17. الدروس المستفادة من الإبلاغ عن قائد كاذب
في سبتمبر من عام 2019، بدأت الخدمة بصفتي قائدة وكنت مسؤولة عن العمل في بضع كنائس محلية، مع شريكتي وانغ ران. ولأنني كنت حديثة العهد بالواجب إلى حد ما، كنت لا أزال غير ملمَّة بجوانب معينة من العمل، وكثيرًا ما كنت أقصد وانغ ران للنقاش معها. لكنني اكتشفت لاحقًا أن وانغ ران عجزت عن تحمل عبء في واجبها. عندما اقترحتُ عليها الذهاب معها إلى إحدى الكنائس لعقد الشركة مع قائدتين هناك كانتا تتنافسان على الشهرة والربح وعجزتا عن إقامة الشراكة بانسجام، لم تأخذ الأمر على محمل الجد وظلت تُرجئه. نتيجة لذلك، ولأننا كنا بطيئتين للغاية في حل المشكلة، تأثر عمل الكنيسة سلبًا. علاوةً على ذلك، تلكأت أيضًا عندما أردت أن أناقش معها كيف يمكننا نساعد في حل بعض المشكلات والصعوبات التي كان يواجهها إخوتنا وأخواتنا في أثناء نشر الإنجيل. ومن ثمَّ، لم تُحل هذه المشكلات في الوقت المناسب وتأثر عمل الإنجيل سلبًا. لاحظت أن وانغ ران لم تكن تتمتع بحس المسؤولية في واجبها، وفكرت في أن أوضح لها ذلك، لكنني كنت مستجدة في هذا الواجب القيادي ولا أزال غير ملمَّة بجوانب معينة من العمل، لذا قلقت من أنني إذا أسأت إليها وتأثرت علاقتنا في العمل، فلم تكن لتساعدني عندما أواجه مشكلات في واجبي. لهذا السبب، انتهى بي الأمر إلى عدم توضيح ملاحظتي لها. بعد ذلك بفترة وجيزة، لاحظت أن وانغ ران كثيرًا ما كانت تصدر أحكامًا على الناس عند تعديل الموظفين، بناءً على شخصيتها المتغطرسة. كانت تقول: "هذا الشخص لا يصلح" و "ذاك الشخص ليس جيدًا" وكانت تختلق كل أنواع الأعذار لئلا تنمِّيهم. نتيجة لذلك، سارت مشروعات كنسية معينة ببطء بسبب الفشل في تعيين أشخاص مناسبين لإدارتها. عندما علم قائدنا بذلك، طلب منا إيجاد مرشحين مناسبين بأسرع ما يمكن، لكن عندما رأت وانغ ران المرشحين الذين اقترحتهم، قالت على الفور إنهم لم يكونوا جيدين. قلت لنفسي: "ثمة حاجة إلى المزيد من الإخوة والأخوات للمشاركة في عمل الكنيسة، لكنها لم تفشل فحسب في تنمية الناس، بل إنها دائمًا ما كانت تعرقل التنمية. إنها تعطل عمل الكنيسة وتربكه". أردتُ أن أناقش خطورة هذه المشكلة معها، لكنني كنت أخشى أن تضمر لي ضغينة إن تحدثت بصراحة شديدة، لذا ذكرت عرضًا فحسب أننا "لا يجب أن نصدر أحكامًا على الناس". لكن وانغ ران لم تتقبل اقتراحي. في مرة أخرى، عندما ذهبت معها إلى إحدى الكنائس لاستضافة انتخاب قائد، كان أحد الإخوة لا يفهم بعض المبادئ المتعلقة بالانتخاب فهمًا كاملًا وطرح بعض الأسئلة، لكن وانغ ران لم تكتفِ بعدم عقد الشركة حول الحق ومساعدته في الإجابة عن الأسئلة، بل إنها استاءت أيضًا مما رأته على أنه تسبب في المتاعب من جانبه، وانتقدته بوصفه كذلك. أدى ذلك إلى أجواء شديدة الحرج في أثناء الاجتماع، وأثر في الانتخابات. لقد رأيت أن وانغ ران بصفتها قائدة، لم تعامل الإخوة والأخوات بمحبة، وكانت تقيدهم من موقع مكانتها وأربكت الانتخابات. أردت أن أقول لها شيئًا، لكن بينما كنت أهمُّ بالقيام بذلك، فكرت في كيف أنني عندما أثرتُ معها عيوبها في السابق، لم تكتفِ بعدم تقبل رأيي فحسب، بل إنها قاومتني واستاءت مني. إذا لم تقبل اقتراحي مرة أخرى وانتقدتني أمام العديد من الإخوة والأخوات، فسأشعر بالإحراج بالتأكيد. فكَّرتُ: "انسي الأمر! كلما قلت المتاعب كان أفضل؛ لا ينبغي أن أسبب لنفسي المتاعب". بعد أيام قليلة، ذكرت لي شماسة الإنجيل أن وانغ ران لم تكن تحل مشكلات الإخوة والأخوات الحقيقية وصعوباتهم خلال الاجتماعات، وأن أداءهم في العمل سيء وعندما يقصدونها لإيجاد طرق للحل، كانت تتجاهلهم فحسب، ولا تأخذ طلباتهم على محمل الجد، بل إنها حتى كانت تغضب وتحاضرهم. على الرغم من توضيح هذه المشكلات لها في مناسبات عدة، فقد ظلت ترفض قبول اقتراحاتها، ولذلك اقترحت الشماسة أن نكتب تقريرًا معًا فيما يتعلق بمشكلات وانغ ران. كنت أرى أنَّ كل ما قالته شماسة الإنجيل صحيح؛ ووفقًا للمبدأ، يجب أن نبلغ عنها بالفعل، لكنني بعد ذلك فكرت: "إذا كتبنا التقرير وجاء قائدنا للتحقيق، ألن تعترف وانغ ران بأنها أخطأت وتعتقد أنني قد تأثرت برأي متحيز وكنت أحاول إقصاءها؟ إذا تسببت في توتر علاقتنا، فكيف سنؤدي واجباتنا معًا في المستقبل؟ من الأفضل ألا أقول أي شيء". بعد أن اتخذت قراري، أخبرت الشماسة أنني سأنتظر إلى أن يتضح كل شيء من خلال التحقيق، قبل اتخاذ قرار. بدأت ألاحظ بعد ذلك أن وانغ ران لديها مشكلات أكثر فأكثر. ذات مرة في أثناء تفحصي لحسابنا، لاحظت أنها لم تكن تستخدم أموال الكنيسة وفقًا للمبدأ. كانت قد اشترت أشياء للكنيسة دون مناقشة ذلك مع أي شخص، ودون مراعاة ما إذا كانت مشتريات عملية. وفي النهاية، لم تكن الأشياء التي اشترتها مناسبة لأغراض الكنيسة ولم يكن من الممكن استخدامها، وهو ما يعني أنها أهدرت أموال الكنيسة. شعرت بالذنب الشديد بعد أن رأيت هذا الموقف يتكشف، وقلت لنفسي: "يجب أن أحمي الكنيسة هذه المرة. عليَّ أن أوضح لها مشكلاتها وأُُجري معها نقاشًا جيدًا ومطولًا". لكن عندما انتهى بي الأمر بتوضيح مشكلاتها، لم تكتفِ بعدم قبول اقتراحاتي فحسب، بل حتى حاولت مجادلتي والدفاع عن نفسها. كنت أرغب في أن أكشف لها طبيعة أفعالها وعواقبها، لكنني بعد ذلك فكرت: "إذا كنت شديدة القسوة في كشفي، فإنها لن تضمر لي ضغينة فحسب، بل ستعاملني بوقاحة كل يوم. هذا سيصعب الحياة كثيرًا بالنسبة لي". لذا، ذكَّرتها بلباقة فحسب أننا عندما نواجه مشكلات بصفتنا قادة، لا بد أن نطلب أكثر وأن يكون لدينا قلب يتقي الله. بعد ذلك، كوَّنت وانغ ران تحيزًا ضدي وكانت تتجاهلني عند مناقشة العمل وتطلب مني علاج الأمر بنفسي. شعرت أنها كانت تعجز دائمًا عن تحمل المسؤولية في واجبها، وتتصرف بتهور وبشكل متعسف، ولا تقبل التهذيب، ولا تقبل الحق، وأنها لم تكن مناسبة للاستمرار في واجبها. أردتُ أن أكتب رسالة إلى القائد بخصوص وضعها، لكنني قلقتُ من أنها إذا أُعفيت، فقد تعتقد أنني وشيت بها دون علمها وتضمر لي ضغينة. حينئذٍ سيكون الأمر محرجًا بالنسبة لي إذا رأت إحدانا الأخرى فيما بعد. فكرت في الأمر مليًّا في رأسي لفترة من الوقت، لكنني قررت في النهاية التخلي عن فكرة كتابة رسالة إلى القائد. شعرت أنني مذنبة للغاية لأنني على الرغم من فهمي للحق، كنت لا أزال غير قادرة على ممارسة الحق لأنني مقيَّدة بشخصيتي الفاسدة. في الأيام القليلة التالية، لم أكن أرغب في فعل أي شيء وظللت أواجه عائقًا في كل شيء حاولت القيام به، وشعرت بظلام رهيب في داخلي. كثيرًا ما كنت أصلي، وأخبر الله عن وضعي وأطلب منه أن يرشدني إلى فهم ذاتي.
ذات يوم في أثناء عباداتي، رأيت هذه الفقرة من كلمات الله: "عندما ترون مشكلةً ولكنكم لا تفعلون شيئًا لإيقافها، ولا تقيمون الشركة بخصوصها، ولا تحاولون الحدّ منها، وفوق ذلك لا تبلغون عنها المشرفين عليكم، بل تُؤدُّون دور من يسعى لإرضاء الناس، فهل هذا علامةٌ على الخيانة؟ هل الذين يُرضون الناس أوفياء لله؟ لا، مطلقًا. فمثل هذا الشخص ليس مُجرَّد خائنٍ لله – بل يتصرَّف كشريكٍ للشيطان وكخادمٍ وتابع له. وهو غير مخلص في واجبه ومسؤوليَّته، لكنه مخلصٌ تمامًا للشيطان. وهنا يكمن جوهر المشكلة. أمّا بالنسبة إلى القصور المهني، فمن الممكن أن تتعلّم باستمرار وتجمع خبراتك أثناء أداءك لواجبك. يمكن حل مشاكل كهذه بسهولة. وأشد الأمور صعوبة على الحل هي شخصية الإنسان الفاسدة. وإذا كنتم لا تسعون إلى الحق ولا تعالجون شخصياتكم الفاسدة، بل تلعبون دائمًا دور الذين يرضون الناس، ولا تهذِّبون أولئك الذين رأيتموهم ينتهكون المبادئ، أو تساعدونهم، ولا تفضحونهم أو تكشفونهم، ولكن تتراجعون دائمًا، ولا تتحملون المسؤولية، فإن أداءكم الواجب بهذا الشكل لن يؤدي إلا إلى تقويض عمل الكنيسة وتأخيره. التعامل مع القيام بواجبك على أنه أمر تافه من دون تحمّل ذرة من المسؤولية لا يؤثر في فعالية العمل فحسب، بل يفضي أيضًا إلى تأخيرات متكررة في عمل الكنيسة. عندما تؤدي واجبك على هذا النحو، ألست ألا تكون بذلك غير مبال ومخادعًا تجاه الله؟ هل يدل ذلك على أي إخلاص لله؟ إن كنت دائمًا غير مبال أثناء أداء واجبك، وتصر على عدم التوبة، فستستبعد حتمًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). لقد ساعدني كلام الله على فهم كيف أن الساعين لرضى الناس يخافون من الإساءة إلى الآخرين، ويعجزون عن مراعاة مصالح بيت الله بسبب اهتمامهم الدائم بالحفاظ على علاقاتهم، ولا يترددون في التضحية بمصالح بيت الله من أجل حماية مصالحهم الخاصة. إنهم في جوهرهم يتصرفون فحسب بصفتهم خدامًا للشيطان في تعطيل عمل بيت الله وإرباكه. ليس لديهم قدر أدنى من الإخلاص لواجبهم، وهم أنانيون ودنيئون للغاية. بالتأمل في وقتي الذي أمضيته في الشراكة مع وانغ ران، كنت قد ميزت بوضوح أنها قد كُشفت بصفتها قائدة كاذبة، ويجب كشفها والإبلاغ عنها وفقًا لمبادئ الحق، لكنني كنت قلقة من أن تضمر لي ضغينة وهذا سيصعِّب من التعامل معها في المستقبل. نتيجة لذلك، ولأحافظ على علاقتنا، تصرفتُ بوصفي ساعيةً لرضى الناس، متجاهلةً الأمر بينما كانت تسبب تعطيلات واضطرابات في الكنيسة، وألحقت ضررًا بعمل الكنيسة. أما بالنسبة لي، فقد ازدراني الله وسقطت في الظلمة وعانيت معاناة شديدة. لقد وصفت كلمات الله سلوكي بشكل جيد: "يتصرَّف كشريكٍ للشيطان وكخادمٍ وتابع له. وهو غير مخلص في واجبه ومسؤوليَّته، لكنه مخلصٌ تمامًا للشيطان". لقد أنعم الله عليَّ بفرصة أداء واجبي بصفتي قائدة، مع توقع أن أراعي مقاصده وأحمي عمل الكنيسة، لكن في اللحظة الأكثر حسمًا، لم أرتقِ إلى مستوى هذا التوقع. في الواقع، لقد ساعدت حتى العدو بينما كنت أعيش عالة على الكنيسة، إذ حميت قائدة كاذبة وتصرفت بصفتي شريكة للشيطان. من المؤكد أنَّ الله كان يحتقر أفعالي ويبغضها بأقصى درجة! قلت لنفسي: "كنت أعلم أنه كان يجب أن أبلغ عن القائدة الكاذبة لتعطيلها وإرباكها لعمل الكنيسة، وشعرت بالذنب لعدم قيامي بذلك. كنت أرغب في ممارسة الحق، فلماذا لم أستطع فعل ذلك؟ ما الذي كان يسيطر عليَّ؟".
صادفت لاحقًا هذه الفقرة من كلمات الله: "كانت طبيعة الشيطان هي التي تتولى القيادة وتسيطر على الناس من داخلهم، حتى اختبروا عمل الله وفهموا الحق، فما هي الأمور المحددة التي انطوت عليها تلك الطبيعة؟ على سبيل المثال، لمَاذا أنت أناني؟ لمَاذا عليك حماية منصبك؟ لمَاذا لديك مثل هذه المشاعر القوية جدًّا؟ لمَاذا تستمتع بتلك الأمور الآثمة؟ لمَاذا تحب تلك الشرور؟ علام يستند غرامك بهذه الأمور؟ من أين تأتي هذه الأمور؟ لماذا تسعد كثيرًا بقبولها؟ الآن فهمتم جميعًا أن هذه الأمور تعود بالدرجة الأولى إلى سم الشيطان الموجود داخل الإنسان. ما هو إذًا سُمُّ الشيطان؟ وكيف يمكن التعبير عنه؟ على سبيل المثال، إذا سألت قائلًا: "كيف يجب أن يعيش الناس؟ ما الذي يجب أن يعيش الناس من أجله؟" سيجيب الناس: "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط". إن هذه الجملة الواحدة تعبر عن أصل المشكلة. فلقد أصبحت فلسفة الشيطان ومنطقه حياة الناس. بغض النظر عما يسعى إليه الناس، فإنهم يفعلون ذلك من أجل أنفسهم، ومن ثَمَّ يعيشون من أجل أنفسهم فحسب. "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط" – هذه هي فلسفة حياة الإنسان، وهي تمثل الطبيعة البشرية أيضًا. ... تنطوي طبيعة الإنسان الشيطانية على قدرٍ كبير من الفلسفات والسموم الشيطانية. ففي بعض الأحيان لا تكون أنت نفسك حتى على درايةٍ بها ولا تفهمها، وبالرغم من ذلك فإن كل لحظة من حياتك مبنية على هذه الأمور. وعلاوة على ذلك، تعتقد أن هذه الأشياء صحيحةٌ ومعقولةٌ تمامًا وغير خاطئة على الإطلاق. يكفي هذا لإيضاح أن فلسفات الشيطان قد أصبحت طبيعة الناس، وأنهم يعيشون في وفاقٍ تامّ معها، معتقدين أن طريقة العيش هذه جيدة ودون أيّ إحساس بالتوبة على الإطلاق. ولذلك، دائمًا ما يكشفون عن طبيعتهم الشيطانية، ويعيشون باستمرار وفقًا لفلسفات الشيطان. طبيعة الشيطان هي حياة البشرية، وهي جوهر الطبيعة البشرية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟). من خلال كلمات الله، تعلمت أن أصل سلوكي الساعي لرضى الناس هو أنني أعيش وفقًا لسموم من سموم الشيطان على غرار: "يبحث كل إنسان عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي"، و"التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة"، و"إذا ضربت الآخرين، فلا تضربهم على وجوههم. وإذا واجهت الآخرين، فلا تصرِّح بعيوبهم"، وما إلى ذلك. كانت هذه السموم قد ترسخت في قلبي بالفعل، وعشت وفقًا لها، وكنت أطلب دائمًا الحفاظ على علاقاتي. أصبحت أنانية ومخادعة ومفتقرة إلى شبه الإنسان بشكل متزايد من أجل الحفاظ على ماء وجهي. لقد أصبحت هذه السموم هي طبيعتي ذاتها وسيطرت على كل أفعالي. كنت أعلم الحق بوضوح، لكنني لم أتمكن من ممارسته فحسب. قبل أن أبدأ الإيمان بالله، مهما كان الشخص الذي كنت أتفاعل معه كنت أفضل دائمًا أن أتكبد الخسارة في أقوالي وأفعالي ما دمت أستطيع الحفاظ على علاقتي مع ذلك الشخص، وأن أترك لديه انطباعًا جيدًا. بعد إيماني بالله، واصلت العيش بهذه السموم الشيطانية. لكي أحافظ على علاقتي مع وانغ ران، لم أذكر لها مشكلاتها عندما لاحظتها ولم أكشفها وأبلغ عنها حتى بعد أن رأيت بوضوح أنها قد كُشفت على أنها قائدة كاذبة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بعمل الكنيسة. أدركت أنني إنسانة مخادعة ومداهنة ومتملقة. ركزت على جهودي لأحافظ على علاقاتي مع الآخرين، ولم أولِ أدنى قدر من لمراعاة لعمل بيت الله أو لدخول إخوتي وأخواتي في الحياة. لم أكن أقوم بواجبي إطلاقًا؛ كنت أفعل الشر! كنت أفضِّل أن أسيء إلى الله على أن أسيء إلى رفاقي البشر. في سعيي لحماية مصالحي الخاصة، عجزت عن ممارسة الحق، ولم أتصرف وفقًا للمبدأ، وعملت بصفتي خادمة للشيطان، سامحةً لقائدة كاذبة بإلحاق الضرر بعمل الكنيسة كما يحلو لها. يا له من أمر بغيض! حينئذٍ فقط أدركت أن الساعين لرضى الناس سيئو القلب والله يبغضهم! لو لم أتب، لازدراني الله واستبعدني بالتأكيد.
رأيت لاحقًا فقرة أخرى من كلمات الله تقول: "إذا كانت لديك نية شخص ساعٍ إلى إرضاء الناس" ومنظوره، فإنك في جميع الأمور، لن تمارس الحقّ أو تتمسك بالمبدأ، وسوف تفشل وتسقط دائمًا. وإذا لم تستيقظ ولم تطلب الحقّ أبدًا، فأنت عديم إيمان، ولن تربح الحقّ والحياة أبدًا. ماذا يجب أن تفعل إذًا؟ عندما تواجه مثل هذه الأشياء، يجب أن تصلي إلى الله وتدعوه، متوسِّلًا خلاصه، وسائلًا الله أن يمنحك الإيمان والقوَّة ويمكّنك من التمسك بالمبادئ، وأن تفعل ما يجب أن تفعله، وأن تتعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ، وأن تتمسك بالموقف الذي ينبغي أن تتخذه، وأن تحمي مصالح بيت الله، وأن تمنع أي أذى من أن يمسّ بعمل بيت الله. إن كنت قادرًا على التمرد على مصالحك الذاتية وكبريائك وعلى منظور "الشخص الساعي إلى إرضاء الناس"، وإن قمت بما يجب أن تفعله بصدق وبقلب كامل، فستكون آنذاك قد هزمت الشيطان، وربحت هذا الجانب من الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ هل بوسعك أن تمارس البِرّ من أجله؟ هل بوسعك أن تقف وتتكلَّم بالنيابة عني؟ هل بوسعك أن تمارس الحق بثباتٍ؟ هل لديك من الشجاعة ما يكفي لتحارب كل أفعال الشيطان؟ هل تستطيع أن تنحّي مشاعرك جانبًا وتفضح الشيطان من أجل حقيقتي؟ هل بوسعك أن تسمح لمشيئتي بأن تُرضى فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يتبع مشيئتي؟ سل نفسك هذه الأسئلة وفكِّر فيها كثيرًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). من خلال كلمات الله، أدركت، أن الإبلاغ عن القادة الكذبة وكشفهم هو واجب ومسؤولية كل واحد من شعب الله المختار، وهو أمر إيجابي. إن القيام بذلك يحمي عمل الكنيسة من العرقلة، ويسمح للإخوة والأخوات بالتمتع بحياة كنسية جيدة، ويساعد القادة الكذبة على فهم أفعالهم حقًا، والتوبة إلى الله في الوقت المناسب. أما بالنسبة لي، فقد اعتقدت بشكل مغلوط أن الإبلاغ عن قائدة كاذبة سوف يسيء لذلك الشخص، ولهذا، رغم أنني رأيت بوضوح أن وانغ ران لا تقوم بعمل حقيقي، عجزت عن الإبلاغ عنها وكشفها، مما أدى إلى عرقلة كل مشروع من مشروعات الكنيسة. كان هذا إهمالًا جسيمًا للغاية. كان عليَّ أن أتوقف عن العيش بالفلسفة الشيطانية في محافظتي على علاقاتي مع الآخرين. كان عليَّ أن أقف إلى جانب الله، وأتعامل مع الأمور وفقًا للمبدأ، وأحمي عمل الكنيسة وأتصرف بحس العدالة. فقط بالقيام بذلك أكون متوافقة مع مقصد الله. بعد ذلك، صليت إلى الله قائلة: "يا الله! لقد منحتني فرصًا لممارسة الحق مرة تلو الأخرى، لكنني عشت باستمرار في شخصية فاسدة، حاميةً نفسي وعاجزةً عن إرضائك. هذه المرة، لم يعد لديَّ رغبة في العيش بفلسفة الساعين لرضى الناس في التعاملات الدنيوية، وسأكتب رسالة لأكشف وانغ ران". بينما كنت أستعد لكتابة تقريري، دعاني قائدي إلى اجتماع، وشرعتُ في إبلاغهم بجميع ما كان لدى وانغ ران من مشكلات. صارحتُهم أيضًا بكيف أنني كنتُ ساعية لرضى الناس خلال تلك الفترة، وعجزت عن ممارسة الحق وتسببت في إلحاق أضرار بمصالح الكنيسة.
بعد التحقق والتحري من الأمر، تبيَّن أن وانغ ران كانت قائدة كاذبة فشلت في القيام بعمل حقيقي ويجب إعفاؤها. في يوم إعفاء وانغ ران، بعد أن انتهى القائد من كشف سلوكها، طلبوا مني أن أدلي بتعليقاتي. شعرت بالقلق بعض الشيء، "إذا كشفتها، فمن المؤكد أنها ستضمر لي ضغينة وتعتقد أنها لم تُعفَ إلا لأنني أبلغت عن مشكلاتها. ألن يصعِّب ذلك من التعامل معها في المستقبل؟". أدركت أنني كنت أحاول مجددًا الحفاظ على علاقة شخصية والتصرف كساعية لرضى الناس، لذلك صليت إلى الله بصمت. بعد ذلك، تذكرت فقرة من كلمات الله: "لقد منح الله الناس كثيرًا من الحق، وقادك لوقت طويل، ووفّر لك الكثير، بغية أن تُقدّم الشهادة وتحمي عمل الكنيسة. ثم يتبيَّن أنه عندما يرتكب الأشرار وأضداد المسيح أعمالًا شريرة ويزعجون عمل الكنيسة، تصبح جبانًا وتنسحب، وتهرب وذراعاك فوق رأسك؛ لا خير فيك إذن. أنت لا تستطيع أن تغلب الشياطين، ولم تُقدّم الشهادة، والله يمقتك. في هذه اللحظة الحاسمة، يجب أن تنهض وتشنّ حربًا ضدّ الشياطين، وتفضح أفعال أضداد المسيح الشريرة، وتدينهم، وتلعنهم، دون أن تدع لهم موضعًا يختبئون فيه، وتُصفّيهم من الكنيسة. هذا فقط ما يمكن أن يُعدّ انتصارًا على الشياطين وإنهاءً لقدرهم" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثامن)]. لقد منحتني كلمات الله القوة لممارسة الحق. فكرت في كيف أنني أهدرت في الماضي الكثير والكثير من الفرص لممارسة الحق لأنني أردت حماية نفسي، وكنت أحاول قراءة تعابير الناس وميولهم والتصرف وفقًا لذلك. هذه المرة، كان عليَّ أن أتكل على الله لممارسة الحق، وأكشف كل مشكلات وانغ ران وأساعدها على التأمل في ذاتها ومعرفتها. بعد أن أدركت ذلك، شرعت في توضيح جميع مشكلات وانغ ران، واحدة تلو الأخرى، وشعرت في أثناء ذلك براحةكبيرة للغاية.
لقد أدركت من خلال هذا الاختبار أن كوني ساعية لرضى للناس هو أمر ضار لنفسي وللآخرين، والله يزدري هؤلاء الناس على وجه الخصوص. إن الله لا يُكمِّل الساعين لرضى الناس؛ فالله يحب الصادقين الذين لديهم قناعات واضحة بشأن ما يحبونه وما لا يحبونه، ولديهم حس بالعدالة وهم قادرون على حماية مصالح بيت الله. فقط مثل هؤلاء الناس يقومون بواجبهم بطريقة تتوافق مع مقاصد الله ويمكنهم أن ينالوا الخلاص.