29. لماذا أتظاهر دائمًا؟
بدأت التدرب على سقاية المؤمنين الجدد في شهر أغسطس من عام 2021. ونظرًا لأنني لم أكن أجيد نطق اللغة الإنجليزية إجادةً تامة، كنت أخشى أنه عندما أُقدِّم شركةً معهم، فإنهم سوف يستخفون بي. ولذلك، لم أكن أتواصل معهم عادةً إلا من خلال الرسائل النصية. ومع ذلك، فإن الاستمرار بهذه الطريقة أضرَّ بتقدُّم السقاية. أفادت أخت خلال أحد الاجتماعات بأن مستواها في اللغة الإنجليزية لم يكن ممتازًا، لكنها أرادت أن تتمكن من تقديم شركة لفظية مع الوافدين الجدد ومعالجة مختلف مفاهيمهم وصعوباتهم في الوقت المناسب، ولذلك استخدمت برامج الترجمة كوسيلة مساعدة. وبتلك الطريقة تمكنت من تقديم شركة معهم بالكلام قدر الإمكان. شعرت بالخجل عندما قارنت ذلك بموقفي تجاه واجبي. على الرغم من أنها لم تستطع التحدث جيدًا باللغة الإنجليزية، فإنها كانت لا تزال قادرة على إيجاد طريقة للتواصل شفهيًا مع الوافدين الجدد. كانت مشكلتي الوحيدة هي عدم تمكني من إجادة النطق. كان مستواي جيدًا في المحادثة اليومية، لكنني كنت أخشى أن يقول الوافدون الجدد إن مستواي في اللغة الإنجليزية كان ضعيفًا، وبالتالي لم أكن على استعداد للتواصل معهم شفهيًا. وقد كان لهذا تأثير مباشر على نتيجة سقايتي. كان يوجد المزيد والمزيد من المؤمنين الجدد الذين يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة، ولذلك كنا بحاجة إلى تكثيف عملنا في السقاية ومساعدتهم على تشكيل أساس على الطريق الحق في أسرع وقت ممكن. ولكنني لم أكن أفكر إلا في سمعتي ومكانتي، وليس في كيفية سقاية الوافدين الجدد على وجه السرعة. لم أفكر في مشيئة الله بأي درجة! ولذلك صلَّيت وكنت مستعدة للاتكال على الله ومحاولة التواصل شفهيًا مع الوافدين الجدد. وبعد ذلك، بدأت ممارسة نطق اللغة الإنجليزية، وبدأت مع الوافدين الجدد الذين كنت متعارفة عليهم بالفعل. وبعد فترة قصيرة، لم أشعر بالخوف الشديد من إجراء محادثات. أتذكر أنني كنت في إحدى المرَّات أُجري محادثة مع مؤمن جديد، ولم يقتصر الأمر على أنني عبَّرت بطلاقة، ولكن مشكلته حُلَّت أيضًا. من الصعب تصديق ذلك، ولم أكن لأفكِّر مطلقًا في أن محادثة لفظية واحدة يمكن أن تكون أكثر فعالية من عدة أيام من الرسائل النصية.
مع انضمام المزيد والمزيد من الأعضاء الجدد إلى الكنيسة، طلبت القائدة أن أتشارك مع الأخت مافيس لتولي مسؤولية عمل السقاية. فوجئت بالفعل عندما سمعت بهذا الترتيب. كنت قد بدأت للتو ممارسة سقاية الوافدين الجدد، وكانت لا تزال توجد الكثير من الحقائق التي لم أفهمهما بخصوص عمل الله، وكان مستواي في اللغة الإنجليزية متوسطًا. كيف كان يمكنني تحمُّل ذلك النوع من المسؤولية؟ كانت مافيس تسقي الوافدين الجدد لفترة أطول مني، ولذلك كانت تتمتع بخبرة أكبر من جميع النواحي. كما كانت تجيد التحدث باللغة الإنجليزية. إذا اشتركت معها، مع أخذ قدراتي الفعلية في الاعتبار، ألن تنكشف الحقيقة بمجرد أن أفتح فمي؟ ربما تقول إن تقديمي للشركة عن الحق لم يكن واضحًا وإنني لم أكن لائقة لذلك الواجب. حالما شعرت بالضيق إزاء ذلك، جاءت مافيس لمناقشة العمل معي وسألتني عن مستواي في اللغة الإنجليزية. فقلت دون تفكير: "مستواي في اللغة الإنجليزية ليس جيدًا على الإطلاق. يمكنني أن أفهمها، لكنني لا أجيد التحدث بها. وتواصلي الكتابي على ما يرام". فأجابت: "يمكنكِ إذًا أن تكوني مسؤولة عن ترتيب أوقات الاجتماع مع المؤمنين الجدد، وسوف أكون مسؤولة عن تقديم الشركة معهم. يمكننا العمل معًا". بعد سماع مافيس تقول هذا، اعتقدت أن القول بأنني لا يمكنني إجادة التحدث باللغة الإنجليزية كان عذرًا رائعًا، وأنني لن أضطر إلى قول أي شيء في الاجتماعات. وطالما بقيت صامتة لن تظهر عيوبي ونقائصي أبدًا. وبعدها، عندما كانت مافيس تسقي الوافدين الجدد، كنت أستمع وأتعلم. وبعد فترة، استطعت التواصل معهم شفهيًا بمجرد أن تعاملت مع الأشياء. وبهذه الطريقة لن يتمكنوا من معرفتي على حقيقتي.
في المرَّة الأولى التي سقيت فيها الوافدين الجدد مع مافيس، لاحظت أنها كانت تتفاعل معهم بطلاقة في اللغة الإنجليزية، ولكنني لم أجرؤ على قول أي شيء إلا كلمة "مرحبًا!" اتفقنا على أنه عندما ينتهى الاجتماع سوف أتحدث مع المؤمنين الجدد للتعرف إلى مشكلاتهم وصراعاتهم لحلها في أقرب وقت ممكن، لكنني كنت أشعر بالتردد. في تفاعلهم الأول مع مافيس، رأوا إجادتها للغة الإنجليزية ومقدرتها على تقديم شركة الحق بوضوح. إذا تحدثوا معي بعد ذلك وسمعوني أتلعثم في كلامي، فسوف يدركون فرقًا شاسعًا. كيف ستكون وجهة نظرهم عني عندئذٍ؟ فكرت في الأمر مرارًا وتكرارًا وقررت الاستمرار في كتابة الرسائل النصية. وبعد ذلك، بصرف النظر عن التواصل شفهيًا مع العدد القليل من الوافدين الجدد الذين كنت متعارفة عليهم، تفاعلت مع الوافدين الجدد الآخرين من خلال الرسائل النصية. ومع ذلك، كانت تلك طريقة أبطأ للتواصل. فأحيانًا كنت أرسل رسالة إلى أحد الوافدين الجدد بينما لا يكون متصلًا بالإنترنت، وبعد ذلك لا ألاحظ عندما يرد. وبعض المشكلات التي يمكن حلها شفهيًا في غضون دقائق قليلة لم تكن تُحل بالضرورة في غضون يومين من خلال الرسائل النصية. لم أكتشف أن ما يقرب من نصف المؤمنين الجدد الذين كنت مسؤولة عنهم لم يحضروا الاجتماعات بانتظام إلا عندما راجعنا العمل الذي أديناه. شعرت بالذهول، فكيف كان من الممكن أن يحدث ذلك؟ سألتني مافيس: "لماذا تراسلين المؤمنين الجدد دائمًا برسائل نصية؟ لماذا لا تتحدثين معهم مباشرةً؟" تلعثمت وترددت في الإجابة، ولم أرغب في إخبارها. كنت أعرف أنني إذا تحدثت معهم مباشرةً لحل مشكلاتهم وصعوباتهم، فإن بعضهم سيبدأ في حضور الاجتماعات بانتظام. لكنني كنت خائفة من إظهار نقاط ضعفي وكنت أعتمد على الرسائل النصية، مما أدى إلى هذه العاقبة.
كنت أتقلب في فراشي في تلك الليلة ولم أستطع النوم. وكلما فكرت في الأمر شعرت بالسوء. إن لم تُحل ارتباكات المؤمنين الجدد ومختلف مفاهيمهم فورًا، يمكنهم ترك الإيمان في أي وقت. وقد كان ذلك تقصيرًا جسيمًا للواجب! لماذا أصررت على إرسال رسائل نصية بخصوص شيء كان يمكن حله بثلاث دقائق من المحادثة؟ لم يكن السبب عدم تمكني من التحدث باللغة الإنجليزية. تمكنت من التواصل شفهيًا منذ وقت ليس ببعيد، فلماذا لم أكن أفعل ذلك فيما بعد؟ والتفكير في كيف أن بعض الوافدين الجدد لا يحضرون الاجتماعات بانتظام لأنني لم أكن أسقيهم بشكل صحيح دفعني لانتقاد نفسي. شعرت بالضيق الشديد لدرجة أنني صلَّيت إلى الله وطلبت منه أن يرشدني لفهم نفسي. ثم قرأت هذا المقطع في كلام الله: "إن الناس أنفسهم كائنات مخلوقة. فهل يمكن للكائنات المخلوقة تحقيق القدرة المطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإدراك حقيقة كل شيء، وامتلاك القدرة على كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك. لكن ثمة موطن ضعف داخل البشر، فهناك شخصيات فاسدة ونقطة ضعف قاتلة: فما إن يتعلم البشر مهارة أو مهنة ما، حتى يشعروا بأنهم مقتدرون، وبأنهم أشخاص يتمتعون بالمكانة والقيمة، وبأنهم مهنيون. وبصرف النظر عن مدى عدم تميزهم، فإنهم جميعًا يرغبون في تسويق أنفسهم كشخصيات مشهورة أو أفراد استثنائيين، والتحول إلى شخصيات تتمتع ببعض الشهرة، وجعل الناس يعتقدون أنهم مثاليون، وبلا عيوب، ولا تشوبهم شائبة واحدة. ويرغبون أن يصبحوا في عيون الآخرين مشهورين وأقوياء أو شخصيات عظيمة، ويريدون أن يمتلكوا المقدرة بحيث يمكنهم تحقيق أي شيء ولا يعجزهم شيء. إنهم يشعرون أنهم إذا طلبوا مساعدة الآخرين، فسيبدون عاجزين وضعفاء ودونيين، وأن الناس سينظرون إليهم بازدراء. لهذا السبب، يريدون دائمًا إخفاء حقيقتهم. عندما يُطلَب من بعض الناس أداء شيءٍ ما، يقولون إنهم يعرفون كيفيَّة عمله في حين أنهم في الواقع لا يعرفون ذلك. وبعد ذلك، يبحثون عنه في الخفاء ويحاولون تعلُّم كيفيَّة عمله، ولكن بعد دراسته لعدَّة أيَّامٍ، يظلون لا يفهمون كيف يفعلونه. وعند سؤالهم عن مدى تقدُّمهم فيه، يقولون: "قريبًا، قريبًا!" ولكن يفكرون في أنفسهم قائلين: "لم أتوصل إلى فهمه بعد، لا فكرة لدي، ولا أعرف ماذا أفعل! يجب ألا أكشف أمري، بل يجب أن أستمر في التظاهر؛ إذ لا يمكنني أن أدع الناس يرون نقاط قصوري وجهلي، ولا يمكنني أن أدعهم يزدرونني!" ما هذه المشكلة؟ إنه بمثابة جحيم حي أن تُنقَذْ الكرامة بأي ثمن. أي نوع من الشخصية هذا؟ عجرفة أمثال هؤلاء الناس لا حدود لها، لقد فقدوا كل عقل. إنهم لا يرغبون في أن يكونوا مثل كل الناس الآخرين ولا يريدون أن يكونوا أناسًا طبيعيين أو أناسًا عاديين بل خارقين، أو أفرادًا استثنائيين أو شخصيات مهمة. وهذه مشكلةٌ كبيرة! وفيما يتعلق بالضعفات وأوجه القصور والجهل والحماقة وعدم القدرة على الفهم في الإنسانية الطبيعية، فسوف يُخفونها جميعًا، كيلا يراها الآخرون، ويستمرون بعدئذ في التنكر. ... ألا يعيش مثل هؤلاء الناس في عالم الأوهام؟ أليسوا غارقين في أحلامهم؟ إنهم لا يعرفون حقيقة أنفسهم، ولا يعرفون كيف يعيشون طبيعتهم البشرية العادية. إنهم لم يتصرفوا مرة واحدة كبشر عَمَليين. إذا كنت تعيش أيامك في عالم الأوهام، وتهيم على وجهك، ولا تفعل أي شيء بطريقة عملية وعقلانية، وتعيش دومًا وفق خيالك، فهذه مشكلة. إن المسار الذي تتخذه في الحياة ليس المسار الصحيح" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يجب الوفاء بها للشروع في المسار الصحيح للإيمان بالله). عند التفكير في كلام الله، تمكنت من رؤية أنني كنت أتظاهر وأتنكر. كنت أخشى أن يستخف المؤمنون الجدد بي لأن مستواي في نطق اللغة الإنجليزية لم يكن رائعًا، ولذلك لم أجرؤ على المشاركة في محادثة معهم. بعد أن بدأت العمل مع مافيس، رأيت أن مستواها في اللغة الإنجليزية كان جيدًا حقًا وأن تقديمها لشركة الحق كان أوضح من تقديمي لشركة الحق. شعرت بالقلق من أن يعتبرني إخوتي وأخواتي مخيبة للآمال بالمقارنة بها، وشعرت بالخوف من أن تكشفني مافيس على حقيقتي، ولذلك تماديت في التظاهر. عندما سألتني مافيس عن مستواي في اللغة الإنجليزية، تعمدت القول إنه لم يكن جيدًا ووجدت عذرًا لعدم الاضطرار إلى تقديم الشركة شفهيًا. وكلما كانت كلتانا تؤديان السقاية معًا، لم أكن أتحدث. لم أكن أتمم واجبي. وعندما كنت أسقي الوافدين الجدد، كنت أرسل رسائل نصية إليهم بدلًا من إجراء محادثات مباشرة، مما كان يعني أن الكثير من مشكلات الوافدين الجدد لم تكن تُحل كما يجب، ولذلك بقيت سلبيتهم ولم يحضروا الاجتماعات. كنت أُعطِّل عملنا. وكنت أتنكر دائمًا خوفًا من انكشاف نقاط ضعفي. أردت أن أتعلم أشياء من وراء الكواليس ثم أعود وأدهش الجميع. كم كنت متكبرة! لم أستطع مواجهة عيوبي ونقائصي بشكل صحيح، لكنني أردت أن أبدو متميزة ومختلفة عن أي شخص آخر. وهذا يشبه تمامًا شيئًا كشفه الله: "إنهم لا يرغبون في أن يكونوا مثل كل الناس الآخرين ولا يريدون أن يكونوا أناسًا طبيعيين أو أناسًا عاديين بل خارقين، أو أفرادًا استثنائيين أو شخصيات مهمة. وهذه مشكلةٌ كبيرة!" لم تكن مهاراتي في التحدث باللغة الإنجليزية رائعة، ولم أكن أتمتع بخبرة كبيرة في عمل السقاية. رتبت لي الكنيسة لسقاية الوافدين الجدد الأجانب، ومنحني هذا فرصةً كبيرة للممارسة كان ينبغي تقديرها. ولكن بدلًا من أداء واجبي جيدًا، كنت أرغب دائمًا في إخفاء عيوبي والتصرف كما لو كان بإمكاني فعل أي شيء حتى يُبجِّلني الآخرون ويُعجَبوا بي. كنت أفتقر تمامًا إلى العقل والدراية بالذات. وكنت أعلم أنه يتعين عليَّ التوقف عن التظاهر وإخفاء نفسي. بصرف النظر عما كان يعتقده الآخرون، كان عليَّ التخلي عن غروري لإتمام واجبي ومسؤولياتي. كان عليَّ ممارسة ذلك.
قرأت مقطعين إضافيين من كلام الله منحاني طريقًا للممارسة. يقول الله القدير: "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو دخول الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "في حضرة الله، مهما موهتَ نفسك أو مهما أخفيتها، أو مهما اختلقت لنفسك، فإن الله يملك استيعابًا واضحًا لأفكارك الصادقة كلها وللأمور المخفية في صميم أعماقك. لا يمكن للأشياء الباطنة والخفية من أي شخص أن تُفلت من تمحيص الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ستَّة مُؤشِّرات لنمو الحياة). عند التأمل في كلام الله، أدركت أن الخطوة الأولى لحل شخصيتي الفاسدة هي تعلم الانفتاح والتوقف عن التظاهر وإلقاء الضوء على ما كشفته من نقائص وإخفاقات وفساد. كان عليَّ أن أكون إنسانة بسيطة وصادقة أمام إخوتي وأخواتي وأمام الله. وعندئذٍ سوف أتمكن من الاسترخاء والتحرر في واجبي. وقد منحني فهم ذلك الثقة والشجاعة لممارسة الحق، ولذلك طلبت القائدة ومافيس وكشفت لهما حالتي وفهمي بصراحة. لم ترمقاني بنظرة استخفاف، لكنهما قدمتا لي بصبر شركةً عن اختباراتهما لمساعدتي على فهم مشكلتي. وعندما سقيت الوافدين الجدد بعد ذلك، لم يعد الغرور يعطلني. بدأت التركيز على تواصلي اللفظي معهم حتى أتمكن من المساعدة في حل ارتباكاتهم بسرعة أكبر. وعندما كنت أجد كلمة لا أعرفها أو لا أستطع نطقها، كنت أحضر قاموسًا أو أستخدم برنامج ترجمة. وبمرور الوقت، تحسن مستواي في نطق اللغة الإنجليزية. شعرت أنه من خلال تقديم شركة علنية مع إخوتي وأخواتي وعدم التنكر أو التزييف، تمكنت من معرفة فسادي وأخطائي وتغلبت على حالتي السيئة بسرعة. وهذا بالضبط ما يقوله الله: "إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو دخول الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا". اعتقدت أنه بعد اختبار هذا كله تمكنت من الانفتاح والتغيير. ومع ذلك، انكشفت بعد ذلك من جديد بسبب موقف آخر.
أراد عدد قليل من المؤمنين الجدد ذات مرَّة مشاركة الإنجيل مع بعض أفراد العائلة والأصدقاء، ولذلك شرحت لهم مع قائدة الفريق مبادئ عمل ذلك. وبمجرد أن انتهيت من تقديم نفسي قالت إحدى المؤمنات الجدد إنها لا تستطيع فهم ما كنت أقوله. ساعدت قائدة الفريق على التوضيح السريع، قائلةً إنني لم أكن أجيد نطق اللغة الإنجليزية، ثم بدأت التحدث مع الوافدين الجدد. شعرت كأنني دخيلة عندما استمعت إليهم يتحدثون بطلاقة، وشعرت بالخجل الشديد. فقد كان هذا محرجًا بالفعل. كنت في الأصل أرغب في أن تُتاح لقائدة الفريق الفرصة للتعلم مني والحصول على قدر من الممارسة، لكنني لم أتمكن حتى من تقديم نفسي بشكل صحيح – فكيف ستكون نظرة قائدة الفريق والوافدين الجدد أولئك عني؟ هل سيعتقدون أن مستواي في اللغة الإنجليزية كان رديئًا ولذلك لا بد أن أكون غير كفؤة في العمل أيضًا؟ ومن سيستمع لي بعد ذلك عندما أتابع الأمور؟ أصابتني هذه الأفكار بشعور لا يوصف بالفشل، وشعرت بالإحباط حقًا. كانت قائدة الكنيسة في ذلك الوقت عضوة في المجموعة أيضًا. شعرت بالخوف من أن تتصل بالإنترنت وترى ما كان يحدث وتعتقد أن مستواي في اللغة الإنجليزية كان ضعيفًا وأنني لم أستطع إتمام العمل فتعفيني. لم أكن أريد أن تكشفاني على حقيقتي، ولذلك بدأت في إخفاء نقائصي مرَّةً أخرى، والتواصل عبر الرسائل النصية بدلًا من التواصل الشفهي، وتحويل المناقشة الجماعية إلى محادثات خاصة بين شخصين. وبعد مرور بعض الوقت، بدأت أشعر بالإرهاق الشديد بالفعل. كنت أخشى أن يكتشف الجميع مدى رداءة مستواي في النطق والاستخفاف بي. عشت كل يوم في تلك الحالة ولم يكن لديَّ أي وقت أو طاقة للتفكير في كيفية أداء واجبي جيدًا. شعرت بالمزيد والمزيد من الظلام في قلبي ولم أستطع أن أشعر بإرشاد الله بتاتًا. لم يكن لديَّ أي توجيه في واجبي أيضًا. كنت أعلم أنني في حالة خطرة، لكنني لم أستطع التغلب عليها. ولذلك، صلَّيت في قلبي طالبةً من الله أن يُخلِّصني منها.
شاهدت ذات يوم مقطع فيديو اختباريًا بعنوان فيما وراء التظاهر، وقد ترك بعضًا من كلام الله الذي ظهر فيه انطباعًا عميقًا لديَّ. يقول الله القدير، "أي نوع من الشخصية تلك عندما يتصنع الناس، ويموهون أنفسهم ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: مهما قاتلوا أو خاصموا أو قتلوا في الخفاء، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عنهم أو فضحهم. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومَجيدون ومعصومون من الخطأ. هذه هي طبيعة الشيطان. أبرز سمة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. قد يفتقر الأشخاص العاديون إلى مثل هذا النفوذ والمكانة، لكنهم يرغبون أيضًا في جعل الآخرين يحملون فكرة إيجابية عنهم، وفي أن يُحسنوا تقديرهم، ويرفعوهم إلى مكانة عالية في قلوبهم. هذه شخصية فاسدة. ... ارتكاب الأخطاء أو التنكُّر: أيُّهما يرتبط بالشخصيَّة؟ التنكُّر مسألةٌ من مسائل الشخصيَّة، فهو ينطوي على شخصيَّةٍ مُتكبِّرة وعلى الشرّ والخداع؛ وهو مرذولٌ بصفةٍ خاصَّة من الله. ... إذا لم تحاول تقديم ذريعةٍ أو تبرير نفسك، وإذا كان بإمكانك الاعتراف بأخطائك، فسوف يقول الجميع إنك صادقٌ وحكيم. وما الذي يجعلك حكيمًا؟ الجميع يخطئون. فكلُّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلُّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فسادهم ووجههم الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تحاسب الآخرين على أخطائهم. سوف تتمكَّن من مواجهة كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ فقط تصبح ثاقب البصيرة ولا ترتكب حماقات، وهذا ما سيجعلك حكيمًا. أما أولئك الذين ليسوا حكماء فهم أناسٌ حمقى، ودائمًا ما يركزون على أخطائهم الصغيرة بينما يراوغون وراء الكواليس، فمشاهدتهم تثير الاشمئزاز. في الواقع، ما تفعله يكون واضحًا للآخرين على الفور، ومع ذلك لا تزال تتظاهر. يأخذ الأمر مظهر الأداء البهلوانٍي بالنسبة إلى الآخرين. أليس هذا حماقة؟ إنه كذلك حقًّا. فالحمقى ليست لديهم أيّ حكمةٍ. مهما يكن عدد العظات التي يسمعونها، لا يزالون لا يفهمون الحقّ ولا يرون أيّ شيءٍ على حقيقته. ولا ينزلون عن برجهم العاجي معتقدين أنهم مختلفون عن الآخرين جميعًا وأكثر احترامًا. يعدّ هذا كبرياءً وحماقة واعتدادًا بالبر الذاتي. لا يتمتع الحمقى بالفهم الروحي، أليس كذلك؟ والأمور التي تكون فيها أحمقَ وغير حكيم هي الأمور التي لا تملك فيها فهمًا روحيًّا، ولا يمكنك فهم الحق بسهولة. هذه هي حقيقة الأمر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن توجّه تصرّف المرء). فكرت في كلام الله، وكانت هذه صدمة حقيقية لي. يوجد اختلاف بين التظاهر وارتكاب خطأ في طبيعتهما. لم يكن مستواي في اللغة الإنجليزية جيدًا، ولذلك عندما كنت أخطئ كان بإمكاني التعلم والممارسة. لكنني كنت أتنكر دائمًا لئلا يكشفني الآخرون على حقيقتي. وكانت تختبئ وراء ذلك شخصياتي الفاسدة المتمثلة في الكبرياء والمكر والشر. وهذا أمر مقيت وبغيض عند الله. كنت لا أزال أمارس كيفية أداء ذلك الواجب، ولذلك كان لا مفر من الأخطاء والإغفالات ومظاهر الفساد. لم تكن تلك الأشياء مدعاة للشعور بالحرج بشأنها، وكان يمكن حلها من خلال طلب الحق. ولكن منذ أن توليت مسؤولية عمل السقاية، وضعت نفسي في منصب إنسانة مسؤولة، معتقدةً أنه يتعين عليَّ أن أكون أفضل من شخص عادي، وإلا فسوف ينظر لي الوافدون الجدد باستخفاف. عندما قالت تلك المؤمنة الجديدة إنها لم تستطع فهم ما كنت أقوله، شعرت أن نقائصي قد انكشفت وصورتي تضررت، وأن المؤمنين الجدد سوف يستهينون بي ولن يستمعوا لي. كنت أكثر قلقًا من أن ترى القائدة ما كنت أفتقر إليه وتعتقد أنني لم أكن على مستوى المهمة فتعفيني. فكرت في طريقة لإخفاء أخطائي لحماية وضعي وصورتي، وتماديت لحد تعطيل عمل الكنيسة. استبدلت الرسائل النصية بالتواصل اللفظي، واستخدمت المحادثات الخاصة بدلًا من الاجتماعات الجماعية لمناقشة العمل، ممَّا عطَّل عملنا في السقاية. كنت في حالة دفاعية وكنت أبتعد أكثر فأكثر عن الله. كم كانت خباثتي! شعرت بالارتعاد عند قراءة الجزء من كلام الله بخصوص إدانة الطبيعة الشيطانية وكشفها. يقول الله إن أبرز مظاهر الطبيعة الشيطانية هو التضليل والخداع، وإن هذا شرير على وجه الخصوص. التنين العظيم الأحمر يجيد التظاهر والخداع بشكل خاص. إنه يدافع دائمًا عن صورته "العظيمة والمجيدة والصحيحة" كي يجعل الناس يعبدونه ويتبعونه، وهذا كله لمحاولة تأمين استبداده. إنه يفعل كل شيء لإخفاء جميع الشرور التي يرتكبها وراء الكواليس، وبالتالي تضليل سكان العالم وخداعهم. عند التأمل في سلوكي، رأيت أنني كنت أتظاهر حتى تكون لدى الآخرين صورة إيجابية عني وحتى لا يروا إلا الجانب الإيجابي مني. كنت أُظهِر شخصيةً ماكرة وشريرة! ألم تكن هذه الشخصية مثل شخصية التنين العظيم الأحمر نفسه؟ ما فائدة ربح احترام الآخرين وإعجابهم من خلال الخداع والتظاهر؟ من خلال إخفاء نقائصي وعيوبي، ومن خلال ممارسة الحيل لخداع الله والآخرين، لم يقتصر الأمر على أنني لم أحرز أي تقدم، بل وأعقت أيضًا عمل سقاية الوافدين الجدد. ألم يكن ذلك عملًا أحمق؟ كان الكثير من المؤمنين الجدد يقرؤون كلام الله ويتعلمون عن مشيئته لخلاص البشرية. وقد تمكنوا من رؤية الكوارث تتزايد والوباء يزداد سوءًا فسوءًا، وكانوا يعرفون أن قبول عمل الله في الأيام الأخيرة هو السبيل الوحيد لبقاء الناس. كانوا على استعداد لمشاركة الإنجيل مع أصدقائهم وعائلاتهم، وإحضارهم أمام الله ليتمكنوا من ربح خلاص الله. لكنني لم أكن مهتمة بأي درجة بشأن دخولهم إلى الحياة. وللحفاظ على غروري الذي لا قيمة له، لم أكن أعالج فورًا أسئلة الإخوة والأخوات عن مشاركة الإنجيل. وقد أعاق ذلك أناسًا كثيرين عن البحث عن الطريق الحق والرجوع إلى الله. ألم يجعلني ذلك عقبةً وحجر عثرة أمام عمل الإنجيل؟ عندما تأملت في هذا، أدركت أنني كنت أعيش وفقًا لشخصيتي الفاسدة، وعلى الرغم من أنني بدوت أنني أؤدي واجبي، إلا أنني كنت في الواقع أقاوم الله، وأعيق عمل الكنيسة، وألحق الضرر بالإخوة والأخوات. كرهت نفسي لحد الغثيان في أعماق قلبي. شعرت أنني مدينة لله بالكثير جدًا وأنني سأخذل إخوتي وأخواتي أيضًا. صلَّيت إلى الله بأنني على استعداد للتوبة، وبأنني أردت طلب الحق بثبات وأداء واجبي.
قرأت ذات مرَّة هذا المقطع من كلام الله في عبادتي الروحية: "لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور. إن تعلُّم كيف تفتح قلبك عندما تعطي شركة هو الخطوة الأولى لدخول الحياة. بعد ذلك، يجب أن تتعلّم كيفية تمييز أفكارك وأعمالك لترى ما الأمور الخاطئة التي تقوم بها وما التصرفات التي لا يحبّها الله، وسيكون عليك أن تعكسها وتصححها على الفور. ما الغرض من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، والتخلص من الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. قبلًا، كنت تفعل كل شيء بحسب شخصيتك المخادعة، التي هي كاذبة وخادعة، وشعرت أنك لا تستطيع إنجاز أي شيء دون كذب. والآن، وقد صرت تفهم الحق وتحتقر سُبل الشيطان في القيام بالأمور، لم تعد تتصرف على هذا النحو. تتصرف بعقلية صادقة وطاهرة وخاضعة. إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو قمت بالتغطية على الأمور، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). منحني كلام الله طريقًا محددًا للممارسة. كان عليَّ أن أؤدي واجبي بقلب نقي وصادق، ولم أتظاهر بصرف النظر عن عظمة قامتي أو ضآلتها أو العيوب والنقائص التي لديَّ. تعيَّن عليَّ إظهار ذاتي الحقيقية للجميع والكشف عن نفسي حتى إن ارتكبت خطأً ما. لن يكون العيش بهذه الطريقة متعبًا، والله يستحسنه. لم تكن مشكلاتي وعيوبي تختفي في الواقع لمجرد أنني حاولت إخفاءها، ولذلك ينبغي أن أواجهها بهدوء، وأعترف بما كان ينقصني، وأكون إنسانة صادقة. عندما كنت لا أفهم شيئًا، كنت أطرح أسئلة وأعرف المزيد لأتمكن من تحسين عملي تدريجيًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترتيب القائدة لي لأكون مسؤولة هو مسؤولية أقبلها من الله، وليس مكانة. لقد كنت بحاجة إلى التخلي عن هوية إنسانة مسؤولة ووضع واجبي أولًا. وبصرف النظر عما كان يعتقده الآخرون أو يقولونه، كان عليَّ تصحيح دوافعي، ومعرفة مقامي، وأداء واجب كائنة مخلوقة.
كنت أتخلى عن كبريائي منذ ذلك الحين وأسعى بنشاط للتواصل اللفظي مع الوافدين الجدد للمساعدة على معالجة الصعوبات والمشكلات التي كانوا يواجهونها في واجباتهم. كما أنني مارست مهاراتي في التحدث باللغة الإنجليزية بشكل أكبر وعملت على تحسين نطقي. وعندما كنت أواجه أمورًا لم أفهمها، كنت أسأل الإخوة والأخوات الآخرين وأتعلم من نقاط قوتهم. عندما كنت أشارك في اجتماع عبر الإنترنت مع عدد قليل من المؤمنين الجدد في إحدى المرَّات، واجهت صعوبة في نطق اسم أحدهم حالما بدأنا في الترحيب ببعضنا بعضًا. صحَّحت المؤمنة الجديدة نطقي لاسمها مرارًا وتكرارًا. كنت أشعر بالحرج، وأتساءل عن سبب نظرتها للأمر على محمل الجد. لا بأس من تصحيحه مرَّة واحدة بينما كان جميع أولئك الأشخاص يستمعون! ثم تذكرت شيئًا يقوله الله: "لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). قلت لنفسي: "هذا صحيح – فعندما أكون مخطئة، يجب الاعتراف بذلك. لماذا يجب عليَّ دائمًا إخفاء ذلك؟ بدلًا من التركيز على واجبي، أركز على غروري، ولا توجد طريقة لأداء واجبي جيدًا مع تحمُّل ذلك النوع من العبء". ولذلك، هدأت نفسي ورفعت صلاةً طالبةً من الله أن يرشدني للتخلي عن كبريائي وللبقاء في حالة تركيز على واجبي. وبعد الصلاة، لم أعد أشعر بالحرج ولم أشعر بالقيود الشديدة بسبب عدم إجادتي للنطق. طلبت من الوافدة الجديدة مساعدتي لتصحيح نطقي. وبعد فترة، قالت أخت كانت قد اشتركت معي من قبل: "ما الذي تفعلينه عادةً لممارسة اللغة الإنجليزية؟ أنتِ تتواصلين بسلاسة مع المؤمنين الجدد. وقد أحرزتِ تقدُّمًا كبيرًا في الشهور منذ آخر مرَّة رأينا فيها بعضنا بعضًا!" تأثرت بسماع هذا حقًا، وعرفت أن هذا كله كان بفضل توجيه الله ونعمته. وكلما أحصل على هذه الأنواع من الاختبارات، أشعر أن الانفتاح على حالتي الحقيقية، وليس التنكر، وأداء واجبي بثبات هما ممارسة تجعل قلبي في سلام. شكرًا لله!