39. الصفقة الكامنة وراء دفع الثمن

بقلم: ليو ينغ، الصين

ذات يوم في نهاية عام 2019، قالت حفيدتي فجأةً إن ساقها تؤلمها. أخذتها إلى المستشفى لإجراء تصوير طبي، ولكن لم يُكتشَف شيء فلم آخذ الأمر على محمل الجد. وفي اليوم التالي، قالت إن ساقها لا تزال ترتجف من الألم. وعندما رأيتها تبكي من الألم، بكيت أيضًا. كانت ساقها بحلول تلك الليلة تؤلمها بصفة متكررة، وكانت بالكاد تنام. بينما كنت أُدلِّك ساقها، واصلت الصلاة إلى الله وعهدته بمرضها. اصطحب ابني وزوجته حفيدتي إلى مستشفى المقاطعة في صباح اليوم الثالث.

كانت تعاني باستمرار من ارتفاع درجة الحرارة بعد دخولها إلى المستشفى. وبقت عند 40 درجة دون أن تنخفض. فُحصَت في قسم الجراحة وقسم الأمراض الباطنية، ولكن لم يُكتشَف شيء، ولم يكن لدى الأطباء علاج. أخذها ابني إلى مستشفى في عاصمة المقاطعة وهو مغلوب على أمره. أدت الاستشارة مع الخبراء إلى تشخيص إصابتها بمرض الذئبة في لحظة وتشخيص إصابتها بمرض تعفن الدم في اللحظة التالية. شعرت بالقلق الشديد عندما عاد والدا زوجة ابني من المستشفى وأخبراني بالوضع. كان كلًا من الذئبة وتعفن الدم من الأمراض المميتة. وحتى لو وضعنا التشخيص جانبًا، فإن حفيدتي كانت لا تزال تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة بمعدل 40، مما كان من الممكن أن يتسبب في ضرر بالغ لصحتها إذا استمر لفترة طويلة. لم يبدُ وضعها جيدًا. وكلما فكرت في الأمر شعرت بالضيق. لقد ربَّيت حفيدتي ولم أستطع تحمُّل رؤية أي شيء يحدث لها. حاولت تعزية نفسي مرارًا وتكرارًا، قائلةً لنفسي: "سوف تكون بخير. الله كُليّ القدرة. وسوف يحمي حفيدتي. لن يدعها تموت". عندما فكرت في مرض حفيدتي، كنت أبكي بمرارة في كثير من الأحيان. كانت لا تزال صغيرة جدًا، واُضُطرت إلى المعاناة هكذا. تمنيت لو كنت أنا من أصبتُ بهذا المرض لأعاني بدلًا منها. قلت لنفسي أيضًا: "إنني أؤمن بالله، فلماذا يحدث هذا لعائلتي؟" ولكنني كنت بعد ذلك أقول لنفسي مجددًا: "في الواقع، لا بد أن يكون هذا الموقف قد حدث بسماح من الله. ربما يختبر الله إيماني. لا أستطيع أن ألوم الله. ما دمت أصر على أداء واجبي، فإن مرض حفيدتي سوف يُعالَج". وبعد ذلك، أكلت وشربت كلام الله كالمعتاد وواصلت أداء واجبي. عندما كنت أستضيف إخوتي وأخواتي، كنت أفعل كل ما بوسعي من أجلهم. أراد إخوتي وأخواتي مساعدتي، لكنني لم أسمح لهم بذلك. اعتقدت أنه طالما كنت أؤدي واجبي بقدر المستطاع، فإن الله سوف يُظهِر لي النعمة وإن حفيدتي سوف تتحسن.

بعد حوالي نصف شهر، اتصل ابني ليقول بأن مرض حفيدتي قد تأكد على أنه تعفن الدم، وإن درجة حرارتها كانت متواصلة التناوب، وإن أورامًا قد تكوَّنت في غشاء القلب مما كان يُهدِّد حياتها. انقبض قلبي عندما سمعت هذه الأخبار. لم أستطع قبول الأمر، ولذلك طالبت الله قائلةً: "إن حفيدتي مريضة، لكنني واصلت أداء واجبي، ولذلك ينبغي أن تتحسن! ولكن الآن، فإن مرضها لم يتحسن، بل وازداد سوءًا في الواقع. هل من المستحيل حقًا علاج مرضها؟" جاءني زوجي ذات يوم باكيًا وقال: "إن حفيدتنا تحتضر. يقول المستشفى إنها مريضة مرضًا عضالًا، ويقول الطبيب إنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله. طلبوا منا إعادتها إلى المنزل". وقعت عليَّ كلمات زوجي وكأنها صاعقة من السماء. لم أصدق أنها كانت صحيحة، ولم أقدر على قبولها. امتلأ ذهني بصور حياتي مع حفيدتي. لم أستطع حبس دموعي عندما فكرت في مدى لطفها. صرخت إلى الله مرارًا وتكرارًا ليحرس قلبي ويقودني إلى الطاعة. ولكن عندما رأيت صورتها على هاتفي، كان وجهها كله متورمًا، وفقدت عزيمتي بأكملها على المُضي قُدُمًا. لم أكن أريد قراءة كلمة الله ولم أشعر بأي دافع لأداء واجبي. كان الشيء الوحيد الذي أهتم به هو مرض حفيدتي. وفي وقت لاحق، أخذ زوج ابنتي السجلات الطبية لحفيدتي إلى مستشفى كبير في شنغهاي للاستشارة، ولكن الخبراء قالوا أيضًا إنه لم يكن يوجد شيء يمكنهم فعله واقترحوا أن نتوقف عن إنفاق الأموال على حالة ميؤوس منها. أزعجني هذا على وجه الخصوص، "لقد آمنت بالله لأعوام عديدة، ولم أتوقف قط عن أداء واجباتي، وحاولت دائمًا بذل قصارى جهدي لأداء أي عمل رتبته الكنيسة لي. وحتى عندما مرضت حفيدتي، لم أتخل عن واجبي. واصلت استضافة إخوتي وأخواتي. وبعد دفع مثل هذا الثمن، لماذا أصيبت حفيدتي بهذا المرض المريع؟" كلما فكرت في الأمر، ازددتُ حزنًا. لم يسعني إلا البكاء. وفي خضم ألمي صلَّيت إلى الله قائلةً: "يا إلهي، إن حفيدتي تحتضر. وأنا بائسة وضعيفة. لا أعرف ماذا أفعل، وما زالت لديَّ شكاوى بحقك. أرجو أن ترشدني لفهم مشيئتك".

فكرت في معاناتي في مقطع من كلمة الله: "4. إذا لم أُلبِّ مطالبك الصغيرة بعد ما بذلته من أجلي، فهل ستشعر بخيبة أمل وإحباط تجاهي أو حتى تصبح غاضبًا وتسيء التصرف؟ 5. إن كنتَ دائماً مُخْلصًا ومُحبًّا جدًا تجاهي، إلا أنك تعاني من عذاب المرض، أو ضائقة مالية، أو هجر أصدقائك وأقاربك، أو تحمُّل" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (2)]. شعرت بالخجل الشديد في مواجهة أسئلة الله. كان مرض حفيدتي اختبارًا عمليًا لي لمعرفة ما إذا كنت مخلصة ومطيعة لله. كنت في الماضي أعتقد دائمًا أنني أبذل مجهودًا وأؤدي واجبي لله، وأن هذا كان يعني أنني كنت مخلصة لله. ومع ذلك، عندما أصيبت حفيدتي بتعفن الدم وتفاقمت حالتها، أصبحت سلبية ومستاءة. توقفت عن الرغبة في قراءة كلمة الله، وفقدت الدافع في واجبي. رأيت أنني لم أكن مطيعة أو مخلصة لله. صلَّيت إلى الله طالبةً منه أن يرشدني في تعلم الدروس وأن أكون مطيعة حقًا في مسألة مرض حفيدتي. فكرت في كلمة الله: "ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الحق دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ ... لا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك أحقر حياة؟ هل تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الحق، لكن إذا ما كان بوسعك ربحه إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). كشفت كلمة الله حالتي. فمنذ بداية إيماني بالله، كنت أعتقد أنه طالما بذلت مجهودًا لله وأديت واجبي، فإن الله سيبارك عائلتي بالسلام والازدهار، وسيكون الجميع في مأمن من المرض والفاجعة. ولذلك، منذ أن بدأت الإيمان بالله، كنت حريصة دائمًا على أداء واجباتي. وكان الله رؤوفًا بي للغاية. فقد شُفيت بعض أمراضي على وجه السرعة، وأصبح سعيي أقوى. وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي قد اعتقلني، فقد واصلت أداء واجبي بعد إطلاق سراحي. ولكن عندما أصيبت حفيدتي بهذا المرض المرعب، اشتكيت في داخلي من أن الله لم يحمها. وعلى الرغم من أنني واصلت أداء واجبي، فإنني لم أكن أريد إلا أن يحمي الله حفيدتي من خلال علاج مرضها. كنت أرغب في مبادلة جهدي الخارجي وتضحياتي مقابل بركة الله. عندما لم يتحسن مرض حفيدتي، وتعرضت حياتها للخطر، وتخلى المستشفى عن العلاج، شعرت بالانهيار التام. أسأت فهم الله واشتكيته، وظننت أن الله غير بار، وأصبحت سلبية ومقاومة لله. رأيتأنني لم أكن أؤمن بالله إلا لربح النعمة والبركات، وأنني سعيت إلى الراحة في الحياة والأمان الجسدي بدلًا من الحق، وأن تضحياتي وجهودي لم تكن طاعة صادقة لله بل كانت بدلًا من ذلك مليئة بالرغبات والمتطلبات المسرفة من الله. لقد كان هذا خداعًا لله ومحاولةً لعقد صفقة معه. قرأت لاحقًا مقطعًا من كلمة الله: "سوف يفعل الله ما يجب أن يفعله، وشخصيَّته بارَّة. لا يعني البرّ بأيّ حالٍ من الأحوال الإنصاف أو المعقولية؛ فهو ليس مساواة، أو مسألة تخصيص ما تستحقّه وفقًا لمقدار العمل الذي أنجزته، أو الدفع لك مقابل أيّ عملٍ أدَّيته، أو منحك ما تستحقّه وفقًا لأيّ جهدٍ تبذله. فهذا ليس هو البرّ، بل هو مجرد الإنصاف والمعقولية. قلة قليلة من الناس قادرون على معرفة شخصية الله البارة. افترض أن الله أقصى أيُّوب بعد أن شهد له: فهل سيكون هذا بارًّا؟ الواقع أنه كذلك. لماذا يُسمَّى هذا برًّا؟ كيف ينظر الناس إلى البر؟ إن توافق شيءٌ مع مفاهيم الناس، فمن السهل جدًّا عليهم أن يقولوا إن الله بارٌّ؛ أما إن كانوا لا يرون أن ذلك الشيء يتوافق مع مفاهيمهم – إذا كان شيئًا لا يمكنهم فهمه – فسوف يكون من الصعب عليهم القول إن الله بارٌّ. لو كان الله قد أهلك أيُّوب في ذلك الوقت، لما قال الناس إنه بارٌّ. ومع ذلك، سواء كان الناس فاسدين في الواقع أم لا، وسواء كانوا شديدي الفساد أم لا، هل يتعيَّن على الله أن يُبرِّر نفسه عندما يُهلِكهم؟ هل يتعيَّن عليه أن يشرح للناس على أيّ أساسٍ يفعل ذلك؟ هل يتعين على الله أن يخبر الناس بالقواعد التي قدّرها؟ لا حاجة إلى ذلك. فالله يرى أن الشخص الفاسد والذي لديه قابلية لمعارضة الله، لا قيمة له، وكيفما تعامل الله معهم سيكون لائقًا، وكلّها ترتيبات الله. إذا كنت مثيرًا للاستياء في نظر الله، وإذا قال إنك لن تفيده بعد شهادتك وبالتالي أهلكك، فهل سيكون هذا أيضًا برَّه؟ نعم. قد تعجز عن إدراك هذا من الحقائق في الوقت الحالي، ولكن ينبغي أن تفهم في التعليم. ماذا تريدون أن تقولوا – هل إهلاك الله للشيطان تعبيرٌ عن برِّه؟ (أجل). ماذا لو سمح للشيطان بالبقاء؟ لا تجرؤون على القول، أليس كذلك؟ فجوهر الله هو البرّ. وعلى الرغم من أنه ليس من السهل فهم ما يفعله، إلَّا أن كلّ ما يفعله بارٌّ؛ وكلّ ما في الأمر هو أن الناس لا يفهمون. عندما ترك الله بطرس للشيطان، كيف تجاوب بطرس؟ "البشريَّة غير قادرةٍ على سبر غور ما تفعله، ولكن كلّ ما تفعله ينطوي على مشيئتك الصالحة؛ فالبر موجود فيه كله. فكيف لا أنطق بالتسبيح لحكمتك وأفعالك؟" ... إن كلّ ما يفعله الله بارٌّ. وعلى الرغم من أن البشر قد لا يستطيعون إدراك بر الله، فيجب عليهم عدم إصدار أحكامٍ كما يشاؤون. إذا بدا للبشر شيءٌ مما يفعله الله على أنه غير معقول، أو إذا كانت لديهم أيّ مفاهيم عنه، وقادهم ذلك إلى القول إنه ليس بارًّا، فهم أبعد ما يكونون عن العقلانية. أنت ترى أن بطرس وجد بعض الأشياء غير مفهومةٍ، لكنه كان مُتأكِّدًا من أن حكمة الله كانت حاضرة وأن مشيئته الصالحة كانت في تلك الأشياء. لا يستطيع البشر سبر غور كلّ شيءٍ، إذ توجد الكثير من الأشياء التي لا يمكنهم استيعابها. وبالتالي فإن معرفة شخصية الله ليست بالأمر الهيّن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أدركت بعد التأمل في كلمة الله أن بر الله ليس كما تصورته. لقد تصورته على أنه أداء قدر معين من العمل والحصول على أجر مكافئ مقابل ذلك، أو بذل جهد والحصول على مكافأة في المقابل. كان هذا هو مفهومي وتصوري. الله هو الحق وجوهر الله هو البر. بصرف النظر عما يفعله الله وما إذا كان يتوافق مع المفاهيم البشرية أم لا، فإن ما يفعله الله بار. لقد قيَّمت بر الله من وجهة نظر إجراء صفقة أو متاجرة. اعتقدت أنني سأنال بركات الله إذا بذلت جهدًا وتخليت عن الكثير. ظننت أنني إذا عملت بجد لأداء واجباتي، فإن الله يجب أن يحمي عائلتي ويحفظ حفيدتي من المرض والفاجعة. ولذلك، عندما مرضت بشدة، تجادلت مع الله وشكوت الله واعتقدت أن الله لم يكن بارًا. كانت وجهة نظري سخيفة. كنت عمياء ولم أكن أعرف الله على الإطلاق. أنا كائنة مخلوقة، ولذلك فإن أداء واجبي ورد محبة الله أمر طبيعي وصحيح، فهو واجبي ومسؤوليتي. ما كان ينبغي أن أحاول عقد متاجرات مع الله. ومثلما ينبغي أن يكون للأطفال واجب تجاه والديهم، ينبغي أن أخضع لتنظيماته وترتيباته دون قيد أو شرط بصرف النظر عما إذا كان يمنحني النعمة والبركات أو يجعلني أعاني من الفواجع، لأن الله بار. وبخلاف ذلك، لن أستحق أن أكون إنسانة. يعاني الناس الذين لا يؤمنون بالله من الولادة والشيخوخة والمرض والموت والفاجعة والشقاء، وأولئك الذين يؤمنون بالله يختبرون الشيء نفسه. لم يزعم الله بتاتًا أن المؤمنين سيكونون دائمًا آمنين ومأمونين. وبدلًا من ذلك، بصرف النظر عن المواقف التي تصادفنا، يطلب الله منا إيمانًا وطاعة حقيقيين، وأن نتمم واجب الكائن المخلوق. لكنني لم أؤمن بالله إلا سعيًا وراء البركات. طلبت من الله أن يحفظ عائلتي سالمةً وخالية من المرض والفاجعة، لكنني لم أطلب الحق ولم أطع الله. كان معتقدي مجرد معتقد ديني أستخدمه لتلبية احتياجاتي اليومية. والله لا يعترف بمثل هذا المعتقد على الإطلاق. ودون إعلان هذه الحقائق، لن أميز أبدًا وجهة نظري الخاطئة عن الإيمان بالله لمجرد طلب البركات. لن أربح الحق أبدًا عند الإيمان بهذه الطريقة، بل وسوف يستبعدني الله. فالله سمح بأن يصيبني موقف لا يتوافق مع مفاهيمي كوسيلة لتطهير إيماني الخاطئ به من أجل البركات، ولتطهير غشي وفسادي، ولتغييري وخلاصي. لقد كانت هذه هي محبة الله! شعرت بشيء من التحرر عند التفكير في هذا.

واصلت التأمل بعد ذلك فيما أملته الطبيعة على إيماني التجاري بالله. قرأت كلمة الله: "يعيش جميع البشر الفاسدون من أجل أنفسهم. اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط – وهذا مُلخَّص الطبيعة البشرية. يؤمن الناس بالله لأجل مصالحهم؛ فعندما يتخلون عن أشياء ويبذلون ذواتهم من أجل الله، يكون هذا بهدف الحصول على البركة، وعندما يكونون مخلصين له، يظل هذا من أجل الحصول على الثواب. باختصار، يفعلون ما يفعلونه بغرض التبرك والمكافأة والدخول إلى ملكوت السماوات. في المجتمع، يعمل الناس لمصلحتهم، وفي بيت الله يقومون بواجب لكي يحصلوا على البركة. ولغرض الحصول على البركات، يترك الناس كُلّ شيءٍ ويمكنهم أن يتحمَّلوا الكثير من المعاناة: لا يوجد دليل أكبر من ذلك على الطبيعة الشيطانية للبشر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "يطلب الله من الناس أن يعاملوه على أنه الله؛ لأن البشرية قد أُفسدت بشدة، والناس لا يعاملونه على أنه الله، بل كشخص. ما المشكلة في مطالب الناس الدائمة من الله؟ وما المشكلة في أن لديهم دائمًا مفاهيم عن الله؟ ما الذي تحتويه طبيعة الإنسان؟ لقد اكتشفت أنه بصرف النظر عما يحدث للناس أو ما يتعاملون معه، فإنهم دائمًا ما يحمون مصالحهم الخاصة ويقلقون بشأن جسدهم ويبحثون دائمًا عن أسباب أو أعذار تخدمهم. إنهم لا يطلبون الحق أو يقبلونه على الإطلاق، وكل ما يفعلونه هو من أجل حماية أجسادهم والتآمر من أجل مستقبلهم. إنهم جميعًا يلتمسون النعمة من الله، ويريدون أن يربحوا أي مزايا ممكنة. لماذا يُكثر الناس من مطالبهم من الله؟ هذا يُثبت أن الناس جشعون بطبيعتهم، وأنهم أمام الله لا يمتلكون أي عقل على الإطلاق. ففي كل ما يفعله الناس ‒ سواء كانوا يصلّون أو يعقدون شركة أو يعظون ‒ فإن مساعيهم وأفكارهم وتطلعاتهم، هذه الأشياء كلها مطالب من الله ومحاولات لالتماس أشياء منه، وكلها يقوم بها الناس على أمل أن يربحوا شيئًا من الله. بعض الناس يقولون إن "هذه هي الطبيعة البشرية"، وهذا صحيح! وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يطلبون الكثير من الله ولديهم الكثير من الرغبات الجامحة يُثبتون أن الناس يفتقرون حقًا إلى الضمير والعقل. إنهم جميعًا يطلبون الأشياء ويلتمسونها من أجل أنفسهم، أو يحاولون المجادلة والتماس الأعذار لأنفسهم؛ إنهم يفعلون كل هذا من أجل أنفسهم. في الكثير من الأشياء، يمكن ملاحظة أن ما يفعله الناس يخلو تمامًا من العقل، وهو دليل كامل على أن المنطق الشيطاني "يبحث كل إنسان عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي" قد أصبح بالفعل طبيعة الإنسان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يُكثر الناس من مطالبهم من الله). تأملت في كلمة الله وأدركت أنني كنت أؤمن بالله سعيًا وراء البركات والمنافع لأنني كنت خاضعة لسيطرة السموم الشيطانية مثل "اللهم نفسي، وليبحث كل امرئ عن مصلحته فقط" و "لا تستيقظ مبكرًا أبدًا ما لم تكن هناك فائدة مرتبطة بذلك". العيش وفقًا لهذه السموم الشيطانية جعلني أنانية ومخادعة على وجه الخصوص. لم أكن أسعى إلا وراء المنافع وحاولت إتمام صفقات مع الله في أداء واجبي. على الرغم من أنني بذلت الكثير من الجهد ودفعت ثمنًا خلال أعوام إيماني بالله، فقد فعلت كل ذلك من أجل بركاتي ومنافعي. كنت أرغب في استبدال بركات الله العظيمة بالثمن الضئيل الذي دفعته. لم أكن مطيعة أو مخلصة لله. ونتيجةً لذلك، عندما مرضت حفيدتي مرضًا خطيرًا وانهار طموحي في الحصول على البركات، شعرت بالحزن وشكوت الله، ولم أشعر بأي دافع لأداء واجبي. استخدمت الجهد القليل الذي بذلته والثمن الذي دفعته كرأسمال لمجادلة الله ومعارضته. رأيت أنني في أداء واجبي كنت أخدع الله وأطالبه وأحاول المتاجرة معه. لقد أفسدني الشيطان بشدة، وكنت أنانية ومخادعة للغاية. فكرت في بولس الذي وعظ وعمل وتخلى وبذل مجهودًا وعانى كثيرًا بل ومات شهيدًا. ومع ذلك، فإنه لم يسعَ إلى الحق ولم يمارس كلام الرب يسوع. وقد كان كل جهده وتخليه مقابل ربح المكافآت والإكليل. قال إنه جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي ووُضِعَ له إكليل البر. كان يقصد أن الله لا يكون بارًا إلا إذا أعطاه مكافآت وإكليلًا، وأنه إذا لم يكافئه الله أو يمنحه إكليلًا فلن يكون الله بارًا. ومن هذا، يمكننا أن نرى أن معاناة بولس وجهده في إيمانه بالله كانا لإجراء صفقة مع الله. وفي النهاية، أغضب شخصية الله وعاقبه الله. وقد كنت مثله. لم أكن أؤمن بالله إلا للسعي وراء النعمة والبركات، واعتبرت تخليَّ وجهدي وسيلةً ورأسمال لربح البركات. وإن لم أُغيِّر وجهة نظري الخاطئة عن السعي، فلن أربح استحسان الله أبدًا مهما بذلت من جهد. وسوف يكشفني الله ويستبعدني تمامًا مثل بولس. قرأت بعدها مقطعًا آخر من كلمة الله: "على الإنسان – ككائن مخلوق – أن ينشد إتمام واجبه ككائن مخلوق، وأن يسعى نحو محبة الله دون أن يتخذ أي خيارات أخرى، فالله يستحق محبة الإنسان. ينبغي على الساعين لأن يحبوا الله ألا ينشدوا أي منافع شخصية أو أي منافع يشتاقون إليها بصفة شخصية؛ فهذا أصح وسائل السعي. إذا كان ما تنشده هو الحق، وما تمارسه هو الحق، وما تحرزه هو تغيير في شخصيتك، فإن الطريق الذي تسلكه هو الطريق الصحيح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). بعد قراءة كلمة الله، فهمت أنني كائنة مخلوقة تستمتع بالطعام والماء ووفرة الحياة التي يمنحها الله. ينبغي أن أسعى وراء الحق وأؤدي واجبي جيدًا وأسعى إلى الطاعة ومحبة الله. هذا هو الضمير والعقل اللذان يجب أن يمتلكها الكائن المخلوق. فكرت في كيفية تجسد الله مرَّتين لخلاص البشرية، وكيفية معاناته من السخرية والافتراء والرفض من العالم، وكذلك الاضطهاد والإدانة من الحزب الشيوعي والعالم الديني. وعلى الرغم من ذلك، كان لا يزال يُعبِّر بصمت عن الحق لسقايتنا وإعالتنا. كما هيَّأ العديد من المواقف لكشف فسادنا وتطهيرنا وتغييرنا. بالرغم من وجود الكثير من العصيان والفساد بداخلي وإساءة فهمي الله وشكواي منه عندما لم تكن الأمور تسير وفقًا لما أريد، لم يتخلَّ الله قط عن خلاصي. لقد استخدم كلامه ليدينني ويكشفني ويُذكِّرني وينصحني ويُعزِّيني ويشجعني بينما كان ينتظرني لتصحيح طرقي. إن محبة الله غير أنانية بالمرَّة، وهو محبوب للغاية! لكنني لم أكن أؤمن بالله إلا لربح البركات والمنافع، ولم أكن أسعى وراء محبة الله وطاعته. لم يكن لديَّ أي ضمير أو عقل. عندما أدركت هذا، انتابني شعور عميق باللوم والندم، وشعرت بأنني مدينة جدًا لله.

أصدر المستشفى بعد أيام قليلة إشعارًا آخر بأن حفيدتي كانت في حالة حرجة، وأخرجوها من المستشفى لتوفير سريرها لمرضى آخرين. شعرت بالحزن الشديد عندما سمعت هذا الخبر، فصلَّيت إلى الله: "يا إلهي، لقد منحتَ حفيدتي نسمة حياة. كل ما تفعله وتُرتِّبه مناسب وبار. وحتى إن ماتت، لن تكون لديَّ شكاوى. سوف أظل أؤمن بك وأتبعك". أخذها ابني بعد ذلك إلى مستشفى آخر في عاصمة المقاطعة لتلقي العلاج. قرأ الطبيب السجلات الطبية لحفيدتي وقال إنه لا يمكنه فحصها لأن مرضها لا شفاء له، ولذلك عاد ابني دون علاجها في المستشفى. قلت لنفسي في هذا الوقت: "إن قدَّر الله أن تموت حفيدتي، لا أحد يمكنه إنقاذها. وإن كان الله لا يريدها أن تموت، لا شيء يمكن أن ينهي حياتها طالما أن لديها نفسًا واحدًا. كل شيء بيد الله. سوف أخضع لسيادة الله وترتيباته". عندما فكرت في الأمر هكذا، لم أشعر بالسوء مثل ذي قبل. وبعد أيام قليلة، عندما ذهبت لرؤية حفيدتي رأيتها تتعذب من الألم. كان وجهها نحيفًا للغاية لدرجة أنه لم يكن من الممكن التعرف إليها. اعتصر الحزن قلبي ولم يسعني إلا البكاء. كانت فكرة موت حفيدتي لا تزال تُشعرني بالحزن الشديد، ولم أرغب في مواجهتها. صلَّيت إلى الله بصمت: "يا إلهي، لا يمكنني التغلب على هذا الوضع بمفردي. أرجو أن تحمي قلبي وترشدني إلى طاعتك". فكرت في هذه اللحظة في اختبار إبراهيم عند تقديم إسحاق. طلب الله من إبراهيم أن يُقدِّم ابنه كمحرقة. كان إبراهيم في ذلك الوقت متضايقًا جدًا أيضًا، لكنه وضع إسحاق على المذبح كما طلب الله. وعندما رفع السكين ليذبح ابنه، رأى الله صدق إبراهيم وطاعته ومنعه. كان لإبراهيم إيمانًا وطاعة حقيقيين لله، وتمسك بشهادته لله في مواجهة التجربة التي نال عليها استحسان الله وبركاته. لقد شجعني اختبار إبراهيم. بالتفكير في نفسي، عندما رأيت حفيدتي على حافة الموت، قلت إنني سأطيع سيادة الله وترتيباته، لكنني ما زلت لا أستطيع التخلي. عندما رأيتها تتألم، لم أرد مواجهة الأمر. وكنت لا أزال أتمنى حدوث معجزة بأن يشفي الله حفيدتي ويجعلها تعيش حياة سعيدة. كنت أقدم مطالب لله في قلبي مرارًا وتكرارًا، ولم يكن لديَّ أي عقل أو طاعة على الإطلاق. فكرت في كلمة الله: "مَنْ من بين كل البشر لا يحظى بعناية في عيني القدير؟ مَنْ ذا الذي لا يعيش وسط قضاء القدير المسبق؟ هل تحدث حياة الإنسان ومماته باختياره؟ هل يتحكَّم الإنسان في مصيره؟ كثيرون من البشر يصرخون طلبًا للموت، ولكنه يبقى بعيدًا عنهم جدًا؛ وكثيرون يريدون أن يكونوا مَن هم أقوياء في الحياة ويخافون من الموت، لكن يوم موتهم يقترب دون وعي منهم ملقيًا بهم في هاوية الموت" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الحادي عشر). نعم، فحياة الناس وموتهم، وحظوظهم وبلاياهم، جميعها أمور بين يديَّ الله. والله يُقدِّر سلفًا موعد ولادة الناس وموعد موتهم. فالناس لا خيار لهم في هذه المسألة. وقد كانت بين يديَّ الله بالكامل أمور مثل ما إذا كان مرض حفيدتي يمكن علاجه أم لا ومدة حياتها. لم يكن لأي إنسان تأثير على هذا. صلَّيت إلى الله عند التفكير في هذا. بصرف النظر عما إذا كان مرض حفيدتي يمكن علاجه أم لا، كنت على استعداد للخضوع لسيادة الله وترتيباته.

أخبرتني إحدى الأخوات في أحد الأيام عن علاج منزلي. صنعته لحفيدتي بالطريقة التي وصفتها أختي. لم أكن أعرف ما إذا كان سيشفيها، لكنني اعتقدت أن الأمر يستحق المحاولة. وبشكل غير متوقع، بدأ مرض حفيدتي في التحسُّن يومًا بعد يوم، وانخفضت الحُمَّى تدريجيًا، وسرعان ما أصبحت خارج نطاق الخطر. ولم يمضِ وقت طويل حتى وجدنا علاجًا آخر، وبعد أن تناولته حفيدتي لفترة لم تعد ساقها تؤلمها! شعرت بالامتنان الشديد لله. بعد بضعة شهور، تمكنت حفيدتي من المشي بضع خطوات وهي تتكئ على شيء سندًا لها، وتحسَّن مرضها تدريجيًا. تمكنت بعد مرور عام من العيش والمشي بشكل طبيعي، وعولج الضرر الذي لحق بقلبها. وفي وقت لاحق، لم يُصدِّق خبراء المستشفى في عاصمة المقاطعة أن حفيدتي لم تمت بل وتعافت تمامًا. لقد أنفقنا الكثير من المال لمحاولة علاج مرضها في ذلك المستشفى، لكنهم لم يتمكنوا من علاجها. حكمت العديد من كبرى المستشفيات على حفيدتي بالموت، ولكن عندما تخليت عن رغبتي في الحصول على البركات، وكنت على استعداد لطاعة سيادة الله وترتيباته، وسلَّمت حفيدتي إلى الله، عولج مرضها بشكل غير متوقع باستخدام بعض العلاجات المنزلية الرخيصة. لقد عاينت حقًا قدرة الله وسيادته المطلقتين. والآن، لا تعاني حفيدتي إلا من عرج طفيف ومعدل ضربات أسرع قليلًا في القلب. يقول المطلعون على مرضها إن تعافيها هكذا هو بمثابة معجزة.

يقول الله القدير: "يسعى الناس في إيمانهم بالله إلى نيل البركات لأجل المستقبل. هذا هو هدف الناس من إيمانهم. جميع الناس لديهم هذا القصد وهذا الرجاء، ولكن يجب حل الفساد الذي في طبيعتهم من خلال التجارب والتنقية. وإن لم يخضع أي من جوانبك للتطهير، وأظهرتَ فسادًا، يجب تنقيتك في هذه الجوانب – هذا هو ترتيب الله. يخلق الله بيئة من أجلك، دافعًا إياك لتتنقّى فيها حتى تتمكن من أن تعرف فسادك. وفي نهاية المطاف تصل إلى مرحلةٍ تفضِّل عندها الموت لتتخلّى عن مقاصدك ورغباتك، وتخضع لسيادة الله وترتيبه. لذلك إذا لم يخضع الناس لعدة سنوات من التنقية، وإذا لم يتحملوا مقدارًا معينًا من المعاناة، فلن يكونوا قادرين على تخليص أنفسهم من قيود فساد الجسد في أفكارهم وفي قلوبهم. وإذا لم يزل الناس خاضعين لقيود طبيعتهم الشيطانية في أي من هذه الجوانب، وإذا لم يزل لديهم رغباتهم ومطالبهم الخاصة، فهذه هي الجوانب التي ينبغي أن يعانوا فيها. فمن خلال المعاناة فقط يمكن تعلُّم العبر، والتي تعني القدرة على نيل الحق، ويفهمون مقاصد الله. في الواقع، تُفهم العديد من الحقائق من خلال اختبار المعاناة والتجارب. لا يمكن لأحدٍ أن يعي مقاصد الله، أو يتعرَّف على قدرة الله وحكمته أو يُقدِّر شخصية الله البارَّة حق قدرها عندما يكون في بيئة مريحة وسهلة، أو عندما تكون الظروف مواتية، هذا أمرٌ مستحيل!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). ربحت من خلال هذا الاختبار قدرًا من الفهم للرغبة في الحصول على البركات في إيماني بالله. تغيرت وجهة نظري عن الإيمان، وربحت فهمًا عمليًا لسيادة الله القدير وشخصيته البارة. شعرت حقًا أنه كان من الجيد اختبار هذه المصاعب، وقد كان هذا هو تطهير الله وخلاصه لي.

السابق:  37. درس مؤلم تعلمته من التصرف بمكر وخداع

التالي:  40. مُكبَّلة

محتوى ذو صلة

22. الهرب من "عرين النمر"

بقلم شياو يو – الصيناسمي شياو يو وأبلغ من العمر 26 عامًا. كنت كاثوليكية فيما مضى. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب مع أمي إلى الكنيسة لحضور...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger