الملحق الأول: ما هو الحق

دعونا ننشد ترنيمة: يجب أن تخضع كل خليقة الله لسيادته

1  خلق الله كل الأشياء، وهكذا جعل كل الخليقة تحت سيادته وخاضعة له، إنه يهيمن على كل الأشياء، حتى أنَّ كل الأشياء في قبضة يده. كل خليقة الله، بما في ذلك الحيوان والنبات والبشر والجبال والأنهار والبحيرات، الكل يجب أن يخضع لسيادته. كل ما في السموات وما على الأرض يجب أن يخضع لسيادته. ليس لها أي خيار، ولا بد أن تخضع لتدابيره. هذا ما شرعه الله وما في سلطانه.

2  إن الله يهيمن على كل شيء، ويأمر كل شيء، ويضع كل شيء في مرتبته، ويُصنِّف كل شيء بحسب نوعه ويضع كل شيء حيث ينتمي ، وذلك بحسب إرادته. مهما علت الأشياء، فلا شيء يعلو فوق الله، وكل الأشياء في خدمة البشرية التي خلقها الله، ولا شيء يجرؤ على أن يخالف الله أو أن يطلب منه شيئًا. وهكذا، ينبغي على الإنسان أيضًا – بوصفه كائنًا مخلوقًا – أن يتمم واجب الإنسان. إن الإنسان، وبغض النظر عن كونه سيد كل الأشياء أو المطلع عليها، ومهما علت مكانته بين الأشياء كافة، يظل مجرد كائن بشري ضئيل تحت سيادة الله؛ ما هو إلا كائن بشري ضئيل، كائن مخلوق، ولن يعلو مطلقًا فوق الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه

ما هو الحق في ترنيمة "يجب أن تخضع كل خليقة الله لسيادته"؟ أي سطر هو الحق؟ (كل السطور هي الحق). ماذا يقول السطر الأخير؟ ("ومهما علت مكانته بين الأشياء كافة، يظل مجرد كائن بشري ضئيل خاضع لسيادة الله، وليس إلا كائنًا بشريًّا ضئيلًا، كائنًا مخلوقًا، ولن يعلو مطلقًا فوق الله"). لا يمكن أن يعلو الإنسان مطلقًا فوق الله، لا يمكن أن تعلو الكائنات المخلوقة مطلقًا فوق الله؛ كل ما سوى الله كائنات مخلوقة. لا يمكن أن يعلو الإنسان مطلقًا فوق الله؛ هذا هو الحق. هل يمكن أن يتغير هذا الحق؟ هل سيتغير في نهاية الزمان؟ (كلا). هذا هو الحق. من يستطيع أن يخبرني ما هو الحق؟ (الحق هو معيار السلوك الذاتي للإنسان وأفعاله وعبادته لله). لقد عقدنا شركتين عن موضوع "ما هو الحق"، لذا دعونا نتحدث عن ماهية المعايير. المهم هنا هو المعايير. (المعايير هي المبادئ والقوانين والقواعد القياسية الدقيقة. وأساس المعايير هو كلام الله). من يريد أن يواصل أيضًا؟ (المعايير هي المبادئ والقوانين والقواعد الأكثر قياسية ودقة، المستمدة من كلام الله). أُضيفت هنا كلمة "أكثر"، لكن هل كلمة "أكثر" هذه ضرورية؟ ما الفرق بين إضافة كلمة "أكثر" وعدم إضافتها؟ عند إضافة "أكثر"، يوجد أكثر ثان، وأكثر ثالث، وهكذا. ما رأيكم في إضافة كلمة "أكثر"؟ (ليست مناسبة، لأن الحق هو المعيار الوحيد. فور إضافة كلمة "أكثر"، يوحي ذلك بنوع من النسبية، مع وجود أشياء أخرى في المرتبة الثانية بعدها والثالثة). هل هذا التفسير دقيق؟ (بلى). إنه منطقي بعض الشيء. إذا كان لديكم رؤية وفهم دقيقين لتعريف "ما هو الحق"، وفهمتم بوضوح أن الله هو الحق، فيمكنكم إذًا فهم ما إذا كان يجب إضافة كلمة "أكثر"، وما إذا كانت إضافتها صحيحة، وما الفرق الذي يترتب على إضافتها، وماذا يعني عدم إضافتها، وماذا تعني إضافتها. الآن، تأكَّد أن عدم إضافة كلمة "أكثر" صحيح. ما الخطأ الذي ارتكبه الشخص الذي أضاف هذه الكلمة؟ كان يعتقد أنه يجب إضافة كلمة "أكثر"، أيًّا كان الجانب الذي يوصف من جوانب الله. أين أخطأ في إجراء هذه المقارنة؟ أي من أقوال الله وأي حقٍ، يتعارض مع هذا؟ (لا يمكن للكائنات المخلوقة أن تعلو مطلقًا فوق الله؛ ويبدو أن إضافة كلمة "أكثر" توحي بوجود مرتبة ثانية وأخرى ثالثة بين الكائنات المخلوقة والله). هل هذا صحيح؟ (بلى). إنه منطقي بعض الشيء، ويمكن تفسيره بهذه الطريقة. هل توجد أي عبارات أخرى يمكن أن تؤكد عدم صحة إضافة كلمة "أكثر" في البداية؟ (أتذكر شيئًا ما، وهو أن الحق لا يمكن أن يأتي إلا من الله، الله وحده هو الحق، لذا لا يمكن أن توجد تعبيرات نسبية من قبيل ثاني أكثر، وثالث أكثر، وهكذا). هذا أيضًا صحيح. (الحق هو معيار السلوك الذاتي للإنسان وأفعاله وعبادته لله. القوانين والقواعد والمعايير لا يمكن أن تأتي إلا من الله، وليس لدى الناس معايير أو قوانين لتصرفاتهم، ولا يمكنهم وضع قواعد لها، لذلك ما من حاجة إلى إضافة كلمة "أكثر"). هذا التفسير عملي بدرجة أكبر إلى حد ما. أي شيء آخر؟ (سلطان الله وجوهره فريدان. جوهر الله هو الحق، ولا شيء يمكن أن يضاهيه. إضافة كلمة "أكثر" تجعل الأمر يبدو وكأن الحق لم يعُد فريدًا). ماذا عن هذه العبارة؟ (صالحة). ما الصالح فيها؟ (تشير إلى أن الله فريد). "فريد" – لقد نسيتم جميعًا هذا المصطلح. الله فريد. هل يمكن أن توجد المعايير التي تنقلها كل جملة يقولها الله وكلٍ من متطلبات الله للإنسان، بين البشر؟ (كلا). هل تحتوي المعرفة البشرية، أو ثقافتها التقليدية، أو أفكارها، على هذه الأشياء؟ (كلا). هل يمكنها توليد الحق؟ كلا، لا يمكنها. لذلك، توحي إضافة كلمة "أكثر" بمرتبات ثانية وثالثة، وتُميز بين مرتفع ومنخفض وحتى أكثر انخفاضًا، وتقسم الأشياء إلى مستوى أول ومستوى ثان ومستوى ثالث...هذا يعني أن كل الأشياء الصحيحة يمكن أن تصبح معيارًا وفقًا لتسلسل معين. هل يمكن فهم الأمر بهذه الطريقة؟ (بلى). إذًا، ما مشكلة إضافة كلمة "أكثر"؟ إنها تُغير كلام الله، حق الله، إلى شيء نسبي، هو فقط أعلى نسبيًا من المعرفة، والفلسفات، والأشياء الصحيحة الأخرى الموجودة بين البشر الذين خلقهم الله. هذا يقسم الحق إلى مراتب. ونتيجة لذلك، تصبح الأشياء الصحيحة الموجودة بين البشر الفاسدين هي أيضًا الحق. علاوة على ذلك، فإنَّ مثل هذه الأشياء تصبح أيضًا معايير لأفعال الإنسان وسلوكه الذاتي؛ هي على مستوى أدنى نسبيًا فحسب. على سبيل المثال، أشياء مثل التحضُر، والتأدب، والعطف البشري، وبعض الأشياء الصالحة التي يولد بها الناس، تصبح كلها معايير؛ هذا يعني ضمنيًا أنها قد أصبحت ماذا؟ (الحق). لقد أصبحت الحق. انظر، إضافة كلمة "أكثر" تُغير طبيعة هذا المعيار. حالما تتغير طبيعة المعيار، هل يتغير تعريف الله أيضًا؟ (بلى). ماذا يصبح تعريف الله؟ الله في هذا التعريف ليس فريدًا؛ سلطان الله، وقوته، وجوهره، ليست فريدة. الله ببساطة هو الأعلى مرتبة بين البشر من حيث القوة والسلطان. أي فرد من بين البشر يتمتع بالقدرة والهيبة، يمكن اعتباره في مستوى الله ويناقَش معه على قدم المساواة، هو ليس في مثل علو الله وعظمته فحسب. هذه الشخصيات وهؤلاء القادة الإيجابيين نسبيًا من بين البشر يمكن تصنيفهم على أنهم خلف الله مباشرة، في المرتبة الثانية من القيادة ثم الثالثة والرابعة...، مع كون الله هو الأعلى مرتبة. ألا يُغير مثل هذا التفسير هوية الله وجوهره تمامًا؟ يتغير جوهر الله تماما بكلمة واحدة فقط، هي "أكثر". هل هذه مشكلة؟ (بلى). لذا، من دون إضافة كلمة "أكثر"، بأي طريقة تُعتبر هذه الكلمات صحيحة؟ (إنها تذكر حقيقة). ما هذه الحقيقة؟ (أن الله هو الحق، والمبدأ، والمقياس، والمعيار). أن الله هو أصل كل هذه المعايير. لا توجد مثل هذه المعايير بين البشر الفاسدين، بين الكائنات المخلوقة. الله هو المصدر الوحيد الذي يُعبر عن هذه المعايير. الله وحده يمتلك هذا الجوهر. لا يمكن أن يأتي واقع كل الأشياء الإيجابية ومعاييرها إلا من عند الله. إذا كان شخص ما يعرف شيئًا عن مبادئ السلوك الذاتي للإنسان، وأفعاله، وعبادته لله، ويعرف شيئًا عن المعايير، ويفهم بعض الحق، فهل يمكنه أن يصبح الله؟ (كلا). هل هو مصدر الحق؟ المُعبِّر عن كل الحقائق؟ (كلا). إذًا، هل يمكن تسميته الله؟ كلا. هذا هو الفرق الجوهري. هل تفهمون؟ (بلى). على الرغم من أنني تحدثت عن موضوع "ما هو الحق" مرتين الآن، فإن إجاباتكم لا تزال تحتوي على مثل هذا الخطأ الفادح، حيث تحولون الله إلى واحد من ضمن الكائنات المخلوقة، وتجعلون الكائنات المخلوقة متساوية مع الله، وتضعون العلاقة بين الاثنين على المستوى نفسه. هذا يُغير طبيعة المشكلة، وهي تتطابق مع إنكار الله. الله هو الخالق، والبشر كائنات مخلوقة؛ هذان الدوران ليسا من الرتبة نفسها. لكن ماذا يحدث عند إضافة كلمة "أكثر"؟ يصبحان متماثلين من حيث الجوهر والرتبة، ويختلفان فقط من حيث التفوق أو الدونية. عندما سألتكم عن هذا بالتفصيل، فكرتم بينكم وبين أنفسكم: "أليس هذا تقليلًا من شأننا؟ نحن جميعًا أناس متعلمون، كيف ننسى هذه الكلمات القليلة؟ يمكننا التحدث عن هذا دون عناء، ودون الحاجة إلى إلقاء نظرة على ملاحظاتنا". لقد كُشفت المشكلة فور أن فتحتم أفواهكم. وبعد أن تحدثتُ، قرأتموها عدة مرات، وما زلتم غير قادرين على تكرارها بدقة. ما سبب ذلك؟ أنتم لا تفهمون الحق في هذا الصدد بعد. أضاف أحدهم كلمة "أكثر"، وفكر: "لم يضف أي منكم كلمة "أكثر"؛ أنتم لا تؤمنون بالله كثيرًا، أليس كذلك؟ انظروا إلي، لقد أضفت كلمة "أكثر". هذا يدل على أنني متعلم؛ لم يضع وقتي في الجامعة هدرًا!" وبعد أن أضاف كلمة "أكثر"، لم يلاحظ معظمكم المشكلة. شعر عدد قليل منكم أن شيئًا ما خطأ، لكنهم لم يتمكنوا من تفسير السبب. وبعد أن فسره آخرون، فهمتوه من الناحية النظرية، وعرفتم أن التفسير كان صحيحًا. لكن هل فهمتموه من حيث الحق؟ (كلا). لقد عقدتُ شركة عن سبب خطأ إضافة كلمة "أكثر"، وقد فهمتموه، لكن هل فهمتم حقًا جوهر المشكلة؟ (كلا). لم تروه بوضوح. لماذا؟ (نحن لا نفهم الحق). ولماذا لا تفهمون الحق؟ ألم تفهموا ما قلته؟ إذا فهمتم ما قلته، فكيف لا تزالون لا تفهمون الحق؟ كم عدد الفصول التي تتناول موضوع "الله ذاته، الفريد؟" كم مرة قرأتموها؟ هل تفهمون هذه الكلمات حقًا؟ (كلا). أنتم لا تفهمون، لذلك جعلتم أنفسكم مثارًا للسخرية اليوم. هذه الكلمات كشفتكم. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). هل تعلمتم أي شيء من هذا؟ هل ستتصرفون بناء على ذكائكم المُتصَور في المرة القادمة التي تواجهون فيها شيئًا كهذا؟ لن تجرؤوا، أليس كذلك؟ إذا لم يفهم شخص ما الحق، فلن يفيده أي قدر من التعليم أو المعرفة. إذا كنت غير متعلم ولا تعرف كيف تستخدم هذه الكلمة، فقد لا تضيف كلمة "أكثر"، وربما لم تنشأ هذه المشكلة. على أقل تقدير، لم تكن لترتكب هذا الخطأ وتجعل نفسك مثارًا للسخرية. لكن بما أنك متعلم وتفهم معنى كلمات معينة واستخدامها، فقد طبقتها على الله. ونتيجة لذلك، تسببت في ظهور مشكلة وحولت الذكاء إلى خَرَق. إذا طبقتها على شخص ما، فهذا مجرد إعجاب شديد وإطراء، وهو على الأكثر أمر مثير للاشمئزاز فحسب. ولكن إذا طبقتها على الله، تصبح المشكلة خطيرة. فهي تصبح كلمة تنكر الله، وتقاومه، وتدينه. هذا هو الخطأ الذي يكون البشر الفاسدون الذين يفتقرون إلى الحق معرضون جدًا إلى ارتكابه. احرص في المستقبل على عدم إضافة صيغتي الحال أو النعت بلا مبالاة. لماذا؟ لأن ما يتعلق بهوية الله وجوهره وكلماته وشخصيته هي المجالات التي يفتقر إليها البشر الفاسدون أكثر من غيرها، وحيث يكون فهمهم ضحلًا وضئيلًا. لذلك، ينبغي أن يحرص الأشخاص الذين لا يفهمون الحق على عدم التصرف بتهور؛ من الأفضل توخي الحذر.

أولًا: تشريح لفكرة "لا تتشككوا فيمن توظفون ولا توظفوا من تتشككون فيه"

قدم بعض الناس للتو شرحًا لتعريف الحق ومفهومه. أنتم تفهمون تعريف الحق ومفهومه، لكن هل تفهمون فعلًا ما هو الحق؟ أريد أن أمتحنكم في هذا الموضوع. كيف سأمتحنكم؟ سأستخدم نقاط قوتكم لامتحانكم. وما هي نقاط قوتكم؟ أنتم على دراية بالتعلُم، والكلمات، والمفردات؛ وبفلسفات ومناهج التعاملات الدنيوية، التي يتبناها الناس في كل مجتمع؛ وبالثقافات البشرية التقليدية، إضافةً إلى مفاهيمها وتصوراتها. أنتم أيضًا على دراية بمختلف القوانين والمفاهيم التي يعيش بها الناس من جميع الأجناس والأعراق والجنسيات. أليست هذه نقاط قوتكم؟ يوجد من بين هذه الأشياء تعابير اصطلاحية ثابتة نسبيًّا، وبعضها أمثال، والبعض الآخر أقوال مأثورة، وبعضها عبارات عامية جذابة يشيع استخدامها بين الناس العاديين. اسألوا أنفسكم، ما الأشياء التي غالبًا ما يوجد لدى الناس بشأنها أفكار وآراء عميقة يحولونها إلى تعبيرات اصطلاحية؟ دعونا أولًا نُشرِّح بعض الأقوال والتعبيرات الاصطلاحية والقوانين، إضافة إلى منهج الناس في التعاملات الدنيوية ومفاهيمهم التقليدية، حتى نتمكن من فهم ما هو الحق بالضبط. سوف نناقش ما هو الحق فعليًا من منظور سلبي. هل هذا نهج جيد؟ (بلى). أعطنا إذًا مثالًا لنبدأ به. (إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به). هل هذه العبارة صحيحة؟ (كلا). "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". لنبدأ عقد الشركة عن هذا أولًا. هيا، فسروا ما يعنيه هذا القول. (إنه يعني أن عليك الوثوق بمن تستعين بهم، دون أن تتوخى الحذر تجاههم. وإذا كنت لا تثق في شخص ما، فلا تستعن). هذا هو التفسير الحرفي. أخبروني أولًا، هل يوافق معظم الناس في العالم على هذا القول أم لا؟ (يوافقون). إنهم يوافقون عليه. من الإنصاف أن نقول إن معظم الناس في هذا المجتمع يلتزمون بمقولة: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به" بصفتها مبدأً عند الاستعانة بآخرين، ويلتزمون بهذا المبدأ في كيفية تعاملهم مع الناس. هل أي من جوانب هذا القول صحيح؟ (كلا). لماذا إذًا يعتبر معظم غير المؤمنين هذا القول صحيحًا، ويقبلونه، ويطبقونه دون تحفظ؟ ما دافعهم للقيام بذلك؟ لماذا يقولونه؟ يقول بعض الناس: "إذا كنت ستوظف شخصًا ما، فلا يمكنك التشكك فيه. يجب أن تثق فيه. يجب أن تثق في أنه يتمتع بالموهبة والخُلُق اللازمين لإنجاز المهمة، وأنه سوف يُخلِص لك. إذا كنت تشك في ذلك، فلا توظفه. مثلما يرد في القول: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". هذا القول صحيح". في الواقع، هذا القول ليس سوى كلام إبليسي مُضلِل. من أين يأتي؟ ما القصد منه؟ ما خطته؟ (يا الله، أتذكر أنه قيل خلال الشركة الأخيرة إن بعض الناس إذا كانوا لا يرغبون في تدخل الآخرين في عملهم، سيقولون: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". ما يعنونه هو: "بما أنك أعطيتني هذه المهمة وتستخدمني، فعليك ألا تتدخل في عملي؛ ينبغي ألا تتدخل في ما أفعله"). ما نوع شخصية الناس الذين يستفيدون من هذا القول؟ (شخصية ضد المسيح، وهو تعسفي ويفعل ما يحلو له أيًا كان). هذه شخصيتهم بالفعل. هل من يستخدمون هذا القول أو ابتكروه، هم أصحاب الأعمال أم العاملون؟ من الذي يستفيد أكثر من هذا القول؟ (العاملون). وكيف يستفيد العاملون من هذا القول؟ إذا أكدوا على هذا القول مرارًا وتكرارًا لصاحب العمل، فإنهم يغرسون فيه نوعًا معينًا من الفِكر؛ نوع له طبيعة الغرس أو التلقين. هذا يعادل أن يقولوا لصاحب العمل: بمجرد أن توظف شخصًا ما، عليك أن تثق أنه سيُخلص لك. عليك أن تثق في أنه سيقوم بالمهمة بشكل جيد، وأن لديه هذه القدرة. يجب ألا تشك فيه، الشك فيه سوف يضرك أنت. إذا كنت دائمًا حائر، وتتطلع دائمًا إلى إحلال شخص آخر محله، فقد يؤثر ذلك على إخلاصه لك. عند سماع هذا، هل سيؤثر هذا القول بسهولة في صاحب العمل أو يضلِّله؟ (بلى). وحالما يتأثر صاحب العمل أو يُضلَّل، سيستفيد الشخص الذي قام هو بتوظيفه. لنفترض أنَّ صاحب العمل يقبل هذا النوع من التفكير، ولا يضمر أي شك أو ريبة حول الشخص الذي يوظفه؛ لا يشرف على العمل الذي قام به هذا الشخص أو يستفسر عنه، أو عما إذا كان هذا الشخص مخلصًا له، أو عما إذا كانت لديه القدرة على القيام بهذه الأشياء. في تلك الحالة يمكن للموظف أن يتفادى إشراف صاحب العمل عليه ورقابته، ومن ثمَّ يفعل ما يحلو له دون اتباع رغبات صاحب العمل. أخبروني، عندما يستخدم موظف هذا القول، هل لديه حقًا خُلُق الإخلاص المُطلق لصاحب العمل؟ أهو لا يحتاج مطلقًا إلى إشراف؟ (كلا). لماذا نقول ذلك؟ إنها حقيقة معترف بها عالميًّا منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، أن البشر فاسدون للغاية، ولديهم شخصيات فاسدة، وهم ماكرون ومخادعون بشكل خاص؛ لا يوجد أناس صادقون، وحتى الحمقى يكذبون. هذا يسبب صعوبة كبيرة عندما يتعلق الأمر بتوظيف أشخاص آخرين، ويكاد يكون من المستحيل العثور على شخص جدير بالثقة، فضلًا عن شخص يمكن الاعتماد عليه كليًا. إن أقصى ما يمكن أن يرجوه المرء في أحسن الأحوال هو العثور على عدد قليل من الأشخاص الذي يمكن نسبيًّا توظيفهم. بما أنه لا يوجد أشخاص يستحقون الثقة، كيف يمكن إذًا أنك "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"؟. إنه غير ممكن، لأنه ما من أحد يمكن الاعتماد عليه. إذًا، هل ينبغي أن نستخدم أولئك الذين يمكن توظيفهم نسبيًّا؟ لا يمكننا القيام بذلك إلا من خلال الإشراف والتوجيه. يرسل غير المؤمنين مخبرين وجواسيس لمراقبة الشخص الذي يوظفونه، ليضمنوا لأنفسهم إحساسًا نسبيًّا بالثقة. وهكذا، كان الناس في العصور القديمة يخدعون أنفسهم عندما قالوا: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". إن من صاغ مصطلح "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، لم يطبق في الواقع هذا القول بنفسه. إذا كان فعل ذلك حقًا، فقد كان فردًا طائشًا وأحمق من الدرجة الأولى، ولا بد أنه يُخدَع ويُغَش. أليست هذه حقيقة؟ فلنتحدث عن مكمن أهم عيب في عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". ما أساس عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"؟ لا بد أنَّ الشخص الموظف يمكن الاعتماد عليه كلية، ومخلصًا ومسؤولًا. ينبغي أن يوجد يقين بنسبة 100٪ من أن الموظف هو مثل هذا الشخص، حتى يتمكن صاحب العمل من تطبيق قول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". في الوقت الحاضر، لا يمكن العثور على مثل هؤلاء الأفراد الجديرين بالثقة، فهم شبه معدومين، ما يجعل هذه العبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هراء. إذا اخترت شخصًا غير جدير بالثقة ثم طبقت عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به" من أجل كبح جماح شكوكك حول هذا الشخص، ألست تخدع نفسك؟ هل الشخص الذي وظفته قادر على أن يكون جديرًا بالثقة ويفعل الأشياء بطريقة مخلصة ومسؤولة لمجرد أنك لا تشك فيه؟ في الواقع، سيستمر في التصرف وفقًا لنوع شخصه بغض النظر عن شكوكك. إذا كان شخصًا مخادعًا، فسيستمر في فعل أشياء مخادعة؛ وإذا كان طيب السريرة، فسيستمر في فعل أشياء غير ماكرة. هذا لا يتعلق بما إذا كانت لديك شكوك بشأنه أم لا. لنقل مثلًا إنك توظف شخصًا مخادعًا. أنت تعرف في قلبك أن هذا الشخص مخادع، ورغم ذلك تقول له: "أنا لا أشك فيك، لذا انطلق وقم بعملك بثقة". هل سيصبح هذا الشخص عندئذ شخصًا بريئًا يفعل الأشياء دون مكر لمجرد أنك لا تشك فيه؟ هل هذا ممكن؟ على العكس، إذا كنت توظف شخصًا بريئًا، فهل سيتحول إلى شخص مخادع لأنك تشك فيه أو لا تفهمه؟ كلا، لن يفعل ذلك. لذا، فإن قول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه. وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هو مجرد محاولة حمقاء لراحة البال، إنه هراء لخداع الذات. ما مدى فساد البشرية؟ لقد تسبب السعي إلى المكانة والسلطة إلى انقلاب الآباء والأبناء، وكذلك الإخوة، بعضهم على بعض وقتل بعضهم بعضًا؛ وجعل الأمهات والبنات يكرهن بعضهن بعضًا. من يستطيع الوثوق بأي شخص؟ لا يوجد شخص يمكن الاعتماد عليه تمامًا، فقط أشخاص يمكن نسبيًّا توظيفهم. أيًّا كان من توظفه، فإن الطريقة الوحيدة لمنع الأخطاء هي مراقبته أو الإشراف عليه. ولذا، فإن مقولة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هي مقولة خادعة للذات. إنها هراء ومغالطة ولا أساس لها من الصحة. لماذا يُعبر الله عن الحق، ويقوم بعمل الدينونة لتطهير البشرية وتخليصها في الأيام الأخيرة؟ ذلك لأن البشرية قد فسدت بشدة. لا يوجد من يخضع حقًا لله، ولا يوجد من يصلح لاستخدام الله. وهكذا، يطلب الله مرارًا وتكرارًا أن يكون الناس صادقين. ذلك لأن البشر مخادعون للغاية، ومليؤون بشخصية الشيطان الفاسدة ولديهم طبيعة الشيطان. لا يمكنهم منع أنفسهم من الخطيئة وفِعل الشر، وهم قادرون على مقاومة الله وخيانته في أي مكان وزمان. لا يوجد بين البشر الفاسدين من يمكن الاستفادة منه أو جدير بالثقة. يصعب حقًا اختيار شخص من بين البشر والاستفادة منه! أولًا وقبل كل شيء، من المستحيل أن يفهم الناس شخصًا ما حقًا. ثانيَا، لا يستطيع الناس رؤية الآخرين على حقيقتهم. ثالثًا، في ظل ظروف خاصة، من المستحيل بدرجة أكبر أن يكبح الناس جماح الآخرين أو إدارتهم. بناء على هذه الخلفية، فإنَّ العثور على شخص ما للاستفادة منه أصعب شيء يمكن القيام به. ومن ثمَّ، فإن قول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هو قول خاطئ للغاية وغير عملي على الإطلاق. إن اختيار شخص ما والاستفادة منه على أساس هذا القول هو بمثابة أنك تطلب أن تُخدع. كل من يعتبر هذا القول صحيحًا وأنه حق، هو أكثر الناس حماقة. هل يمكن لهذا القول بالفعل أن يعالج الصعوبة في توظيف الآخرين؟ كلا، على الإطلاق. إنها مجرد طريقة لتعزية النفس، وانخراط في خداع الذات وتضليلها.

في هذه المرحلة من شركتنا، هل لديكم فهم أساسي لما إذا كان قول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هو قول صحيح؟ هل هذا القول هو الحق؟ (كلا). إذًا، ما هو؟ (فلسفة الشيطان). وبشكل أكثر تحديدًا، يُعتبر هذا القول بمثابة ذريعة لشخص يرغب في تجاوز إشراف الآخرين ورقابتهم، أو التحرر منهما؛ وهو أيضا ستار من الدخان ينشره جميع الأشرار لحماية مصالحهم الخاصة وتحقيق أهدافهم الشخصية. هذا القول ذريعة لأولئك الذين يضمرون دوافع خفية لفِعل كل ما يحلو لهم. إنه أيضًا مغالطة يروج لها مثل هؤلاء الأشخاص لتبرير الإفلات من الإشراف، والرقابة، وإدانة العدالة الأخلاقية والضمير. رغم ذلك، يوجد الآن بعض الناس الذين يعتقدون أن القول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، عملي وصحيح. هل مثل هؤلاء الناس لديهم تمييز؟ هل يفهمون الحق؟ هل أفكارهم وآراؤهم إشكالية؟ إذا روج شخص ما داخل الكنيسة لهذا القول، فهو يفعل ذلك بدافع ما، يحاول تضليل الآخرين؛ يحاول استخدام القول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، لتبديد مخاوف الآخرين أو شكوكهم بشأنه. هذا يعني ضمنيًّا أنه يريد أن يثق الآخرون في قدرته على القيام بالعمل، وأن يثقوا أنه شخص يمكن الاستفادة منه. أليس هذا هو مقصدهم وهدفهم؟ لا بد أنه كذلك. يفكرون بينهم وبين أنفسهم: "أنتم لا تثقون بي أبدًا، وتشكون في دائمًا. في مرحلة ما، من المرجح أنكم ستجدون لدي مشكلة طفيفة وتعفوني. كيف يُفترض بي أن أعمل إذا كان هذا الأمر يشغل ذهني دائمًا؟". وهكذا، يروج هذا الرأي حتى يثق به بيت الله دون شك، ويتركه يعمل بحرية، وبالتالي يحقق هدفه. إذا كان شخص ما يسعى حقًا إلى الحق، فعليه أن يتعامل بشكل صحيح مع إشراف بيت الله على عمله عندما يراه، ويعرف أن هذا لحمايته، والأهم أنَّ ذلك أيضًا فيه تحلٍ بالمسؤولية عن عمل بيت الله. على الرغم من أنه قد يكشف عن فساده، فيمكنه الصلاة إلى الله طالبًا تمحيصه وحمايته، أو يقسم لله أنه سيقبل عقابه إذا فعل أي شر. ألن يريح هذا باله؟ لماذا يروج المرء لمغالطة لتضليل الناس وتحقيق غرضه الشخصي؟ بعض القادة والعاملين دائمًا ما يكون لديهم موقف مقاومة تجاه إشراف شعب الله المختار، أو جهود كبار القادة والعاملين للتعرف على عملهم. ماذا يفكرون؟ "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". لماذا تشرفون عليَّ دائمًا؟ لماذا تستخدمونني إذا كنتم لا تثقون بي؟". إذا سألته عن عمله أو استفسرت عن مدى تقدمه، ثم سألت عن حالته الشخصية، فسوف يصبح دفاعيًا بدرجة أكبر: "لقد اؤتمنت على هذا العمل؛ وهو يقع ضمن اختصاصي. لماذا تتدخل في عملي؟". على الرغم من أنهم لا يجرؤون على قول ذلك صراحة، فهم يلمحون: "كما يقول المثل: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". لماذا أنت شخص شكَّاك هكذا؟". سوف يدينونك ويصنفونك. وماذا لو لم تكن تفهم الحق وليس لديك تمييز؟ بعد سماع تلميحهم، ستقول: "هل أنا شكَّاك؟ أنا مخطئ، إذًا. أنا مخادع! أنت على حق: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". ألم تُضلَّل هكذا؟ هل قول "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، يتفق مع الحق؟ كلا، إنه هراء! هؤلاء الأشرار ماكرون ومخادعون؛ يقدمون هذا القول على أنه الحق لتضليل الناس مشوشي الذهن. عندما يسمع شخص مشوش الذهن هذا القول، يصبح مُضلَّلًا حقًا ومرتبكًا، ويفكر: "إنه على حق، لقد ظلمت هذا الشخص. لقد قالها بنفسه: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". كيف أمكنني أن أشك فيه؟ لا يمكن القيام بالعمل بهذه الطريقة. يجب أن أشجعه، دون أن أتطفل على عمله. ونظرًا لأنني أستخدمه، فأنا بحاجة إلى الوثوق به وتركه يعمل بحرية دون تقييده. ينبغي أن أعطيه مساحة للأداء. لديه القدرة على القيام بهذه المهمة. وحتى لو لم يكن لديه القدرة، فلا يزال الرُوُح القدس يعمل!". أي نوع من المنطق هذا؟ هل يتفق أي منه مع الحق؟ (كلا). تبدو هذه الكلمات كلها صحيحة. "لا يمكننا تقييد الآخرين". "لا يستطيع الناس فعل أي شيء. الرُوُح القدس هو الذي يفعل كل شيء. الروح القدس يمحِّص كل شيء. لسنا بحاجة إلى الشك، لأن الله مسؤول بالكامل". لكن، أي نوع من الكلمات هذه؟ أليس من يقولونها هم أناس مشوشو الذهن؟ لا يمكنهم حتى إدراك هذا القدر، وتُضلِلهم جملة واحدة فقط. يمكننا تأكيد أن معظم الناس يعتبرون عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هي الحق، وهم مُضلَّلون ومقيدون بها. إنهم مرتبكون ويتأثرون بها عند اختيار الناس أو استخدامهم، بل إنهم يسمحون بأن تُملي عليهم أفعالهم. نتيجة لذلك، يوجد العديد من القادة والعمال الذين دائمًا ما يواجهون صعوبات وهواجس عند تفقدهم عمل الكنيسة، وترقية الناس واستخدامهم. في النهاية، كل ما يمكنهم فعله هو تعزية أنفسهم بالكلمات: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". عندما يتفقدون العمل أو يستفسرون عنه، يفكرون: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". يجب أن أثق في إخوتي وأخواتي، وعلى أي حال، الرُوُح القدس يمحِّص الناس، لذا يجب ألا أشك دائمًا في الآخرين، وأشرف عليهم". لقد تأثروا بهذه العبارة، أليس كذلك؟ ما العواقب التي تترتب على تأثير هذه العبارة؟ أولًا وقبل كل شيء، إذا أيَّد شخص ما فكرة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، فهل سيتفقد عمل الآخرين ويوجهه؟ هل سيشرف على عمل الناس ويتابعه؟ إذا كان هذا الشخص يثق في كل من يستخدمه ولا يتفقد عمله أو يوجهه أبدًا، ولا يشرف عليه أبدًا، فهل يقوم بواجبه بإخلاص؟ هل يمكنه القيام بعمل الكنيسة بكفاءة، وإكمال إرسالية الله؟ هل هو مُخلِص لإرسالية الله؟ ثانيًا، هذا ليس مجرد إخفاق في الحفاظ على كلمة الله وعلى واجباتك، بل هو عيش بحسب خطط الشيطان وفلسفته للتعاملات الدنيوية كما لو كانتا تمثلان الحق، واتباعهما وممارستهما. أنت تطيع الشيطان وتعيش بحسب فلسفة شيطانية، أليس كذلك؟ أنت لست شخصًا يخضع لله، بل أنك لستَ شخصًا يلتزم بكلام الله. إنك وغد تمامًا؛ فالتخلي عن كلام الله، والأخذ بعبارة شيطانية بدلًا منه وممارستها وكأنها الحق، إنما هو خيانة للحق والله! أنت تعمل في بيت الله، لكن مبادئ أفعالك هي منطق شيطاني وفلسفة شيطانية للتعاملات الدنيوية، فأي نوع من الأشخاص أنت؟ هذا شخص يخون الله، وشخص يجلب عارًا شديدًا على الله. ما جوهر هذا الفعل؟ إنه إدانة الله علنًا وإنكار الحق صراحةً. أليس هذا جوهره؟ (بلى). وبالإضافة إلى عدم اتباع مشيئة الله، أنت تسمح لأحد أقوال الشيطان الإبليسية وواحدة من الفلسفات الشيطانية للتعاملات الدنيوية بأن تنتشر في الكنيسة، وبفعلك هذا فإنك تصبح شريكًا للشيطان، وأنت تساعد الشيطان في تنفيذ أنشطته داخل الكنيسة، وبإزعاج عمل الكنيسة وعرقلته. جوهر هذه المشكلة خطير جدًا، أليس كذلك؟

في أيامنا هذه، يضمر معظم القادة والعمال سم الشيطان في قلوبهم، ولا يزالون يعيشون وفقًا لفلسفات شيطانية، ولا يوجد سوى عدد قليل من كلام الله هو الذي له سلطة في قلوبهم. إن عمل العديد من القادة والعمال إشكالي؛ هم لا يتفقدون العمل أو يشرفون عليه أبدًا بعد إجراء ترتيبات العمل، على الرغم من أنهم يعرفون في قلوبهم بالفعل أن بعض الناس لا يستطيعون القيام بالعمل، وأن المشاكل ستنشأ بالتأكيد. على الرغم من ذلك، فلأنهم لا يعرفون كيفية حل هذه المشكلة، يتبنون ببساطة وجهة نظر "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، ويتخبطون، حتى إنهم يتمتعون براحة البال. يؤدي ذلك إلى أنَّ بعض الناس لا يستطيعون القيام بعمل حقيقي، ويشغلون أنفسهم بالشؤون العامة فحسب، ويقومون بالعمل على نحو سطحي. ونتيجة لذلك، يُحدِثون فوضى في عمل الكنيسة، وفي بعض الأماكن، حتى تقدمات الله تُسرق. لا يقدر شعب الله المختار على تحمل هذا المشهد، فيبلغون الأمر إلى الأعلى. عندما يدرك القائد الكاذب الأمر، يصاب بذهول، ويشعر كما لو أن كارثة تقترب. يسأله الأعلى بعدئذٍ: "لماذا لم تتفقد العمل؟ لماذا استخدمت الشخص الخطأ؟". يجيب القائد الكاذب: "ليس لدي نظرة ثاقبة إلى جوهر الشخص، لذا فأنا ببساطة أتبع مبدأ "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". لم أتوقع أبدًا استخدام الشخص الخطأ، والتسبب في مثل هذه الكارثة". هل تعتقدون بأن الرأي "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، صحيح؟ هل هذه العبارة تمثل الحقيقة؟ لِمَ يستخدم شخصٌ ما هذه العبارة في عمل بيت الله وفي القيام بواجبه؟ ما المشكلة هنا؟ من الواضح أن "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به" هي كلماتُ غير المؤمنين، كلماتٌ مصدرها الشيطان؛ إذن، فلماذا يتعامل معها على أنها الحق؟ لماذا لا يعرف ما إن كانت هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ من الواضح تمامًا أنها كلام الإنسان، كلام البشر الفاسدين، وهي ببساطة ليست الحق، إنها على النقيض تمامًا مع كلام الله، ويجب ألَّا تمثل معيارًا لأعمال الناس وسلوكهم الذاتي وعبادتهم لله. إذن، كيف ينبغي مقاربة هذه العبارة؟ إن كنت قادرًا حقًّا على التمييز، فما هو نوع معيار الحق الذي يجب أن تستخدمه بدلًا منها ليكون بمثابة مبدئك للممارسة؟ يجب أن يكون: "أدِّ واجبك جيدًا من صميم فؤادك ونفسك وعقلك". أن تتصرف من صميم فؤادك ونفسك وعقلك يعني ألا يُقيِّدك أحد؛ وأن يكون لك فؤاد وعقل واحد لا أكثر. هذه هي مسؤوليتك وهذا هو واجبك، وعليك أن تؤدي هذا جيدًا لأن القيام بهذا طبيعي تمامًا ومبرَّر. مهما كانت المشكلات التي تواجهها، ينبغي أن تتصرف وفقًا للمبادئ. تعامل معها كما ينبغي. إن دعت الحاجة إلى التهذيب، فليكن، وإن دعت الحاجة للإعفاء، فليكن. باختصار، تصرف بناءً على كلام الله وعلى الحق. أليس هذا هو المبدأ؟ أليس هذا هو النقيض تمامًا لعبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"؟ ماذا يعني "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"؟ يعني أنه إذا استخدمت شخصًا، فينبغي ألا تشك فيه. إذا استخدمت شخصًا، فينبغي عليك أن تترك له الحبل على الغارب وألا تشرف عليه وأن تسمح له بفعل ما يريد؛ وإذا كنت تشك فيه، فينبغي ألا تستخدمه. أليس هذا ما يعنيه؟ هذا خطأ فادح. فقد أفسد الشيطان البشر بشدة. وكل شخص لديه شخصية شيطانية، وقادر على خيانة الله ومقاومته. ويمكن القول إنه لا يوجد أحد موثوق به. وحتى لو أقسم شخص دائمًا، فلا فائدة من ذلك لأن الناس مُقيَّدون بشخصياتهم الفاسدة ولا يمكنهم التحكم في أنفسهم. يجب أن يقبلوا دينونة الله وتوبيخه قبل أن يتمكنوا من حل مشكلة شخصيتهم الفاسدة، ويجب أن يتخلصوا تمامًا من مشكلة مقاومة الله وخيانته – أي يتخلصوا من جذر خطايا البشر. جميع أولئك الذين لم يخضعوا لدينونة الله وتطهيره ولم ينالوا الخلاص لا يمكن الاعتماد عليهم. إنهم لا يستحقون الثقة. ولذلك، عندما تستخدم شخصًا، يجب عليك الإشراف عليه وتوجيهه. ويجب عليك أيضًا تهذيبه وتقديم الشركة عن الحق من حين إلى آخر، وبهذه الطريقة وحدها سوف تتمكن من أن ترى بوضوح ما إذا كان بالإمكان مواصلة استخدامه. إن كان يوجد بعض الناس الذين يمكنهم قبول الحق وقبول التهذيب، ويمكنهم أداء واجبهم بإخلاص ويحرزون تقدمًا مستمرًّا في حياتهم، فإن هؤلاء الناس وحدهم هم مَن يمكن استخدامهم حقًّا. أولئك الذين يمكن استخدامهم حقًا لديهم تأكيد عمل الروح القُدُس. أما من ليس لديهم عمل الروح القُدُس، فلا يمكن الاعتماد عليهم؛ هم عاملون وأجراء. عندما يتعلق الأمر باختيار القادة والعاملين، تُستبعد نسبة كبيرة نسبيًّا منهم، أكثر من نصفهم على الأقل، في حين أنَّ أقلية صغيرة فقط هي التي تُعَد صالحة أو مناسبة للاستخدام؛ هذه حقيقة. بعض قادة الكنيسة لا يشرفون أبدًا على عمل الآخرين أو يتفقدونه، ولا يبالون بالعمل فور الانتهاء من عقد الشركة أو اتخاذ ترتيبات العمل. وبدلًا من ذلك يتبعون عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، حتى إنهم يقولون لأنفسهم: "لنترك الله يفعل الباقي". عندئذٍ يبدأون في الانغماس في الراحة والاسترخاء، ولا يستفسرون عن الأمر، ويتجاهلونه. أليسوا – بعملهم بهذه الطريقة – لا مبالين؟ هل لديهم أي إحساس بالمسؤولية؟ أليس مثل هؤلاء الناس قادة كذبة؟ يطلب الله من الناس القيام بواجباتهم من كل قلوبهم، وكل نفوسهم، وكل عقولهم، وكل قوتهم. ما يطلبه الله من الناس – ذلك هو الحق. إذا امتثل القادة والعاملون لكلام الأبالسة والشيطان عند العمل أو القيام بواجباتهم وليس كلام الله، أليس هذا مظهرًا من مظاهر مقاومة الله وخيانته؟ عند انتخاب القادة والعمال، لماذا لا بد ألا يختار بيت الله سوى الناس القادرين على قبول الحق، والناس الصالحين الذين لديهم ضمير وعقل، وأولئك الذين يتمتعون بمستوى قدرات جيد من وهم قادرون على الاضطلاع بالعمل؟ ذلك لأن البشرية فسدت فسادًا عميقًا والغالبية العظمى غير صالحين للاستخدام. ما لم يكن لدى شخص ما سنوات من التدريب والتنمية، فإنه يقوم بالأشياء على نحو غير كفء للغاية، ويواجه صعوبة كبيرة في القيام بواجباته جيدًا، ولا بد من إدانته، وتوبيخه، وتهذيبه عدة مرات قبل أن يصبح مناسبًا للاستخدام. إنَّ غالبية الناس يُكشَفون ويُستبعدون في أثناء تدريبهم، ويُستبعد القادة والعاملون بمعدلات عالية جدًا. لماذا؟ ذلك لأن الشيطان قد أفسد البشرية بشدة. معظم الناس لا يحبون الحق، ولا يُلبون معيار الضمير والعقل. لذلك معظمهم غير صالح للاستخدام. يجب أن يؤمنوا بالله لعدة سنوات وأن يفهموا القليل من الحق حتى يتمكنوا من القيام ببعض الواجبات. هذا هو واقع البشرية الفاسدة. لذا، بناء على ذلك، يمكننا أن نستنتج أن عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، خاطئة تمامًا وليس لها قيمة. يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، هي هرطقة ومغالطة؛ إنها قول إبليسي، وفلسفة شيطانية، ومثل هذا التوصيف مناسب تمامًا. لم يقل الله أبدًا أي شيء مفاده أنه "يمكن الوثوق بالبشرية الفاسدة". لقد طالب دائمًا بأن يكون الناس صادقين، ما يثبت وجود عدد قليل جدًا من الأشخاص الصادقين بين البشرية جمعاء، وأن الجميع قادرون على الكذب والغش، وأن الجميع لديهم شخصية مخادعة. علاوةً على ذلك، قال الله إن احتمال خيانة البشر الفاسدين لله هو مائة بالمائة. حتى لو استخدم الله شخصًا ما، ينبغي أن يمر هذا الشخص بسنوات من التهذيب؛ وحتى في أثناء استخدامه، ينبغي أن يختبر سنوات عديدة من الدينونة والتوبيخ من أجل أن يتطهر. الآن، أخبروني، هل يوجد حقًا أي شخص يمكن الاعتماد عليه؟ لا أحد يجرؤ على قول ذلك. وماذا يثبت ألا أحد يجرؤ على ذلك؟ إنه يثبت أن جميع الناس لا يمكن الاعتماد عليهم. لذا، لنعُد إلى عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". بأي طريقة هي عبارة غير صحيحة؟ ما السخيف بشأنها؟ أليست واضحة بذاتها؟ إذا كان ثمة شخص لا يزال يعتقد أن هذا القول صحيح أو قابل للتطبيق بأي شكل من الأشكال، فهو بالتأكيد شخص يفتقر إلى الحق، وبالتأكيد شخص سخيف. اليوم، أنتم قادرون على ملاحظة المشكلة بشأن هذه العبارة، وتحديد أنها مغالطة، وذلك يرجع كليًا إلى أنكم اختبرتم عمل الله، وأصبحتم الآن قادرين على الرؤية بوضوح أكبر، واكتساب نظرة ثاقبة أوضح لجوهر البشرية الفاسدة. لهذا السبب فقط أنتم قادرون على رفض هذه العبارة الإبليسية تمامًا، هذه الهرطقة والمغالطة. لولا عمل الله في الخلاص، لكان هذا القول الإبليسي والشيطاني قد ضللكم أنتم أيضًا، بل إنكم كنتم ستستخدمونه كما لو كان حكمة قياسية أو شعارًا. كم كان ذلك سيثير الشفقة؛ لم تكونوا لتمتلكوا واقع الحق على الإطلاق.

إن عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به" هي عبارة سمعها معظم الناس من قبل. هل تعتقدون أن هذه العبارة صحيحة أم غير صحيحة؟ (غير صحيحة). بما أنكم تعتقدون أنها غير صحيحة، فلماذا ما تزال قادرة على التأثير عليكم في الحياة الواقعية؟ عندما تحدث لكم هذه الأنواع من الأمور، سيظهر هذا الرأي. سوف يزعجكم إلى حد ما، وفور أن يزعجكم، سيتأثر عملكم. لذا، إذا كنت تعتقد أن العبارة غير صحيحة، وقررت أنها غير صحيحة، فلماذا ما تزال تتأثر بها، ولماذا ما تزال تستخدمها لتعزية نفسك؟ (نظرًا لأن الناس لا يفهمون الحق، فإنهم يقصرون في الممارسة وفقًا لكلام الله، ولهذا سيتخذون فلسفة الشيطان في التعاملات الدنيوية كمبدأ أو معيار لممارستهم). هذا هو أحد الأسباب. هل توجد أسباب أخرى؟ (لأن هذه العبارة تتماشى نسبيًّا مع مصالح الناس الجسدية، وسوف يتصرفون بشكل طبيعي وفقًا لهذه العبارة عندما لا يفهمون الحق). لا يكون الناس هكذا فحسب عندما لا يفهمون الحق؛ حتى عندما يفهمون الحق، قد لا يتمكنون من الممارسة وفقًا للحق. من الصحيح أن هذه العبارة "تتماشى نسبيًّا مع مصالح الناس الجسدية". إنَّ الناس سيفضلون اتباع خدعة ماكرة أو فلسفة شيطانية في التعاملات الدنيوية لحماية مصالحهم الجسدية، بدلًا من ممارسة الحق. إلى جانب ذلك، لديهم أساس للقيام بذلك. ما هذا الأساس؟ هو أن هذه العبارة تقبل الجماهير بصحتها على نطاق واسع. عندما يفعلون الأشياء وفقًا لهذه العبارة، يمكن أن تكون أفعالهم صحيحة أمام الآخرين، ويمكن ألا يتعرضوا للنقد. سواء نظرنا إلى الأمر من منظور أخلاقي أو قانوني، أو من منظور المفاهيم التقليدية، فهي وجهة نظر وممارسة صائبة. وهكذا، عندما تكون غير راغب في ممارسة الحق أو عندما لا تفهمه، فإنك تفضل الإساءة إلى الله، وانتهاك الحق، والتراجع إلى نقطة حيث لا تتجاوز فيها أساسًا أخلاقيًا. وما هذه النقطة؟ إنه الأساس: "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به". التراجع إلى هذه النقطة والتصرف وفقًا لهذه العبارة سيمنحك راحة البال. لماذا يمنحك راحة البال؟ لأن الجميع أيضًا يفكرون بهذه الطريقة. علاوة على ذلك، يحمل قلبك أيضًا مفهوم أنه لا يمكن تطبيق القانون عندما يكون الجميع مذنبين، وتفكر: "الكل يفكر بهذه الطريقة. إذا مارست وفقًا لهذه العبارة، فلن يهم إذا أدانني الله، بما أنني لا أستطيع رؤية الله أو لمس الروح القُدُس على أي حال. على الأقل، سأكون في نظر الآخرين شخصًا لديه سمات إنسانية، شخص لديه قدر من الضمير". أنت تختار خيانة الحق من أجل هذه "السمات البشرية"، من أجل أن ينظر الناس إليك من دون عداء في أعينهم. عندئذٍ سيحسن الجميع الظن بك، ولن تتعرض للنقد، وستعيش حياة مريحة وتتمتع براحة البال؛ ما تطلبه هو راحة البال. هل راحة البال هذه هي مظهر من مظاهر حب الشخص للحق؟ (كلا، ليست كذلك). إذًا، ما نوع هذه الشخصية؟ هل تضمر الخداع؟ بلى، ثمة خداع فيها. لقد فكرت في الأمر، وأنت تعرف أن عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به" ليست صحيحة، وأنها ليست الحق. لماذا إذًا عندما تصل إلى طريق مسدود، تظل لا تختار الحق، بل تلتزم بدلًا من ذلك بعبارة فلسفية مستمدة من الثقافة التقليدية، عبارة يتقبلها الناس بشدة؟ لماذا تختار ذلك؟ يرتبط ذلك بأفكار الناس المُعقدة، وحالما توجد أفكار معقدة، ما نوع الشخصية التي تنطوي على ذلك؟ (الشر). بصرف النظر عن الشر، ثمة جانب آخر يؤثر هنا. أنت لا تدرك تمامًا أن العبارة صحيحة، ورغم ذلك تظل قادرًا على الالتزام بها وتتركها تتحكم بك وتسيطر عليك. ثمة شيء واحد مؤكد هنا: أنت تنفر من الحق، ولست شخصًا يحب الحق. أليست هذه هي الشخصية؟ (بلى، إنها كذلك). هذا الأمر مؤكد. يتأثر الناس بالعديد من الآراء عندما يفعلون الأشياء، وعلى الرغم من أنك في واقع الأمر، لا تؤمن في قلبك بالضرورة بأن مثل هذه الآراء صحيحة، فإنك – على أي حال – تظل قادرًا على الالتزام بها والتمسك بها، مدفوعًا بشخصية معينة. ورغم أنك تعتقد أن هذه الآراء غير صحيحة، لا يزال من الممكن أن تؤثر وتتحكم فيك، وتتلاعب بك. هذه شخصية شريرة. على سبيل المثال، بعض الناس يتعاطون المخدرات أو يقامرون، بينما يقولون أيضًا إن تعاطي المخدرات والمقامرة أمر سيء، بل إنهم ينصحون الآخرين بعدم القيام بمثل هذه الأشياء، خشية أن يخسروا كل شيء. إنهم يعتقدون أن مثل هذه الأشياء خاطئة، وأنها أشياء سلبية، لكن هل يمكنهم التخلي عنها والإقلاع عنها؟ (كلا). لن يتمكنوا أبدًا من إيقاف أنفسهم، بل يقولون علانية: "المقامرة أيضًا وسيلة لكسب المال، لذا يمكن أن تتحول إلى مهنة". أليسوا يجملونها فحسب؟ في الواقع، هم يفكرون بينهم وبين أنفسهم: "أي نوع من المهن هذه؟ لقد رهنت كل شيء ذي قيمة أمتلكه، وخسرت كل الأموال التي جنيتها من الرهن. في النهاية، لا يمكن لمقامر واحد أن يعيش حياة طبيعية". لماذا يستمرون في تجميلها إذًا؟ لأنهم لا يستطيعون الإقلاع عنها. ولماذا لا يستطيعون الإقلاع عنها؟ لأنها في طبيعتهم؛ لقد ترسخت في طبيعتهم بالفعل. إنهم بحاجة إلى هذا الشيء، ولا يمكنهم التمرد عليه؛ إنها طبيعتهم. لقد عقدنا الشركة عن عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، بصورة كافية إلى حدٍ ما. هل يتأثر شخص ما بهذه العبارة لأنه كان لديه دافع مؤقت لقبول مثل هذا الرأي، أم لأن الشيطان استغل لحظة غفلة وغرس مثل هذا الرأي في هذا الشخص، ما دفعه إلى التصرف وفقًا لذلك؟ (كلا). هذا ينطوي على طبيعة الشخص الفاسدة؛ لقد اختار مثل هذا المسار لأن هذا الشيء في طبيعته. بعد أن شرَّحنا عبارة "إذا استعنت برجل، فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، فلا تستعن به"، بهذه الطريقة، أنتم تفهمونها الآن بشكل أساسي. توصف هذه العبارة بأنها فلسفة الشيطان للتعاملات الدنيوية؛ هي ليست الحق بأي حال من الأحوال. هل لها أي صلة بالحق؟ (كلا). لا علاقة لها على الإطلاق بالحق، والله يدينها. إنها ليست الحق؛ هي تأتي من الشيطان وليس من الله. يمكن القول على وجه اليقين إن هذه العبارة لا علاقة لها على الإطلاق بالحق أو بمعيار الكيفية التي ينبغي للمؤمنين بالله أن يتصرفوا بها ويسلكوا بها ويعبدوا الله بها. لقد أُدينت هذه العبارة تمامًا. إنَّ الصفات المغلوطة في هذه العبارة واضحة نسبيًّا إلى حد كبير، ما يجعل من السهل عليكم تمييز ما إذا كانت صحيحة أم لا.

ثانيًا: تشريح لفكرة "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة"

لنتحدث عن قول آخر: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة". من يستطيع أن يُفسر ما يعنيه هذا القول؟ (في مقولة "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة"، تشير فروع الشجر إلى الحطب، وتشير المرارة إلى عضو المرارة. تتحدث المقولة عن جوجيان، ملك مملكة يوي، وكيف أنه كان ينام على كومة من الحطب ويتجرع مرارة كل يوم، وكيف أنه أراد الانتقام، والنهوض من رماد هزيمته، واستعادة مملكته). لقد فسَّرت خلفية هذه المقولة، أي القصة التي تأتي منها هذه المقولة. عادة عند تفسير قول ما، فإنك بخلاف تفسير الخلفية، عليك أن تُفسر المعنى الموسع للقول: عن أي شيء هو كناية عندما يستخدمه الناس في العصر الحديث. فسِّره مرة أخرى. إنه كناية عن شخص يعمل باجتهاد شديد، ويقاتل ويعمل بجِدية لتحقيق أهدافه ورغباته). كيف ينبغي إذًا تفسير "فروع الشجر" و"المرارة" في هذا السياق؟ أنت لم تُفسر هذين الجانبين من المعنى. بالنظر إلى الكلمات، تشير كلمة "فروع الشجر" إلى نوع من الحطب ذي الأشواك؛ كان يستلقي على حطب ذي أشواك لينام، وكثيرًا ما ذكَّر نفسه بظروفه وعاره، وكثيرًا ما ذكَّر نفسه بالمهمة التي يحملها على عاتقه. إضافةً إلى ذلك، علَّق مرارة في السقف وكان يلعقها كل يوم. ماذا يتذوق الناس عندما يلعقون المرارة؟ (مذاق مرٌّ). ستكون مُرة جدًا! لقد استخدم هذا الشعور لتذكير نفسه بألا ينسى كراهيته، وألا ينسى مهمته، وألا ينسى رغبته. ماذا كانت رغبته؟ المهمة العظيمة المتمثلة في استعادة مملكته. ما الكناية التي عادةً ما يشير إليها قول: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟" عادة ما تكون كناية عن شخص يمر بظروف سيئة، لكنه لا ينسى مهمته ورغباته، وهو قادر على دفع ثمن رغباته، وتطلعاته، ومهمته. هذا هو ما تعنيه العبارة إلى حد ما. هل القول: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة"، إيجابي أم سلبي في نظر العلمانيين؟ (إيجابي). لماذا يُنظَر إليه بوصفه قولًا إيجابيًا؟ لأنه يمكن أن يحفز الناس في خضم المشقة على عدم نسيان كراهيتهم، وعدم نسيان عارهم، ويجعلهم يعملون بجدية ويسعون جاهدين ليصبحوا أقوى. إنه قولة مُلهِم إلى حدٍ ما. وهو بلا شك قول إيجابي في نظر العلمانيين. إذا تصرف الناس وفقًا لهذا القول، فلا شك أن ما يفعلونه، ودافعهم للقيام بالأشياء، والطريقة التي يفعلون بها الأشياء، والمبادئ التي يلتزمون بها، صحيحة وإيجابية. بقول ذلك، لا يوجد في الأساس أي خطأ في هذا القول، فما الذي نريد تشريحه بطرح هذا القول؟ ماذا نريد أن نقول؟ (نريد تشريح الطرق التي يتعارض بها هذا القول مع الحق). هذا صحيح، نريد أن نميز ما إذا كان هو الحق أم لا. نظرًا لأن هذا القول "صحيح" جدًا، فيجدر بنا تشريحه والتحقق بشأن أي الطرق بالضبط يكون فيها "صحيحًا". عندئذ، سيكون لدينا تعريف دقيق له، ويمكننا النظر فيما إذا كان هو الحق بالفعل أم لا. هذه هي النتيجة النهائية التي نريد تحقيقها. إن قول: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة"، هو قانون للبقاء يتمسك به الناس في ظروف خاصة. لنتأكد أولًا؛ هل هذا القول هو الحق؟ (كلا). دعونا لا نبدأ بقول ما إذا كان هو الحق أم لا. من معناه الحرفي الذي يمكن أن يراه الناس، ليس لهذا القول معنى سلبي. ما المعنى الإيجابي الذي ينطوي عليه، إذًا؟ يمكنه أن يحفز الناس، ويمنحهم العزم، ويجعلهم يمضون في القتال، ولا يتراجعون، ولا يُحبَطون، ولا يجبُنون. ثمة جانب يكون استخدامه فيه إيجابيًّا. لكن، في أي ظروف من الضروري أن يلتزم الناس بمبادئ السلوك الذاتي والعمل الواردة في هذا القول؟ هل ثمة علاقة بين المبادئ التي يؤيدها هذا القول والإيمان بالله؟ ألها علاقة بممارسة الحق؟ ألها علاقة بقيام المرء بواجبه؟ ألها علاقة باتباع طريق الله؟ (كلا). لقد توصلتم إلى استنتاج بسرعة؟ كيف تعرفون أنه لا يوجد ارتباط؟ (كلام الله لا يقول ذلك). هذا تبسيط مفرط وشيء من غير المسؤول قوله. عندما لا تفهم وتقول: "على أي حال، هذا ليس في كلام الله، ولا أعرف ما يعنيه هذا القول، لذ لن أستمع إليه. يمكن أن يطرح ما يريد، لكنني لن أصدقه"، هذا قول غير مسؤول. يجب أن تتناوله بجدية. بمجرد أن تتناوله بجدية، وتفهمه تمامًا، ويكون لديك تمييز حقيقي له، فلن تتعامل أبدًا مع هذا القول على أنه الحق. أنا الآن لا أجعلك تنكر صحة هذا القول؛ بل أجعلك تفهم أن هذا القول ليس بالحق، وأبين لك ما الحقائق التي ينبغي أن تفهمها، وكيف يجب أن تتمسك بالحق في الظروف نفسها. هل تفهم؟ أخبروني ما فهمكم إذًا. (يتعلق القول: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة" بالكيفية التي ينبغي للناس أن يمارسوا بها في فترات المصائب، لكن مصطلح "مصيبة" لا يوجد في بيت الله. عندما يفضح الله الناس، أو يضعهم في تجارب، فهذا كله جزء من عملية الله لتكميلهم؛ هذه ليست مصيبة. هذا القول يخبر الناس أن عليهم أن يتذكروا المشقة التي عانوا منها في هذا الوقت، وأن يستعيدوا نجاحهم في المستقبل. هذا التعبير لا أساس له في بيت الله. سأعطي مثالًا غير لائق بعض الشيء: بعض القادة بعد إعفائهم يستخدمون عبارة "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة" لتحفيز أنفسهم، قائلين: "سأتعلم من جوجيان، ملك مملكة يوي، وأنام على فروع الشجر واتجرع المرارة. سيأتي وقت أستعيد فيه منصبي القديم، وأصبح قائدًا مرة أخرى. سوف ترون! أنتم تنتقدوني الآن، قائلين إنني سيء في هذا الجانب وذاك. في يوم ما، سأستعيد ما فقدته، وأجعلكم ترون معدني حقًا. سيأتي يوم بالتأكيد يُمحى فيه الذل الذي عانيت منه الآن تمامًا!"). هذا مثال جيد جدًا. هل أناركم؟ هل سبق أن مررتم بأوقات أردتم فيها النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ هل تفكر إطلاقًا في استعادة وضعك المفقود؟ (بلى. تراودني هذه الأفكار عندما ينكر الناس آرائي. على سبيل المثال، عندما أناقش بعض الأشياء مع الإخوة والأخوات، ويشككون في الآراء التي أطرحها، أشعر في قلبي بالتحدي، وأفكر: "يومًا ما، لا بد أن أقوم بعمل جيد وأريكم". أذهب بعد ذلك وأعمل بجد لتعلُم ذلك المجال من العمل، لكن هذه عقلية خاطئة). هذا ليس موقف قبول الحق، أو طلب الحق، أو ممارسة الحق، بل موقف عناد ورغبة في إثبات شيء ما للآخرين، إنه موقف عدم اعتراف بالهزيمة. يعتبر هذا النوع من المواقف إيجابيًّا بين البشر. عدم الاعتراف بالهزيمة طبع جيد بطريقة ما، وهو يعني أن شخصًا ما يتمتع بالإصرار، فلماذا يقال إن هذا ليس ممارسة الحق؟ ذلك لأن موقفه عند القيام بالأشياء، إضافةً إلى المبادئ والدوافع وراء ما يفعله، لا تستند إلى الحق؛ بل يستند إلى قول الثقافة التقليدية: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة". على الرغم من أن المرء يمكنه القول إن هذا الشخص له حضور قوي، وعقليته وموقفه من الرغبة في الفوز وعدم الاعتراف بالهزيمة يحظيان باحترام الناس في العالَم العلماني، لكن ما تكون هذه العقلية وهذه الحالة المزاجية في مواجهة الحق؟ إنهما ضئيلتان وفظيعتان للغاية؛ ويمقتهما الله. من أيضًا لديه شيء آخر ليشاركه؟ (عندما أقوم بواجب، ولأنني لست على دراية بهذا المجال من العمل، أعتقد أن الناس لا يأخذونني على محمل الجد. لذا، فإنني في قلبي، أستجمع قواي سرًا: "أحتاج إلى دراسة هذا المجال من العمل جيدًا، وأجعلكم ترون أنني قادر بالفعل". وفي بعض الأحيان، عندما يشير الناس إلى أوجه القصور في واجبي، أبذل جهدًا للتغيير. أتحمل المشقة وأدفع ثمنًا لتعلُم العمل، ومهما يبلغ قدر المشقة التي أعاني منها، فإنني أتحمل، لكنني لا أطلب كيفية القيام بواجبي جيدًا، بل أريد أن يأتي يوم يمكنني فيه جعل الآخرين يقدِّرونني، ويمكنني كسب احترامهم. لديَّ أيضًا نوعًا من حالة "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة"). مما شاركتموه جميعًا، لاحظتُ مشكلة. لقد آمنتم بالله لعدد ليس بقليل من السنوات، وهجرتم عائلاتكم ومهنكم، وعانيتم قدرًا كبيرًا من المشقة، لكنكم لم تجنوا إلا القليل. أنتم أيضًا قادرون على تحمل المشقة، وبذل أنفسكم في واجباتكم، وقادرون على دفع الثمن، لكن لماذا لا تتقدمون في الحق أبدًا؟ لماذا الحقائق التي تفهموها قليلة جدًا وضحلة للغاية؟ يرجع السبب إلى أنكم لا تركزون على الحق. ترغبون دائمًا في النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة، وقلوبكم مملوءة عن آخرها بالدافع لإثبات أنفسكم. إن النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة هو "دمل كبير"؛ هل تعتقد أن هذا شيء جيد؟ ما النتيجة النهائية للنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ عندما يريد شخص ما أن يثبت أنه قادر وكفء، وليس أدنى من الآخرين، ولا يمكن أن يخسر أمام أي شخص، فسوف ينام على فروع الشجر ويتجرع المرارة. بعبارة أخرى، سوف "يتحمل أشد المصاعب حتى يصبح أعظم الرجال". إذًا، ما الطرق التي يظهر بها النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ الطريقة الأولى هي مظهر عدم الاعتراف بالهزيمة. والثانية هي معاناة الذل وتحمل عبء ثقيل. ربما لا تستخدمون أي كلمات لمناقشة الأشياء مع الآخرين، أو دحضها، أو الدفاع عن أنفسكم؛ لكنكم تبذلون الجهد سرًا. أي نوع من الجهد؟ قد يكون الثمن الذي تدفعونه: السهر ليلًا، أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو قراءة كلام الله وتعلُم مجال عملك بينما الآخرون لا يعملون ويستمتعون، وبذل جهد إضافي. هل هذه معاناة المشقة؟ هذا يسمى النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة. ما الطريقة الثالثة التي يظهر بها؟ إنه يظهر في الناس الذين يوجد داخلهم طموح كبير من نوع ما، ولا يتذمرون من متاعبهم بسبب هذا الطموح الكبير. إنهم يريدون التمسك بالأهداف التي وضعوها ويريدون تحقيقها، ويريدون الحفاظ على إرادة القتال هذه. ما إرادة القتال هذه؟ على سبيل المثال، إذا أردت أن تصبح قائدًا أو تنجز مهمة ما، فعليك دائمًا الحفاظ على هذه الحالة الذهنية في داخلك؛ يجب ألا تنسى أبدًا عزيمتك، ومهمتك، وطموحك، وتطلعاتك. كيف تصف ذلك في جملة واحدة؟ (لا تغفل عن دافعك الأولي للقيام بشيء ما). إن عدم إغفال دافعك الأولي للقيام بشيء ما هو أمر صحيح، لكنه ليس قويًّا بما يكفي. (تمسك بطموح كبير في قلبك). هذا أفضل. إنه ينطوي على قدر من ذلك الشعور. كيف يمكنكم قول هذه الكلمات بطريقة أكثر دقة وإيجازًا؟ (إرادة للقتال والطموحات). كيف يمكنكم قول ذلك بعبارات كاملة؟ ثمة العديد من المعارك والعديد من الخسائر، لكن شجاعة المرء تزداد كلما طالت مدة القتال. إنها إرادة القتال "التي لا تستسلم أبدًا". يشبه الأمر قول بعض الناس: "أنت شعرت بالإحباط بعد إعفائك؟ لقد أُعفيتُ عدة مرات، لكني لم أشعر بالإحباط قط. إنني متى ما فشلت في شيء ما، أواصل العمل فيه مجددًا. نحن بحاجة إلى إرادة القتال!". من وجهة نظره، إرادة القتال هذه هي شيء إيجابي؛ فهو لا يعتقد أنه أمر سيء أن يوجد لدى الناس طموحات وتطلعات، وإرادة للقتال. كيف يتعاملون مع الرغبات والطموحات الجامحة الناجمة عن شخصية متغطرسة فاسدة؟ يعاملونها على أنها شيء إيجابي. لذا، يعتقدون أن القدرة على تحمل مشقة النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة لتحقيق الهدف الذي يقاتلون من أجله، والهدف الذي يعتقدون أنه صحيح، هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، وأن الناس ينظرون إليه باستحسان، وأنه ينبغي أن يكون الحق. هذه ثلاثة مظاهر للنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة. هل يمكن لهذه المظاهر الثلاثة أن تفسر المعنى الوارد في النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ (بلى، يمكنها ذلك). إذًا، سوف أعقد شركة تفصيلية عن هذه المظاهر الثلاثة.

أ. عدم الاعتراف بالهزيمة

لنبدأ بالحديث عن أول مظهر من مظاهر النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة: عدم الاعتراف بالهزيمة. ما هو عدم الاعتراف بالهزيمة؟ ما المظاهر التي يمتلكها الناس عادة، وتُثبِت أن لديهم عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة؟ أي نوع من الشخصية لا يعترف بالهزيمة؟ (شخصية الغطرسة والعناد). إنه يضم الشخصيتين الواضحتين اللذين هما الغطرسة والعناد. ماذا غير ذلك؟ (الرغبة في الفوز). هل هذه شخصية؟ هذا مظهر. نحن نتحدث عن الشخصيات الآن. (النفور من الحق). إن النفور من الحق يعني بالتأكيد أنهم لا يقبلون الحق. على سبيل المثال، إذا قال قائد أو عامل إن ما تفعله ينتهك المبادئ ويؤخر عمل بيت الله، وكان يريد أن يعفيك، فإنك تفكر: "أف! لا أعتقد أن ما أفعله خطأ. إذا كنت تريد إعفائي، فتفضل. إذا لم تسمح لي بفعل ذلك فلن أفعل. سأخضع!". ينطوي هذا الخضوع على موقف عدم الاعتراف بالهزيمة. هذه شخصية. إلى جانب الغطرسة والعناد والنفور من الحق، علامَ تنطوي هذه الشخصية أيضًا؟ هل ثمة شخصية ترغب في منافسة الله؟ (بلى). ما هذه الشخصية، إذًا؟ شخصية الخبث. لا يمكنكم حتى التعرف على شخصية بهذا القدر من الخُبث. لماذا أقول إنها خبيثة؟ (لأنها تريد منافسة الله). محاولة منافسة الحق تسمى خُبثًا؛ خبيث كبير للغاية! لو لم تكن خبيثة، لما حاولت منافسة الحق، ولما حاولت منافسة الله أو التنافس معه. هذه شخصية خبيثة. عدم الاعتراف بالهزيمة ينطوي على غطرسة، وعناد، ونفور من الحق، وخُبث. هذه هي الشخصيات الواضحة التي ترتبط بها. كيف يظهر عدم الاعتراف بالهزيمة؟ ما العقليات التي يشملها؟ كيف يفكر الناس الذين لا يعترفون بالهزيمة؟ ما موقفهم؟ ماذا يقولون، وفيمَ يفكرون، وما الذي يكشفون عنه عندما يواجهون أمورًا مثل الإعفاء؟ المظهر الأكثر شيوعًا هو عندما يقومون بواجب ويرى الأعلى أنهم غير مناسبين للقيام بهذا الواجب ويعفيهم، عندئذ يفكرون في قلوبهم: "أنا لست مناسبًا لك. لن أجادلك. لدي موهبة. الذهب الحقيقي مُقدّر له أن يتألق في النهاية، وأنا فرد موهوب حيثما أذهب! وأيًّا كانت الترتيبات التي يتخذها الأعلى لي، سأتحملها وأستمع إليها في الوقت الحالي". هم أيضًا يأتون أمام الله ويصلون: "يا الله، إني أسألك أن تمنعني من الشكوى. أسألك أن تجعلني أظل صامتًا، وألا تجعلني أدينك أو أجدف عليك، وأن تجعلني قادرًا على الخضوع". لكنه يفكر ثانية بعد ذلك: "لا يمكنني الخضوع. هذا هو الجزء الأصعب. لا أستطيع أن أقبل هذه الحقيقة. ماذا ينبغي أن أفعل؟ هذه ترتيبات الأعلى؛ ليس ثمة شيء يمكنني فعله. أنا موهوب جدًا، لكن لماذا لا أستطيع أبدًا استخدام مواهبي في بيت الله؟ يبدو أنني لم أقرأ بعد ما يكفي من كلام الله. ينبغي أن أقرأ المزيد من كلام الله من الآن فصاعدا!". إنهم لا يستسلمون ولا يعتقدون أنهم أقل شأنًا من الآخرين، بل يعتقدون فقط أنهم آمنوا بالله لفترة أقل قليلًا وأن ذلك يمكن تعويضه. لذا، يبذلون جهدًا في قراءة كلام الله والاستماع إلى العظات. يتعلمون ترنيمة جديدة ويقرأون فصلًا من كلام الله كل يوم، ويمارسون الوعظ. وتدريجيًّا، يصبحون أكثر دراية بكلام الله، ويمكنهم الوعظ بالكثير من التعاليم الروحية، ويمكنهم التحدث لعقد الشركة في الاجتماعات. هل ثمة أي دافع هنا لعدم الاعتراف بالهزيمة؟ (بلى). ما نوع هذا الدافع؟ (دافع شرير). هذا مسبِّب للمتاعب! لماذا توصِّفونه فورًا على أنه دافع خبيث حالما نشرّح العبارة؟ أليست هذه أمور جيدة؟ حياتهم الروحية طبيعية؛ فهم لا يشاركون في الأمور العلمانية، ولا يثرثرون، وقادرون على تلاوة العديد من فصول كلام الله وإنشاد العديد من الترانيم من الذاكرة. إنهم "نخب"! فلماذا تقولون إن هذا دافع شرير؟ (مقصدهم هو إثبات أنهم قادرون، وليسوا أقل شأنًا من الآخرين). هذا يسمى عدم الاعتراف بالهزيمة. هل بعدم الاعتراف بالهزيمة هم يفهمون أنفسهم حقًا ويعترفون بمشاكلهم؟ (كلا). هل يعترفون بفسادهم وشخصيتهم المتغطرسة؟ (كلا). ماذا يثبتون، إذًا، بعدم الاعتراف بالهزيمة؟ يريدون إثبات أنهم قادرون ومتفوقون؛ ويريدون إثبات أنهم أفضل من الآخرين، وأن يثبتوا في النهاية أنَّ إعفاءهم كان خطأ. دافعهم موجَّه في هذا الاتجاه. أليس هذا عدم اعتراف بالهزيمة؟ (بلى). لقد أسفر موقف عدم الاعتراف بالهزيمة عن أفعاله المتمثلة في تحمل المشقة، ودفع الثمن، وتحمل الإذلال وتحمل عبء ثقيل. يبدو ظاهريًّا أنهم يبذلون الكثير من الجهد، ويمكنهم تحمل المشقة ودفع الثمن، وتحقيق أهدافهم في النهاية، لكن لماذا الله غير راضٍ؟ لماذا يدينهم؟ لأن الله يمحِّص أعماق قلوب الناس، ويُقيّم كل شخص وفقًا للحق. كيف يُقيّم الله سلوك كل شخص، ومقاصده، ومظاهره، وشخصياته؟ تُقيّم كل هذه الأشياء وفقًا للحق. كيف يُقيّم الله، إذًا، هذا الأمر ويُعرّفه؟ أيًّا يكن مقدار المشقة التي عانيت منها، والثمن الباهظ الذي دفعته، فالمسألة هي أنك لا تسعى جاهدًا نحو الحق، ومقصدك ليس الخضوع إلى الحق أو قبوله، بل تستخدم طريقتك المتمثلة في تحمل المعاناة ودفع الثمن لإثبات أن الطريقة التي وصَّفك بها الله وبيت الله وتعاملا بها معك كانت خطأ. ماذا يعني ذلك؟ أنت تريد أن تثبت أنك شخص لم يخطئ قط، وليس لديه شخصية فاسدة. تريد أن تثبت أن طريقة تعامل بيت الله معك لم تكن تتماشى مع الحق، وأن الحق وكلام الله يخطئان أحيانًا. على سبيل المثال، كان ثمة إغفال ومشكلة في ما كان يتعلق بك، وحالتك تثبت أن كلام الله ليس هو الحق وأنك لست بحاجة إلى الخضوع. أليست هذه هي النتيجة؟ (بلى). هل يستحسن الله نتيجة من هذا النوع أم يدينها؟ (يدينها). الله يدينها.

هل موقف عدم الاعتراف بالهزيمة الذي يتخذه الناس يتماشى مع الحق؟ (كلا). إذا قلنا إن هذا الموقف لا يتفق مع الحق، ويبعد أميالًا عنه، فهل سيكون هذا القول صحيحًا؟ كلا، لأن هذا الموقف لا يرتبط بالحق على الإطلاق. هل موقف عدم الاعتراف بالهزيمة يُمدح في العالَم وبين جميع البشر أم يُدان؟ (يُمدح). في أي بيئات يُمدح؟ (في مكان العمل وفي المدارس). على سبيل المثال، إذا حصل طالب على ستين بالمائة في امتحان ما، يقول: "لن أعترف بالهزيمة. سأحصل في المرة القادمة على تسعين بالمائة!". وعندما يحصل على تسعين بالمائة، يريد الحصول على مائة بالمائة في المرة القادمة. وفي النهاية، يحقق ذلك، ويعتقد أبواه أنه طفل طموح وله مستقبل مشرق. ثمة بيئة أخرى – أكثر البيئات شيوعًا – هي المسابقات. تخسر بعض الفرق في مسابقة ما، وترتسم على وجوهها علامة الخزي، لكنها لا تعترف بالهزيمة. بسبب هذه العقلية وموقف عدم الاعتراف بالهزيمة، يبذلون الكثير من العمل الشاق ويتدربون بجدية أكبر، ويتغلبوا في المسابقة التالية على الفريق الآخر ويظهروه بمظهر سيء. إن عدم الاعتراف بالهزيمة، في هذا المجتمع وبين الجنس البشري، هو نوع من العقلية. ما العقلية؟ (إنها طريقة تفكير تدعم الناس نفسيًّا). هذا صحيح. إنها قوة دافعة تدعم الناس الذين يتقدمون دائمًا بشجاعة، ولا يُهزمون، ولا يشعرون بالإحباط، ولا يتراجعون، ويحققون تطلعاتهم وأهدافهم. هذا يُسمى عدم الاعتراف بالهزيمة. هذا نوع من عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة. يعتقد الناس أنهم إذا لم تكن لديهم هذه العقلية، هذه "الروح"، فلن يكون للحياة أي معنى. ما الذي يعتمدون عليه في الحياة؟ تعتمد حياتهم على نوع من العقلية. من أين تأتي هذه العقلية؟ إنها تأتي من مفاهيم الناس وتصوراتهم، وكذلك من شخصياتهم الفاسدة. هذا غير عملي، ولا يمكن للناس تحقيقه. منذ أن خلق الله الجنس البشري حتى الآن، ومهما كان عدد السنوات التي مرت، فثمة الكثير من الأشياء الإيجابية؛ مثل الترتيب الذي تعيش بموجبه الكائنات الحية، والنظام الذي تعيش بموجبه البشرية، والترتيب الذي تعمل بموجبه السماوات والأرض وجميع الأشياء والكون، وما إلى ذلك. ينبغي أن يتمكن الناس، وفقًا لأفكارهم ودرجة تعليمهم، من إيجاد نظام يلتزمون به في إطار ذلك كله، وأن يتخذوه مبدأً وقوة دافعة لكيفية فعلهم وسلوكهم، أو أساسًا لذلك. لكن الناس لا يبذلون جهدًا في الاتجاه الصحيح؛ في أي اتجاه يبذلون قوتهم؟ إنهم يبذلون قوتهم في الاتجاه الخطأ؛ أي إنهم ينتهكون النظام الذي تتطور بموجبه الأشياء، وينتهكون الترتيب الذي تدور بموجبه كل الأشياء – يريدون دائمًا تدمير هذه الترتيبات الطبيعية التي عيَّنها الله، واستخدام الأساليب والوسائل البشرية لخلق السعادة. إنهم لا يعرفون كيف تُكتسب السعادة، وما اللغز الكامن بداخلها، أو ما المصدر. إنهم لا يبحثون عن هذا المصدر، بل يحاولون استخدام نهج بشري لخلق السعادة، ودائمًا ما يريدون خلق معجزات أيضًا. إنهم يحاولون استخدام نهج بشري لتغيير الترتيب الطبيعي لكل هذه الأشياء، ثم تحقيق السعادة والأهداف التي يريدونها. كل هذا غير طبيعي. ما النتيجة النهائية لاعتماد الناس على أنفسهم للكفاح من أجل مثل هذه الأشياء، أيّا كانت طريقة كفاحهم؟ لقد تضرر الآن هذا العالم الذي منحه الله للبشرية لتدبره. من أكبر ضحية بعد أن تضرر؟ (الإنسان). البشرية هي الضحية الأكبر. لقد أساء الناس التعامل مع العالم إلى هذا الحد، لكنهم ما زالوا يزعمون أنهم لن يستسلموا أبدًا. أليس ثمة شيء خطأ في رؤوسهم؟ ما النتيجة النهائية التي يجلبها عدم الاستسلام أبدًا؟ كارثة مريعة. إنها ليست مجرد خسارة مسابقة أو اثنتين، أو علامة عار ترتسم على وجوههم. لقد دمروا آفاقهم وقطعوا سُبُل نجاتهم؛ لقد دمروا أنفسهم! هذا ما ينجم عن عدم الاعتراف بالهزيمة.

ما نقوم بتشريحه الآن هو مظهر نموذجي لشخصية الشيطان الخبيثة وشخصيته المتغطرسة، وهو ألا تستسلم أبدًا. إن قول لا تستسلم أبدًا عقلية. نحن ننتقدها، ونفضحها، وندينها. لكن إذا أدنتها وسط البشرية، فهل سيقبل الناس هذا؟ (كلا). لم لا؟ (لأن الناس جميعًا يمدحون هذه العبارة). إنهم يروجون لهذه العقلية. إذا لم يكن لدى شخص ما ذرة من عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة وعدم الاستسلام أبدًا، فسيقول الآخرون إنه ضعيف. هل نحن ضعفاء إذا لم نروج لهذه الأمور؟ (كلا، لسنا كذلك). يقول الناس: "كيف لا تكون ضعيفًا؟ أنت لا تعيش الحياة بأي قدر من الجَلَد. ما فائدة أن تعيش؟ هل هذه العبارة صحيحة؟ دعونا نُشّرحها أولًا: ما نوع الموقف الذي لا يعترف بالهزيمة؟ هل ينبغي أن يتخذ الناس أصحاب العقل الطبيعي هذا الموقف؟ في الواقع، إذا كان لدى الناس عقل طبيعي، فلا ينبغي أن تكون لديهم هذه العقلية. من الخطأ أن تكون لديك هذه العقلية. ينبغي أن يواجه الشخص الواقع، لكي يكون شخصًا يمتلك العقل. على هذا النحو، يبدو واضحًا أن عدم الاعتراف بالهزيمة افتقار إلى العقل؛ وهو ما يعني أن ثمة شيئًا غير صحيح تمامًا في رأسه، ومن الواضح أن هذا الموقف خطأ تمامًا. بالنسبة للمؤمنين بالله، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا ينبغي أن توجد لديهم هذه العقلية؛ لأن الشخصية المتغطرسة متأصلة في عدم الاعتراف بالهزيمة. هل يسهُل على الناس قبول الحق عندما توجد لديهم شخصية متغطرسة؟ (كلا). هذه مشكلة. إذا كنت تستخدم شخصية متغطرسة كأساس تسعى من خلاله إلى الحق، فما الذي تسعى إليه؟ إن ما تسعى إليه ليس الحق بالتأكيد؛ لأن هذا السعي ليس إيجابيًّا بطبيعته، وما تكسبه لن يكون الحق بالتأكيد. سيكون بالتأكيد "عقلية" من نوع ما قد تخيلها الناس. إذا تعامل الناس مع عقلية كهذه على أنها الحق، فقد انحرفوا عن الطريق. لذا، إذا أردنا تصحيح عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة، فماذا سنقول؟ يمكننا القول إن الناس عليهم مواجهة المشكلات الحقيقية، والقيام بالأشياء وفقًا لمبادئ الحق، ولا ينبغي أن يتخذوا موقف عدم الاعتراف بالهزيمة. إذا لم يعترفوا بالهزيمة، فمَن الذي لا يعترفون به؟ (الله). إنهم لا يعترفون بالحق. وبشكل أكثر تحديدًا، لا يعترفون بحقائق الأمر الحقيقية، ولا يعترفون بأنهم ارتكبوا شيئًا خاطئًا وانكشفوا، ولا يعترفون بأن لديهم شخصية متغطرسة. هذه الأمور صحيحة. فكيف يمكنك دحض هؤلاء الناس؟ أفضل طريقة لمواجهتهم هي استخدام الشيء الذي يجدونه أكثر إحراجًا. ما الشيء الذي تجده البشرية اليوم الأكثر إحراجًا في العالَم؟ العِلم. ماذا أعطى العلم للبشرية؟ (كارثة). العلم، الذي هو أكثر ما تمدحه البشرية وأكثر ما تفخر به، قد جلب لها كارثة غير مسبوقة. والآن، بعد أن أصبح لديكم هذا الدليل، كيف يجب عليكم دحض هؤلاء الأشخاص، حتى تتمكنوا من إحراجهم؟ ما قولكم، هل يجب أن يُخزى مَن هم على شاكلة الشيطان هؤلاء؟ (بلى). إذا لم تخزهم، فسوف ينظرون إلى الحق بازدراء دائمًا، ويميزون ضد مَن يؤمنون بالله، ويعتقدون أن مَن يؤمنون بالله لا يؤمنون إلا لأنهم ضعفاء. كيف ينبغي عليكم دحضهم؟ (بقول: "أنت مجرد شخص عادي. ماذا لديك يجعلك لا تحتاج إلى الاعتراف بالهزيمة؟ ماذا يجعل من المقبول ألا تقبل بالهزيمة؟ حتى وإن كان بعض الناس علماء، فماذا في ذلك؟ ومهما كان مدى تقدم التكنولوجيا العلمية التي يطورونها، فماذا في ذلك؟ هل يستطيع العلماء حل جميع الكوارث التي جلبها العلم للبشرية الآن؟"). هذه هي الطريقة الصحيحة لدحضهم. فكروا في الأمر، هل هذه طريقة جيدة لدحضهم؟ تقول: "لقد عاش الجنس البشري حتى يومنا هذا، لكن الناس لا يعرفون حتى مَن هم أسلافهم، فكيف لا يعترفون؟ أنت لا تعرف حتى من أين أتيت، فماذا لديك لتغتر به؟ أنت لا تعترف حتى بالله الذي خلقك، فكيف يمكن ألا تعترف بالهزيمة؟ الله قد خلق الناس، وهذا شيء مجيد، لكنك لا تعترف بذلك أو تقبله؛ بل تصر على الاعتقاد بأن الناس تطوروا من البهائم، وتعترف بذلك. ما مدى وضاعتك؟ الله عظيم جدًا ونبيل؛ يقول إنه خالقك، لكنك لا تعترف بأنك كائنه المخلوق. ما مدى دناءتك؟". ماذا سيكون ردهم؟ "لقد تطور الناس من القرود، لكننا ما زلنا حيوانات من مستوى أعلى". "ألستم ما زلتم حيوانات وبهائم، إذًا؟ نحن لا نعترف بأننا حيوانات. نحن أناس، نحن بشر خلقنا الله. الله خلق الناس، وهو يقر بأنك شخص، لكنك لا تريد أن تكون شخصًا. أنت تصر على إنكار حقيقة أن الله خلق الناس. أنت تصر على أن تكون بهيمة. ما فائدة حياتك؟ هل تستحق العيش؟". هل لهذه الكلمات قوة؟ (بلى). هذه هي الطريقة التي ندحض بها هؤلاء الناس. هذه حقائق، بصرف النظر عن اعترافهم بذلك من عدمه، أو قبولهم له من عدمه. سأتحدث عن نقطة أخرى. الناس لا يعترفون بالهزيمة أبدًا؛ يعتقدون أنهم قادرون للغاية، وأنَّ لديهم تكنولوجيا متقدمة، وجميع أنواع الحكمة، لكن كيف يتعاملون مع الطبيعة؟ إنهم يتقاتلون معها باستمرار، ودائمًا ما يريدون إخضاعها. إنهم لا يفهمون على الإطلاق كيف يتبعون نظام الطبيعة. ماذا فعل تدبير الجنس البشري بالطبيعة في نهاية المطاف؟ أليس من دبَّر هذا كله أناس ذوي معرفة ويفهمون العلم؟ ألا ترفض الاعتراف بالهزيمة؟ ألست شخصًا قادرًا؟ ألست لا تحتاج إلى سيادة الله؟ إنَّ الجنس البشري يتعايش مع الطبيعة منذ آلاف السنين، لكن الجنس البشري ما يزال – على نحو لا يُصدَق – لا يعرف كيف يُدبر الطبيعة. تفرط البشرية في تطوير الطبيعة، وفي استهلاكها، وتلوثها بشدة، لدرجة أن الموارد الطبيعية تصبح الآن غير كافية بشكل متزايد. علاوة على ذلك، لا الماء الذي يشربه الناس، ولا الطعام الذي يأكلونه، ولا الهواء الذي يتنفسونه، خاليًا من السم. عندما خلق الله الطبيعة في البداية، كانت جميع الكائنات الحية، والطعام، والهواء، والماء، نظيفة وخالية من السم، لكن البشرية سممت هذه الأشياء كلها، بعد أن أعطى الله الطبيعة للبشرية لتدبيرها. الناس أنفسهم هم من عليهم "الاستمتاع" بهذه الأشياء. فكيف يمكن للناس ألا يعترفوا بالهزيمة؟ خلق الله مثل هذا العالم الجميل للبشر، وتركهم يدبرونه، لكن كيف دبروه؟ هل يعرفون كيف يدبرونه؟ أساء البشر استخدامه لدرجة أنه فسد تمامًا – لم تسلم المحيطات، ولا الجبال، ولا الأرض، ولا الهواء، ولا حتى طبقة الأوزون في السماء؛ لقد خربت جميعها. من سيتحمل في النهاية العواقب الضارة لكل هذا؟ (الناس). إنها البشرية نفسها. الناس أغبياء إلى أبعد الحدود، لكنهم يعتقدون أنهم عظماء ولا يعترفون بالهزيمة! لماذا لا يعترفون؟ إذا سُمِح للبشرية بالاستمرار في تدبير الأمور بهذه الطريقة، فهل ستعود الطبيعة إلى ما كانت عليه في الأصل؟ لن تعود أبدًا. إذا اعتمدت البشرية على هذه العقلية المتمثلة في عدم الاعتراف بالهزيمة، فسيزداد العالم والطبيعة سوءًا وفظاعة وقذارة تحت تدبيرها. ماذا ستكون العواقب النهائية؟ سوف يموت الجنس البشري في هذه البيئة التي دمرها. إذًا، من يستطيع تغيير كل هذا في النهاية؟ الله يستطيع. إذا كان الناس قادرين على القيام بذلك، فيمكن أن يتقدم أحدهم ويحاول تغيير الوضع الحالي للعالم، لكن هل ثمة من يجرؤ على تحمل هذه المسؤولية؟ (كلا). فلماذا الناس لا يعترفون بالهزيمة؟ لا يستطيع الناس حتى حماية الماء الذي يشربونه. لم تُدمّر الطبيعة بفعِل الأسود أو النمور، فضلًا عن الطيور، أو الأسماك، أو الحشرات. إنما كان البشر أنفسهم هم من خربوها ودمروها. سيحصد الناس في النهاية ما زرعوه. هل ثمة أي طريقة لتغيير الأمور الآن؟ لا يمكن تغييرها. يمكن القول يقينًا إن الله إن لم يفعل كل هذه الأمور، فإنَّ البيئة التي تعيش فيها البشرية جميعها لم تكن لتزداد إلا سوءًا على سوء، وفظاعة على فظاعة؛ لم تكن لتتحسن. الله وحده يستطيع أن يغير هذا كله. إذا كانت البشرية لا تعترف بالهزيمة، فهل هذا مقبول؟ هل يمكنك تغيير هذه البيئة؟ لقد مُنِحت بيئة صالحة، لكن كل ما يمكنك فعله هو تدميرها؛ أنت لا تحميها. ما السلسلة الغذائية للعالم بأسره؟ هل تفهمها البشرية؟ كلا، لا تفهمها. على سبيل المثال، الذئاب حيوانات شرسة. إذا قتل البشر كل الذئاب، فسوف يعتقدون أنهم تغلبوا على الطبيعة. مع هذا النوع من العزيمة، وهذا النوع من الحالة المعنوية، وعقلية الارتقاء إلى مستوى التحدي، تبدأ البشرية في اصطياد الذئاب على نطاق واسع. وعندما يقتل البشر معظم الذئاب في منطقة من الأراضي العشبية، يعتقدون أنهم تغلبوا على الطبيعة وتغلبوا على هذا النوع الذي هو الذئاب. وفي الوقت نفسه، يعلقون جلود الذئب في بيوتهم، ويرتدون أثوابًا وقبعات مصنوعة من جلود الذئاب، ويضعون جلود أشبال الذئاب على رؤوس خناجرهم. يلتقطون الصور ويقولون للعالم بأسره: "لقد تغلبنا على هذا النوع الذي كان يمثل تهديدًا للبشرية – الذئاب!". أليس رضاهم عن أنفسهم سابقًا لأوانه بعض الشيء؟ فمع وجود عدد أقل من الذئاب، يبدو ظاهريًّا أن حياة البشر وبعض الكائنات الحية الأخرى غير مهددة، لكن ما العواقب التي ستترتب على ذلك؟ على البشرية أن تدفع ثمنًا غاليًا مقابل ذلك. ما الثمن الذي يجب أن تدفعه؟ يتضاءل عدد الذئاب عند قتل أعداد كبيرة منها. بعد ذلك مباشرة، تبدأ جميع أنواع الأرانب، والفئران، وكل حيوان آخر تأكله الذئاب في الأراضي العشبية، في التكاثر على نطاق واسع. عندما تزداد أعداد هذه الحيوانات، ما النتيجة الأولى؟ (يختفي العشب). يقل العشب أكثر فأكثر. وعندما يتناقص العشب، يزداد تناقص الغطاء النباتي للأرض. وعند وجود عدد مفرط من هذه الحيوانات، فإنها تحتاج إلى تناول كميات كبيرة من العشب، ولا يتناسب معدل نمو العشب مع عدد الحيوانات آكلات العشب. عندما لا يتحقق التناسب بين هذه الأمور، ماذا يحدث؟ (التصحر). نعم، التصحر. عندما تخلو الأرض من الغطاء النباتي للأرض، تبدأ في التحول إلى رمال وتصبح تدريجيًّا منطقة رملية. معظم النباتات لا تغرس جذورها في الرمال أو تتكاثر فيها، لذلك تنمو الأراضي الرملية بسرعة وتتوسع أكثر فأكثر، وفي النهاية تصبح جميع الأراضي العشبية صحراء. وبعد ذلك، ستبدأ الصحراء في التعدي على المناطق التي يعيش فيها الناس؛ فما أول شعور سينتابهم؟ قد لا يشعر الناس بالخوف عندما يرون أن مساحة الصحراء قد ازدادت، لكن عندما يأتي اليوم الذي تهب فيه عاصفة رملية، ما الضرر الذي سيلحق بالبشرية؟ في البداية، سوف يتطاير الغبار. وبعد ذلك، عندما يأتي موسم الرياح، لن يتمكن الناس حتى من فتح أعينهم، لشدة تطاير الرمال. ستُغطي الرمال أجسادهم، وستمتلئ بها أفواههم. وفي الحالات القصوى، قد تغمر الرمال المنازل، أو الماشية، أو الأشخاص القريبين من الصحراء. هل يستطيع الناس إيقاف الرمال؟ (كلا). لا يستطيعون إيقافها، لذا عليهم التنقل، والتراجع أكثر فأكثر نحو الداخل. في النهاية، ستصبح الأراضي العشبية أصغر فأصغر، وتصبح الصحراء أكبر فأكبر، وسيقل كثيرًا عدد الأماكن التي يمكن للبشرية أن تعيش فيها. فهل ستكون البيئة التي يعيش فيها الناس أفضل أم أسوأ؟ (أسوأ). كيف حدثت هذه النتيجة التي يجب عليهم تحملها؟ ما الذي تسبب فيها؟ (قتل الذئاب). بدأ الأمر عندما قتلوا الذئاب. كان ذلك شيئًا صغيرًا غير ملحوظ. إذا كان الناس لا يفهمون كيف يتبعون هذا النظام، ولا يفهمون كيف يحمونه، فما العواقب التي ستترتب على ذلك في النهاية؟ ستبيد الرمال الناس. أليست هذه كارثة مريعة؟ قتل الذئاب هو نوع من السلوك، لكن ما الشخصية التي تقع في القلب منه؟ ما جوهر هذه الشخصية؟ ما دافعها للقيام بهذا؟ ما طرق تفكير الناس التي تؤدي إلى هذا النوع من السلوك؟ (الرغبة في إخضاع الطبيعة). هذا صحيح، يريدون إخضاعها. يعتقد الناس أن الذئاب هي العدو الطبيعي للبشرية. تُشكّل الذئاب تهديدًا للبشرية، وتأكل الناس دائمًا. الذئاب ليست شيئًا جيدًا. يذمُّ الجنس البشري الذئاب بهذه الطريقة، ثم يحاول إخضاعها والقضاء عليها بحيث لا يتبقى حتى ذئب واحد. عندئذ، يمكن أن تعيش البشرية في راحة واطمئنان، ولن تكون مهددة على الإطلاق. يبدأ الناس في قتل الذئاب بناء على هذا الدافع. ما الذي يملي هذا؟ تمليه عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة. لا تعرف البشرية كيفية إدارة الذئاب أو تنظيمها بشكل صحيح، وبدلًا من ذلك، هم دائمًا يريدون قتلها والقضاء عليها. إنهم يريدون عكس هذا النظام وتحويله إلى نظام آخر. ما النتيجة؟ تغمر الرمال الناس. أليس هذا ما ينتج؟ (بلى). هذا ما ينتج. من بين الجنس البشري بأسره والعالم بأسره الذي خلقه الله، في ركن صغير من الكوكب – والذي قد لا يكون في نظر الله أكبر من حبة الفول السوداني – وقعت هذا الحادثة الصغيرة، لكن الناس لا يستطيعون حتى رؤيتها بوضوح. ما زالوا ينافسون الطبيعة، وينافسون الله، ولا يعترفون بالهزيمة! ما النتيجة التي تترتب على عدم الاعتراف بالهزيمة؟ (الدمار). إنهم يجلبون الدمار لأنفسهم! هذه الحقيقة قائمة الآن. وبعد حدوث هذه النتيجة، كيف يمكن للبشرية إصلاح الأمر؟ (لا يمكنهم). لا يمكنهم إصلاحه. بعض المنظمات الاجتماعية والناس أصحاب القلوب الطيبة، الذين يقومون بأنشطة المصلحة العامة، ينهضون ويطالبون الناس بالحفاظ على نظام بيئي متوازن. إن دافعهم وسبب قيام بذلك صحيح، وما يطالبون به صحيح أيضًا. هل يستجيب أحد؟ (كلا). الحكومة أيضًا لا تتخذ أي إجراء؛ لا أحد يلتفت إلى هذه المشكلة. يعرف الناس سبب المشكلة، لكن بعد أن ينظروا إليها قليلًا كمتفرجين، يقف الأمر عند هذا الحد. يظلون يقتلون الذئاب كما كانوا يفعلون سابقًا. يقول أحدهم: "إذا واصلت قتلهم على هذا المنوال، فسوف تُدفن يومًا ما في الرمال"، لكنهم يجيبون: "فلأدفن إذًا. لن أكون الوحيد. ما الذي يدعو إلى الخوف؟". ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية عديمة الحس وتفتقر إلى التفكير؛ ليس لديها إنسانية. من منا لا يخاف الموت؟ فكيف يمكنهم أن يقولوا مثل هذا الشيء الوقح؟ إنهم لا يعتقدون أن شيئًا كهذا سيحدث. يفكرون: "الأرض ضخمة. إلى جانب الصحاري، هناك جبال وغابات. هل يمكن تدميرها جميعًا بهذه السرعة؟ ما يزال هناك متسع من الوقت! لم نقتل سوى عدد قليل من الذئاب، وتحولت بعض الأماكن إلى صحراء، وأنت خائف إلى هذا الحد؟ إذا كان يجب قتلهم، فلا بد أن نقتلهم". أليس هذا غباءً؟ لقد قتلوا بعض الذئاب، وبعد عشرين عامًا أو ثلاثين فحسب، ثمة امتداد من الأراضي العشبية الخضراء قد تغيَّر تمامًا. لو أنَّ الناس نثروا بعض بذور الحشائش على هذه الأرض، أو زرعوا نباتات مناسبة للنمو في الصحراء؛ لو كانوا قادرين على تغيير هذه البيئة، لعوضت البشرية عن أخطائها ولن يكون الأوان قد فات، لكن هل الأمر في الواقع الأمر بهذه البساطة؟ إن النظام الذي وضعه الله هو الأفضل والأنسب. ينبغي أن يتبع الناس هذا النظام من أجل الحفاظ على وجود الأرض، وحتى تتمكن هذه الحيوانات والنباتات والجنس البشري من الاستمرار في العيش عليها، مع تدبر كل كائن لأمره جيدًا جدًا، والتعايش معًا بطريقة تجعل بعضها تكافليًا مع بعض، وفي الوقت نفسه، مقيِّدًا لبعض. إذا لحق الدمار بجزء واحد منه، فقد لا ترى أي عواقب في غضون عشر سنوات، لكن عندما تشعر حقًا بالعواقب بعد عشرين عامًا، لن يتمكن أحد من إلغاء ما حدث. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الله إذا لم يقم بتغييرات هائلة، فمن تلك النقطة فصاعدًا، ستصبح البيئة التي يعيش فيها الجنس البشري أسوأ فأسوأ. لن تتطور في اتجاه جيد. هذه هي النتيجة. ما مصدر هذه النتيجة؟ المصدر هو عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة، التي تمدحها البشرية، والتي هي أول مظهر من مظاهر النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة. حسبما يرى الناس، النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة، قول "عظيم" و"مقدس"، لكن التأثير الأول للفكرة التي ينتجها هذا القول على البشر هو أنه يجلب عليهم مثل هذه العواقب الضارة الكبرى. يفكر الناس: "أليس ثمة نظام للعالم الطبيعي؟ لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لي. ألا يقول الناس إنه مقدس ولا ينبغي تدميره؟ حسنًا، سأدمره، وسنرى ما سيحدث فحسب!". النتيجة الضارة التي "تستمتع بها" البشرية اليوم هي آخر شيء تريد رؤيته. هذه هي الطريقة التي تظهر بها نتيجة "سنرى ما سيحدث"؛ إنها موضوعة أمام البشرية لكي تراها. لقد رأى الجميع مشاهد "نهاية الأزمنة". ألم يحصلوا على ما يستحقونه؟ لقد جلبوا هذا على أنفسهم.

أول مظهر من مظاهر النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة هو عدم الاعتراف بالهزيمة. ما العواقب التي يجب أن يتحملها الناس؟ كارثة مريعة. إنهم يحصدون العواقب الضارة لأفعالهم؛ باللغة الدارجة، هم ينالون ما طلبوه، ويحصلون على ما يستحقونه! أنتم تعرفون الآن ما إذا كانت هذه العبارة صحيحة بالفعل، وما إذا كانت هي الحق، أليس كذلك؟ هل هذه العبارة هي الحق؟ (كلا). إنها ليست الحق. لنفترض أن غير المؤمنين يقولون ثانية: "نحن أناس، لذلك يجب أن يكون لدينا قدرٌ من العزم. يجب أن يكون لدينا جَلَد!". أنت تفكر في الأمر وتقول: "هذا صحيح جدًا. نحن كمؤمنين نتحدث دائمًا عن الخضوع. أليس هذا افتقارًا إلى الاستقلالية؟ أليس هذا ضعفًا شديدًا؟ ينبغي أن يكون لدينا قدر من الروح المعنوية والجَلَد في سلوكنا الذاتي". هل تفكر بهذه الطريقة؟ إذا قبلت الأشياء التي قلتها اليوم، فلن تفكر بهذه الطريقة أبدًا. بل على العكس قد تقول: "البشر قضية خاسرة. لا عجب أن الله يكرههم. لقد تجاوزت البشر بالفعل مرحلة استخدام العقلانية معهم". أنت لن تقبل هذا النوع من الأفكار. حتى لو لم يكن لديك رد مضاد مناسب، أو لم يكن من المناسب النقاش مع هؤلاء الناس، فأنت تعلم في قلبك أن آراءهم ليست الحق على الإطلاق. مهما رأى الناس هذا النوع من الأفكار إيجابيًّا، ومهما كان عدد ما في هذا العالم من بشر يدافعون عنها ويروجون لها، فأنت لن تتأثر بها. على العكس من ذلك، سوف تنبذها وتحتقرها. لقد انتهيت من عقد الشركة عن أول مظهر من مظاهر النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة. كنت قد بدأت بعقد الشركة عن الحق، كيف خرجت عن الموضوع؟ ما أعتقده هو: إذا كان ما تأخذونه من شركتي يقتصر على تعريف أو مفهوم، فلن تفهموا أبدًا ما الأجزاء الصحيحة وغير الصحيحة من هذه الفكرة. سوف تختلط عليكم الأمور؛ ستعتقدون أحيانًا أن هذا النوع من الأفكار صحيح، وتعتقدون أحيانًا أن هذا النوع من الأفكار خطأ، لكن لن يكون واضحًا لكم ما الخطأ فيها أو ما الصحيح. علاوة على ذلك، ستمارس غالبًا وفقًا لهذا "المبدأ"، وستكون دائمًا مشوش الذهن. إذا كنت لا تستطيع الرؤية بوضوح، فلن تتمكن من التخلي عن هذا النوع من الأفكار. وإذا كنت لا تستطيع التخلي عنها، فهل يمكنك ممارسة الحق على الإطلاق؟ هل يمكنك أن تعبد الله وتتبع كلامه بوصفه الحق قطعًا؟ كلا، ليس قطعًا. ستكون قادرًا فقط على أن تفكِّر نسبيًّا أو أحيانًا في أن كلام الله صحيح، أو أن كلام الله صحيح دائمًا، وتتمسك بذلك من حيث التعاليم. لكن إذا كنت لا تزال متأثرًا ومنزعجًا مما يسمى بالمعرفة، وبهذه الكلمات التي تبدو صحيحة لكنها في الواقع كاذبة، فإنَّ كلمات الله ستكون دائمًا صحيحة نسبيًّا بالنسبة لك، بدلًا من أن تكون الحق المطلق.

ب. تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل

المظهر الثاني للنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة هو تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل. إن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل هو أيضًا شكل من أشكال التفكير، وهو عقلية، وموقف تجاه الأشياء التي يدافع عنها أهل الدنيا. في المجتمع وفي العالم، هو طريقة تفكير إيجابية نسبيًّا، وتعتقد البشرية أنه طريقة متفائلة نسبيًّا، ومتطلعة إلى الأمام، وإيجابية. ما الذي نريد تشريحه، إذًا؟ ما السيء بشأن تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ لماذا هو ليس بالحق؟ لا علاقة له أساسًا بالحق. ماذا أعني عندما أقول إنه لا علاقة له بالحق؟ أعني أنك إذا أردت أن تمارس الحق، فينبغي أن تفعل ذلك بالكامل وفقًا لمبادئ كلام الله، ووفقًا للمعايير والتفاصيل المحددة التي يطلبها الله. ينبغي ألا تخلط بين المواقف والآراء تجاه القيام بالأشياء، وبين أساليب ووسائل ما يُسمى بأيديولوجيات الإنسان، وعقلياته، ونزاهته. كلام الله هو الحق، ولا علاقة له بهذه الأمور. فلماذا يُعتبر تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل أمرًا سيئًا؟ لماذا أقول إنه ليس الحق؟ ألا يستحق هذا التشريح؟ (بلى، إنه يستحق). لنبدأ بشرح المعنى الحرفي للعبارة؛ وعندئذ سيكون من الأسهل فهمها. تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل يعني أن تكون قادرًا على تحمُل كل الخزي، والألم، والإهانة، من أجل مسؤولياتك أو أعبائك أو المهمة التي تقوم بها وتقبلها. هذا هو المعنى الأساسي لهذه العبارة. إذًا، في أي بيئات ومواقف يستخدم المرء هذه العبارة عادةً؟ إذا قال أحد إن شخصًا ما يتحمل الإذلال ويحمل عبئًا ثقيلًا، فهل هذا الشخص حاليًا في ظرف اكتملت فيه مهمته، وقد حقق الهدف الذي كان يريد تحقيقه؟ (كلا). لذا، عندما يتحدث المرء عادةً عن تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل، فإنه يشير إلى شخص ما عديم الأهمية، وفي وضع لا يملك فيه على الإطلاق أي مكانة أو هالة، فضلًا عن أي سلطة. إنه في وضع كهذا، لكنه لا يزال بحاجة إلى تحمُل مسؤولياته، وتحمُل المهمة التي يحتاج إلى إتمامها، دون إحباط، ودون تنازل، ودون استسلام. أليس هذا أيضًا نوعًا من العقلية؟ على ماذا تُركّز هذه العقلية؟ إنها تركز على "تحمُّل" و"حمل". "التحمُّل" يعني أن يكون المرء صابرًا وأن يصمد في مواجهة أمر ما. وفي الوقت نفسه الذي يتحمل فيه أمرًا ما، يجب أن يحمل على عاتقه عبئًا ومسؤولية ثقيلين، وألا يفشل في الوفاء بتوقعات الجميع، وألا يخذل الشخص الذي ائتمنه على هذه المهمة. ما نوع هذه العقلية؟ (المثابرة). إنها تنطوي على هذا المعنى، لكنه المستوى الأبسط من المعنى والأكثر سطحية. ماذا يوجد أيضًا؟ دعنا نحلل الأمر بهذه الطريقة. ماذا يعني "الإذلال" في عبارة "تحمُل الإذلال"؟ (الإهانة والخزي). إنه عندما يقوم جميع المحيطين بهذا الشخص بأن يُشعِروه بالخزي وبأنه عانى من إهانة. ما السلوكيات التي تُخزي الناس على وجه الخصوص، وتُشعِرهم بأنهم عانوا من إهانة؟ (السخرية منهم، والتشهير بهم، وإبداء ملاحظات لاذعة عنهم). هذا صحيح: السخرية منهم، والتشهير بهم، وكذلك الاستهزاء بهم، والعبث بهم، والإدلاء بملاحظات لاذعة عنهم. إذًا، ما معنى "عبء ثقيل" في عبارة "حمل عبء ثقيل"؟ (مسؤولية وتكليف). ماذا تشمل المسؤولية والتكليف؟ إنهما يشملان نوعًا من المُهمة والحِمل ثقيل؛ قد يكون هذا الحِمل الثقيل هو ما عهد به آخرون إلى شخص ما، أو قد يكون هدفًا يكافح شخص ما من أجل الوصول إليه، أو مُهمة خاصة به هو بنفسه. ما أنواع المهام التي يعتقد الناس أنهم يقومون بها؟ (تشريف أسلافهم، والتفوق على الآخرين). (أن يكونوا صفوة الناس). هذه كلها أمثلة، وهي أساسًا طموحات الناس. من أجل تحقيق هذه الأهداف وتجسيدها، في ظل في ظروفهم الراهنة، يستطيع الناس تحمل الإهانات، والسخرية، والتشهير، والملاحظات اللاذعة، وحتى استهزاء المحيطين بهم. ماذا يدفعهم إلى تحمُل هذا كله؟ على سبيل المثال، ثمة شخص يطمح إلى أن يصبح جنرالًا كبيرًا في الجيش. قبل أن يحصل على السلطة، يأتي يوم تقوم فيه مجموعة من البلطجية بإذلاله، قائلين: "أنت؟ جنرال في الجيش؟ في هذه المرحلة، ليس لديك حتى حصان؛ كيف يمكنك أن تكون جنرالًا؟ إذا كنت تريد أن تكون جنرالًا، فازحف بين ساقيّ أولًا!". ينفجر جميع الناس الموجودين بجانبه في الضحك. يفكر مليًا للحظة: "لا عيب في رغبة المرء أن يكون جنرالًا في الجيش. لماذا يستهزؤون بي ويسخرون مني؟ لكن لا يمكنني أن أتهور وأعرض قدراتي الآن. وانطلاقًا من كيفية سير الأمور اليوم، إذا لم أفعل ما يقولون، فسوف يضربونني، وإذا لم تسر الأمور على ما يرام، فقد أفقد حياتي. فكيف سيمكنني أن أكون جنرالًا؟ من أجل تطلعاتي، فإن الزحف بين ساقيّ البلطجي لا شيء. سأظل كما أنا، أليس كذلك؟". وعندئذ، يجثو على ركبتيه، ويضع يديه على الأرض، ويزحف مثل كلب بين ساقيّ هذا البلطجي. وبينما يزحف، يصعب على قلبه أن يتحمل، ويتألم قلبه كأنما طُعِن بسكين؛ ثمة كراهية في قلبه! ويفكر: "في يوم ما، عندما أصبح جنرالًا بالفعل، سأقطعك إلى مليون قطعة!". هذا ما يفكر فيه في قلبه، لكن في الظاهر يجب أن يتحمل؛ لا يمكنه أن يسمح للآخرين برؤية ما يفكر فيه. وبعد أن يزحف بين ساقيّ البلطجي، تشعر مجموعة البلطجية بالرضا ويتركونه، بعد ركلة واحدة سريعة تبعده عن الطريق. ينهض، ويمسح التراب عن نفسه، وهو حتى يقول: "ركلة جيدة. سأناديك بـ"الرئيس" من الآن فصاعدًا". ما يفكر فيه داخليًّا وما يظهره خارجيًّا مختلفان تمامًا أحدهما عن الآخر. كيف يمكنه القيام بذلك؟ لديه هدف واحد فقط: "أحتاج إلى مواصلة الحياة. أتحمل كل هذا حتى يأتي يوم أصبح فيه جنرالًا، وأصبح صفوة الناس. الأمر يستحق أنا أكابد هذه المشقة وهذا الإذلال اليوم. غدًا ينبغي أن أعمل بجدية أكبر، وأن أبذل جهودًا سعيًّا لتحقيق هدفي. ومهما كانت الصعوبات التي أواجهها، ومهما بلغت المعاناة والإهانة التي أتحملها، فلا بد أن أصبح جنرالًا! وبعد أن أُصبح جنرالًا، فإن أول شيء يجب أن أفعله هو قتل هذا الأحمق، والتعويض عن إذلالي بالزحف بين ساقيه!". بغض النظر عما إذا كان سيصبح جنرالًا في المستقبل أم لا، فإن "التحمل" هو مبدأه الأعلى في تلك اللحظة. هل ثمة أي استراتيجيات أو مخططات سرية متأصلة في هذا؟ (بلى). ثمة مخططات سرية. إنه يتحمل لأنه لا يوجد شيء آخر يمكنه فعله؛ فما الغرض من ذلك؟ أن يتمكن في يوم ما من التعويض عن كل هذه الإهانة. يعتمد تحمله على أقوال مثل: "لا يأس مع الحياة"، و"لا يفوت الأوان أبدًا على رجل نبيل ليأخذ بثأره"؛ هذه كلها مخططات. هذه المخططات هي التي دفعته إلى تحمُل إذلال الزحف بين ساقي البلطجي. ومن هذه اللحظة فصاعدًا، تزداد الرغبة في قلبه أن يصبح جنرالًا وتصبح أشد؛ لن يستسلم مطلقًا. إذًا، من أجل ماذا كان ما تحمله من إهانة وإذلال؟ هل كان ذلك للحفاظ على قضية عادلة، أو للحفاظ على كرامة حقيقية؟ لقد فعل ذلك من أجل طموحه الجامح. وهل هذا إيجابي أم سلبي، إذًا؟ (سلبي). انطلاقًا من هذا المستوى من المعنى، فإن هذا "التحمُل" كان مدفوعًا تمامًا بمصلحة شخصية ورغبة وطموح جامح. هل ثمة حق في هذا التحمُل؟ (كلا). إذا لم يكن ثمة حق، فهل ثمة إنسانية طبيعية؟ (كلا). ليس هذا عادلًا، ولا مستقيمًا، فضلًا عن أن يكون بلا عيب؛ إنه مليء بالرغبة، والمخططات والحسابات السرية؛ إنه ليس إيجابيًا.

إن نوع تفكير وعقلية تحمُّل الإذلال وحمل عبء ثقيل الذي يدافع عنه هذا الجنس البشري الشرير، يشبه في الأساس القصة التي حكيتها للتو، والتي فيه أنه إذا أراد شخص ما أن ينجز أمورًا كبيرة، فلا بد أن يكون قادرًا بالضرورة على تحمُل ما لا يستطيع الشخص العادي تحمله. إلامَ يشير هذا التحمُل بشكل أساسي؟ (تحمُل الخزي). كلا. هل الأمور التي يتسبب هذا التحمل في أن يعيش الناس بحسبها صادقة أم كاذبة؟ (كاذبة). هذه هي النقطة المهمة. الأمور التي يعيش الناس بحسبها، والكلمات التي يقولونها، والسلوك الذي يظهرونه من أجل تطلعاتهم طموحاتهم الجامحة كلها زائفة، وكلها لا إرادية؛ فكل هذه الأمور مدفوعة بالشرط المُسبَق المتمثل في كل هذه الرغبات، والمصلحة الذاتية، وما يُسمى بطموحات الناس وأهدافهم. هذه الأمور التي يعيش الناس بحسبها، كلها تدابير مؤقتة؛ ليس فيها جزء واحد صادق أو حقيقي؛ ولا جزء واحد مكشوف، أو مفتوح، أو صريح؛ كلها تدابير مؤقتة. أليست هذه كلها مخططات مخادعة؟ التدابير المؤقتة هي عندما يتحمل الناس أمرًا ما مؤقتًا بهذه الطريقة؛ يقولون مؤقتًا كلمات لطيفة، ومتملقة، وخادعة؛ ويخفون هويتهم الحقيقية ونفسيتهم، وأفكارهم، وآرائهم، وحتى الكراهية في الوقت الحالي، ولا يدعون الشخص الآخر يراها. إنما يريدون أن يرى الشخص الآخر ذلك الجانب الضعيف لديهم والعاجز، والواهن والخوَّاف. إنهم يخفون وجههم الحقيقي تمامًا؛ لماذا يفعلون ذلك؟ إنهم يفعلون ذلك حتى يتمكنوا يومًا ما من بناء قضية كبيرة، وأن يصبحوا صفوة الناس، ويسيطرون على الآخرين، ويهيمنوا عليهم. ماذا ينكشف عندما يمارس الناس عبارة "تحمُل الإذلال وحِمل عبء ثقيل" ويظهرونها؟ هل الأشخاص الذين يفعلون ذلك لديهم موقف صادق؟ هل لديهم فهم حقيقي لأنفسهم، وندم حقيقي بشأنها؟ (كلا). على سبيل المثال، يقول آخرون: "أيرغب شخص مثلك أن يكون جنرالًا؟". يتأمل في الأمر مليًّا، ثم يقول: "لا أستطيع أن أفعل ذلك. لن أكون جنرالًا. كنت أمزح فقط". هل الكلمات التي يقولها صادقة أم كاذبة؟ (كاذبة). ماذا يفكر في قلبه؟ "لا يمكن أن يصبح جنرالًا إلا شخص مثلي!". هذا ما يفكر فيه في قلبه، لكن هل يمكنه أن يقول ذلك بصوت عال؟ (كلا). ولم لا؟ حتى يتجنب التعرُض للضرب، ولإخفاء قدراته الفعلية، يقول: "كنت أمزح فقط. أنا لست جريئًا لدرجة أن أريد أن أكون جنرالًا بالفعل. أنت أليق بأن تكون في رتبة جنرال أول؛ أنت قائد عام مستقبلي. هذا أعلى حتى من رتبة الجنرال!". هل هذه الكلمات حقيقية؟ (كلا). أين كلماته الحقيقية؟ (في قلبه). هذا صحيح، إنه يحتفظ بكلماته الحقيقية في قلبه، ولا يقولها بصوت عال. لماذا لا يقولها بصوت عال؟ ذلك لأنه يخشى من أن يُضرب إذا فعل ذلك، لذا لا يقولها ولا يكشف عنها. إنه لا يسمح لأي شخص بمعرفة ذلك، ويخفي قدراته الحقيقية إلى الأبد. ماذا يعني إخفاء المرء قدراته الحقيقية؟ إنه عندما لا يسمح شخص ما للآخرين برؤية قدراته الحقيقية؛ فهو يخفي هذه القدرات ولا يسمح لها بالظهور، ليمنع الآخرين من الحذر والتصرف بما يخالف مصالحه. أليس هذا أيضًا هو المعنى الحقيقي للنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ (بلى، إنه كذلك). النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؛ وتحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل؛ وعدم نسيان المرء أبدًا لأهدافه، ورغباته، وكراهيته؛ وعدم السماح للناس أبدًا برؤية وجهه الحقيقي وقدراته الفعلية. بعض الناس القادرين لا يقولون الكثير حين يكونون بين مجموعة من الناس؛ فهم هادئون ومتحفظون، وحتى وإن قالوا شيئًا ما، فإنهم لا يكشفون إلا عن نصف ما يفكرون فيه. دائمًا ما يحار الآخرون في استيعاب ما يريدون قوله بالفعل أو فهمه، ويفكرون: "لماذا يتحدثون بمثل هذه الطريقة الغامضة؟ لماذا يصعب عليهم قول شيء من القلب؟ ماذا يحدث هنا؟". في الواقع، لديهم أفكار في قلوبهم لا يعبرون عنها، وفي داخل ذلك تكمن شخصية فاسدة. ثمة آخرون لا يتحدثون بهذه الطريقة، لكنهم عندما يفعلون أشياء، دائمًا ما يخفون المدى الحقيقي لقدراتهم. ما الهدف من إخفاء المدى الحقيقي لقدراتهم؟ إنهم يخشون أن يشعر الناس القادرون أو الشخصيات المهيبة بالغيرة إذا هم رأوه، ويضايقونهم، ويؤذونهم. في المجموعات، أليس الأشخاص الذين يجاملون الآخرين دائمًا، ويتحدثون دائمًا عن الآخرين بالخير، ويقولون دائمًا إن أي شخص آخر أفضل من أنفسهم، هم أكثر أنواع الناس شرًا؟ (بلى). أنت لا تعرف أبدًا ما هم عليه حقًا من الداخل. من الخارج، ترى أنهم لا يتحدثون عن الأمر، لذلك تعتقد أنهم بلا طموحات جامحة، لكنك في الواقع على خطأ. بعض هؤلاء الناس هم أناس يتحملون الإذلال ويحملون عبئًا ثقيلًا. الأمر يشبه ما يحدث في الأفلام، حيث توجد غالبًا مشاهد على هذا النحو: بعض الناس يفعلون أمورًا صالحة في كثير من الأحيان عند وجودهم خارج المنزل، والملابس التي قديمة وبالية، ودائمًا ما يتعرضون للمضايقات عند وجودهم في مجموعات؛ هذا هو ما هم عليه أمام الآخرين. لكن فور وصولهم إلى المنزل، يذهبون إلى غرفة سرية. ثمة خريطة مُعلقة على الحائط في هذه الغرفة السرية، وقد زرعوا بالفعل مخبرين لمراقبة الأمور في ثمانين بالمائة من المواقع الموجودة على الخريطة. ومع ذلك، يظل الناس الذين يتفاعلون معهم بشكل متكرر يضايقونهم، دون أن يكون لديهم أي فكرة عن أن لديهم هذه الطموحات الجامحة. في يوم ما، عندما تكون جميع المواقع الموجودة على الخريطة تحت سيطرتهم ويتحقق هدفهم بالكامل، سيغدو الناس الذين كانوا يضايقونهم مبهوتين تمامًا، ويقولون: "لقد اتضح أن هذا الشخص إبليس؛ طموحاته مفرطة للغاية! ظل يتظاهر لسنوات عديدة. لم يره أحد على حقيقته". يقول: "ما فعلته هو تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل. لو لم أتحمل بهذه الطريقة ولم أضللكم، ولو أخبرتكم بكل شيء، فهل كنت سأتمكن من تحقيق مثل هذه المهمة الكبيرة؟". ما الصفات المشتركة بين الأشرار وبين من لديهم طموحات متطرفة؟ أحد الجوانب أن قدرتهم على التحمُل والمثابرة تتجاوز قدرة الناس العاديين وأيضًا، تتجاوز مخططاتهم السرية مخططات الناس العاديين، وإذا تفاعل معهم الشخص العادي، فسيتلاعبون به. ماذا يعني التلاعب بالشخص؟ هذا يعني أن لا أحد يراهم بوضوح. كل ما يمكنهم رؤيته هو الأشياء التي يقولونها ويفعلونها في الظاهر. لا تظن أنك ستتمكن من العثور على أي تلميحات حول ما يفكرون به في أعماقهم من خلال ما يفعلونه ويقولون. أليس هذا تلاعُبًا من جانبهم؟ القدرة على التحمل والمثابرة كلمتان إيجابيتان في حد ذاتهما، لكن مخططاتهم السرية جعلت من قدرتهم على التحمل ومثابرتهم كلمتين سلبيتين. لديهم أيضًا رغبات وطموحات جامحة بدرجة أكبر مما لدى الناس العاديين. الشخص العادي لديه رغبات وطموحات جامحة، لكن عندما يشعر أنه لا يستطيع الحصول على شيء ما، فإنه يتخلى عنه ولا يرغب في مكابدة المعاناة. وإلى جانب ذلك، فالشخص العادي دائمًا صريح بشأن من يريد محاربته؛ ليس لديه مخططات سرية. لكن الأشرار من هذا النوع لديهم طموحات متطرفة، ودائمًا ما ينفذون مخططات سرية ومؤامرات مخادعة. لن يتخلوا في أي وقت عن طموحاتهم ورغباتهم؛ سوف يقاتلون حتى النهاية؛ حتى الموت.

تحكي الكتب المدرسية قصة جوجيان، ملك مملكة يوي، وكيف نام على فروع الشجر وتجرع المرارة. الآباء والأمهات أيضًا يعلمونها لأطفالهم. يفكر بعض الأطفال الذين يسمعون القصة: "يا له من أمر رائع أن تكون شخصًا عاديًّا. لماذا من الضروري للغاية أن تكون لدى الناس مثل تلك الطموحات المفرطة؟ من الذي يمكنه أن يُعرض نفسه لمعاناة النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة؟ هذه ليست معاناة يمكن للناس العاديين الصمود أمامها". وحدهم الناس الذين لديهم طموحات جامحة هم من لديهم العزم على المعاناة على ذلك النحو؛ ثمة مخطط خفي كامن في ذلك. مع ذلك، تدافع البشرية عن عقلية من هذا النوع. على سبيل المثال، ثمة عبارة تقول: "مهما بلغت المشقة والإهانة التي يعانيها الناس، ومهما بلغت فظاعة ظروفهم، فيجب ألا يغفلوا أبدًا عن طموحاتهم". يدافع هذا المجتمع عن أفكار مثل النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة، وتحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل لتحفيز الناس وحثهم على الكفاح من أجل سعادتهم وأهدافهم، فلماذا ننتقد ذلك على أنه خطأ؟ البشرية كلها أفسدها الشيطان. هل يوجد أي فرد من الجنس البشري تتوجه أهدافه نحو الحق، ونحو الاتجاه الصحيح؟ (كلا). لذا، كلما نام البشر على فروع الشجر وتجرعوا المرارة بدرجة أكبر، وكلما تحملوا الإذلال وحملوا عبئًا ثقيلًا، صارت قوى الشيطان أكثر شراسة، ومعارك البشر ومذابحهم أكثر عددًا، وصارت البشرية أكثر شرًّا، والمجتمع أكثر ظلامًا. وعلى العكس من ذلك، إذا كنت قادرًا على طاعة ترتيبات السماء والتوافق مع النظام الطبيعي لكل شيء، وإذا كنت قادرًا على قبول الأمور كما هي، واحترام هذا النظام، وانتظار ترتيبات السماء، فلن تحتاج إلى تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل. أنت بحاجة إلى أن تستيقظ وتعود إلى رشدك. القدرة على طاعة تنظيمات الله وترتيباته هي أمر صحيح. إضافةً إلى ذلك، ينبغي على الناس في كل ما يفعلونه أن يكونوا قادرين على الأقل على القيام بذلك وفقًا لضميرهم، وكخطوة أعلى، أن يكونوا قادرين على القيام بذلك وفقًا للقوانين التي وضعها الله للبشرية. إذًا، هل لا يزال الناس بحاجة إلى ارتداء قناع وتحمل عبء ثقيل؟ (كلا). كلا، ليسوا بحاجة إلى ذلك. هل فهمتم، من خلال هذه الشركة، ما هو بالضبط نوع سلوك تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ هل الهدف من تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل إيجابي أم سلبي؟ (سلبي). لو قال المرء إن شخصًا ما يتحمل الإذلال ويحمل عبئًا ثقيلًا لكي يصبح قائدًا، أو قال إن شخصًا ما يتحمل الإذلال ويحمل عبئًا ثقيلًا من أجل إتمام الإرسالية التي منحه الله إياها ويحصل على مكافأة، أو قال إن شخصًا ما يتحمل الإذلال ويتحمل عبئًا ثقيلًا من أجل السعي إلى أن يُكمَّل؛ فهل هذه الكلمات سليمة؟ (كلا، ليست كذلك). إن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل هي فلسفة شيطانية بالكامل؛ لا يوجد حق في هذا، وفور سماع هذه الكلمات، يبدو بوضوح أنها مُحرَّفة. إذا قال المرء إن شخصًا ما يتحمل الإذلال ويحمل عبئًا ثقيلًا لانتظار ترتيبات الله والخضوع لسيادة الله، فهل هذا قول صحيح؟ (كلا). كيف هو غير صحيح؟ لا يتوافق الاثنان أحدهما مع الآخر؛ فالله لا يحتاج منك أن تتحمل الإذلال، ولا يحتاج منك أن تعاني الإهانة. ما الفرق الجوهري بين تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل كما هو مذكور هنا، وبين إيمان الناس بالله والخضوع له؟ (تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل هو محاولة للتخلص من تنظيمات الله وترتيباته). تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل يعني أن الناس لديهم خططهم الخاصة وطموحاتهم، وأمانيهم، وأهدافهم التي يسعون إليها. وهل تتماشى هذه الأمور مع المعايير التي يطلبها الله من الناس، والأهداف التي وضعها الله لهم كي يسعوا إليها؟ (كلا). لا، لا تتماشى. ما الذي يهدف الناس إلى كسبه لأنفسهم من خلال تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ ما يهدفون إلى كسبه هو المصلحة الذاتية، وهذه لا علاقة لها بالقدر الذي ينظمه الله للإنسان ويسود عليه.

كل من يمارس تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل لديه مقصد وهدف. على سبيل المثال، أول ما يصل خريج جامعي جديد إلى شركة ما لتدريب داخلي، يقول كبار الموظفين: "يجب على خريجي الجامعات الذين يأتون إلى هنا القيام بأعمال متدنية لمدة ثلاث سنوات". يفكر بينه وبين نفسه: "رغم أنني خريج جامعي، لن أستسلم لكم!". يفكر في هذا بينه وبين نفسه، لكنه لا يجرؤ على التعبير عن ذلك بصوت عال. من الخارج، يظل عليه أن يتظاهر بالابتسام؛ وأن يتبع القواعد يوميًّا، وأن يكون مرنًا وخانعًا، ويجب أن يتحمل عندما ينتقده الآخرون. ما هدفه من تحمل هذا؟ هدفه هو أن يتمكن ذات يوم من أن يطلق صيحة انتصار؛ أن يصبح سكرتير المدير أو الرئيس، وأن يتغلب على من ضايقوه. أليس هذا ما يفكر فيه؟ يقول بعض الناس: "هذه هي الطريقة التي من المفترض أن يفكر بها، وما يفترض أن يفعله، وإلا فسيعاني من معاملة الناس السيئة له لبقية حياته. من يريد أن يعاني هكذا؟ علاوة على ذلك، كيف يمكن أن يتدبر الناس أمورهم إذا لم يكن لديهم طموحات؟ الإنسان يكافح للصعود؛ والماء يتدفق للنزول؛ هكذا هي الحياة. الجندي الذي لا يريد أن يكون جنرالًا ليس جنديًّا جيدًا". تصبح هذه الكلمات شعاره، لكنها كلها منطق شيطاني. لا بد أن يتحمل بهذه الطريقة لتحقيق هدفه؛ يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، ويتصرف بأدب واحترام مع الجميع. في أحد الأيام، يقول له رئيسه: "كان أداؤك جيدًا خلال هذه السنوات الثلاث. وبدءًا من الأسبوع المقبل، ستصبح بائعًا". عندما يسمع هذا، يحزن قلبه: "لقد ظللت أكِدُّ لثلاث سنوات لمجرد أن أصبح بائعًا! كنت أظن أنني سأصبح مديرُا تنفيذيًّا للمبيعات!". لكنه يجب أن يعبر عن شكره على الترقية. لم يصل إلى هدفه بعد، لذلك يجب أن يواصل التحمل. يواصل تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، ويتبع رئيسه بكل اجتهاد، مشاركًا إياه في الشرب ومبتسمًا له ابتسامات زائفة، وبعد أن يتحمل ذلك لمدة عشر سنوات، يحقق هدفه أخيرًا. ذات يوم يقول له رئيسه: "لقد قمت بعملك جيدًا. سأقوم بترقيتك إلى مساعد". وعندما يسمع ذلك، يشعر بسعادة كبيرة في داخله؛ فقد نجح أخيرًا! ما هذه النتيجة؟ في نظره، أصبح الآن أعلى من أي شخص آخر. ألم يفعل كل ذلك عن طيب خاطر؟ (كلا). لمن فعل كل ذلك؟ (لنفسه). فعل ذلك لنفسه. لا يوجد في ذلك شيء إيجابي أو شيء يجب تبنيه، فضلًا عن أي شيء يستحق الثناء والإشادة. لكن هذا النوع من العقلية هو ما يدعو إليه المجتمع اليوم – تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، والعيش كسير النفس. إذًا، ما نوع هذه العبارة التي يدافع عنها الناس: "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل"؟ (عبارة سيئة). كيف هي سيئة؟ يتحمل الناس الإذلال وحمل عبء ثقيل بسبب مقاصدهم ودوافعهم فقط، ولإشباع رغباتهم وطموحاتهم الجامحة. لا يفعلون هذا من أجل أهداف صحيحة. لهذا السبب أقول إن لا شيء منها يستحق التبني، ولا شيء منها يستحق الثناء أو الإشادة، ولا يستحق التذكُر بالطبع. دعونا نلقي نظرة أخرى على ما حدث في القصر في العصور القديمة. كان ثمة إمبراطور مات. رأت الإمبراطورة أن ابنها لا يزال صغيرًا وسيكون عاجزًا تمامًا على السيطرة على البلاط إذا اعتلى العرش. لذلك، ولضمان أن ابنها سيحكم بالفعل في منصب إمبراطور، تحملت الإذلال وحملت عبئًا ثقيلًا، وتزوجت من الأخ الأصغر للإمبراطور السابق، وأيَّد كلاهما معًا أحقية ابنها بالعرش. ماذا كان هدفها من تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ كان ذلك من أجل منصب ابنها كإمبراطور. وعندما يصبح منصب ابنها كإمبراطور آمنًا، سيكون وضعها هو وضع الإمبراطورة الأرملة. هذا ما يسمى تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل. ما الإذلال الذي كانت تتحمله؟ لم تظل عزباء؛ فحالما مات الإمبراطور، تزوجت من شقيقه الأصغر على الفور، وهو ما أساء إلى سمعتها. انتقدها الناس وأدانوها من وراء ظهرها، وحتى كُتب التاريخ لا تمنحها تقييمًا إيجابيًّا. هل كانت تبالي؟ في الواقع، وقبل أن تتزوج من صهرها السابق، فكرت في التداعيات، فلماذا نفذت الزواج؟ كان ذلك لضمان منصب ابنها كإمبراطور، وحماية موقعها كإمبراطورة أرملة. هذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تتحمل مثل هذه السمعة السيئة، وتعاني هذه المشقة عن طيب خاطر. هذا يُسمى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. ماذا كسبت من تحمل كل هذه الإهانة؟ ما كسبته كان منفعة أكبر. كان هذا هو هدفها من تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. وفور حصولها على هذه المنفعة الكبيرة، لم تعد كل هذه السمعة السيئة تعني شيئًا. ففي مقابل هذه السمعة السيئة، حصلت على السلطة والمكانة لها ولابنها. فهل كان تحملها الإذلال وحمل عبء ثقيل إيجابيًّا أم سلبيًّا؟ (كان سلبيًّا). إذا نظر المرء إلى سلوكها فقط، فسيجد أنها كانت قادرة على التخلي عن نفسها. ومن منظور ابنها، كان للإهانات والمعاناة التي تحملتها، جانب إيثاري، لذلك يجب أن يمتدحها الناس ويقولون: "يا لها من أم عظيمة!". لكن عند النظر إلى رغباتها، وطموحاتها الجامحة، وهدفها الحقيقي، يجب أن ينتقدها الناس؛ فأفعالها تستحق أن تُدان.

هل يحتاج المؤمنون بالله إلى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ (كلا). إذا قبل الناس كلام الله، وقبلوا دينونته، وتوبيخه، وتهذيبه، وتجاربه، وتنقيته، وقبلوا حتى لعناته وشجبه للناس، فهل يحتاجون إلى تحمل الإذلال تحمل عبء ثقيل؟ (كلا). هذا أمر مؤكد. إن استخدام عبارة "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل" في سياق المؤمنين، غير سليم على الإطلاق ويُشجَب. لماذا من الخطأ استخدام هذه العبارة في هذا السياق؟ كيف يمكن للمرء أن يثبت أن هذا السلوك غير صحيح في هذا السياق؟ إن مجرد الاعتراف بأنها عبارة خاطئة اعترافًا لفظيًّا ومن حيث التعاليم فحسب هو أمر غير مقبول؛ ينبغي أن تعرف ما الحقائق التي تمسها. كنت في السابق لا تزال تعتقد أن الناس يحتاجون إلى تعلُم تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، والنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة، وتبني عقلية جوجيان، ملك مملكة يوي، وعدم الاستسلام أبدًا – وذلك من أجل قبول تكميل الله لهم وتخليصهم؛ كنت ببساطة غبيًّا وليس لديك القدرة على استيعاب الحق. والآن، بعد شركتي، تفكر: "هذه العبارة ليست صالحة. دائمًا ما كنت استخدم هذه العبارة سابقًا؛ كيف أمكن أن أكون بهذا الغباء؟". يمكنك أن ترى أنك لا تفهم الحق، وقدرتك على الاستيعاب ضعيفة. لا بد أن تفهم ما الخطأ في هذه العبارة. وحالما تكون قادرًا بحق على فهم ما الخطأ فيها، سيكون لديك فهم شامل للعبارة. إذا كنت لا ترى سوى جزء فقط من العبارة بوضوح، حيث ترى الجانب السلبي منها بوضوح، لكنك لا ترى الجانب الذي يعتقد الناس أنه إيجابي بوضوح، فهذا يعني أنك لم تفهم الحق بعد. بعد أن استمعتم إلى شركتي للتو، هل ستتمكنون من تشريح هذه الأمور وتحليلها وفقًا لأساليبي هذه؟ لماذا ممارسة تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل غير ضرورية في بيت الله؟ لماذا أقول إن بيت الله يشجب هذه الطريقة والعقلية، وأنها لا تتفق مع الحق؟ (يا الله، ما أفهمه هو أنه، في بيت الله، لا يشكِّل قبول دينونة كلام الله توبيخه، وحتى الإعفاء أو الشجب، تحملًا للإذلال. إنما هي الطريقة التي يعمل بها الله لتخليص الناس، والغرض منها هو قيادتنا إلى طريق السعي إلى الحق. وهذا لا علاقة له على الإطلاق بتحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. إذا تمكن الناس من استيعاب ذلك بشكل صحيح، فسيعرفون أن هذه هي محبة الله ورفعه، وأن قبول دينونة الله وتوبيخه هو رعاية الله العظيمة وحمايته، وخلاص الله للناس). هل هذه العبارة صحيحة؟ (بلى). إذا لم تستطع رؤية الدينونة والتوبيخ بوضوح، فسوف تنهض المعارضة والشكاوى في قلبك، وستمارس العبارة الفلسفية الشيطانية "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل"، وتفكر بينك وبين نفسك: "آه، كلا، ينبغي أن أتحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، وأتبنى عقلية جوجيان، ملك مملكة يوي". بعد ذلك، ستحفر عبارة "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل" في الجزء العلوي من طاولتك، لتحفيز نفسك ودفعها إلى الأمام، وستجعلها شعارك. ألا يؤدي ذلك إلى متاعب؟ من المؤكد أنكم لن تفعلوا ذلك بالتأكيد بعد شركة اليوم، لكن هل ستجعلون عبارات أخرى شعاراتكم، مثل هذه العبارة التي لم أقم بتشريحها: "إخفاء المرء نوره وجمع القوة في الظلام"؟ أليست طبيعة هذه العبارة هي الشيء نفسه؟ هذه الأمور هي جزء من الثقافة الصينية التقليدية. هل هذه الأمور هي سموم الشيطان؟ كلها سموم الشيطان؛ كلها فلسفات الشيطان للتعاملات الدنيوية.

في الماضي، عندما كنت أعمل في الكنائس في بر الصين الرئيسي، وكنت آنذاك قد بدأت عملي للتو، رتّب بيت الله لبعض الأخوة والأخوات تحسين مستوى معرفتهم بالقراءة والكتابة. كيف كان الوضع حينذاك؟ كان ثمة أناس متقدمين في العمر، وأناس يعيشون في مناطق نائية. كان مستوى تعليمهم منخفضًا نسبيًّا، ولم يكن بإمكانهم القراءة جيدًا. على سبيل المثال، يتحدث كلام الله عن "مستوى القدرات المنخفض"، و"شخصية الله"، و"مقصد الله"، وغيرها من المصطلحات الثابتة، لكنهم لم يفهموها أو يعرفوا ما تعنيه. في وقت لاحق، أخبر بيت الله الإخوة والأخوات أنهم يستطيعون العمل على تحسين معرفتهم بالقراءة الكتابة في أوقات فراغهم، وأن عليهم على الأقل معرفة ما تعنيه بعض العبارات الثابتة والمصطلحات والأسماء. بدون ذلك، فإنهم عندما يقرؤون كلام الله، لن يفهموا حتى معنى الكلمات والعبارات نفسها، فكيف يمكنهم فهم كلام الله؟ وإذا لم يتمكنوا من فهم كلام الله، فكيف يمكنهم ممارسة الحق؟ بعد ذلك، بدأ الإخوة والأخوات يبذلون جهدًا في تعلُم هذه الأشياء. هذا أمر جيد، لكن بعض الناس من ذوي الاستيعاب المحرَّف استغلوا هذا الموقف. خلال الاجتماعات، كان بعض القادة يتحدثون حصريًّا عن أهمية تحسين المعرفة بالقراءة والكتابة، وعن أنه ينبغي أن يصبح الإخوة والأخوات متعلمين، وفوائد معرفة القراءة والكتابة، وعما سيحدث إذا لم يكونوا متعلمين. كانوا يتحدثون عن الكثير من التعاليم المشابهة لهذه. ليست هذه الأمور بالحق، ولا داعي للحديث عنها كثيرًا. إن الناس يستطيعون فهم هذه الأمور فور أن تُقال؛ ما من حاجة لعقد شركة حولها في الاجتماعات كما لو كانت الحق. لم يكتف بعض القادة باستهلاك وقت طويل في أثناء اجتماعات الشركة حول هذه الأمور، كما لو كانت الحق، بل ابتكروا أيضًا حيلة جديدة، وكانوا يمتحنون الإخوة والأخوات في الكلمات التي يندر استخدامها على وجه التحديد. إذا لم يتمكن الإخوة والأخوات من الإجابة، ألا يجعل ذلك القادة يبدون على درجة عالية من التعليم؟ خلال تلك الفترة، كان ثمة بعض القادة الكذبة الذين لم يقوموا بعمل حقيقي؛ لم يعقدوا شركة عن اختبارات الحياة، أو الحق، أو كلام الله، بل عقدوا الشركة حصريًّا عن المعرفة بالقراءة والكتابة. ماذا يسمى هذا؟ إنه يسمى عدم قيام المرء بعمله بشكل صحيح. أليست هذه مشكلة؟ (بلى). لماذا أتحدث عن هذه المشكلة؟ ما فائدتها بالنسبة لكم؟ هل تقدرون على عمل شيء من هذا النوع؟ هل ثمة من يخطط للتصرف على هذا النحو؟ إذا كنتم تتصرفون على هذا النحو، فأنتم حقًا أناس مشوشو الذهن! يوجد بعض الناس الذين يرونني أتحدث عن هذه الاصطلاحات، ويستعدون للعمل ويبدأون في تهيئة أنفسهم، قائلين: "يتضح أن عقد شركة عن الحق أمر سهل للغاية. يكفي أن تعقد شركة عن الاصطلاحات فحسب. يمكنك أن تعقد شركة عن الاصطلاحات، وسوف أقدم شركة عن الطُرَف المكوَّنة من جزأين، واللغة العامية، والأقوال، والأمثال". أليس هذا عدم قيام بالعمل على نحو صحيح؟ (بلى). أي نوع من الناس هؤلاء؟ هل لديهم فهم روحي؟ (كلا). ليس لديهم فهم روحي، ولا يفهمون الحق. فيمَ يفكرون؟ "أنت تجلس هناك تثرثر عندما لا يكون لديك ما تفعله، وتحتال علينا ببعض الاصطلاحات. إن اتبعت أساليبك، أنا أيضًا سيمكنني تقديم شركة!". الناس الذين ليس لديهم فهم روحي ينظرون إلى ظاهر الأمور فحسب، ويقلدونني تقليدًا أعمى. هؤلاء القادة ينبغي إعفاؤهم بسبب تقليد هذا السلوك، وينبغي أيضًا إعفاء كل من يفعل مثلهم. لماذا أتحدث عن ذلك؟ أنا ألفت انتباهكم إلى هذا السلوك قبل أن تنخرطوا فيه، حتى لا تسلكوا الطريق الخطأ. أنا أستطيع التحدث عن هذه الأمور، لكن إذا تحدثت أنت عنها، فهل سيمكنك أن تفعل ذلك بطريقة مفهومة؟ لن يمكنك. لماذا أتحدث عن هذه الأقوال والاصطلاحات، إذًا؟ وبأي شرط أتحدث عنها؟ عندما يفهم الناس مفهوم الحق وتعريفه، إذا تعمقت بعد ذلك على هذا الأساس وشرَّحت المزيد من الأمور التي يعتقد الناس أنها الحق، فلا يمكن للناس فهم هذا؛ فهم لا يعرفون كيف ينبغي أن يتأملوه، ولا يعرفون ما الأمور الأخرى التي ينبغي عليهم ربطه بها. هذا لأنكم لا تفهمون أنني أخبرتكم بعض القصص عن الاصطلاحات. كان هذا ضروريًّا. يعتقد بعض الناس أنهم على مستوى جامعي في ما يتعلق بالحق، ويتساءلون عن السبب في أنهم ما زالوا يدرسون مواد المرحلة الابتدائية هذه. إنهم لا يستطيعون فهم أن هذا صفًا جامعيًا بالفعل لا صفًا ابتدائيًّا. أنتم لم تتخرجوا إلى الجامعة بعد؛ لفقد بقيتم في المدرسة الابتدائية طوال الوقت، لكنكم تعتقدون أنكم تخرجتم إلى الجامعة، وتشعرون بالرضا عن أنفسكم. للأسف، هذا الشعور خطأ. إنه شعور خطأ؛ أنتم ما تزالون بعيدين عن التخرج إلى الجامعة. لذلك، أُذكركم مرة أخرى: لا تفعلوا الأشياء التي تحدثت عنها للتو. اعقدوا الشركة بصدق عما تفهمونه، وإذا كنتم لا تفهمون، فلا تتحدثوا بهراء. عقد الشركة عن الحق ليس ثرثرة؛ لا أحد لديه وقت ليضيعه في الاستماع إلى ثرثرتك. لا تقلدني تقليدًا أعمى، وتتحدث عن جوجيان، ملك مملكة يوي، أو عن التاريخ الحديث أو القديم، لأنني تحدثت عن النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة. ما فائدة الحديث عن تلك الأمور؟ هل الناس على استعداد للاستماع إليها؟ حتى لو كان الناس على استعداد للاستماع، فليست تلك الأمور بالحق.

لقد تحدثت للتو عن أن الناس الذين يؤمنون بالله ويتبعونه لا يحتاجون إلى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، فضلًا عن ممارسة تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. لماذا لا يمكن للمرء أن يمارس مثل هذه العبارة "الصالحة" والعقلية "النبيلة"؟ أين المشكلة؟ لماذا لا يمكن للمرء أن يمتلك عقلية تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ بالحديث من زاوية التعاليم، فذلك لأن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل ليس الحق؛ هذه العبارة لم يقلها الله؛ وهي ليست مطلب الله من البشرية، كما أنها ليست مبدأ عمل أعطاه الله لمن يتبعونه. لماذا أقول إن هذه العبارة ليست الحق، وليست مبدأً للممارسة؟ دعونا، أولًا نلقي نظرة على كلمة "إذلال" في عبارة تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. إلى ماذا يشير "الإذلال"؟ الإهانة والخزي. عندما يؤمن الناس بالله وبأن الله له السيادة على مصيرهم، فهل خضوعهم لله يُذلِّهم؟ هل يتحملون إهانة؟ (كلا). هل يحتاج الناس إلى التحمل وقول: "من أجل تحقيق الخضوع لله، يجب أن أكبت النار في قلبي، وأكبت الغضب في قلبي، وأكبت الشكاوى في قلبي، وأكبت شعور عدم التصالح في قلبي. ينبغي أن أتحمل ذلك، وألا أصدر صوتًا. بالنسبة لي، كل هذه الأمور إذلال، لذلك سأكبتها"؟ هل يمارسون الحق بفعلهم هذا؟ (كلا). ماذا يمارسون؟ التمرد، والكذب، والتظاهر. لتحقيق ممارسة الحق، وتحقيق الخضوع للحق والخضوع لسيادة الله وترتيباته، ليس تحمل أي نوع من الألم هو أول شيء يجب أن تفعله، ولست بحاجة إلى تحمل أي نوع من الإهانة. هل سيادة الله وترتيباته لك ومتطلباته إذلال؟ (كلا). إنه لا يذلك. الله لا يذلك بكشفه لك، وإدانتك، وتوبيخك، وامتحانك، وتجربتك. إنما هو في الوقت الذي يفضح فيه كشوفات شخصياتك الفاسدة، يجعلك تفهم نفسك، وتتخلص من تلك الشخصيات، وتتمرد عليها، ثم تتصرف وفقًا لمتطلبات الله. ما الأثر الذي سيحققه ذلك؟ ستكون قادرًا على الخضوع لله، وفهم الحق، وتصبح شخصًا يُرضي الله، وشخصًا يستحسنه الله. لذلك، هل أي من الأمور التي تمر بها خلال عملية تحقيق هذه الأشياء والفترة الزمنية لتحقيقها يُعتبر إهانة؟ هل ثمة أمور يعرضك الله فيها للإذلال؟ (كلا). عندما يفضحك الله، على سبيل المثال، عندما يكشف غطرستك، أو شرّك، أو خداعك، أو عنادك، أو شراستك، هل أي من هذه الأمور ليست حقائق؟ (كلا). إنها كلها حقائق. مهما كانت طريقة الكلمات التي يكشفك الله بها، والتي يقولها لك، فهي كلها حقائق. وبصرف النظر عن قدرة الناس على إدراك ذلك، وبصرف النظر عن مدى قدرتهم على الفهم والقبول، فإن هذه الأمور كلها حقائق. إنها ليست بلا أساس، وليست مبالغات، وبالتأكيد لا يُقصد بها توريطك. إذًا، هل تهدف هذه الأشياء إلى إذلالك؟ (كلا). لا يقتصر الأمر على أن المقصود منها ليس إذلالك، بل المقصود منها أن تكون حافزًا وتحذيرًا بعدم السير في طريق الأشرار، وعدم اتباع الشيطان، المقصود منها أن تجعلك تسير في الطريق الصحيح في الحياة. إن نتيجة هذه الأمور وتأثيرها عليك إيجابيان. وطبيعة أفعال الله هذه صحيحة تمامًا. إنه يفعل هذه الأمور لتخليصك، وهي تتماشى تمامًا مع الحق. هذه هي المشقة التي ينبغي أن يعانيها الناس، والمشقة التي يجب أن يتحملوها من أجل التخلص من شخصياتهم الفاسدة، وإرضاء مقاصد الله، وأن يصبحوا كائنًات مخلوقة بحق. الموقف الذي يجب أن يتخذه الناس هو قبول هذه المشقة بشكل استباقي، بدلًا من تحملها على أنها إهانة. هذه المشقة ليست إذلالًا، وليست سخرية، وليست استهزاء بالناس، فضلًا عن أن تكون إغاظة من الله للناس. إنها تنشأ بالكامل لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، ويتمردون على الله، ولا يحبون الحق. وينشأ هذا الألم في الناس بسبب كلام الله ومتطلباته من الناس، فهل ثمة أي جزء من هذا الألم يعطيه الله للناس عمدًا أو يعطيهم إياه بشكل إضافي، ويجب ألا يتعين على الناس أن يعانوا منه؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل. على العكس من ذلك، إذا كانت معاناة الناس من هذا الألم قليلة جدًا، فلن يتمكنوا من التخلص من شخصياتهم الفاسدة. ومهما كانت شدة تمرد شخصيات الناس، ومهما كانت قدرة الناس على الاعتراف بها وقبولها عندما يكشف الله عن شخصياتهم الفاسدة، ففي النهاية، ما يعطيه الله للناس ليس إذلالًا، وما يعانيه الناس ليس إهانة. إنما هذا ما ينبغي أن يعانيه الناس؛ إنه ألم ينبغي أن يعاني منه أي شخص أفسده الشيطان بشدة. ينبغي أن يعاني الناس من هذا الألم. لماذا أقول إنهم ينبغي أن يعانوا منه؟ ذلك لأن الناس متمردون بشدة تجاه الله وأصبحوا شياطين. لا بد أن يعاني الناس من هذه المشقة، إذا أرادوا التخلص من هذه الشخصيات الفاسدة وقبول خلاص الله. هذا صحيح وسليم تمامًا. إنه طريق لا بد للناس أن يسلكوه، ومشقة يجب أن يعانوها. ليس الله هو من يسبب لهم هذه المشقة. الأمر يشبه شعورك باضطراب في المعدة بعد شرب ماء بارد. على من يقع اللوم؟ على الماء البارد؟ (كلا). من الذي جلب هذه المشقة عليك؟ (نحن). أنت الذي جلبتها على نفسك. فهذه النتيجة وهذه العملية التي يعاني منها الناس هي من صنع أيديهم؛ فلا توجد في هذا إهانة تُذكَر أو إذلال. بعض الناس لا يفهمون الأمر بهذه الطريقة؛ فهم لا يقبلون الحق. كيف يفكرون؟ "أتاح لي بيت الله أن أكون قائدًا؛ فقد قدَّمني لهذا المنصب، وقمت بعملي كقائد بسعادة. لم أعتقد قط أن بيت الله سيعفيني لعدم قيامي بعملي جيدًا، وارتكاب أخطاء. ماذا أصبحت؟ هل ما زالت لدي نزاهة وكرامة؟ هل ما زلت أتمتع بأي حرية إنسانية؟ هل ما زلت أتمتع بالاستقلالية؟". إنه يعتقد أن الناس لا ينبغي أن يخضعوا لتنظيمات الله وترتيباته دون أن يكون لديهم أي خيار في هذا الأمر، وأنهم إذا خضعوا خضوعًا مطلقًا، يكونون حمقى بلا كرامة، ويعيشون في ضعف وظلم مفرطين. لذلك، يعتقد شخص من هذا النوع أن الناس عندما يقبلون الدينونة، والتوبيخ، والتهذيب، فلا بد أنهم يعانون من الإذلال، كما يرد في القول: "عندما يقف شخص تحت إفريز منخفض، ليس أمامه خيار سوى خفض رأسه". انظر، هذه فلسفة شيطانية أخرى. هذه العبارة المشهورة تجعلهم يخفضون رؤوسهم. فيمَ يفكرون؟ هل يخضعون عن طيب خاطر، أم يتحملون الإذلال ويحملون عبئًا ثقيلًا؟ (الاختيار الأخير). يعتقدون أنهم يتحملون الإذلال ويحملون عبئًا ثقيلًا. إنهم لا يخضعون عن طيب خاطر. خضوعهم ليس عن طيب خاطر، وليس نقيًّا، بل ليس لديهم خيار سوى الخضوع. لذلك يرون هذا الافتقار إلى الاختيارات نوعًا من الإذلال. بما أن هذا النوع من الأشخاص يمكن أن يفكر بهذه الطريقة، فهل يتعاملون مع ممارسة الخضوع لكلام الله على أنه ممارسة للحق؟ كلا. إنهم لا يتعاملون مع الخضوع على أنه الحق. بدلًا من ذلك، يتعاملون مع تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل على أنه الحق. أليست طبيعة هذه الأشياء مختلفة؟ (بلى، إنها مختلفة). مع أنَّ الذين يخضعون عن طيب خاطر ومَن يتحملون الإذلال ويحملون عبئًا ثقيلًا كلاهما يخضع، وعلى الرغم من أن كلاهما لا يسبب متاعب أو يقاوم، ويبدو كلاهما مطيعًا في الظاهر، وحَسَن السلوك، وصالحًا، تظل هذه الأشياء مختلفة في طبيعتها. الناس الذين يخضعون بإخلاص يتعاملون مع الخضوع على أنه مسؤوليتهم، وواجبهم، والتزامهم؛ يعاملونه على أنه واجبهم الملزِم، وعلى أنه الحق. حتى وإن كان أولئك الذين لا يخضعون بإخلاص لا يقاومون ظاهريًّا، فإنهم يعتقدون في قلوبهم أنهم يتحملون الإذلال ويحملون عبئًا ثقيلًا، وهم يرون أن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل هو الحق الأسمى. إنهم يتعاملون مع تحمل الإذلال على أنه ممارسة للحق، وكيف يتعاملون مع الخضوع؟ إنهم يتعاملون معه على أنه تحمل للإذلال، لا ممارسة للحق. أليست هذه هي الطريقة الخطأ للنظر إلى الأمر؟ ماذا يُسمى ذلك؟ (يعكسون الأمر تمامًا). إنهم يعكسون الأمر تمامًا. يتعاملون مع الحق كفلسفة للتعاملات الدنيوية؛ ويتعاملون مع التعاليم وفلسفات الإنسان للتعاملات الدنيوية على أنها الحق. أليس هذا مثل العكس بين الأبيض والأسود؟ (بلى). إنه العكس بين الأبيض والأسود. كيف يجب حل هذه المشكلة، إذًا؟ لا بد أن يفهم الناس أن هذه المشقة التي يعانون منها ليست إذلالًا، ولا هي أنَّ شخصًا ما يحاول إذلالهم. ماذا يسبب المشقة التي يعاني منها الناس، إذًا؟ (شخصيات الناس الفاسدة). هذا صحيح. لو لم تكن لديك شخصيات فاسدة، وكنت تفهم الحق، ويمكنك الخضوع لله، ويمكنك الخضوع كليًا لسيادة الله وترتيباته، ويمكنك أن تتقي الله وتحيد عن الشر، لما احتجت إلى مكابدة هذه المشقة. لذا، هذا الإذلال غير موجود. فهمت، أليس كذلك؟

بين المشقة والإذلال، أيهما إيجابي؟ هل ثمة فرق بين الاثنين؟ (بلى، يوجد فرق). المشقة إيجابية. إذا قبلت الدينونة، والتوبيخ، والتهذيب عن طيب خاطر، وعانيت من هذه المشقة عن طيب خاطر، فسيكون تفسيرك لهذه المشقة: "يجب أن أعاني هذه المشقة. مهما كان ما يفعله الله، وحتى لو لم أفهمه وكان من الصعب على قلبي أن يتقبله، وأنا سلبي وضعيف، فإن كل ما يفعله الله صواب. لدي شخصية فاسدة، ولا ينبغي أن أجادل الله. ومهما كانت صعوبة تقبل قلبي للأمر، فإن هذا قد نجم عن أخطائي. الله ليس على خطأ؛ كل ما يفعله الله صواب. أنا أستحق أن أعاني من المشقة. من الذي جعلني أمتلك شخصية فاسدة؟ من جعلني أقاوم الله؟ من جعلني أفعل الشر؟ لم يعطني الله هذه الأشياء؛ بل دفعتني إليها طبيعتي. ينبغي أن أعاني هذه المشقة". فهل من الإيجابي أن يعاني الناس من هذه المشقة؟ (بلى). إذا فهمها الناس بطريقة إيجابية، وفهموها من الله، فإن هذه المشقة إيجابية. ومع ذلك، لنفترض أنهم يقولون: "يمكنني الخضوع، لكن مع أنني أخضع، ما يزال عليَّ أن أشرح تفكيري بوضوح، ولا بد أن أشارك ما أفكر فيه بداخلي وما أفعله بوضوح. لا يمكنني الخضوع بمثل هذه الطريقة الجبانة والمشوشة، وإلا فسأموت من إبقاء الأمور مكبوتة داخلي". إنهم يريدون دائمًا شرح الأمور بوضوح وصراحة، وشرح بواطن الأمور وظواهرها بوضوح، والتحدث عن طريقة تفكيرهم، والتحدث عما يفكرون فيه، والتحدث عن أنهم يدفعون ثمنًا، والتحدث عن أنهم على صواب. إنهم لا يرغبون في أن يكونوا أشخاصًا يخضعون لله؛ أن يمتنعوا عن تبرير أنفسهم أو الدفاع عنها، أو التحدث عن طريقة تفكيرهم. هم غير راغبين في التصرف بتلك الطريقة. في هذه الحالة، كيف يتعاملون مع الخضوع؟ يتعاملون معه على أنه تحمل إهانة. فيمَ يفكرون في داخلهم؟ "يجب أن أتحمل كل هذه الإهانة حتى يستحسنني الله ويقول إنني قد خضعت". هل هذا الإذلال موجود بالفعل؟ إذا لم يكن موجودًا على الإطلاق، فلماذا يواصلون شرح الأمور بوضوح وصراحة من أجل التخلص من هذا "الإذلال؟". هذا ليس خضوعا حقيقيًّا. حتى وإن كانت نيتك في القيام بالأشياء صحيحة، فإن الله يريد أن ينظم الأشياء بهذه الطريقة. لست بحاجة إلى الجدال؛ ولست بحاجة إلى الحجاج. هل فعل أيوب الأشياء بشكل أفضل منك أم لا؟ (لقد فعل الأشياء بشكل أفضل). لو أنَّ أيوب جادل ودافع عن نفسه عندما جُرِّب، هل كان الله سيستمع؟ كلا، لم يكن ليستمع. هذه حقيقة. هل كان أيوب يعرف أن الله لا يستمع إلى دفاعات الناس؟ لم يكن أيوب يعرف، لكنه لم يدافع عن نفسه. كانت هذه هي القامة التي تمتع بها؛ فقد خضع حقًا. ما الشيء السيء الذي فعله أيوب حتى يعامله الله بهذه الطريقة؟ لم يفعل أي شيء سيء. قال الله إن أيوب كان يتقيه ويحيد عن الشر، وكان شخصًا كاملًا. بالحديث في سياق "الإذلال"، ما كان ينبغي لله أن يجعل أيوب يعاني من تلك الإهانات، وما كان ينبغي أن يسلمه للشيطان ويدع الشيطان يغويه ويجرده من كل ممتلكاته. بالنظر إلى الأمر من منظور منطق الأشخاص الذين لا يخضعون، فقد عانى أيوب من مشقة وعانى من إهانة عظيمة، وعندما تلقى تلك التجارب كان يتحمل الإذلال ويحمل عبئًا ثقيلًا من أجل الحصول على بركات أعظم من الله فيما بعد. هل كان هذا صحيحًا في الواقع؟ (كلا). هل كانت هذه هي الطريقة التي فكر بها أيوب ومارسها؟ (كلا). كيف مارس؟ كيف تعامل مع هذه التجارب؟ لم يكن بحاجة إلى التحمل، ولم يكن يعتقد أنه يعاني من الإهانة. ماذا كان تفكيره؟ (الله أعطى، والله أخذ). هذا صحيح. الناس يأتون من الله. وهبك الله الحياة والنفس. أنت بالكامل من الله، أليست كل الأشياء التي تحصل عليها هي أشياء أعطاك إياها الله؟ ماذا لديك لتتباهي به؟ كل شيء مُعطى من الله، فإذا أراد الله أن يأخذه منك، فما الذي يمكن أن تحاجج به؟ عندما يمنحك شيئًا، تكون سعيدًا، وعندما لا يعطيك شيئًا، تكون تعيسًا، وتشكو من الله، وتطلب هذا من الله، وتتشاجر معه. ما إذا كان الله يعطيك شيئًا أم لا، فهذا أمر متروك لله؛ ما من شيء يمكن للناس الحجاج به. هل هذه هي الطريقة التي تصرف بها أيوب؟ (بلى). هكذا تصرف أيوب. أكان في قلبه شعور بالظلم؟ (كلا). لا، لم يكن في قلبه شعور بالظلم. بالنظر إلى الأمر ظاهريًا، كان لدى أيوب سبب كاف للتنديد بالظلم، وتقديم تبريرات، والدفاع عن نفسه، وأن يكون ضد الله، وأن يشرح كل شيء لله بوضوح وصراحة. كان هو الأجدر بفعل هذه الأشياء، لكن، هل فعلها؟ كلا، لم يفعلها. لم ينبس بكلمة واحدة، بل فعل بضعة أمور فحسب: "مَزَّقَ جُبَّتَهُ، وَجَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ، وَخَرَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَسَجَدَ". ما نوع الشخص الذي أدت سلسلة الأفعال هذه أن يرى الناس أنه عليه؟ شخص يتقي الله ويحيد عن الشر، وشخص كامل. ما تعريف الشخص الكامل؟ هو الشخص الذي لا يصدر أي حكم على ما يفعله الله، بل يثني عليه ويخضع له، ومهما اشتدت المشقة التي يعانيها، فإنه لا يقول: "لقد عانيت من ظلم. هذه إهانة". مهما اشتدت المشقة التي يعاني منها، فإنه لا يُظهِر أبدًا كلمة واحدة من هذا النوع، أو يقول كلمة واحدة من هذا النوع. ماذا يُسمى هذا؟ يسميه غير المؤمنين "التخلي عن الذات". أين المنطق هنا؟ هل هذا هو الوضع؟ (كلا). "التخلي عن الذات" هو مرض عقلي وهراء. مهما كان حجم الأمر الذي واجهه أيوب، أو مدى إيلامه، فإنه لم يجادل مع الله قط أو يعارضه؛ إنما خضع فحسب. ماذا كان سببه الأولي للخضوع؟ تقوى الله. جاءت قدرته على الخضوع من فهمه لله. كان يؤمن أن كل شيء يأتي من الله، وأن كل ما يفعله الله صواب.

بعض قادة ومشرفي المجموعات الذين يُعفَون يبكون بلا نهاية، ويثورون غضبًا، وينفعلون. إنهم يعتقدون أنهم عانوا من ظلم، ويشكون من أن الله ليس بارًا، ويعتقدون أن الإخوة والأخوات يجب أن يشعروا بالسوء حيال فضحهم والإبلاغ عنهم، قائلين: "أنتم أناس بلا ضمير. لقد كنت صالحًا للغاية معكم، وهكذا تكافئونني! الله ليس بارًا. لقد عانيت ظلمًا عظيمًا، لكن الله لم يحمني؛ أعفوني بقسوة فحسب. أنتم جميعًا تنظرون إليّ بازدراء، والله أيضًا ينظر إليّ بازدراء!". يعتقدون أنهم عوملوا بظلم شديد، ويثورون غضبًا. أخبروني، هل يمكن لشخص مثل هذا أن يخضع؟ مما أراه، ليس الأمر سهلًا. ألم ينته الأمر بالنسبة إليه إذًا؟ لماذا تثور غضبًا؟ إذا كان بإمكانك قبوله، فاقبله. وإذا كنت لا تستطيع قبول الحق، ولا يمكنك الخضوع للحق، فاخرج من بيت الله! لا تؤمن بالله؛ لا أحد يجبرك. ما الظلم الذي تعرضت له؟ علامَ تثور غضبًا؟ هذا بيت الله. إذا كانت لديك المقومات، فاذهب غاضبًا إلى المجتمع، وابحث عن الشياطين وملوك الأبالسة لتثور غضبًا عليهم. لا تثر غضبًا في بيت الله. ما المشكلة إذا أُعفيت كقائد فريق؟ ما يزال بإمكانك العيش إذا لم تكن قائد فريق، أليس كذلك؟ ألن تؤمن بالله إن لم تكن قائد قريق؟ عانى أيوب من مشقة هائلة، لكن ماذا قال؟ لم ينطق بكلمة شكوى واحدة، بل إنه أثنى على الله قائلًا: " فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). هل مدح اسم يهوه لأنه حصل على وفرة من المكافآت والمنافع؟ كلا. إنما كانت هذه هي طريقة فهمه، وممارسته. ألا يتعلق ذلك بخُلُق الشخص أيضًا؟ (بلى). بعض الناس خُلُقهم متدنٍ، وعندما يتعرضون للظلم قليلًا، يعتقدون أنهم عوملوا بشكل غير عادل للغاية، وأن كل شخص تحت الشمس ينبغي أن يشعر بالذنب حيال ذلك ويطلب منهم المغفرة. هؤلاء الناس مسبِّبون للمتاعب للغاية! كيف تفسر كلمة "إهانة"؟ إن المعاناة من الإهانة هي أمر شائع بين غير المؤمنين، لكن في بيت الله، ثمة طريقة مختلفة لقول ذلك: المعاناة من المشقة والإهانة لكسب الحق هي مشقة ينبغي أن يعاني منها الناس. بصرف النظر عما إذا هُذِّبوا أو تم إعفاؤهم، فإن الناس الذين يفهمون الحق لا يعتبرون هذا إهانة. فهم يعتقدون أنهم يستحقون المعاناة من مشقة، وأن الناس لا يستطيعون الخضوع لها لأن لديهم شخصيات فاسدة، لكن ذلك ليس إهانة. من يعاني حقًا من الإهانة؟ إن الله هو الذي يعاني من الإهانة. الله يُخلص البشرية، لكن الناس لا يفهمون. انظروا، بعد أن أخرج الله بني إسرائيل من مصر، عبدوا الأصنام. عندما لم يكن لديهم ما يأكلونه، اشتكوا من الله، وكان على الله أن ينزل لهم المن وغيره من الطعام. وبعد بضعة أيام حسنة، لم يلتفتوا إلى بالله، لكن عندما واجهوا صعوبات، بحثوا عنه مرة أخرى. ألا تقولون إن الله عانى إهانة عظيمة؟ ألم يعاني الله المتجسد من إهانة كبيرة عندما ترفضه العصور؟ الناس لا شيء، ولا يستطيعون فِعل أي شيء. إنهم يستمتعون بالكثير جدًا من نعمة الله، ويستمتعون بالعديد من الحقائق التي قدمها الله، لكنهم عندما يعانون قليلًا من المشقة التي يستحقونها يشعرون أن هذا ظالم للغاية. ما الظلم الذي يعاني منه الناس؟ يوجد بعض الناس الذين عادة ما يكون لديهم قدر كبير من الهمة، لكن عندما يعانون قليلًا من المشقة؛ عندما يقوم الإخوة والأخوات بتهذيبهم، أو عندما يقول لهم شخص ما شيئًا غير سار، أو لا يؤيدهم أو يتملقهم، يحزنون، ويشعرون أنهم عانوا من مشقة كبيرة وظُلِموا، ويشكون: "أنتم جميعًا تنظرون إليّ بازدراء، ولا أحد يهتم بي. أنا مُقدر لي أن تُساء معاملتي!". ما الذي يثير غضبك؟ ما فائدة قول تلك الأشياء؟ هل أي من تلك الكلمات يتفق مع الحق؟ (كلا). فما هذا إذًا- هل هذا إذلال؟ أنت غير قادر على أن ترى بوضوح المشقة التي تستحق أن تعاني منها، ولا تقبلها. لقد استمعت إلى الكثير من العظات، لكنك لا تفهم كيف ينبغي أن يمارس الناس الحق، وكيف ينبغي أن يخضعوا. أنت لا تعرف أيّا من هذا، وما زلت تعتقد أنك عانيت إهانة كبيرة من نوع ما. ألست غير عقلاني؟ هل هذه الإهانة موجودة بالنسبة إلى الناس الذين يقبلون خلاص الله؟ (كلا). حتى لو كان الإخوة والأخوات يعاملونك بالفعل بشكل غير عادل، فكيف ينبغي أن تختبر ذلك؟ على سبيل المثال، يوجد خمسون دولار ملقاة في مكان ما، وبعد أن تمر بها، تختفي، ويشتبه الجميع في أنك أخذتها. ماذا ستفعل؟ ستشعر بالظلم والإحباط في داخلك: "على الرغم من أنني فقير، لا يزال لدي دعامة أخلاقية. ما زلت أهتم بشأن كرامتي. أنا لم آخذ أي شيء يخص شخصًا آخر قط. يداي نظيفتان تمامًا. أنتم تنظرون إليّ دائمًا بازدراء، وأنا أول من ترتابون فيه عندما يحدث ذلك. ولم يوضح الله الأشياء نيابة عني. يبدو أنه أيضًا لا يحبني!". تثور غضبًا. هل يُعتبر هذا إذلالًا؟ (كلا). ماذا يجب أن تفعل في هذا الظرف، إذًا؟ إذا أخذت النقود، فاعترف بذلك، وتعهد بأنك لن تأخذ أي شيء مرة أخرى. وإذا لم تأخذها، فقل: "لم آخذها. والله يراقب أعماق قلوب الناس. من أخذ هذا المال يعرف، والله يعرف أيضًا. لن أقول كلمة أخرى". لست بحاجة إلى أن تقول: "أنتم تنظرون إليّ بازدراء. وأنتم جميعًا تريدون أن تضايقوني". ما فائدة قول تلك الأشياء؟ هل من الجيد قول الكثير من تلك الأشياء؟ (كلا). لم لا؟ إذا قلت الكثير من هذه الأنواع من الأشياء، فهذا يثبت حقيقة: الله ليس في قلبك؛ أنت لا تؤمن بالله، وليس لديك إيمان حقيقي بالله. عندما تقول حقيقة الأمر، فإن الله يعلم. إنه يراقب أعماق قلوب الناس، ويمحِّص كل ما يقوله الناس ويفعلونه. وبخصوص كيف يريد الآخرون رؤية الأمر، فهذا متروك لهم. أنت تؤمن بأن الله يعرف كل هذه الأشياء، ولا داعي لقول الكثير. هل أنت بحاجة إلى أن تشعر أنك مظلوم؟ كلا، لست بحاجة إلى ذلك. ما عاقبة هذا الأمر؟ تشعر أنك عانيت من ظلم عند التشهير بك وإدانتك لإيمانك بالله، لكن هل يمكنك التحدث عن ذلك بوضوح؟ بتركيزك على الدفاع عن نفسك ضدهم، فإنك تؤجل المشكلة الصحيحة. وهذا لا طائل من ورائه، أليس كذلك؟ ما فائدة الجدال معهم؟ هذا ليس ممارسة الحق.

يعاني الناس من مشقة كبيرة خلال عملية اختبار خلاص الله. هل هذه المشقة التي يعانيها الناس إهانة؟ (كلا). بالتأكيد ليست كذلك. لماذا أقول ذلك؟ (لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، وينبغي أن يعاني الناس هذه المشقة). الناس لديهم شخصيات فاسدة؛ هذا جزء من السبب. علاوة على ذلك، أيًّا كان جانب الحق الذي لا تفهمه، وأيًا كان الجزء الذي لا يزال سلبيًّا بداخلك، فما يزال بإمكانك طرحه وعقد شركة حوله. لست بحاجة إلى إبقائه مكبوتًا داخلك. ما الهدف من الشركة؟ (لحل المشاكل). لطلب الحق وفهمه، وحل المشاكل الموجودة في داخلك. أنت لست بحاجة إلى إبقائها مكبوتة بداخلك. ولست بحاجة إلى أن تعاني الإهانة. لست بحاجة إلى التحمل، قائلًا: "أنا لا أفهم، لكنني ما زلت أُجبَر على الخضوع. يجب أن أفهم قبل أن أخضع". إذا كنت لا تفهم، فيمكنك عقد شركة. طلب الحق هو الطريق الصحيح. هذا ليس خطأ. عند عقد شركة حول بعض الأمور وشرحها بوضوح، سيعرف الناس ما ينبغي عليهم فعله. ينبغي أن تتبنى موقف طلب الحق، وحل المشاكل من خلال طلب الحق. إذا كنت لا تفهم الحق وتمارس الخضوع فقط، فستظل في النهاية غير قادر على حل مشاكلك. لذلك، حتى إذا طُلِب منك الخضوع، فليس المطلوب منك الخضوع بطريقة مشوشة أو غير مبدئية. ومع ذلك، ثمة مبدأ أساسي جدًا ينطوي عليه الخضوع، وهو أنك عندما لا تفهم، ينبغي أولًا أن تخضع، وأن يكون قلبك خاضعًا، وموقفك خاضعًا. هذه هي العقلانية التي ينبغي أن يتمتع بها الناس. وبعد تحقيق ذلك، اطلب ببطء. بهذه الطريقة، يمكنك تجنب الإساءة إلى شخصية الله، والحصول على الحماية، والوصول إلى نهاية الطريق. هل كل الكلمات التي يستخدمها الله لفضح الناس وشجبهم، وحتى إدانتهم ولعنهم، تهدف إلى إذلال الناس؟ (كلا). هل يحتاج الناس إلى أقصى درجات الصبر لتحمل هذا كله؟ (كلا). لا، لا يحتاجون إلى ذلك. على العكس من ذلك، يحتاج الناس إلى أقصى درجات الإيمان لقبول هذا كله. وفقط من خلال قبول هذا، يمكنك أن تفهم حقًا طبيعة الشيطان الفاسدة بالضبط، وجوهر الناس الفاسد بالضبط، وما هو بالضبط مصدر عداء الناس تجاه الله، والسبب في أنَّ الناس لا يتوافقون مع الله. لا بد أن تطلب الحق في كلام الله قبل أن تتمكن من حل هذه المشاكل. إذا لم تقبل الحق، ومهما كان وضوح كلام الله في ذكر الأمور، فأنت لا تقبله، وبالتالي لن تحل هذه المشاكل أبدًا. حتى لو فهمت أن "كلام الله لا يذلنا؛ إنما يكشفنا فحسب، ومن أجل صالحنا"، فأنت لا تعترف بذلك إلا من زاوية التعاليم؛ لن تصل أبدًا إلى فهم المعنى الحقيقي لكل ما يقوله الله، أو ما التأثير الذي يقصد تحقيقه. كما أنك لن تفهم أبدًا ما الحق التي يتحدث عنه الله بالضبط. بعد عقد الشركة على هذا النحو، أليس بوسع الشركة، إلى حد ما، أن تجعل الناس يتخذون موقفًا استباقيًّا وإيجابيًّا تجاه قبول التهذيب، وقبول الإعفاء، وقبول العمل، والترتيبات، والسيادة التي ينفذها الله ولا تتفق مع مفاهيم الناس؟ (بلى). على أقل تقدير، سيعتقد الناس أن كل ما يفعله الله صحيح، وأنَّ عليهم ألا يفهموه بطريقة سلبية، وأن الموقف الذي ينبغي أن يتخذوه أولًا هو قبوله بنشاط، والخضوع له، ثم التعاون معه. كل ما يفعله الله للناس لا يتطلب صبرًا قويًّا من جانبهم. بمعنى أنك لست بحاجة إلى تحمل كل ذلك. ماذا يتعين عليك أن تفعل؟ ما تحتاج إليه هو أن تقبل، وتطلب، وتخضع. إن مصطلح "تحمل الإذلال" الذي يستخدمه غير المؤمنين هو مصطلح مُسيء للناس بوضوح. لا شيء يفعله الله يتطلب منك تحمل الإذلال. يمكنك ممارسة الصبر، والمحبة، والتواضع، علاوة على الخضوع، والقبول، والصدق، والانفتاح، والطلب؛ هذه الأمور إيجابية نسبيًّا. ما المنطق وراء ما يقوله غير المؤمنين، إذًا؟ إنها فلسفة شيطانية وأكاذيب شيطانية. باختصار، تحمُل الإذلال ليس مبدأً ينبغي على المؤمنين بالله مراعاته. إنه ليس الحق؛ بل هو شيء شيطاني. ليس تحمُل الإذلال هو ما يطلب الله من الناس عمله، لأنه لا يوجد إذلال هنا. كل أفعال الله تجاه الناس هي أعمال محبة، وتخليص، ورعايتهم، وحمايتهم. الأشياء التي يقولها الله، والعمل الذي يفعله في الناس، كلها إيجابية وكلها الحق. لا يوجد جزء واحد منها يشبه تلك التي هي للشيطان، ولا يوجد أي من أساليب الشيطان ووسائله. فقط من خلال قبول كلام الله، يمكن تطهير الناس وتخليصهم.

ما الطرق التي يظهر بها فِعل "تحمُل الإذلال" الذي يتحدث عنه الشيطان في الناس؟ إنه يظهر في الناس على شكل أذى، وإساءة، وتدمير، ودهس. باختصار، يجلب عليك مصيبة. وبغض النظر عما إذا كنت قد عانيت مشقة أو عانيت إهانة، فباختصار، ما يكسبه الناس، في النهاية، من الأمور التي يعرضهم الشيطان لها ليست الحق بالتأكيد. ماذا يكسب الناس؟ الألم. ما يُحدِثه الشيطان في الناس هو أشكال لا حصر لها من الإذلال والاستهزاء، إضافةً إلى الإساءة والفساد. إذًا، ماذا يحقق في الناس، وبماذا يجعلهم يشعرون؟ إنه يجعل الناس يتحملون المظالم، ويقدمون تنازلات من أجل الحفاظ على أنفسهم، بل إنه يجعلهم مشوهين داخليًّا. يتعلم الناس استخدام جميع أنواع التكتيكات والأساليب للتعامل مع هذا كله وتناوله، ويتعلمون تملق الناس، والتظاهر، والتحدث بالأكاذيب. عندما يكشف الناس عن هذه الأمور كلها ويُظِهرونها، هل تكون قلوبهم راغبة، وسعيدة، ومسالمة، أم غاضبة ومتألمة؟ (غاضبة ومتألمة). هل يزداد الغضب في قلوب الناس أم ينقص، كلما زاد تحملهم الإذلال في هذا العالم؟ (يزداد). إذًا، هل ينظر الناس إلى الجنس البشري بطريقة عدائية متزايدة، أم بمحبة متزايدة؟ (عدائية). ينظر الناس إلى البشرية بطريقة عدائية متزايدة ويكرهون كل من يرونه. عندما يكون الناس في سن الشباب وقد دخلوا المجتمع للتو، فإنهم يرون كل شيء رائعًا، ويثقون في الناس بسهولة شديدة. وعندما يبلغون الثلاثينيات من العمر، لا يعودون يثقون بالآخرين كثيرًا. وعندما يبلغون الأربعينيات من العمر، لا يثقون في معظم الناس. وعندما يصلون إلى الخمسينيات من العمر، تمتلئ قلوبهم بالكراهية ويميلون إلى أن يتغيروا ويؤذوا الآخرين. ما الذي يتحمله الناس قبل أن يصبحوا ممتلئين بالكراهية؟ كل ما يتحملونه هو الإهانة والألم. عندما لا يكون لديك ما لدى الآخرين من القدرة والسلطة، فعندما يصفك الآخرون بشيء ما، لا بد أن تومئ برأسك بسرعة إقرارًا، وعندما يلعنونك، عليك أن تستمع. ما من شيء يمكنك فعله، لكن ما الذي تفكر به فيه داخلك؟ "في يوم ما، عندما أمتلك سلطة، سأقتلك بيدي وأقضي على ثلاثة أجيال من أسلافك!". تغدو الكراهية في قلبك أقوى بدرجة متزايدة. هذه هي النتيجة التي يجلبها تحمُل الإذلال وحمل عبء ثقيل على البشرية الفاسدة. يعتقد الناس أن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، الذي يشيد به المجتمع ويروج له، هو أمر إيجابي، وأنه نوع من العقلية والتفكير يمكِّن الناس من العمل بجدٍ والسعي جاهدين إلى أن يصبحوا أقوى. لماذا إذًا يُحدِث الغضب والكراهية في الناس في نهاية المطاف؟ (لأنه ليس الحق). هذا صحيح. إنه يُسبب هذه النتيجة الضارة لأنه ليس الحق. ما الذي يُولّد أجيالًا من الاستياء، والقتل الانتقامي، في المجتمع وفي العصابات؟ (بعد أن يعاني الناس من الإهانة، تنمو الكراهية التي في قلوبهم ويقتلون بدافع الانتقام). هذا صحيح، هكذا ينشأ القتل بدافع الانتقام. جيلًا بعد جيل، يقتل الناس بعضهم بعضًا بوحشية، إلى أن تُدمّر البشرية بكارثة. هذه هي النتيجة. لقد عاشت البشرية وفقًا لفلسفات الشيطان ومنطقه، وتطورت تدريجيًّا حتى الوقت الحاضر تحت نفوذ الشيطان. العلاقة بين الناس تزداد التفافًا، وتزداد تباعدًا، وتزداد افتقارًا إلى الثقة، وتزداد برودة. ما النقطة التي وصلتْ إليها الآن؟ لقد وصلت إلى نقطة امتلاء قلبيّ شخصين، لا علاقة لأحدهما بالآخر، بكراهية وعداء متبادلَين. في الماضي، كان الجيران على تواصل متكرر، وغالبًا ما يتفاعلون بعضهم مع بعض. أما الآن، قد يموت شخص ما ويظل جاره لا يعرف ذلك لخمسة أيام أو ستة؛ ولن يقوم أحد بتفقد حاله. كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة؟ لقد وصلت إلى هذه النقطة بسبب هذه الكراهية المتبادلة. أنت لا تريد أن يعاديك الآخرون، لكنك، في الوقت نفسه، تُعادي الآخرين؛ إنها حلقة مفرغة، ونتيجة ضارة وكارثة جلبتها على البشرية قوانين الشيطان. إن الآراء والانطباعات التي يحملها الناس في قلوبهم عن الآخرين تزداد سلبية، ولذا يتحسنون على نحو متزايد في تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، وينمو الغضب والكراهية في قلوبهم، إلى أن يقولوا في النهاية: "سيكون من الأفضل لو كانوا جميعًا موتى، ولا أحد منهم على قيد الحياة!". ألا تمتلئ قلوب الجميع بهذا النوع من الكراهية؟ إنهم يتمنون تدمير هذا العالم في أسرع وقت ممكن: "الناس كلهم سيئون حتى النخاع، ويستحقون أن يُدمَّروا!". تقول إن الآخرين سيئون حتى النخاع، لكن ماذا عنك؟ أيمكن أنك قد تغيرت حقًا؟ هل نلت الخلاص؟ في الوقت نفسه الذي تكره فيه الآخرين لأنهم سيئون حتى النخاع، ينبغي أن تكون أفضل منهم. إذا كنت سيئًا مثلك مثل أناس العالم، فليس لديك عقل. عندما يرى شخص عاقل أن الجنس البشري سيء حتى النخاع، ينبغي عليه أن يسعى إلى الحق، ويعيش شبه الإنسان الحقيقي لإرضاء الله – هذا هو المناسب. بهذه الطريقة سينجو عندما يدمر الله هذا الجنس البشري الشرير.

هل تكرهون هذا الجنس البشري الشرير؟ (بلى). معظم الناس الذين يؤمنون بالله لديهم قدر من الإنسانية والعقل؛ فقلوبهم أكثر عطفًا، ويتوقون إلى النور، ويتوقون إلى أن تكون السلطة لله والحق. إنهم لا يحبون الأمور الشريرة، ولا يحبون الأمور الظالمة. ينبغي أن يكونوا ممتلئين بالأمل، والمحبة، والتسامح تجاه البشرية، فكيف يمكن أن يكرهوا البشرية؟ يقول بعض الناس: "عندما أعود بذاكرتي إلى فترة المدرسة، كان المدرس يضايقني، لكنني لم أجرؤ على التحدث عن ذلك؛ بل كان عليّ أن أتحمل فحسب. لذلك قررت أن أدرس بجدية وألتحق بالجامعة في المستقبل. سأريكم قدراتي، وبعدها سأصبح الشخص الذي يضايقكم!". ويقول بعض الناس: "عندما أعود بذاكرتي إلى فترة عملي، كان الأشخاص الأقوياء في الشركة يضايقونني دائمًا، وفكرت: "انتظروا فقط حتى اليوم الذي أتفوق فيه عليكم بإنجازاتي. حينئذٍ سأجعل حياتكم بائسة!". ويقول آخرون: "عندما أعود بذاكرتي إلى فترة قيامي بعمل تجاري، كان مدير المورِّدين يخدعني دائمًا، وفكرت: "عندما يأتي اليوم الذي أجني فيه ثروة كبيرة، سأنتقم منك!". ما من أحد حياته سهلة، والجميع مروا بأوقات تعرضوا فيها لمضايقات؛ الجميع لديهم أناس يكرهونهم من داخلهم، ويريدون تسوية الحساب معهم. هذا ما وصل إليه العالم؛ فهو مليء بالكراهية، ومليء بالعداء. إن عداء الناس تجاه بعضهم بعضًا متطرف للغاية، ولا يمكنهم التعايش في انسجام، وليسوا على علاقة ودية. هذا العالم سينتهي قريبًا؛ فقد وصل إلى نهايته. الجميع لديهم في داخلهم قصص مفجعة من فترة ماضية تعرضوا فيها لمضايقة من شخص ما في مكان ما، أو من فترة ماضية تعرضوا فيها لمضايقات من الآخرين في شركة ما أو منظمة ما أو من مجموعة من الناس، أو تعرضوا إلى النظر إليهم بازدراء، أو خداعهم، أو إيذائهم. هذه الأمور تحدث في كل مكان. ماذا يُثبِت هذا؟ إنه يثبت أن البشرية لم يعد من بينها أناس مثل نوح. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). الجميع قلوبهم مليئة بالشر، ومليئة بالعداء تجاه الحق وتجاه الأمور الإيجابية، وتجاه العدالة. الناس بالفعل لا يمكن خلاصهم. ما من شخص، أو تعليم، أو نظرية يمكنها إنقاذ البشرية؛ هذه هي حقيقة الأمر. لا يزال بعض الناس يأملون: "متى ستنشب حرب عالمية؟ بعد الحرب، سيموت كل من يستحق الموت، ويمكن لمن يبقى من الناس أن يحظى ببداية جديدة. ستبدأ حقبة جديدة، وسيُنشأ بلد جديد". هل هذا ممكن؟ كلا، إنه ليس ممكنًا. بعض الناس يعلِّقون أملهم على جميع أنواع الأديان المختلفة، لكن الشمس تغرب الآن على جميع الأديان وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. كل من الأديان فاسد حتى النخاع، وسمعته شائنة. ماذا أعني بهذه الكلمات؟ الغرض منها هو أن يفهم الناس حقيقة: إذا لم يستخدم الله الكلمات والحق لتخليص البشرية، فإن الكراهية والشخصية الشريرة في أعماق البشر لن تزداد إلا سوءًا واستفحالًا. في النهاية، سيكون الاحتمال الوحيد للبشرية هو أن ينتهي بها الأمر إلى التدمير الذاتي بقتل الناس بعضهم بعضًا بوحشية. في الوقت الحاضر، يرغب الكثير من الناس في تجنب هذا الجنس البشري الشرير والعيش بمفردهم في الجبال والغابات، أو في مكان لا أثر فيه للحياة البشرية. ما نتيجة ذلك؟ لن يعود الجنس البشري يتكاثر، ولن يوجد جيل قادم. ستنقرض البشرية بعد الجيل الحالي؛ لن توجد ذرية. مقاومة البشرية لله شديدة للغاية، وهو ما أثار غضبه سابقًا. سينتهون بعد فترة قصيرة. لماذا يوجد الكثير من الناس الذين لا يتزوجون؟ ذلك لأنهم يخشون التعرض للخداع، ولا يؤمنون بأنه ما يزال هناك أي أناس صالحين، وهم ممتلئون بالعداء تجاه الزواج. على من ينبغي إلقاء اللوم في ذلك؟ يقع اللوم على الناس الفاسدين بشدة، ويقع اللوم على الشيطان والأبالسة، ويقع اللوم على الناس الذين يقبلون الفساد طواعية. أنت تكره الآخرين، لكن هل أنت أفضل منهم حقًا؟ أنت لا تملك الحق، وكراهية الآخرين لا فائدة منها. إذا لم يمتلك الناس الحق، ولم يفهموا الحق، فسوف يصلون في النهاية إلى طريق مسدود، ويقعون في كارثة، ويُدَمرّون. هذه هي النهاية التي سيواجهونها. إذا لم يُخلّص الله البشرية، فلن يوجد في الجنس البشري الفاسد من يمكنه فهم الحق.

ما هو "الإذلال" بالضبط؟ هل يحتاج المؤمنون إلى تحمل الإذلال؟ هل هذا "الإذلال" موجود؟ (كلا، إنه غير موجود). إنه غير موجود؛ ألم تُحل هذا المشكلة، إذًا؟ في المرة القادمة التي تسمع فيها شخصًا ما يقول: "أول شيء ينبغي أن تتعلمه كمؤمن هو أن تتحمل. مهما يكن ما يحدث، فلا بد أن تتحمله وتكبته في داخلك". هل ينبغي أن تقول له شيئًا عندما تسمعه يقول هذه الكلمات؟ (بلى). ماذا ينبغي أن تقول؟ تقول: "لماذا تتحمل؟ إذا كنت تتحمل الإهانة حقًا، فأنت مثير للشفقة للغاية، وهذا يدل على أنك لا تفهم الحق. إذا فهمت الحق، فلن توجد هذه الإهانة، وستقبل عن طيب خاطر وسرور جميع الظروف التي يرتبها الله من أجلك. هذه مشقة ينبغي أن يعاني منها الناس، وليست إهانة ما. هذا هو رفع الله لك. حقيقة أننا يمكن أن نعاني من هذه المشقة تُثبت أن الله لا يزال يمنحنا فرصة، ويجعلنا قادرين على أن نُخلّص. إذا لم تتح لنا حتى الفرصة لمعاناة المشقة، أو كنا لا نستحقها، فما من فرصة لتخليصنا. هذه ليست إهانة؛ يجب أن يكون ذلك واضحًا لك، وأن ترى ما إذا كان ما تقوله صحيحًا بالفعل. هذه الإهانة غير موجودة؛ فنحن أناس فاسدون، ونستحق أن نتكبد هذه المشقة. عندما تمرض، فإن تناول دواء وإجراء جراحة ينطوي على المعاناة من بعض المشقة. هل تُعتبر المشقة التي تتكبدها للشفاء من مرضك إهانة؟ إنها ليست إهانة؛ بل هي من أجل شفائك. إن إيماننا بالله، واختبار الدينونة، والتوبيخ، هو من أجل التخلص من شخصياتنا الفاسدة، وعيش شبه الإنسان، والعيش وفقًا لمتطلبات الله، والخضوع لله، وعبادة الله، والعيش بشكل أفضل وأكثر كرامة. نحن نستحق أن نعاني هذه المشقة جرَّاء شخصياتنا الفاسدة. إن معاناة هذه المشقة هي من أجل ربح الحق والحياة. لا يمكننا تفسيرها على أنها إهانة. وينبغي أن نقبلها بوصفها مسؤوليتنا والتزامنا الذي علينا الوفاء به، والطريق الذي ينبغي أن نسلكه. هذا رفع الله، ويجب أن نحمد الله على رفعنا، وأن نحمده على الفرصة التي يمنحنا إياها. بناء على كل ما فعلناه وكيف تصرفنا، نحن لا نستحق أن نعاني هذه المشقة، وينبغي أن نُدمّر مثل أناس العالم. إذا تعاملنا مع المشقة التي ينبغي أن نعانيها، وكل هذه النعمة التي منحنا إياها الله على أنها إهانة، فنحن نفتقر بشدة إلى الضمير ونؤذي قلب الله! نحن لا نستحق خلاص الله". أليس هذا هو الحال؟ (بلى). هذا الجزء من التعاليم بسيط للغاية. ألا ينبغي للمرء أن يكون قادرًا على فهمه دون أن يُقال؟ عندما يستنير الناس بهذه الطريقة ويفهمون هذه الأمور، ستصبح قلوبهم أكثر ارتياحًا، ولن يتصرفوا بشكل غير معقول عندما تحدث لهم أمور. بعض الناس يعرفون بوضوح في قلوبهم أن هذا هو الحق ويجب أن يقبلوه، لكن عندما يتكلمون، يظلون يقولون إنه ظلم حقًا، ويظلون يتحدثون ويتحدثون إلى أن تخرج من أفواههم كلمات إصدار أحكام ضد الله. لا تفعل الأمور على هذا النحو. متى حدثت لك أشياء، اطلب الحق. هذا هو الشيء الأهم؛ فلا تغفل عنه أبدًا. إذا كنت تعترف بأن الله هو الحق، والطريق، والحياة، فلا ينبغي أن تتعامل مع أي ظرف يعده الله على أنه عمل الإنسان، بل ينبغي أن تتعامل مع كل ظرف يعده الله بوصفه فرصة لتغيير شخصيتك، وفرصة لقبول الحق.

لقد انتهيت من عقد الشركة عن معنى "الإذلال". وفيما يلي سأعقد شركة عن الجزء التالي، وهو ما يعنيه "حمل عبء ثقيل". تحدثنا للتو عن أن العبء الثقيل الذي يحمله الناس هو رغبة وطموح جامح في أعماق قلوبهم، وهدف يأملون في تحقيقه. بخصوص المؤمنين بالله الذين يُخلصهم الله، وهم ويقبلون قيادته، هل يحتاجون إلى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ لقد قلت للتو إن عبارة "تحمل الإذلال" لا تنطبق في بيت الله. أنت لست بحاجة إلى تحمل الإذلال؛ ولست بحاجة إلى الشعور بأنك تتحمل الكثير من المشقة؛ ولا يحتاج قلبك إلى الشعور بمعاملة غير عادلة؛ ولست بحاجة إلى تحمل كل هذه الإهانة من أجل إرضاء الله، كما لو كنت شديد النُبل. أنت لست بحاجة إلى القيام بهذه الأمور. ماذا يعني حمل عبء ثقيل، إذًا؟ لو قال أحد إن الله يجعل الناس يعانون من كل هذه المشقة حتى يتمكنوا من تحمل مسؤوليات ومهمات أكبر، وينالون بركات أكبر، وغاية أفضل، فهل هذا القول سليم ومعقول؟ (كلا، إنه ليس سليمًا). إنه ليس سليمًا. كيف ينبغي أن نوصِّفه، إذًا؟ الله يسمح بتخليص الناس، وأن يبلغوا اتقاء الله والحيد عن الشر، ويجعلهم يعيشون بشكل أفضل. هل يفعل الله ذلك تحديدًا من أجل الناس أم من أجله؟ (من أجل الناس). بالطبع من أجل الناس. الناس هم أكبر المنتفعين. لهذا السبب أقول إن ذلك لا يتعلق بما يحصل عليه الله، فضلًا عن حجم البركات التي يمكن أن يحصل عليها الناس من خلال معاناة هذه المشقة. أنت لست بحاجة إلى التحمل، ولست بحاجة إلى امتلاك هذه الأنواع من "الطموحات الكبرى"، ولست بحاجة إلى التنازل عن الأشياء بهذه الطريقة. في الواقع، أنت لم تتنازل عن أي شيء، ولم تتخلص من أي شيء. على العكس، كان الناس في النهاية أكثر الرابحين. فمن ناحية، فهم الناس جميع المعايير المختلفة لسلوكهم الذاتي. علاوة على ذلك، الناس قادرون على الامتثال لهذا النظام بأكمله، وكل هذه القوانين التي وضعها الله، والعيش بطريقة منظمة. كيف تقارَن طريقة العيش هذه بطريقة عيش الناس الآن؟ (إنها أفضل). إنها أفضل من طريقة عيش الناس الآن. إذًا، من بين هاتين الطريقتين للعيش، أيهما أكثر بركة، وأكثر شبهًا إلى حد كبير بحياة كائن مخلوق حقيقي، وهي علاوةً على ذلك، الحياة التي ينبغي أن يعيشها البشر؟ (الأولى). الأولى، بالطبع. بعد أن تعاني هذه المشقة، فإنك تفهم مقاصد الله، وفي الوقت نفسه تفهم العديد من الحقائق، ومع فهم الحق كأساس، تتعلم كيف تسلك، ويوجد في إنسانيتك الحق الذي يكون بمثابة حياة. هل هذا يمنحك قيمة؟ الناس ليس لديهم في الأصل أي حق على الإطلاق. إنهم مجرد بؤساء لا قيمة لهم، وهم أدنى من النمل ولا يستحقون العيش، لكنكم الآن فهمتم الحق، وتتحدثون وتتصرفون وفقًا للحق. مهما كان ما يجعلك الله تفعله، فأنت قادر على الاستماع وتنفيذه بالضبط. ومهما كانت الترتيبات التي يضعها الله لك، فأنت قادر على الخضوع لها. لذا، هل ستظل تحكم على الله؟ هل ستبادر بالتمرد عليه؟ إذا حرضك أحدهم على التمرد على الله، فهل ستفعل ذلك؟ (كلا). إذا حاك شخص ما أكاذيب عن الله لتضليلك، فهل ستصدق ذلك؟ (كلا). كلا، لن تصدقها. لذلك لن تتمرد على الله، سواء بالمعنى الذاتي أو الموضوعي. البشر الذين يكونون على هذا الشاكلة يعيشون تحت سيادة الله بالكامل. فهل يظل مثل هؤلاء البشر بحاجة إلى تحمل آلام الناس الآن؟ هل يظل في قلوبهم كراهية وألم؟ هل توجد في قلوبهم أشياء حزينة ومؤلمة؟ (كلا). هذا الألم غير موجود. يلتزم هؤلاء الناس بالمبادئ في كل ما يفعلونه، وليسوا عشوائيين. وأيضًا عندما تحدث أمور، يكون لله سلطة سيادية، ولا يمكن أن يؤذيك الشيطان؛ فأنت تعيش كشخص حقيقي. هل سيدمر الله بشر على هذه الشاكلة؟ هل مثل هؤلاء البشر سيدمرون أنفسهم؟ (كلا). كلا، لن يفعلوا. إنهم نوع مختلف تمامًا من الناس مقارنة بالبشر الفاسدين اليوم. قلوب الناس اليوم مليئة بالكراهية والألم. إنهم قادرون على الانتحار في أي زمان أو مكان، وعلى القتال وقتل الناس في أي زمان أو مكان، والقيام بأمور سيئة في أي زمان أو مكان، ما يجلب كارثة على عالم البشر. أما البشر الذين يخلِّصهم الله وربحوا الحق كحياة، فيمكنهم التعايش بسلام دون قتال أو كراهية. إنهم قادرون على الخضوع لترتيبات الله، والخضوع بقلوب وجهود موحدة لكل كلمة يقولها الله. يعيش هؤلاء الناس جميعًا في كلمة الله، ويعملون بجد في الاتجاه نفسه. من أجل تنفيذ مشيئة الله – في ظل فهمك للحق، وفهمه للحق، وفهمها للحق، وفهمهم للحق – هل يمكن أن تظل وجهات نظرهم مختلفة عندما يكونون معًا؟ (كلا). بهذه الطريقة، يمكنهم الوصول إلى النقطة التي يعيش فيها الجميع في حضرة الله، ويعيشون في كلمته، ويعيشون وفقًا للحق، وحيث تكون قلوب الناس متوافقة. بهذه الطريقة، هل يمكن أن يظل الذبح والقتال مستمرًا بين الناس؟ (كلا). كلا. هل يظل الناس بحاجة إلى تحمل الألم؟ لا يوجد ألم. يعيش مثل هؤلاء البشر حياة مباركة بدون قتال أو ذبح. إذًا، كيف ينبغي أن يُدبّر الناس كل الأشياء التي ائتمنهم الله عليها؟ (ينبغي أن يتعايشوا بسلام). جانب من ذلك هو أنهم ينبغي أن يتعايشوا بسلام. والجانب الآخر هو أن عليهم إدارة كل شيء وفقًا للنظام والقوانين التي وضعها الله. هذا يعني أن هذا النظام بأكمله وكل هذه القوانين والكائنات الحية تنتمي إلى البشرية، وتستخدمها البشرية، وهي تخلق لهم منافع. ما أروع هذا النوع من البشر! في ذلك الوقت، تُعطى بيئة الجنس البشري المعيشية للبشر لإدارتها. الله يضع النظام والقوانين لهذا العالم من أجل البشر، وبعدئذٍ لن يتدخل الله فيه. إذا رأيت ذات يوم ذئبًا يأكل أرنبًا، فماذا ستفعل؟ ينبغي أن تدع الذئب يأكله. لا يمكنك منع الذئب من أكل الأرانب، وتجعله يأكل العشب. ما الخطأ الذي ترتكبه؟ (مخالفة النظام الطبيعي للأشياء). سوف تخالف النظام الطبيعي للأشياء. الأرانب تأكل العشب، والذئاب تأكل اللحوم؛ لذلك ينبغي أن تحترم طبيعتها المتأصلة، وتتركها تنمو بحرية. ليس ثمة حاجة للتدخل في أنشطتها وأسلوب حياتها بطريقة مصطنعة وإضافية. وأنت لست بحاجة إلى إدارة هذه الأمور؛ فالله قد وضع بالفعل هذه الأمور كما ينبغي أن تكون. إذا كانت توجد بعض الأماكن التي تهطل عليها أمطار غزيرة ومناخها غير مناسب، فلا بد أن تهاجر منها الحيوانات. تقول: "يجب أن نصلِح هذا المكان. لماذا تهطل الأمطار بغزارة دائمًا؟ لا بد أنه من المتعب للغاية أن تهاجر الحيوانات دائمًا!". أليست هذه حماقة مجددًا؟ (بلى). لماذا هي حماقة؟ ألم يضع الله هذا المناخ في ذلك المكان؟ (بلى). الله وضع هذا المناخ، وجعل هذه الحيوانات تعيش في هذه المنطقة. ألم يضع الله هجرتها؟ (بلى). لماذا تريد أن تعترض الطريق، إذًا؟ لماذا تتصرف بشكل أعمى بناء على حسن النوايا؟ ما فائدة الهجرة؟ عندما تظل مجموعة كبيرة من الحيوانات في منطقة ما لمدة نصف عام، فإن العشب يؤكل كله. إذا لم يهطل المطر ولم تكن الحيوانات راغبة في المغادرة، ماذا يحدث، إذًا؟ سيتطلب الأمر هطول المطر طوال الوقت. وعندما تكون الأرض مبللة، لا يمكنها البقاء هناك، وسيتشبع العشب بمياه الأمطار، لذا لا بد لها من المغادرة. هذه الهجرة تجعل أجسادها لائقة، وتُعطي العشب فرصة للنمو مرة أخرى. وحالما تأكل معظم العشب في مكان آخر، سيكون الوقت قد حان لتساقط الثلوج فيه، وسوف تُطرَد مجددًا، إن جاز التعبير، ويجب عليها أن تهاجر بسرعة. تعود إلى مكانها الأصلي ثانية. لا يوجد مطر، والعشب نما، ويمكنها أكله مرة أخرى. بهذه الطريقة، يحافظ هذا النظام البيئي باستمرار على التوازن بطريقة طبيعية. يقول بعض الناس: "الأسود تأكل حيوانات النُّو دائمًا؛ يا لها من حيوانات مسكينة! ألا يمكن أن نجعل النُّو أكثر ذكاء؟" لماذا تتصرف بشكل أعمى بناءً على نوايا حسنة؟ هل تحاول إظهار أنك عطوف؟ ثمة مبالغة في طيبتك. لو كانت حيوانات النُّو ماكرة، لجاعت الأسود. هل ستتحمل أن ترى الأسود وهي تجوع؟ يقول أناس آخرون: "الأسود سيئة. إنها تعض الغزلان والحمير الوحشية. إنه أمر دموي وقاس للغاية!". إذا قضيت على الأسود، فسيوجد الكثير من الحمير الوحشية والغزلان. ماذا ستكون النتيجة النهائية؟ سوف يؤكل العشب بالكامل، وتتحول الأراضي العشبية إلى صحراء. هل يمكنك أن تتحمل ذلك؟ هل ستظل تتصرف بناءً على هذه النوايا الحسنة؟ ماذا يجب أن تفعل، إذًا؟ دعها تنمو بحرية. هذا هو الحال مع الحيوانات. وضع الله هذا النظام بأكمله منذ زمن طويل، ويجب أن تقبله، سواء أردت ذلك أم لا؛ لا بد أن يسير كل شيء على النحو الذي نُظِّم به. إذا خالفت النظام الطبيعي، فلا يمكن الحفاظ على الحياة. عندما تفهم كل هذه القوانين، ستحترمها، وسترى هذه الأمور وفقًا لها. حينها سترى حكمة سيادة الله على كل شيء. علاوةً على ذلك، فإن كل هذه القوانين متأصلة في الحياة. كيف حدث ذلك؟ (كان مُقدرًا من الله). كان مُقدرًا من الله. هكذا رتب الله الأمور. يبحث البشر في العلم، وفي علم الأحياء، وفي جميع أنواع مجالات الدراسة. لقد أمضوا سنوات عديدة في البحث، لكنهم لا يفهمون سوى التعاليم والنظم البسيطة؛ لا أحد يرى سيادة الله أو حكمته في هذه التعاليم والظواهر. لماذا نشأ كل هذا النظام البيئي والسلسلة الغذائية بهذا التعقيد والروعة؟ البشر يوضحون ظاهرة فحسب أو يعلنون حقيقة للناس في هذا العالم، لكن ما من أحد يستطيع أن يُلخص أو يرى بوضوح أن هذا كله جاء من عند الله؛ لم يأت من تلقاء نفسه. إذا وافقنا على القول إنه حدث من تلقاء نفسه، فكيف لم ير أحد قردًا يتحول إلى إنسان طوال كل هذه السنوات؟ كل هذه القوانين قد وضعها الله. هل لها أي علاقة بتحول القردة إلى بشر؟ (كلا). لا يوجد شيء من هذا القبيل. وضع الله كل هذه القوانين وهذا النظام برمته. إذا حالف الحظ الناس في البقاء، فإنهم في ذلك الوقت لن يحترموا هذا النظام بأكمله وكل هذه القوانين ويحافظون عليها ويديرونها فحسب، بل الأهم من ذلك أنهم سيصبحون أيضًا أكبر مستفيد من هذا النظام بأكمله وكل هذه القوانين. لقد أعد الله كل هذا للبشرية، ووضعه في مكانه للناس؛ فكل شيء جاهز لمتعة الناس. ومن بين كل شيء، فإن الكائنات المخلوقة، الناس، هي الأكثر بركة. الناس يمتلكون اللغة، والتفكير، ويمكنهم سماع صوت الله، ويمكنهم فهم كلام الله، ولديهم لغة للتواصل مع الله، وهم الأكثر مهارة في فهم كلام الله. إن أكثر ما يباركهم الله به هو أنه أعطاهم أعظم رأس مال يمكنهم من خلاله الحصول على الخلاص والمثول أمام الله. في النهاية، فإن كل ما فعله الله، وهذا النظام بأكمله وجميع القوانين التي وضعها الله، ستتطلب من الناس الحفاظ عليها. كل هؤلاء الناس الذين يبحثون في هذا النظام بأكمله وكل هذه القوانين، ويدمرونها، ويضرون بها ويشوهونها، لا بد القضاء عليهم. لقد عانى الناس من مشقة بالغة. هل الغاية الجميلة التي يؤمن بها الناس في قلوبهم، والتي يسعون إليها ويتوقون لها، موجودة بالفعل؟ إنها غير موجود في الواقع. إنها رغبة وطموح جامح لدى الناس فحسب، وهي تختلف عما يريد الله أن يعطيه للناس. إنهما شيئان منفصلان، ولا علاقة لأحدهما بالآخر. لذا، فإن جزء "حمل عبء ثقيل" من عبارة تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل غير موجود في الناس. ماذا أعني بأنه غير موجود؟ أن الغاية الجميلة التي تؤمن بها، والأشياء التي تريد تحقيقها في الرغبات والطموحات الجامحة التي هي داخل أعماق قلبك، لا توجد على الإطلاق. مهما كان مقدار المشقة التي تتكبدها، أو مقدار الإهانة التي تتحملها، فإن الغاية التي تتوق إليها، والأشياء التي ترغب في تحقيقها، والشخص الذي ترغب أن تصبح عليه، ودرجة البركة التي تريد أن تكسبها، كلها غير سليمة. ليست هذه هي الأمور التي يريد الله أن يمنحك إياها. ما المشكلة الأخرى الموجودة هنا؟ أن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل هو عندما يخفي الناس قدراتهم الحقيقية بتحمل الإهانة، ثم يقاسون الإهانة من أجل تحقيق أهدافهم. ما هذه الأهداف؟ إنها التطلعات وحتى الرغبات الكامنة في أعماق قلوب الناس. هل يكابد المؤمنون المشقة من أجل إشباع رغبة؟ (كلا). ما الغرض إذًا؟ عندما يعاني المؤمنون من مشقة، هل الهدف الذي يريدون السعي نحوه وتحقيقه إيجابي أم سلبي؟ (إيجابي). هل يرتبط بالرغبة؟ (كلا). ما هذا الهدف الإيجابي، إذًا؟ (أن يتخلص المرء من شخصيته الفاسدة، ويصبح شخصًا حقيقيًّا، ويقدر على العيش بشكل أفضل). أن يتخلص المرء من شخصيته الفاسدة، ويصبح شخصًا حقيقيًّا، ويستطيع العيش بشكل أفضل. ماذا غير ذلك؟ أن تصبح شخصًا مُخَلَصًا، وألا تتمرد على الله مرة أخرى. هل تريدون أن تصبحوا مثل أيوب وبطرس؟ (بلى). أليس هذا هدفًا، إذًا؟ (بلى). هل هذا الهدف يرتبط بالرغبة؟ (كلا). هذا الهدف هو سعي صحيح، وهو الهدف والطريق الذي أعطاه الله للناس. هذا صحيح. ولهذا أقول إن المشقة التي تكابدها بسبب هذا الهدف الصحيح للسعي، ليست تحملًا للإذلال. إنما هو ما ينبغي أن يسعى إليه الناس، وهو المسار الذي ينبغي أن يسلكه الناس. هل يمكن لأولئك الأشخاص الذين يعتقدون في أعماق قلوبهم أنهم يتحملون الإهانة أن يسلكوا هذا الطريق؟ إنهم لا يستطيعون، ولا يمكنهم تحقيق هذا الهدف.

بالنظر إلى الأمر الآن، هل عبارة "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل" هي الحق؟ (كلا). إنها ليست الحق، وليست معيارًا للكيفية التي ينبغي للناس أن يفعلوا بها أو يسلكوا أو يعبدوا الله. هل يحتاج الناس إلى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل حتى يُخلصهم الله؟ (كلا). هل من الصواب أم الخطأ قول إن شخصًا ما نال الخلاص بتحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ (خطأ). لماذا هو خطأ؟ إن تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل ليس ممارسةً للحق، فكيف يمكنهما تحقيق الخلاص؟ هذا يشبه قول إن شخصًا ما قتل الناس، وأضرم النار في أشياء، وفعل الكثير من الأمور السيئة، وأصبح في النهاية "قائدًا محبوبًا من الناس". أليس الأمر كقول هذا تمامًا؟ (بلى). هذا ما يعنيه. من الواضح أنه يسير على طريق الشر، لكنه أصبح شخصًا إيجابيًّا. هذا تناقض. إذا قال قائل إن شخصًا ما تحمل الإذلال وحمل عبئًا ثقيلًا، وحقق في النهاية التوافق مع الله، أو إن شخصًا ما تحمل الإذلال وحمل عبئًا ثقيلًا، وتمسك في النهاية خلال التجارب، أو إن شخصًا ما تحمل الإذلال وحمل عبئًا ثقيلًا، وأكمل في النهاية إرسالية الله؛ فأي من هذه الأقوال صحيح؟ (لا شيء منها صحيح). لا شيء منها صحيح. هل من الصحيح القول إن شخصًا ما تحمل الإذلال وحمل عبئًا ثقيلًا خلال نشر الإنجيل في قرية بأكملها؟ (كلا). أرى أن بعض الناس غير متأكدين، ويفكرون: "هل هذا صحيح؟ أعتقد أن هذه العبارة صحيحة، أليس كذلك؟ ثمة العديد من الأوقات التي يتعين فيها على الناس تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل في أثناء التبشير بالإنجيل والشهادة لله". استخدام هذه العبارة في هذا السياق صحيح، أليس كذلك؟ (كلا، ليس كذلك). لم لا؟ أخبروني. (لأن التأثير الذي يتحقق من خلال تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل ليس إيجابيًّا). هل هذا هو التطبيق الصحيح؟ حلل كيف أن هذه العبارة خاطئة. قم بتشريحها. "من خلال تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل خلال مشاركة الإنجيل، قام بتحويل الكثير من الناس، وحقق نتائج كثيرة، وأعلن اسم الله". ألا تعرف ما إذا كانت هذه العبارة صحيحة؟ إذا طبقناها بما يتماشى مع كل عبارة في شركتنا اليوم، فسيكون من الخطأ استخدام هذه العبارة في هذه الحالة، لكن إذا فكرنا خطوة أبعد في كيف أنَّ بعض الناس، في أثناء التبشير بالإنجيل، تعرُّضوا للضرب أو الصراخ في وجههم من المستهدفين بالإنجيل، وطُرِدوا من على أبوابهم، فهل يعتبر هذا تحملًا للإذلال؟ (كلا). ما هو، إذًا؟ (مشقة لا بد أن يعانيها المؤمنون في أثناء التبشير بالإنجيل). هذا صحيح. هذه مشقة لا بد أن يعاني منها الناس. هذه هي مسؤوليتهم، والتزامهم، والإرسالية التي أعطاها الله للناس. إنها مثل آلام الولادة؛ أليست هذه مشقة لا بد من تكبُّدها؟ (بلى). إذا قالت امرأة لطفلها: "لقد تحملت الإذلال وحملت عبئًا ثقيلًا لإحضارك إلى العالم"، فهل هذا شيء من الصحيح قوله؟ (كلا). لقد عانت من مشقة، فلماذا من الخطأ قول ذلك؟ لأن هذه مشقة لا بد أن تعانيها. على سبيل المثال، إذا استغرق ذئب ساعات عديدة في الصيد قبل أن يصطاد أرنبًا، وقال: "لقد تحملت الإذلال وحملت عبئًا ثقيلًا لكي آكل أرنبًا"، فهل سيكون ذلك صحيحًا؟ (كلا). لكي يأكل الذئب أرنبًا، عليه التضحية بشيء في المقابل. فالأرنب لن يجلس في انتظار الذئب ليأتي ويأكله. أي مهمة هي بتلك السهولة؟ مهما تكن المهمة، يتعين على المرء دائمًا تقديم تضحية معينة. هذا ليس تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. والآن، ما تصنيفنا الدقيق لعبارة "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل"؟ (سلبي). لقد صنفناها على أنها عبارة سلبية وتحقيرية، وصنفناها على أنها منطق الشيطان وفلسفته للتعاملات الدنيوية. لا علاقة لها بالإيمان بالله، أو الأمور الإيجابية. إذا قال أحدهم: "لقد بشرت بالإنجيل لسنوات عديدة. وتحملت الإذلال بالفعل وحملت عبئًا ثقيلًا!"، فهذا غير ملائم. ذلك لأن التبشير بالإنجيل هو مسؤوليتك، وهذه مشقة من المفترض أن تعانيها. حتى لو لم تبشر بالإنجيل، ألن تعاني من المشقة بمجرد العيش؟ هذه مشقة من المفترض أن يعاني منها الناس؛ هذا صحيح. إن عبارة "تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل" قد مُحيت أساسًا من بيت الله. إذا ذكر شخص ما هذه العبارة مرة أخرى، فكيف ستفسرها؟ إذا قال أحدهم: "لقد تحملت الإذلال وحملت عبئًا ثقيلًا في السجن لكيلا أكون يهوذا!"، هل هذا القول صحيح؟ (كلا). لم لا؟ "لكيلا أكون يهوذا" هو هدف عادل للغاية وأمر من العادل قوله، فلماذا ليس تحملًا للإذلال وحمل عبء ثقيل؟ (المؤمن لا ينبغي أن يكون يهوذا). هذا صحيح. كيف يُعقَل أن يكون المؤمن يهوذا؟ أليس من السخف قول إن عدم كونك يهوذا هو تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل؟ الشهادة لله مهمتك. هذه هي الشهادة التي ينبغي أن تتمسك بها الكائنات المخلوقة، والموقف الذي عليهم التمسك به بثبات. الشيطان لا يستحق ثناء الإنسان. الله هو الوحيد الذي يجب أن يعبده الناس، ومن الطبيعي والمبرر تمامًا أن نعبد الله. عندما يحاول الشيطان إخضاعك لإرادته، ينبغي أن تتمسك بشهادتك لله، وتتخلى عن حياتك، ولا تكون يهوذا. وهذا لا يرقى إلى مستوى تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل. لقد فسرت هذه العبارة بوضوح الآن. إذا قال أحدهم مرة أخرى كيف أنه تحمّل الإذلال وحمل عبئًا ثقيلًا، فكيف ينبغي أن تتعاملوا مع الأمر؟ سوف يفهمون عندما تدعهم يستمعون إلى العظة التي ألقيتها اليوم. هذه هي أسهل طريقة.

ج. إرادة للقتال لا تلين أبدًا

المظهر الثالث للنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة هو إرادة للقتال لا تلين أبدًا. ما نوع الشخصية التي لا تلين أبدًا؟ شخصية متغطرسة. كيف يمكن ألا يفشل الناس أبدًا؟ كيف يمكن ألا يرتكب الناس أي فِعل خطأ أبدًا، أو ألا يقولوا أي شيء خطأ، أو ألا يرتكبوا أي أخطاء؟ لا بد أن تعترف: "أنا شخص عادي، وأنا شخص طبيعي. لدي عيوب وأوجه قصور. ثمة أوقات أفعل فيها شيء خطأ، وأوقات أقول فيها شيء خطأ. أنا قادر على فِعل الشيء الخطأ واتباع المسار الخطأ. أنا شخص عادي". إذًا، ما المقصود بعبارة لا تلين أبدًا؟ هي عندما يفشل شخص ما، أو يواجه انتكاسات، أو ينحرف نحو المسار الخطأ، لكنه لا يعترف بذلك. يواصل بعناد فحسب. إنه يفشل لكن ذلك لا يحبطه؛ يفشل لكنه لا يعترف بأخطائه. ومهما كان عدد الناس الذين يوبخونه أو يشجبونه، فإنه لا يتراجع. إنه يصر على القتال، والعمل، والسعي في اتجاهه الخاص به ونحو أهدافه الخاصة، ولا يفكر في التكلفة. هذا هو نوع العقلية التي تشير إليها تلك العبارة. أليست هذه العقلية جيدة جدًا في حشد الناس؟ في أي الحالات تُستخدَم عادة عبارة "لا تلين أبدًا"؟ في جميع أنواع المواقف. أينما يوجد بشر فاسدون، توجد هذه العبارة؛ توجد هذه العقلية. فلماذا ابتكر، الذين هم من الشيطان، هذا القول؟ حتى لا يفهم الناس أنفسهم أبدًا، ولا يدركون أخطائهم، ولا يقبلونها. السبب فحسب هو لئلا يرى الناس جانبهم الهش، والضعيف، والعاجز، بل يروا جانبهم القادر وجانبهم العظيم والشجاع، ولا يقللوا من شأن أنفسهم، بل يعتقدوا أنهم أكفاء. ما دمت تعتقد أنك قادر، فأنت قادر؛ وما دمت تعتقد أنك تستطيع أن تكون ناجحًا، وأنك لن تفشل، ويمكن أن تصبح من صفوة الناس، فسوف تفعل ذلك. ما دام لديك هذا التصميم والعزيمة، وتلك الرغبة والطموح الجامح، فيمكنك تحقيق كل شيء. الناس ليسوا ضئالًا؛ بل إنهم عظام. ثمة قول مأثور لدى غير المؤمنين: "على قدر قلبك يكون نطاقك". بعض الناس يحبون هذا القول فور سماعه: "وَيْ، أريد ماسة تزن عشرة قيراط، أهذا يعني أنني سأحصل عليها؟ أريد سيارة من طراز مرسيدس بنز، أهذا يعني أنني سأحصل عليها؟". هل ما تحصل عليه سيكون مطابقًا لاتساع رغبة قلبك؟ (كلا). هذا القول مغالطة. بصراحة، غطرسة أولئك الذين يؤمنون بعبارة "لا تلين أبدًا" ويعترفون بها، ليس لها حدود. أي من كلام الله يتناقض مباشرة مع طريقة تفكير هؤلاء الناس؟ يطلب الله من الناس أن يفهموا أنفسهم، وأن يسلكوا بطريقة واقعية. الناس لديهم شخصيات فاسدة؛ لديهم أوجه قصور وشخصية تقاوم الله. لا يوجد أناس كاملون بين البشر؛ لا أحد كامل؛ إنهم أناس عاديين فحسب. ما الكيفية التي وعظ الله الناس أن يسلكوا بها؟ (أن يسلكوا على نحو مهذب). أن يسلكوا بتهذيب، وأن يلتزموا بمكانهم، بوصفهم كائنات مخلوقة، بطريقة واقعية. هل سبق أن طلب الله من الناس ألا يلينوا أبدًا؟ (كلا). كلا. إذًا، ماذا يقول الله عن الناس الذين يتبعون المسار الخطأ، أو يكشفون عن شخصية فاسدة؟ (يقول بأن يعترفوا بذلك ويقبلوه). أن يعترفوا بذلك ويقبلوه، ثم يفهموه، ويكونون قادرين على تغيير أنفسهم، وبلوغ ممارسة الحق. وعلى النقيض من ذلك، فإن – لا تلين أبدًا – هي عندما لا يفهم الناس مشاكلهم، ولا يفهمون أخطاءهم ولا يقبلونها، ولا يغيرون أنفسهم بأي حال من الأحوال، ولا يتوبون بأي حال، فضلًا عن أن يقبلوا سيادة الله أو ترتيباته؛ ليس الأمر فحسب أنهم لا يطلبون ماهية قدر الناس بالضبط، أو ماهية تنظيمات الله وترتيباته؛ ليس الأمر فحسب أنهم لا يطلبون هذه الأمور، بل إنهم يأخذون قدرهم في أيديهم؛ يريدون أن تكون لهم الكلمة الأخيرة. الله يطلب أيضًا من الناس أن يفهموا أنفسهم، وأن يُقيّموا أنفسهم ويُقَدِروها بدقة، وأن يفعلوا ما يستطيعون فعله جيدًا بطريقة واقعية وعلى نحو مهذَّب، ومن كل قلوبهم وعقولهم ونفوسهم، في حين أن الشيطان يجعل الناس يستفيدون بشكل كامل من شخصيتهم المتغطرسة، ويطلقون لها العنان. إنه يجعل الناس خارقين، وعظماء، وحتى لديهم قوى خارقة؛ إنه يجعل الناس يصبحون أشياءً لا يمكن لهم أن يكونوها. ولذا، ما هي فلسفة الشيطان؟ أنك لست على خطأ، حتى لو كنت على خطأ، وما دامت لديك عقلية عدم الاعتراف بالهزيمة، وما دامت لديك عقلية لا تلين أبدًا، فسوف يأتي يوم، عاجلًا أم آجًلا، تصبح فيه من صفوة الناس، وسيأتي يوم، عاجلًا أم آجلًا، ستتحقق فيه رغباتك وأهدافك. فهل قول لا تلين أبدًا يعني أنك ستستخدم أي وسيلة لإنجاز أمر ما؟ لكي تحقق أهدافك، يجب ألا تعترف بأنك قادر على الفشل، ويجب ألا تعتقد أنك شخص عادي، ويجب ألا تعتقد أنك قادر على اتباع المسار الخطأ. علاوة على ذلك، يجب أن تستخدم – بلا أي وازع من الضمير – جميع أنواع الأساليب أو المخططات السرية لتحقيق رغباتك وطموحاتك الجامحة. هل يوجد في عبارة، لا تلين أبدًا، أي شيء يجعل الناس يتعاملون مع قدرهم بموقف انتظار وخضوع؟ (كلا). كلا. يصر الناس على أن يتولوا قدرهم بين أيديهم بصورة كلية؛ فهم يريدون التحكم في قدرهم. بغض النظر عن الطريق الذي سيسلكونه – عما إذا كانوا سيُبارَكون، أو عن نوع نمط الحياة الذي سيعيشونه – فلا بد أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في كل شيء. ثمة قول مأثور لدى غير المؤمنين: "الفرصة في صفِّ من هو مستعد لها". ما نوع هذا القول؟ ثمة العديد من الناس الذين يقضون سنوات عديدة في الاستعداد، والذين يقضون حياتهم كلها في الاستعداد، لكنهم يموتون دون أن يحصلوا على فرصة. كيف تأتي الفرصة؟ (من الله). إذا لم يُهيئ الله فرصة لك، فهل سيفيد أي قدر من الاستعداد من جانبك؟ (كلا). إذا كان الله لا يخطط لمنحك فرصة ولم يكن ذلك مُقدَرًا لك، فما الفائدة من استعدادك، مهما كان عدد السنوات التي تقضيها فيه؟ هل سيشفق الله عليك ويمنحك فرصة لأنك أمضيت سنوات عديدة في الاستعداد؟ هل سيفعل الله هذا؟ (كلا). ستأتي فرصة إذا كان الله قد أعدها لك، إذا لم يكن الله قد أعد لك فرصة، فلن تحصل على فرصة. هل ثمة فائدة في عبارة لا تلين أبدًا؟ (كلا). بعض الناس يقولون: "أنا لا ألين أبدًا. وأتولى قدري بين يدري!". كلماتهم قوية، لكن ما إذا كان بإمكانهم تحقيق ذلك أم لا، فهو أمر ليس بيدهم. على سبيل المثال، ثمة امرأة تريد إنجاب ولد. أنجبت عدة أطفال، لكن كلهن بنات. يخبرها أناس آخرون ألا تنجب المزيد من الأطفال، ويقولون إنها ليس مقدر لها أن تنجب ولدًا، لكنها لا تستسلم، وتقول: "أنا لا أصدق ذلك. ولن ألين أبدًا!". عندما يكون مولودها العاشر فتاة أيضًا، تستسلم أخيرًا: "يبدو أنه لم يكن مقدرًا لي أن أنجب ولدًا". هل ما زالت تقول إنها لن تلين أبدًا؟ هل ما زالت تتمتع بالثقة؟ هل ما زالت تجرؤ على إنجاب المزيد من الأطفال؟ كلا، إنها لا تجرؤ. عندما يقوم شخص آخر بأعمال تجارية، فإنه يخطط لكسب خمسمائة ألف دولار في غضون عامين. في البداية، عندما لا يحقق أي شيء في نصف العام الأول، يقول: "لا يهم. عدم ربح المال في نصف العام الأول لا يهم. سأكسب المال في النصف الآخر بالتأكيد". بعد مرور أكثر من عام دون أن يكسب أي أموال، يظل لا يستسلم: "أنا لا ألين أبدًا. أعتقد أن كل شيء في يد الإنسان؛ أمامي الكثير من الفرص!". بعد مرور عامين، لم يربح خمسين ألفًا، فضلًا عن خمسمائة ألف. يعتقد أنه لم يكن لديه وقت كاف، ولا خبرة كافية، لذلك يذهب ويدرس لمدة عامين آخرين. بعد مرور أربع سنوات، لم يكسب خمسمائة ألف دولار، بل إنه أيضًا فقد رأس المال كله تقريبًا، لكنه لا يزال لا يلين أبدًا: "مُقدر لي أن أربح المال. فكيف يُعقَل أنني عاجز عن كسب خمسمائة ألف دولار؟". بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات، هل سيظل هدفه أن يربح خمسمائة ألف دولار؟ إذا سألته مرة أخرى عن المبلغ الذي يخطط لكسبه هذا العام، فسيقول: "حسنًا، ما يكفي لأن أعيش منه". هل ما زال لا يلين أبدًا؟ لقد فشل، أليس كذلك؟ كيف فشل؟ هل فشل لأن هدفه للأرباح كان مرتفعًا للغاية؟ هل هذا هو السبب؟ كلا. سواء فيما يتعلق بالأصول التي يمتلكها الناس، أو بالأطفال، أو بالمشقة التي يعانون منها في حياتهم، أو بموعد ذهابهم أو وجهته – لا يمكنهم أن يقرروا أيًا من هذا. يرغب بعض الناس في العمل في الإدارة العامة، لكنهم لا يحصلون على الفرصة أبدًا؛ هل يُلام في ذلك افتقارهم إلى القدرة؟ لديهم القدرة، ولديهم دهاء، ويعرفون كيف يتملقون الناس، فلماذا يصعب عليهم أن يصبحوا مسؤولين حكوميين؟ ثمة العديد من الناس الذين ليست لديهم تلك القدرات وأصبحوا مسؤولين، والعديد من الناس الذين ينظرون إليهم بازدراء وأصبحوا مسؤولين. هؤلاء الناس جيدون في الكلام، ولديهم موهبة حقيقية، وتعليم متين، فلماذا إذًا من الصعب عليهم للغاية أن يصبحوا مسؤولين حكوميين إذا كانوا هم يريدون ذلك؟ عندما كانوا شبابًا، لم يلينوا أبدًا، لكن عندما كبروا وكانوا لا يزالون موظفين عاديين، استسلموا أخيرًا، وقالوا: "قَدر الإنسان تحدده السماء. إذا كان الأمر مقدَّرًا، فسوف يأتي. إذا لم يكن كذلك، فلا يمكن الحصول عليه بالسعي". لقد استسلموا لقدرهم، أليس كذلك؟ ماذا حدث لعقليتهم التي لا تلين أبدًا؟ الناس يتعرضون للإذلال في مواجهة الحقائق.

ما الذي تجلبه عقليةٌ لا تلين أبدًا على الناس؟ إنها تُخصّب رغباتهم وطموحاتهم. ليس ما تجلبه للناس تأثيرًا أو إرشادًا إيجابيًّا؛ بل تجلب لهم نوعًا من التأثير السلبي الضار. الناس أنفسهم لا يعرفون شيئًا عن مكانهم في الكون، ولا يعرفون شيئًا عن القدر الذي خططته السماء لهم، ولا يعرفون شيئًا عن سيادة الله أو ترتيباته. علاوة على ذلك، فقد اكتسبوا ما يُطلق عليه العكاز العقلي. ماذا يحدث في النهاية عندما يكون الناس في موقف لا يمكنهم فيه إلا أن يُضلَلوا؟ إنهم يقومون بالكثير من العمل سدى، ويقومون بالكثير من الأعمال غير المجدية. ولتحقيق أهدافهم، فمن ناحية، تتحمل أجساد الناس وعقولهم قدرًا كبيرًا من الخسارة والصدمات، ومن ناحية أخرى، من المؤكد أيضًا أنهم قد فعلوا الكثير من الشر من أجل تحقيق رغباتهم، وطموحاتهم الجامحة، وأهدافهم. ما العواقب التي سيجلبها هذا الشر على الناس في حياتهم التالية؟ لن يجلب سوى العقاب. ما تجلبه الشخصية الفاسدة على الناس هو الرغبة والطموح الجامح. من بين الأشياء التي يقوم بها الناس بسبب رغباتهم وطموحاتهم الجامحة، هل أي منها مشروع؟ هل أي من هذه الأمور تتماشى مع الحق؟ (كلا). ما هذه الأمور؟ إنها مجرد أعمال شريرة. ماذا يشمل هذا الشر؟ أن تكون داهيةً مع الآخرين، وأن تخدع الآخرين، وتؤذي الآخرين، وتحتال على الآخرين. ينتهي الأمر بالناس إلى أن يكونوا مَدينين للآخرين بالكثير جدًا، ويمكن أن يُعاد تجسدهم في حياتهم القادمة على صورة حيوان. أيًا يكن أكثر مَن يدينون له، وأكثر من يحتالون عليه، وأكثر من يخدعونه، فإن بيت هذا الشخص هو الذي سيعيشون فيه على صورة حيوان غير قادر على الكلام، ويتلقى الأوامر الناس. حتى لو تجسدوا مرة أخرى بشرًا، فسوف يعانون حياة من المشقة التي لا نهاية لها؛ لا بد أن يدفعوا ثمن ما فعلوه. هذه هي النتيجة الضارة التي ستترتب على ذلك. لو لم توجههم عبارة "لا تلين أبدًا"، لما خُصِّبَت طموحاتهم ورغباتهم، وكان من المرجح أن يتخلى الناس عن طموحاتهم ورغباتهم إذا لم تتحقق في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، لكن رغباتهم تتضخم أكثر فأكثر حالما يشعل الشيطان النيران. التضخم في حد ذاته ليس هو المشكلة، لكنه يجعلهم يخطون على مسار شرير. وعندما يكون الشخص على مسار شرير، هل يمكنه القيام بأمور صالحة؟ هل يمكنه القيام بأمور إنسانية؟ كلا، ليس بإمكانه. سيستخدم أي وسيلة لتحقيق أغراضه وأهدافه، وسيُقسِم أنه لن يهدأ حتى تتحقق أهدافه، وأنه قادر على فِعل أي نوع من الأمور السيئة. انظروا فحسب، هل ثمة حالات يقتل فيها الأطفال والديهم للاستحواذ على ممتلكاتهم؟ (بلى). ثمة حالات كثيرة جدًا يقتل فيها الناس أصدقاءهم وأحباءهم بأيديهم من أجل مصلحتهم الذاتية. عندما يواجه شخصان الفرصة المواتية نفسها، ويضطران إلى محاربة أحدهما الآخر من أجلها، فإنهما يستخدمان أي وسيلة ممكنة للحصول عليها. ماذا يعتقدان في اللحظة الحاسمة؟". أنا لا ألين أبدًا. لا يمكنني أن أفشل هذه المرة على الإطلاق. إذا فاتتني هذه الفرصة، فقد لا أجد مثل هذه الفرصة الجيدة مرة أخرى طوال حياتي. لذا، يجب أن أفوز هذه المرة. لا بد أن أحصل على هذه الفرص بالتأكيد. وأيًا يكن من يسد طريقي، فسأقتله دون استثناء!". ماذا يحدث في النهاية؟ يقتل الشخص الآخر. ربما يكون قد حقق هدفه ورغبته وأشبعهما، لكنه ارتكب الشر أيضًا، وقد أدى ذلك إلى كارثة. قد يكون قلبه غير مستقر طوال حياته، وقد يشعر بأنه متهم، أو قد يكون غافلًا تمامًا. لكن حقيقة أنه لا يدرك ذلك على الإطلاق، لا تعني أن الله لم يعرِّف هذا الأمر. الله لديه طريقة للتعامل مع الأمر. ربما يكون هذا الشخص قد حقق هدفه في هذه الحياة، وربما يكون قد نجح فيها، لكنه في الحياة التالية سوف يدفع ثمنًا باهظًا لما فعله في هذه الحياة، وهو ما كان عملًا شريرًا على الأرجح. قد يضطر إلى دفع الثمن في حياة واحدة، أو حياتين، أو ثلاث حيوات، أو حتى إلى الأبد. هذا ثمن باهظ للغاية! فكيف جاءت هذه النتيجة؟ لقد نتجت عن عبارة واحدة، اعتقاد واحد. هذا الشخص يريد الحصول على تلك الفرصة. وهو لا يعترف بالهزيمة، ولا يستسلم، ولا يسمح لنفسه بالفشل. إنه يريد اغتنام الفرصة بحزم. ونتيجة لذلك، تتشكل كارثة. وبعد أن تتشكل الكارثة، لن يكفي عام أو عامان لدفع ثمن العواقب والتعويض عنها. أليس هذا ثمنًا باهظًا للغاية؟ تتراوح حياة الناس من ثمانين عامًا إلى تسعين، وتتراوح الحياة الأقصر من خمسين عامًا إلى ستين. بغض النظر عما إذا اكتسبت منافع شخصية، أو مكانة، أو مال، أو أشياء مادية أخرى، فسوف تستمتع بوعي بهذه الأشياء لمدة عشرين عامًا أو ثلاثين. لكن في مقابل هذه السنوات العشرين أو الثلاثين من الاستمتاع، قد تضطر إلى دفع ثمن في كل حياة من حيواتك، إلى الأبد. أليس هذا الثمن باهظًا للغاية؟ (بلى). الناس الذين لا يؤمنون بالله لا يفهمون الحق، ولا يعرفون أن الله له السيادة على كل هذه الأشياء. لذا، فهم قادرون على القيام بأمور غبية تحقيقًا لرغبتهم الأنانية، وهي رغبة مؤقتة في المصلحة الذاتية تعميهم، ويقعون تحت هيمنة مفاهيم معينة أو منطق شيطاني، مخلِّفةً لهم ندمًا أبديًّا. لا يُقصَد بكلمة "أبديٍّ" عشرين عامًا في هذه الحياة أو ثلاثين، بل المقصود بها أنهم سيعانون لا بد في كل حياة، بما في ذلك هذه الحياة. الناس الذين لا يؤمنون بالله لن يفهموا هذه الأمور، وإذا كان من يؤمنون بالله لا يفهمون الحق أو يعرفون الله، فهم أيضًا لن يفهموا هذه الأمور. بعض الناس لا يفعلون الأمور التي هي شريرة بوضوح. عندما تنظر إليهم من الخارج، فإنهم لا يقتلون الناس أو يشعلون الحرائق، ولا ينصبون الفخاخ علانية للآخرين، لكن لديهم العديد من التكتيكات السرية. في نظر الله، فإن خُلُق هذا الشر، والشر الواضح، هما الشيء نفسه. ماذا أعني بأن لهما الخُلُق نفسه؟ أعني أنه من منظور الله، فإنَّ المبادئ التي يستخدمها لشجب مثل هذه الأمور هي نفسها. الله يستخدم الطريقة نفسها وعنصر الحق نفسه لشجبها. كل هذه الأشياء التي فعلها أولئك الناس يشجبها الله، مهما كانت دوافعهم لفعلها، وسواء فعلوها في بيت الله أو في العالم. إذا كنت تؤمن بالله لكنك ما زلت تفعل هذه الأمور، فهل العاقبة التي يعطيها لك الله في النهاية ستختلف عن تلك التي يقدمها لغير المؤمنين؟ أخبرني، هل سيتساهل الله معك ويغير شخصيته البارة نظرًا لحقيقة أنك آمنت به لسنوات عديدة، وأديت خدمة للكنيسة لبضع سنوات؟ هل تعتقد أن هذا ممكن؟ هذا غير ممكن قطعًا. ماذا أعني عندما أقول ذلك؟ إذا كنت لا تفهم الحق، فإن الشر الذي تفعله هو شر، وعندما تفهم الحق، فإن الشر الذي تفعله يظل شرًا. من منظور الله، كله شر. هذان النوعان من الشر يكافئ أحدهما الآخر. لا يوجد فرق بين الاثنين. ما دام الشيء لا يتماشى مع الحق، فهو شر. ولا يوجد، من منظور الله، فرق في الخُلُق بين الاثنين. ونظرًا لأن كليهما شر، يجب أن يدفع الناس ثمن الشر الذي ارتكبوه في كلتا الحالتين؛ لا بد أن يدفعوا الثمن. هذه هي شخصية الله البارة. وسواء كنت تشك في ذلك أو تصدقه، فهذا ما يفعله الله، وهذه هي الطريقة التي يُعَرّف بها الأمور. ماذا أعني بقول هذا؟ أعني أن أخبركم جميعًا بحقيقة: لا ينبغي أن تفترض: "الله اختارني، ومن ثمَّ فقد نلت رضاه. أنا أفهم العديد من الحقائق. إذا ارتكبت القليل من الشر، فلن يوصِّفه الله على هذا النحو أو يشجبه. يمكنني أن أفعل ما يحلو لي. يمكنني أن أرتكب الشر بيدي، بحجة معاناة المشقة لممارسة الحق. عندئذ لن يشجبه الله، أليس كذلك؟ أنت على خطأ. مبادئ الله في شجب الشر هي نفسها. لا يهم في أي إطار يحدث، أو بين أي مجموعة من الناس يحدث. الله لا يفرق بين الأعراق المختلفة، ولا بين من اختارهم ومن لم يخترهم. وسواء كانوا غير مؤمنين أو مؤمنين، فإن الله ينظر إليهم من المنظور نفسه. هل تفهمون؟ (بلى، نفهم).

"لا ألين أبدًا" هي عبارة يقولها الناس عندما توجههم شخصية شيطانية، وهي عقلية يروج لها العالَم الشيطاني. كيف نرى هذه العقلية؟ (مرض عقلي). إنها طريقة تفكير ومبدأ يمتلكه الناس للعيش والقيام بالأمور، ويروِّج لها المرضى العقليون. إنها تحرض الناس وتحفزهم على استخدام أي وسيلة ممكنة لإرضاء رغباتهم وطموحاتهم الجامحة، وعلى ألا يُحبَطوا أبدًا مهما كان الموقف، وأن يسعوا إلى الأشياء وفقًا لمبدأ "اثبت على موقفك ولا تتنازل أبدًا"، وألا يحللوا ما إذا كانت رغباتهم وطموحاتهم الجامحة صحيحة أم لا؛ ما دامت لديهم هذه العقلية، فهي تستحق الثناء. إذا بحث شخص ما في شيء نافع للبشرية، دون أن يلين أبدًا، ولم يُحبَط بسبب الفشل، واستمر في التطور في اتجاه إيجابي، واستمر في البحث حتى يتمكن الناس من عيش حياة أفضل في المستقبل، فسيكون هذا جديرًا بالثناء إلى حد ما. لكن، هل هذا هو الهدف الذي تسعى إليه البشرية في هذا العالم؟ من يفعل مثل هذه الأشياء بإيثار لصالح البشرية؟ لا أحد. حتى لو كان بعض الناس يقومون ظاهريًّا بأشياء تحت شعار عمل الخير للبشرية، فإنهم يفعلون ذلك من أجل سمعتهم وإنجازهم المهني، لكي يسجل التاريخ اسمهم. هذه هي أهدافهم، ولا شيء من هذه الأهداف صحيح. بصرف النظر عن هذه الأمور، ما الذي توجه العقلية التي لا تلين أبدًا الناس إلى القيام به؟ أولًا، العقلية التي لا تلين أبدًا تتحدى حدود الناس وغرائزهم. على سبيل المثال، يقوم شخص ما في مجال رياضي بثلاث شقلبات متتالية ولا يقوى قلبه على تحملها، ويقول: "أنا لا ألين أبدًا. يجب أن أتحدى حدودي وأتحدى الرقم القياسي العالمي في موسوعة جينيس. سأقوم بعشر شقلبات!". ونتيجة لذلك، يموت عند الشقلبة الثامنة. ماذا لو لم تكن لديه هذه العقلية التي تحفزه على القيام بذلك؟ (كان ليفعل ذلك وفقًا لقدراته). هذا صحيح. ماذا يطلب الله من الناس أن يفعلوا؟ يطلب الله من الناس أن يعيشوا إنسانية طبيعية، ويسمح لهم بالضعف. يوجد حد لما يمكن أن تتحمله غريزة الناس وأعضاؤهم الجسدية. ينبغي أن يكون الناس على بينة بالمستوى الذي يمكنهم تحقيقه. هل كان هذا الشخص على بينة بتبعات قيامه بعشر شقلبات متتالية؟ لم يكن على بينة من ذلك، وقد فعل ذلك بشكل أعمى وتحدى حدوده، فمن يُلام على وفاته؟ (هو الملوم). كان مصدر محاولة ذلك الشخص أن يقوم بعشر شقلبات هو تحفيز الشيطان الدائم له، قائلًا: "يجب ألا تلين أبدًا. الاستسلام بعد خمس شقلبات مثير للشفقة. عليك أن تقوم بثمانية!". وقد فكّر هو: "ثمانية أيضًا لا تكفي. سأقوم بعشرة!". ونتيجة لذلك، وبعد القيام بالشقلبة الثامنة، توقف قلبه عن النبض وتوقف تنفسه. ألم يتلاعب به الشيطان؟ بالطبع، نحن نستخدم هذا مثالًا فحسب؛ فربما يوجد شخص ما يمكنه القيام بعشرين شقلبة دون مشكلة. عندما يمتلك الناس إرادة القتال هذه التي لا تلين أبدًا، فإنهم يقاتلون ذهابًا وإيابًا وينتهي بهم الأمر إلى إهدار حياتهم. السيناريو الأفضل قليلًا هو أنهم يهدرون حياتهم، لكن دون ارتكاب أي شر. حينئذٍ ربما تظل أمامهم فرصة لأن يُعاد تجسدهم في حياتهم التالية شخصًا من جديد، ويمكنهم أن يتذوقوا مجددًا أن يكونوا بشرًا مرة أخرى. لكن بعض الناس ارتكبوا شرًا كبيرًا وقد أدى إلى كارثة، لذلك يجب أن يدفعوا ثمنًا باهظًا مقابل ذلك على مدار عدة حيوات؛ ولا بد أن يستمروا في التعويض عن ذلك كله، وأن يعانوا من المشقة في كل حياة. إذا لم يعوضوا عن كل شيء في هذه الحياة، فلا تزال هناك الحياة التالية، ومن غير المعروف عدد الحيوات التي سيستغرقها تعويض ذلك كله. هذه هي النتيجة.

عندما يفشل بعض الناس في التبشير بالإنجيل، فإنهم يرفضون الاستسلام، ويقولون: "أنا لا ألين أبدًا. لم أتمكن من تحويل أي شخص هذه المرة؛ لقد فشلت. في المرة القادمة، لا يمكن أن أفشل. لا بد قطعًا أن أكون شاهدًا لله، وأن أكون ابنًا ذكرًا يغلب!". من الجيد أن يمتلك الناس هذا العزم، لكن ماذا عن حقيقة أنهم قادرون على قول عبارة "لا ألين أبدًا"؟ ما هذه الشخصية؟ أليست هذه هي شخصية رئيس الملائكة؟ هل جعلهم الله يشهدون بهذه الطريقة؟ هل يفهمون الحق؟ هل ما يفعلونه هو الشهادة لله؟ ما يفعلونه هو أنهم يجلبون العار على الله. ما نوع هؤلاء الناس في رأيكم؟ (بلهاء). إنهم بلهاء. إنهم لا يفهمون الحق، لكنهم يقولون إنهم يشهدون لله؛ كان سيكفي لو أنهم لم يجلبوا العار على الله. ما نوع عبارة "لا تلين أبدًا"؟ ماذا تعني هذه الكلمات؟ إنها تعني عدم الاعتراف بالفشل أبدًا. في الواقع، لقد فشل هؤلاء الناس، لكنهم يعتقدون أنهم حققوا انتصارًا ذهنيًا من خلال عدم الاعتراف بالفشل. جميع غير المؤمنين يقدرون للغاية نوع العقلية الذي يستمر الناس بموجبه في القتال بعد إخفاقات متعددة، وتزداد شجاعتهم كلما زادت النكسات التي يواجهونها. إذا كنت فيما سبق تمتلك عقلية من هذا النوع، واعتمدت على عقلية من هذا النوع للقتال لتحقيق هدف، أليس هذا مخزيًّا؟ ما جوانب الشخصية الفاسدة الموجودة لدى الناس التي تُظهرها كلمات "لا تلين أبدًا" بشكل أساسي؟ ما جوانب جوهر الناس التي يمكن أن تمثلها هذه الكلمات؟ أليس أناس مثل هؤلاء – الذين يفضلون الموت على الاستسلام، وسيموتون قبل أن يعترفوا بالهزيمة – متعجرفين ويفتقرون إلى العقل؟ حقيقة أنَّ الناس يمكن أن يكونوا متعجرفين إلى هذه الدرجة، ومن شأنهم أن يفضلوا الموت على الاعتراف بالهزيمة، ليست مشكلة افتقار إلى العقل فحسب؛ فهم يفتقرون أيضًا إلى الذكاء إلى حد ما، مثل اليائسين. بعض الناس يقولون: "هل هذا لأنهم صغار ومتهورون؟". ثمة ارتباط بين هذ وذاك. ثمة قول رائج في المجتمع: "عليك أن تخاطر بكل شيء لكي تفوز". هذا يمثل عقلية الشباب في المخاطرة بكل شيء، مثل شباب غاضب. "إذا كنت على استعداد للمخاطرة بحياتك، فيمكنك تحقيق أي شيء"؛ هذه هي العقلية التي لا تلين أبدًا. هل يمتلك كبار السن هذا النوع من الروح؟ بلى، هم أيضًا يمتلكونه. انظروا، جميع الدوائر السياسية تتألف فعليًا من البالغين وكبار السن؛ المنافسة شرسة! الناس يمتلكون شخصيات فاسدة، ويعيشون وفقًا لشخصياتهم الفاسدة. ولديهم جميعًا هذا النوع من العقلية بدرجة زادت أو قلت. ليس لهذا علاقة كبيرة بما إذا كانوا من كبار السن أو الشباب، لكنه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بشخصيتهم. إذا كنت تؤمن بالله وتفهم الحق، فسوف ترى هذا الأمر بوضوح، وتعرف أن هذا النوع من العقلية لا يتماشى مع مبادئ الحق، وأنها شخصية فاسدة. إذا كنت لا تفهم الحق، فلن تكون قادرًا على رؤية هذا الأمر بوضوح، وسوف تفكر: "من الجيد أن تكون لديك إرادة للقتال؛ إنه أمر ملائم. كيف يمكن أن يعيش الناس إذا لم يكن لديهم القليل من الإرادة للقتال؟ إذا لم يكن لديهم القليل من الإرادة للقتال، فلن يتبقى لديهم أي قدر من الروح للاستمرار في العيش. ما معنى العيش، إذًا؟ إنهم يستسلمون لكل وضع غير موات؛ يا لهذا الضعف والجبن!". يعتقد الناس جميعًا أنه عليهم القتال من أجل الكرامة، ما داموا أحياءً. كيف يقاتلون من أجل الكرامة؟ من خلال التشديد على كلمة "قتال". مهما كان الوضع الذي يواجهونه، فإنهم يحاولون تحقيق أهدافهم من خلال القتال. تعود أصول عقلية لا ألين أبدًا إلى كلمة "قتال". أكثر ما يقدسه الملحدون هو روح القتال. إنهم يقاتلون السماء، ويقاتلون الأرض، ويقاتلون الآخرين – هذا هو أكثر ما يسعدهم. إنهم يعتقدون أنه كلما زادت قدرة الشخص على القتال، كان أكثر بطولة؛ فالأبطال مليئون بإرادة القتال. من هنا نشأت عقلية لا ألين أبدًا؛ فهذا هو جوهر القتال. كل أنواع الأبالسة الذين هم من الشيطان لم يقبلوا الحق قط، فما الذي يعيشون وفقًا له؟ إنهم يعيشون وفقًا لفلسفة القتال الشيطانية. كل يوم يعيشونه، يقاتلون. وأيًّا كان ما يفعلونه، فإنهم يحاولون دائمًا تحقيق النصر بالقتال، ويتباهون بانتصارهم. إنهم يحاولون القتال من أجل الكرامة في كل ما يفعلونه؛ هل يمكنهم تحقيق ذلك؟ ما الذي يتنافسون عليه بالضبط ويقاتلون من أجله؟ كل قتالهم من أجل الشهرة، والكسب، والمكانة؛ كل قتالهم من أجل مصلحتهم الذاتية. لماذا يقاتلون؟ لكي يلعبوا دور البطل ويصبحوا من النخبة، لكن قتالهم لا بد أن ينتهي بالموت، ولا بد من معاقبتهم. ليس ثمة شك في ذلك. أينما يوجد شياطين وأبالسة، يوجد قتال؛ وعندما يُدمَّرون في النهاية، سينتهي القتال أيضًا. ستكون هذه هي عاقبة الشياطين والأبالسة.

هل ينبغي تنمية عقلية امتلاك إرادة للقتال لا تلين أبدًا وتعزيزها؟ (كلا). كيف ينبغي أن يتعامل معها الناس، إذًا؟ (ينبغي أن ينبذها الناس). ينبغي للناس تمييزها، وإدانتها، ونبذها. هذه العبارة ليست الحق، وليست معيارًا ينبغي للناس مراعاته، فضلًا عن أن تكون مطلبًا لله من البشرية. لا علاقة لها بكلام الله، ولا علاقة لها بمتطلبات الله للناس. ماذا يطلب الله من الناس؟ الله لا يحتاج منك أن تمتلك إرادة للقتال لا تلين أبدًا. الله يحتاج إلى أن يفهم الناس جوهرهم الفاسد، وأن يعرفوا أي صنف من الناس هم، وأي نوع من الناس هم، وأن يعرفوا ما ينقصهم، وما إذا كان مستوى قدراتهم مرتفعًا أم منخفضًا، وأن يعرفوا قدرتهم على الاستيعاب، وما إذا كانوا يحبون الله حقًا، وما إذا كانوا يحبون الحق. يحتاج الله منك أن تفهم نفسك بدقة بهذه الطرق، ثم تفعل ما تستطيع فعله وفقًا لمكانتك ووفقًا لمستوى قدراتك، على أفضل نحو ممكن. هل يشتمل ذلك على معنى "القتال"؟ (كلا). أنت لست بحاجة إلى القتال. يقول بعض الناس: "ألا يمكنني قتال شخصيتي الفاسدة؟" هل يمكن التغلب على شخصيتك الفاسدة بالقتال؟ هل يمكن تغييرها بالقتال؟ (كلا). كلا، لا يمكن تغييرها. يقول بعض الناس: "هل يمكنني قتال قوى الشيطان الشريرة؟ هل يمكنني قتال أضداد المسيح؟ هل يمكنني قتال الأشرار، وذوي الشخصيات الشريرة، ومن يتسببون في العراقيل والاضطرابات؟ هذا بالتأكيد غير مقبول. لماذا غير مقبول؟ القتال في حد ذاته ليس ممارسة للحق. متى قال كلام الله: "قاتل أضداد المسيح"، أو "قاتل الفريسيين"، أو "قاتل المنافقين"، أو "قاتل شخصيتك الفاسدة"؟ هل قال الله هذه الأشياء؟ (كلا). على النقيض من ذلك، في المجتمع، يوجد في العالم الشيطاني معارك ضد ملاك الأراضي، ومعارك ضد أصحاب السلطة، ومعارك ضد المثقفين، وكذلك معارك بين الجماهير، ومعارك الديوك، ومعارك الكلاب، ومصارعة الثيران، وما إلى ذلك. على أي حال، لا شيء من هذه الأمور صالح. القتال هو تكتيك يؤذي الشيطان الناس من خلاله ويجلب البلاء على الكائنات الحية. إنه لا يترك البشرية تتعايش في سلام، بل يخلق خلافات بين الناس، وكراهية بين الناس، ثم يجعلهم يتشاجرون فيما بينهم ويذبحون بعضهم، بينما يراقب هو التسلية والضجة من الصفوف الجانبية. بما أن هذا سلوك شيطاني، إذا ظهرت في الكنيسة وفي بيت الله بعض السلوكيات، أو الظواهر، أو الأمور التي تتعلق بالقتال، فكيف ستنظرون إلى هذه الأمور؟ هل ستعبرون عن دعمكم واستحسانكم، أم تضعون حدًا لها؟ (نضع حدًا لها). ينبغي أن تضعوا حدًا لها، وتفسروا لهم الأمور بوضوح، وتجعلونهم يفهمون، وتخبرونهم أن عليهم فِعل الأمور وفقًا للحق، وبما يتماشى مع المبادئ، وأن يتصرفوا في توافق تام مع كلام الله. يمكنكم أيضًا تهذيبهم، لكن تهذيبهم، وتوبيخهم، وحتى تأديبهم، ليس قتالًا. إلى ماذا يشير القتال؟ القتال هو النزاع مع أناس آخرين حول ما الصحيح بشأن مسألة ما وما غير الصحيح بشأنها، بدافع من التهور، والجدال مع الناس وعدم العقلانية، إضافةً إلى الاهتياج غضبًا، وحتى استخدام مخططات سرية ومؤامرات مخادعة، واستخدام تكتيكات الإنسان وأساليبه ووسائله لقهر شخص ما حتى الخضوع، وهزيمته، وتعذيبه مرارًا وتكرارًا إلى أن يستسلم. هذا ما يسمى بالقتال. ليس القتال سوى نوع من السلوك والفِعل المتهور، وهو أيضًا ليس إلا نوعًا شيطانيًا من السلوك وأساليب القيام بالأشياء ووسائله. لا علاقة له بالحق. يقول بعض الناس: "كيف يكون من الخطأ أن ينهض شعب الله المختار ويقاتل أناس مثل القادة الكذبة، وأضداد المسيح، والفريسيين، والأشرار؟ أليس قتالهم حتى يستسلموا أو يُخرَجوا أمرًا صالحًا؟ ألن يكون بيت الله هادئًا حينئذٍ؟ ألن يتمكن الإخوة والأخوات من عيش حياتهم في الكنيسة بسلام، إذًا؟ لماذا لا يُسمح لنا بقتال هؤلاء الناس؟" هل من الصواب قتال هؤلاء الناس؟ أولًا وقبل كل شيء، ثمة شيء واحد مؤكد، وهو أن القتال خطأ. لماذا هو خطأ؟ الله يعاقب الأشرار ويدينهم، فما الذي يهم إذا قاتلهم الناس؟ كيف يكون من الخطأ أن يهينهم الناس، ويعاقبونهم، ويعذبونهم عندما لا يكون لديهم شيء أفضل يفعلونه، ويصرخون في وجوههم، ويمنعونهم من الحركة، وينتقدونهم؟ يضع الله مراسيم إدارية، ولا تضم تلك المراسيم أي بنود تتعلق بالقتال. لا ينص الله إلا على مراسيم إدارية، تشتمل على طرق ومبادئ للتعامل مع كل نوع من أنواع الناس. المراسيم تخبر الناس بأي نوع من الناس يجب طرده، وأي نوع يجب إخراجه، وأي نوع يجب إعفاؤه، وأي نوع يجب تنميته، وأي نوع يجب استخدامه، وأي نوع لا يجب استخدامه، وأي نوع يمكن خلاصه، وأي نوع لا يمكن خلاصه. الله يخبر الناس بالمبادئ فقط. لذلك، بوصفكم بشرًا، كيف ينبغي أن تفسروا كلام الله هذا؟ كل كلام الله هذا هو الحق. ما الحق؟ إنه عندما يفعل الله أي شيء، أو يعامل أي نوع من الناس، حتى لو كان شريرًا، وفعل أمورًا شريرة تسببت في خسارة فادحة لعمل بيت الله ومصالحه، يظل الله يستخدم أساليبه للتعامل معه؛ لن يستخدم على الإطلاق أي أساليب شيطانية أو متهورة للتعامل معه. ماذا يسمى هذا؟ هذا يسمى معاملة الناس بإنصاف. هل ثمة قتال في هذا الإنصاف؟ كلا. هل هذا هو الحق؟ (نعم). مهما كان هذا الشخص متهورًا، وشيطانيًّا، وشريرًا، فإننا نتعامل مع كلام الله بوصفه أسمى التعليمات، وبوصفه مبادئ دقيقة لاستخدامها في التعامل معه. لا نندد به، أو نتكتل ضده بدافع التهور؛ لا نفعل ذلك النوع من الأمور على الإطلاق. هذا ما يسمى معاملة الناس بإنصاف، وهذه هي المبادئ التي أعطاها الله للناس.

في العالم الشرقي، ثمة عبارة محددة، وهي "إرادة للقتال لا تلين أبدًا". وقد توجد في العالم الغربي عبارة بالمعنى نفسه. ما دام الشيطان أفسدهم، وهم ويعيشون تحت سلطانه، فإن كل إنسان لديه شخصية شيطانية، ومتغطرس وبار في عينيّ ذاته للغاية، ولا يذعن لأحد. عندما يكون الناس مدفوعين بشخصية من هذا النوع، سوف تنشأ فيهم بالتأكيد عقلية وطريقة تفكير لا تلينان أبدًا. الناس جميعًا يرون أن هذا النوع من التفكير والعقلية اللذين تروج لهما البشرية، سليم وإيجابي، ويرونه شيئًا كافيًا لدعم الناس بينما يواصلون السير في طريقهم ويستمرون في العيش. ومهما كانت درجة الصحة التي يرون عليها هذه العقلية وهذا التفكير، ومهما قالوا إنها عقلية صحيحة، فيجب علينا جميعًا أن نتحلى بالتمييز تجاهها. ففي البشرية بأكملها، ما من عرق واحد يتولى فيه الحق السلطة. مهما كان مدى رقي الأفكار أو الثقافة التقليدية التي أنتجها عرق ما أو مدى عراقتها وما تتسم به من غموض، أو التعليم الذي تلقاه، أو المعرفة التي يمتلكها، فثمة أمر واحد مؤكد: لا شيء من هذه الأمور هو الحق، أو له أي علاقة بالحق. يقول بعض الناس: "إن بعض الأخلاقيات، أو مفاهيم قياس الصواب والخطأ، والصحيح وغير الصحيح، والأبيض والأسود، التي تتضمنها الثقافة التقليدية، تبدو قريبة جدًا من الحق". حقيقة أنها تبدو قريبة من الحق لا تعني أنها قريبة منه في المعنى. أقوال البشرية الفاسدة مستمدة من الشيطان، فهي ليست الحق أبدًا، في حين أن كلام الله وحده هو الحق. وبالتالي، مهما قد تبدو بعض كلمات البشر قريبة من كلام الله، فإنها ليست الحق ولا يمكن أن تصبح الحق؛ وهذا مما لا شك فيه. إنها قريبةٌ منها في الصياغة والتعبير فحسب، ولكن هذه المفاهيم التقليديَّة لا تتوافق في الواقع مع حقائق كلام الله. وعلى الرغم من أنه قد يوجد بعض التقارب بالمعنى الحرفيّ لهذه الكلمات، فإنها لا تشترك في المصدر نفسه. يأتي كلام الله من الخالق، بينما تأتي كلمات الثقافة التقليديَّة وأفكارها ووجهات نظرها من الشيطان والأبالسة. يقول بعض الناس: "أفكار الثقافة التقليديَّة ووجهات نظرها وأقوالها الشهيرة معترفٌ بها عالميًّا على أنها إيجابيَّة؛ فحتَّى إن كانت أكاذيب ومغالطات، فهل يمكن أن تصبح هي الحقّ إذا أيَّدها الناس لعدَّة مئاتٍ أو عدَّة آلافٍ من الأعوام؟" بالطبع لا. فوجهة النظر هذه سخيفة كالقول بأن البشر أصلهم قرود. الثقافة التقليديَّة لن تصبح الحقّ أبدًا. فالثقافة هي الثقافة، ومهما كانت نبيلة فهي لا تزال مُجرَّد شيءٍ إيجابيّ نسبيًّا ينتجه البشر الفاسدون. ولكن الإيجابيَّة لا تعادل كونها الحقّ، والإيجابيَّة لا تجعلها معيارًا؛ فهي مجرد إيجابيَّة نسبيَّة ولا شيء أكثر من ذلك. إذًا، هل من الواضح لنا الآن ما إذا كان تأثيرها على البشر – فيما وراء هذه "الإيجابيَّة" – جيِّدًا أم سيِّئًا؟ لا شكّ أن تأثيرها سيِّئٌ وسلبيّ على البشر.

اليوم شرَّحنا القول "إذا استعنت برجل فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، لا تستعن به". هذا أحد أنواع فلسفة التعاملات الدنيوية. شرَّحنا أيضًا العبارة الاصطلاحية الشهيرة ذات الخلفية التاريخية، "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة". أليست هاتان العبارتان وحدهما كافيتين بالفعل لمنحكم فهمًا جديدًا لثقافة البشرية التقليدية وفلسفاتها للتعاملات الدنيوية؟ ما بالضبط جوهر الثقافة التقليدية وفلسفات التعاملات الدنيوية؟ أولًا، يمكنكم أن تكونوا على يقين من أن هذه الأمور ليست إيجابية على الإطلاق. إنها تنشأ من شخصيات الناس الفاسدة؛ الشيطان هو مصدرها. ماذا تجلب للبشرية؟ إنها تُضلل البشرية، وتُفسدها، وتربطها وتقيدها. هذا مؤكد، ولا شك فيه. كل ما تجلبه للبشرية هو تأثير سلبي وأثر سلبي، فهل هي الحق؟ (كلا). إنها ليست الحق، لكن البشرية ما تزال تبجلها بوصفها الحق. ماذا يحدث هنا؟ لقد ضُلِل الناس. ولأن الله لم يُخلّصهم، وهم لا يفهمون الحق، ولم يسمعوا الأمور الدقيقة التي يقولها الله عن عبارات وأمور من هذا النوع، فإنهم في النهاية يقبلون الأفكار والآراء التي يعتقدون، وفقًا لمفاهيمهم، أنها صحيحة نسبيًّا وصالحة وتتوافق مع إرادتهم. لقد دخلت هذه الأمور قلوبهم أولًا وأصبحت مهيمنة فيها، لذلك يتشبث بها الناس لمئات وآلاف السنين. هذه الثقافات التقليدية، التي هي فلسفات شيطانية قد ترسخت في قلوب الناس منذ زمن طويل، وضللتهم جيلًا بعد جيل وأثرت فيهم جيلًا بعد جيل. إذا لم تقبلوا الحق، فسوف تظلون مُضللين بهذه الفلسفات ومتأثرين بها. اليوم شرَّحت مقولتين وعقدت شركة عنهما، وهما: "إذا استعنت برجل فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، لا تستعن به" و"النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة". إحدى هذه العبارات هي قول مأثور، والأخرى عبارة اصطلاحية. في هاتين العبارتين يمكننا أن نرى ماهية الثقافة الشيطانية بالضبط في العالم بأسره: إنها تتكون من هرطقات ومغالطات تُضلل الناس، وتُفسدهم، وتضرهم، وتؤذيهم. إذا التزمت البشرية بفلسفات الشيطان هذه، فلن يزداد الناس بينما يمضون في الحياة إلا فسادًا وشرًا؛ سوف يذبحون بعضهم، ويتقاتلون فيما بينهم، ولن توجد نهاية لذلك. لن توجد ثقة بين الناس، ولا تعايش متناغم، ولا محبة متبادلة. باختصار، ما تجلبه هذه الثقافة للبشرية هو تبعات ضارة. في ظل إرشاد ما يسمى بالأفكار والعقليات هذه، تُدفَع البشرية إلى فِعل الشر باستمرار، ومقاومة الله باستمرار، وهي تتحدى الحدود الأخلاقية للناس باستمرار، وتستخدم أي وسيلة لتحقيق أهدافها. وفي النهاية، سوف تتبع مسار الدمار، وتُعاقَب. هذا هو جوهر الثقافة الإنسانية. بالحديث عن الأقوال المأثورة، ما رأيكم فيها؟ قد يقول بعض الناس: "إنها ليست أفكارًا أصيلة تنادي بها البشرية. فأناس المجتمع الراقي، الذين يمتلكون مستوى عاليًا نسبيًّا من البصيرة، لا يلتزمون بها". قد شرَّحنا للتو عبارة اصطلاحية يتفق معها الناس في المجتمع الراقي: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة". هل هذا المصطلح رفيع المستوى؟ (كلا). إنه ليس رفيع المستوى، لكن هذا المصطلح وهذه الأفكار وهذه العقليات هي موضع ثناء وتأييد من الجميع في كل مدارس المرحلة ما بعد الثانوية، وفي كل ساحة رفيعة المستوى في المجتمع البشري. هذه هي الثقافة الإنسانية. لقد أدت هذه الجوانب من الثقافة التقليدية إلى تكييف البشرية وتخديرها وإفسادها. وما النتيجة النهائية؟ أنَّ الثقافة التقليدية تضلل البشرية وتقيدها وتربطها، وينشأ طبيعيًّا نوع من العقلية والنظريات ينادي به الجنس البشري وينشره وينقله على نطاق واسع ويجعل الناس يقبلونه. وفي النهاية، يأسر قلب الجميع، ويجعل الجميع يؤيدون هذا النوع من العقلية والأفكار، وتفسد هذه الفكرة الجميع. وعندما يُفسدون إلى درجة معينة، لا يعود لدى الناس أي مفاهيم عن الصواب أو الخطأ، ولا يعودون راغبين في تمييز ما هو عدالة وما هو شر، ولا يعودون راغبين في تمييز الأشياء الإيجابية والأشياء السلبية. يأتي حتى يوم لا يدرون فيه ما إذا كانوا بشرًا بالفعل، وثمة العديد من الناس المنحرفين الذين لا يعرفون ما إذا كانوا رجلًا أم امرأة. إلى أي مدى يبعد مثل هذا الجنس البشري عن التدمير؟ كيف تقارن البشرية الآن بالناس في زمن نوح؟ أليسوا حتى أكثر خبثًا؟ لقد وصلوا بالفعل إلى ذروة الخبث، وهم خبثاء للغاية لدرجة أنه توجد أشياء لا يمكنك حتى الاستماع إليها؛ إذ تشعر بالاشمئزاز بعد أن تسمعها. الناس جميعًا مرضى بدرجة ما. من الخارج، تبدو أجسادهم بشرية، لكن الأمور التي يفكرون فيها في قلوبهم ليست في الواقع ما ينبغي أن يفكر فيه الناس؛ فكلهم مرضى وغير قادرين على تغيير أنفسهم. ماذا أعني بأنهم غير قادرين على تغيير أنفسهم؟ أعني أنه قبل مائة عام أو مائتين، ربما كان هناك عدد أكبر من الناس على استعداد للاستماع إلى كلام الله وأقواله. كانوا يثقون في وجود العدالة في هذا العالم، وكذلك البر والإنصاف. كان الناس على استعداد لقبول حقيقة كهذه، ويتوقون إلى أن تتحقق. وعلاوةً على ذلك، كانوا يأملون في أن يكون ثمة يوم يأتي فيه المُخلص الذي يمكنه تخليص البشرية من تأثير الظلام والشر. لكن، بعد مائة عام أو مائتين، صار عدد مثل هؤلاء الناس أقل فأقل. كم عدد الذين يستطيعون فهم كلام الله؟ كم عدد الذين يمكنهم قبول الحق؟ حتى لو نال الكثير من الناس نعمة الله، فماذا في ذلك؟ عدد من يتبعونه بحق يزداد انخفاضًا. وهذا يعني أنه في الجنس البشري، عدد الناس الذين يتشجعون بعد سماع كلام الله، ويقدرون على محبة الأمور الإيجابية، ويتوقون إلى النور، ويتوقون إلى العدالة، ويتوقون إلى مجيء ملكوت الله والإنصاف والبر – يصبح أقل فأقل. ماذا يوضح هذا؟ أن فلسفات الشيطان، وقوانينه، وأفكاره، وما يسمى بالعقليات، قد ضللت الجنس البشري بأسره وأفسدته. إلى أي مدى قد ضُلِل وأُفسِد؟ لقد قبل الناس جميعًا مغالطات الشيطان وأقواله الإبليسية بوصفها الحق؛ فجميعهم يعبدون الشيطان ويتبعونه. إنهم لا يفهمون كلام الله، الخالق. مهما يقل الخالق، ومهما كان مقدار ما يقوله، ومهما كان مدى وضوح كلماته ومدى عمليتها، لا أحد يفهم؛ لا أحد يستوعب. كلهم خدرون وحمقى، وتفكيرهم وعقولهم مرتبكة. كيف صارت مرتبكة؟ الشيطان هو الذي أربكها. الشيطان أفسد الناس تمامًا. في مجتمع اليوم، توجد كل أنواع الأفكار، والإيديولوجيات، والعبارات المختلفة. يؤمن الناس بما يختارونه، ويتبعون ما يختارونه. لا يمكن لأحد أن يخبرهم بما ينبغي عليهم فعله، وليس في مقدور أحد إخبارهم بما ينبغي عليهم فعله. يصل الأمر إلى هذا الحد. لذا فإن حقيقة أنكم قادرون على اختيار الإيمان بالله هي بركة. اليوم، أنتم قادرون على فهم ما يقوله الله، ولديكم القليل من حاسة الضمير، وتؤمنون بما يقوله الله، وتتوقون إلى مجيء ملكوت الله، وتتوقون إلى العيش في مملكة النور والعدالة والإنصاف والبر. هل من النادر أن يكون لديكم هذا الإخلاص؟ كيف حصلتم عليه؟ إنك قادر على الإيمان بالله واتباعه من خلال حماية الله والروح القدس الذي يعمل فيك ليمنحك الوضوح. لو لم يعمل الله فيكم، فهل كنتم ستقدرون أن تكونوا هنا الآن بوصفكم مؤمنين؟ هل كان بإمكانكم أن تتغيروا بالطريقة التي أنتم عليها الآن؟ انظروا فقط، هل غير المؤمنين هؤلاء لا يزال لديهم الآن شبه الإنسان؟ ربما لا تفهم الكثير من الحقائق الآن، ولا تزال آراؤك في كثير من الحالات مثل آراء غير المؤمنين نفسها بالضبط؛ أيًا كان رأيهم، فهو رأيك أنت أيضًا. ومع أنك لا تقبل بعض وجهات نظرهم أحيانًا، فليس لديك تمييز، وليس لديك مسار آخر تتخذه. عندما يأتي اليوم الذي تفهم فيه الحق، ستكون قادرًا على تمييز أن آراءهم خطأ وشريرة، وسيكون قلبك قادرًا على رفضها. وبعدها سترى وجوههم الإبليسية بوضوح. سترى أنهم الأبالسة الأحياء، وليسوا بشرًا. إنهم متنكرون على هيئة بشر، لكنهم لا يفعلون أمورًا بشرية. كيف يمكنك معرفة أن هذا هو الحال؟ الكلمات التي ينشرونها هي كلها لطيفة على الأذن للغاية، وقادرة على تضليل الناس، لكن ما يفعلونه وينفذونه خبيث وقبيح للغاية، وهو ببساطة يفتقر إلى الخزي وغير معقول. إن ما يسمى بالأفكار وما يسمى بالعقليات التي يتمسكون بها هي خبيثة ورجعية للغاية، وتتعارض تمامًا مع كلام الله والحق، وتتناقض كليًا مع كلام الله والحق، لكن هؤلاء الناس يعتبرون أن هذه الاستدلالات والهرطقات الكاذبة هي الحق وينشرونها بكثافة، ويروجون لها علانية وبقوة لتضليل البشرية وإفسادها، حتى يتمكنوا من التستر على جرائمهم المختلفة الخسيسة والمخزية ووجوههم القبيحة. من هذا، يمكنك أن ترى بوضوح أنهم جميعًا أبالسة، وكذلك وحوش وأرواح نجسة لا يمكن التعامل معها بعقلانية. لا يمكنك التحدث معهم بمنطق، ولا يمكنك التحدث معهم بكلمات صالحة أو صحيحة. عندما يأتي اليوم الذي يمكنك فيه أن ترى بهذه الدرجة من الوضوح، ستعرف أن الجنس البشري فاسد فسادًا عميقًا؛ وأنك فاسد مثل الآخرين؛ وأنه حاليًا فقط، عندما تؤمن بالله وتفهم بعض الحقائق، يمكنك أن تعيش بحسب قدر من شبه الإنسان، وتتحرر من تأثير الأبالسة والشيطان، وتميزهم، وتكرههم، وتنبذهم؛ وأنه بدون خلاص الله، ستكون مثلهم تمامًا – لن يوجد أي فرق – وأنك ستكون قادرًا على أي نوع من أمور الشر أو الخبث. أنت تسعى الآن إلى الحق، وتبذل الكثير من العمل والجهد في الحق، وتولي أهمية للممارسة، وتحول الحق إلى واقعك الخاص. عندما تفهم الحق، ويمكنك ممارسة الحق، ويمكنك أن تعيش بحسب واقع كلام الله، ويكون لديك شهادة اختبارية حقيقية، سيكون قلبك سعيدًا وفي سلام، وستصبح عقليتك وحالتك طبيعيتين بشكل متزايد، وستصبح علاقتك مع الله أقرب بشكل متزايد وطبيعية بشكل متزايد، وستتحسن أيامك بشكل متزايد. وإذا لم تمارس الحق، وعشت دائمًا وفقا للفلسفات الشيطانية، وكنت تسيء فهم الله دائمًا وتشك فيه، فسيبتعد قلبك عن الله بدرجة متزايدة، وسيكون إيمانك بالله سُدى، ولن تكسب شيئًا. حتى لو كنت قد آمنت بالله لسنوات عديدة، وتفهم الكثير من الكلمات والتعاليم، ولم تقبل مختلف أفكار غير المؤمنين وآرائهم الخاطئة، فذلك بلا فائدة. هذا لأنك لا تفهم الحق ولا يمكنك التحدث إلا عن بعض الكلمات والتعاليم، وما زلت غير قادر على ممارسة الحق؛ لأن تلك الأمور التي دخلت قلبك أولًا وأصبحت مهيمنة فيه، لا يزال لها سلطة عليك، وليس بمقدورك أن تعيش إلا وفقًا لها. ومهما كان ما تريد القيام به، ومهما كان الوضع الذي يحل بك، فلن تكون قادرًا على منع نفسك من سيطرة هذه الفلسفات الشيطانية عليك. لذا، إذا كانت لهذه الفلسفات الشيطانية سلطة على قلبك، فلن تكون قادرًا على ممارسة الحق. يقول بعض الناس: "أنا لا أمارس الحق ولا أتبع الشيطان". هل هذا ممكن؟ لا يوجد مسار وسط. فقط من خلال قبول الحق وفهمه، ثم إخراج تلك الأشياء الشيطانية التي دخلت قلبك أولًا وأصبحت مهيمنة فيه، يمكنك التوصل إلى القيام بالأشياء وفقًا للحق. وعندما يكون للحق سلطة على قلبك ويكون لكلام الله سلطة على قلبك، فستكون قادرًا بشكل طبيعي على ممارسة الحق فيما تقوله وتفعله.

كيف يتعامل الناس مع منطق الشيطان وأفكاره، والعكازات العقلية التي تسيطر على كيفية عيش الناس؟ التغذية النفسية؟ حساء دجاج للنفس؟ في الواقع، هذه هي الأمور التي تفسد الناس، وإذا "أكلها" المرء، فإنه سيموت. إذا استمر الناس في قبول هذه الأمور وتخزين الأمور الشيطانية في داخلهم، فماذا يعني ذلك؟ يعني أنهم لم يتخلصوا بعد من شخصيتهم الفاسدة الأصلية، وفوق ذلك شرعوا في قبول فساد جديد من الشيطان. هذا يعني أن أمرهم قد انتهى. ولا مفر من عدم إمكانية تخليصهم. ينبغي أن تستمر في تمييز هذه الأمور ورفضها، بينما تستمر في التخلص منها، وعدم العيش وفقًا لها، وأن تقبل كلام الله. ثمة أناس يقولون: "لن أقبل هذه الأمور. كلام الله في حد ذاته سيدخلني". هذا غير ممكن. يجب أن تطلب الحق بشكل استباقي وتقبله، ومن خلال عملية فهم الحق، ستكتسب بشكل طبيعي تمييزًا للاستدلالات والهرطقات الكاذبة، وستتخلى عنها ببطء. بهذه الطريقة، سيصبح كلام الله تدريجًّيا هو مبادئك لفعل الأشياء، وعندما تفعل الأشياء ستعرف أي طرق القيام بها تتماشى مع مقاصد الله، وستمارس الحق بشكل طبيعي جدًا، وسيكون هذا الجانب من شخصيتك الفاسدة قد تغير. هل تعتقد أنه يصعب القيام بذلك أم لا؟ في الواقع، ليس صعبًا. الصعوبة الوحيدة في الأمر هو أن الناس لا تطبقه. يفكر بعض الناس: "هذا صعب حقًا؛ أصعب من التسلق إلى السماء! أليس هذا مثل أن تطلب من سمكة أن تعيش على اليابسة؟ ألا يضعني هذا في موقف صعب؟". هل هذا هو الحال؟ كلا، ليس هذا هو الحال. لا بد من التعامل مع هذه الأمور بشكل صحيح، وأن يكون لديك تمييز صحيح لهذه الأمور. لقد أمضيت اليوم وقتًا طويلًا في التشريح وتقديم الشركة عن بضع مغالطات شيطانية فحسب، لكن هل هذه الأشياء القليلة هي الأشياء الوحيدة المخزنة داخل الناس؟ (كلا). يوجد أكثر من ذلك بكثير! في وقت لاحق، سوف أعقد شركة عن هذه الموضوعات على التوالي. لم أعقد شركة في السابق عن هذا الجانب، فهل تأملتم في هذه الموضوعات بأنفسكم من قبل؟ لم تفعلوا. هل كنتم ستحصلون على بعض النتائج إن تأملتموها؟ إذا كنتم قد تمكنتم من بذل بعض الجهد في الحق، لكان لديكم بعض التمييز للمغالطات الشيطانية، ولما كنتم جاهلين تمامًا كما أنتم الآن. هل تبدو شركتي عن هذه المواضيع اليوم مفاجئة؟ هل ثمة من يقول: "أليست الشركة عن تمييز أضداد المسيح؟ فلماذا تُعقَد الشركة فجأة عن هذه المواضيع؟". كل هذه الأمور لها علاقة بشخصية الشيطان الفاسدة. تتعلق هذه الأمور كلها أيضًا بتمييز الناس لشخصية الشيطان الفاسدة، وهي أمور نافعة لقدرة الناس على فهم الحق بدقة. على أقل تقدير، بعد الشركة، سيعرف الناس: "اتضح أن هذه العبارة العظيمة ليست الحق". ومن هذه النقطة فصاعدًا، فإنَّ مغالطات مثل "النوم على فروع الشجر ولعق المرارة"، و"إذا استعنت برجل فلا تشك فيه، وإذا شككت فيه، لا تستعن به"، يمكن إخراجها من قلبك. قد لا يستطيع بعضكم التخلص منها في الوقت الحالي، لكنك تعرف على الأقل أن هذه العبارات ليست هي الحق، وفي المرة القادمة التي تسمع فيها شخصًا يقول هذه العبارات، ستعرف أنها عبارات مُضللة، ولن تقبلها. وعلى الرغم من أن قلبك يشعر أن هذه العبارات صحيحة إلى حد ما، وأنها ما تزال أمورًا من الجيد القيام بها، فإنك تعتقد أيضًا: "الله قال إن هذه العبارات ليست الحق. لا يمكنني التصرف وفقًا لها". أليس هذا مفيدًا لك؟ (بلى). ما هدفي من قول هذه الأمور؟ لماذا أشرِّح هذه العبارات على هذا النحو؟ يقول المؤمنون دائما: "يجب أن نمارس الحق. كل كلام الله هو الحق. كل كلام الله أمور إيجابية، وهي ما ينبغي أن نمارسه". ذات يوم م تُهذَّب، وتظهر في قلبك العبارات: "النوم على فروع الشجر وتجرع المرارة" و"عندما تكون السماء على وشك أن تمنح مسؤولية كبيرة لشخص ما، لا بد أن يعاني قلبه من الألم أولًا". هل هذه العبارات هي الحق؟ أليست هذه مزحة؟ إذا طلب منك أن تشهد لله، فكيف ستفعل ذلك؟ تقول: "يجب على المؤمنين تحمل الإذلال وحمل عبء ثقيل، والنوم على فروع الشجر وتجرع المرارة، ويجب أن تكون لديهم عقلية وإرادة للقتال لا تلينان أبدًا". هل هذه شهادة لله؟ (كلا). بالتعامل مع المنطق الشيطاني على أنه كلام الله والحق، والشهادة له، ليس الأمر فحسب أنك لم تشهد لله بشكل صحيح، بل إنك أيضًا أصبحت أضحوكة للشيطان وجلبت العار على الله. ما هذا الذي تفعله؟ لو شجبك الله بسبب ذلك، لاعتقدت أن هذا غير عادل، وقلت: "أنا جاهل. لا أفهم. الله لم يعقد شركة معي حول هذا الأمر قط". وإذا لم يشجبك لكن طبيعة أفعالك جسيمة للغاية، فماذا يجب أن يفعل الله حيال ذلك؟ أن ينحيك جانبًا؟ (كلا). لا شيء يجب القيام به. بالنسبة لي، فسوف أجعلكم تفهمون قدر الإمكان، وأجعلكم تعرفون أكبر قدر ممكن – وفقًا لمستوى استيعابكم، ووفقًا لما يمكنني قوله لكم – ما الحق بالضبط، وما إذا كانت العبارات التي تعتقدون أنها صالحة وصحيحة ترتبط بالحق، وما إذا كانت هي الحق. يجب أن أجعلكم تفهمون هذه الأمور. إذا كنت ما زلت تفكر بنفس الطريقة بعد أن عرفت هذه الأمور، وما زلت مصرًا بالقدر نفسه، فلن ينحيك الله جانبًا، ولن يتجاهلك. أنت تستحق أن تُشجَب، وسيتصرف الله. لماذا يفعل الله هذا؟ إذا كنت تتصرف بهذه الطريقة وأنت لا تفهم هذه الأمور، فسيعاملك الله على أنك أحمق وجاهل، ولكن إذا كنت تعرف هذه الأمور وما زلت تتصرف بهذه الطريقة، فأنت تفعل الخطأ عن دراية، ويجب أن يتعامل الله مع ذلك وفقًا للمبادئ.

19 ديسمبر 2019

السابق:  البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله (الجزء الثالث)

التالي:  البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرشباع مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يخونون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger