10. أُستبعد تحفظي وسوء فهمي
في عام 2022، عندما كنتُ قائدًا في كنيسة، قادتني طبيعتي المتكبرة، وبرِّي الذاتي، وتعسفي، إلى الرغبة في أن تكون لي الكلمة الأخيرة في كل شيء. وقد أدى هذا إلى تقييد الأخ الذي كنت أشاركه، مما عطّل عمل الكنيسة. فكشفني القائد الأعلى وهذّبني بسبب تكبّري وبرّي الذاتي، وبسبب سلوكي لطريق ضد المسيح بالكامل، وأعفوني من الواجب. بعد أن أُعفيت، شعرت بيأس شديد. تأملت في حقيقة أنني قد آمنت بالله لأكثر من عشرين سنة، وأنني قد أُعفيت أكثر من مرة بسبب تكبّري وبرّي الذاتي، وحتى الآن، لم أكن قد تغيّرت كثيرًا. شعرت بأنه كان عليّ أن أُحسن السلوك في القيام بواجبي من تلك اللحظة فصاعدًا، ولا يمكنني أن أظل متكبّرًا هكذا أو أكرر أخطائي القديمة، وإلا فلن تتاح لي أبدًا فرصة أخرى للخلاص. لاحقًا، من خلال قراءة كلمات الله والتأمل، أدركت حقًا أنني كنت بالفعل متكبّرًا وبارًّا في عينيّ ذاتي، وأنني كنت دائمًا أقيّد أخي أثناء شراكتي معه، وأفرض عليه رغباتي وأفكاري، وأنتظر أن يطيعني. ونتيجةً لذلك، تعطل العمل. هُذِّبتُ المرة تلو الأخرى ولم أتأمل قط. وكنت أتبع فعلًا طريق ضدّ المسيح. شعرت بكراهية عميقة لذاتي، وعقدت العزم على القيام بواجبي بإخلاص وثبات من الآن فصاعدًا.
وبعد فترة، رتّب القائد لي تنظيم مواد إخراج الناس، وطلب مني التعاون مع الأخت لي شين. وسألني عن مدى فهمي لشخصيتي المتكبرة والمغرورة خلال فترة التأمل هذه، وأراد مني القيام بهذا الواجب لفترة تجريبية لمعرفة كيف ستسير الأمور. عندما سمعت القائد يقول ذلك، شعرت بألم شديد، إذ فكرت: "أليست الفترة التجريبية مؤقتة فحسب؟ لقد قمت بواجباتي مرارًا انطلاقًا من شخصيتي المتكبرة، وكل ما فعلته هو تعطيل عمل الكنيسة وإعاقته. إذا كررت أخطائي السابقة مرة أخرى، فقد أفقد فرصة القيام بواجبي إلى الأبد وتنتهي تمامًا حياتي القائمة على الإيمان بالله. عليَّ هذه المرة أن أغتنم هذه الفرصة، وأكون مطيعًا، وأفعل كل ما يُطلب مني. لا يمكنني أن أكون متكبرًا، أو بارًّا في عينيّ ذاتي، أو عدائيًا كما كنت من قبل". لاحقًا، أثناء القيام بواجبي، لاحظت أن "لي شين" كانت مقيّدة بأمور عائلية ولم يكن لديها أي إحساس بالعبء في واجباتها، وأن بعض المواد التي كانت بحاجة إلى تنظيم لم تُنجز في الوقت المناسب، ففكرت في أن أشير بذلك إلى "لي شين". لكن عندما هممت بعقد شركة معها، راودتني كلمات القائد مجددًا، وتذكرت أنني كنت قد أُعفيت سابقًا بسبب تكبّري، وبرّي الذاتي، وتعسفي، ولأنني كنت أريد أن تكون لي الكلمة الأخيرة في كل شيء، مما قيّد الآخرين وعطّل عمل الكنيسة. وكنت لا أزال في فترة تجريبية في هذا الواجب، وفوق ذلك، لم يطلب مني القائد أن أتفقد عمل "لي شين". فهل إذا أشرتُ إلى مشكلاتها، ستظن لي شين أنني متكبر جدًا وأتجاوز حدودي؟ هل ستظن أنني بعد أيام قليلة فحسب من الطاعة بدأت أعود إلى عاداتي القديم؟ وبهذه الأفكار في ذهني، ابتلعت كلماتي.
لاحقًا، ظل القائد يشير إلى أن المواد التي نظّمتها "لي شين" كانت غير مكتملة، وأن موادًا تخصّ شخصًا عديم الإيمان كانت بحاجة إلى الجمع والتنظيم مجددًا بسبب التقييمات غير الدقيقة السابقة، وقد تسبّب هذا في تأخير التقدّم. شعرت بالذنب الشديد. لو كنت قد عقدت شركة وأشرت إلى ذلك لـ "لي شين" في الوقت المناسب، لما حدث هذا. وأثناء إحساسي بالذنب، قرأت فقرتين من كلمات الله: "بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله واختبار العديد من الإخفاقات والنكسات، وكذلك كشفالله وتهذيبه، ينبغي على الناس، في الظروف العادية، أن يتأملوا في أنفسهم ويعرفوها من خلال دروس هذه الإخفاقات، وأن يسعوا إلى الحق لحل المشاكل، وأن يجدوا في كلام اللهأسبابإخفاقاتهم وزلاتهم، ويجدوا أيضًا طريق الممارسة الذي ينبغي عليهم اتباعه. ولكن أضداد المسيح لا يفعلون ذلك. فبعد اختبارهم عدة زلّات وإخفاقات، يتفاقمسلوكهم، ويزيد عدد شكوكهم بشأنالله وتزداد حدةً، ويزداد تمحيصهم لله، ويتعمّق ارتيابهم في الله أكثر، وبالمثل، تمتلئ قلوبهم بالحذر من الله. ويمتلئ حذرهم بالشكاوى، والغضب، والتحدّي، والاستياء، بلينمو لديهم أيضًا تدريجيًا إنكار الله ودينونتهوإدانته. أليسوا في خطر متزايد؟" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الخامس: تلخيص خُلُقأضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثاني)]. "بالنظر إلى موقف أضداد المسيح تجاه الله، وتجاه البيئات، والناس، والأحداث، والأشياء التي رتبها الله، وتجاه كشفالله لهم وتأديبه لهم، وما إلى ذلك، هل لديهم أدنى نية لطلب الحق؟ هل لديهم أدنى نية للخضوع لله؟ هل لديهم أدنى إيمان بأن كل هذا ليس مصادفة بل هو تحت سيادة الله؟ هل لديهم هذا الفهم والوعي؟ من الواضح أن الإجابة هي لا. يمكن القول إن أصل حذرهم هو شكوكهم بشأنالله. ويمكن القول أيضًا إن أصل ارتيابهم في الله هو شكوكهم بشأنالله. فنتائج تمحيصهم لله تُزيدهم ارتيابًا في الله، وفي الوقت نفسه تُزيدهم حذرًا من الله. وبالنظر إلى الأفكار ووجهات النظر المتنوعة التي تمخّض عنها فكر أضداد المسيح، وكذلك الأساليبوالسلوكيات المتنوعة الناتجة عن هيمنة هذه الأفكار ووجهات النظر، فإن هؤلاء الناس ببساطة غير عقلانيين؛ إنهم لا يستطيعون فهم الحق، ولايمكن أن ينشأ لديهم إيمان حقيقي بالله، ولا يستطيعون أن يؤمنوا بوجود الله ويعترفوا به بشكل شامل، ولا يستطيعون أن يؤمنوا ويعترفوا بأن الله يسود على كل الخليقة، وأنه يسود على كل شيء. ويرجع كل هذا إلى جوهر شخصيتهم الشرير" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الخامس: تلخيص خُلُقأضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثاني)]. أمام ما كشفته كلمات الله، شعرت بأنني قد أُدنت حقًا. ألم تكن الحالة التي قد كشفها الله هي حالتي بالضبط؟ منذ أن أُعفيت، وأنا أعيش في حالة من التحفّظ وسوء الفهم. كنت أظن أنني أُعفيت عدة مرات بسبب تكبُّري، وبرِّي الذاتي، وتعسفي. وظننت أنني لم أتغير كثيرًا رغم إيماني بالله لأكثر من عشرين عامًا، وظللت أعيش وفقًا لشخصيتي المتكبرة. وأنه إذا لم أختبر تغييرًا حقيقيًا، فسأُكشف وأُستبعد نهائيًا، ولن تعود لديَّ أي فرصة للقيام بواجباتي. وعندما سمعت القائد يقول إنه سيسمح لي بالقيام بواجبي لفترة تجريبية، ملأني الشك والتحفظ بدرجة أكبر، ولكي أتجنب أن أُكشف مجددًا وأُستبعد، أصبحت منغلقًا على ذاتي بالكامل، وعشت كل يوم وأنا أتقي وأحذر. وعندما لاحظت أن الأخت التي أتعاون معها كانت تقوم بواجبها بلا مبالاة ودون أي شعور بالعبء، كنت أعلم أن عليّ حماية عمل الكنيسة بالإشارة إلى مشكلاتها، لكنني كنت أخشى أن تظنني أختي متكبرًا، وأنني بعد أيام قليلة فحسب من بدء واجبي عدت إلى عاداتي القديمة، لذلك اكتفيت بأن أدرت بصري عن الأمر. وانتهى بي المطاف بإلحاق الضرر بالعمل. ومن كلمات الله، رأيت أن أضداد المسيح، عندما يُكشَفوا بعد أن يختبروا إخفاقات وسقطات متعددة، لا يكتفون بعدم التأمل في أنفسهم فحسب، بل يصبحون أيضًا أكثر تحفّظًا تجاه الله، خوفًا من أن يحرمهم أي خطأ بسيط من مستقبلهم ومصيرهم. ولذلك يظلون في حالة تحفّظ دائم تجاه الله. فما الفرق بين الشخصية التي كنت أُعلنها وبين شخصية ضد المسيح؟ تأملت في كيف أن تكبّري، وبرّي الذاتي، ورفضي للحق، قد ألحق ضررًا بالغًا بعمل الكنيسة. كانت تذكيرات القائد من أجل عمل الكنيسة، ليحثني على التأمل في عيوبي القاتلة، لكي أتعلم من إخفاقاتي وأكفّ عن العيش بحسب شخصيتي المتكبرة. كان هذا تعبيرًا عن محبة الله. لكن بدلًا من أن أقبل هذا من الله، شعرت بالريبة والشك. رأيت أنني كنت حقًا ماكرًا وشريرًا!
لاحقًا، قرأت فقرة أخرى من كلمات الله: "إن أعداء المسيح لا يطيعون أبدًا ترتيبات بيت الله، وهم دائمًا ما يربطون ربطًا وثيقًا بين واجبهم وشهرتهم وربحهم ومكانتهم وبين أملهم في اكتساب البَركات وغايتهم المستقبلية، وكأنه بمجرد فقدان سمعتهم ومكانتهم لا يكون لديهم أمل في اكتساب البَركات والمكافآت، فيشعرون وكأنهم يفقدون حياتهم من أجل هذه الأشياء. يفكرون: "يجب أن أكون حريصًا، يجب ألا أكون مهملًا! لا يمكن الاعتماد على بيت الله، ولا الإخوة والأخوات، ولا القادة والعمال، ولا حتى الله. لا أستطيع الوثوق بأي منهم. أكثر مَن يمكنك الاعتماد عليه والأجدر بالثقة هو نفسك. إذا لم تضع خططًا لنفسك، فمن سيهتم بك؟ من سيفكر في مستقبلك؟ من سيفكر فيما إذا كنت ستنال البركات أم لا؟ لذلك، يجب أن أضع خططًا وحسابات حريصة من أجل مصلحتي. لا يمكنني ارتكاب الأخطاء أو أن أكون مهملًا ولو قليلًا، وإلا فماذا سأفعل إذا حاول شخص ما استغلالي؟" لذلك، فإنهم يحترسون من قادة بيت الله والعاملين فيه، خشية أن يميزهم شخص ما أو يدرك حقيقتهم، ومن أن يُعفَوا حينذاك ويفسد حلمهم في نيل البركات. إنهم يعتقدون أن عليهم الحفاظ على سمعتهم ومكانتهم حتى يكون لديهم أمل في ربح البركات. يرى عدو المسيح أن نَيْل البَركات أعظم من السموات، وأعظم من الحياة، وأهم من طلب الحق، وتغيير الطباع، أو الخلاص الشخصي، وأهم من أداء واجبه جيدًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يرقى إلى المستوى المطلوب. إنهم يعتقدون أن كونك مخلوقًا يرقى إلى المستوى، ويقوم بواجبه جيدًا ويخلُص، كلها أمور تافهة لا تكاد تستحق الذِكر أو التعليق عليه، في حين أن ربح البَركات هو الأمر الوحيد في حياتهم بأكملها الذي لا يمكن نسيانه أبدًا. في أي شيء يواجهونه، مهما كان كبيرًا أو صغيرًا. إنهم يهتمون بأن يُبارَكوا، ويتسمون بالتحفظ واليقظة بشكل مذهل، ويتركون دائمًا مخرجًا لأنفسهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات). في ضوء كلمات الله، رأيت أن الشخصية التي كنتُ أُعلنها كانت هي ذاتها شخصية ضد المسيح التي يكشفها الله. بغض النظر عن الواجب الذي قمت به، كنت أربطه دائمًا بنوال البركات، وكنت أعتبر نوال البركات أمرًا مهمًا بقدر الحياة نفسها. في كل موقف، كنت أراعي أولًا عاقبتي وغايتي. وعندما أُعفيت وكُشِفت، لم آتِ أمام الله لأتأمل ذاتي وأفهمها، بل أصبحت متحفظًا تجاه الله وساء فهمي له، ولم أراعِ إلا مستقبلي وغايتي. وعندما عدت للقيام بواجبتي، ازدادت أفكاري تشابكًا، وأصبحت أعقّد كل موقف في ذهني، خوفًا من أن يؤدي أي خطأ إلى أن أُكشف وتكون عاقبتي وغايتي سيئتين. وعندما رأيت أن الأخت "لي شين" كانت تعيش في حالة سلبية بسبب حالتها السيئة، وأنها كانت تؤخر واجباتها، كنت أعلم أن عليّ أن أحمي عمل الكنيسة بالإشارة إلى المشكلات لـ "لي شين" ومساعدتها على أداء مهمتها بشكل جيد، لكنني كنت قلقًا من أن تظن "لي شين" أنني متكبر وبار في عينيّ نفسي ولم أتغير، فأهملت عمل الكنيسة. كنت أعيش بحسب السمّ الشيطاني "اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط"، ولا أقوم بواجباتي إلا لكسب البركات والمنافع، وأُعلي من شأنيّ مستقبلي وغايتي فوق كل شيء آخر. لم أُراعِ مقاصد الله أو عمل الكنيسة على الإطلاق. كنت مستعدًا للقيام بما يفيدني، أما إذا لم يكن هناك منفعة شخصية، فكنت أتجاهله، حتى لو رأيت أنه يضر بعمل الكنيسة. كنت أنانيًا وحقيرًا حقًا! فكرت في "بولس" على طريق دمشق. بعد أن صعقه الرب يسوع بنور عظيم، رغم أنه اعترف بأنه كان مضطهِدًا رئيسيًا للرب يسوع، فإنه لم يتب توبة حقيقية. لم يكن لديه أدنى تأمل أو فهم لطبيعة جوهره المقاوم لله، وعلى الرغم من أنه في الظاهر كان يعمل جاهدًا ويسافر في كل مكان ليبشر بالإنجيل، إلا أن نيته كانت المساومة مع الله على إكليل ومكافآت. ألم تكن وجهات نظري في السعي والطريق الذي سلكته مثل "بولس" تمامًا؟ كنت أحاول استخدام الله وخداعه. رأيت كم كنت مجرَّدًا من الإنسانية فحسب. كنت كشخص انتهازي وعديم الإيمان تسلل إلى بيت الله، وإذا لم أغيّر وجهات نظري في السعي، فلن أخسر استحسان الله فحسب، بل سألقى عقوبته في النهاية.
بعد ذلك، صادفت فقرة من كلمات الله: "يستخدم الله في بعض الأحيان أمرًا مُعيَّنًا ليكشف عنك أو ليُؤدِّبك. هل هذا يعني إذًا أنك قد استُبعِدت؟ هل يعني أن نهايتك قد حانت؟ لا. ... ففي الواقع، كثيرًا ما ينبع قلق الناس من مصالحهم الخاصَّة. وبشكلٍ عامّ، هذا هو الخوف من ألّا تكون لهم آخرة. هم دائمًا يُفكِّرون: "ماذا لو كشف الله عني واستبعدني ورفضني؟". هذا هو سوء فهمك لله؛ فليست هذه سوى تخميناتك الأحادية الجانب. عليك معرفة قصد الله. عندما يكشف الله الناس، لا يكون ذلك بهدف استبعادهم. يُكشف عن الناس لإظهار عيوبهم وأخطائهم وجوهر طبيعتهم، ولجعلهم يعرفون أنفسهم، وليصبحوا قادرين على أن يتوبوا توبة صادقة؛ ولهذا السبب، فإنَّ الكشف عن الناس هو لمساعدة حياتهم على النمو. فدون فهمٍ خالص، يكون الناس عرضةً لإساءة فهم الله ولأن يصبحوا سلبيّين وضعفاء، بل وقد يستسلمون لليأس. وفي الواقع، كشف الله لك لا يعني بالضرورة أنك ستُستبعَد. إنه يهدف لمساعدتك على التوصل لمعرفة فسادك ولجعلك تتوب. وفي كثيرٍ من الأحيان، نظرًا لأن الناس مُتمرِّدون ولا يطلبون الحق لإيجاد حلٍّ في الحق عندما يكشفون عن فساد، يتعيَّن على الله ممارسة التأديب. وهكذا في بعض الأحيان، يكشف الله عن الناس فيُظهِر قبحهم وتفاهتهم ويجعلهم يعرفون أنفسهم ممَّا يساعدهم على النمو. للكشف عن الناس نتيجتان مختلفتان: بالنسبة إلى الأشرار، فإن الكشف عنهم يعني استبعادهم. وبالنسبة إلى أولئك الذين يمكنهم قبول الحقّ، فهو تذكيرٌ وتحذير؛ إذ يدفعهم ذلك إلى أن يتأمَّلوا في أنفسهم، ويروا حالتهم الحقيقيَّة، ويتوقَّفوا عن أن يكونوا معاندين ومستهترين؛ لأن الاستمرار على هذا النحو سيكون أمرًا خطيرًا. إنَّ الكشف عن الناس بهذه الطريقة تذكيرٌ لهم خشية أن يغدوا مُشوَّشي الذهن ومهملين عندما يُؤدُّون واجبهم، وألا يأخذوا الأشياء بجدية، وأن يصبحوا راضين بنتائج قليلة، معتقدين أنهم أدّوا واجبهم بمستوى مقبول، بينما يكونون في الواقع قد قصَّروا كثيرًا عند قياس ذلك وفقًا لمطالب الله، لكنهم ما يزالون راضين عن أنفسهم ويعتقدون ألا بأس بما يقومون به. في مثل هذه الظروف، سوف يُؤدِّب الله الناس ويُحذِّرهم ويُذكِّرهم. وأحيانًا يكشف الله عن قبحهم كأمرٍ واضح للتذكير. في مثل هذه الأوقات، يجب أن تتأمَّل نفسك: أداء واجبك بهذه الطريقة غير مناسبٍ؛ فثمة تمرُّد في داخلك، وتوجد عناصر سلبيَّة كثيرة، وكل ما تفعله لا مبالٍ تمامًا، وإذا لم تتب رغم ذلك، فيجب أن تُعاقَب إنصافًا. عندما يُؤدِّبك الله أو يكشف عنك، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستُستبعَد. يجب التعامل مع هذا الأمر بطريقةٍ صحيحة. وحتى إن استُبعدت، فعليك أن تقبل ذلك وتخضع له، وتسارع إلى التأمل والتوبة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يتحقق تغيير في الشخصية إلا من خلال ممارسة الحق والخضوع لله). بعد قراءة كلمات الله، شعرت بخزيٍ وذنبٍ عميقين. كنت قد قرأت كلمات الله هذه مراتٍ عديدة من قبل، وغالبًا ما كنت أتحدث عن شخصية الله البارّة، وأقول إن الله يكشف الناس ليخلّصهم، وليُمكِّنهم من التأمل في ذاتهم وفهمها بصورة أفضل، لكن عندما كُشفتُ وأُعفيتُ، ظننت أن الله يريد أن يستبعدني، ولم أرَ أيّ أثرٍ لمحبة الله أو خلاصه. ورغم أنني كنت أقوم بواجباتي في الظاهر، إلا أن قلبي ظلّ مغلقًا أمام الله. تأملت في سنوات إيماني. لقد كُشفت وأُعفيتُ مراتٍ كثيرة بسبب طبيعتي المتكبرة، ومع ذلك، لم يستبعدني الله بسبب تعدياتي، بل استخدم كشف إخوتي وأخواتي ومساعدتهم لي، واستنارة كلماته وإرشادها، ليُساعدني على التأمل، والتوبة، والتغيير. وعندما ربحت قدرًا من الفهم والتغيير، منحني الله فرصة أخرى لأقوم بواجباتي. فلو كان الله يحدد عواقب الناس على أساس الفساد الذي يُعلنوه، لكنت قد عوقبت منذ زمنٍ بعيد، ولما كنت نجوت حتى اليوم. فمثلًا، الإعفاء الأخير كان بسبب فشلي في السعي إلى الحق، وسلوكي طريق ضدّ المسيح، مما سبّب تعطيلًا جديًا للعمل وعرقلته. وقد عُولج هذا وفقًا للمبادئ، وكشف شخصية الله البارّة بالكامل. لو لم أُعفَ في الوقت المناسب، ونظرًا لشخصيتي المتكبرة، لكان قد انتهى بي الأمر إلى ارتكاب العديد من الشرور ومواجهة عقاب الله. لقد كان هذا النوع من الإعفاء فعلًا تعبيرًا عن خلاص الله وحمايته، إذ لولاه، لما كنت قد تأملت أو فهمت ذاتي قط على حقيقتها. ولا كنت لأتأمل في الطريق الخاطئ الذي سلكته. لذا جثوت على ركبتيَّ وصليت إلى الله، "يا الله، لم أعد أرغب في العيش في حالة من التحفظ وسوء الفهم، أنا راغب في التوبة والقيام بواجباتي جيدًا، ولا أطلب سوى أن ترشدني وتقودني".
وبعد صلاتي، قرأت بعضًا من كلمات الله: "مهما كانت أفكارك وآراؤك الشخصية، إذا اتخذت قرارًا أعمى بأنها صحيحة وأنها هي الطريقة التي يجب أن تتم بها الأمور، فهذه غطرسة وبر ذاتي. إذا كانت تراودك بعض الأفكار أو الآراء التي تشعر أنها صحيحة، ولكنك لا تملك إيمانًا تامًا بنفسك، ويمكنك تأكيدها عن طريق السعي وعقد شركة، فهذا معنى ألّا تعتدّ بالبر الذاتي. إن انتظار تلقي دعم الجميع وموافقتهم قبل التصرف هو الطريقة العقلانية للقيام بالأمور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته كثيرًا). "إذا كنت متأكدًا من أنك وجدت مشكلة، وفهمت في قلبك أن هذه المشكلة يجب حلها، وإلا فإنها ستؤخر العمل، لكنك غير قادر على الالتزام بالمبادئ، وتخشى الإساءة إلى الآخرين، فما هي المشكلة القائمة هنا؟ لماذا تخشى الالتزام بالمبادئ؟ هذه مسألةٌ ذات طبيعة خطيرة، وهي تمسّ ما إذا كنت تحبّ الحقّ، وما إذا كان لديك حسٌّ بالعدالة. يجب أن تُعبِّر عن رأيك حتَّى إن كنت لا تعرف ما إذا كان صحيحًا. وإذا كان لديك رأيٌ أو فكرة، فعليك أن تقولهما، وأن تدع الآخرين يقيمونهما. سوف توجد فوائد لك عند عمل ذلك، وسوف يساهم ذلك في حلّ المشكلة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش؟). وبعد تأملي بعناية في كلمات الله، فهمت أن تقييد الآخرين والتصرف من منطلق المكانة استنادًا إلى شخصية متكبرة يختلف عن ممارسة الحق لحماية مصالح بيت الله. إنَّ التكبُّر والبرُّ الذاتي ينطويان على القيام بالأشياء دون طلب مبادئ الحق، وتمسك المرء الدائم بوجهة نظره وعدم قبول اقتراحات الآخرين. مع العلم التام بأن أفعال المرء لا تتوافق مع الحق، ومع ذلك يظل مصرًا على إجبار الآخرين على الاستماع إليه، والقيام بكل شيء بناءً على أفكاره وآرائه، دون أدنى مراعاة لمصالح بيت الله. هذا هو التكبر والبر الذاتي والنية في استعراض القوة. فمثلًا، عندما كنت قائدًا، كنت أتولى زمام كل شيء. لم أكن أتعاون قط مع الآخرين أو أناقش الأمور معهم أو أسمح لهم بالتدخل، كنت دائمًا ما أرغب في أن يمتثل الآخرون لأفكاري ونواياي، ولم أكن أقبل قط الاقتراحات المعقولة التي يقدمها إخوتي وأخواتي. كان هذا هو التكبّر والبرّ الذاتي. أما إذا رأيت شخصًا يفعل شيئًا ينتهك المبادئ ويعوق عمل الكنيسة، فبغض النظر عمّا إذا كان هذا من ضمن مسؤوليتي، أو ما إذا كان هذا الشخص تحت إشرافي، فعليّ أن أكشفه وأساعده. فهذا يعبر عن حماية مصالح بيت الله، ويُظهِر حسّ العدالة. وهذا لا يُعَد تكبّرًا أو برًّا ذاتيًّا. إنَّ الله ينظر إلى النوايا التي تكمن وراء أفعال الإنسان، وبغض النظر عمّا إذا كان القادة قد أجروا ترتيبات، فطالما أن الأمر يتعلق بعمل الكنيسة ومصالح بيت الله، فعلى الجميع مسؤولية حماية هذه الأمور. إنّ شخصًا كهذا هو بحقٍّ جزء من بيت الله. وبعد أن أدركت هذا، اقتربت من "لي شين" وعقدت معها شركة ولفت انتباهها إلى مشكلاتها، ولأفهم الصعوبات التي كانت تواجهها في القيام بواجباتها. ومن خلال شركتنا، تحسنت حالتها إلى حدٍّ ما. وفي إحدى المرات، لاحظت أن "لي شين" صنّفت بعض مواد إخراج أحد عديمي الإيمان بشكل غير صحيح، فأحضرت كلمات الله والمبادئ ذات الصلة وعقدت شركة معها بشأنها. وبعد شركتنا، تمكّنت من استيعاب بعض المبادئ. إنّ ما فهمتُه والتغيير الذي قد أحرزتُه كان بفضل إرشاد كلمات الله وقيادتها. الشكر لله.