كلمات حول خدمة الله
اقتباس 70
إذا كنت، بصفتك قائدًا أو عاملًا في الكنيسة، تريد أن تقود مختاري الله إلى الدخول في واقع الحق وتقديم شهادة جيدة لله، فمن المهم للغاية توجيه الناس لقضاء المزيد من الوقت في قراءة كلام الله والشركة عن الحق. بهذه الطريقة، يمكن لمختاري الله أن يكون لديهم معرفة أعمق بأهداف الله في خلاص الإنسان والغرض من عمل الله، ويمكنهم فهم مقاصد الله ومتطلباته المختلفة من الإنسان، ومن ثمَّ السماح لهم بأداء واجبهم بشكل صحيح وإرضاء الله. عندما تجتمع لعقد شركة والوعظ، يجب أن تتحدث عن شهادتك الاختبارية بشكل عملي، ولا تكتفي بالوعظ بالكلمات والتعاليم. عندما تأكل وتشرب كلمات الله، يجب أن تركز على فهم الحق؛ وبمجرد أن تفهم الحق، يجب أن تحاول تطبيقه، وفقط عندما تمارس الحق ستفهمه حقًا. عندما تعقد شركة عن كلام الله، تحدث عما تعرفه. لا تفتخر، ولا تقل تعليقات غير مسؤولة، ولا تتحدث بالكلمات والتعاليم فحسب، ولا تبالغ. إذا بالغت، فسوف يبغضك الناس وستشعر بالتأنيب بعد ذلك، وستشعر بالندم والألم؛ وستكون قد جلبت كل هذا على نفسك. هل يمكنك جعل الناس يفهمون الحق ويدخلون إلى الواقع إذا كنت لا تفعل سوى الوعظ بالكلمات والتعاليم لكي تلقي عليهم محاضرة وتهذبهم؟ إذا كان ما تعقد الشركة عنه غير عملي، وإذا لم يكن وعظك سوى كلمات وتعاليم، فمهما كان مقدار تهذيبك وإلقاء المحاضرات عليهم، فإنه لن يكون ذلك مجديًا. هل تعتقد أن خوف الناس منك، وعملهم ما تخبرهم به، وعدم جرأتهم على الاعتراض، يتساوى مع فهمهم للحق وكونهم خاضعين؟ هذا خطأ فادح؛ فدخول الحياة ليس بهذه البساطة. بعض القادة يشبهون المدير الجديد الذي يحاول ترك انطباعًا قويًا، فهم يحاولون فرض سلطتهم الجديدة على مختاري الله حتى يخضع الجميع لهم، معتقدين أن هذا سيجعل عملهم أسهل. إذا كنت تفتقر إلى واقع الحق، فسرعان ما ستنكشف قامتك الحقيقية، وستُفضح حقيقتك، وقد يتم استبعادك. في بعض الأعمال الإدارية، القليل من التهذيب والتأديب أمر مقبول. لكن إذا كنت غير قادر على عقد شركة عن الحق، فإنك في نهاية المطاف ستظل غير قادر على حل المشكلات، وسيؤثر ذلك على نتائج العمل. ومهما ظهرت من مشكلات في الكنيسة، إن استمررت في إلقاء المحاضرات على الناس، وإلقاء اللوم – إذا كان كل ما تفعله هو التصرف بمزاج سيئ – فهذه هي شخصيتك الفاسدة التي تكشف نفسها، وقد أظهرت الوجه القبيح لفسادك. إذا كنت تقف دومًا على منضدة وتلقي محاضرات على الناس على هذا النحو، فإن الناس، مع مرور الوقت، لن يتمكنوا من تلقي قوت الحياة منك، ولن يربحوا أي شيء عملي، وبدلًا من ذلك سوف يبغضونك ويشمئزون منك. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك بعض الأشخاص الذين سيقومون هم أيضا بإعطاء محاضرات للآخرين وتهذيبهم، بعد تأثرهم بك بسبب نقص التمييز. سوف يغضبون أيضًا ويفقدون أعصابهم. لن تكون غير قادر على حل مشاكل الناس فحسب، بل ستعزز أيضا شخصياتهم الفاسدة. ألا يقودهم ذلك إلى طريق الهلاك؟ أليس هذا عملًا شريرًا؟ ينبغي على القائد أن يقود في المقام الأول، من خلال عقد شركة عن الحق وتزويد الحياة. إذا كنت تقف دائما على منصة وتلقي محاضرات على الآخرين، فهل سيتمكنون من فهم الحق؟ إذا عملت بهذه الطريقة لفترة، فسوف يتخلى الناس عنك عندما يرونك بوضوح على حقيقتك. هل يمكنك جلب الناس أمام الله من خلال العمل بهذه الطريقة؟ لا يمكنك ذلك بالتأكيد؛ كل ما يمكنك فعله هو إفساد عمل الكنيسة وجعل جميع شعب الله المختار يكرهونك ويهجرونك. ثمة بعض القادة والعمال الذين تم استبعادهم في الماضي لهذا السبب. لم يكونوا قادرين على عقد شركة عن الحق لحل المشاكل الفعلية، أو قيادة الناس لكي يأكلوا ويشربوا كلمات الله، أو قيادة الناس لفهم أنفسهم. إنهم لم يقوموا بأي من هذا العمل الجوهري؛ بل كانوا يركزون فقط على وضع أنفسهم على منصة، وإلقاء محاضرات على الناس، وإصدار الأوامر، معتقدين أن القيام بذلك هو عمل قائد الكنيسة. ونتيجة لذلك، لم ينفذوا ترتيبات العمل الصادرة من الأعلى حتى وإن كانوا يعرفونها، ولم يقوموا أيضا بإنجاز المهام المحددة بشكل جيد. كل ما كانوا يقوموا به إلى جانب الثرثرة بالكلمات والتعاليم والصياح بالشعارات هو وضع أنفسهم على منصة وإلقاء المحاضرات على الناس وتهذيبهم بصورة عمياء. أدى ذلك إلى جعل الجميع يخافون من هؤلاء القادة والعمال ويتجنبونهم، ولم يجرؤ الناس على إبلاغهم بالمشكلات. ومن خلال التصرف بهذه الطريقة، أفسد القادة والعمال عملهم ووصلوا به إلى طريق مسدود. وفقط عندما أعفاهم بيت الله أدركوا أنهم لم يقوموا بأي عمل حقيقي. ربما شعروا بالكثير من الندم، لكن حين لا يجدي الندم. لقد ظلوا منبوذين ومستبعدين.
اقتباس 71
جميعكم يرغب في أن يسعى جاهدًا إلى الحق؛ وقد بذلتم فيما مضى قدرًا من الجهد عندما استخلصتم من كلمات الله مختلف جوانب الحق. ربح بعض الناس قليلًا من هذا، بينما كان آخرون يرغبون في اتباع الأنظمة فحسب وضلوا الطريق. ونتيجةً لهذا أخذوا كل جانب من جوانب الحق وحولوها إلى أنظمة يتبعونها. إنكم لا تساعدون الآخرين على ربح الحياة أو تغيير شخصياتهم من داخل الحق عندما تستخلصون الحق على هذا النحو، وإنما تجعلونهم يتقنون قدرًا من المعرفة أو بعض التعاليم داخل الحق. قد يبدو أنهم يفهمون الغرض من عمل الله، بينما هم في الواقع لم يتقنوا سوى بضعة تعاليم وكلمات؛ ولا يفهمون المعنى الذي يتضمنه الحق. هذه الحالة أشبه بدراسة اللاهوت أو الكتاب المقدس؛ إذْ بعد تلخيص قدر قليل من المعرفة بالكتاب المقدس وببضع نظريات لاهوتية، لم يربح الناس سوى فهم قدر من المعرفة بالكتاب المقدس والنظريات. إنهم في منتهى البراعة في التحدث بتلك الكلمات والتعاليم، لكن ليس لديهم اختبار حقيقي. ليس لديهم فهم لشخصياتهم الفاسدة، وفهمهم لعمل الله أقل درجةً حتى من ذلك. وفي نهاية المطاف، فإن ما ربحه هؤلاء الناس مجرّد بضعة تعاليم وأجزاء من المعرفة؛ وما ذلك إلا مجموعة من الأنظمة. إنهم لم يربحوا أي شيء عملي. إذا قام الله بعمل جديد، فهل سيتمكن هؤلاء الناس من قبوله والخضوع له؟ هل يمكنك مطابقته مع الحقائق التي استخلصتها؟ إذا كنت تستطيع ذلك، وكان لديك أيضًا قدر من الفهم، فإن الأشياء التي استخلصتها عملية إلى حد ما. أمّا إذا كنت لا تستطيع، فإنَّ الأشياء التي استخلصتها هي محض أنظمة فحسب وليس لها أي قيمة. ونتيجة لهذا، هل يكون استخلاص الحق على هذا النحو ملائمًا؟ هل يمكن لهذا أن يساعد الناس على فهم الحق؟ إذا لم يكن له تأثير، فلا معنى على الإطلاق للقيام به. كل ما يحققه ذلك أنه يجعل الناس يدرسون اللاهوت، لكنه لا يجعلهم يختبرون كلمات الله والحق. ولهذا يجب أن يكون لبيت الله مبادئ عند تحرير الكتب، إذ يجب أن تكون هذه الكتب قادرة على مساعدة الناس على فهم الحق، وعلى أن يكون لديهم مسار للدخول، وأن يكون لديهم نور في قلوبهم؛ هذا يسهِّل الدخول إلى واقع الحق. لا يمكنك أن تكون كالمنتمين إلى دين ما ويدرسون المعارف اللاهوتية ومعارف الكتاب المقدس بطريقة منهجية، فذلك لن يوجِّه الناس إلا إلى معارف الكتاب المقدس والطقوس الدينية والأنظمة، ويحصرهم في قالب معين، ولا يمكنه أن يجلب الناس أمام الله ليفهموا الحق ومقاصد الله. إنك تظن أنه من خلال طرح السؤال تلو الآخر والإجابة عن هذه الأسئلة، أو من خلال إبراز النقاط الأساسية ثم تلخيصها واستخلاص الحق في سطور قليلة، ستصبح هذه المسائل بديهية وسهلة الفهم على إخوتك وأخواتك. إنك تعتقد أنَّ هذا المنهج حسن. غير أنه عندما ينتهي الناس من قراءة هذا، لن يفهموا المعنى الكامن داخل الحق، ولن يتمكنوا أبدًا من مطابقته مع الواقع؛ كل ما أتقنوه هو بضع كلمات وتعاليم. ولهذا فإنَّ عدم فعل هذه الأشياء أفضل من فعلها! إنَّ فعل هذه الأشياء طريقة لقيادة الناس إلى فهم المعرفة وإتقانها. أنت توجِّه الناس إلى التعاليم والدين وتدفعهم إلى الإيمان بالله واتّباعه في سياق التعاليم الدينية. أليس هذا هو الطريق الذي قاد بولس الناس إلى اتخاذه في إيمانهم بالله. إنكم تعتقدون أنَّ فهم التعاليم الروحية مهم للغاية، لكن معرفة كلمات الله أمر غير مهم. هذا خطأ فادح. ثمة الكثير من الناس الذين يركزون على عدد ما يستطيعون حفظه من كلمات الله، ومقدار ما يستطيعون التحدث عنه من التعاليم، وعدد ما يستطيعون اكتشافه من الصيغ الروحية. وهذا هو السبب في أنكم ترغبون على الدوام في استخلاص كل جانب من جوانب الحق بشكل منهجي كي يقول الجميع الشيء نفسه في صوت واحد، ويرددوا التعاليم نفسها ويمتلكوا المعرفة نفسها ويلتزموا بالأنظمة نفسها. هذا هو هدفكم. إنَّ الأمر يبدو كما لو أنكم تفعلون هذا لمساعدة الناس على فهم الحق فهمًا أفضل، لكنكم لا تعرفون أنكم تقودون الناس إلى أنظمة التعاليم الخاصة بكلمات الله، وأنَّ هذا سيبعدهم أكثر فأكثر عن واقع الحق لكلمات الله. لكي تساعد الناس حقًا على فهم الحق، لا بد أن تدمج قراءة كلمة الله بالواقع وبالحالات الفاسدة لدى الناس. يجب عليك أن تتأمل في المشكلات التي بداخل نفسك وتفهمها، وأن تتأمل في الشخصيات الفاسدة التي تكشف عنها. ولا بد بعد ذلك أن تصلح هذه الأمور من خلال طلب الحق في كلمات الله. هذه هي الطريقة الوحيدة لعلاج مشكلات الناس الحقيقية، وقيادتهم إلى فهم الحق ودخول الواقع. لا يمكن القول إنك تجلب الناس فعلًا أمام الله إلا من خلال تحقيق هذه النتيجة. إذا كان كل ما تتحدث عنه هو النظريات الروحية والتعاليم والأنظمة؛ إذا كان الشيء الوحيد الذي تركز عليه هو ضمان أن يتحلى الناس بسلوكيات جيدة؛ وإذا كان كل ما تستطيع تحقيقه هو أن تجعل الناس يتحدثون بالكلام نفسه ويتبعون الأنظمة نفسها، لكنك غير قادر على قيادتهم إلى فهم الحق، فضلًا عن قيادتهم لفهم أنفسهم على نحو أفضل كي يتمكنوا من التوبة والتغيير، إذن فكل ما فهمته أنت هو محض كلمات وتعاليم، وأنت خالٍ تمامًا من أي واقع للحق. ومن خلال إيمانك بالله على هذا النحو، ستكون في النهاية غير قادر على ربح الحق، وستكون أيضًا قد عرقلت نفسك وخسرتها؛ لن تكون قادرًا على ربح أي شيء.
هل لاحظتم بعض الأنماط في الكيفية التي يتحدث بها الله؟ بعض الناس يعبرون عن هذا كما يلي: إنَّ محتوى كل خطاب من خطابات الله متعدد الجوانب؛ المعنى يختلف في كل فقرة وفي كل جملة. ليس من السهل على الإنسان أن يتذكر، وليس من السهل على الناس أن يفهموا. إذا كان الناس يرغبون في تلخيص الفكرة الأساسية لكل فقرة، فلن يتمكنوا من ذلك؛ فضعفاء المقدرة من الناس لا يستطيعون استيعاب كلمات الله. مهما كانت طريقة عقد الشركة معهم، فهم يظلون عاجزين عن فهم الحق. فكلمات الله ليست روايات ولا هي أعمال نثرية أو أدبية، إنما هي الحق واللغة التي تمدُّ الإنسان بالحياة. لا يمكن للإنسان فهم هذه الكلمات بمجرد تأملها، ولا يمكن للناس تلخيص الأنماط الموجودة فيها ببذل قدر قليل إضافي من الجهد. ولهذا؛ أيًا كان جانب الحق الذي تملك قدرًا من المعرفة عنه وتستطيع التحدث بشأنه، فلا يمكنك التفاخر؛ لأنَّ ما تفهمه هو معرفة جزئية فحسب. ما تفهمه بالكاد يقترب من السطح، وهو ليس سوى قطرة في المحيط وقاصر بالطبع عن فهم مقاصد الله الحقيقية. في كل خطاب من الله، توجد جوانب عدّة من جوانب الحق؛ فخطاب يتحدث مثلًا عن أسرار تجسد الله، يتضمن أهمية التجسد، والعمل الذي أنجزه التجسد، والكيفية التي ينبغي بها للناس أن يؤمنوا بالله. ويمكن أن يتضمن هذا الخطاب أيضًا الكيفية التي ينبغي بها للناس أن يعرفوا الله ويحبوه. إنه يتضمن العديد من جوانب الحق. إذا لم يكن للتجسد – مثلما تتخيل – سوى عدد قليل من المعاني يمكن تلخيصها في بضع جمل، فلماذا يكون لدى الإنسان دائمًا مفاهيم وتصورات بشأن الله؟ ما التأثيرات التي يهدف عمل التجسد إلى تحقيقها في الناس؟ إنها تمكين الناس من سماع كلمات الله والعودة إليه، وكذلك التفاعل مع الإنسان وتخليصه مباشرةً، وتمكين الإنسان من معرفة الله. وبعد أن يتأتى للناس معرفة الله، يتشكل لديهم تلقائيًا قلب يتقي الله، ويصبح من السهل عليهم الخضوع لله. وهذا هو السبب في أنَّ أي جانب من جوانب كلمته أو الحق ليس بالبساطة التي تتخيلها. إذا كنت ترى أنَّ كلمات الله واللغة الإلهية بسيطة للغاية وتصدق أنَّ أي مشكلة يمكن حلها بفقرة واحدة من كلمات الله، فأنت لا تفهم الحق فهمًا تامًا. حتى إنْ كان فهمك متسقًا مع الحق، فهو لا يزال أحادي الجانب. كل خطاب من الله يصدر من منظورات متعددة. لا يمكن للإنسان تلخيص كلمات الله أو استخلاصها؛ ذلك أنه بعد استخلاص الكلمات، تظنون أنَّ فقرة ما من كلمات الله لا تعالج إلا قضية واحدة، لكن تلك الفقرة، في الواقع، يمكن أن تعالج عدّة مشكلات، لا يمكنك تلخيصها وتعيين حدود لها؛ لأنَّ جميع جوانب الحق تتضمن وقائع عديدة. لماذا يُقال إنَّ الحق حياة، وإنه يمكن للناس أن يستمتعوا به، وإنه شيء لا يمكن للناس اختباره على نحو كلي حتى بعد أعمارٍ عديدة أو مئات الأعوام؟ إذا استخلصت جانبًا معينًا من الحق أو فقرة من كلمات الله، فإنَّ الفقرة التي استخلصتها قد أصبحت صيغة، أو نظامًا، أو تعليمًا؛ لكنها لم تعد الحق. رغم أنها كلمات الله الأصلية ولم تغير منها كلمة واحدة، إذا استخلصتها ورتبتها بهذه الطريقة، فإنها تصبح كلمات نظرية وليس الحق. لِمَ ذاك؟ لأنك ستضل الناس وتقودهم إلى تعاليم، فتجعلهم يفكرون ويتخيلون وينظرون في الأمور ويقرأون كلمات الله، وكل ذلك وفقًا لتعليمك. وبعد قراءة الفقرة مرارًا وتكرارًا، لن يفهم الناس منها إلا تعليمًا واحدًا، ولن يروا فيها إلا نظامًا واحدًا، وسيعجزون عن رؤية الجانب الذي هو واقع الحق. وفي النهاية، ستقود الناس إلى مسار لفهم التعاليم واتباع الأنظمة. لن يعرفوا كيف يختبرون كلمات الله؛ لن يفهموا سوى التعاليم ولن يناقشوا إلا التعاليم، لكنهم لن يفهموا الحق ولن يعرفوا الله. كل ما سيخرج من أفواههم سيكون تعاليم ذات وقع حلو على الأذن وصحيحة، لكنهم سيفتقرون إلى أدنى درجات الواقع، ولن يكون لديهم هم أنفسهم مسار صالح. ومثل هذا النوع من القيادة يُلحق بالإنسان ضررًا كبيرًا بحق!
هل تعرفون ما هو أعظم المحظورات في خدمة الإنسان لله؟ بعض القادة والعاملين يرغبون دائمًا في أن يكونوا مختلفين؛ وأن يكونوا أفضل من البقية، وأن يتباهوا، وأن يتعلموا بعض الحيل الجديدة لكي يجعلوا الله يرى كم هم بارعون حقًا. غير أنهم لا يركزون على فهم الحق والدخول إلى واقع كلمات الله. وهذه هي طريقة التصرف الأكثر حماقة. أليس هذا بالضبط إعلانًا عن شخصية متغطرسة؟ بل إنَّ البعض يقول: "إذا فعلتُ هذا، فأنا متأكد من أنه سيسعد الله؛ سيعجب ذلك الله. هذه المرة سأريه لله؛ سأقدم لله مفاجأة لطيفة". "المفاجأة اللطيفة" لا تهم. ما النتيجة؟ يرى الناس أنَّ الأشياء التي يفعلها هؤلاء عبثية للغاية. فهي ليست عديمة الفائدة لعمل بيت الله فحسب، لكنها مضيعة للمال أيضًا؛ فهي تجلب الخسائر لقرابين الله. لا يجوز استخدام تقدمات الله كما تشاء؛ فخطيئة أن تهدر تقدمات الله. ينتهي الأمر بهؤلاء الناس وقد أساؤوا إلى شخصية الله، ويتوقف الروح القدس عن العمل فيهم، ويُستبعدون. ولهذا؛ لا تندفع أبدًا في فعل ما تشاء. كيف يمكن ألا تفكر في النتيجة؟ عندما تسيء إلى شخصية الله وتنتهك مراسيمه الإدارية، وتُستبعَد نتيجة لذلك، لن يتبقى لك شيء لتقوله. بصرف النظر عن نيتك، وما إذا كنت تفعل ذلك عن عمد أم لا، إذا لم تكن تفهم شخصية الله أو مقاصده، فسوف تسيء إليه بسهولة وتكون عرضة لانتهاك مراسيمه الإدارية؛ وهذا شيء يجب أن يحترس منه الجميع. حالما تنتهك مراسيم الله الإدارية أو تسيء إلى شخصيته، إذا كان فعلك هذا خطيرًا للغاية، فلن يعطي الله اعتبارًا لما إذا كنت متعمِّدًا ذلك أم لم تتعمده. هذا أمر ينبغي أن تراه بوضوح. إذا لم تستطع فهم هذه المسألة، فستظهر لديك مشكلات لا محالة. في خدمة الله، يتمنى الناس اتخاذ خطوات عظيمة، والقيام بأمور عظيمة، والتحدث بكلمات عظيمة، وأداء أعمال عظيمة، وعقد اجتماعات عظيمة، وأن يكونوا قادةً عظامًا. إذا كان لديك على الدوام هذا الطموح العظيم، فسوف تنتهك مراسيم الله الإدارية؛ والأشخاص الذين يفعلون ذلك سيموتون بسرعة. إذا لم تكن حسن السلوك في خدمتك لله، ومتفانيًا فيها وحصيفًا، فسوف تسيء إلى شخصيته إن عاجلًا أو آجلًا. وإذا أسأت إلى شخصية الله، وانتهكت مراسيمه الإدارية؛ وأخطأت بذلك ضد الله، فلن ينظر ليرى الأسباب التي دفعتك إلى القيام بهذا، ولا لرؤية نواياك. فهل تعتقدون إذن أنَّ الله غير منصف؟ أيكون بذلك غير مراعٍ للإنسان؟ (لا). ولماذا؟ لأنك لست بالأعمى ولا بالأصم؛ ولست بالأحمق أيضًا. مراسيم الله الإدارية واضحة وجلية؛ يمكنك رؤيتها وسماعها. إذا انتهكتها رغم ذلك، فأي سبب قد يكون لديك؟ حتى إذا لم تكن لديك أي نوايا، ما دمت قد أسأت إلى الله، فسوف تواجه تدميرك وعقابك عندما يأتي الأوان. هل سيهم حينذاك ما كانت ظروفك؟ إنَّ الناس الذين لديهم طبيعة الشيطان قادرون تلقائيًا على الإساءة إلى شخصية الله. ما من أحد يُضطَرّ مطلقًا تحت تهديد السكين على انتهاك مراسيم الله الإدارية أو الإساءة إلى شخصيته؛ هذا لا يحدث بكل بساطة. بل ذلك شيء تحدده طبيعة الإنسان. "لا يجوز الإساءة إلى شخصية الله". هذه العبارة تتضمن معنى بداخلها. ومع ذلك، فالله يعاقب الناس بناءً على حالتهم وخلفيتهم؛ فالإساءة إلى الله دون معرفة أنه الله مَن تسيء إليه نوع من الحالات، بينما الإساءة إليه مع أنك تعرف بوضوح أنه الله، نوع آخر من الحالات. بعض الناس قادرون على الإساءة إلى الله رغم أنهم يعرفون بوضوح أنَّه الله، وسوف يُعاقَبون. يعبر الله عن بعض من شخصياته في كل خطوة من عمله. ألم يتأتَّ للإنسان بعد فهم بعض منها؟ ألا يعرف الناس القليل بشأن أي من شخصيات الله قد أعلن عنها عبر الحقائق الكثيرة التي عبر عنها، وكذلك بشأن أي من أفعال الناس وكلماتهم عرضة لأن تسيء إليه؟ وبالنسبة إلى تلك الأمور التي تحددها مراسيم الله الإدارية: ما ينبغي للإنسان فعله وما لا ينبغي له فعله، ألا يعرفها الناس أيضًا؟ بعض الأمور المتعلقة بالحق والمبادئ لا يمكن للناس فهمها كليًا لأنهم لم يختبروها؛ فهم غير قادرين على فهمها. غير أنَّ أمور المراسيم الإدارية تقع في نطاق مفروض. إنها أنظمة؛ أمور يمكن للناس فهمها بسهولة وتحقيقها. ما من حاجة إلى دراستها أو تفسيرها، إذ يكفي أن يتصرف الناس وفقًا لكيفية فهمهم لمعانيها. إذا كنت مستهترًا، وليس لديك قلب يتقي الله، وتنتهك المراسيم الإدارية عن دراية، فأنت تستحق أن تُعاقَب!
اقتباس 72
لا ينبغي للقادة أن يولوا اهتمامًا مفرطًا للعمل أو يركزوا دائمًا على مكانتهم، ولا أن يضعوا لأنفسهم معايير عالية، ثم يمضوا في ابتكار كل السبل الممكنة لحل مشكلات الجميع حتى يعلم الكل: "أنا القائد، ولي هذا المنصب وهذه المكانة، وأمتلك أيضًا هذا المستوى من القدرات وهذه الكفاءة. وبما أنني أستطيع أن أقودك، يمكنني أيضًا أن أرزقك". إن قدرتهم على قول مثل هذه الكلمات لهو مشكلة. كيف يكون ذلك مشكلة؟ إذا كان توجهك خطأً، وإذا تقوم على شؤونك بلا مبادئ، فإن كل ما تفعله سيكون خطأً وسيؤدي إلى انحرافات. إذا كان حافزك خطأً، فكل ما تفعله سيكون خطأً. ركز على طلب الحق، وفهم الحق، وفهم جوهر حق الرؤى، وإتقان هذا الجانب من المبادئ – هذا صحيح. ما دمت لا تتجاوز هذه الحدود عندما تصيبك أمور أو عندما تتعامل مع المشكلات، فستكون قادرًا على مساعدة الآخرين وحل صعوباتهم، وستكون قائدًا مؤهلًا. ولكن، إن كنت لا تفهم سوى بعض التعاليم، وكنت فقط تتسلح بها، وتستمع إلى المزيد من العظات، وتتقن بضع كلمات إضافية من أجل القيادة، وإن كنت، عند محاولة حل مشكلات الناس، لا تقدم سوى بضع تعاليم وكلمات، ونتيجة لذلك، لا تحل أي مشكلة، فأنت لا تمتلك واقع أن تكون قائدًا، وما أنت إلا إطار فارغ. أي نوع من القادة هذا؟ (قائد كاذب). هذا قائد كاذب، فأنت عاجز عن أداء أي عمل فعلي. حتى لو لم يكشف أحد عن القائد الكاذب أو يبلغ عنه، فإن حياة شعب الله المختار في الكنيسة لن تتقدم، وستتراكم المشكلات، وسيتحتم على القائد الكاذب أن يتلقى اللوم، وسيُجبر على التنحي. إذا كنت قائدًا كاذبًا، فمهما علا منصبك، ستظل قائدًا كاذبًا. الآن، سواء كنت تستطيع أداء عمل فعلي أم لا، وسواء كنت قائدًا كاذبًا أم لا – هذه ليست أهم الأمور. إذًا، ما الأمر الأهم؟ يجب عليك الآن أن تسارع إلى السعي إلى الحق وأن تركز على دخول الحياة. فمتى كان لك دخول في الحياة، وتغيرت شخصيتك، وفهمت مقاصد الله، وأصبحت قادرًا على معالجة حالاتك الخطأ، سيصبح حل مشكلات الآخرين يسيرًا عليك. وما إن تفهم الحق وتدخل في واقع الحق، فهل ستظل تخشى أنك لا تستطيع حل مشكلات الآخرين؟ لن تحتاج إلى القلق بشأن ما إذا كان بإمكانك أن تحسن القيادة. فإذا امتلكت واقع الحق، ستتمكن على نحو طبيعي من اتقان القيام بواجبك وحل المشكلات الفعلية. يجب عليك أن تفهم هذا الأمر فهمًا تامًا. فإن لم تفهمه على نحوٍ تامٍ، وكنت تريد دائمًا الحفاظ على مكانتك بوصفك قائدًا، وترسيخ صورتك الحسنة في قلوب شعب الله المختار، فإن مقصدك خطأ، ومصيرك الطبيعي هو الخزي والفشل. إذا كنت شخصًا يحب الحق، ويركز على دخوله في الحياة، وتخليت عن طموحاتك البشرية ورغباتك ومساعيك الخطأ، ولم تعد مقيدًا بهذه الأشياء، فستكون قادرًا على السعي إلى الحق، وستصل تدريجيًا مع الوقت وعلى نحو طبيعي إلى فهم كل جانب من جوانب الحق. وبهذه الطريقة، ستجد أن مساعدة الآخرين أمرٌ في متناول يدك، ولن تجد صعوبة في هذا. لذلك، لا ينبغي لك أن تحرس مكانتك؛ إنها إطار فارغ، لا نفع منها. لن تجلب لك أي منافع، ولن تساعدك أيضًا على فهم الحق. علاوة على ذلك، يمكنها أن تضلك لترتكب العديد من الأخطاء، ويمكنها أيضًا أن تجعلك تضل الطريق. بالنسبة إلى البشر الفاسدين، المكانة فخ. ولكن لا أحد يستطيع تجنب هذه العقبة، فالجميع لا بد أن يمر بها، وإنما يتوقف الأمر على كيفية تعاملك معها. إذا تعاملت معها بوسائل الإنسان، يستحيل عليك كبح نفسك أو التمرد عليها، وما من سبيل لعلاج ذلك إلا بالحق. فالحق يمكنه حل هذه الصعوبة. إذا استطعت طلب الحق، فيمكنك معالجة هذه القضية من جذورها. أما إذا لم تستطع استخدام الحق لحل هذه الصعوبة، وكنت فقط تكبح نفسك وتتمرد على الأشياء – تتمرد على خواطرك، وعلى نُهجك، وعلى أفكارك، ودائمًا تتمرد بهذه الطريقة – فأي طريقة هذه؟ هذا نهج سلبي وغير فعال. يجب عليك استخدام طرق إيجابية لحلها، أي يجب عليك حلها بالحق، وفهم هذا الأمر فهمًا تامًا. انظر أولًا إلى النُهج المختلفة التي يستخدمها أضداد المسيح والقادة الكاذبون هؤلاء لطلب الشهرة والربح والمكانة، وللدفاع عن غرورهم وكبريائهم. بعد رؤيتها بوضوح، ستشعر: "يا إلهي، كم هذا مخزٍ، كم هذا مخزٍ حقًا! هل أستخدم أنا أيضًا تلك النُهج؟" ثم ستبدأ في التأمل في نفسك وسرعان ما ستدرك: "يا إلهي، أنا أيضًا أستخدم العديد من تلك النُهج، لست مختلفًا كثيرًا عن أضداد المسيح والقادة الكاذبين هؤلاء". سيخالجك بعض الندم في قلبك، وستقول: "لا يمكنني أن أستمر في حماية مكانتي وأن أكشف هذا الخزي"، عازمًا على تعلم الدرس. توقف عن التركيز على ما إذا كان الآخرون يقدّرونك، أو على عدد المشكلات التي يمكنك حلها للآخرين، أو على ما إذا كان أحد يستمع إليك أم لا، أو على عدد الأشخاص الذين في قلوبهم مكانة لك. إذا كانت مثل هذه الأمور دائمًا في قلبك، فستُشتت وتتأثر، وسيكون لديك وقت أقل للسعي إلى الحق. لقد استخدمت طاقتك المحدودة ووقتك الثمين في السعي وراء طموحاتك ورغباتك في الشهرة والربح والمكانة. ونتيجة لذلك، لم تربح الحق والحياة. على الرغم من أنك ربحت المكانة ولبيت طموحاتك ورغباتك، لم يكن لديك دخول في الحياة وفقدت عمل الروح القدس. ماذا ستكون العاقبة النهائية لهذا؟ ستُستبعد وتُقصى. لماذا يحدث هذا؟ لقد اخترت الطريق الخطأ. إذا وصلت إلى مستوى بولس، فستُعاقب في النهاية. ولكن إذا لم تصل إلى مستوى بولس، ورجعت عن طريقك في الوقت المناسب، فهناك مجال للفداء، ولا يزال في الخلاص أمل.
بغض النظر عن المشكلات التي لدى المؤمنين بالله، سواء كانت السعي وراء المكانة أو الشهرة أو الربح أو الثروة، أو تلبية الطموحات والرغبات الشخصية، ففي كل الأحوال، يجب حل جميع المشكلات من خلال السعي إلى الحق. فما من مشكلة يمكنها أن تتجاوز الحق، وما من أمر منفصل عن الحق. فبمجرد أن ينحرف المرء عن الحق في إيمانه بالله، يصبح إيمانه أجوفًا. لا فائدة من السعي وراء أي شيء آخر. بعض الناس يكتفون فقط بأداء واجبات مبهرة ومجيدة، مما يجعل الآخرين ينظرون إليهم بإكبار ويحسدونهم. فهل هذا مفيد؟ هذه ليست عاقبتك النهائية، ولا مكافأتك النهائية، وبالتأكيد ليست غايتك. لذا، بغض النظر عن الواجب الذي تؤديه، فهو مؤقت فقط، وليس أبديًا. هذا ليس استحسانًا منحه الله لك، ولا مكافأة أعطاك إياها. ففي نهاية المطاف، لا يتوقف خلاص الناس على الواجب الذي يقومون به، بل على ما إذا كانوا يستطيعون فهم الحق وربحه، وعلى ما إذا كانوا يستطيعون في النهاية أن يخضعوا لله بالكامل، ويضعوا أنفسهم تحت رحمة ترتيباته، دون أي اعتبار لمستقبلهم ومصيرهم، وأن يصبحوا كائنات مخلوقة مؤهلة. الله بار وقدوس، وهذه هي المعايير التي يستخدمها لقياس البشرية جمعاء، وهي معايير ثابتة، ويجب عليك أن تتذكر هذا. انقش هذه المعايير في ذهنك، وفي أي وقت، لا تفكر في العثور على طريق آخر للسعي وراء شيء غير واقعي. إن متطلبات الله ومعاييره لجميع الذين يريدون نيل الخلاص ثابتة إلى الأبد، وتظل كما هي بغض النظر عمن تكونون. لا يمكنك تحقيق الخلاص إلا بالإيمان بالله وفقًا لمتطلبات الله ومعاييره. أما إذا وجدت طريقًا آخر للسعي وراء أشياء مبهمة، وتخيلت أنك ستنجح بالحظ، فأنت شخص يقاوم الله ويخونه، وستحل عليك لعنة الله وعقابه حتمًا.
اقتباس 73
لكي يؤدي القادة والعاملون واجباتهم جيدًا، ويحسنوا القيام بالعمل الذي ائتمنهم الله عليه، عليهم أولاً فهم مقاصد الله وعدم التركيز على حجم عملهم أو مقداره. يجب أن يُركِّزوا بدلاً من ذلك على ما إذا كان لديهم دخول في الحياة، وعلى تغيير شخصياتهم. هذا ما يتطلبه الله من القادة والعاملين. هل تفهمون الآن حقًا التغييرات في شخصية المرء؟ ماذا يعني تغيُّر في الشخصية؟ هل أنتم قادرون على التمييز بين تغيُّر في السلوك وتغيُّر في الشخصية؟ ما الحالات التي يمكن أن تُعَد تغييرات في شخصية المرء الحياتية، وما الحالات التي تُعَد محض تغييرات في السلوك الخارجي؟ ما الفرق بين تغيُّر في السلوك الخارجي وبين تغيُّر في حياة المرء الداخلية؟ هل يمكنكم معرفة الفرق؟ إنكم ترون شخصًا لديه قلب متحمس، ويفعل الكثير من المهام للكنيسة وينفق وقته من أجل الكنيسة، فتقولون: "لقد تغيّرت شخصيته!". وترون إنسانة ما تترك أسرتها أو وظيفتها، فتقولون: "لقد تغيّرت شخصيتها!". تعتقدون أنه لو لم تتغير شخصيتهم، ما تمكنوا من القيام بمثل هذه التضحية. تلك هي الطريقة التي يرى بها معظمكم الأشياء، لكن هل هذا الرأي صحيح؟ بعض الأشخاص أكثر سخافة حتى من هذا؛ فعندما يرون شخصًا ترك أسرته أو وظيفته، يقولون: "هذا الشخص يحب الله حقًا!". اليوم، تقول إن هذا الشخص يحب الله، وغدًا تقول إن شخصًا آخر يحب الله. إذا رأيت شخصًا يعِظ بلا توقف، فإنك تقول: "هذا الشخص يعرف الله. لقد ربح الحق بالفعل. وهل كان من الممكن أن يكون لديه الكثير جدًا ليقوله ما لم يكن يعرف الله؟". أليست تلك هي الطريقة التي ترون بها الأشياء؟ هذه بالفعل هي الطريقة التي يرى بها معظمكم الأشخاص والأشياء. دائمًا ما تُكرِّمون الآخرين بالتيجان وتثنون عليهم. اليوم تمنحون تاجًا لشخص من أجل محبته لله، وغدًا تمنحون تاجًا لشخص آخر لمعرفته بالله، ولكونه مُخلِصًا لله. أنتم "خبراء" في منح التيجان للآخرين. في كل يوم، أنتم تُكرِّمون الآخرين بالتيجان وتثنون عليهم، ممّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بهم، لكنكم تشعرون بالفخر للقيام بذلك. عندما تمدحون الآخرين بهذه الطريقة، فأنتم تجعلونهم متعجرفين. أولئك الذين يُثنَى عليهم بهذه الطريقة يفكرون: "لقد تغيّرت، يمكنني أن أتلقى تاجًا، من المؤكد أنني سأدخل ملكوت السموات!". والأسوأ من ذلك، أنه يوجد البعض – مثل بولس – الذين يتحدثون دائمًا عن مقدار ما عانوه ومقدار ما شهدوا له. إنهم يتَغنّون بمديح أنفسهم ويتحدثون وفقًا لمفاهيمهم الخاصة وتفضيلاتهم، دون أدنى مراعاة لمقاصد الله. إنهم يخبرون الآخرين أن يقتَدوا بهم مع أنه من الواضح أنهم لم يُغيِّروا شخصياتهم الخاصة، ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين يؤمنون بالله لكنهم يفتقرون إلى التمييز – خاصةً أولئك الذين يعبدونهم – يُؤذَون ويُقادون إلى الضلال. هم لم يشرعوا بعد في المسار الصحيح للإيمان بالله، وإنما يبذلون أنفسهم من أجل الله ويعانون بدافع الحماس فحسب. لقد اعتُقِلوا وسُجِنوا دون خيانة أي شيء ودون أن يصبحوا مثل يهوذا؛ ولذلك يعتقدون أنهم قد تمسكوا بشهادتهم وأنهم مؤهلون لدخول ملكوت السموات. إنهم يُعامِلون هذا القدر الصغير من الاختبار على أنه شهادة ويتفاخرون به في كل مكان. أليس هذا استعراضًا لأنفسهم لتضليل الناس؟ العديد من الناس يقدمون هذا النوع من "الشهادة"، وكم من الأشخاص قد ضُلِّلوا؟ أليس من العبث أن يُعامَل هؤلاء الأشخاص كغالبين؟ هل تعرفون كيف يرى الله الناس؟ هل مِن الواضح لك مَنْ هو الغالب بالضبط؟ إن تقديم شهادة كاذبة بهذه الطريقة أمر يلعنه الله. كم من أفعال خاطئة ارتكبتموها على هذا المنوال؟ لا يمكنكم تقديم الحياة للآخرين، ولا يمكنكم تشريح حالات الآخرين. يمكنكم فحسب منح التيجان للناس، ونتيجة لذلك، تدفعونهم إلى الهلاك. ألا تعلم أن الشخص الفاسد لا يمكنه تحمُّل الثناء؟ إذا لم يثنِ عليهم أحد، فإنهم يكونون فخورين بدرجة لا تُصدَق وأنوفهم في السماء. لكن ألا يموتون على نحو أسرع إذا امتدحهم الناس؟ إنكم لا تعرفون ما يعنيه أن تحبوا الله، وأن تعرفوا الله، وأن تبذلوا أنفسكم بإخلاص من أجل الله. أنتم لا تفهمون أيًا من هذه الأشياء. تنظرون إلى المظهر الخارجي للأشياء ثم تحكمون على الآخرين، مانحين إياهم التيجان والإطراء، وبالتالي تُضلِّلون العديد من الناس وتؤذونهم؛ وكثيرًا ما تفعلون ذلك. كثيرون من الناس قد ضلوا وسقطوا بسبب أنكم أثنيتم عليهم بهذه الطريقة. وحتى إن ينهضوا، فقد أخروا قدرًا كبيرًا من تقدمهم في الحياة على أي حال، وتكبدوا خسائر بالفعل. لا يزال معظمهم الآن ليسوا على المسار الصحيح في إيمانهم بالله ولا يستطيعون السعي إلى الحق، ولا يعرفون أنفسهم إلا قليلًا. إذا أُثنيَّ عليهم على هذا النحو، فسيصبحون راضين عن أنفسهم، ومطمئنين، وغير راغبين في التغيير، شاعرين أنهم على المسار الصحيح بالفعل في إيمانهم بالله، وأن لديهم القليل من وقائع الحق. سيصبحون مُتشجعين في كلامهم، وسيؤنبون الناس داخل الكنيسة، ويتصرفون كطاغية. ألستم تَضُرون الناس وتدمرونهم من خلال العمل بهذه الطريقة؟ ما نوع الشخص الذي يُحب الله؟ مَنْ يُحبون الله لا بد أن يكونوا مثل بطرس، لا بد أن يُكمَّلوا، ولا بد أن يتبعوا الله حتى نهاية الطريق من أجل تحقيق محبة الله. يراقب الله أعماق قلوب الناس، ووحده الله يستطيع تحديد مَنْ يُحبه. ليس من السهل على الناس رؤية ذلك بوضوح، فكيف يمكنهم إصدار الأحكام على الآخرين؟ وحده الله يعرف أي الناس يُحبه حقًا. حتى لو كان لديهم قلب محب لله، فإنهم لا يجرؤون على قول إنهم أنفسهم أشخاص مُحِبون لله. قال الله إن بطرس كان شخصًا مُحِبًا لله، لكن بطرس نفسه لم يقُل قط إنه كان كذلك. إذًا، هل محبة الله شيء يمكن للمرء التفاخر به باستخفاف؟ محبة الله هي واجب الإنسان، لذلك فإنه شيء خالٍ من العقل أن تبدأ في التفاخر حالما يكون لقلبك شيء قليل من محبة الله. وما هو أكثر من ذلك افتقارًا إلى العقل ألا تكون أنت نفسك شخصًا مُحِبًا لله، لكنك لا تزال تُثنِي على الآخرين أنهم كذلك. هذا شيء جنوني. وحده الله يعرف مَنْ يكون شخصًا محبًا لله، ووحده يستطيع القول مَنْ يكون كذلك. إذا خرجَت هذه الكلمات من فمّ الشخص، فإنه يشغل المنصب الخاطئ. فأنت حينئذٍ تتَّخِذ منصب الله، إذ تُشيد بالأشخاص وتمنحهم الإطراء- مَن الذي يُفعَلُ هذا نيابةً عنه؟ من المؤكد أن الله لا يطري على الناس ولا يشيد بهم. بعد أن كُمِّل بطرس، لم يستخدمه الله كمثال يُحتذَى به حتى قام بعمل الأيام الأخيرة. في ذلك الوقت، لم يقُل قط للآخرين الكلمات: "بطرس يحب الله". لم يقُل مثل هذه الأشياء إلَّا عندما كان الله يقوم بهذه المرحلة من العمل، فقدَّمه بصفته نموذجًا ومثالًا يُحتذَى به لمن يختبر دينونة الله ويطلب محبته في الأيام الأخيرة. كل ما يفعله الله له معنى. ما أسخف أن يقول الناس اعتباطًا إن شخصًا ما هو شخص يحب الله! هذا منافٍ للعقل تمامًا. أولاً- هؤلاء الأشخاص يقفون في المنصب الخاطئ. ثانيًا- ليس ذلك شيئًا يمكن للناس إصدار الأحكام بشأنه. ماذا يعني أن تطري الآخرين؟ إنه يعني تضليل الآخرين وخداعهم وإيذائهم. ثالثًا- من حيث تأثيره الموضوعي، ليس هذا التصرف غير قادر على قيادة الآخرين إلى المسار الصحيح فحسب، بل إنه أيضًا يُزعِج دخولهم في الحياة ويتسبب في خسائر لحياتهم. إذا قُلت دائمًا إن شخصًا ما يحب الله، وقادر على ترك الأشياء، ومُخلِص لله، ألن يُقلِّد الجميع تصرفاته الخارجية؟ ليس الأمر أنك لم تقُد الآخرين إلى المسار الصحيح فحسب، بل إنك أيضًا قُدّتَ معظم الناس إلى التركيز على التصرفات الخارجية، بحيث يعتمدون فقط على هذه الممارسات الخارجية مقايضتها بالتيجان، متبعين دون وعي مسار بولس. ألم يكُن له هذا التأثير؟ عندما تتحدث بهذه الكلمات، هل تكون على دراية بهذه المشكلات؟ ما المنصب الذي تقف فيه؟ ما الدور الذي تلعبه؟ ما التأثير الموضوعي لكلماتك؟ ما الطريق الذي تقود الآخرين إلى اتباعه في نهاية المطاف؟ إلى أي مدى ذلك ضار؟ ثمة عواقب وخيمة عندما يعمل الناس بهذه الطريقة.
بعض القادة والعاملين داخل الكنيسة لا يستطيعون التحدث عن اختبارهم ولا يستطيعون الشهادة، ولا يمكنهم استخدام الحق لعلاج المشكلات. هم دائمًا ما يشهدون عن كيف أنهم قد عانوا، وكيف أنَّهم قبلوا تهذيبهم، وكيف أنهم لم يصبحوا سلبيين على الرغم من المظالم العديدة التي عانوا منها، وكيف أنهم اصرُوا على القيام بواجباتهم. مثل بولس، هم دائمًا يشهدون لأنفسهم، ويرسخون أنفسهم، ويجعلون شعب الله المختار معجبين بهم، ويُقدّرونهم، ويتطلعون إليهم. إضافة إلى ذلك، عندما يرى مثل هؤلاء الناس شخصًا يمكنه التحدث بالكلمات والتعاليم جيدًا ويمكنه الوعظ، فإنهم يطرونه، ويثنون على هؤلاء القادة والعاملين الذين يشبهون بولس ويُصفِّقون لهم، وبهذه الطريقة يجعلون الآخرين يحبونهم. هم لا يعجزون فحسب عن القيام بعمل السقاية والتزويد، بل يشاركون أيضًا في بعض الأعمال المدمرة والمزعجة التي تقود الآخرين إلى اتخاذ مسار بولس. طوال الوقت، يعتقدون على نحوٍ خاطئ أنهم قادة أكفاء وصالحين، ويريدون الحصول على مكافآت من الله. أليست هذه هي الحالة التي يكون معظمكم فيها؟ استنادًا إلى طريقتكم الحالية في الانتباه فقط إلى الكلمات والتعاليم، وإنذار الناس باستمرار، هل يمكنكم توجيه الناس إلى المسار الصحيح؟ ما المسار الذي يمكن أن يقودهم إليه هذا في النهاية؟ ألن يقودهم هذا إلى مسار بولس؟ أرى أن هذا هو الوضع، بدون مبالغة. يمكن القول إنكم جميعًا قادة على طراز بولس، إذ تقودون الناس إلى مسار بولس. هل لا تزالون تريدون تاجًا ما؟ ستكونون محظوظون إذا لم تُدانوا. بناءً على تصرفاتكم، أصبحتم جميعًا أشخاصًا يقاومون الله، تخدمون الله لكن تقاومونه، وأصبحتم خبراء في تعطيل عمله. إذا واصلتم على هذا النوع من المسار، فستكونون في النهاية رعاة كذبة وعاملين كذبة وقادة كذبة وأضداد المسيح. الآن هي فترة التدريب للملكوت. إذا لم تبذل جهدًا في الحق وركزت فقط على العمل، فستسلك مسار بولس دون قصد. علاوةً على ذلك، سوف تجلب معك مجموعة من الآخرين الذين يشبهون بولس. ألن تصبح حينئذٍ شخصًا يقاوم الله ويعطّل عمله؟ لذلك، إذا كان الشخص الذي يخدم الله لا يستطيع أن يشهد له، أو يقود شعبه المختار إلى المسار الصحيح، فإنه شخص يقاوم الله. لا يوجد سوى هذين المسارين. مسار بطرس هو مسار السعي إلى الحق ونجاح المرء في إيمانه في نهاية المطاف. مسار بولس هو مسار عدم السعي إلى الحق، والسعي فقط للحصول على البركة والمكافآت. إنه مسار الفشل. اليوم، أولئك الذين يسيرون في مسار بطرس الناجح قليلون جدًا، بينما يوجد كثيرون من أولئك الذين يسيرون في مسار بولس: مسار الفشل. إذا كان هؤلاء منكم الذين يعملون بصفتهم قادة وعاملين لا يسعون إلى الحق من البداية إلى النهاية، فستصبحون جميعًا قادة كذبة وعاملين كذبة، وستكونون جميعًا أضداد المسيح، وأشخاصًا أشرارًا يقاومون الله. لكن إذا قمتم بالتغيير إلى المسار الصحيح من الآن فصاعدًا وسلكتم مسار بطرس بصدق، فلا يزال بإمكانكم أن تصبحوا قادة وعاملين صالحين يستحسنهم الله. إذا كنتم لا تطلبون أن تُكمَّلوا وأن تدخلوا في واقع كلمة الله، فأنتم في خطر. بالنظر إلى حماقتكم وجهلكم، واختباركم الضّحل وغير الكافي، وقامتكم الصغيرة، وافتقاركم إلى النضج، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو عقد شركة حول الحق معكم بصورة أكبر، لجعلكم تفهمون، ولكن ما إذا كان يمكنكم الحصول على الحق، فإن ذلك يعتمد على مساعيكم الشخصية. لأن اليوم يختلف كثيرًا عن زمن بطرس وبولس. في تلك الأيام، لم يكن يسوع قد قام بعمل دينونة الإنسان بعد، أو توبيخه، أو تغيير شخصيته. اليوم، قد بيّن الله المتجسد الحق بشفافية كبيرة. إذا كان الناس لا يزالون يسلكون مسار بولس، فإن ذلك يوضح أن قدرتهم على الاستيعاب معيبة، ويشير أيضًا إلى أنهم، مثل بولس، أشرار جدًا في طبعهم، ومتعجرفين جدًا في شخصيتهم. كانت تلك الحقبة مختلفة عن اليوم، وكان السياق مختلفًا. اليوم، كلمة الله ساطعة جدًا وواضحة للغاية؛ كما لو أنه مدّ يده ليعلمكم ويقودكم، لذلك أنتم بلا عذر إذا اتبعتم رغم ذلك المسار الخاطئ. إضافة إلى ذلك، اليوم، يوجد نموذجان أصيلان لبطرس وبولس، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وأحدهما مثال يُحتذى به والآخر بمثابة تحذير. إذا سلكت المسار الخاطئ، فهذا يعني أنك قد اخترت الخيار الخاطئ، وأنك شرير للغاية. ليس من شخص تلومه سوى نفسك. وحده من لديه واقع الحق يستطيع أن يقود الآخرين إلى دخول واقع الحق، لكن الذي يفتقر إلى واقع الحق ليس بوسعه سوى أن يقود الآخرين إلى الضلال.
اقتباس 74
ثمة قادة وعاملون لا يعقدون أثناء عملهم شركة عن الحق وفقًا لكلام الله. هم غير قادرين على فهم الأمور بأنفسهم فهمًا تامًا، وغالبًا ما يقولون: "أريد أن يعبّر الجميع عن آرائهم. فليدل كل شخص برأيه". قد يبدو هذا صحيحًا وديمقراطيًا تمامًا، مما يسمح للجميع بالتعبير عن مواقفهم والتوصل في النهاية إلى إجماع. عندما لا يفهم الناس الحق، فإن هذه الممارسة مقبولة كملاذ أخير، لكنها لا تضمن الوصول إلى نتيجة تتوافق مع الحق. وبما أنه لا أحد يفهم الحق، وآراء الجميع معيبة، فحتى لو اجتمعوا معًا هم لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى نتيجة تتوافق مع الحق. أليس هذا هو الحال؟ لو أنَّ شخصًا يفهم الحق فعلًا يشارك فسيكون الأمر أفضل بكثير، وستتحول الأمور إلى الأفضل. ومع ذلك، من الضروري أن يدير دفة الأمور شخصًا يفهم الحق. يجب على هذا الشخص أن يرشد الجميع في طلب الحق استنادًا إلى كلمة الله. بهذه الطريقة، يمكن أن تكون النتائج التي يتوصلون إليها متوافقة مع الحق. هذا هو النهج الأفضل. من الضروري أن يتولى المسؤولية شخص يفهم الحق، ويدير دفة الأمور، ويقود الجميع في عقد شركة حول الحق استنادًا إلى كلام الله للوصول في النهاية إلى الوحدة والوصول إلى إجماع فيما يتعلق بالحقّ. هذا وحده هو الطريق الصحيح للممارسة. إذًا، كيف ينبغي النظر إلى الديمقراطية؟ في الوقت الحاضر، فإن الديمقراطية بين البشرية الفاسدة هي نظام اجتماعي مُتقدِّم ومتطوِّر نسبيًّا؛ كما أنها طليعية وعصرية وتناسب أذواق الأغلبية. ورغم أن هذا النظام مُتطور ومُتقدّم نسبيًا، فهل يستطيع أي نظام، مهما كان عظيمًا، أن يحل مشكلة الخطيئة البشرية؟ هل يمكنه تغيير جوهر الشرور المجتمعية والظلام المجتمعي؟ هذا أمر غير قابل للتحقيق، فضلًا عن أن يمكن تحقيقه في نظام استبدادي. ألا يوجد الكثير من الكسب غير المشروع وسوء السلوك بين المسؤولين في تلك الدول الديمقراطية أيضًا؟ لا شيء مما يحدث في هذا النظام يتوافق مع الحق لأن البشرية أفسدها الشيطان على نحو عميق؛ فهي خالية من أي حق وكل حق. يعيش البشر بشخصياتهم الفاسدة، ويتمردون على الله ويقاومونه؛ ولا يمكنهم بأي حال من الأحوال تطبيق الحق. حتى القادة الوطنيين الذين يتولون السلطة، وكذلك تلك الشخصيات المشهورة، على الرغم من امتلاكهم المعرفة، فإنهم جميعًا يعيشون أيضًا بشخصية الشيطان. هم ليس لديهم حتى قدر ضئيل من الحق وهم قادرون على ارتكاب العديد من الأعمال التي تتمرد على الله وتقاومه، هم حتى قادرون على ارتكاب بعض الأفعال الشريرة والسخيفة. بغض النظر عما إذا كان لديهم إيمان أم لا، لا يستطيع أي منهم قبول الحق أو اتباع الله بصدق. لا أحد منهم يخضع لله أو يعبده. هم لا يقولون أبدًا أي شيء لتمجيد الله أو الشهادة له. الكلمات التي يتكلمون بها كلها إلحادية، وكلها تنكر الله وتقاومه؛ كلها مغالطات هرطقية، وكلها كلمات تتحدى السماء، وليست سوى كلمات شيطانية. لذلك، بغض النظر عن النظام الذي يتبناه البشر لحكم أممهم، فإنهم لن يخضعوا لله، ولن يعبدوه، ولن يقبلوا أي حق يعبِّر عنه الله، ولن يحكموا أممهم وفقًا لكلام الله والحق. هم يدعون إلى الحكم القائم على سيادة القانون والعلم. وهذا يبيّن أن الطريق الذي يسلكونه هو طريق التمرد على الله ومقاومته. مثل هذه الأمم لا يباركها الله. أي أمة يحكمها ملوك أبالسة هي الأكثر مقاومة لله وهي ملعونة من الله. هذه أمم قرر الله أنه يجب تدميرها. لذا، فإن ما إذا كانت دولة ما سيزدريها الله ويدمرها لا يعتمد في المقام الأول على ما إذا كانت ديمقراطية أم لا. العامل الرئيسي هو معرفة نوع الأشخاص الذين يشكلون المجموعة التي تتولى السلطة في تلك الأمة. إذا كان جميع من في السلطة من النوع الإبليسي الشيطاني، وإذا كانوا جميعًا مجموعة من الأبالسة يقاومون الله، فإن ذلك البلد هو بلد يكرهه الله ويلعنه، وسوف يدمره.
إذا كان قادة الكنيسة والعاملون فيها لا يسعون إلى الحق ويقومون بعملهم دون مبادئ، فماذا ستكون العواقب؟ بالتأكيد لن ينالوا استحسان الله. بعض القادة والعاملين يفكرون: "بغض النظر عما إذا كنْتُ أمتلك الحق أم لا، إذا مارستُ الديمقراطية في جميع الأمور ولم أتصرف باستبداد، فيمكنني الاطمئنان إلى أنني لا أفعل الشر. بهذه الطريقة، لن يستبعدني الله. إذا قمت بعملي جيدًا، فسوف يستحسنني الله". هل هذه العبارة صحيحة؟ هل يمكنكم تمييز ما يقولونه؟ هل الامتناع عن التصرف باستبداد يُثبت أن هؤلاء الناس في توافق مع مقاصد الله؟ هل ممارسة الديمقراطية تثبت أنهم يتصرفون وفقًا للمبادئ؟ في حين أن هذا النمط من التفكير قد يبدو معقولًا، فإنه في الواقع خاطئ. بالنسبة إلى القادة والعاملين الذين لا يسعون إلى الحق، مهما كانت الطريقة التي يمارسون بها، فإنها ستكون دائمًا خارج المسار وخاطئة. وحده السير في الطريق الذي يسعى إلى الحق هو الصحيح. إن النهج الوحيد المناسب هو أن يكون القادة والعاملون قادرين على المثابرة في السير في الطريق الذي يسعى إلى الحق، وأن يقودوا الجميع إلى عقد شركة عن الحق وفقًا لكلام الله مهما كان الوضع الذي يواجهونه، وأن يجدوا طريق ممارسة الحق. هل من الصواب أم من الخطأ أن يمارس القادة والعاملون دائمًا النهج المتمثل في جعل الجميع يعبرون عن آرائهم ويدلون بأفكارهم؟ (إنه خطأ). أين الخطأ؟ (لا أحد يملك الحق). هذا صحيح. لا أحد يملك الحق. بغض النظر عن كيفية عقدهم للشركة، هل يمكن للنتائج التي يتوصلون إليها من خلال عقدهم للشركة أن تتوافق مع الحق؟ هذا غير ممكن. إذًا ما الذي ينبغي على المرء أن يفعله لكي يتوافق مع الحقّ؟ (النظر إلى ما قاله الله. يجب على المرء أن يبحث عن طريق ضمن كلام الله). كيف تبدو هذه العبارة؟ إنها في أعلى درجات الصحة. يجب على القادة والعاملين أن يعقدوا شركة حول الحق وفقًا لكلمة الله في جميع الأمور، ويجب أن يطلبوا الطريق في كلامه، وعندئذ فقط يمكن الوصول إلى نتائج صحيحة. بخصوص كيفية عقد الجميع للشركة حول مبادئ الحق وما إذا كانوا يجدون المبادئ بدقة، فهذه مسألة أخرى. إذا كان بإمكانك أن تقود الجميع إلى قراءة كلام الله لطلب الحق وطلب المبادئ، فهذا يدل على أنك شخص يسعى إلى الحق. إذا كنت تكتفي بأن تجعل الجميع يعقدون الشركة ويعبرون عن آرائهم دون ذكر أي شيء عن البحث عن أساس في كلام الله أو طلب المبادئ في كلامه، فأنت لست شخصًا يسعى إلى الحق، بل تحاول تسوية الأمور دون النظر إلى المبادئ. إذا كنت في النهاية تجعل الجميع يصوتون برفع الأيدي وتأخذ برأي الأغلبية، فهل هذا يتماشى مع المبادئ؟ من الممكن أن يتماشى أحيانًا، بمحض الصدفة، مع بعض المبادئ أو لا يتجاوز نطاق المبادئ. لكنه في معظم الأحيان لن يتماشى مع المبادئ لأنك لا تطلب المبادئ، فأنت تستمع فقط إلى ملاحظات الجميع التي لا أساس لها، حيث يكون القول الفصل لأصحاب الأصوات الأعلى والأكثر حدة. وماذا يصير هذا القائد في النهاية؟ يصبح شخصًا يتأرجح بين الأطراف ويستمع إلى الجانب حيث هبوب الرياح أقوى، أيًا كان. الأمر يشبه تمامًا عندما يدعو بعض القادة إلى التصويت برفع الأيدي عند طرد الأشرار وأضداد المسيح. وإذا اعترض ولو شخص واحد فحسب، فلن يطردوه أو يتخلصوا منه. حتى ما أقوله لن يكون له أي قيمة. أليس هذا تهميشًا لله؟ إن تهميشهم لله وقولهم رغم ذلك إنهم يطلبون الحق هو محض هراء! ما النتيجة النهائية عندما يعقد الجميع شركة عن الحق ويطلبون المبادئ؟ عاقبة هذه الشركة تتوافق مع كلام الله، والحق، والمبادئ؛ إنها تتوافق مع مقاصد الله. إذا توصل الجميع بعد شركة طويلة إلى إجماع يضر بمصالح بيت الله عند تنفيذه ولا يعود بالنفع على شعب الله المختار، فإن عاقبة هذا الإجماع لا تتوافق مع مبادئ الحق. إنها بالتأكيد تتعارض مع كلام الله. لا شك في ذلك. فما جوهر عاقبة هذا الإجماع إذًا؟ جوهرها تعاليم فارغة تبدو صالحة، وتتماشى مع الطرق العلمانية في العالم، وتناسب ذوق الجميع، وتفيد مصالح الجميع، لكنها لا تتوافق مع مبادئ الحق في بيت الله. بعض القادة مشوشو الذهن؛ فهم لا يسعون إلى الحق ولا يفهمونه. بعد أن يكون الجميع قد عقدوا الشركة، يختار هؤلاء القادة عواقب تناسب تفضيلاتهم، لكنها في الواقع تتعارض مع مبادئ الحق. هم يعتقدون أن ما يفعلونه عادل ومعقول ويتماشى تمامًا مع الحق. في الواقع، هم لا يفهمون أن كلمة الله هي الحق، ودرجة فهمهم لمبادئ الحق أقل حتى من ذلك. هم يجدون من الشركة التي يعقدها الجميع عاقبةً تعجبهم، ويفكرون: "انظروا كم أنا ديمقراطي. أنا لست مستبدًا. أنا أناقش كل شيء مع الجميع، والقرار في النهاية قرار الجميع. لقد صوّتنا عليه برفع الأيدي. إنه قرار مجموعة صنع القرار؛ لم يكن قرارًا اتخذته بمفردي". هم يشعرون بالرضا التام عن أنفسهم، لكن ينتهي بهم الحال إلى خيانة مصالح بيت الله والحق في كلامه، ضاربين بمتطلباته عرض الحائط. الجميع راضون ومستفيدون. لكن هل سيرضى الله بهذا؟ هل سيستحسنه؟ كيف سيكون شعور الله في قلبه؟ لا يهتم هؤلاء القادة بهذه الأشياء؛ هم يقومون بعمل الكنيسة بهذه الطريقة فحسب. بخصوص ما إذا كانوا قادة كاذبين أو أضدادًا للمسيح، فيجب أن يكون لدى الجميع تمييز حول ذلك. هل توجد العديد من هذه الحالات في الكنائس في كل مكان؟ بالتأكيد ليس القليل منها.
من أجل كسب تأييد الناس وضمان إعادة انتخابهم كقادة، يمارس بعض قادة الكنيسة مبادئ الديمقراطية في كل ما يفعلونه تحت ذريعة أنهم لا يتصرفون باستبداد. هم يستخدمون هذا كوسيلة لكسب رضا الناس، لكنهم في الواقع يفعلون ذلك لتعزيز مكانتهم الخاصة. أليس هذا سلوك ضد المسيح؟ (بلى). لا يتصرف بهذه الطريقة إلا ضد المسيح. هل تفعلون هذه الأشياء أيضا؟ (أحيانًا). وهل تتأملون في المقاصد التي تحكم هذه الأفعال؟ هذا منطقي إذا كان الشخص قد بدأ للتو في التدرب على عمل القائد ولا يفهم المبادئ. ولكن إذا كان قائدًا أو عاملًا منذ عدة سنوات ولا يزال يصر على فعل ذلك، فهذا افتقار للمبادئ. هذه قيادة كاذبة وليس ذلك الشخص ممَن يسعون إلى الحق. إذا كان الشخص له مقاصد وأهداف خاصة به ويصر على فعل ذلك بهذه الطريقة، فهو من أضداد المسيح. كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ ماذا تمارسون عندما تواجهون هذه المسألة؟ إذا كانت لديك مقاصدك وأهدافك الخاصة، فما الذي يجب عليك فعله لعلاجها؟ (لقد لاحظت أنني أضمر بعض المقاصد في داخلي. أخشى أحيانًا أن يقول الإخوة والأخوات إنني لست منفتحًا وواضحًا في أفعالي، وأنني أتخذ قراراتي بنفسي دون أن أخبرهم. عندما تراودني مثل هذه الخواطر، سأناقش المسائل مع الإخوة والأخوات وأحلها. لن أتخذ قرارات من تلقاء نفسي). من المقبول التشاور مع الآخرين. من الملائم أن تحرص على أن يكون الجميع على اطلاع؛ هذا قبول لإشراف الإخوة والأخوات على عملك، وهو ما يساعدك على القيام بواجبك. رغم ذلك، يجب أن تلتزموا أيضًا خلال مناقشاتكم بمبادئ الحق. إذا انحرفتم عن مبادئ الحق، فقد تخرج المناقشة عن الموضوع أو تهدر الوقت، ولن تصلوا إلى النتائج الصحيحة. لذلك، عند بدء مناقشة ما، يجب على القادة والعاملين أن يأخذوا زمام المبادرة في قراءة المقاطع ذات الصلة من كلام الله. بهذه الطريقة، يمكن للجميع أن يعقدوا شركة وفقًا لكلام الله. شركة كهذه ستقدّم طريقًا وتؤتي بنتائج جيدة. لا يمكنك أن تقف جانبًا وتسمح للجميع بعقد الشركة كيفما شاءوا. إذا لم يكن لدى أحد أي آراء قوية، وكانوا لا يطلبون الحق، فإن هذه الطريقة في عقد الشركة لا جدوى منها، مهما طال أمدها. لن تحقق العاقبة الصحيحة أبدًا. لذا، إذا كانت الكنيسة تفتقر إلى قائد جيد، ويدير دفتها شخص لا يفهم الحق؛ إذا كانت مجرد مجموعة من الأفراد مشوّشي الذهن بلا أي آراء قوية يعقدون شركة بصورة عشوائية ولا تنتج شركتهم سوى الهراء، فما التأثير الذي قد يكون لهذا؟ ماذا تُسمّى هذه الديمقراطية المزعومة؟ إنها مجرد جدال أعمى يفتقر إلى المبادئ ولن ينتج العاقبة الصحيحة. هذا النوع من النهج الديمقراطي لا يمكن أن يكون له أثر إيجابي. فعلى الرغم من المظهر البرَّاق واللسان الطلق الزائفين لدى الجميع، فإنهم في الواقع يفتقرون إلى الآراء القوية، والموهبة الحقيقية، والتعلم الحقيقي. هم غير قادرين على قيادة الناس إلى الطريق الصحيح. لا يتحدثون إلا بكلمات تضلل الناس وتفشل في إحداث أي تأثير إيجابي. على أي حال، لن يجدي نفعًا أن يكتفي المرء بإجراء مشاورات ديمقراطية دون أن يكون هناك من يفهم الحق ليقود الطريق عند مواجهة موقف ما. لا يزال أفضل نهج أن يطلب القادة والعاملون الحق بأنفسهم، ويختاروا كلمات الله الملائمة، ويقرأوها بعناية، ويتأملوها بانتباه. بعد ذلك، يمكنهم أن ينقلوا كلام الله إلى التجمُّع لعقد الشركة عنه ومناقشته مع الجميع. لا يمكن تحقيق النتائج إلا بهذه الطريقة فحسب. بالنسبة إلى القادة الكاذبين وأضداد المسيح، فهم لا يمارسون المشاورات الديمقراطية أبدًا مهما كان الوضع. هم لا يدعون الناس يتناقشون أو يعقدون الشركة أبدًا. يتشبّثون بمقاصدهم وأهدافهم خوفًا من أن تفضح المشاورات الديمقراطية مقاصدهم وأهدافهم أو تبطلها. لذلك فهم يتصرفون باستبداد، راغبين دائمًا في أن يكونوا وحدهم أصحاب القرار. وحتى لو مارسوا عقد الشركة على نحو ديمقراطي في بعض المسائل الثانوية، فليس ذلك إلا محاولة منهم للتودد إلى الجميع وجعل الجميع ينظرون إليهم نظرة إيجابية؛ هم لا يفعلون ذلك إلا لتعزيز مكانتهم الخاصة. إذا وجدتم بعض الأشخاص الذين لديهم هذه المقاصد، فيجب عليكم الحذر منهم ومراقبتهم، وعند الضرورة يجب عليكم فضحهم وفرض قيود عليهم. القائد أو العامل المصيب هو من يطلب الحق بنفسه أولًا، ثم يقود الجميع إلى عقد شركة حول كلام الله وطلب الحق. خلال الشركة، قد لا يكون قلب الجميع واضحًا تمامًا، وقد يكون غامضًا بعض الشيء، ولكن مع استمرارهم في عقد الشركة، سيحصلون على استنارة الروح القدس. ربما يستطيع واحد منهم أن يفصح عن نور أو طريق، وبينما يستمر الجميع في عقد الشركة في ضوء هذه الاستنارة وعلى طول هذا الطريق، سينبثق الوضوح في قلوبهم، مما يسمح لهم بتحديد الطريق الصحيح للممارسة. وبينما يستمر الجميع في عقد الشركة معًا، سيتحدثون بوضوح متزايد. وما دام ثمة شخص واحد على الأقل قد استُنير وأضيء بعمل الروح القدس، فسيكون الأمر كما لو أن الجميع قد استُنيروا وأُضيئوا. يجب على القادة والعاملين أن يتعلموا جميعًا طلب الحق بهذه الطريقة. إنَّ الممارسة بهذه الطريقة توفر للروح القدس فرصة للعمل. إذا كنت دائمًا ما تتبع آراء الجميع ولا تطلب أن تعرف كيف يعمل الروح القدس، فسيكون ذلك انحرافًا. اتباع آراء الجميع دومًا وارتضاء ما يعتبره الجميع صالحًا – أي نوع من النهج هذا؟ إنه نهج يتملق فيه المرء، ولا يتحمل أي عبء، ولا يراعي عمل بيت الله. على الرغم من أنك في الظاهر قد أديت عملك، وسمحت للناس بعقد شركة والتعبير عن آرائهم، ومارست الديمقراطية، وتجنبت الاستبداد أو التصرف من جانب واحد، فقد كان غرضك هو التودد إلى الناس، وجعلهم يقدّرونك، ويستحسنونك، ويقولون إنك لست مستبدًا، ويقولون إنك تتسم بالمعقولية، ويقولون إنك قادر على القيام بالعمل. عندما يحدث ذلك، تكون راضيًا. هل من الصواب فعل هذا؟ هل يمكن أن تكون العواقب صائبة إذا لم يكن غرضك صائبًا؟ كلا، لا يمكن بالتأكيد. لقد كسبتَ رضا الجميع وأسعدتهم. جميعهم يقولون إنك قائد صالح، لست قائدًا كاذبًا أو ضد المسيح، وإنك قادر على القيام بالعمل؛ جميعهم يدعمونك، لكن من المستفيد في النهاية؟ إنه أنت. هل هذه عاقبة جيدة؟ ليست كذلك. أولًا، لم تشهد لله، وثانيًا، لم تحافظ على عمل بيت الله. العاقبة النهائية هي أنك حميت مصالحك ومصالح الجميع، وحميت مكانتك الخاصة، لكن أحَدًا لم يحمِ مصالح بيت الله والكنيسة. ثمة انسجام كبير بينكم جميعًا، لكن العمل الجوهري لبيت الله قد أُزيح جانبًا. لا أحد يهتم بالكيفية التي يجب أن يتوافق بها عمل بيت الله مع المبادئ ومتطلبات الله أو يراعي ذلك. أليست هذه خيانة لمصالح بيت الله؟ لقد خنت الحق، ومتطلبات الله، وعمل بيت الله ومصالحه، حتى تتمكن من التودد إلى الجميع. في النهاية، تستفيد أنت ويستفيد الجميع. هؤلاء أناس حقيرون، ووضيعون، وعصابة من الخونة. هذا هو الطريق الذي يسلكه أضداد المسيح. بخيانتك لمصالح بيت الله لإرضاء الجميع والحفاظ على مكانتك الخاصة، ينتهي بك الحال إلى أن يؤيدك الجميع ويدعموك، حتى يختاروك دائمًا قائدًا لهم. لقد عززت مكانتك، لكن هل نُفِّذت مقاصد الله والحق في الكنيسة؟ (كلا). لقد أعقتها أنت. لم تُنفَّذ مشيئة الله في الكنيسة التي تسيطر عليها. ولم يُنفَّذ كلام الله بين الإخوة والأخوات ولم يدخل إلى قلوب شعب الله المختار ليصبح حياتهم. من هو المذنب الرئيس في هذا؟ أنت. لقد أصبحت حجر عثرة وعقبة أمام تنفيذ مشيئة الله في الكنيسة؛ فكيف لا يغضب الله منك؟ ألا ينبغي استبدالك؟ ماذا ستكون قد أصبحت إذا حان الوقت لاستبدالك لكن لا أحد يوافق؟ ستكون قد أصبحت ضدًّا للمسيح. إن أولئك الذين يعبدونك ويتبعونك قد قُدتَهم جميعًا إلى الطريق الخطأ، وفقدوا فرصتهم في الخلاص، وأصبحوا قرابينك من الخراف. لقد أصبحت الكنيسة التي تحت سيطرتك مملكة لضد المسيح. هذه هي العواقب. لماذا لا يوافق أحد على استبدالك؟ لقد اشتريتهم جميعًا، وهم الآن يرونك كإله. لقد أخذتَ مكان الله في قلوبهم، واحتللتَ قلوبهم بالكامل. لم يعد لله أو للحق مكان في قلوبهم؛ أنت تأسرهم وتسيطر عليهم. لا يختلف هذا عن كيفية سيطرة الشيطان على الناس وإفساده إياهم. لقد وضع الله هؤلاء الناس في يديك، لكنك نهبتهم واستوليت عليهم. أليس هذا ضدًّا للمسيح؟ إنه بالفعل ضد للمسيح. ما الدور الذي يلعبه ضد المسيح في الكنيسة؟ هذا واضح للغاية ويسهل رؤيته. ضد المسيح هو عميل للشيطان يفعل كل ما يريده الشيطان ويحقق هدف الشيطان في تضليل الناس والسيطرة عليهم. وبقيامه بذلك، يصبح شريكًا للشيطان ويجب أن يلعنه الله ويعاقبه.
في الوقت الحالي، يخشى جميع الذين يخدمون كقادة وعاملين أن يسلكوا طريق ضد المسيح. ما الذي يمكنك فعله إذًا لتجنب هذه النتيجة؟ أولًا، يجب أن تفهم أن الواجبات التي تؤديها والعمل الذي تقوم به هي إرساليات من الله، ويجب أن تقوم بعملك وفقًا لمتطلبات الله. عند القيام بذلك، سيكون لديك في ذهنك هدف واتجاه، وستكون قادرًا على طلب الحق والبحث عن طريق في كلام الله. يجب عليك بعد ذلك أن تقود الجميع إلى عقد شركة حول المقاطع ذات الصلة من كلام الله وتمكينهم من عقد شركة حول الحق وفقًا لكلام الله، والحصول على المزيد من النور داخل كلام الله، وفهم مقاصد الله والحق، ثم الممارسة وفقًا لمبادئ الحق. هذا وضع للقدم على الطريق الصحيح. إن عمل الكنيسة في جوهره هو قيادة شعب الله المختار في فهم جميع الحقائق التي يعبّر عنها الله والدخول فيها. هذا أكثر أعمال الكنيسة أساسية. لذا، بغض النظر عن المشكلة التي يتم حلها، لا يمكن فصل أي تجمُّع عن قراءة المقاطع ذات الصلة من كلام الله أو عن عقد شركة حول الحق. في النهاية، إذا استطعنا عقد شركة حول الحق ومبادئ الممارسة حتى تتضح، فسيفهم الجميع الحق ويعرفون كيفية ممارسته. بغض النظر عن أي جانب من جوانب الحق هو الذي تأكلونه وتشربونه في أثناء التجمُّع، يجب أن تعقدوا شركة بهذه الطريقة وتطلبوا الحق بناءً على القضايا التي تواجهونها. يجب على أولئك الذين يفهمون الحق أن يقودوا الشركة، ويمكن لأولئك الذين استُنيروا أن يواصلوا الشركة. وبهذه الطريقة، كلما أكثروا من عقد الشركة، زاد عمل الروح القدس عليهم، وكلما أكثروا من عقد الشركة عن الحق، زاد الوضوح الذي سيحققونه. عندما يفهم الجميع الحق، سيحققون التحرر والحرية الكاملين وسيكون لديهم طريق يتبعونه. هذه أفضل نتيجة يمكن أن يحققها تجمع. عندما يتواصل الجميع حول واقع الحق حتى يتضح لهم من خلال هذا النوع من الشركة، ألن يفهموا الحق عندئذ؟ (بلى). بعد أن يفهم الناس الحق، سيعرفون بطبيعة الحال كيف يختبرونه ويمارسونه. عندما يستطيعون ممارسة الحقّ بدقّة، ألن يكونوا قد اكتسبوا الحقّ؟ (بلى). عندما يكون الشخص قد اكتسب الحق، ألن يكون قد ربح الله؟ إذا ربح شخص ما الله، ألن يكون قد نال خلاص الله؟ (بلى). إذا استطعت في عملك كقائد أو عامل أن تحقق هذه النتيجة، فستكون قد قمت بعملك بشكل صحيح، وستكون قد تممت واجبك بالمستوى المطلوب، وستنال استحسان الله. عندما يفهم جميع شعب الله المُختار الحقّ، هل سيظل الناس يعبدونك، ويتطلعون إليك، ويتبعونك؟ (كلا). سيكتفي الناس بمدحك، واحترامك، والرغبة في مخالطتك والتفاعل معك، والرغبة في الاستماع إلى شركتك حتى يستفيدوا منها. يمكن لأولئك الذين يفهمون الحق أن يكونوا حقًا النور والملح. هذا ما يعنيه أن يتمم المرء واجبه بوصفه كائنًا مخلوقًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا لائقًا. عندما يفهم الناس الحق ويحققون علاقة أقرب مع الله، يمكنهم أن يحققوا التوافق مع الله، ولا يعودون يتمردون عليه، أو يسيئون فهمه، أو يقاومونه، وسيكونون قادرين على تمجيد الله والشهادة له مهما كانت القضايا التي يواجهونها. إذا كنت كقائد أو عامل، تمارس وفقًا لمبادئ مثل هذه، فسرعان ما ستحضر أناس أمام الله. سيكون الناس الذين تقودهم قادرين أيضًا على ممارسة الحق، والدخول إلى الواقع، وتمجيد الله والشهادة له. وبهذه الطريقة، سيكون الناس الذين تقودهم قادرين أيضًا على أن ينالوا استحسان الله ويربحهم الله. لذلك، عندما يسير القائد في طريق السعي إلى الحق، فإن هذا يتوافق تمامًا مع مقاصد الله. ما دام ما يفعله الناس يتوافق مع مبادئ الحق، فإن نتائج أعمالهم ستصبح أفضل وأفضل، من دون أي أثر جانبي سلبي، وسيحظون ببركة الله وحمايته في كل أمر. حتى لو تسببوا في بعض الانحرافات أحيانًا، فإن الله سينيرهم ويقودهم، وسيجدون التصحيح في كلام الله. عندما يسلك الناس الطريق الصحيح، سيحظون ببركة الله وحمايته.
ما الغرض وراء ممارسة بيت الله للديمقراطية في الانتخابات والمشاورات؟ لماذا يجب ممارسة الديمقراطية؟ (لمنع الناس من أن يتصرفوا على هواهم). بالفعل، إن الغرض هو تجنب هذه المشكلة. ولكن الهدف النهائي من ممارسة المشاورات الديمقراطية هو استخدام الحق في حل المشاكل، وتجنب التسبب في الانحرافات، والعمل في توافق مع مقاصد الله. إنه فهم الحق والدخول في المسار الصحيح. إنه إيجاد الطريق الذي يتبع مشيئة الله، والخضوع لعمله، وقيادة شعب الله المختار إلى واقع الحق كي تُنفَّذ مشيئته. إنه أيضًا للحماية من التضليل والاضطراب الذي يحدثه القادة الكذبة وأضداد المسيح، ولمنع ظهور الفوضى في الكنيسة، ولحماية حياة شعب الله المختار من التعرض للخسائر. يمكن لممارسة المشاورات الديمقراطية أن تحقق هذه النتائج. إذا لم تُعقد شركة عن الحق أو مشاورات ديمقراطية في الكنيسة، فمن السهل جدًا أن تنشأ الفوضى، وأن يستغل الأبالسة والشياطين ثغرة ما، مما يؤدي إلى سيطرة القادة الكذبة وأضداد المسيح على السلطة. ونظرًا لأن جميع الناس لديهم شخصيات فاسدة، فإن القادة والعاملين هم الأكثر عرضة للتصرف باستبداد، وعدم السماح لغيرهم بإبداء الرأي، واتخاذ جميع القرارات بأنفسهم. إنَّ بيت الله يمارس الانتخابات الديمقراطية لمجرد منع القادة والعاملين من أن يتصرفوا على هواهم، وكذلك لتقييد القادة الكذبة وأضداد المسيح من أن يستأثروا بالسلطة في الكنيسة، ومن أن يكونوا وحدهم أصحاب القرار، ومن أن يجعلوا الكنيسة تحت سيطرة عائلاتهم. هذا بالكامل لتقييد جميع النُهُج الاستبدادية والمضادة للمسيح. ومع ذلك، هذا لا يعني أن بيت الله يعطي الكلمة الأخيرة للإخوة والأخوات من خلال ممارسة الديمقراطية، ولا يعني بالتأكيد أن كل شيء يجب أن يتقرر بالتشاور مع الإخوة والأخوات. بيت الله لديه ديمقراطية وكذلك مركزية. من الضروري جدًا أن يمارسه بهذه الطريقة. هل النتائج التي يُتوَصَّل إليها بممارسة الديمقراطية فحسب مضمون توافقها مع الحق؟ ليس بالضرورة. لهذا السبب لا بد من المركزية. ماذا تعني المركزية؟ إنها تعني جمع آراء الجميع معًا لتقديم نتيجة دقيقة تتوافق تمامًا مع الحق ومقاصد الله. عندما تكون المشاورات الديمقراطية غير قادرة على تحقيق نتائج أفضل، فإن المطلوب للحصول على هذه النتائج هو المركزية. والطريقة التي تُمارس بها المركزية هي أنه إذا لم تستطع مجموعة اتخاذ القرار التوصّل إلى إجماع بعد عقد شركة حول قضية ما ولم تستطع اتخاذ القرار الصحيح، فيجب عليهم إبلاغ ذلك إلى الأعلى ليساعدهم على اتخاذ قرار. وبما أن الأعلى يفهم الحق ويمتلك المبادئ، فإن القرارات التي يتخذها دقيقة ومتوافقة مع مقاصد الله. إذا كان قادة الكنيسة أو مجموعة اتخاذ القرار غير قادرين على عقد شركة عن الحق بوضوح أو العثور على المبادئ والطريق، وإذا كانوا لا يعرفون كيف يتخذون قرارًا، وكانوا – في ظل هذه الظروف – لا يقدّمون بلاغًا إلى الأعلى أو يطلبون منه اتخاذ قرار، وبدلًا من ذلك يتولّون المسؤولية من تلقاء أنفسهم، فإن هذه الكنيسة ومجموعة اتخاذ القرار يسيطر عليها قادة كذبة وأضداد المسيح. إذا حقق شعب الله المُختار نتائج من خلال عقد شركة حول الحق، وكانت النتائج التي يتوصلون إليها صحيحة، فإن الأعلى سيمضي قدمًا ويمنحهم استحسانه. إذا كانت لا تزال ثمة انحرافات في نتائجهم، ولا تتوافق تمامًا مع مبادئ الحق، فإن الأعلى سيصحّحها. بهذه الطريقة يمكن تجنب الأخطاء التي تنشأ أحيانًا في المشاورات الديمقراطية بشكل فعّال. وبهذه المركزية، يمكن ضمان سير المشاورات الديمقراطية بشكل طبيعي، وعدم حدوث أي اضطرابات، وفي الوقت نفسه، عدم حدوث انحرافات في أداء القادة والعاملين لواجباتهم. وعلى الرغم من أن بيت الله يمارس الديمقراطية، فإن لديه مبادئ لذلك. هذه المبادئ هي أنه يجب ممارستها وفقًا للحق في كلام الله، ويجب أن يخضع المرء لله ولكل ما يقوله في كل الأمور. يجب أن تتحقق هذه النتائج حتى تتماشى مع مبادئ بيت الله للديمقراطية. يجب أن تتوافق النتائج النهائية لممارسة الكنيسة للديمقراطية مع الحق. وإذا لم تتوافق، فيجب إلغاؤها. يعتقد بعض الناس أن ممارسة الديمقراطية تعني أن شعب الله المختار له الكلمة الأخيرة في كل الأمور، وأن كل ما يقوله الإخوة والأخوات يجب أن يُحترم ويؤخذ بعين الاعتبار. هل هذا صحيح؟ هل الإخوة والأخوات لديهم الحق؟ (ليس لديهم). إذا كان مسموحًا لهم أن يكون لهم الكلمة الأخيرة في كل الأمور، فكيف يختلف ذلك عن السماح للقادة الكذبة وأضداد المسيح بأن يكون لهم الكلمة الأخيرة؟ في كلتا الحالتين، ليس لديهم الحق وهم أناس فاسدون. إذا كان لديهم الكلمة الأخيرة، أليس الشيطان عندئذٍ هو الذي يملك السلطة؟ لذا، فإن ممارسة الديمقراطية لا تعني أن كل ما يقوله الإخوة والأخوات هو الحق، والصواب، ويجب احترامه. ليس الأمر كذلك. تُمارَس الديمقراطية أساسًا لإتاحة الفرصة لكل شخص أن يتكلم، ويتحدث، ويعقد شركة، ويكون قادرًا على تتميم مسؤولياته، والتزاماته، وواجباته. ورغم ذلك، فإنَّ سلطة اتخاذ القرار بيد مجموعة اتخاذ القرار. يتخذ القرارات أولئك الذين يفهمون الحق، وكل الأمور ذات الأهمية يقررها الأعلى. وبهذه الطريقة، يمكن ضمان أن تكون القرارات التي تتخذها الكنيسة صحيحة إلى حد كبير، أو أن معظم القرارات صحيحة، وأن الانحرافات ستقل تدريجيًا على نحو متزايد. هذا هو المعنى الكامن وراء اتباع الديمقراطية في الانتخابات والمشاورات. هذه الأشياء تُمارس بالكامل من أجل تحقيق أثر التوافق مع الحق في جميع الأمور، والوصول إلى المرحلة التي تُتَّبع فيها مشيئة الله، وتقل فيها الأخطاء التي تُرتكَب أو تنعدم، وضمان إمكانية تنفيذ مشيئة الله على الأرض دون عوائق. إذا لم تُمارَس الانتخابات والمشاورات الديمقراطية، فمن المؤكد أنه سيوجد الكثير من الأشرار الذين يستغلون الثغرات، والقادة الكذبة وأضداد المسيح الذين يتصرفون باستبداد. هذا لا يؤثر على انتشار الإنجيل فحسب، بل يؤثر أيضًا على حياة الكنيسة ودخول شعب الله المختار في الحياة. منذ أن بدأ بيت الله في ممارسة الانتخابات الديمقراطية، ظهر عدد من القادة والعاملين الكاذبين الذين كُشفوا واستُبعدوا، وأشرار لم يكن لديهم ثغرات لاستغلالها. كان هناك أيضًا عدد من أولئك الذين يسعون إلى الحق والذين نالوا استحسان شعب الله المختار حتى أنهم اُختيروا كقادة وعاملين. لقد أُعطوا فرصة لأن يتدربوا ويُكمَّلوا. هذه نتائج واضحة لممارسة الانتخابات الديمقراطية ويمكن للجميع رؤيتها. يجب على جميع شعب الله المختار أن يفهم أن ممارسة الكنيسة للديمقراطية أمر مفيد وملائم لبيت الله، والكنيسة، والأفراد. بما أن كل فرد في الكنيسة هو عضو في بيت الله، ولا أحد منهم غريب، فلكل شخص الحق في أن يتكلم، ويتحدث، ويصوِّت، وينتخب في الأمور التي تتعلق بعمل الكنيسة وما إلى ذلك. هذا من حقوق الجميع. رغم ذلك، فإن امتلاك هذا الحق لا يعادل امتلاكك للحق، أو أنه مسموح لك بالتصرف بتهور. إذا أسأت استخدام هذا الحق، ألا يجب أن يقيّدك بيت الله؟ (بلى). لقد أُعطيت هذا الحق لكي تمارس الحق وتتعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق. كان ذلك لكي تحافظ على مصالح الكنيسة وبيت الله، لا لكي تكون لك الكلمة الأخيرة وتتصرف بتهور. يمكن للكنيسة أن تستند إلى الأشياء التي تقول إنها صحيحة وتتبناها. إذا قلت شيئًا خاطئًا، وأُبطل رأيك، فلا يجب أن تصرّ على قولك. يجب أن تتدرب على القبول والخضوع. هذه الطريقة في الممارسة مفيدة لعمل بيت الله.
اقتباس 75
يجب على قادة الكنيسة والعاملين فيها أن ينتبهوا إلى مبدأيْن في عملهم: أن يقوموا بعملهم تمامًا بحسب المبادئ المنصوص عليها في ترتيبات العمل، فلا ينتهكوا تلك المبادئ أبدًا ولا يستندوا في عملهم إلى أي شيء يمكن أن يتخيّلوه أو إلى أفكارهم الشخصية. في كل ما يفعلونه، ينبغي عليهم أن يولوا الاهتمام لعمل الكنيسة، فيضعوا دائمًا مصالح بيت الله في المقام الأول. هناك أمر آخر – وهو الأكثر أهمية – أنه ينبغي عليهم أن يركِّزوا في كل الأشياء على اتباع إرشاد الروح القدس، وأن يقوموا بجميع الأمور من خلال الالتزام التام بكلام الله. إذا كان لا يزال باستطاعتهم مخالفة إرشاد الروح القدس، أو إذا ساروا بعناد وراء أفكارهم الشخصية وتصرَّفوا بحسب مخيلتهم، فإن أفعالهم ستمثّل مقاومة خطيرة جدًا ضد الله. إنّ تكرار إدارة ظهورهم لاستنارة الروح القدس وإرشاده لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود. وإذا خسروا عمل الروح القدس، فلن يكونوا قادرين على العمل، وحتى إن تمكنوا من العمل بطريقة ما، فلن يستطيعوا إنجاز شيء. وهذان هما المبدآن الرئيسيان اللذان يتعيَّن على القادة والعاملين الالتزام بهما أثناء العمل: أوّلهما أن يؤدوا عملهم بما ينسجم تمامًا مع ترتيبات العمل الواردة من الأعلى، والعمل وفقاً للمبادئ التي حددها الأعلى. أما الثاني فهو اتباع إرشاد الروح القدس الذي في داخلهم. وبمجرد إدراك هذين المبدأين، لن يكونوا عرضة لارتكاب الأخطاء في عملهم. لا تزال خبرتكم في القيام بعمل الكنيسة محدودة، وعندما تعملون فإن أفكاركم تفسد أعمالكم. في بعض الأوقات، قد لا تفهمون الاستنارة أو التوجيه في داخلكم اللذين يأتيان من الرُّوح القُدُس؛ وفي أوقاتٍ أخرى، يبدو أنكم تفهمونهما، ولكن من المحتمل أنكم تتجاهلونهما. إنك تتخيَّل أو تستنتج دائمًا بطريقةٍ بشريَّة، وتتصرَّف وفق ما تراه مناسبًا، دون أيّ اهتمامٍ على الإطلاق بمقاصد الرُّوح القُدُس. لا تُؤدِّي عملك سوى وفقًا لأفكارك تاركًا جانبًا أيَّة استنارةٍ من الرُّوح القُدُس. تحدث مثل هذه المواقف بشكلٍ مُتكرِّر. التوجيه الداخليّ من الرُّوح القُدُس ليس متعاليًا؛ ولكنه في الواقع طبيعيٌّ جدًّا. وهذا يعني أنك في أعماق قلبك تشعر أن هذه طريقةٌ مناسبة للتصرُّف وأنها الطريقة الأفضل. هذا الفكر في الواقع واضحٌ تمامًا، فهو لم يأتِ من التأمل، وأحيانًا لا تفهم تمامًا ماالذي يجعلك تتصرَّف بهذه الطريقة. فهذا في الغالب ليس سوى استنارة من الرُّوح القُدُس. ويحدث هذا في أغلب الأحيان للناس أصحاب الخبرة. يرشدك الرُّوح القُدُس لفعل ما هو الأكثر ملاءمة؛ فهذا ليس شيئًا تُفكِّر فيه، ولكنه شعورٌ في قلبك يجعلك تدرك أن هذه هي الطريقة الأفضل لعمل ذلك، وأنت تحبّ أن تفعل ذلك بتلك الطريقة دون أن تعرف لماذا. قد ينبع هذا من الرُّوح القُدُس. فغالبًا ما تأتي أفكار المرء من التفكير والنظر، وقد أفسدها العناد جميعًا، فالناس يُفكِّرون دائمًا فيما يعود عليهم بالفائدة والمنفعة؛ وكلّ فعلٍ يُقرِّر البشر عمله يحتوي على هذه الأشياء. ومع ذلك، فإن التوجيه من الرُّوح القُدُس لا يحتوي بأيّ حالٍ من الأحوال على مثل صور الغشّ هذه. من الضروريّ الانتباه جيِّدًا إلى التوجيه أو الاستنارة من الرُّوح القُدُس؛ فخصوصًا في الموضوعات الرئيسيَّة، ينبغي أن تكون حريصًا لفهمهما. الأشخاص الذين يحبّون استخدام عقولهم ويرغبون في التصرُّف وفقًا لأفكارهم هم الأكثر عرضة لتفويت مثل هذا التوجيه أو هذه الاستنارة. القادة والعاملون الأكْفاء هم أُناسٌ يمتلكون عمل الرُّوح القُدُس، ويهتمون به في كل لحظة من اللحظات، ويخضعون للروح القُدُس، ولديهم قلب يتقي الله، ويراعون مقاصد الله، ويطلبون الحقّ بلا كللٍ. يجب عليك لإرضاء الله وللشهادة له كما يليق أن تُفكِّر غالبًا في دوافعك وغشِّك في أداء واجبك، ثم تحاول ملاحظة مقدار العمل الذي تُحفِّزه الأفكار البشريَّة ومقدار العمل الذي يولد من استنارة الرُّوح القُدُس ومقدار العمل الذي يتوافق مع كلام الله. في جميع الأحوال، ينبغي عليك دائمًا أن تفكر فيما إذا كانت أقوالك وأفعالك تتماشى مع الحق. سوف تضعك الممارسة المُتكرِّرة بهذه الطريقة على الطريق الصحيح لخدمة الله. من الضروريّ امتلاك وقائع الحق لتحقيق خدمة الله بطريقةٍ تتوافق مع مقاصده. لا يمكن للناس أن يمتلكوا القدرة على التمييز ومعرفة ما ينشأ من أفكارهم ومن الدوافع البشرية إلّا بعد أن يفهموا الحقّ. إنهم قادرون على التعرُّف إلى النجاسات البشريَّة، وكذلك ما يعنيه التصرُّف وفقًا للحقّ. وبعد أن يتمكَّنوا من التمييز يمكنهم التأكد من أنهم يستطيعون ممارسة الحقّ والتوافق التامّ مع مقاصد الله. بدون فهم الحقّ، يستحيل على الناس ممارسة التمييز. قد يؤمن الشخص المُشوَّش بالله طوال حياته دون أن يعرف معنى الكشف عن فساده أو معنى مقاومة الله لأنه لا يفهم الحقّ؛ فذلك الفكر لا يوجد حتَّى في ذهنه. الحقّ بعيد المنال للأشخاص ذوي المكانة المُتدنيَّة للغاية؛ ومهما كانت شركتك معهم فإنهم ما زالوا لا يفهمون. مثل هؤلاء الناس مُشوَّشون. ولا يستطيع المُشوَّشون في إيمانهم أن يشهدوا لله، بل يمكنهم فقط أداء قدرٍ ضئيل من الخدمة. إذا تعيَّن على القادة والعاملين أداء واجباتهم جيِّدًا، فلا يمكن أن تكون مقدرتهم رديئة للغاية. فعلى أقلّ تقديرٍ، يحب أن يكون لديهم فهم روحيَّ، وأن يستوعبوا الأشياء بنقاوةٍ بحيث يتمكَّنون من فهم الحقّ وممارسة الحقّ بسهولةٍ. إن اختبار بعض الناس سطحيٌّ للغاية، ولذلك تكون لديهم أحيانًا تحريفات في فهمهم للحقّ؛ ومن ثم يكونون عرضةً لارتكاب الأخطاء. وعندما يكون لديهم تحريف في فهمهم، فإنهم لا يكونون أهلًا لمُهمَّة ممارسة الحقّ. وعندما يوجد تحريف في فهم الناس، من المُرجَّح أن يتَّبعوا الأنظمة، وعندما يتَّبعون الأنظمة، يكون من السهل ارتكاب الأخطاء، وهم غير مُؤهَّلين لمُهمَّة ممارسة الحقّ. عندما يوجد تحريف في الفهم، من السهل أيضًا أن يُضللوا وأن يُستغلوا من أضداد المسيح. ولذلك، فإن التحريفات في الفهم يمكن أن تُؤدِّي إلى أخطاء عديدة. ونتيجةً لذلك، لن يفشلوا فقط في أداء واجباتهم جيِّدًا، بل ويمكن أيضًا أن يضلّوا بسهولةٍ ممَّا يضرّ بدخول شعب الله المختار إلى الحياة. ما قيمة أداء شخصٍ واجبه هكذا؟ ببساطةٍ لقد أصبح شخصًا يُعطِّل عمل الكنيسة ويزعجه. وعلاوة على ذلك، ينبغي تعلُّم الدروس من هذه الإخفاقات. ولإنجاز العمل الذي يأتمنهم الله عليه، من الضروريّ للقادة والعاملين استيعاب هذين المبدأين: ينبغي على المرء أن يلتزم بدقَّةٍ بترتيبات عمل الأعلى في أداء الواجب، وينبغي أن يراعي أيّ توجيهٍ من الرُّوح القُدُس ويخضع له وفقًا لكلمة الله. ولا يمكن أن يكون عمل المرء فعَّالًا وأن تتحقَّق مقاصد الله إلَّا عند استيعاب هذين المبدأين.
اقتباس 76
في الكنيسة، ما نوع الأشخاص الأكثر تكبرًا؟ وكيف يتجلى هذا التكبر؟ وفي أي الأمور يظهر تكبرهم بالدرجة الأكبر من الوضوح؟ هل لديكم تمييز لهذا الشأن؟ أكثر الأشخاص تكبرًا داخل الكنيسة أشرار في الواقع وأضداد المسيح. إن تكبرهم يفوق تكبر الأشخاص العاديين كثيرًا، حتى إنه يصل إلى حد التجرد من العقل. في أي الأمور تكون رؤية هذا التكبر أسهل؟ تُكشَف شخصياتهم المتكبرة بالدرجة الأكبر من الوضوح عندما يتم تهذيبهم. بغض النظر عن حجم الأعمال الشريرة التي يرتكبها أضداد المسيح هؤلاء، إذا هذبهم شخص ما، فإنهم يثورون غضبًا ويقولون: "من أنت لتنتقدني وتحاضرني؟ كم من الناس يمكنك أن تقودهم؟ هل يمكنك أن تلقي العظات؟ هل بإمكانك أن تعقد شركة عن الحق؟ لو كنت في مكاني، لم تكن لتصبح جيدًا مثلي!" كيف يبدو هذا لكم؟ هل لدى هؤلاء أدنى توجّه لقبول الحق؟ إذا تعاملتم مع التهذيب على هذا النحو، فهذا ينذر بمشكلة. إنه يثبت أنكم لا تمتلكون أيًا من وقائع الحق، وأن شخصياتكم الحياتية لم تتغير على الإطلاق. فهل يمكن لشخص فاسد ومتقدم في السن على هذا النحو أن يكون قائدًا أو عاملًا؟ هل يمكنه أداء واجب خدمة الله؟ بالطبع لا، لأن مثل هؤلاء الأشخاص غير مؤهلين حتى ليكونوا قادة أو عاملين. لكي يكون المرء قائدًا أو عاملًا، عليه على الأقل أن يمتلك قدرًا من الخبرة الحقيقية، وأن يفهم بعض الحقائق، وأن يتملك بعض الوقائع، وأن يكون لديه المستوى الأدنى من الخضوع، أي، يجب على أقل تقدير، أن يكون قادرًا على قبول التهذيب؛ وهذا النوع من الأشخاص فقط هو المؤهل لأن يكون قائدًا أو عاملًا. أما إذا كان الشخص لا يمتلك أيًا من وقائع الحق على الإطلاق، وما يزال يجادل ويقاوم عند التهذيب، ولا يقبل الحق مطلقًا، وإذا خدم مثل هذا الشخصُ الله، فماذا تعتقدون أنه سيحدث؟ لا شك أنه سيقاوم الله، ولن يمارس الحق مهما كان نوع العمل الذي يؤديه، فضلًا عن أنه لن يتعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ. لذلك، إذا تولى أشخاص لا يمتلكون أي وقائع للحق أدوار القادة أو العمال، فإنهم بالتأكيد سيسلكون طريق أضداد المسيح ويقاومون الله. لماذا ينكشف العديد من القادة والعاملين بعد القيام بالقليل من واجباتهم؟ ذلك لأنهم لا يسعون إلى الحق، بل يسعون إلى الشهرة والربح والمكانة، ونتيجة لذلك يسلكون بطبيعة الحال طريق أضداد المسيح. فيما يتعلق بكم جميعًا، إذا أُسندت إليكم مسؤولية كنيسة ولم يتفقدكم أحد لمدة ستة أشهر، فسينتهي بكم الأمر بالسير على الطريق الخطأ وفعل ما يحلو لكم. ولو تُركتم وشأنكم لمدة عام، لانتهى بكم المطاف إلى تضليل الآخرين، وسيركزون جميعًا على التحدث بالكلمات والتعاليم ومقارنة مَن أفضل من الآخر. ولو تُركتم لمدة عامين، فستقودون الناس أمامكم، ليطيعوكم بدلًا من طاعة الله، وبهذا ستتدهور الكنيسة وتصبح متدينة. فما السبب وراء ذلك؟ هل فكرتم يومًا في هذا السؤال؟ ما الطريق الذي يسلكه الشخص عندما يقود الكنيسة بهذه الطريقة؟ إنه طريق أضداد المسيح. هل ستكونون هكذا؟ إلى متى يمكنكم تزويد الناس بالقدر القليل من الحق الذي تفهمونه الآن؟ هل تستطيعون قيادة الناس إلى الطريق الصحيح للإيمان بالله؟ إذا سأل مختارو الله العديد من الأسئلة، فهل ستتمكنون من الإجابة عنها من خلال الشركة في الحق وفقًا لكلمات الله؟ إذا كنت لا تفهم الحق، وكل ما تفعله هو الوعظ ببعض الكلمات والتعاليم، فإن الناس بعد سماعك عدة مرات سيشعرون بالملل منك، وعندما تستمر في الوعظ بالكلمات والتعاليم، سيشعرون بالنفور منها، وسيكونون قادرين على تمييزها. وفي هذه الحالة، لماذا تستمر في وعظهم؟ إذا كنت ممن يملكون العقل، فعليك أن تتوقف عن وعظ الناس بالتعاليم، وتكف عن محاضرتهم من علٍ، بل عليك أن تقف على قدم المساواة مع الآخرين، وأن تأكل وتشرب وتختبر كلام الله معهم. هذه كلها مظاهر لأشخاص لديهم عقل. أما أولئك المتكبرون والبارين في أعين أنفسهم، فإنهم يفقدون عقلهم بسهولة، ويصرون على وعظ الآخرين بالكلمات والتعاليم، أو يحاولون التباهي بالبحث عن نظريات روحية أكثر عمقًا وتعلمها، مما يجعلهم في النهاية أشخاصًا يحاولون تضليل الآخرين. والتصرف على هذا النحو مقاومة لله. هل تستوعب العواقب التي ستترتب على الاستمرار في الوعظ بهذه الطريقة؟ هل تستوعب المكان الذي ستقود الناس إليه؟ ماذا تكون طبيعة هذه المشكلة، عندما تسلك طريق أضداد المسيح، وتقود الناس أمامك، وتجعلهم يعبدونك ويطيعونك؟ ألست بهذا تنافس الله على مختاريه؟ هذا يعني أنك تُحضِر أمامك أشخاصًا كانوا في الأصل يريدون الإيمان بالله والرجوع إليه وكسبه، لتجعلهم يطيعونك ويفعلون كما تقول، وتجعلهم يعاملونك مثل الله. وما ستكون عاقبة هذا؟ لقد آمن هؤلاء الناس بالله في الأصل من أجل الخلاص، لكنهم انتهوا إلى الضلال على يديك – وهم إذن لن يخلصوا فحسب، بل سيعانوا أيضًا الهلاك والدمار. ومن خلال التصرف بهذه الطريقة، فإنك تضلل الناس، وتؤذيهم بشدة، وتدمر أولئك الذين يؤمنون بالله. ما الجريمة التي ترتكبها بذلك؟ كيف يمكنك تعويضهم؟ لقد خدعت مؤمنين جدد ليطيعوك أنت، وجعلتهم خرافك، وكلهم يستمعون إليك ويتبعونك، وأنت في أعماق قلبك تُفكِّر بالفعل: "إنني الآن قوي؛ كثير من الناس يستمعون إليَّ، والكنيسة رهن إشارتي". هذه الطبيعة للخيانة في داخل الإنسان تجعلك تُحوِّل الله دون وعي إلى مجرَّد رئيس صوري، وتكوِّن أنت نفسك حينذاك طائفة أو مذهب من نوع ما. كيف تنشأ الطوائف والمذاهب المختلفة؟ إنها تنشأ بهذه الطريقة. انظروا إلى قادة كل طائفة وكل مذهب؛ إنهم متكبرون وبارون في أعين أنفسهم، ويفتقر تفسيرهم للكتاب المقدس إلى السياق، وتوجههم مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. إنهم جميعًا يعتمدون على المواهب والمعرفة في القيام بعملهم. إذا لم يكونوا يستطيعون الوعظ على الإطلاق، فهل كان الناس ليتبعوهم؟ إنهم على أي حال يمتلكون بعض المعرفة وبوسعهم أن يعظوا ببعض التعاليم، أو يعرفوا كيف يقنعون الآخرين ويستخدمون بعض الحيل. إنهم يستخدمون هذه الأشياء لخداع الناس وجعلهم يأتون أمامهم. أولئك الناس يؤمنون بالله اسميًا، لكنهم في الواقع يتبعون قاداتهم. وعندما يصادفون شخصًا يعظ بالطريق الحق، يقول بعضهم: "لا بد أن نستشير قائدنا عن أمور الإيمان". انظر كيف لا زال الناس يحتاجون إلى موافقة الآخرين واستحسانهم عندما يتعلق الأمر بالإيمان بالله وقبول الطريق الحق؛ أليست تلك مشكلة؟ ماذا أصبح أولئك القادة إذًا؟ أليسوا بذلك قد أصبحوا فريسيين، ورعاة كاذبين، وأضداد للمسيح، وأحجار عثرة أمام قبول الناس للطريق الحق؟ مثل هؤلاء الناس هم من عينة بولس. لماذا أقول ذلك؟ إن رسائل بولس مدونة في الكتاب المقدس ومتداولة منذ ألفي عام. وخلال عصر النعمة بأكمله، كان المؤمنون بالرب غالبًا ما يقرأون كلمات بولس ويتخذونها معيارًا لهم؛ المعاناة، وإخضاع الجسد، والسعي لنيل إكليل البر...لقد آمن الناس جميعًا بالله بناءً على كلمات بولس وتعاليمه. على مدى تلك الألفي عام، قلّد كثيرون جدًا بولس، وعبدوه، واتبعوه. لقد اعتبروا كلام بولس كتابًا مقدسًا، واستبدلوا كلمات بولس بكلمات الرب يسوع، وفشلوا في ممارسة كلام الله. أليس هذا انحرافًا؟ إنه انحراف كبير جدًا. كم من مقاصد الله استطاع الناس فهمها خلال عصر النعمة؟ أولئك الذين اتبعوا يسوع في ذلك الوقت كانوا قلة على أي حال، وأولئك الذين عرفوه حقًا كانوا أقل عددًا؛ وحتى تلاميذه لم يعرفوه حق المعرفة. إذا رأى الناس بعض النور في الكتاب المقدس، فلا ينبغي أن يعتقدوا أنه يمثل مقاصد الله، ولا ينبغي أن يعتبروا بعض الاستنارة معرفة حقيقية بالله. إن الناس جميعًا متكبرون ومغرورون، ولا يضعون الله في قلوبهم. وعندما يفهمون بعض التعاليم، يندفعون لتطبيقها من تلقاء أنفسهم، مما يؤدي إلى تكوين العديد من المذاهب. في عصر النعمة، لم يكن الله صارمًا مع الإنسان على الإطلاق. فقد كانت كل الطوائف والمذاهب التي حملت اسم يسوع تتمتع ببعض من عمل الروح القدس؛ فطالما لم تكن هناك أرواح شريرة تعمل داخلها، كان الروح القدس يعمل في أي كنيسة، ولذلك كان معظم الناس قادرين على التمتع بنعمة الله. في الماضي، لم يكن الله صارمًا مع الناس، سواء كان إيمانهم به صادقًا أو كاذبًا، أو كانوا يتبعون آخرين، أو لا يسعون إلى الحق، لأنه كان قد قرر مسبقًا أنه، في المرحلة الأخيرة، يجب على جميع الذين سبق واختارهم أن يأتوا أمامه ويقبلوا دينونته. أما إذا استمر الناس بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة في عبادة الآخرين واتباعهم، وإذا لم يسعوا إلى الحق بل سعوا بدلًا من ذلك إلى البركات والتيجان، فهذا أمر لا يُغتفر. سيلقى هؤلاء الناس مصير بولس نفسه. لماذا أستخدم غالبًا بولس وبطرس مثالين؟ لأنهما يمثلان طريقين مختلفين. المؤمنون بالله إما أن يتبعوا طريق بطرس أو طريق بولس. هذان هما الطريقان الوحيدان المتاحان. وسواء كنت تابعًا أو قائدًا، فالأمر سيان. إذا لم تستطع أن تسلك طريق بطرس، فإنك تسلك طريق بولس. هذا أمر لا مفر منه؛ لا يوجد طريق ثالث. أولئك الذين لا يفهمون مقاصد الله، ولا يعرفون الله، ولا يطلبون فهم الحق، ولا يستطيعون الخضوع المطلق لله، لا بد أن يلقوا في النهاية نفس مصير بولس. إذا كنت لا تطلب معرفة الله أو فهم مقاصده، وتكتفي فقط بالتحدث بالكلمات والتعاليم، والوعظ بالنظريات الروحية، فلا يمكنك إلا أن تقاوم الله وتخونه، لأن مقاومة الله هي جزء من طبيعة البشر. إن كل ما لا يتماشى مع الحق ينبع قطعًا من إرادة الإنسان، وكل ما ينبع من إرادة الإنسان، بغض النظر عن مدى صلاحه أو سوءه في نظر البشر، يعطل عمل الله. يعتقد بعض الناس أنه على الرغم من أنهم لا يتصرفون وفقًا للحق في بعض الأمور، فإنهم لا يرتكبون الشر أو يقاومون الله. لكن هل هذا صحيح؟ إذا لم تتصرف وفقًا للحق، فأنت حتماً تخالف الحق، ومخالفة الحق هي في جوهرها مقاومة لله؛ وإن كانت بدرجات متفاوتة من الشدة. وحتى إذا لم تُصنَّف على أنك شخص يقاوم الله صراحةً، فإن الله لن يستحسنك، لأنك لا تمارس الحق، بل تقوم بأفعال لا علاقة لها بالحق، وتعتمد فقط على إرادتك الشخصية. وحتى لو لم يرتكب أولئك الذين لا يسعون إلى الحق أي شر، فهل سيمكنهم التخلص من شخصياتهم الفاسدة؟ إذا لم يتمكنوا من التحرر من هذه الشخصيات الفاسدة، فإنهم يواصلون العيش وفقاً لها. وحتى لو لم يرتكبوا أي فعل لمقاومة الله، فإنهم لا يستطيعون بأي حال الخضوع لله، ولن يستحسن الله مثل هؤلاء الأشخاص.