مسؤوليات القادة والعاملين (5)

في الاجتماع الأخير، عقدنا شركة عن البند الخامس من مسؤوليات القادة والعاملين. خلال عقد الشركة عن البند الخامس، شرّحنا بعض مظاهر القادة الكاذبين وتصرفاتهم، وانتهينا من عقد الشركة عن هذا البند. والآن سنعقد شركة عن البندين السادس والسابع من مسؤوليات القادة والعاملين. ما المحتوى المحدد لهذين البندين؟ (البند السادس: ترقية جميع أنواع المواهب المُؤهَّلة وتنميتها حتَّى تتاح لجميع من يسعون إلى الحقّ فرصة التدريب والدخول إلى واقع الحقّ في أقرب وقتٍ ممكن. البند السابع: تخصيص واستخدام أنواعٍ مختلفة من الناس بشكلٍ معقول بناءً على إنسانيَّتهم ونقاط قوَّتهم بحيث يُستخدَم كلٌّ منهم على أفضل وجهٍ). دعونا إذًا نشرّح مختلف تصرفات القادة الكاذبين ومظاهرهم فيما يتعلق بهذين البندين. هذان البندان ينتميان إلى الفئة نفسها التي تتعلق بترقية الكنيسة لجميع أنواع الناس وتنميتهم واستخدامهم. دعونا أولًا نعقد شركة عن مبادئ بيت الله في ترقية جميع أنواع المواهب المؤهلة وتنميتها. بهذه الطريقة، ألن تكونوا حينئذٍ قادرين بشكل أساسي على فهم بعض المبادئ التي ينبغي للقادة والعاملين الالتزام بها عند القيام بهذا العمل؟ قد تفكرون: "بصفتنا قادة وعاملين، غالبًا ما تقابلنا هذه الأمور، ونحن مُلِمّون بهذا العمل بالفعل ولدينا بعض الخبرة به؛ لذا، حتى إذا لم تقل شيئًا آخر بشأنه، فنحن نفهمه بوضوح، ولست بحاجةٍ إلى عقد شركة عنه بشكل خاص مرة أخرى". إذًا، ألا توجد حاجة إلى عقد شركة عنه؟ (نحن بحاجة إلى شركتك عنه. ما زلنا لا نستوعب المبادئ في هذا الشأن، وثمة بعض الموهوبين الذين ما زلنا لا نعرف كيف نميزهم). معظم القادة والعاملين لا يزالون في حيرة من أمرهم حول كيفية القيام بهذا العمل، ولا يزالون في مرحلة استكشاف الطريق في هذا الشأن، ولا يستطيعون استيعاب المبادئ الدقيقة، ولهذا ما نزال بحاجة إلى عقد شركة حول التفاصيل.

البند السادس: ترقية جميع أنواع المواهب المُؤهَّلة وتنميتها حتَّى تتاح لجميع من يسعون إلى الحقّ فرصة التدريب والدخول إلى واقع الحقّ في أقرب وقتٍ ممكن

مغزى ترقية بيت الله لجميع أنواع الموهوبين وتنميتهم

لماذا يرقّي بيت الله جميع أنواع الموهوبين وينميهم؟ هل ترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم من أجل الانخراط في العلم، والتعليم، والأدب؟ ينبغي أن يعرف شعب الله المختار كله بالفعل أن بيت الله عندما يرقّي أنواعًا مختلفة من الموهوبين وينميهم، فهذا لا يهدف إلى تصنيع نوع من المنتجات عالية التقنية وخلق معجزة أو إجراء بحث في تاريخ تطوّر الإنسانية، فضلًا عن أن يكون ذلك من أجل وضع أي نوع من الخطط لمستقبل البشرية. لماذا إذًا يرقّي بيت الله جميع أنواع الموهوبين وينميهم؟ هل تفهمون هذا أم لا؟ (من أجل نشر إنجيل الملكوت). من أجل نشر إنجيل الملكوت – هذا أحد الأسباب. هل من سبب آخر؟ (حتى تتاح لكل مَن يسعى إلى الحقّ فرصة التدريب). هذا صحيح، هذه الإجابة منطقية تمامًا وتصيب كبد الحقيقة. لكي تتاح لمزيد من الأشخاص الذين يسعون إلى الحق فرصة التدريب، والدخول إلى واقع الحق في أقرب وقت ممكن. كلتا الإجابتين اللتين قدمتموهما للتو صحيحتان ودقيقتان. إنَّ ترقية بيت الله لجميع أنواع الموهوبين وتنميتهم، تتعلق من ناحية بنشر إنجيل الملكوت وعمل الله، وتتعلق من ناحية أخرى بالمساعي الفردية والدخول. هذان هما الجانبان الرئيسيان. على وجه التحديد، ما مغزى ترقية بيت الله لجميع أنواع الأشخاص الموهوبين وتنميتهم؟ ما العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص الذين يتم ترقيتهم وتنميتهم في الكنيسة على وجه التحديد؟ عندما يرقّي بيت الله شخصًا ما وينميه ليكون قائد فريق، أو مشرفًا، أو قائدًا في الكنيسة أو عاملًا، هل هو بذلك يُنصَّب بصفته موظفًا؟ (كلا). بيت الله يرقّي الناس وينميهم ليتمكنوا من أن يكونوا مسؤولين عن مشروعات أو مهام محددة ضمن بنود العمل المختلفة في الكنيسة، مثل عمل الإنجيل، والعمل القائم على النصوص، وعمل إنتاج الأفلام، وعمل السقاية، وكذلك بعض الشؤون العامة، وما إلى ذلك. إذًا، كيف ينفّذون هذه المهام المحددة؟ من خلال تولى بنود مختلفة من عمل الكنيسة وفقًا لمتطلبات الله، ومبادئ الحق في كلام الله، وترتيبات العمل الخاصة ببيت الله، ومن ثمَّ يقومون بواجبهم وفقًا لمتطلبات الله ويتصرفون وفقًا لمبادئ الحق. وبالنظر إلى حقيقة أن هؤلاء الأشخاص يتم ترقيتهم وتنميتهم لتنفيذ العمل، فليس ما يمكّنهم من القيام بعملهم بشكل جيد هو أن يكون لديهم لقب أو مكانة رسمية، بل يجب أن يمتلكوا مستوى معينًا من القدرات لكي يضطلعوا بعمل معين، أي أن يضطلعوا بما ائتمنهم الله عليه، أو بعبارة أخرى، أن يضطلعوا بواجب والتزام ينطوي على مسؤولية. هذا هو المغزى والتعريف المحددين لترقية مختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم كما هو مذكور في البند السادس من مسؤوليات القادة والعاملين. ولذلك، فإن هدف بيت الله من ترقية الناس وتنميتهم هو تنمية جميع أنواع الموهوبين للقيام بمختلف بنود عمل الكنيسة بشكل جيد وفقًا لمتطلبات الله وترتيبات عمل بيت الله؛ إنه تمكين هؤلاء الناس من الاضطلاع بمهام محددة مختلفة من مهام الكنيسة. في الوقت نفسه، ينمّي بيت الله هؤلاء الناس ويدربهم حتى يتعلموا كيفية التأمل في كلام الله، وعقد شركة عن الحق، والتصرف وفقًا للمبادئ، ما يقودهم إلى ممارسة الحق والعيش بكلام الله، والدخول إلى واقع الحق، وتمكينهم من امتلاك اختبارات حقيقية وشهادات، وهو ما يمكِّنهم بعد ذلك من أن يقودوا الآخرين، ويسقوهم، ويمدّوهم، ويقوموا بمختلف بنود عمل الكنيسة بشكل جيد، وفي الوقت نفسه، يمكن تمكين شعب الله المختار من الخضوع لله، والشهادة لله، وتتميم واجب التبشير بالإنجيل. إن أسلوب الممارسة لترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم يتمثل – من ناحية – قيادة الناس في ممارسة كلام الله واختباره، والتوصل إلى معرفة أنفسهم، والتخلص من شخصياتهم الفاسدة، والدخول إلى واقع الحق؛ ويتمثل – من ناحية أخرى – في أن يستخدم القادة والعاملون اختبارهم العملي في الإخلاص والخضوع لقيادة الناس وتنميتهم في تتميم واجباتهم وتقديم شهادات مدوية لله. هذان هما الطريقان الرئيسيان لممارسة تنمية مختلف أنواع الموهوبين. هذا هو العمل المحدد الذي تنطوي عليه ترقية مختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم، وهو أيضًا المغزى الحقيقي لترقيتهم وتنميتهم.

المعايير المطلوبة لمختلف أنواع الموهوبين الذين يرقيهم بيت الله وينميهم

1. المعايير المطلوبة للقادة والعمال والمشرفين في مختلف عناصر العمل

إلى مَن تشير عبارة "مختلف أنواع الموهوبين الذين ترقيهم الكنيسة وتنميهم"؟ ما النطاقات التي يشملها ذلك؟ أولًا نوع الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مشرفين على مختلف بنود العمل. ما المعايير المطلوبة للمشرفين على مختلف بنود العمل؟ يوجد ثلاثة معايير رئيسية. أولًا، يجب أن تكون لديهم القدرة على استيعاب الحق. أولئك الذين يستطيعون استيعاب الحقّ بوضوح دون تحريف واستخلاص الاستنتاجات منه هم وحدهم أصحاب مستوى القدرات الجيد. يجب على أصحاب مستوى القدرات الجيد أن يكون لديهم على الأقل فهم روحي وأن يكونوا قادرين على أكل كلام الله وشربه بشكل مستقل. في أثناء أكل كلام الله وشربه، يجب أن يكونوا قادرين على قبول دينونة كلام الله، وتوبيخه، وتهذيبه، بشكل مستقل، وأن يطلبوا الحق من أجل علاج مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة وتلوث إرادتهم، وكذلك شخصياتهم الفاسدة – إذا وصلوا إلى هذا المعيار فهذا يعني أنهم يعرفون كيف يختبرون عمل الله، وهذا مظهر من مظاهر ذوي مستوى القدرات الجيد. ثانيًا، يجب أن يحملوا عبئًا من أجل عمل الكنيسة. الأشخاص الذين يحملون عبئًا حقًا ليس لديهم حماس فحسب، بل لديهم خبرة حقيقية في الحياة، ويفهمون بعض الحقائق، ويمكنهم رؤية حقيقة بعض المشكلات. هم يرون أنه في عمل الكنيسة وشعب الله المختار ثمة العديد من الصعوبات والمشكلات التي يلزم علاجها. هم يرون هذا بأعينهم ويقلقون بشأنه في قلوبهم – هذا هو معنى أن يحملوا عبء عمل الكنيسة. إذا كان شخص ما ذا مستوى قدرات جيد وقادرًا على استيعاب الحق فحسب، لكنه كسول ويشتهي راحة الجسد، ولا يرغب في القيام بعمل حقيقي، وعندما لا يستطيع التنصل من القيام بعمل فإنه لا يقوم إلا ببعض منه فحسب عندما يحدد له الأعلى موعدًا نهائيًا لإنجازه، فهذا شخص لا يحمل عبئًا. الأشخاص الذين لا يحملون أي عبء هم أناس لا يسعون إلى الحق، وأناس ليس لديهم حسّ العدالة، وهم أناس عديمو الجدوى ويقضون يومهم كله في تناول الطعام بشراهة دون أن يفكروا بجدية في أي شيء. ثالثًا، يجب أن يمتلكوا القدرة على العمل. ماذا تعني "القدرة على العمل"؟ إنها تعني ببساطة أن قدراتهم لا تقتصر على أنهم يستطيعون توزيع العمل وإعطاء تعليمات للناس، بل يمكنهم أيضًا تحديد المشكلات وحلها؛ هذا هو معنى امتلاك القدرة على العمل. إضافةً إلى ذلك، يحتاجون أيضًا إلى مهارات تنظيمية. الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارات التنظيمية بارعون للغاية في توحيد صفوف الناس، وتنظيم العمل وترتيبه، وحل المشكلات، وعند ترتيب العمل وحل المشكلات، يمكنهم إقناع الناس تمامًا وجعلهم يطيعون؛ هذا هو معنى امتلاك المهارات التنظيمية. أولئك الذين لديهم القدرة على العمل حقًا، يستطيعون تنفيذ مهام محددة يرتبها بيت الله، ويمكنهم القيام بذلك بسرعة وحسم دون أي إهمال، وعلاوة على ذلك يمكنهم القيام بمختلف المهام جيدًا. هذه هي المعايير الثلاثة لبيت الله لتنمية القادة والعاملين. إذا استوفى شخص ما هذه المعايير الثلاثة، فهو فرد موهوب نادر، وينبغي ترقيته، وتنميته، وتدريبه على الفور، وبعد الممارسة لفترة من الزمن، يمكنه بعد ذلك أن يتولى العمل. من لديه مستوى قدرات جيد، ويحمل عبئًا، ويمتلك القدرة على العمل لا يحتاج إلى من يقلق عليه ويشرف عليه ويحثه في عمله؛ فهو مبادر، ويعرف أي المهمات ينبغي القيام بها وفي أي وقت، وأي المهام يجب تفقدها والإشراف عليها، وأي المهام تحتاج إلى التدقيق فيها أو مراقبتها عن كثب. إنه على دراية جيدة بهذه الأشياء. مثل هؤلاء الأشخاص يمكن الاعتماد عليهم نسبيًا وهم جديرون بالثقة في عملهم، ولن تحدث مشكلات كبيرة. حتى إذا حدثت مشكلات، فستكون مشكلات ثانوية لا تؤثر في الصورة الكبرى، ولا داعي لأن يقلق الله بشأن العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص. أولئك الذين يستطيعون حقًا أن يعتمدوا على أنفسهم في عملهم هم وحدهم الذين يمتلكون حقًا القدرة على العمل. أما أولئك الذين لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم ويحتاجون دائمًا إلى أن يقلق عليهم الآخرون، ويراقبونهم، ويشرفون عليهم، بل حتى يمسكون بأيديهم ويعلمونهم ما يجب عليهم فعله، فهم من النوع الذي لديه مستوى قدرات ضعيف للغاية. نتائج العمل الذي يقوم به الأشخاص ذوو مستوى القدرات العادي هي بالتأكيد نتائج عادية، ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أن يراقبهم الآخرون ويشرفون عليهم قبل أن يتمكنوا من القيام بأي شيء. على النقيض من ذلك، يمكن للأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد أن يعتمدوا على أنفسهم بعد أن يكونوا قد تدربوا لفترة من الزمن، وفي كل مرة أعطاهم الأعلى تعليمات لمهمة ما وعقد شركة عن بعض المبادئ، كان بإمكانهم فهم المبادئ وتنفيذ العمل وفقًا لها، واتباع المسار الصحيح في الأساس دون انحرافات كبيرة أو عيوب، وتحقيق النتائج التي يُفترَض بهم تحقيقها؛ هذا هو معنى امتلاك القدرة على العمل. على سبيل المثال، يدعو بيت الله إلى تطهير الكنيسة، وتحديد أضداد المسيح والأشرار وطردهم من الكنيسة – نوع الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على العمل لا ينحرفون بصفة أساسية في أثناء تنفيذ هذه المهمة. حالما يظهر ضد للمسيح، يستغرق الأمر حوالي نصف عام على أقل تقدير حتى يُكشف عنه ويُخرَج. خلال هذا الوقت، يمكن لأولئك الذين يمتلكون القدرة على العمل أن يتعرفوا عليه، وعقدوا شركة عن الحق لتشريح مظاهر ضد المسيح ومساعدة الإخوة والأخوات على اكتساب تمييز له وألا يُضللوا، ومن ثمَّ تمكينهم من النهوض معًا لفضح ضد المسيح وطرده. عندما يظهر أضداد المسيح أو الأشرار في نطاق عمل الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على العمل، فإن معظم الإخوة والأخوات لا يُضللون أو يتأثرون في الأساس. لا يُضلل سوى عدد قليل من الأشخاص المشوّشي الذهن وذوي مستوى القدرات الضعيف جدًا، وهذه ظاهرة طبيعية. الأشخاص الذين لديهم مستوى قدرات جيد ويملكون القدرة على العمل يستطيعون تحقيق هذه النتائج في عملهم، ومثل هؤلاء الأشخاص يملكون واقع الحق، ويلبون المعيار بوصفهم قادة وعاملين.

من بين مختلف أنواع الموهوبين الذين ذكرتهم للتو، كان النوع الأول هم أولئك الذين يمكن أن يكونوا مشرفين على مختلف بنود العمل. الشرط الأول لهم هو أن تكون لديهم القدرة على استيعاب الحق ومستوى القدرات اللازم لذلك. هذا هو الحد الأدنى من المتطلبات. والشرط الثاني أن يحملوا عبئًا؛ هذا لا غنى عنه. بعض الناس يستوعبون الحق أسرع مما يستوعبه الناس العاديون، ولديهم فهم روحي، ولديهم مستوى قدرات جيد، ولديهم قدرة على العمل، وبعد الممارسة لفترة من الزمن، يمكنهم الاعتماد على أنفسهم تمامًا. لكن ثمة مشكلة خطيرة لدى هؤلاء الناس، وهي أنهم لا يحملون أي عبء. هم يحبون الأكل، والشرب، واللهو، والتسكع في الأرجاء. هم مهتمون جدًا بهذه الأشياء، ولكن إذا طُلب منهم القيام ببعض الأعمال المحددة التي تتطلب منهم تحمل المشقة ودفع الثمن، وكبح جماح أنفسهم قليلًا، فإنهم يغدون فاتري الهمة، ويدّعون إصابتهم بعلة أو داء ما، وأن كل جزء منهم يشعرهم بعدم الارتياح. هم جامحون، وغير منضبطين، ومهملون، وعنيدون، ومنحلون. يأكلون، وينامون، ويمرحون وقتما يشاؤون، ولا يقومون ببعض الأعمال إلا عندما تكون لديهم الرغبة في ذلك. إذا كان العمل شاقًا أو متعبًا بعض الشيء، فإنهم يفقدون الاهتمام ولا يرغبون في القيام بواجبهم. هل هذا حمل لعبء؟ (كلا). الناس الكسالى الذين يشتهون راحة الجسد ليسوا هم الأشخاص الذين ينبغي ترقيتهم وتنميتهم. يوجد أيضًا أناس مستوى قدرات أكثر من كافٍ للمهمة، لكنهم للأسف لا يحملون عبئًا، ولا يحبون تحمل المسؤولية، ولا يحبون المتاعب، ولا يحبون القلق. هم غافلون عن العمل الذي ينبغي القيام به، وحتى لو تمكنوا من رؤيته، لا يريدون الاهتمام به. هل الأشخاص من هذا النوع مرشحون للترقية والتنمية؟ قطعًا لا؛ يجب على الناس أن يحملوا عبئًا من أجل الحصول على الترقية والتنمية. من الممكن أيضًا وصف حمل العبء بأنه امتلاك حس المسؤولية. حس المسؤولية يتعلق بدرجة أكبر بالإنسانية؛ حمل العبء يتعلق بأحد المعايير التي يستخدمها بيت الله لتقييم الناس. أولئك الذين يحملون عبئًا إضافة إلى امتلاكهم شيئين آخرين – القدرة ومستوى القدرات لاستيعاب الحق، والقدرة على العمل – هم نوع الناس الذين يمكن ترقيتهم وتنميتهم، وهذا النوع من الناس يمكن أن يكونوا مشرفين على مختلف بنود العمل. هذه هي المعايير المطلوبة لترقية الناس وتنميتهم ليصبحوا أنواعًا مختلفة من المشرفين، والأشخاص الذين يستوفون هذه المعايير هم المرشحون للترقية والتنمية.

2. المعايير المطلوبة للموهوبين في المهن المختلفة الذين يمتلكون مواهب أو هبات خاصة

بالإضافة إلى نوع الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مشرفين على مختلف بنود العمل، يوجد نوع آخر من الأشخاص الذين يمكن ترقيتهم وتنميتهم، هم أولئك الذين يملكون مَلَكاتٍ أو مواهبَ خاصَّة، أو يتقنون بعض المهارات المهنية. ما المعيار الذي يتطلَّبه بيت الله لتنمية مثل هؤلاء الأشخاص ليصبحوا قادة فرق؟ انظروا أولًا إلى إنسانيتهم – ما داموا يحبون إلى حد ما الأشياء الإيجابية وليس الأشخاص الأشرار، فهذا يكفي. قد يتساءل بعض الناس، "لماذا هم غير مطالبين بأن يكونوا أناسًا يسعون إلى الحق؟" لأن قادة الفرق ليسوا قادةً للكنيسة أو عاملين، وليسوا سُقاة. ستكون مطالبتهم بالوفاء بمعيار السعي إلى الحق طلبًا مبالغًا فيه، وبعيدًا عن المتناول بالنسبة لمعظمهم. ليس هذا الأمر مطلوبًا من الأشخاص الذين يؤدون أعمال الشؤون العامة أو بنود محددة من الأعمال المهنية، إن كان ذلك مطلوبًا، ولا يتأهل له إلّا قلّة، فلا بدّ من تخفيف المعايير. ما دام الأشخاص يفهمون مهنتهم، وقادرين على الاضطلاع بالعمل، ولا يقترفون أي شر أو يسببوا أي إزعاج، فذلك إذن كافٍ. فمن جهة هؤلاء الناس الذين لديهم خبرةٌ في بعض المهارات والمهن ولديهم بعض نقاط القوَّة، إذا كانوا سيقومون بعمل يتطلب بعض الإلمام بالمهارة ويتعلق بمهنهم في بيت الله، ما داموا على قدر من طيب السريرة والاستقامة من حيث الشخصية، وليسوا أشرارًا، وليسوا ذوي استيعاب مُحرّف، وقادرين على تحمل المشقة، وراغبين في دفع الثمن، فهذا يكفي. وبالتالي، فإن أول شرط لتنمية مثل هؤلاء الأشخاص ليكونوا قادة فرق هو أنهم لا بد أن يحبوا الأشياء الإيجابية إلى حد ما، وإضافة إلى ذلك، يجب أن يكونوا قادرين على تحمل المشقة ودفع الثمن. ماذا أيضًا؟ (يجب أن يكون لديهم خُلُق مستقيم، وألا يكونوا أشرارًا، وألا يكونوا ذوي استيعاب مُحرّف). يجب أن يكون خُلقهم مستقيمًا إلى حد ما، ويجب ألا يكونوا أشرارًا، ويجب ألا يكونوا ذوي استيعاب مُحرّف. قد يتساءل البعض: "إذًا، هل يمكن اعتبار قدرتهم على استيعاب الحق كبيرة؟ هل يمكنهم بعد سماع الحق أن يفيقوا إلى واقع الحق ويدخلوا إلى واقع الحق"؟ لا حاجة إلى اشتراط كل هذا؛ يكفي اشتراط أن يكون مثل هؤلاء الناس ليسوا ذوي استيعاب مُحرّف. عندما يقوم الناس الذين ليس لديهم استيعاب مُحرّف بعملهم فإن من فوائد ذلك أنه من غير المحتمل أن يتسببوا في إعاقات أو فعل أي شيء سخيف. على سبيل المثال: لقد عقد بيت الله شركة مرارًا وتكرارًا حول المبادئ المتعلقة بلون أزياء الممثلين، والتي ينبغي أن تكون محترمة، ولائقة، وملونة، وليست رتيبة. ومع ذلك لا يزال يوجد مَن لا يستطيعون ببساطة إدراك ما يُقال لهم، ولا يفهمون ما يسمعون، ويعجزون عن الاستيعاب، وغير قادرين على تحديد المبادئ التي تنطوي عليها هذه المتطلبات الخاصة ببيت الله، وينتهي بهم الأمر إلى اختيار أزياء كلها رمادية – أليس هذا استيعابًا مُحرّفًا؟ (بلى). هذا هو معنى أن يكون لديك استيعاب مُحرّف. ماذا يعني في الأساس أن تحب الأشياء الإيجابية إلى حد ما؟ (أن يكون المرء قادرًا على قبول الحق). هذا صحيح. إنه يعني أن يكون المرء قادرًا على قبول الكلمات والأشياء التي تتوافق مع الحق، وأن يكون قادرًا على قبول كلام الله وجميع جوانب الحق والخضوع لهما. وبغض النظر عما إذا كان مثل هؤلاء الناس بإمكانهم تطبيق هذه الأشياء، فعلى الأقل يجب ألا يكونوا في أعماقهم مقاومين لها أو مشمئزين منها. مثل هؤلاء الناس هم أناس صالحون، ويمكن القول – بطريقة بسيطة – إنهم أناس محترمون. ما صفات الأشخاص المحترمين؟ هم يشعرون بالاشمئزاز، والنفور، والبغض تجاه التصرفات الشريرة التي يحب غير المؤمنين ارتكابها، وكذلك تجاه اتجاهات الشر التي يتبعها غير المؤمنين. على سبيل المثال، اتجاهات العالم غير المؤمن تروّج لقوى الشر، وكثير من النساء يسعين إلى الزواج من شخص غني أو أن يصبحن عشيقات لأحدهم. أليس هذا خبثًا؟ إن الناس الذين يحبون الحق يجدون هذه الأشياء بغيضة للغاية، وبعضهم يقول، "حتى إذا لم أجد من أتزوجها، حتى إذا كنت أموت من الفقر، فلن أتصرف أبدًا مثل هؤلاء الناس"، أي أنهم يزدرون هؤلاء الناس ويحتقرونهم. ومن سمات الأشخاص المحترمين أنهم يجدون اتّجاهات الشرّ بغيضة ومثيرة للاشمئزاز، كما أنهم يزدرون أولئك الذين وقعوا في شرك مثل هذه الاتّجاهات. هؤلاء الناس مستقيمون نسبيًّا؛ فعند ذكر الإيمان بالله ووجوب أن يكون المرء إنسانًا صالحًا، والسير في الطريق الصحيح، وعبادة الله والحيدان عن الشرّ، والحيدان عن اتّجاهات الشرّ، والحيدان عن جميع السلوكيَّات الشرِّيرة في العالم، فإنهم يشعرون في أعماقهم أن هذا أمرٌ جيِّد. سواء كانوا قادرين على الارتقاء إلى تحقيق كل ذلك أم لا، وبصرف النظر عن مدى قوة عزمهم على الإيمان بالله والسير في الطريق الصحيح، يتوقون من أعماقهم في نهاية المطاف للعيش في النور ويتوقون ليكونوا في مكانٍ يسوده البرّ. مثل هؤلاء الأشخاص المستقيمون من النوع الذي يحب الأشياء الإيجابية إلى حد ما. أولئك الذين سوف يرقيهم بيت الله وينميهم يجب على أقل تقدير أن يمتلكوا خُلُق الإنسانية المستقيمة وحب الأشياء الإيجابية. وهذا أيضًا هو أول معيار مطلوب لترقية هذا النوع من الأشخاص الموهوبين الذين يتمتعون بمهارات مهنية ونقاط قوة. المعيار الثاني هو أن مثل هؤلاء الناس ينبغي أن يكونوا قادرين على تحمُّل المشقَّة ودفع الثمن. وهذا يعني أنه عندما يتعلَّق الأمر بالأسباب أو بالعمل الذي يتحمَّسون له، فإنهم يكونون قادرين على تنحية رغباتهم جانبًا، وتنحية ملذَّات الجسد أو أسلوب الحياة المريح جانبًا، لدرجة التخلِّي عن آفاقهم المستقبليَّة. بالإضافة إلى ذلك، فإن القليل من المشقَّة أو الشعور بالتعب ليس مشكلةً كبيرة لهم؛ فطالما أنهم يفعلون شيئًا ذا مغزى ويعتقدون أنه صوابٌ، فإنهم يتخلّون بكلّ سرورٍ عن الملذَّات والمنافع الجسدية – أو على الأقلّ لديهم العزم والرغبة في ذلك. يقول بعض الناس، "أحيانًا لا يزال ذلك الشخص يشتهي راحة الجسد: أحيانًا يريد النوم الطويل أو تناول الطعام الشهيّ وأحيانًا يريد الخروج للتجوال أو لتضييع الوقت – ولكن في معظم الأوقات يكون قادرًا على تحمُّل المشقَّة ودفع الثمن؛ وكلّ ما في الأمر هو أن مزاجه يقوده أحيانًا إلى مثل هذه الأفكار. هل يمكن اعتبار هذا مشكلة؟" لا. سوف يكون من المفرط أكثر من اللازم مطالبته بأن يضع جانبًا ملذَّات الجسد، باستثناء في الظروف الخاصَّة. بشكلٍ عامّ، عندما تُقدِّم لمثل هؤلاء الناس مُهمَّةً للقيام بها، سواء كانت مهمة كبيرة أم لا، وسواء ما إذا كان ذلك شيئًا يحبون عمله أم لا، وبصرف النظر عن مدى صعوبة المهمة، أو مدى عِظَم المشقة التي يجب عليهم تحمُّلها، أو الثمن الذي يجب عليهم دفعه، ما دمت قد أسندتها إليهم، فهم مضمونون للقيام بها بأقصى ما في قدرتهم حتى دون أن تحتاج إلى مراقبتهم أو الإشراف عليهم. فمثل هؤلاء الأشخاص يمكنهم تحمل المشقة ودفع الثمن، وهذا مظهرٌ آخر من مظاهر الناس المحترمين. ماذا يعني أن تكون قادرًا على تحمُّل المشقَّة ودفع الثمن؟ يعني أن يكون المرء دقيقًا، ومتفانيًا للغاية، ومهتمًا، وراغبًا في تحمل أي مشقة ودفع أي ثمن من أجل إنجاز الأمور بشكل صحيح. مثل هؤلاء الأشخاص، عندما يتعلق الأمر بإنجاز الأمور، يحافظون على وعودهم ويمكن الاعتماد عليهم، على عكس الأشخاص الشرهين والخاملين الذين يحبون الراحة ويبغضون العمل، ويضعون الربح فوق كل شيء. هؤلاء الناس ينكثون وعودهم، ويتحدثون باستمرار بكلام زائف لخداع الآخرين وملاطفتهم، ولا يترددون في الكذب ويحلفون أيمانًا كاذبة من أجل تحقيق أهدافهم – هؤلاء الناس لن يخلصهم الله. الله يحب الصادقين. وحدهم الصادقون هم من يوفون بكلمتهم ويخلصون لواجباتهم؛ ووحدهم مَن يستطيعون تحمل المشقة ودفع الثمن من أجل تتميم إرسالية الله هم مَن يمكن أن يخلصهم الله. إن كون المرء قادرًا على تحمل المشقة ودفع الثمن هو السمة الثانية والمظهر الثاني الذي ينبغي أن يمتلكه المرء لكي يرقيه بيت الله ويُنميه. المعيار الثالث هو ألا يكون المرء ذا استيعاب مُحرّف؛ أي إنه – بعد استماعه لكلام الله – يستطيع على الأقل أن يعرف ما يشير إليه الكلام، ويمكنه أن يفهم ما يقوله الله، ولا يكون استيعابه منحرفًا أو سخيفًا. على سبيل المثال، إذا تحدثتَ عن اللون الأزرق، فلن يسيء تفسيره على أنه أسود، وإذا تحدثتَ عن اللون الرمادي، فلن يسيء تفسيره على أنه أرجواني. هذا هو الحد الأدنى. حتى إذا كان فهمه مُحرّفًا في بعض الأحيان، فعندما يوضِّح الآخرون ذلك سيمكنه قبول هذا التوضيح، وإذا رأى أن شخصًا آخر لديه استيعاب أنقى من استيعابه فسيمكنه قبوله بسهولة – هذا النوع من الناس لديه استيعاب نقي. رابعًا، يجب ألا يكونوا أشرارًا. هل من السهل فهم هذا؟ إن عدم كون المرء شريرًا، يعني أنه من الضروري أن يفعل شيئًا واحدًا على أقل تقدير، وهو أنه بعد أن يفشل في تحقيق ما طلبه بيت الله منه، أو بعد انتهاك المبادئ وارتكاب خطأ ما، يجب أن يكون مثل هؤلاء الناس قادرين على القبول والخضوع عند تهذيبهم، دون مقاومة ودون نشر السلبية أو المفاهيم. إضافةً إلى ذلك، مهما كانت المجموعة التي هم فيها، فيمكنهم أن يتعايشوا مع معظم الناس ويتعاملوا معهم بانسجام. وحتى عندما يؤذيهم أحد بقول كلام مزعج، فإنهم يستطيعون تحمله دون أن يضمروا ضغينة تجاهه، وإذا ما تنمر عليهم أحد لا يردون الشر بالشر، بل يتبعون أساليب حكيمة في الابتعاد والتجنب. على الرغم من أن هؤلاء الأفراد ليسوا أناسًا صادقين، فهم على الأقل طيبو السريرة إلى حد ما ولا يرتكبون الشر؛ وإذا أساء إليهم أحد، فهم لا ينتقمون منه أو يعذبونه، ولا يقمعونه. بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هؤلاء الناس لا يحاولون إقامة ممالكهم الخاصة المستقلة، أو التصرُّف ضدّ بيت الله أو نشر مفاهيم عن الله أو محاولة إصدار الأحكام عليه أو عمل أيّ شيءٍ يمكنه التعطيل أو يتسبَّب في الإزعاج. النقاط الأربع المذكورة أعلاه هي المعايير الأساسيَّة لترقية وتنمية الناس الموهوبين الذين لديهم بعض نقاط القوَّة والذين يفهمون بعض المهارات المهنية. ما داموا يستوفون هذه المعايير الأربعة، فإنهم يستطيعون في الأساس تولي واجباتٍ مُعيَّنة وأداء مهامٍ مُعيَّنة بالطريقة المناسبة.

قد يتساءل البعض: "لماذا لا تتضمن المعايير التي ينبغي أن يلبيها الموهوبين لكي تتم ترقيتهم وتنميتهم، أن يفهموا الحق، وأن يملكوا واقع الحق، وأن يكونوا قادرين على أن يتقوا الله ويحيدوا عن الشر؟ لماذا لا تتضمن هذه المعايير أن يكون المرء قادرًا على معرفة الله، وأن يكون قادرًا على الخضوع لله، وأن يكون مخلصًا لله، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يلبي المعيار؟ هل أُغفِلَت هذه الأمور"؟ أخبروني، إذا كان شخص ما يفهم الحق ودخل إلى واقع الحق، وكان قادرًا على الخضوع لله، وكان مخلصًا لله، وكان لديه قلب يتقي الله، وعلاوة على ذلك، يعرف الله ولن يقاومه، وكان كائنًا مخلوقًا يلبي المعيار، فهل ما زال بحاجة إلى أن يُنَمَّى؟ إذا كان قد حقق بالفعل كل هذا، ألا تكون نتيجة التنمية قد تحققت بالفعل؟ (بلى). لذلك، لا تتضمن متطلبات ترقية الموهوبين وتنميتهم هذه المعايير. ولأن المرشحين الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم يكونون من بين البشر الذين لا يفهمون الحق والممتلئين بالشخصيات الفاسدة، فمن المستحيل أن يكون هؤلاء المرشحون الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم قد امتلكوا بالفعل واقع الحق، أو أن يكونوا بالفعل خاضعين لله بشكل كامل، فضلًا عن أن يكونوا بالفعل مخلصين لله تمامًا، وهم بالتأكيد أبعد ما يكونون عن معرفة الله وامتلاك قلب يتقي الله. إن المعايير التي ينبغي أن يلبيها جميع أنواع الموهوبين بالدرجة الأولى حتى تتم ترقيتهم وتنميتهم هي المعايير التي ذكرناها للتو؛ هذه هي المعايير الأكثر واقعية وتحديدًا. يقول بعض القادة الكاذبين: "ليس لدينا هنا أي أشخاص موهوبين يمكن ترقيتهم وتنميتهم. فلان لا يفهم الحق، وفلان يفعل أشياء بلا قلب يتقي الله، وفلان لا يمكنه قبول أن يُهذَّب، وفلان ليس لديه إخلاص..." إلى آخر ذلك، منتقين مجموعة كبيرة من العيوب. إلامَ يلمّح هؤلاء القادة الكاذبون بقولهم هذه الأشياء؟ كأن هؤلاء الناس لا يمكن ترقيتهم وتنميتهم لأنهم لا يفهمون الحق، ولا يختبرون عمل الله، وليس لديهم واقع الحق حتى الآن، وما إلى ذلك، في حين أن القادة أنفسهم استطاعوا أن يصبحوا قادة لأنّ لديهم بالفعل بعض الخبرة العملية ويمتلكون واقع الحق. أليس هذا ما يعنيه هؤلاء القادة الكاذبون؟ في نظرهم، لا أحد جيد مثلهم، ولا أحد غيرهم مناسب ليكون قائدًا. هذه هي الشخصية المتغطرسة للقادة الكاذبين؛ عندما يتعلق الأمر بترقية بيت الله للناس وتنميتهم، فإنهم مليئون بالمفاهيم والتصورات.

3. المعايير المطلوبة للموظفين المسؤولين عن عمل الشؤون العامة

لقد ذكرت للتو نوعين من الناس الذين يركز بيت الله على تنميتهم. النوع الأول هو الأشخاص الذين يمكنهم أن يكونوا قادة وعاملين، والنوع الآخر هم الأشخاص الذين يمكنهم الاضطلاع بمهمّات مهنية مختلفة. يوجد أيضًا نوعٌ آخر من الناس. لا يمكن القول إنهم لا يمتلكون نقاط قوة مُعيَّنة أو مهارات مهنية؛ لا يتضمَّن عملهم أيَّة تقنيَّةٍ مُتقدِّمة، بمعنى آخر، يُؤدِّي هؤلاء الناس بعض أعمال الشؤون العامة في الكنيسة، ويتعاملون مع أمورٍ مُعيَّنة خارجة عن العمل الجوهري للكنيسة. هم من النوع الذي يقوم بعمل الشؤون العامة. ما متطلبات بيت الله الرئيسية من مثل هؤلاء الناس؟ المتطلب الأكثر أهمية أن يكونوا قادرين على الدفاع عن مصالح بيت الله، ولا يساعدون الغرباء على حساب بيت الله، ولا يبيعون مصالح بيت الله من أجل تملق الشيطان. هذا كلّ شيءٍ. بصرف النظر عما إذا كانوا موهوبين في التواصل، أو من صفوة المجتمع أو يملكون بعض المواهب الخاصة – ينبغي أن يكونوا قادرين على الدفاع عن مصالح بيت الله عند توليهم الشؤون الخارجية لبيت الله. ماذا تشمل مصالح بيت الله؟ المال، والمواد، وسمعة بيت الله، والكنيسة، وسلامة الإخوة والأخوات. كلّ جانب من هذه الجوانب في غاية الأهميَّة. فأيّ شخصٍ قادر على الدفاع عن مصالح بيت الله هو شخص يمتلك إنسانيَّة طبيعية، ومستقيمٌ بما فيه الكفاية، وعلى استعدادٍ لممارسة الحقّ. بعض الأشخاص ليس لديهم تمييز، ويقولون، "ثمة شخص لديه إنسانية شريرة، لكنه يستطيع الدفاع عن عمل بيت الله". هل هذا ممكن؟ (كلا، ليس ممكنًا). كيف يمكن للأشرار أن يدافعوا عن عمل بيت الله؟ لا يمكنهم الدفاع إلا عن مصالحهم الخاصة. وبالتالي، إذا كان شخصٌ ما قادرًا حقًّا على الدفاع عن مصالح بيت الله، فمن المُؤكَّد أنه حسن الشخصيَّة والإنسانيَّة؛ ولا يمكن أن يكون هذا خطأ. إذا كان شخصٌ ما يساعد الغرباء على حساب بيت الله عند القيام بأمور لبيت الله، ويبيع مصالح بيت الله، ولا يتسبَّب في خسائر اقتصاديَّة وماديَّة جسيمة لبيت الله فحسب بل يلحق أيضًا أضرارًا جسيمة بسمعة بيت الله والكنيسة، فهل هو شخصٌ صالح؟ مثل هؤلاء الناس بالتأكيد ليسوا أشخاصًا صالحين. هم لا يهتمّون بمدى الضرر الماديّ والماليّ الذي يتكبَّده بيت الله؛ إن أكثر ما يهمهم هو نفع أنفسهم وتملق غير المؤمنين؛ هم لا يرسلون هدايا لغير المؤمنين فحسب، بل يقدّمون لهم تنازلات باستمرار أثناء المفاوضات، ولم يخطر ببالهم أن يقاتلوا في سبيل مصالح بيت الله. لكنهم يكذبون على بيت الله قائلين كيف أنجزوا العمل، ودافعوا عن مصالح بيت الله بينما في الواقع تكبَّد بيت الله خسائر فادحة واستغلَّه غير المؤمنين كثيرًا. إذا كان شخصٌ ما قادرًا في جميع النواحي على الدفاع عن مصالح بيت الله عند التعامل مع الأمور الخارجيَّة، فهل هذا الشخص صالح؟(أجل). وبالتالي، إذا كان هذا النوع من الأشخاص غير قادرٍ على القيام بأيّ عملٍ آخر في بيت الله، ولم يكن مناسبًا سوى لهذا النوع من أعمال الشؤون العامة، فهل ينبغي لبيت الله ترقيته؟ (نعم). بالإضافة إلى امتلاكه القدرة على العمل، وقدرته على الاضطلاع بعمله وفقًا للمبادئ التي يتطلبها بيت الله، فهو قادر أيضًا على الدفاع عن مصالح بيت الله، لذا فهو يرقى إلى المستوى المطلوب، وينبغي ترقية مثل هؤلاء الأشخاص. على الجانب الآخر، يجب عدم ترقية أو تنمية أولئك الذين يُضرِّون بمصالح بيت الله ويُعرِّضون سلامة الإخوة والأخوات للخطر ويتسبَّبون بآثارٍ وعواقب سلبيَّة على سمعة بيت الله والكنيسة؛ إذا تمت ترقيتهم واستخدامهم، فيجب إعفاؤهم بسرعة. يوجد أيضًا بعض الأشخاص الذين يتورطون دائمًا في متاعب خلال قيامهم بمهامهم، مثل التعرض لحوادث أثناء القيادة، أو إفساد الشؤون التي يتولونها، أو إثارة النزاعات التي ينتج عنها شكاوى مستمرة، وإذا كانت توجد أي عيوب لا يعرفون كيفية إصلاحها. مثل هؤلاء الأشخاص ضعاف العقول، وجالبون للحظ السيئ، ومبذرون. إذا أصبح هذا النوع من الأشخاص قائدًا لفريق، أو مشرفًا، أو قائدًا، أو عاملًا – فإن ما يجب فعله لا يقتصر على إعفائه سريعًا، بل يجب أيضًا إخراجه من الكنيسة. هذا لأن هذا النوع من الأشخاص يؤدي إلى كارثة، ويجلب للحظ السيئ. ما دام يوجد في الكنيسة واحد أو اثنان من هؤلاء الناس، فلا يمكن أن يسود السلام في الكنيسة. يبدو أن مثل هؤلاء الناس لديهم أرواح شريرة بداخلهم، أو لديهم الطاعون. كل من يتواصل معهم سيعاني من سوء الحظ، لذلك ينبغي استئصال هذا النوع من الأشخاص على الفور. حتى سمات وجوه هؤلاء الأشخاص كلها خاطئة، مليئة بالمكر أو الملامح الإبليسية أو قبيحة بشكل بشع، وأي شخص يتواصل معهم سيشعر كما لو أن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث. يجب إعفاء الأشخاص من هذا النوع وإخراجهم، وعندئذ فقط يمكن أن تسير أمور الكنيسة على ما يرام. إن ترقية مختلف الأشخاص الموجودين في الكنيسة وتنميتهم تتطلبان الالتزام بالمبادئ وممارسة التمييز، وذلك للتصرف وفقًا للمبادئ. من بين الأنواع المختلفة من الأشخاص الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم، يوجد أولئك الذين يعملون بوصفهم قادة وعاملين في الكنيسة، وأولئك الذين يكونون مسؤولين عن مهن مختلفة في الكنيسة، وأيضًا أولئك الذين يتولون الشؤون العامة للكنيسة. بخصوص المعايير المختلفة التي ينبغي أن تلبيها هذه الأنواع العديدة من الموهوبين، فقد عُقدت الشركة بوضوح عنها أيضًا. عندما يكون لديك فهم واضح لمبادئ كيفية انتخاب القادة والعاملين وكيفية ترقية الأشخاص وتنميتهم، فإن كل عمل الكنيسة سيدخل في المسار الصحيح.

قد يتساءل بعض الناس: "لماذا يُطلق على هؤلاء الأشخاص الذين يتم ترقيتهم وتنميتهم في بيت الله مصطلح موهوبون"? يشير الموهوبون الذين نتحدث عنهم إلى المرشحين للترقية والتنمية. توجد متطلبات مختلفة للأشخاص الذين يستطيعون القيام بواجبات مختلفة، ولأنهم في طور الترقية والتنمية، فمن الكافي جدًا أن يستطيع هؤلاء المدعوون بالموهوبين تلبية تلك المعايير التي ذكرناها للتو. سيكون من غير الواقعي أن نتوقع من هؤلاء الأشخاص أن يكون لديهم بالفعل واقع الحق، وأن يكونوا بالفعل خاضعين ومخلصين، وأن يتقوا الله بالفعل. وبالتالي، فإن الأشخاص الموهوبين الذين نتحدث عنهم هم فقط أولئك الذين يمتلكون بعض الصفات والنزاهة التي ينبغي أن يتمتع بها الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية، ومستوى القدرات اللازم لاستيعاب الحق؛ ومن ثمَّ يُعتبرون مؤهلين. لا يعني هذا أنهم قد فهموا الحق بالفعل ودخلوا إلى واقع الحق، ولا يعني أنهم قد بلغوا بالفعل الخضوع المطلق لله بعد قبولهم لدينونته وتوبيخه، وما شابه ذلك. بالطبع، لا يشير مصطلح "الموهوبون" إلى أولئك الذين التحقوا بالجامعة أو سعوا للحصول على درجة الدكتوراه، أو الأشخاص ذوي الخلفيات العائلية المميزة أو المكانة الاجتماعية الرفيعة، أو الأشخاص ذوي القدرات الخاصة أو المواهب؛ لا يشير هذا المصطلح إلى هؤلاء الأشخاص. وبما أنهم سيُرَقَّون ويُنَمُّون فإن بعض الناس الذين سيؤدون عملًا مهنيًا قد لا يكونون قد مارسوا تلك المهنة أو درسوها من قبل، ولكن ما داموا يلبون تلك المعايير العديدة للترقية والتنمية، ولديهم استعداد للتعلم ويجيدون تعلم مهنة معينة، فإن بيت الله يستطيع أن يرقيهم وينميهم. ماذا أعني بهذا؟ لا أعني أن الشخص لا يمكن ترقيته وتنميته إلا إذا كان متفوقًا بالفطرة في مهنة معينة. إنما أقصد أنه إذا كان لديهم الميل للتعلم وامتلكوا الشروط، أو حتى إذا لم يكن لديهم إلا بعض أساسيات هذه المهنة، فيمكن ترقيتهم وتنميتهم – هذا هو المبدأ. تنتهي هنا شركتنا عن المعايير التي ينبغي أن يلبيها مختلف الموهوبين الذين يريد بيت الله ترقيتهم وتنميتهم.

أهداف بيت الله في ترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم

فيما يلي، سنعقد شركة حول السبب الذي يجعل بيت الله يرقّي جميع أنواع الموهوبين وينميهم. بعض الناس لا يفهمون هذا جيدًا، ويفكرون: "ألن يكون كافيًا أن يمضي بيت الله مباشرةً في ترقية مختلف الموهوبين واستخدامهم؟ لماذا يحتاج إلى تنميتهم وتدريبهم لفترة من الزمن"؟ هل تفهمون هذا أم لا؟ لنتحدث أولًا عن نوع الأشخاص الذين يصبحون قادة وعاملين. لماذا يقوم بيت الله بترقية أولئك الذين لديهم القدرة على الاستيعاب، والذين يحملون عبئًا من أجل الكنيسة ويمتلكون القدرة على العمل، وينميهم؟ السبب في ذلك هو أنه على الرغم من أنهم مؤهلون من حيث مستوى قدراتهم ويلبون المعايير، فهم لم يحصلوا بعد على اختبار حقيقي ولا يفهمون الحق، فضلًا عن أن يعرفوا كيف يمارسون الحق ويفعلون الأشياء وفقًا للمبادئ. يجب تدريبهم لفترة من الوقت وإعطاؤهم الإرشاد، فقط عندما يتقنون مبادئ القيام بواجبهم ويكون لديهم اختبار حقيقي، يمكن استخدامهم رسميًا. إذا كانوا مثل الإخوة والأخوات في الكنيسة، يأكلون كلام الله ويشربونه، ويستمعون إلى العظات، ويعيشون حياة الكنيسة، ويتدربون على القيام بواجب، ولا يُرقَّون ويُنمَّون إلا بعد أن تنمو حياتهم، فإن تقدمهم سيكون بطيئًا للغاية. في هذه الحالة، كم سنة سيستغرق الأمر حتى يصبحوا صالحين لأن يستخدمهم الله؟ أليس من شأن هذا أن يؤثر على عمل الكنيسة؟ لذا، ما دام الشخص لديه القدرة على استيعاب الحق، والقدرة على العمل، ولديه إحساس بالعبء، فينبغي ترقيته وتنميته، وأن يُطلب منه أن يتدرب على القيام بواجب القائد أو العامل، وأن يُعطى عبئًا. فمن ناحية، يحملهم ذلك على الاستفادة القصوى من نقاط قوتهم. ومن ناحية أخرى، عندما يواجهون أوضاعًا خاصة، فمن الضروري عقد شركة معهم عن الحق من أجل علاج صعوباتهم. يجب أيضًا تهذيبهم في بعض الأحيان، وإذا لزم الأمر، يجب أيضًا تأديبهم، ويتعين عليهم أن يمروا بالعديد من التجارب والتنقية، وتحمل الكثير من المعاناة. فقط من خلال مرورهم بمثل هذا التدريب العملي يمكنهم أن يحرزوا تقدمًا حقيقيًا، وأن يفهموا الحق ويتقنوا المبادئ خطوة بخطوة، ومن ثم يضطلعون بعمل القادة والعاملين في أقرب وقت ممكن. إن تنمية القادة والعاملين وتدريبهم بهذه الطريقة أسرع وسيؤدي إلى نتائج أفضل، وهو أمر مفيد لعمل بيت الله وأكثر فائدة لدخول شعب الله المختار في الحياة، لأن القادة والعاملين ذوي الاختبار العملي يمكنهم أن يسقوا شعب الله المختار ويعولوه مباشرةً. عندما يرقّي بيت الله شخصًا ما وينميه ليكون قائدًا، فإن هذا يعطيه عبئًا أكبر لتدريبه، وجعله يعتمد على الله، وجعله يسعى نحو الحق؛ عندها فقط ستنمو قامته بأسرع ما يمكن. وكلما كان العبء المُلقَى على عاتقهم أكبر، تعرضوا لمزيد من الضغط، واضطروا أكثر لطلب الحق والاعتماد على الله. وفي نهاية المطاف، سيتمكنون من القيام بعملهم على الوجه الصحيح واتباع مشيئة الله، وبذلك سيكونون قد وضعوا أقدامهم على المسار الصحيح لخلاصهم وتكميلهم؛ وهذا هو التأثير الذي يتحقق عندما يتولى بيت الله ترقية الناس وتنميتهم. ولولا القيام بهذه المهمات المحدد لما عرفوا ما يُعوِزهم وكيف يفعلون الأشياء طبقًا للمبادئ، ولما عرفوا أيضًا ما يعنيه امتلاك واقع الحق. ولذا فالقيام بعمل محدد يساعدهم على اكتشاف عيوبهم، ورؤية أنهم، بصرف النظر عن مواهبهم، مجردين من واقع الحق، كما يساعدهم على الإحساس بمدى افتقارهم وبؤسهم، وجعلهم يدركون أنهم إذا لم يتكلوا على الله ويطلبوا الحق، فسيكونون عاجزين عن أي عمل؛ يجعلهم ذلك يعرفون أنفسهم حقًا ويرون بوضوح أنهم إن لم يسعوا إلى الحق ويُحْدثوا تغييرًا في شخصيتهم فسيكون من المستحيل عليهم أن يكونوا أهلًا لأن يستخدمهم الله. هذه كلها الآثار التي لا بد من تحقيقها عندما يتم تنمية القادة والعاملين وتدريبهم. فقط من خلال فهم هذه الجوانب يمكن للناس السعي إلى الحق بأقدام ثابتة، وأن يتسم سلوكهم الذاتي بالتواضع، وضمان أنهم لن يعودوا يتباهون بأنفسهم عند القيام بعملهم، وتمجيد الله باستمرار والشهادة لله في أثناء القيام بواجبهم، والدخول خطوة بخطوة إلى واقع الحق. عندما يتم ترقية شخص ما وتنميته ليكون قائدًا، يتم تمكينه من تعلُّم كيفية تمييز حالات الناس المختلفة، والتدريب على طلب الحق لعلاج صعوبات الناس المختلفة، ودعم أنواع مختلفة من الناس وإعالتهم، وقيادة الناس إلى واقع الحق. وفي الوقت نفسه، لا بد أيضًا أن يتدربوا على حل مختلف المشكلات والصعوبات التي تواجههم أثناء العمل، وأن يتعلموا كيفية التفرقة بين مختلف أنواع أضداد المسيح، والأشرار، وعديمي الإيمان والتعامل معهم، وكيفية القيام بعمل تطهير الكنيسة. وبهذه الطريقة، يمكنهم – مقارنة بالآخرين – أن يختبروا المزيد من الناس، والأحداث، والأشياء، والمزيد من البيئات التي رتبها الله، وأن يأكلوا ويشربوا من كلام الله أكثر فأكثر، ويدخلوا في عدد أكثر فأكثر من وقائع الحق. هذه فرصة لتدريب أنفسهم، أليس كذلك؟ كلما زادت فرص التدريب، زادت اختبارات الناس، واتسعت بصائرهم، وزاد نموهم بسرعة أكبر، إذا لم يقم الناس بعمل قيادي، فلن يواجهوا إلا الوجود الشخصي والاختبارات الشخصية ولن يخوضوا سوى هذا، ولن يتعرفوا إلا على الشخصيات الفاسدة الذاتية ومختلف حالاتهم الشخصية– كل هذا يتعلق بأنفسهم فحسب. وحالما يصبحون قادة، فإنهم يواجهون المزيد من الناس، والمزيد من الأحداث، والمزيد من البيئات– ما يشجعهم على المثول أمام الله في كثير من الأحيان لطلب مبادئ الحق. بالنسبة لهم، يشكّل هؤلاء الناس والأحداث والأشياء، – بشكل غير محسوس – عبئًا يحملونه، ويخلقون بطبيعة الحال أيضًا ظروفًا مواتية للغاية لدخولهم إلى واقع الحق، وهو أمر جيد. وهكذا، فإن الشخص الذي يمتلك مستوى قدرات جيد، ويحمل عبئًا، ولديه قدرة على العمل، سيدخل ببطء وهو مؤمن عادي، وسيدخل بسرعة أكبر وهو قائد أو عامل. بالنسبة للناس، هل من الجيد أن يدخلوا إلى واقع الحق بسرعة، أم ببطء؟ (بسرعة)، ولذلك عندما يتعلق الأمر بأشخاص يمتلكون مستوى قدرات جيد، ويحملون عبئًا، ولديهم قدرة على العمل، فإن بيت الله يصنع استثناءً بترقية مثل هؤلاء الأشخاص، ما لم يكونوا من الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق، ولا يجتهدون نحو الحق، ففي هذه الحالة لن يجبرهم بيت الله. ما دام الشخص لديه أساس الإيمان بالله، ويلبي معايير أن يكون قائدًا أو عاملًا، ولديه الرغبة في السعي إلى الحق وأن يستخدمه الله، فلا شك في أن بيت الله سيرقّيه وينمّيه، ويمنحه الفرصة للتدريب على أن يكون قائدًا أو عاملًا، ويمكّنه من تعلم القيام بعمل الكنيسة، وتعلم تمييز الناس، وتعلم التعامل مع جميع المشكلات المختلفة في الكنيسة، وتعلم القيام بوظائف مختلفة وفقًا لترتيبات العمل. خلال فترة التدريب، إذا استطاع الناس قبول الحق وقبول التهذيب، واستطاعوا الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته، واستطاعوا طلب الحق لحل مختلف المشكلات، وتعلموا أن يعاملوا جميع أنواع الناس وأن يميزوهم ويتعاملوا معهم وفقًا لكلام الله، فيمكنهم حينئذٍ أن يستوعبوا مبادئ الحق ذات الصلة، وأن يفهموا الحق ويدخلوا إلى الواقع – هذه أمور لا يمكن للمؤمنين العاديين أن يختبروها أو يكتسبوها. إذًا من وجهة النظر هذه، هل هو أمر جيد أم سيئ أن يقوم بيت الله بترقية شخص ما وتنميته؟ هل الأمر منفعة له، أم أنه مشقة مفروضة عليه؟ إنه منفعة له. بالطبع، بعض الناس لا يعرفون فور ترقيتهم أي المهام ينبغي عليهم القيام بها أو كيفية القيام بها، ويكونون حائرين بعض الشيء. هذا أمر طبيعي؛ من ولد قادرًا على القيام بكل شيء؟ إذا كنت قادرًا على فعل كل شيء، فستكون بالتأكيد أكثر الناس تكبرًا وغرورًا، ولن تذعن لأحد؛ وفي هذه الحالة، هل ستظل تقبل الحق؟ لو كان بإمكانك أن تفعل كل شيء، هل كنت ستظل تعتمد على الله وتتطلع إليه؟ أكنت لتظل تطلب الحق لحل مشكلات فسادك الخاص؟ من المؤكد أنك ما كنت لتفعل ذلك. على العكس، كنت ستصبح متغطرسًا ومغرورًا وتسلك طريق أضداد المسيح، وتقاتل من أجل السلطة والمكانة ولا تذعن لأحد، وكنت ستضلل الناس وتوقعهم في شَرَك، وتعرقل عمل الكنيسة وتزعجه؛ في هذه الحالة، أكان سيظل ممكنًا أن يستخدمك بيت الله؟ إذا كنت تعلم أن لديك العديد من أوجه القصور، فينبغي عليك أن تتعلم الطاعة والخضوع، وأن تقوم بالمهام المختلفة جيدًا وفقًا لمتطلبات بيت الله؛ سيسمح لك هذا بالوصول تدريجيًا إلى المرحلة التي يمكنك فيها القيام بواجبك بطريقة تفي بالمعايير. لكن معظم الناس لا يستطيعون القيام بشيء ببساطة الطاعة والخضوع، لذلك لا ينبغي أن يلوموا بيت الله على عدم ترقيتهم وتنميتهم. بما أنّك غير قادر على الطاعة، وبما أن حتى الطاعة تتجاوز قدراتك، فهل يجرؤ بيت الله على ترقيتك وتنميتك؟ (كلا). ولم لا؟ لأن استخدامك سوف يكون محفوفًا بالمخاطر وسوف يُسبِّب الكثير من المتاعب والكثير من القلق! لأنه إذا استخدمك بيت الله في أي وقت، فقد تتحكَّم بالناس وتقودهم إلى طريق الخبث – ولهذا فإن الأمر محفوفٌ بالمخاطر. إذا استُخدمت، فقد ترتكب آثامًا بتهور وتجعل العمل فوضويًا للغاية، وسيتعين على بيت الله أن يعفيك وينظف كل الفوضى عنك؛ لذا ينطوي هذا على الكثير من المتاعب. وإذا استُخدمتَ فلن تعرف كيف تقوم بأي عمل، ولن يكون لك أي تأثير على الإطلاق من حيث عملك؛ في كل عمل تقوم به، سيتعين أن يحثّك الأعلى، ويشرف عليك، ويتابعك، وسيتعين عليه أن يتدخل في كل الأمور – فلماذا ينبغي استخدامك؟ أنت تثير القلق بدرجة كبيرة! لا يمكن استخدام هذا النوع من الأشخاص على الإطلاق. حتى لو تمت تنميتهم، فلن يجدي ذلك نفعًا، بل سيسبب الكثير من المتاعب وسيؤثر أيضًا على تنمية الآخرين؛ ألن تكون الخسائر أكبر من المكاسب؟ (بلى).

بعض الناس، لأنه لا يرقّيهم بيت الله أو يستخدمهم أبدًا، تراودهم أفكار في رؤوسهم ويقولون: "لماذا لا يلاحظني الأعلى أبدًا؟ لماذا لا يرقّيني بيت الله ولا ينميّني أبدًا؟ هذا ليس عدلًا"! حسنًا، ينبغي عليك أولًا أن تقيّم ما إذا كنت تستطيع أن تطيع، وما إذا كنت تستطيع الخضوع لترتيبات بيت الله. ثانيًا، ينبغي عليك أن تقيّم ما إذا كنت تلبي المعايير الثلاثة المطلوبة لكي يقوم بيت الله بترقية الناس وتنميتهم ليكونوا قادة وعاملين: أن تكون قادرًا على استيعاب الحق، وأن تحمل عبئًا، وأن تمتلك القدرة على العمل. إذا كنت تلبي هذه المعايير، فسوف تحظى عاجلًا أم آجلًا بفرصة الترقية، والتنمية، والاستخدام. لكي يرقّيك بيت الله، توجد أشياء مطلوبة منك. ما هذه الأشياء؟ أنت مطالبٌ بالتصرُّف وفقًا لمبادئ بيت الله ومتطلَّباته. يجب أن تعمل ما هو مطلوبٌ منك وبالطريقة المطلوبة، وهكذا يتم تنميتك لتتعلم أولًا أن تتصرف بطريقة قائمة على المبادئ، وتتعلم أن تطلب الحق وتخضع للحق، وتتعلم أن تتعاون بانسجام. خلال وقت تنميتك، سوف يُهذِّبك بيت الله أحيانًا؛ وأحيانًا سوف يُوبِّخك بشدَّةٍ؛ وأحيانًا سوف يستفسر بخصوص التقدُّم المحرز في عملك؛ وأحيانًا سوف يسألك بالضبط عن كيفيَّة سير العمل وسوف يتحقَّق من عملك؛ وأحيانًا سوف يختبر وجهة نظرك تجاه شيء مُعيَّن. ليس الهدف من هذه الامتحانات هو تصعيب الأمور عليك، بل جعلك تفهم ما مقاصد الله في هذه الأمور، وما الموقف والمبادئ التي ينبغي أن تتحلى بها. يفعل بيت الله هذا ليدرّبك ويحملك على الممارسة. وما هو الهدف والغاية من تدريب الناس؟ تمكينهم من فهم الحق. إن الهدف من فهم الحق هو أن يكون الناس قادرين على الخضوع للحق والتصرف وفقًا للمبادئ، وأن يلتزموا بمكانهم ويتمموا واجبهم بإخلاص، وأن يدخلوا – في أثناء قيامهم بواجبهم – إلى وقائع الحق المختلفة ويحققوا تغييرات في شخصيتهم. بيت الله يُدرِّب القادة والعاملين بهذه الطريقة. ما دام القادة والعاملون يفهمون الحق، فثمة أمل في أن يكونوا قادرين على قيادة شعب الله المختار إلى فهم الحق. أيًا يكن عدد الحقائق التي يفهمها القادة والعاملون، فهذا هو عدد الحقائق التي يأمل الناس الذين يقودونهم في فهمها. عندما يستوعب القادة والعاملون مبادئ الحق في عملهم، يمكن أيضًا لأولئك الذين يقودونهم أن يستوعبوا المبادئ ويدخلوا إلى واقع الحق في عملهم. ولذلك، يجب أن يمتلك القادة والعاملون الذين يتلقون التدريب مستوى قدرات أفضل من غيرهم من الناس. يتم تمكينهم من فهم مبادئ الحق أولًا، والدخول إلى واقع الحق أولًا، ثم يقودون المزيد من الناس إلى الدخول إلى واقع الحق وفهم مبادئ الحق. ما رأيك في مثل هذا النهج؟ (إنه جيِّدٌ). مثل هؤلاء الناس قد لا يكونون على قدر عالٍ من التعليم أو الفصاحة، أو يفهمون الكثير عن التكنولوجيا أو الشؤون الجارية أو السياسة. وقد لا يكونون بارعين حتى في بعض المهن. لكنهم قادرون على فهم الحقّ، وبعد سماع كلام الله يكونون قادرين على ممارسته واختباره، وقادرين على إيجاد مبادئ الحق، وقادرين على قيادة المزيد من الناس للدخول إلى واقع كلام الله والالتزام بمبادئ الحق. هؤلاء هم من نعنيهم عندما نتحدث عن نوع الأشخاص الموهوبين الذين يتم ترقيتهم وتنميتهم ليعملوا بوصفهم قادة. هل هذا كلام تجريدي؟ (كلا، ليس كذلك). قد يتساءل البعض: "أنت تتحدث عن الموهوبين، فهل هم صفوة المجتمع؟ هل يجب أن يكونوا قد أداروا نوعًا ما من الأعمال التجارية، أو كانوا مديرين تنفيذيين من نوع ما أو رجال أعمال في المجتمع؟ هل هم رجال دولة لهم خلفية سياسية، أو ذوي مواهب في مجال الأعمال أو الأوساط الفنية والأدبية؟ هل هم أشخاص يتمتعون بهبات استثنائية"؟ الموهوبون الذين يتم الحديث عنهم في بيت الله يختلفون عن أولئك الموهوبين في العالم بالخارج. ما المقصود بمصطلح "الموهوبين" الذي نتحدث عنه؟ إنه يعني كون المرء قادرًا على فهم الحق، وكونه قادرًا على قيادة الناس إلى واقع الحق، ومعرفة كيفية تمييز مختلف أنواع الناس، وكيفية علاج مختلف الحالات والصعوبات التي يجد الناس أنفسهم فيها، وامتلاك وجهات نظر ومواقف صحيحة عند مواجهة المشكلات، وامتلاك الآراء والمواقف التي يجب أن تكون لدى الناس الذين يؤمنون بالله ويتبعونه. إنه لا يشير إلى الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي، أو الأشخاص المنافقين، أو الأشخاص الذين يقولون كلامًا رنانًا ويتفوهون بعبارات منمقة، بل يشير إلى الأشخاص الذين لديهم واقع الحق. هذا هو معنى "الموهوبين". هل هذا كلام أجوف؟ (كلا). أليست هذه المعايير التي يتطلبها بيت الله من هذا النوع من الموهوبين الذين يرقّيهم وينمّيهم ليكونوا قادة وعاملين – عملية جدًا؟ (بلى). عملية للغاية! ليس مطلوبًا من مثل هؤلاء المرشحين أن يكونوا حاصلين على مؤهلات أكاديمية متقدمة، لكن يجب أن يكون لديهم على الأقل مستوى القدرات اللازم لاستيعاب الحق. قد يقول البعض: "إذا لم يكن مطلوبًا منهم أن يكونوا حاصلين على مؤهلات أكاديمية متقدمة، فهل من المقبول أن يكونوا أميين"؟ لن تكون قراءة كلام الله ممكنة من دون قدر من التعليم. هم بحاجة إلى فهم الكلمة المكتوبة، لكنهم لا يحتاجون إلى مؤهلات أكاديمية متقدمة. يتضمن أولئك الذين يتم ترقيتهم في بيت الله خريجي المدارس الثانوية، وخريجي الجامعات، وحاملي شهادة الدكتوراه، لذلك لا توجد حدود من حيث المستوى التعليمي. إضافة إلى ذلك، لا توجد حدود من حيث المكانة الاجتماعية للفرد أيضًا. من المزارعين والمثقفين، إلى رجال الأعمال وربات البيوت – جميع أنواع الناس مرحب بهم. إلى جانب عدم وجود قيود على المستوى التعليمي والمكانة الاجتماعية، فإن المعايير المطلوبة هي تلك المعايير العديدة التي تحدثت عنها. هل هذا معقول؟ (نعم). معقول جدًا! الآن هل لديكم فهم أكثر قليلًا لما أعنيه بـ "الأشخاص الموهوبين الذين يرقّيهم بيت الله وينمّيهم"؟ (نعم). الأشخاص الذين يلبون هذه المعايير العديدة المتمثلة في القدرة على استيعاب الحق، وحمل عبء، والقدرة على العمل، هم مرشحون للترقية والتنمية من قِبَل بيت الله. إذا لَبّوا هذه المعايير، فهم مؤهلون. أما بالنسبة للأشياء الأخرى مثل التعليم، والخلفية العائلية، والمكانة الاجتماعية، ومظهر الشخص، وما إلى ذلك، فإن المتطلبات المتعلقة بها ليست عالية. هذا يتعلق بترقية الناس وتنميتهم ليكونوا قادة وعاملين.

لقد ناقشنا للتو عدة معايير ينبغي أن يلبيها الموهوبون من أصحاب المهارات أو المهن حتى يتم ترقيتهم وتنميتهم، وهي أنهم ينبغي أن يحبوا الأشياء الإيجابية وأن يكونوا قادرين على قبول الحق، وألا يكون استيعابهم مُحرّفًا، وأن يكونوا قادرين على القيام بواجبهم بإخلاص، وأن يتكبدوا المشقة ويدفعوا الثمن دون تذمر، وعلى أقل تقدير، ألا يفعلوا الشر – هذه المعايير العديدة ضرورية عندما يتعلق الأمر بهؤلاء الأشخاص. إذًا، ما الهدف من ترقية هؤلاء الأشخاص وتنميتهم؟ الهدف أيضًا هو أن يتمكن هؤلاء الأشخاص – متى واجهوا مشكلات خلال أداء واجبهم والقيام بعمل معين – من طلب الحق من أجل حل المشكلات، والتصرف وفق المبادئ. في أثناء ممارسة الدخول، يخضعون للتدريب والانضباط دون أن يدروا، ويمارسون التخلي عن مقاصدهم الخاصة، ويصححون آراءهم الخاطئة والمنافية للعقل التي لدى هي لدى الناس الدنيويين، ويتخلون عن بعض الأفكار الصبيانية، ويتخلون عن الأحكام المسبقة، والمفاهيم، والتصورات المتعلقة بالإيمان بالله، وأشياء من هذا القبيل. بالطبع، بغض النظر عن أي شيء، فإن عملية الممارسة هذه تهدف إلى تمكين الناس من فهم الحق تدريجيًا، وتعلم الخضوع، وتعلم الدخول إلى وقائع الحق المختلفة. خلال عملية التعلُّم، يتقنون تدريجيًا مبادئ الحق، ويدركون تدريجيًا معنى الإيمان بالله، ومعنى ممارسة الحق، ومعنى أداء المرء لواجبه، وأخيرًا، يفهمون تدريجيًا ما ينبغي عليهم فعله لأداء واجبهم بطريقة تفي بالمعايير، وكيف ينبغي أن يقوموا بالأمور كما ينبغي للمؤمن أن يفعل، وما إلى ذلك – هذه كلها أمور يدخل الناس إليها تدريجيًا بعد أن يُرقّوا وينَمّو. إن عملية دخول الناس التدريجي هي عملية تنمية المرء، وعملية التنمية هي في الواقع أن يمارس المرء الدخول إلى واقع الحق. لكن إذا لم تُرقَّ وتُنمَّ، وكنت لا تتصرف إلا بوصفك مؤمنًا عاديًا يحضر التجمعات، ويقرأ كلام الله، أو يعقد شركة عن الحق، أو يتعلم الترانيم– فإنك بإيمانك بالله بهذه الطريقة لا تتم حقًا واجبك ككائن مخلوق، لذلك فأنت بمنأى عن القيام بواجبك على نحوٍ يفي بالمعايير. أنت حتى لا تمتلك فهمًا واضحًا للمبادئ التي ينبغي أن تستوعبها عند قيامك بواجبك، ولا تستطيع سوى التحدث ببعض التعاليم والشعارات؛ لذلك لم تدخل إلى واقع الحق بعد، ودخولك في الحياة بطيء. وعلى المنوال نفسه، فإن الهدف والغرض من ترقية هؤلاء الأشخاص الذين ينخرطون في مهام مهنية وتنميتهم هو أن يدخلوا إلى واقع الحق بسرعة أكبر، وأن يكتسبوا استيعابًا أفضل وأدق لمبادئ الحق. أولئك الذين يستطيعون استيعاب مبادئ الحق والدخول إلى واقع الحق – هؤلاء هم الموهوبون الذين يرقّيهم بيت الله وينمّيهم. إلامَ يشير هذا النوع من الموهوبين؟ يعني أولئك الذين – على أساس أنهم يحبون الأشياء الإيجابية، وقادرون على تحمل المشاق ودفع الثمن، واستيعابهم ليس مُحرّفًا، وليسوا أشرارًا – قد حققوا فهم مبادئ الحق ودخلوا إلى واقع الحق، وهم قادرون على الخضوع لله وترتيبات بيت الله، ولديهم قلب يتقي الله إلى حدٍ ما. هذا هو النوع الثاني من الموهوبين الذين أتحدث عنهم. المتطلبات التي يجب توفرها فيهم هي أيضًا عملية، ومُحدَّدة بما فيه الكفاية، وليست تجريدية. إذًا، هل يشترط في هذا النوع من الموهوبين أن يكونوا من صفوة المجتمع، وذوي خبرة اجتماعية، ولديهم مؤهلات علمية معينة، ومكانة اجتماعية معينة؟ (كلا). لا يشترط بيت الله أبدًا أن يكون للناس مكانة اجتماعية، أو شهرة، أو مؤهلات أكاديمية معينة، أو مستوى عالٍ من المعرفة – هذه الأشياء ليست مطلوبة أبدًا. عند ترقية الناس وتنميتهم، لا ينظر بيت الله إلى مظهرهم، أي إنه لا ينظر إلى مدى قبحهم أو جاذبيتهم. باستثناء عدم ترقية الأشخاص الذين يشبهون غير المؤمنين، أو الذين يبدو مظهرهم شنيعًا أو خبيثًا، فإن المعايير الأخرى هي تلك التي ذكرتها للتو – هذه هي المعايير الأكثر عملية. عندما يُرقّي غير المؤمنين شخصًا ما، فإنهم ينظرون أولًا إلى مظهر الشخص؛ ينبغي أن يكون الرجال وسيمين، مثل كبار المسؤولين، وينبغي أن تكون النساء جميلات مثل الجنّيات. إضافةً إلى ذلك، يقارنون أيضًا بين المؤهلات العلمية للأشخاص، ومكانتهم الاجتماعية، وخلفيتهم العائلية، وبراعتهم في الحيل. إذا كانت لديك مؤهلات علمية متقدمة ولكنك لست بارعًا في الحيل، فهذا أيضًا غير مقبول؛ لن تُرقَّ أبدًا ولن يُقدّرك أحد. إذا كانت لديك مؤهلات علمية متقدمة وكنت موهوبًا حقًا، لكنك لست حسن المظهر للغاية، وقصير القامة، ولا تعرف كيف تتملق رؤساءك أو تتقرب منهم، فلن تُرقَّ أو تُنمَّ أبدًا ما دمت حيًا، ولن يكتشفك أحد. لذلك يقول غير المؤمنين هذا القول المأثور، "الخيول السريعة كثيرة لكن قليلون هم من يستطيعون تمييزها". هل ينطبق هذا القول على بيت الله؟ (كلا، لا ينطبق). فهل ينطبق التعبير "الذهب الحقيقي مصيره أن يلمع في النهاية"؟ هل هو صحيح؟ (كلا). غالبًا ما يقول هذا الأشخاص المتشائمون الذين لا يذعنون لأحد. الرغبة الدائمة في التألق – هذا طموح بشري. إن الأنواع المختلفة من الأشخاص الموهوبين الذين يرقّيهم بيت الله ويُنمّيهم ليسوا ذهبًا، بل محض أشخاص عاديين. إن الترقية والتنمية اللتين نتحدث عنها هي مجرد طريقة للتعبير؛ في الواقع، هذا يشير إلى أن المرء يرفعه الله. هل أنت – الكائن المخلوق – تُعَد ذهبًا أمام الخالق؟ أنت مجرد تراب، أنت لست حتى نحاسًا أو حديدًا. لماذا أقول إنك تراب وليس ذهبًا؟ لا يوجد شيء الثناء في الناس يستحق. قد يسأل البعض: "أليس ما قلته متناقضًا؟ ألم تقل للتو إنه يمكن ترقية شخص ما إذا لبّى معيار محبة الأشياء الإيجابية"؟ ألا ينبغي عليك كشخص أن تحب الأشياء الإيجابية؟ إذا كنت تحب بعض الأشياء الإيجابية، فهل هذا يجعلك ذهبًا؟ هل هذا يجعلك تلمع؟ إذا كنت تحب بعض الأشياء الإيجابية، فهل هذا يعني أنّ لديك الحق؟ لا يلمع المرء إلا بأن يكون لديه الحق. إذا لم يكن لديك الحق، فكيف يمكن القول بأنك تلمع؟ الحقيقة هي أن الكائن المخلوق لا يفهم أي حقائق. كون المرء يمتلك بعض الإنسانية، وبعض الإمكانات، ومستوى القدرات اللازم لاستيعاب الحق لا يعني أنه يمتلك الحق تلقائيًا. فالناس لا يمتلكون الحق، وحتى إذا كانت إنسانيتهم مستقيمة أو طيبة، فإن هذه الأشياء ليست الحق، بل هي مجرد صفات ينبغي أن تمتلكها الإنسانية الطبيعية. لذلك، لا تتحدثوا عن اللمعان. إذًا، متى يمكن للمرء أن يلمع قليلًا؟ عندما يستطيع أن ينطق بكلمات أيوب، "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21)، حينئذٍ يمكن القول إنّه يلمع قليلًا ويعيش في النور. عندما تستطيع أن تستخدم واقع الحق الذي تملكه والحق الذي تفهمه في إعالة الآخرين، ودعمهم، وقيادتهم، بحيث يمكن إحضارهم للمثول أمام الله والدخول إلى واقع الحق، والخضوع لله وعبادته– حينئذٍ فقط يمكنك أن تلمع قليلًا.

إن مختلف أنواع الموهوبين الذين ينمّيهم بيت الله ليسوا من ذوي الهبات الخارقة، بل هم مجرد أشخاص عاديين فاسدين. ما داموا يستطيعون قبول الحقّ، وأن يطيعوا ويخضعوا، ويتمتعون بمستوى قدرات معين، فإن بيت الله سيجري استثناءً بترقيتهم وتنميتهم. عندما أتحدث عن إجراء استثناء لترقية الناس وتنميتهم، فإن الأمر يتعلق بأن يرفعك الله، ويتعلق بإعطائك الفرصة للمثول أمام الله وقبول قيادة الله، وقبول تنمية الله لك وتدريبك، حتى تتمكن خلال هذه الفترة من الدخول إلى واقع الحق بأسرع ما يمكن، وتكون قادرًا على استيعاب مبادئ الحق بدقة، والقيام بواجبك بطريقة تفي بالمعايير، والعيش بشبه الإنسان. هذا ما يعنيه مصطلح "الموهوبون" في بيت الله. مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا عظماء ومثيرين للإعجاب على الإطلاق؛ هم فقط يفهمون الحق ويمتلكون واقع الحق، ويستطيعون القيام بواجبهم بضمير ومسؤولية، ولديهم القليل من الإخلاص وقادرون على دفع ثمن قليل، ولا يتصرفون بتهور على أساس مفاهيمهم وتصوراتهم. فهل من الملائم أن يجري بيت الله استثناءً بترقية أشخاص يمكنهم تلبية هذه المعايير وتنميتهم وتدريبهم؟ هل هذا مفيد للناس؟ إنه مفيد للغاية للناس! تمامًا كغيرهم من المؤمنين، فإن الذين يُرقّون وينمّون، يؤمنون بالله ويقرأون كلام الله ويستمعون إلى العظات ويقومون بواجبهم، لكنهم – مقارنةً بهؤلاء – ينمون بوتيرة أسرع ويربحون أكثر. هل تريدون أن تربحوا أكثر أم تربحوا القليل فقط؟ (أن نربح أكثر). معظم الناس لديهم هذه الرغبة، ما يعني أنهم يحبون الأشياء الإيجابية. في بعض الأحيان أعقد شركة مع بعض الفرق حول دخول الحياة، وثمة عدد لا بأس به من الناس يأتي للاستماع، ما يدل على أن معظم الناس لديهم توق شديد للحق، وأنهم على استعداد لفهم المزيد من الحق، وعلى استعداد للدخول إلى واقع الحق. في البداية، عقدت شركة مع بعض الناس وكانوا خدرين حقًا. تحدثت معهم لفترة طويلة لكنهم لم يستجيبوا، ولم يظهروا حتى أدنى بصيص من الابتسامة. وبعد أن تواصلت معهم لمدة سنة أو سنتين، أصبحت تعابير الوجه طبيعية بدرجة أكبر لدى معظمهم واستجابوا، وبمرور الوقت أصبحت استجاباتهم أسرع نوعًا ما. هذا يعني أنهم تحولوا من أموات إلى أحياء، واستيقظت نفوسهم. كيف تحقق ذلك؟ إذا كان الناس لا يفهمون الحق، فمهما كانوا يحبون الأشياء الإيجابية، ومهما كانوا أذكياء أو فطنين، فإنهم يظلون أمواتًا. بعض الناس يكونون في البداية أغبياء وبُلهاء، ولا أحد في العالم ينظر إليهم بعين التقدير، ولا يكونون متعلمين جدًا، وآفاقهم ليست واسعة جدًا. لكن بعد أن يصيروا مؤمنين بالله، يمكنهم فهم العديد من الحقائق ورؤية العديد من الأشياء بوضوح، ثم يعيشون بحسب شبه البشر، وبذلك يصبحون أشخاصًا أحياء. فما معنى "أشخاص أحياء"؟ لا يتعلق الأمر بما إذا كان جسدك المادي حيًا أو ميتًا، أو ما إذا كان جسدك قادرًا على الحركة أو التنفس، بل يتعلق بما إذا كانت نفسك واعية كلام الله والحق وحساسة تجاههما. الأشخاص الأحياء يستجيبون للحق ولكلام الله. بعد سماع كلام الله، يكون لديهم وعي، وطريق، وخطة، وهدف. أما الأشخاص الأموات فليس لديهم هذه المظاهر. لذا، إذا قام بيت الله بترقية شخص ما وتنميته، فإن هذا الشخص سيربح أكثر نسبيًا. فكيف يمكن للأشخاص الذين لا يلبون هذه المعايير ولا يُرقّون أو ينمّون أن يربحوا بالقدر الكافي؟ كيف يمكنهم الدخول بسرعة إلى واقع الحق؟ يجب عليهم أن يتعلموا ممارسة كلام الله واختباره، وأن يكتسبوا فهمًا للعديد من الحقائق، وأن يكونوا قادرين أيضًا على تطبيق الحق لتمييز الناس وحل المشكلات – عندئذٍ يمكنهم الدخول إلى واقع الحق.

يقول بعض الناس: "بما أن بيت الله يرقّي جميع أنواع الموهوبين وينمّيهم ويتيح لهم بالدخول إلى واقع الحق بأسرع ما يمكن، ألا يعني ذلك أن الأشخاص غير الموهوبين لا يمكنهم الدخول إلى واقع الحق"؟ هل هذا القول صحيح؟ (كلا، إنه خطأ). إذًا، بعد عقد شركة عن هذا الموضوع، هل أثار هذا حماس بعض الناس بينما أصاب البعض الآخر باليأس والإحباط؟ ينبغي على المرء أن ينظر إلى الأمر بهذه الطريقة: ينبغي ألا يفخر أولئك الذين تم ترقيتهم وتنميتهم. ليس لدَيك ما تتباهى به، فهذه نعمة الله وبركته. عندما يعطيك الله المزيد، يطلب منك أيضًا أن تقدم المزيد من نفسك. إذا أجرى بيت الله استثناءً بترقيتك وتنميتك، فهذا يعني أنك بحاجة إلى دفع ثمن أعلى. إذا كنت تستطيع تكبد هذه المشقة، فستربح أكثر بالتأكيد. أما إذا قلت: "أنا لا أرغب في تكبد هذه المشقة"، فلن تربح الحق ولن تنال بركة الله. يقول بعض الناس: "أريد أن أربح هذه الأشياء، لكنني لا أعتقد أنني قادر على ذلك، لأن بيت الله لن يجري استثناءً بترقيتي وتنميتي. أنا لا ألبي المعايير". ليس مهمًا إذا كنت لا تلبي المعايير. ما دمت تسعى إلى الحق وتجتهد نحوه، فلن يعاملك الله بطريقة غير عادلة. يمكن لهؤلاء الأشخاص الذين يتم ترقيتهم وتنميتهم أن يدخلوا إلى واقع الحق في وقت مبكر بسبب مستوى قدراتهم وبسبب ظروفهم المختلفة فحسب. ومع ذلك، لا يعني هذا الدخول المبكر أنهم الوحيدون الذين يمكنهم الدخول إلى واقع الحق. إنه يعني فقط أن بإمكانهم أن يربحوا في وقت أبكر بقليل، ويمكنهم الدخول إلى واقع الحق في وقت أبكر قليلًا. أولئك الذين لم يُرقّوا سيتأخرون عنهم قليلًا، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون الدخول إلى واقع الحق. يعتمد دخول الشخص إلى واقع الحقّ من عدمه على مساعيه. يمكن لهؤلاء الأشخاص الذين تمت ترقيتهم وتنميتهم أن يستوعبوا مبادئ الحق بسرعة أكبر ويدخلوا إلى واقع الحق بسرعة أكبر خلال عملية التنمية، وهو ما يفيد عمل بيت الله. لذلك، من الصواب ترقية الأشخاص الذين يتبين أنهم يتمتعون بمستوى قدرات جيد ويحبون الحق وتنميتهم. إذا استطاع شخص ما أن يجد هؤلاء الأشخاص ويرقّيهم ويُنمّيهم دون أن يشعر بالحسد تجاههم أو يحبطهم، بل يقدم لهم الرعاية بدلًا من ذلك، فهو يراعي مقاصد الله. على العكس من ذلك، إذا كان بعض الناس يشعرون بالحسد ويخشون أن يكون هؤلاء الأشخاص أفضل منهم ويتفوقون عليهم، فيستبعدونهم ويحبطونهم، فهذا عمل شرير بوضوح، وهو أمر غالبًا ما يفعله أضداد المسيح. وحدهم الأشرار وأضداد المسيح هم مَن يستطيعون أن يهاجموا الإخوة والأخوات ويستبعدوهم.

الفهم والموقف اللذين ينبغي أن يتحلى بهما المرء فيما يتعلق بترقية بيت الله للناس وتنميتهم

ما عقدنا عنه شركة للتو هو أهداف بيت الله من ترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم. وبغض النظر عن نوع العمل الذي يقوم به أولئك الذين يتم اختيارهم للترقية والتنمية – سواء كان عملًا تقنيًا، أو عملًا عاديًا، أو الشؤون العامة للكنيسة – باختصار، كل ذلك من أجل تمكينهم من فهم مبادئ الحق والدخول إلى واقع الحق، وحتى يتمكنوا من القيام بواجبهم بطريقة تفي بالمعايير بأسرع ما يمكن من أجل إرضاء مقاصد الله؛ هذا ما يطلبه الله من الناس، وبالطبع هذا أيضًا ما يلزم لعمل الكنيسة. هل تفهمون الآن المغزى من ترقية بيت الله لجميع أنواع الموهوبين وتنميتهم؟ أما زال توجد أي أفهام خاطئة؟ (كلا). يقول بعض الناس: "الآن بعد أن تمت ترقية هذا الشخص إلى قائد، وأصبح له مكانة، لم يعد شخصًا عاديًا". هل هذا القول صحيح أم خطأ؟ (إنه خطأ). قد يقول آخرون: "أولئك الذين يصبحون قادة لديهم مكانة، لكن القمة موحشة. كلما تسلقت إلى أعلى، كان سقوطك أشدّ"! هل هذا القول صحيح أم خطأ؟ من الواضح أنه خطأ. من الأشخاص الذين يشير إليهم القول "كلما تسلقت إلى أعلى، كان سقوطك أشدّ!"؟ إنه يشير إلى الأشخاص الذين لديهم طموحات ورغبات، إنه يشير إلى أضداد المسيح. عندما يصبح أولئك الذين يسعون إلى الحق قادة، فهذا ليس تسلقًا إلى أعلى، بل هو استثناء أجراه الله برفعهم، وهي نعمة من الله تضع عليهم هذا العبء وتسمح لهم بالقيام بعمل القيادة. "كلما تسلقت إلى أعلى، كان سقوطك أشدّ"، هو استنتاج استخلصه غير المؤمنين، وهو يصف تبعات سعي غير المؤمنين إلى العمل في الوظائف الرسمية. عديمي الإيمان أولئك ليس لديهم تمييز، ويطبقون هذا القول على الأشخاص الإيجابيين، وهذا خطأ جسيم. قد يقول آخرون: "لقد وُلد في منطقة ريفية، والآن أصبح قائدًا في الكنيسة، طائر عنقاء انطلق من الرماد إلى عنان السماء". هل هذا القول صحيح أم خطأ؟ هذه كلمات إبليسية من غير المؤمنين ولا يمكن تطبيقها على شعب الله المختار. في بيت الله، يبارك الله أولئك الذين يسعون إلى الحق، والصادقين، والذين يتحلون بطيبة القلب، والذين يدافعون عن عمل بيت الله. حالما يفهم هؤلاء الناس الحق ويكتسبون بعض المكانة، سيُرَقَّون للتنمية والممارسة عاجلًا أو آجلًا، ليحلوا محل القادة الكاذبين وأضداد المسيح. الأشخاص الإيجابيون الذين مروا بالعديد من التجارب والامتحانات والذين دافعوا باستمرار عن عمل بيت الله هم الأشخاص الذين يحظون باستحسان الله في بيت الله، ولن يكون من اللائق أن تُستخدم كلمات غير المؤمنين الإبليسية لوصف هؤلاء الأشخاص. لذلك، فإن أولئك الذين يستخدمون دائمًا كلمات غير المؤمنين الإبليسية لوصف الأمور في بيت الله والتعبير عن آرائهم الخاصة هم أناس لا يفهمون الحق وآراؤهم عن الأشياء منافية للعقل. لم تتغير آراؤهم في الأشياء على الإطلاق، وما زالت آراءهم في الأشياء هي آراء غير المؤمنين، وقد آمنوا بالله لعدة سنوات ومع ذلك لم يكتسبوا أي حق على الإطلاق، وما زالوا لا يستطيعون رؤية الأشياء وفقًا لكلام الله؛ لذا، فهؤلاء الأشخاص عديمو الإيمان وغير مؤمنين. عندما يُرقَّى شخص ما ليعمل قائدًا أو عاملًا، أو يُنمَّى ليصبح مشرفًا على نوع من الأعمال التقنية، فلا يعدو هذا أن بيت الله يأتمنه على عبء. إنها إرسالية، ومسؤولية، وبالطبع، هي أيضًا واجب خاص، وفرصة خاصة، وهي رفعة استثنائية؛ لا يوجد ما يستحقون عليه الثناء. عندما يرقِّي بيت الله شخصًا ما وينميه، فهذا لا يعني أنه يتمتع بمنصب خاص أو مكانة خاصة في بيت الله، حتى يمكنه التمتع بمعاملة خاصة ومحاباة. وبدلًا من ذلك، بعد أن يكون بيت الله قد رفعه بشكل استثنائي، فإنه يُمنح ظروفًا ممتازة لتلقي التدريب من بيت الله، وممارسة بعض الأعمال الجوهرية في الكنيسة، وفي الوقت نفسه سيكون لبيت الله معايير أعلى مطلوبة من هذا الشخص، وهو أمر مفيد جدًا لدخوله الحياة. عندما يترقى شخص ما وينمَّى في بيت الله، فهذا يعني أنه سيخضع لمتطلبات صارمة، ولإشراف محكم. سيقوم بيت الله بالتفتيش، والإشراف، ودفع عجلة العمل الذي يقوم به إلى الأمام على العمل، وسيتفهم دخوله إلى الحياة ويهتم به. من وجهات النظر هذه، هل يتمتع الأشخاص الذين يرقِّيهم بيت الله وينمِّيهم بمعاملة خاصة ومنصب خاص ومكانة خاصة؟ بالتأكيد لا، فضلًا عن أن يتمتعوا بمنزلة خاصة. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين ترقوا ونمّوا، إذا شعروا أن لديهم رأس مال نتيجة لقيامهم بواجبهم بفعالية إلى حد ما، ولذلك جمدوا وتوقفوا عن السعي إلى الحق، فسيكونون في خطر عندما يواجهون التجارب والضيقات. إذا كانت قامة الناس صغيرة جدًا، فمن المحتمل أن يكونوا غير قادرين على الثبات على موقفهم. يقول البعض: "إذا ترقَّى شخص ما وتنَّمى كقائد، فعندئذ تكون له منزلة. حتى لو لم يكُن من الأبكار، فله على الأقل رجاء في أن يصبح أحد أفراد شعب الله. لم أحظَ بترقية أو تنمية مطلقًا، فهل ليس لي رجاء في أن أصبح أحد أفراد شعب الله؟" من الخطأ التفكير بهذه الطريقة. لكي تصير واحدًا من شعب الله، لا بد أن يكون لك اختبار في الحياة، وأن تكون شخصًا يخضع لله. بغض النظر عما إذا كنت قائدًا أو عاملًا أو تابعًا عاديًا، فإن أي شخص يمتلك وقائع الحق هو أحد أفراد شعب الله. حتى لو كنت قائدًا أو عاملًا، فإذا كنت تفتقر إلى وقائع الحق، فأنت لا تزال عاملًا. في الواقع، لا يوجد شيء مميز في الأشخاص الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم. الشيء الوحيد الذي يختلفون فيه عن الآخرين هو أن لديهم بيئة أكثر ملاءمة، وفرصًا أكثر ملاءمة، وظروفًا أفضل للقيام بعمل محدد ينطوي على مبادئ الحق. حتى لو كان معظم العمل الذي تقوم به ينطوي على مهنة معينة، إذا لم تكن توجد مبادئ حق يمكنك من خلالها تنظيمه والتدقيق فيه، فإن الواجب الذي تقوم به لن يتوافق مع المبادئ، وأنت تعمل فحسب، ومن المؤكد أنك لن تنال استحسان الله. ما متطلبات بيت الله من مختلف الموهوبين الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم؟ لكي يرقّيهم بيت الله وينمّيهم لا بد على الأقل أن يكونوا أشخاصًا ذوي ضمير وعقل، وأشخاصًا يمكنهم قبول الحق، وأشخاصًا يقومون بواجبهم بإخلاص، وأشخاصًا يمكنهم الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته، وعلى الأقل يجب أن يكونوا قادرين على القبول والخضوع عندما يواجهون التهذيب. إن التأثير الذي يجب أن يحققه الأشخاص الذين يخضعون للتنمية والتدريب من قِبل بيت الله لا يتمثل في أن يصبحوا مسؤولين، أو رؤساء، أو أن يقودوا الجماعة، ولا في أن يكون بإمكانهم تقديم المشورة للناس في طريقة تفكيرهم، فضلًا عن أن يتمثل في امتلاكهم مهارات مهنية أفضل أو مستوى تعليمي أعلى، أو سمعة أكبر، أو أن يُذكروا في الوقت نفسه مع أولئك المشهورين في العالم لمهاراتهم المهنية أو مآثرهم السياسية. إنما التأثير المطلوب تحقيقه هو أن يفهموا الحق ويعيشوا بحسب كلام الله، وأن يكونوا أناسًا يتقون الله ويحيدون عن الشر. وبينما يتدربون يكونون قادرين على فهم الحق واستيعاب مبادئ الحق، وأن يعرفوا بشكل أفضل ما هو الإيمان بالله بالضبط وكيف يتبعون الله – هذا مفيد للغاية لأولئك الذين يسعون إلى الحق لتحقيق الكمال. هذان هما التأثير والمعيار اللذان يرغب بيت الله في تحقيقهما من خلال ترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم، وهو أيضًا أعظم حصاد يجنيه أولئك الذين يُرقَّون ويُستخدمون.

يقوم بعض الناس بواجبهم بشكل مسؤول نسبيًا ويلقون استحسان مختاري الله، لذلك تنمِّيهم الكنيسة ليصبحوا قادة وعاملين. وبعد تحقيقهم المكانة، يبدؤون في الشعور بتميزهم عن الجموع ويفكرون: "لماذا استقر عليَّ بيت الله؟ أليس هذا لأني أفضل منكم جميعًا؟" ألا يبدو هذا شبيهًا بما قد يقوله طفل؟ إنه قول أهوج وسخيف وساذج. واقع الأمر أنك لست أفضل من غيرك على الإطلاق. المسألة وما فيها أنك تلبي المعايير المطلوبة لينمِّيك بيت الله. سواء كنت قادرًا على تحمل هذه المسؤولية والقيام بهذا الواجب جيدًا والوفاء بهذه الأمانة أم لا، فهذه قصة أخرى. عندما ينتخب الإخوة والأخوات شخصًا ما ليكون قائدًا، أو عندما يُرقِّيه بيت الله لأداء عملٍ مُعيَّن أو واجبٍ مُعيَّن، فهذا لا يعني أن لديه مكانةً خاصة أو وضعًا خاصًا، أو أن الحقائق التي يفهمها أعمق وأكثر عددًا من تلك التي لدى الآخرين – فضلًا عن أن تكون لديه قدرة على الخضوع لله وعدم خيانته. بالتأكيد لا يعني هذا أيضًا أنه يعرف الله ويتَّقيه. إنه في الواقع لم يبلغ شيئًا من هذا. فالترقية والتنمية هما مُجرَّد ترقيةٍ وتنمية بالمعنى الصريح، وهما لا يعادلان تقدير الله المسبق واستحسانه له. إن ترقيته وتنميته تعنيان ببساطةٍ أنه قد تمَّت ترقيته وأنه بانتظار التنمية. والنتيجة النهائيَّة لهذه التنمية تعتمد على ما إذا كان هذا الشخص يسعى إلى الحق، وما إذا كان قادرًا على اختيار مسار السعي إلى الحق. لذا، عند ترقية شخصٍ ما في الكنيسة وتنميته ليكون قائدًا، فإنه يخضع للترقية والتنمية بالمعنى المباشر فقط؛ وهذا لا يعني أنه يرقى إلى المستوى المطلوب بالفعل، أو قائدٌ كفء، أو أنه قادرٌ بالفعل على أداء عمل القيادة، أو يمكنه القيام بعملٍ حقيقيّ – فهذا ليس هو الحال. معظم الناس لا يستطيعون رؤية حقيقة هذه الأشياء، ويتطلَّعون بناءً على تصوراتهم الخاصة إلى مَن ترقَّوا، هذا خطأ. مهما كان عدد سنوات إيمانهم بالله، هل يملك مَن ترقوا واقع الحقّ حقًا؟ ليس بالضرورة. هل هم قادرون على تنفيذ ترتيبات عمل بيت الله؟ ليس بالضرورة. هل لديهم شعور بالمسؤوليَّة؟ هل هم مخلصون؟ هل هم قادرون على الخضوع؟ هل هم قادرون على طلب الحق عند مواجهة مشكلة؟ كلّ هذا غير معروفٍ. هل لهؤلاء الأشخاص قلوب تتَّقي الله؟ وما مدى عظمة قلوبهم التي تتقي الله؟ هل هم قادرون على تجنب اتّباع إرادتهم الخاصة عندما يفعلون الأشياء؟ هل هم قادرون على السعي إلى الله؟ وخلال الوقت الذي يُؤدّون فيه عمل القيادة، هل هم قادرون على المثول أمام الله بصفة مُتكرِّرة للسعي إلى مقاصد الله؟ هل هم قادرون على قيادة الناس إلى واقع الحقّ؟ إنهم بالتأكيد غير قادرين على القيام بمثل هذه الأشياء. فهم لم يتلقوا تدريبًا، ولم يخوضوا اختبارات كافية؛ لذا فهم غير قادرين على القيام بهذه الأشياء. ولهذا فإن ترقية شخصٍ ما وتنميته لا يعنيان أنه يفهم الحقّ بالفعل، ولا يعنيان أنه قادرٌ بالفعل على القيام بواجبه بطريقة ترقى إلى المستوى المطلوب. فما الهدف والمغزى إذًا من ترقية شخصٍ ما وتنميته؟ أن يُرقَّى هذا الشخص، بصفته فردًا، من أجل أن يمارس، ومن أجل أن يُسقى بشكل خاص ويُدرّب، ومن ثمَّ تمكينه من فهم مبادئ الحق، وكذلك المبادئ والوسائل والأساليب للقيام بالأمور المختلفة وحل مختلف المشكلات، إضافة إلى كيفية التعامل مع مختلف أنواع البيئات والأشخاص الذين يواجههم والتعامل معهم وفق مقاصد الله، وبما يحمي مصالح بيت الله. وبالحكم استنادًا إلى هذه النقاط، هل الموهوبون الذين رقّاهم بيت الله ونمّاهم قادرون على الاضطلاع بعملهم والقيام بواجبهم على أحسن وجه خلال فترة الترقية والتنمية أم قبل الترقية والتنمية؟ بالطبع لا. وبالتالي، لا مفرّ من أنه خلال فترة التنمية سيختبر هؤلاء الناس التهذيب والدينونة والتوبيخ والانكشاف وحتَّى الإعفاء؛ فهذا أمرٌ طبيعيّ، هذا هو التدريب والتنمية. ينبغي ألَّا تكون لدى الناس أي توقُّعاتٌ عالية أو مطالب غير واقعيَّةٍ من أولئك الذين يخضعون للترقية والتنمية؛ فسوف يكون ذلك غير معقولٍ وغير منصفٍ لهم. يمكنكم الإشراف على عملهم. إذا اكتشفتم مشكلات أو أشياء تنتهك المبادئ في سياق عملهم، فيمكنكم إثارة المسألة وطلب الحق لحل هذه الأمور. ما لا ينبغي لكم فعله هو الحكم عليهم أو إدانتهم أو مهاجمتهم أو استبعادهم؛ لأنهم في مرحلة التنمية فحسب، ويجب ألا يُنظَر إليهم على أنهم أشخاصٌ بلغوا مستوى الكمال، فضلًا عن أن يكونوا لا لوم عليهم، أو كأناسٍ يملكون واقع الحقّ. هم في فترة التدريب فحسب مثلكم. الفرق هو أنهم يُؤدِّون عملًا ومسؤوليات أكثر من الناس العاديّين. فلديهم مسؤوليَّةٌ والتزام لأداء المزيد من العمل؛ ويجب أن يدفعوا ثمنًا أكبر ويعانون المزيد من الصعاب ويبذلون المزيد من الجهد الذهني ويحلّون المزيد من المشكلات، ويتحمَّلون المزيد من اللوم من الناس ومقارنةً بالناس العاديين الذين يقومون بواجباتهم، يجب أن يحظوا بقدر أقل قليلًا من النوم، ويتمتعوا بقدر أقل قليلًا من الطيبات، ولا ينخرطوا كثيرًا في القيل والقال. هذا ما يُميِّزهم؛ وبصرف النظر عن هذا، فإنهم مثل أيّ شخصٍ آخر. ما الهدف من قولي هذا؟ ليعلم الجميع بأنه ينبغي عليهم أن يتعاملوا مع مختلف أنواع الموهوبين الذين يرقّيهم بيت الله وينمّيهم بشكل صحيح، وبأنه ينبغي عليهم ألَّا يكونوا قساةً في مطالبهم من هؤلاء الناس. وبالطبع أن يكونوا واقعيّين في رأيهم عنهم أيضًا. فمن الحماقة الإفراط في الإعجاب بهم والتطلع إليهم، كما أنه ليس من الإنسانيَّة أو الواقعيَّة أن نطلب منهم مطالب قاسية بشكل مفرط. ما الطريقة الأكثر منطقية للتعامل معهم إذًا؟ اعتبارهم أناسًا عاديّين، وعندما تحتاج إلى الاستعانة بشخص ما فيما يتعلق بمشكلة ما، فاعقد شركة معهم وتعلُّم البعض من نقاط القوَّة لدى البعض الآخر وتكميل بعضهم بعضًا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن من مسؤولية الجميع الإشراف على القادة والعاملين لمعرفة ما إذا كانوا يقومون بعمل حقيقي أم لا، وما إذا كان بإمكانهم استخدام الحق لحل المشكلات. هذه هي المعايير والمبادئ لقياس ما إذا كان القائد أو العامل يرقى إلى المعيار المطلوب. إذا كان القائد أو العامل قادرًا على التعامل مع المشكلات العامة وحلها، فعندئذ يكونون مؤهلين. أمّا إذا لم يتمكنوا حتى من التعامل مع المشكلات العادية وحلها، فهم غير لائقين ليكونوا قادةً أو عاملين، ويجب إبعادهم من مناصبهم بسرعة. يجب اختيار شخص آخر، ويجب ألا يتأخر عمل بيت الله. فتأخير عمل بيت الله يضرّ بالنفس وبالآخرين ولا يفيد أحدًا.

يحظى بعض الناس بالترقية والتنمية من الكنيسة، ويحصلون على فرصة طيبة للتدريب. هذا أمر جيد. يمكن القول إن الله قد رفعهم وأنعم عليهم. إذًا، فكيف ينبغي لهم أن يقوموا بواجبهم؟ المبدأ الأول الذي يتعين عليهم الامتثال له هو فهم الحق؛ عندما لا يفهمون الحق يتعين عليهم طلبه، وإذا لم يفهموا بعد الطلب بمفردهم، فيمكنهم إيجاد شخص يفهم الحق لإقامة شركة والسعي إلى الحق معه، وهذا يسرّع حل المشكلة ويختصر الوقت. إذا لم تركز سوى على قضاء مزيد من الوقت في قراءة كلام الله بنفسك، وعلى قضاء مزيد من الوقت في تأمل هذا الكلام للوصول إلى فهم الحق وحل المشكلة، فهذا شديد البطء، وكما يقول المثل "الحلول المتأخرة لا تصلح للأزمات الطارئة". عندما يتعلق الأمر بالحق، وإن كنت ترغب في تحقيق تقدم سريع، فعليك أن تتعلم كيف تتعاون بانسجام مع الآخرين، وأن تطرح المزيد من الأسئلة، وأن تطلب أكثر. عندها فقط ستنمو حياتك بسرعة، وستغدو قادرًا على حل المشكلات سريعًا، دونما أي تأخير في أي من ذلك. وبما أنك حصلت للتو على الترقية، وما زلت قيد التجربة، ولا تفهم الحق أو تملك واقع الحق فعليًا؛ لأنك ما زلت تفتقر إلى هذه القامة، فلا تظن أن ترقيتك تعني أنك تملك واقع الحق؛ فهذه ليست هي الحال. إذ لم يتم اختيارك للترقية والتنمية إلا لأنك تمتلك حسًّا بالعبء تجاه العمل وتتمتع بقدرات قائد. يجب أن يكون لديك هذا العقل. إذا بدأت – بعد أن تترقى وتصبح قائدًا أو عاملًا – في إثبات مكانتك، واعتقدت أنك شخص يسعى إلى الحق وأنك تمتلك واقع الحق، وبغض النظر عن المشكلات التي يعانيها الإخوة والأخوات، إنْ تظاهرتَ بأنك تفهم، وأنك روحاني، فستكون هذه طريقة حمقاء للتصرف، وهي الطريقة نفسها التي سلكها الفريسيون المنافقون. عليك أن تتحدث وتتصرف بصدق، وعندما لا تفهم، يمكنك أن تسأل الآخرين أو تطلب عقد شركة من الأعلى؛ فليس ثمة ما يعيب في أي من ذلك. وحتى إن لم تسأل، فسيظل الأعلى يعرف قامتك الحقيقية، وسيعرف أن واقع الحق غير موجود لديك. إن السعي وحضور الشركة هما ما ينبغي لك أن تفعله. هذا هو العقل الذي ينبغي أن يتوافر في الإنسانية الطبيعية، وهو المبدأ الذي ينبغي التمسك به من قبل القادة والعاملين، وليس أمرًا تخجل منه. إذا اعتقدت أنه بمُجرَّد أن تصبح قائدًا يكون من المخجل ألّا تفهم المبادئ، أو أن تطرح أسئلة دائمًا على الآخرين أو على الأعلى، وتخشى أن ينظر إليك الآخرون بازدراء، ثم تصنَّعت بعد ذلك عملًا ما نتيجةً لذلك متظاهرًا أنك تفهم كل شيء، وأنك تعرف كل شيء، وأن لديك قدرة على العمل، وأنك تستطيع أداء أيّ عمل في الكنيسة ولا تحتاج إلى من يُذكِّرك أو يعقد شركة معك أو أيّ شخصٍ يعولك أو يدعمك، فهذا أمرٌ خطير، وأنت متغطرس جدًا وبار في عينيّ ذاتك، وتفتقر إلى العقل. فأنت لا تعرف حتَّى قدر نفسك – ألا يجعلك هذا شخصًا مشوش الذهن؟ في الواقع، مثل هؤلاء الناس لا يستوفون معايير ترقية بيت الله وتنميته لهم، وسيتم إعفاؤهم واستبعادهم عاجلًا أم آجلًا. ولذا، ينبغي على كل قائد أو عامل رُقّي للتو أن يدرك بوضوح أنه ليس لديه واقع الحق، وينبغي أن يكون لديه هذا الوعي الذاتي. أنت الآن قائد أو عامل ليس لأن الله عيّنك، بل لأنّ القادة والعاملين الآخرين قد رقّوك، أو لأن شعب الله المختار قد انتخبك؛ هذا لا يعني أنك تملك واقع الحق وقامة حقيقية. عندما تفهم هذا، سيكون لديك قليل من العقل، وهو العقل الذي يجب أن يمتلكه القادة والعاملون. هل تفهم الآن؟ (نعم). إذًا، كيف ينبغي بالضبط أن تقوموا بالعمل؟ كيف ينبغي أن تطبقوا التعاون المنسجم؟ كيف ينبغي عليكم طلب الحق لحل المشكلات متى واجهتموها؟ لا بد من فهم هذه الأمور. إذا كُشف عن الشخصيات الفاسدة، فاطلبوا الحق وعالجوها في أسرع وقت ممكن. إذا لم تُعالج في الوقت المناسب وأثّرت على عملكم فهذه مشكلة. إذا كنتم غير ملمين بمهنة ما، فينبغي عليكم أيضًا أن تبدأوا في التعلم دون تأخير. لأن بعض الواجبات تنطوي على معرفة مهنية، إذا كنتم تفهمون الحق فقط دون استيعاب أي معرفة مهنية، فسيؤثر ذلك أيضًا على نتائج عملكم. على أقل تقدير، يجب أن تستوعبوا بعض المعرفة المهنية الأساسية وتفهموها، كي تكونوا مؤثرين في متابعة عمل الأشخاص وتوجيهه. إذا كنتم فقط بارعين في مهنةٍ ما لكنكم لا تفهمون الحق، فستوجد – على المنوال نفسه – أوجه قصور في عملكم، لذا ستحتاجون أيضًا إلى السعي إلى الحق والتعاون مع أشخاص يفهمون الحق لكي تقوموا بواجبكم على نحوٍ صحيح. أن تكون بارعًا في المهارات المهنية أو في مجال معرفي معيّن لا يعني في حد ذاته أنك قادر على القيام بالأمور وفقًا للمبادئ، لذلك من الضروري أن تسعى إلى عقد شركة مع أشخاص يفهمون الحق– هذا مبدأ ينبغي عليكم الالتزام به. مهما تفعل، فيجب عليك ألا تتظاهر. أنت في فترة التدريب والتنمية ولديك شخصية فاسدة، وأنت لا تفهم الحق على الإطلاق. أخبرني، هل يعلم الله بهذه الأشياء؟ (نعم). ألن تبدو أحمق إذا تظاهرت؟ هل تريدون أن تكونوا أناسًا حمقى؟ (كلا، لا نريد ذلك). إذا كنتم لا تريدون أن تكونوا أناسًا حمقى، فأي نوع من الناس ينبغي أن تكونوا؟ كونوا أناسًا ذوي عقل، أناسًا يستطيعون طلب الحق بتواضع ويستطيعون قبول الحق. لا تتظاهروا، لا تكونوا فريسيين منافقين. ما تعرفه هو بعض المعرفة المهنية فحسب، وليس مبادئ الحق. يجب أن تجد وسيلة للاستفادة بشكل مناسب من نقاط قوتك المهنية، وتوظيف معرفتك المكتسبة وتعلمك على أساس فهم مبادئ الحق. أليس هذا مبدأً؟ أليس هذا طريقًا للممارسة؟ حالما تتعلم القيام بذلك، سيكون لديك طريق تتبعه وستتمكن من الدخول إلى واقع الحق. مهما تفعل، فلا تكن عنيدًا، ولا تتظاهر. كون المرء عنيدًا ومتظاهرًا ليس طريقة عقلانية للقيام بالأشياء، بل هي الطريقة الأكثر حماقة في القيام بالأشياء. الأشخاص الذين يعيشون بحسب شخصياتهم الفاسدة هم أكثر الناس حماقة. فقط أولئك الذين يطلبون الحق ويتعاملون مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق هم أذكى الناس.

من خلال هذه الشركة، هل لديكم الآن الفهم والرأي الصحيحان فيما يتعلَّق بترقية بيت الله لجميع أنواع الموهوبين وتنميتهم؟ (نعم). والآن بعد أن أصبح لديكم الرأي الصحيح في هذا الأمر، هل يمكنكم اتخاذ النهج الصحيح تجاه هؤلاء الأشخاص؟ يجب أن تتخذوا النهج الصحيح تجاه نقاط قوتهم، وكذلك تجاه أوجه القصور والنقائص التي لديهم من حيث إنسانيتهم، وعملهم، ومهنتهم، ومختلف الجوانب الأخرى– يجب اتباع النهج الصحيح تجاه كل هذه الأمور. علاوةً على ذلك، وبغض النظر عما إذا كنتم قد رُقّيتم ونمّيتم لتصبحوا قادة أو عمّالًا، أو ما إذا كنتم أفرادًا موهوبين في مختلف المهن– فأنتم جميعًا عاديون، وقد أفسدكم الشيطان جميعًا، ولا أحد منكم يفهم الحق. لذا، لا ينبغي لأحد منكم أن يتنكر أو يخفي نفسه؛ بل ينبغي أن تتعلموا أن تكونوا صريحين في الشركة. إذا كنتم لا تفهمون، فلتقرّوا بأنكم لا تفهمون. إذا كنتم لا تعرفون كيف تفعلون شيئًا، فلتقرّوا بأنكم لا تعرفون كيف تفعلونه. مهما كانت المشكلات أو الصعوبات التي تنشأ، ينبغي على الجميع أن يعقدوا شركة ويطلبوا الحق معًا لإيجاد حل. أمام الحق، كلكم مثل الطفل الرضيع، كلكم فقير ومثير للشفقة وشديد الافتقار. ما يحتاج الناس إلى القيام به هو أن يكونوا خاضعين أمام الحق، وأن يكون لديهم قلب متواضع ومتلهف، وأن يطلبوا الحق ويقبلوه، ثم يمارسوا الحق ويحققوا الخضوع لله. يمكن للناس من خلال القيام بذلك أن يدخلوا إلى واقع الحق في كلام الله بينما يؤدون واجباتهم وفي حيواتهم الواقعية. الجميع متساوون أمام الحق. الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم ليسوا أفضل كثيرًا من الآخرين؛ فقد اختبر الجميع عمل الله خلال المدة نفسها تقريبًا. على الذين لم يترقُّوا أو يُنموا أن يسعوا أيضًا إلى الحق في أثناء قيامهم بواجباتهم، وليس من حق أحد حرمان غيره من السعي إلى الحق. يتمتع بعض الناس بحماس أكبر في سعيهم إلى الحق ويمتلكون بعض القدرات؛ لذا تتم ترقيتهم وتنميتهم. وهذا يرجع إلى احتياجات عمل بيت الله. لماذا إذًا لدى بيت الله مثل هذه المبادئ لترقية الناس واستخدامهم؟ لأن ثمة اختلافات في مستوى قدرات الناس وخُلُقهم، وكل شخص يختار طريقًا مختلفًا، وهذا يؤدي إلى عواقب مختلفة في إيمان الناس بالله. أولئك الذين يسعون إلى الحق يُخلَّصون ويصبحون من أهل الملكوت، بينما يُستبعد أولئك الذين لا يقبلون الحق على الإطلاق، والذين هم غير مخلصين في القيام بواجبهم. ينمي بيت الله أناسًا ويستخدمهم على أساس ما إذا كانوا يسعون إلى الحق، وإذا ما كانوا مخلصين في القيام بواجبهم. هل يوجد تمييز في التسلسل الهرمي لمختلف الأشخاص في بيت الله؟ في الوقت الحالي، لا يوجد تسلسل هرمي في ما يتعلق برتب الأشخاص المختلفين، أو بمراكزهم، أو قيمتهم، أو مكانتهم، لا يوجد فرق بين رتب مختلف الناس أو مراكزهم أو قيمتهم أو مكانتهم، وذلك خلال الفترة التي يعمل فيها الله على تخليص الناس وإرشادهم على أقل تقدير. تكمن الاختلافات الوحيدة في تقسيم العمل وفي أدوار الواجب التي يتم أداؤها. بالطبع، يتمّ، خلال هذه الفترة، ترقية بعض الأشخاص وتنميتهم بشكل استثنائي، للقيام ببعض المهام الخاصة، بينما لا يحصل البعض الآخر على مثل هذه الفرص لأسباب مختلفة؛ مثل مشكلات في مستوى قدراتهم أو بيئتهم الأسرية. ولكن ألا يخلِّص الله أولئك الذين لم يحصلوا على فرصٍ كهذه؟ ليس الأمر كذلك. هل قيمتهم ومركزهم أدنى من الآخرين؟ لا، بل يتساوى الجميع أمام الحقّ، حيث تتاح للجميع فرصة السعي إلى الحق وربحه، ويعامل الله الجميع بعدلٍ ومنطق. في أي مرحلة توجد فروق ملحوظة في مراكز الناس، وقيمتهم، ومكانتهم؟ يكون ذلك عندما يصل الناس إلى نهاية طريقهم، وينتهي عمل الله، ويتشكل في النهاية استنتاج بشأن المواقف والآراء التي أظهرها كل شخص في عملية السعي للخلاص وخلال قيامه بواجبه، وكذلك حول مظاهره المختلفة ومواقفه تجاه الله – أي عندما يوجد سجل مكتمل في دفتر ملاحظات الله – في ذلك الوقت، لأن عواقب الناس وغاياتهم ستكون مختلفة، سيكون أيضًا ثمة فروق في قيمتهم، ومراكزهم، ومكانتهم. حينئذٍ فقط يمكن إلقاء نظرة على كل هذه الأشياء والتأكد منها بصورة تقريبية؛ أما الآن فالجميع سواسية. هل فهمتم؟ هل تتطلعون إلى ذلك اليوم؟ هل تتطلعون إليه وتخشونه في الوقت نفسه؟ ما تتطلعون إليه هو أنه في ذلك اليوم ستوجد نتيجة أخيرًا، وستكونون قد وصلتم أخيرًا إلى ذلك اليوم رغم كل الصعوبات، وما تخشونه هو أنكم لن تكونوا قد سلكتم الطريق بشكل صحيح، وأنكم ستكونون قد تعثرتم في الطريق وفشلتم، وأن العاقبة النهائية ستكون غير مرضية، وأسوأ مما تتخيلون وتتوقعون– كم سيكون ذلك محزنًا، ومؤلمًا، ومخيبًا للآمال! لا تفكر في المستقبل البعيد، فمن غير العملي أن تفكر في المستقبل البعيد. انظر أولًا إلى ما هو أمام عينيك، وسر في الطريق الذي تحت قدميك بشكل صحيح، وقم بالعمل الذي بين يديك جيدًا، وتمم الواجبات والمسؤوليات التي ائتمنك الله عليها. هذا هو الأمر الأكثر جوهرية والأكثر أهمية. افهم الحق ومبادئ القيام بواجبك التي ينبغي أن تكون مفهومة الآن، واعقد الشركة عنها إلى أن تصبح واضحة وضوح الشمس، كي تستقر في ذهنك، وتعرف بوضوح ودقة ما هي المبادئ في كل ما تفعله، وتحرص على ألا تنتهك المبادئ، أو تحيد عنها، أو تسبب عرقلة أو إزعاجات، أو تفعل أي شيء يضر بمصالح بيت الله– كل هذا هو ما ينبغي عليكم الدخول إليه الآن. لا داعي لأن نتحدث عن أي شيء أبعد من ذلك، ولا داعي أيضًا لأن تسألوا عنه أو تفكروا فيه. لا فائدة من التفكير في المستقبل البعيد؛ ليس هذا ما يجب أن تفكر فيه. قد يسأل البعض: "لماذا لا ينبغي أن نفكر في الأمر؟ لقد أصبحت حالة الكارثة شديدة جدًا الآن، ألم يحن الوقت للتفكير في مثل هذه الأمور؟" هل حان الوقت؟ هل حقيقة أنَّ الكارثة شديدة يؤثر في دخولك إلى الحق؟ (كلا، لا يؤثر فيه). لقد أصبحت حالة الكارثة شديدة جدًا، ومع ذلك متى أعقد اجتماعات أو أبشّر بعظات تتعلق بالكارثة على وجه التحديد، لا أركز أبدًا على مسألة الكارثة؛ دائمًا ما أتحدث عن الحق فحسب، حتى تتمكنوا من فهم الحق وفهم مقاصد الله، وحتى تفهموا كيفية القيام بواجبكم جيدًا وكيفية الدخول إلى واقع الحق. في الوقت الحاضر، بعض الناس لا يفهمون حتى ما هو واقع الحق وما هي التعاليم. هم يرددون الكلمات والتعاليم القليلة نفسها والكلام الفارغ نفسه كل يوم، ومع ذلك يشعرون أنهم دخلوا إلى واقع الحق. أنا قلق عليهم، لكنهم لا يقلقون على أنفسهم. هم لا يزالون يفكرون في تلك الأشياء البعيدة في المستقبل؛ التفكير في تلك الأشياء ليس عمليًا.

ليس الهدف من ترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم هو تحويلهم إلى أشخاص نشطين، ولا التخطيط لأن ليصبحوا في المستقبل ركيزة أساسية من نوع ما، بل هو إعطاء بعض الأشخاص، الذين يسعون إلى الحق أكثر نسبيًا والذين يلبون معايير الترقية والتنمية، الفرصة للتدرب في بيئات مناسبة وفي ظل ظروف مواتية بدرجة أكبر. الشيء الأهم هو أنهم قادرون على فهم كلام الله، وفهم الحق، والدخول إلى واقع الحق. أليس هذا ما ينبغي أن يحققه الناس من خلال الإيمان بالله؟ أليس هذا ما ينبغي أن يكتسبه الناس من خلال الإيمان بالله؟ ما الشيء الرئيسي الذي ينبغي أن تسعوا إليه الآن من أجل الدخول إلى واقع الحق؟ هل لديكم أي خطط أو خطوات للقيام به؟ سأخبركم بحيلة بسيطة، وسهلة، وسريعة. بعبارات بسيطة، الدخول إلى واقع الحق هو في الواقع ممارسة الحق. ومن أجل ممارسة الحق، من الضروري أولًا أن يتعامل المرء مع شخصياته الفاسدة. ما أسرع نقطة بداية لعلاج شخصيات المرء الفاسدة؟ الطريقة الأبسط والأسرع والأكثر خلوًا من المتاعب بالنسبة إليكم هي أن تعالجوا أولًا مشكلة اللامبالاة في القيام واجبكم، وتعالجوا شخصياتكم الفاسدة خطوة بخطوة. كم من الوقت قد يستغرق منكم علاجها؟ هل لديكم خطة؟ معظم الناس ليس لديهم خطة، بل يظلون يُعملون فيها أذهانهم، دون أن يعرفوا متى يبدأون رسميًا في تنفيذها. على الرغم من أنهم يعلمون أنهم لا مبالون، لا يشرعون في علاج هذا الأمر ولا يملكون حلًا محددًا. أن يكون المرء كسولًا في القيام بواجبه، وغير دقيق، وغير مسؤول، ولا يأخذ الأمر على محمل الجد– هذه كلها مظاهر لكون المرء لا مباليًا. الخطوة الأولى هي علاج مشكلة اللامبالاة. الخطوة الثانية هي علاج مشكلة أن يتصرف المرء وفقًا لإرادته. وبخصوص الأشياء الأخرى مثل الحديث بغير الصدق أحيانًا، أو الكشف عن شخصيات مخادعة أو متغطرسة، فلا تشغلوا أنفسكم بهذه الأشياء في الوقت الحالي. أليس الأكثر عملية وفعالية أن تتعاملوا أولًا مع كونكم لا مبالين وتتصرفون وفقًا لإرادتكم الخاصة؟ أليست هاتان المشكلتان هما أسهل مشكلتين يمكن رصدهما؟ أليس من السهل علاجهما؟ (بلى). عندما تكون لا مباليًا، هل تدرك ذلك؟ عندما تفكر في أن تتكاسل، هل تدرك ذلك؟ عندما تفكر في ممارسة الحيل أو الانخراط في مؤامرة وخدمة نفسك من خلال الخداع، هل تدرك ذلك؟ (نعم). إذا كنت تدرك ذلك، فمن السهل علاج المشكلة. ابدأ بعلاج المشكلات التي يمكنك رصدها بسهولة والتي تعيها داخليًا. إن اللامبالاة في أداء الواجب هي مشكلة واضحة جدًا وشائعة، ولكنها أيضًا مشكلة عنيدة يصعب علاجها. عند القيام بواجب، يجب على المرء أن يتعلم أن يكون يقظ الضمير، وصارمًا، ودقيقًا، ومسؤولًا، وأن يقوم به على نحو راسخ ومتين، أي القيام به خطوة تلو الأخرى. يجب على المرء أن يبذل كل ما في وسعه للقيام بهذا الواجب جيدًا، حتى يرضى عن كيفية أدائه له. إذا كان المرء لا يفهم الحق، فينبغي عليه أن يطلب المبادئ، ويتصرف وفقًا لها ولمتطلبات الله؛ ينبغي عليه أن يبذل المزيد من الجهد عن طيب خاطر للقيام بواجبه بشكل جيد، وألا يقوم به بطريقة لا مبالية. فقط من خلال الممارسة بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يشعر بالسلام في قلبه، دون أن يؤنبه ضميره. هل يسهل علاج اللامبالاة؟ ما دام لديك ضمير وعقل، يمكنك علاجها. أولًا، يجب أن تدعو الله: "يا الله، أنا أشرع في القيام بواجبي. إذا كنت لا مباليًا، فأطلب منك أن تؤدبني وتزجرني في قلبي. أطلب منك أيضًا أن تقودني إلى القيام بواجبي جيدًا وألا أكون لا مباليًا". مارس بهذه الطريقة كل يوم، وانظر كم سيستغرق الأمر من الوقت حتى تُعالج مشكلة اللامبالاة لديك، وتتضاءل حالات اللامبالاة لديك، وتقلّ حالات الغش في القيام بواجبك، وتتحسن نتائجك الحقيقية، وتزداد فعاليتك في أداء واجبك. أداء واجبك من دون أن تكون لا مباليًا– هل هذا شيء يمكنك تحقيقه بالاعتماد على نفسك؟ عندما تكون لا مباليًا، هل يمكنك التحكم في ذلك؟ (الأمر ليس سهلًا). هذا أمر عويص إذًا. إذا كان من الصعب عليكم حقًا التحكم في هذا الأمر، فثمة مشكلة كبيرة بين أيديكم! ما الأشياء التي أنتم قادرون على القيام بها إذًا دون أن تكونوا لا مبالين؟ بعض الناس دقيقون جدًا بشأن ما يأكلونه؛ إذا كانت الوجبة لا تروق لهم، فلن يكونوا في مزاج جيد طوال اليوم. بعض النساء يحببن التأنق ووضع مساحيق التجميل؛ فلا يغفلن عن خصلة واحدة من شعرهن. بعض الناس يجيدون القيام بالأعمال التجارية؛ فهم يحسبون كل قرش بعناية. إذا كنتم تتصرفون بهذا النوع من المواقف الواعية، فيمكنكم تجنب أن تكونوا لا مبالين. أولًا، عالجوا مشكلة كونكم لا مبالين، ثم عالجوا مشكلة التصرف وفقًا لإرادتكم. تصرف المرء وفقًا لإرادته هي مشكلة شائعة، وهي مشكلة أخرى يمكن للناس رصدها بسهولة في أنفسهم. وبقليل من التأمل الذاتي، يمكن للمرء أن يدرك أنه يتصرف وفقًا لإرادته الخاصة، وهو ما لا يتوافق مع مبادئ الحق. من السهل حل المشكلات التي يستطيع الناس إدراكها. ركّزوا أولًا على حلّ هاتين المشكلتين، اللتين هما مشكلة اللامبالاة ومشكلة التصرف وفقًا لإرادتكم الخاصة. اسعوا إلى أن تحققوا نتائج خلال عام أو عامين، اسعوا إلى ألا تكونوا لا مبالين، أو تتصرفوا وفقًا لإرادتكم الخاصة أو أن تكون تصرفاتكم ملوثة بإرادتكم في أي شيء تقومون به. وبمجرد حل هاتين المشكلتين، ستكونون قد اقتربتم من أداء واجبكم على نحو يفي بالمعيار. وإذا لم تستطيعوا حلهما حتى، فذلك يعني أنكم ما زلتم بعيدين عن الخضوع لله أو مراعاة مقاصده؛ أنتم لم تقتربوا من هذا ولو بأدنى درجة.

لقد عقدنا شركة للتو عن المعايير والأهداف من ترقية مختلف أنواع المواهب المؤهلة وتنميتها، وكذلك عن الفهم والرؤية اللذين ينبغي أن يكونا لدى المرء فيما يتعلق بترقية بيت الله لمختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم. مع ذلك، ثمة جانب آخر، وهو الموقف والنهج اللذين ينبغي أن يكونا لدى المرء تجاه مختلف أنواع الموهوبين الذين تتم ترقيتهم وتنميتهم. هذه بعض المشكلات التي ينبغي عقد شركة عنها في البند السادس. لذا، تاليًا، وتحديدًا فيما يتعلق بالبند السادس، دعونا نكشف كيف ينفذ القادة الكاذبون عمل ترقية مختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم، ونشرِّحه. هذا هو المحتوى الرئيسي الذي سنعقد شركة عنه.

مواقف القادة الكاذبين ومظاهرهم فيما يتعلق بترقية جميع أنواع الموهوبين وتنميتهم

القادة الكاذبون لا يفهمون الحق ولا يطلبونه. لذا، عندما يتعلق الأمر بالعمل المهم المتمثل في ترقية جميع أنواع المواهب المؤهلة وتنميتها في بيت الله، فإنهم أيضًا يفسدونه، ويحدثون به فوضى عارمة، ويفشلون ببساطة في تلبية متطلبات بيت الله. ولأنهم لا يفهمون المعايير فيما يتعلق بترقية مختلف أنواع المواهب المؤهلة وتنميتها فضلًا عن أن يفهموا مقاصد الله؛ ولا يفهمون المغزى من ترقية مختلف أنواع المواهب المؤهلة وتنميتها، فمن الصعب جدًا عليهم القيام بهذا العمل على نحو يفي بالمعايير ويستند إلى المبادئ. إن الأنواع المختلفة من الأشخاص "الموهوبين" الذين يقوم القادة الكاذبون بتنميتهم في سياق قيامهم بعملهم هي بالتأكيد خليط غير متجانس. فبدلًا من ترقية المواهب المؤهلة وتنميتها، يُرقي القادة الكاذبون أشخاصًا لا ينبغي بأي حال من الأحوال ترقيتهم وتنميتهم للخدمة بصفتهم قادة أو عاملين، ويسمحون لهؤلاء الأشخاص بالعيش عالةً على الكنيسة وتبديد تقدمات الله. جميع القادة الكاذبين يفعلون أشياء من هذا القبيل، ما يجعل بعض الأشخاص الذين يسعون إلى الحق ولديهم حس بالعدالة يُدهسون تحت الأقدام ولا تتم ترقيتهم ولا استخدامهم. وبدلًا من ذلك، يصبح أولئك عديمي الجدوى يُسمَّون أشخاصًا موهوبين في نظر هؤلاء القادة الكاذبين وتتم ترقيتهم وتنميتهم. إذًا، ما مظاهر القادة الكاذبين عند القيام بهذا العمل؟ لنفترض، على سبيل المثال، أن بيت الله يجب أن يجد بعض الأشخاص لتولي الشؤون الخارجية نظرًا لاحتياجات عمله. فمن هم إذًا الأشخاص الذين ينبغي أن يبحث عنهم؟ لقد ذكرت للتو عدة معايير، وهي أن امتلاك القدرة على العمل، وأن يكون المرء قادرًا على القيام بواجباته وفقًا للمبادئ التي يتطلبها بيت الله، وأن يكون قادرًا على الدفاع عن مصالح بيت الله. هل يعرف القادة الكاذبون هذه المبادئ؟ من الواضح أنهم لا يعرفونها، فكيف يجدون أشخاصًا لتولي الشؤون الخارجية؟ هم يفكرون في قرارة أنفسهم: "من يستطيع تولي الشؤون الخارجية؟ توجد أخت حادة الذكاء وسريعة البديهة، وهي متحدثة بارعة وتعرف كيف تتعامل مع الناس. عندما تتحدث، تقلِّب عيناها في الأرجاء متفحِّصة، ولا يستطيع الشخص العادي سبر غورها. ستكون غير مناسبة إلى حد ما للعمل قائدة في الكنيسة، لكنها ستكون بارعة في تولي الشؤون الخارجية، لذلك سأختارها. كل ما في الأمر أنني أخشى أن ينظر إليها غير المؤمنين بازدراء لانخفاض مستواها التعليمي بعض الشيء، لذلك سأجد خريجة جامعية كانت – خلال الدراسة – رئيسة اتحاد الطلاب، للتعاون معها. هذه المرأة ذكية إلى حدٍ كبير لكن خبرتها في المجتمع قليلة نسبيًا ولم ترَ سوى القليل نسبيًا من العالم، لذا يمكنها أن تتعلم من شريكتها. بخصوص هاتين المرأتين، إحداهما ذات مستوى تعليمي منخفض والأخرى ذات مستوى تعليمي عالٍ؛ إحداهما لديها خبرة في المجتمع والأخرى لا خبرة لها؛ إنهما مناسبتان للتعاون إحداهما مع الأخرى، أليس كذلك؟" إحداهما فصيحة ولبقة وحادة الذكاء وبارعة في العلاقات الاجتماعية؛ متى تعاملت مع غير المؤمنين لا يستطيعون إدراك أنها مؤمنة. والأخرى على درجة عالية من التعليم ولها مكانة اجتماعية؛ متى تفاعلت مع غير المؤمنين، لا ينظرون إليها بازدراء. ما رأيكم في هذين المبدأين اللذين يختار القادة الكاذبون الناس بناءً عليهما؟ يعتقد القادة الكاذبون أنه ما دام الشخص يتمتع بموهبة الثرثرة والذكاء الحاد وردود الفعل السريعة، فإنه يستطيع أن يتولى الشؤون العامة لبيت الله. هل هذه طريقة مناسبة لاختيار الناس؟ (كلا). من أي جانب هي غير مناسبة؟ (مثل هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون في غاية الدهاء؛ على الرغم من أنهم يستطيعون الانخراط في فلسفات التعاملات الدنيوية مع الآخرين، ويعرفون كيف يتعاملون مع الناس، فقد لا يكونون قادرين بالضرورة على الدفاع عن مصالح بيت الله). هذا صحيح. إن الشيء الأهم هو أنه مهما كانت الشؤون التي يتولاها الإنسان لبيت الله، فيجب على الأقل أن يكون مستقيمًا وقادرًا على الدفاع عن مصالح بيت الله. هل كون الشخص معسول اللسان وبارع في الإقناع يعني أنه يستطيع الدفاع عن مصالح بيت الله؟ هل كونه سريع البديهة وفصيحًا ولبقًا يعني أنه يستطيع الدفاع عن مصالح بيت الله؟ (كلا، لا يعني ذلك). حتى لو أقسموا يمينًا فلا فائدة من القسم، ولا جدوى من أن تفرض عليهم مطالب؛ لا بد أن يكون لديهم هذا الخُلُق. لكن القادة الكاذبين لا يتحرون عن هذه الأمور، بل ينظرون فقط إلى من لديه خبرة في المجتمع، ومن هو داهية، وسريع البديهة، وفصيح، ولبق، ويعرف كيف يتصرف بما يناسب الموقف، ومن هو كالحرباء، ومن هو بارع في العلاقات الاجتماعية. هم يظنون أن مثل هؤلاء الأشخاص يمكنهم تولي الشؤون العامة في بيت الله. أليس هذا خطأ؟ هذا خطأ من حيث مبادئ اختيار الأشخاص ومعايير اختيارهم. الحقيقة هي أن هذا النوع من الأشخاص معسولي اللسان إلى أقصى الحدود: أيًا يكن مَن يتعاملون معه، فكل ما يقولونه كذب، ولا يمكنهم أن يتغيروا مهما كان عدد الأيمان التي يقسمونها. عند القيام بالأشياء، يدافعون عن مصالحهم الخاصة فحسب، وخاصة عندما يواجهون خطرًا، فهم يحمون أنفسهم أولًا وقبل كل شيء، ولا يراعون مصالح بيت الله ولو مرة واحدة. ما دامت علاقتهم مع غير المؤمنين جيدة، فهذا يكفيهم؛ بخصوص ما إذا كانت مصالح بيت الله متضررة أم لا، فلا يكترثون لذلك البتة، ولا هم يراعون سلامة الإخوة والأخوات أو يهتمون بما إذا كان اسم الله يُشان؛ هم لا يهتمون إلا بأنفسهم. لا يمكن للقادة الكاذبين أن ينفذوا إلى حقيقة هذا النوع من الأشخاص ويظنون أنهم الأنسب لتولي الشؤون الخارجية لبيت الله. أليست هذه حماقة؟ هم يبيعون مصالح بيت الله ولكن القادة الكاذبين لا يعرفون ذلك أصلًا، ومع ذلك يسندون إليهم مهامًا مهمة، ويعتمدون عليهم في كل شيء. أليست هذه قمة الحماقة؟ هل الفصحاء واللبقون وسريعو البديهة أناس ذوو مقاصد مستقيمة؟ إذا لم تكن قد تعاملت معهم أو راقبتهم بعناية، فلن تعرف ذلك. عندما تتعامل معهم وتتولى شؤونًا معهم، راقب فقط ما إذا كان ما يقولونه يتفق مع ما يفعلونه. يمكن اختبار ذلك من خلال حدث واحد. لنفترض، على سبيل المثال، أنك تنقل أشياء. عندما يرون ذلك، لن يساعدوك. فقط عندما تنتهي من العمل سيأتون إليك ويقولون لك: "كيف تقوم بمثل هذا العمل المتعب بمفردك؟ لو طلبت المساعدة مني لساعدتك مهما كنت مشغولًا. تبدو مُرهقًا. سأطبخ لك لاحقًا، لا يتعين عليك القيام بذلك اليوم". بعد قول ذلك، يختفون. أنت مُنهك تمامًا ومع ذلك لا يزال عليك الطهي. حالما تنتهي من الطهي، يأتون لتناول الطعام وهم حتى يقولون لك: "لماذا لم تنادني عندما كنت على وشك البدء في الطهي؟ أنت منهك تمامًا ومع ذلك تطهو لي وجبة؛ كيف يصح هذا؟ بما أنك أعددتها بالفعل الآن، سآكلها فحسب. سأطهو الوجبة التالية، ونادني متى يكون لديك أي عمل تحتاج إلى القيام به في المستقبل". هذا الحدث هو كل ما يتطلبه الأمر للنفاذ إلى حقيقة ما بداخلهم. هم لُطفاء اللسان وسريعو البديهة ويعرفون ما ينبغي قوله. يعرفون كيف يتصرفون بما يتناسب مع الموقف، وكل ما يفعلونه هو قول أشياء لطيفة دون القيام بأي عمل حقيقي. هل مثل هؤلاء الأشخاص يمكن الاعتماد عليهم؟ إذا طلبت منهم تولي الشؤون العامة لبيت الله، فهل يمكنهم الدفاع عن مصالحه؟ هل يمكنهم الحفاظ على سمعة الكنيسة وحماية سلامة الإخوة والأخوات؟ (كلا). هل ممتلكات بيت الله وجميع مصالحه هي أولويتهم الأولى؟ على العكس تمامًا. إن عيون القادة الكاذبين وعقولهم عمياء عن مثل هذه المشكلات التي يمكن رصدها بسهولة؛ هم لا يستطيعون رؤيتها فحسب. بدلًا من ذلك، لا يسعهم سوى التحدث بالكلمات والتعاليم. مَن يحبه الله ومن لا يحبه الله، ومَن يحب الحق ومَن لا يحب الحق، وما معنى أن يمتلك المرء أساسًا في إيمانه بالله، وأي نوع من الناس ليس لديه أي أساس، وأي نوع من الناس مخلص في القيام بواجبه، وأي نوع من الناس غير مخلص في القيام بواجبه– هذه أشياء يتحدثون عنها بطريقة معقولة ومنطقية، ويبدو أنهم يفهمونها حقًا، لكن كل هذا كلام فارغ وتعاليم. متى يُطلب منهم أن يميزوا الناس، تكون عيونهم وعقولهم عمياء؛ هم لا يفهمون دواخل الناس. ومهما طالت مدة تعاملهم مع هذا النوع من الناس، فإنهم يظلون غير قادرين على النفاذ إلى حقيقتهم، بل إنهم يسندون إليهم مهامًا مهمة.

إنه أمر بغيض بالفعل أن يستخدم القادة الكاذبون الأشخاص الخطأ؛ ومع ذلك، يضيفون إلى هذا الإثم بفعل أشياء أكثر بغضًا. لنفترض – على سبيل المثال – أن القائد الكاذب استخدم الشخص الخطأ. هذا الشخص ليس مناسبًا على الإطلاق لأن يكون مشرفًا ولا يلبي معايير بيت الله للترقية والتنمية. ومع ذلك يصر القائد الكاذب على استخدام هذا الشخص ولا يتفقد أبدًا عمل هذا الشخص، معتقدًا بالقول، "لا تتشككوا فيمن توظفون ولا توظفوا من تتشككون فيه. بما أنني اخترتك وقمت بترقيتك، فستكون قادرًا على القيام بهذا العمل بشكل جيد، لذا امضِ قدمًا وقم بالعمل بالطريقة التي تراها مناسبة. سأدعمك مهما فعلت، ولا فائدة من اعتراض أحد على ذلك!" لقد استخدموا الشخص الخطأ، ومع ذلك تركوا خطأهم يستمر حتى النهاية– إلى هذا الحد هم يثقون بأنفسهم. القادة الكاذبون كلهم عميان. لا يستطيعون رؤية أي مشكلات، ولا يستطيعون تمييز أي الأشخاص أشرار أو عديمي الإيمان، وبصرف النظر عن الشخص الذي يعرقل عمل الكنيسة ويزعجه، فإنهم لا يدركون أي شيء عن ذلك، بل إنهم يسندون مهامًا مهمة إلى أشخاص مشوشي الذهن. يضع القادة الكاذبون ثقة كبيرة في كل من يرقّونهم، ويسندون إليهم أعمالًا مهمة بلا اكتراث. ونتيجة لذلك، يحدث هؤلاء الأشخاص فوضى في عمل الكنيسة، ما يؤثر بشكل خطير على نشر الإنجيل ويضر بمصالح بيت الله. القادة الكاذبون يتظاهرون حتى بأنهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الأمر. يسألهم الأعلى: "كيف يبلي الشخص الذي قمت بترقيته في عمله؟ هل هو مناسب لأداء هذا العمل؟ هل يدافع عن عمل الكنيسة ومصالح بيت الله؟ في اللحظات الحرجة، هل سيحمي نفسه، أم يدافع عن عمل الكنيسة؟" يجيب هؤلاء القادة الكاذبون: "لقد أقسم يمينًا بالدفاع عن عمل الكنيسة. إضافة إلى ذلك، لقد آمن بالله لمدة 20 عامًا. كيف له أن يحمي نفسه ويخون مصالح بيت الله؟ سيدافع على الأرجح عن مصالح بيت الله". يجيب الأعلى: "هل ما تقوله دقيق؟ هل تفقدت عمله؟" يجيب هؤلاء القادة الكاذبون: "لم أتفقد عمله، لكنني قلت له ألا يدافع عن مصالحه الخاصة، وأن عليه أن يُدافِع عن عمل الكنيسة، ووعدني بأنه سيفعل ذلك". ما الفائدة من وعده لك؟ لا يمكنه حتى الوفاء بالقسم الذي أقسمه أمام الله. هل تظن أنه جدير بالثقة لمجرد أنه قطع لك وعدًا؟ هل من المؤكد أنه يستطيع الوفاء بما وعد به؟ بما أنك لم تتفقد عمله، كيف لك أن تعرف ما إذا كان شخصًا يدافع عن مصالح بيت الله؟ كيف لك أن تثق في نفسك إلى هذه الدرجة؟ أليس مثل هؤلاء القادة الكاذبون أوغادًا؟ فعند استخدام الشخص الخطأ، يكونون قد ارتكبوا بالفعل خطأً فادحًا، ثم يضاعفون خطأهم بعدم الاستفسار عن عمل هذا الشخص أو التحقق منه أو فحصه، وعدم الإشراف عليه أو مراقبته. كل ما يفعلونه هو الاستمرار في التساهل مع هذا الشخص الذي يتصرف بتهور ويرتكب الآثام. هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكاذبون. متى كان بند من بنود العمل يعاني من نقص في الأشخاص، يرتب القادة الكاذبون بلا مبالاة أن يتولى مسؤوليته شخص ما، وهذا كل ما في الأمر. هم لا يفحصون العمل أبدًا، ولا يذهبون فعليًا إلى موقع العمل للتفاعل مع ذلك الشخص ومراقبته ومحاولة معرفة المزيد عنه. في بعض الأماكن لا تكون البيئة مواتية للاجتماع مع ذلك الشخص وقضاء بعض الوقت معه، لكن يجب أن تسأل عن عمله، وأن تستفسر بشكل غير مباشر عما كان يقوم به. يمكنك أن تسأل الإخوة والأخوات أو شخصًا قريبًا منه. أليس هذا من الممكن تحقيقه؟ لكن القادة الكاذبين لا يكلفون أنفسهم حتى عناء طرح أي أسئلة؛ إلى هذا الحد هم يثقون بأنفسهم. هم لا يفعلون في عملهم سوى عقد الاجتماعات والتبشير بالتعاليم، وعندما الاجتماعات ويُرتَّب العمل، لا يفعلون شيئًا آخر؛ لا يواصلون العمل بأن يتابعوا الشخص الذي اختاروه أو يتحققوا مما إذا كان قادرًا على القيام بعمل حقيقي. أنت لم تفهم هذا الشخص في البداية، ولكن بناءً على مستوى قدراته ومظاهره السطحية وحماسه، شعرت أنه مناسب لهذا العمل فاستخدمته – لا يوجد خطأ في هذا، لأنه لا أحد يعرف ما سيؤول إليه الناس. لكن بعد ترقيته، ألا ينبغي أن تتابع وتنظر فيما إذا كان يقوم بعمل فعلي، وكيف يعمل، وما إذا كان لا مباليًا أو مراوغًا أو متكاسلًا؟ هذا بالضبط هو العمل الذي ينبغي أن تقوم به، لكنك لا تفعل أيًا من هذا ولا تتحمل أي مسؤولية؛ أنت قائد كاذب وينبغي إعفاؤك واستبعادك.

يرتكب القادة الكاذبون خطأً فادحًا، وهو أنهم بعد أن يرقوا الناس، يشرحون لهم العمل، ثم يلقون عليهم بعض التعاليم، ويقدمون لهم بعض كلمات التشجيع ويتركون الأمر عند هذا الحد، دون متابعة أو انخراط في مهام محددة. إذا كنت تقول بأنك ذو مستوى قدرات ضعيف وتفتقر إلى البصيرة بشأن الناس، فيمكنك المتابعة ومعرفة كيف تسير المهام المحددة، ويمكنك أن تُلِّم بالوضع تمامًا. ومع ذلك، فإن القادة الكاذبين لا يتابعون كيفية سير العمل ولا يتحققون من كيفية سيره على الإطلاق. خذ على سبيل المثال طباعة الكتب، وهو عمل محدد. عيّن القائد الكاذب شخصًا ما ليكون مسؤولًا عن هذا العمل، لكنه لم يتفقده ولو مرة واحدة على مدار نصف عام. ونتيجة لذلك، بعد ستة أشهر، تبين أن جميع الكتب المطبوعة معيبة؛ يا لها من فوضى تامة! هكذا هم القادة الكاذبون– لا يقومون بأي عمل محدد على الإطلاق. ماذا ينبغي أن تفعل إذا كنت ترتب لطباعة كتاب؟ يجب عليك أولًا أن تعيّن مشرفًا مناسبًا، ثم تشرف عليه وتتحقق من مدى حُسن قيامه بالعمل، وما إذا كان سيفسده. يجب عليك الإشراف على العمل ومتابعته، وحل المشكلات مباشرةً إذا اكتشفت أيًا منها– هذا وحده ما يمكن أن يضمن عدم ظهور أي مشكلات. لكن القادة الكاذبون لا يفعلون ذلك. هم يظنون أن مسؤولياتهم تقتصر على إلقاء التعاليم على الناس، وجعلهم يفهمون التعاليم، ويعتقدون أنه يمكن حل المشكلات ما دام الناس يفهمون التعاليم. لذلك، فهم لا يهتمون سوى بالتفوّه بالتعاليم والصراخ بالشعارات، ولا ينخرطون في مهام محددة. بالنسبة إلى القادة الكاذبين، هم يعتقدون أنّ الانخراط في مهام محددة ليس من شأنهم وأن هذا ينبغي أن يكون من شأن مرؤوسيهم. إذًا، فماذا يفعلون هم أنفسهم؟ هم يديرون الوضع العام من عليائهم ويصبحون مسؤولين غير فعّالين. مهما يكن العمل، فهم ليسوا حاضرين أو منخرطين فيه. إذا سُئلوا – بعد أن يخبروا الناس بالمبادئ – عن قضايا تفصيلية أو طرق محددة، سيقولون: "العمل المُحدد متروك لكم، أنا لا أفهم هذه الأشياء". لذا، فهم لا يعرفون كيفية قيام مرؤوسيهم بالعمل. أما فيما يتعلق بما إذا كان المشرف كفؤًا ويفي بمعايير المهمة، أو كيف هي إنسانيته، أو ما إذا كان شخصًا يسعى إلى الحق، أو ما إذا كان يتحلى بالمسؤولية في القيام بواجبه، أو ما إذا كان لا مباليًا في القيام بواجبه أو يتصرف باستهتار فاعلًا أشياء سيئة، أو ما إذا كانت توجد تأخيرات في العمل، وما إلى ذلك– فالقادة الكاذبون لا يعرفون أيًا من هذا؛ هم يتسكعون في الأرجاء فحسب مثل المسؤولين البيروقراطيين في العالم غير المؤمن، ولا يقومون بأي عمل فعلي. في الكنائس التي يعملون فيها، لا يعلم القادة الكاذبون عندما يتسبب بعض المشرفين في توقف العمل، أو عندما يؤسس بعض المشرفين ممالكهم المستقلة، أو عندما لا يهتم بعض المشرفين بواجباتهم الصحيحة وبدلًا من ذلك يقضون أيامهم في الأكل والشرب واللهو، بل إنهم يغضون الطرف عندما يكون بعض المشرفين من ذوي مستوى القدرات الضعيف جدًا، والاستيعاب المُحرّف، ولا يستطيعون القيام بالعمل على الإطلاق. مثل هؤلاء القادة الكاذبين ليسوا سوى قشور فارغة، فهم قادة بالاسم فقط، ولا يقومون بأي من الأعمال الجوهرية للقائد. ظاهريًا، يبدو أنَّ هؤلاء القادة الكاذبين حسنو التصرف إلى حد كبير. هم يعينون مشرفين لكل بند من بنود العمل، ويعقدون لهؤلاء الأشخاص اجتماعًا كل فترة، ويقضون بقية وقتهم في مكان واحد منخرطين في العبادات الروحية، ويصلّون، ويقرأون كلام الله، ويستمعون إلى العظات، ويتعلمون الترانيم، ويكتبون عظاتهم الخاصة بهم. يوجد حتى بعض القادة الكاذبين الذين لا يغادرون غرفهم طوال الأسبوع. ويوجد أيضًا قادة كاذبون لا يفعلون شيئًا سوى عقد التجمعات عبر الإنترنت، من دون أن يذهبوا أبدًا إلى أماكن العمل لفهم الوضع. لا يراهم الإخوة والأخوات شخصيًا لفترات طويلة، ولا يكون لديهم أي فكرة عن ماهية اختبارات الحياة لدى القادة الكاذبين أو ماهية قامتهم. يتناول القادة الكاذبون خلال التجمعات بعض الشؤون العامة فحسب، أما بالنسبة لما يقوم به كل مشرف على وجه التحديد، وما إذا كان الأشخاص الذين قاموا بترقيتهم وتنميتهم مناسبين للعمل المُسند إليهم، أو ما موقف هؤلاء الأشخاص في قيامهم بواجبهم، أو ما إذا كانوا منتبهين ودقيقين في عملهم، أو ما إذا كانوا سلبيين أو لا مبالين، أو ما إذا كان هؤلاء الناس يتبعون الطريق الصحيح، أو ما إذا كانوا أشخاصًا صالحين– فإن القادة الكاذبين لا يكترثون بأي من هذه الأمور ولا يسألون عنها، ولا يريدون أن يعرفوا عنها أيضًا. أليست طبيعة هذه المشكلة خطيرة؟ (بلى).

يحتاج بيت الله إلى بعض الأشخاص الموهوبين الذين يفهمون مجالات مهنية معينة ويمتلكون مهارات معينة، وسوف ينمّي هؤلاء الأشخاص لدراسة تلك المهن حتى يتمكنوا من القيام بواجب في بيت الله. ما نوع الأشخاص الذين يجدهم القادة الكاذبون في رأيكم؟ هم يجمعون كل الشباب الذين ذهبوا إلى الجامعة وتبعوا آباءهم في الإيمان بالله، وينظرون إلى من هو فصيح اللسان ومن يحب أن يكون مركز الاهتمام، ويقولون له: "بيت الله يريد أن ينمّيكم؛ أنتم جيش الاحتياط والقوات الجديدة". وبعد ذلك، يكلفون هؤلاء الأشخاص بالقيام بواجب. في الواقع، هؤلاء الأشخاص لم يؤدوا واجبًا من قبل، ويفتقرون إلى أنواع مختلفة من الخبرة، ولا يفهمون الحق على الإطلاق. لكن القادة الكاذبون يفضلونهم ويحبونهم، لذلك يبدأون في تنميتهم. هم يكلفون هؤلاء الأشخاص بالقيام بواجبات بناءً على ما تؤهلهم خبراتهم لتعلمه؛ فبعضهم يُكلَّفون بالقيام بأعمال نصية، وبعضهم يُكلَّفون بإنتاج الأفلام، وبعضهم يُكلَّفون بإنتاج مقاطع الفيديو، وبعضهم يُكلَّفون بأن يكون ممثلين. بالنسبة للقادة الكاذبين، ما دام هؤلاء الأشخاص لديهم واجبات يقومون بها، فهذا يكفي. لا يتحرى القادة الكاذبون عما إذا كان هؤلاء الناس يحبون الحق أو ما إذا كان بإمكانهم قبول الحق، ولا يتحققون مما يسعى إليه هؤلاء الناس أو ما هي أهدافهم. ماذا يحدث في النهاية؟ يتم استبعاد بعض هؤلاء الأشخاص. وذلك لأنهم فاسقون ومنفلتون، ويتبعون الاتجاهات الدنيوية، ويقضون أيامهم في التأنق والتسكع مع الآخرين، ولا يفهمون أي قواعد ولا يتحلون بأي آداب على الإطلاق؛ من الواضح أنهم عديمو الإيمان وغير مؤمنين. هم لا يهتمون بعملهم الصحيح بينما يؤدون واجباتهم، ويفعلون كل شيء بطريقة لا مبالية، لكن القادة الكاذبين لا يرون ذلك على الإطلاق. أليس القادة الكاذبون عميان الأعين؟ (بلى). ما سبب عمى الأعين هذا؟ ألا يرجع ذلك إلى كون القادة الكاذبين عميان العقول؟ إن عمى العين وعمى العقل هما سمتان من سمات القادة الكاذبين. على الرغم من أن عيونهم مفتوحة على مصراعيها، لا يستطيع القادة الكاذبون فهم أي شيء أو النفاذ إلى حقيقة أي شخص؛ أي إنَّ عيونهم عمياء. ليس لديهم في عقولهم أي تمييز أو وجهات نظر حول أي شخص أو أي شيء، وبغض النظر عما يرونه، ليس لديهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وليس لديهم مواقف ولا آراء ولا تعريفات– هذه حالة خطيرة من عمى العقل. القادة الكاذبون هم جميعًا أناسٌ آمنوا بالله على مدى سنين عديدة، وكثيرًا ما يستمعون إلى العظات، فلماذا إذن لا يستطيعون التعرف على عديمي الإيمان أولئك؟ هذا دليل آخر على أن القادة الكاذبين ذوو مستوى قدرات ضعيف للغاية، وأنهم عاجزون عن استيعاب الحق، وأنهم مهما سمعوا من حقائق فلا يجديهم ذلك نفعًا، وهم لا يفهمونها. هم عميان العين والعقل، وهم عاجزون تمامًا عن تمييز الناس. كيف يمكن أن يصلحوا ليكونوا قادة أو عاملين في الكنيسة؟ هم يعتقدون أن المتكلمين البارعين أشخاص موهوبون، وأن الأشخاص الذين يجيدون الغناء والرقص هم أيضًا أشخاص موهوبون؛ عندما يرون أشخاصًا يرتدون نظارات أو أشخاصًا درسوا في الجامعة، يعتقدون أنهم أشخاص موهوبون، وعندما يرون أشخاصًا ذوي مكانة في المجتمع، وأشخاصًا أغنياء، وأشخاصًا يعرفون كيفية إدارة الأعمال التجارية والانخراط في ممارسات خادعة، وأشخاصًا يقومون بنوع من الأعمال المهمة في المجتمع– يعتقد القادة الكاذبون أنهم أشخاص موهوبون. هم يعتقدون أن بيت الله ينبغي أن ينمّي هذه الأنواع من الناس. هم لا ينظرون إلى خُلُق هؤلاء الناس، أو ما إذا كان ثمة أساس لإيمانهم بالله، فضلًا عن أن ينظرون إلى الموقف الذي يعامل هؤلاء الأشخاص به الله والحق. هم لا ينظرون إلّا إلى مكانة الناس الاجتماعية وخلفياتهم. أليس من العبث أن ينظر القادة الكاذبون إلى الناس والأشياء بهذه الطريقة؟ إن نظرة القادة الكاذبين إلى الناس والأشياء هي نفسها النظرة التي لدى غير المؤمنين تجاه الأشياء. هذا يكفي لإثبات أن القادة الكاذبين ليسوا أناسًا يحبون الحق ويفهموه، وأنهم يفتقرون إلى أي تمييز. أليسوا في منتهى السطحية؟ إنهم عميٌ حقًّا، بكل تأكيد!

التقيت في الماضي بقائد كاذب كان يتحدث ويضحك عندما أتبادل معه أطراف الحديث، لكنه يحدق في الفضاء بطريقة خدرة وبليدة حالما أسأله عن العمل، ولا يستجيب لأي شيء أقوله له. هذا الشخص مستوى قدراته سيء للغاية بما لا يسمح باستخدامه. لا عجب أنه لم يفهم أي شيء قلته له ولم يستطع تنفيذه. وأيًا كان ما أحدِّثه بشأنه، كان يظل يقول: "لقد عقدت اجتماعًا وتفقدت العمل منذ بضعة أيام". قلت: "أليس لديك أي مهام أخرى غير عقد الاجتماعات؟ ثمة الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها في الكنيسة، لماذا لا تجد شيئًا آخر تقوم به؟" قال: "أليس كون المرء قائدًا أو عاملًا يتعلق فقط بعقد الاجتماعات؟ لا يوجد شيء آخر للقيام به سوى عقد الاجتماعات، لا أعرف كيف أفعل أي شيء آخر!" هذا يدل على أنه كان مُقدّرًا له أن يكون قائدًا كاذبًا عند تولي هذا المنصب، وأنه لا يستطيع القيام بأي عمل حقيقي، لأن مستوى قدراته سيء للغاية! إن مستوى القدرات السيء للغاية يؤدي إلى عمى العين وعمى العقل. ماذا يعني عمى العين؟ يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يرصد مشكلات محددة مهما رأى، وبالتالي فإن عينيه عديمة الفائدة. ماذا يعني عمى العقل؟ إنه يعني أنه مهما حدث، فإن الشخص لا يدرك المشكلة الكامنة في الأمر ويفشل في فهمها، ولا يستطيع أن يرى أين يكمن جوهر المشكلة– هذا هو معنى عمى العقل. إذا كان الشخص أعمى العقل، فقد انتهى أمره تمامًا. القادة الكاذبون عميان الأعين والعقول على هذا النحو. هل تظنون أن القادة الكاذبين يشعرون بالضيق عندما يسمعون هذه الكلمات؟ هم يفكرون: "عيناي واسعتان جدًا، لكنه يقول إنني أعمى العينين؛ ولديّ مقاصد حسنة في عقلي، ومع ذلك يقول إنني أعمى العقل– تعريفه ليس دقيقًا تمامًا، أليس كذلك؟ لماذا لا يكتفي بأن يدعوني قائدًا كاذبًا؟ لماذا يضيف أنني أيضًا أعمى العينين والعقل؟" بالنظر إلى مستوى قدرات القادة الكاذبين، هل سيمكنهم أن يدركوا أنهم ذوي مستوى قدرات سيء إذا لم أُصِغْ الأمر على هذا النحو؟ (كلا، لن يمكنهم ذلك). أليس القول بأن هؤلاء القادة الكاذبين عميان العين والعقل يفسر الأمر تمامًا؟ على سبيل المثال، لنفترض أن أحد أضداد المسيح يؤسس مملكته المستقلة في الكنيسة، لكن القادة الكاذبين يقولون: "هذا الشخص كفء للغاية. كان يعمل أستاذًا جامعيًا، وهو يتحدث بوضوح ومنهجية وبطريقة منظمة وفصيحة. علاوةً على ذلك، لا يُصاب برهبة المسرح، مهما كان حجم الجمهور". من الواضح وضوح الشمس أن الشخص الذي يتحدثون عنه فريسي يؤسس مملكته المستقلة، ومع ذلك لا يزال القادة الكاذبون يمدحونه. أليس هذا من عمى العين؟ (بلى). إذا كان ثمة شخص ينشز في غنائه عن اللحن وأنت لا تسمع نشازه، فهل يمكن اعتبار ذلك من عمى العين؟ (كلا). هذه مشكلة مهنية وليست مشكلة تتعلق بمستوى القدرات. أما القادة الكاذبون، فرغم أنهم استمعوا إلى الكثير من الحقائق، لا يستطيعون حتى تمييز أضداد المسيح على حقيقتهم، ولا يستطيعون معرفة ما إذا كانت إنسانية شخص ما جيدة أو سيئة، أو ما إذا كان شخص ما مرشحًا للترقية والتنمية من قبل بيت الله، أو ما إذا كان شخص ما عديم الإيمان أو ما إذا كان هذا الشخص مؤمنًا بالله بصدق، ولا يستطيعون معرفة ما إذا كان شخص ما مخلصًا في القيام بواجبه، فماذا اكتسبوا إذًا من استماعهم إلى العظات طوال هذه السنوات؟ لم يكتسبوا أي حقائق، مما يعني أنهم حمقى عميان؛ هكذا هم القادة الكاذبون العميان. هم يعتقدون أن المهمة الأساسية للقائد هي أن يكون قادرًا على أن يعظ بالعظات وأن يعظ لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، وأنهم ما داموا قادرين على التحدث بالكلمات والتعاليم والهتاف بالشعارات وتحفيز الناس، فهم بالمعايير بوصفهم قادة، وقادرون على تحمل العمل، ولديهم واقع الحق، والله راضٍ عنهم. أي منطق هذا؟ لأن القادة الكاذبين لا يفهمون الحق ومستوى قدراتهم سيء جدًا ولديهم عمى في العين والعقل، فهم لا يملكون أي قدرة على الإطلاق على تمييز مختلف أنواع الناس، ولا يستطيعون النفاذ إلى حقيقة مختلف أنواع الناس. إذًا، هل هم قادرون على استخدام مختلف أنواع الناس بطريقة معقولة؟ (كلا). لديهم استراتيجية واحدة فقط: أولئك الذين كانوا يعملون معلمين يُكلَّفون بالوعظ بالعظات، وأولئك الذين كانوا يعملون في التجارة الخارجية يُكلَّفون بتولي الشؤون العامة، وأولئك الذين يستطيعون التحدث بالإنجليزية يُكلَّفون بأن يكونوا مترجمين، وكل من هو فصيح وقوي الشخصية يُكلّف بالتبشير بالإنجيل؛ وأولئك الخجولون يُكلفون بكتابة مقالات عن الشهادات الاختبارية من منازلهم، وأولئك الذين لديهم الجرأة ويحبون التمثيل يُعيّنون ممثلين، وأولئك الذين يريدون أن يصبحوا مسؤولين يُعيّنون قادة أو مخرجين. هذه هي الطريقة التي يستخدم بها القادة الكاذبون الناس، دون أي مبادئ على الإطلاق.

في نطاق العمل الذي يتولى القادة الكاذبون مسؤوليته، غالبًا ما يوجد بعض الأشخاص الذين يسعون فعلًا إلى الحق ويلبون معايير الترقية والتنمية، لكنهم يُعاقون عن ذلك. بعض هؤلاء الأشخاص يبشرون بالإنجيل، وبعضهم مكلفون بالقيام بواجبات الضيافة. والحقيقة أنهم جميعًا لديهم مستوى قدرات جيد، ويفهمون بعض الحقائق، ويستحقون أن تتم تنميتهم كقادة وعاملين؛ كل ما في الأمر أنهم لا يحبون التباهي بأنفسهم أو أن يكونوا محط الأنظار. ومع ذلك، لا يلتفت القادة الكاذبون إلى هؤلاء الأشخاص على الإطلاق. هم لا يتفاعلون معهم أو يستفسرون عنهم، ولا ينمّون أبدًا الموهوبين من أجل بيت الله. هم لا يركزون إلا على أن يقع أولئك الذين يتملقونهم في حبالهم، وذلك من أجل إرضاء رغباتهم الأنانية. ونتيجة لذلك، لا يُرقَّى أولئك الأشخاص الذين يسعون بصدق إلى الحق ولا يُنمَّون، في حين أن أولئك الذين يحبون أن يكونوا محط الأنظار، والذين يتسمون بالفصاحة ويعرفون كيف يتزلفون إلى الناس، والمولعون بالشهرة والمكسب والمكانة– يُرقَّون جميعًا، وحتى أولئك الذين كانوا مسؤولين أو رؤساء تنفيذيين في الشركات أو الذين درسوا إدارة الشركات في المجتمع، يُعيَّنون في مناصب مهمة. وبغض النظر عما إذا كان هؤلاء الأشخاص مؤمنين حقيقيين أم لا، أو ما إذا كانوا أشخاصًا يسعون إلى الحق أم لا، ففي كل الأحوال، هؤلاء هم الأشخاص الذين يُرقون ويُستخدَمون في نطاق العمل الذي يتولى مسؤوليته القادة الكاذبون. هل هذا استخدام للناس بما يتوافق مع المبادئ؟ أليست ترقية القادة الكاذبين لمثل هؤلاء الناس وحدهم يشبه تمامًا طبيعة المجتمع غير المؤمن؟ خلال الفترة التي يعمل فيها القادة الكاذبون، أولئك الذين يستطيعون فعلًا إنجاز الأمور عند القيام بواجبهم، والذين لديهم حس بالعدالة، والذين يحبون الحق والأشياء الإيجابية– لا يُرقون أو يُنمون، ومن الصعب عليهم الحصول على فرص للتدريب. وبدلًا من ذلك، فإن أولئك الذين يتسمون بالفصاحة ويحبون التباهي بأنفسهم ويعرفون كيف يتزلفون إلى الناس، وكذلك أولئك المولعون بالشهرة والمكسب والمكانة، هم الذين يُعيَّنون في المناصب المهمة. هؤلاء الأشخاص يبدون أذكياء إلى حد ما، لكنهم في الحقيقة ليس لديهم قدرة على الاستيعاب، ومستوى قدراتهم سيء جدًا، وإنسانيتهم سيئة، ولا يحملون أي عبء حقيقي تجاه واجباتهم، ولا يستحقون أن يُنمّوا على الإطلاق. ومع ذلك، فهم من يشغلون مناصب القادة والعاملين في الكنيسة. والنتيجة هي أن الكثير من عمل الكنيسة لا يمكن تدشينه بسلاسة وبطريقة سريعة، أو يكون تقدمه بطيئًا، ويستغرق تنفيذ ترتيبات عمل بيت الله وقتًا طويلاً جدًا. هذه هي الآثار والعواقب التي تلحق بعمل الكنيسة بسبب استخدام القادة الكاذبين للأشخاص بشكل غير صحيح.

معظم القادة الكاذبين من ذوي مستوى القدرات السيء. على الرغم من أنهم يبدون فصحاء، فإنهم لا يمتلكون أي قدرة على استيعاب الحق، إلى درجةِ أنهم ليس لديهم فهم روحي. لديهم عمى في العين والعقل؛ فهم لا يستطيعون النفاذ إلى حقيقة أي مسألة، ولا يفهمون الحق مطلقًا، ما يعدّ في حد ذاته مشكلة فتاكة. كذلك فَهُم يعانون من مشكلة أخرى وأشد خطورة، تتمثل في أنهم عندما يتمكّنون من فهم بعض الكلمات والتعاليم واتقانها، وعندما يصبح باستطاعتهم ترديد بضعة شعارات بصوت مرتفع، يعتقدون أن لديهم واقع الحق. فمهما يكن العمل الذي يقومون به، وبصرف النظر عمّن يختارون ليستخدموه، فإنهم لا يطلبون مبادئ الحق، ولا يعقدون شركة مع الآخرين، وبالأحرى فإنهم لا يلتزمون بترتيبات عمل بيت الله ومبادئه. إنهم يتمتعون بثقة بالغة؛ يعتقدون دومًا أن أفكارهم صحيحة، ويفعلون ما يشتهون. ونتيجة لذلك، فعندما تواجههم بعض المصاعب أو الظروف الاستثنائية، يحتارون. وفوق ذلك فإنهم غالبًا ما يؤمنون خطأً بأنهم ما داموا يعملون منذ سنوات طويلة في بيت الله ولديهم خبرة كافية في الخدمة كقائد هناك، فإنهم يعرفون كيف يجعلون عمل الكنيسة يسير ويتطور. يبدو أنهم فهموا هذه الأشياء، ولكنهم في الواقع لا يعرفون على الإطلاق كيفية القيام بأي عمل. هم يقومون بعمل الكنيسة بالطريقة التي تحلو لهم، متبعين مفاهيمهم وتصوراتهم، وخبراتهم وطرقهم المعتادة، ولوائحهم. هذا يحدث فوضى واضطرابًا في مختلف بنود عمل الكنيسة، ويمنعهم من تحقيق أي نتائج حقيقية. إذا وُجد بضعة أشخاص في فريق ما يفهمون الحق ويستطيعون القيام بعمل حقيقي، فيمكنهم الحفاظ على سير عمل هذا الفريق بشكل طبيعي. لكن هذا لا علاقة له على الإطلاق بقائدهم الكاذب. إن السبب في إمكانية إنجاز العمل بشكل جيد هو وجود بعض الأشخاص الصالحين في الفريق الذين يمكنهم القيام ببعض العمل الحقيقي وإبقاء العمل في مساره الصحيح؛ وهذا لا يعني أن قائدهم الكاذب قد قام بعمل حقيقي. لا يمكن القيام بأي جزء من العمل من دون وجود بعض من مثل هؤلاء الأشخاص الصالحين في موقع المسؤولية. القادة الكاذبون ببساطة غير قادرين على القيام بعملهم، وليس لديهم أي فائدة على الإطلاق. لماذا سيُحدث القادة الكاذبون فوضى في عمل الكنيسة؟ السبب الأول هو أن القادة الكاذبين لا يفهمون الحق، ولا يستطيعون عقد شركة عن الحق لحل المشكلات، ولا يبحثون عن كيفية حل المشكلات، مما يؤدي إلى تراكم المشكلات وتوقف عمل الكنيسة. والثاني هو أن القادة الكاذبين عميان، وهم غير قادرين على تحديد الأفراد الموهوبين. لا يستطيعون إجراء تعديلات بشأن طاقم مشرفي الفريق بشكل مناسب، ما يؤدي إلى وجود بعض الأعمال التي لا يوجد أي شخص مناسب يتولى مسؤوليتها، وهو ما يؤدي إلى توقفها. السبب الثالث هو أن القادة الكاذبين يتصرفون كالمسؤولين الرسميين بشكل مبالغ فيه. هم لا يشرفون على العمل أو يوجّهونه، وحيثما توجد حلقة ضعيفة في العمل، فإنهم لا يشاركون بشكل استباقي في تفاصيل العمل أو يقدّمون الإرشاد فيه. لنقل، على سبيل المثال، إنه في بند معين من بنود العمل، ثمة العديد من الأشخاص الذين يؤدون العمل هم من المؤمنين الجدد الذين لا أساس متينٌ لهم، ولا يفهمون الحقّ، وليسوا ملمّين بمجال العمل، ولم يستوعبوا تمامًا مبادئ العمل. إن القائد الكاذب لا يستطيع، بسبب عماه، رؤية هذه المشكلات. فهو يعتقد أن لا بأس بالأمر ما دام أن هناك شخصًا ما يقوم بالعمل؛ فلا يهم ما إذا كان العمل يُنجز بشكل جيد أو سيئ. هو لا يعرف أنه أينما وجدت حلقة ضعيفة في عمل الكنيسة، فيجب أن يتابع ذلك ويجرس عمليات التفتيش ويقدم التوجيه، وأنه ينبغي أن يشارك شخصيًا في حل المشكلات ويدعم من يقومون بواجباتهم حتى يفهموا الحق ويستطيعوا التصرف وفقًا للمبادئ، ويدخلوا في المسار الصحيح. فقط عند هذه المرحلة لا يتعين عليه القلق كثيرًا. القادة الكاذبون لا يعملون بهذه الطريقة. عندما يرون أنه يوجد شخصً للقيام بالعمل، فإنهم لا يعودون يولون العمل أي اهتمام. لا يقومون بأي استفسارات، بغض النظر عن كيفية سير العمل. وعندما توجد حلقة ضعيفة في العمل، أو مشرف ذو مستوى قدرات سيئ، لا يقدّمون توجيهات بشأن العمل شخصيًا، ولا يشاركون في العمل بأنفسهم. وعندما يكون المشرف قادرًا على الاضطلاع بالعمل، تزداد قلة أن يقوم القادة الكاذبون بالتحقق شخصيًا من الأمور أو تقديم التوجيهات؛ يكون مرتاحًا ومطمئنًا، وحتى إذا أبلغ أحدهم عن مشكلة ما، لا يسألون عنها، فهم يظنون أنه لا داعي لذلك. القادة الكاذبون لا يقومون بأي من هذا العمل المحدد. باختصار، القادة الكاذبون هم منحطون لا يقومون بأدنى قدر من العمل الحقيقي. هم يعتقدون أنه فيما يتعلق يأي عمل، ما دام هناك شخص ما في موقع المسؤولية وجميع الأشخاص يشاركون في العمل، فإن الأمور قد انتهت وأنُجزت. هم يعتقدون أن كل ما عليهم فعله هو عقد اجتماع كل فترة، وإجراء استفسارات إذا نشأت مشكلة ما. أثناء العمل بهذه الطريقة، يظل القادة الكاذبون يعتقدون أنهم يحسنون القيام بالعمل وهم راضون تمامًا عن أنفسهم. هم يفكرون: "لا توجد أي مشكلات في أيٍّ من بنود العمل. إن جميع الموظفين قد رُتِّبَت أمورهم تمامًا، والمشرفون قائمون كلّ في مكانه. أنا بارع في هذا العمل وموهوب جدًا!" أليس هذا مخجلًا؟ إنهم مصابون بعمى في العينين والعقل إلى درجة أنهم لا يستطيعون رؤية أيّ مهام ينبغي عليهم القيام بها، ولا يمكنهم اكتشاف أيّ مشكلات. في بعض الأماكن، يصل العمل إلى طريق مسدود، ومع ذلك يجدهم المرء هناك، وهم راضون، ويفكرون، "إن جميع الإخوة والأخوات من الشباب؛ هم بمثابة دماء جديدة تُضَخ. هم ينجزون مهامهم وكأنهم دينامو لكن من البشر؛ يمكنهم بالتأكيد القيام بالعمل بشكل جيد". في الواقع، هؤلاء الشباب مبتدئون، ليس لديهم أي فهم لأي مهارات مهنية. لا بد أن يتعلموا بينما هم يقومون بالعمل. من الإنصاف القول إنهم لا يعرفون كيفية القيام بأي عمل حتى الآن: قد يفهم بعضهم شيئًا قليلًا، لكنهم ليسوا خبراء، ولا يستوعبون المبادئ، وعندما يقومون بمهمة ما، فإنها تتطلب تصحيحًا متكررًا أو حتى أن يُعاد القيام بها عدة مرات. يوجد أيضًا بعض الشباب الذين لم يتدربوا ولم يختبروا التهذيب. وهم حقيرون للغاية ومتكاسلون وطامعون في الراحة؛ فهم لا يقبلون ولو قليلًا من الحق، وعندما يعانون قليلًا يتذمرون بلا انقطاع. معظمهم منحطون لا مبالون يشتهون الراحة. مع هذا النوع من الشباب يجب عليك بالتأكيد أن تكثر من عقد الشركة معهم عن الحق، بل يجب عليك حتى تهذيبهم. يجب أن يكون لهؤلاء الشباب من يتولى أمرهم ويراقبهم. يجب أن يوجد قائد أو عامل يتحمل المسؤولية الشخصية عن عملهم ويوفر لهم الإشراف الشخصي والتوجيه. فقط حينئذٍ يمكن أن يكون لعملهم نتيجة. أما إذا ترك القائد أو العامل مكان العمل ولم يهتم بالعمل أو يسأل عنه، فسوف يتشتت هؤلاء الأشخاص ويصبحون في حالة فوضى، ولن يؤتي أداؤهم لواجبهم ثمارًا على الإطلاق. مع ذلك، لا يفطن القادة الكاذبون لهذا الأمر. هم يرون الجميع بوصفهم إخوة وأخوات، وأشخاصًا مطيعين وخاضعين، ولذلك يثقون بهم ثقة كبيرة، ويكلفونهم بمهام ثم لا يعودون يعيرونهم أي اهتمام، وهذا أفضل دليل على عمى العين وعمى العقل لدى القادة الكاذبين. فالقادة الكاذبون لا يفهمون الحق على الإطلاق، ولا يستطيعون رؤية الأمور بوضوح، وغير قادرين على كشف أي مشكلات ومع ذلك يظنون أنهم يبلون بلاءً حسنًا. ما الذي يقضون أيامهم في التفكير فيه؟ هم يفكرون في كيفية التصرف كمسؤول رسمي والتمتع بمنافع المكانة. القادة الكاذبون، مثلهم مثل الأشخاص عديمي الإحساس، لا يبدون أدنى مراعاة لمقاصد الله. هم لا يقومون بأي عمل حقيقي، ومع ذلك ينتظرون من بيت الله أن يثني عليهم ويرقّيهم. حقًا، إنهم بلا حياء!

القادة الكاذبون عديمو الجدوى تمامًا في القيام بمهامهم، ولا يوجد ما يستحقون عليه الثناء. هم يفشلون في استيعاب المبادئ بصورة عامة، فضلًا عن أن يستوعبوا تلك المتعلقة بعمل تفصيلي محدد. على سبيل المثال، بعض الأشخاص لديهم قدرات مهنية جيدة لكن إنسانيتهم سيئة للغاية، في حين أن البعض الآخر ليس لديهم مشكلات من حيث إنسانيتهم، لكن مستوى قدراتهم سيء وقدراتهم المهنية سيئة. عندما يتعلق الأمر بالكيفية التي ينبغي بها استخدام هؤلاء الأشخاص وتعيينهم بطريقة معقولة، فإن القادة الكاذبين لا يعرفون الكثير عن هذه الأمور الأكثر تحديدًا وتفصيلًا. لذلك متى سُئل القادة الكاذبون عما إذا كانوا قد وجدوا أي شخص من ذوي مستوى القدرات الجيد إلى حد ما ويمكن تنميته، يقولون إنهم لم يجدوا أي شخص حتى الآن. القادة الكاذبون عميان للغاية؛ كيف يمكنهم العثور على أي شخص؟ إن سألتهم عن الأخت فلانة، فسيقولون إنها تشتهي راحة الجسد، وإن سألتهم عن الأخ فلان، فسيقولون إنه غالبًا ما يكون سلبيًا، وإن سألتهم عن شخص آخر، فسيقولون لك إن هذا الشخص لم يؤمن بالله منذ فترة طويلة ويفتقر إلى الأساس. في نظرهم، لا أحد يرقى إلى المستوى المطلوب. هم لا ينظرون إلا إلى عيوب الآخرين، ونقائصهم، وتعدياتهم؛ هم لا يستطيعون النظر إلى ما إذا كان الشخص يتوافق مع مبادئ بيت الله للترقية والتنمية، أو ما إذا كان مرشحًا مناسبًا للترقية والتنمية. هم لا يستطيعون معرفة من يكون مناسبًا حقًا للترقية والتنمية، لكنهم يرقّون أولئك الذين لا يلبّون متطلبات بيت الله ومبادئه بحماس وسرعة كبيرين. هم يرقّون كل النساء الثريات والرجال ميسوري الحال وأبناء العائلات الغنية في الكنيسة وبناتها، إضافة إلى مَن كانوا يعملون في العالم الخارجي في مناصب المسؤولين، وأولئك الذين يتمتعون بالفصاحة، وأولئك الذين يعرفون كيف يغشون ويحتالون؛ على أي حال، هم يرقّون كل من هو معروف ومتميز في العالم الخارجي وكل من يحب أن يكون محط الأنظار. هم يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص هم وحدهم الموهوبون، ولا يكتشفون ولا يرقون أي شخص يمتلك حقًا قدرة على الاستيعاب ويمكنه قبول الحق. أن يقدم القائد الكاذب لبيت الله موهبة واحدة مؤهلة حقًا أصعب عليه من أن يصعد بنفسه إلى القمر. على سبيل المثال، لنفترض أن بيت الله يحتاج حاليًا إلى أفراد موهوبين لعمل نصي؛ ثمة فرد من هذا النوع في الكنيسة التي يتولى قائد كاذب مسؤوليتها، لكن هذا القائد الكاذب لا يطرح اسم هذا الشخص. عندما يُسأل القائد الكاذب عن سبب عدم ترقيته لهذا الشخص أو تنميته له، يقول: "هذا الشخص مارس الزنا مرتين عندما كان في الجامعة، لكنه لم يفعل ذلك مرة أخرى منذ أن تزوج. لم أكن أعرف ما إذا كان ينبغي ترقيته أم لا". أي نوع من التصريحات هذا؟ هل يمكنك أن تضمن أن الأشخاص الأثرياء والأقوياء الذين ترقّيهم لم يمارسوا الزنا قط؟ أليس هؤلاء الناس يمارسونه أكثر من غيرهم؟ كيف يمكن ألا ترى ذلك؟ إن القادة الكاذبين روحانيون زائفون جدًا، ويتظاهرون بأنهم يعرفون بعض المبادئ، ويجدون أعذارًا لتبرير عدم ترقية أولئك الذين ينبغي ترقيتهم وتنميتهم. في نظرهم، الجميع أقل شأنًا منهم. ماذا يحدث في النهاية؟ هل يصمد هؤلاء "النخبة" و"الموهوبون" الذين يرقّيهم القادة الكاذبون؟ نحن لا نقول إنَّ هؤلاء الناس ليسوا صالحين بالتأكيد. ما نكشفه بشكل أساسي هو أن مبدأ القادة الكاذبين في كيفية معاملتهم للناس هو استخدام المفاهيم البشرية مقياسًا لهم، وليس الحق، وأن مبدأهم في ترقية الناس وتنميتهم هو اتباع مفاهيمهم وتصوراتهم وتفضيلاتهم، واتباع وجهة نظر غير المؤمنين بصورة كلية، بدلًا من استخدام المعايير التي يطلبها بيت الله. لماذا يستطيع القادة الكاذبون القيام بذلك؟ لأنهم لا يفهمون الحق أو مقاصد الله، يستطيع القادرة الكاذبون أن يرقوا أولئك الذين هم ببساطة لا يلبّون متطلبات بيت الله، وأن يركِّزوا على تنميتهم، وأن يسمحوا لهم بتولي مهام مهمة في بيت الله. هكذا هو العمل الذي يقوم به القادة الكاذبون. ألقوا نظرة على القادة الكاذبين من حولكم؛ أليست هذه هي الطريقة التي يعملون بها وكيف يعاملون الناس؟

ثمة وجهة نظر معينة غالبًا ما يُكشَف عنها لدى القادة الكاذبين: هم يظنون أن أصحاب المعرفة وذوي المكانة ومن عملوا في العالم الخارجي بوصفهم مسؤولين، جميعهم موهوبون، وأن مثل هؤلاء الناس ينبغي أن ينمّيهم بيت الله ويستخدمهم بعد أن يبدأوا في الإيمان بالله. هم يقدّرون هؤلاء الناس ويبجلونهم؛ هم حتى يعاملونهم على أنهم من أقاربهم وأفراد أسرهم. عندما يقدِّمون هؤلاء الأشخاص للآخرين، غالبًا ما يتحدثون عن أنهم كانوا في العالم الخارجي رؤساء في شركة ما، أو رؤساء في دائرة حكومية ما، أو رؤساء تحرير في صحيفة ما، أو مديرين في إدارة الأمن العام، أو يتحدثون عن مدى ثرائهم. يكنّ القادة الكاذبون احترامًا كبيرًا لمثل هؤلاء الأشخاص. فما رأيكم، هل القادة الكاذبون لديهم مستوى قدرات جيد؟ أليس الأمر هو أنهم روحانيون زائفون، ولا يستطيعون أن ينفذوا إلى حقيقة الأمور؟ يظن القادة الكاذبون أنه بما أن هؤلاء الأشخاص كانوا أشخاصًا موهوبين في المجتمع، فينبغي على بيت الله أن ينمّيهم ويمنحهم دورًا مهمًا ليلعبوه عندما يأتون إلى هنا. هل هذا الرأي صائب؟ هل يتماشى مع مبادئ الحق؟ إذا لم يكن لدى هؤلاء الأشخاص محبة للحق على الإطلاق، وهم بلا ضمير ولا عقل، فهل يمكن لبيت الله تنميتهم وإعطاؤهم دورًا مهمًا؟ إنهم غير مؤهلين للتنمية. إن حقيقة أنهم كانوا من ذوي المواهب بين غير المؤمنين لا تعني أنهم من أصحاب المواهب في بيت الله، لكن هؤلاء القادة الكاذبين يحبون أن يكونوا مسؤولين، وهم يبجلون الآخرين الذين كانوا مسؤولين أشد التبجيل. وكلما رأوا أشخاصًا كانوا مسؤولين أو كانت لهم مكانة في العالم الخارجي، فإنهم يتذللون لهم ويتملقونهم ويتصرفون بخنوع شديد تجاههم، مثل العبيد أمام سيدهم، ويرغبون بشدة في مناداتهم بالأم أو الأب، أو الأخت الكبرى أو الأخ الأكبر، كما يرغبون في ترقية هؤلاء الأشخاص ليكونوا قادة أو عاملين في الكنيسة. أخبروني، هل هؤلاء أناس يسعون إلى الحق؟ هل امتلاكهم لشيء من المكانة في العالم الخارجي وتمتعهم ببعض الشهرة فيه يعني أنهم يصلحون لأن يكونوا في بيت الله قادة أو عاملين؟ إذا كانوا لا يفهمون الحق ويمتلؤون بشخصيات متغطرسة ومغرورة، فهل هم جديرون بأن يكونوا قادة أو عاملين في بيت الله؟ هل تجاهل خُلُق الناس وترقيتهم وفقًا للتركيز على مكانتهم وشهرتهم فحسب أمر يتماشى مع المبادئ؟ هل يعرف القادة الكاذبون أي نوع من الناس يحبهم الله، وأي نوع من الناس يرقيهم ويستخدمهم؟ لقد أكّدَت ترتيبات عمل بيت الله، المرة تلو المرة، أنه ينبغي أن يتم ترقية الناس وتنميتهم وفقًا لثلاثة معايير: أولًا، يجب أن يمتلكوا إنسانية وضميرًا حيًّا وعقلًا. ثانيًا، يجب أن يكونوا محبين للحق وقادرين على تقبل الحق. ثالثًا، يجب أن يكون لديهم قدر معين من مستوى القدرات وأن يمتلكوا القدرة على العمل. وحدهم أولئك الذين يلبون هذه المعايير الثلاثة هم الذين يمكن ترقيتهم وتنميتهم، وهم مؤهلون لأن يكونوا مرشحين للعمل قادة أو عاملين. امتلاك مستوى القدرات والموهبة ليس مقبولًا وحده على الإطلاق. الخُلُق هم المعيار الأول؛ وثانيًا، من الضروري أن يكون المرء قادرًا على قبول الحق– هذان هما المعياران الأكثر أهمية. إذا تمت ترقية الأشرار الذين ليس لديهم محبة للحق، فستكون العواقب وخيمة، لذلك لا يُسمح مطلقًا بترقية أولئك الذين يفتقرون إلى الإنسانية. لكن القادة الكاذبين يتجاهلون متطلبات بيت الله. عند اختيار الأشخاص واستخدامهم، يركزون دائمًا على ما إذا كان الشخص يتمتع بمكانة في المجتمع، وما هي خلفيته ومنصبه، وما إذا كان قد تلقى مستوى تعليميًّا عاليًا، ومدى رفعة سمعته في المجتمع– هذه هي الجوانب التي يركزون عليها عند ترقية الناس وتنميتهم. هل هذا يتوافق مع المبادئ التي ينص عليها بيت الله؟ هل هذا يتوافق مع الحق في كلام الله؟ من هم هؤلاء الأشخاص الذين لهم مكانة في المجتمع؟ يمكن القول إنهم جميعًا أناس يحاربون من أجل السلطة والمكانة بأي وسيلة، وإنهم من الشيطان. إذا مارسوا السلطة في بيت الله، فهل سيظل بيت الله هو كنيسة الله؟ ما هدف القادة الكاذبين من ترقية الناس الذين هم من الشيطان ليصبحوا قادة؟ هل التصرف على هذا النحو يتوافق مع مبادئ بيت الله في تنمية الناس واستخدامهم؟ أليس هذا مزعجًا لعمل الكنيسة ومضرًا به بشكل صارخ؟ إن ترقية القادة الكاذبين للناس وتنميتهم من دون مبادئ هو ما يسبب أكبر قدر من التعطيل والإزعاج لعمل الكنيسة، وهو طريقة لمقاومة الله.

القادة الكاذبون ذوو مستوى قدرات سيء للغاية وليس لديهم القدرة على استيعاب الحق. بغض النظر عن عدد العظات التي يستمعون إليها أو عدد كلمات الله التي يقرؤونها، فهم يظلون لا يستوعبون الحق بصورة نقية، ولا يفهمون الحق، ومهما كانت عدد السنوات التي وعظوا فيها بالتعاليم، فهم لا يفهمون ما يقولونه– فكله محض كلام فارغ، ومن المستحيل أن يُفهَم منه أي شيء! هم يستطيعون أن يتذكروا القليل من التعاليم ويعظوا بها، لذلك يظنون أن لديهم واقع الحق، لكن لا شيء مما يفعلونه يتعلق بالحق– هؤلاء فريسيون نموذجيون. يبدو ظاهريًا أنهم غالبًا ما يعظون الناس ويقولون كلامًا لطيفًا كما لو كانوا يفهمون الحق، لكن ما يفعلونه يناقض الحق ويتعارض معه. وهم يزعمون أيضًا أنهم يخدمون الله ويقومون بعمل الكنيسة، بينما في الواقع كل ما يفعلونه عدواني تمامًا تجاه الله. لا يقوم القادة الكاذبون أبدًا بترقية الأشخاص الموهوبين المفيدين لبيت الله، ويتجاهلون الأشخاص الصادقين نسبيًا الذين يسعون إلى الحق حقًا ويغضون الطرف عنهم. وبدلًا من ذلك، فإنهم يقومون بترقية وتنمية أولئك الذين ينخرطون في التملق، وأولئك الذين يتسمون بالمراوغة والخداع، وأولئك الذين لديهم طموحات ورغبات في تولي العمل في الكنيسة. نتيجة كل هذا هو أنه حالما يمضي هؤلاء الأشخاص فترة معينة في العمل، تتوقف عناصر مختلفة من عمل الكنيسة وتدخل عمليًا في حالة من الشلل، وبالتالي يُدمّر عمل الكنيسة على يد هؤلاء القادة الكاذبين. أليسوا بغيضين هؤلاء الناس الذي ينتمي إليهم القادة الكاذبون هؤلاء؟ هل ينبغي إعفاؤهم؟ لا بد من إعفائهم! كل يوم تأخير يؤثر على عمل الكنيسة ليوم كامل. بعض القادة الكاذبين، على الرغم من أنهم يعرفون أنهم غير قادرين على القيام بعمل حقيقي، لا يرغبون في الاستقالة طواعية، وهم مهووسون دائمًا بمنافع المكانة، بل إنهم يذهبون إلى حد الإضرار بعمل الكنيسة. هل لدى هؤلاء الناس أدنى ذرة من العقل؟ القادة الكاذبون ليس لديهم أي قدرة على الاستيعاب، أو أي موهبة حقيقية ومعرفة فعلية، وليسوا أناسًا يسعون إلى الحق، وهم أيضًا يشتهون منافع المكانة– إنهم أناس بلا حياء؛ لذلك لا بد قطعًا ألا تتم ترقيتهم وتنميتهم. إن كنت تعتقد أن مستوى قدراتك سيء جدًا، وأنك لا تملك القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وأنك لا تملك القدرة على استيعاب الحق، فمهما تفعل، لا تنغمس في طموحاتك ورغباتك، ولا تتفكر في كيفية السعي نحو أن تصبح مسؤولًا ما في الكنيسة – نحو أن تصبح قائدًا في الكنيسة – كون المرء قائدًا ليس بهذه السهولة. إذا لم تكن شخصًا صادقًا، وكنت لا تحب الحق، فحالما تصبح قائدًا، ستكون إما ضدًا للمسيح أو قائدًا كاذبًا. كل من أضداد المسيح والقادة الكاذبين هم أناس مجردون من الضمير والعقل، وأشخاص قادرون على فعل الشر وإزعاج عمل الكنيسة. في حين أنه يصح القول بأن أضداد المسيح أبالسة وشياطين، فإن القادة الكاذبين ليسوا أناسًا صالحين أيضًا؛ على أقل تقدير، هم أناس وقحون بلا حياء ومجردون من الضمير والعقل. هل يوجد أي شيء مجيد في أن يكون المرء قائدًا كاذبًا ويتم إعفاؤه؟ إنه أمر مخزٍ، ووصمة عار، ولا يوجد في هذا أي شيء مجيد على الإطلاق. إذا كان لديك حس بالعبء تجاه عمل الكنيسة، وترغب في المشاركة فيه، فهذا أمر جيد، لكن يجب أن تتأمل فيما إذا كنت تفهم الحق، وما إذا كان يمكنك عقد شركة عن الحق لحل المشكلات، وما إذا كنت قادرًا على الخضوع لعمل الله حقًا، وما إذا كنت قادرًا على تنفيذ عمل الكنيسة بشكل صحيح وفقًا لترتيبات العمل. إذا كنت تلبي هذه المعايير، فيمكنك الترشح لتصبح قائدًا أو عاملًا. وما أعنيه بقولي هذا هو أنه على الأقل ينبغي أن يملك الناس وعيًا بالذات. انظر أولًا إلى ما إذا كنت قادرًا تمييز الناس، وما إذا كان بإمكانك فهم الحق والقيام بالأشياء وفقًا للمبدأ. إذا كنت تستوفي هذه المتطلبات، فأنت ملائم لتكون قائدًا أو عاملًا. وإذا لم تتمكن من تقييم نفسك، فيمكنك أن تطلب هذا من الناس حولك الذين هم على دراية بك أو من المقربين. إذا قالوا جميعًا إن مستوى قدراتك غير كاف لتكون قائدًا، وإن الاكتفاء بأن تقوم بعملك الحالي جيدًا هو أمر جيد بما فيه الكفاية، فينبغي عليك أن تتعرف على نفسك بسرعة. بما أنَّ مستوى قدراتك سيء، فلا تقضِ وقتك كله راغبًا في أن تكون قائدًا – بل افعل ما يمكنك فحسب، وقم بواجبك بشكل صحيح بينما تكون واقفًا بثبات، بحيث يمكنك أن تنعم براحة البال. فهذا أيضًا جيد. وإذا كنت قادرًا على أن تكون قائدًا، وإذا كنت تملك حقًا مستوى القدرات والموهبة، وتملك قدرة على العمل، ولديك حس بالعبء، فأنت على وجه التحديد ذلك النوع من الأشخاص الموهوبين الذين يفتقر إليهم بيت الله، ومن المؤكد أنك ستحظى بالترقية والتنمية؛ ولكن يوجد توقيت الله في جميع الأشياء. فهذه الرغبة – أي الرغبة في الترقية – ليست طموحًا، ولكن ينبغي أن تكون لديك المقدرة وأن تستوفي المعايير لتكون قائدًا. إذا كانت مقدرتك ضئيلة ولكنك ما زلت تقضي وقتك كله راغبًا في أن تصبح قائدًا، أو تولي بعض المهام المهمة، أو أن تكون مسؤولًا عن العمل الكلي، أو أن تفعل شيئًا يسمح لك بتمييز نفسك، فإنني أخبرك بأن هذا هو الطموح. الطموح يمكن أن يجلب كارثة، لذا ينبغي عليك أن تكون حذرًا منه. الناس جميعًا لديهم الرغبة في التقدم، وكلهم مستعدون للسعي نحو الحق، وهذه ليست مشكلة. بعض الناس يمتلكون مستوى القدرات ويلبون معايير أن يكونوا قادة، وهم قادرون على السعي جاهدين نحو الحق، وهذا أمر جيد. والبعض الآخر لا يملكون مستوى القدرات اللازم، فينبغي عليهم أن يلتزموا بواجبهم، وأن يؤدّوا الواجب الذي بين أيديهم بشكل صحيح ويقوموا به وفق المبدأ، ووفق متطلبات بيت الله؛ فهذا بالنسبة لهم أفضل، وأسلم، وأكثر واقعية.

يجب على أولئك الذين يُنتخبون ليكونوا قادة وعاملين أو الذين يُرقَّون ويُنمون ألا ينغمسوا في التفكير القائم على التمني، فيشعرون: "الإخوة والأخوات اختاروني من بين الكثير من الناس، وقد رقّاني بيت الله، إذًا لدي بعض الموهبة بالتأكيد، وأنا أفضل من الناس العاديين؛ فالذهب الحقيقي مُقدّر له أن يلمع في النهاية". هل من الجيد التفكير بهذه الطريقة؟ أليس هذا إظهارًا لشخصية فاسدة؟ (بلى). إن ترقيتك وتنميتك أمر جيد وفرصة جيدة، لكن ما إذا كنت تستطيع السير في هذا الطريق جيدًا أم لا يعتمد على كيفية تعاملك مع هذه الفرصة وما إذا كنت تستطيع تقديرها. لقد أعطاك الله هذه الفرصة، لكن هذا لا يعني أنك أفضل من أي شخص آخر؛ قد يكون مستوى قدراتك أفضل قليلًا من الآخرين أو ربما لديك بعض الهبات، لكن من الصعب تحديد ماهية دخولك إلى الحياة وما إذا كان لديك واقع الحق؛ لأن الجميع لديهم الشخصيات الفاسدة نفسها، وأنت أيضًا أحد أفراد الجنس البشري الفاسد. إذا استطعت أن تدرك هذا، فستكون قادرًا على التعامل بشكل صحيح مع ترقية بيت الله وتنميته لك. لا ينبغي أن تعتبر نفسك شخصًا موهوبًا، ولا ينبغي أن تظن أنَّ لديك واقع الحق. كل ما في الأمر أن لديك شيئًا من مستوى القدرات ويمكنك أيضًا أن تسعى جاهدًا نحو الحق، لذا مُكِنت من أن تدرِّب نفسك. هذه فترة تجريبية، وليس من المؤكد بعد ما إذا كنت شخصًا يسعى إلى الحق حقًا، أو ما إذا كنت جديرًا بالتنمية. من الصعب تحديد ما إذا كنت ستتمكن من الصمود بعد أن يتم تجريبك خلال هذه الفترة. قد يتم الإبقاء عليك لتستمر تنميتك، أو ربما تُستَبعَد– الأمر كله يعتمد على مقدار الجهد الذي تبذله. هذا هو جوهر ترقية الناس ليكونوا قادة وعاملين، وينبغي أن تفهم ذلك. لا جدوى من أن تعتقد أنت نفسك أنك شخص موهوب. إذا لم يقم بيت الله بترقيتك وتنميتك، فأنت لا شيء. إذا كنت لا تسعى إلى الحق ولا ترغب في أن يستخدمك بيت الله، فلن تستطيع أن تنجز أي شيء. إذا قلت بعد ذلك: "بيت الله لا يستخدمني، سأخرج إلى المجتمع"، فلتخرج إلى المجتمع وتجرِّب، وانظر من سوف يرقّيك، وانظر ما الذي ستكون قادرًا على إنجازه. ما أقصده من قولي هذا هو أن أخبركم أنه يجب أن يكون لديكم الفهم والمنهج الصحيحين تجاه ترقية بيت الله وتنميته لكم. الذين هم من ذوي مستوى القدرات السيء أو المتوسط والذين لا يستطيعون تلبية المعيار المطلوب للترقية والتنمية في بيت الله– ليس عليهم سوى تتميم واجبهم بامتثال وثبات. ما دمت تؤدي واجبك بكل قلبك وعقلك، فإن الله لن يظلمك. لذلك لا تتنازعوا على أمور الترقية والتنمية، لكن لا ترفضوها أيضًا، بل دعوا كل شيء يأخذ مجراه الطبيعي، فمن ناحية يجب أن تطيعوا ترتيبات بيت الله، ومن ناحية أخرى يجب أن يكون لديكم قلب خاضع لله– هذا هو الطريق الصحيح. هل من السهل القيام بذلك؟ (نعم، إنه كذلك). هل هناك أي فائدة من أن يكون شخص ذو مستوى قدرات سيء قائدًا؟ عندما يوصَّف في النهاية على أنه قائد كاذب ويُستبعَد، كيف سيكون شعوره حيال ذلك؟ هل سيكون هذا ما أردتموه؟ (كلا). ستحمل لقب "القائد الكاذب"، وأينما ذهبت، سيقول الناس: "كان هذا الشخص قائدًا كاذبًا يومًا ما". هل هذا شيء جيد أم سيئ؟ إنه ليس شيئًا جيدًا، وليس شيئًا يبعث على الفخر. لا بد أن ينعم الناس بالفهم والموقف الصحيحين تجاه الترقية والتنمية. يجب عليهم في هذه الأمور أن يطلبوا الحق وألا يتبعوا إرادتهم الخاصة وألا تكون لديهم طموحات ورغبات. إذا كنت تشعر أنك من ذوي المقدرة الجيدة، لكن بيت الله لم يُرقِّك بتاتًا، وليست لديه أي خطط لتنميتك، فلا تشعر بالإحباط أو تبدأ في الشكوى، بل ركز فحسب على السعي إلى الحق والاجتهاد في المضي قدمًا. عندما تتمتع بقدر من القامة وتكون قادرًا على القيام بعمل حقيقي، سوف يختارك شعب الله المختار بطبيعة الحال لتكون قائدًا. وإذا شعرت أن مقدرتك ضئيلة، وأنك لا تملك أي فرصة للترقية أو التنمية، وأنه من المستحيل أن تتحقق طموحاتك، أليس هذا شيئًا جيدًا؟ فهذا سوف يحميك! بما أنك من ذوي مستوى القدرات السيء، إذا واجهت مجموعة من المشوشين العميان الذين يختارونك لتكون قائدهم، ألن تكون حينئذٍ سائرًا على الجمر؟ أنت غير قادر على القيام بأي عمل، وعيناك عمياوان وعقلك أعمى. كل ما تفعله هو العرقلة؛ كل حركة تكون ارتكابًا للشر. سوف يكون من الأفضل لك القيام بالعمل في واجبك الحالي جيدًا؛ فعلى الأقل لن تحرج نفسك، وهذا أفضل من أن تكون قائدًا كاذبًا وهدفًا للنقد من وراء الكواليس. ينبغي عليك كإنسان أن يكون لديك مقياس لنفسك، وينبغي أن يكون لديك القدر اليسير من الوعي بالذات. ففي هذه الحالة، سوف تكون قادرًا على تجنب السير في الطريق الخطأ وارتكاب أخطاء جسيمة.

هل ترغبون في أن تكونوا قائدين كاذبين أم تابعين عاديين؟ (تابعون عاديون). إذا اختارك الإخوة والأخوات، فجرِّب ذلك؛ ربَّما تكون نظرتهم إليك أدق من مشاعرك تجاه نفسك. إذا اعتقد الإخوة والأخوات أنك قادرٌ على فعل ذلك، فيجب أن تبذل قصارى جهدك في الأمر. إذا بذلت قصارى جهدك فعلًا، ولكنك ما زلت تفشل في عملك، وكان قلبك يحترق من القلق حتى إنك لا تستطيع تناول الطعام ويجافي النوم عينيك بسبب ذلك، ولا تعرف ببساطةٍ كيفيَّة عمل ذلك بشكلٍ صحيح، فتوقَّف عن كونك قائدًا أو عاملًا؛ فهو أمر صعبٌ عليك للغاية. إذا واصلت ذلك، فسوف تصبح على الأرجح قائدًا كاذبًا، لذلك ينبغي عليك أن تقدم استقالتك دون تأخير، معلنًا: "نظرًا لأنني ذو مستوى قدرات سيء وغير قادر على القيام بعمل حقيقي، إذا واصلت تولي منصب قائد، فلن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى ينتهي بي الأمر بالتأكيد إلى أن أصبح قائدًا كاذبًا، لذلك أطلب الاستقالة والتخلي عن المنصب طواعيةً". هذا هو التصرُّف الأكثر حكمةٍ، والشيء الأنسب الذي يجب فعله! إنه عقلانيٌّ وأفضل من أن تشغل المنصب وتكون قائدًا كاذبًا. إذا كنت تعلم جيِّدًا أنك ذو مستوى قدرات ضعيف وغير قادرٍ على أن تكون قائدًا، ولكن لا يمكنك تحمُّل التخلِّي عن المكانة وتقول لنفسك، "لماذا لا يمكنني القيام بذلك؟ من يمكنه مساعدتي؟ كم كان سيكون من الرائع أن أحافظ على مكانتي بوصفي قائدًا مع وجود شخص آخر يضع جميع الخطط والاستراتيجيات بالنيابة عني! في الوقت الحالي لا يوجد أحد مناسب ليأخذ مكاني، لذلك لا يسعني إلا الاستمرار في كوني قائدًا والاستمتاع بهذه الوظيفة كل يوم ما دمتُ فيها؛ حتى إن كنتُ لا أستطيع القيام بالعمل، فأنا ما زلتُ القائد، وكوني قائدًا أفضل من كوني أخًا عاديًا أو أختًا عادية. إذا لم يعفني بيت الله ولم يعزلني الإخوة والأخوات، فلن أستقيل". هل هذا مناسب؟ (كلا). لماذا ليس مناسبًا؟ (إنه غير معقول؛ إذا كنتُ غير قادر على القيام بعمل حقيقي لكني لا أستقيل، فلن يؤدي هذا إلا إلى تأخير عمل الكنيسة). التصرف على هذا النحو يؤخر عمل الكنيسة؛ إنه يؤذي الآخرين، ويؤذيك. هل تعرف معنى أن تكون قائدًا؟ إنه يعني أن تكون لديك علاقةٌ مباشرة مع دخول العديد من الناس إلى الحياة، وأن تكون لقيادتك علاقةٌ مباشرة بالطريقة التي يسلكون بها الطريق الذي أمامهم. إذا كانت قيادتك جيِّدة وقدتهم إلى الطريق الصحيح، فسيكونون قادرين على وضع أقدامهم على الطريق الصحيح. وإذا كانت قيادتك رديئة وقدتهم إلى هاوية وأصبحوا فريسيّين مثلك، فإن خطيَّتك عظيمة! وبعد أن ترتكب هذه الخطيئة العظيمة، هل ستكون هذه هي نهاية الأمر؟ سوف يسجلها الله! أنت تعلم جيِّدًا أن مستوى قدراتك ضعيف وأنك قائدٌ كاذب وغير قادرٍ على القيام بعملٍ حقيقيّ، ومع ذلك لا تقرّ بأخطائك وتستقيل، بل تتشبث بمنصبك بوقاحة، ولا تتنازل عنه لأحد آخر. هذه خطيَّةٌ، وسوف يُسجِّلها الله. وهل سيكون سجلّه جيِّدًا أم رديئًا لك في المستقبل؟ ستكون في ورطةٍ! سوف أخبرك بالحقيقة الصادقة: الله يُسجِّل مثل هذه الأشياء لكلّ شخصٍ، وكلّ بندٍ مكتوبٌ بوضوحٍ. إذا حدث شيءٌ جسيم في طريقك للخلاص، فسوف يكون التأثير عليك هائلًا! مهما فعلت، لا تسلك في هذا الطريق ولا تكن هذا النوع من الأشخاص.

لقد عقدنا شركة بإيجاز عن بعض ممارسات القادة الكاذبين ومظاهرهم فيما يتعلق بترقية مختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم. باختصار، نوع الشخص الذي يكون قائدًا كاذبًا لا يقوم بعمل حقيقي، ولا يكون قادرًا على القيام بعملٍ حقيقيّ. فمستوى قدراته ضعيف، وهو أعمى العين والعقل ولا يمكنه اكتشاف المشكلات ولا يستطيع رؤية ما بداخل أنواعٍ مختلفة من الناس، ولذلك فهو غير قادرٍ على الاضطلاع بالعمل المُهمّ المُتمثِّل في ترقية مختلف أنواع الموهوبين وتنميتهم. وبالتالي، ليس لديهم أي طريقة للقيام بعمل الكنيسة جيدًا، وسوف يتسببون في العديد من الصعوبات لشعب الله المختار في دخولهم الحياة. بالنظر إلى هذه العوامل، من الواضح أن القادة الكاذبين غير مناسبين لأن يكونوا قادة للكنيسة. ثمة قادة كاذبون آخرون لا يقومون بعمل محدد للكنيسة ولا يتواصلون مع المشرفين على الأعمال المحددة، لذلك لا يعرفون الأفراد الموهوبين ولا العمل الذي يمكنهم القيام به، ولا يعرفون العمل المناسب لكل منهم، ولا ما إذا كان عملهم يتوافق مع المبادئ. وبالتالي هم غير قادرين على ترقية الموهوبين وتنميتهم. كيف يمكن إذًا لمثل هؤلاء الأشخاص أن يقوموا بعمل الكنيسة جيدًا؟ السبب الرئيسي في أن القادة الكاذبين لا يستطيعون القيام بعمل حقيقي هو أن مستوى قدراتهم سيء؛ فهم ليس لديهم بصيرة بشأن أي شيء ولا يعرفون ماهية العمل الحقيقي. هذا يؤدي إلى حالات متكررة من الركود أو الشلل في عمل الكنيسة– هذه ترتبط مباشرة بفشل القادة الكاذبين في القيام بعمل حقيقي. طوال السنوات العديدة الماضية، شدد بيت الله مرارًا وتكرارًا على أنه يجب تصفية الأشرار وعديمي الإيمان وإعفاء القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين. لماذا يجب تصفية مختلف الأشرار وعديمي الإيمان؟ لأنه بعد سنوات من الإيمان بالله، لا يزال هؤلاء الناس لا يقبلون الحق على الإطلاق، وقد وصلوا إلى مرحلة أنه لا أمل في خلاصهم. ولماذا يجب إعفاء جميع القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين؟ لأنهم لا يقومون بعمل حقيقي، ولا يقومون أبدًا بترقية أولئك الذين يسعون إلى الحق أو تنميتهم؛ وبدلًا من ذلك، ينخرطون فقط في جهود لا طائل منها. يتسبب هذا في إلقاء عمل الكنيسة في حالة من الفوضى والشلل، مع بقاء المشكلات القائمة دون حل، كما أنه يبطئ من دخول مختاري الله في الحياة. إذا أُعفيَ جميع القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين، وإذا أُخرِج كل هؤلاء الأشرار وعديمي الإيمان الذين يزعجون الكنيسة، فإن عمل الكنيسة سيسير بسلاسة تلقائيًا، وستنمو حياة الكنيسة على نحو أفضل كثيرًا بطبيعة الحال، وسيتمكن مختارو الله من أن أكل كلام الله وشربه بشكل طبيعي والقيام بواجباتهم، والدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله هذا ما يود الله أن يراه.

27 فبراير 2021

السابق:  مسؤوليات القادة والعاملين (4)

التالي:  مسؤوليات القادة والعاملين (6)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger