8. مارس الحق حتى لو أغضب الآخرين

بقلم: أبريل، الفلبين

في مايو 2020، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. سعيتُ بحماسٍ ونشاطٍ لأداء واجباتي. بعد عشرة أشهر، وقع عليَّ الاختيار لمنصب قائدةٍ لكنيسةٍ. آنذاك، كنتُ تحت وطأة ضغط كبير. شعرتُ أنني ما زلتُ صغيرة السِّن وأن فهمي للحقّ كان ضَحْلًا، ولذلك كنتُ أخشى ألّا أكون أَهْلًا لأداء هذا الواجب. لذا صليَّتُ إلى الله. لاحقًا، تذكّرتُ مقطعًا من كلمة الله: "يجب أن تؤمن أن كل شيء في يد الله وأن الناس يتعاونون فحسب. إذا كنت مُخلِصًا، فسيرى الله، وسيفتح لك مخرجًا في كل موقف. لا توجد صعوبة لا يمكن التغلب عليها. يجب أن تتحلى بهذا الإيمان. لذلك، عندما تؤدي واجباتك، فلا داعي لأي هواجس. ما دمت تبذل كلَّ ما في وسعك، من كل قلبك، فلن يعطيك الله صعوبات، ولن يعطيك أكثر مما تستطيع تحمُّله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهم ما في الإيمان بالله هو ممارسة كلامه واختباره). منحتني كلمة الله الإيمان وفهمتُ أن الله يرى قلوب البشر. طالما أراعي حقًّا مشيئة الله وأبذل قصارى جهدي، فسيقودني الله. لم أعد أشعر بالتقييد بعد معرفة هذا وبدأت في الانشغال بواجبي.

لاحقًا، كانت الكنيسة بحاجة ماسة إلى تدريب شماسَين إنجيليين. أدركتُ أن مقدرة الأخ كيفن كانت جيدة، وكان نشيطًا للغاية في الاجتماعات ويفهم مباديء نشر الإنجيل، أيضًا كانت هناك الأخت جانيل، التي كانت نشيطة في واجباتها وحققت بعض النتائج. مقارنة بالآخرين، بدا أن هذين الاثنين مناسبين لهذا الواجب، ووافقتني قائدتي الرأي. وهكذا، عينتهما كشماسَين إنجيليين. بعد مدة، أصبحا على دراية بالوظيفة، لذا سمحت لهما بأداء واجباتهما بشكل مستقل ووضعت كل طاقتي في عمل السقاية. بعد بضعة أسابيع، اكتشفت أن بعضًا ممن تلقوا الإنجيل غادروا مجموعة الاجتماع، وبعضًا ممن ينشرون الإنجيل واجهوا صعوبات في أداء واجباتهم لدرجة أنهم لم يتمكّنوا من حلِّها. وحين رأيت كلّ تلك المشاكل في عمل الإنجيل، بدأت أتساءل: "هل يقوم هذان الشماسان الإنجيليَّان بعمل عملي؟" لذلك، ذهبت لتحري عملهما بالتفصيل. اكتشفت أنهما رتبا الأمور فقط، ولم يقوما بالعمل بنفسيهما، وأنهما لم يتابعا العمل، ولم يحُلَّا المشاكل العملية في الاجتماعات، وذكَّرا فقط الإخوة والأخوات وحثّوهما على القيام بواجبهم بشكل صحيح. وهذا أدَّى إلى بقاء مشكلات الإخوة والأخوات دون حلٍّ. بعد أن عرفت هذه الظروف، خاب أملي كثيرًا. قلت لنفسي: "بصفتهما شماسي كنيسة، أليس إهمالًا منهما ألا يحُلَّا المشاكل العملية؟" كما اكتشفت أن الأخ كيفن لم يكن يقوم بعمل جيد، وكان يمارس الألاعيب، بينما كانت الأخت جانيل كسولة وغير مسؤولة في واجباتها في ذلك الوقت. أردتُ في البداية الشركة معهما، والإشارة إلى المشاكل في واجباتهما، لكن لأن علاقتنا كانت دائمًا طيبة، كنتُ أخشى أن يُفسد هذا علاقتنا. إن أشرت لمشاكلهما، فماذا سيظنَّا بي؟ أسيقولان إنني لم أرَ جهودهما، وأنني كنتُ أركِّز على عيوبهما فحسب، وأنني غير محبة؟ كنتُ آمل أن يراني الإخوة والأخوات إنسانة صالحة، شخص يفهم ويراعي. لم أرغب في إفساد سُمعتي بسبب هذه الحادث. إن لم يتمكن الشمّاسان الإنجيليَّان من تقبُّل الأمر وأصبحا سلبيين ورافضيْن لأداء واجباتهما، أسيعتقد إخوتي وأخواتي أنني عاجزة عن عمل القائدة؟ وأنني قائدة سيئة؟ إن علم قائدي عن ذلك، قد يتم التعامل معي. لكني ظننت أنني ما دمت مسؤولة عن عمل الكنيسة، عليّ الإشارة إلى مشاكلهما ليتأملَّا فيها ويربحا بعض المعرفة. شعرتُ بالتضارب، لكن في النهاية، لم أستطع قول ذلك. بدلًا من ذلك، أرسلت لهما بعضًا من كلام الله الذي يشجعهما ويريحهما وعقدت شركة معهما بلطف حول كيفية إحسان أداء الواجب. بعدئذ، شعرت بذنب شديد. شعرت بأنني غير صادقة ومخادعة.

ذات ليلة، لم أستطع النوم وظللتُ أفكّر في أن "عدم فعالية العمل الإنجيليّ يتعلّق بي مباشرة. أدركتُ أن الشماسيْن الإنجيليين غير مسؤولين في واجباتهما، ولم يحُلَّا المشكلات العملية، وكانا يتسببان في عدم فعالية أداء الإخوة والأخوات لواجباتهم. وقع بعض الإخوة والأخوات في حالة سلبية، وترك بعض الوافدين الجدد مجموعة الاجتماع، لكنني لم أُشر إلى مشكلات هذين الشماسيْن". شعرت بالذنب الشديد في قلبي لدرجة أنني لم أعرف ماذا أفعل، لذا صليت إلى الله بصدق، أسعى إلى استنارته وأطلب منه أن يقودني للفَصْل في هذه المشكلة. بعد أن صليت، شاهدت فيديو لشهادة اختبار، يحتوي على بعض كلام الله الذي ألهمني كثيرًا. يقول الله القدير: "يجب أن تتكون إنسانية المرء من الضمير والعقل. إنهما العنصران الأكثر جوهريةً وأهميةً. أي نوع من الأشخاص هو الذي ينقصه الضمير ولا يتمتّع بعقل الطبيعة البشرية العادية؟ عمومًا، إنّه شخص يفتقر إلى الإنسانية أو شخص ذو طبيعة بشرية ضعيفة للغاية. لأحلل هذا بشكل وثيق. ما مظاهر الإنسانية المفقودة التي يبينها هذا الشخص؟ جرب أن تحلل السمات التي يمتلكها هؤلاء الناس، والمظاهر المحددة التي يُبدونها. (إنهم أنانيون ووضعاء). والأنانيون والوضعاء يقومون بأفعالهم بلا مبالاة ولا يأبهون لأي شيء لا يعنيهم شخصيًا. لا يفكّرون في مصالح بيت الله، ولا يُبدون أي اعتبار لمقاصد الله. لا يحملون أي عبء لأداء واجباتهم أو للشهادة لله، ولا يمتلكون حسًا بالمسؤولية. ... هناك بعض الأشخاص الذين لا يتحملون أي مسؤولية بغض النظر عن الواجب الذي يؤدونه. إنهم لا يبلغون رؤساءهم فورًا عن المشاكل التي يكتشفونها. عندما يرون الناس يقومون بالعرقلة والإزعاج، يغضون الطرف، وعندما يرون الأشرار يرتكبون الشر، لا يحاولون منعهم. إنهم لا يحمون مصالح بيت الله، ولا يولون أي اعتبار لواجبهم ومسؤوليتهم. عندما يؤدي مثل هؤلاء الناس واجبهم، لا يقومون بأي عمل حقيقي؛ فهم يسعون إلى إرضاء الناس ويتلهفون إلى الراحة. لا يتحدثون أو يتصرفون إلا من أجل غرورهم وكرامتهم ومكانتهم ومصالحهم، ولا يرغبون في تكريس وقتهم وجهدهم إلا للأشياء التي تعود بالفائدة عليهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يمكن للمرء نيل الحق بتسليم قلبه لله). قرأت كلام الله وشعرت بحزن شديد. في السابق، ظننت أنني أتمتع دائمًا بنزعة إنسانية صالحة، وأنني ساعدتُ دائمًا إخوتي وأخواتي بصبر، وفي أفعالي، كنت دائمًا أراعي مشاعر الآخرين ولا أريد أن أؤذيهم. ظننت أن ذلك مراعاة لمشيئة الله، وأنني كنتُ إنسانة صالحة. لكن عندما رأيت الشماسَين لا يتحملان مسؤولية واجباتهما ويُعطِّلان عمل الكنيسة، لم أحمِ مصالح الكنيسة، ولم أُشِر إلى مشاكلهما. وبدلًا من ذلك تساهلت معهما لأنني خشيت أن الإشارة إلى مشاكلهما ستدمر علاقتنا. وقلقت أيضًا من أن ينتقدني قائدي إذا صوَّرتهما على أنهما سلبيين ومن أن ينظر إليَّ إخوتي وأخواتي على أنني سيئة. من أجل صورتي، ومكانتي، ومصالحي الشخصية، فضَّلتُ تعطيل العمل الكَنسيّ. لم تكن تلك مراعاة لمشيئة الله، ولم أكن إنسانة صالحة. في الحقيقة، من يتحلون بالإنسانية ومن هم صادقون، قادرون على ممارسة الحق وحماية مصالح الكنيسة، وحين يرون مشكلات الآخرين يستجمعون شجاعتهم للشركة وكشف الآخرين، ويساعدونهم على التغيير. يعاملون إخوتهم وأخواتهم بقلب صادق. لكن حين رأيت مشاكل الشماسَين، لم أقل شيئًا أو أشِر إلى مشاكلهما، وفضلت ترك عمل الكنيسة يعاني لحماية مصالحي الشخصية. لم تكن لدي إنسانيتي. شعرتُ بالخِزي من افتقاري إلى الضمير والإنسانية الطبيعية.

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله وربحت المزيد من الفهم عن نفسي. يقول الله القدير: "عندما يرى بعض قادة الكنيسة الإخوة أو الأخوات يقومون بواجباتهم بلا مبالاة، لا يلومونهم، على الرغم من أنه ينبغي عليهم ذلك. عندما يرون بوضوح أن مصالح بيت الله تتضرر، لا يبالون بذلك ولا يجرون أي استفساراتٍ، ولا يقومون بأدنى إساءةٍ للآخرين. وفي الواقع، هم لا يظهرون أي مراعاة لنقاط ضعف الآخرين؛ وبدلًا من ذلك فإن نيتهم وهدفهم هو الفوز بقلوب الناس. إنهم يدركون تمامًا أنه: "ما دمت أفعل هذا، ولا أتسبَّب في الإساءة لأيّ شخصٍ، فسيظنون أنني قائدٌ جيِّد. سوف يُكوِّنون رأيًا جيِّدًا عني. سوف يستحسنونني ويحبّونني". إنهم لا يبالون بمقدار الضرر الذي يلحق بمصالح بيت الله، أو بالخسائر الفادحة التي تلحق بدخول الحياة بالنسبة إلى شعب الله المختار، أو مدى اضطراب حياتهم الكنسيَّة، إنهم فقط يصرون على فلسفتهم الشيطانيَّة، ولا يتسببون في أي إساءة لأي شخص. لا يوجد أي شعورٍ بتوبيخ الذات في قلوبهم على الإطلاق. فعندما يرون شخصًا يتسبب في عرقلة وإزعاج، فإن أقصى ما يفعلونه هو أن يتحدثوا معه ببضع كلمات حول هذا الأمر، مقللين من حجم المشكلة، وهكذا ينتهي الأمر. لن يعقدوا شركة عن الحقّ، أو يوضحوا جوهر المشكلة لذلك الشخص، ناهيك عن أن يشرّحوا حالته، ولن يعقدوا شركة أبدًا عن مقاصد الله. القادة الكاذبون لا يفضحون أبدًا أو يُشرحون الأخطاء التي يرتكبها الناس كثيرًا، أو الشخصيات الفاسدة التي يكشفون عنها في كثير من الأحيان. إنهم لا يحلون أي مشاكل حقيقية، ولكن بدلًا من ذلك يتسامحون دائمًا مع ممارسات الناس الخاطئة، وكشفهم عن الفساد، ومهما كانت سلبية الناس أو ضعفهم، يظلون غير مبالين ولا يأخذون الأمر على محمل الجد. هم يعظون فقط ببعض الكلام والتعاليم، ويتحدثون ببضع كلمات الوعظ للتعامل مع الموقف بطريقة لا مبالية، محاولين الحفاظ على التناغم. ونتيجة لذلك، لا يعرف شعب الله المختار كيف يتأملون في أنفسهم ويعرفون أنفسهم، ولا يكون هناك أي علاج لأي شخصيات فاسدة يكشفون عنها، ويعيشون وسط كلمات وتعاليم، ومفاهيم وتصورات، دون أي دخول في الحياة. بل إنهم يؤمنون في قلوبهم قائلين لأنفسهم: "قائدنا يفهم نقاط ضعفنا أكثر مما يفهمها الله. إن قامتنا أصغر من أن ترقى إلى مستوى متطلبات الله. نحن نحتاج فقط إلى تلبية متطلبات قائدنا؛ نحن نخضع لله من خلال الخضوع لقائدنا. إذا جاء يوم يطرد فيه الأعلى قائدنا، فسنجعل صوتنا مسموعًا؛ ولكي نحافظ على قائدنا ونمنع طرده، سنتفاوض مع الأعلى، ونجبره على الموافقة على مطالبنا. هكذا نُنْصِف قائدنا". عندما يكون لدى الناس مثل هذه الأفكار في قلوبهم، وعندما يكونون قد أقاموا مثل هذه العلاقة مع قائدهم، ونشأ في قلوبهم مثل هذا النوع من الاتكال، والحسد، والتبجيل تجاه قائدهم، يزداد إيمانهم بهذا القائد، ويرغبون دائمًا في سماع كلمات قائدهم، بدلًا من طلب الحق في كلام الله. لقد كاد مثل هذا القائد أن يحل محل الله في قلوب الناس. إذا كان أحد القادة عازمًا على الحفاظ على مثل هذه العلاقة مع شعب الله المختار، وإذا كان يستمد من هذا شعورًا بالبهجة في قلبه، وكان يؤمن بأن شعب الله المختار يجب أن يعاملوه بهذه الطريقة، فلا فارق بين هذا القائد وبين بولس، ويكون قد وضع قدمه بالفعل على طريق أضداد المسيح. ... لا يقوم ضد المسيح بعمل حقيقي، ولا يعقد شركة عن الحق لكي يحل المشاكل، ولا يرشد الناس من أجل أكل كلام الله وشُربه والدخول إلى واقع الحق. إنه يعمل فقط من أجل المكانة، والسمعة، والمكسب، ولا يهتم سوى بصنع مكانة لنفسه، وحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس، بحيث يجعل الجميع يعبدونه، ويبجلونه، ويتبعونه طوال الوقت؛ هذه هي الأهداف التي يريد تحقيقها. هكذا يحاول ضد المسيح الفوز بقلوب الناس والسيطرة على شعب الله المختار؛ أليست هذه الطريقة في العمل خبيثة؟ إنها ببساطة مقززة للغاية!" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الأول: يحاولون الفوز بقلوب الناس). بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله، شعرت بحرج شديد، لأن كلام الله كشف حالتي بدقة. رأيت بوضوح أن كلا الشماسَين لم يَقُم بعمل فعلي، وأن المشكلة كانت خطيرة. كان عليَّ استخدام كلام الله الذي يدين شخصيات الناس الفاسدة ويكشفها للشركة، حتى يعرفا مشاكلهما ويسارعا إلى تغيير سلوكياتهما في واجبيهما، ويتجنَّبا التأخير المستمر في عمل الكنيسة. لكن لكي أعطيهما انطباعًا جيدًا عني، وأن يقولا إنني كنتُ قائدة بارعة، لم أكشف جوهر مشاكلهما، واستخدمت كلام الله المُطَمئِن لأشجعهما، مما يعني أن مشكلاتهما لم تُحلّ في الوقت المناسب. وهذا أثّر على عمل الكنيسة بل وأدَّى إلى أن بعض الذين تلقوا الإنجيل للتوّ إلى ترك مجموعة الاجتماع. أدركت أنني كنتُ السبب الرئيسيّ في هذا. واجب القائد هو أن يشرف على عمل شماسي الكنيسة وقادة المجموعات ويتابعه، وليحلّ المشاكل في الوقت المناسب. علينا معرفة أوضاع إخوتنا وأخواتنا، وعندما نكتشف أن أحدهم يفعل أشياءً في واجبه تنتهك المبادئ أو تؤثر على عمل الكنيسة، علينا الشركة معه بمحبة ومساعدته. وإن لم تغير شركتنا المُتكررة الوضع، فـعلينا تهذيبه، والتعامل معه، أو حتى إعفائه. بهذه الطريقة فقط نحمي عمل الكنيسة. بصفتي قائدة، لم أكن مسؤولة في واجبي إطلاقًا، ولم أتصرف كقائدة. فماذا كان الفارق بيني وبين أولئك القادة الكَذَبة الذين لم يقوموا بأيّ عمل حقيقيّ؟ شعرتُ بالخِزي والحزن. لو أنني قدمتُ شركة حول مشاكلهما وكشفتها، لما تسببت بتلك الخسائر للعمل الكنسيّ. لقد نشأت هذه المشكلات الحالية بسبب إهمالي. لم أساعد إخوتي وأخواتي على فهم الحق ولم أتمكن من جلبهم أمام الله. أردتهم دائمًا أن يوافقوا عليّ ويحمونني فحسب، لتكون صورتي حسنة في قلوبهم وحتى أحظى لديهم بمكانة. كنت أسير في طريق ضد المسيح لـمقاومة الله. لولا دينونة كلمة الله وتوبيخه، لا أعرف ما الشرور الأخرى التي كنتُ سأرتكبها أيضًا.

بمجرد أن أدركت هذا، ندمت على أفعالي، فـصليت إلى الله بصدق: "يا الله، لم أدرك أن أنانيتي ستتسبب بهذا الضرر للعمل الكنسيّ وتعرض حيوات إخوتي وأخواتي للخطر. أنا لا أستحق هذا العمل المُهِمّ. يا الله، أتمنى أن أتوب، أرجوك أرشدني لأتأمل كيف أعرف نفسي. لا أريد ارتكاب الأخطاء ذاتها ثانية". بعد الصلاة، تحسنت حالتي قليلًا، لكنني كنت لا أزال أشعر بالذنب الشديد. شعرت بأنني خاطئة، وأن كل ما فعلته كان يُمثِّل الشيطان، وأنني لم أتمكن من نَيْل الخلاص، ولم يكن هناك أمل لي. في ذلك الوقت، أرسلت لي أخت مقطعًا من كلام الله في محادثة جماعية. يقول كلام الله: "إنَّ تجاربك العديدة من فشل وضعف وأوقات سلبيَّة هي تجارب من الله؛ هذا لأن كل شيء يأتي من الله، وكل الأشياء والأحداث في يديه. سواء أكنت فاشلاً أم ضعيفًا ومتعثرًا، فالأمر كلّه يعتمد على الله وهو في قبضته. في نظر الله، هذه تجربة لك، وإذا كنت لا تستطيع أن تدرك ذلك، فسوف تكون غواية. هناك نوعان من الحالات يجب أن يعرفهما الناس: حالة تأتي من الروح القدس، والمصدر المرجَّح للأخرى هو الشيطان. الحالة الأولى ينيرك فيها الروح القدس ويسمح لك أن تعرف نفسك، وأن تكره نفسك وتتحسَّر على نفسك وتكون قادرًا على أن تُكِنَّ محبة حقيقية لله، وتوجِّه قلبك لإرضائه. والحالة الأخرى هي حالة تعرف فيها نفسك، لكنّك تكون فيها سلبيًّا وضعيفًا. يمكن القول إنّ هذه الحالة هي تنقية الله، وهي أيضًا غواية من الشيطان. إذا أدركت أن هذا هو خلاص الله لك وشعرت بأنَّك الآن مدين له بشدة، وإذا حاولت من الآن فصاعدًا أن ترد له الجميل ولم تعد تسقط في هذا الفساد، وإذا اجتهدت في أكل كلامه وشربه، وإذا اعتبرت نفسك مفتقرًا دائمًا، وامتلكت قلبًا توَّاقًا، فهذه تجربة من الله. بعد أن تنتهي المعاناة وتبدأ في المسير إلى الأمام مرة أخرى، فسيظل الله يقودك ويرشدك وينيرك ويغذِّيك. ولكن إذا لم تتعرَّف على هذا وكنت سلبيًا، واستسلمتَ ببساطة لليأس، إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فقد غلبت عليك غواية الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله، شعرت بالراحة، كما امتلكتُ مسارًا للممارسة. حين قرأت سابقًا كلام الله القاسي، الذي كشف فيه شخصيتي الفاسدة، وشعرت كما لو أنني أُدِنت ولا أمل لي في الخلاص، فأصبحت سلبية وضعيفة. لكن حين قرأت هذا المقطع من كلام الله فهمت مشيئته. إن لم يدافع الناس عن مصالح الكنيسة في أداء واجباتهم وتم كشفهم والتعامل معهم، فمن الطبيعي أن يشعروا بالسلبية والضعف. إذا سعيت إلى الحق في فشلي وتأملت في نفسي، كانت فهذه فرصتي لتعلم الدرس. لكن إذا أصبحت سلبية وانسحبت واستسلمتُ لليأس أو تخليت عن نفسي، فسأقع في حِيلة الشيطان وأستسلم للغواية. إنّ دينونة كلام الله وإعلانه ما هما إلا لتطهير وخلاص البشر. أراد الله أن أعرف نفسي، وأتعلّم من إخفاقاتي، وألا تسيطر عليَّ الشخصيات الشيطانية. وكان هذا شيئًا جيدًا، وكانت فرصة للنمو في حياتي. بإدراكي لهذا، لم أعد أشعر بالسلبية أو بإساءة فهم الله. كنتُ على استعداد لتأدية واجبي بحسب كلمة الله ومبادئه. لم أعد أحافظ على اسمي، وسُمعتي، ومكانتي بعد اليوم.

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله: "عليكم أن تعرفوا أن الله يحب الإنسان الصادق. لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا. الصدق يعني أن تهب قلبك لله، وألا تكون كاذبًا تجاه الله في أي شيء، وأن تكون منفتحًا معه في كل شيء، وألَّا تخفي الحقائق أبدًا، وألَّا تحاول خداع الذين هم أعلى منك والذين هم أدنى منك، وألَّا تفعل أشياء هي محض محاولات للتودد إلى الله. باختصار، أن تكون صادقًا، هو أن تكون نقيًا في أفعالك وكلامك، وألا تخدع الله، ولا الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). "للا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في كبريائك وسُمعتك ومكانتك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعلها أولويتك؛ ويجب أن تراعي مقاصد الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كانت هناك نجاسات في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت وفيًا وتممتَ مسؤولياتك، وبذلتَ له أقصى ما لديك، وما إذا كنتَ تفكِّر بكل قلبك أم لا في واجبك وفي عمل الكنيسة. عليك أن تراعي هذه الأمور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). فهمت من كلمة الله أنه يبغض المخادعين، لكنه يحب الصادقين. الصادقون قادرين على الحفاظ على مصالح الكنيسة، وتحمُّل مسؤولية حيوات إخوتهم وأخواتهم، وإحسان أداء واجباتهم. كان عليَّ تَنْحية كبريائي ومكانتي جانبًا، ووضع مصالح الكنيسة أولًا، وممارسة الحقّ في الشركة معهما وكشف الشَّمَّاسيْن لجعلهما يفهمان خطورة مشاكلهما، ويتوبان بصدق، ويبدآ بتحمل المسؤولية ثانية. وإذا ما زالا لم يتمكنا من التغير بعد شركتي، امتلكتُ المسؤولية علي إعفائهما وحماية العمل الكَنسيّ.

لاحقًا، وجدت بعضًا من كلام الله وتشاركتُ أولًا مع الأخ كيفن، لجعله يعرف أن تلك الاتجاهات الاجتماعية الشريرة هي غوايات من الشيطان وأن عليه التخلّي عن ميوله الشهوانية والانغماس في واجبه، وهذا فقط يتوافق مع مشيئة الله. ثم تـشاركت مع الأخت جانيل، وأشرت إلى افتقارها للحاجة المُلِحَّة والمسؤولية في واجباتها، وطلبت منها مراعاة مشيئة الله. بعد شركتي معهما، كانا عازمين على تغيير موقفيهما تجاه واجبيهما. لاحقًا، قام الأخ كيفن بإجراء بعض التغييرات، وعندما تم إغواؤه ثانية، تمكن من التخلي عن جسده بوعي. وتمكنت أيضًا الأخت جانيل من أن تكون سَبَّاقة أكثر في واجبها. حين رأيت هذه النتيجة، لُمت نفسي لأنني لم أُشِر إلى مشاكلهما مسبقًا. كما رأيت أن كلمة الله لا تجعل الناس سلبيين وأن مَن يقبلون الحق قادرين على معرفة أنفسهم، والتوبة بصدق وأداء واجبهم بشكل أفضل. أشعر بسعادة غامرة لأنني خضت هذا الاختبار. إنّ استنارة كلام الله وإرشاده منحاني بعض الفهم عن فسادي. كما أنني اختبرت أن الكلمات التي عبر عنها الله القدير هـي الحق، ويمكـنـها حقًّا أن تغيّر الناس وتمنحهم الخلاص. الشكر لله القدير!

السابق:  7. تحررت من القلق إزاء أمراضي

التالي:  9. تعلُّم الخضوع من خلال واجبي

محتوى ذو صلة

3. الكشف عن سر الدينونة

بقلم إنوي – ماليزيااسمي إينوي، وعمري ستة وأربعون عامًا. أعيش في ماليزيا، وأنا مؤمنة بالرب منذ سبعة وعشرين عامًا. في شهر تشرين الأول/أكتوبر...

32. الاكتشاف

بقلم فانغ فانغ – الصيننحن جميعًا في عائلتي نؤمن بالرب يسوع، وفي حين أنني كنت مؤمنة عادية في كنيستنا، كان والدي أحد زملاء الكنيسة. في فبراير...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger