73. بعد إعفاء قائد أُعجبت به

كان لي تشنغ قائدًا كنسيًا كان مسئولًا بشكل رئيسي عن عمل تطهير وطرد الناس وهو الذي أشرف أيضًا على مهامي. وبعد تعاملي معه لأكثر من عام، لاحظت أنه يتمتع بقدرات جيدة، وأظهر إحساسًا بالمسئولية في أداء واجبه، وكان بإمكانه تحديد المشكلات في العمل وتمييز حالات الناس. خاصة عند تنظيم مواد التطهير والطرد، فقد كان يمكنه فهم الأحداث الرئيسية وإيجاد كلام الله المناسب لتعريف أولئك الذين يُخرجون ويُطردون بناءً على سلوكهم، وهي أمور لم أستطع القيام بها بنفسي. في كل مرة كنا نجتمع فيها ونعقد الشركة حول تمييز أنواع مختلفة من الناس، كنت آمل دائمًا أن يكون لي تشنغ حاضرًا. وإذا لم يحضر، فقد كنت أشعر بخيبة أمل، كما لو أن عمود الدعم الخاص بي قد اختفى. على مدار العام الماضي أو نحو ذلك كانت الكنائس التي تولى لي تشنغ مسؤوليتها جميعًا قد طهرت بعض الأشخاص الأشرار وعديمي الإيمان، مما أدى لتطهير الكنائس بشكل ملحوظ. كنت أعتقد اعتقادًا راسخًا أن لي تشنغ كان شخصًا يسعى إلى الحق ويفهمه، اعتقدت حتى أن شخصًا مثله هو الوحيد الذي كان بإمكانه أن يكون قائدًا. لقد أعجبت به كثيراً واعتبرته قدوة لي في رحلتي الإيمانية.

تلقيت في أحد الأيام في شهر مايو من عام 2023 رسالة من أحد قادة المستوى الأعلى يقول فيها إن لي تشنغ قد أُعفي. ذُهلت ولم أصدق الخبر وفكرت، "لي تشنغ يتمتع بمستوى جيد من القدرات وموهوب ويحقق نتائج في واجبه. كيف أمكن أن يُعفى شخص مثله؟ هل القادة متطلبون أكثر من اللازم؟ لا بد أن أسألهم عن سبب إعفاء لي تشنغ عندما أراهم". عندها لم يسعني إلا أن أقارن نفسي بـ لي تشنغ. لم يكن بإمكانه فحسب أن يستشف أحوال الناس ويجد كلام الله المناسب لعلاج صعوباتهم، وحقق أيضًا نتائج في عمله. أما أنا فقد كنت أفتقر إلى مواهبه، ولم أستطع أن أعاني وأدفع ثمنا مثله، وكثيرًا ما كافحت لحل حالات الناس وطلبت مساعدته كثيرًا. والآن، بعد أن أُعفي شخص مثل لي تشنغ، فقد شعرتُ أنني لست ببعيدة عن أن أُعفى شخصيًّا. تسببت هذه الفكرة في انهيار روحي المعنوية، وفي الأيام القليلة التالية، لم يكن لدي أي طاقة في واجبي ولم أر سوى الظلام أمامي. أدركت أن حالتي كانت خاطئة، وأردت طلب الحق لعلاج مشكلاتي. كنت أعلم أن قرارات الكنيسة بإعفاء الناس تستند إلى المبادئ، وأن إعفاء لي تشينغ كان بالتأكيد بسبب انتهاكه للمبادئ في واجبه. تذكرت فقرة من كلمات الله وبحثت عنها لأقرأها: يقول الله: "في كلِّ فترة وكلِّ مرحلة، تقع بعض الأمور المعيَّنة في الكنيسة التي تُعارض مفاهيم الناس. على سبيل المثال، يمرض بعض الناس، ويُستبدل قادة وعاملون، ويُكشف بعض الناس ويُستبعدون، ويواجِه البعض امتحان الحياة والموت، ويكون حتى في بعض الكنائس أناس أشرار وأضداد للمسيح يسببون اضطرابات، وهكذا. تقع هذه الأمور من وقت لآخر، ولكنها في كل الأحوال ليست صدفة. كلُّ هذه الأمور نتيجة سيادة الله وترتيباته. وقد تقطعُ فجأة حوادث عدَّة أو أحداث غير عادية فترة في غاية السلام، التي تقع إما حولكم وإما لكم شخصيًّا، ووقوع هذه الأشياء يكسر النظام الطبيعي والحالة الطبيعية لحياة الناس. ظاهريًّا، هذه الأمور لا توافِق مفاهيم الناس وتصوراتهم، هي أشياء لا يرغب الناس في حدوثها لهم ولا مشاهدتها. هل وقوع مثل هذه الأمور ينفعُ الناس إذًا؟ كيف ينبغي للناس التعامل معها واختبارها وفهمها. هل هذا شيء فكَّر فيه أيٌّ منكم؟ (علينا أن نفهم أنَّ هذه نتيجة سيادة الله). هل هي فقط مسألة فَهم أن هذه نتيجة سيادة الله؟ هل تعلَّمتَ منها أيَّ دروس؟ ... لم يكن لدى الناس أي فَهم لله منذ البداية وعندما يواجهون بعض الأشياء التي تُعارض مفاهيمهم، لا يَطلبون الحق ولا يَبحثون عن أناس لعقد شركة معهم، ولكن يعاملونهم بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم فحسب، قبل أن يَصلوا أخيرًا إلى الاستنتاج بأنَّ "سواء كانت هذه الأشياء من عند الله أم لا، يظل هذا أمرًا غير مؤكد"، ويبدؤون في تكوين ظنون حول الله، وحتى الشكَّ في كلامه. ونتيجة لذلك، تزداد خطورة شكوكهم وتكهناتهم وحذرهم مِن الله أكثر فأكثر، ويفقِدون الدافع لأداء واجباتهم. هم غير مستعدين للمعاناة والتضحية، ويتراخون، ويخوضون كل يوم بيوم بلا مبالاة. فبعد أنْ اختبروا بعض الحوادث المعيَّنة، يفقدِون النَزْر اليسير مما كان لديهم من الحماس، والعزم، والرغبة، وتختفي كلها، ولا تبقى سوى أفكار حول كيفية التخطيط للمستقبل، ويطلبون طريقًا للخروج. أمثال هؤلاء الناس ليسوا أقليَّة. ونظرًا إلى أن الناس لا يُحبون الحقَّ ولا يطلبونه، فكلما حلَّ بهم شيء رأوه بأعينهم، دون أنْ يتعلَّموا أبدًا قبوله من الله. لا يَطلبون الحقَّ في كلام الله ليجدوا الإجابات، ولا يَطلبون أناسًا يفهمون الحق ليعقدوا معهم شركة حول هذه الأمور ويعالجوها. وبدلًا من ذلك، فإنهم دائمًا ما يستخدِمون معرفتهم وخبرتهم في التعامل مع العالَم لتحليل الأشياء التي تَحِلُّ بهم والحُكم عليها. وما المُحصلة النهائية؟ إنهم يحبسون أنفسهم في حالة غريبة، حيث لا متنفس، وهذه هي عاقبة عدم طلب الحق" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ماذا يعني السعي إلى الحق (11)]. من كلمات الله، فهمت أنه عندما تحدث أشياء في الكنيسة لا تتوافق مع مفاهيم الناس، وأن أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لن يقبلوا الأشياء من الله. بدلاً من ذلك، سيشتكون إلى الله ويسيئون فهمه بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة، وسوف تتدهور حالتهم مما يؤثر على واجباتهم. هكذا كنت أتصرف بالضبط. لقد كنتُ دائمًا أقدّر لي تشنغ وأحترمه كثيرا. نظرًا لأنه كان يتمتع بمستوى قدرات جيد وكان موهوبًا، وكان مشغولاً بواجبه كل يوم، وكان بإمكانه دائمًا أن يجد كلام الله المناسب لعلاج حالات الإخوة والأخوات، اعتقدت أنه كان شخصًا يسعى إلى الحق. أما الآن وقد أُعفي، وهو ما لم يتوافق مع مفاهيمي على الإطلاق. لم أطلب الحق في هذا الشأن، بدلا من ذلك شعرت بالظلم نيابة عن لي تشانغ بل واعتقدت أن القادة كانوا غير منصفين معه. ألم أكن سطحية في هذا الأمر؟ كان مقصد الله بالنسبة إليَّ أن أتعلم دروسًا وأفهم جوانب الحق من مثل هذه المواقف التي لا تتوافق مع المفاهيم البشرية. ومع ذلك، عند سماعي أن لي تشينغ قد أُعفي كان رد فعلي الأول هو الشكوى من أن القادة قد تعاملوا مع هذا الأمر بطريقة مجحفة، واعتقدت أن متطلباتهم كان مبالغ فيها وأردت حتى استجواب القادة حول سبب معاملتهم لـ "لي تشنغ" بهذه الطريقة. اعتقدت أيضًا أنني كنت أقل شأنًا من لي تشنغ وقد أواجه الإعفاء أيضًا، مما دفعني للعيش في سلبية وسوء فهم، مما أثر على واجبي. من كلمات الله، رأيت خطورة عدم طلب الحق عندما ألمَّت بي الأمور. ومع إدراكي لهذا، تضاءلت مشاعري بالمقاومة، وأصبحت راغبة في طلب الحق بهذا الخصوص.

لاحقًا، عندما عقد القائد الشركة وفضح سلوك لي تشنغ، لقد علمت أن لي تشنغ كان متغطرسًا وبارًّا في عيني ذاته ويتصرف بتعسف في واجبه، مهيمنا على كل شيء دون مناقشة الأمور مع زملائه في العمل. على الرغم من عقد الشركات المتكررة، فإنه لم يغير مساره، مما سبب اضطرابات في عمل الكنيسة. حينها فقط أُعفي وأُجبر على التأمل. ضرب القائد أيضًا أمثلة على سلوكيات لي تشنغ المحددة. لقد تأخر أحد قادة الكنيسة مؤخرًا عن واجبه بسبب تشابكات عائلية، ودون طلب المبادئ، والتحقق من السياق، أو استشارة الزملاء في العمل، رتب لي تشنغ المواد اللازمة ليُخرج هذا الشخص من الكنيسة. ولحسن الحظ، تدخل قائد المستوى الأعلى مستوى لمنع ذلك. في مرة أخرى، عيَّن لي تشنغ أحد المشرفين سرًّا دون استشارة أحد. كان هذا المشرف ذو مستوى قدرات متواضعة ولم يكن بإمكانه ترتيب العمل، مما أثر على عمل الكنيسة. عندما هذَّب القائد لي تشنغ بسبب تصرفه التعسفي، رفض قبول ذلك. في وقت لاحق، تحدثت أخوات أخريات أيضًا عن بعض مظاهر تصرفات لي تشنغ التعسفية في أداء واجبه. صُدِمتُ عند سماعي لهذه الحقائق، ولم أكن أرغب في تصديق أن لي تشنغ كان شخصا متعجرفا. عندها أراني القائد فقرة من كلمات الله: "أضداد المسيح لا يمكنهم التعاون مع أي شخص؛ إنهم يرغبون دائمًا في إقامة حكم منفرد. إن سمة هذا المظهر هي "التفرد". لماذا نستخدم كلمة "انفراد" لوصفه؟ لأنهم قبل أن يتخذوا إجراءً، لا يأتون أمام الله في الصلاة، ولا يطلبون مبادئ الحق، فضلًا عن أنهم لا يبحثون عن شخص يعقدون معه شركة ويقولون له: "هل هذا مسار مناسب؟ علامَ تنص ترتيبات العمل؟ كيف ينبغي التعامل مع هذا النوع من الأشياء؟" إنهم لا يناقشون الأمور أبدًا، أو يسعون إلى التوصل إلى اتفاق آراء مع زملائهم وشركائهم؛ إنهم فقط يفكرون في الأشياء، ويخططون بأنفسهم، ويضعون خططهم وترتيباتهم الخاصة. بمجرد قراءة سريعة خاطفة لترتيبات عمل بيت الله، يعتقدون أنهم فهموها، ثم يرتبون العمل بلا تبصر؛ وعندما يعرف الآخرون بالأمر، يكون العمل قد رُتِب بالفعل. من المستحيل أن يسمع أي شخص آراءهم أو وجهات نظرهم من أفواههم مسبقًا، لأنهم لا يعبِّرون أبدًا عن الأفكار والآراء التي يضمرونها إلى أي شخص. قد يسأل أحد الأشخاص قائلًا: "ألا يوجد شركاء لدى جميع القادة والعاملين؟" قد يكون لديهم شخص ما كشريك بصورة شكلية، ولكن عندما يحين وقت العمل، لن يكون لديهم شريك بعدها؛ إنهم يعملون بمفردهم. على الرغم من أن القادة والعاملين لديهم شركاء، وكلّ من يقوم بأيّ واجب لديه شركاء، فإن أضداد المسيح يعتقدون أنهم يتمتّعون بمستوى قدرات جيد وأنّهم أفضل من عامّة الناس، وبالتالي لا يستحق هؤلاء أن يكونوا شركاء لهم، وهم جميعًا أدنى منزلة منهم. ولهذا السبب يحبّ أضداد المسيح أن يكون لهم القول الفصل، ولا يحبّذون مناقشة الأمور مع الآخرين. إنهم يظنون أنّ قيامهم بذلك يجعلهم يبدون غير أكْفاء ولا يصلحون لأي شيء. أيّ نوع من وجهات النظر هذه يا ترى؟ وأي نوع من الشخصيات هذه؟ هل هذه شخصية متعجرفة؟ إنّهم يظنّون أنّ التعاون مع الآخرين، ومناقشة الأمور معهم، والاستفسار منهم والطلب منهم، أمرٌ مخجل ومهين، أمر يمسّ كبريائهم. وهكذا، وبُغية صون عزّة نفسهم، لا يتركون للشفافية مكانًا في كافّة أفعالهم ولا يُطلعون الآخرين عليها، فضلًا عن مناقشتها معهم، إذ يرون في مناقشة المسائل مع الآخرين إظهارًا لعدم كفاءتهم، وفي استجداء آراء الآخرين دومًا دليلًا على غبائهم وعلى عجزهم عن التفكير من تلقاء أنفسهم، وفي التعاون مع الآخرين لإنجاز مهمّة أو تسوية مشكلة ما إظهارًا لعدم فائدتهم. ألا ينمّ ذلك عن عقليّتهم المتغطرسة والسخيفة؟ ألا ينمّ ذلك عن فساد شخصيتهم؟ إنّ غطرستهم وإيمانهم ببرّهم في عين أنفسهم واضحان كلّ الوضوح؛ إذ فقدوا كلّ منطق بشري طبيعي، ويعانون من خلل في دماغهم. إنهم يظنون دومًا أنّهم يتمتعون بقدرات، وأنّ بوسعهم إنهاء الأمور بأنفسهم، وأنهم لا يحتاجون إلى التعاون مع الآخرين. وإنهم إذ يملكون هذه الشخصيات الفاسدة، يعجزون عن تحقيق تعاون منسّق مع الآخرين. إنهم يعتقدون أنّ التعاون مع الآخرين هو إضعاف وتفتيت لسلطتهم، وأنه عند التشارك في العمل معهم، تقل سلطتهم الخاصة ويعجزون عن تقرير كلّ المسائل بأنفسهم، ما يعني افتقارهم إلى السلطة الحقيقية، وهذه خسارة فادحة بالنسبة إليهم. وهكذا، فبصرف النظر عمّا يحدث لهم، إذا رأوا أنّهم يفهمون وأنهم يعرفون الطريقة المناسبة للتعامل معه فلن يعمدوا إلى مناقشته مع أي شخص آخر، وسيتخذون جميع القرارات بأنفسهم. كما أنهم سيفضّلون ارتكاب الأخطاء على إطلاع الآخرين على ما يفعلونه، والوقوع في الخطأ على تقاسم السلطة مع أشخاص آخرين، وسيفضلون كذلك الطرد على السماح للآخرين بالتدخّل في عملهم. هؤلاء هم أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقِّ ولا لله (الجزء الأول)]. تكشف كلمات الله أن أضداد المسيح يتصرفون بشكل تعسفي، ويتخذون جميع القرارات بأنفسهم من أجل الحفاظ على سلطتهم. فهم لا يطلبون مبادئ الحق ولا يتناقشون مع الآخرين عندما تحل بهم المصائب، وطبائعهم متغطرسة وغير معقولة. وبمقارنة ذلك بسلوك لي تشنغ، فإنه بصفته قائدًا كنسيًّا، كان يتصرف بشكل تعسفي واستأثر بالسلطة لنفسه في واجبه، وعندما أشار الإخوة والأخوات إلى مشكلاته، لم يتأمل في ذاته فحسب، واعتقد أيضًا أنه يفهم المواقف وكان بإمكانه اتخاذ القرارات بشكل منفرد. لم يطلب المبادئ، وهمَّش زملاءه في العمل، ورتب مواد سرًّا ليُخرج الناس، بينما عيَّن أيضًا مشرفًا غير مناسب، وهو ما أدى إلى تعطيل عمل الكنيسة وإرباكه، وتجاهل ما قاله الآخرون. ألا تتماشى هل هذه السلوكيات من لي تشنغ تمامًا مع كشف الله لكيفية قيام أضداد المسيح بكل شيء "منفردين"؟ لقد احتكر السلطة للسيطرة على الكنيسة وعطل عمل الكنيسة، وهو نفس سلوك أضداد المسيح الذي فضحه الله. لقد بدأ بالفعل في سلوك طريق ضد المسيح. لفت القادة والعمال انتباهه إلى مشكلاته عدة مرات، لكنه لم يأخذها قط على محمل الجد. لقد كان إعفاء قائد المستوى الأعلى له بناءً على المبادئ في محله تمامًا!

لم أستطع إلا أن أتأمل وأفكر "بعد التعامل مع لي تشنغ لفترة طويلة، كيف لم يكن بإمكاني تمييزه بل وظننت أنه يملك واقع الحق وأعجبت به؟". أثناء الطلب، قرأت هذه الفقرة من كلمات الله: "هناك بعض الناس الذين غالبًا ما يُخدعون بأولئك الذين يبدون ظاهريًّا روحانيين ونبلاء ولهم صورة رفيعة. أما بالنسبة إلى الناس الذين بإمكانهم التحدث عن الكلام والتعاليم، ويبدو كلامهم وتصرفاتهم جديرة بالإعجاب، فإن المنخدعين بهم لم ينظروا مطلقًا لجوهر أفعالهم والمبادئ الكامنة وراء أعمالهم، وماهية أهدافهم، ولم ينظروا أبدًا إلى ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يطيعون الله حقًّا أم لا، وإذا ما كانوا أشخاصًا يتقون الله حقًّا ويحيدون عن الشر أم لا. لم يميزوا أبدًا جوهر الإنسانية لهؤلاء الناس. بل إنهم منذ الخطوة الأولى لتعارفهم، صاروا رويدًا رويدًا معجبين بهؤلاء الناس ويبجلونهم، وفي النهاية يصير هؤلاء الناس أصنامًا لهم، إضافةً إلى أن بعض الناس يرون أن الأصنام التي يعبدونها، والتي يعتقدون أنها قادرة على هجر أسرها ووظائفها ودفع الثمن في الظاهر، هي تلك التي يمكنها حقًّا إرضاء الله، ونيل عاقبة وغاية جيدتين. في رأيهم أن هذه الأصنام هي أناس يمدحهم الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). من كلمات الله، أدركت أن تقديسي لـ لي تشينغ كان يرجع في الأساس إلى النتائج التي حققها أثناء إشرافه على عمل التطهير وقدراته القوية في العمل. كان يتمتع أيضًا بقدر من الذكاء والهبات وأمكنه أن يجد كلام الله ذي الصلة ليعقد الشركة التي استهدفت حالات الناس، فاعتقدت أنه فهم الحق وكان يمتلك الواقع. لكن أظهرت الحقائق أن لي تشنغ كان غير مدرك تمامًا لخطورة شخصية ضد المسيح التي كشف عنها. لم يكن مستعدًا لقبول أن يُهذبه القادة، وكان من الجليِّ أنه لم يكن يقبل الحق، ولم يكن يتسلح عادة إلا بالتعاليم. لقد انشغل بواجبه من أجل تحقيق النتائج وحمل الناس على احترامه، ولم يسعَ إلى الحق لعلاج شخصيته الفاسدة إطلاقًا، ومع ذلك كنت أعبده وكأنه صنم بل واسترشدت بمثاله؛ كم كنت جاهلة! فكرت في كيف أن الله استحسن بطرس لأنه ركَّز على طلب الحق وإرضاء مقاصد الله في كل من حياته اليومية وواجبه. ففي كل صغيرة وكبيرة، كان يركز على تغيير شخصيته القديمة. في المقابل، كنت أحكم على الناس بناءً على ذكائهم وهباتهم والعمل الذي قاموا به والمعاناة التي تحملوها في الظاهر. رأيت أن وجهة نظري في الحكم على الناس كانت مخالفة لمتطلبات الله. ولولا إعفاء لي تشنغ، لما كنت قد تأملت في تلك المشكلات ولكنت قد واصلت التأسِّي به. في هذه اللحظة، شكرت الله بصدق على ترتيب مثل هؤلاء الأشخاص والأحداث والأشياء. لقد كان الله يُخلِّصني. عند رؤية أن بعض الإخوة والأخوات في الكنيسة كانوا لا يزالون لم يميزوا لي تشنغ، فقد عقدت معهم الشركة حول ما يعنيه التصرف بشكل تعسفي، وأيضًا حول كيفية عدم وجوب حكم المرء على الناس بناءً على مظهرهم الخارجي فحسب، لكن بناءً على ما إذا كانوا يتصرفون وفقًا لكلام الله وإمكانية ممارسة الحق لدعم عمل الكنيسة. بعد الاستماع، تمكن الإخوة والأخوات من تمييز لي تشنغ إلى حد ما.

لاحقًا، واصلت التأمل: لماذا تملّكني رد فعل قوي تجاه إعفاء لي تشنغ وشعرت على الفور باليأس؟ لقد فحصت نفسي ووجدت أنني أحمل وجهة نظر مفادها أنه إذا كان شخص مثل لي تشانغ أفضل مني في جميع النواحي يمكن أن يُعفى، فقد كنت على وشك أن أُعفى أيضًا. بعد ذلك، قرأت فقرة من كلمات الله: "في أثناء قيامهم بواجباتهم، يظلّ أضداد المسيح يُجرون حساباتهم باستمرار من أجل آفاقهم ومصيرهم: كم عدد السنوات التي قضوها في القيام بواجباتهم، وكم من المشقة تحمّلوها، وكم تخلّوا عنه لأجل الله، وكم من الثمن دفعوا، وكم من طاقتهم أنفقوا، وكم من سنوات شبابهم تخلّوا عنها، وهل بات لهم الحق في الحصول على المكافآت وإكليل؛ وهل جمعوا ما يكفي من رأس المال في هذه السنوات القليلة، وهل يُعدّون أشخاصًا مفضّلين في نظر الله، وأناسًا يستحقّون الحصول على المكافآت وإكليل في نظر الله. ... إنهم يتمسّكون بشدة بطموحاتهم ورغباتهم، ويعتبرونها الحق، والهدف الوحيد في الحياة، وأكثر المساعي عدلًا. إنهم لا يعرفون الحق القائل بأنه إذا لم تتغيّر شخصية الإنسان، فسيبقى عدوًّا لله إلى الأبد، ولا يعرفون أن البركات التي يمنحها الله للإنسان، والطريقة التي يعامله بها لا تقوم على مستوى قدراته أو هباته أو مواهبه أو رأس ماله، بل على مقدار ما يُمارسه من الحق، وما يربحه منه، وعلى ما إذا كان شخصًا يتّقي الله ويحيد عن الشر. هذه حقائق لن يفهمها أضداد المسيح أبدًا. لن يرى أضداد المسيح هذا أبدًا، وهنا يكونون أشد حماقة. من البداية إلى النهاية، ما هو موقف أضداد المسيح من واجبهم؟ إنهم يعتقدون أن القيام بالواجب هو معاملة تجارية، وأن من يبذل أكثر في واجبه، ويُقدّم أكبر إسهام في بيت الله، ويقضي سنوات أطول فيه، ستكون لديه فرصة أكبر لربح البركات وربح إكليل في نهاية المطاف. هذا هو منطق أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء السابع)]. من كلمات الله رأيت أن أضداد المسيح يتعاملون مع واجباتهم بوصفها صفقة، مستخدمين العمل أكثر والنتائج في واجبهم على أنها أوراق مساومة لمقايضة البركات من الله. هذا هو منطق أضداد المسيح. كنتُ أيضًا أتبنى وجهة النظر هذه. عندما رأيت أن هناك من هو أكثر تميزًا مني في كل شيء قد أُعفي، اعتقدت أنني سأُعفى عاجلًا أم آجلًا أيضًا. لقد شعرت أن آفاقي المستقبلية غير مؤكدة، ما أدى إلى سلبيتي. في الواقع، لا تستند معايير الله في الحكم على الناس إلى مدى موهبتهم أو لمقدار ما يبدو عليهم من معاناة أو عمل بل بالأحرى على مقدار الحق الذي يمارسونه ويكتسبونه في واجباتهم. وفي هذه الأثناء، كنت أحكم على الناس ليس وفقًا لكلمات الله، بل بناءً على مفاهيمي وتصوراتي الخاصة، معتقدةً أن ذوي الهبات والذين عملوا بكدٍّ يجب أن يكونوا متماشيين مع مقصد الله وسيكسبون استحسانه. لذلك، عندما بلغني أن لي تشنغ قد أُعفي، لم أستطع قبول ذلك بل وأردت أيضًا سؤال القادة عن سبب إعفائه من منصبه والسعي لتحقيق العدالة له. في الواقع، فإن قدومي لمساعدة لي تشنغ لم يكن في الحقيقة سوى ذريعة لي لأرد على من يجادلني. كنت قلقةً من أن أكون التالية التي ستُعفى، وخشيت ألا أحظى بمستقبل جيد. وراء رغبتي في مناقشة القادة كانت هناك في الأساس رغبة في مناقشة الله، لأشتكي من أن الله لم يكن منصفًا وكان متطلبًا للغاية من الناس. لم أقف في موقع كائن مخلوق وأخضع لعمل الله؛ بل لقد تجادلتُ مع الله واحتججت عليه. عندها فقط أدركت مدى خطورة ما كشفت طبيعته. فكرت في بولس، الذي استخدم العمل الذي قام به بوصفه رأس مالٍ ليحتج على الله ويطالبه بإكليل البر. وفي النهاية عاقبه الله ولعنه. إذا لم أتب بعد، فلم يكن الله ليستحسنني مهما بلغ مقدار ما عانيته في واجبي، وكنتُ سأعاقب مثل بولس تمامًا! كان إعفاء لي تشنغ بمثابة تحذير لي، مما جعلني أدرك أنه على الرغم من إيماني بالله، إلا أنني كنت أعبد الناس وأسير في الطريق الخطأ. شعرت من صميم قلبي أن هذه كانت محبة الله وتخليصه لي.

بعد أن أُعفي لي تشنغ، تأمل لفترة من الوقت، واكتسب بعض الفهم لشخصيته الفاسدة، وأعادت الكنيسة تعيينه لأحد الواجبات. أقوم الآن بواجبي مع لي تشنغ مرة أخرى، لكنني لم أعد أعبده كما كنت أفعل من قبل. بدلًا من ذلك، فإنني أصب تركيزي على تمييز ما إذا كان ما يقوله يستند إلى كلام الله أم لا. إذا كانت لديّ آراء مختلفة، فإنني أطرحها، أطلب مبادئ الحق للأشياء التي يتعذر عليَّ فهمها، وأبلغ القادة عن المشكلات التي لا أتبينها. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، أكون قادرًا على فهم بعض المبادئ وإيجاد طريق للمضي قدمًا. من خلال هذا الاختبار، أدركت أهمية طلب الحق، وبدأت في التركيز على التأمل في الأشياء التي أقوم بها والتي تنتهك المبادئ عند القيام بواجبي. أقود الإخوة والأخوات أيضًا إلى طلب مبادئ الحق في واجباتهم حتى يتوقف الجميع عن التركيز على الأعمال الخارجية، ويركزوا على السعي إلى الحق والقيام بواجباتهم وفقًا للمبادئ بدلاً من ذلك. لقد صحح هذا الاختبار نظرتي الخاطئة تجاه الأشياء، وأنا ممتنة لخلاص الله!

السابق:  72. هل الحصول على المكانة يضمن الخلاص؟

التالي:  74. كيفية التعامل مع مساعدة الآخرين ونصائحهم

محتوى ذو صلة

4. صحوةُ روح مخدوعة

بقلم يانتشي – البرازيلوُلِدتُ في مدينة صغيرة شمال الصين، وفي عام 2010، لحِقتُ بأقاربي إلى البرازيل. هنا في البرازيل، تعرَّفتُ على صديق...

22. الهرب من "عرين النمر"

بقلم شياو يو – الصيناسمي شياو يو وأبلغ من العمر 26 عامًا. كنت كاثوليكية فيما مضى. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب مع أمي إلى الكنيسة لحضور...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger