مسؤوليات القادة والعاملين (29)

البند الخامس عشر: حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع، وحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي، والحفاظ على سلامتهم لضمان سير مختلف عناصر العمل المهمة بطريقة منظمة

إلى أين وصلنا في المرة السابقة في شركتنا حول موضوع مسؤوليات القادة والعاملين؟ (في المرة السابقة، عقدنا شركة بشكل رئيسي حول المظاهر الثلاثة الأخيرة في المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين المتعلقة بتمييز مختلف أنواع الناس بناءً على إنسانيتهم. وهذه المظاهر الثلاثة هي: أن يكون المرء جبانًا ومرتابًا، وأن يكون ميالًا إلى إثارة المتاعب، وأن تكون لديه خلفية معقدة). لقد انتهينا في شركة المرة السابقة حول المواضيع الثلاثة الأخيرة في المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين، لذا سنعقد اليوم شركة حول المسؤولية الخامسة عشرة. ما هي المسؤولية الخامسة عشرة؟ ("البند الخامس عشر: حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع، وحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي، والحفاظ على سلامتهم لضمان سير مختلف عناصر العمل المهمة بطريقة منظمة"). "حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع، وحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي، والحفاظ على سلامتهم". تتضمن هذه المسؤولية جانبًا آخر من مسؤوليات القادة والعاملين؛ وهي أيضًا بند عمل محدد يجب على القادة والعاملين القيام به جيدًا. بماذا يتعلق بند العمل هذا؟ (إنه يتعلق بالحفاظ على سلامة شعب الله المختار). إنه يتضمن قضايا السلامة الشخصية. أليس هذا الموضوع يُصادَف كثيرًا في عمل الكنيسة؟ هل أنتم غير ملمين بهذا الموضوع؟ (كلا). هذا الموضوع ليس غريبًا على الإخوة والأخوات الصينيين، لأنه في البيئة الاجتماعية الصينية، يتعرض المؤمنون للاضطهاد والاعتقال، ويحتاجون إلى ضمانات السلامة في أداء واجبهم وفي جميع جوانب الحياة. لذا، يقع هذا العمل ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين؛ وهو ليس شيئًا اختياريًا. بغض النظر عما إذا كان بلد ما يتمتع بالحرية الدينية أم لا، فإن ضمان استقرار الأفراد الذين يؤدون مختلف الواجبات الهامة وتدبير شؤونهم على نحوٍ لائق هو بند عمل محدد يجب على القادة والعاملين الاضطلاع به. قد يختلف تركيز هذا العمل أو متطلباته المحددة، ولكنه يتعلق أساسًا بما إذا كان الإخوة والأخوات يستطيعون أداء واجباتهم بأمان وأمن، وما إذا كان يمكن ضمان نتائج واجباتهم. لذا، لا تهملوا هذا العمل أو تعتبروه غير ذي صلة بكم لأنكم تعيشون في بلد ديمقراطي. بغض النظر عن نظام الحكم في البلد الذي تعيشون فيه أو ما إذا كان المؤمنون مضطهدين هناك أم لا، يقع هذا العمل ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين؛ إنه عمل يجب على القادة والعاملين القيام به؛ لا يُعفى منه أحد، ولا ينبغي اعتباره عملًا "إضافيًا". إذًا، دعونا اليوم نعقد شركة حول جميع القضايا المختلفة التي ينطوي عليها هذا الموضوع.

نطاق عمل الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة

أولًا، دعونا ننظر إلى المقصود بـ "الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع" المذكور في المسؤولية الخامسة عشرة. أليس هذا موضوعًا ينبغي أن نعقد شركة حوله؟ (بلى). إذًا، إلى ماذا تشير عبارة "الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع"؟ دعونا أولًا نحدد نطاق المستهدفين بهذا العمل. من يمكنه التحدث عن هذا؟ (يشمل الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع الإخوة والأخوات في فرق الفيديو، وفرق إنتاج الأفلام، وفرق التدقيق اللغوي، وفرق الترانيم، وأولئك الذين يقومون بواجبات مهمة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يشمل بعض الإخوة والأخوات الذين يلعبون أدوارًا رئيسية في مختلف عناصر العمل المهمة، وكذلك المشرفين على كل فريق). من يود أن يضيف شيئًا آخر إلى هذا؟ (يشمل أيضًا القادة والعاملين). يجب بالفعل حماية القادة والعاملين جيدًا. من أيضًا؟ (هناك أيضًا موظفون مهمون يتولون الشؤون العامة، مثل موظفي الشؤون المالية). (والإخوة والأخوات المطلوبون – بسبب إيمانهم بالله وقيامهم بالواجبات – أو الذين لديهم سجل لدى الشرطة يحتاجون أيضًا إلى الحماية). هذه فئة أخرى، وهي مجموعة خاصة. دعونا نلخص عدد الفئات الموجودة. الفئة الأولى تشمل القادة والعاملين. والفئة الثانية تتكون من الموظفين الذين لا غنى عنهم لمختلف عناصر العمل في بيت الله، ولا سيما قادة الفرق والمشرفين على مختلف عناصر العمل، والعاملين ذوي مستوى القدرات الجيد، والفهم الروحي، والقدرة على استيعاب المبادئ، والاضطلاع بشكل مستقل بعمل مهم. هناك أنواع كثيرة من الموظفين الذين يتولون مختلف عناصر العمل، مثل أولئك العاملين في العمل النصي، وعمل الترانيم، وعمل إنتاج الأفلام، وما إلى ذلك، وكذلك أولئك الذين يبشرون بالإنجيل، أو يقدمون الشهادة، أو يعملون كموجهين للإنجيل، وغيرهم. بالإضافة إلى ذلك، يشمل هذا الموظفين الذين يتولون عمل الشؤون المالية، والحفظ، والشؤون الخارجية. يلعب هؤلاء الأفراد دورًا مساندًا في عمل الكنيسة ولا غنى عنهم؛ وجميعهم مدرجون باعتبارهم جزءًا من الموظفين الذين يتولون مختلف عناصر العمل. هذه هي الفئة الرئيسية الثانية. أما الفئة الرئيسية الثالثة فتشمل أولئك الذين ينخرطون في العمل الخطير للكنيسة. على وجه التحديد، في البلدان ذات الأنظمة الاستبدادية التي لا توجد فيها حرية دينية، هناك بعض عناصر العمل شديدة الخطورة، مثل طباعة الكتب، ونقل الكتب، وحفظ ممتلكات الكنيسة، وكذلك استضافة وتأمين استقرار الأفراد الذين يؤدون واجبات مهمة وتدبير شؤونهم. من أيضًا مشمول؟ (هناك أيضًا بعض موظفي الشؤون العامة الذين ينقلون المعلومات في الخارج؛ الواجبات التي يقومون بها خطيرة نسبيًا أيضًا). يُعتبر هؤلاء الأفراد أيضًا منخرطين في عمل خطر. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص بالتأكيد لا يقومون بهذا العمل من حين لآخر؛ بل هم متخصصون في تنفيذ هذه المهام المهمة والخطيرة، مثل نقل المعلومات، وتوزيع ترتيبات العمل، وتوزيع جميع مقاطع الفيديو، أو الأفلام، أو تسجيلات العظات الخاصة ببيت الله، وما إلى ذلك. في البلدان الاستبدادية التي لا توجد فيها حرية دينية، يجب على القادة والعاملين أن يكونوا على دراية تامة بمن هم من شعب الله المختار الذين يقومون بواجبات مهمة ويضطلعون بعمل خطير. باختصار، هؤلاء الأفراد هم أيضًا إحدى فئات الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، ويجب على القادة والعاملين إيلاء اهتمام خاص لسلامتهم؛ لا يمكن التغاضي عن ذلك. هذه هي الفئة الثالثة. الفئة الرابعة هي مجموعة أخرى لا غنى عنها في عمل الكنيسة. يمتلك هؤلاء الأفراد مهارات ومواهب خاصة، مثل البراعة في التبشير بالإنجيل، أو إلقاء العظات، أو سقاية الكنيسة، أو تحمل مسؤولية تنظيم عناصر عمل معينة. قد يكون هؤلاء الأفراد قادة وعاملين، أو مشرفين على مختلف عناصر العمل، أو أشخاصًا منخرطين في عمل خطير. بدون مثل هؤلاء الأشخاص، ستكون هناك فجوة في العمل المهم الذي يتولونه، ولن يتمكن أي شخص آخر من ملء دورهم. لذلك يجب حماية هؤلاء الأفراد، وضمان سلامتهم. هذه إحدى فئات الناس. وهناك فئة أخرى هي أولئك المطلوبون – في البلدان التي تُضطهد فيها الأديان – أو لديهم سجل لدى الشرطة بسبب إيمانهم بالله. بغض النظر عن نطاق التفويض أو العمل المحدد الذي يقومون به داخل الكنيسة، فما داموا مطلوبون بسبب إيمانهم بالله ولقيامهم بواجبهم، فيجب على القادة والعاملين إيجاد طرق لحمايتهم، وتأمين استقرارهم في أماكن آمنة نسبيًا لأداء واجبهم وتدبير شؤونهم. من بين جميع البلدان التي تضطهد العقيدة الدينية، فإن اضطهاد الصين هو الأشد. ففي مختلف المقاطعات والمناطق في جميع أنحاء الصين، اعتُقِل العديد من الأشخاص أو هم مطلوبون وغير قادرين على العودة إلى ديارهم. وهناك بعض البلدان المماثلة في جميع أنحاء العالم وفي كل قارة تضطهد العقيدة الدينية مثل الصين، وفي هذه البلدان، يوجد أيضًا أولئك الذين يواجهون الاضطهاد وغير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب قبولهم لله القدير. بالنسبة لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد وغير قادرين على العودة إلى ديارهم، يجب على القادة والعاملين أن يُرتبوا استقرارهم في كنيسة ذات واجبٍ بدوامٍ كامل في أسرع وقت ممكن، وتدبير شؤونهم. يجب على القادة والعاملين أن يرتبوا لهم الاستقرار ويدبروا شؤون معيشتهم في بيئات آمنة نسبيًا وفقًا للظروف المحلية حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم. هذا بند عمل ذو أولوية يجب القيام به جيدًا. هؤلاء الأفراد الذين اعتُقِلوا أو المطلوبون يشكلون الفئة الخامسة من الموظفين الذين يحتاجون إلى الحماية. وهناك فئة أخرى خاصة بين الموظفين الذين يتولون مختلف عناصر العمل المهم. قد لا يكون هؤلاء الأفراد حاليًا قادة أو عاملين، ولا منخرطين في عمل خطير، لكنهم قاموا سابقًا بالعديد من الواجبات وشمل عملهم نطاقًا واسعًا. إنهم يعرفون العديد من العائلات المستضيفة ويعرفون أيضًا بعض الموظفين الذين يؤدون واجبات مهمة. لذا، إذا اعتُقِل مثل هؤلاء الأفراد، فسيؤدي ذلك أيضًا إلى كارثة لعمل الكنيسة. يجب الإشارة إلى هؤلاء الأفراد باسم "المطلعين على الأسرار"، ويجب أيضًا إدراجهم ضمن الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع. يجب على القادة والعاملين ضمان سلامتهم، بهدف حماية سلامة جميع أفراد شعب الله المختار وضمان أن عمل الكنيسة يمكن أن يسير بشكل طبيعي. بعض الأفراد في هذه الفئة تحديدًا مهملون تمامًا؛ إنهم لا يعرفون كيف يكونون حذرين، وليس لديهم الكثير من الحكمة. يميلون دائمًا إلى التصرف بدافع الحماس، والقيام بالأشياء بتهور في الخارج. ولأنهم لم يُعتقلوا أو يُعذَّبوا قط، فهم غير مدركين للخطر المترتب على ذلك والعواقب المحتملة إذا حدث خطأ ما، وهم بالطبع لا يفهمون مدى خطورة تلك العواقب. نظرًا لأنهم يعتقدون أنهم فقط يؤمنون بالله، ولا يفعلون أي شيء سيئ، فهم لا يخشون أي شيء. ونتيجة لذلك، بعد العمل محليًا لفترة من الوقت، قد يصبحون معروفين تمامًا ويقعون تحت مراقبة الحكومة. ألا يشكل ذلك خطرًا؟ وما إن يُعتقلوا، إذا لم يتمكنوا من تحمل الاستجواب تحت التعذيب، فقد يصبحون أمثال يهوذا، ويبيعون الإخوة والأخوات. سيؤدي هذا إلى خسائر فادحة للكنيسة وسيورط إخوة وأخوات آخرين، مما يعرضهم لخطر الاعتقال والسجن، وهو ما سيؤثر بشكل خطير على مختلف عناصر عمل الكنيسة. لذا، يجب على الكنيسة أيضًا إعطاء الأولوية لحماية مثل هؤلاء الأفراد. إذا تعذر العثور على مكان آمن محليًا لإخفائهم، فيجب نقلهم إلى مكان آمن نسبيًا في مكان آخر لأداء واجبهم. هذه فئة أخرى من الناس. ونظرًا للطبيعة الخاصة لوضعهم، يحتاج القادة والعاملون إلى تأمين استقرارهم وتدبير شؤونهم، لذا فهم مدرجون أيضًا ضمن الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع. كم عدد فئات الأشخاص الموجودة إجمالًا؟ (ست فئات. الفئة الأولى هي القادة والعاملون. وتتألف الفئة الثانية من الموظفين الذين لا غنى عنهم والذين يتولون مختلف عناصر العمل في بيت الله؛ المشرفون، وقادة الفرق، وموجهو الإنجيل؛ وأولئك الذين يمكنهم تحمل العمل. والفئة الثالثة هي الموظفون المنخرطون في عمل الكنيسة الخطير. والرابعة هي أولئك ذوو المهارات والمواهب الخاصة. والفئة الخامسة تتألف من الأشخاص ذوي السجلات لدى الشرطة، والمطاردين، والمطلوبين. والفئة السادسة هم المطلعون على الأسرار). لقد قمنا بشكل أساسي بتغطية جميع الموظفين المهمين المشاركين في مختلف عناصر العمل، ولكن ثمة فئة أخرى يجب إضافتها: إذا كان أي من الإخوة أو الأخوات في الكنيسة غير قادرين – بسبب الخروج لأداء واجبهم، أو الاعتقال، أو مواجهة أي موقف آخر غير متوقع – على رعاية أطفالهم القصر، فيجب على القادة والعاملين أن يرتبوا استقرار هؤلاء الأطفال في أسرة مناسبة وتدبير شؤونهم حتى يكون لديهم وسيلة للعيش. هذا أيضًا بند عمل خاص. وعلى الرغم من أن بند العمل هذا لا يتعلق بعمل الكنيسة، وأنه ينشأ فقط عن مجموعة خاصة من الظروف، فيجب على القادة والعاملين تحمل المسؤولية عن تأمين استقرار هؤلاء الأطفال القصر وتدبير شؤونهم بشكل مناسب. إذا لم يكن لديهم أقارب مناسبون، أو إذا كان أقاربهم غير مؤمنين وغير راغبين في استقبالهم، فيجب على الكنيسة قبولهم. ولا ينبغي للكنيسة أن ترتب لهم بيت استضافة مناسب فحسب، بل يجب أيضًا أن تكلف إخوة وأخوات ليكونوا مسؤولين عن رعايتهم. وما إن يُرتب أمر استقرارهم وتدبير شؤونهم بشكل مناسب، إذا آمنوا بالله، فسكون هذا مثاليًا بالتأكيد، وعندما يبلغون سن الرشد، يمكنهم أداء واجبهم في الكنيسة. أما إذا لم يؤمنوا بالله، فعندما يبلغون سن الرشد ويدخلون المجتمع، فلن يعودوا مرتبطين بالكنيسة، وستكون مسؤوليتنا قد أُنجزت. لن نحتاج إلى الاهتمام بشؤونهم بعد تلك النقطة. هل هذا مناسب؟ (نعم). على الرغم من أن هذا العمل لا يشمل مختلف عناصر عمل الكنيسة، إلا أنه لا يزال ينبغي إدراجه ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين. إذا كان هناك أطفال لأولئك الذين يؤدون واجبهم في الكنيسة يحتاجون إلى تأمين استقرارهم وتدبير شؤونهم، فلا يمكن للقادة والعاملين تجاهل الموقف، إلا إذا كانوا غير مدركين له. أما إذا علموا به، فيجب عليهم طرح الأسئلة، والتعامل معه، وتحمل هذه المسؤولية لتأمين استقرارهم وتدبير شؤونهم بشكل صحيح. يجب على القادة والعاملين ضمان أن الإخوة والأخوات الذين يؤدون واجبهم – لا سيما أولئك الذين يقومون بعمل مهم – مرتاحو البال فيما يتعلق بهذا الأمر. إن إنجاز بند العمل هذا بشكل جيد ليس صعبًا، أليس كذلك؟ (بلى، ليس صعبًا). هناك ست فئات على الأقل من الموظفين المهمين. الفئة السابعة إضافية، وهي تمثل نوعًا خاصًا جدًا من الظروف. قد لا يكون جميع الموظفين المختلفين الموضحين في الفئات الست الأولى موجودين في كل منطقة رعوية أو بلد. ومع ذلك، بغض النظر عن البلد، فإن حماية القادة والعاملين وأولئك الذين يقومون بواجبات مهمة هو بند عمل بالغ الأهمية. هذا بند عمل يجب على جميع قادة الكنيسة وعامليها الانتباه إليه، وهي مسؤولية يجب عليهم الوفاء بها جيدًا.

حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من تداخلات العالم الخارجي

1. متطلبات السلامة للعائلات المضيفة

الآن بعد أن أوضحنا من هم الموظفون المسؤولون عن الأعمال المهمة، دعونا ننظر إلى العمل المحدد الذي يجب على القادة والعاملين القيام به، ألا وهو حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع، وحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي، والحفاظ على سلامتهم. إذًا، ما هو العمل المحدد الذي يجب القيام به لحمايتهم بفعالية من تدخلات العالم الخارجي، حتى يُعتبر أن القادة والعاملين قد أتموا مسؤولياتهم؟ عندما يتعلق الأمر بتنفيذ عمل محدد، يشعر بعض القادة والعاملين بأنهم في حيرة من أمرهم، فيحكون رؤوسهم ويستشيطون غضبًا وينزعجون، غير واثقين من كيفية التصرف. ثمة مبدأ مهم فيما يتعلق بتأمين استقرار هؤلاء الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وتدبير شؤونهم: يجب حمايتهم من تدخلات العالم الخارجي لضمان سلامتهم. سواء تم تأمين استقرار الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وتدبير شؤونهم في بيوت الإخوة والأخوات أو في بيوت مستأجرة، فإن النقطة الأساسية هي وجوب ضمان سلامتهم. وضمان سلامتهم يعني حمايتهم من تدخلات العالم الخارجي. إذًا، ما الذي يجب على القادة والعاملين فعله لحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي؟ يتطلب ذلك تأمين استقرار أولئك الذين يقومون بواجبات مهمة وتدبير شؤونهم في أماكن مناسبة. دعونا ننظر إلى هذا الأمر من جانبين: الأول هو البيئة الداخلية للعائلة المضيفة، والآخر هو البيئة الخارجية. فيما يتعلق بالبيئة الداخلية، أولًا، يجب أن يكون المُضيف مؤمنًا حقيقيًا، وراغبًا في الاستضافة، وقادرًا على كتم الأسرار، والتصرف بحذر، والتعامل مع العالم الخارجي بحكمة. وإذا نشأ أي وضع خاص، فيجب أن يعرف كيف يستجيب له؛ ويجب أن يكون قادرًا على التعامل معه ومعالجته بموقف مبادرة وليس بشكل سلبي. إضافة إلى ذلك، يجب أن يتمتع بسمعة طيبة محليًا، أو ربما ببعض الهيبة والعلاقات في المجتمع المحلي. وحتى إذا كان يفتقر إلى النفوذ، فيجب على أقل تقدير أن يكون من الأشخاص الذين يلتزمون مواضعهم المناسبة ويعيشون حياة لائقة، والذين لا يثيرون المتاعب أبدًا أو يجتذبون أفرادًا مشبوهين إلى منازلهم. ويجب ألا يكون لديهم أصدقاء يجتمعون للعب لعبة "ماجونغ" أو للشرب. وإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون علاقاتهم مع العالم الخارجي ومع جيرانهم طبيعية نسبيًا. ويجب ألا يكونوا متورطين في أي نزاعات حول ديون، وألا يكونوا في خلاف مع جيرانهم. وبعبارة أخرى، يجب أن تكون بيئة منزلهم هادئة نسبيًا، ويجب أن تكون علاقات المُضيف غير معقدة، وألا يكون هناك سوى عدد قليل جدًا من الغرباء الذين يأتون إلى منزله ويمكن أن يحدثوا اضطرابات، وما إلى ذلك؛ يجب أن تكون جميع الجوانب مناسبة. علاوة على ذلك، يجب أن يدعم أبناء المُضيف أو أقاربه إيمانه بالله، أو على الأقل ألا يعارضوا استضافته للإخوة والأخوات، وبالتأكيد ألا يتجولوا ويتحدثوا عن هذه الأمور بتهور. قد يقول البعض: "ليس من السهل العثور على عائلة مُضيفة تستوفي كل هذه المعايير!" المقصود هنا هو إيجاد مكان مناسب نسبيًا؛ فالكمال المطلق غير مطلوب. على أقل تقدير، يجب أن تكون بيئة المعيشة ملائمة – هادئة وخالية من التدخلات الخارجية – وهو ما يفي بشرط حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من تدخلات العالم الخارجي. في بعض العائلات المُضيفة، على الرغم من أن ليس كل فرد في العائلة يكون مؤمنًا، فإن الشخص المُضيف يتمتع بهيبة داخل الأسرة وهو من يتخذ القرارات. لا يجرؤ أبناؤه أو أقاربه غير المؤمنين على التدخل في إيمانه بالله أو استضافته للإخوة والأخوات؛ وحتى لو كانوا غير موافقين داخليًا، فلن يجرؤوا على التصريح بهذه المعلومات لأشخاص من خارج العائلة. وإذا حدث شيء بالفعل، فيمكنهم حتى المساعدة في توفير الحماية. وبهذه الطريقة، يمكن للإخوة والأخوات المقيمين في بيت هذه العائلة المُضيفة أيضًا أن يظلوا غير متأثرين بتدخلات العالم الخارجي. في بعض الحالات، يكون المُضيف جبانًا، يخشى أن يكشف أبناؤه عن إيمانه بالله، وأن يكتشف جيرانه إيمانه ويبلغوا عنه، ويخشى أكثر ما يخشى أن تسوء الأمور ويتعرض للاعتقال. وما إن يبدأ في استضافة الإخوة والأخوات حتى يكون قلقًا للغاية كل يوم، لا يستطيع تناول الطعام أثناء النهار أو النوم ليلًا، ويقضي اليوم كله قلقًا وخائفًا، مثل لص. ومتى سمع أن هناك أمرًا ما، كأن تخطط الحكومة للتحقق من سجلات الأسر أو أن يأتي موظفو الحكومة إلى منزله للقيام بشيء ما بحجج مختلفة، فإنه يخاف بشدة ويرغب باستمرار في أن يغادر الإخوة والأخوات فورًا حتى لا يتورط هو نفسه. عندما يرى الإخوة والأخوات ذلك، يجب عليهم الانتقال فورًا، لأن مثل هذا المكان غير مناسب للاستضافة؛ قد يُستخدم فقط كمحطة مؤقتة لبضعة أيام. وإذا كان أبناء العائلة المُضيفة أو أقاربها أو أصدقاؤها أشرارًا، ويمكن أن يأتوا للإزعاج أو حتى تسليم الإخوة والأخوات إلى الشرطة عند علمهم بأن المُضيف يستقبل مؤمنين، فهذا أمر خطير للغاية. مثل هذه العائلة المُضيفة غير مناسبة للإقامة معها. بعض الآباء يتصرفون مثل العبيد أمام أبنائهم؛ قد يقولون: "لا بأس، أبنائي يطيعونني"، ولكن في الواقع، طاعة أبنائهم تعتمد على الموقف. فعندما يتعلق الأمر بمصالحهم الخاصة، لن يطيعهم الأبناء. مثل هذا الشخص لن يجرؤ على إخبار أبنائه بأنه يستضيف إخوة وأخوات. فإذا علم أبناؤه أو أقاربه، فسيقومون بالتأكيد بطرد الإخوة والأخوات، ولن يتمكن المُستضيف من منعهم؛ فهو لا يملك القول الفصل في منزله. مثل هذا الشخص غير مناسب للاستضافة؛ قد تكون لديه الرغبة ولكن تنقصه الشجاعة للاستضافة. هل يمكن لشخص جبان أن يجرؤ حقًا على الاستضافة؟ إذا لم تستطع ضمان سلامة الإخوة والأخوات، فأنت غير مناسب لهذا الواجب؛ لا ينبغي أن تتطوع له، ولا ينبغي أن تقدم وعودًا فارغة للقادة والعاملين، ولا ينبغي أن تقبل هذا الواجب. إذا قام القادة والعاملون بتأمين استقرار الإخوة والأخوات وتدبير شؤونهم في مثل هذه الأسرة للاستضافة، فهل تعتقدون أن هذا مناسب؟ (كلا). إنه غير مناسب على الإطلاق. لا تُلقوا بالإخوة والأخوات بين فكي الخطر. ربما كان الإخوة والأخوات آمنين تمامًا وهم يعيشون في مكان آخر؛ فإذا رتبتم استقرارهم ودبرتم شؤونهم باستضافتهم في منزل هذا الشخص، حيث يكون الأبناء أو الأقارب من غير المؤمنين ويمكنهم الإبلاغ عنهم وتسليمهم إلى الشرطة ما إن يكتشفوا أن ثمة مؤمنين يقيمون هناك، وبذلك يعرضون حياتهم للخطر، ألن يحل الويل بذلك المُضيف؟ إذا كان المُضيف مستعدًا للمخاطرة بحياته لحماية الإخوة والأخوات في مثل هذه المواقف ويمكنه ضمان سلامتهم بشكل فعال، وإذا كان يُظهر عادةً حكمة كبيرة، فعندئذٍ قد تظل هذه العائلة المضيفة خيارًا مناسبًا. ولكن إذا كان لا يستطيع المخاطرة بحياته لحماية الإخوة والأخوات، وعندما يهدد غير المؤمنين في عائلته بالإبلاغ عن الإخوة والأخوات وتسليمهم إلى الشرطة، لا يكون لديه حل ولا يستطيع فعل أي شيء سوى أن ينكمش مثل السلحفاة، التي تُدخل رأسها في قوقعتها، فلا يحمي الإخوة والأخوات، بل يسمح لغير المؤمنين بتسليمهم، فإن ذلك المنزل ليس مناسبًا للاستضافة إذن. إذا كان الإخوة والأخوات يقيمون هناك بشكل مؤقت لبضعة أيام فحسب، ثم ينتقلون بعدها مباشرة إلى مكان مناسب بمجرد العثور على ذلك المكان، فبالكاد يمكن أن يكون ذلك مقبولًا. لن يكون من المناسب بقاء الإخوة والأخوات لوقت طويل في مثل ذلك المنزل للقيام بواجباتهم. ويجب أن يكون المضيف على الأقل قادرًا على حماية سلامة الإخوة والأخوات؛ هذا أحد المتطلبات اللازم توافرها في المُضيف. وبالنسبة لأولئك الذين يقومون بواجبهم لتجنب تدخل العالم الخارجي، فمن ناحية، يجب أن تكون بيئة معيشتهم مناسبة؛ وإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون صفات المضيف نفسه مناسبة من جميع النواحي؛ ويعني هذا أنه يجب أن يكون قادرًا على حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من تدخل العالم الخارجي. وفقط في حالة كان قادرًا على تحقيق ذلك، يمكن للقادة والعاملين ترتيب إقامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة في منزله. أما إذا كان المضيف قليل الإيمان وغير كفء وجبانًا متخاذلًا، وغير قادر على أن يكون له القول الفصل في بيته، ويمكن لأي ابن أو قريب غير مؤمن أن يتدخل ويتولى زمام الأمور، فسيكون هذا أمرًا مزعجًا للغاية. ومثل هذا المكان غير مناسب على الإطلاق للاستضافة. وحتى لو كان المنزل كبيرًا، وبه غرف عديدة، وبيئة مريحة، وغير ذلك من الظروف الجيدة، فإنه يظل غير مناسب للاستضافة. إن البيئة المعيشية المناسبة وحدها لا تكفي؛ بل يجب أن يكون المضيف نفسه مناسبًا أيضًا. النقطة الأساسية هنا هي أن المضيف يجب أن يكون قادرًا أولًا على ضمان حماية الأفراد الذين يقومون بواجباتهم والذين يستضيفهم من تدخل العالم الخارجي. وعندئذ فقط يجب النظر في بيئة المعيشة. إن بيئة أقل مثالية بقليل لا تزال مقبولة؛ سواء كانت ذات مساحة أصغر، أو إنترنت محدود، أو طعام أبسط، أو وصول أقل ملاءمة إلى المياه. فما دام المضيف مناسبًا، وقادرًا على الاستجابة للخطر عند ظهوره، والتعامل مع مختلف المواقف المعقدة، لا سيما التعامل السليم مع أي ظروف خاصة قد تنشأ لحماية سلامة الإخوة والأخوات، فإنه يرتقي إلى مستوى المضيف. إن متطلباتنا لبيئة معيشة العائلة المُضيفة ليست مرتفعة؛ الشيء الأكثر أهمية هو أن يمكنها أن تضمن السلامة. لا داعي للخوض في تفاصيل هذه النقطة.

2. متطلبات خاصة بالبيئة في موقع الإقامة

بالنسبة للبيئة الخارجية المحيطة بمسكن العائلة المُضيفة، فإن كونها آمنة هو أولُ شيء يجب أن يأخذَهُ القادةُ والعاملونَ في الاعتبار. بغض النظر عن ظروف العائلة المُضيفة، أو ما إذا كان المسكن هو بيت لأخ أو أخت أو بيت مستأجر، فمن الضروري النظر فيما إذا كانت البيئة الخارجية للمسكن آمنة؛ هذه هي النقطة الأهم. أولًا، لا يكون المكان مناسبًا إلا إذا لم يكن إيمان هذه العائلة المُضيفة بالله مشهورًا، وليس لديهم سجلات بشأن إيمانهم في مكتب الأمن العام. إذا كان الجيران، في الماضي، عندما كان الإخوة والأخوات يجتمعون هناك، يبلغون الحكومة بذلك، وأصبحت الحكومة على علم بأن هذه العائلة كثيرًا ما تستضيف اجتماعات مع غرباء، فإن هذا الموقع غير مناسب للاستضافة. وفي حالة استئجار مسكن، فمن غير المناسب أيضًا استئجار منزل من عائلة مثل هذه. هذا أحد الجوانب. بالإضافة إلى ذلك، في بعض الأماكن، يكون الأمن العام مترديًا، مع تكرار حوادث السرقة والقتل وغيرها من القضايا المختلفة. كما أن السكان هناك يكونون أفرادًا معقدين نسبيًا، وكثيرًا ما تذهب الشرطة إلى هناك لفحص وثائق تسجيل الأسرة وبطاقات الهوية، والتحقيق مع المشتبه بهم في الجرائم، إضافة إلى أشياء أخرى. أخبروني، إذا أقمتم في مثل هذا المكان، ألن تعانوا من الإزعاج في كثير من الأحيان؟ (بلى). مثل هذه الأماكن أيضًا غير مناسبة للعيش. تأتي الشرطة وتطرق الأبواب كل بضعة أيام، قائلة إن سرقة أو جريمة قتل قد وقعت في مكان قريب وتطلب التعاون في التحقيق، وتطلب من الناس الإبلاغ فورًا إذا رأوا الجاني. تأتي الشرطة دائمًا وتطرق الأبواب بحجج وذرائع شتى، مدعية أنها تحقق في قضايا، ولكنها في الواقع تتحقق من الغرباء والوافدين؛ وبمزيد من التحديد، إنهم يبحثون عن الأشخاص الذين يؤمنون بالله. هل كنت لتشعر بأي قدر من الإحساس بالأمان بالإقامة في مثل هذا المنزل؟ (كلا). بلا أي شك، ستكون متوترًا طوال الوقت. فعلى الرغم من أن هذه الحوادث الإجرامية التي تقع في الخارج لا علاقة لها بالعائلة المضيفة بأي حال، فإنك ستظل لا تشعر بالارتياح. وغالبًا ما يجعلك العيش في مثل هذه البيئة تشعر بأن سلامتك الشخصية عُرضة للتهديد. من يدري ما إذا كانت الشرطة يومًا ما – عند رؤية الإخوة والأخوات – قد تبدأ في استجواب هؤلاء الغرباء، وينتهي الأمر بإلقاء القبض عليهم. ألن تقول إن هذا وضع مخيف؟ (بلى). إضافة إلى ذلك، يفتقر معظم الصينيين إلى الوعي الأمني؛ فما إن يسمعوا طرقًا على الباب، يفتحونه، كما أنهم عادة لا يغلقون أبوابهم، ما يؤدي بسهولة إلى وقوع حوادث. في الدول الغربية التي تتمتع بالحرية والديمقراطية، تُعتبر المساكن الخاصة ملكية خاصة. إذا دخل شخص غريب إلى ملكية خاصة دون إذن، يُعتبر ذلك غير قانوني، ويقوم السكان بإبلاغ الشرطة. ويتحمل المتسلل حينئذ المسؤولية القانونية. لذا، إذا طرق شخص غريب الباب، فلست مضطرًا لفتحه؛ يمكنك أن ترفض. وحتى إذا كان لدى شخص ما موعد معك، إذا لم تكن مستعدًا أو غيرت رأيك، فلا يزال بإمكانك عدم فتح الباب؛ يمكنك تحديد موعد آخر معه. يتمتع الناس في الدول الغربية بهذا الحق، ولديهم هذا الوعي القانوني. لكن الصينيون يفتقرون إلى هذا الوعي القانوني. متى سمعوا طرقًا على الباب، سارعوا إلى فتحه. هذا يدل على الافتقار إلى اليقظة، ونقص الوعي بحماية الذات، وعدم الإلمام بالقوانين ذات الصلة. ونظرًا لأن الصين دولة ديكتاتورية، يحكمها حزب واحد فوق القانون، فإن نظامها القانوني هو مجرد واجهة زائفة. إن التنين العظيم الأحمر يتصرف في الصين دون أي اعتبار للقانون والنظام، ويرتكب الأفعال السيئة بتهور، والشعب ليس له أي حقوق إنسان على الإطلاق. لا يهتم الصينيون بحقوق الإنسان، ولم يطوروا حسَّ الالتزامِ بالتنظيمات التأديبية والإذعان للقوانين؛ وعلى وجه التحديد، هم يفتقرون إلى الوعي بحماية الذات، ومعظم الناس لا يعرفون كيف يستخدمون القانون لحماية أنفسهم. ونتيجة لذلك، لا يوجد ضمان للسلامة. باختصار، في أي مكان يتسم بتردي الأمن العام، أو بوجود سكان ذوي خلفيات وهويات معقدة، أو عمليات تفتيش متكررة، أو حوادث قضايا جنائية مختلفة متكررة، من السهل أن يتأثر الناس بإزعاج العالم الخارجي. مثل هذا المكان غير مناسب للإقامة فيه. هذا عامل يتعلق بالأمن العام يجب أخذه في الاعتبار عند ترتيب أماكن إقامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة.

يجب اختيار بيئة المعيشة لأولئك الذين يؤدون واجبهم بعناية؛ من الأفضل تجنب المناطق الحضرية المزدحمة والمواقع الخطيرة. ما هي الأماكن التي نشير إليها بالمناطق الحضرية المزدحمة؟ تشمل هذه الأماكن تلك القريبة من السكك الحديدية، والطرق السريعة، والتقاطعات، والأسواق؛ لا سيما على طول خطوط السكك الحديدية الرئيسية، حيث تمر قطارات لا حصر لها كل يوم، وتهتز أرضيات المنازل المجاورة مع كل قطار يمر. في مثل هذه البيئة، من المستحيل تمامًا إيجاد السكينة أثناء قيام المرء بواجبه. إضافة إلى ذلك، يعيش بعض الأشخاص الذين أمضوا سنوات في القيام بواجبهم بعيدًا عن ديارهم في قلق دائم، وقلوبهم ليست في أفضل أحوالها، ما يجعل إقامتهم في مثل هذه الأماكن أقل ملاءمة. إذا كان عمل معين يتطلب بيئة هادئة، مثل أعمال التسجيل الصوتي أو الأعمال النصية، فيجب على الأقل ألا يكون هناك أي تشويش ضوضائي، كما يجب ضمان السلامة؛ سيكون هذا هو الوضع الأمثل. وإذا لم يتوفر مكان آمن تمامًا، فيجب إيجاد مكان آمن نسبيًا. وفي هذه الحالة، يكون القليل من الضوضاء مقبولًا، ولا ينبغي لنا أن نضع متطلبات مرتفعة للغاية؛ فما دامت بيئة المعيشة آمنة، فهذا يكفي. إضافة إلى ذلك، إذا كان المنزل يقع في منطقة مرور رئيسية، كأن يكون بالقرب من إشارات مرور أو تقاطع طرق، فسيكون هناك عدد لا يحصى من المشاة والمركبات التي تمر يوميًا. مثل هذا المنزل يكون مكشوفًا لأنظار عدد كبير من المارة، وبلمحة عابرة، يمكن للمارة أن يروا بسهولة أولئك الذين بداخله. وبصفة خاصة، عندما تكون الأنوار مضاءة ليلًا، يكون الوضع داخل المنزل مرئيًا بوضوح. هل كنت لتقول إن مثل هذا المنزل يظل مقبولًا للإقامة فيه؟ هل هذه البيئة مناسبة؟ (كلا، ليست مناسبة). إنها بالفعل غير مناسبة. الأشخاص المقيمون في مثل هذا المكان يعانون كثيرًا من التدخل، وكثيرًا ما يرون الغرباء يراقبونهم. وعندما تلتقي أعينهم بأعين غريب، يجفلون، ويشعرون بعدم الارتياح كل يوم، شاعرين باستمرار أنهم مراقبون؛ من يدري ما إذا كان ثمة شخص ما وراء ذلك، يوجه الأمور ويتحكم بها. هل تعتقد أن المرء يمكن أن يشعر بالارتياح وهو يعيش في مثل هذه البيئة؟ أيضًا، بعض المنازل ذات جودة رديئة وعزل صوت سيئ، لذا، عند التحدث بصوت مرتفع أو تشغيل الترانيم بالداخل، يمكن للناس في الخارج سماع كل شيء. إضافة إلى ذلك، تقع بعض المنازل في أعلى نقطة في الحي السكني، وفي هذه الحالة لا تكون عرضة لصواعق البرق فحسب، بل تسمح أيضًا للجيران المحيطين برؤية الإخوة والأخوات كلما خرجوا. من غير الملائم لهم حتى أن يفتحوا نافذة أحيانًا للتهوية أو للتبريد؛ يجب أن تظل النوافذ مغلقة بإحكام مع إنزال الستائر، فلا يدخل النور أبدًا، والخروج للتجول في الخارج يكون أكثر صعوبةً. هناك قلق دائم من أن يلاحظهم الناس في الخارج ويراقبونهم. وعلى الرغم من أن الإخوة والأخوات لا يدخلون ويخرجون دفعة واحدة، إلا أنه في كل مرة يدخل أو يخرج فيها شخص ما، يمكن للناس في الخارج رؤيته بوضوح. وفي النهاية، سيكون لديهم فكرة عامة عن عدد الغرباء الذين يعيشون في هذا المنزل. هل تعتقدون أن سلامة الناس لا يزال يمكن ضمانها بالإقامة في ذلك المكان؟ (كلا، لا يمكن ذلك). يفكر بعض الناس: "في معظم الأوقات نؤدي واجبنا في الداخل، وحتى لو خرجنا، فإننا نتناوب ولا نخرج دفعة واحدة. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، لن يكون الجيران المحيطون على علم بأي شيء". لكن حتى لو خرجتَ بالتناوب، فسيظل الأمر يثير المتاعب إذا لاحظ شخص ما أنك غريب. كثير من غير المؤمنين لا يعيشون حياة طيبة للغاية هم أنفسهم لكنهم يجدون متعة خاصة في مراقبة شؤون الآخرين والتدخل فيها. قد يستخدم البعض حتى المناظير للتجسس عليك، ومراقبة ما تفعله في الداخل. وإذا اكتشفوا أن هناك مؤمنين يجتمعون، فإنهم يسارعون إلى إبلاغ الحكومة للحصول على مكافأة. فما إن يضع مثل هذا الشخص عينيه عليك، ألا يكون هذا وضعًا خطيرًا؟ (بلى). وما إن يضع عينيه عليك، هل يمكن أن يأتي من ذلك أي خير؟ سينتهي بك الأمر إلى الاعتقال بكل تأكيد! بغض النظر عن البلد أو المنطقة، لا يوجد أبدًا نقص في المتطفلين. حتى لو لم يكسبوا فلسًا واحدًا مقابل مراقبتك، فهم على أتم الاستعداد للقيام بذلك؛ بل إنهم على استعداد للدفع من جيوبهم الخاصة وتأخير أعمالهم لقضاء الوقت في المراقبة. وإذا كانت هناك مكافأة مقابل الإبلاغ عنك، فسيكونون أكثر حماسًا للقيام بذلك. وخاصة في دولة ديكتاتورية مثل الصين، هناك عدد كبير جدًا من الأشخاص الذين يراقبون أولئك الذين يؤمنون بالله. ونظرًا لأنهم ينفرون من الحق ويشعرون بالنفور تجاه أولئك الذين يؤمنون بالله، فما إن يكتشفوا مؤمنين يتفاعلون معًا أو يجتمعون، فإنهم يبلغون عنهم. وإذا كانت هناك مكافأة مقابل الإبلاغ، فإنهم يجدون في ذلك إشباعًا لا ينضب. ألا يجلب هذا المتاعب للكنيسة بسهولة؟ (بلى). إذا كنتَ تتعرض للتدخل بهذه الطريقة، أليس ذلك لأن القادة والعاملينَ لم يرتبوا أماكن الإقامة بشكل جيد؟ إذا كان الموقع والبيئة المخصصة لإقامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة غير مناسبين لأن القادة والعاملينَ لم يفكروا في الأمور مليًا، فهذه هي العواقب التي تترتب على ذلك. إذا كان المكان الذي يعيش فيه المرء يلفت الانتباه كثيرًا، فقد يؤدي ذلك بسهولة إلى وقوع المشكلات. وما إن يقع خطأ، وتدرك حينها أن هذا المكان غير مناسب للإقامة، يكون الأوان قد فات. لذا فإن اختيار موقع عيش مناسب لأولئك الذين يؤدون واجبهم هو أيضًا مهمة أساسية، وسوء الاختيار يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الخطر.

3. كيف ينبغي للقادة والعاملين أن يقوموا بعمل ترتيب تعيين الموظفين

فيما يتعلق بالبيئة المعيشية للموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، سواء الداخلية منها أو الخارجية، ينبغي للقادة والعاملين أن يتفكروا مليًّا في جميع الجوانب. لا ينبغي أن يتسم تفكيرهم بالتبسيط، فيفترضوا دائمًا أننا ما دمنا لا نتفاعل مع العالم الخارجي، فلن يقع مكروه. إن مجتمع اليوم آخذ في التعقيد على نحو متزايد، ويعجُّ بشتى أنواع الأبالسة، ومهما كان المكان، فهناك دائمًا متطفلون يتربصون بكم، مما يجعل الإفلات من رقابتهم الفاحصة أمرًا مستحيلًا. قد تفكرون قائلين: "أنا لم أخالف أي قوانين ولم أرتكب أي سوء بإيماني بالله. كل ما في الأمر أنني أؤدي واجبي؛ لا يُفترض أن يصيبني أي مكروه، أليس كذلك؟" لكن الحقائق ليست بالبساطة التي تتصورونها. لماذا يبذل الحزب الشيوعي الصيني كل هذه الطاقات البشرية والموارد الهائلة لمقاومة الله وقمع كنيسته؟ هل يمكنكم أن تفهموا هذا الأمر؟ لن تفهموه أبدًا. وما مدى بصيرتكم بطبيعة الأبالسة والشياطين؟ إنكم لا تعرفون عن الأبالسة والشياطين إلا النزر اليسير. فهذا المجتمع معقّدٌ للغاية، والأبالسة والشياطين هم كائنات دنيئة دأبها ارتكاب الشرور. جُلُّ ما يريدونه هو اعتقال شعب الله المختار وتعطيل عمل الكنيسة. فإذا كنتم تنظرون إلى الشياطين دائمًا على أنهم أناس عاديون، فإنكم حقًا جاهلون؛ وهذا يُظهر أنكم لم تبصروا حقيقة الشر في هذا المجتمع، وبالتأكيد لم تدركوا مدى بشاعة الأبالسة والشياطين. لذا، لكي يقوم القادة والعاملون بعمل الكنيسة بشكل جيد، يجب عليهم ضمان سلامة أولئك الذين يقومون بواجبهم؛ فهذا هو الأمر الأكثر أهمية. إن ضمان سلامة من يقومون بواجبهم في بلد يخضع لحكم ديكتاتوري تغيب فيه حرية الاعتقاد هو أمرٌ بالغ الصعوبة. ولكن، مهما بلغت صعوبة الأمر، يجب اختيار أماكن سكن ملائمة بعناية فائقة؛ فليس هناك مجال لأي تهاون أو إغفال في هذا الشأن. لقد اشتملت ترتيبات عمل بيت الله على شركة حول هذه الأمور. ويجب على القادة والعاملين ضمانُ أن يتمكن الإخوة والأخوات من القيام بواجبهم دون تشويش أو تدخل من العالم الخارجي؛ هذا أمرٌ يمكنهم تحقيقه متى أخلصوا النية فيه. يكمُنُ الخوف الوحيد في أن يتصرفوا بلا مبالاة أو دون إحساس بالمسؤولية، فلا يعنيهم سوى سلامتهم الشخصية، غير آبهين بسلامة الإخوة والأخوات. إن مثل هذا التصرف يجعل القيام بعمل الكنيسة بشكل جيد أمرًا مستحيلًا. فإذا حدث، بسبب إهمالكم، أو عدم جديتكم، أو تقاعسكم عن تحمل المسؤولية، أو بسبب خوفكم من البيئة ومما قد تجلبه من متاعب، أن قصرتم في القيام بهذه الأمور، مما أفضى إلى اعتقال الموظفين المسؤولين عن أعمال مهمة، وعرّض حياة الإخوة والأخوات للخطر – الأمر الذي يعطل عمل الكنيسة ويلحق الضرر بالإخوة والأخوات – فحينئذٍ، بصفتكم قادة أو عاملين، يتوجب عليكم تحمل المسؤولية عن ذلك. هذه المسؤولية لا يمكن التنصل منها بمجرد دفع بعض المال على سبيل التعويض أو الاعتراف في الصلاة؛ الأمر ليس بهذه البساطة. إذن، ما هي طبيعة هذا الأمر؟ إنها وصمةٌ لا تُمحى، وذنب أبديّ؛ ولقد حُسب عليك هذا إثمًا. وهذا "الإثم" ليس مجرد زلة عادية؛ بل هو في نظر الله ذنبُ جسيم. فإذا كثرت ذنوبك جدًا – بعد أن ارتكبت ذنوبًا في الماضي، وكنت لا تزال ترتكب ذنوبًا في الحاضر، وسترتكب المزيد من الذنوب في المستقبل – واجتمعت عدة ذنوب جسيمة معًا، فمصيرك هو الهلاك والدمار. لن يخلّصك الله حينئذٍ، وسيكون إيمانك به قد ذهب سدى. ولن يقتصر الأمر على انعدام أملك في الخلاص، بل ستنال العقاب أيضًا. لذا فإن قيام القادة والعاملين بعملهم وفقًا للمبادئ هو أمرٌ حاسمٌ للغاية! هل حفظتم ذلك؟ (نعم). ينبغي للقادة والعاملين أن يتمموا مسؤولياتهم، ومهما كانت البيئة قاسية أو محفوفة بالمخاطر، يجب عليهم أن يبذلوا كل ما بوسعهم وفقًا للظروف المحلية لحماية سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وتأمين أماكن إقامة لهم على نحو مناسب. الهدف من ذلك هو ضمان سير عمل الكنيسة بصورة طبيعية.

لكي يضمن القادة والعاملون خلوَّ الأماكن المُرتَّبة للموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من أي تدخُّل من العالم الخارجي، فبالإضافة إلى وجود متطلبات ومبادئ خاصة بالمسكن وبيئته، هناك أيضًا متطلبات ومبادئ تتعلق بمختلف جوانب وضع العائلة المُضيفة. فعندما يجد القادة والعاملون عائلة مُضيفة مُحتملة، ينبغي لهم أولًا الاستفسار عن طبيعة بيئة العائلة وظروفها، ووضع أفرادها، وما إذا كان لديهم أي نزاعات مع آخرين، أو أي أعداء، أو أي تورّط مع الحكومة، وما إذا كانوا يتورطون بشكل متكرر في دعاوى قضائية، وما إذا كانت علاقاتهم الاجتماعية معقدة، وما إلى ذلك. كل هذه الأوضاع الأساسية ينبغي الاستفسار عنها ومعرفتها بشكل شامل. فإذا كان المُضيف أو أبناؤه وأفراد عائلته الآخرون لديهم علاقات اجتماعية معقدة، وكانت العائلة في حالة من عدم الاستقرار الدائم – حيث يزورها بشكل متكرر أفراد مشبوهون يأتون لإثارة المتاعب أو لتحصيل الديون، أو تتلقى رسائل تهديد من قُطّاع الطرقِ أو اللصوص، بالإضافة إلى استدعاءات من الحكومة أو المحكمة – فهذه كلها أمور مزعجة للغاية. فإذا كنتم مجتمعين أو تقومون بواجبكم في هذا المنزل، ألن تُشكّل هذه الأمور تدخلًا بالنسبة لكم؟ لذا، عندما تجدون هذه العائلة المُضيفة، ينبغي لكم أولًا طرح الأسئلة والتعرف على وضعها الأساسي. من الأفضل ألا تكون هذه المشكلات موجودة، ولكن إذا كانت موجودة ولا يمكنكم حاليًا إيجاد مكان أنسب، فحينئذٍ انظروا فيما إذا كان المُضيف يستطيع التعامل مع هذه المشكلات بفعالية أم لا. فإذا كان المُضيف لا يستطيع التعامل معها بفعالية ولا يستطيع التخلص من هذه الأمور الشائكة، فإن هذا المنزل غير مناسب لاستضافة الإخوة والأخوات، حيث إن العيش هنا سيعني أنهم قد يعانون في أي وقت من تدخُّلِ العالم الخارجي ومن أشخاص، وأحداث، وأشياء خارجية. هذه البيئات لا تستهدف بشكل مباشر الأشخاص الذين يؤمنون بالله. ولكن المؤمنون يشكلون فئة حساسة للغاية في بلد يُضطهد فيه الدين، وعلاوة على ذلك، فبعد الجهود الحكومية الحثيثة لنشر الدعاية، وغسل الأدمغة، وتلفيق الشائعات، والتشهير، فإن الأمر لا يقتصر على عدم فهم غير المؤمنين للأشخاص الذين يؤمنون بالله، بل إنهم يُصدقون أيضًا خطاب الحزب الشيوعي الصيني، ما يولّد لديهم كراهية وعداءً شديدين تجاه المؤمنين. لذا، إذا اكتشفوا أن أسرة معينة تستضيف مؤمنين، يصبح الأمر خطيرًا جدًا على كل من العائلة المُضيفة والإخوة والأخوات. فعندما يعيش الإخوة والأخوات في مثل هذه البيئة، لا يعانون فقط من التدخُّلِ المتكرر، بل إن سلامتهم أيضًا لا يمكن ضمانها. لماذا إذن نجعلهم يستمرون في العيش هناك؟ من الواضح أن هذا مكان خطير وغير مناسب للعيش؛ ينبغي نقل مكان إقامتهم بسرعة. لا ينبغي للقادة والعاملين أن يقتصر دورهم على ترتيب أماكن إقامة للإخوة والأخوات ثم يتنصلوا من المسؤولية، مفكرين: "ما دام هناك مكان يأكلون وينامون فيه، ويحميهم من العوامل الجوية، فالأمر على ما يرام. وما داموا يستطيعون القيام بواجبهم، فلا مشكلة. ومن أين لنا أن نجد كل هذه الأماكن المناسبة على أي حال؟" هذا تصرف غير مسؤول على الإطلاق! فإذا لم يتوفر مكان مناسب في ذلك الوقت، فيمكنهم البقاء هناك مؤقتًا، ولكن ينبغي لكم فورًا البحث عن موقع مناسب لنقلهم إليه في أقرب وقت ممكن؛ لا تتعاملوا مع هذا المكان على أنه مقر إقامة طويل الأمد.

بعض القادةِ والعاملين لا يقومون بعملٍ حقيقي. إنهم يُرتِّبون أماكنَ إقامة للموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة في مكانٍ معين، ويسألون عن أحوال الطعام والراحة، وعمَّا إذا كان أي من غيرِ المؤمنين يُراقبهم. وما إن يسمعوا أنه لم يُلاحظ أي شيء مُريب لبضعةِ أيام، يتركون الأمر بعدها، ولا يتفقدونهم مرةً أخرى لمدة نصفِ عامٍ أو أكثر. إنهم يعتقدون أنهم قد رتَّبوا أماكن الإقامة بشكلٍ جيدٍ وأنهم قد أتموا مسؤوليتهم، مُعتبرين أن كلَّ شيء قد أُنجِزَ على ما يُرام. أمَّا فيما يتعلق بما إذا كانت البيئة ستُعاني لاحقًا من أي تدخُّلٍ أو ما إذا كانت هناك أي مخاطر تتعلق بالسلامة، فهم لا يُولون ذلك أي اهتمام إضافي. فهل هذا مُناسب؟ (كلا). ولماذا هو غير مُناسب؟ (بعد ترتيبِ أماكنَ الإقامة، يجب على القادةُ والعاملين المتابعة. فإذا لم يفعلوا ذلك، ووجدَ الإخوة والأخوات أنفسَهم في وضع خطير وعجزوا عن الانتقال، فقد ينتهي بهم الأمر إلى الاعتقال). لكنَّ بعض القادةِ والعاملين يُفكِّرون قائلين: "أنتم جميعًا بالغون؛ هل أنا بحاجة حقًّا إلى المتابعة؟ ألا يمكنكم أن تَرَوا بأنفسكم ما إذا كان هناك خطر؟ إذا كنتم لا تستطيعون ذلك، فلا بدَّ أن عقولَكم لا تعمل! إذا لاحظتم خطرًا، فانتقلوا بأنفسكم؛ هل أنا بحاجةٍ حقًّا إلى أن أُخبركم بذلك؟" إنهم يُبرِّرون بهذه الطريقة. فهل تَرَونَ أنَّ هذا المنطقَ سليم؟ (كلا، ليس سليمًا). ولماذا ليس سليمًا؟ (لأنَّ ضمان سلامة أولئك الذين يُؤدُّون واجباتٍ مهمة هو في الأصل مسؤوليةُ القادةِ والعاملين؛ إنَّهُ عملٌ يندرج ضمنَ دورِهم وينبغي لهم القيام به). إنهم لا يَرَون هذا جزءًا من العملِ الذي ينبغي للقادة والعاملين القيام به؛ بل يعتقدون أنَّه مُجرَّدُ مساعدةٍ للإخوةِ والأخوات، كأنَّهم يقتدون بمثالِ "لي فينغ" في فعلِ الأعمال الصالحة. كما أنهم لا يعتبرونه عملًا يتمُّ من أجلِ دعم عمل الكنيسة، بل يَرَونَه مُجرَّد ترتيبِ أماكن إقامةٍ للموظفين، ولا علاقةَ له بعملِ الكنيسة. ألا تعتقدون إنَّ هذه حماقة؟ أيُّ نوعٍ من الأشخاص يُمكن أن يُفكِّرَ بهذه الطريقة؟ (شخصٌ عديم الإحساس بالمسؤولية). إنَّ أولئك القادةَ الكاذبين، الكسالى، عديمي الإخلاص، عديمي المسؤوليةِ هم مَن يُفكِّرون بهذه الطريقة. إنهم لا يصونون عمل بيتِ الله؛ فبعد ترتيبِ مكان لإقامة الإخوة والأخوات، يُفكِّرون قائلين: "لقد رتَّبت لكم أماكن إقامةٍ في مِثل هذا الموقعِ الجيد؛ يا لهُ من معروفٍ عظيمٍ أسديته لكم!" إنهم لا يَرَون هذا دعمًا لعملِ الكنيسة. بوصفكم قادة وعاملين، إذا لم تُرتِّبوا أماكنَ إقامةٍ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة بشكلٍ صحيحٍ ولم تضمنوا سلامتَهم بفعالية، فإذا واجهوا خطرًا ولم يتمكَّنوا من القيام بواجبِهم بشكلٍ طبيعي، ألن يتعطَّل عملُ الكنيسة؟ يجب عليكم أولًا أن تُرتِّبوا لهم أماكنَ إقامة بشكل صحيح حتى تُضمَنَ سلامتُهم، وعندها فقط يُمكنُهم المضيُّ قُدُمًا في العملِ بشكلٍ طبيعي. لكنَّ أولئك القادةَ الكاذبين لا يُفكِّرون بهذه الطريقة؛ إنهم يتركون هؤلاءِ الأشخاصَ في مكانٍ ما ثم يتجاهلونهم، ولا يتفقَّدونهم لفترةٍ طويلة. وعندما ينشأ وضع خطير ولا يستطيعون الوصولَ إلى قائدِهم، لا يكون لديهم خيار سوى الانتقالِ بمفردهم. وبحلولِ الوقت الذي يكتشف فيه قائدهم الأمر ويذهب أخيرًا لتفقُّدهم، يكونُ الأشخاص قد رحلوا مُنذُ فترةٍ طويلة، ولا يكون لدى القائدِ أي فكرة عن المكانِ الذي ذهبوا إليه. أيُّ نوعٍ من الأشخاص هذا؟ أيُّ نوعٍ من القادة أو العاملين هذا؟ إنَّهُ قائدٌ كاذب. وخاصةً بالنسبةِ للإخوةِ والأخواتِ الذين جاءوا من مناطقَ أخرى وليسوا على درايةٍ بالبيئة المحلية، يجب على القادةَ والعاملين زيارتِهم ومُتابعتِهم بانتظام أكثر وأكثر. لا ينبغي للقادةِ والعاملين أن يفترضوا أنَّ مجرد ترتيب أماكنَ إقامةٍ لهم مرةً واحدةً يحلُّ كلَّ شيءٍ بشكلٍ دائم؛ ففي الواقع، هذا العمل أبعدُ ما يكون عن الاكتمال. يجب عليهم زيارتِهم ومُتابعتِهم بشكلٍ متكرر. وإذا كان من غيرِ المناسبِ للقادة والعاملين أن يظهروا بأنفسِهم في الموقع، فينبغي لهم تكليف آخرين بتفقُّدهم. على أقل تقدير، يجب عليهم متابعةِ هذا العمل؛ تقييمِ بيئةِ معيشةِ هؤلاءِ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، والتحققِ مما إذا كان هناك أي خطرٍ أو أي شيءٍ غيرِ عادي، أو ما إذا كانت قد وقعت أي ظروفٍ خاصة، وما إذا كان الانتقال ضروريًا. كلُّ هذا يجب معرفته ومتابعته. فإذا بدا هذا المكان، على المدى القصير، هو الأنسب، فهذا جيد، ولكن بعد فترة، ينبغي لهم العودةُ لتفقُّدِ بيئتِهم وسلامتِهم، وما إذا كان لديهم ما يكفي من الطعامِ والمؤن؛ كل هذه التفاصيلِ ينبغي الاستفسار عنها. من المحتملِ ألا يفهمَ القادة والعاملون عملَ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، وفي هذه الحالةِ لا ينبغي لهم التدخل في هذا الجانب، ولكنَّ ترتيبَ أماكنَ إقامةٍ لائقةٍ لهم هو مسؤوليةُ القادةِ والعاملين؛ والتقصير في ذلك هو إهمالٌ للمسؤوليةِ ويُظهر أنهم قادةٌ كاذبون لا يقومون بعملٍ حقيقي. وخاصةً بالنسبةِ للإخوةِ والأخواتِ القادمين من مناطقَ أخرى، فإنهم في أمسّ الحاجةِ إلى اهتمامٍ إضافيٍّ ومتابعةٍ وثيقةٍ ولا ينبغي التعاملُ معهم بإهمال. يجب على القادةِ والعاملين أن يتفقَّدوهم من وقتٍ لآخر، ليروا ما إذا كانت لديهم أيُّ صعوبات تحتاجُ إلى حل، وما إذا كانت هناك أيُّ مشاكل أو ظروفٍ خاصةٍ قد طرأت على البيئةِ التي يقومون فيها بواجبَهم خلال هذه الفترة، على سبيل المثال، ما إذا كان هناك أيُّ نشاطٍ غير عاديٍ يتعلق بالحكومةِ المحلية، أو مجلس الحي، أو مركزِ الشرطة. ينبغي للقادةِ والعاملين الاستفسار والسؤال عن هذه الأمور حتى يكونوا على اطلاعٍ جيد. ثم، ينبغي للقادةِ والعاملين أن يعقدوا شركةً للعائلةِ المُضيفةِ عن مبادئَ وطرقِ ممارسةِ كيفيةِ استضافةِ وحمايةِ أولئك الذين يقومون بواجبَهم بشكلٍ صحيح، حتى تفهمَ العائلةُ المُضيفةُ هذه المبادئَ وطرقَ الممارسةِ فهمًا كاملًا. وهذا ليس نهايةَ الأمر بعد. فيجب على القادةِ والعاملين أيضًا زيارةَ العائلةِ المُضيفةِ والاستفسارَ عن وضعِها من وقتٍ لآخر. وأيُّ مشكلات يكتشفونها ينبغي حلُّها على الفورِ لضمانِ عدمِ ظهورِ أيِّ مشكلات. عندها فقط يكونُ العمل قد أُنجِزَ بشكلٍ جيدٍ حقًّا. فإذا واجهَ المُضيفُ صعوباتٍ في الاستضافة، مثل محدوديةِ الإمكانيات المادية أو نقصِ الحكمة على نحو يجعله غير قادرٍ على الاستجابةِ للمواقف التي تطرأُ أو التعاملِ معها، فحينئذٍ يجبُ على القادةِ والعاملين المساعدةُ في حلِّ هذه المسائل. محدوديةُ الإمكانياتِ المادية يسهلُ حلُّها؛ يمكنُ لبيتِ اللهِ توفيرُ الأموالِ للاستضافة، بينما تُسهمُ العائلة المُضيفة بالجهدِ البشريِّ فقط. أمَّا إذا كان المُضيف يفتقرُ إلى الحكمة، فهذه مشكلةٌ كبيرة. يجبُ على القادةِ والعاملين أن يشرحوا بوضوحٍ الحكمةَ اللازمةَ وبعضَ مبادئِ الممارسةِ المتعلقة بهذا الجانب. وإذا كان المُضيف لا يزال غير قادر، فينبغي للقادةِ والعاملين إيجادُ أخٍ حكيم أو أختٍ حكيمة في مكانٍ قريبٍ للتعاونِ مع العائلةِ المُضيفة في إنجازِ هذا العملِ بشكلٍ جيد. وإذا كانت المشكلةُ تكمنُ في المُضيف نفسِه – كأنْ يكونَ جبانًا أو خائفًا من الاعتقال – فحينئذٍ ينبغي للقادةِ والعاملين أن يعقدوا شركةً عن الحقِّ لتقديمِ الدعم والمساعدة، وأن يعقدوا شركةً حولَ مقاصدِ الله وكذلك قيمةِ وأهميةِ القيام بهذا الواجب. أمَّا إذا كانت مشكلةً تتعلقُ بالبيئةِ الموضوعية، فلا يجبُ تأخير الأمر أو التغاضي عنه، وبالتأكيد لا يجب التعامل معه بإهمال؛ بل ينبغي حلُّهُ على الفور. على سبيلِ المثال، إذا كان الناسُ قد لاحظوا هذا المكانَ بالفعل، ويتجوَّل غُرباء مشبوهون بشكلٍ متكررٍ في المنطقة، ومن المحتملِ أن يكون هناك مَن يُراقب الموقع، فهذا يُشكِّلُ خطرًا مستترًا. لذا، انقلوا الإخوةَ والأخواتِ على الفور؛ فبالانتظار حتى يقعَ مكروهٌ، سيكون قد فاتَ الأوان. وإذا كان الوضع مؤقتًا ومجرَّد إجراءٍ روتينيٍ عادي، فلا يزال من الممكنِ بالكادِ التعامل معه: اطلبوا من الإخوةِ والأخوات المغادرةَ مؤقتًا لتجنُّبِ الأمرِ ليومٍ أو يومين، ويمكنُهم العودةُ لاحقًا. أمَّا إذا كان الناس قد لاحظوا الأمر بالفعل، فلا يمكن البقاء هناك بعدَ ذلك، ويصبح الانتقال الدائمُ ضروريًا. هذه بعض القضايا التفصيليةِ التي يحتاج القادة والعاملون إلى التعاملِ معها ومعالجتها في هذا العمل. هذا العمل ليس بأيِّ حالٍ من الأحوالِ مجرَّد وضع بضعةِ أشخاصٍ في مكانٍ يتوفَّر فيه الطعامُ والمأوى واعتبارِ الأمرِ منتهيًا؛ فهناك العديد من التفاصيلِ ذات الصلة. وخاصةً في بلدٍ مثلَ الصين، حيث تكون البيئة معاديةٌ للغاية والاضطهاد الديني شديد، يجبُ على القادةِ والعاملين أن يُولوا اهتمامًا استثنائيًا وأن يُراقبوا عن كثبٍ بيئةَ معيشةِ وسلامةِ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة. لا يمكنُهم أن يكونوا مُهملين. يجبُ إنجاز جميعِ جوانبِ العملِ المحدَّدِ بشكلٍ جيدٍ لضمانِ أنَّ سلامةَ هؤلاءِ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة مكفولةٌ وأنهم يستطيعون القيام بواجبِهم براحةِ بال. وبهذه الطريقة، يكون العمل قد أُنجِز بشكلٍ جيد. هذا هو العملُ الذي يجبُ على القادةِ والعاملين القيام به فيما يتعلق بالعائلات المُضيفة، وهناك عددٌ غير قليلٍ من التفاصيلِ المتضمنة هنا.

بعضُ القادةِ والعاملين، بعد ترتيب أماكنَ إقامةٍ لبعضِ الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة في بيوتٍ مُضيفةٍ مناسبة، يتجاهلونهم تمامًا ولا يُتابعون باستمرارٍ وضعَ العائلاتِ المُضيفة. يقولون: "أنا مشغولٌ بعملِ الكنيسةِ كلَّ يوم؛ فكيف لي أن أجدَ وقتًا لزيارةِ هؤلاءِ الأشخاص؟ وإضافةِ إلى ذلك، هناك الكثير من الأعمالِ الأخرى، وهي أيضًا خطيرةٌ للغاية. إن قيامنا بعملِنا ليس بالأمرِ السهل!" إنهم يُشدِّدون باستمرارٍ على الأسبابِ الموضوعية، لكنهم لا يُريدون تحمُّلَ مسؤولياتِهم الخاصة. فما رأيكم؛ هل هذا القولُ منهم صحيح؟ (كلا). ولماذا؟ (في الواقع، لا يتطلَّب هذا العمل الكثير من الوقت والطاقة من القادةِ والعاملين. يُمكنُهم زيارتُهم في طريقهم أثناءَ خروجِهم. وإذا لم يكن لديهم وقت، فيُمكنُهم أيضًا ترتيب أن يقوم الإخوةُ والأخواتُ القريبون بزيارتهم). إذا أراد القادة والعاملون القيام بهذا العمل بشكلٍ جيد، حتى لو كان عملُهم الأساسيُّ يشغلُهم قليلًا، فسيُخصِّصون وقتًا للتركيز على هذا العمل. فإذا لم يكن لديهم وقتٌ للذهابِ بأنفسِهم، يُمكنُهم ترتيب ذهابِ آخرين. وسواءٌ رتَّبوا الأمرَ لآخرين أو ذهبوا بأنفسِهم، فإنَّ هذا العملَ في نهايةِ المطافِ يقع ضمنَ نطاق مسؤولية القادة والعاملين. فالقيام بهذا العملِ بشكلٍ جيدٍ هو مسؤوليةٌ هامةٌ للقادةِ والعاملين، ولا يمكن إهمالُها. فإذا كان القادةُ والعاملون مشغولين للغاية وليس لديهم وقتٌ بأنفسِهم، ولم يُرتِّبوا أيضًا ذهابَ آخرين، فلن يهتمَّ أحدٌ بهذا الأمر. وإذا حدثَ أيُّ خطأٍ، فسيكون هذا إهمالًا للمسؤولية من جانب القادةِ والعاملين. ولمنعِ أولئك الذين يُؤدُّون واجباتٍ هامةً من التعرّض لتدخُّلِ العالمِ الخارجي، يجب على القادةِ والعاملين أن يأخذوا جميع جوانب القضايا في الاعتبار، ليضمنوا إلى أقصى حدٍّ ممكنٍ أن يتمكَّنوا من القيام بواجباتِهم بسلامٍ والقيامِ بالعملِ المُوكَل إليهم بطريقةٍ مُنظَّمة. فإذا كان الموظفون المسؤولون عن الأعمال المهمة محميين بشكلٍ جيد، فإنَّ ذلك يُعادلُ حمايةَ الأعمال المهمة نفسها. فعندما يتمكَّن الموظفون المسؤولون عن الأعمال المهمة من العملِ بشكلٍ طبيعي، يُمكن للأعمال المهمة أيضًا أن يسيرَ بطريقةٍ مُنظَّمة. لذا فإنَّ الغرضَ من حمايةِ القادةِ والعاملين للموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة هو، في الواقع، حمايةُ كلِّ عملٍ مهم. فإذا قال بعض القادة والعاملين: "أنتم تقومون بواجب مهم ويُطلَب منِّي حمايتُكم، لكنني في موقعِ قيادة، وأنا أيضًا لستُ آمنًا. لا أستطيع حتى ضمانَ سلامتي الخاصة، فكيفَ لي أن أحميَكم؟"؛ فهل هذا القولُ صحيح؟ (كلا، ليس صحيحًا). أيُّ نوعٍ من الاستيعاب لدى مثلِ هؤلاءِ القادةِ والعاملين؟ (استيعابُهم ضعيف؛ هؤلاءِ الأشخاصُ أنانيون وعُرضةٌ للأفكار المغلوطة). إنهم أفرادٌ عُرضةٌ للأفكار المغلوطة. فهل يفتقرُ الأفراد المعرضون للأفكار المغلوطة إلى العقلانية؟ (نعم). فلو لم يكن هؤلاءِ الإخوةُ والأخواتُ يقومون بواجباتِهم في بيتِ الله، بل يعملون في وظائفَ ويعيشون حياتَهم في العالم، فهل كانوا سيحتاجون إلى الحماية؟ تحديدًا لأن الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة يقومون بعملِ الكنيسةِ ويقومون بواجباتٍ مهمة في بيتِ الله، ولأنهم إذا اعتُقِلوا فقد يُحكَمُ عليهم بالسجنِ أو يُضرَبون لدرجةِ الإصابةِ أو العجز، ممَّا يُؤثِّرُ بشدةٍ على عملِ الكنيسة، يجب حمايتهم بشكلٍ جيد. وبهذه الطريقةِ فقط، يُمكن لعمل الكنيسة أن يسير بطريقةٍ مُنظَّمة. إذا كانوا في بعضِ الدول الديمقراطية، حيث توجد حرية الاعتقاد الدينيِّ ولا يُضطهد المؤمنون بالله، فإنَّ هذا العملَ يُصبحُ بسيطًا للقادةِ والعاملين. في الأساس، هم يحتاجون فقط إلى إيجاد منزلٍ مُناسبٍ، ووفقًا للقوانينِ واللوائحِ المحلية، يُرتِّبون أماكن إقامةٍ لأولئك الذين يقومون بواجبَهم بشكلٍ صحيح. على الأكثر، يحتاجون فقط إلى السؤال عن كيفية سير حياتِهم اليومية مؤخرًا وما إذا كانت بيئة المعيشةِ تنتهكُ أيًّا من الأنظمة الحكومية. فإذا كان هناك انتهاك، فمن الضروريِ توضيح ماهيةِ المشكلة، وكذلك كيفية تصحيحِها وحلِّها. وإذا لم تكن هناك أي انتهاكات، ولكنَّ الحكومة تُسبِّب المتاعب، أو أنَّ أُناسًا أشرارًا أو أشخاصًا مشبوهين يُسبِّبون المُضايقات، فمن الضروريِّ استشارة مُحام للتعامل مع هذه الأمور بشكلٍ صحيح. في بعض الدول الحرة الديمقراطية، لا يلزم سوى هذا النوعِ من العمل على أكثر تقدير. ولكن في الأنظمة الديكتاتورية، حيثُ لا توجدُ حريةُ اعتقاد ديني، يجبب أن تكونَ متطلبات بيئة وظروف العائلاتِ المُضيفةِ أكثرَ صرامة، ويجب القيامُ بالمزيدِ من العمل – وكذلك عمل أكثرَ تفصيلًا – فيما يتعلق بالسلامة. وبالطبع فإنَّ الصعوبةَ التي تكتنفُ مثلَ هذا العملِ تكون أكبرَ أيضًا. فبالنسبة لعمل وقاية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من تدخُّلِ العالمِ الخارجي، إذا تمَّ النظر في كلِّ جانبٍ من جوانبِ البيئةِ بشكلٍ شامل، فإنَّ التدخلات الناجمة عن البيئة ستقل نسبيًا. فإذا تمَّ أخذ كل من البيئة الخارجية والبيئة الداخلية في الاعتبارِ بشكلٍ كامل، فيُمكنُ حينئذٍ إيجاد مسارٍ واقعيٍ وعمليٍ. وبهذه الطريقة، يُمكن تحسين البيئة إلى حدٍّ ما، وتقليل التدخلات. هذا النهج مُناسب نسبيًا.

الحفاظ على سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة

1. كيفية ضمان سلامة شعب الله المختار في البلدان التي يُضطهد فيها الإيمان

المسؤولية الخامسة عشرة للقادة والعاملين هي، أولاً وقبل كل شيء، حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من خلال حمايتهم من تدخلات العالم الخارجي؛ وإضافة إلى ذلك، يجب على القادة والعاملين أيضًا الحفاظ على سلامة هؤلاء الأشخاص. ومتطلبات الحفاظ على سلامتهم أكثر صرامة. دعونا أولًا ننظر إلى الجوانب التي تتضمن السلامة؛ ما هي القضايا المتعلقة بالسلامة التي يمكنكم التفكير فيها؟ لضمان سلامة أولئك الذين يؤدون واجبات مهمة، من الضروري أولًا ضمان عدم تأثرهم بتدخلات العالم الخارجي؛ هذا هو الحد الأدنى الذي يجب تحقيقه، وعلى هذا الأساس فقط يمكن ضمان سلامتهم في نهاية المطاف. السلامة التي نتحدث عنها هنا تعني ببساطة القدرة على ضمان عدم إزعاج أو اعتقال أولئك الذين يؤدون واجباتهم، وأن يتمكنوا من أداء واجباتهم بشكل طبيعي. الأمر بهذه البساطة. إذا لم يتمكن القادة والعاملون من ضمان حماية أولئك الذين يؤدون واجباتهم من التدخل والاعتقال، فلا توجد طريقة لضمان سلامتهم. فكروا في الأمر؛ ما الذي يجب على القادة والعاملين الانتباه إليه لضمان سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة؟ أولًا، يجب عليهم تأمين استقرار الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وتدبير شؤونهم في مكان مناسب. ماذا يعني مكان مناسب؟ يجب أن يستوفي شرطين على الأقل. أولًا، يجب أن يكون هذا المكان خاليًا من أي تدخل من البيئة المحيطة. ثانيًا، يجب ألا يلفت الانتباه؛ فقط عدد قليل من الإخوة والأخوات المحليين يعرفون أن هذه العائلة تؤمن بالله وتستضيف آخرين، بينما لا يعلم أي شخص آخر بذلك. مثل هذا المكان فقط هو المناسب لاستضافة أولئك الذين يؤدون واجبات مهمة. وبعد انتقال هؤلاء الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة إليه، لا ينبغي الكشف للآخرين بشكل عرضي عن المعلومات الشخصية، مثل اسم كل شخص ومكان نشأته، وكذلك الحالات المحددة، مثل نوع عمل الكنيسة الذي يشاركون فيه وما إذا كانوا قد اعتقلوا من قبل أو مطلوبين من قبل الحكومة. كلما قل عدد الذين يعرفون، كان ذلك أفضل. ولأن قامة الناس صغيرة جدًا ومن غير المؤكد ما إذا كانوا سيستطيعون الثبات إذا تم اعتقالهم وسجنهم، فيجب أن يكون لديهم وعي ذاتي وأن يمتنعوا عن الاستفسار بشكل عرضي عن المعلومات الشخصية للإخوة والأخوات، لتجنب جلب المتاعب المستقبلية على أنفسهم. يجب أن تُعقد شركة بشكل متكرر حول المبادئ والحكمة في هذا الصدد حتى يفهمها الجميع. هذا ليس مفيدًا لعمل بيت الله فحسب، بل مفيد أيضًا لكل فرد. لذا، يجب على القادة والعاملين توجيه الإخوة والأخوات في العائلات المستضيفة إلى حفظ ألسنتهم وعدم الكشف عن المعلومات الشخصية لأولئك الذين يؤدون واجبات مهمة لإخوة وأخوات آخرين أو لأفراد عائلاتهم غير المؤمنين. هل من الضروري القيام بهذا العمل؟ (نعم). بعض الإخوة والأخوات في العائلات المستضيفة لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. على سبيل المثال، استضاف أحدهم عددًا قليلًا من القادة والعاملين، وأصبح على دراية بأوضاعهم الشخصية، وخلفياتهم العائلية، والواجبات التي كانوا يقومون بها. ثم قال لأبنائه: "انظروا، إنه في نفس عمركم. لقد آمن بالله لمدة عشر سنوات، بل وترك وظيفته ليؤدي واجبه. كان يعمل سابقًا في دائرة حكومية في مدينة كذا وكذا، بدخل سنوي يبلغ عشرات الآلاف من اليوانات!" كما ترون، بينما كان يدردش بلا اكتراث، كشف عن وضع هؤلاء الأشخاص الذين يؤدون واجبات مهمة لأفراد عائلته غير المؤمنين. بل إن هناك من يستضيفون إخوة وأخوات تم اعتقالهم وسجنهم سابقًا، فيخبرون أفراد عائلاتهم قائلين: "انظروا، لقد كانوا في السجن لسنوات ولم يصبحوا أمثال يهوذا. وبعد إطلاق سراحهم، استمروا في أداء واجبهم. والآن تريد الحكومة اعتقالهم مرة أخرى، لذا لا يمكنهم العودة إلى ديارهم لجمع شملهم مع عائلاتهم، ومع ذلك فهم ليسوا سلبيين. أترون كم هو عظيم إيمانهم؟ لماذا لا تستطيعون أن تؤمنوا بشكل صحيح؟" وبهذه الطريقة، يكشفون بشكل عرضي عن معلومات مهمة عن الإخوة والأخوات من خلال أسلوب توجيه أبنائهم. هل يمكن أن يؤدي هذا إلى متاعب مستقبلية؟ (نعم). هل هذه مشكلة؟ (نعم، إنها مشكلة). إذا لم يحدث شيء بسبب هذا، فلا بأس؛ ولكن ما إن يقوم التنين العظيم الأحمر بتنفيذ اعتقالات، يكون أفراد عائلاتهم غير المؤمنين هم أول من يخرج ويبلغ عن الإخوة والأخوات: "أيها الضابط! فلان قائد؛ إنه الشخص الذي تريدونه". ثم يُعتقل الشخص الذي تعرض للخيانة من قبل التنين العظيم الأحمر ويُضرب حتى يكون على شفا الموت، مما يترك تساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن من مواصلة أداء واجبه أو عيش حياة طبيعية. هذه هي نتيجة الخيانة. أليس هذا بسبب الكلام العرضي للمُضيف؟ (بلى). إذا تعرض الموظفون المسؤولون عن الأعمال المهمة لمثل هذه المخاطر الأمنية، ألا يعني ذلك أن القادة والعاملين لم يقوموا بعملهم بشكل كامل؟ (بلى). يفكر المُضيف: "أفراد عائلتنا جميعهم أناس طيبون؛ لن يبيعوكم. إنهم يدعمون الإيمان بالله؛ حتى أنهم يشترون الخضار واللحوم عندما تأتون!" إنهم يعاملون أفراد عائلاتهم غير المؤمنين كما لو كانوا إخوة وأخوات، غير قادرين على رؤية ما يمكن لعائلاتهم أن تفعله بوضوح أو مدى خطورة العواقب إذا قاموا ببيع الإخوة والأخوات. كما أنهم فضوليون للغاية بشأن أوضاع الإخوة والأخوات، فيسألون: "منذ كم سنة وأنتم تقومون بهذا الواجب؟ هل قمتم بأي واجبات خطيرة من قبل؟ هل أنتم معروفون محليًا بوصفكم مؤمنين بالله؟ هل تعرضتم للاعتقال من قبل؟" وخاصة عندما يتعلق الأمر بأولئك المطلوبين أو الذين لديهم سجل لدى الشرطة بسبب إيمانهم بالله ويبشرون بالإنجيل في منطقة أو بلد آخر، يستفسر المُضيف دائمًا عن معلوماتهم، فيسأل: "هل أنت مطلوب؟ هل هو أمر قبض محلي، أم إقليمي، أم وطني؟" "هل لديك سجل؛ كم مرة اعتُقلت؟ لكم سنة حُكم عليك بالسجن؟" إنهم يسألون عن هذه الأمور بتفصيل شديد. يرى الإخوة والأخوات المقيمون في منزلهم أنهم متحمسون جدًا في الاستضافة وأنهم ليسوا أناسًا سيئين. فإذا لم يشاركوا هذه المعلومات، يشعرون بأن ذلك قد يبدو غير مهذب، مما يضعهم في موقف صعب. يشعر بعض الناس بأنهم مضطرون لقول بضع كلمات، وبعد التحدث، يؤدي ذلك أحيانًا حتمًا إلى عواقب خطيرة. لذا، يجب على القادة والعاملين توجيه المُضيف مباشرة: "هناك بعض القواعد التي يجب عليك اتباعها عند استضافة الإخوة والأخوات. لا تستفسر أو تسأل بتهور؛ معرفة الكثير عنهم لن تفيدك. إذا حدث شيء ولم تتمكن من تحمل عذاب التعذيب، فقد ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح يهوذا. في هذه الحالة، المعلومات التي عرفتها واستوعبتها ستمهد لك الطريق في الأساس لتصبح يهوذا. وإذا حدث ذلك، فسيترك لديك ندمًا مدى الحياة، وستواجه العقاب في نهاية المطاف. أما إذا كنت لا تعرف هذه التفاصيل، فلن تصبح مثل يهوذا. لذا، يجب عليك قطعًا ألا تستفسر أو تحاول معرفة هذه الأمور. عدم المعرفة يحميك ولا يؤثر على استضافتك أو على نيلك للحق في إيمانك بالله. من الأفضل ألا تعرف. أنت تعرف بوضوح أن هؤلاء الإخوة والأخوات هنا لأداء واجبهم وأنهم ليسوا أناسًا سيئين أو أشرارًا، لذلك لا داعي لمزيد من الاستفسار. إن إتمام واجبك في استضافتهم هو الأهم، وضمان سلامتهم كافٍ". هذا بند عمل يجب على القادة والعاملين القيام به. بالإضافة إلى ذلك، أولئك المؤمنون المحليون الذين يفتقرون إلى أساس في إيمانهم بالله وهم مؤمنون بالاسم فقط، وأولئك الذين هم ثرثارون ويميلون إلى طرح الأسئلة، وأولئك الذين يحافظون على اتصال وثيق بموظفي الحكومة، وأولئك الذين يختبئون فورًا مثل السلاحف التي تُدخل رؤوسها في أصدافها عند ظهور المتاعب – والذين قد يبيعون الكنيسة ويصبحون أمثال يهوذا – يجب قطعًا عدم السماح لهم بمعرفة أن العائلات المضيفة تستضيف إخوة وأخوات. وإذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة بعض الإخوة والأخوات في عمل استضافة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، فيجب اختيار أولئك الذين لديهم أساس في إيمانهم بالله ويمتلكون الحكمة فقط للتعاون. أما أولئك الذين ليس لديهم أساس أو حكمة فهم غير مناسبين على الإطلاق. كيف ينبغي تقديم المساعدة بالضبط إذن؟ يركز الإخوة والأخوات في العائلات المُضيفة على الاستضافة في منازلهم، بينما يساعد الإخوة والأخوات المحليون ذوو الحكمة والإيمان من الخارج من خلال توفير الغطاء وحماية البيئة. يجب عليهم التواصل مع الأشخاص ذوي النفوذ، والبقاء على اطلاع دائم بسياسات الحكومة وتوجهاتها وعملياتها المحتملة، وإبلاغ الإخوة والأخوات في العائلات المُضيفة على الفور. بهذه الطريقة، إذا بدأت الحكومة أي عمليات اعتقال، يمكن اتخاذ تدابير وقائية على الفور، وسيكون لا يزال هناك وقت للإخلاء والانتقال، أو الاختباء، وبالتالي تجنب أي خطر. بهذه الطريقة فقط، يمكن ضمان سلامة أولئك الذين يؤدون واجبات مهمة بشكل أساسي. باختصار، لا ينبغي أن يتعامل القادة والعاملون مع هذا العمل بعقلية بسيطة؛ فالتفكير بشكل معقد في هذا الصدد دائمًا أفضل من التفكير ببساطة، لأن قضايا السلامة لا يمكن تجاهلها؛ فإذا حدث خطأ ما، فلن يكون الأمر بسيطًا!

هناك أيضًا مواقف محددة يجب الانتباه إليها في عمل ضمان سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة. بعض الأشخاص يتولون واجبات محفوفة بالمخاطر، مثل نقل كتب كلام الله، أو توصيل تعليمات العمل، أو التعامل مع تداعيات الأمور في المناطق المعرضة للخطر. يجب ألا يعيش أولئك الذين يقومون بمثل هذا العمل الخطير أبدًا مع أولئك الذين يقومون بواجبات مهمة، ولا ينبغي لهم أن يعرفوا أين يقيم هؤلاء الأفراد أو أي عائلة تستضيفهم. هذا لأن أولئك الذين يقومون بعمل خطير معرضون لخطر التعقب والاعتقال في أي وقت. فإذا قُبِضَ عليهم وتعرضوا للتعذيب، فقد يخونون الكنيسة، ما سيورط أولئك الذين يقومون بواجبات مهمة والعائلات المُضيفة. ألا يتضمن هذا مسألة السلامة؟ إذا خرج بعض الموظفين الذين يؤدون واجبات مهمة للتعامل مع أمور واتفقوا على العودة في غضون ثلاثة أيام، لكنهم لم يعودوا بعد ثلاثة أيام، فهل تقولون إن هذا الموقف خطير؟ هل يجب على بقية الموظفين الذين يؤدون واجباتهم الإخلاء؟ (نعم). في مثل هذه الحالات، يكون الإخلاء الفوري ضروريًا؛ يجب ألا يكون هناك أي تأخير ولا يجب المخاطرة بأي شكل من الأشكال؛ لا يمكن أن تكون لديهم عقلية الاعتماد على الحظ. بعض الناس كُسالى، ويشعرون أن الأمر مزعج، ويترددون في الإخلاء، قائلين: "ما الضرر في الانتظار ليوم آخر؟ ربما تأخروا فقط بسبب موقف خاص ما". الانتظار ليوم آخر يؤدي فقط إلى زيادة الخطر. إذا قمتم بالإخلاء ولم يحدث شيء، يمكنكم دائمًا العودة، ولن يكون ذلك خطأ. ولكن إذا لم تقوموا بالإخلاء وانتظرتم يومًا آخر، فقد يقع حادث، وبحلول الوقت الذي يقع فيه، سيكون الأوان قد فات للندم. لذا، إذا لم يعد الإخوة والأخوات الذين خرجوا للتعامل مع الأمور في الوقت المتفق عليه، فمن المحتمل أن شيئًا خاطئًا قد حدث. وللوقاية من أي طارئ، يجب على الإخوة والأخوات المعنيين الإخلاء فورًا والانتقال إلى مكان آمن نسبيًا. وما إن يُعثر على مكان مناسب، يمكنهم استئناف أداء واجباتهم بشكل طبيعي، دون أن يكون الوقت قد فات. موقف آخر هو عندما يُعتقل الشخص في الكنيسة المحلية المسؤول عن عمل تأمين استقرار الإخوة والأخوات الذين يقومون بواجبهم وتدبير شؤونهم من قبل التنين العظيم الأحمر. ماذا يجب فعله في مثل هذه الحالات؟ (نقل الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة فورًا). الأولوية الأولى للقادة والعاملين هي نقل هؤلاء الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة فورًا إلى مكان آمن نسبيًا. يجب ضمان سلامتهم قبل كل شيء. لا ينبغي تعريضهم لأي خطر. وبعد نقلهم، يمكن عندئذٍ تنفيذ العمل اللاحق. بعض الأشخاص المشوشي الذهن لديهم دائمًا عقلية الاعتماد على الحظ: "لقد اعتُقِل فلان، لكن لا بأس؛ إيمانه قوي جدًا، وكان دائمًا قويًا للغاية في الظروف المناوئة. من المستحيل قطعًا أن يقوم بالخيانة. لذا، يمكنني أن أضمن أنه لا يوجد أي خطر على الإطلاق؛ ليست هناك حاجة لأي شخص للانتقال". هل هذه الكلمات صحيحة؟ (كلا). وهناك أيضًا أشخاص يقولون: "حتى لو قاموا بالخيانة، فسيكونون انتقائيين في ذلك؛ سيخونون فقط فيما يتعلق بمعلومات عن أمور غير مهمة، وهو ما لن يؤثر بالتأكيد على سلامتكم". هل هذه الكلمات صحيحة؟ (كلا). هذه الكلمات غير صحيحة! هل يمكن للناس أن يروا الآخرين بوضوح؟ حتى لو كان الشخص المعني لديه قامة، فيجب أن نتجنب التحدث بثقة كبيرة، حيث لا يمكن لأحد تحمل العواقب إذا حدث خطأ ما. ما هو العمل الآخر المطلوب لحماية سلامة الموظفين الذين يؤدون واجبات مهمة؟ عندما يبدؤون واجباتهم، يجب على القادة والعاملين أن يعقدوا شركة بوضوح حول مبادئ الحق المتعلقة بأداء واجبهم، وكذلك أي المبادئ والحكمة يجب تطبيقها عند ظهور المواقف. وإضافة إلى ذلك، عندما يخرجون لأداء واجباتهم، يجب على القادة والعاملين تعيين شخص أو شخصين من ذوي الخبرة المجتمعية والحكمة للتعاون معهم. هذا النهج فقط هو الآمن والموثوق. الممارسة بهذه الطريقة يمكنها حماية سلامتهم الشخصية، من ناحية. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تساعدهم في حل بعض المشكلات التي لا يمكنهم حلها بمفردهم. سيمنع هذا بعض المتاعب ويضمن أن أولئك الذين يخرجون للقيام بواجباتهم يمكنهم تنفيذ عملهم بشكل طبيعي. بالنسبة للقادة والعاملين، فإن ضمان سلامة أولئك الذين يؤدون واجباتهم هو بند عمل مهم للغاية، خاصة في البلدان التي لا توجد فيها حرية إيمان. للقيام بعمل الكنيسة بشكل جيد، الأولوية الأولى هي ضمان سلامة العاملين الذين يؤدون واجباتهم، بغض النظر عما إذا كانوا يقومون بواجباتهم محليًا أو يخرجون لأدائها. فقط القادة والعاملون الذين يمكنهم التعامل مع عمل السلامة بشكل جيد هم المناسبون لاستخدام الله لهم. أما أولئك الذين لا يستطيعون القيام بهذا العمل فهم أشخاص إنسانيتهم غير ناضجة، ويفتقرون إلى البصيرة والحكمة. وسيكون من الصعب عليهم أن يصبحوا مناسبين لاستخدام الله لهم.

ثانيًا. كيفية ضمان سلامة شعب الله المختار في مختلف البلدان الخارجية

أ. معالجة الوضع القانوني لشعب الله المختار

في إدارة عمل الكنيسة في مختلف البلدان الخارجية، يجب أن تكون الأولوية الأولى هي تأمين استقرار العاملين الذين يؤدون واجباتهم وتدبير شؤونهم بشكل صحيح، وضمان سلامتهم حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم بشكل طبيعي. وثمة مسألة مهمة أخرى هي التعامل مع قضية الوضع القانوني، والتي يجب الاهتمام بها ما إن يصل شعب الله المختار إلى بلد جديد. فبدون وضع قانوني أو إذا كان وضعهم غير شرعي، يكون هناك دائمًا خطر الترحيل، بغض النظر عن مدى جودة بيئتهم المعيشية. يُعتبر الأفراد الذين يكون وضعهم غير شرعي مقيمين غير قانونيين، وسلامة هؤلاء الأشخاص تكون معرضة للخطر؛ وبدون ضمان سلامتهم، لا يمكنهم أداء واجباتهم لفترة طويلة. لذا، في البلدان الخارجية، تأمين استقرار العاملين الذين يؤدون واجباتهم وتدبير شؤونهم بشكل صحيح هو المهمة الأولى للقادة والعاملين. وما إن يؤمن استقرارهم وتدبر شؤونهم بشكل صحيح، تكون الخطوة التالية هي الترتيب لهم لبدء معالجة وضعهم القانوني. في أي بلد، على أقل تقدير، يجب أن يكون الهدف من معالجة الوضع القانوني هو تمكين الإخوة والأخوات من الإقامة هناك بشكل قانوني. هذا أيضًا بند عمل مهم لضمان سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المههمة. ولتحقيق الإقامة القانونية، الشرط الأول هو أن يكون وضع الفرد قانونيًا؛ لا يمكنه الإقامة في مكان ما بشكل غير قانوني. يجب على القادة والعاملين بذل قصارى جهدهم لتأمين استقرار الإخوة والأخوات وتدبير شؤونهم وفقًا للوائح الحكومة الخاصة بالإقامة القانونية. ويمكن للقادة والعاملين إما المشاركة مباشرة في عمل تأمين الاستقرار وتدبير الشؤون هذا أو متابعته. وإذا كانت هناك أمور لا يستطيعون فهمها بوضوح، فيجب عليهم طلب المساعدة على الفور من القادة والعاملين ذوي المستوى الأعلى. وفي غياب الظروف الخاصة، يجب عليهم الممارسة وفقًا لقواعد الكنيسة السابقة. يحتاج القادة والعاملون إلى إجراء استفسارات من وقت لآخر، وإذا علموا أن شخصًا ما لديه مشكلات في وضعه القانوني أو أي ظروف خاصة، فيجب عليهم ترتيب موظفين يتولون الشؤون الخارجية لحل مشكلات معالجة الوضع القانوني لشعب الله المختار. وبطبيعة الحال، الخطوة الأولى هي العثور على عدد قليل من المحامين المتخصصين للتعامل مع معالجة الوضع القانوني. وعند الاستعانة بمحامين، يجب اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض للخداع؛ لا ينبغي الاستعانة بمحامين مزيفين أو أولئك غير المتخصصين في معالجة الوضع القانوني. يجب على القادة والعاملين أولًا وقبل كل شيء مراعاة هذه الجوانب المتعلقة بمعالجة الوضع القانوني، ويجب ترتيب هذه الأمور بشكل جيد. هذا العمل هو أيضًا جزء من حماية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وضمان سلامتهم، لذا عندما يتعلق الأمر بالقيام بهذا العمل، يجب ألا يقف القادة والعاملون مكتوفي الأيدي. يقول بعض الناس: "إن تأمين استقرار العاملين الذين يؤدون واجباتهم وتدبير شؤونهم هو عمل بيت الله؛ لا نحتاج إلى القيام به إلا بعد تلقي ترتيبات مباشرة من الأعلى. إذا لم يرتب الأعلى ذلك، فلا داعي لأن نهتم به، وحتى لو حدث خطأ ما، فلا علاقة لنا به. إضافة إلى ذلك، لكل بلد لوائح مختلفة بشأن الهجرة والوضع القانوني؛ نحن لسنا قادرين على التعامل مع مثل هذه القضية الكبرى! على كل شخص أن يعتمد على نفسه ويأمل في الأفضل؛ إذا تمكنوا من البقاء في بلد ما، فليبقوا؛ وإذا لم يتمكنوا، فليعودوا". هل هذه الكلمات صحيحة؟ (كلا). ما رأيكم في هذا الموقف؟ (إنه غير مسؤول). من ناحية، إنه غير مسؤول؛ ومن ناحية أخرى، هو مظهر من مظاهر القادة الكاذبين الذين لا يقومون بعمل حقيقي ويتهربون من المسؤولية. بالنسبة للقادة والعاملين، فإن تأمين استقرار الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة في الخارج وتدبير شؤونهم هو أيضًا بند عمل مهم. وما إن يؤمن استقرارهم وتدبر شؤونهم بشكل صحيح ويتمكنوا من القيام بواجباتهم بشكل طبيعي، تكون الخطوة التالية المباشرة هي ترتيب عاملين يتولون الشؤون الخارجية لإرشادهم في معالجة وضعهم القانوني. وخاصة عندما تنشأ مواقف خاصة أثناء معالجة هذا الوضع ولا يستطيع الإخوة والأخوات التعامل معها، يجب على القادة والعاملين التفكير في طرق لإيجاد حلول، وألا يتجاهلوا القضية. إذا كانت هناك أي مشكلة في معالجة الوضع القانوني، فهي ليست مسألة بسيطة ويجب التعامل معها وحلها في أقرب وقت ممكن وبأسرع ما يمكن. لا تؤجلوا؛ ما يمكن القيام به اليوم لا ينبغي تأجيله إلى الغد؛ فتأجيله إلى الغد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن تصورها. إذا كان القادة والعاملون مهملين ومقصرين في مسؤوليتهم، ولم يولوا الأمر الأهمية اللازمة وأخروا أفضل وقت لمعالجة الوضع القانوني، ما تسبب في عدم قدرة العاملين الذين يقومون بواجباتهم على القيام بذلك بشكل طبيعي، فمن يتحمل المسؤولية؟ لقد قدم هؤلاء الأفراد طلباتهم إلى قادة الكنيسة والعاملين المسؤولين عن المعالجة، وكان القادة والعاملون على علم بذلك، ولكن لأنهم إما لم يأخذوا الأمر على محمل الجد أو اختلقوا الأعذار لعدم التعامل معه، تأخرت معالجة الوضع القانوني لبعض الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، ما أثر على بعض عناصر عمل الكنيسة المهمة إلى حد ما. إذًا، من تعتقدون أنه يجب أن يتحمل المسؤولية هنا؟ (القادة والعاملون). لقد أكد بيت الله مرارًا وتكرارًا على هذه المسألة. القادة والعاملون ليسوا غير مدركين لها، ولم يكونوا غير مطلعين أو يفتقرون إلى الفهم؛ بل هم يعرفون عنها ولكنهم لا يأخذونها على محمل الجد. فما دامت لا تتعلق بشؤونهم الخاصة، وما دامت قضايا تخص شخصًا آخر، فإنهم يؤجلونها قدر الإمكان، ما يؤدي في النهاية إلى تأخير مسألة بالغة الأهمية مثل معالجة الوضع القانوني لشعب الله المختار. عندما تظهر العواقب، يجب على القادة والعاملين تحمل المسؤولية. هذه المسؤولية ليست مجرد كلام؛ فإذا كانت تؤثر على عمل الكنيسة، لا سيما العمل المهم لبيت الله، فإن المسؤولية التي يتحملها القادة والعاملون تصبح جسيمة. على أقل تقدير، ستُسجَّل عليهم سيئة عند الله، وسيكون ذلك ذنبًا؛ هذه هي العاقبة. إذا كان الأمر منوطًا بك للقيام به، ويقع ضمن نطاق مسؤولياتك، ولم تقم به أو تجاهلته، أو أجلته لأسباب شخصية معينة، فيجب عليك تحمل المسؤولية. يقول بعض الناس: "لم أكن أعرف كيف أعالجه؛ لم يكن لدي أي طريق للمضي قدمًا". ولكن هل أخذت الأمر على محمل الجد وطلبت المساعدة من القادة والعاملين ذوي المستوى الأعلى في أول فرصة؟ ويقول آخرون إنهم نسوا الأمر لأنهم كانوا مشغولين بعمل آخر. حتى لو نسوا الأمر حقًا بسبب انشغالهم، فكيف يمكنهم الاستمرار في النسيان بعد أن يطرح شخص ما القضية معهم ويذكرهم بها مرارًا وتكرارًا؟ إلى أي مشكلة يشير هذا؟ (لم يحتفظوا بمسألة معالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات في قلوبهم؛ ليس لديهم أي شعور بالعبء على الإطلاق). إن حقيقة أنهم يستطيعون نسيان مثل هذا الأمر المهم تظهر أنهم يفتقرون إلى الإحساس بالمسؤولية وغير جديرين بالثقة. يمكنكم أن تنسوا أمرًا بالغ الأهمية مثل معالجة الوضع القانوني لشعب الله المختار؛ فهل كنتم ستنسون معالجة وضعكم القانوني الخاص؟ إذا كنتم لن تنسوا أموركم الخاصة ولكن يمكنكم نسيان أمور الآخرين، فهذا يثبت أن لديكم خُلُقًا سيئًا، وتفتقرون إلى المحبة، وأنكم أنانيون ودنيئون. لقد أكملتم معالجة وضعكم القانوني الخاص، ومع ذلك تعاملون معالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات كأمر عادي تافه – أو حتى تتجاهلونه تمامًا – وفي النهاية تؤخرون معالجة وضعهم القانوني، هذا الأمر المهم. هل يمكنكم تحمل هذه المسؤولية؟ أليس مثل هؤلاء القادة والعاملين يفتقرون تمامًا إلى الضمير والعقل؟ إنهم أنانيون ودنيئون للغاية! إنهم يهتمون بأنفسهم فقط ويتجاهلون الآخرين؛ إلى أي مشكلة يشير هذا؟ أليسوا قادة كاذبين؟ (بلى). وهكذا ينكشف جوهر مشكلتهم بالكامل. إنهم ببساطة لا يريدون الاهتمام بمعالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات؛ يجدونه مزعجًا. في قلوبهم، ويفكرون: "ما علاقتي بمعالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات؟" هذا هو الموقف الذي يتعاملون به مع مسألة معالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات، ما يؤدي في النهاية إلى تأخير هذا الأمر المهم، والتأثير على أداء الإخوة والأخوات لواجبهم، والتأثير على عمل الكنيسة. هل تعتقدون أن مثل هؤلاء القادة الكاذبين يستحقون العقاب؟ (نعم). يجب محاسبتهم لأن ذلك كان متعمدًا؛ لم يكن بالتأكيد تأخيرًا عرضيًا ناتجًا عن عوامل موضوعية. إذا كانت هناك كارثة طبيعية، مثل زلزال، أو فيضان، أو حدث سياسي كبير أدى إلى انقطاع وسائل النقل والاتصالات، ما يجعل من المستحيل التعامل مع هذه الأمور، لكان ذلك مفهومًا. ولكن إذا لم تحدث أي من هذه الأحداث، وظلوا ينسون أو يهملون معالجة الوضع القانوني للإخوة والأخوات، ما يتسبب في تأخير مثل هذا الأمر المهم – الوضع القانوني لهؤلاء الأفراد – فإن مثل هذا القائد أو العامل يكون مقصرًا في مسؤوليته. سيُسجَّل عليه ذنب ويُحاسب. هل تفهمون؟ (نعم). بما أنكم قادة أو عاملون، فأنتم مسؤولون عن القيام بالعمل الذي يجب عليكم القيام به. فكل ما يقع في نطاق مسؤوليتكم، يجب عليكم التعامل معه وإكماله بشكل صحيح وفقًا لمتطلبات بيت الله. ولكن إذا تجنبتم القيام به عمدًا أو أجلتموه، فهذا تقصير في مسؤوليتكم، وهذا التقصير هو ذنب. إذا أجلتم أمرًا عمدًا ولم تتعاملوا معه، فسيتحول إخفاقكم في النهاية إلى ذنب، وستُسجَّل عليكم سيئة عند الله. وستُحاسبون على هذا الأمر.

في البلدان الأجنبية، إذا واجه شعب الله المختار بعض المشاكل فيما يتعلق بوضعهم القانوني، أو إذا قدّم جيرانهم أو أشخاص غرباء شكاوى ضدهم أو أبلغوا عنهم، فقد يواجهون خطر الترحيل. وقد يحدث أيضًا أن يُحتجَز بعض أفراد شعب الله المختار في البلدان الأجنبية ويُعاقَبوا أو يُلقى القبض عليهم ويُسجَنوا من قِبَل حكومات بعض البلدان بتهم ملفقة. وبغض النظر عن الوضع، عندما يعلم القادة والعاملون بذلك، فلا ينبغي لهم أن يتصرفوا مثل سلحفاة تختبئ داخل صدفتها؛ بل يجب عليهم معالجة هذا الأمر منذ اللحظة الأولى، والهدف النهائي هو ضمان سلامة الإخوة والأخوات، وعدم السماح بوقوعهم في أيدي الأشرار. إذا كان القادة والعاملون لا يهتمون إلا بترتيب عمل الكنيسة، ولا يولون أي اهتمام لمسألة تسوية الوضع القانوني للإخوة والأخوات، ما يؤدي إلى إلقاء القبض على الإخوة والأخوات أو ترحيلهم بسبب وضعهم القانوني غير الصحيح، فما عواقب ذلك؟ ألم يُدمِّر هؤلاء القادة والعاملون فرصة الإخوة والأخوات للقيام بواجبهم؟ ألا يؤثر هذا مباشرةً على عمل الكنيسة؟ طبيعة هذه المشكلة خطيرة جدًا إذن. إذا لم يكن القادة والعاملون قد عالجوا هذا الأمر من قبل، فبإمكانهم البحث بين الإخوة والأخوات عن شخص ماهر في التعامل مع الشؤون الخارجية لاستشارة محامٍ يتولى هذا الأمر، ساعين جاهدين لتحقيق هدف حماية الإخوة والأخوات وسلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة. هذا أيضًا عنصر مهم من عناصر العمل ينبغي على القادة والعاملين تأديته خارج البلاد؛ ويجب على القادة والعاملين المحليين أن يأخذوا زمام المبادرة للاهتمام بهذا الأمر. وإضافة إلى حماية سلامة الإخوة والأخوات المحليين، يجب عليهم حماية سلامة الإخوة والأخوات الأجانب أكثر؛ فبهذه الطريقة وحدها يكون هناك ضمان لعمل الكنيسة. هذه هي المسؤولية التي يجب على القادة والعاملين في كل بلد أن يتمموها تجاه الإخوة والأخوات المحليين والموظفين الأجانب المسؤولين عن الأعمال المهمة؛ لا ينبغي لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي. يقول بعض القادة والعاملين: "إنهم إخوة وأخوات أجانب، ونحن لا نعرفهم جيدًا؛ لا توجد علاقة شخصية بيننا. لقد أرسلهم بيت الله للتبشير بالإنجيل هنا؛ فما علاقة ذلك بنا؟ هذه الورطة هي شيء جلبوه على أنفسهم؛ لم يستفسروا عن الوضع بوضوح قبل المجيء ولم يعالجوا هذه الأمور جيدًا. ليست لدينا طريقة للتدخل في هذه الورطة؛ من يدري ماذا ستفعل الحكومة بهم". إنهم فقط يستخدمون أعذارًا مختلفة للتهرب من هذه الأمور وتجنبها، ولا يحاولون إيجاد طرق للتقدم لمعالجتها. هل التصرف بهذه الطريقة صحيح؟ (لا). لمَ لا؟ (إذا لم يتقدم القادة والعاملون لحل هذه المشكلات، ولم يكن لدى الإخوة والأخوات في الوقت نفسه أي سبيل لحلها، فمن المؤكد أن المتاعب ستنشأ. لم يتمم القادة والعاملون مسؤوليتهم لحماية الإخوة والأخوات؛ هذا تقصير في أداء مسؤوليتهم). إن واجب القادة والعاملين هو تتميم كل مسؤولية يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها في بيت الله. إن نطاق بيت الله ليس مقتصرًا على المنطقة المحلية، أو الإقليم المحلي، أو بلد معين؛ فبيت الله ليس له حدود وطنية ولا قيود إقليمية. هل توجد قيود عرقية في اختيار الله للناس وخلاصهم؟ (كلا، لا توجد). هل توجد قيود على الجنسية أو المنطقة؟ (كلا، لا توجد قيود أيضًا). لا توجد أي قيود. هذا هو المبدأ الذي يعمل الله به؛ ومن ثم فإن هذا المبدأ هو الحق! بغض النظر عن البلد الذي ينتمي إليه الإخوة والأخوات، فإنهم جميعًا يؤمنون بإله واحد، ويتبعون إلهًا واحدًا، ويأكلون ويشربون أيضًا الحق الذي يقدم عنه إله واحد شركة ويزود به. إنهم يختبرون العمل الذي يقوم به إله واحد، ويعبدون إلهًا واحدًا. وبغض النظر عن لون البشرة أو العرق، ففي بيت الله وأمام الله، هم واحد؛ إنهم عائلة واحدة. وبما أنهم عائلة واحدة، فلا ينبغي أن تكون هناك فوارق بينهم؛ لا ينبغي أن تكون هناك قيود عرقية أو إقليمية؛ ولا ينبغي أن تكون هناك انقسامات مثل "أنتَ آسيوي، وأنا أوروبي"، أو "أنتَ أبيض، وأنا شخص ملون"؛ لا ينبغي أن تكون هناك هذه الفوارق. إذا كنتَ لا تزال تضع هذه الفوارق في بيت الله، فمن الواضح أنك لا تعتبر بيت الله بيتًا لله، ولا تعتبر نفسك فردًا في بيت الله. لذا، عندما يواجه الإخوة والأخوات الأجانب مشكلات مثل الترحيل أو الاعتقال غير القانوني، فبغض النظر عن المكان الذي أتوا منه، أو جنسيتهم، أو لون بشرتهم، فإنهم إخوة وأخوات؛ وبما أنهم إخوة وأخوات، فعندما يواجهون المشكلات، ينبغي على القادة والعاملين المحليين أن يتقدموا ويعالجوا هذا الأمر بما يقتضيه الواجب، ودون تمييز بين الناس. فهذا يتوافق مع المبادئ، وينسجم تمامًا مع مقاصد الله، وهو الحق الذي ينبغي أن يمارسه الناس.

حاليًا، يذهب الكثير من شعب الله المختار من الصين إلى بلدان عديدة في الخارج للتبشير بالإنجيل والشهادة لله. وبعد وصولهم إلى هذه البلدان، فإن أول ما يجب عليهم فعله هو تسوية وضعهم القانوني قبل أن يتمكنوا من العمل براحة بال. إن تسوية الوضع القانوني ليست مسألة بسيطة؛ إنها تتطلب تعاون أفراد من الكنيسة المحلية. ينبغي للمسؤولين عن الكنائس في مختلف البلدان أن يبحثوا عن بعض الإخوة والأخوات الذين يفهمون سياسات بلادهم ويعرفون قوانينها لمساعدة شعب الله المختار القادم من الصين في حل مسألة تسوية الوضع القانوني. إن حل هذه المسألة هو أمر له أهمية قصوى. وينبغي للقادة والعاملين في الكنائس في مختلف البلدان أن يبذلوا قصارى جهدهم للعمل على حلها، إذ لا يمكن لعمل الكنيسة أن يسير بشكل طبيعي إلا من خلال معالجة مسألة الوضع القانوني للناس بشكل كامل؛ وبخلاف ذلك، سوف يتأثر عمل الكنيسة سلبًا. وينبغي للمسؤولين عن الكنائس في مختلف البلدان أن يجهزوا أناسًا قادرين على التعامل مع مثل هذه الأمور. إن القيام بذلك يفيد عمل الكنيسة وهو أيضًا مظهر من مظاهر مراعاة مقاصد الله. قد يقول بعض القادة والعاملين: "لم نعالج هذا النوع من الأمور من قبل قط، كما أننا لا نعرف ماذا نفعل". في هذه الحالة، ينبغي عليهم البحث عن أناس يفهمون هذه الأمور. فمن بين شعب الله المختار في كل بلد، يوجد أولئك من أصحاب التعليم والمعرفة، ويوجد أيضًا أولئك الذين يفهمون القوانين والسياسات الوطنية. بالنسبة إليهم، لا يتطلب التعامل مع هذه الأمور سوى قدرًا من المشورة لإيجاد طريق؛ أليس كذلك؟ عند التعامل مع هذا النوع من الأمور، لا ينبغي أن تكونوا سلبيين وخاملين؛ إذا لم تفهموا شيئًا، فينبغي عليكم العثور على محامٍ لاستشارته. فإذا عُثِرَ على نوع المحامي المختص، فمن الطبيعي أن يوجد طريق. قد لا نفهم هذا الأمر، لكن المحامي سيفهمه. إن امتلاك قلب يطلب هو الموقف الصحيح؛ امتلاك قلب يطلب هو مظهر من مظاهر الشعور بالمسؤولية. إذا نشأت صعوبات معينة، فينبغي عليكم أن تصلوا، وتطلبوا، وتعقدوا شركة معًا بقلب واحد وفكر واحد، وبعد إيجاد المبادئ والطريق لحل المشكلة، ينبغي عليكم حلها بشكل كامل. حينها فقط يمكن لعمل الكنيسة أن يسير بسلاسة. إذا تمكن القادة والعاملون، عند اكتشاف مشكلة ما، من التعرف عليها، ومتابعتها، وحلها على الفور، ألا يكونون قادة وعاملين مسؤولين؟ (بلى). إن مثل هؤلاء القادة والعاملين لا يتمتعون بحس المسؤولية فحسب، بل يمكنهم أيضًا حل المشكلات على الفور، ما يعني أن لديهم أملًا في أن يصبحوا قادة وعاملين يلبون المعايير. وبغض النظر عن عمق فهمهم للحق، إذا ركزوا على حل المشكلات، فإنهم قادرون على القيام بعمل فعلي. على الأقل، يمكنهم ارتكاب أخطاء أقل أو عدم ارتكاب أي أخطاء؛ وحتى لو ارتكبوا بعض الأخطاء، فيمكنهم تصحيحها على الفور لاسترداد بعض الخسائر، وتحقيق هدف حماية عمل بيت الله في نهاية المطاف. هل تعتقدون أن تتميم هذه المسؤولية أمر صعب؟ (كلا). في الواقع، الأمر ليس صعبًا؛ إنه يعتمد على ما إذا كان لدى الناس إخلاص في القيام بواجبهم وما إذا كان بإمكانهم تتميم مسؤوليتهم في عملهم. كل ما عليكَ هو أن تبذل بعض التفكير، وتقضي بعض الوقت، وتستثمر بعض الطاقة؛ الأمر لا يتطلب منكَ إنفاق المال أو تحمل أي مخاطر. كل ما عليكَ هو أن تتقدم للمساعدة في حل المشكلات والتعامل مع الأمور جيدًا، وبهذه الطريقة، يمكنك أن تكون وافيًا بالمعايير. إذًا، هذا ليس بالأمر العسير، وبالنسبة للقادة والعاملين، ينبغي أن يكون تحقيقه سهلًا. ولكن يوجد بعض الناس الذين لا يستطيعون إنجاز حتى أمر بهذه السهولة، ومن الواضح جدًا أن هذا لا يرجع إلى عدم كفاية مستوى القدرات أو المقدرة، أو إلى عدم سماح الظروف أو البيئة، وإنما لأنهم غير راغبين في القيام به. عندما تنشأ مواقف خاصة تتعلق بالوضع القانوني أو إقامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة، أو أمور تتعلق بتسكينهم، فإن على القادة والعاملين مسؤولية الاضطلاع بهذا العمل. لا يهم من الذي ترتب له السكن، أو جنسيته أو عرقه؛ كل ما عليكَ هو أن تقبل هذا من الله. هذا العمل موكل إليكَ من الله؛ إنه مسؤوليتكَ والتزامكَ، وهو أيضًا إرساليتكَ. هذا العمل الذي تقبله يأتي من الله، وليس من أي شخص، لذا لا ينبغي أن تهتم بهوية هؤلاء الأشخاص الذين ترتب لهم السكن. قد يقول بعض الناس: "حماية الإخوة والأخوات المحليين أمر مقبول، لكن لا شأن لنا إذا أتى إخوة وأخوات أجانب إلى هنا". هل لدى الناس الذين يقولون هذا حس بالمسؤولية أو الإنسانية؟ (كلا، ليس لديهم). إنهم يعتبرون الإخوة والأخوات المحليين إخوة وأخوات، لكنهم لا يعتبرون الإخوة والأخوات الأجانب إخوة وأخوات؛ فهل هذا مقبول؟ (كلا، ليس مقبولًا). هل هذا يتوافق مع الحق؟ (كلا، لا يتوافق). لمَ لا يتوافق مع الحق؟ (القادة الكذبة لا يراعون مقاصد الله؛ إنهم يتجاهلون الإخوة والأخوات الأجانب، ولا يتقدمون لمعالجة الأمور عند ظهور المشكلات؛ إنهم لا يحمون عمل بيت الله). القادة الكذبة يتهربون من المسؤولية بشتى الأعذار ولا يقومون بعمل حقيقي. إنهم يدَّعون أنهم مستعدون لبذل أنفسهم من أجل الله ومستعدون لممارسة الحق، ولكن عندما يتعلق الأمر حقًا بمسائل حرجة في عمل الكنيسة، فإنهم يختبئون. هذا هو عدم تحمل المسؤولية. فيما يخص جميع القضايا المتعلقة بحماية سلامة الإخوة والأخوات خارج البلاد، يجب على القادة والعاملين معالجتها على الفور، واعتبارها مسؤولية ومهمة يجب إنجازها. لا ينبغي لهم اختلاق الأعذار لتجنبها، ولا السماح لإهمالهم لهذا العمل بالتأثير سلبًا على تقدم مختلف بنود عمل بيت الله.

ب. تزويد جميع الإخوة والأخوات بالمعرفة القانونية الأساسية

ما الجوانب الأخرى التي تخطر ببالكم فيما يتعلق بعمل حماية سلامة الإخوة والأخوات خارج البلاد؟ (في البلدان الأجنبية، يجب على القادة والعاملين أيضًا توعية جميع الإخوة والأخوات ببعض المعرفة القانونية الأساسية، حتى ينمو لديهم الوعي القانوني ويتجنبوا الانخراط في أنشطة تخالف القانون). ينبغي على القادة والعاملين توعية جميع الإخوة والأخوات بالمعرفة القانونية الأساسية وفهم التنظيمات الحكومية المختلفة. وينبغي عليهم أن يعرفوا المزيد عن هذه الجوانب من الإخوة والأخوات المحليين في البلد الذي يوجدون فيه، مثل سياسات الهجرة والسياسات المتعلقة بالحياة اليومية، ثم تنظيم الإخوة والأخوات لدراسة هذه الأمور حتى يلتزموا التزامًا صارمًا بتنظيمات الحكومة الوطنية ويمتنعوا عن فعل أي شيء يخالف القانون. وعلى وجه الخصوص، فإن شعب الله المختار من الصين، الذين خضعوا لحكم ديكتاتوري لسنوات عديدة، يفتقرون إلى المعرفة القانونية ولا يفهمون أهمية القانون. ونتيجة لذلك، يتصرفون بعفوية وإهمال، كأناسٍ غير متحضرين. وعندما يعيشون في الخارج، يبدون جهلة للغاية وغالبًا ما يفعلون أشياء تظهر عدم فهم للقواعد. على سبيل المثال، في بعض الدول الديمقراطية الغربية، يُدار النظام الاجتماعي بشكل جيد للغاية، مع وجود تنظيمات تمنع الضوضاء من الساعة العاشرة مساءً حتى الثامنة صباحًا، فلا يُسمح بأصوات مثل نباح الكلاب أو هدير آلات البناء. وإذا خالف أي شخص هذه التنظيمات وأُبلغ عنه، فإن الشرطة ستتعامل مع الأمر. أما في بر الصين الرئيسي، فلا أحد يهتم بهذه الأمور؛ فأينما يقيم الناس، تعم الضوضاء العارمة، مع أصوات الموسيقى الصاخبة والرقص والشرب والحفلات، ولا أحد يتدخل. وإذا حاول أي شخص فعل شيء، فقد يواجه انتقامًا، لذلك ليس لدى الصينيين خيار سوى التحمل. الدول الغربية مختلفة؛ فالجميع يحميهم القانون. فإذا كان كلبكَ ينبح كثيرًا في منتصف الليل، على نحو يزعج راحة جيرانك، فسوف يقدمون شكوى ضدكَ. إن ما تفعله يؤثر على حياة الآخرين الطبيعية، وقد خالفتَ التنظيمات القانونية، ومن حقهم استخدام القانون كسلاح لتقديم شكوى ضدكَ. يوجد أيضًا أناس يواصلون أعمال البناء حتى الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة ليلًا، ما يؤثر على راحة جيرانهم ويؤدي إلى شكاوى. ثم تأتي الشرطة لتفرض غرامة وتحذرهم من إصدار ضوضاء خلال الساعات المحددة. ويفتقر بعض الناس حتى إلى الوعي بنظافة البيئة، فيلقون القمامة ويتركونها متناثرة في جميع أنحاء الشوارع. تتميز الدول الديمقراطية الغربية بالنظام الفائق. فلدى السكان أوقات محددة لإلقاء القمامة، وتأتي شاحنات القمامة في أيام محددة لجمعها. وبعد جمع القمامة، تظل الشوارع نظيفة. أما أولئك الذين لا يفهمون هذا فقد يلقون القمامة، وهو ما يعتبر أيضًا مخالفة للتنظيمات. هذا يؤثر على الصحة العامة ومظهر المدينة، لذلك قد تُقدَّم شكاوى ضدهم. كثيرًا ما تُقدَّم شكاوى ضد الصينيين الذين لا يتبعون القواعد عند العيش في الخارج. وبعد الإبلاغ عنهم عدة مرات، تتكون لديهم آراء حول الغربيين، فيقولون: "الغربيون يحبون تقديم الشكاوى؛ إنهم يقدمون شكاوى بشأن كل صغيرة وكبيرة"، وأقول ردًا على هذا: "لقد قدموا شكاوى ضدكَ في أمور كثيرة، وأنتَ لم تتأمل في نفسكَ بل تلومهم على تقديم الشكاوى. هل كانوا على حق في تقديم الشكاوى إذن؟ هل كانت الأشياء التي فعلتَها صحيحة أم لا؟" لقد كانوا على حق تمامًا في تقديم تلك الشكاوى؛ لقد أضررتَ بمصالحهم وأثرتَ على حياتهم، فلماذا لا يقدمون شكوى ضدكَ؟ يحدث ذلك للحفاظ على النظام الاجتماعي وهو يثبت أن هذا البلد يحكمه القانون؛ فالجميع يحميهم القانون، والقانون في هذا البلد ليس للعرض فقط؛ بل يمكن للجميع استخدام القانون كسلاح لحماية حقوقهم ومصالحهم. إنهم يقدمون شكاوى ضدكَ لأنكَ لا تفهم القانون وخالفتَ الأنظمة المحلية. ينبغي عليكَ أولًا أن تتعرف على التنظيمات المحلية وتتصرف وفقًا للقوانين واللوائح؛ وحينها، هل تظن أنهم سيظلون يقدمون شكاوى ضدكَ؟ (لن يقدموا الشكاوى بعدها). فلماذا لا يقدم الصينيون شكاوى أبدًا، مهما بلغت خطورة الأمر؟ (لقد قمعتهم الحكومة لفترة طويلة جدًا. إنهم لا يجرؤون على تقديم الشكاوى. كما أن الصينيين ليس لديهم أي مفهوم للدفاع عن حقوقهم). الصين ليست دولة يحكمها القانون. إنها لا تُحكَم وفقًا للقانون. قوانين الصين ليست سوى واجهة، وتقديم شكوى هناك هو أمر لا جدوى منه. إذا قدمتَ شكوى، وكان الطرف الآخر يتمتع بالسلطة والنفوذ، فقد يلاحقونَكَ. وإذا لم يكن لديكَ نفوذ، فلن تجرؤ حتى على تقديم شكوى؛ فتقديم شكوى يمكن أن يجلب لكَ المتاعب بسهولة. لذا، عندما يواجه الصينيون الاضطهاد – لا سيما في حالات القتل – فمهما كان الموت ظالمًا، يُسوَّى الأمر ببساطة بشكل شخصي إذا دفع الجاني بعض المال. لماذا لا يرفع أفراد عائلة الضحية دعوى قضائية؟ إنهم يعلمون أنهم لن يفوزوا أبدًا؛ سيكلفهم الأمر الكثير من المال، ومع ذلك لن ينالوا العدالة، ولن يُقدَّم الجاني إلى العدالة، لذلك يختارون عدم متابعة الأمر قانونيًا وبدلًا من ذلك يسوونه بشكل شخصي. قوانين الصين ليست إلا واجهة؛ فالصين ليست دولة يحكمها بالقانون، ولا يوجد فيها مجال لطلب العدالة. رفع دعوى قضائية هو أمر لا طائل من ورائه. لذا، أيًا كانت المواقف غير القانونية التي يواجهها الصينيون، فإنهم لا يجرؤون على تقديم الشكاوى. هذا لأن الحزب الشيوعي الصيني لا يفعل شيئًا سوى ارتكاب الآثام، وهو غير عقلاني، ولا يحكم وفقًا للقانون. في الصين، ما دام المرء شخصًا عاديًا، فمهما كانت خطورة القضية التي يواجهها، فإنها لا تُعتبر مسألة تثير القلق في نظر الحزب الشيوعي الصيني؛ ولن يعالجها أحد. فأمور مثل التأثير على راحة الآخرين، أو حتى حالات السرقة والنهب والسطو، هي ببساطة أمور لا يعتبرها الحزب الشيوعي الصيني قضايا. أما في الدول الغربية، فالأمر مختلف. الغرب لديه نظام ديمقراطي وهو مجتمع يحكمه القانون؛ فما دامت راحة شخص ما قد تأثرت، فستُقدَّم شكوى، وستأتي الشرطة للتحقيق في الأمر ومعالجته. الغربيون لديهم هذا الوعي القانوني ولا يفعلون مثل هذه الأشياء الحمقاء؛ فقط أولك الذين يأتون من الخارج ولا يفهمون القواعد هم من يفعلون هذه الأشياء الحمقاء. عندما يبدأ الصينيون العيش خارج البلاد للمرة الأولى، غالبًا ما يتلقون شكاوى. وبمرور الوقت، يتعلمون القوانين والتنظيمات المحلية ولا يعودون يجرؤون على القيام بأشياء تخالف القانون أو تزعج الآخرين. لذا، ينبغي للقادة والعاملين تنظيم الإخوة والأخوات لتعلم مختلف قوانين وتنظيمات البلد الذي يوجدون فيه. وأيًا كان ما ينوون القيام به، فيجب عليهم أولًا استشارة القانون؛ وحتى لو كان الأمر يتعلق بتربية الدجاج أو الخنازير في فنائهم الخاص، فينبغي عليهم أولًا التحقق من التنظيمات الحكومية. يمكنهم البحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت أو استشارة الإخوة والأخوات المحليين، وبهذه الطريقة يجدون إجابات دقيقة. في جميع الأمور في مختلف الدول الغربية، يكون لدى الحكومة تنظيمات محددة. على سبيل المثال، في مجال البناء، توجد تنظيمات بشأن مدى ارتفاع المقابس الكهربائية عن الأرض ومدى تباعد كل مقبس عن الآخر. توجد أيضًا مقاييس محددة لسمك درابزين السلالم وعرض قوائم السلالم. وتخضع كل خطوة من خطوات البناء للتفتيش من قبل موظفي الحكومة، لذا فإن حالات المباني التي تخالف قوانين البناء أو البناء غير المنظم نادرة. فإذا أراد السكان بناء منزل أو سقيفة أدوات أو مخزن صغير في فنائهم، فيجب عليهم الحصول على موافقة الحكومة. وإذا أرادوا تربية الدجاج أو البط، فهناك تنظيمات حول مدى بعد السياج عن ممتلكات جيرانهم. حتى لو لم يفهم القادة والعاملون هذه القوانين والتنظيمات، فإذا كان عمل الكنيسة يتضمن هذه الأمور، فيجب على القادة والعاملين الانتباه إليها. ينبغي عليهم أولًا استشارة القوانين المحلية والتنظيمات الحكومية؛ فالوضوح بشأن هذه الأمور مفيد لأداء واجبنا. فعلى الرغم من أن المسائل القانونية لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالعمل الداخلي للكنيسة، فإن توفير المعرفة القانونية الأساسية للجميع يظل أمرًا مفيدًا. فعلى أقل تقدير، يمكنهم اكتساب بعض المعرفة، وفهم بعض القواعد، وتعلم كيفية العيش بشكل صحيح، وتحقيق شبه الإنسانية. وإضافة إلى ذلك، ينبغي للقادة والعاملين عقد شركة مع أولئك المسؤولين عن الشؤون الخارجية، ومساعدتهم على تنمية الوعي القانوني. فيما يتعلق بالأمور البسيطة، ليس من الضروري استشارة محامٍ؛ فهم يحتاجون فقط إلى فهم التنظيمات المحلية واتباعها بصرامة. أما بالنسبة للمسائل الكبرى، فينبغي عليهم استشارة محامٍ لاكتساب فهم للقوانين المحلية. باختصار، أيًا كان العمل الذي يتم القيام به، يجب أن تمتثل جميع الإجراءات للقوانين والتنظيمات. الممارسة بهذه الطريقة لفترة من الزمن ستسمح للناس باختبار أهمية اتباع القوانين والتنظيمات، وسوف يتبعون القواعد عند القيام بالأشياء. هذا مفيد أيضًا لعمل الكنيسة.

ج. مبادئ يجب اتباعها عند إرسال أشخاص للتبشير بالإنجيل

من جوانب حماية سلامة من يقومون بواجبات مهمة، يوجد عمل آخر يجب على القادة والعاملين الاهتمام به، وهو ضمان سلامة من يخرجون لأداء واجبهم. ما المبادئ التي ينبغي اتباعها عند إرسال الناس للقيام بواجبهم ميدانيًا؟ أولًا، يجب مراعاة عمر الشخص وجنسه، وكذلك بصيرته وخبرته في الحياة؛ فلا يمكن للقادة والعاملين أن يكونوا مشوشي الذهن أو غير مبالين في هذا الشأن. على سبيل المثال، إذا كنتَ ترسل عاملين للإنجيل للتبشير بالإنجيل في مكان غير مألوف، فأي نوع من الناس سيكون مناسبًا لإرساله؟ (أناس لديهم بعض البصيرة والحكمة). إذا لم يكن لدى كنيسة معينة العديد من الأشخاص المناسبين، وكان معظمهم من الشباب الذين يفتقرون إلى خبرة الحياة والبصيرة، والذين لا يعرفون كيفية التعامل مع المواقف – خاصة المشكلات الصعبة – عندما يواجهونها، والذين يتحدثون بلا مبادئ، ويفتقرون أيضًا إلى الحكمة، فلن يتمكنوا من القيام بالعمل. وإذا أُرسل مثل هؤلاء الأشخاص، فلن يكونوا غير قادرين على حل المشكلات فحسب، بل من المرجح أيضًا أن يؤثروا على العمل سلبًا ويؤخروه. لذا، عند إرسال الناس للخروج والقيام بواجبهم، فمن الضروري اختيار أولئك الذين لديهم إنسانية ناضجة وحكمة؛ فهؤلاء الأشخاص وحدهم هم المناسبون. وإذا لم يكن هناك عدد كافٍ من الأشخاص المناسبين، فليتعاون الشباب مع كبار السن للخروج والقيام بواجبهم. على سبيل المثال، افترض أن هناك أختًا شابة تبلغ من العمر حوالي 25 أو 26 عامًا، وهي – برغم إيمانها بالله لفترة طويلة، وامتلاكها للإيمان والقامة، وقيامها بواجبها لفترة طويلة – لا تعرف كيفية الحفاظ على سلامتها إذا أُرسلت لأداء واجبها في مكان غير مألوف؛ في مثل هذه الحالة، سيكون من الضروري إيجاد أخ أو أخت محلي لديه خبرة في المجتمع للتعاون معها في القيام بالواجب. بالطبع، إذا كان موقع الواجب منطقة مألوفة أو مكانًا توجد فيه كنيسة بالفعل، فيمكن للإخوة والأخوات الشبان الذهاب. ولكن، إذا كان الناس سيذهبون إلى مكان غير مألوف – لا سيما إذا كان يتسم بضعف الأمن العام – للتبشير بالإنجيل أو القيام بأعمال أخرى، فيجب مراعاة سلامتهم الشخصية. بالنسبة للقادة والعاملين، أيًا كان من يرسلونه للخروج والقيام بالعمل، فإن السلامة هي الاعتبار الأول. وإذا لم يكن واضحًا أي نوع من الأشخاص هم المستهدفون المحتملون بالإنجيل، أو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد يفعلون أشياء غير لائقة، فيجب توخي الحذر عند إرسال الناس للتبشير بالإنجيل. في الماضي، سمعت أن بعض القادة والعاملين كانوا يرسلون في كثير من الأحيان أخوات شابات – أعمارهن بين 18 أو 19 عامًا، أو في أوائل العشرينيات من العمر – إلى أماكن غير مألوفة للتبشير بالإنجيل، وورد أن بعض الحوادث المؤسفة قد وقعت. وبغض النظر عما حدث بالفعل، فقد كان الأمر في النهاية مرتبطًا بعدم دقة القادة والعاملين في اعتباراتهم عند القيام بالعمل. ينبغي للقادة والعاملين أن يأخذوا هذه العوامل في الاعتبار في عملهم وألا يكلفوا بشكل عرضي أخوات أو إخوة صغار السن جدًا بالذهاب إلى أماكن غير مألوفة وخطيرة للقيام بواجبهم. كان ثمة قائد رتب ذات مرة لأختين، تبلغان من العمر 18 أو 19 عامًا، للذهاب للتبشير بالإنجيل. وعندما قال أحدهم إنهما صغيرتان جدًا وغير مناسبتين لهذا، وجد القائد أختًا تبلغ من العمر 21 عامًا للذهاب بدلًا منهما، مفكرًا: "لقد قلتَ إن 19 عامًا صغير جدًا، لذلك وجدت شخصًا يبلغ من العمر 21 عامًا. هذا سن أكبر، أليس كذلك؟" ما كان مستوى قدرات هذا القائد؟ ألا ينم هذا عن فهمٍ محرَّف لديه؟ (بلى). هل كان يمكن أن تكون لديها خبرة في الحياة لمجرد ونها أكبر بسنتين فحسب من 19 عامًا؟ هل كان يمكن أن تكون لديها خبرة في المجتمع؟ عند مواجهة الصعوبات أو المواقف الخطيرة، ألن ينتهي بها الأمر بالبكاء؟ على الرغم من أنها كانت أكبر بسنتين، فمن حيث العمر، كانت لا تزال صغيرة جدًا وغير قادرة على الاضطلاع بهذا العمل. على أقل تقدير، من الضروري العثور على أخ أو أخت في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، أو في الخمسينات أو الستينات من العمر؛ فهم أكبر سنًا ولديهم خبرة في المجتمع؛ وعند مواجهة المواقف، ستكون لديهم الحكمة للتعامل معها، على نحو يمنع وقوع أي مواقف خطيرة. لم ير الشباب أو يختبروا العديد من الأشياء ولا يعرفون كيفية التعامل معها؛ وعند مواجهة الخطر، قد لا يدركونه حتى، ما يسهل وقوع الحوادث. أما كبار السن – فلكونهم قد شهدوا المزيد من الخبث في هذا المجتمع وهذه البشرية – فإنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر حذرًا من الناس. وبناءً على خبرتهم في المجتمع ومعرفتهم من الحياة الواقعية، يمكنهم إصدار بعض الأحكام المعقولة حول نوع الخطر الذي قد ينشأ في مواقف معينة، ومدى ارتفاع مستوى الخطر، وأي الأفراد هم أشرار، وأنواع الأشياء التي قد يفعلها بعض الناس. وعند مواجهة مواقف خطيرة، تكون لديهم أيضًا الحكمة للنجاة من الخطر. أما الشباب، من ناحية أخرى، فيفتقرون إلى الخبرة. وعند مواجهة المواقف، لا يمكنهم إدراك العواقب الخطيرة المحتملة. لذا، عندما يتعلق الأمر بقضايا السلامة، يكون كبار السن أكثر دقة في اعتباراتهم من الشباب. وعندما يرتب القادة والعاملون للناس للخروج والقيام بواجبهم، ينبغي عليهم مراعاة الظروف المحلية وترتيب أن يتعاون الأشخاص الأكبر سنًا نسبيًا الذين لديهم بعض الحكمة والخبرة مع الشباب للقيام بالواجب. يجب على القادة والعاملين أن يكونوا دقيقين في اعتباراتهم لهذه الأمور.

أيًا كان البلد الذي يُؤدَّى فيه عمل الكنيسة، فإن ضمان سلامة الذين يقومون بواجباتهم هو بند عمل يجب على القادة والعاملين أن يولوه اهتمامًا وثيقًا. وأيًا كان الشخص الذي يُرسَل للقيام بأي عمل، فيجب أن يتمتع بمستوى قدرات معين وببعض المقدرة ليكون مؤهلًا للعمل وبحيث يمكن ضمان سلامته؛ وبصفة خاصة، ينطبق هذا أكثر على المناطق أو البلدان التي تتسم بأمن عام متردي. ينبغي على القادة والعاملين أن ينظروا إلى سلامة أولئك الذين يقومون بواجبهم على أنها الاعتبار الأول، وألا يتجاهلوها بلا اهتمام. يقول بعض الناس: "لا بأس. ما نفعله هو أننا نؤدي واجباتنا في بيت الله؛ لدينا حماية الله، لذا لن يموت أحد. ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟" هل من الصواب أن يقولوا هذا؟ (لا). لمَ لا؟ (التحدث بهذه الطريقة ينُم عن عدم المسؤولية، كما أن وجهة النظر هذه بعيدة كل البعد عن الواقع). ينبغي على الناس أن يبذلوا قصارى جهدهم لتتميم المسؤوليات التي يمكنهم تتميمها، وأن يهتموا بما يمكنهم التفكير فيه؛ فلا ينبغي لهم أن يمتحنوا الله، أو يقامروا بسلامة الإخوة والأخوات. الله قادر على حماية الناس، ولكن إذا لم تعالج المشاكل التي أنت قادر على التفكير فيها، واستخدمت سلامة الإخوة والأخوات كرهان لامتحان الله، فإن الله سيكشفك؛ فمن جعلك بهذا الغباء الشديد لترتكب مثل هذه الحماقات! لذلك، لا ينبغي للقادة والعاملين استخدام هذا النوع من الكلام كذريعة للقيام بأشياء غير مسؤولة؛ إن ضمان سلامة أولئك الذين يقومون بواجباتهم هو مسؤوليتك، وينبغي عليك أن تتمم مسؤوليتك. وبعد الاهتمام بكل ما أنت قادر على التفكير فيه والقيام به، فإن ما لم تضعه في اعتبارك، وكيف سيتصرف الله في هذا الشأن، فهذا أمر يخص الله وحده ولا علاقة لك به. بعض الناس يُلقون بكل المسؤولية على عاتق الله بلا تفكير أو تمييز، قائلين: "الله مسؤول عن سلامة الناس، ولا داعي لأن نخاف؛ يمكننا التبشير بأي طريقة نشاء. مع الله، الكل حر ومتحرر؛ لا داعي لأن نقلق بشأن هذه الأمور!" هل هذا النوع من العبارات صحيح؟ (كلا). وفقًا لهذا النوع من العبارات، لا يحتاج الناس إلى طلب المبادئ عندما تحدث الأمور؛ ولو كان الأمر كذلك، فما فائدة الحق الذي عبَّر عنه الله؟ سيكون عديم الفائدة. على مر هذه السنين، تكلَّم الله بصبر وعناء بكلمات كثيرة للغاية لتعليم الناس، بهدف تمكين شعبه المختار من معرفة كيفية البقاء، وكيفية السعي إلى الحق، وكيفية السلوك في هذا العالم الشرير ووسط هذه البشرية الشريرة، وذلك بهدف التوافق مع مقاصد الله. ليس لكي تمتحنَ الله، ولا لكي تتصرف كيفما تشاء وفقًا للكلمات والتعاليم وبدون مبادئ. لكي يقوم القادة والعاملون بعمل جيد في عمل التبشير بالإنجيل، يجب عليهم أولًا وقبل كل شيء ضمان سلامة الناس. ومن أجل القيام بذلك، يجب عليهم أولًا معرفة واستيعاب الظروف المحددة لأولئك الذين يقومون بواجبهم، وإرسال الأشخاص المناسبين، وفهم ما يجب القيام به في مختلف المواقف لضمان سلامة الناس. إذا كان مكان ما فوضويًا للغاية، وليس لأحد معارف هناك، ولا يمكن ضمان سلامة من يذهب إلى هناك للتبشير بالإنجيل، فلا ترسلوا الناس إلى هناك في الوقت الحالي؛ لا تُقدموا على هذه المخاطرة، ولا تقدموا تضحيات غير ضرورية. أيًا كان الواجب الذي يتم القيام به أو العمل الذي يُضطَلَع به، فإنه لا يتطلب منك أن تخوض غمار العالم المجهول أو تخاطر بحياتك، كما أنه لا يتطلب منك أن تقامر بسلامتك أو بحياتك. بطبيعة الحال، في بيئة الصين، خوض المخاطر للقيام بالواجب هو أمر لا مفر منه. الحكومة تضطهد أولئك الذين يؤمنون بالله، وحتى مع علمك التام بوجود الخطر، يجب عليك أن تظل تؤمن بالله، وتتبع الله، وتقوم بواجبك؛ لا يمكنك أن تنبذ واجبك، ولا يمكن إيقاف أي عمل. الأوضاع مختلفة تمامًا في البلدان الخارجية؛ فبعضها دول استبدادية تشبه الصين، بينما يتمتع البعض الآخر بأنظمة ديمقراطية. في البلدان ذات الأنظمة الديمقراطية، يمكن لعمل التبشير بالإنجيل أن يمضي بسلاسة، ويمكن أيضًا تنفيذ مختلف بنود العمل بسلاسة أكبر. لكن في بعض البلدان ذات الخصائص الاستبدادية، يكون الناس همجيين ورجعيين، وليس من السهل عليهم قبول الطريق الحق. عندما يُبشَّر لهم بالإنجيل، فإنهم لا يكتفون بعدم البحث والتحقق منه، بل يمكنهم إدانته بشكل أعمى، وقد يبلغون الشرطة بالوضع. في مثل هذه الحالات، لا ترسلوا الناس للتبشير بالإنجيل هناك؛ بل اختاروا أماكن يمكن ضمان السلامة فيها لتنفيذ العمل. هذه كلها أمور ينبغي على القادة والعاملين أن يفكروا فيها بعناية. على سبيل المثال، في بلدان مثل ماليزيا أو إندونيسيا أو الهند، التي لديها خلفيات دينية معقدة للغاية، تتمتع طوائف دينية معينة بنفوذ كبير وتسيطر على المجتمع بأسره، لدرجة أن الحكومات نفسها تخضع لنفوذ هذه الأديان. في مثل هذه البلدان إذًا، لا ترسلوا أشخاصًا إضافيين للتبشير بالإنجيل هناك؛ يكفي أن تقوم الكنائس المحلية فقط بالتبشير بالإنجيل. وفي بعض البلدان، يختلف الوضع باختلاف الولايات أو المقاطعات، وتختلف القوانين والتنظيمات المحلية عن القوانين والتنظيمات الوطنية. على سبيل المثال، تتمتع مناطق معينة بخلفيات دينية خاصة، وفي تلك المناطق، تتحد الكنيسة والدولة. وفي بعض الحالات، يتمتع القادة الدينيون بسلطة أكبر من المسؤولين الحكوميين المحليين ويمكنهم انتهاك بعض السياسات الوطنية علنًا. إذا بشرتَ بالإنجيل في مثل هذه المناطق، فستكون هناك مخاطر محتملة على السلامة. لا تقتصر هذه المخاطر المحتملة على اختلاق الشائعات عنك أو طردك؛ بل يمكنهم أيضًا اعتقالك وحبسك دون توجيه اتهام، وحتى إخضاعك للتعذيب، أو إعاقتك، أو قتلك، ولن تتدخل الحكومة. في الواقع، قادة معظم الطوائف الدينية يكرهون الأديان الخارجية. فنظرًا لأن نفوذهم كبير للغاية وهم غير مقيدين بالقانون على الإطلاق، فلا يجرؤ أحد على محاسبتهم مهما كانت وحشية اضطهادهم للعاملين للإنجيل، وحتى المسؤولون الحكوميون المحليون غير مستعدين للإساءة إليهم. فما إن تبدأ التبشير بالإنجيل في أراضيهم، يمكنهم تعذيبك كيفما يشاؤون. لذا، يجب أن يكون القادة والعاملون حذرين للغاية عند إرسال الناس للتبشير بالإنجيل في مكان ما. أولًا، يجب عليهم التحقيق في وضع ذلك المكان والتعرف عليه: ما إذا كانت هناك حرية اعتقاد، وما مدى نفوذ القوى الدينية، وما العواقب التي قد تترتب على الإبلاغ عن المبشرين بالإنجيل هناك. يجب فهم هذه الأمور بوضوح قبل تحديد ما إذا كان ينبغي إرسال الناس إلى هناك أم لا. إذا تقرر بعد التعرف على مكان ما أنه غير مناسب للتبشير بالإنجيل، فلا يُسمح لأحد بإرسال الناس إلى هناك للتبشير. هذا أيضًا جزء من العمل الذي ينبغي القيام به لضمان سلامة العاملين للإنجيل. بعض القادة والعاملين لديهم فهم محرَّف، فيقولون: "لا بأس؛ سيحمينا الله. كلما كانت اللقمة أصعب في المضغ، ينبغي أن نمضغها أكثر. يوجد الكثير جدًا من المؤمنين بالرب في ذلك المكان، فلماذا لا نذهب للتبشير بالإنجيل هناك؟" فيقول لهم أحدهم: "توجد سجون خاصة هناك. إذا ذهبنا إلى هناك للتبشير بالإنجيل، فلن نُحتَجَز فحسب، بل قد نموت هناك. لا يمكننا الذهاب!" فيفكر أولئك القادة الكذبة الحمقى في الأمر قائلين: "لدى التنين العظيم الأحمر سجون كثيرة للغاية، لكننا لا نخشاه؛ فلماذا إذن نخشى حفنة من السجون الخاصة هناك؟ يمكن للسجون أن تحبس أجسادنا ولكن لا يمكنها أن تحبس قلوبنا! لا تخافوا، اذهبوا فحسب!" ومن ثم يرسلون موجة تلو الأخرى من الناس، وفي النهاية، لا يعود منهم أحد؛ لقد احتُجزوا جميعًا. وحينها يُصاب القادة الكذبة بالذهول. ما المشكلة هنا؟ (مثل هؤلاء القادة الكذبة حمقى). مثل هؤلاء القادة الكذبة أوغاد؛ إنهم غير مسؤولين، يرسلون الناس إلى فكي الخطر. لماذا لا يذهبون بأنفسهم؟ بما أنهم لا يخشون الخطر، فينبغي أن يذهبوا أولًا. إذا ذهبوا، وعادوا سالمين، وربحوا أناسًا، فيمكن للآخرين أن يذهبوا بعدهم. مهما كان الأمر، يجب ضمان سلامة الناس في التبشير بالإنجيل. لا تخاطروا على الإطلاق في المناطق التي يكون فيها التبشير بالإنجيل خطيرًا وغير مناسب. لا تفترض أن أي مكان خارج بر الصين الرئيسي آمن؛ هذا وهم وفهم محرَّف. لا يفكر بهذه الطريقة إلا الجهلة؛ فأمثال هؤلاء الناس لا يفهمون عن هذا العالم إلا القليل جدًا! لا تفترض أنه نظرًا لأن معظم الدول الغربية تتمتع بحرية الاعتقاد ويوجد بها عدد كبير نسبيًا من المؤمنين بالرب، فيمكنك أن تبشر بالإنجيل علنًا وأن تعبر علنًا عن مختلف التصريحات التي تكشف مدى ظلام وشر العالم الديني؛ إذا فعلتَ ذلك، فستكون العواقب لا يمكن تصورها. يجب أن تفهم أنك عند التبشير بالإنجيل، سواء للمتدينين أو لغير المؤمنين، فإنك تواجه البشرية الفاسدة، البشرية التي تقاوم الله. لا تفكر في هذا الأمر على نحو مفرط في التبسيط.

إذا أراد القادة والعاملون ضمان سلامة العاملين للإنجيل، فيجب عليهم دراسة جميع جوانب المسألة دراسة شاملة، وفي حال ظهور أي مشكلة، ينبغي التعامل معها على الفور، وبعد ذلك، ينبغي تلخيص الخبرات والدروس المستفادة لإيجاد مبادئ الممارسة ومسارها، وتحديد كيفية الممارسة بعد ذلك؛ هذا أيضًا بند عمل مهم يجب القيام به. توجد بعض الأمور التي لم يفكر فيها القادة والعاملون أو يواجهوها من قبل؛ بعد ظهور المشكلات، ينبغي عليهم أن يلخصوا: "هل لا يزال ينبغي أن نذهب إلى ذلك النوع من الأماكن؟ هل طريقة إرسال الناس هذه صحيحة؟ هل ينبغي علينا تعديل الخطط، أو الاستراتيجية، أو الاتجاه للخطوات التالية في التبشير بالإنجيل أو القيام بأي عمل مهم آخر؟" في عملية التلخيص المستمرة، ينبغي على القادة والعاملين أن يحددوا تدريجيًا أساليب ومبادئ العمل، بحيث كلما زاد قيامهم بالعمل، كان أكثر تحديدًا ووصل إلى المعيار المنشود، مع حدوث طوارئ أقل، أو عدم حدوث طوارئ على الإطلاق، أو حتى دون تعريض الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة لأي مخاطر. لتحقيق هذه النتيجة، ينبغي على القادة والعاملين أن يلخصوا الاختبارات كثيرًا وأن يكتسبوا فهمًا لمختلف البيئات والمواقف التي تتم مواجهتها في مختلف المناطق عند التبشير بالإنجيل. كلما زادت المعلومات التي يحصلون عليها وزادت دقتها، زادت دقة المبادئ والخطط للتعامل مع الأمور، ما يحقق في النهاية نتيجة ضمان سلامة الناس. وبهذه الطريقة، يمكن ضمان سير عمل التبشير بالإنجيل بطريقة منظمة.

3. كيفية التعامل مع القادة والعاملين الذين لا يهتمون بعمل السلامة

بعض القادة والعاملين لديهم مستوى قدرات ضعيف ويفتقرون إلى حس المسؤولية؛ إنهم غير قادرين على القيام بعمل حقيقي وهم أيضًا أكثر كسلًا من أن يقوموا بعمل حقيقي. في المناطق التي هم مسؤولون عنها، يواجه أولئك الذين يقومون بواجبات مهمة مخاطر تتعلق بالسلامة بشكل متكرر، ما يتطلب منهم الانتقال أو تغيير مساكنهم، ما يجعلهم غير قادرين على القيام بواجبهم بطمأنينة. حتى الأمور التي لا ينبغي أن تحدث، تحدث بشكل متكرر. على سبيل المثال، يجد أحد القادة أو العاملين منزل استضافة يقع في منطقة منخفضة. وعندما يُتوقع هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات، وخوفًا من غمر المنزل بالمياه، يحتاج الإخوة والأخوات المقيمون هناك إلى الانتقال مسبقًا؛ آخذين معهم معدات العمل، والقدور، والمقالي، وكل شيء آخر، ويستمرون في الانتقال لمدة يومين متتاليين. هذا يجعل الجميع منهكين للغاية، ورؤوسهم مطأطئة في يأس. يقولون: "إننا ننتقل كل بضعة أيام، دائمًا هاربون. متى سينتهي هذا؟ ألا يمكننا العثور على منزل آمن وموثوق حيث يمكننا القيام بواجبنا بشكل طبيعي؟" لا يستطيع مثل هؤلاء القادة والعاملين حتى تحمل هذا القدر الضئيل من العمل؛ فالإخوة والأخوات تحت قيادتهم لا يستطيعون أن يأكلوا أو يناموا جيدًا، وليس لديهم أماكن إقامة مناسبة. دائمًا ما تكون ظروفهم المعيشية مؤقتة، والجميع مستعدون للفرار من كارثة في أي وقت. فما إن ينتهوا من استخدام أغراضهم اليومية، يقومون بحزمها بسرعة، لأنه في أي لحظة قد ينشأ موقف يُعلَن فيه عن فحص لتسجيل المنازل. في الواقع، الجميع يعلم أن هذا يعني البحث عن أولئك الذين يؤمنون بالله، لذلك يجب أن يكونوا مستعدين للانتقال في أي وقت. وبالتالي، فإن أولئك الذين يقومون بالواجب دائمًا ما يكونون خائفين وليس لديهم أي شعور بالأمان. ألا يؤثر هذا على نتائج واجبهم؟ أليس هذا مرتبطًا بالعمل الذي يقوم به القادة والعاملون؟ (بلى). كيف يقومون بهذا العمل؟ (إنهم يقومون به بشكل سيئ، ولا يتممون مسؤوليتهم). بعض القادة والعاملين لا يتحلون بالمسؤولية ويفتقرون إلى التفاني. هم أنفسهم ليس لديهم معايير عالية لظروف المعيشة؛ فما دام هناك مكان يحميهم من الرياح والأمطار، فهذا يكفي. لذا فإنهم أيضًا لا يبذلون كل جهد ممكن لإيجاد مكان آمن ومستقر يعيش فيه الإخوة والأخوات. بعض القادة والعاملين لديهم مستوى قدرات ضعيف؛ إنهم لا يعرفون أي نوع من البيئة هادئ ومناسب للعيش، أو مناسب للإخوة والأخوات للقيام بواجبهم. إنهم يستأجرون منزلًا منخفضًا لا يرغب أي شخص آخر في استئجاره، وبعد أن ينتقل الإخوة والأخوات إليه، يصابون في غضون أيام قليلة بالإكزيما، ويشعرون بالحكة في جميع أنحاء أجسادهم. ما الذي يحدث؟ المنزل رطب للغاية، والماء يتسرب من الأرض. هل يمكن لأحد أن يعيش في مثل هذا المكان؟ لا يستطيع مثل هؤلاء القادة والعاملين حتى حل هذه المشكلة، ولا يمكنهم إيجاد منزل مناسب للقيام بالواجب؛ أي نوع من مستوى القدرات هذا؟ ويستأجر بعض القادة والعاملين الآخرين منازل يتسرب منها المطر باستمرار، وتدخلها تيارات الهواء، وليس بها عزل للصوت، أو تفتقر إلى الإنترنت أو الماء أو الكهرباء؛ كيف يمكن لأي شخص أن يعيش هناك؟ إنهم يتجاهلون المنازل الجيدة ويصرون على استئجار هذه المنازل المعيبة؛ ألا يعيق هذا الأمور؟ على الرغم من أن الإخوة والأخوات لا يقاسون المشاق في العراء، فإن العديد من المرافق الأساسية في المنزل مفقودة؛ سيكون من الأفضل لهم أن يعيشوا في خيمة. وحتى لو كان معظم الإخوة والأخوات معتادين على المشقة، ويشعرون أن تحمل هذا المستوى من المشقة ليس بالأمر الجلل، ويمكنهم تحمله، ألا يؤثر التعرض المستمر لمثل هذا العذاب كل بضعة أيام على أدائهم لواجبهم؟ لذا، إذا كان القادة والعاملون لديهم مستوى قدرات ضعيف ويفتقرون إلى حس المسؤولية، فلا يمكنهم تحمل هذا العمل؛ ينبغي عليهم الاستقالة فورًا والتوصية بشخص يمكنه القيام بهذا العمل بشكل جيد لتولي المسؤولية، حتى لا يؤثروا على حياة غالبية الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة وأدائهم لواجبههم. لا يتطلب ترتيب أماكن إقامة لأولئك الذين يقومون بواجبات مهمة دراسة كل جانب من جوانب المسألة، ولكن يجب على الأقل ضمان البيئة المعيشية الأساسية. فقط عندما يكون هذا الأمر مضمونًا، لن يتأثر عمل الكنيسة سلبًا. هل هذا العمل يسهل القيام به؟ (نعم). من السهل القول إنه سهل القيام به، ولكن إذا كان القادة والعاملون أناسًا مشوشين ذوي مستوى قدرات ضعيف ويفتقرون إلى أي حس بالمسؤولية، فلا يمكنهم ببساطة القيام به. عندما لا يستطيع القادة والعاملون القيام بهذا العمل أو لا يستطيعون القيام به جيدًا، ينتهي الأمر بالكثير من الناس بمعاناة العواقب، ويعيشون كل يوم وكأنهم يفرون من مجاعة؛ فكيف يمكنهم القيام بواجبهم بهذه الطريقة؟ بعض القادة الكذبة لا يفهمون مبادئ الحق ولكنهم لا يزالون يحبون أن يكونوا في دائرة الضوء. إنهم لا يستطيعون القيام بالعمل بشكل جيد لكنهم يرفضون التنحي، ويتشبثون بمنصبهم ولا يغادرون. كيف ينبغي التعامل مع مثل هؤلاء القادة؟ (ينبغي إعفاؤهم). إعفاؤهم أمر سهل؛ المشكلة هي ما إذا كان هناك شخص أفضل لتولي عملهم. إذا لم يكن هناك، فهل يمكنكم الاضطلاع بهذا العمل؟ هل يمكنكم ضمان أن يكون لدى الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة بيئة معيشية مستقرة؟ إذا لم يتمكن شخص واحد من التعامل مع الأمر، فهل يمكن لثلاثة أو خمسة منكم التعاون معًا للقيام بهذا العمل؟ إذا كنتم أيضًا لا تستطيعون إدارة هذا العمل؛ إذا كنتم لا تستطيعون حتى القيام بمثل هذه المهمة البسيطة، وكنتم غير قادرين حتى على ضمان بيئة معيشية أساسية؛ فيجب عليكم إذن أن تتحملوا مؤقتًا المزيد من المشقة والمعاناة. إذا كان لا يزال بإمكانكم المثابرة في القيام بواجبكم، ورأى الله أن عزمكم على تحمل المشقة ثابت بما فيه الكفاية، وأرسل شخصًا يتعامل مع الأمور بشكل موثوق ويمكنه حل المشكلات للقيام بالعمل، فإن أيام معاناتكم ستنتهي وستحل محلها أوقات طيبة. وإذا لم يأتِ شخص مثل هذا لحل هذه المشكلات، فيجب عليكم قبول قدركم؛ من المقدر لكم أن تتحملوا المشقة، ومن المفترض أن تتحملوها؛ يجب أن تهدئوا قلوبكم وتتحملوها. في الواقع، إن تحمل هذا القدر من المشقة أمر يستحق العناء؛ إنه أفضل كثيرًا من أن تكون في السجن وتعاني التعذيب. على الأقل، لا تتعرضون للتعذيب أو الاستجواب؛ ولا يزال بإمكانكم قراءة كلام الله، والقيام بواجبكم، وعيش حياة الكنيسة مع الإخوة والأخوات. وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف والنكسات والعقبات في الطريق، واضطراركم إلى الانتقال بشكل متكرر، إلا أن هذا يظل اختبارًا استثنائيًا في حياتكم يمكنكم من خلاله تعلم الدروس واكتساب شيء ما. أليس هذا جيدًا جدًا؟ (بلى). ينبغي أن يكون لدى الناس العزم على تحمل المشقة، وأن يدعوا الله يرتب الأمور كما يشاء. إذا كنتم حقًا لا تستطيعون تحمل هذه المشقة، فيمكنكم أن تصلوا إلى الله بصدق في قلوبكم: "يا الله، نطلب منك أن تنظر إلينا نحن الذين نعاني؛ كم نحن بائسون! إننا نتبعك بلا شكوى أو ندم! نطلب منك، نظرًا لإخلاصنا الثابت لك، أن تضع حدًا لهذه الحياة المليئة بالمشقة! نطلب منك أن ترسل قائدًا أو عاملًا مناسبًا ليجد لنا مكانًا مناسبًا! إننا نقاسي المشاق باستمرار في العراء، وننتقل من مكان إلى آخر كل يوم، ولا نعرف إلى متى سيستمر هذا. لا نريد أن نكون مشردين بعد الآن؛ نرجوك أن تجد لنا مسكنًا مستقرًا!" هل من المناسب الصلاة بهذه الطريقة؟ يمكنكم الصلاة بهذه الطريقة؛ بناءً على احتياجات البيئة، ينبغي عليكم الصلاة بهذه الطريقة.

إن تحمل المشقة – عند النظر إليه من زاوية أخرى – ليس بالأمر السيئ؛ فتحمل بعض المشقة يمكن أن يصقل إرادتك. ماذا يعني أن يصقل إرادتك؟ يعني أنك من خلال تحمل هذه المشقة باستمرار، تصبح متبلد الحس تجاهها ولا تعود تعتبرها مشقة؛ ومهما تحملت من مشقة بعدها، لا تعود تشعر بالألم. ولكن، عند مواجهة المواقف، يجب أن تتعلم بعض الدروس، وتكتسب بعض البصيرة، وتتعلم كيفية تمييز الناس. إذا كان قائد أو عامل لديه مستوى قدرات ضعيف للغاية ولا يستطيع حتى القيام بعمل ترتيب أماكن الإقامة بشكل صحيح، فكيف يمكنه أن يُعيل شعب الله المختار ويقوده؟ مثل هؤلاء الناس غير مناسبين ليكونوا قادة أو عاملين. بيت الله لا يفتقر إلى المال لاستئجار المنازل، وهو لا يرغب في رؤية الإخوة والأخوات باستمرار دون مكان ثابت للعيش. لا يحث بيت الله الناس إلى تحمل المشقة دائمًا أو عيش حياة صعبة كل يوم، على الرغم من أنه بالطبع لا يتجنب أن يتحمل الناس أي مشقة أيضًا. ولكن إذا لم يتمكن القادة والعاملون حتى من التعامل مع عمل ترتيب أماكن الإقامة، وكان القيام بأي شيء صحيح يمثل صراعًا حقيقيًا بالنسبة إليهم، فماذا تبقى لهم ليتفاخروا به؟ كل واحد منهم يبدو حسن المظهر، ولديه شهادات، وهو شخص ذو مكانة، ومع ذلك فإن التعامل مع هذا الأمر الصغير يمثل صراعًا كبيرًا بالنسبة إليهم. في تلك الحالة، لا يوجد ما يمكن فعله؛ لا يمكنك إلا أن تقبله من الله. هذه هي المشقة التي يجب على الناس تحملها؛ ينبغي أن تدع الله يرتب الأمور كما يشاء. هذا صحيح. ربما في يوم من الأيام، ستعقب هذه المشقة أيام أفضل، ولن تستمر هذه الحياة. أيًا كان نوع البيئة التي تعيش فيها، ينبغي أن تحافظ على موقف الخضوع وتتجنب الشكوى. فإذا كان قائد أو عامل معين غير موثوق به ولا يقوم بالعمل بشكل جيد، فلا تدع ذلك يؤثر على إخلاصك ووفائك لله، ولا تدع ذلك يؤثر على خضوعك لله وموقف الخضوع تجاه الله. بهذه الطريقة، ستكون قد وقفت بثبات في هذا الأمر. إن القادة والعاملين مجرد أناس عاديين. فإذا كان لديهم مستوى قدرات ضعيف ولا يستطيعون القيام بالعمل، أو إذا كانوا قادة كذبة لا يتممون مسؤوليتهم، فتلك مشكلتهم الشخصية ولا علاقة لها ببيت الله. ليس بيت الله هو الذي أمرهم بالتصرف بهذه الطريقة؛ إنما هم فقط انكشفوا بسبب عدم مسؤوليتهم. إنهم لا يستطيعون إكمال العمل الذي عهد به إليهم بيت الله، ومن ثم لا يمكن إلا إعفاؤهم واستبعادهم. في مثل هذه الظروف، عندما يتحمل شعب الله المختار هذه المشقة، يجب عليهم قبولها من الله وأن يدعوا الله يرتب الأمور كما يشاء. وحتى لو لم يقم القادة والعاملون بالعمل بشكل جيد أو كانت لديهم أي مشاكل، فإن حقيقة أن الله هو الحق، والطريق، والحياة لا تتغير أبدًا. لا ينبغي أبدًا أن يتغير اتباعك لله، وخضوعك لله، وقبولك لكلام الله. هذه حقائق أبدية. في أثناء قيامك بواجبك، أيًا كانت الأمور غير السارة التي تنشأ، ينبغي أن تقبلها من الله وتتعلم الدروس التي تنطوي عليها. ينبغي أن تهدئ نفسك أمام الله وتصلي إليه، وألا تدع نفسك تتأثر بالعالم الخارجي. يجب أن تتعلم التكيف مع مختلف البيئات وأن تتعلم اختبار عمل الله في جميع أنواع البيئات. بهذه الطريقة فقط يمكنك تحقيق دخول الحياة. بعض الناس لديهم قامة صغيرة؛ فعندما تنشأ المشقة، يتذمرون ويصبحون قلقين، ويشعرون بالضيق ويفقدون الإيمان بالله؛ هذا غباء وجهل شديدان! لقد كُشف القادة والعاملون الذين لا يقومون بعمل حقيقي واستُبعدوا، ولكن ما علاقة ذلك بك؟ لماذا تصبح سلبيًا وبعيدًا عن الله لمجرد أنهم رتبوا الأمور بشكل غير مناسب؟ أليس هذا تمردًا تامًا؟ (بلى). عندما يرتكب الناس خطأ، يمكنك تمييزهم ورفضهم، ولكن لا ترفض الله أو ترفض الحق. الحق ليس خطأ، والله ليس خطأ. إن مقصد الله الأصلي ليس أن يتحمل الناس مثل هذه المشقة؛ ولكن بالنسبة للبشرية الفاسدة، فإن تحمل بعض المشقة هو أمر ضروري بالفعل. إن تحمل القليل من المشقة مفيد لك؛ الفائدة هي أنك تتعلم الدروس وتتعلم طلب الحق لحل المشكلات. إذا كنت قادرًا على تحمل المشاق المختلفة، فإنك تكتسب بعض القدرة على التحمل، وتصبح قادرًا على الثبات في شهادتك في جميع أنواع البيئات. إن القدرة على تحمل المشقة تصقل عزمك على الخضوع لله. هذا هو مقصد الله الأصلي والنتيجة التي يريد الله أن يراها فيك. إذا استطعت أن تفهم مقاصد الله وتتصرف وفقًا لمقاصد الله وتمارس وفقًا لها؛ وإذا استطعت الامتناع عن نبذ الله أيًا كان نوع الأشخاص أو البيئات التي تواجهها؛ وإذا استطعت أن تتعلم ممارسة الحق، وأن يكون لديك خضوع لله، وأن يكون لديك فهم صحيح وموقف صحيح، وأن تحافظ على إيمان ثابت لا يتزعزع بالله، وأن تمتنع عن التذمر من الله أو إبعاد نفسك عنه في قلبك، بغض النظر عن مقدار المعاناة التي يتحملها جسدك؛ فعندئذٍ تكون لديك قامة.

يجب على القادة والعاملين حماية سلامة أولئك الذين يقومون بواجبات مهمة، وحمايتهم من تدخلات العالم الخارجي. هذا العمل يتضمن العديد من التفاصيل. فمن ناحية، ينبغي على القادة والعاملين فهم كيفية تنفيذ هذه المهام التفصيلية بشكل محدد. وإضافة إلى ذلك، عند مواجهة مواقف خاصة معينة، يجب عليهم إصدار أحكام دقيقة، ثم إيجاد المبادئ المناسبة ووضع خطط محددة للتعامل مع المواقف. الهدف النهائي هو ضمان سلامة الموظفين المسؤولين عن الأعمال المهمة من جميع الأنواع. بهذه الطريقة فقط، يمكن ضمان سير عمل التبشير بالإنجيل بطريقة منظمة. إن التمسك بهذا المبدأ صحيح؛ فهذا هو هدف القادة والعاملين من القيام بهذا العمل وهذا هو المبدأ. إذا التزم القادة والعاملون بهذا الهدف والمبدأ بدقة، فإنهم في الأساس يلبون المعايير في القيام بهذا العمل. ما المشاكل الأخرى التي ينطوي عليها هذا العمل؟ يقول بعض الناس: "لم أكن قائدًا أو عاملًا من قبل، ولم أواجه مثل هذه الأنواع من الأمور. لا أعرف ما ينبغي أن أفعله في هذا العمل، ولا أعرف كيف أفعله. لذلك، لست مضطرًا للقيام به؛ من يهتم ما إذا كنتم تنعمون بالسلامة أم لا؟ تعاملوا مع الأمر بأنفسكم". هل من المقبول أن يتنصلوا من الأمر ببساطة؟ (لا، ليس مقبولًا). ينبغي عزل مثل هؤلاء القادة والعاملين. إذا لم كنت لا تقوم بعمل حقيقي، فما فائدتك؟ هل نحتفظ بك باعتبارك زينة لأنك تبدو حسن المظهر؟ يجب إعفاء مثل هؤلاء القادة والعاملين واستبعادهم؛ لا ينبغي السماح لهم بشغل منصب دون القيام بأي عمل. القادة الكذبة لا يقومون بعمل حقيقي؛ ليس لديهم ضمير أو عقل، أليس كذلك؟ لو كان لديهم حقًا ضمير وعقل، فلماذا لا يطلبون الحق لمعالجة المشكلات عند ظهورها؟ لا أحد يولد وهو يعرف كل شيء؛ فالجميع يتعلمون أثناء العمل. إذا استطعتَ طلب الحق، فستجد طريقة للقيام بالعمل بشكل جيد. إذا كان لديك حس بالمسؤولية، فستفكر في طريقة للقيام بالعمل بشكل جيد. إن القيام بالعمل القيادي ليس بالأمر الصعب في الواقع؛ فما دام المرء يستطيع طلب الحق، فمن السهل القيام بالعمل بشكل جيد. إضافة إلى ذلك، لدى القادة والعاملين شركاء؛ فما دام شخصان أو ثلاثة على قلب وفكر واحد، فإن أي عمل يكون سهل الإنجاز. في الوقت الراهن، يتدرب العديد من القادة والعاملين؛ إنهم يتدربون على طلب الحق في كل الأمور لحل المشكلات. في هذه المرحلة، بعض القادة والعاملين على الأقل يتمتعون بالكفاءة في العمل القيادي وقادرون تمامًا على القيام بعمل نشر الإنجيل بشكل جيد، أليس كذلك؟ (بلى). إذًا، سنختتم الشركة عند هذه النقطة اليوم. وداعًا!

20 يوليو 2024

السابق:  مسؤوليات القادة والعاملين (21)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger