التنقل والتحدث عنها كما تشاء، فضلًا عن المساومة على سلطتي ومكانتي. إن كان لديك ما تقوله، فيمكنك أن تخبرني به على انفراد. وإن قلت ذلك أمام الجميع وتسببت في إراقة ماء وجهي، فأنت تبحث عن المتاعب، وسوف أضطر إلى التعامل معك". أي نوع من الشخصية هذا؟ لا يسمح أضداد المسيح للآخرين بالتحدث بحرية. وإن كان لدى الآخرين رأي – سواء عن ضد المسيح أو أي شيء آخر – لا يمكنهم طرح الأمر بشكل عشوائي؛ ويجب أن يراعوا ماء وجه ضدِّ المسيح، وإلَّا سيعاملهم كعدو ويهاجمهم ويستبعدهم. أي نوع من الطبيعة هذه؟ إنها طبيعة أضداد المسيح. ولماذا يفعلون هذا؟ فهم لا يسمحون للكنيسة بأن تكون لها أي آراء بديلة، ولا يسمحون بأي منشقين في الكنيسة، ولا يسمحون لمختاري الله بمشاركة الحق علانيةً وتمييز الناس. وأكثر ما يخشونه هو أن يكشفهم الناس ويميزونهم؛ فهم يحاولون باستمرار ترسيخ سلطتهم والمكانة التي يتمتعون بها في قلوب الناس، ويشعرون أنه يجب ألا تتزعزع أبدًا. لا يمكنهم أبدًا التساهل مع أي شيء يهدد كبرياءهم أو سمعتهم أو مكانتهم وقيمتهم كقادة أو يؤثر عليها. أليس هذا مظهرًا من مظاهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح؟ إنهم لا يكتفون بالسلطة التي يمتلكونها بالفعل، بل يُعززونها ويُؤمِّنونها ويسعون إلى الهيمنة الأبدية. وهم لا يريدون التحكم في سلوك الآخرين فحسب، بل في قلوبهم أيضًا. إن الطرق التي يستخدمها أضداد المسيح هي بالكامل من أجل حماية سلطتهم ومكانتهم، وهي بالكامل نتيجة رغبتهم في التمسك بالسلطة. ... وهذا صحيح بشكل خاص عندما يكون هناك منشقّ، ويسمعون أنه قد قال شيئًا عنهم أو انتقدهم من وراء ظهورهم. في هذه الحالة، سيحلون المسألة على الفور، حتى لو كلفهم ذلك ليلة من دون نوم ويومًا من دون طعام. كيف لهم أن يبذلوا كل هذا الجهد؟ ذلك لأنهم يشعرون أن مكانتهم في خطر، وأنها تحت التهديد. يشعرون بأنه إن لم يتخذوا هذا الإجراء، ستكون سلطتهم ومكانتهم في خطر – وبمجرد فضح أعمالهم الشريرة وسلوكهم المشين، لن يتمكنوا من الحفاظ على مكانتهم وسلطتهم فحسب، بل قد يتم إخراجهم أو طردهم من الكنيسة. لهذا هم يائسون ويفكرون بكل السبل لقمع المسألة وإزالة جميع الأخطار التي تهددهم. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من الحفاظ على مكانتهم. المكانة هي بمثابة شريان الحياة بالنسبة لأضداد المسيح. بمجرد أن يسمعوا أن شخصًا ما يوشك أن يفضحهم أو يبلغ عنهم، يشعرون برعب وقلق، خائفين من أنهم سيفقدون مكانتهم في اليوم التالي ولن يعود بإمكانهم الاستمتاع بالامتيازات التي منحتها لهم تلك المكانة، ولا بالمنافع التي يحققونها منها. إنهم يخشون أن يتوقف الآخرون عن احترامهم أو اتباعهم، وأن لا أحد سيسعى لكسب رضاهم أو تنفيذ رغباتهم بعد الآن. لكن أكثر ما لا يطاق بالنسبة لهم ليس فقدان مكانتهم وسلطتهم فحسب، بل أن يتم إخراجهم أو طردهم أيضًا. وإذا حدث ذلك، فستضيع جميع الامتيازات ومشاعر التميُّز التي منحتهم إياها المكانة والسلطة، وكذلك الأمل في جميع البركات والمكافآت التي كسبوها من إيمانهم بالله على الفور. هذا الاحتمال هو الأصعب بالنسبة إليهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني: يهاجمون المنشقّين ويستبعدونهم). "يرى ضدّ المسيح أن المنشقّ تهديدٌ لمكانته وسلطته. سوف يبذل أضداد المسيح قصارى جهدهم لـ "تولِّي أمر" من يُهدِّد مكانتهم وسلطتهم، بصرف النظر عمَّن يكون. وإذا كان هؤلاء الناس لا يمكن إخضاعهم حقًّا أو تجنيدهم، فإن أضداد المسيح سوف يسقطونهم أو يخرجونهم. وفي النهاية، سوف يُحقِّق أضداد المسيح هدفهم المُتمثِّل في امتلاك السلطة المطلقة وفي أن يكونوا ناموسًا لأنفسهم. هذا هو أحد الأساليب التي يستخدمها عادةً أضداد المسيح للحفاظ على مكانتهم وسلطتهم – فهم يهاجمون المنشقّين ويستبعدونهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني: يهاجمون المنشقّين ويستبعدونهم). كانت كلمات الله مؤثرة حقًا وجعلتني خائفةً. لم أكن أدرك أنني كنت قادرةً على انتقاد شخص ما واستبعاده لأجل اسمي ومكانتي، وأنني كنت أرتكب إثمُأ من آثام أضداد المسيح. عندما سمعت أن الأخت وانغ كانت قد أخبرت الآخرين أنني لم أقم بعمل فعلي، لم أفكر فيما إذا كان ذلك صحيحًا، بل اعتقدت فقط أنها تستهدفني وتحكم علي من وراء ظهري. لقد جرح ذلك كبريائي؛ لذلك بدأت أكرهها وأضمر لها ضغينة، حتى إنني أردت أن أتهجم عليها. ثم عندما اكتشفت أنها تفضحني في ذلك الاجتماع الأكبر، ازداد كرهي لها. كنت أرغب في إنقاذ كبريائي ومركزي؛ لذلك أوليت قدراً كبيراً لتجاوزاتها السابقة، واعتقد الآخرون أنها لم تكن تتمتع بإنسانية جيدة، وأصبحوا يرفضونها. حتى إنني شجعت قائدها الحالي على مراقبة سلوكها، على أمل العثور على فرصة لطردها. كنت أدرك جيدًا أن لديها مواهب ونقاط قوة، وقامت بواجبها جيدًا، وأنها يجب أن تستمر في أداء واجبها في الكنيسة. علمت أيضًا أن الأخت وانغ كانت تكشف عن مشاكل حقيقية تخصني، لكن ذلك أثر في وضعي الاجتماعي ومكانتي، لذلك بدأت أراها كمُعَارِضة وعدوة وتهديد لنفوذي ومركزي. أردت أن أتهجم عليها لأنتقم. لقد كان لدي بالفعل طبيعة شريرة! ثم فكرت في أضداد المسيح الذين طُردوا من الكنيسة. في اللحظة التي كان يُهدد فيها شخص ما مكانتهم، كانوا يهاجمون ويريدون تحويل الكنيسة إلى مملكتهم، ليحكموا كل شيء. انتهى بهم الأمر إلى طردهم لارتكابهم الكثير من الشر. لم يكن سلوكي مختلفًا عن سلوك أضداد المسيح أولئك.
واصلت التفكير في نفسي، لماذا كنت مؤمنةً لسنوات عديدة، لكن لم أستطع منع نفسي من اتباع طريق عدو المسيح والقيام بمثل هذه الأشياء الشريرة. ثم في أحد الاجتماعات نقرأ "أولئك الذين يطيعون الله بقلب صادق يكسبهم الله بالتأكيد". كان هناك مقطع واحد دخل مباشرة في الصميم بالنسبة لي. يقول الله القدير: "بما أنك تؤمن بالله، فعليك أن تثق بكل كلام الله وبكل عمل من أعماله. وهذا يعني أنه بما أنك تؤمن بالله، فيجب عليك طاعته. إذا كنت غير قادر على القيام بهذا، فلا تهم حقيقة ما إذا كنت تؤمن بالله. إذا كنت قد آمنت بالله لعدة سنوات، لكنك لم تطعه أبدًا أو لم تقبل جميع كلامه، بل بالأحرى طلبت من الله أن يخضع لك وأن يتصرَّف وفقًا لأفكارك، فأنت إذًا أكثر الناس تمردًا وتُعد غير مؤمن. كيف يمكن لمثل هذا المرء أن يطيع عمل الله وكلامه الذي لا يتفق مع مفاهيم الإنسان؟ أكثر الناس تمردًا هو ذلك الذي يتحدى الله ويقاومه عمدًا. إنهم أعداء الله – أضد للمسيح. يحمل هذا الشخص باستمرار كراهية تجاه عمل الله الجديد، ولم يُظهر قط أدنى نية في قبوله، ولم يجعل نفسه تسرُ قط بإظهار الخضوع أو التواضع. إنه يُعظِّم نفسه أمام الآخرين ولم يُظهر الخضوع لأحد أبدًا. أمام الله، يعتبر نفسه الأكثر براعة في الوعظ بالكلمة والأكثر مهارة في العمل مع الآخرين. إنه لا يطرح "الكنوز" التي بحوزته أبدًا، لكنه يعاملها على أنها أملاك موروثة للعبادة والوعظ بها أمام الآخرين ويستخدمها لوعظ أولئك الحمقى الذين يضعونه موضع التبجيل. توجد بالفعل فئة معينة من الناس من هذا القبيل في الكنيسة. يمكن القول إنهم "أبطال لا يُقهرون" ممن يمكثون في بيت الله جيلاً بعد جيل. إنهم يتخذون من كرازة الكلمة (العقيدة) واجبًا أسمى. ومع مرور الأعوام وتعاقب الأجيال، يمارسون واجبهم "المقدس والمنزه" بحيوية. لا أحد يجرؤ على المساس بهم ولا يجرؤ شخص واحد على تأنيبهم علنًا. فيصبحون "ملوكًا" في بيت الله، إنهم يستشرون بطريقة لا يمكن التحكم فيها بينما يطغون على الآخرين من عصر إلى عصر. تسعى تلك الزُمرة من الشياطين إلى التكاتف لهدم عملي؛ فكيف أسمح لهؤلاء الشياطين بالعيش أمام عينيّ؟ حتى إن أولئك الذين لديهم نصف الطاعة فقط لا يستطيعون السير حتى النهاية، فما بال أولئك الطغاة ممن لا يحملون في قلوبهم أدنى طاعة! لا ينال الإنسانُ عملَ الله بسهولة. حتى إذا استخدم الإنسان كل ما أوتي من قوة، فلن يستطيع أن يحصل إلا على مجرد جزء حتى ينال الكمال في النهاية. فماذا عن أبناء رئيس الملائكة الذين يسعون إلى إبطال عمل الله؟ ألديهم أدنى رجاء في أن يربحهم الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله). اخترقت كلمات الله قلبي ورأيت شخصيته البارة المهيبة. ما أخافني أكثر كان هذا الجزء بالتحديد: "لم يُظهر الخضوع لأحد أبدًا"، "لا أحد يجرؤ على المساس بهم"، و"يصبحون "ملوكًا" في بيت الله، إنهم يستشرون بطريقة لا يمكن التحكم فيها بينما يطغون على الآخرين من عصر إلى عصر. تسعى تلك الزُمرة من الشياطين إلى التكاتف لهدم عملي؛ فكيف أسمح لهؤلاء الشياطين بالعيش أمام عينيّ؟" عندما اكتشفت أن الأخت وانغ كشفتني كقائدة مزيفة، كنت أتجاوب بالعداء والسخط والاستياء والمقاومة. لقد ثُرت بشدة بدافع الغضب. حتى كقائدة للكنيسة، لم أقبل الحق وأفتقرت تمامًا إلى الخضوع. عندما كشف أحدهم عن مشاكلي، عندما جُرح كبريائي وتعرضت مكانتي للتهديد، أردت استخدام كل الوسائل لكبحهم والانتقام منهم، حتى محاوِلةً سلبهم حقهم في القيام بواجب ما وإخراجهم من الكنيسة. كانت لدي هذه العقلية الخبيثة، أنني لن أرتاح حتى أدمرهم تمامًا. لقد أصبحتُ "ملكًا" في الكنيسة الذي لم يجرؤ أحد على لمسه. كيف يختلف ذلك عن شياطين الحزب الشيوعي الصيني، هؤلاء الطغاة؟ شعارهم هو " ليزدهر أولئك الذين يُطيعونني، وليهلك أولئك الذين يقاومونني". "ليزدهر أولئك الذين يُطيعونني، وليهلك أولئك الذين يقاومونني". للحفاظ على حكمه وترسيخ سلطته، يضطهد الحزب الشيوعي الصيني أي شخص يعارض أو يجرؤ على فضح الشر الذي يفعله، ويقتلع جذوره ويقضي تمامًا عليه. هذا ما فعله في مظاهرات ميدان تيانانمن، وما يفعله بالأقليات العرقية، والأمر أسوأ مع المؤمنين: اعتقالنا وقمعنا واضطهادنا. لقد فُقدت الكثير من الأرواح البريئة على أيديهم! لقد تعلمت على أيدي أولئك الشياطين الشيوعيين وتأثرت بهم منذ أن كنت صغيرة. لقد أصبحت الكثير من السموم الشيطانية راسخة بعمق في داخلي، مثل "أنا الأفضل في الكون كله"، " ليزدهر أولئك الذين يُطيعونني، وليهلك أولئك الذين يقاومونني"، "إذا كنتَ قاسيًا، فلا تلومني على عدم العدل"، و"تعامل مع رجل كما يتعامل معك". أصبحت هذه السموم الشيطانية مبادئي للبقاء، مما جعلني أكثر غطرسة ووحشية. كنت أعيش بهذه الأشياء، لذلك كنت قادرةً على فعل الشر والقمع وإيذاء الآخرين. فكرت أيضًا في كيف أن الله قد شارك في الكثير من الحقائق حول تمييز القادة المزيفين وأعداء المسيح. الآن يتعلم الجميع الحقيقة ويستيقظون، لذلك يفضح بعض الأشخاص القادة المزيفين ويُبلغون عنهم. هذا هو ممارسة الحق وحماية عمل الكنيسة – إنه أمر إيجابي. بغض النظر عن نوع الشخص الذي يفضحني، سواء كانوا يستهدفونني، إذا قالوا ذلك في وجهي أم لا، طالما أن ما يقولونه هو الحق، يجب أن أقبله من الله، وأقبله بشكل صحيح، أخضع وأتعلم درسًا. هذا هو قبول الحق والخضوع لله. لكن بالنسبة لي، لم أرفض الخضوع فحسب، بل ثُرت في وجه من كشفني. لم يكن ذلك خلافًا شخصيًا، لكنني كنت أرفض الحق وأقاوم الله. عندما أدركت ذلك، كرهت نفسي وشعرت بالخوف نوعاً ما. أتيت بسرعة أمام الله لأصلي: "يا إلهي، كنت مخطئةً. عندما تم كشفي من قِبل هذه الأخت، لم أتفكر في نفسي أو أتعلم درسًا، لكنني لاحقتها. أستطيع أن أرى أنني أمتلك طبيعة شرسة حقًا. يا الله أريد أن أتوب إليك".
تأملت في نفسي في ضوء ما قالته الأخت وانغ عن مشاكلي وبدأتُ في متابعة تفاصيل العمل بشكل حقيقي. اكتشفت أن هناك بالفعل الكثير من المشاكل. مثل أن بعض الإخوة والأخوات الذين كانوا جُددًا في فريق الإنجيل، لم يكونوا على دراية بحقائق الرؤى، لذلك لم يكونوا قادرين على حل المفاهيم والصعوبات التي يواجهها الأشخاص الذين وعظوهم. لم يفهم البعض مبادئ نشر الإنجيل، لذلك تم تحول بعض الأشخاص غير المناسبين. بعض المؤمنين الجدد لم يفهموا الحقيقة ببُعد نظر حتى بعد فترة من السقاية، والبعض الآخر لم يهتم بالحقيقة وتركوا. لقد كان مضيعة للكثير من مواردنا. لقد طرحت المشاكل التي رأيتها في اجتماع وشاركت حول المبادئ لوضع الأمور في نصابها الصحيح. بدأ الإخوة والأخوات في وضع الخطط لتجهيز أنفسهم بحقائق الرؤى، وعندما لم يفهموا أو لم يتمكنوا من مشاركة شيء بشكل واضح، كان لدينا مشاركة بشأنه معًا. لم يمض وقت طويل حتى كان لديهم المزيد من الوضوح بشأن حقائق الرؤى وكان الفريق أكثر نجاحًا. أدركت أن الله سمح للأخت وانغ بفضحي كقائدة مزيفة والتنويه بأنني لا أقوم بعمل عملي لحملي على التفكُر في نفسي والقيام بعملي بشكل جيد. لقد كان يحميني.
فكرت في مقطع آخر من كلام الله فيما بعد: "يعمل الله في كل شخصٍ، وبغض النظر عن طريقته، أو نوع الأشخاص، والأحداث، والأشياء التي يستخدمها في خدمته، أو نوع النبرة التي لكلماته، فليس له إلا هدف نهائي واحد: خلاصك. إنه يريد تغييرك قبل أن يُخلِّصك، فكيف لا تعاني قليلًا؟ سيكون عليك أن تعاني. وقد تنطوي هذه المعاناة على أمورٍ كثيرة. أوَّلًا، يجب أن يعاني الناس عند قبول دينونة كلام الله وتوبيخه. وعندما يكون كلام الله شديدًا وواضحًا للغاية والناس يسيئون فهم الله – بل ولديهم مفاهيم – من الممكن أن يكون ذلك مؤلمًا أيضًا. أحيانًا يُهيِّئ الله بيئة حول الناس لكشف فسادهم ولدفعهم على التأمُّل ومعرفة أنفسهم، وسوف يعانون قليلًا بعد ذلك أيضًا. وأحيانًا، عند تهذيب الناس والتعامل معهم وكشفهم بصورة مباشرة، ينبغي أن يعانوا. ويبدو الأمر كما لو أنهم يخضعون لعمليَّةٍ جراحيَّة؛ فإذا لم تكن هناك معاناة فلن يكون هناك تأثير. إذا كنت في كل مرة تتعرض فيها للتهذيب، وفي كل تنكشف فيها بواسطة بيئة ما، يثير هذا مشاعرك ويعطيك دفعة، فمن خلال هذه العملية، سوف تدخل في واقع الحق، وسوف تكون لك قامة. ... إذا كان الله يرتب بيئات، وأشخاص، وأحداث، وأشياء معينة لك، وإذا كان يهذّبك، وإذا كنتَ تتعلّم دروسًا من هذا، وإذا كنتَ قد تعلّمت أن تمثل أمام الله، وتعلمت اأن تطلب الحق، ودون أن تعلم حظيت بالاستنارة والإضاءة ونلت الحق، وإذا اختبرتَ تغييرًا في هذه البيئات وكسبتَ مكافآت وأحرزتَ تقدمًا، وإذا بدأت تحصل على بعض الفهم لمقاصد الله وكففت عن التذمر، فسيعني كل هذا أنّك صمدت في وسط تجارب هذه البيئات وصمدت أمام الاختبار. وهكذا، ستكون قد تجاوزتَ هذه المحنة. كيف سينظر الله إلى أولئك الذين يجتازون الاختبار؟ سوف يقول الله إن لديهم قلبًا صادقًا ويمكنهم تحمُّل هذا النوع من المعاناة وإنهم من أعماقهم يحبّون الحقّ ويريدون ربح الحقّ. إذا كان لدى الله هذا النوع من التقييم لك، ألست شخصًا يتمتَّع بالقامة؟ ألا تملك الحياة إذًا؟ وكيف يجري نيل هذه الحياة؟ هل هي ممنوحة مِن الله؟ يمدّك الله بطرقٍ متنوّعة ويستخدم العديد من الأشخاص، والأحداث، والأشياء لتدريبك. ويكون الأمر كما لو أن الله يمنحك بنفسه طعامًا وشرابًا، ويُقدِّم لك بنفسه العديد من الأغذية أمامك لتأكلها حدّ الشبع وتستمتع بها؛ وعندئذ فقط يمكنك النموّ والوقوف بقوَّةٍ. هذه هي الطريقة التي يجب أن تفهم بها هذه الأشياء؛ هذه هي الطريقة لتكون مطيعًا لكل ما يأتي من الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ينبغي للمرء أن يتعلم من الأشخاص، والأحداث، والأشياء القريبة منه لكي يربح الحق).
من خلال كل هذا أدركت أن الله قد سمح للأخت وانغ بكشف المشاكل في واجبي. لم يكن من السهل علي أن أتقبّل، لكنه كان مفيدًا جدًا لأجل دخول حياتي. لقد ساعدني التعامل معي بهذه الطريقة على رؤية كل خصائص القائد الزائف بأنواعها في داخلي وحفزني على البحث عن الحقيقة والتغيير. علاوة على ذلك، رأيت طبيعتي المتغطرسة الشرسة، أنني كنت قادرةً على قمع واستبعاد شخص ما لحماية اسمي ومكانتي. لقد منحني هذا حقًا رؤية واضحة لحقيقة فسادي. كرهت نفسي في الصميم وأصبحت قادرةً على تَحَرّي الحق ونبذ الفساد. كانت هذه نعمة الله الخاصة ومحبته وخلاصه لي. أنا ممتنة جدا لله!