93. تجربة فريدة في زمن الجائحة

في بداية شهر نوفمبر عام 2022، كان الوضع الوبائي يزداد سوءًا حيثما كنت أقوم بواجباتي، وفي غضون بضعة أيام، أضحى العديد من المناطق المحيطة أماكن عالية الخطورة. عقب ذلك مباشرة، خضعت المقاطعة بأكملها للإغلاق وفُرض على الجميع حجر صحي بالمنازل. بعد فترة وجيزة، انتشرت الجائحة في المجتمع المحلي الذي كنت أتواجد فيه، وعُزل أكثر من مائة شخص واحدًا تلو الآخر، مع استمرار إقصاء الناس بعيدًا بصورة مطردة. لم يكن بإمكاني تصديق مدى سرعة انتشار المرض، مع إصابة عدد كبير جدًّا من الناس بالعدوى في غضون أيام قليلة. لم يسعني سوى الشعور بالقلق، "هل سأصاب أنا وأخواتي الشريكات بالعدوى أيضًا؟". ولكن قلت في نفسي حينها: "نحن نتميز عن غير المؤمنين. نحن المؤمنات محميات من الله. بالإضافة إلى ذلك، نحن مسؤولات عن عمل الفيديو، وهو أمر مهم للغاية. يثمر عملنا أيضًا عن نتائج جيدة. إذا كان الإخوة والأخوات في أماكن أخرى يواجهون مشكلات، فإنهم سيكتبون إلينا طالبين مساعدتنا. إذا أُصبنا بالعدوى ولم نتمكن من القيام بواجباتنا، ألن يؤخر ذلك العمل؟ يقول الكتاب المقدس: "سْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ" (المزامير 91: 7). إذا لم يأذن الله بذلك، فلو أصيب المجتمع كله بالعدوى، لن نصاب بسوء". أشعرتني هذه الأفكار بالسكينة ومنحتني شعورًا بالتميز يفوق الوصف. أحيانًا كنت أرى أخوات مضيفات يخشين الإصابة بالعدوى، كنت أشعر وكأنهن ينقصهن الإيمان. وكنت أقول في نفسي: "أنتن تستضفننا، وسيحميكن الله أيضًا".

في النهاية انتشر الوباء وخرج عن السيطرة في مجتمعنا المحلي. كل يوم كنت أرى عمالاً يطهرون مساحات شاسعة بالخارج وكثيرًا ما كانت الأخوات المضيفات يتحدثن عن كيف انخرط غير المؤمنين في إجراءت العزل. كنت سعيدة جدًّا لكوني مؤمنة، وشعرت وكأني طفلة بين يدي الله. في ظل رعاية الله وحمايته، لم يكن هناك سبيل للجائحة أن تمسنا بسوء. ولكن بعد فترة وجيزة، حدث شيء غير متوقع. ففي 18 نوفمبر، بدأت إحدى الأخوات التي كنت أتعاون معها فجأة تصاب بالحمى والسعال بعد اغتسالها. ثم بدأت الأخوات المضيفات يصبن بحمى ويعانين صداعًا، لم يسعني سوى التساؤل: "هل يمكن أن يَكُنَّ قد أُصبن بالعدوى؟". إلا أنني سرعان ما طردت هذه الأفكار من رأسي، معتقدة أنها لا يمكن أن تكون صحيحة. ولكن في اليوم التالي، شعرت بالألم والوهن يجتاحان جسدي بالكامل، وأُصيبت أخت أخرى بالحمى كذلك. أجرينا تحليلًا، وكانت نتيجته إيجابية لكلينا وللأخوات المضيفات. في البداية، لم أستطع ببساطة أن أجرؤ على تصديق أن هذا حقيقي ولم أدرِ كيف أمكنني أن أصاب بالعدوى. ظللت أستعيد في ذهني سلوكياتي الأخيرة في واجباتي، قائلة في نفسي: "لم أفعل شيئًا يعارض الله بالتأكيد، وعملنا كان يسير على خير ما يرام أيضًا. ما كان ينبغي ليّ أن أُعاقب، إذن، فلماذا أُصبت بالعدوى؟ أكان هذا لأن الله قد رآني أتقدم في القامة، ويختبرني بهذا المرض لكي أستطيع أن أشهد له؟ إذا كان الأمر كذلك، فطالما أنني لا أتذمر وأواصل واجبي، لن يسمح الله بوقوع أي مكروه لي". بعد ذلك، أخذت أذكِّر نفسي بمواصلة واجبي كما كنت أفعل من قبل وفي ظل حماية الله، سيتبدل حالي سريعًا. ولكن لم تسر الأمور حسبما كنت أتصور، لم تتحسن حالتي الصحية فحسب، بل ظلت عوضًا عن ذلك تتدهور أكثر فأكثر. ظلت الحمى تعاودني وشعرت بالألم يجتاح جسدي حقًا، لا سيما وأن حلقي صار ملتهبًا ومتورمًا. كلما حاولت الأكل أو الشرب، شعرت وكأنني أبتلع سكينًا، وعندما كنت أحاول النوم ليلًا، بات أنفي مسدودًا ولم أستطع التنفس إلا من خلال فمي، مما زاد التهاب حلقي وجفافه. بدأت أتذمر في قرارة نفسي قائلة: "لماذا لا تتحسن أعراض هذا المرض؟". ومرت علي ليلتان باغتني فيهما على وجه الخصوص الشعور بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس. خطر على بالي صور أولئك الذين قد ماتوا بسبب فشل الجهاز التنفسي الناتج عن الإصابة بالمرض، وأصبحت أكثر خوفًا. ظل القلق يعتريني، "كيف يمكن لحالتي أن تستمر في التدهور؟ هل سأموت؟ أيحاول الله أن يختبرني أم يعاقبني بهذا المرض؟". أثقلت هذه الأفكار فؤادي حقًّا. وبالأخص خلال أيام المرض القليلة تلك، عندما كان الجو ممطرًا والأجواء في المنزل باردة، بدا وكأن شبح الموت يحوم حولي، وشعرتُ بشيء من المرارة بداخلي يصعب وصفه، كما لو أن الله نبذني. لقد تبخر إحساسي السابق بالتفوق عند هذه اللحظة. كنت أفكر في كيف قد أنعم الله علي وباركني في السابق، وكيف كان الآخرون ينظرون إليَّ باحترام ويحسدونني. ولكن أشعرالآن أنه لا قيمة لي على الإطلاق، كما لو أنني قد أتلاشى في صمت يومًا ما...كلما أمعنت التفكير في الأمر، شعرتُ بالبؤس أكثر، وكأن الطريق أمامي قد أُظلم، لم يكن لدي الطاقة للقيام بأي شيء. وبالتزامن مع الآثار الجانبية التي كنت أعاني منها بسبب المرض، لم أكن أريد سوى الاستلقاء والراحة. وعلى الرغم من أنني كنت أعلم أنه يتعين عليّ الالتزام بواجبي، كان جسدي منهكًا تمامًا بكل ذرة فيه، وقلت في نفسي: "إنني لا أتحسن فحسب؛ بل في واقع الأمر يشتد المرض علي أكثر فأكثر. لا أستطيع الالتزام بواجبي ولم أقدم أية شهادة. هل يمكن أن تكون هذه هي النهاية بالنسبة لي؟". وفي غمار ألمي، صليت إلى الله، "يا الله! أشعر بالوهن الشديد في هذه اللحظة ولا أفهم مقصدك. لا أعرف كيف أتخطى هذا، أرجوك أنرني وأرشدني!".

بعد ذلك، قرأت فقرتين من كلمات الله: "عندما يرتِّب الله لشخص ما أن يُصاب بمرض، سواء كان خطيرًا أو هيِّنًا، فإن غرضه من فعل ذلك ليس أن يجعلك تقدِّر التفاصيل الدقيقة لكونك مريضًا، والضرر الذي يلحقه بك المرض، والمتاعب والصعوبات التي يسبِّبُها لك المرض، وكل المشاعر التي لا تعد ولا تحصى التي يتسبب المرض في شعورك بها؛ ليس غرضه أن تقدِّر المرض من خلال كونك مريضًا، بل أن تتعلَّم الدروس من المرض، وأن تتعلَّم كيف تفهم مقاصد الله، وأن تعرِف الشخصيات الفاسدة التي تكشف عنها والمواقف الخاطئة التي تتبناها تجاه الله عندما تكون مريضًا، وأن تتعلَّم كيفية الخضوع لسيادة الله وتدابيره، ليمكنك تحقيق الخضوع الحقيقي لله ولتكون قادرًا على الثبات في شهادتك؛ هذا أمر جوهري بالقطع. يرغب الله في أن يخلِّصك ويطهِّرك من خلال المرض. ما الذي يرغب الله في تطهيره فيك؟ إنه يرغب في تطهير سائر رغباتك المفرطة ومطالبك تجاه الله، وحتى تطهير مختلف الحسابات والأحكام والخطط التي تقوم بها بأي ثمن من أجل البقاء والعيش" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. "ومع أنكم عانيتم كل أنواع المعاناة واختبرتم كل أنواع العذاب، فإن تلك المعاناة ليست مطلقًا مثل تجارب أيوب، بل هي بدلًا من ذلك الدينونة والتوبيخ اللذان يتلقاهما الناس بسبب تمردهم ومقاومتهم، وبسبب شخصيتي البارة؛ إذ أنها دينونة بارة وتوبيخ ولعنة. من ناحية أخرى، كان أيوب رجلًا بارًّا من بني إسرائيل ونال محبة يهوه ورحمته العظيمتين. لم يرتكب أيوب أفعالاً شريرة ولم يقاوم يهوه؛ وبدلًا من ذلك، كرَّس نفسه بإخلاص ليهوه، وكان يمر بتجارب بسبب بره، وخضع لتجارب نارية لأنه كان خادمًا مخلصًا ليهوه. يتعرض الناس في هذه الأيام لدينونتي ولعنتي بسبب قذارتهم وإثمهم. ومع أن معاناتهم ليست كأي شيء تعرض له أيوب عندما فقد مواشيه وممتلكاته وخدمه وأولاده وكل من كان عزيزًا عليه، فإن ما يعانيه الناس هما التنقية النارية والحرق، وما يجعل هذا النوع من التجارب أخطر مما خضع له أيوب هو أنه لا يتم تخفيفها أو إزالتها نظرًا لضعف الناس، بل بدلًا من ذلك تدوم طويلًا وتستمر حتى يومهم الأخير في الحياة. هذه عقوبة ودينونة ولعنة؛ فهي حرق بلا رحمة بل أكثر من ذلك، هي "ميراث" الجنس البشري المستحَق. هي ما يستحقه الناس، وهي الموضع الذي يتم فيه التعبير عن شخصيتي البارة. وهذه حقيقة معلومة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ما مفهومك عن البركات؟). من كلمات الله، فهمت أن الله لم يسمح بإصابتي بالعدوى ليجعلني أعيش في مرض أو أراعي جسدي، ولم يكن مقصده أن يكشف أمري أو يستبعدني، ولم يكن السبب أنني ملكت القامة كما كنت أظن، بجدارة لأشهد لله مثل أيوب، وإنما كان هذا لأنني كنت ذات شخصية فاسدة. لقد كان الله يستخدم هذا المرض ليكشف فسادي، وينقيني ويغيرني. إذا كان بإمكاني أن أتأمل في ذاتي وأطلب الحق، لكانت هذه فرصة سانحة لكسب الحق، لكنني كنت دائمًا ما أعيش في مفاهيم وتصورات، واثقة العزم على أن الله لم يكن ليدعني أصاب بالمرض. أردت فحسب أن أعيش في أحضانه مثل طفلة صغيرة وألا أختبر تقلبات الحياة. وبعد أن مرضت، لم أركز على التأمل في ذاتي وتعلم درس، وإنما رَاوَدَتْنِي الفكرة العبثية بأنني ملكت القامة، وأن الله كان يستخدم هذا الموقف ليجعلني أشهد له. أحجمتُ عن الشكوى وواصلت واجبي، واعتقدتُ أنه من خلال القيام بذلك، يمكنني التمسك بالشهادة وإرضاء الله، وحينئذٍ سيُذهب الله عني هذا المرض. ولهذا، عندما واصلت حالتي تدهورها بدلًا من أن تتحسن، اشتكيت ورجوت أن يُذهب الله عني هذا المرض، لدرجة أنني صرت دفاعية، ومسيئة الفهم، ومعتقدة أن الله أراد أن يكشف أمري ويستبعدني. كيف كنت أختبر عمل الله؟ خطر على بالي أَهْلُ نِينَوَى. أثار فسادهم وشرهم وأعمالهم الشريرة غضب الله، فأرسل الله إليهم يونان لينادي فيهم معلنًا أن أمامهم 40 يومًا ليتوبوا. فآمن أَهْلُ نِينَوَى كافةً بالله، وتابوا إلى الله توبة صادقة مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ. وفي النهاية نالوا رحمة الله وغفرانه. كانت إصابتي بالعدوى تحوي في باطنها مقصد الله، ومثل أَهْلُ نِينَوَى، كان عليَّ أن أتوب إلى الله.

في هذه الأثناء، تأملت في الحالات التي كنت قد كشفتُ عنها أثناء مواجهتي لهذا المرض. وتذكرت بعضًا من كلام الله: "بين الإخوة والأخوات، في عائلة الله، مهما ارتفعتْ منزلتك أو منصبك، أو كان واجبك مهمًّا، أو كانت موهبتك ومساهماتك عظيمة، ومهما كانت مدة إيمانك بالله، فأنت في نظره مخلوق، مخلوق عادي، والألقاب والمسميات السامية التي أسبغتها على نفسك لا وجود لها. إنْ كنتَ تُعدُّها دائمًا أوسمة، أو رأس مال يمكِّنك من الانتماء إلى مجموعة خاصة أو تكوين هوية شخصية مميَّزة، فأنت إذًا بفعلك هذا تقاوِم رؤى الله وتُعارضها، ولا تتوافق مع الله. ماذا ستكون عواقب هذا؟ هل سيدفعك هذا إلى مقاومة الواجبات التي على المخلوق تأديتها؟ في نظر الله، أنت لست إلا مخلوق، لكنك لا تُعدُّ نفسك مخلوقًا. أيمكنك بهذه العقلية حقًّا الخضوع لله؟ إنك دائمًا ما تفكِّر بتمنٍّ: "يجب ألا يعاملني الله هكذا، ولا يمكنه أبدًا معاملتي هكذا". ألا يخلِق هذا صراعًا مع الله؟ عندما يتصرَّف الله خلاف مفاهيمك وعقليتك واحتياجاتك، فيمَ ستفكِّر في نفسك؟ وكيف ستتعامل مع البيئات التي رتبها لك الله؟ هل ستخضَع؟ (لا). لن تخضع، وبالقطع سوف تقاوِم الأمر وتعارِضه، وتتذمَّر وتشكو منه، وتتحيَّر منه في قلبك مرارًا، وتفكِّر: "لكن الله كان يحميني ويعاملني برأفة. فلماذا تغيَّر الآن؟ لا يمكنني العيش بعد الآن! فتبدأ في الوقاحة وسوء السلوك. إن تصرَّفت هكذا مع والدَيك في المنزل، فسيكون ذلك أمرًا مبرَّرًا ولن يفعلا بك أي شيء. ولكن هذا غير مقبول في بيت الله. نظرًا لأنك شخص بالغ ومؤمِن، فحتى الآخرون لن يتسامحوا مع هراءك. أتظن أنَّ الله سيتساهل مع مثل هذا السلوك؟ هل سيتغاضى عن فعلك هذا به؟ لا، لن يفعل ذلك. لماذا؟ لأن الله ليس أباك. إنه الله، هو الخالِق، والخالِق لن يسمَح لمخلوق أبدًا أن يكون وقحًا وغير عاقل، أو يثور في نوبات غضب أمامه. عندما يوبِّخك الله ويدينك، أو يمتحنك، أو يأخذ منك، وعندما يضعُك في مِحنة، فهو يرغب في رؤية موقف المخلوق في كيفية تعامله مع الخالِق، إنه يرغب في رؤية أي نوع من الطرق سيختاره المخلوق. ولن يسْمح لك أبدًا أن تكون وقحًا وغير عقلاني، أو أن تتلفظ بمبررات منافية للعقل. ألا ينبغي للناس، بعد فَهم هذه الأمور، التفكير في كيف يتعاملون مع كلِّ ما يفعله الخالِق؟ أولًا، على الناس تبوأ مواضعهم الملائمة بصفتهم مخلوقات، والاعتراف بهويتهم بصفتهم مخلوقات. أيمكنك الاعتراف بأنك مخلوق؟ إن كان بإمكانك الاعتراف بذلك، فعليك تبوأ موضعك الملائم بصفتك مخلوقًا، والخضوع لترتيبات الخالِق، وحتى إنْ عانيتَ قليلًا، فعليك المعاناة دون شكوى. هذا ما يعنيه أن تكون شخصًا ذا حس. إن كنت لا تحسب أنك مخلوق، ولكنك تحسب أنَّ لك ألقابًا وهالةً حول رأسك، وأنك شخص ذو منزلة، أو قائد عظيم، أو منسق، أو محرِّر، أو مخرج في عائلة الله، وأنك شخص قدَّم مساهمات قيّمة في عَمَلِ عائلة الله. إن كان هذا ما تظنه، فأنت شخص غير معقول لا حياء لك. هل أنتم أناس ذوو منزلة وقامة وقيمة؟ (لسنا كذلك). ماذا تكون إذًا؟ (أنا مخلوق). هذا صحيح، أنت مجرَّد مخلوق عادي. بين الناس، يمكنك التباهي بمؤهلاتك، أو استغلال ميزة الأقدمية، أو التفاخر بمساهماتك، أو التحدُّث عن مآثرك البطولية. لكن أمام الله، هذه الأشياء منعدمة، ويجب ألا تتحدَّث عنها أبدًا، أو تتباهى بها، أو تستغِل أقدميتك. ستنحرف الأمور إذا تباهيتَ بمؤهلاتك. سيعتبرك الله غير معقول على الإطلاق ومتغطرسًا للغاية. سوف ينفُر ويشمئز منك ويهمِّشك، وحينئذٍ ستكون في ورطة" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ماذا يعني السعي إلى الحق (11)]. أيقظتني كلمات الله من سُباتي! كنت أرى واجبي المهم، ونتائج عملي، واستحسان القادة، والعاملين، والإخوة، والأخوات أمرًا عظيمًا، وبدأت أتباهى بمؤهلاتي وأسلط الضوء على إنجازاتي، لمجرد التفكير بأنني كنت مختلفة عن غير المؤمنين وأن الله كان سيحميني حتمًا من الجائحة، وحتى إذا مرضت فعلًا، فسيكون لأنني ملكت القامة ولأن الله كان يختبرني ليجعلني أشهد له، كما لو أنني كنت مميزة بشكل أو آخر عن بقية البشرية الفاسدة. أدركت للتو إلى أي مدى صرت متعجرفة. وبالأخص حين قرأت كلام الله هذا: "ستنحرف الأمور إذا تباهيتَ بمؤهلاتك. سيعتبرك الله غير معقول على الإطلاق ومتغطرسًا للغاية. سوف ينفُر ويشمئز منك ويهمِّشك، وحينئذٍ ستكون في ورطة". أدركت البغض الشديد الذي يكنه الله لهؤلاء الناس. وباسترجاع فترة مرضي، لم أكن خاضعة فحسب، بل كنت أتباهى أيضًا بمؤهلاتي أمام الله وأطالب بمطالب غير معقولة، ما أثار بغض الله واشمئزازه الشديدين. لو لم أتب، لكان الله قد ازدراني واستبعدني. عند إدراكي لهذا الأمر، سارعتُ بالصلاة إلى الله: "يا الله! لو لم أُصاب بهذا المرض، لم أكن لأتأمل في ذاتي ولم أكن لأدرك حتى أنني كنت أقاومك. يا إلهي، أرجوك أن تتغمدني برحمتك، ومكني لأخضع لك وأتعلم درسًا".

لاحقًا، سألت نفسي: "كنت أعتقد أنني أحرز نتائج في عملي وأكسب قبول الإخوة والأخوات، وأنه ينبغي أن يستحسنني الله ويحميني من الجائحة، ولكن أهكذا يرى الله الأمر حقًا؟". وذات يوم، وجدت إجابة عن هذا السؤال في كلام الله. يقول الله القدير: "ربما تتخيلون أنكم لكونكم تابعين لسنوات عديدة، وتجتهدون بغض النظر عمّا تجتهدون فيه، يمكنكم في كل الأحوال الحصول على طبق من الأرز في بيت الله لكونكم من العاملين في الخدمة. أقول إن معظمكم يفكر بهذه الطريقة لأنكم دائمًا ما دأبتم على السعي لمبدأ كيفية الاستفادة من الشيء مع عدم الاستفادة منكم. لذا، أقول لكم الآن بكل جدية: لا يهمني مدى جدارة عملك الجاد، أو روعة مؤهلاتك، أو قرب تبعيتك لي، أو شهرتك، أو مدى تحسن توجهك؛ فطالما أنك لم تفعل ما طلبته منك، فلن تتمكن أبداً من الفوز بمدحي. أسقطوا كل أفكاركم وحساباتكم هذه في أقرب وقت ممكن، وابدأوا في التعامل مع مطالبي على محمل الجد. وإلا سأحوّل كل الناس إلى رماد من أجل وضع نهاية لعملي، وفي أسوأ الأحوال تحويل سنوات عملي ومعاناتي إلى لا شيء، لأنني لا أستطيع أن آتي بأعدائي وبالناس الذين يتلفظون بالشر على مثال الشيطان إلى ملكوتي في العصر الآتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم). "ففي نهاية المطاف، لا يتوقف خلاص الناس على الواجب الذي يقومون به، بل على ما إذا كانوا يستطيعون فهم الحق وربحه، وعلى ما إذا كانوا يستطيعون في النهاية أن يخضعوا لله بالكامل، ويضعوا أنفسهم تحت رحمة ترتيباته، دون أي اعتبار لمستقبلهم ومصيرهم، وأن يصبحوا كائنات مخلوقة مؤهلة. الله بار وقدوس، وهذه هي المعايير التي يستخدمها لقياس البشرية جمعاء، وهي معايير ثابتة، ويجب عليك أن تتذكر هذا. انقش هذه المعايير في ذهنك، وفي أي وقت، لا تفكر في العثور على طريق آخر للسعي وراء شيء غير واقعي. إن متطلبات الله ومعاييره لجميع الذين يريدون نيل الخلاص ثابتة إلى الأبد، وتظل كما هي بغض النظر عمن تكونون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كلام الله غاية في الوضوح. لا يقيم الله الناس على أساس الواجبات التي يقومون بها أو مقدار ما يملكون من رأس المال، وإنما على أساس ما إذا كان المرء يسعى إلى الحق، وقادر على الخضوع لله، ويدعه يرتب أموره كما يشاء. هذا هو الأهم. بدون السعي إلى الحق، مهما قد تبلغ أهمية واجبي، ومهما بلغ مقدار ما أسهمت به، أو عدد الأشخاص الذين أُعجبوا بي، فلن أتمكن من كسب استحسان الله أو خلاصه. كشف هذه المرض أمري بالكامل. نظرًا لأنني كنت أفتقر إلى الحق وكانت لدي وجهات نظر محرَّفة، لم يكن لدي إيمان بالله أو رغبة في المعاناة، ناهيك عن أية محبة لله. عندما جرَّبتُ، لم أتأمل في ذاتي ولم أطلب الحق، ورَاوَدَتْنِي الفكرة العبثية بأنني كنت أُجرَّب لأنني ملكت القامة. وعند مواجهة ألم مبرح، اشتكيتُ وأردت أن يُذهب الله عني مرضي، لدرجة أنني لم أكن راغبة في القيام بواجبي. كيف كان لي أن أمتلك أية قامة على الإطلاق؟ لم يكن لدي إيمان أو خضوع بأي شكل كان. بصفتي إنسانة متمردة على الله ومقاومة له، كنت لا أزال أريد أن أتلقى حمايته وبركاته، وأن أُخلَّص وأدخل ملكوت السماوات. يا للوقاحة المطلقة! لقد أديت واجباتي لسنوات عديدة وقد أثمر عملي عن بعض النتائج، وقد اكتسبت إعجاب الآخرين، واعتبرت هذه الإنجازات أمرًا عظيمًا. صرت متعجرفة ومغرورة، لم أفسح لله مكانًا في قلبي، تفاخرت بمؤهلاتي، وطالبت بما ينبغي ولا ينبغي لله أن يفعل، وشعرت أنني مؤهلة لأشهد لله. كنت أقاوم الله دون حتى أن أدرك ذلك. أثقل هذا الإدراك فؤادي. سألت نفسي عما كنت أسعى إليه بالضبط طوال هذا الوقت لو أنني بعد كل هذه السنوات من الإيمان، لم أكتسب الحق. في أثناء طلبي، قرأت فقرة من كلمات الله: "من البداية إلى النهاية، ما هو موقف أضداد المسيح من واجبهم؟ إنهم يعتقدون أن القيام بالواجب هو معاملة تجارية، وأن من يبذل أكثر في واجبه، ويُقدّم أكبر إسهام في بيت الله، ويقضي سنوات أطول فيه، ستكون لديه فرصة أكبر لربح البركات وربح إكليل في نهاية المطاف. هذا هو منطق أضداد المسيح. هل هذا المنطق صحيح؟ (كلا). هل من السهل عكس هذا النوع من المنظور؟ ليس من السهل عكسه. هذا يحدّده جوهر طبيعة أضداد المسيح. أضداد المسيح ينفرون من الحق في قلوبهم، ولا يطلبونه إطلاقًا، ويسلكون الطريق الخاطئ، لذا فإن منظورهم القائم على إجراء معاملات تجارية مع الله ليس من السهل عكسه. في نهاية المطاف، لا يؤمن أضداد المسيح بأن الله هو الحق، إنهم عديمو الإيمان، وقد أتوا للتكهن وربح البركات. أن يؤمن عديمو الإيمان بالله، فهذا في حد ذاته أمر لا يمكن تبريره، إنه أمر مناف للعقل، وأن يرغبوا في إجراء معاملة مع الله والحصول على البركات بتحمّل المشقة ودفع الثمن من أجل الله، فهذا أمر أكثر منافاة للعقل" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء السابع)]. عند تأمل كلام الله، أدركت أنني لم أبلغ الحق بعد كل هذه السنوات لم يكن هذا لأن الحق يمنّ على أشخاص آخرين؛ وإنما لأنني لم أبذل أي جهد قط في سبيل الحق ولأنني لم أكن أسعى إلا في سبيل البركات والمكافآت. طوال كل هذه السنوات، لم أطلب أو أفكر قط فيما ينبغي أن أسعى إليه في سبيل إيماني، أي طريق ينبغي لي أن أسلكه، وأي نوع من الأشخاص يرضي الله، وقلَّما كنت أفحص نواياي وآرائي في القيام بواجبي أو الطريق الذي قد سلكته. كنت دائمًا راضية بتركيزي على العمل، واعتقدت أنني إذا قمت بعمل أكثر وحققت نتائج أكثر، فإن الله حتمًا سيباركني ويرضى عني، وحتى إذا وقعت كوارث، فإن الله سيحميني ولن يسمح بوقوع أي مكروه لي. من خلال كشف كلام الله، أدركت أخيرًا أن أن أفكاري كانت تتبع منطق من هو ضِدّ الْمَسِيحِ، كانت انعكاسًا للآراء القائمة على تبادل المنفعة الخاصة بشخص عديم الإيمان، وأنني كنت أحاول خداع الله وأستخدمه لتحقيق أهدافي الخاصة. كانت هذه هي مقاومة الله! تذكرتُ بولس في عصر النعمة. نشر بولس الإنجيل بين عدد كبير جدًّا من الناس، حتى وصل معظم أنحاء أوروبا، وقاد الكثير من الناس إلى الإيمان. ولكن كل الأشياء التي قام به بولس لم تكن لتشهد للرب يسوع، ولم تكن من أجل القيام بالواجبات الخاصة بمخلوق، بل بالأحرى لكي يستخدم نشره للإنجيل للمساومة مع الله في مقابل إكليل البر. أثناء عمله، كان بولس دائمًا ما يرفع من شأنه ويتفاخر، وأضحت شخصيته متغطرسة بشكل متزايد. لقد تفاخر بمؤهلاته أمام الله وطالبه بوقاحة، قائلًا: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (٢ تيموثاوس 4: 7-8). بل إنه تباهى بأنه عاش مثل المسيح. في النهاية، عوقب بولس لأنه قاوم الله وأساء إلى شخصيته. أوليس آرائي في السعي والطريق الذي كنت أسلكه شبيهان بآراء بولس وطريقه؟ لم أرد سوى أن أسعى وراء البركات وأن أستخدم القيام بواجبي لتحقيق أهدافي. كنت أنانية وحقيرة جدًّا! وبدون هذا الاستعلان، لم أكن لأدرك خطورة شخصيتي الفاسدة، وإذا واصلت على هذا المنوال، لكان الله قد ازدراني واستبعدني. لقد ملأني هذا الإدراك بالذنب وجثوت متضرعة في الصلاة، قائلة: "يا الله! مرضي بسبب برك وبهدف خلاصي. لست سوى مخلوق تافه. لقد رفعتني وأكرمتني ومنحتني الفرصة للقيام بواجب ما، ولكني كنت متغطرسة ومكابرة جدًّا. كنت أقاومك وأساومك، رغم أنني لم أكن مُدركة للذلك. يا الله، لا أريد أن أتمرد عليك أو أقاومك، بل أريد أن أتوب".

فيما بعد، تساءلت في نفسي: "ثمة سبب آخر يفسر لماذا كنت أتذمر ولم أستطع الخضوع عندما مرضت. السبب هو أنني أَهابَ الموت. كيف يمكنني علاج هذه المشكلة؟". صليت وطلبت، وفي كلام الله قرأت: "وهو أن مسألة الموت لها طبيعة المسائل الأخرى نفسها. ليس للناس أن يختاروا فيها بأنفسهم، ولا يُمكِن تغييرها بإرادة الإنسان. الموت مثل أي حدث جسيم آخر في الحياة: إنه بالكامل تحت سيادة الخالق وقضائه المسبق. إذا استجدى شخص ما من أجل الموت، فقد لا يموتُ بالضرورة؛ وإذا استجدى أن يعيش، فقد لا يعيشُ بالضرورة. كل هذا تحت سيادة الله وقضائه المسبق، وهو يتغيّر ويتقرّر بسلطان الله، وبشخصية الله البارة، وبسيادة الله وترتيباته. لذا، لنقل إنك أُصِبتَ بمرض خطير؛ مرض خطير قد يكون فتّاكًا، فلن تموت بالضرورة؛ من يُقرِّر ما إذا كنت ستموت أم لا؟ (الله). الله يُقرِّر. وبما أنَّ الله يُقرِّر ولا يستطيع الناس أن يُقرِّروا مثل هذا الشيء، فما الذي يشعر الناس بالقلق والضيق حياله؟ الأمر مثل مَن يكون والدَيك، ومتى وُلِدتَ وأين؛ هذه الأشياء أيضًا لا يُمكِنك اختيارها. الخيار الأحكَم في هذه المسائل هو ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، أن تخضع، وألا تختار، وألا تبذل أي فِكر أو جهد في هذه المسألة، وألا تشعر حيالها بالضيق أو القلق أو الهم" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (4)]. أفهمتني كلمات الله أن سواء أعشت أم مت بسبب هذا المرض فكل شيء بيد الله وليس بيد أي إنسان. الأمر أشبه بموقفي حين وُلدت، فالأسرة التي وُلدت فيها والهيئة التي أبدو عليها ليست بأمور في مقدوري اختيارها. وبالمثل، فإن توقيت موتي ومكانه هو أمر خارج عن إرادتي. كلها أمور خاضعة لسيادة الله وقضائه وقدره. إذا كان الله قد قدَّر لي سلفًا أن أموت من هذا المرض، فلم يكن بإمكاني فعل شيء حيال ذلك، وإن لم يحن موعد موتي، فلم أكن لأموت مهما بلغت خطورة مرضي. كانت مخاوفي وشواغلي غير ضرورية، ولم أستطع تغيير أي شيء، كانت آلام وأعباء إضافية لا داعي لها فحسب. كان ينبغي أن أسلّم نفسي لله، وأكون تحت رحمة تنظيماته وترتيباته، وأقوم بواجبي بشكل جيد. يقول الله: "سواء كنت مريضًا أو تتألم، ما دام فيك نَفسٌ واحد، وما دمت لا تزال حيًّا، وما دمت لا تزال قادرًا على التحدُّث والمشي، فلديك الطاقة لأداء واجبك، ويجب أن تكون حسن السلوك في أداء واجبك وعمليًا جدًا. يجب ألا تنبذ واجب الكائن المخلوق أو المسؤولية التي أعطاها لك الخالق. ما دمت لم تمت بعد، فعليك أداء واجبك وتتميمه جيدًا" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. من كلمات الله فهمت أنه من الطبيعي تمامًا ومن المبرر أن يقوم المخلوق بواجب ما، تمامًا كما هو من الطبيعي أن يظهر الأبناء البر لوالديهم. فالحصول على الفرصة للقيام بواجب في الكنيسة هي نعمة من الله، ومهما عشت أو مِتُّ، ومهما بلغ مقدار الألم الذي أعانيه، ينبغي أن أخضع لتنظيمات الله وترتيباته وأن أتمِّم مسئولياتي وواجباتي. هذه هي الطريقة المثلى لعيش حياة ذات قيمة ومعنى. تذكرت أيضًا نوح. بعد أن قَبِلَ إرسالية الله، صارت مخاوف الله مخاوفه، وصارت أفكار الله أفكاره. لم يتراجع قط مهما واجه من آلام أو صعوبات، وبعد مرور 120 سنة، انتهى من بناء الفلك وأتم إرسالية الله. كان إخلاص نوح وخضوعه تعزية لله، وهذا هو المثال الذي ينبغي أن أحتذي به. لقد أمدني هذا الإدراك بالقوة اللازمة واتخذت قرارًا: ما دام هناك هواء في رئتيَّ، فلن أنبذ واجبي أو أنحِّي مسؤولياتي جانبًا.

بعد ذلك، بذلت قصارى جهدي في القيام بواجبي، لم أعد أشعر بالقلق حيال ما إذا كانت حالتي تزداد سوءًا أو ما إذا كنت سأموت. رأيت أنني طالما سأعيش يومًا آخر، يجب عليّ أن أقوم بواجبي على نحو جيد، وحتى إذا مت ذات يومًا، فلن أكون قد عشت حياة بلا جدوى. أحيانًا كنت أنشغل جدًّا بواجباتي لدرجة تجعلني أنسى أنني كنت حتى مريضة. اكتسبت حقًّا فهمًا عميقًا للكلمات: "السُكنى في المرض مرضٌ، ولكن السُكنى في الروح صحّةٌ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس). وبعد فترة وجيزة، هدأت أعراض مرضي وجاءت نتائج تحليلي سلبية. علمت أن هذا كله كان من رحمة الله. شعرت بمحبة الله وخلاصه في غمار هذه الجائحة وأشكر الله من أعماق قلبي!

السابق:  92. القصة الكامنة وراء اضطهاد عائلة

التالي:  94. تحررتُ أخيرًا من قيود مستوى القدرات الضعيف

محتوى ذو صلة

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

4. صحوةُ روح مخدوعة

بقلم يانتشي – البرازيلوُلِدتُ في مدينة صغيرة شمال الصين، وفي عام 2010، لحِقتُ بأقاربي إلى البرازيل. هنا في البرازيل، تعرَّفتُ على صديق...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger