مسؤوليات القادة والعاملين (3)

البند الثالث: عقد شركةٍ عن مبادئ الحقّ التي ينبغي فهمها لأداء كلّ واجبٍ بصورة صحيحة (الجزء الثاني)

في الاجتماع الأخير، عقدنا شركة إضافية عن المسؤولية الثانية للقادة والعاملين، وتحدثنا عن صعوبات الدخول في الحياة، وفضحنا بعض ممارسات القادة الكاذبين ومظاهرهم. ناقشنا بعد ذلك عدة أمور تتعلق بالمسؤولية الثالثة للقادة والعاملين – عقد شركةٍ عن مبادئ الحقّ التي ينبغي فهمها لأداء كلّ واجبٍ بصورة صحيحة – وكشفنا أين يظهر "كذب" القادة الكاذبين وشرّحناه من خلال مواقفهم، وممارساتهم، ومظاهرهم تجاه هذه الأمور؛ أي مظاهر كيفية فشل القادة الكاذبين في أداء مسؤولياتهم بوصفهم قادة. اذكروا هذه الأمور من فضلكم. (كان أحدها يتعلق بطباعة كتب كلام الله. لم يقم ذلك القائد الكاذب بعمل ملموس، إنما تكلم بالتعاليم بطريقة جوفاء فحسب. ولم يعقد شركة عن مبادئ الحق بصورة محددة ولا قام بأدنى قدر من العمل الحقيقي). في هذه المسألة، لم يقم ذلك القائد الكاذب بعمل حقيقي، وفشل في تتميم مسؤولياته بوصفه قائدًا وعاملًا، ولم يعقد شركة بوضوح عن المتطلبات المهنية، والمبادئ المحددة، والنقاط التي يجب لانتباه إليها في العمل. كل ما فعله هو ترديد بعض الشعارات والتحدث ببعض الكلمات الجوفاء، ثم ظن أنه قام بالعمل جيدًا. ماذا ناقشنا أيضًا؟ (ناقشنا أيضًا حادثة شراء معطفٍ مبطَّن لله). ما المشكلة التي كشفتها هذه الحادثة فيما يتعلق بالقادة الكاذبين؟ (لقد كشفت أن القادة الكاذبين لا يقومون بعمل حقيقي، وأنهم يفتقرون تمامًا إلى الإنسانية والعقل). عندما اشترى لي أحدهم قطعة من الملابس، ساعد هؤلاء القادة في فحصها– هل هذا جزء من العمل الذي ينبغي أن يقوم به القادة والعاملون؟ (كلا). لقد قاموا بعمل لم يكن من المفترض أن يقوموا به– ما المشكلة في هذا؟ (لم يكونوا يهتمون بعملهم الصحيح). هذا أحد مظاهر القادة الكاذبين. أولًا، كشفت أن القادة الكاذبين لا يهتمون بعملهم الصحيح، وثانيًا، كشفت أنهم يفتقرون إلى العقل ولا يفعلون إلا الأشياء المقززة التي تفتقر إلى العقل والإنسانية. أنتم لا تتذكرون سوى الأمثلة، لكنكم لم تروا حقيقة القضايا التي تهدف هذه الأمثلة إلى توضيحها، أو جوهر هذه القضايا التي تهدف الأمثلة إلى تشريحها. ما الأمثلة الأخرى التي ذكرتها عن عدم اهتمام القادة الكاذبين بعملهم الصحيح؟ (طاهي المعجنات الذي ظل يصنع المعجنات لله. قال له الله ألا يفعل ذلك، لكن القادة والعاملين ظلوا يسمحون له بذلك، بل إنهم تذوقوا المعجنات بأنفسهم). ما هي مشكلات القادة الكاذبين التي كشفها هذا المثال؟ (أنهم لا يهتمون بعملهم الصحيح، ولا يقومون بالعمل الذي ينبغي أن يقوموا به، ويصرون على القيام بعمل لا ينبغي لهم القيام به). في المقام الأول، كشف هذا المثال أن القادة الكاذبين لا يهتمون بعملهم الصحيح ويعجزون عن إدراك مركز عملهم ونقطته المحورية. إضافةً إلى ذلك، لدى القادة الكاذبون مشكلة خطيرة. ما هي؟ (لا يطيعون كلام الله ولا ينفذون العمل وفقًا لمتطلبات الله). هل يرغب أي شخص آخر في إضافة شيء؟ (هم يتظاهرون بأنهم روحيون ويظهرون مراعاة لعبء الله، لكنهم في الواقع يتصرفون بجموح فاعلين أشياء سيئة). هذه مشكلة أخرى من مشكلاتهم. هل من أحد آخر؟ (لا يحاولون فهم متطلبات الله قبل أن يتصرفوا، بل يستخدمون تصوراتهم الخاصة لتحل محل رغبات الله). هذا يندرج تحت فئة الافتقار إلى العقل. هل من شخص آخر؟ (الطريقة التي تعامل بها القادة الكاذبون مع مسألة شراء شخص ما ثوبًا من أجل الله– كشفت عن افتقارهم إلى الإنسانية الطبيعية). أي جانب من الإنسانية الطبيعية يفتقرون إليه؟ هم لا يفهمون قواعد كيفية التصرف ويفتقرون إلى آداب السلوك. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). في الواقع، هذه الأشياء التي ذكرتموها ثانوية؛ ما المشكلة الرئيسية؟ بمجرد أن يصبح هؤلاء الناس قادة، يرغبون في التمتع بمزايا مكانتهم ومعاملتهم الخاصة، ويشتهون الراحة. على سبيل المثال، يرغبون في تناول بعض المعجنات، وعندما يرون أن شخصًا ما يجيد الطبخ، يفكرون في تجربة بعض من طعامه لإشباع رغباتهم. من المثير للغثيان بالفعل أنهم لا يهتمون بعملهم الصحيح أو يقومون بعمل حقيقي، لكنهم علاوةً على ذلك، يشتهون الراحة وملذات النهم. هم يتذرعون بإجراء عمليات التذوق والفحوصات نيابة عن الله لإشباع رغباتهم النهمة، منغمسين في منافع مكانتهم. هذه كلها مظاهر للقادة الكاذبين. ومع أن هذه المظاهر لا يمكن وصفها بأنها خبيثة أو شرسة إذا ما قورنت بجوهر شخصية أضداد المسيح، فإن إنسانية القادة الكاذبين كافية لإثارة اشمئزاز الناس. ومن حيث خُلقهم، هم يفتقرون إلى الضمير والعقل؛ إن إنسانيتهم دنيئة وقذرة للغاية، واستقامتهم متدنية. من هذه الأمثلة، يمكن ملاحظة أن القادة الكاذبين لا يمكنهم القيام بعمل حقيقي– هذه حقيقة.

لا يستطيع القادة الكاذبون تقديم شركة عن مبادئ أداء العمل

سنواصل اليوم كشف المظاهر المختلفة للقادة الكاذبين بناءً على مسؤوليات القادة والعاملين. القادة الكاذبون غير قادرين في الأساس على القيام بعمل الكنيسة الأساسي والحيوي. هم لا يتولون سوى بعض الشؤون العامة البسيطة؛ لا يلعب عملهم دورًا حيويًا أو حاسمًا في عمل الكنيسة ككل، ولا يؤدي إلى نتائج حقيقية. لا تغطي شركتهم في الأساس سوى بعض الموضوعات التافهة والشائعة، وكلها كلمات وتعاليم مكررة في الغالب، وهي جوفاء بدرجة بالغة، وفضفاضة، وتفتقر إلى التفاصيل. شركتهم لا تتضمن إلا أشياء يمكن للناس فهمها من القراءة الحرفية لشيء ما. لا يستطيع هؤلاء القادة الكاذبون علاج المشكلات الحقيقية التي يواجهها شعب الله المختار في دخولهم في الحياة على الإطلاق؛ وعلى وجه التحديد، فإنَّ قدرتهم على علاج مفاهيم الناس، وتصوراتهم، وكشوفاتهم عن الشخصيات الفاسدة– أقل حتى من ذلك. الشيء الرئيسي هو أن القادة الكاذبين ببساطة لا يستطيعون تحمل العمل الحيوي الذي يرتبه بيت الله، مثل عمل الإنجيل، أو عمل إنتاج الأفلام، أو العمل القائم على النصوص. على وجه الخصوص، عندما يتعلق الأمر بالعمل الذي ينطوي على معرفة مهنية، فبينما قد يعرف القادة الكاذبون بوضوح تام أنهم غير متخصصين في هذه المجالات، فإنهم لا يدرسونها، ولا يجرون أبحاثًا بشأنها، وهم حتى أقل قدرة على تزويد الآخرين بتوجيهات محددة أو علاج أي مشكلات تتعلق بهم. ومع ذلك فهم يظلون يعقدون الاجتماعات بلا خزي، ويتحدثون بلا نهاية عن نظريات جوفاء، ويتحدثون بكلمات وتعاليم. يعرف القادة الكاذبون جيدًا أنهم لا يستطيعون القيام بهذا النوع من العمل، ومع ذلك يتظاهرون بأنهم خبراء، ويتصرفون بغرور، ودائمًا ما يستخدمون تعاليم عظمى لتقريع الآخرين. هم غير قادرين على الإجابة عن أسئلة أي شخص، ومع ذلك يجدون ذرائع وأعذارًا لتقريع الآخرين، متسائلين لماذا لا يتعلمون المهنة، ولماذا لا يطلبون الحق، ولماذا هم غير قادرين على علاج مشكلاتهم الخاصة. هؤلاء القادة الكاذبون، الذين هم غير متخصصين في هذه المجالات ولا يستطيعون علاج أي مشكلات، لا يزالون يحاضرون الآخرين من برج عاجي. في الظاهر، يبدون للآخرين مشغولين جدًا، كما لو كانوا قادرين على القيام بالكثير من العمل، وعلى درجة عالية من الكفاءة، لكنهم في الواقع لا شيء. من الواضح أن القادة الكاذبين غير قادرين على القيام بعمل حقيقي، ومع ذلك فهم يشغلون أنفسهم بحماس، ودائمًا ما يقولون العبارات المبتذلة نفسها في الاجتماعات، ويكررون كلامهم مرارًا وتكرارًا، دون أن يكونوا قادرين على علاج مشكلة حقيقية واحدة. يضيق الناس ذرعًا بهذا، ولا يستطيعون استخلاص أي تنوير منه على الإطلاق. هذا النوع من العمل غير فعال على نحو فظيع، ولا يسفر عن أي نتائج. هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكاذبون، ويتأخر عمل الكنيسة بسببها. ومع ذلك يظل القادة الكاذبون يشعرون أنهم يقومون بعمل عظيم وأنهم أكفاء للغاية، بينما الحقيقة أنهم لم يقوموا بأي جانب من جوانب عمل الكنيسة بشكل جيد. هم لا يعرفون ما إذا كان القادة والعاملون الذين يقعون في نطاق مسؤوليتهم يوفون بالمعيار، ولا يعرفون ما إذا كان قادة الفرق المختلفة والمشرفون عليها قادرين على تحمل عملهم، ولا يهتمون بما إذا كانت قد ظهرت مشكلات في أداء الإخوة والأخوات لواجباتهم ولا يسألون عن ذلك. باختصار، لا يستطيع القادة الكاذبون علاج أي مشكلات في عملهم، ومع ذلك يظلون مشغولين بنشاط. من وجهة نظر الآخرين، فإن القادة الكاذبين قادرون على تحمل المشاق، ومستعدون لدفع الثمن، ويقضون كل يوم وهم يعملون بهمة ونشاط. عندما يحين وقت تناول الطعام، فهم بحاجة إلى أن يُستدعوا إلى المائدة، ويذهبون إلى الفراش في وقت متأخر جدًا؛ لكن نتائج عملهم ليست جيدة. إذا كنت لا تنظر بعناية، فسيبدو لك ظاهريًا أن جميع بنود العمل تُنجز، وأن الجميع مشغولون بأداء واجباتهم، ولكن إذا لاحظت عن كثب ودققت النظر، وتفقدت العمل بجدية، فسوف يُكشف عن الوضع الحقيقي. جميع بنود العمل التي تقع في نطاق مسؤوليتهم عبارة عن فوضى، ولا يوجد أي تنظيم أو ترتيب فيها على الإطلاق. توجد مشكلات – أو حتى ثغرات – في كل بند من بنود العمل. ويرتبط حدوث هذه المشكلات بعدم فهم القادة الكاذبين لمبادئ الحق، وتصرفهم بناءً على مفاهيمهم، وتصوراتهم، وحماسهم. القادة الكاذبون لا يعقدون شركة حول مبادئ الحق أبدًا، ولا يطلبون الحق أبدًا لعلاج المشكلات. من الواضح أنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي وليسوا قادرين على القيام بعمل قيادي، ولا يستطيعون سوى التفوه بالكلمات والتعاليم ولا يفهمون الحق على الإطلاق، ومع ذلك يتظاهرون بمعرفة أشياء لا يعرفونها ويحاولون أن يظهروا أنفسهم كخبراء. إن العمل الذي يقومون به سطحي فحسب. عندما تنشأ مشكلة ما، يطبقون عليها اللوائح بشكل أعمى. هم فقط يهرعون ويشغلون أنفسهم بشكل أعمى ودون تحقيق أي نتائج حقيقية. ولأن هؤلاء القادة الكاذبين لا يفهمون مبادئ الحق، ويتفوهون فقط بالكلمات والتعاليم وينصحون الآخرين بالالتزام باللوائح، يتباطأ تقدم كل بند من بنود عمل الكنيسة ولا تُحقَّق نتائج واضحة. إن العاقبة الأكثر وضوحًا لوجود قائد كاذب في العمل لبعض الوقت هي أن معظم الناس لا يستطيعون فهم الحق، ولا يعرفون كيفية التمييز متى كشف أي شخص عن فساد أو تكونت لديه مفاهيم، وهم بالطبع لا يفهمون مبادئ الحق التي يجب التمسك بها في القيام بواجباتهم. أولئك الذين يؤدون واجباتهم وأولئك الذين لا يؤدونها– جميعهم كسالى، ومنفلتون، وغير منضبطين، وفي حالة من الفوضى مثل الرمال المتناثرة. قد يكون معظمهم قادرين على التحدث ببعض الكلمات والتعاليم، لكنهم في أثناء قيامهم بواجباتهم لا يلتزمون سوى باللوائح؛ فهم لا يعرفون كيف يطلبون الحق لعلاج المشكلات. بما أن القادة الكاذبين أنفسهم لا يعرفون كيفية طلب الحق لعلاج المشكلات، فكيف يمكنهم أن يقودوا الآخرين للقيام بذلك؟ مهما يحل بالآخرين، فإنَّ القادة الكاذبين لا يقدرون إلا على وعظهم قائلين: "يجب أن نراعي مقاصد الله"! "يجب أن نكون مخلصين في أداء واجباتنا"! "عندما يصيبنا مكروه، يجب أن نعرف كيف نصلي، ويجب أن نطلب مبادئ الحق"! غالبًا ما يهتف القادة الكاذبون بهذه الشعارات والتعاليم، وهي لا تسفر عن أي نتائج على الإطلاق. بعد أن يسمعها الناس، يظلون لا يفهمون ما هي مبادئ الحق، ويفتقرون إلى طريق الممارسة. عندما تحل بالناس أمور، يصلون بطريقة سطحية ويرغبون في أن يكونوا مخلصين في القيام بواجباتهم، لكنهم جميعًا يفتقرون إلى فهم مسائل مثل ما ينبغي عليهم فعله لكي يكونوا مخلصين، وكيف ينبغي عليهم الصلاة من أجل فهم مقاصد الله، وكيف ينبغي عليهم السعي عندما يواجهون مشكلة من أجل اكتساب فهم لمبادئ الحق. عندما يسأل الناس القادة الكاذبين، يقولون: "عندما يصيبكم شيء ما، أكثروا من قراءة كلام الله، وأكثروا من الصلاة، وأكثروا من عقد الشركة عن الحق". يسألهم الناس: "ما المبادئ المتعلقة بهذا العمل؟" فيقولون: "كلام الله لا يقول شيئًا عن أمور العمل المهني، وأنا أيضًا لا أفهم هذا المجال من العمل. أجروا أبحاثكم الخاص إذا أردتم أن تفهموا؛ لا تسألوني. أنا أقودكم في فهم الحق، وليس في أمور العمل المهني". يستخدم القادة الكاذبون هذا النوع من الكلمات للتهرب من الأسئلة. ونتيجة لذلك، على الرغم من أن معظم الناس لديهم شغف شديد للقيام بواجباتهم، فإنهم لا يعرفون كيف يتصرفون بناءً على مبادئ الحق، ولا يعرفون كيف يلتزمون بالمبادئ خلال أداء واجباتهم. وبالنظر إلى نتائج كل بند من بنود العمل في نطاق مسؤولية القادة الكاذبين، فإن معظم الناس يعتمدون في القيام بعملهم على معرفتهم، وتعلمهم، ومواهبهم، وهم جاهلون فيما يتعلق بقضايا مثل ما هي متطلبات الله المحددة، وما هي مبادئ القيام بالواجب، وكيفية التصرف من أجل تحقيق نتيجة الشهادة لله وكيفية الترويج للإنجيل بشكل أكثر فعالية كي يتسنى لكل من يتوقون إلى ظهور الله أن يسمعوا صوته، ويتحروا الطريق الحق، ويعودوا إلى الله في أقرب وقت ممكن. لماذا هم جاهلون بهذه الأشياء؟ يرتبط هذا ارتباطًا مباشرًا بفشل القادة الكاذبين في القيام بعمل حقيقي. السبب الرئيسي في ذلك هو أن القادة الكاذبين أنفسهم لا يعرفون ما هي مبادئ الحق، أو ما المبادئ التي ينبغي على الناس فهمها واتباعها. هم يتصرفون من دون مبادئ، ولا يقودون الناس أبدًا إلى البحث في واجباتهم عن مبادئ الممارسة وعن الطرق. عندما يجد القائد الكاذب مشكلة ما، لا يستطيع حلها بنفسه، ولا يعقد شركة مع الآخرين ويطلب معهم، ما يؤدي إلى وجود مهام في كل بند من بنود العمل يتعين إعادة القيام بها بصورة متكررة. ليس هذا إهدارًا للموارد المالية والمادية فحسب، بل هو أيضًا إهدار لطاقات الناس ووقتهم. وترتبط مثل هذه التبعات ارتباطًا مباشرًا بضعف مستوى قدرات القادة الكاذبين وعدم تحليهم بالمسؤولية. على الرغم من أنه لا يمكن القول إن القادة الكاذبين يتعمدون فعل الشر وإحداث الاضطرابات، فإنه يمكن القول إنهم لا يطلبون مبادئ الحق على الإطلاق في عملهم، وأنهم يتصرفون دائمًا بناءً على إرادتهم الخاصة. هذا أمر مؤكد. لا يفهم القادة الكاذبون مبادئ الحق، ولا يستطيعون تقديم شركة واضحة عنها للآخرين؛ وبدلًا من ذلك، فإنهم يتركون للناس العنان ليفعلوا ما يحلو لهم. يؤدي هذا عن غير قصد إلى أن يتصرف بعض الأشخاص المسؤولين عن عمل معين بشكل تعسفي وبحسب إرادتهم، ويتصرفون كيفما يشاؤون ويفعلون ما يحلو لهم. ونتيجة لذلك، لا يقتصر الأمر على قلة النتائج الفعلية فحسب، بل تحدث فوضى في عمل الكنيسة. عندما يُعفى قائد كاذب، لا يقتصر الأمر على أنهم لا يتأملون في أنفسهم ولا يعرفون أنفسهم، بل ينخرطون أيضًا في السفسطة ويجادلون بالأصالة عن أنفسهم، وهم لا يقبلون الحق ولو بأدنى درجة، ولا ينوون التوبة على الإطلاق. ربما حتى يطلبون أن يمنحهم بيت الله فرصة أخرى، قائلين إنهم قادرون قطعًا على القيام بالعمل بشكل جيد. هل تصدقونهم؟ هم لا يعرفون أنفسهم مطلقًا، ولا يقبلون الحق. هل يمكنهم تغيير طرقهم إذًا؟ ليس لديهم واقع الحق، فهل يمكنهم القيام بالعمل بشكل جيد؟ هل هذا ممكن؟ لم يقوموا بالعمل بشكل جيد هذه المرة، هل سيكونون قادرين على القيام به جيدًا إذا مُنحوا فرصة أخرى؟ هذا غير ممكن. يمكن القول بكل تأكيد إن القادة الكاذبين ليس لديهم القدرة على العمل؛ في بعض الأحيان، قد يكدحون كثيرًا ويكونون مشغولين جدًا، لكنه انشغال أعمى ولا يؤتي ثمارًا. هذا يكفي لإظهار أن القادة الكاذبين لديهم مستوى قدرات ضعيف جدًا، وأنهم لا يفهمون الحق على الإطلاق، وأنهم لا يستطيعون القيام بعمل حقيقي. يتسبب هذا في ظهور العديد من المشكلات في العمل، لكنهم غير قادرين على حلها عن طريق عقد شركة حول الحق، ويستخدمون بعض التعاليم الجوفاء فحسب لوعظ الناس للالتزام باللوائح، وبالتالي يجعلون العمل فوضويًا ويتركونه في حالة مزرية. هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكاذبون وما يترتب عليها من تبعات. ينبغي على جميع القادة والعاملين أن يأخذوا هذا بمثابة تحذير.

إنَّ المشكلات المختلفة غير المرضية التي تظهر داخل الكنيسة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالقادة الكاذبين– هذه مشكلة لا يمكن تجنبها. هؤلاء القادة الكاذبون يفتقرون إلى القدرة على استيعاب الحق، ومع ذلك يظنون أنهم يفهمون كل شيء ويدركونه، ثم يتصرفون بناءً على تصوراتهم ومفاهيمهم الخاصة. هم لا يطلبون الحق أبدًا من أجل معالجة افتقارهم إلى فهم مبادئ الحق أو المعايير التي يطلبها الله. لقد تفاعلت مع العديد من القادة والعاملين، وأنا ألتقي بهم كثيرًا. عندما نلتقي، أسألهم: "هل لديكم أي مشكلات؟ هل سجلتم المشكلات الموجودة في العمل؟ هل توجد أي مشكلات لا يمكنكم حلها بمفردكم"؟ بعد أن أنتهي، يحدّقون بذهول، وفي قلوبهم شكوك: "نحن قادة؛ هل يمكن أن تكون لدينا أي مشكلات؟ لو كانت لدينا مشكلات، أما كان عمل الكنيسة ليُصاب بالشلل منذ فترة طويلة؟ أي نوع من الأسئلة هذا؟ نحن نستمع إلى العظات، ونعقد الشركة، ونحمل كلام الله بين أيدينا. كثيرون منا يقودون الكنيسة، كيف يمكن أن تظل قلقًا؟ من الواضح أنك تقلل من شأننا بسؤالك هذا السؤال. كيف يمكن أن تكون لدينا مشكلات؟ لو كانت لدينا مشكلات، لما أصبحنا قادة. سؤالك غير لائق على الإطلاق"! متى سألتهم عما إذا كانت لديهم أي مشاكلات، فإنَّ هذه هي الحالة التي يكونون عليها؛ كل واحد منهم صورة للخدر والبلادة. ثمة الكثير من المشكلات في مختلف بنود عمل الكنيسة، لكن هؤلاء الناس لا يستطيعون رؤيتها أو اكتشافها. هم غير قادرين على طرح المشكلات المتعلقة بالدخول الشخصي في الحياة، أو المشكلات الموجودة في العمل التي تنطوي على مبادئ الحق. وبما أنهم لا يستطيعون طرح هذه المشكلات، أسألهم: "كيف يسير عمل ترجمة كلام الله؟ هل تعرفون كم عدد اللغات التي ينبغي ترجمتها الآن؟ أي اللغات ينبغي ترجمتها أولًا، وأيها ينبغي ترجمتها لاحقًا؟ كم عدد نسخ كتب كلام الله التي ينبغي أن تُطبع بلغات معينة"؟ يجيبون: "نعم، جاري ترجمتها". أسألهم: "إلى أي مدى تقدمت الترجمة؟ هل توجد أي مشكلات"؟ فيجيبون: "لا أعرف؛ يجب أن أسأل". يجب أن أسألهم عن هذه الأشياء، ولا يزالون لا يعرفون الإجابات. فما العمل الذي كانوا يقومون به طوال هذا الوقت؟ أسألهم: "هل حللتم المشكلات التي سأل عنها الإخوة والأخوات في المرة الماضية"؟ فيجيبون: "لقد عقدت اجتماعًا، اجتماعًا على مدار يوم كامل". أسأل: "هل حُلَّت المشكلات بعد الاجتماع"؟ فيجيب: "هل تقصد أنه ينبغي أن نعقد اجتماعًا آخر إذا كانت ما تزال ثمة مشكلات"؟ فأقول: "أنا لا أسأل عما إذا كنت قد عقدت اجتماعًا أم لا. أنا أسأل عما إذا كانت المشكلات المهنية قد حُلت. هل يفهم هؤلاء الأشخاص المبادئ؟ هل انتهكوا أي مبادئ في أداء واجباتهم؟ هل اكتشفت أي مشكلات"؟ فيجيب: "نعم، المشكلات؟ لقد حللتها. لقد عقدت اجتماعًا للإخوة والأخوات". هل يمكن أن تستمر هذه المحادثة؟ (كلا، لا يمكن). ألا يثير استماعك لهذه المحادثة غضبك؟ (بلى). كيف هم هؤلاء القادة؟ أليس هؤلاء مجرد بلهاء مدَّعين للروحانية؟ هم يفتقرون إلى مستوى قدرات القادة والعاملين؛ هم عميان، ولا يفهمون كيفية القيام بالعمل، وإجابتهم عن كل سؤال هي "لا أعرف"، وعندما تستمر في طرح الأسئلة عليهم، يجيبون: "على أي حال، لقد عقدت اجتماعًا؛ فليكن ما يكون"! هل قام هؤلاء القادة بعمل فعلي؟ هل يلبون المعيار بوصفهم قادة؟ (كلا). هؤلاء قادة كاذبون. هل تحبون هذا النوع من القادة؟ إذا واجهتم مثل هؤلاء القادة، فماذا ينبغي عليكم أن تفعلوا؟ عندما يلتقي بعض القادة بالإخوة والأخوات، يقولون: "بغض النظر عن المشكلات التي لديكم اليوم، دعونا أولًا نعقد شركة عن كيفية أداء الواجبات بشكل جيد". بعد ذلك يقول بعض الناس: "لقد واجهنا مشكلة في الأساليب المهنية في واجباتنا: هل ينبغي أن نستخدم الأساليب المهنية الشائعة لدى غير المؤمنين"؟ أليست هذه مشكلة يجب على القادة حلها؟ إذا لم يمكن حل بعض المشكلات من خلال عقد شركة بين الإخوة والأخوات، فينبغي على القادة أن يتدخلوا لحلها– هذا يتعلق بمسؤوليات القادة. ماذا يفعل القادة الكاذبون عندما يواجهون هذه المشكلات؟ يقولون: "هذه مشكلة مهنية؛ إنها مشكلتكم أنتم، ما علاقتها بي؟ اعقدوا شركة عن هذه المشكلة بأنفسكم، لكن أولًا، سأعقد لكم اجتماعًا. في اجتماع اليوم، سنعقد شركة عن التعاون المتناغم. السؤال الذي طرحتموه للتو يتعلق بالتعاون المتناغم. ينبغي أن تكونوا قادرين على مناقشة الأمور وعقد شركة معًا، والقيام بمزيد من البحث؛ لا ينبغي لأحد أن يكون بارًا في عينيّ ذاته، وينبغي على الجميع قبول أي قرار يحظى بتأييد الأغلبية؛ أليست هذه مسألة تعاون متناغم؟ يبدو أنكم لا تعرفون كيف تتعاونون بتناغم، أو كيف تناقشون المشكلات عندما تظهر. أنتم تسألونني عن كل مشكلة. لماذا تسألونني؟ هل أفهم هذه الأمور؟ لو كنت أفهمها، أما كنتم لتصبحوا بلا أي شيء لتفعلوه؟ أنتم تسألونني عن كل شيء. هل هذه مشكلة يجب أن أتعامل معها؟ أنا مسؤول فقط عن عقد الشركة عن الحق؛ حلوا المشكلات المهنية بأنفسكم. ما شأني بها؟ على أي حال، لقد عقدت شركة معكم بالفعل وقلت لكم أن تتعاونوا بانسجام؛ إذا كنتم لا تستطيعون القيام بذلك، فلا تؤدوا هذا الواجب. لقد أنهيت شركتي؛ اذهبوا وحلوا المشكلة بأنفسكم". هل يعرف هؤلاء القادة كيفية حل المشكلات؟ (كلا، لا يعرفون). على الرغم من عدم معرفتهم بكيفية القيام بذلك، فإنهم يظنون أنفسهم معذورين تمامًا، وهم بارعون في التنصل من المسؤولية. ظهريًا، قد قاموا بعملهم، ووصلوا إلى موقع الأحداث لإجراء الفحوصات، وهم لا يتقاعسون. ومع ذلك، لا يمكنهم القيام بعمل فعلي أو حل المشكلات الفعلية، ما يعني أنهم قادة كاذبون. هل يمكنكم تمييز هذا النوع من القادة الكاذبين؟ عندما يواجهون أي مشكلة، لا يستطيعون أن يعقدوا شركة عن الحقائق ذات الصلة: إنهم يتحدثون فقط ببعض التعاليم والنظريات الجوفاء التي يجعلونها تبدو سامية وعميقة للغاية، وبعد أن يسمعها الناس، لا يقتصر الأمر على عدم فهمهم للحق، بل يشعرون أيضًا بالارتباك والحيرة. هذا هو العمل الذي يقوم به القادة الكاذبون.

في العمل الخاص بعقد شركةٍ عن مبادئ الحقّ التي ينبغي فهمها لأداء كلّ واجبٍ بصورة صحيحة، يُكشف عن القادة الكاذبين تمامًا. هم غير قادرين على عقد شركة عن مبادئ الحق، أو قيادة الناس للالتزام بمبادئ الحق وممارستها في أداء واجباتهم، أو قيادتهم لفهم واقع الحق والدخول فيه؛ لا يمكنهم تتميم المسؤوليات التي ينبغي على القادة القيام بها. ولا يقتصر الأمر على هذا، فهم أيضًا غير قادرين على البقاء على اطلاع على ظروف المشرفين على مختلف الأعمال، والمُوظَّفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المُهمَّة، وحتى لو كان لديهم بعض المعرفة بذلك، فهي ليست دقيقة. وهذا يسبب اضطرابات هائلة وضررًا كبيرًا في مختلف بنود العمل. هذه هي المظاهر المختلفة للقادة الكاذبين الذين سنكشفها اليوم فيما يتعلق بالمسؤولية الرابعة للقادة والعاملين.

البند الرابع: البقاء على اطلاع على ظروف المشرفين على مختلف الأعمال، والمُوظَّفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المُهمَّة، وتغيير واجباتهم أو إعفائهم على الفور عند الضرورة لمنع أو تقليل الخسائر الناجمة عن استخدام أشخاص غير مناسبين، وضمان تقدُّم العمل بكفاءةٍ وسلاسة

يجب على القادة والعاملين استيعاب ظروف المشرفين على الأعمال المختلفة

ما المسؤولية الرابعة للقادة والعاملين؟ ("البقاء على إطلاع على ظروف المشرفين على مختلف الأعمال، والمُوظَّفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المُهمَّة، وتغيير واجباتهم أو إعفائهم على الفور عند الضرورة لمنع أو تقليل الخسائر الناجمة عن استخدام أشخاص غير مناسبين، وضمان تقدُّم العمل بكفاءةٍ وسلاسة"). هذا صحيح، هذا هو المعيار الأدنى الذي ينبغي أن يكون القادة والعاملين قادرين على تلبيته خلال القيام بالعمل. هل أنتم جميعًا على دراية بالمسؤوليات الرئيسية للقادة والعاملين فيما يتعلق بهذا البند الرابع؟ يجب أن يكون لدى القادة والعاملين فهم واضح للمشرفين على مختلف الأعمال والموظفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المهمة. من ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين أن يفهموا ظروف المشرفين على الأعمال المختلفة والموظفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المهمة. إذًا، من هم هؤلاء الموظفون؟ يوجد في المقام الأول قادة الكنيسة، ويليهم مشرفو الفرق وقادة المجموعات المختلفة. أليس من الضروري والمهم للغاية فهم واستيعاب الظروف التي هي على غرار ما إذا كان المشرفون على الأعمال المختلفة والموظفون المسؤولون عن مختلف الوظائف المهمة يمتلكون واقع الحق، ويتحلون بالمبادئ في تصرفاتهم، ويستطيعون القيام بعمل الكنيسة بشكل جيد؟ إذا استوعب القادة والعاملون ظروف المشرفين الرئيسيين على الأعمال المختلفة بدقة، وأجروا التعديلات المناسبة في صفوف الموظفين، فهذا يماثل قيامهم بالتدقيق المناسب لكل بند من بنود العمل، وهو ما يعادل تتميمهم لمسؤولياتهم وواجباتهم. إذا لم تُجر التعديلات الصحيحة فيما يتعلق بهؤلاء الموظفين وظهرت مشكلةٌ، فسوف يتأثَّر عمل الكنيسة كثيرًا. وإذا كان هؤلاء الأفراد يتمتَّعون بطبيعة بشرية صالحة، ويملكون أساسًا في إيمانهم بالله، وتولَّوا المسؤولية عن التعامل مع الأمور، وكانوا قادرين على السعي إلى الحق لحل المشكلات، فإن تكليفهم بالمسؤوليَّة عن العمل، سيوفر كثيرًا من المتاعب والأكثر أهمية أنه سيسمح بتقدم العمل بسلاسة. ولكن إذا كان المشرفون على الفرق المختلفة غير جديرين بالثقة، أو كانت إنسانيتهم ضعيفة، أو كانوا لا يحسنون التصرف، ولا يطبقون الحق، وكانوا – علاوة على ذلك – عرضة لإحداث بعض العراقيل والاضطرابات، فإن ذلك سيكون له تأثير على العمل الذي هم مسؤولون عنه وعلى دخول الإخوة والأخوات الذين يقودونهم في الحياة. بالطبع، قد يكون هذا التأثير كبيرًا أو صغيرًا. إذا كان المشرفون مهملين في واجباتهم فحسب ولا يهتمون بعملهم الصحيح، فإن هذا على الأرجح سيؤدي إلى بعض التأخير في العمل؛ سيكون التقدم أبطأ قليلًا، والعمل أقل كفاءة بعض الشيء. أما إذا كانوا أضدادًا للمسيح، فستكون المشكلة خطيرة: لن تكون المشكلة في عدم كفاءة العمل أو عدم فعاليته قليلًا، بل سيزعجون عمل الكنيسة الذين هم مسؤولون عنه ويتلفونه، مما يسبب ضررًا شديدًا. وهكذا، فإن البقاء على اطلاع على ظروف المشرفين على مختلف الأعمال، والمُوظَّفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المُهمَّة، وإجراء عمليات إعادة التعيين والإعفاء في الوقت المناسب عند اكتشاف أن شخصًا ما لا يقوم بعمل فعلي– ليس بالالتزام الذي يمكن للقادة والعاملين التملص منه؛ إنه عمل خطير جدًا ومهم للغاية. إذا كان القادة والعاملون يستطيعون أن يعرفوا بسرعة خُلُق المشرفين على مختلف الأعمال والموظفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المهمة، وموقفهم تجاه الحق وواجباتهم، وكذلك حالاتهم وأدائهم خلال كل فترة وفي كل مرحلة، ويجرون التعديلات أو يتعاملون مع هؤلاء الأشخاص وفقًا للظروف بسرعة– فيمكن أن يسير العمل بانتظام. وعلى النقيض من ذلك، إذا كان هؤلاء الأشخاص يتصرفون بجموح فاعلين أشياء سيئة ولا يقومون بعمل حقيقي في الكنيسة؛ وكان القادة والعاملون غير قادرين على تحديد ذلك بسرعة وإجراء إعادة تعيينات في الوقت المناسب، بل ينتظرون حتى تظهر مشاكل خطيرة من كل الأنواع، فيكبدون عمل الكنيسة خسائر فادحة، ولا يحاولون التعامل معها إلاا بعد ذلك، وهم يفعلون ذلك بلا مبالاة؛ وكانوا لا يقومون بإعادة التعيين وتصحيح الوضع وإنقاذه– فإن هؤلاء القادة والعاملين مجرد حثالة. هم قادة كاذبون حقيقيون يجب إعفاؤهم واستبعادهم.

لقد عقدنا شركة للتو بشكل عام عن أهمية فهم الحالات الحقيقية للمشرفين على مختلف الأعمال وفعالية عملهم والإلمام بها، واستخدام هذه الظروف الحقيقية لتقييم ما إذا كان القادة والعاملون قد تمموا مسؤولياتهم، والكشف عن أي مظاهر تظهر عليهم تثبت أنهم قادة كاذبون، ومن ثمَّ تشريح جوهر القادة الكاذبين. عندما تنشأ مشكلات خطيرة في عمل الكنيسة، يفشل القادة الكاذبون في تتميم مسؤولياتهم. لا يستطيعون اكتشاف هذه المشكلات بسرعة، فضلًا عن التعامل معها وحلها في الوقت المناسب. وهذا يؤدي إلى إطالة أمد المشكلات، مما يؤدي بدوره إلى تأخير عمل الكنيسة وإلحاق الضرر به، وقد يتسبب حتى في إصابة عمل الكنيسة بالشلل أو وقوعه في حالة من الفوضى. عندما يحدث هذا فقط يذهب القادة الكاذبون على مضض لمراقبة أوضاع عمل الكنيسة، ومع ذلك لا يستطيعون تحديد الحلول الملائمة أو المناسبة لحل المشكلات، ويتركونها في نهاية المطاف دون حل. هذا هو المظهر الأساسي للقادة الكاذبين.

معايير اختيار المشرفين على الأعمال المختلفة

هل لدى معظم الناس فهم واضح إلى حد ما بشأن معايير اختيار المشرفين على مختلف الأعمال والموظفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المهمة؟ على سبيل المثال، ما الذي ينبغي أن يمتلكه المشرف على العمل الفني في المقام الأول؟ (ينبغي أن يتمتع بمهارات مهنية في هذا المجال وأن يكون قادرًا على تحمل العمل). التمتع بالمهارات المهنية هي إحدى النظريات؛ فما الذي تشير إليه هذه المهارات المهنية تحديدًا إذًا؟ لنوضح ذلك. إذا كان شخص ما يستمتع بالرسم ويهتم بالعمل الفني، لكنها ليست مهنته، ويفتقر إلى المعرفة في هذا المجال، إنما هو يحبه فحسب– فهل من المناسب اختيار مثل هذا الشخص كمشرف على فريق فني؟ (كلا، ليس مناسبًا). يقول البعض، "إذا كان يحب صنع الفن، فيمكنه القيام بهذه المهمة وتعلمها تدريجيًا". هل هذه العبارة صحيحة؟ (كلا). هناك استثناء واحد لهذا، وهو إذا كان الجميع في الفريق الفني غير ملم بالمهنة أيضًا، وهذا الشخص يعرف أكثر قليلًا ويتعلم بشكل أسرع من الآخرين. هل سيكون اختياره مناسبًا نوعًا ما في هذه الحالة؟ (نعم). بصرف النظر عن هذا السيناريو، لنفترض أنه – من بين جميع مَن ينخرطون في الإبداع الفني – فإن هذا الشخص وحده هو من لا يعرف المهنة، لكنه اُختير لأنه يفهم الحق ويحب العمل الفني، فهل هذا مناسب؟ (كلا، ليس مناسبًا). لماذا ليس مناسبًا؟ لأنه ليس الخيار الأول أو الوحيد. كيف ينبغي اختيار هذا النوع من المشرفين إذًا؟ ينبغي أن يجري اختيارهم من بين الأكثر براعة وخبرة في المهنة؛ أي يجب أن يكونوا خبراء، يمتلكون كلا من المهارة المهنية والقدرة على العمل؛ لا تختاروا شخصًا غير متخصص. هذا أحد الجوانب. إضافةً إلى ذلك، يجب أن يتحملوا عبئًا، ويمتلكوا فهمًا روحيًا، وأن يكونوا قادرين على فهم الحق، كما يجب أن يكون لديهم على الأقل أساس في إيمانهم بالله. المبادئ الرئيسية هي: أولًا، يجب أن تكون لديهم القدرة على العمل؛ وثانيًا، يجب أن يفهموا المهنة؛ وثالثًا، يجب أن يكون لديهم فهم روحي وأن يكونوا قادرين على فهم الحق. استخدموا هذه المعايير الثلاثة لاختيار المشرفين على مختلف الأعمال.

مظاهر القادة الكاذبين فيما يتعلق بالمشرفين على الأعمال المختلفة

بعد اختيار المشرفين على مختلف بنود العمل المحددة، لا ينبغي على القادة والعاملين أن يقفوا جانبًا وألّا يفعلوا شيئًا؛ بل عليهم أيضًا تدريب هؤلاء المشرفين وتنميتهم لفترة من الزمن، لمعرفة ما إذا كان الأفراد الذين اختاروهم قادرين حقًا على تحمل العمل ووضعه على المسار الصحيح. هذا ما يعنيه تتميم مسؤولياتهم. لنفترض أنك في وقت الاختيار، رأيت أن مرشحيك يفهمون مهنهم، ويمتلكون القدرة على العمل، ويتحملون بعض العبء، ويمتلكون فهمًا روحيًا وقدرة على فهم الحق، وتعتقد أن كل شيء سيكون على ما يرام لأنهم مؤهلون من هذه النواحي، وتقول: "يمكنكم البدء في العمل؛ لقد أخبرتكم بكل المبادئ. من الآن فصاعدًا، فلتفعلوا ما يأمركم به بيت الله أن تفعلوه بأنفسكم فحسب". هل هذه طريقة مقبولة لتنفيذ العمل؟ بمجرد أن تنتهي من ترتيب أمر المشرفين، هل هذا يعني أنه يمكنك ترك الأمر عند هذا الحد؟ (كلا، لا يعني ذلك). ما الذي ينبغي فعله إذًا؟ لنفترض أن قائدًا ما يجتمع مع المشرفين مرتين في الأسبوع، ويعقد معهم شركة عن الحق، ويكتفي بذلك، معتقدًا أنه نظرًا لأن هؤلاء المشرفين جميعًا مبادرون، وجديرون بالثقة، وقادرون على فهم ما يقوله الآخرون، فيمكنهم بالتالي الممارسة وفقًا للحق. يظن هذا القائد أنه لا يحتاج إلى التدقيق في كيفية قيام هؤلاء المشرفين بعملهم على وجه التحديد أو متابعة ذلك، وفيما إذا كانوا يتعاونون بانسجام مع الآخرين، وفيما إذا كانوا قد استوعبوا المهارات المهنية خلال هذه الفترة الزمنية، أو في مقدار ما أنجزوه من العمل الذي أوكله بيت الله إليهم. هل هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يتعامل بها القائد والعامل مع العمل؟ (كلا). هكذا يقوم القادة الكاذبون بعملهم. يحاولون أن ينجزوا العمل كله دفعة واحدة وينتهون منه، ويرتبون أمر المشرفين ويشكلون فريقًا من بضعة أعضاء، ثم يقولون: "ابدأوا العمل. إذا كنتم بحاجة إلى أي معدات، فأخبروني، وسيشتريها لكم بيت الله. إذا واجهتكم أي صعوبات في حياتكم اليومية أو أي متاعب فلا تترددوا في طرحها، وسيحلها لكم بيت الله دائمًا. إذا لم تعانوا من أي صعوبات، فركزوا على عملكم. لا تتسببوا في إحداث عراقيل أو اضطرابات، ولا تتفوهوا بأي أفكار رنانة". يرتب القادة الكاذبون أن يعمل هؤلاء الناس معًا، ويظنون أنه ما دام لديهم الطعام، والشراب، والمأوى، فهذا يكفي، ولا داعي لإعارتهم أي اهتمام. عندما يسأل الأعلى: "كم مضى من الوقت منذ أن اُختير المشرفون على هذا العمل؟ كيف يتقدم سير العمل"؟ فيجيبون: "لقد مرت ستة أشهر. عقدنا لهم عشر اجتماعات تقريبًا، ويبدو أنهم في حالة معنوية جيدة، والعمل يُنجَز". عندما يسألهم الأعلى: "إذًا كيف هي قدرة المشرفين على العمل"؟ يقولون: "لا بأس؛ عندما اخترناهم، كانوا الأفضل". يسألهم الأعلى: "كيف يبلون الآن؟ هل يمكنهم القيام بعمل فعلي"؟ فيجيب أحدهم: "لقد عقدت اجتماعًا لهم". فيرد الأعلى: "أنا لم أسأل عما إذا كنت قد عقدت اجتماعًا؛ بل سألت عن كيفية سير عملهم". فيقول: "من المرجح أنه يسير على ما يرام؛ لم يبلغ أحد عن أي شيء سيئ بشأنهم"، فيرد الأعلى: "عدم إبلاغ أحد عن أي شيء سيئ بشأنهم ليس معيارًا. أنت بحاجة إلى النظر في مدى قدرتهم على العمل ومهاراتهم المهنية، ومعرفة ما إذا كانوا يمتلكون فهمًا روحيًا، وما إذا كانوا يقومون بعمل حقيقي". فيرد: "بدا وقت الاختيار أنهم مقبولون. لم أستفسر عن هذه التفاصيل منذ فترة. إذا أردت أن تعرف، فسأسأل مرة أخرى". هكذا يعمل القادة الكاذبون؛ يستمرون في عقد الاجتماعات والشركات إلى ما لا نهاية مع مرؤوسيهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأعلى، فإنهم يتهربون من الإجابة ويقدمون ردودًا لا مبالية. أفضل ردودهم اللامبالية هي أن يقولوا: "لقد عقدت اجتماعًا لهم. في المرة الأخيرة، سألت عن العمل، بكثير من التفصيل". هكذا يجيبون الأعلى. هل يقوم هؤلاء القادة الكاذبون بعمل حقيقي؟ هل حددوا مشكلات حقيقية؟ هل حلوها؟ بعد ترتيب أمر المشرفين، يجهل القادة الكاذبون تمامًا ما إذا كان المشرفون قد تمموا مسؤولياتهم أو كانوا مخلصين، وكيفية القيام بالعمل، وما إذا كانت النتائج جيدة أم سيئة، وكيف يقدم الإخوة والأخوات تقارير عنها، أو ما إذا كان يوجد أفراد ملائمون للعمل بدرجة أكبر. لماذا يجهلون هذه الأشياء؟ لأنهم لا يقومون بهذا العمل الحقيقي، بل يشغلون أنفسهم بأشياء لا فائدة منها. هم يظنون أنه من غير الضروري أن يشرفوا على العمل ويتفقدوه على هذا النحو باستمرار، وأن هذا يعني أنهم يفتقرون إلى الثقة في هؤلاء المشرفين. يعتقدون في قرارة أنفسهم أن عقد الاجتماعات هو تتميم لمسؤولياتهم وإظهار للإخلاص. هذا هو المظهر الأساسي للقادة الكاذبين الذين لا يقومون بعمل حقيقي.

1. كيفية تعامل القادة الكاذبين مع المشرفين الذين لا يقومون بعمل حقيقي

يغض القادة الكاذبون أبصارهم عن الظروف المختلفة للمشرفين على كل نوع من أنواع العمل في الكنيسة؛ فليس لديهم إلمام بهذه الظروف، وهم لا يدققون فيها، أو يتعاملون معها، أو يعالجونها. ما الظروف المحددة للمشرفين؟ أولها عندما لا يحمل المشرفون عبئًا، ويأكلون، ويشربون، ويسعون إلى اللهو، دون أن يهتموا بعملهم الصحيح، أو يقوموا بعمل حقيقي. أليست هذه مشكلة خطيرة؟ (بلى). بعض الناس لديهم القدرة على العمل، ويتقنون مهنة ما، وهم الأفضل على الإطلاق؛ فهم فصحاء وأذكياء، وإذا طُلب منهم تكرار التعليمات فإنهم يستطيعون ذلك دون إغفال كلمة واحدة، فهم أذكياء بما فيه الكفاية؛ وهم يحظون بتقييمات جيدة جدًا من الجميع، وهم مؤمنون منذ فترة لا بأس بها. وبالتالي، يقع الاختيار عليهم ليكونوا مشرفين. ومع ذلك، لا أحد يعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص عمليين، أو قادرين على دفع الثمن، أو قادرين على القيام بعمل فعلي. وبما أن الناس اختاروهم، فإنهم يُرقَّون مبدئيًا ليتم تنميتهم واستخدامهم على أساس تجريبي. لكن بعد العمل لفترة من الوقت، يُكتشف أنه – على الرغم من مهاراتهم المهنية وخبرتهم – هم شرهون وكسالى، وغير راغبين في دفع الثمن، ويتركون العمل حالما يصبح متعبًا بعض الشيء، ولا يريدون الاهتمام بأي شخص يعاني من مشكلات أو صعوبات ويحتاج إلى إرشادهم. يفكرون في الصباح بمجرد أن يفتحوا أعينهم: "ماذا سآكل اليوم؟ لقد مرت أيام منذ أن أعد المطبخ لحم الخنزير المطهو ببطء". وهم في المعتاد دائمًا ما يقولون للآخرين: "الوجبات الخفيفة في مسقط رأسي لذيذة حقًا؛ فقد اعتدنا أن نخرج لتناولها خلال كل مهرجان. عندما كنتُ في المدرسة، كنت أنام في عطلة نهاية الأسبوع حتى أستيقظ من تلقاء نفسي، ثم أذهب لتناول الطعام دون أن أكلف نفسي عناء غسل وجهي أو تمشيط شعري. في فترة ما بعد الظهر، كنت ألعب ألعاب الفيديو داخل المنزل بملابس النوم، وأحيانًا حتى الخامسة من صباح اليوم التالي. والآن، دفعني العمل في بيت الله إلى هذا الحد، وبصفتي مشرفًا، يجب أن أفعل أشياء معينة. انظروا إلى مدى طيب عيشكم جميعًا؛ ليس عليكم أن تدفعوا هذا الثمن. بصفتي مشرفًا، يجب أن أكون قادرًا على تحمل المشقة". هم يقولون هذا، لكن هل يتمردون على الجسد؟ هل يدفعون الثمن؟ هم كثيرو التذمر، ولا يرغبون في القيام بأي عمل فعلي. هم لا يتحركون إلا عندما يُدفعون إلى ذلك، وإن غاب الإشراف، يتصرفون بطريقة لا مبالية. في أداء واجبهم، يكونون متراخين وغير منضبطين، وغالبًا ما يكونون ماكرين ومتقاعسين، ولا يتحلون بأدنى قدر من المسؤولية. وفيما يتعلق بالمشكلات المهنية التي يلاحظونها بالفعل، فإنهم لا يصححونها للآخرين، ويسعدون عندما يتصرف الآخرون مثلهم بطريقة لا مبالية، فهم لا يريدون أن يأخذ أي شخص العمل على محمل الجد. بعض المشرفين ينهون المهام القليلة التي بين أيديهم بطريقة روتينية ولا مبالية، ثم يبدأون في مشاهدة الأعمال الدرامية التلفزيونية بإفراط شديد. ما سبب إفراطهم في مشاهدة الأعمال الدرامية؟ "لقد انتهيت من مهامي؛ أنا لا أعيش عالة على بيت الله. أنا أسترخي فحسب لأنعش ذهني. بدون ذلك، سأتعب كثيرًا، وستتأثر كفاءتي في العمل. دعوني أسترخ لبعض الوقت، من أجل تحسين كفاءة عملي". يستمرون في مشاهدة الأعمال الدرامية حتى الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل. عندما ينتهي الجميع من تناول الإفطار في الثامنة من الصباح التالي ويبدأون في القيام بواجباتهم، يكون هؤلاء المشرفون لا يزالون نائمين، ولا ينهضون من الفراش حتى عندما تتوسط الشمس كبد السماء. وفي وقت لاحق، ينهضون متثاقلين يجرّون أجسادهم الكسولة إلى الأمام بينما يتمددون ويتثاءبون، وعندما يرون أن الجميع قد بدأوا العمل، يخشون أن يلاحظ الآخرون كسلهم، ويبدأون في البحث عن أعذار: "لقد سهرت لوقت متأخر جدًا الليلة الماضية، كان لدي الكثير من العمل، وكان حجم العمل كبيرًا جدًا. أنا متعب قليلًا، حتى إنني حلمت الليلة الماضية أن ثمة مشكلة في بعض الأعمال. عندما استيقظت هذا الصباح، كانت يدي في وضع الكتابة على الكمبيوتر. ذهني مشوّش حقًا، وأحتاج إلى أخذ قيلولة بعد ظهر اليوم". هم يستيقظون في وقت متأخر جدًا ويحتاجون إلى قيلولة بعد الظهر أيضًا؛ ألم يصبحوا خنازير؟ من الواضح أنهم كانوا متقاعسين، ومع ذلك يختلقون الأعذار لتبرير أفعالهم والدفاع عن أنفسهم، مدعين أنهم متعبون لأنهم كانوا يقومون بواجبهم حتى وقت متأخر من الليل. من الواضح أنهم كانوا يفرطون في مشاهدة الأعمال الدرامية، وينغمسون في الراحة الجسدية، ويعيشون في حالة من الانغماس في الملذات، ومع ذلك يجدون في النهاية عذرًا لطيفًا لخداع الآخرين. أليس هذا عدم اعتناء بعملهم الصحيح؟ (بلى). قد يمتلك أمثال هؤلاء الأشخاص القدرة على العمل والمهارات المهنية، لكن هل يلبون المعيار بوصفهم مشرفين؟ من الواضح أنهم ليسوا كذلك. هم لا يصلحون أن يكونوا مشرفين لأنهم كسالى جدًا، وينغمسون في الراحة الجسدية، وشرهون للطعام، والنوم، واللهو، ولا يستطيعون تحمل مسؤوليات المشرف أو تتميمها.

بعض النساء يكثرن من تصفح مواقع الملابس، والأحذية، ومستحضرات التجميل، والطعام على الإنترنت، وبعد الانتهاء من ذلك، يبدأن بمشاهدة الأعمال الدرامية بإفراط. يقول الناس: "لماذا تفرطين في مشاهدة الأعمال الدرامية وأنتِ لم تنهي عملك بعد؟ علاوة على ذلك، ما زال لدى الآخرين الكثير من المشكلات. بصفتك مشرفة، ينبغي أن تقدمي لهم الإرشاد. لماذا لا تتممين مسؤولياتك"؟ تقول الواحدة من هؤلاء النساء: "إن الإفراط في مشاهدة الأعمال الدرامية هو أيضًا جزء من عملي. إن مقاطع الفيديو والأفلام الخاصة ببيت الله تحتاج إلى تطوير، ويجب أن أجد الإلهام في هذه الأعمال الدرامية"! أليس هذا قولًا خادعًا؟ إذا كُنتِ منخرطة هذه المهنة، فمشاهدة الأعمال الدرامية من حين لآخر بحثًا عن الإلهام أمر مقبول، لكن هل مشاهدتها بإفراط ليل نهار هو بحث عن الإلهام؟ أليس ذلك خداعًا؟ (بلى، إنه كذلك). الجميع يعرف ما يحدث، لذا فإن قول مثل هذه الأشياء هو تنازل عن كرامتك واستقامتك. بعض الأشخاص معتادون بالفعل على ممارسة ألعاب الفيديو، وقد أصبحت جزءًا ثابتًا من حياتهم، لكن ألا ينبغي لهم، بعد اختيارهم مشرفين، أن يغيروا هذه العادات والرذائل السيئة؟ (بلى). إذا كنت لا تستطيع التمرد عليها، فينبغي – عند اختيارك مشرفًا – أن تقول: "لا يمكنني تولي هذا العمل. أنا مدمن للعب ألعاب الفيديو. عندما ألعبها، أصل إلى حالة من الغفلة، ولا يمكن لأحد أن يتدخل أو يصرفني عن ذلك. إذا اخترتموني، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى تأخير العمل. لذا تصرفوا بسرعة ولا تسمحوا لي بأن أكون مشرفًا". إذا لم تعلن عن ذلك مسبقًا وشعرت بالسرور والفخر عند اختيارك، وكنت تعتز بهذه المكانة، لكنك تستمر في ممارسة ألعاب الفيديو وفقًا لأهوائك كما كنت تفعل قبل أن تصبح مشرفًا، فهذا أمر غير لائق، وسيؤدي بالتأكيد إلى تأخير العمل.

بعض المشرفين لديهم عادات سيئة. عندما يختارهم الإخوة والأخوات، لا يفهم البعض وضعهم، بينما يعتقد البعض الآخر أن هؤلاء الأفراد يمكن أن يبذلوا أنفسهم لله بدوام كامل، ويعتقدون أن عادات الشباب السيئة ورذائلهم قد تتغير تدريجيًا مع تقدم العمر والفهم المستمر للحق. كثيرون من الناس يضمرون هذا الموقف وهذا المنظور عندما يختارون هؤلاء الأفراد ليكونوا مشرفين. بعد اختيار هؤلاء الأفراد، يقومون ببعض العمل، لكنهم لا يستمرون على ذلك طويلًا، وبعدها يصبحون سلبيين ويفكرون: "إن كوني مشرفًا ليس بالأمر السهل. يتعين عليَّ الاستيقاظ مبكرًا والسهر لوقت متأخر، ويجب أن أفعل أكثر من الآخرين وأراقب أكثر منهم عند كل منعطف. ويتعين عليّ أيضًا أن أقلق أكثر وأن أقضي المزيد من وقتي وأبذل المزيد من طاقتي. هذه الوظيفة صعبة؛ إنها متعبة للغاية"! ونتيجة لذلك، يفكرون في الاستقالة. إذا كنت لا تحمل عبئًا، فلا يمكنك القيام بعمل المشرف. إذا كنت تحمل عبئًا في قلبك، فستكون مستعدًا للقلق بشأن العمل، وحتى إذا كنت متعبًا أكثر من غيرك، فلن تشعر بأنك تعاني. حتى عندما يحين وقت الراحة، ستظل تفكر: "كيف سار عمل اليوم"؟ إذا تذكرت فجأة مشكلة بقيت دون حل، فلن تكون قادرًا على النوم. إذا كنت تحمل عبئًا في قلبك، فستظل تفكر دائمًا في العمل، ولن تهتم حتى بمدى جودة أكلك أو راحتك. إذا حمل الناس عبئًا ضئيلًا جدًا وهم مشرفون، فإن حماسهم الضئيل لا يدوم إلا لبضعة أيام فقط، ومع مرور الوقت، لا يعود بعضهم قادر على التحمل. فيفكرون: "هذه الوظيفة متعبة للغاية. ما الطريقة التي يمكنني بها الترفيه عن نفسي والاسترخاء قليلًا؟ سألعب بعض ألعاب الفيديو". هم يؤدون عملهم جيدًا لفترة قصيرة، لكنهم فجأة يشعرون برغبة ملحة في ممارسة ألعاب الفيديو. وبمجرد أن يبدأوا، لا يستطيعون التوقف؛ إذ يتآكل العبء الصغير الذي كانوا يحملونه سابقًا بينما يلعبون، كما يتضاءل حماسهم لبذل أنفسهم، وعزيمتهم، وموقفهم الإيجابي تجاه القيام بواجباتهم. وعندما يطلب منهم أحدٌ شيئًا ما، يصبحون نافدي الصبر. فإما أن يهذّبوا الناس، وإما أن يلقوا عليهم المحاضرات ويوجهوا لهم الإهانات، أو أن يقوموا بالأمور بلا مبالاة وينبذوا عملهم. ألا توجد مشكلة لدى هؤلاء المشرفين؟ (بلى). خلال النهار، بالكاد ينجزون عملهم في ضبابية مشوَّشة، وفي الليل، عندما لا يراهم أحد، يمارسون ألعاب الفيديو سرًا، ولا يغمض لهم جفن طوال الليل. يشعرون بالراحة حيال ذلك في البداية، إذ يفكرون: "لم أؤخر العمل خلال النهار. لقد قمت بكل العمل الذي كان من المفترض أن أقوم به. لقد حللت جميع المشكلات التي سألني عنها الآخرون. حتى لو لم أنم في الليل لإفساح الوقت لممارسة ألعاب الفيديو، ألا يُحتسب كل هذا على أنني مخلص"؟ ونتيجة لذلك، حالما يبدأون في ممارسة ألعاب الفيديو، لا يمكنهم التوقف، ولا يستمعون إلى أي شخص. على الرغم من أن هذا الأمر لا يؤثر على راحة الآخرين أو على بيئة العمل، هل يظل بإمكان هؤلاء المشرفين الاضطلاع بعملهم؟ هل يمكنهم القيام به جيدًا؟ (كلا). لم لا؟ هم غالبًا ما يمارسون ألعاب الفيديو طوال الليل دون نوم، وعليهم أن يعملوا خلال النهار؛ ما مقدار الطاقة التي يمكن أن يتمتع بها الشخص؟ هل ستكون كفاءتهم في العمل عالية إذا تشبثوا بممارسة ألعاب الفيديو على هذا النحو؟ بالتأكيد لا. لذلك، لا يمكن لهؤلاء المشرفين تتميم واجباتهم أو الاضطلاع بعملهم على الإطلاق. على الرغم من أن لديهم مهارات مهنية وقدر من مستوى القدرات، فهم يحبون اللعب ولا يهتمون بعملهم الصحيح. ألا ينبغي إعفاء هؤلاء المشرفين؟ إذا لم يتم إعفاؤهم، فسيتأخر العمل. يقول بعض الناس: "إذا تم إعفاؤهم فلن نتمكن من العثور على شخص آخر لديه المهارات المهنية التي لديهم. لا بد أن نسمح لهم بالقيام بهذه الوظيفة؛ لا يزال بإمكانهم الاضطلاع بالعمل حتى إذا كانوا يمارسون ألعاب الفيديو". هل هذا القول صحيح؟ (كلا، ليس صحيحًا). لا يستطيع الإنسان التركيز على شيئين في آنٍ واحد؛ فالإنسان لديه طاقة محدودة. إذا ركزت معظم طاقتك على اللعب، فسيتأثر تفانيك في القيام بواجباتك، وستتضرر فعاليتك في القيام بواجباتك إلى حد كبير. هذا موقف غير مسؤول تجاه القيام بالواجب. حتى إذا بذل الشخص كل قلبه وكل طاقته في القيام بواجباته، فلن تكون النتائج بالضرورة وافيةً بالمعايير بنسبة مائة بالمائة. سيصبح الأمر أسوأ حتى من ذلك إذا ركزت قلبك ومعظم طاقتك على اللعب؛ فلن يتبقى لديك الكثير من الطاقة والتفكير لتستخدمهما في أداء واجباتك، وستتأثر فعاليتك في القيام بواجباتك. إن القول بأنها ستتأثر هي طريقة متحفظة للتعبير عن ذلك؛ الواقع أنَّ فعاليتك في القيام بواجباتك ستتضرر على نحو بالغ. إذا تم التعرف على مثل هؤلاء المشرفين، فينبغي إعادة تعيينهم وإعفاؤهم على الفور، إذ جرى الاستغناء عنهم بالفعل. فالأمر لا يقتصر على أن أداءهم لواجباتهم لا يلبي المعايير، بل هم بالفعل غير قادرين على الاضطلاع بعملهم ولا يستطيعون إحداث أي تأثير إيجابي في عملهم. ولذلك، فإن العثور على شخص آخر جاد ومسؤول لتولي عملهم سيكون خيارًا أفضل رغم امتلاكه مهارات مهنية أقل قليلًا.

لقد عقدت شركة للتو عن أنواع مختلفة من الناس الشرهين للطعام، والنوم، واللهو. ثمة نوع آخر من الأشخاص. في البداية، عندما يتم اختيار المشرفين، يُنظر إلى هذا النوع من الأشخاص على أنه مناسب من كل النواحي لهذا المنصب، ويرغب الإخوة والأخوات كلهم في اختياره. هم يعتقدون أن هذا الشخص يتمتع بإنسانية جيدة، وأنه متحمس، وبارع في مهنته، إضافة إلى كونه الأفضل والأقوى في الفريق من كل النواحي، ما يجعله خيارًا واضحًا لمنصب المشرف. ومع ذلك، بعد فترة من اختياره، يبدأ هذا الشخص في الشعور بالنعاس بشكل متكرر، حتى خلال الاجتماعات. عندما يتحدث إليه الآخرون، يكون دائمًا مرتبكًا ويعطي إجابات غير ذات صلة بالأسئلة. لم يكن هكذا من قبل، فلماذا يبدو فجأة كأنه أصبح شخصًا مختلفًا؟ لاحقًا، يكتشف شخص ما عن غير قصد أن محادثات هذا المشرف مع شخص معين تبدو وكأنهما على علاقة عاطفية معًا، وتُثار التكهنات حول ما إذا كانا بالفعل على علاقة عاطفية. ومع ازدياد وضوح هذا الأمر، يصبح هذا المشرف مشوشًا بشكل متزايد. فكلما طُرحت عليه أسئلة أو جرى الحديث معها عن شيء ما، لا تكون إجاباتها سريعة كما كانت من قبل، ولا تبدو واضحة ومفهومة كما كانت من قبل. يبدأ في القيام بقدر أقل فأقل من العمل الذي ينبغي أن يقوم به المشرف، وشيئًا فشيئًا، يقل حماسه في أداء واجبه. يبدو الأمر كما لو أنه أصبح شخصًا مختلفًا؛ فهو يهتم بملابسه ويعتني بمظهره الشخصي بدرجة أكبر من ذي قبل. ثمة مشكلة هنا. في الماضي، كان من النادر أن يستحم خلال فترات العمل المزدحمة، لكنه الآن يغسل وجهه مرتين في اليوم، ويمشط شعره وينظر في المرآة كلما سنحت لها الفرصة، ويسأل الآخرين باستمرار، "هل تعتقد أن بشرتي أصبحت أفتح أم أغمق في الآونة الأخيرة؟ لماذا يبدو أن بشرتي أصبحت أغمق من ذي قبل"؟ يرد الناس: "إنها لتفاهة كبيرة منك – أنت المشرف – أن تتحدث عن هذه الأشياء؛ كيف يمكن أن يؤثر كون بشرتك أصبحت أفتح أو أغمق على أي شيء"؟ هم يتحدثون باستمرار عن هذه المواضيع التافهة، ولا يكونون في مزاج للقيام بعملهم. كلما سنحت لهم الفرصة، يتحدثون عن الملابس، والنساء، والرجال، والحب، ونوع الأزواج الذين قد يختارهم الناس، لكنهم لا يناقشون أبدًا المشكلات الموجودة في أداء واجباتهم أو كيفية حلها. ألا توجد مشكلة هنا؟ هل ما زال بإمكانهم القيام بالعمل؟ (كلا، لا يمكنهم ذلك). لقد تغيرت طريقة تفكيرهم، ولم تعد مسائل القيام بالواجب تشغل تفكيرهم. وبدلًا من ذلك، فذهنهم طوال اليوم مشغول بأفكار عن كيفية الانخراط في علاقات عاطفية، وكيفية اختيارهم لملابسهم، وكيفية جذب الجنس الآخر. ثمة عبارة متداولة بين غير المؤمنين: "الوقوع في الحب". هل هذا حب؟ كلا، إنه هاوية عميقة! بمجرد أن تدخلها، لا يمكنك الخروج منها. هل يوجد أشخاص كهذا بين الموظفين الذين يقومون بواجباتهم؟ (نعم). لا يتدخل بيت الله في مسألة سعي الناس للبحث عن شركاء عاطفيين، لكن إذا أزعجوا حياة الكنيسة وأثروا على عمل الكنيسة بقيامهم بذلك، فيجب تصفية هؤلاء الأشخاص. هؤلاء الأزواج يجب أن يغادروا ويمارسوا المواعدة بصفة مستقلة ولا يؤثروا على الآخرين. إذا كنت ممن كرسوا أنفسهم لبذل حياتهم كلها لله، وعزمت على عدم الانخراط في علاقات عاطفية، فركز على بذل نفسك لله. إذا دخلتَ في علاقة عاطفية ولم تعد تشعر بالرغبة في القيام بعملك، فينبغي ألا تؤدي واجب المشرف، وسيختار بيت الله شخصًا آخر لهذا المنصب. يجب ألا يتأخر عمل بيت الله أو يتأثر بعلاقتك العاطفية. يجب أن يستمر العمل. كيف يمكن أن يستمر؟ عن طريق اختيار مشرف آخر غير منخرط في علاقة عاطفية، ويتمتع بمهارات مهنية قوية ويستطيع الاضطلاع بالعمل، ليُسلَّم له عملك. يعمل بيت الله دائمًا بهذه الطريقة، وهذا المبدأ لا يتغير. يقول بعض المشرفين: "علاقتي العاطفية لا تؤثر على عملي؛ دعوني أستمر في تولي المسؤولية". هل يمكننا تصديق هذا القول؟ (كلا، لا يمكننا تصديقه). لماذا لا يمكننا تصديقه؟ لأن الوقائع واضحة للجميع! عندما يكون الشخص في علاقة عاطفية، كل ما يفكر فيه هو شريكه العاطفي، وينشغل قلبه بهذه الأمور، ولذلك كثيرًا ما يشعر بالنعاس خلال الاجتماعات ولا يستطيع القيام بواجباته. لذا، فإن الطريقة التي يتعامل بها بيت الله مع مثل هؤلاء الأفراد مناسبة وتتماشى مع المبادئ. لا يمنعك بيت الله من المواعدة، ولا يجردك من حريتك في المواعدة. يمكنك أن تواعد شخصًا ما كما يحلو لك: هذا قرارك الخاص، ما دمت لن تندم على ذلك، ولن تبكي بسببه فيما بعد. لقد أُعفِيَ بعض المشرفين من العمل بسبب علاقة عاطفية. يتساءل بعض الناس: "ألا يُسمح للشخص أن يؤمن بالله بمجرد دخوله في علاقة عاطفية"؟ لم يقل بيت الله ذلك قط. هل يرفض بيت الله كل من يرتبط بعلاقة عاطفية أو يطرده. (كلا). إذا كنت في علاقة عاطفية، فلا يمكنك أن تكون مشرفًا أو قائدًا أو عاملًا، وإذا لم تكن متفانيًا في القيام بواجباتك، فينبغي عليك أن تترك واجب الكنيسة الذي هو بدوام كامل. هل قال أحد إنه لم يعد مسموحًا لك أن تؤمن بالله، أو أنك ستُطرد؟ هل أصدر أحدٌ حكمًا يقول إنه لا يُمكنك أن تُخلَّص أو أنك ستُلعن؟ (كلا). لم يقل بيت الله مثل هذه الأشياء قط. لا يتدخل بيت الله في اختياراتك الشخصية وحريتك على الإطلاق؛ فهو لا يسلب منك أي حرية على الإطلاق، بل يمنحك الحرية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من المشرفين، فإن مبدأ بيت الله في التعامل معهم هو إعفاؤهم وإيجاد شخص مناسب ليحل محلهم. إذا كانوا يصلحون للاستمرار في القيام بواجب ما، فيمكن الإبقاء عليهم في القيام به. إذا لم يكونوا كذلك، فسيتم إبعادهم. لن يكون هناك أي ضرب أو إساءة لفظية أو إهانة. إنه ليس أمرًا مخجلًا؛ إنه أمر طبيعي جدًا. إذًا عندما يُعزَل بعض الأشخاص من مناصبهم أو يُرسلون إلى كنائس عادية بسبب علاقاتهم العاطفية، فهل هذا محرج؟ يمكن أن يشير هذا فقط إلى أنهم يفتقرون إلى الإخلاص في القيام بواجباتهم، وأنهم غير مهتمين بالحق، ولا يحملون أي عبء على الإطلاق لدخولهم إلى الحياة. هذا النوع من المشرفين لا يهتمون بعملهم الصحيح – هم لا يركزون إلا على العلاقات العاطفية، مما يؤخر عمل الكنيسة، وقد أثر ذلك بالفعل على تقدم عمل الكنيسة – أليست هذه مشكلة خطيرة؟ (بلى). لذا، فإن هذا النوع من المشرفين غير مناسب للإبقاء عليهم، وينبغي عزلهم من مناصبهم. يقول البعض: "أليس من التسرع عزلهم"؟ إذا لم يمر من بداية علاقاتهم العاطفية إلى وقت عزلهم سوى يوم أو يومين فقط، فقد يعتبر ذلك تسرعًا. لكن إذا مرّت فترة تتراوح من ثلاثة أشهر إلى خمسة، فهل يعتبر ذلك تسرعًا؟ (كلا). لقد اُتُخذ الإجراء ببطء كافٍ، وتأخر العمل كثيرًا بالفعل– كيف لا تكون قلقًا بشأن ذلك؟ أليست هذه مشكلة؟ (بلى، إنها كذلك).

لا يستفسر القادة الكاذبون عن المشرفين الذين لا يقومون بعمل فعلي، أو الذين لا يهتمون بعملهم الصحيح. هم يظنون أنهم لا يحتاجون سوى أن يختاروا مشرفًا، وأن تلك هي نهاية الأمر، وأنه – بعد ذلك – يستطيع المشرف التعامل مع جميع أمور العمل بنفسه، لذا فإن ما يفعله القادة الكاذبون يقتصر على عقد الاجتماعات في كثير من الأحيان، لكنهم لا يشرفون على العمل أو يسألون عن كيفية سيره، ويتصرفون مثل رؤساء لا يفعلون أي شيء بأنفسهم. إنْ أبلغ أحد عن مشكلة مع أحد المشرفين، يقول أحد القادة الكاذبين، "ما هذه إلّا مشكلة ثانوية، لا بأس. يمكنكم التعامل معها بأنفسكم. لا تسألوني". ويقول الشخص الذي أبلغ عن المشكلة، "ذلك المشرف شره وكسول؛ فهو لا يركز سوى على الأكل والترفيه، وهو امرؤ كسلان. فهو لا يود أن يكلف نفسه حتى القليل من المشقة في أداء واجبه، وهو دائمًا ما يتقاعس بشكل مخادع ويصطنع الأعذار لتجنب عمله والتملص من مسؤولياته. إنه لا يصلح ليكون مشرفًا". سيجيب القائد الكاذب، "كان رائعًا عندما تم اختياره مشرفًا. ما تقوله ليس صحيحًا، أو حتى إن كان صحيحًا فما هذا إلّا مظهر مؤقت". لن يحاول القائد الكاذب أن يتعرف على المزيد عن وضع المشرف، وبدلًا من ذلك سيكون حكمه وقراره بشأن الأمر بناءً على انطباعاته السابقة عن ذلك المشرف. وبغض النظر عمّن يُبلغ عن المشكلات مع المشرف، فإن القائد الكاذب سوف يتجاهله. لا يقوم المشرف بعمل فعلي، ويكاد عمل الكنيسة أن يتوقف، لكن القائد الكاذب لا يهتم، كأنه غير معني أصلًا بالأمر. من المثير للغثيان جدًا أنه عندما يبلغ شخص ما عن مشكلات مع المشرف، فإن القائد الكاذب يغض الطرف. ولكن ما أكثر شيء بغيض على الإطلاق؟ عندما يبلغه الناس بمشكلات خطيرة حقًا مع المشرف، فإن القائد الكاذب لن يحاول علاجها، بل سيختلق جميع أنواع الأعذار: "أعرف هذا المشرف، فهو يؤمن حقًا بالله ولن يواجه أي مشكلات أبدًا. وحتى إذا واجه مشكلة صغيرة، فإن الله سيحفظه ويؤدبه. إذا ارتكب أي أخطاء، فهذا بينه وبين الله – لا داعي لأن نشغل أنفسنا بها". يعمل القادة الكاذبون وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم بهذه الطريقة. هم يتظاهرون بأنهم يفهمون الحق ويملكون الإيمان، لكنهم يحدثون فوضى في عمل الكنيسة، بل قد يصل الأمر إلى أن يتوقف عمل الكنيسة، وسوف يظلون يتظاهرون بجهلهم بهذا الأمر. ألا يتصرف القادة الكاذبون مثل الموظّفين الروتينيّين بدرجة كبيرة؟ هم غير قادرين على القيام بعمل حقيقي بأنفسهم، وهم أيضًا غير دقيقين فيما يتعلق بعمل قادة الفرق والمشرفين، فهم لا يتابعونه ولا يستفسرون عنه. لا تستند نظرتهم إلى الناس سوى على انطباعاتهم وتصوراتهم. عندما يرون شخصًا ما يؤدي جيدًا لبعض الوقت، يظنون أن هذا الشخص سيكون جيدًا إلى الأبد ولن يتغير؛ ولا يصدقون أي شخص يقول إن ثمَّة مشكلة مع هذا الشخص، ويتجاهلون الأمر عندما يحذّرهم أحدهم بشأن ذلك الشخص. هل تعتقدون أن القادة الكاذبين أغبياء؟ إنهم أغبياء وحمقى. ما الذي يجعلهم أغبياء؟ لقد وضعوا ثقتهم بسذاجة في شخص ما، معتقدين أنه لأن هذا الشخص – عندما اُختير – أقسم وقطع عهدًا وصلى بالدموع، فإن هذا يعني إمكانية الاعتماد عليه ولن توجد أي مشكلات أبدًا في توليهم مسؤولية العمل. لا يفهم القادة الكاذبون طبائع الناس ويجهلون الوضع الحقيقي للبشرية الفاسدة. إنهم يقولون، "كيف يمكن لشخص أن يتغير إلى الأسوأ عندما يقع اختياره كمشرف؟ وكيف يمكن لشخص يبدو شديد الجدية ويمكن الاعتماد عليه أن يتهرب من عمله؟ لن يفعل هذا، أليس كذلك؟ إنه يتمتع بالكثير من النزاهة". ونظرًا لأن القادة الكاذبين وثقوا كثيرًا في تصوراتهم ومشاعرهم الخاصة بهم فإن هذا يجعلهم في النهاية عاجزين عن حل المشكلات العديدة التي تنشأ في عمل الكنيسة في الوقت المناسب، ويمنعهم من إعفاء المشرف المعني فورًا وإعادة تكليفه بشيء آخر. إنهم قادة كاذبون بمعنى الكلمة. وما المشكلة هنا؟ هل نهج القادة الكاذبون في عملهم يرتبط باللامبالاة؟ من ناحيةٍ، يرون أن التنين العظيم الأحمر يُنفِّذ الاعتقالات بجنون بحق شعب الله المختار، ولذلك فإنهم للحفاظ على سلامتهم، يرتبون – بصورة عشوائية – أن يتولى شخص مسؤولية العمل، معتقدين أن هذا سوف يحل المشكلة وأنهم لا يحتاجون إلى الانتباه للأمر أكثر من ذلك. بماذا يفكرون في قلوبهم؟ "إن هذه بيئة معادية، فيجب أن أختبئ لبعض الوقت". وهذا اشتهاء للراحة الجسدية، أليس كذلك؟ من ناحية أخرى، لدى القادة الكاذبون عيب فتاك؛ فهم يتسرعون في الثقة بالأشخاص استنادًا إلى تصوراتهم، وسبب ذلك هو عدم فهمهم للحق، أليس كذلك؟ كيف تعرّي كلمة الله جوهر البشرية الفاسدة؟ لِمَ يا تُرى يثقون بالناس في الوقت الذي لا يفعل الله ذلك؟ القادة الكاذبون متغطرسون جدًا وبارون في أعين ذواتهم، أليسوا كذلك؟ ما يفكرون به هو: "لا يمكن أن أكون قد أخطأت في الحكم على هذا الشخص، لا ينبغي أن تكون ثمة مشكلات مع هذا الشخص الذي حكمت بأنه مناسب. إنه بالتأكيد ليس شخصًا منغمسًا في الأكل والشرب واللهو، أو يحب الراحة ويكره العمل الشاق. إنه موثوق تمامًا ويمكن الاعتماد عليه، ولن يتغير، وإنْ تغيَّر فذلك يعني أنني كنت على خطأ بشأنه، أليس كذلك؟" أي منطق هذا؟ هل أنت خبير من نوع ما؟ هل تملك إمكانية الرؤية بواسطة الأشعة السينية؟ هل لديك تلك المهارة الخاصة؟ قد تعيش مع شخص لمدة عام أو عامين، ولكن هل سيكون بإمكانك رؤية مَن هو في الحقيقة من دون بيئة مناسبة لكشف طبيعة جوهره تمامًا؟ إن لم يكشف الله عنه فقد تعيش معه جنبًا إلى جنب لمدة ثلاثة، أو حتى خمسة أعوام، وستظل تكافح لترى بالضبط ما هي طبيعة جوهره. وإلى أي مدى يكون هذا أكثر صحة في حين أنك لا تراه أو تكون معه إلا نادرًا؟ القادة الكاذبون يثقون بسهولة في الشخص بناء على انطباع مؤقت أو على تقييم إيجابي له من قبل شخص آخر، ويجرؤون على أن يعهدوا بعمل الكنيسة إلى مثل هذا الشخص. أليسوا في هذا عميان للغاية؟ ألا يتصرفون بتهوّر؟ وعندما يعمل القادة الكاذبون على هذه الشاكلة، أليسوا عديمي المسؤولية للغاية؟ يسألهم كبار القادة والعاملين: "هل تحققت من عمل هذا المشرف؟ ما خُلُقه ومستوى قدراته؟ هل هو مسؤول في عمله؟ هل يستطيع الاضطلاع بالعمل؟" يجيب القادة الكاذبون: "بالتأكيد! عندما تم اختيار، قطع نذرًا وعهدًا. ما زلت أحتفظ بقسمه المكتوب. ينبغي أن يكون قادرًا على الاضطلاع بالمهمة". ما رأيكم في كلام القادة الكاذبين؟ هم يعتقدون أنه بما أن هذا الشخص قد قطع نذرًا للتعبير عن التزامه، فمن المؤكد أنه سيكون قادرًا على الوفاء به. هل هذا الكلام صحيح؟ كم من الناس في هذه الأيام يستطيعون الوفاء بنذورهم بالفعل؟ كم عدد الأشخاص الصادقين الذين ينفذون الأمور وفقًا لعهودهم؟ أن يقطع الشخص نذرًا لا يعني في حد ذاته أنه يستطيع الوفاء به حقًا. لنفترض أنك سألته: "هل يمكنك ضمان أن المشرف لن يتغير؟ هل يمكنك ضمان إخلاصه مدى الحياة؟ عندما يريد الله أن يكشف الناس، يتعين عليه أن يهيئ بيئات مختلفة لتجربتهم. على أي أساس تقول إنه جدير بالثقة؟ هل تحققت من أمره"؟ يجيب القادة الكاذبون: "لا حاجة لذلك. لقد أفاد الإخوة والأخوات جميعًا أنه جدير بالثقة". هذه العبارة غير صحيحة أيضًا. هل يكون الشخص صالحًا حقًا لمجرد أن الإخوة والأخوات أفادوا بأنه كذلك؟ هل جميع الإخوة والأخوات يمتلكون الحق؟ هل يمكنهم جميعًا أن يروا حقيقة الأمور؟ هل جميع الإخوة والأخوات على دراية جيدة بهذا الشخص؟ هذه العبارة تثير الاشمئزاز أكثر! في الواقع، لقد كُشف عن هذا الشخص منذ فترة طويلة. لقد خسر عمل الروح القدس، وقد كُشف بالفعل عن صفاته الدنيئة المتمثلة في حب الراحة وكراهية العمل الشاق، وكونه شرهًا وكسولًا ولا يهتم بعمله الصحيح. باستثناء القادة الكاذبين، الذين لا يزالون غافلين تمامًا، فقد رأى الجميع حقيقتهم منذ زمن بعيد؛ وحدهم القادة الكاذبون ما زالوا يثقون بهم هذه الثقة الكبيرة. ما فائدة هؤلاء القادة الكاذبين؟ أليسوا عديمي الفائدة؟ توجد حتى بعض الحالات التي يعلم فيها الأعلى بشأن المظاهر المختلفة لبعض المشرفين من خلال الذهاب إلى الموقع للتحقيق والاستفسار عنهم، ومع ذلك يظل القادة غافلين عن ذلك تمامًا. أليست هذه مشكلة؟ هؤلاء القادة هم قادة كاذبون بكل معنى الكلمة. هم لا يقومون بعمل حقيقي، هم مجرد موظفين روتينيين، وهم كرؤساء لا يفعلون أي شيء بأنفسهم، يقومون بالقليل من العمل ثم يعيشون متكلين على ذلك ويظنون أن من حقهم أن يستمتعوا، ولا يحركون إصبعًا للقيام بأبسط الأشياء. أي حق لك في التمتع بمزايا المكانة؟ يا لها من وقاحة حقًا! عندما يعمل القادة الكاذبون لا يتفقدون أي عمل، ولا يستفسرون عن تقدم سير العمل، وبالتأكيد لا يدققون في أحوال المشرفين على الفرق المختلفة. هم لا يقومون إلا بإسناد العمل وترتيب أمر المشرفين، ثم يظنون أنهم انتهوا، وأن عملهم قد أُنجز نهائيًا. هم يعتقدون: "ثمة من يعتني بهذا العمل، لذا لم يعد هذا من شأني. يمكنني الاستمتاع بوقتي". هل هذا قيام بالعمل؟ لا شك أن أي شخص يعمل بهذه الطريقة هو قائد كاذب، قائد كاذب يؤخر عمل الكنيسة ويضر بشعب الله المختار.

لا يسأل القادة الكاذبون أبدًا عن أوضاع عمل المشرفين على الفرق المختلفة أو يتابعونها. كما أنهم لا يسألون عن دخول الحياة للمشرفين على مختلف الفرق والموظفين المسؤولين عن مختلف الوظائف المهمة أو يتابعون ذلك أو يُلِّمون به، ولا عن مواقفهم تجاه عمل الكنيسة وواجباتهم، وتجاه الإيمان بالله، والحق، والله نفسه. هم لا يعرفون ما إذا كان هؤلاء الأفراد قد مرّوا بأي تحوُّل أو نمو، ولا يعرفون بالمشكلات المختلفة التي قد تكون موجودة في عملهم؛ وعلى وجه الخصوص، لا يعرفون تأثير الأخطاء والانحرافات التي تحدث في مختلف مراحل العمل في عمل الكنيسة ودخول شعب الله المختار في الحياة، وما إذا كان قد تم تصحيح هذه الأخطاء والانحرافات. هم جاهلون تمامًا بكل هذه الأمور. إذا كانوا لا يعرفون شيئًا عن هذه الشروط التفصيلية، فإنهم يصبحون سلبيين متى ظهرت المشكلات. ومع ذلك، فإن القادة الكاذبين لا يهتمون بهذه الأمور التفصيلية على الإطلاق في أثناء قيامهم بعملهم. هم يعتقدون أن عملهم ينتهي بعد ترتيب أمر المشرفين على الفرق المختلفة وإسناد المهام؛ أي إنهم يعتبرون أنهم قاموا بعملهم على أكمل وجه، وإذا ظهرت مشكلات أخرى فلا شأن لهم بها. ولأن القادة الكاذبين يفشلون في الإشراف على مشرفي الفرق المختلفة، وتوجيههم، ومتابعتهم، ولا يتممون مسؤولياتهم في هذه المجالات، فإن هذا يؤدي إلى فوضى في عمل الكنيسة. هذا هو تقصير القادة والعاملين في مسؤولياتهم. يستطيع الله تمحيص أعماق قلب الإنسان؛ وهذه قدرة يفتقر إليها البشر. لذلك، فإن الناس يحتاجون عند العمل إلى أن يكونوا أكثر اجتهادًا وانتباهًا، وأن يذهبوا بانتظام إلى موقع العمل لمتابعة العمل، والإشراف عليه، وتوجيهه من أجل ضمان تقدم عمل الكنيسة بشكل طبيعي. من الواضح أن القادة الكاذبين غير مسؤولين تمامًا في عملهم، ولا يشرفون أبدًا على مختلف المهام، أو يتابعونها، أو يوجهونها. نتيجة لذلك، لا يعرف بعض المشرفين كيفية حل المشكلات المختلفة التي تنشأ في العمل، ويظلون في أدوارهم بصفتهم مشرفين على الرغم من أنهم غير أكفاء إطلاقًا للقيام بالعمل. وفي نهاية المطاف، يتأخر العمل مرارًا وتكرارًا ويتسببون في فوضى عارمة به. هذه هي نتيجة عدم سؤال القادة الكاذبين عن أوضاع المشرفين، أو الإشراف عليها، أو متابعتها، وهي عاقبة تنشأ كليًا عن تقصير القادة الكاذبين في تحمل المسؤولية. ولأن القادة الكاذبين لا يتفقدون العمل، أو يتابعونه، أو يسألون عنه، ولا يستطيعون إدراك الوضع على الفور، فإنهم يظلون غافلين عن أمور مثل ما إذا كان المشرفون يقومون بعمل حقيقي، وكيفية سير تقدم العمل، وما إذا كان قد أسفر عن نتائج حقيقية. عندما يُسألون عما ينشغل فيه المشرفين أو المهام المحددة التي يتولونها، يجيب القادة الكاذبون: "لا أعرف، لكنهم يحضرون كل الاجتماعات، وفي كل مرة أتواصل معهم بشأن العمل، لا يذكرون أبدًا أي مشكلات أو صعوبات". يعتقد القادة الكاذبون أنه ما دام المشرفون لا يتخلون عن عملهم، وما داموا موجودين دائمًا عندما يبحثون عنهم، فلا مشكلة بشأنهم الإطلاق. هكذا يعمل القادة الكاذبون. أليس هذا مظهرًا من مظاهر "الزيف"؟ أليس هذا فشلًا في تتميم مسؤولياتهم؟ هذا تقصير خطير في المسؤولية! يركّز القادة الكاذبون في عملهم على القيام بالعمل على نحو سطحي فحسب، ولا يسعون إلى تحقيق نتائج فعلية. في الظاهر، كثيرًا ما يعقدون اجتماعات، ويبدون أكثر انشغالًا من الشخص العادي. ومع ذلك، يظل من غير المعروف ما المشكلات التي قاموا بحلها بالفعل، وما المهام المحددة التي تعاملوا معها بشكل صحيح، وما النتائج التي حققوها. لا يمكن لأحد أن يعطي إجابة واضحة فيما يتعلق بهذه الأمور، بما في ذلك القادة الكاذبون أنفسهم. لكن ثمة شيء واحد مؤكد: أيًا كانت المشكلات التي يواجهها الناس في موقع العمل، فلن تجد هؤلاء القادة الكاذبين في أي مكان؛ لم يرهم أحد في موقع العمل قط يحلون مشكلات الناس. إذًا، ما العمل الذي يقوم به القادة الكاذبون طوال اليوم؟ ما المشكلات التي تحلّها اجتماعاتهم؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين، وثمة كومة من المشكلات المتراكمة التي لم تُحل، وهي لا تُكتشَف إلا في النهاية عندما يتم فحص عملهم. ظاهريًا، يبدو القادة الكاذبون مشغولين حقًا؛ فهم "يتعاملون مع عدد لا يحصى من الشؤون". ومع ذلك، عندما يفحص المرء نتائج عملهم، يجد أنها فوضى عارمة؛ إنها فوضى، لا يوجد شيء ذو قيمة على الإطلاق، ومن الواضح أن هؤلاء القادة الكاذبين لم يقوموا بأدنى قدر من العمل الحقيقي. على الرغم من كثرة المشكلات الحقيقية التي تركوها دون حل، يبدو أن القادة الكاذبين ليس لديهم أي وعي بالضمير ولا يشعرون بأي لوم للذات. علاوة على ذلك، فهم راضون جدًا عن أنفسهم ويظنون أنهم جيدون جدًا؛ هم حقًا مجردون من العقل. أشخاص على هذه الشاكلة لا يستحقون أن يكونوا قادة أو عاملين في الكنيسة.

هذا النوع من المشرفين الذين عقدنا شركة عنه للتو يعرف مهنته ويمتلك القدرة على العمل، لكنه لا يحمل عبئًا، وينغمس في الأكل، والشرب، واللهو طوال اليوم دون أن يهتم بعمله الصحيح أو يقوم بأي عمل حقيقي. القادة الكاذبون لا يستطيعون إعادة تعيين هذا النوع من المشرفين وإعفائه بسرعة، وهذا يعرقل العمل ويزعجه، فيمنعه من التقدم بسلاسة. أليس هذا بسبب القادة الكاذبين؟ على الرغم من أن القادة الكاذبين ليسوا مسؤولين عن ذلك بشكل مباشر، فإن تقصيرهم في تحمل المسؤولية، وفشلهم في تتميم دورهم في المراقبة، يجعلهم مسؤولين بشكل غير مباشر عن الخسائر التي تلحق بالعمل. هؤلاء القادة الكاذبون لا يتممون واجبهم بصفتهم مراقبين، فهم مقصرون في مسؤولياتهم، ويتسببون في النهاية في إلحاق الخسائر بعمل الكنيسة. يصل الأمر حتى إلى أن بعض المهام يتوقف تمامًا ويُترك في حالة من الفوضى بسبب غياب المشرف المناسب لتولي المسؤولية، والقيام بالتدقيق، والإشراف على العمل ودفعه إلى الأمام. سيؤدي الاستخدام غير السليم للموظفين إلى تكبد العمل هذه الأنواع من الخسائر. على الرغم من أن هذا النوع من المشرفين لديه شيء من مستوى القدرات ويفهمون المهنة بعض الشيء، فإنه لا يهتم بعمله الصحيح، وغالبًا ما يسلك طريقه الخاص، ولا يتبع الطريق الصحيح. حتى إذا سمع القادة الكاذبون أن شخصًا ما قد أبلغ عن مشكلة تتعلق بهذا النوع من المشرفين، فإنهم لا ينظرون في الأمر أو يتعاملون معه على الفور، وهذا يؤدي في النهاية إلى إصابة عمل الكنيسة بالشلل. أليس هذا بسبب عدم تحمل القادة الكاذبين للمسؤولية؟ هم حتى يحاولون التملص من المسؤولية، زاعمين أنهم لم يفهموا وضع المشرف، وأنهم كانوا حمقى وجهلاء، معتقدين أن قولهم هذا سينهي الأمر، وأنهم لن يضطروا إلى تحمل المسؤولية. دائمًا ما يتصرف القادة الكاذبون في عملهم بطريقة لا مبالية. حتى عندما يبلّغ الناس بالمشكلات، لا يسألون عنها ولا يتعاملون معها، وعندما يحدث خطب ما، يحاولون التملص من المسؤولية. هذا أحد مظاهر القادة الكاذبين.

2. كيفية تعامل القادة الكاذبين مع المشرفين الذين هم ذوو مستوى قدرات سيء ويفتقرون إلى القدرة على العمل

عندما يعمل القادة الكاذبون فإن المشكلات التي يواجهونها لا تقتصر على هذه الحالة فقط؛ فثمة حالة أخرى يكون فيها المشرفون ذوي مستوى قدرات سيء ولا يملكون القدرة على العمل ولا يستطيعون الاضطلاع بالمهمة. في مثل هذه الحالات، يفشل القادة الكاذبون أيضًا في السؤال عن المشكلة والتعامل معها على الفور. لماذا؟ القادة الكاذبون يفتقرون إلى القدرة على العمل، ولديهم مستوى قدرات سيء، وليس لديهم فهم روحي. هم لا يهتمون أبدًا بالسؤال عن مستوى قدرات المشرفين على مختلف الفرق أو يبادرون بالسؤال عن هذا الأمر، أو عن قدرتهم على الاضطلاع بالعمل، أو عن ظروف عملهم. لا يستطيعون أن يروا حقيقة المشرفين الذين لديهم مستوى قدرات سيء وغير قادرين على الاضطلاع بالعمل، ولا يعرفون هذه الأمور. ففي أذهانهم، حالما يتولى أي شخص منصب المشرف، فإن هذا الشخص سيبقى في منصبه لفترة طويلة، ما لم يرتكب شرورًا متعددة، ويثير غضبًا عامًا، ويعزله الإخوة والأخوات، أو ما لم يبلغ أحدٌ ما عن مشكلاته إلى الأعلى ويقوم الأعلى بإعفاء ذلك الشخص من منصبه مباشرة. بدون هذا، فإن القادة الكاذبين لن يعفوا ذلك الشخص من منصبه أبدًا. هم يعتقدون أنه بما أن الإخوة والأخوات قالوا إن ذلك الشخص صالح وانتخبوه، فلا بد أن يكون ذلك الشخص هو الخيار الأفضل. يعتمد القادة الكاذبون دائمًا على التصورات والتقديرات لتحديد ما إذا كان الشخص يستطيع القيام بالعمل وما إذا كان مناسبًا للعمل بوصفه مشرفًا. على سبيل المثال، كانت توجد مشرفة على أحد فرق الرقص ولم تكن تعرف كيفية الرقص، ولم تكن تفهم مبادئ اختيار الرقصات. بينما كانت تصمم رقصة ما، لم تعرف ما إذا كان عليها اختيار أسلوب معاصر أم كلاسيكي. بمعنى أدق، لم تكن لديها أي معرفة بالرقص. ومع ذلك، لم يستطع القائد الكاذب رؤية ذلك. لقد اختار تلك المرأة لتكون مشرفة لأنها كانت متحمسة وراغبة في أن تخطو إلى دائرة الضوء، مفترضًا أنها تفهم كل شيء وتركها توجه الإخوة والأخوات. فيما بعد، لم يتابع القائد الكاذب عملها أو يراقبه، ولم يرَ مدى نجاحها في توجيه الإخوة والأخوات، وما إذا كانت خبيرة أم شخصًا غير متخصص، وما إذا كان ما قامت بتعليمه مناسبًا، وما إذا كان يتماشى مع متطلبات بيت الله. لم يستطع معرفة هذه الأمور، ولم يسأل عنها. ونتيجة لذلك، عمل الجميع لفترة طويلة من الزمن دون أن يحققوا أي نتائج، واكتُشف أخيرًا أن المشرفة التي اختارها القائد الكاذب لم تكن تعرف كيفية الرقص على الإطلاق، ومع ذلك كانت تتظاهر بأنها خبيرة وتوجه الآخرين. ألم يؤخر هذا العمل؟ لكن القائد الكاذب لم يستطع التعرف على هذه المشكلة وما يزال يعتقد أنها تُحسن صنعًا. في أذهان القادة الكاذبين، أيًا يكن الشخص، فما دام لديه الشجاعة والجرأة على التحدث، والتصرف، وتولي العمل، فهذا يثبت أن لديه مستوى قدرات ويمكنه الاضطلاع بالعمل؛ أما إذا كان لا يجرؤ على القيام بهذه الأمور، فهذا يثبت أن مستوى قدراته غير كافٍ للاضطلاع بذلك العمل. بعض الناس حمقى أو متهورون طائشون يجرؤون على فعل أي شيء. هؤلاء الناس لا يعرفون ما إذا كان لديهم مستوى القدرات المناسب أو ما إذا كانوا قادرين على الاضطلاع بالعمل ومع ذلك يتجرأون على أن يصبحوا مشرفين. ويتضح أنه – بعد أن يتولوا هذا المنصب – لا يحرز العمل أي تقدّم، ومهما كان العمل الذي يقومون به لا يكون لديهم حس واضح بالاتجاه، أو الخطوات، أو الأفكار الصحيحة. يمكن لأي شخص أن يطرح أي رأي ولن يعرفوا ما إذا كان صحيحًا أو خاطئًا. إذا قال شخص ما أنه ينبغي فعل الأشياء بطريقة ما، فسيقولون إنه لا بأس بذلك، بينما إذا قال شخص آخر أنه ينبغي فعل الأشياء بطريقة أخرى، فسيقولون أيضًا لا بأس بذلك. وفيما يتعلق بالنهج الذي يجب اتباعه بالفعل، فإنهم يتركون الجميع يدلون بآرائهم، ومن يتحدث بأعلى صوت تُطبق أفكاره. هذا النوع من الأشخاص لا يملكون أي درجة من مستوى القدرات على الإطلاق، ولا يستطيعون رؤية حقيقة أي شيء، وهم ببساطة يتسببون في فوضى في عملهم، لكن القادة الكاذبين لا يستطيعون رؤية حقيقة هذا النوع من المشرفين. يقول بعض الناس: "هذا المشرف لديه مستوى قدرات ضعيف حقًا؛ يجب إعفاؤه فورًا"! لكن القادة الكاذبين يجيبون: "لقد تحدثت إليه، وقال إنه على استعداد للقيام بدوره. لنمنحه فرصة أخرى". ما رأيكم في هذا القول؟ أليس هذا قول أحمق؟ ما الخطأ في هذا القول؟ (المسألة ليست مسألة ما إذا كان على استعداد للقيام بدوره أم لا؛ إنه يفتقرون إلى مستوى القدرات المناسب وهو ببساطة لا يستطيع الاضطلاع بالعمل على الإطلاق). هذا صحيح، المسألة ليست مسألة ما إذا كان راغبًا في القيام بالعمل؛ بل هي مسألة أن مستوى قدراتهم سيء للغاية، وهم ببساطة لا يعرفون كيفية القيام بالعمل– هذا هو صلب المشكلة. لهذا السبب يجب أن يمتلك قادتهم قدرًا من الذكاء وأن يكونوا قادرين على تقييم الأشخاص، لمعرفة ما إذا كان هؤلاء المشرفون يمتلكون مستوى القدرات اللازم. على هؤلاء القادة أن يجروا تقييمًا شاملًا لهم بناءً على خطابهم وشركتهم، وعلى ملاحظة ما إذا كانوا يتصرفون عادةً في إطار سليم وبطرق وخطوات منظمة، وبناءً على تعقيبات الإخوة والأخوات بشأنهم. إذا كان مستوى قدراتهم سيئًا للغاية ويفتقرون إلى القدرة اللازمة للعمل، وإذا كانوا يشيعون الفوضى في كل ما يفعلونه، وإذا كانوا عديمي الفائدة– فيجب إعفاء هؤلاء المشرفين من مناصبهم على الفور.

كان ثمة مشرف معين على مزرعة قد تسبب في فوضى في عمل الزراعة. لم يكن يعرف أي المحاصيل ينبغي أن يزرعها في أي قطعة أرض، أو أي قطعة أرض تصلح لزراعة الخضروات، ولم يطلب عقد الشركة مع الجميع– لم يكن يعرف كيف يعقد شركة حول هذه الأمور، لذا لم يفعل ذلك فحسب. لقد زرع المحاصيل كيفما شاء، ملقيًا بمبادئ بيت الله خلف ظهره. ونتيجة لذلك، قام بزراعة كل قطعة أرض زراعية بطريقة فوضوية، حيث المحاصيل التي كان ينبغي زراعتها بكميات قليلة زُرعت بأعداد كبيرة، والمحاصيل التي كان ينبغي زراعتها بكميات كبيرة زُرعت بأعداد قليلة. وعندما هذَّبه الأعلى، كان لا يزال متحديًا، وشعر أنه لا يوجد خطأ في زراعة المحاصيل بهذه الطريقة. أخبروني، أليس من الصعب جدًا التعامل مع هذا النوع من المشرفين؟ لم يكن يعرف كيف يتعامل مع الأمور بناءً على المبادئ التي وضعها بيت الله، أو أن يحدد عدد الحقول التي ينبغي أن يزرعها من الحبوب وعدد الحقول التي ينبغي أن يزرعها من الخضروات بناءً على عدد الأشخاص الذين يقومون بواجباتهم في الكنيسة ذات الدوام الكامل. وبدلًا من ذلك، قرر أن يزرع كميات أكثر من محاصيل معينة وكميات أقل من محاصيل أخرى وفقًا لتفضيلاته الخاصة، واعتقد أن القيام بذلك كان مناسبًا تمامًا. في النهاية، زرع المحاصيل بطريقة مشوشة. وفي وقت لاحق، نبتت الشتلات. وقد تحول لون بعضها إلى اللون الأصفر واستلزم الأمر استخدام السماد، لكنه لم يكن يعرف الكمية التي يجب استخدامها أو موعد استخدامه. أصبحت بعض المحاصيل مصابة بالآفات، ولم يعرف ما إذا كان ينبغي عليه رشها بالمبيدات الحشرية أم لا. أوصى بعض الناس باستخدامها، وأوصى البعض الآخر بعدم استخدامها، وأصبح في حيرة من أمره، ولم يعرف ماذا يفعل حيال المبيدات الحشرية. وبهذه الطريقة، مضى مشوشًا إلى أن حان موسم الحصاد. كما أنه لم يكن لديه أي فكرة عن المدة التي يستغرقها موسم زراعة كل محصول أو متى سيصل كل محصول إلى مرحلة النضج. ونتيجة لذلك، كانت الحبوب التي حُصِدَت في وقت مبكر لا تزال خضراء إلى حد ما، بينما الحبوب التي حُصِدَت في وقت متأخر قد سقطت على الأرض. وفي النهاية، وعلى الرغم من كل ذلك، حُصدت المحاصيل أخيرًا وخُزنت الحبوب، وانتهت تقريبًا الأنشطة الزراعية لهذا العام. كيف كان أداء مشرف المزرعة في عمله؟ (لقد كان فوضويًا للغاية). لماذا كان بهذه الدرجة من الفوضوية؟ ابحث عن السبب الجذري لهذه المشكلة. (مستوى قدراته سيء للغاية). هذا المشرف ذو مستوى قدرات سيء للغاية! عندما واجهته المسائل، لم يصدر أحكامًا صائبة، ولم يتمكن من تحديد المبادئ، ولم يكن لديه طريقة أو أسلوب في التعامل مع الأمور. وقد أدى ذلك إلى تعامله مع مهمة بسيطة مثل زراعة المحاصيل بطريقة فوضوية للغاية، وإحداث فوضى كبيرة في هذا العمل. ما المظاهر الرئيسية لضعف مستوى القدرات؟ (الافتقار إلى الحكم الدقيق وعدم القدرة على تحديد المبادئ). أليست هذه الكلمات بالغة الأهمية؟ هل ستتذكرونها؟ عندما يواجه الشخص أمورًا، فإن الافتقار إلى الحكم الدقيق وعدم القدرة على تحديد المبادئ يدل على ضعف شديد في مستوى القدرات. كلما زادت الاقتراحات والتلميحات التي يقدمها الآخرون، ازدادت حيرة هذا المشرف. كان يعتقد أنه سيكون من الرائع لو قُدّم له اقتراح واحد فحسب، إذ كان سيعامله حينئذٍ بمثابة لائحة ويلتزم به، وهو ما كان سيجعل الأمور بسيطة للغاية ويعني أنه لا يحتاج إلى التفكير أو حسن التقدير. كان خائفًا من تعدد الاقتراحات التي قدمها له عدة أشخاص لأنه عندما سمعها، لم يعرف كيف يتعامل معها. في الواقع، لا يخشى الأشخاص ذوو العقول ومستوى القدرات الجيد من تقديم الآخرين للاقتراحات. فهم يعتقدون أن حكمهم يصبح أكثر دقة ويصبح هامش الخطأ أصغر عندما يقدم المزيد من الأشخاص اقتراحاتهم. أما الأشخاص الذين بلا عقول أو مستوى قدرات فيخشون من تنوع الآراء والاقتراحات من أشخاص متعددين؛ هم يصبحون في حيرة من أمرهم عندما يواجهون نصائح من مصادر عديدة. ألم يكن المشرف على المزرعة الذي ذكرته للتو ذا مستوى قدرات ضعيف للغاية؛ أليس الأمر أنه لم يكن جيدًا بما يكفي للاضطلاع بهذا العمل؟ (بلى). يجادل البعض قائلين: "ربما لم يزرع من قبل. لقد أصررت على أن يقوم بعمل الزراعة؛ ألم يكن ذلك مثل إجبار سمكة على العيش على اليابسة"؟ هل عدم وجود خبرة سابقة في الزراعة يعني أن الشخص لا يستطيع الزراعة؟ من لديه القدرة الفطرية على الزراعة؟ هل يمكن أن يكون المزارعون قد ولدوا بهذه القدرة؟ (كلا). هل حدث أن مزارعين لم يحصدوا محصولًا ولم يكن لديهم أي حبوب ليأكلوها في المرة الأولى التي زرعوا فيها بسبب افتقارهم للخبرة وعدم معرفتهم بكيفية الزراعة، مما أدى إلى عام من الجوع؟ هل هذا النوع من الأشياء يحدث؟ (كلا). إذا حدث ذلك بالفعل، فسيكون ذلك بسبب كارثة طبيعية، لا نتيجة أفعال بشرية. مثل هذه الأوضاع نادرة للغاية! المزارعون يكسبون رزقهم من الزراعة، وحتى أولئك الذين مارسوا الزراعة لمدة عام أو عامين يتعلمون القيام بذلك. يمكن للأفراد ذوي مستوى القدرات الجيد أن يجنوا محصولًا أكبر من زراعة الأرض، بينما قد يكون محصول ذوي مستوى القدرات الضعيف أقل. وعلاوة على ذلك، ومع التقدم الحالي ووفرة المعلومات، إذا كان الشخص يتمتع بمستوى قدرات جيد، فإن هذه المعلومة كافية لتكون مرجعًا لإصدار أحكام وقرارات صائبة. كلما كانت المعلومات أكثر شمولًا ودقة، أصبحت أحكامه وقراراته أكثر دقة، وقلت الأخطاء التي يرتكبها– لكن ذوي مستوى القدرات الضعيف يكونون على العكس من ذلك: كلما زادت المعلومات لديهم، زاد ارتباكهم. وفي النهاية، كل خطوة تصبح بالنسبة لهم صراعًا، وتصبح صعبة جدًا عليهم. الزراعة سباق مع الزمن؛ لن تنجح إذا قمت بها مبكرًا جدًا أو متأخرًا جدًا. إذا تأخرت وفاتك الوقت المناسب، فسيتأثر الحصاد النهائي. على مدار عملية الزراعة، كان هذا المشرف مرتبكًا، ومتعجلًا بمرور الوقت، ومُجبرًا في كل خطوة من خطواته. وعلى الرغم من أنه تمكن من اتخاذ كل خطوة، فقد كان الأمر صعبًا جدًا عليه، وفي النهاية أدى ذلك إلى أنه أحدث فوضى في العمل. مثل هؤلاء الأفراد لديهم مستوى قدرات ضعيف للغاية!

الأشخاص ذوو مستوى القدرات الضعيف للغاية لا يستطيعون حتى القيام بمهمة واحدة فردية بشكل جيد؛ مهما كان العمل الذي يقومون به، فإنهم يشيعون فيه فوضى كبيرة. إذا كان قادة هؤلاء المشرفين من ذوي مستوى القدرات الجيد وقادرين على تتميم مسؤولياتهم، فينبغي أن يكونوا قادرين على رؤية هذه الأشياء. وينبغي أن يساعدوا المشرفين الذين لديهم مستوى قدرات ضعيف بالتوجيه، وتوحيد المعايير، والتدقيق. ومع ذلك، يفشل القادة الكاذبون في القيام بذلك؛ وهم أيضًا غير قادرين على القيام بالأشياء التي لا يستطيع المشرفون القيام بها، وعندما يجد المشرفون أن عملهم صعب أو يشعرون بعدم الثقة والتردد في عملهم، يتردد القادة الكاذبون معهم. هم حتى يجهلون كيف يبلي المشرفون في عملهم، أو ما وصلوا إليه فيه، أو ما التحديات التي نشأت، أو ما يحيرهم بشأنه. عندما سأل أحدهم تلك القائدة عن الزراعة، قالت: "أنا قائدة ولست مسؤولة عن الزراعة". فرد عليها: "أنتِ قائدة، فما المانع من سؤالك عن الزراعة؟ هذا العمل يقع ضمن نطاق مسؤولياتك". قالت: "دعني أستفسر عن ذلك من أجلك". أجابت بعد الاستفسار: "نحن نزرع البطاطس حاليًا". فسألها: "كم تزرعون من البطاطس"؟ فأجابت: "لم أستفسر عن ذلك، دعني أذهب وأتحقق لك". وبعد الاستفسار مرة أخرى، أجابت: "لقد زرعنا فدانين". فسألها: "ما نوع البطاطس الذي زرعتموه؟ هل قطعة الأرض هذه مناسبة لزراعة البطاطس؟ هل استخدمتم الأسمدة عندما زرعتها؟ على أي عمق غُرست بذور البطاطس"؟ لم تكن تعرف أيًا من هذا. أنت لا تعرف هذه الأشياء، لكنك لا تستفسر عنها وتبحث عن شخص ما لتسأله عنها– ألا يؤخر هذا الأمور؟ هل أنت قائد أصلًا؟ ما العمل الذي تقوم به بوصفك قائدًا؟ إذا كنت لا تستطيع حتى أن تقود الناس للقيام بهذا الجزء من العمل الخارجي، فما فائدة كونك قائدًا؟ على الرغم من أن مستوى قدرات المشرف كان على هذه الدرجة من السوء، فقد فشلت هذه القائدة الكاذبة في اكتشاف ذلك، وعندما سُئلت عن مستوى قدرات المشرف، وكيف حال المحاصيل، وهل الحصاد مضمون، كانت تعتقد: "ليس من الضروري أن تستفسر عن هذه الأمور؛ فالزراعة مهمة بسيطة! لقد زرعنا المحاصيل في الحقل بالفعل، أليس كذلك؟ كيف لا يكون هناك حصاد"؟ لم تراعِ أي شيء، ولم تستفسر عن أي شيء، ولم يكن لديها أي عقل على الإطلاق. ما نوع هذه القائدة؟ "قائدة كاذبة". متى واجه المشرف أي شيء، أصبح حائرًا كدجاجة مقطوعة الرأس. لم يكن يعرف من يسأل، أو كيف يجد المعلومات، أو إلى أي جانب ينحاز عندما تقدم مصادر المعلومات المختلفة الكثير من الأفكار المختلفة. لم تلتفت هذه القائدة إلى هذه الظروف. كانت تعتقد أن العمل قد تم تسليمه إلى هذا الشخص، ولذلك لم تشغل نفسها به على الإطلاق. هل تعتقدون أن مشرفًا لديه مثل هذه الدرجة من سوء مستوى القدرات سيكون له تأثير على نتائج العمل؟ (نعم). إذًا، ماذا كان ينبغي للقائدة أن تفعل لحل هذه المشكلة؟ من خلال النظر في هذا الأمر، وإجراء تحريات غير مباشرة، ومن خلال الأحداث التي جرت حولها، ومن خلال زراعة محصول ذلك الموسم– كان ينبغي أن تكتشف أن المشرف ذو مستوى قدرات ضعيف للغاية، وأنه غير قادر على فعل أي شيء. لم يستطع تلخيص أي خبرة حتى بعد سنوات من الزراعة – حتى إنه في تلك المرحلة لم يكن متأكدًا من كيفية زراعة المحاصيل – كان ينبغي أن يتضح لها أنه ذو مستوى قدرات ضعيف ولا يرقى إلى مستوى المهمة، وكان ينبغي إعفاء مثل هذا الشخص! كان ينبغي عليها أن تستفسر عمن يصلح أن يكون المشرف، ومن يستطيع أن يتولى هذه المهمة ويقوم بها على نحو جيد، وبذلك تضمن عدم الإضرار بعمل بيت الله. هل كان لدى القائدة الكاذبة هذه العقلية؟ هل كان بوسعها أن ترى هذه المشكلات؟ (كلا). كان عقلها وعيناها عميان؛ كانت عمياء تمامًا. هذا مظهر من مظاهر القادة الكاذبين. فيما يتعلق بالناس ذوي مستوى القدرات الضعيف، فإنهم لا يعرفون كيف يرشدونهم في عملهم، ولا يعرفون كيف يساعدونهم من خلال إجراء التدقيق، ولا يعرفون كيفية حل مشكلاتهم على الفور، وبالتأكيد لا يعرفون أن شخصًا ذا مستوى قدرات ضعيف لا يمكنه الاضطلاع بالمهمة وينبغي استبداله سريعًا وتعيين شخص مناسب مكانه. القادة الكاذبون لا ينفّذون أيًا من هذه المهام؛ هم لا يرقون إلى مستوى القيام بها، ولا يستطيعون رؤية أي من هذا. أليس هؤلاء عميان؟ يقول بعض الناس: "ربما هم مشغولون بمهام أخرى. لماذا تظل تطلب منهم أن يهتموا بهذه المهام التافهة والمتفرقة"؟ هذه مهام يجب على القادة القيام بها، فكيف يمكن اعتبارها مهامًا متفرقة؟ هذه الأمور تقع ضمن نطاق مسؤوليات القادة؛ هل سيكون من المقبول أن يهملوها؟ إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك تقصيرًا في المسؤولية. تنشأ الصعوبات والمشكلات في عمل المشرفين كل يوم تحت أعين القادة، ويطرحها الناس كل يوم. ومع ذلك، فإن عيون القادة الكاذبين عمياء وكذلك هي قلوبهم. فهم لا يستطيعون أن يروا أن هذه مشكلات، ولا يستطيعون أن يشعروا بذلك أو يدركوه؛ لذا، لا يمكنهم حلها بالطبع. لم تتمكن تلك القائدة الكاذبة من اكتشاف أن مستوى قدرات المشرف كان ضعيفًا للغاية. ولم تستطع أيضًا تحديد المشكلات المختلفة التي ظهرت في عمله. لم يتمكن هذا المشرف من التعامل مع المشكلات وعندما كان يحدث شيء ما، كان يتصرف بتخبط وكأنه نملة عالقة فوق مقلاة ساخنة، وهو يفتقر إلى المبادئ، ويحدث فوضى في العمل، ولم تستطع تلك القائدة الكاذبة أن ترى أيًا من ذلك أو تكتشفه. ثمة مبدأ واحد لكيفية قيام القادة الكاذبين بعملهم: ما داموا قد رتبوا شخصًا ما لتولي مسؤولية كل مهمة، فهم يعتبرون أن العمل قد أُنجز، وبغض النظر عما إذا كان مستوى قدرات المشرف جيدًا أو سيئًا، أو ما إذا كان يستطيع القيام بالمهمة جيدًا، أو كم المشكلات التي تنشأ في العمل، يشعرون أنه لا شأن لهم بها. هل ما زال بإمكان مثل هذا القائد إنجاز العمل؟ هل يفهمون كيفية العمل؟ (كلا). إذا كنت لا تفهم كيفية العمل، فلماذا تعمل قائدًا؟ إذا كنت تعمل قائدًا رغم ذلك، فأنت قائد كاذب. لا يمكن للقادة الكاذبين رؤية أو اكتشاف مختلف مظاهر المختلفة للأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف، أو مختلف المشكلات التي تنشأ خلال قيامهم بواجباتهم. قلوبهم خدرة للغاية. أليست أعينهم وعقولهم كلاهما أعمى؟ قد يقول البعض: "هم ليسوا عميانًا. أنت دائمًا ما تفتري عليهم وتشهِّر بهم". كانت المشكلات المتعلقة بهذا المشرف عن الزراعة خطيرة جدًا؛ فقد عاشت تلك القائدة الكاذبة إلى جواره كل يوم، وكان بإمكانها أن تسمع وترى كل ما يحدث. كيف إذًا لم تكن قادرة على اكتشاف أن هذه كانت مشكلات أو إدراك ذلك؟ لماذا لم تتعامل مع هذه المشكلات أو تحلها؟ ألم تكن عيناها وعقلها عميان؟ هل كانت هذه المشكلة خطيرة؟ (نعم، كانت كذلك). هذا مظهر آخر من مظاهر القادة الكاذبين– عمى العقل والعينين.

عندما تسند مهمة ما إلى شخص ذي مستوى قدرات ضعيف، يمكنك أن تعرف من طريقة كلامه المعتادة، ومن موقفه ووجهات نظره عند مناقشة العمل، وطريقة تعامله مع المهام– أن مستوى قدراته ضعيف للغاية، وأن تفكيره فوضوي، وأنه يتعامل مع كل شيء بشيء من العمى والتهور، ويفتقر إلى أي أهداف. يمكنك أن تحدد أن هذا الشخص لديه مستوى قدرات ضعيف للغاية بمجرد النظر إلى طريقة قيامه بالأمور، فهل تحتاج حتى إلى مراقبته لفترة طويلة؟ كلا، لا تحتاج إلى ذلك. لكن القادة الكاذبين لديهم مشكلة خطيرة؛ وهي أنهم يعتقدون أنه بما أن الشخص ظل يعمل كل هذا الوقت دون أن يستقيل، ولم يسمعوا أحدًا يبلغ عنه بسبب ارتكابه شيئًا سيئًا، أو تسببه في عرقلة أو إزعاج، أو لكونه سلبيًا أو كسولًا، فهذا يعني أن هذا الشخص لا يزال قادرًا على القيام بالعمل. هم لا يعرفون كيف يحكمون على مستوى قدرات الشخص أو قدرته على القيام بالعمل جيدًا، بناءً على حديثه أو موقفه ووجهة نظره تجاه الأمور، أو الطريقة التي يقوم بها بالأشياء. ليس لديهم هذا الوعي؛ فهم خدرون فيما يتعلق بهذا الأمر ويفتقرون إلى أي إدراك بشأنه. لديهم وجهة نظر واحدة: ما دام الشخص ليس عاطلًا، فكل شيء على ما يرام ويمكن للعمل أن يستمر. هل تعتقدون أن القائد الذي يضمر وجهة نظر من هذا النوع يمكن أن يجسن القيام بالعمل؟ هل يرقى إلى مستوى المهمة؟ (كلا). السماح لمثل هذا الشخص بأن يكون قائدًا من شأنه أن يشيع الفوضى فب العمل، أليس كذلك؟ عندما ينغمس الشخص في الأكل، والشرب، واللهو، ويهمل واجباته، فإن القادة الكاذبين لا يكلفون أنفسهم عناء التحقق من ذلك أو التعامل معه، ولا يستطيعون أن يروا ما إذا كان مستوى قدرات الشخص جيدة أو سيئة، أو ما إذا كان خُلُقه جيدًا أم سيئًا، مهما طالت مدة مخالطتهم له. هل يمتلك هؤلاء القادة القدرة على العمل في القيادة؟ (كلا). هؤلاء قادة كاذبون. لا يستطيع القادة الكاذبون أن يميزوا ما إذا كان الشخص يتمتع بمستوى قدرات جيد أم لا، وهم غير قادرين على القيام بهذه المهام المحددة. هم يعتقدون أن هذا ليس جزءًا من وظيفتهم. أليس هذا تقصيرًا في المسؤولية؟ ما رأيكم، هل يستطيع شخص ذو مستوى قدرات ضعيف أن يضطلع بالعمل، أم يستطيع ذلك شخص لديه مستوى قدرات معين؟ (شخص لديه مستوى قدرات معين). لذلك فإن تقييم مستوى قدرات الشخص وكفائته في الوظيفة، مسألة ينبغي أن يهتم بها القادة والعاملون وأن يكونوا على دراية بها، وهي أيضًا مهمة ينبغي أن يؤديها القادة والعاملون. لكن القادة الكاذبين لا يفهمون أن هذا جزء من وظيفتهم، ويفتقرون إلى هذا الوعي، ولا يمكنهم تتميم هذا الجزء من مسؤولياتهم. هذا هو الجانب الذي يقصّر فيه القادة الكاذبون في مسؤوليتهم، وهو أيضًا مظهر من مظاهر عدم ارتقاء القادة الكاذبين إلى مستوى الاضطلاع بهذه المهمة. هذا هو النوع الثاني من الأوضاع: أن يكون المشرفون ذوي مستوى قدرات ضعيف، ويفتقرون إلى القدرة على العمل، وغير قادرين على الاضطلاع بعملهم، وهذه مشكلة تتعلق بمستوى قدراتهم. في هذا الوضع، فإنَّ القادة الكاذبين أيضًا يعجزون عن القيام بدور القائد ولا يستطيعون إعفاء المشرفين ذوي مستوى القدرات الضعيف على الفور.

3. كيفية تعامل القادة الكاذبين مع المشرفين الذين يعذبون الآخرين ويزعجون عمل الكنيسة

النوع الثالث من الأوضاع ينطوي على المشرفين الذين يعذبون الآخرين ويقيدونهم، فيزعجون عمل الكنيسة. الوضع الأول الذي تحدثنا عنه سابقًا هو أن بعض المشرفين على الرغم من تمتعهم بمستوى قدرات جيد نسبيًا وقدرة على تولي العمل، فإنهم لا يأخذون العمل على محمل الجد، ويتصرفون بطريقة لا مبالية، في حين أن القادة الكاذبين يجهلون ذلك ولا يعفونهم من مناصبهم على الفور. الوضع الثاني هو أن يكون بعض المشرفين من ذوي مستوى القدرات الضعيف وغير القادرين على الاضطلاع بالعمل، لكن القادة الكاذبين يفشلون في ملاحظة ذلك أو استبدالهم على الفور. أما الوضع الثالث فيتعلق بالمشرفين الذين لا يهتمون بعملهم الصحيح، بغض النظر عما إذا كان مستوى قدراتهم جيدًا أو سيئًا، وهم يعذبون الآخرين فحسب ويقيدونهم، فيزعجون عمل الكنيسة. منذ أن يتم اختيارهم كمشرفين، لا يحاولون أن يتعلموا مجالهم أو يدرسوه، ولا يطلبون مبادئ الحق، وبالتأكيد لا يرشدون الآخرين للقيام بواجباتهم بشكل صحيح. بدلًا من ذلك، في كل فرصة تسنح لهم يضايقون شخصًا ما، ويسخرون من شخص آخر ويستهزئون به؛ ويتباهون بأنفسهم ما دامت لديهم الفرصة، ومهما كان ما يفعلونه، فإنهم لا يتسمون بالواقعية أبدًا. في أحد الأيام يطلبون من الناس أن يفعلوا الأشياء بطريقة ما، وفي اليوم التالي يطلبون منهم أن يفعلوا الأشياء بطريقة أخرى؛ هم يبتكرون حيلًا جديدة فحسب، ويرغبون دائمًا في التميز. كل هذا يضع الناس في حالة من القلق. كلما تكلموا، يشعر بعض الناس بأن قلوبهم ترتجف. عندما يقهرون الجميع، ويجعلون الجميع يخافونهم ويطيعونهم، سيشعرون بالابتهاج. بغض النظر عما إذا كانوا قادة كاذبين أو أضدادًا للمسيح، وبغض النظر عما إذا كانوا في السلطة أم لا، فإن هذا النوع من الناس يدمر سكينة الكنيسة. لا يقتصر الأمر على أنهم لا يستطيعون القيام بعمل حقيقي أو أداء واجبهم بشكل طبيعي، بل إنهم أيضًا يزرعون الشقاق ويسببون النزاعات بين الناس، فيزعجون حياة الكنيسة. لا يقتصر الأمر على أنهم لا يستطيعون مساعدة الآخرين على فهم الحق، بل إنهم كثيرًا ما يصدرون أحكامًا على الناس ويدينونهم، ويجعلون الناس يطيعونهم في كل شيء، ويقيدونهم إلى الحد الذي يجعلهم لا يعرفون كيف يتصرفون بشكل مناسب. خاصةً فيما يتعلق بطريقة عيشهم، فلا يمكن للناس أن يناموا مبكرًا قليلًا أو متأخرًا قليلًا. مهما يفعلون، فعليهم أن يراقبوا تعابير وجه هؤلاء الأشخاص، ما يجعل الحياة متعبة للغاية. إذا أصبح مثل هؤلاء الأشخاص مشرفين، فسيواجه الجميع وقتًا عصيبًا. إذا تحدثت معهم بصراحة وفضحت مشكلاتهم، فسيقولون إنك تستهدفهم وتفضحهم عمدًا. إذا لم تتحدث معهم عن مشكلاتهم، فسيقولون إنك تستخف بهم. إذا كنت جادًا ومسؤولًا تجاه العمل وقدمت لهم بعض النصائح، فسيتحدونك ويقولون إنك تهاجمهم وينعتونك بالمتعجرف. على أي حال، مهما فعلت، فسوف يجدونه غير مرضي. هم يفكرون دائمًا في تعذيب الناس، ويقيدون الناس حتى يصبحوا مقيدي الأيدي والأرجل ويشعرون أن لا شيء يفعلونه صحيح. مثل هؤلاء المشرفون يزعجون عمل الكنيسة.

إن القادة الكاذبين يجيدون القيام بالعمل السطحي، لكنهم لا يقومون بعمل حقيقي أبدًا. هم لا يقومون أبدًا بتفقد مختلف الأعمال المهنية أو الإشراف عليها أو توجيهها، ولا يكتشفون ما يجري في الفرق المختلفة في الوقت المناسب، ولا يتفقدون تقدم العمل، وما المشكلات الموجودة، وما إذا كان المشرفون على الفريق أكفاء في عملهم، وما رأي الإخوة والأخوات الذي يسجلونه في تقاريرهم عن المشرفين أو تقييمهم لهم. إنهم لا يتحققون لمعرفة ما إذا كان أي شخص يتعرض للتقييد من قِبل قادة الفرق أو المشرفين: وما إذا كانت الاقتراحات الصحيحة التي يقدمها الناس تُنفَّذ؛ وما إذا كان ثمة أي شخص موهوب أو يسعى إلى الحق يتم قمعه أو استبعاده؛ وما إذا كان أي شخص سليم النية يتعرض للتخويف؛ وما إذا كان الأشخاص الذين يفضحون القادة الكاذبين ويبلغون عنهم يتعرضون للهجوم، أو الانتقام منهم، أو إخراجهم، أو طردهم؛ وما إذا كان قادة الفرق أو المشرفون أشرارًا، وما إذا كان أي شخص يتعرض للتعذيب. إذا لم يقم القادة الكاذبون بأي من هذه الأعمال الملموسة، فيجب إعفاؤهم. لنفترض مثلًا أن شخصًا ما أبلغ قائدًا كاذبًا بأن أحد المشرفين غالبًا ما يقيد الناس ويقمعهم. لقد أخطأ المشرف في بعض الأمور لكنه لن يسمح للإخوة والأخوات بتقديم أيّ اقتراحاتٍ، بل إنه يبحث عن أعذارٍ لتبرئة نفسه وللدفاع عنها، ولا يعترف بأخطائه مطلقًا. ألا ينبغي إعفاء مثل هذا المشرف فورًا؟ هذه مشكلات ينبغي على القادة حلّها في الوقت المناسب. لا يسمح بعض القادة الكاذبين بالكشف عن المشرفين الذين قاموا بتعيينهم، مهما كانت المشكلات التي نشأت في عملهم، ولا يسمحون بالتأكيد بإبلاغ القيادات العليا عنهم، بل إنهم يطلبون من الناس أن يتعلموا الخضوع. إذا كشف شخص ما بالفعل عن المشكلات التي لدى أحد المشرفين، يحاول هؤلاء القادة الكاذبون وقايتهم أو التغطية على الحقائق الصحيحة، قائلين: "هذه مشكلة في دخول المشرف في الحياة. من الطبيعيّ أن تكون لديه شخصية مُتكبِّرة؛ كلّ مَن لديه قدر من مستوى القدرات مُتكبِّر. إنها ليست مشكلة كبيرة، ولكنني بحاجةٍ إلى الشركة معه قليلًا". وخلال الشركة، يعبر المشرف عن موقفه قائلًا: "أعترف بأنني مُتكبِّرٌ، وأعترف بأن هناك أوقاتًا أشعر فيها بالاهتمام بكبريائي، وافتخاري، ومكانتي، ولا أقبل اقتراحات الآخرين، لكن الآخرين ليسوا ماهرين في هذه المهنة، وغالبًا ما يُقدِّمون اقتراحات تافهة؛ ولذلك يوجد سبب لعدم استماعي إليهم". لا يحاول القادة الكاذبون فهم الوضع فهمًا شاملًا، ولا ينظرون إلى نتائج عمل المشرف، فضلًا عن أن ينظر إلى ما تبدو عليه إنسانيَّته وشخصيَّته وسعيه. كلّ ما يفعلونه هو التهوين من الأمور قائلين: "تم إبلاغي بهذا؛ ولذلك فإنني أراقبك وأمنحك فرصةً أخرى". وبعد حديثهما، يقول المشرف إنه يرغب في التوبة، لكن القادة الكاذبون لا يهتمّون بما إذا كان المشرف يتوب حقًّا في وقتٍ لاحق أو يكتفي بالكذب والخداع فحسب. إذا أثار شخص ما أسئلة حول هذا الأمر، يقول القادة الكاذبون: "لقد تحدثت معه بالفعل، بل إنني عقدت معه شركة عن العديد من مقاطع كلام الله. هو راغب في التوبة، وقد تم حل المشكلة بالفعل". عندما يسأل هذا الشخص: "كيف هي إنسانية ذلك المشرف؟ هل هو شخص يقبل الحق؟ لقد أعطيته فرصة، لكن هل سيكون قادرًا على التوبة الصادقة والتغيير؟" يجيب القادة الكاذبون، غير قادرين على رؤية حقيقة الأمر: "ما زلت أراقبه". فيجيب ذلك الشخص: "منذ متى وأنت تراقبه؟ هل توصلت إلى أي استنتاجات"؟ يقول القادة الكاذبون: "لقد مر أكثر من ستة أشهر، وما زلت لم أتوصل إلى أي استنتاجات". إذا لم يتوصلوا إلى أي نتائج بعد أكثر من ستة أشهر من المراقبة، فأي كفاءة في العمل هذه؟ يعتقد القادة الكاذبون أن إجراء محادثة واحدة مع المشرف له تأثير فعال ويحل المشكلة. هل هذه الفكرة صحيحة؟ هم يعتقدون أنه بمجرد الانتهاء من التحدث مع شخص ما، فإن هذا الشخص سيكون قادرًا على التغيير، وإذا أعرب أحدهم عن عزمه على عدم تكرار الأمر، فإنهم يصدقونه تمامًا دون إجراء أي استفسار آخر أو التحقق من الوضع مرة أخرى. إذا لم يتابع أحد الأمر، فقد لا يكلفون أنفسهم عناء التحقق من الأمر أو متابعة العمل لمدة نصف عام. يظل القادة الكاذبون دون وعي حتى عندما يقوم هذا المشرف بإحداث فوضى في العمل. لا يمكنهم تمييز كيف يخدعهم المشرف ويتلاعب بهم. وما هو أبغض من ذلك هو أنه عندما يبلغ شخص ما عن مشكلات المشرف، يتجاهلها القادة الكاذبون ولا يتحققون في الواقع من وجود المشكلات أو ما إذا كانت المشكلات التي يبلغ عنها الأشخاص حقيقية. هم لا يعيرون هذه المشكلات أي اهتمام؛ لديهم حقًا ثقة زائدة في أنفسهم! بغض النظر عن الأوضاع التي تنشأ في عمل الكنيسة، لا يسارع القادة الكاذبون إلى علاجها؛ فهم يعتقدون أنها لا تعنيهم على أي حال. إن استجابة القادة الكاذبين لهذه المشكلات بطيئة للغاية، فهم يتخذون التدابير ويتحركون ببطء شديد، ويظلون يراوغون، ويظلون يمنحون الناس فرصًا أخرى للتوبة، كما لو كانت الفرص التي يمنحونها للناس ثمينة ومهمة للغاية، وكما لو كان بإمكانهم تغيير قدرهم. لا يعرف القادة الكاذبون كيف يرون حقيقة جوهر طبيعة الشخص من خلال ما يظهر فيه، أو كيف يحكمون على الطريق الذي يسلكه الشخص بناءً على جوهر طبيعته، أو كيف يرون ما إذا كان الشخص مؤهلًا لأن يكون مشرفًا أو للقيام بعمل قيادي بناءً على الطريق الذي يسير فيه. هم غير قادرين على رؤية الأمور بهذه الطريقة. القادة الكاذبون قادرون على القيام بشيئين فقط في عملهم: الأول، جذب الناس للدردشة والقيام بالأمور بطريقة سطحية؛ والثاني، إعطاء الناس فرصًا، وإرضاء الآخرين، وعدم الإساءة إلى أحد. هل يقومون بعمل فعلي؟ بالطبع لا. لكن القادة الكاذبون يعتقدون أن جذب شخص ما للدردشة هو عمل فعلي. هم يعتبرون هذه المحادثات قيّمة ومهمة للغاية، ويرون أن الكلمات الجوفاء والتعاليم التي يتفوّهون بها ذات مغزى كبير. يعتقدون أنهم قد حلوا مشكلات كبيرة من خلال هذه المحادثات وقاموا بعمل فعلي. هم لا يعرفون السبب في أنَّ الله يدين الناس، ويوبّخهم، ويهذّبهم، ويجرّبهم، وينقّيهم. هم لا يعرفون أن كلام الله والحق هما وحدهما القادران على علاج شخصيات الإنسان الفاسدة. هم يبالغون كثيرًا في تبسيط عمل الله وخلاص الله للبشرية! هم يعتقدون أن التحدث ببضع كلمات وتعاليم هو بديل عن عمل الله، وأنه يمكن أن يحل مشكلة فساد الإنسان. أليست هذه حماقة وجهل من القادة الكاذبين؟ القادة الكاذبون ليس لديهم أدنى قدر من واقع الحق، فلماذا هم واثقون إلى هذا الحد؟ هل التفوه ببعض التعاليم سيجعل الناس يعرفون أنفسهم؟ هل سيمكّنهم من التخلص من شخصياتهم الفاسدة؟ كيف يمكن أن يكون هؤلاء القادة الكاذبون على هذا القدر من الجهل والسذاجة؟ هل علاج ممارسات الإنسان الخاطئة وسلوكه الفاسد بهذه البساطة حقًا؟ هل مشكلة شخصيات الإنسان الفاسدة سهلة الحل؟ القادة الكاذبون في غاية الحماقة والسطحية! لا يستخدم الله طريقة واحدة فقط لحل مشكلة فساد الإنسان. هو يستخدم العديد من الطرق وينظم بيئات مختلفة من أجل الكشف عن الناس، وتطهيرهم، وتكميلهم. على النقيض من ذلك، يؤدي القادة الكاذبون العمل بطريقة رتيبة وسطحية للغاية: هم يجذبون الناس للدردشة، ويقومون بالقليل من العمل في تقديم المشورة للناس بشأن طرق تفكيرهم، ويعظون الناس قليلًا، ويعتقدون أن هذا عمل حقيقي. هذا عمل سطحي، أليس كذلك؟ وما المشكلة المخفية وراء هذه السطحية؟ أليست السذاجة؟ القادة الكاذبون ساذجون للغاية، وهم أيضًا يرون الناس والأشياء بطريقة ساذجة للغاية. لا يوجد ما هو أصعب من علاج شخصيات الناس الفاسدة؛ لا يمكن للنمر أن يغيّر شكل جلده. لا يستطيع القادة الكاذبون رؤية حقيقة هذه المشكلة على الإطلاق. لذلك، عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من المشرفين الموجودين في الكنيسة الذين يسببون الاضطرابات باستمرار، والذين يقيّدون الناس ويعذبونهم دائمًا، لا يفعل القادة الكاذبون شيئًا سوى التحدث إليهم وتهذيبهم ببضع كلمات– وهذا كل شيء. هم لا يسارعون إلى إعادة تعيينهم وإعفائهم من مناصبهم. يسبب هذا النهج الذي يتبعه القادة الكاذبون ضررًا هائلًا لعمل الكنيسة، وغالبًا ما يؤدي إلى تعطيل عمل الكنيسة، وتأخيره، وإتلافه، ومنعه من التقدم بشكل طبيعي، وسلس، وفعال بسبب إزعاجات بعض الأشرار– كل هذا تبعة وخيمة من تبعات تصرف القادة الكاذبين بناءً على مشاعرهم، وانتهاك مبادئ الحق، واستخدام الأشخاص الخطأ. وفقًا للمظاهر الخارجية، فإن القادة الكاذبين لا يرتكبون عمدًا شرورًا عديدة، أو يفعلون الأشياء بطريقتهم الخاصة ويؤسسون ممالكهم المستقلة، كما يفعل أضداد المسيح. لكن القادة الكاذبين غير قادرين على حل المشكلات المختلفة التي تنشأ في عمل الكنيسة على الفور، وعندما تحدث مشكلات لدى المشرفين على الفرق المختلفة، وعندما يكون هؤلاء المشرفون غير قادرين على الاضطلاع بعملهم، لا يستطيع القادة الكاذبون تغيير واجباتهم أو إعفاءهم على الفور، وهو ما يجلب خسائر جسيمة لعمل الكنيسة. وهذا كله بسبب تقصير القادة الكاذبين في تحمل المسؤولية. أليس القادة الكاذبون بغيضين للغاية؟ (بلى).

4. كيفية تعامل القادة الكاذبين مع المشرفين الذين يخالفون ترتيبات العمل ويقومون بالأمور على طريقتهم الخاصة

القادة الكاذبون غير قادرين على التعامل الفوري مع الأعمال الشريرة التي تحدث في الكنيسة مثل تعذيب المشرفين للآخرين، وتقييدهم، وإزعاج عمل الكنيسة. وبالمثل، عندما يخالف بعض المشرفين ترتيبات العمل الخاصة ببيت الله ويفعلون الأمور بطريقتهم، لا يستطيع القادة الكاذبون تقديم حلول مناسبة لحل هذه المشكلات على الفور. ينتج عن هذا خسائر لعمل الكنيسة، وخسائر في الموارد المادية والمالية لبيت الله. إن القادة الكاذبين ساذجون وسطحيون، وغير قادرين على فهم مبادئ الحق، وهم غير قادرين مطلقًا على النفاذ إلى حقيقة جواهر طبيعة الناس. وبالتالي، فإنهم غالبًا ما يقومون بعملهم بطريقة سطحية، ويتصرفون بطريقة روتينية، ويلتزمون باللوائح ويتغنون بالشعارات، لكنهم لا يذهبون إلى موقع العمل لتفقده، ومراقبة كل مشرف والسؤال عنه، أو السؤال في الوقت المناسب عما فعله هؤلاء المشرفون، وعن المبادئ التي توجّه أفعالهم، وعن الآثار اللاحقة لأفعالهم. ونتيجة لذلك، فإنهم يجهلون تمامًا من هم الأشخاص الذين يوظفونهم في الواقع وما الذي فعلوه. لذلك، عندما يخالف هؤلاء المشرفون سرًا ترتيبات العمل الخاصة ببيت الله ويفعلون الأشياء بطريقتهم الخاصة، لا يقتصر الأمر على عدم معرفة القادة الكاذبين بهذا فحسب، بل يحاولون حتى الدفاع عن المشرفين. حتى لو سمعوا بذلك، فإنهم لا يتحققون من الأمر ويتعاملون معه على الفور. القادة الكاذبون غير أكفاء في عملهم من ناحية، ومهملون في واجباتهم من ناحية أخرى. دعونا نعطي مثالًا. ثمة قائد ما اختار امرأة كانت قد استُبعِدَت من فريق آخر لتكون فنية زراعة. لم يتحقق مما إذا كانت تتمتع بالخبرة والتجربة ذات الصلة، وما إذا كانت تستطيع القيام بالوظيفة بشكل جيد، وما إذا كانت تتمتع بموقف جاد ومسؤول، وبعد أن وضعها في هذا المنصب، تركها دون أي مراقبة تمامًا، قائلًا: "هيا ابدئي بزراعة الخضروات. يمكنك اختيار البذور، وسأوافق على أي مبلغ تنفقينه. فقط قومي بهذا العمل بالطريقة التي ترينها مناسبة"! قال القائد هذا، وهكذا بدأت هذه المشرفة في القيام بالعمل بالطريقة التي تراها مناسبة. كانت مهمتها الأولى هي اختيار البذور. وعندما بحثت على الإنترنت، اكتشفت: "ثمة الكثير جدًا من الأصناف المختلفة من الخضروات؛ هذا العالم الواسع مليء بالأشياء العجيبة! اختيار البذور أمر ممتع للغاية. لم أقم بهذه المهمة من قبل، ولم أكن أعلم أنني سأكون مهتمة بها إلى هذا الحد. وبما أنني مهتمة بها إلى هذا الحد، فسأبذل قصارى جهدي"! فتحت القسم الخاص ببذور الطماطم أولًا، وكانت مذهولة فحسب. كانت هناك جميع الأصناف وجميع أنواع الأحجام، ومن حيث اللون كانت هناك أنواع حمراء، وأخرى صفراء، وثالثة خضراء، حتى إن أحد الأنواع كان متعدد الألوان؛ لم يسبق لها أن رأت أي شيء مثله، وقد وسّع هذا من آفاقها حقًا! ولكن كيف كان عليها أن تختار البذور المناسبة؟ قررت أن تزرع بعضًا من كل صنف، خاصة الأنواع المتعددة الألوان التي تبدو فريدة من نوعها. اختارت المشرفة أكثر من 10 أصناف من الطماطم بأحجام وألوان وأشكال مختلفة. بعد اختيار بذور الطماطم، حان الوقت لفعل الشيء نفسه مع الباذنجان. أنواع الباذنجان التي يأكلها الناس عادةً هي الباذنجان الطويل الأرجواني أو الباذنجان الأبيض، لكنها فكرت: "لا ينبغي أن يقتصر الباذنجان على هذين النوعين فقط. توجد أصناف خضراء، وأصناف منقوشة، وأصناف طويلة، وأخرى مستديرة، وغيرها بيضاوية. سوف أختار القليل من كل نوع، حتى يتسنى للجميع توسيع أذهانهم وتناول جميع أنواع الباذنجان المختلفة. انظروا كم أنا مشرفة بارعة وشجاعة في اختيار البذور، وكم أنا مراعية للإخوة والأخوات، وأرضي أذواق الجميع". وبعد ذلك، اختارت بذور البصل. كان يوجد محليًا ما مجموعه 14 صنفًا من البصل، وقد اختارتها جميعًا، وعندما انتهت، شعرت بالرضا التام. هل هذه المشرفة "شجاعة"؟ من يجرؤ على اختيار هذا العدد الكبير من الأصناف؟ لاحقًا، ظللت أُشرِّح هذا الأمر، وقال أحدهم، "محليًا، لا يوجد 14 صنفًا فقط، بل هناك أصناف أخرى لم تخترها"! كان مقصده أن الـ 14 صنفًا ليست بالعدد الكبير، وأنه لا يزال يوجد أصناف أخرى لم تخترها المشرفة، لذا فهي لم ترتكب أي خطأ. أليس الشخص الذي قال هذا بطيء الفهم؟ هذا بطء في الفهم، وعدم فهم للغة البشر، وجهل بالسبب الذي جعلني أشرّح الأمر. بعد اختيار بذور البصل، اختارت المشرفة أيضًا ما لا يقل عن ثمانية أصناف من البطاطس. ماذا كان هدفها من اختيار هذا العدد الكبير من الأصناف؟ توسيع آفاق الجميع والسماح لهم بتذوق نكهات مختلفة ومتنوعة. اعتقدت المشرفة أن اختيار البذور ينبغي أن يستند إلى مبدأ تحقيق النفع للإخوة والأخوات. ما رأيكم في دافعها؟ هل التصرف بناءً على موقف التفكير بالنيابة عن الجميع وخدمة الجميع هو المبدأ الذي يتطلبه بيت الله؟ (كلا). إذًا، ما مبدأ بيت الله لاختيار البذور؟ لا تزرعوا الأصناف الغريبة والنادرة التي لا نأكلها عادةً. وبخصوص الأصناف التي تؤكل عادة، إذا لم نكن قد زرعناها من قبل ولا نعرف ما إذا كانت مناسبة للتربة والمناخ المحليين، فاختاروا منها صنفًا أو اثنين أو ثلاثة، أو أربعة على الأكثر. أولًا، يجب أن تكون مناسبة للتربة والمناخ المحليين؛ ثانيًا، يجب أن تكون سهلة النمو وغير عرضة للأمراض والآفات؛ ثالثًا، يجب أن تنتج بذورًا للسنة التالية؛ وأخيرًا، ينبغي أن تنتج محصولًا جيدًا. إذا كانت لذيذة لكن محصولها قليل، فهي غير مناسبة. بالنظر إلى مسألة اختيار البذور، هل تصرفت هذه المشرفة وفقًا للمبادئ؟ هل طلبت؟ هل خضعت؟ هل أظهرت مراعاة لبيت الله؟ هل تصرفت بالموقف الذي يجب أن تتحلى به في أداء الواجب؟ (كلا). من الواضح أنها كانت تتصرف بجموح وتقوم بأشياء سيئة، وتخالف ترتيبات عمل بيت الله علانية وتفعل الأشياء بطريقتها الخاصة بها! لقد أهدرت تقدمات الله بهذه الطريقة لإرضاء فضولها الشخصي ورغبتها في التسلية، وتعاملت مع مهمة بهذه الأهمية على أنها لعبة، لكن قائدها الكاذب تركها تفعل ما يحلو لها دون سؤال أو تدخل. عندما سُئل: "هل قامت المشرفة التي اخترتها بأي عمل بالفعل؟ ماذا كانت النتائج؟ هل ساعدتها عن طريق القيام بالتدقيق عندما تعلق الأمر باختيار البذور"؟ لم ينتبه لهذه الأمور، واكتفى بالقول: "لقد زُرعت البذور؛ لقد زرنا الموقع خلال الزراعة". لم يهتم بأي مشكلات أخرى. كيف اكتُشفت مشكلة هذه المشرفة في النهاية؟ لقد زرعت بعض الفراولة، ووفقًا للمواصفات الفنية ذات الصلة، لا ينبغي تغطية نباتات الفراولة أو السماح لها بأن تثمر في السنة الأولى، ويجب إزالة جميع الأزهار؛ وإلا فلن تثمر أي ثمار في السنة الثانية، وحتى لو أثمرت في السنة الأولى، فستكون الثمار صغيرة جدًا. وعلى الرغم من أن الخبراء أخبروا المشرفة بهذا الأمر، فإنها لم تستمع. كان منطقها يستند إلى معلومات على الإنترنت تفيد بأنه من المقبول تغطية نباتات الفراولة بغشاء بلاستيكي في السنة الأولى وتركها تثمر. كانت نتيجة ذلك أنها أنتجت أنواعًا مختلفة من الفراولة الصغيرة معيبة الشكل ومغطاة بالبذور – بعضها حامض، وبعضها حلو، وبعضها لا طعم له – كانت من جميع الأنواع. لقد أصبحت المشكلة بهذه الخطورة، ومع ذلك تجاهلها القادة الكاذبون هؤلاء تمامًا. لماذا؟ لأنهم ظنوا أنهم لن يتمكنوا من أكل تلك الفراولة على أي حال، لذلك اختاروا تجاهل المشكلة. هل عدم تمكنهم من أكل شيء ما يعني أنهم لا ينبغي أن يهتموا به؟ ماذا عن البطاطس والبصل التي كانوا سيتمكنون من أكلها؛ هل اهتموا بها؟ لا أحد من هؤلاء القادة الكاذبين كان يعبأ بالأمر على الإطلاق؛ لقد اكتفوا بمشاهدة المشرفة وهي تفعل ما يحلو لها. لقد زرتهم ذات يوم، وأبلغ أحدهم أن الخس قد أصبح قديمًا، وإذا لم يحصدوه قريبًا، فلن يتمكن أحد من أكله وسيُهدَر. ومع ذلك، أصرّت المشرفة على تركه، وقالت إنهم إذا حصدوه فسيضطرون إلى زراعة خضروات أخرى، وهو ما وجدته متعِبًا. وعلى الرغم من معرفة القادة الكاذبين بهذا الأمر، لم يفعلوا شيئًا. وفي نهاية المطاف، اضطُرّ الأعلى إلى أن يأمرهم بحصاد الخس بسرعة ومعالجة الوضع؛ وإلا فإن الخس كان سيشغل الأرض ويمنع زراعة الخضروات الصيفية. وعلى الرغم من ظهور مثل هذه المشكلة الكبيرة في العمل، لم يفعل أي من القادة الكاذبين أي شيء حيال ذلك، فقد كانوا يخشون كثيرًا من الإساءة إلى الناس. ولأن المشرفة تمت ترقيتها من قِبل قائد كاذب، وهو لم يتفقد عملها قط بعد ترقيتها، وسمح لها بالتصرف بحرية، وقدم لها الدعم والمساندة، ولم يجرؤ القادة الآخرون على التدخل، وتواطؤوا معهم– نشأت في النهاية العديد من المشكلات. هذا هو العمل الذي قام به القادة. هل لا يزال من الممكن أن يُطلق عليهم قادة؟ على الرغم من حدوث مثل هذه المشكلة الخطيرة تحت أعينهم، فقد فشلوا في إدراك أنها مشكلة، فضلًا عن حلها. أليس هؤلاء قادة كاذبين؟ (بلى، هم كذلك). من ناحية، كانوا يرضون الناس ويخشون الإساءة إلى الآخرين. ومن ناحية أخرى، لم يكونوا يعلمون مدى خطورة المشكلة، وكانوا يفتقرون إلى القدرة على إصدار حكم صائب، ولم يكونوا يعلمون أنها مشكلة، ولم يكونوا على دراية بأن هذا العمل كان يقع ضمن نطاق مسؤولياتهم. أليسوا عديمي الجدوى ومبددين؟ أليس هذا تقصيرًا في المسؤولية؟ (بلى). هذا هو الوضع الرابع: المشرفون الذين يخالفون ترتيبات العمل الخاصة ببيت الله ويقومون بالأمور على طريقتهم. لقد قدمنا مثالًا يفضح مظاهر تقصير القادة الكاذبين في مسؤولياتهم في هذا الأمر، ويسلط الضوء على جوهر طبيعة القادة الكاذبين.

5. كيفية تعامل القادة الكاذبين مع المشرفين الذين هم من أضداد المسيح ويؤسسون ممالك مستقلة

ثمة وضع آخر، وهو عندما يتمرد المشرفون على رؤسائهم ويؤسسون ممالك مستقلة؛ هؤلاء المشرفون أضدادٌ للمسيح. لا يستطيع القادة الكاذبون أن يلعبوا دور المراقبين عندما يتعلق الأمر بمشكلات مثل أن يكون لدى المشرفين مستوى قدرات سيء، أو أن تكون لديهم إنسانية سيئة، أو أن يتصرفوا بجموح ويقوموا بأشياء سيئة. وهم يفشلون أيضًا في أن يقوموا على الفور بالتفتيش على العمل الذي يقوم به هذه الأنواع من المشرفين والسؤال عنه وعن مشكلاتهم من أجل تحديد ما إذا كانوا مناسبين. وعلى المنوال نفسه، فإن قدرة القادة الكاذبين على النفاذ إلى جوهر طبيعة أضداد المسيح – الذين هم خبيثون وشرسون – أقل حتى من ذلك. لا يقتصر الأمر على أنهم غير قادرين على النفاذ إلى حقيقة هذا الأمر، بل إنهم في الوقت نفسه خائفون إلى حد ما من هؤلاء الناس، وعاجزون وقليلو الحيلة إلى حد أن أضداد المسيح يسيطرون عليهم تمامًا في كثير من الأحيان. إلى أي مدى قد تتفاقم هذه المشكلة؟ من الممكن أن يشكل أضداد المسيح زمرًا داخل مجالات عمل القادة الكاذبين، ويستقطبون قواتهم الخاصة ويؤسسون ممالك مستقلة، وفي نهاية المطاف، قد يستولون على زمام الأمور، ويبدأون في اتخاذ القرارات، ويحوّلون القادة الكاذبين إلى قادة صوريين. يظل هؤلاء القادة الكاذبون بطريقة أو بأخرى غافلين عن الأشياء التي يقررها أضداد المسيح ويعرفونها، وهم لا يعلمون عنها شيئًا. لا يصبحون على وعي بهذه الأشياء إلا بعد أن يحدث شيء ما ويبلغهم به أحدهم، ولكن بحلول ذلك الوقت، يكون الأوان قد فات الأوان. يصل الأمر إلى أنَّ القادة الكاذبين يسألون أضداد المسيح عن السبب في عدم إبلاغهم، فيجيبون: "ما الفائدة من إخبارك؟ لا يُمكنك اتخاذ قرار بشأن أي شيء، لذلك لم تكن ثمة حاجة لمناقشة هذا معك، لقد اتخذنا القرار بأنفسنا. حتى لو كنا قد أبلغناك، كنت ستوافق بالتأكيد. أي رأي كان بإمكانك إبداؤه"؟ القادة الكاذبون عاجزون في مثل هذه الأمور. إن كُنتَ لا تستطيع تمييز أضداد المسيح هؤلاء، أو حل مشكلتهم، أو التعامل معهم، فينبغي عليك أن تبلغ عنهم إلى الأعلى، لكنك لا تجرؤ حتى على فعل ذلك؛ ألستَ عديم الجدوى؟ (بلى). عندما يواجه عديمو الجدوى الكبار هؤلاء مثل هذه الأمور، يأتون إليّ ليشتكوا باكين، ويتذمرون: "هذا ليس خطأي؛ أنا لم أتخذ هذا القرار. وسواء كان القرار الذي اتخذوه صحيحًا أم لا فلا علاقة لي به، لأنهم لم يبلغوني أو يخبروني به عندما اتخذوه". ماذا يقصدون بذلك؟ (هم يتنصلون من المسؤولية). بصفتك قائدًا، ينبغي أن تعرف هذه الأمور وتكون ملِّمًا بها؛ إذا لم يبلغك أضداد المسيح بالأشياء، فلماذا لا تبادر أنت وتسأل بنفسك؟ بصفتك قائدًا، ينبغي عليك أن تقوم بتنظيم كل الأمور، والإشراف عليها، واتخاذ القرارات بشأنها؛ إذا كانوا لا يبلغونك بأي شيء ويتخذون القرارات من تلقاء أنفسهم، ثم يرسلون لك الفواتير لتوقع عليها، أليسوا مغتصبين لسلطتك؟ فور أن يواجه القادة الكاذبون أضداد المسيح الذين يزعجون عمل الكنيسة، يصابون بالذهول؛ هم عاجزون كحمقى يواجهون ذئبًا، ويقفون بلا حول ولا قوة بينما يتحولون إلى رؤساء صوريين قد اغتُصِبَت سلطتهم. لا يمكنهم فعل أي شيء حيال ذلك؛ يا لهم من حفنة من التعساء عديمي الفائدة! لا يمكنهم حل المشكلات، ولا يمكنهم تمييز أضداد المسيح أو فضحهم، وبالتأكيد لا يمكنهم منعهم من ارتكاب أي أعمال شريرة. وفي الوقت نفسه، لا يبلغون الأعلى بهذه المشكلات. أليس هؤلاء عديمي الجدوى؟ ما فائدة اختيارك قائدًا؟ أضداد المسيح يتصرفون بجموح ويفعلون أمورًا سيئة، ويهدرون التقدمات علانية، ويشكلون قوات يرأسونها ويؤسسون ممالك مستقلة داخل الكنيسة؛ وفي أثناء ذلك، أنت تفشل تمامًا في الإشراف عليهم، أو فضحهم، أو كبح جماحهم، أو التعامل معهم، ومع ذلك تأتي إليّ لتشتكي. أي نوع من القادة أنت؟ أنت حقًا عديم الجدوى! مهما كان ما يفعلونه، تعقد هذه العصابات التي يترأسها أضداد المسيح مناقشات فيما بينهم سرًا ثم يتخذون قرارات دون تفويض. هم حتى لا يمنحون القادة الحق في معرفة ما يجري، فضلًا عن الحق في اتخاذ القرارات. هم يلغون وجود القادة بشكل مباشر، ويمارسون كل السلطة بأنفسهم ويتخذون جميع القرارات. ماذا يفعل القادة المكلفون بإدارتهم في خضم كل هذا؟ هم يفشلون تمامًا في التدقيق في هذا العمل، أو الإشراف عليه، أو إدارته، أو اتخاذ القرارات المتعلقة به. في النهاية، يدعون أضداد المسيح يستولون على السلطة ويديرونهم من أعلى. ألا تنشأ هذه المشكلة من عمل القادة الكاذبين؟ ما جوهر هذه المشكلة؟ من أين تنبع؟ إنها تنبع من القادة الكاذبين الذين يفتقرون إلى مستوى قدرات جيد، ويفتقرون إلى القدرة على العمل، ولا يقيم لهم أضداد المسيح أي اعتبار على الإطلاق. يعتقد أضداد المسيح: "ماذا يمكنك أن تفعل كقائد؟ لن أستمع إليك رغم ذلك، وسأستمر في تخطيك للقيام بالأمور. إن أبلغت الأعلى بهذا، فسوف نعذبك"! لا يجرؤ القادة الكاذبون على الإبلاغ عن مثل هذه الأمور. القادة الكاذبون لا يفتقرون إلى القدرة على العمل فحسب، بل يفتقرون أيضًا إلى الشجاعة للتمسك بالمبادئ، ويخشون الإساءة إلى الناس، ويفتقرون تمامًا إلى الإخلاص– أليست هذه مشكلة خطيرة؟ إذا كان لديهم حقًا مستوى ما من القدرات وفهم الحق، فعند رؤية أن هؤلاء الأشخاص سيئون، سيقولون: "لا أجرؤ على فضحهم بمفردي، لذلك سأعقد شركة مع العديد من الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق ويفهمونه أكثر لحل هذه المشكلات. إذا ظللنا بعد عقد الشركة غير قادرين على التعامل مع أضداد المسيح، فسأبلغ عن المشكلة إلى الأعلى وأدعه يحلها. لا أستطيع أن أفعل أي شيء آخر، لكن يجب علي أولًا أن أحافظ على مصالح بيت الله؛ القضايا التي رأيت حقيقتها والمشكلات التي اكتشفتها يجب ألا يُسمح لها بالتطور مطلقًا". أليست هذه طريقة لمعالجة المشكلة؟ ألا يمكن أن يُعَد هذا أيضًا تتميم المرء لمسؤولياته؟ إذا كان بإمكانك القيام بذلك، فلن يقول لك الأعلى إنك ذو مستوى قدرات ضعيف وتفتقر إلى القدرة على العمل. لكنك لا تستطيع حتى إبلاغ الأعلى بالمشكلات، لذا فأنت تُوصَّف بأنك عديم الجدوى وقائد كاذب. لا يقتصر الأمر على أنك ذو مستوى قدرات ضعيف وتفتقر إلى القدرة على العمل، بل إنك تفتقر حتى إلى الإيمان والشجاعة للاعتماد على الله لفضح أضداد المسيح ومحاربتهم. ألستَ عديم الجدوى؟ هل أولئك الذين اغتصب أضداد المسيح السلطة منهم مثيرون للشفقة؟ قد يبدون مثيرين للشفقة؛ فهم لم يفعلوا شيئًا سيئًا، وهم في عملهم حذرون جدًا، ويخافون جدًا من ارتكاب الأخطاء، ومن أن يُهذَّبوا، ومن أن يزدريهم الإخوة والأخوات. ومع ذلك ينتهي بهم الأمر إلى أن يغتصب أضداد المسيح سلطتهم تمامًا أمام أعينهم، ولا يكون لأي شيء يقولونه أي تأثير، ولا يهم حقًا إن كانوا موجودين أم لا. قد يبدون مثيرين للشفقة ظاهريًا، لكنهم في الواقع بغيضون جدًا. أخبروني، هل يستطيع بيت الله حل المشكلات التي لا يستطيع الناس حلها؟ هل ينبغي على الناس الإبلاغ عن المشكلات إلى الأعلى؟ (نعم، ينبغي عليهم ذلك). في بيت الله، لا توجد مشكلات لا يمكن حلها، وكلام الله يمكنه حل أي مشكلة. هل لديك إيمان حقيقي بالله؟ إذا لم يكن لديك هذا القدر من الإيمان، فكيف تكون مؤهلًا لتكون قائدًا؟ ألست شقيًا عديم الفائدة؟ لا يتعلق هذا فقط بكونك قائدًا كاذبًا؛ فأنت تفتقر حتى إلى أبسط قدر من الإيمان بالله. أنت عديم الإيمان ولا تستحق أن تكون قائدًا!

فيما يتعلق بالمسؤولية الرابعة للقادة والعاملين، ذكرنا خمسة أوضاع لفضح كيفية تعامل القادة الكاذبين مع مختلف بنود العمل والمشرفين. استنادًا إلى هذه الأوضاع الخمسة، شرّحنا المظاهر المختلفة للقادة الكاذبين من حيث مستوى القدرات الضعيف للغاية، وعدم الكفاءة، وعدم القدرة على القيام بعمل حقيقي. من خلال عقد شركة بهذه الطريقة، هل أصبح لديكم فهم أوضح لكيفية تمييز القادة الكاذبين؟ (نعم). حسنًا إذًا، دعونا نختتم شركتنا اليوم عند هذا الحد. إلى اللقاء!

23 يناير 2021

السابق:  مسؤوليات القادة والعاملين (2)

التالي:  مسؤوليات القادة والعاملين (4)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger