مسؤوليات القادة والعاملين (14)
لكم من الوقت كنا نعقد شركة حول مسؤوليات القادة والعاملين؟ (أربعة أشهر ونصف). بعد عقد شركة حول هذا الأمر لفترةٍ طويلةٍ كهذه، هل لديكم الآن فهم أوضح نوعًا ما للعمل المُحدَّد الذي ينبغي على القادة والعاملين القيام به؟ (نعم، فهمنا لهذا الأمر أوضح نوعًا ما). ينبغي أن يكون أوضح من ذي قبل. شركتي مُحدَّدة وواضحة لدرجة أنه إذا كان شخصٌ ما لا يزال لا يفهم، فهذا يعني أنه محدود القدرات العقلية، أليس كذلك؟ (بلى). بالنظر إلى هذا الآن، هل تعتقدون أنه من السهل أن يكون المرء قائدًا أو عاملًا صالحًا؟ (كلا، ليس سهلًا). ما الصفات المطلوبة؟ (يجب أن يمتلك المرء مستوى القدرات والإنسانية اللازمين للقادة والعاملين، وكذلك واقع الحقّ، وحسّ المسؤولية). على أقل تقدير، يجب أن يكون لدى المرء ضمير، وعقل، وإخلاص، وبعد ذلك، مستوى قدرات وقدرة على العمل. عندما يمتلك شخصٌ ما كلَّ هذه الصفات، يمكنه أن يكون قائدًا أو عاملًا صالحًا وأن يُتمِّم مسؤولياته.
البند الثاني عشر: التحديد الفوريّ والدقيق لمختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتزعجهما. امنعهم وقيِّدهم وغيّر مسار الأمور؛ بالإضافة إلى ذلك، عقد شركة عن الحقّ حتَّى ينمّي شعب الله المختار التمييز لديهم من خلال هذه الأشياء ويتعلمون منها (الجزء الثاني)
في الاجتماع الأخير، عقدنا شركة حول البند الثاني عشر من مسؤوليات القادة والعاملين: "التحديد الفوريّ والدقيق لمختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتزعجهما. امنعهم وقيِّدهم وغيّر مسار الأمور؛ بالإضافة إلى ذلك، عقد شركة عن الحقّ حتَّى ينمّي شعب الله المختار التمييز لديهم من خلال هذه الأشياء ويتعلمون منها". في إطار هذا البند، عقدنا شركة بشكلٍ أساسي أولًا عن أيّ الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتزعجهما. إذا كان القادة والعاملون يرغبون في منع وتقييد مُختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تُسبِّب العرقلة والإزعاج داخل الكنيسة، ويريدون أداء هذا العمل بشكلٍ جيّد، فيجب عليهم أولًا معرفة وتحديد أيّ الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتزعجهما. بعد ذلك، يجب عليهم مطابقة هذه الأشياء مع الناس، والأحداث، والأشياء في عمل الكنيسة الفعلي وحياة الكنيسة، ثم تنفيذ مهام مُختلفة مثل منعهم وتقييدهم. هذا مطلب يجب توافره لدى القادة والعاملين. في اجتماعنا الأخير، عقدنا شركة حول بعض الناس، والأحداث، والأشياء المُختلفة التي تعرقل عمل الكنيسة وحياة الكنيسة وتزعجهما، بدءًا بتلك التي تتعلَّق بحياة الكنيسة. كذلك صنَّفنا الناس، والأحداث، والأشياء في حياة الكنيسة التي لها طبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج لها. كم عدد القضايا التي تحدثنا عنها إجمالًا؟ (إحدى عشرة. أولًا، الخروج عن الموضوع في كثير من الأحيان عند تقديم شركة عن الحقّ؛ ثانيًا، التحدُّث بالكلمات والتعاليم لتضليل الناس وكسب تقديرهم؛ ثالثًا، الثرثرة بشأن الأمور المنزلية، وبناء صلاتٍ شخصية، والتعامل مع الشؤون الشخصية؛ رابعًا، تكوين الشِلَل؛ خامسًا، التنافس على المكانة؛ سادسًا، زرع الفتنة؛ سابعًا، مُهاجمة الناس وتعذيبهم؛ ثامنًا، نشر المفاهيم؛ تاسعًا، التنفيس عن السلبية؛ عاشرًا، نشر شائعات لا أساس لها؛ والحادي عشر، انتهاك مبادئ الانتخابات). القضية السادسة هي زرع الفتنة، والتي لها طبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة ونظامها الطبيعيّ، لكنها مشكلة بسيطة، مقارنةً بالأعمال الشريرة الأخرى. غيِّروها إلى "الانخراط في علاقات غير مشروعة"، وطبيعة هذا أكثر خطورة من طبيعة زرع الفتنة. القضية السابعة هي مُهاجمة الناس وتعذيبهم. غيِّروا ذلك إلى "الانخراط في هجماتٍ متبادلة ومُشاحنات كلامية"؛ أليس هذا أكثر خطورة في طبيعته، وأكثر تحديدًا ومُلاءمة؟ (بلى). الهجمات المُتبادلة والمُشاحنات الكلامية نوع من المشكلات الشائعة الحدوث في حياة الكنيسة، والتي تتعلَّق بالعرقلة والإزعاج. تعديل هاتين القضيتين بهذه الطريقة يجعلهما أكثر ملاءمة وأقرب إلى المشكلات التي تنشأ داخل حياة الكنيسة. القضية الحادية عشرة هي انتهاك مبادئ الانتخابات. غيِّروا ذلك إلى "التلاعب بالانتخابات وعرقلتها". هذا مُجرَّد تغيير في الصياغة؛ فطبيعة هذا تظلّ كما هي، لكن درجته ازدادت حدّة فحسب؛ الأمر يتعلَّق الآن أكثر بطبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج.
مختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل حياة الكنيسة وتزعجها
5. التنافس على المكانة
في المرة السابقة، عقدنا شركة وصولًا إلى القضية الرابعة؛ تكوين الشِلَل. وهذه المرة، سننتقل إلى عقد شركة حول القضية الخامسة؛ التنافس على المكانة. مسألة التنافس على المكانة مشكلة تنشأ كثيرًا في حياة الكنيسة، وهي شيء ليس من النادر رؤيته. ما الحالات، والسلوكيات، والمظاهر التي تنتمي إلى ممارسة التنافس على المكانة؟ ما مظاهر التنافس على المكانة التي تنتمي إلى مشكلة عرقلة عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وإزعاجهما؟ أيًا كانت القضية أو الفئة التي نعقد شركة عنها، فيجب أن تتعلق بما ورد في البند الثاني عشر، حول "مُختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتزعجهما". يجب أن تصل إلى مستوى العرقلة والإزعاج، ويجب أن تتعلَّق بهذه الطبيعة؛ عندها فقط تكون جديرة بعقد الشركة والتشريح. ما مظاهر التنافس على المكانة المرتبطة بهذه الطبيعة المُتمثِّلة في عرقلة عمل بيت الله وإزعاجه؟ الأكثر شيوعًا هو تنافس الناس مع قادة الكنيسة على المكانة، والذي يتجلَّى بشكلٍ رئيسٍ في استغلالهم لأشياء مُعيَّنة بشأن القادة وأخطائهم من أجل الحطِّ من قدرهم وإدانتهم، وكشفهم عمدًا عن إظهارات الفساد الموجود لديهم، وعن الإخفاقات والنقائص الموجودة في إنسانيتهم ومستوى قدراتهم، خاصّةً عندما يتعلَّق الأمر بالانحرافات والأخطاء التي ارتكبوها في عملهم أو عند التعامل مع الناس. هذا هو المظهر الأكثر شيوعًا وضوحًا للتنافس مع قادة الكنيسة على المكانة. إضافةً إلى ذلك، لا يهتم هؤلاء الناس بمدى جودة قيام قادة الكنيسة بعملهم، وما إذا كانوا يتصرَّفون وفقًا للمبادئ أم لا، أو ما إذا كانت ثمّة مشكلات في إنسانيتهم أم لا، وهم ببساطة يتحدّون هؤلاء القادة. لماذا يتحدّونهم؟ لأنهم هم أيضًا يريدون أن يكونوا قادة كنيسة – هذا هو طموحهم، ورغبتهم، ولذا فهم يتحدّونهم. مهما كانت كيفية عمل قادة الكنيسة أو تعاملهم مع المشكلات، فإن هؤلاء الناس يستغلون دائمًا أشياء بشأنهم، ويحكمون عليهم ويدينونهم، بل ويذهبون إلى حدّ تضخيم الأمور، وتحريف الحقائق، والمُبالغة في الأمور إلى أقصى حدٍّ مُمكن. إنهم لا يستخدمون المعايير التي يطلبها بيت الله من القادة والعاملين لقياس ما إذا كان هؤلاء القادة يتصرَّفون وفقًا للمبادئ، وما إذا كانوا أشخاصًا صالحين، وما إذا كانوا أشخاصًا يسعون إلى الحقّ، وما إذا كان لديهم ضمير وعقل. هم لا يُقيِّمون القادة وفقًا لهذه المبادئ، بل بناءً على مقاصدهم وأهدافهم، ودائمًا ما يتصيَّدون الأخطاء ويختلقون الشكاوى، ويبحثون عن أشياء لاستخدامها ضدّ القادة أو العاملين، وينشرون من وراء ظهورهم شائعات عن قيامهم بأشياء لا تتوافق مع الحقّ، أو يكشفون عن نقائصهم. قد يقولون، على سبيل المثال: "القائد فلان ارتكب خطأً ذات مرة، وهُذِّب من قِبل الأعلى، ولم يعرف أيّ منكم بذلك. انظروا، إنه بارع جدًا في التمثيل!" إنهم لا يُراعون ولا يهتمون بما إذا كان هذا القائد أو العامل هدفًا للتنمية من قِبل بيت الله، أو ما إذا كان مُلَبّيًا للمعايير كقائد أو عامل، بل يواصلون فقط الحكم عليه، وتحريف الحقائق، والقيام بحركاتٍ تافهة ضدّه من وراء ظهره. ولأيّ غاية يفعلون هذه الأشياء؟ إنها للتنافس على المكانة، أليس كذلك؟ ثمّة هدف لكلّ ما يقولونه ويفعلونه. إنهم لا يُراعون عمل الكنيسة، وتقييمهم للقادة والعاملين لا يستند إلى كلام الله أو الحقّ، فضلًا عن ترتيبات عمل بيت الله أو المبادئ التي يطلبها الله من الإنسان، بل يستند إلى نواياهم وأهدافهم. إنهم يعارضون كلّ ما يقوله القادة أو العاملون، ثم يُقدِّمون "رؤاهم". وبغض النظر عن مدى توافق ما يقوله القادة والعاملون مع الحقّ، فإنهم لا يقبلونه على الإطلاق. إنهم يرفضون كلّ ما يقوله القادة والعاملون، ويطرحون آراءهم المُخالفة. وبصفة خاصة، عندما ينفتح قائد أو عامل ويكشف عن نفسه، ويتحدَّث عن معرفته الذاتية، يشعرون بسعادة أكبر، ويعتقدون أنهم قد وجدوا فرصتهم. أيّ فرصة؟ فرصة تشويه سمعة هذا القائد أو العامل، لإعلام الجميع بأن هذا القائد أو العامل لديه مستوى قدرات ضعيف، وأنه يمكن أن يكون ضعيفًا، وأنه أيضًا إنسان فاسد، وأنه كثيرًا ما يرتكب أخطاء في الأشياء التي يفعلها، وأنه ليس أفضل من أيّ شخص آخر. هذه هي فرصتهم لإيجاد شيء ليستخدموه ضدّ ذلك القائد أو العامل، فرصتهم لتحريض الجميع على إدانة ذلك القائد أو العامل، والإطاحة به، وإسقاطه. والدافع وراء كلّ هذه السلوكيات والأفعال ليس سوى التنافس على المكانة. إذا اتُّبعتْ مبادئ الانتخابات ومبادئ تنمية الناس واستخدامهم في بيت الله، في ظلّ الظروف الطبيعية، فلن يُنتخَب مثل هؤلاء الأفراد أبدًا قادةً أو عاملين. هذا شيء أدركوا حقيقته وفهموه بوضوح، ولذلك يلجأون إلى أيّ وسيلة لمُهاجمة القادة والعاملين وإدانتهم. أيًا يكن من يصبح قائدًا أو عاملًا، فإنهم ببساطة يتحدّونه، ودائمًا ما يتصيَّدون الأخطاء ويدلون بتعليقاتٍ نقدية غير مسؤولة عنه. وحتى لو لم يكن ثمّة خطأ في أفعال هؤلاء القادة والعاملين أو كلامهم، فإنهم يتمكَّنون دائمًا من إيجاد بعض العيوب فيهم؛ في الواقع، المشكلات التي ينتقونها ليست مشكلات جوهرية بل هي مسائل تافهة تمامًا. إذًا، لماذا يُركِّزون على هذه المسائل التافهة؟ لماذا يستطيعون الحكم على القادة والعاملين وإدانتهم علانيةً بشأن مثل هذه الأشياء؟ إن لديهم هدفًا واحدًا فقط، وهو التنافس على السلطة والمكانة. ومهما كانت كيفية عقد بيت الله شركة حول مُختلف مظاهر القادة الكاذبين وأضداد المسيح، فإنهم لا يربطون أبدًا هذه المظاهر بأنفسهم بل يربطونها حصريًا بالقادة والعاملين على كافة المستويات. وما إن يجدوا تطابقًا، يُفكِّرون: "الآن لديَّ دليل؛ لقد وجدت أخيرًا شيئًا أستخدمه كورقة ضغط ضدهم، وحصلت على فرصة جيّدة". ثم يصبحون أكثر جموحًا في الكشف، والحكم، وإجراء تقييمات نقدية، وإدانة كلّ ما يفعله هؤلاء القادة والعاملون. قد تبدو بعض القضايا التي يثيرونها إشكالية بعض الشيء ظاهريًا، ولكن عند قياسها بالمبادئ، فإنها ليست ذات أهمية. إذًا، لماذا يثيرونها؟ ليس لأيّ سببٍ آخر سوى كشف القادة والعاملين، بهدف إدانتهم وهزيمتهم. إذا دُفِع القادة والعاملين إلى السلبية، وتوسَّلوا طلبًا للرحمة، وانحنوا لهم، وإذا رأى الإخوة والأخوات أن هؤلاء القادة دائمًا سلبيون وضعفاء، وأنهم كثيرًا ما يرتكبون أخطاء عندما يتصرَّفون، فلن يعودوا ينتخبونهم قادةً، وإذا لم يعد الإخوة والأخوات يستمعون بانتباه عندما يعقد هؤلاء القادة شركة عن الحقّ، وإذا لم يعد الناس يتعاونون بنشاط وجدية عندما يُنفِّذ هؤلاء القادة العمل، فإن أولئك الذين يتنافسون على المكانة سيكونون مسرورين، وسيكون لديهم فرصة للاستفادة من ذلك. هذا هو السيناريو الذي يتمَّنون رؤيته بشدّة، وما يأملون في حدوثه أكثر من أيّ شيء آخر. ما هدفهم من فعل كلّ هذا؟ ليس هدفهم هو مساعدة الناس على فهم الحقّ وتمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح، ولا هم يفعلون ذلك من أجل قيادة الناس أمام الله. إنما هدفهم هو هزيمة القادة والعاملين وإسقاطهم حتى يراهم الجميع على أنهم المُرشَّحون الأنسب لتولي دور القيادة. عند هذه النقطة، سيكون هدفهم قد تحقَّق، ولن يكون عليهم إلا أن ينتظروا الإخوة والأخوات لترشيحهم لمنصب القائد. هل يوجد مثل هؤلاء الناس في الكنيسة؟ ما شخصياتهم؟ هؤلاء الأفراد شرِسو الشخصية، لا يحبون الحقّ على الإطلاق، ولا يمارسونه أيضًا؛ هم لا يرغبون إلا في الاستيلاء على السلطة. وماذا عن أولئك الذين يفهمون بعض الحقّ ويمتلكون بعض التمييز؛ هل سيكونون على استعداد للسماح لمثل هؤلاء الناس بالاستيلاء على السلطة؟ هل سيكونون على استعداد للوقوع تحت سلطتهم؟ (كلا). لِمَ لا؟ إذا استطاع معظم الناس أن يروا جوهر طبيعة مثل هؤلاء الأفراد بوضوح، فهل سيظلّون ينتخبونهم قادة؟ (كلا). لن يفعلوا، ما لم يكن الجميع قد التقوا للتوّ وليسوا على معرفة كبيرة ببعضهم البعض. ولكن ما إن يصبحوا على معرفة ويروا بوضوح أيّ الأفراد لديهم مستوى قدرات ضعيف ومُشوَّشون، وأيّ الأشرار لديهم شخصيات شرِسة ومُخادعة، وأيّهم مُتلهِّف للتنافس على المكانة ويسير في طريق أضداد المسيح، وأيّهم يمكنه السعي إلى الحقّ والقيام بواجباته بإخلاص، وما إلى ذلك، ما إن يستوعبوا جوهر طبيعة مختلف الناس وفئاتهم، فإن انتخاب القادة سيكون دقيقًا نسبيًا ويتوافق مع المبادئ.
هل يُفضِّل معظم الناس انتخاب شخص يتنافس دائمًا على المكانة قائدًا، أم يختارون شخصًا يكون مستوى قدراته وقدرته على العمل مُتوسَطين نسبيًا، ولكنه مُجتهد ودؤوب؟ عندما لا يكون من الواضح ماهية خُلُق هذين الفردين، أو ماهية جوهر طبيعتهما، أو أيّ طريق يسلكانه، فأيّهما يُفضِّل معظم الناس انتخابه قائدًا؟ (الثاني، الدؤوب). سيختار معظم الناس الثاني. إن مظاهر أولئك الذين يتنافسون على المكانة دائمًا هي دليل على إنسانيتهم وجوهرهم. ألا يستطيع معظم الناس إدراك حقيقة مظاهرهم وتمييزها؟ سيقول الناس: "هذا الشخص دائمًا ما يُزعج قائدة الكنيسة؛ طموحاته منصبة على نيل مكانتها، يريد أن يحلّ محلها قائدًا. منذ أن انتُخِبت قائدةً للكنيسة، وقد دأب على استهدافها وإزعاجها. إنه دائمًا ما يتحدَّث معها بفظاظة، ويبحث عن العيوب في كلّ ما تفعله، مُستغلًا كلّ ما يمكنه استغلاله، كما يصدر أحكامًا عليها ويكشف عن نقائصها من وراء ظهرها. وبصفة خاصة، في أثناء الاجتماعات أو عند عقد شركة حول العمل، إذا لم تُعبِّر عن نفسها بوضوح للحظة، يُقاطِعها، مُظهِرًا قدرًا كبيرًا من نفاد الصبر. بل إنه يحتقرها، ويسخر منها، ويهزأ بها، ويضحك عليها؛ فيُصعِّب الأمور عليها في كلّ منعطف ويُوقِعها في مواقف مُحرجة". مع كشف هذه السلوكيات للجميع، ألن يتمكَّن معظم الناس من تمييز هذا الفرد؟ (بلى). إذًا، هل هذا يساعده على الاستيلاء على منصب القائد؟ كلا بالتأكيد. هل هؤلاء الناس الذين يتنافسون على المكانة أذكياء أم حمقى؟ من الواضح أنهم أغبياء، حمقى. ثمّة مشكلة خطيرة أخرى: هؤلاء الأفراد أبالسة، وطبيعتهم غير قابلة للتغيير! إنّ رغبتهم في السلطة والمكانة لا يمكن السيطرة عليها، لدرجة أنهم يفقدون صوابهم، وهو أمر لا تمتلكه الإنسانية الطبيعية. هذه الرغبة تتجاوز حدود عقلانية الإنسانية الطبيعية وضميرها، وتصل إلى مستوى عدم الضمير. سيتصرَّف هؤلاء الناس بهذه الطريقة بغض النظر عن الزمان، أو المكان، أو السياق، دون مُراعاة للعواقب، فضلًا عن تأثير أفعالهم. هذه هي أبرز المظاهر والأساليب النموذجية لأولئك الذين يتنافسون على المكانة. كلما كان ثمّة اجتماع أو شركة حول العمل، ما إن يجتمع الجميع، فإن هؤلاء الأفراد يتسبِّبون في اضطرابات مثل الذباب المزعج، ويُفسِدون حياة الكنيسة والنظام الطبيعيّ لعقد شركة عن الحقّ. مثل هذه السلوكيات والأساليب لها طبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة ونظامها الطبيعي. ألا ينبغي تقييد مثل هؤلاء الأفراد؟ في الحالات الشديدة، ألا ينبغي إخراجهم أو طردهم؟ (بلى). أحيانًا، يمكن أن يكون الاعتماد فقط على قوة قادة الكنيسة لتقييد الأشرار جهدًا ضعيفًا ومعزولًا إلى حدٍّ ما؛ فإذا تمكَّن الإخوة والأخوات – بعد رؤيتهم بوضوح لخطورة العرقلة والإزعاج اللذين يُسبِّبهما الأشرار وتمييز جوهرهم تمامًا – من الاتحاد مع قادة الكنيسة في منع مثل هؤلاء الأفراد الأشرار وتقييدهم، ألن يكون هذا أكثر فعالية؟ (بلى). إذا قال أحدهم: "تقييد الأشرار هو مسؤولية القادة والعاملين، ولا علاقة لنا به نحن المؤمنين العاديين. لن نُكلِّف أنفسنا هذا العناء! الأشرار يتنافسون على المكانة مع قادة الكنيسة؛ إنهم يتنافسون على المكانة مع أولئك الذين يمتلكونها. ليس لدينا مكانة؛ إنهم لا يحاولون انتزاع أيّ شيء منا. على أيّ حال، هذا لا يؤثر علينا. دعهم يتنافسون كما يشاؤون. إذا كان لدى قادة الكنيسة القدرة، فينبغي عليهم تقييدهم؛ وإذا لم يكن لديهم، فينبغي أن يتركوهم وشأنهم. ما شأننا بهذا؟" هل وجهة النظر هذه جيّدة؟ (كلا). لماذا ليست جيّدة؟ (إنهم لا يحافظون على النظام الطبيعيّ للكنيسة). للتعبير عن ذلك بشكلٍ أدق، إلامَ يشير النظام الطبيعيّ للكنيسة؟ ألا يشير إلى حياة الكنيسة الطبيعية؟ (بلى). هذا يتضمَّن حياة كنسية طبيعية ومُنظَّمة؛ إنه يتضمن أكل وشرب كلام الله بنظام، ما يعني أن الناس يمكنهم قراءة كلام الله مُصلين وعقد شركة عنه، ومشاركة الاختبارات الشخصية، في حياة كنسية يعمل فيها الروح القدس، ويكون الله حاضرًا، ويُرشِد، وفي الوقت نفسه، يتلقَّون أيضًا استنارةً وإرشادًا من الروح القدس ويربحون النور. هذا ما ينبغي أن يتمتَّع به شعب الله المُختار في حياة الكنيسة. إذا دمَّر بعض الناس هذا النظام الطبيعيّ، فيجب منعهم وتقييدهم وفقًا للمبادئ، ولا ينبغي التسامح معهم. هذه ليست مسؤولية القادة والعاملين والتزامهم فحسب، بل هي أيضًا مسؤولية والتزام كلّ من يفهم الحقّ ويمتلك التمييز. بالطبع، سيكون من الأفضل لو تمكَّن قادة الكنيسة من قيادة هذا العمل، وعقد شركة مع الإخوة والأخوات حول طبيعة أفعال هؤلاء الأفراد، وأيّ نوع من الأشخاص هم هؤلاء الأفراد بناءً على مظاهرهم، وكيف يجب على الإخوة والأخوات تمييز مثل هؤلاء الأفراد وإدراك حقيقتهم. إذا لم يُقيَّد هؤلاء الأشرار وتعرَّض الإخوة والأخوات للإزعاج والتضليل والخداع من قبلهم، وانتهى الأمر بعزل قادة الكنيسة بدلًا من هؤلاء الأشرار، فستصبح هذه الكنيسة مشلولة وستنحدر حتمًا إلى الفوضى. هل يمكن لحياة الكنيسة الطبيعية أن تستمر في ظلّ هذه الظروف؟ وإذا لم تستطع الكنيسة الاستمرار، فهل ستظلّ اجتماعاتها مثمرة؟ هل سيظلّ شعب الله المُختار يكتسب شيئًا من مثل هذه الاجتماعات؟ وإذا لم يكتسب شعب الله المُختار شيئًا منها، فهل مثل هذه الاجتماعات مباركة من الله أم ممقوتة منه؟ إنها ممقوتة من الله بالطبع. الاجتماعات التي تخلو من عمل الروح القدس وبركة الله لا يمكن اعتبارها حياة كنسية بعد الآن، بل تصبح اجتماعات لمجموعة اجتماعية. هل يحبّ أيّ شخص حياة كنسية فوضوية؟ هل هي بنَّاءة أو نافعة لأي شخص؟ (كلا). خلال هذه الفترة، إذا لم تكتسب أيّ شيء فيما يتعلق بدخولك الحياة من أيّ اجتماع، فإن هذا الوقت لم يكن له قيمة أو معنى بالنسبة إليك؛ لقد أهدرتَ هذا الوقت. ألا يعني هذا أن دخولك الحياة قد تكبَّد خسارة؟ (بلى). إذا كان ثمّة أشرار، خلال اجتماعٍ ما، يتنافسون على المكانة، ويتنازعون ويتجادلون مع قائد الكنيسة، ونتيجة لذلك شعر الناس بالقلق، وأصبح الاجتماع بأكمله مشبعًا بجوٍ كريه، ومليئًا بطاقة الشيطان الخبيثة، وإذا – إلى جانب مناقشة مواضيع مثل من هو على حق ومن هو على خطأ – لم يأتِ أحد أمام الله للصلاة وطلب الحقّ، ولم يتصرَّف أحد وفقًا للمبادئ، فبعد هذا النوع من الاجتماعات، هل سيزداد إيمانك بالله أم سينقص؟ هل ستكون قد فهمتَ وربحت المزيد فيما يتعلق بالحقّ، أم أن عقلك سيكون قد اضطرب بسبب النزاعات، دون أن تكون قد ربحت أيّ شيء على الإطلاق؟ أحيانًا قد تُفكِّر: "لا أفهم لماذا يؤمن الناس بالله. ما الهدف من الإيمان بالله؟ كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يتصرَّفوا بهذه الطريقة؟ هل لا يزالون مؤمنين بالله؟" بسبب إزعاج واحد من الشياطين والأبالسة، تضطرب قلوب الناس وتصبح ملوثة؛ فيشعرون بأن الإيمان بالله لا طائل من ورائه، ولا يعرفون قيمة الإيمان بالله، وتتشتَّت أذهانهم. إذا استطاع الجميع أن يكون مُتيقظين وحسَّاسين وحاذقين للغاية فيما يتعلَّق بمثل هذه الأمور، بدلًا من أن يكونوا مُتبلدين وبطيئين، فعندما يقول الأشرار أو يفعلون أشياءً مرارًا في حياة الكنيسة من أجل التنافس على المكانة، سيدرك معظم الناس بسرعة أن ثمّة مشكلة تحتاج إلى حلّ. سيكونون قادرين على تمييز مَنْ يتلاعب بهذه المواقف بسرعة، وما جوهر شخصيتهم، وسيدركون بسرعة خطورة المشكلة، وسيكونون قادرين على منع الأشرار وتقييدهم في غضون فترةٍ قصيرة من الزمن، وتصفيتهم خارج الكنيسة، ومنعهم من الاستمرار في إزعاج الناس وتقييدهم داخل الكنيسة. ألن يكون هذا مفيدًا ومنورًا لمعظم الناس؟ (بلى).
إذا واجهتم مواقف يتنافس فيها الأشرار على المكانة، فكيف ستتعاملون معهم؟ ما رأي الأغلبية؟ (سنمنع هذا السلوك). تمنعونه فحسب؟ كيف ستمنعونه؟ هل ستمنعونهم من التحدُّث، أم ستقولون: "لا نحبُّ ما تقوله، لذا تحدَّث أقلّ في الاجتماعات المستقبلية!" هل سيفلح ذلك؟ هل سيستمعون إليك؟ (كلا). إذًا، ماذا ينبغي أن تفعل؟ ينبغي عليك كشف نواياهم، ودوافعهم، وجوهر طبيعتهم وتشريحها بدقة وفقًا لكلام الله، حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من تمييز مثل هؤلاء الناس وطبيعة أفعالهم والتنبُّه إليهم، بدلًا من أن تكون ساعيًا لرضى الناس، وتنتظر فقط قادة الكنيسة وعامليها ليكشفوا الأشرار قبل أن تتخذ موقفًا وتقول: "لا ينبغي السماح لهم بحضور الاجتماعات بعد الآن". هل من الجيّد أن تكون ساعيًا لرضى الناس؟ (كلا، ليس جيدًا). عند مواجهة مثل هذه المواقف، ألا يفضل غالبية الناس تفادي هذه الأمور وتجنُّبها، بدلًا من الاصطدام بهؤلاء الأشرار، حتى يتجنَّبوا الإساءة إليهم وجعل التفاعل معهم أمرًا مُحرجًا فيما بعد؟ ألا يلتزم معظم الناس بمبدأ التعاملات الدنيوية المُتمثِّل في أن يكونوا ساعين لرضى الناس؟ (بلى). تلك مشكلة إذًا. لنفترض أن ثمانين بالمائة من الناس في الكنيسة هم من الساعين لرضى الناس، وعندما يرون مثل هؤلاء الأفراد الأشرار يتنافسون على المكانة، والتفوق، ومناصب القادة في حياة الكنيسة، لا يقف أحد لمنعهم أو تقييدهم، مع تبني الأغلبية وجهة النظر التالية: "كلما قلَّت المشكلات، كان ذلك أفضل. لا يمكنني استفزازهم، لذا ألا يمكنني تجنُّبهم فحسب؟ سأتجنَّبهم فحسب وسينتهي الأمر بذلك. دعهم يتنافسون؛ فعندما يحين الوقت، سيعاقبهم الله. ما شأني بهذا!" في ظلّ هذه الظروف، هل لا تزال حياة الكنيسة مثمرة؟ معظم الناس كسالى واتكاليين؛ ففور انتخاب قادة الكنيسة، يعتبرون عملهم قد انتهى، وينتظرون قادة الكنيسة ليفعلوا كلّ شيء فحسب. إذا سألتَهم عما إذا كانت كتب كلام الله قد وُزِّعت في كنيستهم، وما إذا كانت ثمّة أيّ عرقلة أو إزعاج لحياة الكنيسة، أو ما إذا كان أيّ شخص يتحدَّث دائمًا بالكلمات والتعاليم أو يتنافس مع القادة على المكانة، يقولون: "قادة الكنيسة يعرفون كلّ هذه الأشياء. أنا لا أعرف عنها، ولا داعي لأن أُزعج نفسي بشأنها. سيعتني القادة بها عندما يحين الوقت". إنهم لا يشغلون أنفسهم بأيّ شيء أو يستفسرون عن أي شيء، ولا يُبلَّغون بأيّ شيء، ولا يعرفون أو يهتمون بأيٍّ من الناس، أو الأحداث، أو الأشياء التي تتداخل مع حياة الكنيسة، والتي يجب أن يعرفوها. عندما يتعلَّق الأمر بما يقوله ويفعله هؤلاء الأشرار الذين يظهرون في الكنيسة عند تنافسهم على المكانة، وكذلك الاضطرابات والتأثيرات التي يُسبِّبونها لحياة الكنيسة، يكونون غير مُبالين بهذا إطلاقًا، ولا يستفسرون عن هذه الأشياء أو يسألون عنها. وبعد انتهاء كلّ شيء، إذا سألتَهم عما إذا كانوا قد اكتسبوا أيّ تمييز، وما إذا كانوا يستطيعون تمييز الأشرار، ومظاهرهم، لا يمكنهم قول أيّ شيء سوى: "اسألوا قادة الكنيسة؛ إنهم يعرفون كلّ شيء". أليس مثل هذا الشخص عبدًا؟ إنه عبد، وجبان وعديم الفائدة، ويعيش حياةً خسيسةً. المواقف التي يتنافس فيها الأشرار على المكانة تتطلَّب تمييزها، والتعامل معها، وحلها. هذه ليست مسؤولية قادة الكنيسة وحدهم؛ فجميع شعب الله المُختار يتشاركون هذه المسؤولية. يفهم معظم القادة بعض الحقائق أكثر من الشخص العادي، وهم يقظون لهذه القضايا، ويمكنهم رؤية أهداف أفعال هؤلاء الناس وجوهرها. وفي الوقت نفسه، ينبغي على معظم الناس أيضًا أن يتعلَّموا الدروس عمليًا وينموا في التمييز، وأن يتحدوا بتوافق وانسجام مع أولئك الموجودين في الكنيسة مِمنْ لديهم حسّ العدالة، ويفهمون الحقّ ويسعون إليه، لاتخاذ إجراءاتٍ مناسبة ضدّ هؤلاء الأفراد الأشرار الذين يزعجون حياة الكنيسة ويعرقلونها. يجب عليهم عزلهم أو إخراجهم، بدلًا من الوقوف مكتوفي الأيدي، والاستماع فقط إلى القليل من الشركة، وتوسيع آفاقهم قليلًا، وأن يكون لديهم بعض الوعي بالمسألة في قلوبهم عند مواجهة هذه القضايا، ثم يعتبرون عملهم قد انتهى. هذا لأن حياة الكنيسة ليست شيئًا يخصّ قادة الكنيسة فقط، وعيش حياة كنسية صالحة والحفاظ على النظام الطبيعيّ لحياة الكنيسة ليس فقط مسؤولية قادة الكنيسة؛ إنه أمر يتطلَّب جهدًا جماعيًا من الجميع للوقوف صفًا واحدًا للحفاظ عليه.
الأشخاص الذين يتنافسون على المكانة – النوع المذكور في القضية الخامسة – كثيرًا ما يظهرون داخل حياة الكنيسة. أبرز مظاهرهم هو تنافسهم على المكانة مع قادة الكنيسة، يليه التنافس على المكانة مع أولئك الذين يمتلكون مستوى قدرات جيدًا ويستوعبون الحقّ بنقاءٍ نسبي، وأولئك الذين لديهم فهم روحي، وأولئك الذين يفهمون مبادئ الحقّ بين الإخوة والأخوات، وكثيرًا ما يتحدّون هؤلاء الأفراد. يعقد هؤلاء الناس بشكلٍ مُتكرِّرٍ شركة عن بعض الفهم النقي والنور في حياة الكنيسة، مُشارِكين بعض الاختبارات الشخصية القيِّمة والتي تنقل فهمًا عمليًا؛ هذا يساعد الإخوة والأخوات وينورهم بشكلٍ كبير. بعد سماع شركتهم، يكون لدى الإخوة والأخوات طريق، ويعرفون كيفية ممارسة كلام الله واختباره، وكيفية حلّ مشكلاتهم. يشعرون بالامتنان الشديد لإرشاد الله، وفي الوقت نفسه، يعجبون بأولئك الذين لديهم استيعاب خالص للحقّ واختبارات عملية ويقدرونهم. وبالتالي، يميلون إلى تقدير هؤلاء الأفراد تقديرًا عاليًا والتقرُّب منهم. إن ظهور هذه الأمور الإيجابية التي ترضي الله في حياة الكنيسة هو ما لا يرغب أولئك الذين يتنافسون على المكانة في رؤيته على الإطلاق. متى رأوا شخصًا يعقد شركة عن اختبارات عملية، شعروا بعدم الارتياح والغيرة، وصاروا مرتبكين بشدّة. وفي ارتباكهم هذا، يُظهِرون سلوكًا مُتحديًا، وازدراءً، وعدم رضا، وكثيرًا ما يحسبون في قلوبهم كيفية جعل أولئك الذين لديهم اختبارات عملية ويفهمون الحقّ يبدون حمقى، وكذلك كيفية جعل الإخوة والأخوات يرون عيوبهم ونقائصهم، فلا يعودون يُقدِّرونهم تقديرًا عاليًا أو يتقرِّبون منهم. لذا، يضطر أولئك الذين يتنافسون على المكانة إلى قول بعض الأشياء والقيام ببعض الأفعال. يُهاجمون ويستبعدون أولئك الذين يشاركون شهاداتٍ اختبارية وأولئك الذين يتيح عقدهم شركة عن الحقّ بشكلٍ متكرِّر دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة ومساعدتهم على ذلك. غالبًا ما يستخدمون ورقة ضغط ضد الشخصيات الإيجابية ويكشفون عن عيوبهم، بهدف إبعاد شعب الله المُختار عن كلّ من يعقد شركة عن الحقّ كثيرًا ويشارك شهاداتٍ اختبارية. باختصار، أولئك الذين يتنافسون على المكانة هم شخصياتٌ سلبية تتسلَّل إلى الكنيسة وتلعب دور خُدَّام الشيطان.
تابت أختٌ – كانت قد ارتكبت أخطاء في علاقاتها الحميمة قبل الإيمان بالله – بعد أن أصبحت مؤمنةً ولم ترتكب مثل هذه الأخطاء مرّةً أخرى. شعرت بالندم بشدّة على تعدياتها السابقة، ومن ثم انفتحت وعقدت شركة مع الإخوة والأخوات. ما الغرض والمبدأ من الانفتاح وعقد الشركة؟ إنه تعزيز التفاهم المتبادل وإزالة الحواجز الداخلية بين الإخوة والأخوات. يمكن لمعظم الإخوة والأخوات، بعد فهم الحقّ، الانفتاح وعقد شركة عن استعلانات فسادهم وتعدياتهم السابقة، مع التعبير أيضًا عن الامتنان لخلاص الله والتسبيح له. هل مثل هذا الانفتاح وعقد الشركة مناسب؟ (نعم). بعد فهم الحقّ، يكون معظم الإخوة والأخوات قادرين على الانفتاح وعقد شركة بهذه الطريقة؛ فهل يُشكِّل هذا مشكلة؟ (كلا). من الطبيعي جدًا أن يكون الناس قد ارتكبوا بعض الأخطاء فيما يتعلَّق بعلاقاتهم الحميمة أو في جوانب أخرى قبل إيمانهم بالله. بعض الناس يمكنهم التحدُّث عن هذه الأخطاء، بينما البعض الآخر يتخفون ويتكتمون، ومهما كانت كيفية ممارسة الآخرين للانفتاح وكشف الذات، فإنهم لا يقولون شيئًا من تلقاء أنفسهم. يعتقدون أن هذه الأخطاء هي أسرارهم المُخزية، والتي لا يمكنهم السماح لأيّ شخص بمعرفتها، خشية أن تضيع سمعتهم، وكرامتهم، ومكانتهم. غير أن بعض الناس يفهمون الأمور بشكلٍ مُختلف؛ إنهم يعتقدون أنه بما أنهم قد آمنوا بالله وقبلوا خلاص الله، فيجب عليهم الآن الانفتاح وعقد شركة حول أفعالهم الخاطئة السابقة والطرق الخاطئة التي سلكوها، وإظهارها بهدف تشريحها، وأن هذه مُجرَّد أشياء مرَّوا بها بوصفهم بشرًا أفسدهم الشيطان. الآن، هم قادرون على الانفتاح، وكشف الذات، وعقد شركة. وسواء كان ذلك لتلخيص الماضي أو لوضع حدٍّ له، فإن حقيقة أن هؤلاء الناس يمكنهم فعل ذلك تُثبت ماهية موقفهم تجاه ممارسة الحقّ: إنهم على استعداد لممارسة الحقّ، ولديهم العزم على ممارسته. تعتمد كيفية ممارسة المرء بالتحديد على استيعابه وعزمه. ولكن الانفتاح وكشف الذات ليسا خطأ بالتأكيد، فضلًا عن أن يكونا خطيئة. لا ينبغي استخدام ذلك كورقة ضغط ضدّ شخص ما، فضلًا عن أن يصبح دليلًا يستخدمه شخص آخر لمُهاجمته. يمكن لأغلب الناس التعامل مع هذه المسألة بشكلٍ صحيحٍ، أيّ أن استيعابهم لها نقي ويتوافق مع مبادئ الحقّ. غير أن الأفراد الأشرار يُضمِرون نوايا خاطئة؛ يصرَّون على استغلال أشياء عن الناس للسخرية منهم، والتلاعب بهم، والحكم عليهم. مثل هذه الأعمال الشريرة واضحة تمامًا. أولئك القادرون على كشف ذواتهم، والانفتاح، وعقد شركة عن فسادهم والطرق الخاطئة التي سلكوها، يمتلكون قلوبًا تجوع وتعطش إلى البرّ في طريقتهم تجاه الحقّ وكلام الله. وبالتالي، فحينما يقرأون كلام الله، يكتسبون دون وعي بعض الفهم والرؤى العملية. هذه الأفهام والرؤى العملية تساعدهم على إيجاد طريق للممارسة في مواجهة الصعوبات والمواقف المتعددة التي تحدث في حياتهم، ما يؤدي إلى بعض الفهم الاختباري الحقيقي للحقّ. إن عقد شركة عن هذا الفهم الاختباري الحقيقي منور للآخرين ومفيدٌ لهم؛ سيتطلع الإخوة والأخوات إلى هؤلاء الأفراد بإعجاب واحترام، قائلين: "اختباراتك العملية رائعة حقًا. بعد سماعها، يمكنني التعاطف بشدّة. أرى أن طريقتك في الممارسة صحيحة ومُباركة من الله. أنا أيضًا على استعدادٍ للتخلِّي عن مفاهيمي وأحكامي المسبقة والتخلَّص من أعبائي؛ إنني أرغب في ممارسة الحقّ بطريقةٍ بسيطة وفي تلقي استنارة الله وإرشاده مثلك. هذا الطريق هو الطريق الصحيح". أليست هذه المظاهر طبيعية تمامًا؟ أليس من المناسب تمامًا أن تنشأ مثل هذه العلاقة بين الإخوة والأخوات؟ هذا نوع من العلاقات الشخصية يختلف عن النوع الموجود بين أولئك الذين لا يؤمنون بالله؛ إنه نوع يستحسنه الله ويرغب في رؤيته. فقط عندما توجد مثل هذه العلاقة الطبيعية بين الإخوة والأخوات، يمكن لحياة الكنيسة أن تكون طبيعية. ومع ذلك، سيكون هناك دائمًا بعض الأشرار أو بعض ذوي النوايا الخبيثة، الذين يقفون لمُهاجمة ذوي الاختبارات العملية، وأولئك الذين يجوعون ويعطشون إلى الحقّ، وأولئك الذين يعجبون ويقدرون الأشخاص ذوي الاختبارات، وتشويه سمعتهم، واستبعادهم. لماذا يُهاجمون هؤلاء الأفراد؟ ليس لديهم هدف سوى التنافس على مكانة مُعينة داخل الكنيسة. نظرًا لأنهم لا يحبّون الحقّ ولا يسعون إليه، يتنكرون في هيئة ساعين إلى الحقّ من خلال تلفيق اختبارات كاذبة لتضليل الجميع واكتساب تقديرهم العالي. هذا هو استخدام أساليب الشيطان لتضليل الناس والسيطرة عليهم لتحقيق المكانة والسلطة التي يرغبون فيها. تحدث مثل هذه الحوادث بشكلٍ مُتكرِّر في الكنائس في كلّ مكانٍ، وهي مرئية للجميع. إذا وجدتم أن بعض الإخوة والأخوات يمتلكون بعض واقع الحقّ، ويمكنهم عقد شركة عن فهم اختباري حقيقي لكلام الله في أثناء الاجتماعات، وقد اكتسبوا ثناء الكثيرين، ومع ذلك، لسببٍ ما، يتعرَّضون للهجوم، والانتقام، ويغرقون في المعاناة من قِبل البعض، فينبغي أن تكونوا يقظين، وأن تُميِّزوا أيّ نوع من الناس ينخرط في هذا السلوك. لماذا يُهاجَم ويُستبعَد أولئك الذين يسعون إلى الحقّ في كثيرٍ من الأحيان؟ ما الذي يحدث هنا حقًا؟ هذا يشير بالتأكيد إلى وجود مشكلة.
في حياة الكنيسة، ينبغي إيلاء اهتمام وثيق لأولئك الذين يتصيَّدون أخطاء القادة والعاملين بشكلٍ مُتكرِّر. إضافة إلى ذلك، كثيرًا ما يسخر بعض الناس، أو يهزأون، أو يُهاجمون أولئك الذين يسعون إلى الحقّ ويتوقون إلى كلام الله نسبيًا. ينبغي أيضًا مُراقبة هؤلاء الأشخاص السلبيين عن كثب ومُتابعتهم لمعرفة ما ستكون عليه أفعالهم التالية. إذا كان شخصٌ ما يستطيع كشف نقائص قادة الكنيسة أو مُهاجمة الأفراد الذين لديهم واقع الحقّ دون أيّ سببٍ وجيهٍ أثناء المُشاركة في حياة الكنيسة، فثمّة بالتأكيد قضية وسبب وراء ذلك؛ فمن المُؤكَّد أن هذا ليس بدون سبب. ينبغي على الإخوة والأخوات منح انتباه جادٍ لمثل هؤلاء الأفراد لأن هذه ليست مسألة بسيطة. أحيانًا، بعد سماع شهادة عن اختبارٍ عملي والشعور بالاستمتاع الكامل في قلب المرء، أو بعد اكتساب القليل من النور والفهم، يمكن للمرء مع ذلك أن يقع في حيرة بسبب بضع كلماتٍ مُضلَّلة يتحدَّث بها الأشرار، ومن ثم يخسر كلّ ما اكتسبه للتوّ. فقط عندما يبدأ المرء في بناء بعض الإيمان، يتعرَّض للإزعاج من قِبل الأشرار ويعود إلى مكانته الأصلية؛ فقط عندما يبدأ في امتلاك القليل من التعطش للحقّ ولكلام الله، إلى جانب القليل من العزم على ممارسة الحقّ، يتعرَّض للإزعاج من قبل الأشرار، فاقدًا القلب والدافع، ثم يريد مغادرة محلّ الصراع هذا بسرعة. هل هذه العواقب خطيرة؟ إنها خطيرة جدًا. وهكذا، في الكنيسة، إذا كان ثمّة شخصٌ يبدأ دائمًا نزاعات حول شيء لا يتوافق مع رغباته، ويجادل حول مَنْ هو على حق، ويناقش الصواب من الخطأ، بل ويتنازع حول مَنْ هو الأسمى أو الأدنى، فينبغي أن يتسبب مثل هؤلاء الأفراد في دق ناقوس الخطر. انظروا إلى الدور الذي يلعبونه في الكنيسة، وماهية العواقب التي يُسبِّبونها، ومن خلال ذلك، يمكنكم إدراك حقيقة جوهر طبيعتهم.
في حياة الكنيسة، ثمّة نوعٌ آخر من مظاهر التنافس على المكانة يتضمَّن عرقلة حياة الكنيسة وعملها وإزعاجهما. على سبيل المثال، في بعض الأحيان، عندما يعقد الإخوة والأخوات شركة حول مشكلة ما معًا، يكون لدى شركة الجميع بصيص نور؛ كلما عقدوا شركة أكثر، أصبحت مبادئ الحقّ أوضح وأكثر جلاءً، وأصبح طريق الممارسة مفهومًا بسرعة. ولن قد يُقدِّم شخصٌ ما فجأة "فكرة لامعة"، اقتراحًا من عنده، قاطعًا تدفُّق الشركة ومُحوِّلًا الموضوع إلى موضع آخر، تاركًا شركة الموضوع الرئيسي غير مكتملة. ظاهريًا، لا يبدو أنهم يُسبِّبون إزعاجًا، فضلًا عن أن يُقيِّدوا الآخرين عن عقد شركة عن الحقّ، لكنهم لم يختاروا الوقت المناسب لطرح هذا الموضوع. من خلال إدراج قضية جديدة للشركة والمناقشة في لحظةٍ حرجةٍ أثناء عقد شركة عن الحقّ لحلّ مشكلةٍ ما، تُقطَع القضية السابقة قبل حلّها بالكامل. أليس هذا تخليًا عن المهمة في منتصف الطريق؟ ألا يُؤخِّر هذا حلّ المشكلة؟ ولا يقتصر الأمر على أن المشكلة لم تُعالَج فحسب، بل تأخَّر فهم الناس للحقّ أيضًا. هل الأشخاص ذوو العقل عرضة للقيام بذلك؟ هل من المبالغة القول إن مثل هذه الأشياء تعرقل حياة الكنيسة وتزعجها؟ لا أعتقد ذلك على الإطلاق. إزعاج اجتماع كهذا عند عقد شركة عن الحقّ لحلّ مشكلة؛ أليس هذا عرقلة وإزعاجًا مُتعمَّدًا لحياة الكنيسة؟ إذا كان شخصٌ ما يتدخَّل دائمًا في اللحظات الحرجة عندما تُعقَد شركة عن الحقّ لحلّ مشكلةٍ ما، وإذا كان يحاول دائمًا اختصار الأمور وإنهاءها مبكرًا، فهذه ليست مشكلة عدم امتلاك عقل؛ إنه إزعاج مُتعمَّد للاجتماع بينما تُعقَد شركة عن الحقّ لحلّ مشكلةٍ ما، إنه العمل الشرير المُتمثِّل في عرقلة حياة الكنيسة وإزعاجها، بشكلٍ محضّ وبسيط – فقط أضداد المسيح والأشرار يفعلون هذا، فقط الأشخاص الذين يكرهون الحقّ يفعلون هذا. أيًا كان السياق أو الظروف، يتعيَّن على مثل هؤلاء الناس دائمًا الخروج "بأفكارهم اللامعة"، ويريدون دائمًا أن يكونوا محطّ الأنظار، وأن يكونوا محور الاهتمام. أيًا كانت أهمية الموضوع الذي يعقد الناس شركة عنه وحيويته، يتعيَّن عليهم دائمًا التدخُّل لتحويل انتباه الناس وإطلاق أفكار رنانة، راغبين في أن يبدوا فريدين. ما نوع الحيل التي يحاولون القيام بها؟ ألا يتنافسون على المكانة؟ إنهم يريدون السيطرة على الوضع. لا يريدون أن يكون لدى الناس فهم أعمق ووضوح أكبر للحقّ؛ فشاغلهم الأكبر هو أن يجعلوا الجميع ينتبهون إليهم، ويستمعون إليهم، ويطيعونهم، وأن يفعل الجميع ما يقولونه. هذا تنافس على المكانة بوضوح. بالنسبة إلى بعض الناس، أيًا كان العمل الذي يقومون به، فعندما تطلب منهم عقد شركة حول أفكار وخطط مُحدَّدة لتنفيذ شيءٍ ما، والخطوات المُحدَّدة لتنفيذها بالتفصيل، لا يمكنهم التوصُّل إلى أيّ شيء. ومع ذلك، فإنهم مولعون بإطلاق أفكار رنانة، والظهور على أنهم غير تقليديين، وفعل شيء جديد ومبهر. وأيًا كان الوضع الراهن، فما إن تخطر ببالهم فكرة جديدة، يطرحونها كما لو كانت مُلهمة، ويقترحونها بشكلٍ مُتسرِع ليقبلها الآخرون ويوافقوا عليها، دون تفكير متأنٍ. ولكن عندما يُطلَب منهم في النهاية مُناقشة مساراتٍ مُحدَّدة للممارسة، يصبحون عاجزين عن الكلام. إنهم يفتقرون إلى الكفاءة، لكنهم لا يزالون يرغبون في التباهي، ويهدفون دائمًا إلى أن يكونوا مرئيين. إنهم غير راغبين في لعب دور ثانوي؛ لا يريدون أن يكونوا مُجرَّد تابع عادي آخر. إنهم يخشون دائمًا أن ينظر إليهم الآخرون بازدراء، ويريدون دائمًا تأكيد وجودهم. لذا فإنهم يُطلقون دائمًا أفكارًا رنانة ليكونوا مرئيين. ما القصة وراء فعل ذلك دائمًا؟ عندما تخطر ببالهم فكرة ما، يعتبرونها جيّدة وجديرة بالممارسة بشكلٍ أعمى دون تفكير أو حتى قبل أن تنضج الفكرة. وعندما يطرحون هذه الفكرة بشكلٍ مُتسرِع، لا يفهمها الآخرون، ويثيرون بطبيعة الحال بعض الأسئلة. وعندما يعجزون عن الإجابة، يظلون يصرُّون على أن رأيهم صحيح وأنه ينبغي على الجميع قبوله. أيّ نوعٍ من أنواع الشخصيات هذا؟ ما العواقب التي سيجلبها إصرارهم الذي لا أساس له على آرائهم؟ هل هو نافع أم مُزعِج لعمل الكنيسة؟ هل هو نافع أم ضارّ لشعب الله المُختار؟ إنهم قادرون على قول هذا دون أيّ حسّ بالمسؤولية؛ فما هدفهم؟ إنه تأكيد وجودهم فحسب. إنهم يخشون ألا يعرف الآخرون أن لديهم مثل هذه "الأفكار اللامعة"، وألا يعرفوا أن لديهم مستوى قدرات، وذكاء، وقدرات؛ إنهم يسعون جاهدين لهذا التقدير، لجعل غالبية الناس يُقدِّرونهم تقديرًا كبيرًا. وماذا يحدث في النهاية؟ يُقدِّمون اقتراحات بشكلٍ مُتسرِع، ويعتقد الآخرون في البداية أن لديهم حقًا بعض القدرات، شيئًا حقيقيًا. ولكن مع مرور الوقت، يتضح أنهم مُجرَّد حمقى، يفتقرون إلى المعرفة أو المهارة الحقيقية ومع ذلك يريدون دائمًا أن يكون لهم القول الفصل. هذا هو التنافس على المكانة. بدون قدرة حقيقية، يظلون يريدون اتخاذ القرارات؛ يُطلقون دائمًا أفكارًا رنانة دون تقديم أيّ خطط ملموسة، ويفتقرون إلى مسار مُحدَّد للممارسة. ماذا ستكون العواقب إذا عُهِد لمثل هؤلاء الناس حقًا بالمهام؟ سيؤدي ذلك حتمًا إلى تأخيرات. لماذا يسعون دائمًا إلى التنافس على المكانة، والاستيلاء على السلطة، بينما لا يستطيعون إنجاز أيّ شيء؟ إنهم مُجرَّد حمقى تنقصهم الكثير من الفطنة ليكتمل إدراكهم؛ وللتعبير عن ذلك بعبارةٍ أكثر أناقة، فإنهم يفتقرون تمامًا إلى العقل. بين غير المؤمنين، يوجد الكثير جدًا من مثل هؤلاء الناس، كثير من الكلام بلا فعل. معظم الناس يمكنهم تمييز مثل هذا النوع من الأشخاص إلى حد ما. إذا كان شخص ما يُطلِق دائمًا أفكارًا رنانة ويريد أن يبدو مبتكرًا، فيجب على المرء توخي الحذر حتى لا ينخدع به. إذا كان ثمّة شخص لديه أفكار ثاقبة حقًا، ويمكنه أيضًا تقديم خطة واقعية، فلا بأس بذلك إذا كانت خطة عملية؛ فإذا كان يطرح فقط أفكارًا رنانة دون تقديم خطط واقعية، فينبغي على المرء التعامل معه بحذر. يجب عقد شركة لتحديد ما إذا كان ثمّة مسار قابل للتطبيق لأفكاره أم لا. إذا شعرت الأغلبية بأن فكرته عملية ولها مسار للممارسة، فينغي تجربتها لفترةٍ لرؤية النتائج التي ستسفر عنها قبل اتخاذ قرار.
أيًا كان جانب الحقّ الذي تعقد الكنيسة شركةً عنه أو المشكلة التي تحلّها، فإن جميع أنواع الناس سيُظهِرون أنفسهم. بعد التفاعل لفترةٍ طويلة، يمكن للمرء أن يرى مَنْ يحب الحقّ حقًا ويمكنه قبوله، ومَنْ هم أولئك الذين يُعرقلون ويُزعجون، غير مهتمين بالمهام الصحيحة. هل تعتقدون أن أولئك الذين يحبّون إطلاق أفكار رنانة وطرح أفكار جديدة يمكنهم قبول الحقّ والانطلاق في المسار الصحيح للإيمان بالله؟ أعتقد أنه ليس من السهل عليهم فعل ذلك. ما الدور الذي يلعبه هؤلاء الناس في حياة الكنيسة؟ ما عواقب طرحهم المُتكرِّر لأفكار رنانة وعدم اهتمامهم بالمهام الصحيحة؟ هذا يُعرقل حياة الكنيسة ويُزعجها، كما يرى معظم الناس، وإذا استمر هذا، فسوف يُؤخِّر شعب الله المُختار عن السعي إلى الحقّ والدخول في الواقع. وعلى الرغم من أن أولئك الذين يحبّون إطلاق أفكار رنانة ليسوا بالضرورة أشرارًا، إلا أن عواقب أفعالهم ضارّة جدًا بدخول شعب الله المُختار الحياة، وفي الوقت نفسه، تُؤخِّر أفعالهم أيضًا عمل الكنيسة وتؤثر عليه سلبًا. إذًا، كيف ينبغي حلّ هذه المشكلة؟ كيف ينبغي التعامل مع الأشخاص الذين يحبّون إطلاق أفكار رنانة وطرح أفكار جديدة بشكلٍ مناسب؟ الطريقة الأولى هي هذه: إذا كانوا يحبّون إطلاق أفكار رنانة ولديهم دائمًا آراء، فدعهم يتحدَّثون أولًا، ثم مارِس التمييز. أيًا كان الشخص، فالجميع أحرار في التحدُّث والتعبير عن آرائهم؛ إذ لا ينبغي لأحد أن يُقيِّد ذلك. أيّ شخص لديه حقًا أفكار ورؤى حكيمة ينبغي السماح له بالتحدُّث وتوضيحها، ليراها الجميع، ثم عقد شركة ومناقشة لمعرفة ما إذا كانت صائبة، وما إذا كانت تتوافق مع مبادئ الحقّ، وما إذا كان ثمّة أيّ جزء يمكن اعتماده. إذا كان الأمر جديرًا بالتعلُّم منه ويمكن استخلاص بعض المنفعة منه، فهذا جيّد؛ وإذا تقرر – بعد الشركة والمناقشة – أن ما يقولونه ليس له قيمة وليس مرغوبًا، فينبغي نبذه. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، سينمو الجميع في التمييز؛ وكلما طرأ شيءٌ، سيعرفون جميعًا كيف سيتفكرون في هذه المسألة، وسيفهمون مُختلف الناس بشكل أفضل. مثل هذه الممارسة نافعة لشعب الله المُختار ولن تجلب إزعاجًا لعمل الكنيسة؛ هذه الطريقة في الممارسة صائبة. والطريقة الثانية هي هذه: عندما لا يكون ما يقال ذا قيمة، ولن يُكتسَب أيّ منفعة منه حتى لو عُقِدت شركة عنه ونُوقِش، فينبغي رفض مثل هذه الاقتراحات مباشرة، ولا داعي لأيّ شركة أو مناقشة. إذا استمر شخصٌ ما في إثارة مثل هذه القضايا التي لا قيمة لها و"الأفكار اللامعة"، على نحو يُشعِر شعب الله المُختار بالملل ويجعلهم غير راغبين في الاستماع إليه، ألا ينبغي تقييد مثل هذا الشخص؟ سيكون من الأفضل نصحه بإظهار المزيد من العقل، والامتناع عن قول أشياء لا ينبغي قولها لتجنُّب التأثير على الآخرين. إذا كان هذا الشخص يفتقر إلى العقل ويصرّ على الاستمرار بهذه الطريقة، مُسبِّبًا إزعاجًا لحياة الكنيسة وجاعلًا الجميع منزعجين للغاية، إلى درجة الغضب، فهو شخص شرير يُزعِج حياة الكنيسة. يجب التعامل معه وفقًا لمبادئ بيت الله لتطهير الكنيسة؛ أخرِجوه من الكنيسة؛ فهذا مناسب. أخبروني، أيّ نوع من الناس هم أغلب مَنْ يحبّون إطلاق أفكار رنانة؟ هل هم من النوع الذي يسعى إلى الحقّ؟ هل يبذلون أنفسهم بإخلاص من أجل الله؟ كلا بالتأكيد. إذًا، ما هو غرضهم ومقصدهم من التسبُّب في مثل هذه الاضطرابات لحياة الكنيسة؟ هذا يتطلَّب التمييز. إذا كان لدى الجميع بالفعل فهم كافٍ لمثل هؤلاء الناس، مع معرفتهم أنهم يفتقرون إلى الفكر، ومستوى القدرات، والعقل – وأنهم ببساطة حمقى – فإن الطريقة الأنسب للتعامل معهم عندما يُعبِّرون عن "أفكارهم اللامعة" هي منعهم وتقييدهم، وجعلهم يصمتون. فإذا أصروا على التحدُّث، وعلى التسبُّب في اضطراباتٍ لحياة الكنيسة، فيجب إخراجهم من الكنيسة لمنع المزيد من المتاعب. يقول البعض: "ألا يُدمِّر هذا فرصهم في الخلاص؟" من الخطأ قول هذا. هل يمكن أن يخلص الله مثل هؤلاء الناس؟ هل يمكن لأناس يملكون مثل هذه الشخصيات قبول الحقّ؟ هل يمكنهم تحقيق الخلاص دون قبول الحقّ على الإطلاق؟ أليس من الغباء والجهل الشديدين عدم القدرة حتى على إدراك حقيقة مثل هذه الأمور؟ علي أيّ حال، إن أولئك الذين يُسبِّبون اضطراباتٍ لحياة الكنيسة غالبًا هم أشرار، والله لا يُخلِّصهم. أليس إبقاء شخص لا يُخلِّصه الله في الكنيسة بمثابة إيذاء مُتعمّد لشعب الله المُختار؟ هل الشخص الذي يُشفِق على مثل هؤلاء الأشرار مُحبّ حقًا؟ لا أعتقد ذلك؛ محبته كاذبة. الحقيقة هي أنهم ينوون إيذاء شعب الله المُختار. لذا، يجب على مُختاري الله أن يكونوا يقظين تجاه أيّ شخص يُدافع عن الأشرار، لكيلا يُضلَّلوا بكلامه الإبليسي. البعض ممن يحبون إطلاق أفكار رنانة، مع أنهم لا يبدون أشرارًا ولا يرتكبون أعمالًا شريرة واضحة، إلا أنه يمكنهم التسبُّب في اضطراباتٍ لحياة الكنيسة من خلال إطلاق أفكارهم الرنانة دائمًا؛ فعلى أقل تقدير، هؤلاء الناس مُشوَّشون. ما رأيكم، هل يمكن خلاص الأشخاص المُشوَّشين؟ كلا بالطبع. إذا كان الأشخاص المُشوَّشون يُزعِجون حياة الكنيسة باستمرار، فينبغي إخراجهم من الكنيسة أيضًا. الأشخاص المُشوَّشون لا يقبلون الحقّ، وهم لا يتوبون بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، ونهايتهم هي نهاية الأشرار نفسها. وسواء أكانوا أشرارًا أم مُشوَّشين، فإذا كانوا كثيرًا ما يُعرقلون حياة الكنيسة ويُزعجونها، ولا ينصتون للنصيحة، ويتحدَّثون بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه مثل سيارة مُعطَّلة وغير قادرين على التوقُّف عن الحديث، ألا يعدُّ هذا علامة على عقل غير طبيعي؟ ماذا ستكون العواقب إذا استمرَّ مثل هؤلاء الأشخاص المُشوَّشين في إزعاج الكنيسة بهذه الطريقة على المدى الطويل؟ علاوة على ذلك، هل يمكنهم التوبة حقًا؟ هل يُخلِّص الله مثل هؤلاء الأشخاص المُشوَّشين ذوي العقل غير الطبيعي؟ فور استيعاب هذه الأسئلة تمامًا، سيتضح كيفية التعامل بشكلٍ صحيحٍ مع مثل هؤلاء الأفراد. من المُؤكَّد أن الأشخاص المُشوَّشين لا يحبون الحقّ، والحقّ بعيد عن متناولهم. لا يستطيع الأشخاص المُشوَّشون فهم اللغة البشرية؛ يمكن القول إن الأشخاص المُشوَّشين يفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية وهم نصف مجانين؛ في الواقع، إنهم ببساطة عديمو الفائدة. هل يمكن للأشخاص المُشوَّشين أداء الخدمة بشكلٍ جيّد؟ يمكن القول بالتأكيد إنهم غير قادرين حتى على أداء الخدمة بطريقةٍ تفي بالمعايير لأن عقلهم غير سليم؛ إنهم أشخاص لا يفهمون شيئًا على الإطلاق. إذا كان شخصٌ ما يرغب في إظهار المحبة للأشخاص المُشوَّشين، فليَدعمهم. موقف بيت الله تجاه الأشخاص المُشوَّشين هو أنه يجب إخراجهم. أيّ شخص لا يقبل الحقّ على الإطلاق، أيّ شخص لا يقوم بواجبه بإخلاص، ودائمًا ما يقوم به بطريقة لا مبالية، فيجب تقييده إذا كان في كثيرٍ من الأحيان يُسبِّب اضطراباتٍ لحياة الكنيسة. إذا كان بعضهم يشعر بالندم، وكانوا على استعدادٍ للتوبة، فينبغي منحهم الفرصة. أولئك الذين لا يمكن إدراك حقيقة جوهرهم يجب إبقاؤهم مؤقتًا في الكنيسة، ما يسمح لشعب الله المُختار بالإشراف عليهم، ومُراقبتهم، والنمو في التمييز. وإذا كان ثمّة من يُعرقلون ويزعجون باستمرار، وعلى الرغم من تهذيبهم، يظلّون غير تائبين بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، ويستمرون في التنافس على الشهرة والربح، ومُهاجمة الأشخاص الإيجابيين واستبعادهم – لا سيما مُهاجمة أولئك الذين يسعون إلى الحقّ ويمكنهم مشاركة شهادات اختبارية، وأولئك الذين يبذلون أنفسهم بإخلاصٍ من أجل الله ويقومون بواجباتهم – فإن هؤلاء الأفراد أشرار وأضداد للمسيح، إنهم عديمو الإيمان. بالنسبة إلى مثل هؤلاء الناس، لا يتعلَّق الأمر فقط بمنعهم وتقييدهم؛ بل ينبغي إخراجهم على الفور من الكنيسة لمنع المشكلات المستقبلية. هذه الطريقة في الممارسة تتفق تمامًا مع مقاصد الله.
هذه تقريبًا هي مُختلف مظاهر التنافس على المكانة، من أبسطها إلى أخطرها. تشير المظاهر البسيطة في الأساس إلى السخرية من القادة والعاملين بكلماتٍ قاسية، وتصيُّد أخطائهم، ومُهاجمة مبادرتهم، بهدف تدميرهم وتشويه سمعتهم. أما المظاهر الأكثر خطورة فهي مُعارضة القادة والعاملين بشكلٍ مباشرٍ وعلني، والبحث عن أشياء لاستخدامها ضدهم والحكم عليهم، وإدانتهم، ومُهاجمتهم، واستبعادهم، ثم عزلهم، وإجبارهم على الاعتراف بالخطأ والاستقالة من أجل الاستيلاء على مكانتهم. هذه هي أخطر قضايا العرقلة والإزعاج التي تحدث في حياة الكنيسة. أولئك الذين يعترضون علانية على القادة أو العاملين ويتنافسون معهم على المكانة هم مَنْ يُزعِجون عمل الكنيسة ويقاومون الله، إنهم أشرار وأضداد للمسيح، ولا يجب الاكتفاء بمنعهم وتقييدهم فحسب؛ فإذا كان الوضع خطيرًا وكان من الضروري إخراجهم أو طردهم، فينبغي التعامل معهم وفقًا للمبادئ. ثمّة أيضًا مظهر آخر للتنافس على المكانة: استبعاد الأشخاص الذين يسعون إلى الحقّ أكثر في الكنيسة ومُهاجمتهم. فنظرًا لأن الأشخاص الذين يسعون إلى الحقّ لديهم استيعاب نقي، ولديهم اختبار لكلام الله ومعرفة حقيقية به، وكثيرًا ما يعقدون شركة عن الحقّ لحلّ المشكلات بين الإخوة والأخوات، وبالتالي ينورون شعب الله المُختار، ويكتسبون تدريجيًا مكانةً مرموقةً في الكنيسة، فإن هؤلاء الأشرار وأضداد المسيح يحسدونهم ويتحدّونهم، ويستبعدونهم ويهاجمونهم. وأيّ سلوك يتألَّف من مُهاجمة الأشخاص الذين يسعون إلى الحقّ أو استبعادهم يُشكِّل مباشرةً عرقلة وإزعاجًا لحياة الكنيسة. قد لا يستهدف بعض الناس قادة الكنيسة مباشرةً، ولكن يكون لديهم عداء وازدراء بالغين للأشخاص الموجودين في الكنيسة الذين يفهمون الحقّ ولديهم اختبارات عملية. كما أنهم يستبعدون مثل هؤلاء الناس ويضطهدونهم، وكثيرًا ما يسخرون منهم ويهزأون بهم، بل وينصبون لهم الفخاخ ويُدبِّرون لهم المكائد، وما إلى ذلك. وعلى الرغم من أن مشكلات مثل هذه أقل خطورة من التنافس مع قادة الكنيسة على المكانة من حيث طبيعتها وظروفها، إلا أنها تُشكِّل أيضًا عرقلة وإزعاجًا لحياة الكنيسة، وينبغي منعها وتقييدها. إذا تأثّر أغلب الإخوة والأخوات في الكنيسة، وغرقوا بشكلٍ مُتكرِّر في السلبية والضعف؛ إذا أدَّت المشكلات إلى هذا النوع من العواقب، فإنَّها ترقى إلى مستوى العرقلة والإزعاج. ينبغي ألا يُقيَّد هذا النوع من الأشرار الذين يُحدِثون العرقلة والإزعاج فحسب، بل ينبغي إرسالهم إلى مجموعة (ب) للعزل والتأمل، أو إخراجهم. أولئك الذين ينخرطون في أفعال لها طبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة هم أشخاص يرتكبون الشرّ بشكلٍ اعتيادي. ينبغي التمييز بين الأشرار الذين يرتكبون الشر بشكلٍ مُتكرِّر وأولئك الذين يرتكبون الشر من حين لآخر فيما يتعلق بكيفية مُعاملتهم. أولئك الذين يرتكبون شرورًا مُتعدِّدة هم أضداد المسيح؛ أما أولئك الذين يرتكبون الشر من حينٍ لآخر فهم ذوو إنسانية سيئة. إذا تجادل شخصان من حينٍ لآخر أو انخرطا في نزاعاتٍ بسبب طِباعهما غير المُتوافقة، أو لأن لديهما وجهات نظر مُختلفة عند القيام بالأشياء، أو لأن لديهما طرق مختلفة في الكلام، ولكن حياة الكنيسة لم تتأثَّر، فلا توجد في هذا طبيعة التسبُّب في العرقلة والإزعاج؛ الأمر مختلف عن قيام الأشرار بعرقلة حياة الكنيسة وإزعاجها. كلّ الأشياء التي لها طبيعة التسبُّب في عرقلة حياة الكنيسة وإزعاجها، والتي كنا نتحدَّث عنها، هي مظاهر لفعل الشر من قبل أناس أشرار. عندما يرتكب الأشرار الشر، يكون ذلك أمرًا اعتياديًا. أكثر ما يكرهه الأشرار هم الأشخاص الذين يسعون إلى الحقّ. عندما يرون أن شخصًا يسعى إلى الحقّ قادر على مشاركة شهادته الاختبارية، وبالتالي يكتسب إعجابًا شديدًا من الآخرين، يصبحون حسودين، وكارهين، وتشتعل أعينهم بالغضب. كلّ من يتأمل في نفسه ويعرفها، وكلّ من يشارك اختباراته العملية، وكلّ من يقدم شهادة لله، يُقابَل بالسخرية، والتشويه، والقمع، والاستبعاد، وإطلاق الأحكام، بل وحتى الاضطهاد من قِبل هؤلاء الأشخاص الأشرار. إنهم يتصرَّفون بهذه الطريقة بشكل اعتيادي. لا يسمحون لأحد بأن يكون أفضل منهم، ولا يطيقون رؤية أشخاص أفضل منهم. عندما يرون شخصًا أفضل منهم، يشعرون بالغيرة، والغضب، والسخط، ويفكرون في إيذائه وتعذيبه. لقد تسبَّب مثل هؤلاء الأشخاص بالفعل في عرقلة وإزعاج شديدين لحياة الكنيسة ونظامها، وينبغي على القادة والعاملين أن يتكاتفوا مع الإخوة والأخوات لكشف مثل هؤلاء الأفراد، ومنعهم، وتقييدهم. فإذا لم يمكن تقييدهم، ولم يتوبوا أو يُغيِّروا مسارهم بعد عقد شركة عن الحقّ معهم، فهم أشرار، ويجب قياس الأشرار ومعاملتهم وفقًا لمبادئ بيت الله لتطهير الكنيسة. إذا توصَّل القادة والعاملون، من خلال الشركة، إلى إجماع، وقرَّروا أن هذا يرقى إلى مستوى شخص شرير يُزعج الكنيسة، فينبغي التعامل مع الأمر وفقًا لمبادئ الحقّ: ينبغي إخراج هذا الشخص من الكنيسة. لا ينبغي أن يكون ثمّة المزيد من التسامح مع مثل هؤلاء الأشرار الذين يُزعِجون حياة الكنيسة. إذا كان من الواضح للقادة والعاملين أن هذا يرقى إلى مستوى شخص شرير يُسبِّب إزعاجًا، ومع ذلك لا يزالون يتظاهرون بالجهل ويتسامحون مع الشخص الشرير الذي يفعل الشر ويُسبِّب الإزعاج، فهم يخفقون في الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه الإخوة والأخوات، ولا يكونون مُخلصين لله ولإرساليته.
قد يبدو بعض الناس على ما يُرام عند ملاحظتهم من خلال مظهرهم، ولكن معدل ذكائهم، في الواقع، مثل معدل ذكاء شخص أبله. إنهم يتحدَّثون ويتصرَّفون دون فهم ما هو ملائم، ويفتقرون إلى عقلانية الإنسانية الطبيعية. مثل هؤلاء الناس يحبون أيضًا التنافس على المكانة والسمعة، والقتال من أجل أن يكون لهم القول الفصل، والتنافس على تقدير الآخرين العالي لهم. في حياة الكنيسة، كثيرًا ما يقترحون وجهات نظر وحججًا تبدو صحيحة، ولكنها في الواقع مغلوطة بهدف جذب انتباه غالبية الأخرين ونيل تقديرهم العالي، وبذلك يزعجون أفكار الناس، ويزعجون استيعابهم لكلام الله ومعرفتهم الصحيحة به، ويزعجون فهمهم الإيجابي لكلّ شيء. عندما يعقد آخرون شركة عن كلام الله وعن فهمهم النقي، غالبًا ما يظهر هؤلاء الناس مثل المُهرجين لتأكيد وجودهم، وللاستحواذ على اهتمام الجميع، راغبين دائمًا أن يُظهِروا للإخوة والأخوات أنهم يعرفون حيلة أو اثنتين، وأنهم مثقفون، وواسعو المعرفة والاطلاع، وما إلى ذلك. وعلى الرغم من أنه ليس لديهم بعد أهداف واضحة فيما يتعلَّق بأيّ قائد يستهدفونه، أو أيّ منصب قيادي يتنافسون عليه، فإن رغباتهم وطموحاتهم كبيرة لدرجة أن كلامهم وأفعالهم قد تسبَّبت في اضطرابات لحياة الكنيسة، لذا ينبغي أيضًا تقييدهم وفقًا لخطورة الوضع وطبيعته. سيكون من الأفضل أولًا عقد شركة عن الحقّ معهم لتوجيههم بشكلٍ صحيح، وتوفير اتجاه لسلوكهم، وتمكينهم من تغيير أنفسهم، وفهم كيفية عيش حياة الكنيسة بشكلٍ طبيعي، وكيفية التفاعل مع الآخرين، وكيفية البقاء في مكانهم الصحيح، وكيفية التحلي بالعقلانية. إذا كان الأمر يرجع إلى صغر سنهم، أو افتقارهم إلى البصيرة، أو غطرسة الشباب، وإذا تابوا بعد عقد شركة بشكلٍ مُتكرِّر، مُدركين أن أفعالهم السابقة كانت خاطئة، ومخزية، وأثارت اشمئزاز الجميع، وجلبت المتاعب للجميع، وعبَّروا عن اعتذاراتهم وندمهم على ذلك، فلا داعي لأخذ ذلك عليهم؛ يمكن فقط مُساعدتهم بمحبّة. ولكن إذا لم تكن أفعالهم الخاطئة التي أزعجت الجميع ناتجة عن غطرسة الشباب أو نقص في فهم الحقّ، بل كانت مدفوعة بدوافع خفية، واستمروا في سلوكهم على الرغم من إثنائهم عن ذلك على نحو متكرر؛ وإذا كانوا، علاوة على ذلك، قد هُذِّبوا، وعقد الإخوة والأخوات شركة معهم حول خطورة هذه القضية – وقُدِّمت لهم شركة ومُساعدة من الجوانب السلبية والإيجابية على حدٍّ سواء – ومع ذلك لا يزالون غير قادرين على إدراك جوهر طبيعتهم، ولا يستطيعون رؤية الإزعاج الذي تُسبِّبه هذه الأفعال للآخرين وعواقبها الوخيمة، ويستمرون في إحداث الاضطرابات والعراقيل من خلال تنفيذ هذه الأفعال نفسها كلما سنحت لهم الفرصة، ففي هذه الحالة، تكون ثمّة حاجة إلى تدابير أشد صرامة. فإذا لم يتأملوا في أنفسهم أو يحاولوا معرفتها على الإطلاق – بعد منحهم فرصًا وافرة للتوبة – وبغض النظر عن كيفية عقد شركة عن الحقّ معهم، لم يفهموا، ولم يعرفوا كيف يتصرَّفون بعقلانية ووفقًا للمبادئ، بل تمسَّكوا بعناد بطريقتهم في القيام بالأشياء، فثمّة مشكلة لدى هؤلاء الناس. على أقل تقدير، من وجهة نظر عقلانية، هم يفتقرون إلى عقل الشخص الطبيعي. هذا بالنظر إلى الأمر ظاهريًا. وبالنظر إلى الأمر من حيث الجوهر، إذا لم يتمكنوا من إدراك خطورة المسألة – بغض النظر عن كيفية عقد شركة معهم – ولم يتمكَّنوا من إيجاد مكانهم الصحيح، ولم يتمكنوا من قبول الشركة والمُساعدة، أو محاولة الممارسة وفقًا للطريق الذي عقد الإخوة والأخوات شركة عنه؛ إذا لم يتمكَّنوا حتى من تحقيق هذه الأشياء، فإن مشكلتهم ليست مُجرَّد افتقار إلى العقل، بل مشكلة في إنسانيتهم. على الرغم من أنهم يبدون وكأنهم يُسبِّبون عرقلة وإزعاجًا عن غير قصدٍ، إلا أن هذه الأفعال بالتأكيد ليست بدون قصد، بل تُنَفذ لغرض ودوافع. وبغض النظر عن دوافع هؤلاء الأفراد أو غرضهم، فإذا كان ما يقولونه ويفعلونه يُعرقِل دخول الإخوة والأخوات الحياة، وحياة الكنيسة، ويُزعجهما بشدّة، ما يؤدي إلى عدم اكتساب العديد من الناس أيّ شيء من عيش حياة الكنيسة، لدرجة أن الآخرين لا يرغبون في التجمُّع لمُجرَّد وجودهم، أو كلَّما تحدثوا، ينفر الناس ويريدون المغادرة، فإن طبيعة هذه المشكلة تصبح خطيرة. كيف ينبغي التعامل مع مثل هؤلاء الناس؟ إذا استمروا في فعل هذه الأشياء على الرغم من تقديم شركة ومُساعدة لهم في مناسباتٍ عديدة، ومنحهم فرصًا للتوبة، فإن جوهر طبيعتهم هو الإشكالية. إنهم ليسوا أشخاصًا يؤمنون بالله حقًا ويمكنهم قبول الحقّ، بل لديهم أجندة أخرى. بالنظر إلى جوهر طبيعتهم، فإن العرقلة والإزعاج اللذين يُسبِّبونهما لحياة الكنيسة ليسا قطعًا غير مقصودين، بل هؤلاء الناس لديهم غرض ودوافع. إذا مُنِح مثل هؤلاء الناس المزيد من الفرص، فهل هذا مُنصف لشعب الله المُختار الذين يعيشون حياة الكنيسة بشكل طبيعي؟ (كلا). لقد كُشِفت مشكلة مثل هؤلاء الأفراد إلى هذا الحدّ؛ إذا كانوا لا يزالون يُمنَحون فرصًا في انتظار توبتهم، والنتيجة هي أنه ينتهي بهم الأمر إلى ارتكاب المزيد من الشر، وقيادة المزيد من الناس إلى السلبية، والضعف، وعدم وجود مخرج، فمن سيُعوِّضهم عن هذه الخسارة؟ لذا، إذا قُدِّمت شركة ومُساعدة مُحبّة لهؤلاء الأفراد، أو اتُخذَّ إجراء لمنعهم وتقييدهم، ولكنهم لم يُغيِّروا طرقهم القديمة، وأصروا على سلوكهم الأصلي، فينبغي التعامل معهم وفقًا للمبادئ: في الحالات البسيطة، ينبغي عزلهم؛ أما في الحالات الشديدة، فينبغي إخراجهم من الكنيسة. كيف يبدو هذا المبدأ؟ هل يتعلَّق الأمر بسحق أحدهم بلا رحمة دون منحه فرصة للتوبة؟ أو اتخاذ قرار تعسفيًا دون ممارسة أيّ تمييز ودون فهم واضح لماهية جوهر طبيعته حقًا؟ (كلا). إذا لم تتغيَّر طرق هؤلاء الناس وشخصيتهم على الإطلاق، على الرغم من تقديم شركة ومُساعدة لهم، ومنحهم فرص للتوبة، ولم يتوبوا، وظلَّوا على حالهم السابق – مع فارقٍ وحيد هو أن ما فعلوه سابقًا كان علنًا ومرئيًا، والآن يفعلونه سرًا وخفية، لكن الإزعاج والعرقلة يظلّان كما هما – فلا يمكن للكنيسة الإبقاء عليهم بعد الآن. مثل هؤلاء الناس ليسوا أفرادًا في بيت الله؛ إنهم ليسوا خراف الله. وجودهم في بيت الله هو فقط من أجل التسبُّب في الاضطرابات والعراقيل، وهم خُدَّام الشيطان، وليسوا إخوة وأخوات. إذا عاملتَهم دائمًا على أنهم إخوة وأخوات، ودعمتَهم وساعدتَهم باستمرار، وعقدتَ شركة عن الحقّ معهم، وكان الأمر ينتهي بإهدار الكثير من الجهد دون أيّ ثمرة، ألا يكون هذا حماقة؟ إنه أكثر من حماقة؛ إنه غباء، غباء تام!
بالنظر إلى طبيعة المشكلات، يمكن بالأساس تصنيف مُختلف المظاهر وأنواع الناس، والأحداث، والأشياء المتعلقة بالتنافس على المكانة إلى هذه الأنواع الثلاثة. التنافس على المكانة قضية شائعة في حياة الكنيسة، تظهر عبر مجموعات مُختلفة من الناس وفي جوانب مُختلفة من حياة الكنيسة. بالنسبة إلى أولئك الذين يتنافسون على المكانة، في الحالات البسيطة، ينبغي تقديم شركة واسعة عن الحقّ لهم لدعمهم ومُساعدتهم حتى يتمكَّنوا من فهم الحقّ، ومنحهم فرصة للتوبة. أما إذا كانت الحالة خطيرة، فينبغي مُراقبتهم عن كثب، وفور اكتشاف أنهم يتحدَّثون أو يتصرَّفون بهدف تحقيق دافع أو هدف مُعيَّن، فينبغي منعهم وتقييدهم على الفور. وإذا كانت الحالة أكثر خطورة، فينبغي التعامل معهم ومُعالجتهم وفقًا لمبادئ الكنيسة لإخراج الناس وطردهم. هذه هي المسؤولية التي ينبغي على القادة والعاملين تتميمها عندما يظهر هؤلاء الناس، والأحداث، والأشياء التي تتعلق بالتنافس على المكانة في حياة الكنيسة. بالطبع، يتطلَّب الأمر أيضًا من جميع الإخوة والأخوات أن يتقدَّموا ويتعاونوا مع القادة والعاملين في هذا العمل، وأن يُقيِّدوا معًا مُختلف سلوكيات وأفعال الأشرار التي تُسبِّب العرقلة والإزعاج، لضمان عدم وجود المزيد من العرقلة أو الإزعاج من قِبل الأشرار في حياة الكنيسة، وأن يسعوا جاهدين لضمان أن تستنير كلّ مناسبةٍ من حياة الكنيسة بالروح القدس، وتمتلئ بالسلام والفرح وحضور الله، وأن يكون لديها بركة الله وإرشاده، ولضمان أن يكون كلّ اجتماع وقتًا للاستمتاع والربح. هذه هي أفضل أنواع حياة الكنيسة، تلك التي يرغب الله في رؤيتها. إن الاضطلاع بهذا العمل مُعقَّد نسبيًا للقادة والعاملين، لأنه يتضمَّن علاقات شخصية، ويتضمَّن كرامة الناس ومصالحهم، كما يتضمَّن مستوى فهم الناس للحقّ، ما يجعله أكثر صعوبة إلى حدٍّ ما. ومع ذلك، عند ظهور المشكلات، لا تتجنَّبوها، ولا تُقلِّلوا من شأن القضايا الكبرى باعتبارها قضايا أصغر وتتركوها في النهاية دون حلّ؛ كما لا ينبغي التعامل معها باستخدام فلسفات التعاملات الدنيوية، من خلال غضّ الطرف عنها. بل وأكثر من ذلك، لا تسعوا لرضى الناس، بل عاملوا مُختلف أنواع الناس الذين يتنافسون على المكانة وفقًا لمبادئ الحقّ. هل هذه الشركة واضحة؟ (نعم). إذًا، هنا نختتم شركتنا حول القضية الخامسة.
6. الانخراط في علاقات غير مشروعة
القضية السادسة التي تُعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتُزعجهما هي الانخراط في علاقات غير مشروعة. ما دام الناس يتواصلون ويمكنهم الاجتماع معًا، فستكون ثمّة حياة جماعية، وستنشأ علاقات متعددة من هذا. أيّ من هذه العلاقات مشروعة، وأيّها غير مشروعة إذًا؟ لنتحدث أولًا عما يُشكِّل علاقات مشروعة، ثم نعقد شركة حول العلاقات غير المشروعة. عندما يلتقي الإخوة والأخوات ويحيّون بعضهم البعض، قد يقولون أشياء مثل: "كيف كان حالك مؤخرًا؟ هل أنت بصحةٍ جيّدة؟ هل سيبدأ ابنك المدرسة الثانوية العام المقبل؟ كيف حال عمل زوجك؟" هل تُعدُّ مثل هذه التحية المُتبادلة علاقة مشروعة؟ (نعم). لماذا تقول ذلك؟ لأنه عندما يلتقي شخصان لم يريا بعضهما البعض لفترةٍ طويلة، فإن قول بضع كلمات التحية هو أبسط آداب السلوك، وكذلك أبسط تعبير عن الاهتمام والتحية. هذه كلّها كلمات، وأفعال، ومواضيع ذات صلة يطرحها الناس ضمن حدود الإنسانية الطبيعية. بالنظر إلى محادثتهما حتى الآن، من الواضح أن علاقتهما مشروعة تمامًا. حوارهما يستند إلى كلٍّ من آداب السلوك والإنسانية الطبيعية، ومن هاتين النقطتين، يمكن تحديد أن العلاقة بين الشخصين المُتحاورين مشروعة، وتُمثِّل علاقة شخصية طبيعية. إذا كان شخصان على معرفة جيّدة ببعضهما البعض، ولكن عندما يلتقيان، يعبس كلاهما ولا يتحدَّث أحدهما مع الآخر، وعندما ينظر أحدهما إلى الآخر، تشتعل أعينهما بالعداء، فهل هذه العلاقة طبيعية؟ (كلا، ليست كذلك). لماذا ليست طبيعية؟ كيف ينبغي تعريفها بالضبط؟ عندما يلتقي شخصان ولكن لا يُحيِّي أيٌّ منهما الآخر أو حتى يقول له "مرحبًا"، فضلًا عن الانخراط في محادثة وحوار طبيعيين، فمن الواضح أن مظاهرهما لا تعكس ما هو مُتوقَّع من الإنسانية الطبيعية. علاقتهما ليست علاقة شخصية طبيعية؛ بل هي ملتوية إلى حدٍّ ما، ومع ذلك لا تزال لا تُشكِّل علاقة غير مشروعة، لا تزال بعيدة عن ذلك. بشكلٍ عام، إذا أُقيمت العلاقة بين الناس على أساس الإنسانية الطبيعية، حيث يمكن للأفراد التفاعل والتآلف بشكلٍ طبيعي ووفقًا للمبادئ، ومُساعدة بعضهم البعض، ودعم بعضهم البعض، وتوفير احتياجات بعضهم البعض، فهذا كلّه يشير إلى علاقات مشروعة بين الناس. هذا يعني التعامل مع الأمور بطريقة عملية، وعدم الانخراط في معاملات، وخلوها من المصالح المُتشابكة، بل وأكثر من ذلك خلوها من الكراهية، وألا تكون الأفعال مدفوعة بالرغبات الجسدية. كلّ هذا يقع ضمن نطاق العلاقات المشروعة. أليس هذا النطاق واسعًا جدًا؟ تتضمَّن العلاقات الشخصية الطبيعية الحوار والتواصل ضمن نطاق الإنسانية الطبيعية، والتفاعل والتآلف مع الآخرين، والعمل معًا بناء على ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية. وعلى مستوى أعلى، يتضمن التفاعل والتآلف وفقًا لمبادئ الحق. هذا تعريف عام للعلاقات الشخصية السليمة بين الناس. إن تبادل التحية عند اللقاء هو أكثر أشكال التفاعل طبيعية. القدرة على التحية والمُحادثة بشكلٍ طبيعي دون تكلُّف، وعدم ادعاء المودة حيث لا وجود لها، وعدم التصرف بتعالٍ، والتحدُّث دون قمع الآخرين أو رفع الذات، والتحدُّث والتواصل بشكلٍ طبيعي؛ هكذا يجب أن يتحدَّث ويتواصل أولئك الذين يمتلكون إنسانية طبيعية، وهذه هي الطريقة الأساسية للتفاعل ضمن العلاقات الشخصية الطبيعية. ينبغي لشعب الله المُختار، على أقل تقدير، أن يمتلكوا ضميرًا وعقلًا، وأن يتفاعلوا، ويتآلفوا، ويعملوا مع الآخرين وفقًا للمبادئ والمعايير التي يطلبها الله من الناس. هذا هو النهج الأمثل. يمكن لهذا أن يرضي الله. إذًا، ما مبادئ الحقّ التي يطلبها الله؟ أن يكون الناس مُتفهمين للآخرين عندما يكونون ضعفاء وسلبيين، وأن يُراعوا آلامهم وصعوباتهم، ثم يستفسروا عن هذه الأشياء، ويُقدِّموا المساعدة والدعم، ويقرأوا لهم كلام الله لمساعدتهم في حلّ مشكلاتهم، وتمكينهم من فهم مقاصد الله والتوقُّف عن الضعف، وإحضارهم أمام الله. أليست هذه الطريقة في الممارسة تتوافق مع المبادئ؟ الممارسة بهذه الطريقة تتماشى مع مبادئ الحقّ. بطبيعة الحال، العلاقات من هذا النوع تتوافق بشكلٍ أكبر مع مبادئ الحقّ. عندما يتسبَّب الناس عمدًا في اضطرابات وعراقيل، أو يقومون بواجبهم عمدًا بطريقةٍ لا مُبالية، إذا رأيتَ هذا وكنتَ قادرًا على أن توضح لهم هذه الأشياء، وتُوبِّخهم، وتُساعدهم وفقًا للمبادئ، فإنّ هذا يتوافق مع مبادئ الحقّ. إذا كنت تتجاهل هذا أو تتغاضى عن سلوكهم وتتستَّر عليهم، بل وتتمادى إلى حدّ قول كلماتٍ معسولة لهم لتثني عليهم وتمدحهم، فمن الواضح أن مثل هذه الطرق في التفاعل مع الناس، والتعامل مع القضايا، ومعالجة المشكلات تتعارض مع مبادئ الحقّ وليس لها أيّ أساسٍ في كلام الله. لذا فإن هذه الطرق في التفاعل مع الناس والتعامل مع المسائل غير مشروعة بوضوح، وليس من السهل حقًا اكتشافها إذا لم تُشرَّح وتُميَّز وفقًا لكلام الله. ليس من المُرجَّح أن يدرك الأشخاص الذين لا يفهمون الحقّ هذه المسائل، وحتى لو أقرّوا بأن هذه مشكلات، فليس من السهل عليهم حلّها. لقد قلنا كثيرًا إن البشرية الفاسدة تعيش جميعها بشخصية الشيطان، وهذه المظاهر دليلٌ على ذلك. الآن، هل ترونها بوضوح؟
إن محور التركيز الرئيسي اليوم في شركتنا هو كشف مظاهر أربعة أنواع من العلاقات غير المشروعة التي تُسبِّب العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة. مَنْ هم الذين ينخرطون في علاقات غير مشروعة داخل الكنيسة؟ ما الذي يُشكِّل بالضبط علاقة غير مشروعة؟ أي المسائل تتعلق بالانخراط في علاقات غير مشروعة؟ نظرًا لأن موضوع شركتنا الرئيسي يتضمَّن مُختلف الناس، والأحداث، والأشياء التي تُعرقل عمل الله والنظام الطبيعيّ للكنيسة وتُزعجهما، فإن هذه المناقشة للعلاقات غير المشروعة تقتصر على تلك التي تُسبِّب العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة. نحن لا نجمع جميع أنواع العلاقات غير المشروعة بشكلٍ عشوائي معًا، والأمور خارج حياة الكنيسة ليست هي ما يهمنا. يجب عليكم استيعاب هذا الأمر بشكلٍ تامٍ، دون انحراف. إذًا، عندما يتعلق الأمر بالانخراط في علاقات غير مشروعة، أيّ المسائل، وأيّ العلاقات بين الناس غير مشروعة؟ أيّ العلاقات غير المشروعة تُسبِّب العرقلة والإزعاج لحياة الكنيسة ولغالبية الناس؟ هل هذه المسائل تستحق الشركة؟ (نعم). هذه أمور يجب تناولها بوضوحٍ في شركتنا.
أ. العلاقات غير المشروعة بين الجنسين
في حياة الكنيسة، أيّ نوعٍ من العلاقات غير المشروعة هو الأكثر شيوعًا، والأسهل فهمًا، والأسهل توصيفًا؟ (العلاقات بين الجنسين). هذا هو أول جانب يتبادر إلى الذهن عندما يُفكِّر الناس في العلاقات غير المشروعة. بعض الناس، متى كانوا في مجموعة، يُغازِلون دائمًا الجنس الآخر؛ يقومون بإيماءاتٍ وتعبيراتٍ مُوحية، ويتحدَّثون بطريقة مُعبِّرة للغاية، ويحبون التباهي. بمصطلح غير لائق، يمكن القول إن هذا استعراض للجاذبية الجنسية. إنهم يحبون أن يبدوا أذكياء، وفُكاهيين، ورومانسيين، وسادة مهذبين، وأبطالًا، وجذَّابين، ومُتعلِّمين، إضافة إلى صفاتٍ أخرى، أمام الجنس الآخر؛ فيستمتعون بالتباهي بشدّة. لماذا يتباهون؟ ليس للتنافس على المكانة، بل لجذب الجنس الآخر. كلما زاد عدد أفراد الجنس الآخر الذين ينتبهون إليهم، ويلقون عليهم نظرات إعجاب، وتوقير، وعشق، ازداد حماسهم وطاقتهم. وبينما يقضون المزيد من الوقت في المشاركة في حياة الكنيسة والتواصل مع المزيد من الناس، يستهدفون عددًا قليلًا من الأفراد، ويُغازلون بعض أفراد الجنس الآخر ويتبادلون معهم النظرات، وكثيرًا ما يتحدَّثون بطريقة استفزازية، بل وحتى مع لمحة من التحرش الجنسي. هل هذا النوع من العلاقات بين الناس لائق؟ (كلا). هذا يُشكِّل انخراطًا في علاقات غير مشروعة. بل إن مثل هؤلاء الأفراد يستخدمون أوقات الاجتماعات للتباهي، ويتحدَّثون ليبدوا أذكياء وساحرين للغاية أمام الشخص الذي يُعجبون به أو يهتمون به، ويقومون بإيماءات ونظرات مُوحية، مُبدين تعبيرًا مُنتصرًا ومتحمسًا، بل ويتبخترون، كلّ ذلك بأي هدف؟ الهدف هو إغواء الجنس الآخر للدخول في علاقة غير مشروعة. وعلى الرغم من الاشمئزاز الذي يشعر به الكثير من الإخوة والأخوات تجاه هذا، وعلى الرغم من التحذيرات العديدة من المحيطين بهم، فإنهم لا يتوقَّفون ويصرّون على إغوائهم المُتهوِّر. إذا كانت مثل هذه العلاقات غير المشروعة تشمل فقط شخصين يغازلان بعضهما البعض خارج حياة الكنيسة ولا تؤثر على حياة الكنيسة أو عملها، فيمكن تنحية الأمر جانبًا في الوقت الحالي. ولكن إذا كان أولئك الذين ينخرطون في علاقات غير مشروعة ينخرطون بشكلٍ اعتيادي في مثل هذه السلوكيات داخل حياة الكنيسة ويُسبِّبون إزعاجًا للآخرين، فينبغي تحذيرهم وتقييدهم. وإذا ظلَّوا غير قابلين للإصلاح على الرغم من التنبيهات المُتكرِّرة، وأزعجوا حياة الكنيسة بشكلٍ خطيرٍ بالفعل، فينبغي إخراجهم من الكنيسة من خلال تصويت من قِبل شعب الله المُختار. هل هذا النهج مناسب؟ (نعم). إذا كان الأمر يتعلَّق فقط بشباب يتواعدون بشكلٍ طبيعي، فينبغي عليهم أيضًا التحلي بالتحفُّظ أثناء الاجتماعات حتى لا يؤثروا على الآخرين. الكنيسة مكان لعبادة الله، وقراءة كلام الله مُصليين، وعيش حياة الكنيسة؛ لا ينبغي إدخال المشاعر الشخصية إلى حياة الكنيسة لإزعاج الآخرين. إذا كانت تتسبَّب في إزعاج للآخرين، وأثرت على مزاجهم أثناء الاجتماعات، وأثرت على قراءة الآخرين لكلام الله وفهمهم له ومعرفتهم به، ما يجعل المزيد من الناس مُشتَّتين ومُنزعجين، فإن مثل هذه العلاقة تُوصَف بأنها علاقة غير مشروعة. حتى المُواعدة المشروعة، إذا تسبَّبت في إزعاج للآخرين، ستُوصَف بأنها علاقة غير مشروعة، فضلًا عن إغواء الجنس الآخر خارج إطار المُواعدة. لذلك، إذا انخرط شخصٌ ما في علاقات غير مشروعة داخل حياة الكنيسة، فلا ينبغي السماح له بذلك ضمنيًا أو التساهل معه، بل ينبغي مواجهته بالتحذيرات، والقيود، وحتى الإخراج وفقًا للمبادئ. هذا عمل ينبغي على القادة والعاملين القيام به. إذا اكتُشِف أن شخصًا ما ينخرط في علاقات غير مشروعة وتسبَّب في إزعاج لمعظم الناس في الكنيسة، وكان وجوده يؤدي إلى تشتيت انتباه الآخرين ووقوعهم في شرك الأفكار الشهوانية، بل ويؤدي إلى تفكُّك العائلات وجعل بعض المؤمنين الجُدُد يفقدون الاهتمام بالاجتماعات، أو بقراءة كلام الله، أو حتى بالإيمان نفسه، وبدلًا من ذلك أصبحوا أكثر افتتانًا بالشخص الذي يعشقونه، راغبين في الهروب معه وعيش أيامهم معًا، ونبذ إيمانهم – إذا تصاعدت خطورة الوضع إلى هذه الدرجة، ومع ذلك لم يأخذ القادة والعاملون الأمر على محمل الجدّ، مُعتقدين أن المسألة مُجرَّد شهوة إنسانية تعمل عملها، وأنها ليست بالشيء الكبير وهي شيء يفعله جميع الناس العاديين، غير مُدركين لخطورة المشكلة، أو، بالأحرى، غير مُدركين إلى أيّ مدى يمكن أن تتطوَّر المشكلة، وإنما تجاهلوها، وكانوا مُخدَّرين وبليدين للغاية في استجابتهم لمثل هذه الأمور، ما تسبَّب في نهاية المطاف في آثار سلبية على غالبية الناس في الكنيسة – فإن طبيعة هذه الحوادث تُشكِّل عرقلة وإزعاجًا خطيرين. لماذا أقول إنها تُشكِّل عرقلة وإزعاجًا خطيرين؟ لأن هذه الحوادث تُزعِج النظام الطبيعيّ لحياة الكنيسة وتضرّ به. لذا، فور ظهور مثل هؤلاء الأفراد في الكنيسة، ينبغي تقييدهم، سواء كان عددهم قليلًا أو كثيرًا، مع ضمان معالجة كلّ حالة، وإذا كان الوضع خطيرًا، فيجب عزلهم. وإذا لم يُسفِر العزل عن نتائج، واستمروا في إغواء الجنس الآخر، وإزعاج حياة الكنيسة، وإلحاق الضرر بالنظام الطبيعيّ للكنيسة، فينبغي إخراجهم من الكنيسة وفقًا للمبادئ. هل هذا النهج مناسب؟ (نعم). إن تأثير مثل هذه الأمور على حياة الكنيسة وعلى عمل الكنيسة ضارّ للغاية؛ فهي بمثابة وباء، ويجب القضاء عليها.
كلّ من يميل إلى إغواء الجنس الآخر يفعل ذلك أينما ذهب، وينخرط بلا كللٍ في مثل هذه السلوكيات. غالبًا ما تكون أهدافهم للإغواء والتحرش أفرادًا شبابًا وجذَّابين، ولكن في بعض الأحيان تشمل أيضًا أشخاصًا في منتصف العمر؛ أيّ شخص يجدونه جذابًا، يبادرون إلى التماس الفرص لإغوائه. إذا كانوا ينوون إغواء الآخرين، لا يستطيع بعض الناس مقاومة الإغراء وسيقعون في الفخ، ما يؤدي بسهولة إلى علاقات غير مشروعة. فبما أن قامة الناس صغيرة جدًا ويفتقرون إلى الإيمان الحقيقي بالله، وكذلك فهم الحقّ، فكيف يمكنهم التغلُّب على هذه الإغواءات ومقاومة مثل هذه الإغراءات؟ قامة الناس صغيرة للغاية؛ إنهم ضعفاء وعاجزون للغاية عند مواجهة هذه الإغواءات والإغراءات. من الصعب عليهم ألا يتأثروا. كان ثمّة قائد ذكر يحاول إغواء أيّ امرأة جميلة يراها؛ في بعض الأحيان، لم يكن إغواء واحدة فقط كافيًا؛ فقد يغوي ثلاث أو أربع نساء، ما يجعل جميعهن مفتونات به لدرجة أنهن يفقدن شهيتهن ولا يستطعن النوم، بل ويفقدن الرغبة في القيام بواجباتهن. هكذا كان "سحر" هذا الرجل. لو أنه تفاعل مع الناس بشكلٍ طبيعي فحسب، دون محاولة إغوائهن عمدًا، لما كان تأثيره واسع النطاق إلى هذا الحدّ. فقط عندما كان يقوم عمدًا بالأداءاتٍ ويغوي الأخريات، كان المزيد والمزيد من النساء يقعن في الفخ، ما زاد من عدد أولئك اللاتي أُغوين للدخول في علاقات غير مشروعة معه. صارت النساء عاجزات عن المقاومة ووقعن في هذه الإغواءات. كان هذا "سحر" الشهوة؛ فما فعله أحدث إغواءاتٍ، وإغراءاتٍ، واضطراباتٍ لكلا الطرفين. رجل واحد يغوي عدّة نساء في وقتٍ واحد؛ هل كان قلبه مضطربًا أم ماذا؟ أيّ امرأة عليه أن يعتني بها أولًا، وأيّ واحدة عليه أن يرضيها أولًا؛ ألن يكون مُرهقًا عقليًا؟ (بلى). إذا كان الأمر مُرهقًا جدًا، فلماذا استمر في التصرُّف بهذه الطريقة؟ هذا خبث؛ هذا نوع المخلوق الذي كان عليه؛ كانت هذه طبيعته. ما إن تُغوى الضحايا وتقعن في الإغواء، هل من السهل عليهن الهروب من الإغواء؟ فور الوقوع في الإغواء، سيكون من الصعب الهرب. الأكل، والنوم، والمشي، وأداء الواجبات؛ أيًا كان ما يفعلنه، فإن عقولهن ستمتلئ بأفكار هذا الشخص، وقلوبهن ستكون مُستهلَكة به. مثل هذه الاضطرابات شديدة الخطورة! ما يتبع ذلك هو التفكير المُستمر في كيفية إرضاء هذا الشخص، وكيفية إلقاء أنفسهن عليه، وكيفية كسبه، وكيفية احتكاره، وكيفية التنافس والقتال مع المنافسات الآخريات. أليست هذه عواقب الإزعاج؟ هل من السهل الهروب من مثل هذه الحالة؟ (كلا، ليس سهلًا). تُصبح العواقب وخيمة. في هذا الوقت، هل لا يزال يمكن لقلب المرء أن يهدأ أمام الله؟ عندما يقرأ كلام الله، هل لا يزال بإمكانه استيعابه؟ هل لا يزال بإمكانه الحصول على نور؟ أثناء الاجتماعات، هل سيظلّ في مزاج للتأمل وعقد شركة عن كلام الله، والاستماع إلى الآخرين وهم يشاركون كلام الله؟ لن يفعل؛ سيمتلئ قلبه بالشهوة، بموضوع عشقه، وسيكون خاليًا من أيّ أمور جدية؛ حتى الله سيختفي من قلبه. ما يتبع ذلك هو التأمل في كيفية اختبار المحبة، وكيفية أن يكون رومانسيًا، وما إلى ذلك، وتضيع الرغبة في الإيمان بالله تمامًا. هل هذه العواقب جيّدة؟ هل هذا ما يرغب الناس في رؤيته؟ (كلا). هل عواقب الإغراء والوقوع في الإغواء شيء يمكن للناس منعه؟ هل يمكن للناس السيطرة على هذه العواقب؟ هل يمكن أن يكون الأمر متروكًا لهم ليُقرِّروا؟ هل يمكنهم الوصول إلى مستوى القدرة على التوقُّف عندما يرغبون في ذلك في قلوبهم؟ لا أحد يستطيع تحقيق ذلك. هذه عاقبة الاضطرابات التي تُسبِّبها مثل هذه العلاقات غير المشروعة على الناس. عندما يكون الله غائبًا عن قلب المرء، ولم يعد المرء يرغب في قراءة كلام الله، فما العواقب؟ هل يظل ثمّة أمل في الخلاص؟ يصبح الأمل في الخلاص معدومًا. كلّ شيء يضيع؛ تلك التعاليم الضئيلة التي فُهِمت سابقًا، والتصميم والعزم على بذل النفس من أجل الله، والرغبة في نيل خلاص الله، كلّها تُنحَى جانبًا؛ هذه هي العواقب. يبتعد الناس عن الله ويرفضونه في قلوبهم، كما يرفضهم الله أيضًا. هذه العاقبة ليست شيئًا يرغب أيّ شخص يؤمن بالله ويتبعه في رؤيته، وليست حقيقة يمكن لأيّ تابع لله قبولها. ومع ذلك، ما إن يقع الناس في مثل هذه الإغواءات ويَعلقوا في دوامة العلاقات غير المشروعة، يجدون صعوبة في تخليص أنفسهم، ويكونون أكثر عجزًا عن السيطرة على أنفسهم. لذا، ينبغي تقييد مثل هذه العلاقات غير المشروعة. في الحالات الشديدة، بالنسبة إلى أولئك الذين يزعجون الجنس الآخر ويتحرشون به باستمرار، ينبغي تصفيتهم من الكنيسة على الفور وبسرعة، حتى لا يُزعِجوا حياة الكنيسة، والأهم من ذلك، لمنع المزيد من الناس من الوقوع في شرك الإغواء. هل هذا النهج معقول؟ (نعم).
في البند الثاني عشر من مسؤوليات القادة والعاملين، يجب على القادة والعاملين بذل قصارى جهدهم في كلّ مهمةٍ لضمان أن يتمكَّن شعب الله المُختار من عيش حياة كنسية طبيعية، وحماية الإخوة والأخوات من أيّ تدخلات أو اضطرابات في حياة الكنيسة. هذا يعني حماية جميع الإخوة والأخوات الذين يمكنهم عيش حياة كنسية طبيعية. ما الذي ينبغي حمايته بالضبط؟ ينبغي حماية الإخوة والأخوات حتى يتمكَّنوا من المجيء أمام الله بهدوء أثناء الاجتماعات والصلاة وقراءة كلام الله مصلين ومشاركته بسلام؛ وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يكون الإخوة والأخوات قادرين على الصلاة إلى الله بقلبٍ وذهنٍ مُتحدين، وطلب مقاصد الله، وطلب الاستنارة والإضاءة من الله، وكسب حضور الله، ونيل بركات الله وإرشاده. هذه هي المصلحة الأعظم والأهم لجميع الإخوة والأخوات، وهي ضرورية للجميع؛ فهي تتعلَّق بما إذا كان يمكن خلاصهم وما إذا كان يمكن أن يكون لديهم غاية صالحة. لذا، من الضروري تقييد أولئك الذين ينخرطون في علاقات غير مشروعة داخل الكنيسة، أو عزلهم، أو إخراجهم بشكلٍ صارم؛ وعلى وجه الخصوص، يجب الإشراف على أولئك الذين ينخرطون في علاقات بين الجنسين بشكلٍ صارم. ماذا يعني الإشراف؟ إذا كانت مُجرَّد حالة بسيطة، فينبغي كشفهم وتهذيبهم، ومنعهم وتقييدهم على الفور، ومنعهم من التأثير على الآخرين. وإذا كانت الحالة خطيرة، فمن الضروري التصرُّف بحزم ودون تردُّد؛ ينبغي إخراجهم من الكنيسة في أقرب وقتٍ مُمكنٍ لمنعهم من إزعاج المزيد من الناس. إذا كانوا يرغبون في التسبُّب في اضطرابات، فليفعلو ذلك في العالم الخارجي، وليُزعِجوا من يشاؤون؛ يكفي القول إنه لا ينبغي إزعاج جميع الإخوة والأخوات في حياة الكنيسة من قِبلهم. هذا هو المبدأ والهدف الأساسيين لعمل القادة والعاملين فيما يتعلَّق بهذه المسؤولية الثانية عشرة.
ب. العلاقات الجنسية المثلية
فيما يتعلَّق بمسألة العلاقات غير المشروعة، كان ما عقدنا شركة عنه بشكلٍ رئيسي للتوّ هو الانخراط في علاقات غير مشروعة بين الجنسين. إذا تضمن الأمر إغواء الجنس الآخر، وإغرائه، والتباهي أمامه، ومُداعبته؛ والاقتراب ومحاولة التقرُّب منه بنشاط؛ والسعي في كثير من الأحيان، عن قصد أو عن غير قصد، إلى الجلوس بالقرب منه في الاجتماعات؛ إضافة إلى ذلك، ليس فقط إغواء شخص واحد، بل الانتقال إلى شخص آخر إذا فشلت المحاولة الأولى، بحيث يتعرَّض العديد من أفراد الجنس الآخر في الكنيسة للتحرش، فعندئذٍ تصبح هذه المسألة خطيرة. هذا يشمل العلاقات غير المشروعة بين الجنسين. وإلى جانب العلاقات مع الجنس الآخر، توجد أيضًا بعض العلاقات غير المشروعة بين الأشخاص من نفس الجنس. إذا كان شخصان من الجنس نفسه على علاقة ودية للغاية، ويعرفان بعضهما البعض لفترة طويلة وهما قريبان جدًا، فمن الملائم أن يتفاعلا كثيرًا. ولكن ما إن يتصاعد الأمر إلى الانخراط في علاقات جسدية شهوانية، فينبغي أيضًا تصنيف مثل هذه العلاقات على أنها غير مشروعة. إذا كان الاتصال الجسدي مُتكرِّرًا بين شخصين من الجنس نفسه، لدرجة أنهما يستخدمان عادةً لغة ذات طبيعة مثيرة وتحريضية مع بعضهما البعض، وقد يُرَى الاثنان كثيرًا وأذرعهما ملتفة حول بعضهما البعض أو يُظهِران سلوكيات ومظاهر أكثر وضوحًا، فعندئذٍ بمرور الوقت، يصبح الأمر واضحًا للجميع: "ليس الأمر أن هذين يساعدان بعضهما البعض أو متوافقان في الطبع؛ إنهما لا يتفاعلان ضمن نطاق الإنسانية الطبيعية. هذه مثلية جنسية!" الآن، يفهم معظم الناس أن المثلية الجنسية علاقة غير مشروعة، بل وأخطر في طبيعتها وغير مشروعة أكثر من العلاقة بين الجنسين. إذا وُجِدت مثل هذه العلاقات داخل الكنيسة، فيمكن أن تنتشر كوباءٍ، ما يؤدي ببعض الناس إلى هذا النوع من الإغواء والإغراء. يقول بعض الناس إنهم انخرطوا في المثلية الجنسية في الماضي لكنهم لم يفعلوا ذلك راغبين. بغضّ النظر عما إذا كانوا مثليين حقًا أو ماهية توجُّههم الجنسي، فإذا كان بإمكانهم الوقوع في مثل هذا الإغواء تحت الإغراء – بغض النظر في الوقت الحالي عما إذا كانوا قد فعلوا ذلك راغبين أم بشكلٍ سلبي – فعندئذٍ أولًا وقبل كلّ شيء، قد أُزِعجوا به. وبالنظر إلى ادعائهم بأنهم لم يفعلوا ذلك راغبين، فقد كانوا ضحايا. لذا، إذا أغوى المثليون آخرين من الجنس نفسه وأغروهم، فإن أولئك الذين تعرضوا للإغواء – على الرغم من أنهم ليسوا بالضرورة مثليين هم أنفسهم – يمكن أن يصبحوا مثليين بعد إغوائهم من قِبل أحدهم. أليس هذا وضعًا خطيرًا؟ لماذا نقول إن مثل هؤلاء الأشخاص مثليون؟ يقع إغواء الأفراد المُغايرين جنسيًا للعديد من الناس ضمن فئة الاختلاط الجنسي غير المشروع، ما يُشكِّل علاقة غير مشروعة. إذًا، عندما يمسك شخصان من الجنس نفسه تربطهما علاقة وثيقة ويتوافقان جيدًا بأيدي بعضهما البعض، ويعانقان بعضهما البعض، وهو أمر طبيعي تمامًا، فكيف يمكن أن يتصاعد ذلك إلى تعريفهما على أنهما مثليان؟ إنها العلاقة الجنسية بينهما؛ فما إن يحدث هذا المستوى من العلاقة، تصبح هذه مثلية جنسية. عندما يضعون أذرعهم فوق أكتاف بعضهم البعض، أو يتشبَّثون بأعناق بعضهم البعض، أو يمسكون بخصر بعضهم البعض، فهذا ليس اتصالًا جسديًا طبيعيًا بين أفراد من الجنس نفسه؛ بل هو اتصال جسدي مدفوع بالشهوة، يختلف في طبيعته وبالتالي يقع ضمن فئة العلاقات غير المشروعة. بالنسبة إلى معظم الناس في الكنيسة، هل رؤية مثل هؤلاء المثليين منورة أم لا؟ (كلا، ليست منورة). هل يشعر معظم الناس بالانزعاج بعد رؤية هذا؟ إذا كنتَ غير مُطلع على الوضع ووضعوا ذراعهم حول عنقك أو خصرك، أو حتى طبعوا قُبلةً على وجهك، فهل ستشعر بالانزعاج؟ (نعم). وبعد الشعور بالانزعاج، هل سيشعر قلبك بالراحة أم بعدم الارتياح؟ (سأشعر بالاشمئزاز). إذًا، هل سيكون ثمّة شعور بارتكاب خطيئة؟ إذا كنتَ لا تفهم بالضبط ماهية جوهر هذا النوع من الأمور، ولُمِستَ أو تعرَّضتَ للاتصال جسديًا من قِبل شخصٍ من الجنس نفسه دون التفكير كثيرًا في الأمر بعد ذلك، فلا توجد مشكلة كبيرة. ولكن إذا فكَّرتَ في الأمر، وواصلت التفكير فيه، ثم لم تتمكَّن من التخلِّي عن هذا الشخص، بطريقة مشابهة لطريقة توق المرء إلى الجنس الآخر، بغضّ النظر عما إذا كنت تقاوم في وعيك الذاتي أم لا، فإن ظهور مثل هذه الأفكار بداخلك يشير إلى أنك قد تعرَّضتَ للإزعاج بالفعل، أليس كذلك؟ لذا فإن طبيعة العلاقات المثلية، هذا النوع من العلاقات غير المشروعة، أخطر بكثير. يفشل بعض الناس في رؤية الفارق بين الاختلاط الجنسي غير المشروع بين المُغايرين جنسيًا والمثلية الجنسية، ويتعاملون مع هاتين القضيتين على قدم المساواة. في الواقع، مشكلة المثلية الجنسية أخطر بكثير من قضية الاختلاط الجنسي غير المشروع بين المُغايرين جنسيًا.
إذا ظهر أفرادٌ مِمَنْ ينخرطون في علاقات مثلية داخل الكنيسة ولم يُقيَّدوا، فإنهم يُشكِّلون تهديدًا ويُسبِّبون اضطراباتٍ للجميع. أي نوع من الاضطرابات؟ في الظاهر، لا يستطيع معظم الناس اكتشاف أيّ مشكلاتٍ في إنسانيتهم عند التفاعل معهم، لكن التفاعل المُطوَّل يُشوِّش أفكارهم ويُظلِم قلوبهم. إنهم يفقدون الحماس للإيمان بالله، ودون مواجهة أيّ مشكلات مُعيَّنة، يُصبِحون غير راغبين في الإيمان بالله، ويفقدون الاهتمام بقراءة كلام الله، ويشعرون بالابتعاد المُتزايد عن الله في قلوبهم، ويُضمِرون أفكارًا شريرة بشأن التخلِّي عن إيمانهم. لذلك، لا ينبغي فقط منع مثل هذه العلاقات المثلية غير المشروعة داخل الكنيسة وتقييدها؛ بل ينبغي أيضًا تصفية أولئك الذين ينخرطون فيها على الفور من الكنيسة. هذا أمرٌ مُطلَق. ما إن يُكتشف مثل هؤلاء الأفراد، بغضّ النظر عن الواجبات التي يقومون بها أو مكانتهم، يجب تصفيتهم على الفور من الكنيسة، دون أيّ تساهل! هذه هي لائحة الكنيسة. لماذا وُضِعت هذه اللائحة؟ إنها قائمة على أسسٍ متينة. لقد خلق الله البشر ذكورًا وإناثًا؛ فبعد خلق آدم، كانت شريكته حواء، وليس آدم آخر. إن اتخاذ مثل هذا الإجراء ضدّ أولئك الذين ينخرطون في علاقات مثلية يستند إلى كلام الله، وهو صحيح تمامًا. قد يقول البعض: "لماذا لا نعطي هؤلاء الناس فرصة للتوبة؟ إنهم شباب؛ ألا ينبغي السماح لهم بارتكاب بعض الأفعال السخيفة؟" كلا! قد تُعامَل أفعال سخيفة أخرى بشكلٍ مُختلف بناءً على الظروف وعلى طبيعتها، لكن هذا الفعل السخيف المُحدَّد ليس كأيّ فعلٍ سخيف على الإطلاق؛ لا يمكن التسامح معه على الإطلاق، وأيّ شخص يرتكب مثل هذا الفعل داخل الكنيسة يجب تصفيته على الفور! إذا كانت كنيسة ما تتكون بأكملها من المثليين، فسوف يُصفون جميعًا. مثل هذه الكنيسة غير مرغوب فيها، ولا حتى كنيسة واحدة! هذا هو المبدأ. يقول البعض: "بعض الناس مُتورطون في علاقة مثلية مع شخصٍ واحدٍ فقط، لكنهم لم يُغووا آخرين أو يبدأوا في إزعاج أيّ شخص آخر. هل ينبغي التعامل مع مثل هؤلاء الأفراد وإخراجهم؟" إذا كانوا مثليين حقًا، فإن تركهم يبقون في الكنيسة يشبه وضع قنبلة موقوتة بين شعب الله المُختار؛ سوف تنفجر عاجلًا أم آجلًا. حتى لو لم يُزعِجوا أيّ أفراد من الجنس نفسه، أو يُغووهم، أو يتحرشوا بهم، فهذا لا يعني أنهم لن يفعلوا ذلك في المستقبل. ربما كان الأمر أنهم لم يجدوا بعد شخصًا يعجبهم، أو شخصًا يحبونه، أو أن التوقيت ليس مناسبًا، ولا يزال الجميع يفتقرون إلى الألفة والتفاهم المتبادلين. ولكن ما إن يحين التوقيت المناسب لمثل هؤلاء الناس، فسوف يأخذون خطوتهم. لذا، لا يجب أبدًا التسامح مع مثل هؤلاء الأفراد أو السماح لهم بالبقاء داخل الكنيسة، لأنهم غير طبيعيين وغير إنسانيين. الكنيسة لا تريد مثل هؤلاء الأشخاص. إن التعامل مع أولئك المُنخرطين في مثل هذه العلاقات غير المشروعة بهذه الطريقة ليس خطأً أو مُبالغًا فيه. ومع ذلك، يقول البعض: "بعض المثليين يبدون طيبون تمامًا؛ لم يفعلوا أيّ شيء سيئ، ويلتزمون بالقوانين واللوائح، ويُظهِرون الاحترام للمُسنين والمحبّة للصغار، ويفعلون دائمًا أعمالًا صالحة، بل إن بعضهم لديه مواهب ومهارات، وبعضهم خيّر ومفيد للغاية في الكنيسة. يجب أن نسمح لهم بالبقاء في الكنيسة". هل هذا الفكر صحيح؟ (كلا). بغضّ النظر عما إذا كانت أفكارك صحيحة أم خاطئة، يجب أن تكون قادرًا على إدراك حقيقة طبيعة المثليين. مبدأ ممارسة الكنيسة للأفراد المُنخرطين في علاقاتٍ مثلية هو إخراجهم. هذا مرسوم إداري لا يجوز لأحد انتهاكه؛ يجب على الجميع الممارسة وفقًا لهذا المبدأ.
إن مظاهر هذين النوعين من العلاقات غير المشروعة التي عقدنا شركة عنها للتوّ هي الأسهل على الناس في تمييزها، وإدراك حقيقتها، وتوصيفها. فيما يتعلَّق بأولئك المُنخرطين في مثل هذه العلاقات غير المشروعة، فمن ناحية، يجب على القادة والعاملين تتميم مسؤولياتهم باستخدام تدابير مثل المنع، والتقييد، والعزل، والإخراج للتعامل معهم. ومن ناحية أخرى، ينبغي على الإخوة والأخوات أيضًا تمييز أولئك المُنخرطين في هذين النوعين من العلاقات غير المشروعة والابتعاد عنهم، وذلك لتجنُّب الإغراء والوقوع في الإغواء، ما قد يؤثر على إيمانهم بالله وسعيهم إلى الحقّ لنيل الخلاص. ففور الوقوع في شرك الإغواء، يصعب على المرء تخليص نفسه. ينبغي أن يكون معظم الناس قادرين على تمييز هذين النوعين من الناس. لا تتصرَّف كما يتصرَّف الناس في المجتمع، مُتظاهرًا بأنك لا ترى مَنْ يغازل مَنْ، ومُفتقرًا إلى وجهة نظر أو موقف صحيح تجاه أولئك المُنخرطين في الاختلاط الجنسي غير المشروع، وقادرًا على التفاعل بشكلٍ طبيعي مع مثل هؤلاء الأفراد ما دامت مصالح المرء لا تُمس، مُتحدِّثًا كما يشاء، كما لو أن كل شيء على ما يرام وليس ثمة خطأ. هل لدى مثل هؤلاء الأشخاص مبادئ في كيفية تعاملهم مع الآخرين؟ على الإطلاق. يعيش جميع غير المؤمنين بفلسفات التعاملات الدنيوية، ويسعون جاهدين لعدم الإساءة إلى أيّ شخص من أجل حماية أنفسهم، لكن بيت الله مُختلف تمامًا عن المجتمع غير المؤمن. في بيت الله، الحقّ يسود. يطلب الله من الناس معاملة الآخرين بناءً على مبادئ الحقّ. جميع شعب الله المُختار يقبلون الحقّ ويزودون أنفسهم به، ويستخدمونه لتمييز الآخرين والتعامل معهم، ليس فقط للحفاظ على حياة الكنيسة وحماية الإخوة والأخوات، ولكن أيضًا، والأهمّ من ذلك، لحماية أنفسهم من معاناة الإغواء وتجنُّب الانجذاب إليه. كلما تمكَّنتَ من تمييز مثل هؤلاء الأفراد والابتعاد عنهم مبكرًا، زادت قدرتك على الابتعاد عن الإغواء وكنتَ محميًا. هكذا ينبغي أن تُعامِل الأفراد المُنخرطين في علاقاتٍ غير مشروعة؛ هذا يتوافق مع مبادئ الحقّ ويتماشى مع مقاصد الله.
ج. علاقات المصالح المكتسبة غير المشروعة
نوعٌ آخر من العلاقات غير المشروعة هو علاقات المصالح المكتسبة. يفعل الناس أشياء مثل التملُّق، والإعلاء، والثناء، والتقرُّب من بعضهم البعض من أجل المصالح. وجلب مثل هذا السلوك الملتوي والجوّ الخبيث إلى حياة الكنيسة يؤثر بشدّة على الآخرين الذين يقرأون كلام الله بهدوء أو يستمعون إلى الاختبارات التي يشاركها آخرون. ما إن تنشأ علاقة مصالح مُكتسبة، غالبًا ما سيقول الأفراد المعنيون أو يفعلون أشياء تتعارض مع رغباتهم، من أجل منفعتهم. على سبيل المثال، إذا رأى شخصٌ ما أن شخصًا آخر يمكنه أن ينفع عمله أو مصالحه بطريقةٍ ما، فقد يختار ذلك الشخص قائدًا، أو يُرشِّحه لواجبٍ مُعيَّن، أو يوافق على كلِّ ما يقوله ذلك الشخص، مُدعيًا أنه صحيح بغضّ النظر عما إذا كان يتماشى مع الحقّ أم لا، من أجل كسب استحسانه. من أجل كسب استحسانه، يفعل العديد من الأشياء التي لا تتماشى مع المبادئ وتتعارض مع الحقّ، ما يُزعِج شعب الله المُختار في تمييز الناس، والأحداث، والأشياء والدخول في الحقّ. إنه يصف ما هو خاطئ ومُحرَف بأنه صحيح، ويصف المفاهيم والتصورات البشرية بأنها تتماشى مع مقاصد الله، وما إلى ذلك، وبذلك يُزعِجون أفكار الناس والاتجاه والهدف الصحيحين لسعيهم. كلّ هذه السلوكيات تنبع من حفاظهم على علاقة مصالح مُكتسبة. لحماية مصالحهم والحفاظ عليها، يمكنهم التحدُّث بما يُخالف ضميرهم والتصرُّف ضد المبادئ. ما يقولونه ويفعلونه يُسبِّب اضطرابات ودمارًا لحياة الكنيسة، ما يؤدي في النهاية إلى عدم قدرة المزيد من الناس على عقد شركة عن كلام الله، أو قراءة كلام الله مُصلين، أو مشاركة الاختبارات الشخصية بطريقة طبيعية ومُنظَّمة، ما ينتج عنه خسائر فيما يتعلق بدخول الناس الحياة. عندما يعقد الناس شركة عن أفهامهم الاختبارية الشخصية، غالبًا ما يُواجِهون تدخُّلًا من علاقات المصالح المكتسبة للناس؛ بعضها تدخلات لفظية، وبعضها سلوكية، والبعض الآخر يتعلَّق بالأهداف والاتجاهات. كثيرًا ما يُقاطَع الناس عند عقد شركة عن الحقّ وقراءة كلام الله مصلين، وكثيرًا ما يُقادَون بعيدًا عن الموضوع، وكثيرًا ما يتأثرون بدرجاتٍ مُتفاوتة. لذا، ينبغي تقييد أولئك الذين ينخرطون في علاقات مصالح مكتسبة غير مشروعة والسلوكيات ذات الصلة. لا ينبغي لقادة الكنيسة الذين يواجهون هذه القضايا أن يغضّوا الطرف عنها، وبالتأكيد لا ينبغي لهم التساهل مع فعل الشر هذا، والتغاضي عن حدوث مثل هذه الأمور داخل حياة الكنيسة. بدلًا من ذلك، ينبغي أن يكونوا يقظين ومُدركين، وأن يمنعوها ويُقيِّدوها على الفور.
الانخراط في علاقات مصالح مُكتسبة غير مشروعة أمرٌ شائع الحدوث في الكنيسة. على سبيل المثال، إذا كان شخصٌ ما يُخطِّط للترشُّح لانتخابات قائد الكنيسة القادم، فقد يجذب مجموعة من الناس ويُفصِح لهم عن أفكاره. هؤلاء الناس ليسوا أغبياء؛ بل يُلمِّحون: "إذا انتخبناك، فما المنافع التي ستُقدِّمها لنا؟" وهكذا، تنشأ بينهم علاقة قائمة على المصالح المكتسبة. وللحفاظ على مصالحهم المكتسبة، غالبًا ما يتخذون الموقف نفسه بشأن القضايا أثناء الاجتماعات. ودون أن يكون الآخرون على دراية أو معرفة بالخلفية، فإنهم يتحدَّثون دائمًا عن مدى صلاح شخصٍ ما، وكيف أن ما يفعله شخصٌ آخر مسموح به ومُبارك من الله، ومَنْ قدَّم تقدمات ومقدار ما قدَّمه، ومن قدَّم مساهماتٍ لبيت الله، وغالبًا ما يتغنَّون بمدائح بعضهم البعض ويثنون على بعضهم البعض. في حياة الكنيسة، غالبًا ما يُصرِّحون بهذه الأشياء خدمةً للاتفاق الذي توصَّلوا إليه سابقًا وللحفاظ على مصالحهم المتبادلة. على سبيل المثال، قد يقول أحدهم: "إذا انتخبتني قائدًا، فما إن أتولى منصبي، سأجعلك قائد مجموعة". ألا يبحثون جميعًا عن مكاسب شخصية؟ لتحقيق مصالحهم، ألا يتعيَّن عليهم قول أشياء معينة، أو القيام بأفعال معينة؟ وهكذا، يُظهِرون مجموعة مُتنوِّعة من المظاهر أثناء الاجتماعات، وكلّها تهدف إلى الحفاظ على الاتفاق الذي توصَّلوا إليه سابقًا والمصالح المعنية. قبل تحقيق هدفهم، يكون معظم ما يفعلونه مدفوعًا بالمصالح. إذًا، أليست النوايا والأغراض الكامنة وراء ما يقولونه ويفعلونه غير مشروعة تمامًا؟ أليست العلاقة القائمة بينهم علاقة غير مشروعة؟ ألا ينبغي تقييد مثل هذه العلاقات غير المشروعة داخل الكنيسة؟ يقول البعض: "كيف يمكننا تقييدها إذا لم تُكتشَف؟" مثل هذه الأمور – ما لم تُفعَل على الإطلاق – ما إن يُشرع فيها، يمكن اكتشافها وستُفضَح. إذا عقد الناس شركة عن الحقّ وعن أفهامهم واختباراتهم الشخصية بشكلٍ صحيح، دون خلط أيّ شيء لا علاقة له بالحقّ، فيمكن للجميع إدراك ذلك. إذا كانت ثمّة شوائب، فيمكن للناس أيضًا تمييز ذلك. لذا، في الكنيسة، ينبغي أيضًا تقييد مُختلف علاقات المعاملات التي تنشأ للحفاظ على المصالح المتبادلة؛ فعلى أقل تقدير، ينبغي تحذير المُتورِّطين وعقد شركة معهم، والسماح لهم بإدراك مشكلاتهم وفهم العواقب الوخيمة للانخراط في مثل هذه الأنشطة، مع تمكين الإخوة والأخوات أيضًا من تمييز طبيعة هذه الأمور. ما تأثير هذا النوع من النشاط على معظم الناس؟ إنه يقود الناس إلى الاعتقاد بأنه لا يوجد فارق كبير بين الكنيسة والمجتمع، فكلاهما أماكن يستغل فيها الجميع بعضهم البعض وينخرط الناس في معاملات من أجل منفعتهم. هذا السلوك ليس إزعاجًا خفيفًا بل يُشكِّل إزعاجًا خطيرًا لحياة الكنيسة. أخبرني، هل الشخص الذي يجذب الناس باستمرار لكسب أصواتهم في الانتخابات، مُستخدِمًا وسائل غير اعتيادية للتلاعب بالانتخابات وكسب منصب القائد، شخص صالح؟ من الواضح أن القادة المُنتخَبين بهذه الطريقة ليسوا أشخاصًا صالحين. هل يمكن للإخوة والأخوات الذين وقعوا بين أيديهم أن يتوقَّعوا أيّ خير؟ إذا أصبح شخصٌ ما قائدًا بوسائل غير اعتيادية، بدلًا من أن يُنتخَب بناءً على المبادئ، فإن قائدًا كهذا بالتأكيد ليس شخصًا صالحًا. إذا سُمح له بالقيادة، فهذا يُعادِل تسليم الإخوة والأخوات بشكلٍ سافر إلى شخص شرير، إلى ضد للمسيح، مع تسليم معظم الناس فعليًا إلى أيدي الشيطان؛ في مثل هذا السيناريو، ستكون ثمار حياتهم الكنسية بديهية. هذا نوع من العلاقات غير المشروعة المرتبطة بالمصالح. سواء بين المجموعات أو الأفراد، ما إن تتضمَّن العلاقات بين الناس مصالح، فإنهم سيميلون أكثر نحو المنافع الشخصية في أفعالهم بدلًا من التصرُّف وفقًا للمبادئ للحفاظ على مصالح بيت الله. لا تستند مثل هذه العلاقات إلى ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية بل تتعارض مع كلٍّ من الضمير والعقل، بل وتتعارض أكثر مع مبادئ الحقّ. ما يقولونه، ويفعلونه، ويُظهِرونه، إلى جانب نواياهم، وأغراضهم، ودوافعهم، وأصولهم، وما إلى ذلك، كلّه مدفوعٌ بالمصالح؛ وهكذا، يمكن تعريف هذه العلاقات بأنها غير مشروعة. ونظرًا لأن تكوين مثل هذه العلاقات يُزعِج شعب الله المُختار في عيش حياة الكنيسة، ما يجعل من الصعب على معظم الناس قراءة كلام الله وعقد شركة عن الحقّ بهدوء أمام الله، فينبغي تقييد مثل هذه العلاقات غير المشروعة داخل الكنيسة. وبالنسبة إلى الحالات الشديدة والتي تُشكِّل سلوك الأشرار، ينبغي إصدار تحذيرات، وإذا لم يتُب المُتورِّطون مهما حدث، فينبغي إخراجهم من الكنيسة.
د. الكراهية بين الأفراد
العلاقات الشخصية غير المشروعة لها مظاهر مُختلفة. مظهر آخر منها هو الكراهية الشخصية. على سبيل المثال، قد تنشأ احتكاكات أو نزاعات داخل العائلات بين الحموات وزوجات الأبناء، أو بين السلائف، أو بين الإخوة، أو قد تنشأ بين الجيران. وأحيانًا يتطوَّر هذا الأمر إلى حد الكراهية، ومثل الخصوم، لا يتمكَّن هؤلاء الناس بعد ذلك من التعاون أو العمل معًا، لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى مقابلة بعضهم البعض، ويتجادلون ويتقاتلون كلما فعلوا ذلك. وعندما يرون بعضهم البعض في الاجتماعات، تكون قلوبهم أيضًا مليئة بالكراهية، ولا يكونون قادرين على تهدئة أنفسهم أمام الله للاستمتاع بكلمة الله والتأمل في أنفسهم ومعرفتها، وهم بالتأكيد لا يستطيعون التخلِّي عن تحيزاتهم وكراهيتهم لعقد اجتماع طبيعي. وبدلًا من ذلك، كلما التقوا، يدخلون في مُشاجرات ومُناوشات، ويكشفون عن نقائص بعضهم البعض ويهاجمون بعضهم البعض، بل ويسبُّون بعضهم البعض، ما يكون له تأثير سلبي عميق على شعب الله المُختار. مثل هؤلاء الناس عديمو الإيمان، إنهم غير مؤمنين. بالنسبة إلى أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص ويحبّون الحقّ، أيًا كان ما يحدث، أو مع مَنْ يتنازعون، أو مَنْ يُضمِرون تحيُّزات تجاهه، فإنهم قادرون على طلب الحقّ، والتأمل في أنفسهم ومعرفتها، وحلّ القضايا وفقًا لمبادئ الحقّ. إذا ارتكبوا خطأ ما وكانوا مدينين لشخصٍ ما، فيمكنهم المبادرة بالاعتذار والاعتراف بأخطائهم؛ فلن يلجأوا على الإطلاق إلى إثارة الجدل أو المتاعب في الاجتماعات. من غير اللائق إطلاقًا بآداب القديسين أن ينخرطوا في نزاعات أو أن يسببوا الجلبة في الكنيسة؛ فمثل هذا السلوك يُشين الله بشدّة. الأشخاص الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة يفتقرون إلى الإنسانية، والضمير، والعقل إلى حد كبير؛ إنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين بالله على الإطلاق. هذه القضية أكثر شيوعًا نسبيًا بين المؤمنين الجُدُد. فنظرًا لأن المؤمنين الجُدُد لا يفهمون الحقّ، ولم تتطهَّر شخصياتهم الفاسدة، فمن السهل عليهم الانخراط في نزاعاتٍ حول العديد من الأشياء، بل والسماح لحدة طباعهم بالانفجار والدخول في معارك. إذا لم تُعالج هذه الشخصيات الفاسدة، فسيُضمِر الناس الكراهية في قلوبهم، وحتى عند عيش حياة الكنيسة، سيظلَّون ينخرطون في نزاعاتٍ لا نهاية لها بسبب هذا حدة الطبع والكراهية. هذا يؤثر على حياة الكنيسة، ويؤثر على أكل شعب الله المختار وشربهم لكلام الله، وتسبيحهم لله، ومُشاركتهم لفهمهم الاختباري لكلام الله. كما أنه يؤثر بشكلٍ مُباشرٍ على دخول شعب الله المُختار إلى الحياة. يقع بعض المؤمنين الجُدُد بسهولة في نزاعاتٍ بسبب خلافات حول قضايا بسيطة. على سبيل المثال، قبل بدء الاجتماع، قد يرغب البعض في أن يُرنِّموا ترنيمةً مُعيَّنة بينما يُفضِّل البعض الآخر ترنيمةً مختلفة؛ حتى مثل هذه المسألة التافهة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى نزاعات. وبالمثل، يمكن للآراء المُختلفة حول مسألة ما أن تتحوَّل أحيانًا بسرعة إلى مناظرات، وحتى الإساءة إلى شخصٍ ما بسبب عدم مُراعاة الكلام يمكن أن تُثير الجدالات. هذا النوع من الحوادث شائع بين المؤمنين الجُدُد. عندما تنشأ نزاعات أثناء الاجتماعات، فإنها تُزعِج حياة الكنيسة بشكل طبيعي. ألا يُزعِج هذا أيضًا شعب الله المُختار؟ أولئك الذين يمليون إلى الجدال والمناظرة حول الصواب مِنَ الخطأ هم أكثر من يُزعِج حياة الكنيسة بسهولة. إنهم يهتمون فقط بإرضاء غرورهم وهيبتهم دون مُراعاة مصالح شعب الله المُختار. من خلال التصرُّف بهذه الطريقة، ألا يتسبَّبون في اضطراباتٍ لحياة الكنيسة؟ (بلى). الكنيسة مكان يجتمع فيه الإخوة والأخوات لأكل كلام الله وشربه والاستمتاع به؛ إنها مكان للخضوع لله وعبادته. إنها ليست على الإطلاق مكانًا للتنفيس عن المظالم الشخصية، وبالتأكيد ليست مكانًا للشجار أو الجدال حول الصواب والخطأ. عندما يتسبَّب مثل هؤلاء الناس في اضطراباتٍ بهذه الطريقة، فما العواقب التي يؤدي إليها ذلك؟ يؤدي ذلك مباشرةً إلى نقص الاستمتاع أثناء الاجتماعات؛ يؤدي إلى عدم قدرة شعب الله المُختار على نيل تنوير الحياة، بل ويجعل معظم الناس غير قادرين على إيجاد السلام، ويجعلهم يعانون بشكلٍ لا يوصف. وبمرور الوقت، يصبح البعض سلبيين وضعفاء، بل ونافرين من حضور الاجتماعات. هذا الوضع شائع في معظم الكنائس وهو شيءٌ اختبره جميع أفراد شعب الله المُختار. إذًا، كيف ينبغي حلّ مشكلة الجدالات والمشاجرات المُتكرِّرة في الاجتماعات؟ ينبغي اختيار عدّة مقاطع من كلام الله ذات الصلة بالمشكلة وقراءتها معًا عدّة مرات أثناء الاجتماعات؛ ثم، ينبغي على الجميع عقد شركة عن الحقّ، ومشاركة فهمهم. يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى بعض النتائج. ليس فقط يمكن لأولئك الذين يميلون إلى الجدال إدراك تعدياتهم والشعور بالندم، بل يمكن حتى للمُراقبين التأمل فيما إذا كانوا قد كشفوا عن شخصياتهم الفاسدة في مواقف مماثلة وما إذا كانوا قادرين على الجدال مع الآخرين؛ بهذه الطريقة، يمكن للمُراقبين أيضًا أن يعرفوا أنفسهم. بغضّ النظر عما إذا كان المرء مُتورطًا في نزاعات أم لا، فبعد قراءة عدّة مقاطع من كلام الله عدّة مرات، يمكنه التعرُّف على شخصياته الفاسدة وإدراك أن العيش بشخصياتٍ فاسدة يعني بالفعل الافتقار إلى الضمير والعقل، وعدم امتلاك أدنى قدر من الإنسانية. إنَّ آثار عيش حياة الكنيسة بهذه الطريقة ليست سيئة، أليس كذلك؟ على الرغم من أنه قد تكون ثمّة نزاعات في بداية الاجتماع، إلا أنّه إذا تمكَّن الجميع بعد ذلك من قراءة كلام الله، وتهدئة أنفسهم أمام الله للتأمل في أنفسهم، وحلّ المشكلات بالحقّ، والتوبة حقًا – لو أمكن تحقيق هذه النتائج – فهذه هي حياة الكنيسة الطبيعية. لذا، أيًا كان ما يحدث أثناء الاجتماعات، فهو ليس بالضرورة سيئًا؛ فما دام الجميع يجتمعون بقلبٍ وفكرٍ واحد لطلب الحقّ، ويقرأون عدّة مقاطع ذات صلة من كلام الله معًا عدّة مرات، فحتى لو لم تُحَلّ المشكلات بالكامل، فسيكون الناس قادرين على إدراك حقيقتها إلى حدٍّ ما، وسيكون لديهم بعض التمييز؛ الجميع سينتفع من هذا. هل تقولون إن حياة كنسية كهذه يصعب تحقيقها؟ هذا هو تحويل شيء سيء إلى شيء جيّد، إنه يشبه إلى حد ما بركة مُقنَّعة. ولكن لا ينبغي أن يؤدي هذا بالناس إلى الدعوة إلى فكرة أن النزاعات والجدالات مرغوبة في حياة الكنيسة؛ فلا يمكن الدعوة إلى هذا على الإطلاق. يمكن أن تؤدي النزاعات والجدالات بسهولة إلى نوبات من الحدة والصراع، وهو أمر سيء للجميع، ويُسبِّب ضيق شخصي للمشاركين. لذا فإن طلب الحقّ لمعالجة المشكلات هو النهج الأمثل، وفهم الحقّ يمكن أن يمنع بشكلٍ فعّالٍ الأحداث المماثلة في المستقبل. ينبغي على الأفراد الحكماء تبنِّي موقف صبور ومتسامح عند ظهور الاحتكاكات والصدامات. وبما أن لديهم أيضًا شخصيات فاسدة ويمكنهم إيذاء الآخرين بسهولة، فعندما يُعلنون عن شخصياتهم الفاسدة، ينبغي عليهم الصلاة إلى الله وطلب الحقّ على الفور لمعالجة المشكلات. بهذه الطريقة، بحلول وقت الاجتماع، يكون الاستياء الشخصي والكراهية قد تبدَّدا جميعًا، ما يؤدي إلى شعور بالتحرُّر في قلوبهم ويجعل من الأسهل التعايش بودٍ مع الإخوة والأخوات، ومن ثَمّ تعزيز التعاون المنسجم. متى رأى أحد أخًا أو أختًا يُعلن عن شخصيته الفاسدة، ينبغي عليه تقديم المساعدة بمحبّة، وليس الحكم عليه، أو إدانته، أو رفضه. قد يحدث ألا تُحلّ المشكلات بعد محاولة أو محاولتين للمساعدة، ولكن يظل الصبر والتسامح مطلوبين. ما داموا لا يزعجون حياة الكنيسة أو يرتكبون الشر عمدًا، ينبغي معاملتهم بصبرٍ وتسامحٍ حتى النهاية؛ سيأتي يوم يعودون فيه إلى رشدهم. إذا كان شخص ما ذا إنسانية شريرة ويرفض أيّ مساعدة، ولا يقبل الحقّ بغضّ النظر عن كيفية عقد الشركة عنه، فهو لا يؤمن بالله بإخلاص، ومن الضروري الابتعاد عن مثل هؤلاء الأفراد. إذا أزعجوا حياة الكنيسة بشكلٍ مُتكرِّر، فينبغي معاملتهم والتعامل معهم وفقًا للمبادئ. وإذا لم يكونوا أشرارًا وإنما يكشفون كثيرًا عن شخصيتهم الفاسدة، ويكرهون أنفسهم ولكنهم يشعرون بالعجز عن فعل شيء خلاف ذلك في الوقت الحالي، فينبغي مساعدة مثل هؤلاء الأفراد بمحبّة؛ ساعدوهم على فهم الحقّ وتمييز استعلانات فسادهم والتعرُّف عليها – بهذه الطريقة، ستقلّ استعلانات فسادهم تدريجيًا. إذا تأثَّر الإخوة والأخوات فقط من حينٍ لآخر بهؤلاء الناس، فيمكن التغاضي عن ذلك؛ فما دامت ليست ثمّة مشكلات كبيرة في إنسانيتهم، وليسوا مُخادعين أو أشرارًا، فينبغي دعمهم ومُساعدتهم من خلال شركة الحقّ. إذا تمكَّنوا من قبول الحقّ، فينبغي معاملتهم بمحبّة. ولكن إذا رفضوا التوبة وأثَّروا سلبًا على حياة الكنيسة لفترةٍ طويلة من الزمن، فينبغي على قادة الكنيسة إصدار تحذيرات وفرض قيود. وإذا استمرّوا في رفض قبول الحقّ، فإن مثل هؤلاء الأفراد أشرار. ولا يمكن للأشرار التوافق مع أيّ شخص، إنهم ثمار فاسدة وأبالسة. لن يؤدي إبقاؤهم في الكنيسة إلا إلى العرقلة والإزعاج. لذلك، أولئك الذين يرفضون التغيير على الرغم من التنبيهات المُتكرِّرة ينبغي التعامل معهم على أنهم أشرار وإخراجهم من الكنيسة. إنّ أيّ شخص يُزعِج حياة الكنيسة ودخول شعب الله المُختار الحياة في كثير من الأحيان هو شخص عديم الإيمان وشرير، ويجب إخراجه من الكنيسة. بغضّ النظر عن هوية الشخص أو كيف كان تصرُّفه في الماضي، فإذا كان كثيرًا ما يُزعِج عمل الكنيسة وحياتها، ويرفض التهذيب، ويدافع عن نفسه دائمًا بمنطق واهٍ، فيجب إخراجه من الكنيسة. هذا النهج بأكمله من أجل الحفاظ على التقدُّم الطبيعي لعمل الكنيسة وحماية مصالح شعب الله المُختار، بما يتماشى تمامًا مع مبادئ الحقّ ومقاصد الله. لا ينبغي أن يتأثر دخول شعب الله المُختار الحياة وعمل الكنيسة بالنزاعات وإثارة المتاعب غير المعقولة لعددٍ قليل من الأفراد الأشرار؛ الأمر لا يستحق ذلك، وهو أيضًا غير منصف لشعب الله المُختار.
إذا كان الأشخاص الأشرار كثيرًا ما يُسبِّبون اضطرابات في الكنيسة، ما يؤدي إلى عدم فعالية حياة الكنيسة، فإن أفضل حلٍّ هو تصنيف الناس وتقسيم الاجتماعات إلى مجموعاتٍ مُختلفة: أولئك الذين يحبون الحقّ ويقومون بواجباتهم بإخلاصٍ يجتمعون معًا؛ وأولئك الذين يريدون السعي إلى الحقّ ولكن لا يقومون بواجباتهم يجتمعون معًا؛ وأولئك الذين يحبّون التسبُّب في العرقلة والإزعاج، والثرثرة عن الآخرين، والحكم عليهم وإدانتهم يجتمعون معًا. بهذه الطريقة، يمكن تقسيم الكنيسة بشكلٍ أساسي إلى ثلاث مجموعات من الناس – يمكن أن تقول فرز الجميع حسب نوعهم – وبالتالي ضمان عدم تداخل هذه المجموعات مع بعضها البعض أثناء الاجتماعات. الأشخاص ذوو الإنسانية السيئة، بغضّ النظر عن مدى تهورهم في ارتكاب الذنوب، لن يؤثروا على الآخرين بل سيؤذون أنفسهم فقط. بعض الناس لديهم شخصية شرسة. إذا قال أحد شيئًا يؤذيهم أو يسيء إليهم، فسيكرهونه، ويُفكِّرون في طرقٍ لمهاجمته والانتقام منه. وبغضّ النظر عن كيفية عقد شركة عن الحقّ معهم، أو كيفية تهذيبهم، فإنهم لا يقبلون ذلك. إنهم يُفضِّلون الموت على التوبة، ويستمرون في إزعاج حياة الكنيسة. هذا يُثبِت أنهم أشرار. لا يمكننا الاستمرار في التسامح مع هذا النوع من الأشرار. ينبغي إخراجهم من الكنيسة وفقًا لمبادئ الحقّ. هذه هي الطريقة الوحيدة لحلّ هذه المشكلة بشكل كامل. وبغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبوها، أو الأشياء السيئة التي قاموا بها، فإن هؤلاء الناس أصحاب الشخصيات الشرسة لن يسمحوا لأي شخص أن يكشفهم أو يهذبهم. وإذا كشفهم شخص ما وأساء إليهم، يغضبون وينتقمون ولا ينسوا الأمر. لا يتسمون بالصبر ولا بالتسامح مع الآخرين، ولا يتسمون بالرفق معهم. فما المبدأ الذي يقوم عليه سلوكهم؟ "أن أخون أفضل لي من خيانة غيري لي". بعبارة أخرى، لا يتحملون أن يسيء إليهم أي شخص. أليس هذا منطق الأشرار؟ هذا هو بالضبط منطق الأشرار. ليس من المسموح لأي شخص أن يُغضبهم. وبالنسبة لهم، من غير المقبول لأي شخص أن يستفزهم ولو بأدنى طريقة، وهم يكرهون أي شخص يفعل ذلك. وسيستمرون في ملاحقة هذا الشخص ولن ينسوا الأمر، فهكذا هم الأشرار. ينبغي عليك عزل الأشرار أو إخراجهم بمجرد أن تكتشف أن لديهم جوهر الأشرار، قبل أن يتمكنوا من إحداث أي شر عظيم. سيؤدي ذلك إلى تقليل الضرر الذي يحدثونه؛ وهو الخيار الحكيم. إذا انتظر القادة والعمال ولم يواجهوا الشخص الشرير إلا بعد أن يتسبب في كارثة ما، فإنهم بذلك يكونون سلبيين. وهذا من شأنه أن يثبت أن القادة والعمال حمقى للغاية، وليس ثمّة مبادئ يستندون إليها في أفعالهم. ثمة بعض القادة والعاملين الذين هم حمقى وجهلاء إلى هذا الحدّ. إنهم يصرّون على الانتظار حتى يكون لديهم دليل قاطع قبل التعامل مع الأشرار لأنهم يعتقدون أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستستريح بها عقولهم. ولكنكم، في الواقع، لا تحتاجون إلى دليل قاطع للتأكُّد من أن شخصًا ما شرير. يمكنكم معرفة ذلك من خلال كلامه وأفعاله اليومية. وما إن تتيقنوا من أنه شرير، يمكنكم البدء بتقييده أو عزله. هذا سيضمن عدم الإضرار بعمل الكنيسة أو بدخول شعب الله المُختار إلى الحياة. بعض القادة والعاملين لا يستطيعون تمييز مَنْ هو الشرير، كما لا يستطيعون التعامل مع الأشرار في الوقت المناسب. ونتيجة لذلك، يتأثّر عمل الكنيسة وحياتها، ويتعطَّل دخول شعب الله المُختار الحياة. هذه حماقة شديدة للغاية. هكذا يضطلع القادة الكذبة بالعمل. من ناحية، هم يفتقرون إلى التمييز، ومن ناحية أخرى، يسعون إلى رضى الناس خشية الإساءة إلى الآخرين. عندما يعمل مثل هؤلاء الناس قادةً، أولًا، لا يمكنهم القيام بعملٍ حقيقي؛ وثانيًا، يؤذون شعب الله المُختار. لا يمكنهم حتى حلّ مشكلة الاضطرابات التي يُسبِّبها الأشرار على الفور، كما لا يمكنهم حماية الإخوة والأخوات؛ مثل هؤلاء الناس غير مؤهلين ليكونوا قادة وعاملين. أخبروني، إذا وُصِّف شخصٌ ما بأنه شخص شرير، فهل لا تزال ثمّة حاجة لعقد شركة عن الحقّ لمساعدته؟ (كلا). ليست ثمّة حاجة لمنحه فرصة. بعض الناس لديهم الكثير من "المحبّة"، ويعطون دائمًا الأشرار فرصة للتوبة، ولكن هل يمكن أن يُحقِّق هذا أيّ تأثير؟ هل هذا يتوافق مع مبادئ كلام الله؟ هل رأيتَ أيّ شخص شرير يمكنه التوبة حقًا؟ لم يرَ أحد ذلك قط. إن الأمل في توبة الأشرار يُشبه الشفقة على الأفاعي السامة؛ إنه أشبه بالشفقة على الوحوش البرية. هذا لأنه بناءً على جوهر الأشرار، يمكن تقرير أن الأشرار لن يحبوا الأشياء الإيجابية أبدًا، ولن يقبلوا الحقّ أبدًا، ولن يتوبوا أبدًا. لن تجد كلمة "توبة" في قاموسهم. وأيًا كانت الطريقة التي تعقد بها شركة عن الحقّ معهم، فلن يتخلّوا عن دوافعهم ومصالحهم، وسيجدون أسبابًا وأعذارًا مختلفة لتبرير أنفسهم، ولا يمكن لأحد إقناعهم. إذا تكبَّدوا خسارة، فستكون لا تُطاق بالنسبة لهم، وسيُزعجون الآخرين بشأنها إلى ما لا نهاية. كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس، غير المستعدين لتكبُّد أيّ خسارة، أن يتوبوا حقًا؟ الأشخاص الأنانيون للغاية هم أولئك الذين يعطون الأولوية لمصالحهم قبل كلّ شيء؛ إنهم أشرار، ولن يتوبوا أبدًا. إذا كنتَ قد أدركتَ تمامًا أن مثل هذا الشخص شرير ولا تزال تمنحه فرصةً للتوبة، ألا تكون هذه حماقة؟ هذا يعادل تدفئة ثعبان مُتجمِّد في حضنك، فقط ليلدغك لاحقًا. الأحمق فقط هو من يفعل شيئًا غبيًا كهذا. في الكنيسة، كراهية شعب الله المُختار للأشرار هي ظاهرة طبيعية، لأن الأشرار يفتقرون إلى الإنسانية ويفعلون دائمًا أشياء غير أخلاقية. كراهية الأشرار هي العقلية الصحيحة. إنها جزء مما ينبغي أن يمتلكه الناس في إنسانيتهم الطبيعية.
أخبروني، ما نوع الشخص الذي ليس لديه أي محبة على الإطلاق للإخوة والأخوات؟ لماذا ليس لديه حتى القليل من العلاقات الشخصية الطبيعية مع الإخوة والأخوات؟ هذا النوع من الأشخاص، بغضّ النظر عمَنْ يتفاعل معه، يربط هذه التفاعلات فقط بالمصالح والصفقات؛ فإذا لم تكن ثمّة مصالح أو صفقات، فلن يهتم بالناس. أليس هذا النوع من الأشخاص شريرًا؟ بعض الناس لا يسعون إلى الحقّ ويعيشون فقط بناءً على المشاعر؛ كلّ مَنْ يعاملهم جيدًا، يتقرَّبون منه، وكلّ مَنْ يساعدهم، يعتبرونه صالحًا. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم أيضًا علاقات شخصية طبيعية. إنهم يعيشون فقط بناءً على المشاعر، فهل يمكنهم معاملة الإخوة والأخوات بإنصافٍ وعدل؟ هذا أمرٌ بعيد المنال تمامًا. لذا، أي شخص ليس لديه علاقة شخصية طبيعية مع الإخوة والأخوات، أو مع أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص، هو شخص بلا ضمير وبلا عقل، وهو شخص بلا إنسانية طبيعية، وبالتأكيد ليس شخصًا يحبّ الحقّ. هؤلاء الأفراد لا يختلفون عن الرعاع التافهين بين غير المؤمنين؛ إنهم يتفاعلون مع مَنْ ينفعهم ويتجاهلون مَنْ لا ينفعهم. علاوة على ذلك، عندما يرون شخصًا يسعى إلى الحقّ أو شخصًا يمكنه مشاركة شهاداتٍ اختبارية – شخصًا يُعجب به الجميع ويحبونه – يصبحون غيورين وكارهين ويُجرِّبون كلّ شيء لجمع الذخيرة التي يمكنهم من خلالها الحكم على هؤلاء الأشخاص الذين يسعون إلى الحقّ وإدانتهم. أليس هذا ما يفعله الأشرار؟ مثل هؤلاء الناس يفتقرون إلى الضمير والعقل؛ إنهم أسوأ من الوحوش. لا يمكنهم معاملة الناس بشكلٍ صحيح، ولا يمكنهم التوافق مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، ولا يمكنهم بناء علاقات شخصية طبيعية مع شعب الله المُختار، بل ويمكنهم حتى كراهية أولئك الذين يسعون إلى الحقّ. لا بد أن يشعر مثل هؤلاء الناس بالوحدة والعزلة الشديدة في قلوبهم، ويتذمَّروا دائمًا من السماء والناس الآخرين. ماذا لديهم من فرح أو معنى في حياتهم؟ هؤلاء الناس شرِسو الشخصية، وبغض النظر عمَنْ يتفاعلون معه، يمكنهم أن يشعروا تجاههم بالكراهية بسبب أمور تافهة، وإدانتهم والانتقام منهم، وجلب الكوارث عليهم. مثل هؤلاء الأفراد الأشرار هم أبالسة تمامًا، يجلبون الكوارث إلى الكنيسة مع كلّ يوم يبقون فيه. إذا بقوا لفترةٍ طويلة، فستكون الكوارث لا نهاية لها. فقط من خلال إخراجهم من الكنيسة، يمكن تجنُّب الكوارث. وإضافة إلى ذلك، يوجد أولئك الذين يبدون متحضرين ظاهريًا ولكن لديهم ولع خاصّ بالمنافع. ومن ثم فإن إيمانهم بالله هو أيضًا من أجل السعي وراء المنافع. إذا لم يستغلوا بعض المزايا غير المستحقة لفترة من الوقت، تصبح وجوههم غائمة بالكآبة، كما لو أن شخصًا ما مدين لهم بمبلغ كبير من المال. أيّ شخص يرى وجوههم المستاءة واليائسة يتأثر عاطفيًا على الفور. أي أثر تعتقدون أن مثل هذا الوجه يجلبه لو ظهر في حياة الكنيسة؟ من المُؤكَّد أن معظم شعب الله المُختار سيشعرون بعدم الارتياح عند رؤيته، وستضطرب قراءتهم لكلام الله وشركة الحقّ وتتأثر بدرجاتٍ مُتفاوتة. خاصّةً بالنسبة إلى أولئك الذين لم يرسخوا أنفسهم في الطريق الحقّ، فإن رؤية هذا الوجه الكئيب باستمرار في حياة الكنيسة سيؤثر عليهم بسهولة بالغة! ينبغي أن يكون في الكنيسة المزيد من الأشخاص ذوي الطِباع المبتهجة، الذين يتحدَّثون ببساطةٍ وانفتاح، والمزيد من الأشخاص الذين تمتلئ قلوبهم بالسلام والفرح، وأرواحهم حُرّة ومُتحرِّرة. هذا من شأنه أن يجعل حياة الكنيسة ممتعة. ينبغي على أولئك المتذمرين الذين هم كئيبون باستمرار أن يصلوا إلى الله في المنزل ويُعدِّلوا من عقليتهم قبل المجيء إلى الاجتماعات. بهذه الطريقة، سيكونون في مزاجٍ جيّد، وسيكتسبون شيئًا من الاجتماع. إضافة إلى ذلك، سينفع هذا الآخرين أيضًا؛ على الأقل، لن ينزعجوا. ولضمان أن يتمكَّن شعب الله المُختار من عيش حياة كنسية طبيعية، ينبغي على القادة والعاملين تعلُّم عقد شركة عن الحقّ لحلّ المشكلات. إذا جاء شخصٌ ما إلى اجتماع بوجهٍ كئيب، فينبغي على القادة والعاملين أن يتقدَّموا ويسألوا: "هل تحتاج إلى مساعدة؟" هذا يُسمَّى مساعدة الآخرين بشكلٍ استباقي بدافع المحبة. إذا رأى القادة والعاملون شخصًا لديه مشكلة وتجاهلوها، مُتجنِّبين أولئك "المتذمرين" ومُبتعدين عنهم دون عقد شركة عن الحقّ لتُضيء يومهم، فهم لا يقومون بعمل فعلي. للقيام بعمل الكنيسة بفعالية، يجب على القادة والعاملين أولًا وقبل كلّ شيء تعلَّم أن يكونوا المقربين من شعب الله المُختار، على غرار ما قد يسميه غير المؤمنين مسؤولًا حكوميًا مهتمًا. بعض الناس غير راغبين في لعب مثل هذا الدور، مُفضِّلين دائمًا أن يكونوا مُتفرجين؛ فكيف يمكنهم قيادة شعب الله المُختار لعيش حياة كنسية صالحة بهذه الطريقة؟ في الحقيقة، يمكن إلى حدٍّ ما رؤية ما إذا كان لدى شخص ما مشكلات في قلبه من خلال تعبيرات وجهه. إذا كان وجه شخص ما كئيبًا دائمًا، فهذا يعني بالتأكيد أن قلبه مظلم بدون ذرة من النور. إذا كانوا منغمسين في نزاعات حول الصواب والخطأ طوال الوقت، فهل لا يزال بإمكان وجوههم أن تحمل ابتسامة؟ وجوه هؤلاء الناس مغطاة دائمًا بالغيوم الداكنة، دون لحظة إشراق، وهذا يؤثر أيضًا على أدائهم للواجب. إذا كان القادة والعاملون بطيئين في معالجة هذه المشكلة وحلّها، ما يتسبَّب في معاناة الإخوة والأخوات من إزعاجٍ مستمرٍ وبؤسٍ لا يُوصف، فهذا يُثبِت أن القادة والعاملين غير قادرين على أداء عمل فعلي، وغير قادرين على حلّ المشكلات بالحقّ، وعديمو القيمة تمامًا. إذا كان القادة والعاملون يفهمون الحقّ وتمكَّنوا من تحديد مشكلات الإخوة والأخوات، وتمكَّنوا من تقديم الدعم والمساعدة في الوقت المناسب، فإنهم لا يكونوا فقط قادرين على المساعدة في حلّ مشكلات الناس، بل قادرين أيضًا على مساعدة الناس على فهم مبادئ الحقّ وتتميم واجباتهم، فعندئذٍ سيكون أداؤهم للواجب ومعالجتهم للأمور تتسم بالكفاءة، ولن يتأثَّر عمل الكنيسة. إذا لم يتمكَّن القادة والعاملون من تحديد المشكلات وحلّها على الفور، فهذا يؤثر على عمل الكنيسة. وإذا لم يتمكَّن القادة والعاملون من تحديد المشكلات والتعامل معها، ما يتسبَّب في الإضرار بعمل الكنيسة وإعاقة دخول شعب الله المُختار إلى الحياة، ألا يكونون قد خذلوا الله وشعبه المُختار؟ ألا يفتقرون إلى المبادئ في التعامل مع الأمور؟ التعامل مع المشكلات على الفور ودون تردد بعد إدراك حقيقة جوهرها؛ هذا يُسمَّى تتميم المسؤوليات والإخلاص، وهذا هو القيام بالواجب بطريقة تُلبِّي المعايير.
موضوع شركة اليوم هو القضية السادسة: الانخراط في علاقات غير مشروعة. المشكلات من هذا النوع التي تظهر في حياة الكنيسة هي بشكلٍ أساسي: العلاقات غير المشروعة بين الجنسين، والعلاقات الجنسية المثلية، وعلاقات المصالح المكتسبة، والكراهية بين الأفراد. سواء كانت علاقات قائمة على الشهوة الجسدية، أو المصالح الجسدية، أو التشابكات العاطفية للجسد، فإنها جميعًا تقع ضمن فئة العلاقات غير المشروعة لأنها تتجاوز نطاق ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية. إن وجود هذه العلاقات غير المشروعة يمكن أن يُزعِج الناس إلى درجةٍ معينة. والأخطر من ذلك أنها يمكن أن تُزعِج دخول الناس إلى الحياة، وسعيهم إلى الحقّ، وسعيهم إلى معرفة الله. هذه الأنواع المُختلفة من العلاقات غير المشروعة لا تنبع من الضمير أو العقل، وتتعارض مع الإنسانية الطبيعية. من الصعب على الناس قبول الحقّ وممارسته عندما يعيشون في هذه العلاقات غير الطبيعية، وهذا يُزعِجهم أيضًا في عيش حياة الكنيسة والسعي إلى نمو الحياة، وكذلك نظام حياة الكنيسة. هذا أمر يضر بدخول شعب الله المُختار إلى الحياة، ويمكن أن يضرّ أيضًا بعمل الكنيسة. وبسبب كلّ هذا، من الضروري للقادة والعاملين تحديد هذه القضايا والتعامل معها على الفور.
فيما يتعلَّق بالعلاقات غير المشروعة، عددنا بالفعل مواقف مُختلفة وصنَّفناها. هل يمكنكم تقديم بعض الأمثلة لممارسة التمييز؟ ما الغرض من تعلُّم التمييز؟ إنه لتمكينكم من تمييز جوهر الناس، والأحداث، والأشياء، وتحديده، حتى يتسنى لكم إصدار أحكامٍ دقيقة، ثم معاملتهم وفقًا للمبادئ. هذه هي النتيجة النهائية. هل قال أحد: "أنتَ تتحدَّث طوال الوقت عن هذه الأمور المُتعلِّقة بالصواب والخطأ، هذه الأمور اليومية؛ لم نعد نرغب في الاستماع إليها؛ لم نعد نريد حتى حضور الاجتماعات. ألا ينبغي لك عقد شركة عن الحقّ؟ لماذا تتحدَّث دائمًا عن هذه المواقف؟" هل لاحظتم مثل هؤلاء الناس؟ أيّ نوع من الناس هم؟ (أشخاص يفتقرون إلى الفهم الروحي). إننا نعقد شركة بهذه الطريقة، ومع ذلك لا يزالون لا يستطيعون فهم الحقّ – إنهم لا يرقون إلى مستوى ذكاء الشخص الطبيعي؛ مثل هؤلاء الناس عديمو الفائدة تمامًا. هل ينبغي لشخص لا يرقى ذكاؤه إلى مستوى ذكاء الإنسان أن يستمع إلى العظات؟ ربما سيقترحون: "الاجتماعات تدور دائمًا حول عقد شركة عن الحقّ، ودائمًا ما تتحدَّث عن أشياء مثل ممارسة الحقّ – لقد سئمتُ من الاستماع إلى هذا. لستُ راغبًا في حضور الاجتماعات بعد الآن". إذا كانوا يتبنون حقًا مثل هذه النظرة، فهم أشخاص نافرون من الحقّ. بالنسبة إلى مثل هؤلاء الناس، لا يصرّ بيت الله على حضورهم؛ بل يُبعدهم بسرعة. إذا كانوا هم أنفسهم غير راغبين في حضور الاجتماعات، وغير مُتقبِّلين لما يُناقش فيها، فنحن لا نصرُّ؛ نحن لا نتطلَّع إلى إزعاجهم. مثل هؤلاء الناس، حتى لو آمنوا بالله مدى الحياة، لن يفهموا الحقّ ولن يدخلوا في الواقع؛ إنها مضيعة للجهد. إذا كانوا يحبون الاستماع إلى المعرفة اللاهوتية، فليذهبوا ويدرسوا المعرفة اللاهوتية؛ في يومٍ من الأيام، عندما لا يكسبون الحقّ كحياة، سيندمون على ذلك.
29 مايو 2021