البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يخونون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)
ملحق: ما هو الحق
سنستكمل اليوم شركتنا حول الموضوع الذي تناولناه في المرة السابقة. ما هو الموضوع الذي عقدنا شركة عنه في المرة السابقة؟ ("النوم على الشوك ولعق العلقم" ليس هو الحق). هل كنت تعتقد في السابق أنه الحق إذن؟ كان الناس في السابق يعتقدون لا شعوريًا أنه الحق، أو أنه – على أقل تقدير – أمر إيجابي إلى حد كبير، وملهم، ويمكن أن يشجع الناس على أن يكونوا مبادرين ومتفائلين. وبالنظر إليه من هذا المستوى من المعنى، اعتقد الناس أنه قريب إلى حد كبير من الحق، وقريب إلى حد كبير من الأشياء الإيجابية. لذا، كان الناس يؤمنون لا شعوريًا بأن هذه المقولة: "النوم على الشوك ولعق العلقم" هي عبارة إيجابية إلى حد ما، أو على الأقل، لها دلالات إيجابية وليست سلبية، ولها دور في مساعدة حياة الناس وسلوكياتهم. لكن بعد عقد شركة حولها، رأينا أنها ليست أي شيء من هذا القبيل، وأن ثمة مشاكل كبيرة بشأنها. هل بحثتم أكثر عن عبارات مماثلة أو مرتبطة بهذه العبارة، أو لها دور مماثل، ويعتقد الناس لا شعوريًا أنها إيجابية إلى حد ما أو جيدة إلى حد ما، وشرحتموها؟ (كلا). أخبروني، هل العبارة القائلة بأن "استخلاص العديد من الاستنتاجات من حالة واحدة" مناسبة هنا؟ (نعم). يجب أن يُقال إن هذه العبارة لها تطبيقات عملية فيما يتعلق بطلب الحق وتطبيق الحق. في المرة السابقة، عقدنا شركة عن "النوم على الشوك ولعق العلقم". ما العبارات الأخرى المشابهة لتلك العبارة؟ ما العبارات الأخرى التي تحمل المعنى نفسه تقريبًا، أو يمكن أن تلعب الدور نفسه؟ لا يوجد ضرر في تشرح عبارات مثل "النوم على الشوك ولعق العلقم" وفقًا لطريقتي، وعقد شركة عنها مع بعضكم البعض، واكتساب بعض الأفهام الجديدة. عندما تكونون قادرين على رؤية حقيقة تضيليل مثل هذه العبارات، ستتجاهلونها، ومن ثم تسلكون طريق ممارسة الحق والسعي وراء الحق استنادًا بالكلية إلى كلام الله.
دعونا نواصل الموضوع الذي عقدنا شركة عنه في المرتين السابقتين. ماذا كان ذلك الموضوع؟ (ما هو الحق). هذا صحيح، ما هو الحق. إذن ما هو الحق بالضبط؟ (الحق هو معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله). يبدو أنكم قد حفظتم هذه الجملة من حيث النظرية والتعريف. إذن، بعد شركتينا السابقتين، هل ثمة اختلاف في تعريفكم للحق، ومعرفتكم به، واستيعابكم له في أعماق قلوبكم الآن، مقارنةً بما سبق؟ (نعم، ثمة اختلاف). ما هو هذا الاختلاف بالضبط؟ على الرغم من أنه على المدى القصير قد لا تكون لديكم معرفة الاختبار الحقيقي، فقد صار لديكم على الأقل بعض المعرفة الإدراكية. أخبروني بناءً على اختباركم الخاص، ومعرفتكم الخاصة، وفهمكم الخاص. (كنت أعرف في السابق أنني يجب أن أمارس وفقًا للحق في كلام الله متى حلَّت بي الأمور، لكنني لم أستطع أبدًا تطبيق ذلك. الأمر أنني أميل عادة إلى إظهار التهور، وعلى الرغم من أنني أعرف من كلام الله أنه من الخطأ الكشف عن التهور، وأعرف متطلبات الله من الناس، فإنني لا أزال أفعل ذلك، ولم أتمكن أبدًا من العثور على السبب الجذري. وفقط بعد الاستماع إلى شركة الله في المرة السابقة أدركت أن الناس – في كثير من الأحيان – يكشفون عن فساد لأنهم خاضعون لأفكار شيطانية، وأنني أكشف عن التهور لأنني في داخلي المنطق الشيطاني: "أسالم من يسالمني وأعادي من يعاديني". أعتقد أن هذه المقولة صحيحة، وأنني أتصرف بهذه الطريقة كوسيلة للدفاع عن نفسي. ونتيجة لتأثري بهذا التفكير والرأي الشيطانيين، أنا غير قادر على ممارسة الحق. لكن في الواقع، على الرغم من أن هذه الأشياء الشيطانية تبدو ظاهريًا صحيحة، فإن المعاني التي تنقلها في الواقع تتعارض مع ما يتطلبه كلام الله، وهي خاطئة. وحده كلام الله هو الحق، ووحده العمل وفقًا لكلام الله هو الشيء الصحيح تمامًا). هذا جيد حقًا. من يمكنه إضافة أي شيء إلى ذلك؟ (أود أن أضيف شيئًا. كنت أعرف سابقًا أنني يجب أن أطلب الحق وأمارسه متى حلَّت بي الأمور، لكنني كنت لا أزال مرتبكًا بعض الشيء بشأن كيفية الممارسة. وبعد أن استمعت إلى شركة الله، أشعر أن الحق واقعي للغاية ويتعلق بكل جانب من جوانب الحياة. خذ بعض الأمثلة التي ذكرها الله. الصينيون أيضًا يتعلمون شُرب القهوة بعد وصولهم إلى الدول الغربية. هذه ليست مشكلة في الطريقة التي يتصرف بها المرء، لكنها مشكلة في أفكار الناس وآرائهم، وهذا يتعلق بالحق. أيضًا، بعد تشريح الله لبعض المقولات والعبارات الشائعة التي يظن الناس أنها صائبة، بدأت أفكر أنني يجب أن أتأمل في سلوكياتي وممارساتي التي تبدو صحيحة، وفي النوايا، والأفكار، والآراء الكامنة وراء تلك السلوكيات، وفي ما أعيشه بالضبط بالاعتماد على تلك الأشياء. أشعر الآن أنني أكثر تحديدًا فيما يتعلق بكيفية طلب الحق وممارسته متى حلَّت بي الأمور، ولم يعد الأمر تجريديًا). يبدو أنه من خلال هاتين الشركتين، اكتسب معظم الناس فهمًا أساسيًا لماهية الحق ولبعض المواضيع المرتبطة بالحق، وأنهم قد بدأوا بالفعل في التأمل، من أعماق قلوبهم، في ما إذا كانت تصرفاتهم وأفعالهم مرتبطة بالحق أم لا، إضافةً إلى التأمل في أي الأشياء التي يلتزمون بها ويسمعونها في إيمانهم بالله هي تحديدًا الحق وأيها ليست الحق، وما إذا كانت الأشياء التي يظنون أنها صائبة هي فعلًا الحق أم لا، وفي ما تكون علاقة مثل هذه الأشياء بالحق. بعد التأمل، يمكن للناس عندئذٍ تحديد ما هو الحق بالضبط، إضافةً إلى أي الأشياء تحديدًا هي الحق، وأي الأشياء ليست هي الحق. بعد الاستماع إلى العظات لسنوات عديدة وأكل كلمات الله وشربها لسنوات عديدة، اكتسب معظم الناس بعض الأشياء ويمكنهم أن يروا بوضوح حقيقة واحدة: كلام الله هو فعلًا الحق، ومتطلبات الله هي الحق، وكل شيء يأتي من الله هو الحق. الأشخاص الذين يؤمنون بالله حقًا قد اعترفوا بهذه الحقيقة بالفعل وقبلوها من أعماق قلوبهم، لكن في الحياة الواقعية، قد يقولون غالبًا من غير وعي أشياء ليس لها أي علاقة بالحق أو تتعارض مع الحق. البعض حتى يعاملون الأشياء التي يعتقد الناس أنها صائبة وجيدة على أنها الحق، وهم على وجه الخصوص لم يتمكنوا من تمييز المغالطات الزائفة والكلمات الشيطانية التي تأتي من الشيطان، والتي لم يقبلوها في قلوبهم منذ مدة طويلة فحسب، بل تعاملوا معها على أنها إيجابية. على سبيل المثال، الكثير من الفلسفات الشيطانية مثل: "السن بالسن، والعين بالعين"، و"هذا مذاق الكأس المر نفسه"، و"العقلاء يجيدون حماية أنفسهم ولا يسعون إلا لتجنب ارتكاب الأخطاء"، و"أسالم مَن يسالمني"، وما إلى ذلك، ينظر إليها الناس على أنها الحق وأنها شعارات للحياة، حتى إنَّ الناس يشعرون بالرضا التام عن أنفسهم لتمسكهم بتلك الفلسفات الشيطانية، ولا يدركون إلا بعد قراءتهم لكلام الله أن هذه الأشياء الصادرة عن الشيطان ليست هي الحق فعلًا، وإنما هي هرطقات ومغالطات زائفة تضلل الناس. من أين تأتي هذه الأشياء؟ بعضها يأتي من التعليم المدرسي ومن الكتب المدرسية، وبعضها يأتي من التربية الأًسرية، وبعضها يأتي من التكييف الاجتماعي. باختصار، إنها جميعًا تأتي من الثقافة التقليدية وتنشأ من تعليم الشيطان. هل لهذه الأشياء أي علاقة بالحق؟ ليس لها أي علاقة بالحق على الإطلاق. لكن الناس لا يستطيعون تمييز تلك الأشياء على حقيقتها، ويظلون يعتبرونها الحق. هل أصبحت هذه المشكلة خطيرة للغاية؟ ما عواقب النظر إلى هذه الأمور الصادرة عن الشيطان على أنها الحق؟ هل يمكن للناس التخلص من شخصياتهم الفاسدة من خلال التمسك بهذه الأشياء؟ هل يمكن للناس عيش الإنسانية الطبيعية من خلال التمسك بها؟ هل يمكن للناس أن يعيشوا وفقًا للضمير والعقل من خلال التمسك بها؟ هل يمكنهم أن يرتقوا إلى معايير الضمير والعقل من خلال التمسك بها؟ هل يمكن للناس أن ينالوا استحسان الله من خلال التمسك بها؟ لا يمكنهم فعل أي من هذا. وبما أنه لا يمكنهم فعل أي من هذا، فهل تلك الأشياء التي يتمسك بها الناس هي الحق؟ هل يمكن أن تكون بمثابة حياة للمرء؟ ما عواقب اعتبار الناس أن تلك الأشياء السلبية – مثل ما يعتقدون أنها فلسفات صائبة وجيدة للتعاملات الدنيوية، وأساليب للبقاء، وقوانين للبقاء، وحتى ثقافة تقليدية – هي الحق وتمسكهم بها؟ لقد تمسك البشر بهذه الأشياء منذ آلاف السنين. فهل تغيروا على الإطلاق؟ هل تغير الوضع الحالي للبشرية على الإطلاق؟ ألم يصبح الجنس البشري الفاسد أكثر وأكثر شرًا وأكثر وأكثر مقاومة لله؟ يُعبِّر الله عن العديد من الحقائق في كل مرة يقوم بعمله فيها، ويستطيع الناس أن يروا أن هذه الحقائق لها سلطة وقوة، لذا كيف لا يزال البشر قادرين على إنكار الله ومقاومته؟ لماذا لا يزالون قادرين على عدم قبول الله والخضوع له؟ هذا يكفي لإظهار أن البشرية قد أفسدها الشيطان بعمق، وأن البشرية الفاسدة مليئة بالشخصيات الشيطانية، وتنفر من الحق، وتكرهه، ولا تقبله على الإطلاق. جذر هذه المشكلة هو أن البشر قبلوا الكثير جدًا من الفلسفات الشيطانية والكثير جدًا من المعرفة الشيطانية. في أعماق قلوبهم، تشبّع الناس بكل أنواع الأفكار والآراء الشيطانية، وهكذا نموا شخصيات تنفر من الحق وتكره الحق. يمكننا أن نرى من الكثير من الناس الذين يؤمنون بالله – على الرغم من أنهم يُقرّون بأن كلام الله له سلطة وقوة – أنهم لا يقبلون الحق. وهذا يعني أنه عندما يأكل الناس كلام الله ويشربونه، فعلى الرغم من أنهم يُقرون بأفواههم بأن: "كلام الله هو الحق، ولا يوجد شيء فوق الحق، وأن الحق في قلوبنا، وأننا نأخذ طلب الحق على أنه الهدف من الوجود"، فإنهم في الحياة الحقيقية يظلوا يعيشون وفقًا لمقولات شيطانية وفلسفات شيطانية شهيرة، ويضعون كلام الله والحق جانبًا، ويتمسكون بأشياء مثل المعرفة اللاهوتية الإنسانية والتعاليم الروحية ويمارسونهما كما لو كانت هي الحق. هل هذه هي الحالة الحقيقية لمعظم الناس الذين يؤمنون بالله؟ (نعم). إذا واصلتم التمسك بهذه الطريقة ولم تُشرحوا تلك الأشياء المتجذرة بعمق من الثقافة الشيطانية التقليدية وتفهموها بناء على كلام الله، وإذا لم تتمكنوا من تمييزها من جذرها، أو تكتسبوا فهمًا شاملًا لها، أو تتخلوا عنها، فماذا ستكون النتيجة؟ ثمة نتيجة واحدة مؤكدة، وهي أن الناس يؤمنون بالله لسنوات عديدة ومع ذلك لا يعرفون ما هو الحق أو الطريق الذي يجب أن يسلكوه، وفي نهاية المطاف، يكون لديهم جميعًا مجموعة من التعاليم الروحية والنظريات اللاهوتية التي تجري على ألسنتهم، ويبدو كل شيء يقولونه لطيفًا وكله تعاليم تتوافق مع الحق. ولكن في الواقع، هؤلاء الأشخاص هم نماذج للفريسيّين المُنافقين من حيث ما يمارسونه ويعيشونه. وما عواقب هذا؟ لا شك في أن الله سيُدينهم ويلعنهم. أولئك الذين يؤمنون بالله لكن لا يقبلون الحق هم الفريسيّون ولا يمكنهم أبدًا أن ينالوا استحسان الله.
على سبيل المثال، بخصوص مسألة تربية الأطفال، يرى بعض الآباء أطفالهم غير مطيعين ولا يهتمون بواجباتهم الصحيحة، ويقولون: "لقد فهم القدماء الأمر بشكل صحيح عندما قالوا: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". مثل هؤلاء الآباء لا يعاملون هذه المسألة بناء على كلام الله. لديهم فقط كلام الناس في قلوبهم، وليس كلام الله. هل لديهم واقع الحق إذن؟ كلا، ليس لديهم. على الرغم من أنهم يؤمنون بالله ويفهمون بعض الحقائق، ويجب أن يعرفوا أنهم يجب أن يستخدموا الحق لتعليم أطفالهم لكي يوفوا بمسؤولياتهم الأبوية، فإنهم لا يمارسون بهذه الطريقة. عندما يرون أطفالهم يسيرون في الطريق الخطأ، يتنهدون ويقولون: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". أي نوع من العبارات هذه؟ من قائل هذه العبارة الشهيرة؟ (إنها عبارة شهيرة للشيطان). هل قال الله هذه العبارة في أي وقت مضى؟ (كلا). من أين أتت هذه العبارة إذًا؟ (مِن الشيطان). أتت من الشيطان، من هذا العالم. "يسعى" الناس إلى الحق كثيرًا، و"يحبون" الحق كثيرًا، و"يمجدون" الحق كثيرًا، فلماذا إذن يقولون عبارات شيطانية مثل هذه عندما تطرأ عليهم مثل هذه الأمور؟ إنهم حتى يشعرون أنه شيء منصف ومبجل أن يقولوه. يقولون: "انظروا إلى مدى التبجيل والاحترام الذي أُكنّه للحق ولله. من الطبيعي بالنسبة لي أن أقول: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب"؛ يا لها من حقيقة عظيمة! هل يمكنني قول هذه العبارة إذا لم أؤمن بالله؟" أليس هذا ادعاء بأنها الحق؟ (بلى). هل هذه العبارة هي الحق إذًا؟ (كلا). أي نوع من العبارات هي عبارة: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب؟" ما الخطأ فيها؟ ما تعنيه هذه العبارة هو أن الأطفال إذا كانوا غير مطيعين أو غير ناضجين، فإنها مسؤولية الأب، أي أن الوالدين لم يعلموهم جيدًا. لكن هل هذا هو الحال في الواقع؟ (كلا). بعض الآباء يتصرفون بطريقة لائقة، ومع ذلك يكون أبناؤهم أشقياء وبناتهم عاهرات. يغضب الرجل الذي يلعب دور الأب كثيرًا ويقول: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب. لقد دللتهم!" هل هذا القول صائب أم لا؟ (كلا، إنه خاطئ). ما الخطأ فيه؟ إذا كان بإمكانك فهم الخطأ في هذه العبارة، فهذا يثبت أنك تفهم الحق وأنك تفهم ما المشكلة التي تكمن في هذه العبارة. وإذا كنت لا تفهم الحق بهذه الطريقة، فعندئذٍ لا يمكنك شرح هذه المسألة بوضوح. والآن بعد أن استمعتم إلى شرح الحق وتعريفه، يمكنكم أن تشعروا بشيء وتقولوا شيئًا من قبيل: "هذه العبارة خاطئة، إنها عبارة دنيوية. نحن المؤمنون بالله لا نقول أشياء مثل هذه". لقد غيّرت فقط الطريقة التي تتحدث بها عن هذا الأمر. هذا لا يعني أنك تفهم الحق؛ في الواقع، أنت لا تعرف ما هو الخطأ في العبارة القائلة "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". عندما تواجه أمورًا مثل هذه، ما الشيء المتسق مع الحق الذي يجب أن تقوله؟ كيف يجب أن تتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ دعونا نتحدث أولًا عن كيفية فهم مثل تلك الأمور وشرحها بطريقة صحيحة. ماذا يقول الله عن هذا؟ هل يوجد في كلام الله أي شيء محدد يقوله عن مثل تلك الأمور؟ لقد عبّر الله عن الكثير من الحقائق، وكل ذلك لكي يقبلها الناس ويجعلوها حياتهم. لذا، عند تربية الناس لأبنائهم، ألا يجب أن يستخدموا كلام الله لتعليمهم؟ كلام الله يُخاطب البشرية جمعاء. سواءً كنت بالغًا أو طفلًا، رجلًا أو امرأة، كبيرًا أو صغيرًا، يجب على الجميع قبول كلام الله. كلام الله فقط هو الحق ويمكن أن يصبح حياة الناس. يمكن لكلام الله فقط أن يقود الناس نحو الطريق الصحيح في الحياة. يجب على الناس الذين يؤمنون بالله أن يكونوا قادرين على اكتساب فهم شامل لهذه المسألة. كيف تفسر عبارة "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب"؟ (يتحدد الطريق الذي يسلكه الشخص من خلال جوهر طبيعته. وبالإضافة إلى ذلك، العقاب الذي سيتعرض له أو النعم التي سيتلقاها في هذه الحياة متصلة بحياته السابقة. لذا فإن العبارة التي تقول: "إذا لم يتبع الأطفال الطريق الصحيح، فهذا لأن والديهم لم يُحسنوا تعليمهم" لا تصمد أمام التمحيص، وتنكر تمامًا حقيقة أن الله هو صاحب السيادة على قدر البشر). وفقًا لما تقوله، هل لعدم اتّباع الأطفال للطريق الصحيح أي علاقة بسيادة الله؟ يسمح الله للناس باتخاذ خياراتهم بأنفسهم واختيار السير في الطريق الصحيح. لكن الناس لديهم طبائع شيطانية، ويختارون جميعاً خياراتهم الخاصة، ويختارون جميعًا طرُقهم المفضلة الخاصة، وليسوا مستعدين للخضوع لسيادة الله. إذا كان ما تقوله يتفق مع الحق، فيجب عليك أن تشرحه بوضوح لكي يقتنع الناس به.
تاليًا، سنعقد شركة عن التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". أول شيء يجب توضيحه هو أنه من الخطأ القول إن: "فشل الأطفال في اتِّباع الطريق الصحيح مرتبط بالآباء". أيًا كان الشخص، إذا كان نوعًا معينًا من الأشخاص، فسوف يسير في طريق معين. أليس هذا مؤكدًا؟ (بلى). الطريق الذي يسير فيه الشخص يحدد مَن هو. الطريق الذي يسلكه ونوع الأشخاص الذي يصبح عليه هو أمر يرجع إليه. هذه أشياء مُقدَّرة سلفًا، وفطرية، ومرتبطة بطبيعة الشخص. إذن ما فائدة التربية الأبوية؟ هل يمكن أن تحكم طبيعة المرء؟ (كلا). لا يمكن للتربية الأبوية أن تحكم الطبيعة البشرية ولا يمكنها أن تحل مشكلة الطريق الذي يسلكه المرء. ما هو النوع الوحيد من التربية الذي يمكن للوالدين توفيره؟ بعض السلوكيات البسيطة في حياة أطفالهم اليومية، وبعض الأفكار وقواعد التصرف السطحية إلى حد ما؛ هذه هي الأشياء التي لها علاقة بالوالدين. قبل وصول الأبناء إلى سن الرشد، يجب على الآباء تتميم مسؤوليتهم الواجبة، وهي تعليم أبنائهم اتِّباع الطريق الصحيح، والاستذكار بجد، والاجتهاد ليتفوقوا على الآخرين عندما يكبرون، وألا يفعلوا أشياء سيئة أو يصبحوا أشخاصًا سيئين. يجب على الآباء أيضًا تنظيم سلوك أبنائهم، وتعليمهم أن يكونوا مهذبين، وأن يُحيّوا كبار السن متى رأوهم، وأن يعلموهم أشياء أخرى مرتبطة بالسلوك؛ هذه المسؤولية التي يجب على الآباء تتميمها. الاهتمام بحياة أطفالهم وتعليمهم بعض القواعد الأساسية للتصرف؛ هذا ما يرقى إليه تأثير الوالدين. بخصوص شخصية طفلهم، فلا يمكن للوالدين تعليم ذلك. بعض الآباء يكونون هادئين ويفعلون كل شيء بإيقاع مريح، بينما يكون أطفالهم غير صبورين ولا يمكنهم البقاء ساكنين ولو لمدة قصيرة. إنهم ينطلقون من تلقاء أنفسهم لكسب لقمة العيش عندما يبلغون من السن 14 عامًا أو 15، ويتخذون قراراتهم الخاصة في كل شيء، ولا يحتاجون إلى والديهم، وهم مستقلون جدًا. هل يُعلمهم الوالدان هذا؟ كلا. لذا فإن طباع الإنسان، وشخصيته، وحتى جوهره، إضافةً إلى الطريق الذي يختاره في المستقبل هي أشياء ليس لها أي علاقة بوالديه. البعض يدحضون هذا بقولهم: "كيف يمكن ألا يكون لها أي علاقة بهم؟ بعض الأشخاص ينحدرون من عائلة علمية أو عائلة تمتلك خبرات متوارثة عبر الأجيال في مهنة معينة. على سبيل المثال، يدرس أحد الأجيال الرسم، ويدرس الجيل التالي الرسم أيضًا، وكذلك الجيل الذي يليه. هذا يؤكد صحة التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". هل قول هذا صواب أم خطأ؟ (خطأ). إن استخدام هذا المثال لتوضيح هذه المشكلة خاطئ وغير دقيق، لأنهما أمرين مختلفين. إنَّ تأثير أسرة ذات الأجيال من الخبرة لا يشمل إلا جانب واحد فقط من الخبرة، وقد يكون الحال أن هذه البيئة الأُسرية تؤدي إلى تعلم الجميع الشيء نفسه. ظاهريًا، الطفل أيضًا يختار هذا الشيء نفسه، لكن في الأصل، كل هذا هو تقدير الله المسبق. كيف تجسد هذا الشخص في هذه العائلة؟ أليس هذا أيضًا شيء يملك الله السيادة عليه؟ الآباء مسؤولون فقط عن تربية أطفالهم حتى سن الرشد. لا يتأثر الأطفال بوالديهم إلا من حيث سلوكهم الخارجي وعادات نمط حياتهم. لكن بمجرد أن يكبروا، فإن الأهداف التي يسعون إليها في الحياة ومصيرهم في الحياة ليس لها أي علاقة بوالديهم على الإطلاق. بعض الآباء يكونون مجرد مزارعين عاديين يعيشون الحياة وفقًا لمركزهم، لكن أطفالهم يكونون قادرين على أن يصبحوا مسؤولين ويقوموا بأشياء عظيمة. ثم هناك أطفال آباؤهم محامون وأطباء، وجميعهم أصحاب مقدرة، غير أن أطفالهم لا نفع منهم ولا يستطيعون الحصول على وظيفة أينما ذهبوا. هل هذا ما علمهم آباؤهم أن يكونوا عليه؟ عندما يكون الأب محاميًا، هل من المحتمل أن يقتصد في تعليم أطفاله والتأثير عليهم؟ كلا بالتأكيد. لا يوجد أب يقول: "لقد حققت نجاحًا كبيرًا في حياتي، أتمنى ألا ينجح أطفالي مثلي في المستقبل، سيكون هذا مُتعِبًا للغاية. يكفي أن يكونوا مجرد رعاة أبقار في المستقبل". لا بد بالتأكيد أن يعلم أطفاله لكي يتعلموا منه ويصبحوا مثله في المستقبل. ماذا سيحدث لأطفاله بعد أن يُنهي تعليمهم؟ سيصبح الأطفال ما قُدّر لهم أن يصبحوا، وستكون مصائرهم كما هو مُقدّر لها، ولا أحد يمكنه تغيير ذلك. ما الحقيقة التي تدركها هنا؟ الطريق الذي يسلكه الطفل ليس له أدنى علاقة بوالديه. بعض الآباء يؤمنون بالله ويُعلّمون أبناءهم أن يؤمنوا بالله، لكن مهما قالوا، لا يؤمن أطفالهم، وليس لدى الآباء شيء يمكن أن يفعلوه حيال ذلك. وبعض الآباء لا يؤمنون بالله، بينما يؤمن أطفالهم بالله. وما إن يبدأ أطفالهم في الإيمان بالله، فإنهم يتّبعونه، ويبذلون أنفسهم من أجله، ويستطيعون قبول الحق، وينالون استحسان الله، ويتغير مصيرهم. هل هذا نتيجة للتربية الأبوية؟ كلا، على الإطلاق، الأمر يتعلق بتقدير الله المسبق واختياره. ثمة مشكلة في التعبير: "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب". على الرغم من أن الآباء يتحملون مسؤولية تعليم أطفالهم، فإن مصير الطفل لا يتحدد بوالديه، ولكن بطبيعة الطفل. هل يمكن للتعليم أن يحل مشكلة طبيعة الطفل؟ لا يمكنه حلها على الإطلاق. الطريق الذي يسلكه الشخص في الحياة لا يُحدد بوالديه، بل هو مُقدَّر من الله. يُقال إن: "مصير الإنسان تُحدده السماء"، وهذه المقولة تتلخص بالتجربة الإنسانية. قبل أن يصل الشخص إلى سن الرشد، لا يمكنك معرفة الطريق الذي سيسلكه. وبمجرد أن يصبح راشدًا، ويصبح لديه أفكار ويتمكن من التفكير في المشاكل، سيختار ما يفعله في المجتمع الأوسع. يقول بعض الناس إنهم يريدون أن يصبحوا مسؤولين كبار، ويقول البعض الآخر إنهم يريدون أن يصبحوا محامين، ويقول البعض الآخر إنهم يريدون أن يصبحوا كُتّابًا. كل شخص لديه خياراته الخاصة وأفكاره الخاصة. لا أحد يقول: "سأنتظر فحسب حتى يُعلّمني والداي. سأصبح أي شيء يُعلّمني والداي أن أصبح عليه". لا أحد بهذه الحماقة. بعد الوصول إلى سن الرشد، تبدأ أفكار الناس في أن تنشأ وتنضج، ومن ثم يصبح الطريق والأهداف أمامهم واضحة على نحو متزايد. وفي هذا الوقت، يصبح أي نوع من الأشخاص هم، والمجموعة التي ينتمون إليها، أكثر ظهورًا ووضوحًا شيئًا فشيئًا. ومن هذه النقطة فصاعدًا، تصبح طباع كل شخص محددة بوضوح تدريجي، وكذلك شخصيته، إضافة إلى الطريق الذي يسعى إليه، واتجاهه في الحياة، والمجموعة التي ينتمي إليها. ما هو أساس كل هذا؟ في النهاية، هذا ما قدّره الله مسبقًا؛ لا علاقة له بوالديّ الشخص. هل ترون هذا بوضوح الآن؟ ما هي الأشياء التي لها علاقة بالوالدين إذن؟ مظهر الشخص، وطوله، وجيناته، وبعض الأمراض العائلية لها علاقة ضئيلة بوالديه. لماذا أقول علاقة ضئيلة؟ لأن الأمر ليس كذلك في 100% من الحالات. في بعض العائلات، يعاني كل جيل من مرض معين، لكن بعد ذلك يولد طفل من دونه. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ البعض يقولون: "هذا لأن هذا الطفل طباعه جيدة". هذا رأي الناس، لكن من أين تنشأ المسألة؟ (من تقدير الله المسبق). هذا هو الحال بالضبط. إذن هل التعبير "الإطعام من دون تعليم هو خطأ الأب" صائب أم خاطئ؟ (إنه خاطئ). الأمر واضح لكم الآن، أليس كذلك؟ لن يكون ذلك كافيًا إذا لم تكونوا تعرفون كيفية التمييز. من دون الحق، لا يمكنك رؤية أي مسألة بوضوح.
في الحياة اليومية، يحمل كل شخص بعض هذه الآراء الزائفة المستمدة من الشيطان في ذهنه. إنها تظل مودعة ومخزّنة بداخله، ويُكشف عنها كلما حدث شيء ما. يقول بعض الناس: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء. انظروا كم أنا نبيل. أنا رجل وفحل، بينما أنتِ زهرة خجولة، لذا لن أتشاجر معكِ". كيف يتعاملون مع هذه العبارة؟ (على أنها الحق). يتعاملون معها على أنها الحق ومبدأ لممارسة الحق. وهناك أيضًا أشخاص يرون شخصًا يتمتع بملامح وسيمة جدًا ويبدو وكأنه رجل نبيل، لكنه ماكر ويتنكر دائمًا، ويكون مخادعًا وخبيثًا بشدة عند التفاعل مع الآخرين، ولا يستطيع الكثير من الناس فهمه، لذلك يقولون: "أنا أؤمن بالله فقط لكي أتصرف كشخص نبيل وطيب القلب، ولأكون ودودًا مع الآخرين، وليس عدائيًا. هذا مثل المقولة التي تقول: "أن تكون شريرًا حقيقيًا أفضل من أن تكون نبيلًا زائفًا". بعض كلام الله أيضًا يحمل المعنى نفسه". ما رأيكم فيما يقوله هؤلاء الناس؟ "أن تكون شريرًا حقيقيًا أفضل من أن تكون نبيلًا زائفًا". كما ترى، ما إن يحدث شيء ما للناس، تخرج كل هذه المقولات، والأمثال، والتعبيرات الشائعة التي في داخلهم وتتدفق دفعة واحدة، ولا يوجد فيها كلمة واحدة من الحق. وفي النهاية، يقول هؤلاء الناس: "الحمد لله على تنويري". هل مقولة: "أن تكون شريرًا حقيقيًا أفضل من أن تكون نبيلًا زائفًا" صائبة أم خاطئة؟ (إنها خاطئة). كلكم تعرفون أنها خاطئة، لكن ما العيب فيها؟ العيب في النبلاء الزائفين هو أنهم زائفون. لا أحد يرغب في أن يكون نبيلًا زائفًا، بل يرغب في أن يكون شريرًا حقيقيًا. ما الذي يستحسنه الناس في الأشرار الحقيقيين؟ إن مجرد كونهم حقيقيين يجعلهم يفوزون باستحسان الجميع، رغم أنهم أشرار. إذن ما الذي تتمنون أن تكونوه، شرير حقيقي أم نبيل زائف؟ (لا أحد منهما). ولماذا لا تكونون هذين النوعين من الأشخاص؟ (لا أحد منهما يتوافق مع الحق، لا شيء مذكور عن هذا في كلام الله). هل يمكنكم العثور على الأساس المناسب للادعاء بأن الله لم يُخبر الناس بأن يكونوا نبلاء زائفين أو أشرارًا حقيقين؟ (يريد الله أن يكون الناس أشخاصًا صادقين). يريد الله أن يكون الناس أشخاصًا صادقين. ما الفارق إذن بين الأشخاص الصادقين والأشرار الحقيقيين؟ كلمة "أشرار" ليست جيدة، لكنهم حقيقيون جدًا. لمَ الأشرار الحقيقيون ليسوا صالحين؟ هل يمكنك أن تشرح بوضوح؟ ما هو أساس الإدعاء أن لا الأشرار الحقيقيون ولا النبلاء الزائفون أشخاص صالحون؟ ما هم الأشرار؟ ما الكلمات المرتبطة عادةً بالأشرار؟ (دنيء). هذا صحيح. كيف وُصِف مصطلح "دنيء" هذا وعُرِّف في كلام الله؟ في كلام الله، هل كلمة "دنيء" مُعرّفة على أنها كلمة جيدة أم كلمة سيئة؟ (كلمة سيئة). كلمة سيئة، وكلمة يدينها الله. الأشخاص ذوو السلوك الدنيء والآراء الدنيئة أشرار. وكيف تُعرّف شخصية الشرير وجوهره بخلاف ذلك؟ بالأنانية، أليس كذلك؟ (بلى). هذا النوع من الأشخاص أناني ودنيء. حتى لو كان ما كشف عنه هو مزاجه الحقيقي، فإنه يظل شخصًا شريرًا إلى حد كبير. النبيل الزائف مخادع وشرير، ودائمًا يتنكر ويعطي الآخرين انطباعًا خاطئًا، ويترك الآخرين يرون جانبه المشرق، واللامع، والودود. إنه يبقي شخصيته، وآرائه، ووجهات نظره الحقيقية طي الكتمان لكي لا يراها أحد أو يفهمها. ما الشخصية التي لدى هؤلاء الأشخاص؟ (شخصية مخادعة وشريرة). إنهم ببساطة أشخاص أشرار. لذا، لا الأشرار ولا النبلاء الزائفون أشخاص صالحون. أحدهما سيء من الداخل، والآخر سيء من الخارج. شخصياتهم هي نفسها في الواقع؛ كلاهما شرير للغاية، وأناني، ومخادع. هل يسعى هذان النوعان من الأشخاص الأشرار والمخادعين إلى أن يكونوا أشخاصًا صادقين؟ (كلا). لهذا السبب، بغض النظر عن أي من هذين النوعين من الأشخاص تصبح، فأنت لست الشخص الصالح أو الصادق الذي يطلبه الله. أنت شخص يبغضه الله، ولست الشخص الذي يطلب الله منك أن تكونه. لذا أخبرني، هل عبارة "أن تكون شريرًا حقيقيًا أفضل من أن تكون نبيلًا زائفًا" هي الحق؟ (كلا). بالنظر إليها من هذا المنظور، هذه العبارة ليست هي الحق. يقول الكثير من الناس: عبارة "أن تكون شريرًا حقيقيًا أفضل من أن تكون نبيلًا زائفًا" بهدف مهاجمة الأشخاص النبلاء الزائفين وإدانتهم لكي يتمكنوا من التظاهر بأنهم أُناس صالحون، وكأن "شر" هؤلاء الأشرار يجعلهم منصفين وحقيقيين للغاية، وكأنهم قوة من قوى العدالة. كيف يمكنك – بوصفك شخصًا شريرًا – أن تدعي أنك منصف؟ بل أنت الشخص الذي يستحق أن يُدان.
في أذهان الجميع، توجد بعض المقولات والأشياء من هذا القبيل، ولذلك يحمل الكثير من الناس مثل هذا النوع من الآراء. وسواء كانت من الثقافة التقليدية، أو الأمثال شعبية، أو الشعارات العائلية، أو القواعد العائلية، أو النظام القانوني للبلاد، يستخدم الناس عادةً هذه الأشياء التي تم تداولها لوقت طويل وعلى نطاق واسع في المجتمع، والتي تم الإعلان عنها والترويج لها باعتبارها أشياء إيجابية في المجتمع وبين البشرية لوقت طويل، لتعليم أجيال بعد أجيال من الناس. تُعتبر بعض التعبيرات في أعماق قلوب الناس بمثابة مبادئ للممارسة ومبادئ لوجود الإنسان. وبعضها تعبيرات تنقل وجهة نظر يتفق معها الناس فقط، لكن لا يرغبون في تطبيقها بالضرورة. وسواء كنت ترغب في تطبيقها أم لا، ففي أعماق قلبك، أنت تأخذ هذه التعبيرات في الواقع على أنها مبادئ للممارسة في سلوكياتك. وباختصار، هذه الأشياء هي عائق كبير أمام إيمان الناس بالله والسعي إلى الحق. إنها تؤذي فقط، بدلًا من أن تنفع الناس. على سبيل المثال، أحد الموضوعات التي يتحدث الأشخاص المعاصرون عنها كثيرًا يتمثل في عبارة: "الحياة ثمينة؛ والحب أثمن منها. لكن من أجل الحرية، يمكن أن أتخلى عنهما". هذا التعبير مقولة شهيرة ينادي بها ويُقدّرها الناس في الشرق والغرب ممن لديهم أفكار سامية ويسعون إلى الحرية ويريدون التخلص من النظام الإقطاعي التقليدي. ما هو محور سعي الناس هنا؟ هل هو الحياة؟ أم الحب؟ (لا، إنها الحرية). هذا صحيح، إنها الحرية. إذن هل هذا التعبير هو الحق؟ معنى هذا التعبير هو أنه من أجل السعي وراء الحرية، يمكن إهدار الحياة، ويمكن التخلي عن الحب أيضًا – أي أن الشخص الذي تحبه يمكن هجره – من أجل الركض وراء تلك الحرية الجميلة. كيف تبدو هذه الحرية للأشخاص الدنيويين؟ كيف نُفسر هذا الشيء الذي يعتقدون أنه الحرية؟ كسر التقاليد هو نوع من الحرية، وكسر الأعراف القديمة هو نوع من الحرية، وكسر الملكية الإقطاعية هو أيضًا نوع من الحرية. ماذا أيضًا؟ (عدم الخضوع لنظام سياسي ما). أحد الأنواع الأخرى هو عدم الخضوع للسُلطة أو ألعاب السياسة. ما يسعون إليه هو هذا النوع من الحرية. إذن هل الحرية التي يتحدثون عنها حرية حقيقية؟ (كلا). هل يوجد أوجه شبه بينها وبين الحرية التي يتحدث عنها الناس الذين يؤمنون بالله؟ (كلا). قد يكون لدى بعض الناس الذين يؤمنون بالله هذا الرأي أيضًا في قلوبهم: "الإيمان بالله رائع، إنه يحررك ويمنحك الاستقلال. ليس عليك اتّباع أي عادات أو إجراءات تقليدية، لا داعي للقلق بشأن تنظيم الأفراح والجنائز أو حضورها، فأنت تتخلى عن كل الأشياء الدنيوية. أنت حقًا حر جدًا!" هل هذا هو الحال؟ (كلا). إذن ما هي الحرية بالضبط؟ هل أنتم أحرار الآن؟ (قليلًا). إذن كيف حصلتم على هذا القدر القليل من الحرية؟ ماذا تعني هذه الحرية؟ (فهم الحق وكسر التأثير المظلم للشيطان). بعد كسر التأثير المظلم للشيطان، تشعر بقليل من التحرر ودرجة معينة من الحرية. لكن، إذا لم أُشرحها، قد تعتقدون أنكم أحرار حقًا، لكن في الحقيقة أنتم لستم كذلك. الحرية الحقيقية ليست نوع الحرية والإفراج عن الجسد من الناحية المكانية والمادية مثلما يظنها الناس؛ وإنما هي تعني أنه ما إن يفهم الناس الحق، فسيكون لديهم آراء صحيحة حول مختلف الأشخاص، والأحداث، والأشياء وحول العالم، ويمكنهم السعي إلى الأهداف والاتجاهات الصحيحة في الحياة، وعندما لا يخضع الناس لقيود تأثير الشيطان والأفكار والآراء الشيطانية، تتحرر قلوبهم؛ هذه هي الحرية الحقيقية.
ثمة شاب، غير مؤمن، يعتقد أنه يحب الحرية، والطير في كل مكان مثل العصفور، وعيش حياة غير مقيدة، لذا فهو يكره تلك القواعد والمقولات الحقيرة في عائلته. ويقول لأصدقائه كثيرًا: "على الرغم من أنني وُلِدت في عائلة تقليدية للغاية، وهي عائلة كبيرة جدًا، لديها الكثير من القواعد والتقاليد، وما يزال لديها حتى الآن ضريح للأجداد بداخله ألواح تذكارية مُرتّبة لكل الأجيال المتتالية، فإنني عن نفسي قد كسرت الكثير من تلك التقاليد ولست متأثرًا بتلك القواعد العائلية، والأعراف الأُسَرية، والعادات الشائعة. ألا ترون أنني شخص غير تقليدي للغاية؟" فيقول أصدقاؤه: "لقد لاحظنا أنك غير تقليديّ للغاية". كيف لاحظوا ذلك؟ لديه ثقب في اللسان، وخاتم في الأنف، وأربعة ثقوب أو خمسة في كلتا الأذنين، وثقب في السُّرّة، ووشم ثعبان على ذراعه. يعتبر الصينيون الثعابين رمزًا مشؤومًا، لكنه أصر على وشم ثعبان على جسده، والناس يخافون عندما يرونه. هذا غير تقليدي، أليس كذلك؟ (بلى). إنه غير تقليدي للغاية، وعلاوة على ذلك، فهو يتحدث بسمت شخص طليعي. كل من يراه يقول: "هذا الرجل رائع! إنه غير تقليدي، غير تقليدي حقًا!" إنه يعتقد أنه لا يمكنه التعبير عن كونه غير تقليدي بتلك الطُرق فحسب، بل عليه أن يجعل الأمر ملموسًا أكثر ويجعل الناس أكثر قدرة على ملاحظة العلامات الدالة على مدى خروجه عن المألوف. إنه يرى الآخرين لديهم في العموم صديقات صينيات ذوات بشرة صفراء ويتعمَّد أن يكون له صديقة أجنبية بيضاء لكي يكون الجميع أكثر اقتناعًا بأنه غير تقليدي حقًا. وبعد ذلك، يحاكي صديقته في كل موقف، ويفعل أي شيء تقوله صديقته، وأيًا كانت الطريقة التي تطلب منه أن يفعله بها. عندما يأتي عيد ميلاده، تشتري له صديقته هدية سرِّية مغلفة في صندوق كبير، ويبدأ في إزالة غلاف الهدية بسعادة غامرة. بعد تقشير كل طبقات الغلاف، يرى قبعة خضراء في الداخل. كل الصينيون يعرفون الإشارة الضمنية للـ "قبعة الخضراء"، أليس كذلك؟ إنها بالتأكيد شيء تقليدي للغاية. وبمجرد أن يراها، يصبح غاضبًا ويقول: "أي نوع من الهدايا هذه؟ لمن اشتريتِ هذه الهدية؟" ظنّت صديقته أنه سيكون سعيدًا؛ فلماذا هو غاضب إلى هذا الحد بشأن الهدية؟ لا يمكنها التفكير في السبب ولا يمكنها تحديده، لذلك تقول: "لم يكن من السهل العثور على هذه القبعة الخضراء. أنا متأكدة من أنها ستبدو جيدة عليك". فيقول: "هل تعرفين ما تمثله هذه القبعة؟". فتقول صديقته: "أليست مجرد قبعة؟ القبعات الخضراء تبدو لطيفة فحسب". تصر على جعله يرتديها، لكنه لن يرتديها مهما حدث. هل يعرف الغربيون دلالة "القبعات الخضراء"؟ (كلا، لا يعرفون). لذلك، ألا ينبغي توضيح هذه المسألة وكشف تفاصيلها بالكامل؟ لا يمكن لأحد منكم الإجابة على ذلك؛ لمَ لا تجرؤون على شرح الأمر بوضوح؟ هذه ليست مسألة كبيرة، أليست كذلك؟ أنتم مثل هذا الشاب بالضبط؛ أنتم تلوحون براية كونكم غير تقليديين، والتخلي عن التقاليد والتخلص من مفاهيم الثقافة التقليدية الشيطانية لكي تسعوا إلى الحق والحرية، ورغم ذلك فأنتم منشغلون بشدة بهذه القبعة الخضراء. تطلب صديقة ذلك الشاب منه أن يرتديها، لكنه يرفض ارتداءها مهما حدث، ويقول في النهاية: "أنتِ تُصرين على جعلي أرتديها. إذا ارتديتها، فسأضطر لتحمل الإهانة من الآخرين!". هذا هو جوهر القضية وقلب المشكلة؛ هذا تقليد. لا يتعلق هذا التقليد بلون شيء ما أو نوعه، بل يتعلق بالرمز والرأي الذي يثيره هذا الشيء في الناس. ما الذي يرمز إليه هذا الشيء – المتمثل في قبعة خضراء – بالضبط؟ ماذا يمُثل؟ يصنِّف الناس القبعات من هذا اللون على بأنها سيئة، لذلك يرفضون القبعات التي بهذا اللون. لماذا يرفضها الناس؟ لماذا لا يستطيعون قبول مثل هذا الشيء؟ لأن ثمة نوع من التفكير التقليدي في داخلهم. هذا التفكير التقليدي في حد ذاته ليس الحق؛ إنه مثل شيء ماديّ، لكن هذا المجتمع وهذا العِرق من الناس قد حوَّلوه بشكل غير ملحوظ إلى شيء سلبي. على سبيل المثال، حوَّل الناس اللون الأبيض إلى رمز للقداسة، واللون الأسود إلى رمز للظلام والشر، واللون الأحمر إلى رمز للاحتفال والدموية والشغف. في الماضي، كان الصينيون يرتدون ملابس حمراء عندما يتزوجون، معتقدين أنها احتفالية. وعندما يتزوج الغربيون، يرتدون ملابس بيضاء جميلة ونظيفة ترمز إلى القداسة. إن فهم كل من الثقافتين للزواج مختلف. في إحداها، يُمثَّل باللون الأحمر، وفي الأخرى، يُمثَّل باللون الأبيض. كلا هذان اللونان يمثلان موقفًا من البركة تجاه الزواج. إنَّ مختلف المجموعات العِرقية والأعراق تستخدم الأشياء نفسها لأغراض مختلفة، وهذه هي الطريقة التي تنشأ بها الخلفيات الثقافية. وبعد ظهور تلك الخلفيات الثقافية، تُولَّد التقاليد الثقافية معها. بهذه الطريقة، تُطوِّر المجتمعات المختلفة والأعراق المختلفة عادات مختلفة، وتلك العادات تؤثر في الناس من هذه الأعراق المعنية. وهكذا، يتأثر الصينيون بهذه الدلالة للقبعات الخضراء. أي نوع من النتائج يُنتج من غرس هذا فيهم؟ لا يمكن للرجال ارتداء القبعات الخضراء، ولا ترتديها النساء أيضًا. هل ترى أي امرأة ترتديها؟ في الواقع، يستهدف هذا التقليد الثقافي الرجال فقط، بمعنى أن ارتداء الرجال للقبعات الخضراء علامة سيئة، ولا علاقة له بالنساء. ورغم ذلك، حالما ينشأ هذا التقليد الثقافي، وفي أي سياق يظهر فيه، فإنه يولِّد لدى كل شخص من هذا العِرق نوعًا من التمييز تجاه هذا الشيء. وبعد حدوث مثل هذا التمييز، يتغير هذا الشيء من دون وعي من شيء مادي بريء للغاية إلى شيء سلبي. في الواقع، إنه بريء وليس له سمات إيجابية أو سلبية على الإطلاق. إنه مجرد شيء مادي، ولون، وشيء له شكل. ورغم ذلك، بعدما تُفسِّره الثقافة التقليدية وتؤثر فيه بهذه الطريقة، ماذا تصبح النتيجة النهائية؟ (سلبية). تُصبح سلبية. بعدما يصبح سلبيًا، لا يمكن للناس التعامل مع هذا الشيء أو استخدامه بشكل صحيح. فكروا في الأمر: توجد في السوق الصيني قبعات من مختلف الألوان، مثل الأحمر والوردي والأصفر وما إلى ذلك، لكن لا توجد قبعات خضراء. الناس مقيدون بهذا التفكير التقليدي ومتأثرون به. هذا هو تأثير مسألة معينة من الثقافة التقليدية على الناس.
على الرغم من أن بعض الناس يأتون إلى الخارج ويقابلون بعض الثقافات والتقاليد والقواعد ومثل هذه الأشياء المادية كالضروريات الأساسية للحياة في أوروبا والدول الآسيوية الأخرى، ويتعرفون على بعض القوانين والمعارف العامة للبلدان الأخرى، فإنه يصعب عليهم التخلص من ثقافات بلدانهم. على الرغم من أنك قد تركت بلدك الأم وقبلت جوانب الحياة اليومية في بلد أخرى، وحتى قوانينها وأنظمتها، فإنك لا تعرف ما تفكر فيه كل يوم، أو كيف تواجه المشكلات عندما يحل بك شيء ما، أو ما هي وجهة نظرك والمنظور الذي تتبناه. يفكر بعض الناس: "أنا في الغرب، فهل أنا غربي؟" أو "أنا في اليابان، فهل أنا ياباني؟". هل هذا هو الحال؟ (كلا). يقول اليابانيون: "نحب تناول السوشي وشعيرية الأودون أكثر من غيرهما. ألا يجعلنا هذا نبلاء؟" ويقول الكوريون الجنوبيون: "نحب تناول الأرز والكيمتشي. أليست أمتنا الكورية الجنوبية العظيمة نبيلة؟ أنتم أيها الصينيون تقولون إن ثقافتكم قديمة وأقدم من ثقافتنا بآلاف السنين، لكن هل تُجيدون إظهار بر الوالدين إلى كبار السن عندكم مثلما نفعل نحن؟ هل أنتم تقليديون مثلنا؟ هل لديكم العديد من القواعد مثلنا؟ أنتم لا تتحدثون عن هذه الأشياء في الوقت الحاضر، لقد تخلفتم؛ نحن الشعب التقليدي حقًا، وثقافتنا هي الثقافة الحقيقية!". إنهم يعتقدون أن ثقافتهم التقليدية رفيعة، ثم يتنافسون من أجل إعلان الكثير من الأشياء كتراث عالمي. لِمَ كل هذه المنافسة؟ كل بلد وكل عِرق وحتى كل مجموعة عِرقية صغيرة تعتقد أن الأشياء والقواعد والتقاليد والأعراف والعادات التي تركها أسلافهم جيدة وإيجابية، ويمكن أن ينشرها الجنس البشري. أليست فكرتهم هذه ورأيهم يعنيان ضمنيًا أن تلك الأشياء حقائق، وأنها أشياء جيدة وإيجابية، وأن هذا الجنس البشري يجب أن يُورِّثها؟ إذن، هل هذه الأشياء التي تُورّث تتعارض مع الحرية؟ لقد أعطيت للتو مثالًا عن شاب تحرر من أغلال عائلته، ومُغطى بالثقوب والخواتم ولديه وشوم في جميع أنحاء جسده، حتى إن لديه صديقة أجنبية. من حيث مظهره الخارجي وجسده، يبدو أنه لا يلتزم بقواعد الأسرة وأنه قد تخلص من التقاليد. ومن حيث الشكليات وفي سلوكه، وحتى من حيث إرادته الشخصية، لقد تخلص من أشياء مثل العائلة والتقاليد والأعراف. لكن هدية عيد ميلاد تفضحه، وتدحض اعتقاده بأنه "غير تقليدي للغاية"، وتدين هذا الاعتقاد. إذن هل هذا الشخص تقليدي فعلًا أم لا؟ (إنه تقليدي). هل التمسك بالتقاليد شيء جيد أم سيء؟ (سيء). هذا هو السبب في أنَّ أفكارك الداخلية مقيَّدة، بغض النظر عمَّا إذا كنت تعتبر نفسك تقليديًا أو غير تقليدي، وبغض النظر عن عِرقك، سواءً كان ما يُسمى بالعِرق النبيل أو العِرق العادي. ومهما سعيت إلى الحرية وبجَّلتها، ومهما بلغ عِظَم تصميمك ورغبتك وطموحك للتحرر من قُوى التقاليد ومن الأعراف العائلية التقليدية، أو مهما كانت أفعالك الفعلية ملهمة وقوية – إذا لم تفهم الحق، فلا يمكنك سوى التخبط بين التعاليم والمغالطات التي يغرسها الشيطان فيك، غير قادر على التحرر. يتأثر بعض الناس بالثقافة التقليدية، ويتأثر البعض الآخر بالتعليم الأيديولوجي، ويتأثر البعض الآخر بالمنصب والمكانة، وثمة آخرون يتأثر بنظام أيديولوجي من نوع ما. لنأخذ الناس المنخرطين في السياسة على سبيل المثال، مثل الجماعة التي نادت بالشيوعية. لقد بدأوا كمجموعة من الطبقة العاملة، وقبلوا البيان الشيوعي والنظريات الشيوعية، ورفضوا التقاليد، ورفضوا النظام الملكي الإقطاعي، ورفضوا بعض العادات القديمة، ثم قبِلوا الماركسية اللينينية والشيوعية. بعد قبول تلك الأشياء، هل كانوا أحرارًا، أم كانوا مقيدين طوال الوقت؟ (كانوا مقيدين طوال الوقت). لقد اعتقدوا أنهم سيكسبون الحرية من خلال التحوُّل من شيء قديم إلى شيء جديد. أليست هذه الفكرة خطأ؟ (بلى، هي كذلك). إنها خطأ. يمكن للناس التحوُّل من شيء قديم إلى أي شيء جديد، لكن ما دام ليس الحق، فسيظلون محاصرين إلى الأبد في شبكة الشيطان؛ ليست هذه حرية حقيقية. يكرس بعض الناس أنفسهم للشيوعية أو لقضية معينة، والبعض الآخر يكرسون أنفسهم لقَسَم ما، بينما يكرس البعض الآخر أنفسهم لنظرية ما، في حين يكرس البعض الآخر أنفسهم لمقولات مثل: "سوف أضحي بحياتي من أجل صديق"، أو "الخادم المخلص لا يخدم ملكين"، أو "عندما تتأزم الأمة، يتحمل الجميع مسؤولية أداء واجبهم". هل تنتمي تلك الأشياء إلى الثقافة التقليدية؟ (نعم). قد تبدو هذه الأشياء ظاهريًا على أنها أشياء إيجابية جدًا، وصحيحة جدًا، وأشياء عظيمة ونبيلة للغاية بين البشر، لكن في الحقيقة، من منظور آخر وباستخدام وسائل مختلفة، فإنها تربط نفوس الناس، وتقيِّد الناس، وتمنعهم من تحقيق الحرية الحقيقية. ورغم ذلك، قبل أن يفهم البشر الحق، لا يمكنهم سوى الشعور بالضياع وبالتالي قبول تلك الأشياء، التي تعتبر إيجابية نسبيًا بين البشر، كطريقتهم في الوجود. لذلك، فإن ما يُسمى بالثقافات التقليدية هذه – تلك الأشياء التي يعتقد البشر أنها جيدة إلى حد ما في العالم – يقبلها الناس بشكل طبيعي. وبعد قبولها، يشعر الناس أنهم يعيشون ومعهم رأس مال، ومعهم ثقة، ومعهم دافع. على سبيل المثال، قبِل بعض الناس توجهًا ما لهذا المجتمع وهذا العِرق البشري فيما يتعلق بالمعرفة والمؤهلات. ما هو هذا التوجه؟ (المعرفة قوة يمكنها تغيير مصيرك). (المساعي الأخرى ضئيلة، والسجلات تفوقها جميعًا). يتّفق الناس، في أعماق قلوبهم، مع هذه الأشياء ويقبلونها أيضًا ويستحسنونها. وفي الوقت نفسه الذي يقبلونها ويستحسنونها فيه، كلما عانى الناس لوقت أطول ضد الشدائد في هذا المجتمع، زاد تقديرهم لتلك الأشياء. ما السبب في ذلك؟ يعتمد الناس جميعًا على المعرفة في الحياة. ومن دون المعرفة وتلك المؤهلات، ستشعر بأنك غير قادر على تأسيس موطئ قدم في المجتمع. سيستقوي عليك الآخرون ويميزون ضدك، ولذلك، ستلاحق هذه الأشياء باستيئاس. كلما عَلت مؤهلاتك، علت مكانتك الاجتماعية في المجتمع أو بين عِرقك أو مجتمعك، وسيصبح تقدير الناس لك، ومعاملتهم لك، وأشياء أخرى مختلفة أعظم وأفضل. من ناحية ما، أصبحت مؤهلات الشخص هي ما يحدد مكانته الاجتماعية.
في الماضي، ذهبت إلى بكين مجموعة من سبعة أو ثمانية أساتذة جامعيين لمزيد من الدراسات. في تلك الأيام، ربما لم تكن خدمات التوصيل أو السائق الخاص متاحة، لذلك اضطروا إلى ركوب الحافلة بعد الوصول إلى بكين. في الواقع، كان يمكن العثور على أساتذة مثلهم في كل مكان في بكين. ولم يكن يُنظر إليهم على أنهم شيء مميز، بل مجرد أشخاص عاديين. لكن هم أنفسهم لم يعرفوا ذلك، وهنا تكمن خطورة المشكلة؛ حدثت هذه المسألة على أساس هذه المشكلة. ما الذي حدث؟ كانت هذه المجموعة من الأساتذة تنتظر الحافلة في محطة الحافلات. وبينما كانوا ينتظرون، تجمَّع الناس أكثر وأكثر، ومع ازدياد الحشد، أصبح الجميع قلقين. ثم عندما وصلت الحافلة، اندفعوا جميعًا إليها من دون انتظار نزول الركاب الموجودين بداخلها، وكانوا يدفعون ويزاحمون بعضهم البعض، محدثين ضجة كبيرة. كان مشهدًا فوضويًا للغاية. فكر هؤلاء الأساتذة في الأمر وقالوا: "من الواضح أن زملاءنا المواطنين في بكين لا يعيشون حياة سهلة، حيث يضطرون إلى ركوب الحافلة كل يوم للذهاب إلى العمل والعودة منه. بصفتنا أساتذة جامعيين، يجب أن نراعي ظروف الناس. ونظرًا لكوننا مفكرين رفيعي المستوى، لا يمكننا التنافس مع الناس العاديين. يجب أن نظهر روح لي فينغ الإيثارية من خلال السماح لهم بالصعود إلى الحافلة أولًا، لذلك دعونا لا نتدافع للصعود إليها". فوافقوا جميعًا على هذا وقرروا أن ينتظروا الحافلة التالية. لكن كما تبين، عندما وصلت الحافلة التالية، كان هناك نفس العدد من الناس، ومرة أخرى تدافعوا للصعود إليها في حشد فوضوي. كان الأساتذة مذهولين. فقد شاهدوا الحافلة تمتلئ وتذهب بعيدًا، ومرة أخرى لم يتمكنوا من التزاحم للصعود إليها. فناقشوا الأمر مرة أخرى وقالوا: "لسنا في عجالة من أمرنا. نحن مفكرون رفيعو المستوى في نهاية المطاف، ولا يمكننا الشجار مع أشخاص عاديين لكي نركب الحافلات. دعونا نأخذ وقتنا، قد لا يكون هناك الكثير من الناس ينتظرون الحافلة التالية". في أثناء انتظار الحافلة الثالثة، كان هؤلاء الأساتذة يشعرون بالقلق قليلًا. قبض بعض منهم أيديهم وقالوا: "إذا انتظر هذه الحافلة العدد نفسه من الناس، فهل علينا أن نتدافع لنصعد إليها؟ إذا لم نتدافع، فأعتقد أننا قد لا نتمكن من الصعود إلى الحافلة الخامسة، أو حتى الحافلة السادسة، لذلك ربما علينا أن نتدافع للصعود!" وقال آخرون: "هل يمكن للمفكرين رفيعي المستوى التدافع للصعود إلى الحافلات؟ هذا من شأنه أن يضر بصورتنا! كم سيكون الأمر مخزيًا إذا اكتشف الناس يومًا ما أننا المفكرين رفيعي المستوى قد تدافعنا للصعود إلى الحافلات!". كانت آراؤهم منقسمة. وبينما كانوا يتناقشون، تجمع حشد آخر من الناس المنتظرين. عند هذه النقطة، كان الأساتذة قد أصبحوا متوترين للغاية وتوقفوا عن النقاش. عندما وصلت الحافلة، وبمجرد أن انفتحت الأبواب، وحتى قبل نزول الجميع، قلَّد الأساتذة الحشد الأخير من الناس إذ تدافعوا لدخول الحافلة بكل قوتهم. فتمكن بعض منهم من التدافع للدخول، بينما لم يفلح القليل من المفكرين المتميزين – أو المثقفين المتميزين – في التدافع للدخول، لأنهم افتقروا إلى ذلك الدافع والروح القتالية. دعونا نترك هذه المسألة عند هذا الحد. أخبروني، أليست هذه حقيقة؟ (نعم). هذا التزاحم في الحافلات أمر شائع جدًا، هؤلاء المفكرون كانوا قادرين جدًا على التظاهر! أخبروني، ماذا كانت المشكلة هنا؟ لنتحدث أولًا عن هؤلاء المفكرين، الذين تلقوا مستوى عاليًا من التعليم وأصبحوا أساتذة لكي يُعلِّموا الناس ويثقفونهم، وأصبحوا مفكرين رفيعي المستوى. هذا يعني أن التعليم الذي تلقوه والمعرفة التي امتلكوها كانا أعلى من المستوى الذي حققه الأشخاص العاديون، وأن معرفتهم كانت كافية لهم ليكونوا معلمين ومدربين للناس، وليُثقّفوا الناس، وينقلوا المعرفة إليهم؛ ومن ثمَّ يُطلق عليهم مفكرون رفيعو المستوى. هل كانت توجد أي مشاكل في أفكار هؤلاء المفكرين رفيعي المستوى وآرائهم؟ بالتأكيد كانت توجد مشاكل. إذن أين كانت المشاكل؟ دعونا نحلل هذه المسألة. بعد تلقيهم هذا الكم من المعرفة وذلك المستوى العالي من التعليم، هل كان تفكيرهم جامدًا أو حرًا؟ (كان جامدًا). كيف تعرفون أنه كان جامدًا؟ أين كانت مشاكلهم؟ أولًا، أعلنوا أنفسهم مفكرين رفيعي المستوى. هل كان هناك أي خطأ في هذا الادعاء؟ (نعم). كانت ثمة مشكلة في هذا الادعاء. بعد ذلك قالوا: "عندما نركب – نحن المفكرين رفيعي المستوى – الحافلة، يجب ألا نتشاجر ونتصادم مع الأشخاص الآخرين لكي نصعد إليها". هل كانت توجد مشكلة في هذه الجملة؟ (نعم). كانت هذه المشكلة الثانية. كانت المشكلة الثالثة عندما قالوا: "نحن المفكرين رفيعي المستوى يمكننا انتظار الحافلة التالية"؛ هل كانت ثمة أي مشكلة في هذه النقطة؟ (نعم). كانت ثمة مشكلة في كل هذه النقاط. تفضلوا وشرِّحوا المسألة من خلال هذه النقاط الثلاثة، لكي نرى ماذا كانت المشاكل. إذا اكتسبتم فهمًا شاملًا للمشاكل، فأولًا، لن تعودوا تبالغون في تقدير المفكرين رفيعي المستوى، وثانيًا، لن تعودوا راغبين في أن تكونوا مفكرين رفيعي المستوى.
ماذا كانت النقطة الأولى؟ أنهم أعلنوا أنفسهم مفكرين رفيعي المستوى. هل كانت ثمة مشكلة في هذا الادعاء؟ (نعم). لا توجد مشكلة في مصطلح "الإعلان الذاتي"، الذي يعني في هذه الحالة تصنيف المرء لنفسه على أنه مفكر رفيع المستوى. إذن، هل توجد مشكلة في عبارة "على أنه مفكر رفيع المستوى"؟ الحقيقة هي أن أساتذة الجامعة مفكرون رفيعو المستوى في المجتمع. بما أن هذه حقيقة، لماذا كانت توجد مشكلة في هذه العبارة؟ (لأنهم اعتقدوا أنهم باكتسابهم المعرفة، أصبحوا أعلى من الآخرين). أعلى من الآخرين؛ كانت توجد بالتأكيد شخصية وراء هذا. (اعتقدوا أنهم أعلى من الآخرين بسبب اكتسابهم معرفة أكثر. في الواقع، لا يمكن لهذه الأشياء أن تُغيِّر شخصية الشخص). هذا صحيح جزئيًا، لكنه لا يشرح الأمر بوضوح. من يمكنه إضافة أي شيء؟ (يا الله، ألم يكونوا متعجرفين وبارين في أعين ذواتهم؟) هذا صحيح، لكنك لم تشرح الجوهر بوضوح، اشرح بمزيد من التفصيل. (بمجرد أن اكتسبوا بعض المعرفة، شعروا أنهم أسمى وأكثر نبلًا من الآخرين، لذلك لم يتمكنوا من اعتبار أنفسهم أشخاصًا عاديين. بالنسبة للأشخاص العاديين الذين يعيشون في هذا المجتمع، فإن الاضطرار إلى التدافع للصعود إلى الحافلات هو أمر تفرضه عليهم بيئة الحياة الواقعية وهو شيء طبيعي. ورغم ذلك، بمجرد أن اعتبر هؤلاء المفكرون أنفسهم سامين ونبلاء جدًا، لم يعودوا قادرين على التصرف مثل الأشخاص العاديين، واعتقدوا أن أنشطة الحياة الطبيعية ضارة لهوياتهم، لذلك أشعر أنهم كانوا غير طبيعيين). كانوا غير طبيعيين. كان المعنى الضمني في إعلانهم لأنفسهم على أنهم مفكرون رفيعو المستوى غير طبيعي. بمعنى أنه كان هناك شيء ملتوٍ في إنسانيتهم. فقد شعروا أنهم أسمى وأكثر قيمة من الآخرين. ماذا كان أساس هذا؟ كان الأساس أنهم تلقوا الكثير من التعليم، وكان لديهم كم هائل من المعرفة، وأيًا كان من يلتقون به، لم يفتقروا أبدًا إلى شيء ليقولوه، وكانوا يستطيعون أن يعلمونهم الأشياء. ماذا كانوا يعتبرون المعرفة؟ كانوا يعتبرونها معيارًا لتصرفات المرء وأفعاله، إضافةً إلى أخلاق المرء. كانوا يعتقدون أنه بما أنهم قد أصبحوا الآن يمتلكون المعرفة، فإن نزاهتهم وشخصيتهم وهويتهم كانت نبيلة وثمينة وقيِّمة، مما يعني ضمنيًا أن المفكرين رفيعي المستوى قديسون. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). هذا ما كانت تعنيه رفعة المستوى بالنسبة لهم، لذلك عندما اضطروا للتدافع للصعود إلى الحافلة، لم يفعلوا ذلك. لماذا لم يتدافعوا للصعود؟ ما الذي كان يحكمهم؟ ما القيود والحدود التي كانوا يخضعون لها؟ شعروا أن التدافع للصعود إلى الحافلة سيضر بهويتهم وصورتهم. كانوا يعتقدون أن هويتهم وصورتهم قد مُنِحت لهم من المعرفة، لذلك أعلنوا أنفسهم مفكرين رفيعي المستوى. بناء على هذا التحليل، أليس ما قالوه منفرًا؟ إنه منفرٌ جدًا. ومع ذلك استمروا في التفاخر بقول: "نحن مفكرون رفيعو المستوى". في الواقع، كان الآخرون يعتقدون أنهم مفكرون فحسب، بأسلوبهم الفقير والمتحذلق الذي كان الناس ينظرون إليه بازدراء، لكنهم أنفسهم ظلوا يعتقدون أنهم نبلاء بشكل خاص. ألم يكن ذلك إشكاليًا؟ كانوا يعتقدون أنهم نبلاء جدًا وذوو هوية سامية، إلى حد الرغبة في تصنيف أنفسهم على أنهم قديسون. هل كان هذا الرأي قيدًا عليهم بطريقة ما؟ ماذا كانت وجهة نظرهم فيما يتعلق بالمعرفة؟ كانت أنه بمجرد اكتساب الناس للمعرفة، تصبح نزاهتهم أعلى، ويصبحون متميزين ونبلاء، ويجب أن يُحترموا. ولذلك كانوا يحتقرون ويدينون بعض الأفعال الطبيعية نسبيًا التي يفعلها الناس العاديون. على سبيل المثال، عندما يعطس المفكرون، ينظرون إلى الناس حولهم ويعتذرون بسرعة، بينما عندما يعطس الأشخاص العاديون لا يفكرون في شيء. في الواقع، التجشؤ والعطس أمران طبيعيان في الحياة، لكن في نظر هؤلاء المفكرين، هذه سلوكيات فظة وغليظة، لذا يحتقرونها وينظرون إليها بازدراء، ويقولون: "انظروا إلى هؤلاء العوام ذوي السلوك السيء، طريقة عطسهم وجلوسهم ووقوفهم غير لائقة تمامًا، وعندما تأتي الحافلات يتزاحمون عليها، ولا يعرفون شيئًا عن إفساح الطريق بأدب!" فيما يتعلق بالمعرفة، فإن وجهة نظرهم هي: المعرفة رمز للهوية، ويمكن للمعرفة أن تغيِّر قدر الناس، وكذلك هويتهم وقيمتهم.
ماذا كانت النقطة الثانية؟ (أن المفكرين رفيعي المستوى لا يمكن أن يتزاحموا مع الآخرين لركوب الحافلات). لا يمكنهم أن يتزاحموا مع الآخرين لركوب الحافلات. كان التدافع لصعود حافلة مجرد شيء صغير واجهوه في حياتهم. ماذا يمثل هذا الشيء؟ تحديدًا أنهم كانوا يعتقدون أن طريقة حديث الناس الذين لديهم قدر معين من المعرفة وتصرفاتهم يجب أن تكون متميزة، ويجب أن تتطابق مع هويتهم. على سبيل المثال، يجب أن يمشي مثل هؤلاء الناس برفق، وعند التواصل مع الناس، يجب أن يجعلوا الآخرين يشعرون أنهم لطيفون، وودودون، وجديرون بالاحترام، ويجب أن تكون طريقة حديثهم وتصرفاتهم متميزة. ولا يمكنهم أن يكونوا مثل الناس العاديين، بل يجب أن يجعلوا الناس يلاحظون الفرق بينهم وبين الناس العاديين؛ بهذه الطريقة وحدها يمكنهم أن يُظهروا أن هويتهم كانت مميزة ومختلفة عن البقية. في أعماق قلوبهم، اعتقد هؤلاء الأساتذة أن أشياء مثل التدافع لركوب الحافلات هي أشياء يفعلها أناس الطبقات الدنيا من المجتمع ومن لم يتلقوا مستوىً عاليًا من التعليم، وأنها أيضًا أشياء يفعلها من لم يكن لديهم معرفة متقدمة أو هوية مثل هوية المفكرين رفيعي المستوى. إذن ما الأشياء التي كان يفعلها هؤلاء المفكرون رفيعو المستوى؟ الوقوف على منصة خطابية، والتبشير بالتعاليم، ونقل المعرفة، وإزالة شكوك الناس؛ كانت تلك واجباتهم، التي كانت تمثل هويتهم، وصورتهم، ومهنتهم. لم يستطيعوا أن يفعلوا سوى هذه الأشياء. ويجب ألا تكون للأعمال اليومية وروتين الأشخاص العاديين أي علاقة بهم، فقد كانوا فئة من الناس منفصلة عن تلك "الأذواق الفظة والوضيعة". كيف كانوا يسمون الأعمال اليومية وروتين الأشخاص العاديين، وحتى التصرفات مثل التزاحم على الحافلات؟ (أشياء فظة). هذا صحيح؛ أشياء فظة وغليظة. كان هذا تعريفًا من أعماق قلوبهم للأشخاص البسطاء والعاديين الذين كانوا من مستوى أقل منهم.
لنتحدث عن النقطة الثالثة – "نحن المفكرين رفيعي المستوى يمكننا انتظار الحافلة التالية" – ما نوع هذه الروح؟ أليست هذه روح كونج رونج وهو يتخلى عن الكمثرى الأكبر، مثلما رُوِيت في الثقافة التقليدية؟ إن تأثير الثقافة التقليدية على المفكرين عميق بشكل خاص. فليس الأمر فحسب أنهم يقبلون الثقافة التقليدية، بل هم أيضًا يقبلون العديد من الأفكار والآراء من الثقافة التقليدية في قلوبهم ويعاملونها على أنها أشياء إيجابية، حتى لدرجة اعتبار بعض من المقولات المشهورة بمثابة شعارات، وبذلك يبدأون السير في الطريق الخطأ في الحياة. تُمثَّل الثقافة التقليدية في التعاليم الكونفوشيوسية؛ تحتوي التعاليم الكونفوشيوسية على مجموعة كاملة من النظريات الأيديولوجية، وهي تروج بشكل أساسي للثقافة الأخلاقية التقليدية، وكانت طبقات السلالات الحاكمة، التي كانت تعتبر كونفوشيوس ومينسيوس بمثابة قديسين، توقر تلك التعاليم عبر التاريخ. تدعو التعاليم الكونفوشيوسية إلى أن يتمسك الشخص بقيم الإحسان، والبر، واللياقة، والحكمة، والموثوقية، وأن يتعلم أن يكون هادئًا ورصينًا وحليمًا أولًا عندما تحدث الأشياء، وأن يحافظ على هدوئه ويتناقش في الأمور، بدلًا من الشجار على الأشياء أو التزاحم عليها، وأن يتعلم أن يكون متسامحًا بأدب، وأن يكسب الاحترام من الجميع؛ فهذا هو التصرف المهذب. هؤلاء المفكرون يضعون أنفسهم في موضع أعلى من العامة، وفي نظرهم، يمتد صبرهم وتحملهم ليسع الجميع. إن "آثار" المعرفة عظيمة جدًا! فهؤلاء الناس يشبهون النبلاء الزائفين إلى حد كبير، أليسوا كذلك؟ إن الناس الذين يكتسبون الكثير من المعرفة يصبحون نبلاء مزيفين. وإذا وصِفَت هذه المجموعة من المثقفين المتميزين بعبارة واحدة، فهي الأناقة الثقافية المتميزة. إذن ما هي المبادئ التي يتعامل بها هؤلاء المثقفون المتميزون بعضهم مع بعض؟ وما هو نهجهم في التعاملات الدنيوية؟ على سبيل المثال، يشير الناس إلى الرجال الذين يكون لقبهم لي باسم "لاو لي" أو "شياو لي"(أ). هل سيشير المفكرون إليهم بهذه الطريقة؟ (كلا). كيف سيشيرون إليهم؟ (السيد لي). وإذا رأوا امرأة ما، فسيشيرون إليها بالسيدة فلانة، وسيكونون محترمين وأنيقين بشكل خاص، تمامًا مثل النبلاء. إنهم يتخصصون في تعلم الأناقة المتميزة التي يُظهرها النبلاء وفي تقليدها. وبأي نبرة وطريقة يتحدثون ويتناقشون معًا؟ إن تعبيرات وجوههم لطيفة بشكل خاص، ويتحدثون بأدب وتحفظ. لا يعبرون إلا عن آرائهم الخاصة، وحتى لو عرفوا أن آراء الآخرين خطأ، لا يقولون أي شيء. ولا أحد يؤذي مشاعر أي أحد، وكلماتهم رقيقة للغاية، كما لو كانت ملفوفة في صوف قطني لكيلا يؤذوا أو يزعجوا أي أحد، مما يجعل المرء يشعر بالغثيان أو القلق أو الغضب لمجرد الاستماع إليهم. الحقيقة هي أن لا أحد رأيه واضح تمامًا، ولا أحد يُسَلم برأي الآخر. هذه الأنواع من الناس جيدة جدًا في التنكر. وعندما يواجهون حتى أتفه الأمور، سيتنكرون ويحجبون أنفسهم، ولن يقدم أي منهم تفسيرًا واضحًا. أمام الناس العاديين، أي وضعية يرغبون في اتخاذها، وأي نوع من الصور يريدون تقديمه؟ تحديدًا، يريدون أن يجعلوا الناس العاديين يرون أنهم نبلاء متواضعون. النبلاء مكانتهم فوق الآخرين وهم موضع تقدير الناس. والناس يعتقدون أن لديهم رؤى أعظم مما لدى الأشخاص العاديين، وأن لديهم فهم أفضل للأشياء مقارنةً بالأشخاص العاديين، لذلك يستشيرهم الجميع كلما كانت لديهم مشكلة. هذه هي بالضبط العاقبة التي يريدها هؤلاء المفكرون، فهم جميعًا يأملون أن يُوقَّروا كأنهم قديسون.
بالنظر إلى الأمر من النقاط الثلاثة التي شرَّحناها للتو، بمجرد تلقي الأساتذة لقب "مفكر رفيع المستوى"، هل أصبح تفكيرهم حرًا أكثر أم مقيَّدًا أكثر؟ (مقيد). لا بد أنه كان مقيَّدًا. مقيد بماذا؟ (بالمعرفة). المعرفة هي شيء ضمن مهنتهم. في الواقع، المعرفة لم تقيِّدهم حقًا. ماذا قيَّدهم؟ ما قيَّدهم هو موقفهم تجاه المعرفة، والتأثير الذي كان للمعرفة على تفكيرهم، إضافةً إلى الآراء التي غرستها؛ هذه هي المشكلة. لذلك، كلما ارتفع مستوى المعرفة التي اكتسبوها، زاد شعورهم بأن هويتهم ومكانتهم مختلفة عن البقية، وزاد شعورهم بأنهم نبلاء وعظماء، وأصبح تفكيرهم مقيَّدًا بدرجة أكبر في الوقت نفسه. بالنظر إلى الأمر من وجهة النظر هذه، هل الناس الذين اكتسبوا المزيد من المعرفة كسبوا الحرية، أم خسروا الحرية؟ (لقد خسروا الحرية). لقد فقدوا الحرية بالفعل. للمعرفة تأثير في تفكير الناس ومكانتهم في المجتمع، والتأثير الذي تُحدثه على الناس ليس إيجابيًا. إنَّ اكتساب المزيد من المعرفة لا يؤدي أبدًا إلى تحسين فهمك للمبادئ والاتجاه والأهداف التي يجب أن تكون لديك فيما يتعلق بتصرفك. على العكس من ذلك، كلما زادت ملاحقتك للمعرفة، وكلما كانت المعرفة التي تكتسبها أكثر شمولًا، ستبتعد أكثر عن الأفكار والآراء التي يجب أن تكون لدى الأشخاص الذين لديهم إنسانية طبيعية. هذا تمامًا مثل تلك المجموعة من المفكرين الذين تلقَّوا الكثير من المعرفة والتعليم، والذين لم يفهموا حتى أمر أساسي من أمور الحِس السليم. ما هو ذلك الحس السليم؟ عندما يكون هناك الكثير من الناس، يجب أن تتدافع لتركب الحافلة. إذا لم تتدافع، فلن تركب الحافلة أبدًا؛ لم يكونوا على دراية حتى بهذه القاعدة البسيطة للغاية. أخبروني، هل أصبحوا أذكياء أم حمقى؟ (لقد أصبحوا حمقى). في الواقع، كانوا حفنة من الحمقى. لم يتلقَ الناس العاديون مثل تلك المعرفة أو التعليم رفيع المستوى، وليس لديهم تلك المكانة، لكنهم يفهمون هذه النقطة ويقولون: "عندما تركب الحافلة ويكون هناك الكثير من الناس، يجب أن تتدافع، ويجب أن تبذل جهدًا كبيرًا، لأنك إذا تساهلت ولو قليلًا، وجاء رد فعل دماغك أبطء بخطوة، فقد ينتهي بك المطاف في مؤخرة الحشد وتضطر إلى ركوب الحافلة التالية". هذا من أمور الحس السليم الأساسية في الحياة، وهو أمر يعرفه الناس العاديون، لكن هؤلاء المفكرين لم يفهموه، لذلك انتظروا حافلة بعد أخرى. ما الذي كان يُقيّدهم؟ كانوا مقيدين بشدة بالادعاء: "نحن مفكرون رفيعو المستوى". هكذا كان الأمر. لم يكونوا يعرفون حتى كيف يواجهون أو يتعاملون مع مثل هذه المشكلة الواقعية البسيطة. كانوا حفنة من الحمقى! ما الذي جلبته لهم المعرفة؟ ما جلبته لهم هو أنها جعلتهم غير متصلين ببقية الناس، لم يكونوا يعرفون كيف يعيشون، ولم يكونوا يعرفون كيف يتعاملون مع الأشياء التي تحدث في الحياة الحقيقية. لقد استخدموا نظرية سامية للتعامل مع واحدة من أكثر المشكلات التي يواجهها الناس العاديون في الحياة الواقعية شيوعًا، ولم يكونوا يعرفون حتى ماذا ستكون العواقب بعد التعامل معها بهذه الطريقة – ربما ما يزالون لا يفهمون حتى يومنا هذا. ربما لا يمكنهم التفكير في هذه المسألة مليًا إلا عندما يصلون إلى سن الشيخوخة. ففي ذلك الوقت، لن يعود لديهم أي أمجاد وسيكونون قد اكتفوا تقريبًا من الاستمتاع بالسمعة المشرفة للمفكر رفيع المستوى طوال حياتهم. وربما يتذكرون يومًا ما مدى بؤس الصورة التي أظهروا أنفسهم بها تلك المرة في الحافلة، وسيتذكرون فجأة أنهم ليسوا نبلاء للغاية أو راقيين للغاية، وسيدركون فجأة: "هل يمكن لتميُزي الثقافي أن يوفر لقمة العيش؟ ألست لا أزال بحاجة إلى ثلاث وجبات في اليوم مثل الناس العاديين؟ أنا لست مختلفًا عن الآخرين. ألست أمشي بانحناءة أيضًا في شيخوختي؟ ألست أرتعش من الخوف أيضًا وأشعر بالخوف كلما واجهت خطرًا؟ وعندما أواجه موت أحد أحبائي أو حدثًا سعيدًا، ألست أشعر أيضًا بالحزن أو السعادة مثلما ينبغي على المرء أن يشعر؟ ألست أعيش مثل الناس العاديين فحسب؟ أنا لست مختلفًا عن البقية!" بحلول ذلك الوقت ستأتي لهم تلك المعرفة. هذه بعض أنواع القبح المختلفة التي يُظهرها الناس الذين يَقبَلون بضعة مما يُسمى بالمقولات والآراء الإيجابية عندما لا يفهمون الحق. عندما لا يعرف الناس ما إذا كانت تلك الآراء صحيحة أم لا، فإنهم عادةً ما يعتبرون تلك الآراء والمقولات حقائق يجب الالتزام بها وتطبيقها، وعندما يطبقونها بالفعل، غالبًا ما يعانون من شتى أنواع العواقب، وتطرأ مختلف أشكال المواقف المحرجة. ما هي عواقب هذا على الناس؟ بينما يسعى الناس باستمرار إلى الحرية، فإنهم يتأرجحون أيضًا من دوامة إلى أخرى، ومن أحد أنواع العبودية إلى نوع آخر. أليس هذا هو الحال؟ لذلك عندما لا تفهم الحق – بغض النظر عما إذا كان ما تتمسك به هو رأي، أو ثقافة تقليدية، أو نوع ما من أنواع القواعد، أو الأنظمة، أو النظريات، وبغض النظر عما إذا كانت تلك الأشياء قديمة نسبيًا في المجتمع، أو طليعية إلى حد ما – لا يمكن لهذه الأشياء أن تحل محل الحق، لأنها ليست الحق. مهما كان مدى التزامك بها، أو مدى حُسن تطبيقك لها، فإنها لن تتسبب لك في النهاية إلا في البعد عن الحق، بدلًا من ربح الحق. وكلما زاد التزامك بتلك الأشياء، ابتعدت أكثر عن الحق وستنحرف أكثر عن طريق الله وعن طريق الحق. ومن الناحية الأخرى، إذا أخذت زمام المبادرة بنشاط لتتخلى عن تلك الأشياء التي تُسمَّى إيجابية، والنظريات، والحقائق الخطأ، فعندئذٍ يمكنك الدخول في الحق بسرعة نسبيًا. بهذه الطريقة، لن يستخدم الناس تلك التي تُسمى ثقافات تقليدية وتلك الحقائق الخطأ كمبادئ ممارسة في حياتهم اليومية، بدلًا من الحق وكلام الله، وسيخف هذا الإحراج تدريجيًا وسيُعالَج تدريجيًا.
يظن بعض الناس أنهم قد اكتسبوا الحق بالتخلص من الثقافة التقليدية لأسرة وبلد ما، وبقبول ثقافة تقليدية أجنبية من الخارج؛ ويظن البعض أنهم قد اكتسبوا الحق بالتخلص من ثقافة تقليدية قديمة وأفكار وآراء قديمة، وقبول أفكار أكثر تقدمًا وحداثة بعض الشيء. بالنظر إلى الأمر الآن، هل هؤلاء الناس مصيبون أم مخطئون؟ (مخطئون). جميعهم مخطئون. يظن الناس أنهم سيكتسبون الحرية بمجرد التخلص من الأشياء القديمة. ما المعنى الضمني لاكتساب الحرية؟ يعني أن المرء قد اكتسب الحق والطريقة الحقيقية للعيش اللذين ينبغي أن يمتلكهما. يظن الناس أن الطريق الحقّ يُكتسب بهذه الطريقة. هل هذا صحيح بالفعل؟ هل هذا أمر صائب؟ كلا، فبغض النظر عن الثقافة الحديثة والمتقدمة التي يقبلها البشر، فإنها تظل في النهاية ثقافة تقليدية، وجوهرها لا يتغير. ستظل الثقافة التقليدية ثقافة تقليدية مهما طال الزمن. وبغض النظر عما إذا كانت قادرة على الصمود أمام اختبار الزمن أو الصمود أمام اختبار الحقائق، أو ما إذا كانت تحظى باحترام البشر، فإنها تظل في النهاية ثقافة تقليدية. ما السبب في أنَّ هذه الثقافات التقليدية ليست هي الحق؟ يتلخص الأمر كله في أن هذه الأشياء هي أفكار جاءت بعد أن أفسد الشيطان البشرية. إنها لا تأتي من الله. إنها مشوبة ببعض من تصورات الناس ومفاهيمهم، وهي، علاوة على ذلك، النتائج التي تحققت من خلال إفساد الشيطان للبشرية. الشيطان يستغلّ أفكار البشرية الفاسدة وآراءهم وكلّ أنواع أقوالهم وحججهم من أجل تقييد فكر الناس وإفساده. إذا استخدم الشيطان، من أجل تضليل الناس، بعض الأشياء التي كان من الواضح أنها سخيفة وغير معقولة وخاطئةً، فسيكون لدى الناس تمييز، وسيكونون قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ، وسيستخدمون هذا التمييز لدحض تلك الأشياء وإدانتها. وبهذه الطريقة، لم تكن هذه التعاليم لتصمد أمام التمحيص، لكن عندما يستخدم الشيطان – من أجل تكييف الناس والتأثير فيهم وتلقينهم – بعض الأفكار والنظريات التي تتوافق مع مفاهيم الناس وتصوراتهم، والتي يعتقد أنها ستصمد أمام التمحيص عندما تُقال علنًا، فإن البشرية تُضلل بسهولة، ويسهل أيضًا أن تُقبَل هذه الأقوال وتنتشر بين الناس، ومن ثمَّ تبقى هذه الأقوال من جيل إلى جيل، حتى الوقت الحاضر. خذ على سبيل المثال بعض القصص عن الأبطال الصينيين، مثل القصص الوطنية عن يو فاي وجنرالات عائلة يانغ وون تيانشيانغ. كيف انتقلت هذه الأفكار إلى يومنا هذا؟ إذا نظرنا إلى الأمر من ناحية الأشخاص، فإنه يوجد في كل عصر نوع من الأشخاص أو نوع من الحكام الذين يستخدمون هذه الأمثلة باستمرار ويستخدمون أفكار هذه الشخصيات وروحها لتعليم جيل بعد جيل من الناس، حتى يقبل الناس جيلًا بعد جيل حكمهم بإذعان وخنوع، وحتى يتمكنوا من حكم من الناس بسهولة جيلًا بعد جيل، ويجعلوا حكمهم أكثر استقرارًا. بالحديث عن الإخلاص الشديد ليو فاي وجنرالات عائلة يانغ، وكذلك الروح الوطنية لدى ون تيانشيانغ وكو يوان، فإنهم يثقّفون رعاياهم ويجعلونهم يعرفون قاعدة واحدة، وهي أنه يجب على المرء أن يتصرف بإخلاص – هذا ما يجب أن يتحلى به الشخص ذو الأخلاق النبيلة. إلى أي درجة يكون الولاء؟ إلى درجة أنه "عندما يأمر الإمبراطور موظّفيه بالموت، فلا خيار لهم سوى الموت"، و"لا يمكن لرعية مخلصة أن تخدم ملكين" – وهذه مقولة أخرى يجلّونها. وهم يجلّون أيضًا أولئك الذين يحبون بلدهم. حُب البلد يعني حب ماذا، أو حب من؟ أهو حب الأرض؟ أم حب الناس الذين يعيشون فيها؟ وما هو البلد؟ (الحكام). الحكام هم ممثلو البلد. إذا قلت: "حبي لبلدي هو في الحقيقة حب لمسقط رأسي ووالديّ. أنا لا أحبكم أيها الحكام!" فسيغضبون. إذا قلت: "حبي لبلدي هو حب للحكام، من أعماق قلبي"، فسيقبلون مثل هذا الحب ويستحسنونه؛ إذا جعلتهم يفهمون أنك لا تحبهم وجعلت هذا الأمر واضحًا، فلن يستحسنوا هذا. من الذي يمثّله الحكّام عبر العصور؟ (الشيطان). هم يمثّلون الشيطان، هم أعضاء في عصابة الشيطان، وهم أبالسة. لا يمكنهم تعليم الناس أن يعبدوا الله، وأن يعبدوا الخالق. لا يمكنهم فعل ذلك. بدلًا من ذلك، يخبرون الناس أن الحاكم هو ابن السماء. ما معنى "ابن السماء"؟ يعني أن السماء تمنح السلطة لشخص ما، وحينئذٍ يُدعى هذا الشخص "ابن السماء" ولديه السلطة ليحكم كل الناس تحت السماء. هل هذه فكرة غرسها الحكام في الناس؟ (نعم). عندما يصبح شخص ما ابن السماء، فإن السماء هي التي تحدد ذلك، ومشيئة السماء تكون معه، لذلك يجب على الناس أن يقبلوا حكم هذا الشخص دون قيد أو شرط، أيًا كان نوع هذا الحكم. هم يغرسون في الناس هذه الفكرة التي تجعلك تقبل ذلك الشخص على أنه ابن السماء بناءً على إقرارك بوجود السماء. ما الغرض من جعلك تقبل ذلك الشخص على أنه ابن السماء؟ ليس الغرض هو جعلك تقرّ بوجود السماء، أو بوجود الله، أو بوجود خالق، بل جعلك تقبل حقيقة أن هذا الشخص هو ابن السماء، ولأنه ابن السماء، الذي جاء به وجود مشيئة السماء، فيجب على الناس أن يقبلوا حكمه؛ هذا نوع الأفكار التي يغرسونها. سواء كان ما نشرِّحه هو عبارات وتعابير اصطلاحية تحتوي على تلميحات، أو أمثال شعبية وأقوال شائعة خالية تمامًا من التلميحات، فإن كل هذه الأفكار التي تطورت منذ بداية البشرية إلى يومنا هذا تكمن وراءها روابط الشيطان وتضليله للبشرية وكذلك تعريف البشرية الفاسدة المغلوط لهذه الأفكار نفسها. ما تأثير هذا التعريف المغلوط على البشرية في الفترات اللاحقة؟ هل هو جيد أم إيجابي أم سلبي؟ (سلبي). إنه سلبي بالأساس. لنأخذ على سبيل المثال القول: "النوم على الحطب ولعق المرارة"، والقول: "أخفِ نورك واستجمع قوتك في الظلام"، والقول: "تحمل الذل وتحمل العبء الثقيل"، والقول: "لا تقل استسلمت أبدًا"، وكذلك "تظاهر بفعل شيءٍ بينما تفعل شيئًا آخر" – ما تأثير هذه الأقوال على البشرية في العصور اللاحقة؟ هو أنه حالما يتقبل الناس هذه الأفكار من الثقافة التقليدية، فإن كل جيل متعاقب من الناس يبتعد أكثر فأكثر عن الله، ويبتعد أكثر فأكثر عن خلق الله للناس وخلاصهم، وعن عمل خطة التدبير الخاص به. حالما يقبل الناس هذه الآراء الخاطئة من الثقافة التقليدية، يزداد شعورهم بأن مصير الإنسان يجب أن يكون بأيديهم، وأن السعادة لا بد أن تُخلَق بأيديهم، وأن الفرص محجوزة لأولئك المستعدين، مما يؤدي بالبشرية إلى إنكار الله على نحو متزايد، وإنكار سيادة الله، والعيش تحت سلطة الشيطان. إذا قارنت بين ما يحب الناس الحديث عنه في العصر الحديث وما كان الناس قبل ألفي عام يحبون الحديث عنه، فإن معنى التفكير الكامن وراء هذه الأشياء هو نفسه في الواقع. كل ما في الأمر أن الناس في الوقت الحاضر يتحدثون عن تلك الأشياء بشكل أكثر تحديدًا وبدرجة أكبر من المجاهرة. هم لا ينكرون وجود الله وسيادته فحسب، بل إنهم يقاومون الله ويدينونه بدرجة متزايدة الخطورة.
على سبيل المثال، كان الناس في العصور القديمة يقولون: "عندما تكون الأمة في مأزق، فإن كل شخص يتحمل مسؤولية القيام بدوره"، وهو قول توارثه الناس حتى يومنا هذا. يعتز الناس بهذا القول، خاصة الوطنيين الذين يعتبرونه شعارًا لهم. الآن وقد أتيتم إلى الخارج، إذا قال شخص آخر إن حادثة ما وقعت في الصين، فهل لكم علاقة بها؟ (كلا). لماذا تقول إنه لا علاقة لكم بها؟ ثمة من يقول: "أنا أكره ذلك البلد. الشيوعيون الآن في السلطة، ذلك الحزب السياسي الشرير. الحزب الشيوعي هو شيطان الإبليس، إنه نظام استبدادي، ولا علاقة لي به. إنه يضطهدنا ويمنعنا من الإيمان بالله. أنا أكرهه". بافتراض أن هذا البلد على وشك أن يهلك يومًا ما، قد لا تشعر بأي شيء في قلبك، لكن عندما تسمع أن المقاطعة التي جئت منها في الأصل قد غزتها جماعات أجنبية واحتلتها، ستشعر كما لو أنك قد أصبحت لاجئًا، مُشردًا بلا وطن تعود إليه، وستشعر بالانزعاج وبأنك لا تستطيع العودة إلى جذورك مثل أوراق الشجر المتساقطة. العودة إلى الجذور مثل الأوراق المتساقطة؛ هذه فكرة تقليدية أخرى. ولنفترض أنك سمعت فجأة ذات يوم بعد ذلك أن مسقط رأسك – الأرض التي وُلدت وترعرعت فيها – قد غزتها جماعات أجنبية واحتلتها، وأن الطريق الذي كنت تسلكه كل يوم إلى المدرسة قد احتلّه جماعات أجنبية، وأن منزلك وأرض عائلتك قد استولت عليها جماعات أجنبية. ما كان ملكك يومًا ما أصبح من الماضي؛ تلك القطعة الصغيرة من الأرض المحفورة بعمق في ذهنك، قطعة الأرض التي تجمعك بها أقوى الروابط أصبحت من الماضي، وكل أقاربك هناك قد رحلوا. في ذلك الوقت ستفكر: "كيف يمكن أن يكون لي وطن إذا لم يكن لي بلد؟ لقد أصبحت الآن لاجئًا حقًا، أنا متشرد حقًا، لقد أصبحت مُشردًا. يبدو أن القول: "عندما تكون الأمة في مأزق، فإن كل شخص يتحمل مسؤولية القيام بدوره" صحيحة!". عندما يحين ذلك الوقت، سوف تتغير. لماذا لا تعتقد الآن أن هذا القول صحيح؟ ثمة خلفية لهذا الأمر ومنطلقًا له، لأن هذا البلد يضطهدك ويسبب لك الكثير من الألم، ولا يقبلك، وأنت تكره هذا البلد. الحقيقة هي أن ما تكرهه حقًا ليس تلك الأرض. ما تكرهه هو النظام الشيطاني الذي يضطهدك. أنت لا تقر بأنه بلدك، لذلك عندما يقول الآخرون في هذا الوقت: "عندما تكون الأمة في مأزق، فإن كل شخص يتحمل مسؤولية القيام بدوره"، تقول: "لا علاقة لي بالأمر". لكن عندما يأتي يوم لا تعود فيه الأرض التي ولدت وترعرعت فيها ملكًا لك، ولا يعود لك مسقط رأس، ستشعر بأنك مُشرد وبلا جنسية، وأنك فقدت بلدك حقًا. في ذلك الوقت ستشعر بوخز في قلبك. ما الذي سيشعرك بالوخز في قلبك؟ ربما أنت لا تشعر به بعمق الآن، ولكن يومًا ما سوف يؤثر فيك بعمق. تحت أي ظروف سوف يؤثر فيك بعمق؟ إذا سقط بلدك وأصبحت فردًا من أمة مُحتلّة فليس هذا مخيفًا. فما المخيف؟ عندما تصبح فردًا من أمة مُحتلّة وتتعرض للتخويف، والسب، والتمييز ضدك، والتعدي عليك، ولا يكون لديك مكان تعيش فيه بسلام، في ذلك الوقت ستفكر: "أن يكون لديك بلدًا لهو أمر ثمين جدًا. ليس للناس وطن حقيقي إذا لم يكن لهم بلد. يكون لدى الناس وطن على أساس أن لديهم بلدًا، لذلك فالقول يصيغ ذلك جيدًا: "عندما تكون الأمة في مأزق، فإن كل شخص يتحمل مسؤولية القيام بدوره". في عبارة "فإن كل شخص يتحمل مسؤولية القيام بدوره"؛ هذه "المسؤولية" من أجل ماذا؟ من أجل تمتع وطنك بالسلام؛ من أجل أن تكون قادرًا على حماية وطنك. عندما تفكر في هذا الأمر، وعندما تتعرض للتمييز ضدك من قبل جماعات أجنبية أو على أرض أجنبية، وعندما تحتاج إلى مكان لتنتمي إليه، وعندما تحتاج إلى بلدٍ يدعم كرامتك، وماء وجهك، وهويتك، ومكانتك، كيف ستشعر؟ ستفكر، "إذا كان هناك شخص في بلد أجنبي يحظى بدعم قويّ، فلا بد أن هذا الدعم من وطن أم عظيم!" هل ستكون حالتك الذهنية مختلفة حينها مقارنة بالوقت الحالي؟ (نعم). أنت الآن في حالة من السخط، لذلك تقول إن أيًا كان ما يحدث في بلدك ليس من شأنك. إذا كان لا يزال بإمكانك قول مثل هذه الأشياء عندما يحين ذلك الوقت، فما نوع القامة التي لا بد أنها لديك؟ ثمة حقيقة في هذا العالم قد يعرفها الجميع، وهي أنه من دون دعم وطن أم قوي، فمن المؤكد أنك ستتعرض في البلدان الأجنبية للتمييز ضدك والتخويف. عندما يحين الوقت الذي تختبر فيه ذلك بالفعل، ما الذي ستطلبه أولًا وقبل كل شيء؟ سيقول البعض: "كان الأمر ليكون رائعًا لو كنت يهوديًا أو يابانيًا. لم يكن أحد ليتجرّأ على تخويفي. وكنت سأحظى بتقدير كبير من الناس في أي بلد أذهب إليه. لماذا وُلدتُ في الصين؟ هذا البلد غير كفء، والصينيون يتعرضون للتخويف أينما ذهبوا". ما الذي ستفكرون فيه أولًا عندما يحدث شيء من هذا القبيل؟ (لدينا إيمان بالله ونخضع لتنظيمات الله وترتيباته). هذا صحيح. لكن كم من الحقائق التي يجب أن يفهمها الشخص، وما الاختبار الذي يجب أن يكون لديه، وما مقدار الفهم الاختباري الذي يجب أن يمتلكه حتى يكون قادرًا على قول مثل هذا الشيء وتجسيده في قامته الخاصة؟ عندما يحدث شيء من هذا القبيل، ما نوع الأفكار، والفهم، والاختبار الحقيقي الذي يجب أن تمتلكه حتى لا يكون ضعيفًا؟ ولكيلا تشعر بالانزعاج حتى لو بصق عليك شخص ما ونعتك بأنك فرد من أمة تعرضت للغزو؟ ما نوع القامة الذي يجب أن تمتلكه حتى لا تشعر بالانزعاج وحتى لا تعاني من هذه القيود؟ هل لديكم هذا النوع من القامة الآن؟ (كلا). أنتم لا تملكوها الآن، لكن هل يمكن أن تملكوها يومًا ما؟ ما الحقائق التي يجب أن تزودوا أنفسكم بها؟ ما الحقائق التي يجب أن تفهموها؟ في الوقت الحاضر، حالما يسمع بعض الناس أن أفراد أسرهم في وطنهم الأم الصين قد اعتُقلوا بسبب إيمانهم بالله، فإن ما يفهمونه في قلوبهم – وهو أن كل شيء بيد الله – يصبح تعاليم بالنسبة إليهم، وهم مُقيَّدون بحقيقة أن أفراد أسرهم قد اعتُقلوا، ولا يكون لديهم رغبة في القيام بواجباتهم. إذا سمعوا أن أحد أقاربهم قد مات، فقد يُغمى عليهم في الحال. كيف سيكون شعوركم إذا دُمرت تلك الأرض ومات كل من عليها؟ ما مدى أهمية الأشياء التقليدية – مثل البلد، والوطن، ومسقط الرأس، والوطن الأم – وكذلك بعض الأفكار والثقافة التقليدية المرتبطة بهذه الكلمات، في أعماق قلوبكم؟ في حياتك، هل لا تزال هذه الأشياء تسيطر على كل تصرفاتك، وكل خواطرك، وسلوكياتك؟ إذا كان قلبك لا يزال مشغولًا بكل هذه الأشياء التقليدية التي ترتبط بها، مثل البلد، والعرق، والأمة، والعائلة، ومسقط الرأس، والأرض، وما إلى ذلك – أي إن هذه الأشياء لا يزال لها صبغة معينة من الثقافة التقليدية في قلبك – فإن العظات التي تستمع إليها والحقائق التي تفهمها كلها تعاليم بالنسبة إليك. إذا كنت قد استمعت إلى الكثير من العظات، ولكنك لا تستطيع أن تتخلى حتى عن أبسط الأشياء التي ينبغي أن يتخلى عنها الناس ويفصلوا أنفسهم عنها، ولا يمكنك أن تتعامل معها بشكل صحيح، فما بالضبط المشاكل التي تعالجها تلك الحقائق التي تفهمها؟
يرغب العديد من الصينيين بعد أن يأتوا إلى الغرب في غرس ثقافتهم التقليدية والأشياء التي يعتقدون أنها صائبة وصالحة، في الغربيين. وبالمثل، لن يسمح لهم الغربيون بأن يتفوقوا عليهم، وهم يعتقدون أن ثقافاتهم التقليدية تعود إلى زمن غابر أيضًا. فعلى سبيل المثال، روما القديمة، ومصر القديمة، واليونان القديمة كلها تحمل كلمة "قديمة"، ويبلغ عمر ثقافاتها أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وبالنظر إلى الأمر استنادًا إلى هذا الرقم، فثمة تراث ثقافي معين هنا، والأشياء التي أنتجها هذا التراث الثقافي تعتبر بين البشر جوهر الحياة البشرية كلها، وخلاصة أكثر الأشياء جوهرية التي نتجت عن حياة البشر، ووجودهم، وسلوكهم. ماذا تُدعى الأشياء الأكثر جوهرية التي توارثتها البشرية؟ الثقافة التقليدية. لقد توارث الناس هذه الثقافة التقليدية جيلًا بعد جيل، والجميع يعتقدون في قلوبهم أنها أفضل شيء. وبغض النظر عما إذا كان الناس يستطيعون الالتزام بها أم لا، فإن الناس من جميع الأعراق يعتبرونها بصفة عامة شيئًا يفوق كل شيء آخر ويعتبرونها الحق. لذلك فإن كل عرق من الناس لديه بعض الأشياء التقليدية التي تصمد أمام التمحيص والتي لها تأثير عميق للغاية عليهم، ويستخدمون هذه الأشياء للتنافس بعضهم مع بعض والمقارنة بعضهم مع بعض، بل إنهم يستخدمونها لمحاولة التفوق بعضهم على بعض. على سبيل المثال، يقول الصينيون: "مشروبنا الكحولي الصيني بايجيو جيد، ويحتوي على نسبة عالية من الكحول!". ويقول الغربيون: "ما الرائع في مشروبكم الكحولي؟ إن نسبة الكحول فيه عالية جدًا لدرجة أنك تُصاب بالثمالة بعد شربه، وهو علاوة على ذلك مضر جدًا بالكبد. النبيذ الأحمر الذي نشربه نحن الغربيين يحتوي على نسبة منخفضة من الكحول، وهو لا يسبب ضررًا كبيرًا للكبد، كما أنه يعزز الدورة الدموية". يقول الصينيون: "مشروبنا البايجيو يعزز الدورة الدموية أيضًا، ويقوم بهذا العمل بشكل جيد جدًا. حالما تشربه، يصل إلى رأسك ويضيء وجهك بالكامل. إن نبيذكم الأحمر هذا ليس قويًا بما فيه الكفاية، ولا تثمل منه مهما شربت. كما ترى، لدينا ثقافة خاصة بالكحول لشرب الكحول، وثقافة خاصة بالشاي لشرب الشاي". يقول الغربيون: "ونحن لدينا أيضًا ثقافة خاصة بالشاي لشرب الشاي، وثقافة خاصة بالقهوة لشرب القهوة، وثقافة خاصة بالكحول لشرب الكحول، وفي الوقت الحاضر، لدينا حتى ثقافة خاصة بالوجبات السريعة". عند المقارنة بعضهم مع بعض، لا أحد يستسلم لأي شخص آخر، ولا أحد يقبل أي شيء من أي شخص آخر. يعتقدون جميعًا أن الأشياء الخاصة بهم هي الحق، لكن في الواقع لا شيء منها هو الحق. إذا تركنا غير المؤمنين جانبًا، فإن أكثر ما يثير الأسف هو أنه حتى أولئك الذين يؤمنون بالله – والأسوأ من ذلك، أولئك الذين قبلوا هذه المرحلة من العمل لمدة 20 عامًا أو 30 – لا يدركون أن هذه الأشياء ليست الحق على الإطلاق. يقول البعض: "هل من المقبول أن نقول إنها مرتبطة بالحق؟". ليس من المقبول حتى أن نقول إنها مرتبطة بالحق. إنها ليست الحق، وليس بينها وبين الحق أي ارتباط أو صلة على الإطلاق، فهما ليسا متشابهين، وليسا الشيء نفسه. تمامًا مثلما أن النحاس يظل نحاسًا مهما كانت جودة طلاءه بالذهب أو صقله، بينما الذهب غير المصقول، أو غير اللامع، أو غير البراق يظل ذهبًا – فهما ليسا الشيء نفسه.
يتساءل البعض: "هل من السهل على الأشخاص الذين حظوا بنصيب وافر من التنشئة الثقافية التقليدية والتكييف الثقافي التقليدي أن يقبلوا الحق؟". كلا، هذان أمران منفصلان. أنماط حياتهم فقط هي التي تختلف إلى حد ما، لكن مواقف الناس تجاه قبول الحق، ومختلف أفكارهم وآرائهم، ومدى فساد الجنس البشري بأكمله هي نفسها. عندما بدأ الله بالتحدث في هذه المرحلة من عمله، مرحلة الأيام الأخيرة، كان يتحدث في سياق الشعب الصيني، ويوجِّه كلامه إليهم. بعد مرور ثلاثين عامًا، وعندما انتشرت هذه الكلمات إلى جميع الأعراق المختلفة في أجزاء أخرى من آسيا، وفي أماكن مثل أوروبا وأمريكا وما إلى ذلك، وبعد أن قرأها الناس، بغض النظر عن لون بشرتهم سواء كانت سوداء، أو بيضاء، أو بنية، أو صفراء، قالوا جميعًا: "هذا الكلام يتحدث عنا". يكشف كلام الله الشخصيات الفاسدة لجميع البشر. قلة من الناس يقولون: "هذا الكلام كله موجَّه إليكم أيها الصينيون. إنه يتحدث عن شخصياتكم الفاسدة أيها الصينيون، التي هي ليست لدينا نحن". لن يقول مثل هذه الأشياء سوى عدد قليل جدًا من الناس، أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي. كان لدى الكوريين الجنوبيين في الماضي هذا النوع من سوء الفهم. لقد اعتقدوا أن الشعب الكوري الجنوبي كان يعيش في ظل نظام اجتماعي ديمقراطي وحر، وكانوا متأثرين بالثقافة المسيحية، إضافة إلى آلاف السنين من الثقافة الكورية، لذلك كان عرقهم أكثر تميزًا ونبلًا من الشعب الصيني. لماذا اعتقدوا ذلك؟ لأنه بعد وصول العديد من الصينيين إلى كوريا الجنوبية، جعلوا الأماكن التي ذهبوا إليها غير صحية وأكثر ضوضاءً، وازدادت السرقة والجريمة، وكان لهذا بعض الآثار السلبية على المناخ الاجتماعي. لذلك، اعتقد الإخوة والأخوات في كوريا الجنوبية أن "الصينيين من نسل التنين العظيم الأحمر وأحفاد موآب. نحن الكوريين الجنوبيين لم يفسدنا التنين العظيم الأحمر". ماذا كانوا يقصدون ضمنيًا بقولهم هذا؟ كانوا يقصدون: "التنين العظيم الأحمر لم يفسدنا، لذلك فنحن لسنا فاسدين بمقدار فساد الصينيين. إن الصينيين أكثر فسادًا منا. نحن أفضل من الصينيين". ماذا كانوا يقصدون بكلمة "أفضل"؟ (أفضل سلوكًا). من جانب، الأمر يتعلق بالسلوك. ومن جانب آخر، كانوا يؤمنون من أعماق قلوبهم أن الثقافة التقليدية التي أنتجتها الأمة الكورية الجنوبية وقبلتها منذ بداية التاريخ كانت نبيلة، أكثر نبلًا من ثقافة الأمة الصينية وتقاليدها، وأن الشعب والعرق اللذين تكيَّفا مع هذا النوع من الثقافة التقليدية كانا أنبل من أولئك الذين تكيَّفوا مع الثقافة التقليدية الصينية. ولذلك، عندما قرأوا كلام الله ورأوا الله يقول: "أنتم أيتها الحثالة الحقيرة"، ظنوا أنه كان يتحدث عن الشعب الصيني. قال الإخوة والأخوات الصينيون: "إن كلمة (أنتم) التي يتحدث عنها الله تشير إلى الجنس البشري". وقال الكوريون الجنوبيون: "هذا ليس صحيحًا، فالله يتحدث عنكم (أنتم) وليس عنا. ما يعنيه الله ضمنيًا لا يشمل الكوريين الجنوبيين". هذا ما اعتقدوه. هذا يعني أنه بغض النظر عن الجانب الذي نظروا منه إلى الأمور، لم تكن وجهات نظرهم ومنظوراتهم من منظور الحق، فضلًا عن أن تكون من منظور موضوعي وعادل. وبدلًا من ذلك، نظروا إلى الأمور من سياق العرق والثقافة التقليدية. لذلك، وبغض النظر عن كيفية نظرهم إلى الأمور، كانت النتائج اللاحقة تتعارض مع الحق. لأن مهما كانت كيفية نظرهم إلى الأمور، فإن نقطة انطلاقهم دائمًا ما كانت: "كل شيء يتعلق بأمتنا الكورية الجنوبية العظيمة صواب، وكل شيء يتعلق بها هو المعيار، وكل شيء يتعلق بها صحيح". لقد نظروا إلى كل شيء وقاسوه من منظور خاطئ ونقطة انطلاق خاطئة، فهل كانت النتائج كما رأوها صحيحة أم خاطئة؟ (خاطئة). لقد كانوا مخطئين بالتأكيد. فما المعيار الذي ينبغي أن يُقاس بموجبه كل شيء؟ (الحق). ينبغي أن يكون الحق؛ هذا هو المعيار. كان معيارهم خاطئًا في حد ذاته. لقد قاسوا كل الأشياء وجميع الأحداث من منظور ووجهة نظر خاطئين، لذلك كانت النتائج المُقاسة خاطئة بالتأكيد، وليست عادلة، وليست صحيحة، فضلًا عن أن تكون موضوعية. لذلك، كان من الصعب عليهم قبول بعض الأشياء الأجنبية، وعلاوةً على ذلك، كان تفكيرهم متطرفًا جدًا، ومنغلقًا، وضيق الأفق، وبه نزعة للاندفاع. من أين جاء اندفاعهم؟ جاء من أنهم مهما قالوا، فقد كان عليهم أن يذكروا: "أمتنا الكورية الجنوبية العظيمة"، ويصرون على إضافة كلمة "عظيمة". ماذا تعني كلمة "عظيمة"؟ أليست كلمة "عظيمة" تمثل الغطرسة؟ إذا سافرت حول العالم أو نظرت إلى أطلس، فما حجم كوريا الجنوبية؟ إذا كانت أكبر حقًا من الدول الأخرى ويمكن حقًا تسميتها عظيمة، فلا بأس إذًا، سمِّها "عظيمة". لكن بالمقارنة مع الدول الأخرى على كوكب الأرض، فإن كوريا الجنوبية لا تشغل مساحة كبيرة، فلماذا يصرّون على تسميتها "عظيمة"؟ علاوة على ذلك، بغض النظر عما إذا كانت الدولة كبيرة أو صغيرة، فإن القواعد والثقافة التقليدية التي تنتجها لا تأتي من الله، ولا تأتي من الحق على الإطلاق. هذا لأنه قبل أن يقبل الإنسان الحق ويقبل خلاص الله، فإن كل الأفكار التي يقبلها تأتي من الشيطان. ماذا تفعل كل الأفكار والآراء والثقافة التقليدية التي ينتجها الشيطان بالناس؟ ما تفعله هو تضليل الناس، وإفسادهم، وإعاقتهم، وتقييدهم، والنتيجة أن البشرية الفاسدة لديها خواطر ضيقة الأفق ومتطرفة، وآراء عن الأشياء هي أحادية الجانب ومتحيزة، لدرجة أنها غير معقولة وسخيفة – هذه هي عواقب إفساد الشيطان للبشرية. لذا، عندما يسمع الناس في العديد من البلدان وحتى من بعض الأعراق عبارة "صار الله جسدًا في الصين"، ما أول رد فعل لهم؟ كلمة واحدة؛ مستحيل! أين كان من الممكن أن يقع ذلك المكان في اعتقادهم؟ (إسرائيل). هذا صحيح، إسرائيل. يحب الناس اتباع اللوائح والالتزام بالمفاهيم حبًا كبيرًا. هم يظنون أن إسرائيل هي المكان الذي قام الله فيه بالعمل، ولذلك ينبغي أن يظهر الله في إسرائيل، أو في إمبراطورية قوية يوقِّرونها، أو يظنون أن الله ينبغي أن يظهر في بلد كان ذات يوم حضارة قديمة في مفاهيمهم وتصوراتهم. الصين بالتحديد ليست بلدًا من هذا القبيل، لذلك يصعب عليهم قبول الشهادة بأن الله صار جسدًا في الصين، وهذا وحده كافٍ لجعلهم يخسرون هذه الفرصة للخلاص. من الذي تسبب في هذا؟ (لقد فعلوا ذلك بأنفسهم). لأنهم يضمرون مثل هذا المفهوم، وأصبحوا متمردين، ولا يطلبون الحق من أجل علاج المشكلة على الإطلاق، فقد ألحقوا ضررًا هائلاً بأنفسهم وأفسدوا هذه الفرصة الوحيدة لنيل الخلاص.
إن العديد من التصورات والمفاهيم التي تراود الناس عندما لا يفهمون الحق، وحتى بعض الأشياء التي يعبدها الناس سخيفة وعبثية للغاية. تتواصل سيدة كورية جنوبية، مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية وتحب البلد، مع أمريكيين، فسألها أحدهم، "عيد الربيع على الأبواب. ماذا يأكل الصينيون خلال عيد الربيع؟" فقالت: "أنا لست صينية، أنا كورية جنوبية". أجابها الأمريكي: "ألا يحتفل الكوريون الجنوبيون أيضًا بعيد الربيع؟" فأجابت: "نحن الكوريون الجنوبيون لا نحتفل بعيد الربيع". فقال الأمريكي: "ظننت أن الكوريين الجنوبيين يحتفلون بعيد الربيع مثلما يفعل الصينيون". فأجابت بنبرة حادة للغاية: "نحن لسنا مثل الصينيين! هل من الصواب أن تظن أننا نحتفل بعيد الربيع؟ هذا يهين كرامتنا نحن الكوريين الجنوبيين بشدة!". ألا يحتفل الكوريون الجنوبيون حقًا بعيد الربيع؟ (هم يحتفلون به بالفعل). في الواقع، الكوريون الجنوبيون أيضًا يحتفلون بعيد الربيع. لماذا قالت إذًا إن الكوريين الجنوبيين لا يحتفلون به؟ لنناقش هذا الأمر. هل من الصواب الاحتفال بعيد الربيع أم لا؟ هل يمكنكم شرح هذا الأمر بوضوح؟ بالنسبة للأجانب، الاحتفال بعيد الربيع ليس أمرًا مشينًا في حد ذاته. إنه طقس خاص يحيي ذكرى يوم مهم في حياة الناس. بالنسبة للبشر الذين يعيشون في عالم الثقافة التقليدية هذا، فإن الاحتفال بعيد الربيع ليس أمرًا خاطئًا أو مشينًا، فلماذا لا تجرؤ المرأة على الإقرار بالاحتفال بعيد الربيع؟ لأنها حالما تقر باحتفالها بمهرجان الربيع فإنها لن تعود تشبه الغربيين، وستُوصَم بأنها امرأة شرق آسيوية تقليدية جدًا، وهي لا تريد أن يعتقد الناس أنها امرأة شرق آسيوية تقليدية. هي تريد أن يعتقد الناس أنه ليس لديها تقاليد شرق آسيوية، وأنها لا تفهم تقاليد شرق آسيا، أو حتى تعرف شيئًا عنها. وتريدهم أيضًا أن يعرفوا أنها تتحدث الإنجليزية بطلاقة، وتصبغ شعرها باللون الأشقر، وترتدي عدسات لاصقة زرقاء، وترتدي ملابس مثل الغربيات، وأنها جريئة، ومنفتحة، ومتحررة، ومستقلة، وذات بصيرة ثاقبة مثل المرأة الغربية – هكذا تريد أن يراها الناس. لذا، وفي ظل تأثير هذا التفكير، متى حدث لها شيء ما، فإن الطريقة التي تتصرف بها ستتوافق مع هذا التفكير. متى سألها شخص ما عما إذا كان الكوريون الجنوبيون يحتفلون بعيد الربيع، تجيب: "نحن الكوريون الجنوبيون لا نحتفل بعيد الربيع". إذا قال لها أحد المُقربين منها: "نحن بالتأكيد نحتفل بعيد الربيع، فلماذا تقولين إننا لا نحتفل به؟". بماذا سترد؟ "أنت أحمق. إذا قلتُ إننا نحتفل بعيد الربيع، ألن يعرفوا أنني امرأة كورية جنوبية تقليدية؟". هي تريد أن يعتقد الناس أنها وُلِدت ونشأت في الولايات المتحدة. إذا سألتها: "أنتِ ولدتِ هنا، ولكن كم عدد الأجيال التي عاشتها عائلتك هنا؟"، فستقول: "لقد نشأ أجدادنا هنا". هي تظن أن هذا رمز للهوية والمكانة، لذا فهي تذهب إلى حد ترديد هذه الكذبة ولا تخشى أن يكشف الآخرون أمرها. أي نوع من التفكير هذا؟ هل يستحق هذا الأمر الكذب بشأنه؟ هل يستحق المخاطرة؟ كلا، لا يستحق. حتى مثل هذه المسألة الصغيرة يمكن أن تكشف خواطر الشخص وآراءه. ما نوع الخواطر والآراء التي تُكشف؟ بعض الفتيات الصينيات جميلات حقًا، لكنهن يصممن على صبغ شعرهن باللون الأشقر، وتجعيده على شكل تموجات، وارتداء عدسات لاصقة مختلفة الألوان تغير من لون عيونهن، ويقدمن أنفسهن بمظهر أجنبي؛ إنه أمر غريب حقًا أن يشهده المرء. لماذا يصممن على أن يكنَّ مثل هذا النوع من الأشخاص؟ هل تغيّر أصلهن بعد أن بدأن في ارتداء هذا النوع من الملابس؟ حتى لو تغير أصلهن، وأُعيد تجسيدهن في حياتهن التالية كأشخاص بيض، أو من عرق يقدّرنه؛ فماذا بعد ذلك؟ هل يمكنكم رؤية هذا الأمر بوضوح؟ إذا أصر شخص ما على أن يتصرف بأسلوب معين ومزاج معين، وأن يتظاهر بأنه فرد من أمة أو عرق يجلّونه، فلماذا هذا؟ هل ثمة تفكير ضمني يحكم هذا الأمر؟ ما التفكير الذي يحكم ذلك؟ يشبه الأمر تلك المرأة الكورية الجنوبية؛ عندما يسألها الأمريكيون عما إذا كان بإمكانها لعب تنس الطاولة، تقول: "ما تنس الطاولة؟ لا يلعب ذلك سوى الصينيين. نحن نلعب التنس والجولف". ما نوع الشخص الذي يمكنه أن يتصرف ويتحدث هكذا؟ أليس هذا تزييفًا إلى حد ما؟ كل ما تفعله مزيف، وهذا يجعل حياتها مُرهقة للغاية! هل كنتم لتتصرفوا هكذا؟ بعض الصينيين الذين عاشوا في الغرب لعقود لا يعودون قادرين على التحدث باللغة الصينية عندما يعودون إلى مسقط رأسهم. هل هذا شيء سيئ؟ (نعم). يقول بعض الناس: "يجب ألا ننسى جذورنا. الله أيضًا يقول إنه يجب على الناس ألا ينسوا جذورهم. الله هو جذر الناس. لقد خلق الله الناس، وكل ما يتعلق بالناس ينبع من الله، لذلك يجب على الناس ككائنات مخلوقة أن يعبدوا الله؛ هذا هو معنى ألا ينسى المرء جذوره". أليس هذا هو الحال؟ يوجد حق يجب طلبه في كل وضع، لكن الناس لا يطلبون الحق ويلتزمون بالثقافة التقليدية تمامًا. لمَ هذا؟ يقول بعض الناس: "نحن لا ننسى أصولنا أبدًا. أينما ذهبنا، نقرُّ بأننا صينيون، ونقرُّ بأن بلدنا فقير ورجعي، لن ننسى جذورنا أبدًا". هل هذا صحيح؟ إنَّ هذه المشاكل جميعها تعود، من ناحية، إلى التأثير العميق للغاية لما يُسمى بالثقافات التقليدية في البشرية وتعليمها. ثمة جانب آخر هو أنه حتى بعد أن استمع الناس إلى العظات لسنوات عديدة، فإنهم لا يتأملون بعناية ويطلبون ماهية الحق. وبدلًا من ذلك، فإنهم غالبًا ما يستخدمون الثقافة التقليدية والأشياء المنحلة التي لديهم بالفعل، والتي تعلَّموها بالفعل، وبالتالي فهي راسخة بقوة ويمررونها على أنها حقائق. هذا هو الجانب الثاني. ثالثًا، لا يبحث الناس بعد الاستماع إلى العظات عن الحق في كلام الله. وبدلًا من ذلك، يستخدمون المنظورات التقليدية والمعرفة والدروس المستفادة من المفاهيم البشرية التي يعرفونها بالفعل لتقييم كلام الله. لذا حتى الآن، على الرغم من أن الناس قد استمعوا إلى العديد من العظات، فإن ما يُسمى بمبادئ السلوك وما يُسمى بمبادئ القيام بالواجب وخدمة الله التي يتناقلها الناس شفهيًا، غالبًا ما تكون هي أيضًا مبنية على بعض المعرفة، والأمثال، والأقوال الشائعة التي يعتبرونها صحيحة. على سبيل المثال، إذا ارتكب بعض الناس خطأً ما وقام قادة الكنيسة أو الإخوة والأخوات بتهذيبهم، فإنهم سيفكرون: "أفٍّ، كما يرد في القول: الإعدام لا يفعل شيئًا سوى دحرجة الرؤوس"، والقول: "لا ترفع يدًا على وجه مبتسم". لقد تقبلت بصبر هذا التقصير البسيط مني بابتسامة، فلماذا تستمرون في فضحي بسبب ذلك؟". ظاهريًا، هم يستمعون ويخضعون مُطيعين، لكن في الواقع، هم في أعماق قلوبهم يستخدمون المفاهيم التقليدية لمعارضة قادة الكنيسة أو الإخوة والأخوات وتحديهم. ما سبب تحديهم؟ هم يظنون أن القول: "الإعدام لا يفعل شيئًا سوى دحرجة الرؤوس" والقول: "لا ترفع يدًّا على وجه مبتسم"، هما حقيقتان صحيحتان وصائبتان، وأنه من الخطأ أن يستمر أحد في تهذيبهم وفضحهم دون أدنى قدر من الشعور، وليس ذلك بالحق.
هل اكتسبتم فهمًا أعمق للحق من المحتوى الذي عقدنا شركة عنه للتو؟ (نعم). قد يقول البعض: "الآن وقد أخبرتنا بهذا، لا نعرف ما المبادئ التي ينبغي أن نلتزم بها في الممارسة. كيف ينبغي أن نعيش من دون هذه الثقافات التقليدية وهذه المفاهيم والمعرفة؟ كيف ينبغي أن نتصرف؟ كيف يمكننا أن نفتح أفواهنا ونبشِّر بكلام الله من دون هذه الأشياء التي تحكمنا؟ ألا يكون الأساس الذي نستند إليه للتبشير بكلام الله قد تلاشى من دون هذه الأشياء؟ ماذا بقي لنا إذًا؟". حسنًا، ما أقوله لهم هو أنه، إن لم تكن لديك هذه الأشياء حقًا، فسيكون من الأسهل أن تطلب الحق، وسيكون من الأسهل قبول الحق والرجوع إلى الله. عندما كنت تفتح فمك سابقًا، كان كل ما يخرج منه فلسفات شيطانية ومعارف ثقافية مثل: "الرجل الحكيم يخضع للظروف"، و"لا ترفع يدًا على وجه مبتسم"، و"الإعدام لا يفعل شيئًا سوى دحرجة الرؤوس"، وما إلى ذلك. والآن تتأمل وتفكر: "لا يمكنني أن أقول ذلك، فهذه الأقوال كلها خاطئة، وقد رُفضت وأُدينَت، فماذا ينبغي أن أقول؟ استمر في قراءة كلام الله بتذلل وبأسلوب صحيح، واعثر على الأساس في كلام الله". يقوم الناس بواجبهم ويتبعون الله، لكنهم متى فتحوا أفواههم لا يخرج منها سوى هذه الأمثال، والأقوال، وبعض الأشياء، والآراء التي يأخذونها من الثقافة التقليدية. لا يستطيع أحد، عندما يصيبه شيء ما، أن يمجِّد الله أو يشهد له بالكامل ويقول: "الله يقول هذا" أو "الله يقول ذلك". لا أحد يتكلم على هذا النحو، ولا أحد يفتح فمه ويردد كلام الله. لا تستطيع أن تسرد كلام الله، لكنك تستطيع سرد تلك الأقوال الشائعة، فما الذي يمتلئ به قلبك بالضبط؟ كل تلك الأشياء التي تأتي من الشيطان. يقول بعض الناس عندما يتفقد قائد فريقهم عملهم: "ما الذي تتفقده؟ لا تشك فيمن توظّفه ولا توظّف من تشك فيه. إذا كنت تشك فيّ دائمًا، فلماذا تستخدمني؟ اعثر على شخص آخر ليقوم بذلك". هم يظنّون أن هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرف، ولا يسمحون للآخرين بالإشراف عليهم وانتقادهم. هناك أيضًا أشخاص عانوا كثيرًا في القيام بواجباتهم، لكن لأنهم لم يسعوا إلى المبادئ وتسببوا في عرقلة عمل الكنيسة وإزعاجه، فإنهم يُستبدلون، وعلاوةً على ذلك يُهذَّبون. بعد الاستماع إلى بعض الملحوظات التي تدينهم، يكونون متحديين ويفكرون: "ثمة قول يرد فيه "ربما لم أنل أي تقدير، لكنني حاولت وكدحت على أي حال". لم أرتكب سوى هذا الخطأ البسيط، فما المهم في الأمر؟". لأنهم تعلّموا هذا القول الشائع أولًا، ومن ثمَّ فهو مترسخ فيهم بثبات، ويحكم خواطرهم ويؤثر فيها، فإنه يدفعهم إلى استخدام هذا القول – في هذه البيئة وبعد حدوث هذا الموقف – بوصفه أساسًا لتحدي معاملة بيت الله لهم وعدم الخضوع لها. إذا كان الأمر كذلك، فهل يظل بإمكانهم الخضوع؟ هل يظل من السهل عليهم قبول الحق؟ حتى إذا كانوا يخضعون ظاهريًا، فذلك لأنه ليس لديهم بديل، وهذا هو الملاذ الأخير. على الرغم من أنهم لا يقاومون ظاهريًا، فثمة مقاومة لا تزال في قلوبهم. هل هذا خضوع حقيقي؟ (كلا). هذا خضوع ظاهري، وليس خضوعًا حقيقيًا. لا يوجد خضوع هنا، بل محض تبرير، وسلبية، ومعارضة. كيف نشأ هذا التبرير، وهذه السلبية والمعارضة؟ لقد نشأت من هذا القول "ربما لم أنل أي تقدير، لكنني حاولت وكدحت على أي حال". ما نوع الشخصية التي أنشأها هذا القول في هؤلاء الناس؟ العصيان، والعناد، والمعارضة، والتبرير. هل اكتسبتم فهمًا أكبر للحق من هذه الشركة؟ حالما تشرّحون هذه الأمور السلبية وتميزونها بوضوح وتستخرجونها من قلوبكم، ستكونون قادرين على طلب الحق وممارسته متى أصابكم شيء؛ لأن الأشياء القديمة قد نُبِذَت ولم تعد قادرة على أن تدفعكم إلى الاعتماد عليها في القيام بواجباتكم، وخدمة الله، واتباعه. لم تعد هذه الأشياء مبادئ سلوكك، ولم تعد المبادئ التي ينبغي أن تلتزم بها عند أداء واجباتك، وقد انتُقدت وأُدينت بالفعل. إذا أخذتها واستخدمتها مرة أخرى، فماذا سيحدث في أعماق قلبك؟ هل ستظل سعيدًا بالقدر نفسه؟ هل ستظل واثقًا جدًا من أنك على حق؟ هذا أمر مُستبعد بالتأكيد. إذا جُرِّدتَ حقًا من هذه الأشياء التي بداخلك، فينبغي عليك أن تبحث في كلام الله عما هي المبادئ الحقيقية بالضبط وما هي متطلبات الله بالضبط. غالبًا ما يقول بعض الناس: "افعل كما يأمرك سيّدك، وإلا فلن تربح شيئًا حتى من جهودك المضنية إلى أقصى درجة". هل هذا القول صحيح أم خطأ؟ إنه بالتأكيد خطأ. كيف هو خطأ؟ إلى من تشير كلمة "سيدك" في عبارة "افعل كما يأمرك سيدك"؟ رب عملك، أم رئيسك، أم مشرفك. كلمة "سيّد" هذه خطأ في حد ذاتها. الله ليس رب عملك، ولا رئيسك، ولا مديرك. الله هو إلهك. المديرون، والرؤساء، والمشرفون كلهم من النوع نفسه وهم على مستوى الناس نفسه. هم متشابهون في الأساس؛ جميعهم بشر فاسدون. أنت تستمع إليهم، وتتلقى أجرًا منهم، وتفعل كل ما يطلبونه منك. يدفعون لك مقابلًا قدر العمل الذي تنجزه أيًا كان، ولا شيء أكثر من ذلك. ماذا تعني كلمة "تربح" في عبارة "وإلا فلن تربح شيئًا حتى من جهودك المضنية إلى أقصى درجة"؟ (الفضل). الفضل والأجر. الدافع وراء أفعالك هو الحصول على أجر. وهذا لا يستدعي ولاءً أو طاعة، ولا يتطلب طلب الحق والعبادة؛ هو لا يتضمن شيئًا من هذا، بل معاملة تجارية فحسب. وهذا تحديدًا شيء يُنتقد ويُدان في سياق إيمانك بالله، والقيام بواجبك، والسعي إلى الحق. إذا اعتبرتَ القول "افعل كما يأمرك سيّدك، وإلا فلن تربح شيئًا حتى من جهودك المضنية إلى أقصى درجة"، على أنه حقيقة، فهذا خطأ فادح. عندما تحاول أن تجعل بعض الناس يفهمون الحق، فإن ردود أفعالهم ستكون بطيئة ومتثاقلة، ومهما أكلوا من كلام الله وشربوا منه، فلن يكونوا قادرين على فهم ولو حقيقة أو حقيقتين، ولن يكونوا قادرين على تذكر ولو عبارة أو عبارتين من كلام الله. لكن عندما يتعلق الأمر بالشعارات الآسرة، والأمثال، والأقوال الشائعة التي تنتشر غالبًا بين الناس، وهذه الأشياء التي غالبًا ما يقولها الناس العاديون، فإنهم يقبلونها بسرعة كبيرة. مهما بلغ غباء شخص ما، فحتى هو يقبل هذه الأشياء بسرعة كبيرة. كيف يمكن هذا؟ أيًا كان عرقك أو لونك، فأنت في النهاية، أنتم كلكم بشر وجميعكم من النوع نفسه. وحده الله من نوع مختلف عن البشر. سيظل البشر إلى الأبد من النوع نفسه كغيرهم من البشر. لذلك، متى يفعل الله شيئًا، فليس من السهل على جميع البشر أن يقبلوه، في حين أنه متى يفعل أحد البشر شيئًا، إذا كان متوافقًا مع مفاهيم الجميع، فبغض النظر عن هوية هذا الشخص أو مدى وضاعته، سوف يقبله الجميع بسرعة، لأن أفكار الناس وآراءهم وطرق تفكيرهم ومستوياتهم ومسارات فهمهم، كلها في الأساس واحدة، ولا تختلف إلا بدرجات بسيطة. لذلك، حالما يقول شخص ما شيئًا ما يحمل سمات المفاهيم ويتعارض مع الحق، فسوف يقبله بعض الناس بسرعة، وهذا هو الحال فحسب.
هل فهمتم إلى حدٍّ ما، ما هو الحقّ، وما الأشياء التي ليست الحقّ لكنها تبدو كأنها الحقّ؟ ما الأشياء الأخرى المماثلة الموجودة في أذهانكم؟ أنتم الآن لا تستطيعون بعد أن تقولوها من دون تفكير، لأنها لا تُعَد معرفة، فهي ليست مثل شيء موجود في كتاب يمكنكم الوصول إليه من خلال تقليب الصفحات فحسب. إنما هي أشياء لا يمكنكم منع أنفسكم من قولها بصوت عالٍ، وبطريقة طبيعية للغاية لا يمكنكم التحكم فيها، متى حدث شيء ما. وهذا يثبت أن تلك الأشياء قد أصبحت حياتكم وترسّخت في أعماقكم. لا يمكنكم تذكُّرها عندما يُطلب منكم أن تتذكروها، ولا يمكنكم أيضًا مقاومة قولها عندما يُطلب منكم عدم قولها. متى يحدث شيء ما، فإنَّ تلك الآراء المُحرَّفة سوف تظهر – هذه حقيقة. خذوا وقتكم لتختبروا. ينبغي أن تنتبهوا من الآن فصاعدًا إلى تلك الأشياء التي غالبًا ما يقولها الناس والتي يظنون أنها صحيحة. لقد ذكرنا سابقًا بعض سموم التنين العظيم الأحمر وفلسفات الشيطان للتعاملات الدنيوية. قد يكون تمييز تلك الأشياء سهلًا من منظور معناها الحرفي، أي إنه يمكن للناس أن يكتشفوا على الفور أنها بالتأكيد ليست الحق، ويمكنهم أن يعرفوا بوضوح أنها سموم التنين العظيم الأحمر، وأن ثمة مخططات ماكرة وراءها. تلك الأشياء يسهل تمييزها، وأعتقد أنكم قادرون – إلى حد ما – على تفكيكها عندما يُطلب منكم تشريحها. لقد تخلصتم من تلك الأشياء التي من الواضح أنها شيطانية، ولكن لا تزال هناك أقوال كثيرة في قلوبكم مثل "تحمُّل الذل وتحمُّل عبء ثقيل"، و"النوم على الحطب ولعق المرارة"، و"لا ترفع يدًا على وجه مبتسم"، و"القضية العادلة تستقطب دعمًا وفيرًا بينما القضية الظالمة لا تجد سوى القليل من الدعم"، و"الرجل النبيل لا يأكل الصدقات المهينة". في أعماق قلوبكم، ربما ما زلتم تضعون علامة اختيار إلى جانب هذه الأقوال وتفكرون: "هذه أقوال ثمينة. كل ما ينبغي أن أتحلى به من سلوك لائق في هذه الحياة موجود في هذه الأقوال"، وهذه الأشياء لم تُكشف بعد. حالما يُكشف عنها تمامًا ويكون لديك تمييز لها، عندما تظهر هذه الأشياء الثقافية التقليدية في المستقبل، سواء أكان ذلك رد فعل طبيعي، أو انعكاسًا لظروف موضوعية، ستدرك على الفور أن هذه الأشياء خاطئة وبالتأكيد ليست الحق. في ذلك الوقت، سيكون مستوى إدراكك للحق وتمييزك له أعلى مما هو عليه الآن. ماذا أعني بقولي "أعلى مما هو عليه الآن"؟ أعني أنك ستكون قد بلغت قامةً معينة، وستكون قدرتك على التمييز قد تحسَّنت، وسيكون اختبارك للحق وفهمك له أكثر عمقًا من الآن، وستشعر فعليًا بماهية الحق. ربما تفكر الآن: "جميع الثقافات التقليدية التي أتت من الشيطان والتي تطورت من الخلفية الثقافية لجميع الجماعات العرقية في هذا العالم خطأ". هذه صياغة عامة للتعبير عن ذلك، لكنك ربما لا تعرف بعد أي منها خطأ وكيف أنها خطأ. لذا، يجب عليك تشريح كل واحدة منها وفهمها تباعًا، ثم الوصول إلى المرحلة التي يمكنك فيها التخلي عنها وإدانتها، وفصل نفسك عنها تمامًا، والعيش بكلام الله لا بها. في الوقت الحالي، ربما تعرف من خلال إرادتك الذاتية فحسب أن تلك الأمثال، والأقوال الشائعة، والحِكَم، وتلك الكلمات التي كثيرًا ما تتردد على الألسن لا علاقة لها بكلام الله وليست الحق، لكن متى يحدث شيء ما، فإنك تظل تستخدم هذه الكلمات دون وعي منك كأساس لإدانة الآخرين، وتقييد نفسك، وتوجيه سلوكك. إنها تقيّد خواطرك وآراءك وتتلاعب بها، وهو ما قد يسبب لك المتاعب، وسوف يؤثر في دخولك إلى الحق. على الرغم من أن هذه الأشياء التي تأتي من الشيطان قد تظل تظهر في قلبك يومًا ما، فإنك إذا كنت قادرًا على تمييزها، والعيش من دون الاعتماد عليها، والممارسة وفقًا لمبادئ الحق، فستكون لك قامة حقًا. هل لديك هذه القامة الآن؟ ليس بعد. إذا كان ثمة قول تدركون جميعًا أنه صحيح، وإذا كان من الممكن العثور على أقوال مماثلة في كلام الله – على الرغم من أنه لم يُعبَّر عنها بالطريقة نفسها تمامًا – فقد تعتقد خطأً أن هذا القول هو أيضًا الحق، وأنه مماثل لكلام الله. إذا كنت لا تزال غير قادر على رؤية هذه الأمور بوضوح، ولا تزال متشبثًا بكلام الإنسان وغير راغب في التخلي عنه، فإن هذا القول سيؤثر في دخولك إلى الحق، لأنه ليس كلام الله ولا يمكن أن يحل محل الحق.
في الوقت الحاضر، أعقد شركة باستمرار حول ما هو الحق. هذا يعني أنني جاد معكم. لكي تفهموا الحق، يجب أن نأخذ مختلف أفكار الناس وآرائهم، وأعمالهم الصالحة ونواياهم الحسنة، وبعض الأقوال الصحيحة والممارسات البديهية التي يعتمد عليها الناس في حياتهم، وكذلك بعض الأفكار والآراء من الثقافة التقليدية، ونشرّحها كلها ونميّزها لنرى ما إذا كانت تتوافق مع الحق حقًا، وما إذا كانت لها علاقة بالحق بالفعل. إذا كنت تعتقد أنها الحق، فما الأساس الذي تستند إليه في هذا الادعاء؟ إذا كنت تقرر أنها الحق استنادًا إلى نظريات وتعاليم شيطانية، فأنت إذًا تنتمي إلى الشيطان. إذا كانت هذه الأشياء لا تتوافق مع الحق، فهي إذًا من الشيطان، لذا فأنت بحاجة إلى تشريح ماهية جوهرها بالضبط. يجب أن يتمتع المرء على وجه الخصوص بفهم وموقف صحيحيْن تجاه العديد من الأقوال والآراء الموجودة في الثقافة التقليدية والتي تناقلتها الأجيال شفهيًا من جيل إلى آخر. بهذه الطريقة وحدها يمكن للناس أن يفهموا حقًا ما هو الحق وأن يعرفوه، وأن يفهموا بالضبط ما يتطلبه الله من الناس، ويفهموا ما تعنيه حقًا عبارة "كل ما يقوله الله هو الحق". وفي الوقت نفسه، فإنَّ هذا يمكِّن الناس أيضًا من معرفة السبب في أنه – بالنظر إلى أن البشر لديهم هذه الآراء والأقوال التي يُفترض أنها تتوافق مع الأخلاق الحميدة، والإنسانية، والأعراف العلمانية للعلاقات الإنسانية، وبالنظر إلى أن لديهم هذه الأفكار، والآراء، والأقوال التي يعتمدون عليها في حياتهم – لا يزال الله يعبّر عن الحق من أجل خلاص الناس، وأن يعرفوا، إضافةً إلى ذلك، السبب في أنَّ الله يقول إن الحق وحده يستطيع أن يخلّص الناس والحق وحده يستطيع تغيير الناس. من الواضح أن ثمة حقائق يمكن العثور عليها ضمن هذا. على أقل تقدير، إحدى هذه النقاط أنَّ الأفكار، والآراء، والأقوال التي يستند إليها الناس في الحياة مصدرها البشرية الفاسدة، وتلخِّصها البشرية الفاسدة، وهي مفاهيم الناس وتصوراتهم، ولا علاقة لها بالحق على الإطلاق. علاوةً على ذلك، فإن هذه الأشياء تتعارض أساسًا مع الحق وتعاديه. لا يمكن أن تحل محل الحق، وهي بالتأكيد ليست الحق، ولن تكون الحق أبدًا. من منظور الله، تُعرَّف هذه الأشياء بأنها خاطئة ومُدانة، وهي ليست الحق على الإطلاق. لا علاقة لأفعال الله والحق الذي يعبِّر عنه بهذه الأشياء على الإطلاق. وهذا يعني أن الحق الذي يعبّر عنه الله لا علاقة له على الإطلاق بالأعراف العلمانية للبشرية الفاسدة في العلاقات الإنسانية، أو ثقافات الناس التقليدية، أو أفكارهم، وآرائهم، وأعمالهم الصالحة، أو تعريفاتهم للأخلاق، والكرامة، والأشياء الإيجابية. يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره في تعبيره عن الحق، وتعبيره عن الحق غير مبنيٍّ على مختلف الأمور الإيجابية والتعبيرات التي يعتقد البشر أن الجنس البشري يلخِّصها. كلام الله هو كلام الله. كلام الله هو الحق. إنه الأساس الوحيد والقانون الوحيد الذي توجد به البشرية، وما يسمَّى بالمعتقدات التي تنشأ من الإنسان هي خاطئة وسخيفة ويدينها الله. إنها لا تنال قبوله، ناهيك عن أنها ليست مصدر أو أساس أقواله. يعبِّر الله عن شخصيته وجوهره من خلال كلامه؛ وكل الكلام الذي يعبر عنه الله هو الحق؛ لأن لديه جوهر الله وهو حقيقة كل الأشياء الإيجابية. مهما وضعت هذه البشرية الفاسدة كلام الله في موضع معين أو حدَّدته، ومهما كان رأيها فيه أو طريقة فهمها له، فإن كلام الله هو الحقّ الأبديّ، وهذه حقيقةٌ لا تتغيَّر أبدًا. مهما كان عدد كلمات الله التي قد تكلَّم الله بها، ومهما كانت درجة إدانة هذه البشرية الفاسدة الشريرة لها، ورفضها لها، تبقى حقيقة لا تتغيَّر إلى الأبد: سوف يكون كلام الله هو الحقّ دائمًا، ولا يمكن للإنسان تغيير هذا أبدًا. في النهاية، يجب على الإنسان أن يقرّ بأن كلام الله هو الحقّ، وبأن ثقافة الجنس البشريّ التقليديَّة الموقورة ومعرفته العلميَّة لا يمكن أن تصبح أشياء إيجابيَّة أبدًا، ولا يمكن أن تصبح الحق. هذا أمر مطلق. لن تصبح الثقافة واستراتيجيات البقاء التقليدية للبشرية هما الحق، بسبب تغيرات الزمن أو مروره، ولن يصبح كلام الله هو كلام الإنسان بسبب إدانة البشرية أو نسيانها. الحق هو الحق دائمًا؛ وهذا الجوهر لن يتغير أبدًا. فأي حقيقة موجودة هنا؟ هي أن هذه الأقوال الشائعة التي لخّصها الجنس البشري تجد مصدرها في الشيطان، وتصورات البشر ومفاهيمهم، أو تنبع من تهور الإنسان، والشخصية الفاسدة التي للبشر، وليس لها علاقة على الإطلاق بالأشياء الإيجابية. من جهة أخرى، فإن كلام الله هو تعبير عن جوهر الله وهويته. ما سبب تعبيره عن هذا الكلام؟ لماذا أقول إنه حق؟ السبب هو أن الله له السيادة على جميع القوانين، والقواعد، والأصول، وكل جوهر، والوقائع، وأسرار كل شيء. إنه يجمعها جميعها في يده. ولذلك، فإن الله وحده يعرف قواعد جميع الأشياء، ووقائعها، وحقائقها، وغوامضها؛ فالله يعرف أصل جميع الأشياء، ويعرف بالضبط مصدر جميع الأشياء. وحدها تعريفات جميع الأشياء الواردة في كلام الله هي الأدق دون سواها، وكلام الله وحده هو معايير حياة البشر ومبادئها والحقائق والمعايير التي يمكن للبشر العيش بها. في حين أن القوانين والنظريات الشيطانية التي اعتمد عليها الإنسان في حياته منذ أن أفسده الشيطان تتعارض مع حقيقة أن الله له السيادة على كل شيء، وتتعارض في الوقت نفسه مع حقيقة أنه له السيادة على قوانين جميع الأشياء وقواعدها. جميع النظريات الشيطانية لدى الإنسان تنشأ من مفاهيم الإنسان وتصوراته، وهي من الشيطان. ما نوع الدور الذي يلعبه الشيطان؟ أولًا، يقدِّم نفسه على أنه الحق؛ ثم يربك جميع قوانين كل الأشياء التي خلقها الله وقواعدها، وهو يدمرها، ويسحقها. لذلك، فإن ما يأتي من الشيطان يتطابق تمامًا مع جوهر الشيطان، وهو مليء بأغراض الشيطان الشريرة، وبالزيف، وبالادعاء، وبطموح الشيطان الذي لا يتغير أبدًا. بصرف النظر عما إذا كان البشر الفاسدون قادرين على تمييز هذه الفلسفات والنظريات من الشيطان، ومهما يكن عدد الناس الذين يروّجون لهذه الأشياء، ويدعون لها، ويتبعونها، ومهما يكن عدد السنين والعصور التي أُعجب فيها البشر الفاسدون بهذه الأشياء، وعبدوها، وبشّروا بها، فلن تصبح الحق. لأن جوهر هذه الأشياء، وأصلها، ومصدرها هو الشيطان، الذي هو معادٍ لله ومعادٍ للحق، فلن تصبح هذه الأشياء حقًا أبدًا؛ ستظل دائمًا أشياء سلبية. قد تبدو هذه الأشياء صالحة وإيجابية عندما لا يكون ثمة حق لمقارنتها به، لكن عندما يُستخدم الحق لكشفها وتشريحها، فإنها لا تكون معصومة من الخطأ، ولا يمكنها الصمود أمام التمحيص، وهي أشياء سرعان ما تُدان وتُرفض. إن الحق الذي يعبّر عنه الله يتوافق تمامًا مع احتياجات الإنسانية الطبيعية للبشر الذين خلقهم الله، في حين أن الأشياء التي يغرسها الشيطان في الناس تتعارض تمامًا مع احتياجات الإنسانية الطبيعية للبشر. إنها تجعل الإنسان الطبيعي يصبح غير طبيعي، ويصبح متطرفًا، وضيق الأفق، ومتعجرفًا، وأحمقَ، وشريرًا، وعنيدًا، وخبيثًا، وحتى متكبرًا بشكل لا يُحتمل. ثمة نقطة يصبح عندها الأمر خطيرًا لدرجة أن الناس يصبحون مُختلّين ولا يعرفون حتى من هم. فهم لا يريدون أن يكونوا أشخاصًا طبيعيين أو عاديين، وبدلًا من ذلك يصرّون على أن يكونوا بشرًا خارقين، أو أشخاصًا ذوي قوى خاصة، أو بشرًا من مستوى عالٍ – هذه الأشياء شوَّهت إنسانية الناس وشوَّهت فطرتهم. إن الحق يجعل الناس قادرين على الوجود بشكل أكثر فطرية وفقًا لقواعد الإنسانية الطبيعية وقوانينها وكل هذه القواعد التي وضعها الله، في حين أن ما يُسمى بالأمثال الشائعة هذه والأقوال المضللة، تؤدي تحديدًا إلى أن ينقلب الناس على الفطرة الإنسانية ويتهربوا من القوانين التي عيَّنها الله وصاغها، حتى إلى درجة أنها تجعل الناس ينحرفون عن مسار الإنسانية الطبيعية ويفعلون بعض الأشياء المتطرفة التي لا ينبغي أن يفعلها الناس العاديون أو يفكرون فيها. هذه القوانين الشيطانية لا تشوِّه إنسانية الناس فحسب، بل إنها أيضًا تجعل الناس يفقدون إنسانيتهم الطبيعية وفطرتهم الإنسانية الطبيعية. على سبيل المثال، تقول القوانين الشيطانية، "مصير المرء في يديه"، و"السعادة يصنعها المرء بيديه". وهذا يتعارض مع سيادة الله ويتعارض مع الفطرة الإنسانية. عندما تصل أجسام الناس وفطرتهم إلى الحد الأقصى، أو عندما يكون قدرهم في مفترق طرق حاسم، فإن الناس الذين يعتمدون على هذه القوانين التي هي من الشيطان يكونون غير قادرين على التحمُّل. يشعر معظمهم أن الضغط قد تجاوز قدرتهم على التحمُّل وتجاوز ما يمكن لعقولهم تحمّله، وفي النهاية يُصاب البعض بالفصام. الناس الذين يتقدمون لامتحانات القبول بالجامعات الآن يعانون من الضغط الهائل الذي تجلبه تلك الامتحانات. إن الحالة البدنية والصفات الذهنية للناس مختلفة؛ فبعض الناس يستطيعون التكيّف مع مثل هذا النظام، بينما البعض الآخر لا يستطيعون. في النهاية، يُصاب البعض بالاكتئاب، بينما يُصاب البعض الآخر بالفصام، حتى إنهم يقفزون من فوق المباني وينتحرون؛ كل أنواع الأشياء تحدث. كيف تحدث هذه العواقب؟ السبب هو أن الشيطان يضلل الناس بجعلهم يسعون وراء الشهرة والربح، وهو ما يضر الناس. إذا كان الناس يستطيعون العيش بشكل طبيعي وفقًا للقواعد التي وضعها الله، ويعيشون وفقًا للطريقة التي عيَّنها الله للناس، ويقرأون كلام الله، ويعيشون أمام الله، فهل سيصبحون مُختلِّين؟ هل سيتحملون هذا القدر الكبير من الضغط؟ بالتأكيد لن يفعلوا ذلك. يقوم الله بعمله لكي يفهم الناس الحق، ويتخلصوا من شخصياتهم الفاسدة، ويخضعوا لسيادة الله وترتيباته. بهذه الطريقة، يمكن للناس أن يعيشوا أمام الله، دون ضغط، ولا يكسبون سوى الحرية والتحرر. لقد خلق الله البشر، والله وحده يعرف الفطرة البشرية وكل شيء عن الناس. يستخدم الله القواعد التي صاغها لإرشاد الناس وإمدادهم باحتياجاتهم، بينما الشيطان لا يفعل ذلك على وجه التحديد. إنه يجعل الناس ينتهكون كل هذه القواعد، ويجبر الناس على أن يكونوا بشرًا خارقين وذوي قدرات خاصة. أليس هذا خداعًا للناس؟ الناس في الواقع أناس طبيعيون وعاديون؛ كيف يمكن أن يكونوا بشرًا خارقين أو أشخاصًا ذوي قوى خاصة؟ ألا يخرِّب هذا الناس؟ مهما كافحتم، ومهما كانت طموحاتكم ورغباتكم كبيرة، فلا يمكنكم أن تصبحوا بشرًا خارقين أو أشخاصًا ذوي قوى خاصة. حتى وإن خرَّبت نفسك لدرجة أنك فقدت كل شَبه بالإنسانية، فلا يمكنك أن تصبح إنسانًا خارقًا أو شخصًا ذا قوى خاصة. أيًا كانت المهنة التي ينبغي أن يمارسها الشخص في الحياة فهي معيَّنة مسبقًا من الله. إذا لم تعش وفقًا للقوانين والقواعد التي صاغها الله، بل اخترت بدلًا من ذلك كلمات الشيطان المضللة والإبليسية وسعيت إلى أن تكون إنسانًا خارقًا أو شخصًا ذا قوى خاصة، فسيكون عليك أن تعاني العذاب والموت. هذا يعني أنك إذا اخترت أن تقبل أن يخرِّبك الشيطان، ويسحقك، ويفسدك، فإن كل ما تتحمله هو عاقبة أفعالك أنت، وهو ما تستحقه، وهو بمحض إرادتك الخاصة. بعض الناس يتقدمون لامتحان القبول بالجامعة، ويرسبون فيه مرتين أو ثلاث مرات، وينتهي بهم الأمر إلى الإصابة بالجنون لعدم تمكنهم من اجتيازه. هل هذا شيء جلبوه على أنفسهم؟ لماذا تريد دخول امتحان القبول الجامعي؟ أليس الغرض من ذلك يقتصر على التميّز عن البقية، وجلب الشرف لأسلافك؟ إذا تخليت عن هذين الهدفين المتمثلين في التميُّز عن البقية، وجلب الشرف لأجدادك، ولم تلاحق هذين الشيئين، بل انتقلت إلى هدف صحيح، ألن يزول الضغط عندئذٍ؟ إذا قبلت الفساد من الشيطان، وإذا قبلت كل هذه الأفكار والآراء منه، فسيتعين على جسمك أن يتحمل كل أنواع الآلام، ولن يكون هذا أقل مما تستحق! هذه العاقبة هي اختيارك أنت ومن صنعك. الله لم يعيِّنها مسبقًا. الله لا يجعلك تعيش هكذا. لقد أوضح كلام الله الأمور بالفعل، وأنت الذي لا تمارس وفقًا لكلام الله. يوجد حد أقصى لما يمكن أن يتحمله جسم الإنسان، وقوة إرادته، وصفاته الذهنية، لكن الناس أنفسهم لا يدركون ذلك ويظنون غير ذلك، بل إنهم يقولون إن مصيرهم بأيديهم، ومع ذلك لا يتمكنون في النهاية من فرض سيطرتهم على مصيرهم، بل يموتون ميتة بائسة ومأساوية. كيف يكون هذا هو إمساك المرء بمصيره؟ هذه هي الطريقة التي يستخدم بها الشيطان كل أنواع الأفكار المغلوطة وكل أنواع الهرطقات والمغالطات لإفساد الناس. الناس أنفسهم لا يعرفون ذلك، بل إنهم يشعرون بالارتياح تجاهها، إذ يفكرون: "المجتمع يتقدم باستمرار، وينبغي علينا مواكبة العصر وقبول كل هذه الطاقة الإيجابية". هذه كلمات إبليسية تمامًا. كيف يمكن أن تكون هناك أي طاقة إيجابية في عالم إبليسي من غير المؤمنين؟ إنها كلها طاقة سلبية، وكلها سرطانية، وكلها قنبلة موقوتة. إذا قبلت هذه الأشياء، فسيكون عليك أن تتحمل عواقبها السلبية، وسيتعين عليك أن يعذبك الشيطان ويدمرك. هذا ما ينتج عن عدم السعي إلى الحق. أي نهاية حسنة يمكن أن تكون هناك إذا اتبعت الشيطان؟ سيبذل الشيطان كل ما في وسعه لتسميمك وغرس السم فيك. الله يخلّصك؛ الشيطان يؤذيك. الله يشفيك من أمراضك؛ الشيطان يغرس السم فيك ليجعلك مريضًا. كلما زاد السم الذي تقبله من الشيطان، زادت صعوبة قبولك للحق. هكذا هو الأمر فحسب. هنا تنتهي شركتنا عن موضوع ما هو الحق. بعد ذلك، سنعقد الشركة عن موضوع آخر.
تشريح لأضداد المسيح الذين لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ ولا يراعون مصالح بيت الله أبدًا، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ
أولًا: ما هي مصالح الله وما هي مصالح الناس
سنعقد شركة هذه المرة عن البند التاسع من المظاهر المختلفة لأضداد المسيح: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ ولا يراعون مصالح بيت الله أبدًا، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ. غالبًا ما نؤكد في حياتنا اليومية على مصالح الله ومصالح بيته. ومع ذلك، غالبًا ما يميل بعض الناس إلى عدم مراعاة مصالح بيت الله، بل تتصدر مصالحهم الخاصة أولوية كل شيء ومحوره. هؤلاء الناس أنانيون بشكل خاص. علاوة على ذلك، ففي تعاملهم مع الأمور، كثيرًا ما يحمون مصالحهم الخاصة على حساب مصالح بيت الله، لدرجة أنهم يطلبون طلبات منحرفة من بيت الله لإشباع رغباتهم الخاصة. ما الكلمة الأساسية هنا؟ ما الذي نتحدث عنه بشكل أساسي؟ (المصالح). ما المقصود بـ"المصالح"؟ ما الذي يندرج تحت هذا المصطلح؟ ما هي مصالح الناس في اعتقاد المرء؟ ما الذي تشمله مصالح الناس؟ إنها المكانة، والسمعة، والأشياء التي تتعلق بالمصالح المادية. على سبيل المثال، عندما يضلل شخص ما الآخرين ليعجبوا به ويبجلوه، فإنه يسعى إلى مصالحه النفسية الخاصة؛ وهناك أيضًا مصالح مادية يسعى إليها الناس من خلال استغلال الآخرين، أو جني الفوائد لأنفسهم، أو سرقة ممتلكات بيت الله، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. لا يسعى أضداد المسيح دائمًا إلى شيء سوى الربح. وسواء أكانوا يسعون لمصالح نفسية أو مادية، فإن أضداد المسيح جشعون ولا يشبعون، وسيحاولون الاستيلاء على كل هذه الأشياء لأنفسهم. إنَّ الأمور التي ترتبط بمصالح الشخص تكشفه أكثر من أيِّ شيءٍ آخر. فالمصالح ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة كلِّ شخصٍ، وكلُّ ما يتعامل معه الشخص في كلِّ يومٍ يتضمَّن مصالحه. مثال ذلك، عندما تقول شيئًا ما أو تتحدَّث عن أمرٍ ما، ما المصالح التي يشملها هذا؟ عندما يتناقش شخصان في قضية ما، فالأمر يتعلق بمن هو فصيح ومن ليس فصيحًا، ومن هو محل تقدير كبير من الناس ومن هو محل ازدراء من الناس، ويتعلق الأمر أيضًا بالعواقب المختلفة المترتبة على طرق كلامهم المختلفة. ألا يتعلق الأمر بالمصالح؟ إذًا، ماذا يفعل الناس عندما تواجههم قضايا من هذا النوع؟ يبذل الناس قصارى جهدهم في التباهي، ويرهقون عقولهم في تنظيم كلامهم حتى يشرحوا الأمر بوضوح، وحتى يُعبَّر عن الكلام بلباقة أكثر، ويقع في النفس قبوله بدرجة أكبر، ويكون له أيضًا طابع مُنظم، ويترك انطباعًا دائمًا في نفوس الناس. استخدام هذا الأسلوب، واستخدام المرء بلاغته، وعقله، ومعرفته للفوز برضا الناس وترك انطباع عميق في نفوسهم – هذا نوع من المصلحة. ما الجوانب الأخرى التي تتضمنها أيضًا المصالح التي يسعى الناس إلى تحقيقها؟ إن الناس عندما يمارسون أعمالهم، يزنون الأمور باستمرار، ويحسبون، ويتأملون في أذهانهم، مرهقين عقولهم للتفكير في أي الأفعال يخدم مصالحهم، وأي الأفعال لا يخدم مصالحهم، وأي الأفعال يمكن أن يعزز مصالحهم، وأي الأفعال لا يضر بمصالحهم على أقل تقدير، وأي الأفعال يمكن أن يكسبهم أكبر قدر من المجد وأعظم المكاسب المادية، ويجعلهم أكبر المستفيدين. هاتان هما المصلحتان اللتان يقاتل الناس من أجلهما متى واجهتهم القضايا. تتركز المصالح التي يسعى الناس إلى تحقيقها على هذين الجانبين لا أكثر: من ناحية، الحصول على منافع مادية، أو على الأقل عدم الخسارة، واستغلال الآخرين؛ وإضافة إلى ذلك – على المستوى النفسي – كسب احترام الناس، وإعجابهم، وكسب قلوب الناس. وفي بعض الأحيان، يمكن للناس أن يتخلوا حتى عن المصالح المادية من أجل الحصول على السلطة والمكانة، أي إنهم قد يتكبدون خسارة صغيرة من أجل الحصول لاحقًا على ميزة أكبر من الآخرين. وباختصار، هذه الأشياء المتعلقة بسمعة الناس، ومكانتهم، ومجدهم، وأشياءهم المادية، كلها تندرج ضمن فئة مصالح الناس، وكلها مصالح يسعى إليها الناس.
ما طبيعة سعي الناس إلى هذه المصالح؟ لماذا يسعى الناس إلى هذه الأشياء؟ هل السعي إليها مشروع؟ أهو معقول؟ هل يتوافق مع متطلبات الله من الناس؟ هل هذا هو المعيار الذي يطلبه الله من الكائنات المخلوقة؟ هل يذكر الله في كلامه: "ينبغي عليكم أن تسعوا إلى مصالحكم الخاصة وتعظّموها. لا تضحوا بمصالحكم الخاصة لمجرد أنكم تؤمنون بالله وتقومون بواجب. يجب أن تعتزوا بمكانتكم، وسمعتكم، وسلطتكم، وأن تحموا هذه الأشياء مهما كان الثمن. إذا أعطاك الله مكانةً، فينبغي عليك أن تعتز بها وتحوّلها إلى مجدك بدلًا من أن تكون عارًا عليك. هذه إرسالية الله لك." – هل قال الله هذا من قبل؟ (كلا). بما أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل في كلام الله، فما الذي يطلبه الله من الكائنات المخلوقة في قلبه؟ كيف يطلب الله من الناس النظر إلى المصالح؟ من ناحية، يريد الله من الناس أن يتخلوا عن مصالحهم – هذه هي الصياغة العامة للتعبير عن الأمر؛ إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الله يعطي الناس طرق ممارسة مناسبة في جوانب أكثر، مخبِرًا الناس بالكيفية التي يجب أن يتصرفوا بها حتى يسلكوا الطريق الذي يجب أن يسلكوه، والكيفية التي يمارسون بها كما ينبغي أن يفعل الكائن المخلوق، وما الآراء والمواقف التي ينبغي أن تكون لدى الناس تجاه الأشياء المادية، والشهرة، والربح، والكيفية التي ينبغي أن يختاروا بها. غنيٌ عن القول إنه على الرغم من أن كلام الله لا يخبر الناس مباشرةً بكيفية النظر إلى المصالح، فإن كلامه يعبِّر أيضًا بين السطور عن آراء الله بالضبط بشأن مصالح البشر الفاسدة، ويوضّح تمامًا أنه ينبغي على الناس أن يُنحَّوا آراءهم الخاصة، ويتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق، ويتصرفوا وفقًا لمقامهم ككائنات مخلوقة، ويلتزموا بمكانتهم الخاصة. هل يتعمد الله في قلبه حرمان الناس من مصالحهم من خلال مطالبتهم بالتصرف بهذه الطريقة؟ قطعًا لا. يقول بعض الناس: "في الكنيسة، هناك دائمًا حديث عن مصالح بيت الله ومصالح الكنيسة، ولكن لماذا لا يتحدث أحد عن مصالحنا نحن الناس؟ مَن يعتني بمصالحنا؟ ألا ينبغي أن يكون لنا أيضًا بعض الحقوق الإنسانية؟ يجب أن نُمنح بعض المكاسب الصغيرة أيضًا. لماذا لا نُمنح شيئًا بسيطًا؟ لماذا جميع المصالح ملك لله؟ أليس الله أنانيًا أيضًا؟" إن قول هذا تمرد وخيانة إلى أقصى الحدود. من الواضح أن قول هذا خطأ. لا يمكن لشخص لديه إنسانية أن يقول هذا بالتأكيد، وحدهم الأبالسة مَن يجرؤون على قول كل أنواع الأشياء المتمردة. ويقول آخرون: "دائمًا ما يخبر الله الناس بألا يراعوا مصالحهم الشخصية. وهو يقول دائمًا ألا يخطط المرء من أجل صالحه. يريد الناس أن يبرزوا بفعل شيء ما أو تحقيق شيء ما يجعل الجميع يبجلونهم. يقول الله إن هذا طموح. يريد الناس أن يقاتلوا من أجل مصالحهم الخاصة، وأن يأكلوا طعامًا طيبًا، ويستمتعوا بالحياة، ويشتهوا راحة الجسد، ويعيشوا باحترام بين البشر. يقول الله إن الناس بهذه الطريقة لا يرضون سوى مصالحهم الخاصة، ولا بد أن ينحوها جانبًا. إذا نحينا كل هذه المصالح، فكيف يمكننا أن نعيش بشكل أفضل؟". إذا كان الناس لا يفهمون مقاصد الله، فسيكونون دائمًا في صراع مع متطلبات الله، وسيكونون دائمًا في نزاع مع الله بشأن هذه الأمور. الأمر يشبه تمامًا حال بعض الآباء الذين عملوا جاهدين على مدار نصف حياتهم لتربية أطفالهم، وهم متعبون جدًا لدرجة أنهم يعانون من جميع أنواع الأمراض. يخشى الآباء من أن تخذلهم أجسامهم ومن أن أطفالهم لن يجدوا حينئذٍ من يعولهم، فيشترون بعض منتجات الرعاية الصحية. لا يعلم الأطفال أي شيء عن ذلك، وعند رؤيتهم لهذه المنتجات يقولون: "أنا لم أشترِ أي ملابس جديدة منذ عدة سنوات، فكيف لا يزال بإمكانك شراء منتجات الرعاية الصحية؟ ينبغي عليك ادخار هذا المال لي لأتمكن من الالتحاق بالجامعة". هل تؤذي هذه الملاحظة مشاعر الآباء؟ يفعل الآباء كل هذا ليس من أجل مصالحهم الخاصة، وليس لأنهم يريدون الاستمتاع بوسائل راحة الجسد، أو لأنهم يريدون أن يعيشوا لفترة أطول قليلاً، وبراحة أكثر قليلاً، وأن يكون لهم نصيب في طالع أبنائهم الحسن في المستقبل. ليس لهذه الأسباب. لماذا يفعلون ذلك؟ هم يفعلون ذلك من أجل أبنائهم. لا يفهم الأبناء هذا، بل إنهم يلومون آباءهم – أليست هذه خيانة؟ (بلى). إذا لم يفهم الأبناء مقاصد آبائهم، فقد يدخلون في خلاف مع آبائهم، حتى إلى درجة التسبب في نزاعات، وإيذاء مشاعر آبائهم. إذًا، هل تفهمون قلب الله؟ هذه مسألة تتعلق بفهم الحق. لماذا يشجب الله ممارسات الناس المتمثلة في إرضاء مصالحهم وطموحاتهم الخاصة؟ هل لأن الله أنانيّ؟ هل لأن الله يطلب من الناس ألا يسعوا إلى مصالحهم الشخصية ليجعلهم فقراء ومثيرين للشفقة؟ (كلا). بالتأكيد ليس هذا هو السبب؛ فالله يريد أن يكون الناس صالحين، والله يأتي ليقوم بعمله في خلاص الناس من أجل أن ينعم على البشر بالبركات ويقود الناس إلى غاية جميلة. كل ما يفعله الله هو من أجل أن يكتسب الناس الحق والحياة، حتى يكونوا مؤهلين لنيل وعد الله وبركاته. لكن الناس قد أفسدهم الشيطان بعمق ولديهم شخصيات فاسدة، ويجب أن يعانوا كثيرًا من أجل اكتساب الحق والحياة. إذا سعى الجميع إلى مصالحهم الشخصية وأرادوا أن يعيشوا حياة طيبة لإرضاء رغبات الجسد المغالى فيها، لكنهم لم يبذلوا جهدًا في السعي إلى الحق، فماذا ستكون العواقب؟ لن يتمكنوا من اكتساب الحق، ولن يمكنهم أن يُطهَّروا ويُخلَّصوا. ما عواقب عدم خلاصهم؟ لا بد أن يموتوا جميعًا في الكوارث. هل هذا هو وقت الانغماس في ملذات الجسد؟ كلا، من لا يكتسب الحق لا بد أن يموت. لذلك، يطلب الله من الناس أن يتخلوا عن مصالحهم الجسدية وأن يسعوا إلى الحق. هذا من أجل الناس، ومن أجل حياتهم، ومن أجل خلاصهم. حالما يكتسب الناس الحق ويُخلَّصون، سيأتي وعد الله وبركاته في أي وقت. البركات التي ينعم الله بها على الناس أعظم كثيرًا من ملذات الجسد التي يتصورها الناس بمئات المرات أو حتى آلاف منها. كيف لا يستطيع الناس رؤيتها؟ هل جميع الناس غافلون عنها؟ لماذا إذًا يطلب الله من الناس دائمًا أن ينحوا مصالحهم الخاصة ويدافعوا عن مصالح الله ومصالح بيت الله؟ من يستطيع تفسير هذا الأمر؟ (إن الله يطلب من الناس أن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية لأن الناس قد أفسدهم الشيطان، ومصالحهم لا تتماشى مع الحق. من خلال مطالبة الناس بالدفاع عن مصالح بيت الله، يُعلِّم الله الناس الكيفية التي ينبغي أن يتصرفوا بها. ولأن كل العمل الذي يقوم به الله هو من أجل خلاص الناس، وإذا كان ثمة شخص لا يعرف كيفية الدفاع عن مصالح بيت الله فهو لا يستحق أن يُدعى إنسانًا). توجد بعض النقاط العملية فيما تقوله. (أود أن أضيف شيئًا. كنت مهووسًا بالشهرة، والربح، والمكانة. كنت أشعر أنني أمتلك بعض المواهب وينبغي أن أُرقَّى إلى مشرف. لكن، في كل مرة حلَّت فيها الانتخابات، كنت أخسرها، وكنت ألوم الله في قلبي – لماذا لم يمنحني الله هذه الأمنية الواحدة الصغيرة؟ لاحقًا، وبعد أن اختبرت بعض الإخفاقات، قرأت حينئذٍ كلام الله وتأملت في نفسي، وأدركت أنني غالبًا ما كنت أنخرط في الحسد والنزاع بسبب سعيي إلى الشهرة، والربح، والمكانة، ولم أتعاون مع إخوتي وأخواتي بانسجام. لم يقتصر الأمر على أنني لم أحرز أي تقدم في حياتي، بل تسببت أيضًا في بعض الخسائر لعمل بيت الله. صرتُ أدرك أن السعي إلى الشهرة، والربح، والمصالح الشخصية ليس نظرة صحيحة للحياة أو هدفًا صحيحًا للسعي إليه، إنها رأي خطأ يغرسه الشيطان في الناس لتضليلهم، ومثل هذا السعي خطير للغاية. إنَّ الله لا يقول للناس ألا يسعوا إلى الشهرة، والربح، والمكانة لأنه يريد أن يسبب لهم المتاعب، ولا لأنه يريد أن يَشُقَ عليهم، بل لأن هذا طريق خطير للغاية، ومثل هذه المساعي لا يمكن أن تؤدي بالمرء في النهاية إلا إلى أن ينتهي به المطاف خالي الوفاض). ما الخطر الذي يتحدث عنه بقوله "خالي الوفاض" و"خطير للغاية" في رأيكم؟ هل هي حقًا مسألة أن ينتهي المطاف بالمرء خالي الوفاض فحسب؟ ما نوع هذا الطريق؟ (الطريق إلى الدمار). هذا السعي هو طريق مقاومة الله. إنه ليس سعيًا إلى الحق، بل سعيًا إلى المكانة والوجاهة. إنه السير في طريق أضداد المسيح. مهما كنت تعتقد أن أمنياتك وتطلعاتك مشروعة، فليس هذا ما يريده الله، ليس هذا النوع من السعي. لا يريدك الله أن تسعى بهذه الطريقة. إذا أصررتَ على التمسك بمسارك الخاص، فلن تكون عاقبتك النهائية أن ينتهي بك المطاف خالي الوفاض فحسب، بل ستسلك طريق مقاومة الله. ما الخطر في هذا؟ سوف تقاوم الله، وتهاجمه، وتعارضه، وتقف في مواجهته، وستكون العاقبة هي الدمار. هل من شيءٍ آخر لإضافته؟ (يا الله، أود أن أضيف شيئًا. لقد سأل الله للتو، لماذا لا يريد الله من الناس أن يدافعوا عن مصالحهم الخاصة، بل أن يدافعوا عن مصالح بيت الله؟ بحسب فهمي، الله خلق كل شيء، وكل شيء يأتي من الله. كل شيء خلقه الله هو من أجل الناس. كل ما يفعله الله – بما في ذلك صيرورته جسدًا مرتين من أجل القيام بكل هذا العمل، وبما في ذلك كل هذا العمل الآن لتأسيس الكنيسة – كله في الواقع من أجل خلاص الناس. حالما يؤمن الناس بالله، ويبدأون في عيش حياة الكنيسة، ويستطيعون القيام بواجباتهم، يكون لديهم طريق الخلاص. لذلك، فإن طلب الله منا أن ننحي مصالحنا الشخصية ليس حرمانًا، لأننا نحن أنفسنا من يستفيد في النهاية من الدفاع عن مصالح الله ومصالح بيت الله). جيد جدًا. إن المعنى العام لما قدمتم شركة عنه صحيح بصفة أساسية. بعض الناس يتحدثون عن اختباراتهم الشخصية، والبعض الآخر يتحدث عن ذلك من منظور نظري. ما تفهمونه يتماشى في الأساس مع أن مصالح الله مشروعة ومصالح الناس غير مشروعة. مصالح الله وحدها هي التي يمكن تسميتها مصالح، بينما مصالح الناس لا ينبغي أن تكون موجودةً. على وجه الخصوص، "مصالح الناس" – هذه العبارة، هذا التعبير، هذه الحقيقة – ليست شيئًا ينبغي أن يتمتع به الناس. مصالح الله تأتي قبل كل شيء وينبغي الدفاع عنها. هذا ما تفهمونه في الأساس. هذا يعني أن الناس ينبغي أن يتحملوا مسؤولية الدفاع عن مصالح الله وينبغي أن ينظروا إلى مصالح الله بشكل صحيح، في حين أن مصالح الناس ينبغي أن يُنظر إليها بازدراءٍ وإزالتها، لأن مصالح الناس ليست مجيدة جدًا. من وجهة نظر بشرية – لأن الناس في الأساس لديهم شخصيات فاسدة، وهم في داخلهم ملوثون بشخصيات فاسدة – كل مصالح الناس، أيًا كانت الطريقة التي تنظرون بها إليها، وسواء كانت محسوسة أو غير محسوسة، تقع في فئة المصالح غير المشروعة. ولذلك، سواء استطاع الناس تنحيتها أم لا، فقد أدركوا بالفعل بشكل ذاتي أن مصالح الناس يجب أن تُنحَّى، وأن مصالح الله هي التي ينبغي القتال من أجلها والدفاع عنها. ثمة إجماع على هذه النقطة. والآن بعد أن توصلنا إلى إجماع، لنعقد شركة عن ماهية مصالح الله بالضبط.
ما هي بالضبط مصالح الله؟ هل يمكن المساواة بين مصالح الله، ومصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة؟ يمكن القول إن مصطلح "الله" هو عنوان، وهو أيضًا مرادف لجوهر الله. ماذا عن "بيت الله" و"الكنيسة"؟ إن مصطلح بيت الله واسع النطاق إلى حد ما، في حين أن مصطلح الكنيسة أكثر تحديدًا. هل يمكن المساواة بين مصالح الله، ومصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة؟ (كلا، لا يمكن ذلك). يقول بعض الناس إنَّ ذلك غير ممكن، ولكن هل هو ممكن في الواقع؟ هل المراسيم الإدارية لبيت الله، والمراسيم الإدارية للكنيسة، والمراسيم الإدارية التي يصدرها الله هي الشيء نفسه؟ (نعم). إنها الشيء نفسه. بالحديث من هذا المنظور، يمكن المساواة بين مصالح الثلاثة جميعًا. بيت الله لا يأتي إلى حيز الوجود إلا بالله وبشعبه المختار، ولا تأتي الكنيسة إلا حيز الوجود إلا بهؤلاء المختارين من بيت الله. الكنيسة "وحدة تابعة" لبيت الله هي أكثر تحديدًا. بيت الله مصطلح أوسع، بينما الكنيسة أكثر تحديدًا. هل يمكن المساواة بين مصالح الله، ومصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة؟ هل تعتقدون أنه ينبغي المساواة بينها؟ ألا تعرفون؟ دعونا إذًا نحاول أولًا المساواة بينها من أجل تحليلها. على سبيل المثال، مجد الله هو مصلحة الله. هل سيكون من المقبول أن نقول إنه مجد بيت الله؟ (كلا). لن يكون ذلك مقبولًا. بيت الله اسم، وهو لا يمثّل جوهر الله. هل سيكون من المقبول أن نقول إن مجد الله هو مجد الكنيسة؟ (كلا). من الواضح أن هذا لن يكون مقبولاً أيضًا. مجد الكنيسة هو مجد جميع الإخوة والأخوات. إن مساواته بمجد الله سيكون أمرًا شائنًا. لا يستطيع الناس أن يأخذوا على عاتقهم هذا المجد، ولا يستطيع بيت الله هذا ولا الكنيسة. بالحديث من هذا المنظور، هل يمكن المساواة بين مصالح الله، ومصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة؟ (كلا، لا يمكن). كلا، لا يمكن. من منظور آخر، هل يمكن المساواة بين جزء من العمل الذي يقوم به الله، وجزء من عمل بيت الله، وجزء من عمل الكنيسة؟ على سبيل المثال، يخبر الله الناس أن يبشّروا بالإنجيل وينشروا كلام الله. هذا هو مقصد الله، وهو أيضًا ما يعهد به الله إلى الناس. عندما تُصدَر هذه الإرسالية إلى بيت الله، هل يمكن مساواة هذا العمل بالعمل الذي يخطط الله للقيام به؟ ما يعهد الله به هو أيضًا جزء من عمله، وهذا الجزء المحدد من العمل يمكن مساواته بالعمل الذي يخطط الله للقيام به. عندما تُصدَر هذه الإرسالية بعد ذلك إلى الكنيسة، هل يمكن مساواتها بعمل الله؟ (نعم). نعم، يمكن ذلك. ينطوي أحد هذين المثالين على شيء من جوهر الله، وفي حالة هذا المثال لا يمكن المساواة بين الله، وبيت الله، والكنيسة. أما المثال الآخر، فينطوي على العمل الذي يقوم به الله، وإرسالية الله، وبشكل أكثر تحديدًا متطلبات الله من الجميع – هذه الأشياء يمكن المساواة بينها. فيما يتعلق بالأشياء التي تنطوي على مجد الله، وهويته، وجوهره، وشهادته، هل يمكن المساواة بين الله، وبيت الله، والكنيسة؟ (كلا). لا يمكن لبيت الله والكنيسة أن يحوزا هذه الشهادة وهذا المجد، ولا يمكن مساواتهما بالله، ولكن عندما يتعلق الأمر بمهمة معينة أو إرسالية معينة، يمكن المساواة بينها. لقد عقدنا سابقًا شركة عن مصالح بيت الله والكنيسة، وقد تحدثنا عنها كثيرًا. اليوم، سنركز على الشركة حول ماهية مصالح الله بالضبط، وما هي بالضبط الأشياء المجهولة للناس، التي لم يفكر فيها الناس قط، والتي ترتبط بالله ارتباطًا وثيقًا وتُعتبر من مصالح الله. ما الأشياء التي هي مصالح الله، سواء كانت أسماءً، أو مقولات، أو أشياء مرتبطة بجوهر الله وهويته؟ (مجد الله). إن مجد الله أحد مصالح الله بالتأكيد – الشهادة التي يحصل عليها الله من الناس. ماذا غير ذلك؟ عمل الله، وخطة تدبير الله، واسمه، وشهادته، وهويته، ومكانته – هذه كلها مصالحه. فيما يتعلق بالله، ما أثمن شيء يريد أن يحميه؟ هل هو اسم الله، أم مجده، أم شهادته، أم هويته ومكانته؟ ما هو بالضبط؟ خطة تدبير الله لخلاص البشرية هي أثمن شيء يريد الله حمايته. خطة تدبير الله التي مدتها 6000 سنة هي كل العمل الذي يخطط الله للقيام به خلال فترة الستة آلاف سنة هذه. هذا هو الشيء الأهم بالنسبة لله. يمكن القول إن هذا هو ما ينبغي أن يكون مصلحة الله التي يمكن رؤيتها في أعين الكائنات البشرية المخلوقة. ما يمكن أن يفهمه الناس بشكل أو بآخر عن مصالح الله، وما ينبغي أن يفهمه الناس، يمكن أن يتوقف أساسًا عند هذا الحد. بعد ذلك، دعونا نتحدث عن مصالح بيت الله. عندما يتعلَّق الأمر بمصالح بيت الله – إضافة إلى الدفاع عن اسم الله، ومجده، وشهادته – بماذا عهد الله أيضًا إلى البشر وينبغي للناس الدفاع عنه؟ (خطة تدبير الله). هذا صحيح، أعظم إرساليات الله إلى البشرية هي أعظم مصلحة لبيت الله. فما هي هذه المصلحة؟ إنها من أجل تنفيذ خطة تدبير الله التي تمتد لستة آلاف سنة بين البشر، وهذا بالطبع يشمل جميع أنواع الجوانب. ماذا يشمل إذًا؟ إنه يشمل تأسيس الكنيسة وتشكيلها، وإعداد قادة وعاملين على جميع مستويات الكنيسة، حتى يمكن أن تستمر مهام الكنيسة المختلفة وعمل نشر الإنجيل دون عوائق – كل هذا ينطوي على مصالح الكنيسة. هذه هي الأشياء الأكثر أهمية في مصالح الله، وبيت الله، والكنيسة، التي كثيرًا ما نتحدث عنها. لكي ينتشر عمل الله، ولكي تسير خطة تدبير الله دون عائق، ولكي يُنفَّذ مقصد الله ومشيئته بين البشر دون عائق، ولكي يُنشر كلام الله، ويُذاع، ويُعلن على نطاق أوسع بين الناس، حتى يأتي المزيد من الناس أمام الله – هذه أهداف كل عمل الله وصميمه. وعلى هذا النحو، فإن كل ما ينطوي على مصالح بيت الله ومصالح الكنيسة لا بد أن ينطوي بالتأكيد على مشيئة الله وخطة تدبيره. يتعلق الأمر، على وجه التحديد، بما إذا كان عمل الله في كل عصر وفي كل مرحلة قادرًا على المضي قدمًا دون عائق وقادرًا على الانتشار، وما إذا كان يُنفَّذ بسلاسة ويتقدم بسلاسة بين البشر. إذا كان كل هذا يسير بشكل طبيعي، فستُحمى مصالح بيت الله والكنيسة، وسيُحمى مجد الله وشهادته. إذا عُرقل عمل الله في بيت الله وفي الكنيسة ولم يمكن أن يمضي قدمًا دون عائق، وأُعيق مقصد الله والعمل الذي يخطط الله للقيام به، فمن المؤكد أن مصالح بيت الله والكنيسة ستتضرر كثيرًا – هذه الأشياء مترابطة. وهذا يعني أنه عندما تتضرر مصالح بيت الله والكنيسة أو تُعاق، فمن المؤكد أن خطة تدبير الله ستُحبط بشدة، وستتضرر مصالح الله بشكل كبير أيضًا.
بعد أن انتهينا من عقد شركة حول ماهية مصالح الله، لنتحدث بعد ذلك عن ماهية مصالح الناس. تحدثنا للتو قليلًا عن مصالح الناس، لنتحدث الآن عن طبيعة مصالح الناس من حيث تعريفها، وتحديد طبيعتها. لماذا يطلب الله من الناس أن يُنَحوا مصالحهم؟ ألا يملك الناس هذا الحق؟ ألا يمنح الله الناس هذا الحق؟ ألا يستحق الناس مثل هذه الحقوق؟ أليس كذلك؟ إذا نظرنا إلى الأمر من تلك الجوانب العديدة لمصالح الناس التي تحدثنا عنها للتو، فلأجل ماذا يسعى الناس إلى المصالح؟ (من أجل أنفسهم). "من أجل أنفسهم" تعبير عام. من المقصود بأنفسهم؟ (الشياطين). إذا فهم الناس الحق واستطاعوا أن يعيشوا بالحق، وحققوا تغييرًا في الشخصية وخُلِصوا، وسعوا إلى ما يريدون، ألن يكون هذا السعي متوافقًا مع الله؟ لكن قبل أن يتغيروا ويُخلَّصوا، فإن الأشياء الوحيدة التي يسعى إليها الناس هي الشهرة والربح، والجوانب الكثيرة المتعلقة بالجسد؛ هذه أمور معادية للحق ومتناقضة معه تمامًا، وهي انتهاك شديد للحق، وهي على النقيض تمامًا من الحق. إن قال شخص ما إنه يحب الحق وإنه يسعى إليه، بينما الهدف الذي يسعى إليه، في حقيقة الأمر، هو تمييز نفسه والتباهي وجعل الناس يحترمونه، وتحقيق مصالحه الخاصة، وأداء واجبه، ليس من أجل الخضوع لله أو إرضاءه، بل لتحقيق الشهرة، والربح، والمكانة، فإن مسعاه غير مشروع. في هذه الحالة، عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة، هل تشكل أفعاله عقبة أمام العمل، أم أنها تساعد في دفعه إلى الأمام؟ من الواضح أنها تشكل عقبة، وليس دفعة للأمام. يلوح بعض الناس بلافتة القيام بعمل الكنيسة بينما يسعون من أجل شهرته، وربحه، ومكانته الشخصية، ويديرون شؤونهم الخاصة، ويوجِدون مجموعة صغيرة خاصة بهم، ومملكتهم الصغيرة – هل يؤدي هذا النوع من الأشخاص واجبهم؟ كل ما يقومون به من أعمال يعرقل بشكل رئيسي عمل الكنيسة ويعطلونه ويضعفه. ما هي نتيجة سعيهم وراء الشهرة، والربح، والمكانة؟ أولًا، يؤثر هذا في كيفية أكل شعب الله المختار وشربهم لكلمة الله بشكل طبيعي وفهمهم للحق، ويعيق دخولهم إلى الحياة، ويمنعهم من الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، ويقودهم إلى الطريق الخطأ؛ مما يضر بالمختارين، ويؤدي بهم إلى الخراب. وماذا يفعل في النهاية بعمل الكنيسة؟ إنه الاضطراب، والضعف والتفكك. هذه هي النتيجة التي أحدثها سعي الناس وراء الشهرة، والربح، والمكانة. عندما يؤدون واجبهم على هذا النحو، ألا يمكن تعريف هذا على أنه سلوك طريق أضداد المسيح؟ عندما يطلب الله أن يتخلى الناس عن الشهرة، والربح، والمكانة، فليس معنى ذلك أنه يحرم الناس من حق الاختيار؛ بل لأن الناس – في الوقت الذي يسعون فيه وراء الشهرة، والربح، والمكانة، يعطلون عمل الكنيسة ويربكونه؛ كما يعطلون دخول شعب الله المختار إلى الحياة، ويمكن أن يكون لهم تأثير في المزيد من أكل الآخرين وشربهم لكلام الله وفي فهمهم للحق، وبالتالي في نيل خلاص الله. هذه حقيقة لا مراء فيها. حين يسعى الناس وراء شهرتهم، وربحهم، ومكانتهم، من المؤكد أنهم لن يسعوا إلى الحق، ولن يتمّوا واجبهم بإخلاص، بل سيتكلمون ويتصرفون من أجل الشهرة، والربح، والمكانة، وكل العمل الذي يفعلونه هو، بلا استثناء، لأجل هذه الأمور. لا ريب في أن السلوك والتصرُّف على هذا النحو يعني السير في طريق أضداد المسيح؛ وهو بمثابة تعطيل وعرقلة لعمل الله، كما أن تبعاته جميعًا تعيق انتشار إنجيل الملكوت وتنفيذ مشيئة الله داخل الكنيسة. لذلك قد يقول قائل جازمًا إن الطريق الذي سلكه أولئك الذين يسعون وراء الشهرة، والربح، والمكانة، هو طريق مقاومة الله. إنها مقاومة مقصودة ضده ومعارضة له؛ إنها تعاون مع الشيطان في مقاومة الله، والوقوف ضده. وهذه طبيعة سعي الناس وراء الشهرة، والربح، والمكانة. يتمثل الخطأ في سعي الأشخاص وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أغراض الشيطان، وهي أغراض شريرة وجائرة. عندما يسعى الناس وراء مصالحهم الشخصية كالشهرة، والربح، والمكانة، فإنهم يغدون دون أن يشعروا أداةً للشيطان ومنفذًا له، وفوق ذلك يصبحون تجسيدًا للشيطان. إنهم يلعبون دورًا سلبيًّا في الكنيسة، بالنسبة لعمل الكنيسة، ولحياة الكنيسة الطبيعية، وللسعي الطبيعي لشعب الله المختار، فتأثيرهم هو الإزعاج والإضعاف؛ إن لهم تأثيرًا سلبيًّا. عندما يسعى امرؤ إلى الحق فإنه يستطيع أن يكون مراعيًا لمقاصد الله وعبئه. وعندما يؤدي واجبه فإنه يدعم عمل الكنيسة من جميع النواحي؛ فهو قادر على تمجيد الله والشهادة له، وإفادة الإخوة والأخوات، ودعمهم، وإعالتهم، ويربح الله المجد والشهادة، الأمر الذي يجلب الخزي على الشيطان. ونتيجة لسعيهم يربح الله كائنًا مخلوقًا قادرًا حقًّا على خشية الله والحيد عن الشر، وقادرًا على عبادة الله. ونتيجة لسعيهم أيضًا تتحقق مشيئة الله، ويمكن لعمل الله أن يحرز تقدمًا. يُعدّ مثل هذا السعي إيجابيًّا ومشروعًا في نظر الله. كذلك يعود مثل هذا المسعى بنفع عظيم على مختاري الله، كما أنه مفيدٌ تمامًا لعمل الكنيسة؛ حيث يساعد على دفع أمور هذا العمل قُدُمًا ويحظى باستحسان الله.
سنعقد الشركة تاليًا حول مصالح الله، ومصالح بيت الله، ومصالح الكنيسة. دعونا لا نتحدث الآن عما إذا كان ثمة شيء مشترك بين هذه المصالح الثلاثة، أي ما إذا كان من الممكن – عند الحديث عن مصلحة ما – مساواتها بالمصلحتين الأخريين. لنتحدث أولًا عن مصالح الله. ذكرت للتو أن مصالح الله تشمل مجد الله، وشهادته، واسمه، والأهم من ذلك، خطة تدبيره ونشر عمله، وهما الشيئان الأعظم والأهم عند الله. في الوقت الحالي، دعونا لا نذكر مجد الله، واسمه، وشهادته، التي هي أمور لا صلة لها بالناس. دعونا نتحدث أولًا عن عمل الله. ما العمل الذي يقوم به الله بالفعل؟ ما محتوى عمل الله؟ وما طبيعة عمل الله؟ وما الذي يجلبه عمل الله للبشرية؟ ما هو بالضبط تأثيره على البشرية؟ لنتحدث عن هذه الأشياء أولًا. ما هو عمل الله بالضبط؟ (خلاص البشرية). هذا الموضوع لا يمكن أن يتغير؛ الغرض من العمل لا يمكن أن يتغير، وهو خلاص البشرية التي هي تحت سلطة الشيطان وقد أفسدها الشيطان بشدة. يهدف هذا العمل إلى خلاص مجموعة من الناس الذين أفسدهم الشيطان إلى درجة افتقارهم إلى أي قدر من شبه الإنسان، مجموعة من الناس مليئة بشخصيات الشيطان الفاسدة، ومليئة بشخصيات تقاوم الله، من أجل جعلهم يتغيرون حتى يكون لديهم شبه الإنسان، وجعلهم يفهمون الحق، وأن يفهموا ويستوعبوا ما هو عادل وما هو ظالم، وما الأشياء الإيجابية وما الأشياء السلبية، وكيف ينبغي أن يعيش الناس لكي يعيشوا بحسب شبه الناس الحقيقيين، وما الموضع الذي ينبغي أن يقفوا فيه حتى يكونوا في الموضع الذي قدّره الله مسبقًا للناس. هذه هي المحتويات الأساسية لعمل الله، وأنتم جميعًا تعرفونها على مستوى نظري. إذا كنتم تفهمون مقصد الله حقًا، فينبغي أن تعرفوا ما إذا كان الله يدين الناس من أجل شجبهم وتدميرهم، أم من أجل تطهيرهم وتكميلهم، وما إذا كان الله يدين الناس ويوبخهم من أجل دفعهم إلى حفرة من النار، أم من أجل تخليصهم وجلبهم إلى النور. يمكننا جميعًا أن نرى أن الله يعبّر عن الكثير من الحقائق، ويكشف مختلف حالات الناس الفاسدة، ويصحح انحرافات الناس في إيمانهم ومفاهيمهم عن الإيمان، ويقود الناس إلى فهم الحق والعيش بكلام الله، والعيش حسب شبه البشر الحقيقيين، وأن بعض النتائج قد تحققت بالفعل بين مختاري الله. يكشف الله شخصيات الناس المتغطرسة ويمنعهم من أن يصبحوا أناسًا خارقين أو عظماء، مُتيحًا لهم أن يصبحوا كائنات مخلوقة حقيقية وأشخاصًا ذوي ضمير وعقل؛ يكشف الله جوهر الفريسيين المنافق، مُتيحًا للناس أن يروا وجوه الفريسيين المنافقة، وجالبًا الناس إلى واقع حق كلام الله؛ يكشف الله سخافة الثقافة التقليدية والأغلال التي تضعها على الناس والضرر الذي تلحقه بهم، حتى يتمكن الناس من التحرر من قيود الثقافة التقليدية ويتمكنوا من قبول الحق والعيش بكلام الله... يمكن تلخيص هذا كله على النحو التالي: إن عمل تخليص الله للناس هو أن يعيد الناس من اتجاهات العالم الشرير إلى بيت الله، ثم أن يعلِّمهم بكدٍ ويزوِّدهم بالحق والحياة، حتى يتمكنوا من فهم مبادئ التصرف الحقيقية ومعرفتها، وكيف ينبغي أن يتصرف الناس حتى يُفلِتوا من الضرر الذي تلحقه بالناس اتجاهات الشيطان الشريرة، والفلسفات الشيطانية المختلفة، والسموم الشيطانية. منذ البداية وحتى الآن، قام الله بكل أنواع العمل، من عمله في عصر الناموس، إلى عمله في عصر النعمة، إلى عمل الدينونة الذي يقوم به الآن في الأيام الأخيرة. والآن بعد أن اتضحت لكم هذه المراحل الثلاث من عمل الله، ما هي بالضبط طبيعة عمل الله في خطة تدبيره التي تمتد لستة آلاف عام؟ كيف ينبغي تعريفها؟ (هذه هي القضية الأكثر عدلًا بين البشر). هذا صحيح. إن عمل الله في تدبير البشرية وخلاصها مستمر منذ 6000 سنة، وخلال هذه الستة آلاف سنة، تحمَّل الله بلا كلل، وانتظر، وتكلم، وقاد البشرية حتى الآن. لم يستسلم الله، وهذا العمل الذي يقوم به الله هو القضية الأكثر عدلًا بين البشر. بالنظر إلى الأمر من طبيعة عمل الله، هل مصالح الله هي الأكثر عدلًا والأكثر شرعية؟ (نعم). إذا كانت مصالح الله محفوظةً، فماذا سيحدث للبشر؟ يمكن للبشر أن يعيشوا حياة طيبة، وأن يعيشوا بحسب شبه الناس، وأن يعيشوا في إطار قوانين كل الأشياء التي صاغها الله، وأن يستمتعوا بكل ما منحه الله للبشر، وهكذا سيصبح البشر السادة الحقيقيين لكل الأشياء. يجب أن تروا أن عمل تدبير الله يصب في نهاية المطاف في أعظم مصالح الناس. إذًا، أليس عمل خلاص الله للبشرية هو القضية الأكثر عدلًا بين البشر؟ هذا أمر لا يمكن إنكاره ولا شك فيه– إنه القضية الأكثر عدلًا. لذلك، إذا كان ثمة شخص سيصل إلى حد الإضرار بمصالح بيت الله، من أجل مصالحه الخاصة، ويصل إلى حد إعاقة نشر عمل الله، فأي شخص هذا؟ من الواضح أنه وغد شرير وإبليس. إن الله يعول البشر فحسب، دون أن يطلب أي شيء في المقابل. بينما يقوم الله بالعمل الأنفع للبشر، ويتولى القضية الأكثر عدلاً، لا يكتفي الناس بعدم تقدير الله أو شكره، أو بأنهم لا يفكرون في رد الجميل لله، بل على العكس من ذلك، يعرقلون عمل الله، ويربكونه، ويضعفونه، ويسعون إلى مصالحهم الشخصية. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم ضمير أو عقل على الإطلاق. هل ما زالوا يستحقون أن يُدعَوا أناسًا؟ هؤلاء أبالسة وشياطين إلى حد كبير! حتى وإن لم يستطع الله التأثير في الناس رغم القيام بكل هذا، فهل لا يزال لديهم قلوب؟ كلا، ليس لديهم قلوب. عدم وجود قلب يعني عدم وجود ضمير. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم حس الضمير. عندما تفتقر إنسانية المرء إلى الضمير، فإنه لا يعود إنسانًا، بل حيوانًا، وإبليسًا، وشيطانًا. هذا واضح جدًا. من أجل أن يُخلَّص الناس، فإن الله مصمم على دفع أي ثمن ويعمل بلا كلل. مهما كان الناس يسيئون الفهم أو يشككون، فإن الله كان دائمًا صبورًا ومستمرًا في إعالة الناس، ويخبرهم بجوانب مختلفة من الحق مرارًا وتكرارًا، ويجعلهم يفهمون شيئًا فشيئًا، ويجعلهم يتأملون ويفحصون، ويمكّنهم من فهم قلب الله واستيعاب قلب الله. وعندما يسمع الناس كلام الله هذا، يتأثرون ويذرفون بعض الدموع. لكن عندما يلتفتون، لا يقتصر الأمر على أنهم لا يراعون مقاصد الله فحسب، بل يظلون يسعون إلى مصالحهم الخاصة ويظلون يسعون إلى البركات. أخبروني، هل هؤلاء الناس ليس لديهم ضمير وعقل؟ ما أكثر ما يفتقر إليه مثل هؤلاء الناس؟ أكثر ما يفتقرون إليه هو الضمير والعقل، وأكثر ما يفتقرون إليه هو الإنسانية. يتحمّل الله كل أنواع الآلام بمنتهى الصبر لكي يعمل ويخلّص الناس، لكن الناس لا يزالون يسيئون فهم الله، ويضعون أنفسهم دائمًا في منافسة مع الله، ويحمون مصالحهم الخاصة باستمرار دون الاهتمام بمصالح بيت الله، ويريدون دائمًا أن يعيشوا حياة رائعة، لكنهم لا يريدون المساهمة في مجد الله؛ هل هناك أي إنسانية تُذكَر في كل هذا؟ مع أن الناس يعلنون الشهادة لله بصوت عالٍ، فإنهم يقولون في قلوبهم: "هذا هو العمل الذي قمت به، والذي حقق نتائج. أنا أيضًا أجهدتُ نفسي، أنا أيضًا دفعتُ ثمنًا. لماذا لا يشهدون لي؟". هم يريدون دائمًا أن يكون لهم نصيب في مجد الله وشهادته. هل يستحق الناس هذه الأشياء؟ كلمة "المجد" لا تخص البشر. لا يمكن أن تخص إلا الله، الخالق، ولا علاقة لها بالكائنات البشرية المخلوقة. حتى وإن أجهد الناس أنفسهم وتعاونوا، فهم ما يزالون تحت قيادة عمل الروح القدس. إذا لم يكن عمل الروح القدس موجودًا، فما الذي يمكن أن يقوم به الناس؟ كلمة "شهادة" لا تخص البشر هي أيضًا، سواء كانت اسمًا "شهادة" أو فعلًا "يشهد"، فكلتا الكلمتين في حد ذاتهما لا علاقة لهما بالكائنات البشرية المخلوقة. الخالق وحده هو من يستحق أن يُشهد له ويستحق شهادة الناس. هذا محدَّد بهوية الله، ومكانته، وجوهره، وهو أيضًا لأن كل ما يفعله الله نابع من جهوده، والله يستحق أن يمتلك هذا. ما يستطيع الناس فعله محدود بلا ريب، وكله نتيجة لاستنارة الروح القدس، وقيادته، وإرشاده. بخصوص الطبيعة البشرية، فإنَّ الناس يصبحون متغطرسين بمجرد أن يفهموا بعض الحقائق ويستطيعوا القيام بقدر قليل من العمل. إذا لم ترافقهم دينونة الله وتوبيخه لهم، فلن يستطيع أحد أن يحقق الخضوع لله والشهادة له. ونتيجة لتعيين الله المسبق، فقد يكون لدى الناس بعض المواهب أو الهبات الخاصة، أو تعلَّموا مهنة ما أو بعض المهارات، أو لديهم القليل من الذكاء، فيصبحون متغطرسين بشكل لا يُحتمل، ويرغبون باستمرار في أن يشاركهم الله مجده وشهادته. أليس هذا غير معقول؟ هذا غير معقول إلى أقصى حد. هذا يدل على أنهم يقفون في الموضع الخطأ. هم لا يعتبرون أنفسهم بشرًا، بل يعتبرون أنفسهم سلالة منفصلة، بشرًا خارقين. الناس الذين لا يعرفون هويتهم، وجوهرهم، والموضع الذي يجب أن يقفوا فيه ليس لديهم وعي ذاتي. إن تصاغر الناس ليس شيئًا ينبع من التواضع، فالناس وضيعون ودنيئون في الأصل. بينما تصاغر الله هو شيء ينبع من التواضع. القول بأن الناس وضيعون هو تعظيم لهم- في الحقيقة هم دنيئون. يرغب الناس دائمًا في التنافس على الشهرة، والربح والمكانة، ويتنافسون مع الله على مختاريه. وبهذه الطريقة يلعبون دور الشيطان، وهذه هي طبيعة الشيطان. إنهم حقًا ذرية الشيطان، دون أدنى فرق. لنفترض أن الله أعطى الناس القليل من السلطة والقوة، ولنفترض أنهم يستطيعون إظهار آيات وعجائب والقيام ببعض الأمور الخارقة، ولنفترض أنهم يفعلون كل شيء وفقًا لمتطلبات الله وينفذونها بالضبط. لكن هل يمكنهم التفوق على الله؟ كلا، أبدًا. هل قدرات الشيطان، رئيس الملائكة، ليست أعظم من قدرات البشر؟ هو يريد دائمًا أن يتفوق على الله، لكن ما النتيجة النهائية؟ في النهاية، لا بد أن يسقط في الهاوية السحيقة. سيكون الله تجسيد العدالة إلى الأبد، في حين أن الشيطان، إبليس، ورئيس الملائكة، سيكون تجسيد الشر إلى الأبد، وممثل قوى الشر. سيكون الله عادلًا إلى الأبد، وهذه الحقيقة لا يمكن تغييرها. هذا هو الجانب الاستثنائي والخارق لله. حتى لو اكتسب البشر من الله كل حقائقه، فهم ليسوا سوى كائنات مخلوقة ضئيلة ولا يمكنهم أن يتفوقوا على الله. هذا هو الفرق بين البشر والله. لا يمكن للبشر أن يعيشوا بطريقة منظمة إلا في إطار جميع القواعد والقوانين التي صاغها الله، ولا يمكنهم إدارة كل ما خلقه الله إلا في إطار هذه القواعد والقوانين. لا يمكن للناس أن يخلقوا أي كائنات حية، ولا يمكنهم تغيير قدر البشر– هذه حقيقة. ما الذي تشير إليه هذه الحقيقة؟ إنها تشير إلى أنه مهما بلغت السلطة والقدرة التي يمنحها الله للبشر، فلا أحد في النهاية يستطيع أن يتجاوز سلطان الله. مهما كان عدد السنين، أو مهما كان عدد الأجيال، أو مهما كان عدد البشر، فلا يمكن للبشر أن يعيشوا إلا تحت سلطان الله وسيادته. هذه حقيقة ثابتة إلى الأبد، حقيقة لن تتغير أبدًا!
ما شعوركم بعد سماع هذه الأشياء؟ يقول البعض: "كنت أفكر في هذه الأشياء في وعيي، لكنني شعرت دون قصد أن قدراتي كانت تنمو. وكلما كبرت في السن، نضجت خواطري أيضًا، واستطعت التفكير في الكثير من القضايا بشكل أكثر شمولًا، ومع سماعي المزيد من كلام الله، استطعت أن أفهم بعض مقاصده، فشعرت أنني قوي ولا أحتاج إلى أن يسود الله عليَّ. وأصبحت أشعر – دون وعي – بأنني قادر، وأنني ربحت الله" هل هذا شعور حسن؟ (كلا). كيف لا يكون هذا شعورًا حسنًا؟ هذه ليست علامة جيدة. إذًا، ما العلامة الجيدة؟ كلما طال عمر الإنسان، زاد شعوره بأن "الكائنات البشرية مثل التراب، وأدنى من النمل. مهما بلغت قوة الناس أو وقارهم، أو مهما بلغ فهمهم للتعاليم، أو مدى نضج أفكارهم، لا يمكنهم تجاوز سيادة الله". كلما طال عمر الناس، زاد شعورهم بعظمة سلطان الله وقدرة سلطان الله. كلما طال عمر الناس، زاد شعورهم بتفاهة الناس. وكلما طال عمرهم، زاد شعورهم بأنَّ الله لا يُسبَر غوره. مثل هذه الحالة الذهنية طبيعية. هل لديكم هذه الحالة الآن؟ ليس بعد، أليس كذلك؟ أنتم لا تزالون في كثير من الأحيان في خضم صراع، متأرجحين على حافة المصالح، بل إنكم حتى ترسلون أحيانًا بعض الإشارات الصغيرة، قائلين: "لماذا لا يشاركني الله القليل من مصالحه؟ لماذا لا يمتدحني الله؟ لماذا لا يجعل الناس من حولي يقدرونني؟ لماذا لا يجعل الناس يشهدون لي؟ لقد دفعت ثمنًا وقدَّمت مساهمات. كيف سيكافئني الله؟". ما زلتم تنغمسون في كثير من الأحيان في عقلية متعجرفة ومغرورة. أنتم غالبًا ما تجهلون من أنتم، وغالبًا ما تشعرون بأنكم قادرون. هذا الوضع غير طبيعي. هذا ليس تقدمًا في الحياة. ماذا يُسمَّى هذا؟ تضخم الشخصيات الفاسدة مرة أخرى. بعض الناس يكونون أكثر تواضعًا وانطواءً عندما لا يكونون قد قدموا أي مساهمات. وحالما يفعلون شيئًا مهمًا ويقدّمون بعض المساهمات، ويشعرون بأن لديهم رأس مال، يتساءلون عندما يرون الناس يحيطون بهم: "لماذا لا تبلّغون عن مساهماتي؟ أنتم جميعًا تشهدون لاسم الله وجوهر الله، فلماذا لا تقدّمون عرضًا عني؟ حتى لو لم تشهدوا لي، فيمكنكم تقديم عرض عني فحسب. أنا، الأخت فلانة، آمنت بالله لمدة 25 عامًا. أبلغ من العمر الآن 45 عامًا، وما زلت غير متزوجة وعزباء، وما زلت أسعى بإخلاص وحماس حتى يومنا هذا. ولأنني ركيزة أساسية للكنيسة، فقد أُدرجت عدة مرات على قائمة المطلوبين من الحكومة الشيوعية الصينية، وطورِدتُ، واختبأت في شتى أنواع الأماكن، وتنقلت بين أكثر من عشر مقاطعات قبل أن أنتقل إلى الخارج. بعد كل ذلك، واصلت الخدمة بصفتي مسؤولة عن عمل مهم في بيت الله، وخلال هذه الفترة قدّمت العديد من الاقتراحات، والأفكار، والمفاهيم البنّاءة لبعض مهام بيت الله، إذ قدّمت مساهمة لا تُنسى للنهوض بعمل الكنيسة ونشر إنجيل ملكوت الله. لماذا لا تقدمونني على هذا النحو؟ لماذا لا يهيئ الله لي بعض البيئات والمناسبات لعرض مواهبي حتى يتعرف عليَّ الجميع ويعرفونني؟ لماذا يضيّق الله الخناق علينا دائمًا؟ نحن لسنا أحرارًا جدًا في بيت الله، ولسنا مرتاحين، أو متحررين، أو سعداء!". هي ترغب حتى في أن تكون مرتاحة، ومتحررة، وسعيدة. كيف يمكننا أن نجعلك مرتاحة، ومتحررة، وسعيدة؟ بوضعك في أعلى المراتب؟ وتقديم عرض عنك بعد وضعك على قمة الهرم: كانت هذه الشخصية طبيبة مشهورة في العالم، وحازت على الجائزة الأولى لأطباء الأمة المشهورين، وأُدرج اسمها بعد ذلك في "موسوعة مشاهير الأطباء في العالم". لقد أنجزت العديد من الأبحاث، وبعد مجيئها إلى بيت الله استمرت في كونها ركيزة أساسية وذات مهارة، وأصبحت الآن من كبار القادة. ألن تكون سعيدة حين ذاك؟ ستفكر: "أنا شخصية موهوبة. كنت مشهورة من قبل، وما زلت مشهورة بعد مجيئي إلى بيت الله. أنا مثل الذهب الذي يلمع أينما وضعته، ولا يمكن لأحد أن يحتوي بريقه. قدراتي واضحة للعيان! على الرغم من أن الله لا يشهد لي، فإن هذه الحقائق تشهد لي شهادة مدوّية". ما رأيكم في هذا الرأي؟ إذا كنت لا تستطيع أن تتخلى عن سعيك إلى الشهرة والربح ليوم واحد، فأنت لا تزال مكبَّلًا بالشهرة، والربح، والمكانة، ولا يمكنك أن تكون مرتاحًا وسعيدًا حقًا. ما دمت مُقيّدًا، ومكبَّلًا، ومربوطًا بأغلال الشهرة والربح، فلن تتقدم في سعيك إلى الحق، بل ستظل عالقًا في مكانك فحسب. قد يسأل بعض الناس: "هل سأرتد عن الحق؟". الحقيقة هي أنك ما دمت لا تتقدم إلى الأمام، فأنت عالق في مكانك أو ترتد متراجعًا. هذا يدل على أن جوهر طبيعتك هو هذا الشيء، ومهما بلغ عدد سنوات إيمانك بالله، فلن تحرز أي تقدم، وربما تظل تفعل الكثير من الشرور حتى إلى النهاية. يمكن القول بكل تأكيد إنك ستُكشف. حالما تتوفر لمثل هذا الشخص البيئة المناسبة، وحالما يكتسب مكانة، سوف يُكشف طموحه. في الواقع، من دون هذه البيئة والمكانة، هل كانوا سيصبحون بلا طموح؟ كان سيظل لديهم طموح. إنهم هذا الشيء وهذا الجوهر فحسب، ولا يمكن احتواء طموحهم. حالما تتوفر لهم البيئة المناسبة، سوف "ينفجرون" فجأة، ولن تتمكن أي قيود من كبح جماحهم، وسيبدؤون في فعل الشر، وسيُكشف عن وجههم القبيح الإبليسي تمامًا. هذه حالة من الكشف. ينبغي أن تفهم كلمة "الكشف" بهذه الطريقة: لم يقصد الله أن يكشفك، بل أراد الله أن يعطيك فرصة للممارسة. لكنك لم تميّز الخير عندما رأيته، وحتى أحرجت نفسك للغاية على الملأ. أليس الكشف عنك هو جزاؤك العادل؟ هذا اختيارك أنت. ليس الأمر أن الله تعمَّد أن يكشف عنك ويستبعدك. دوافعك وطموحاتك هي التي كشفتك. من يمكنك أن تلوم إلا سواها؟
فيما يتعلق بمصالح الناس ومصالح الله، هل عقدنا شركة كافية إلى حد ما حول الحق في هذا الصدد؟ ما هي مصالح الناس الشخصية؟ هي الأشياء التي يسعى الناس وراءها، بما في ذلك الشهرة، والربح، والمكانة، والطموح والرغبة في نيل البركات، وكذلك غرور الناس وكبريائهم، والعائلة، والأقارب، والمصالح المادية، وما إلى ذلك. إن جوهر مصالح الناس أناني وحقير، وهو شرير وشيطاني، ويتعارض مع الحق، ويعرقل عمل بيت الله، ويربكه، ويدمره، في حين أن مصالح الله هي القضية الأكثر عدلًا لخلاص البشرية، وتمثل محبة الله، وعمله، وقداسته، وبرّه. لذلك، فإن الله لديه ما يبرر دفاعه عن مصالحه. فهو يدافع عن قضية عادلة. هذا ليس لأن الله أناني ويريد الدفاع عن كرامته. هذا شيء عادل ومشروع، وهو ذو فائدة غير محدودة للجنس البشري الذي يخلّصه الله. فقط عندما يدافع الله عن مصالحه، يمكن أن يُخلّص الجنس البشري كنتيجة لذلك، ويحصل على منافع أكبر نتيجة لذلك، ويكتسب الحق، والطريق، والحياة، وحينها فقط يمكن للناس أن يصبحوا أخيرًا كائنات مخلوقة حقًا، ويعيشوا ضمن جميع القوانين والقواعد التي وضعها الله، ويعيشوا بين جميع الأشياء التي خلقها الله لهم، وحينها فقط يمكن للبشر أن يحصلوا على السعادة وعلى حياة جميلة حقًا. هل كل هذا الذي يفعله الله قضية عادلة؟ إنها قضية عادلة إلى أقصى الحدود! هذا العمل وهذا التدبير اللذان يقوم بهما الله، إضافة إلى جميع المهام الموجودة في الكنيسة التي تنطوي على خلاص الله للبشرية – مثل نشر الإنجيل، وتصوير الأفلام، وكتابة مقالات الشهادة، وإعداد مقاطع الفيديو، وترجمة كلام الله، والحفاظ على النظام الطبيعي لحياة الكنيسة – هي مهام مهمة ولا بد من الحفاظ عليها. يوجد أيضًا جانب ضمان معيشة جميع أفراد شعب الله المختار الذين يقومون بواجباتهم. رغم أن هذه مهمة أساسية للغاية، على غرار خدمات الدعم، ولا يبدو أن لها علاقة كبيرة بالعمل الرئيسي لبيت الله، فهي مهمة جدًا أيضًا، ومن الضروري ذكرها هنا. الأشياء العادية مثل الطعام، والملبس، والمسكن، والمواصلات– هذا ما يوفره الله للناس، وهي أيضًا أكثر الاحتياجات المادية المشروعة التي ينبغي أن يمتلكها الناس ذوو الإنسانية الطبيعية. لن يحرم الله الناس من هذه الاحتياجات، بل لا بد أن يدافع عنها. إذا كُنتَ دائمًا تربك الأشياء التي يريد الله الدفاع عنها، وتعرقلها، وتزعزعها، وإذا كنتَ دائمًا تُظهر احتقارًا تجاه هذه الأشياء، ودائمًا ما تكون لديك مفاهيم وآراء حولها، فأنت تنكر الله وتقف ضده. إذا كُنتَ لا تعتبر عمل بيت الله ومصالح بيت الله مهمة، ودائمًا تريد زعزعتها، وتريد دائمًا أن تتسبب في دمار، أو تريد دائمًا الاستفادة منها، أو الغش أو الاختلاس، فهل سيغضب الله عليك؟ (نعم). ما عواقب غضب الله؟ (سوف نُعاقب). هذا أمر مؤكد. لن يغفر الله لك قطعًا! لأن ما تفعله هو هدم عمل الكنيسة وتدميره، وهذا يتعارض مع عمل بيت الله ومصالحه. هذا شر جسيم، وهو دخول في منافسة مع الله، وهو أمر يسيء مباشرةً إلى شخصية الله. كيف لا يغضب الله عليك؟ إذا كان بعض الناس، بسبب ضعف مستوى قدراتهم، غير أكفاء في عملهم، ويفعلون أشياءً تسبب العرقلة والإزعاج عن غير قصد، فهذا أمر يُغتفر. لكن إذا كنت بسبب مصالحك الشخصية تنغمس في الغيرة والخصومة وتفعل عمدًا أشياء تعرقل عمل بيت الله، وتربكه، وتدمره، فهذا يعتبر انتهاكًا متعمدًا، وهذا أمر يسيء إلى شخصية الله. هل سيغفر الله لك؟ إن الله يقوم بعمل خطة تدبيره التي تمتد لستة آلاف عام، ويبذل كل جهوده المضنية في ذلك. إذا كان هناك من يعارض الله، ويتعمد الإضرار بمصالح بيت الله، ويتعمد السعي وراء مصالحه الشخصية، ووجاهته الشخصية ومكانته على حساب الإضرار بمصالح بيت الله، ولا يتردد في هدم عمل الكنيسة، ويتسبب في عرقلة عمل بيت الله وتدميره، بل إنه يلحق ببيت الله أضرارًا مادية ومالية هائلة، فهل تعتقدون أن مثل هؤلاء الأشخاص ينبغي أن يُغفر لهم؟ (كلا، لا ينبغي لهم ذلك). تقولون جميعًا إنه لا يمكن أن يُغفر لهم، فهل الله غاضب من مثل هؤلاء الناس؟ بالتأكيد، هو غاضب منهم. لقد قام الله بمثل هذه المهمة العظيمة المتمثلة في التعبير عن الحق وخلاص الناس، وبذل كل جهوده المضنية في ذلك. الله يأخذ هذه القضية الأكثر عدلًا بجدية شديدة؛ إنَّ كل جهده الدؤوب قد بُذِل من أجل هؤلاء الناس الذين يريد خلاصهم، وكل توقعاته أيضًا موضوعة على هؤلاء الناس، والنتائج النهائية التي يريد الحصول عليها من خطة تدبيره التي تمتد لستة آلاف عام والمجد، ستتحقق جميعًا على هؤلاء الناس. إذا دخل شخص ما في منافسة ضد الله أو عارض نتائج هذه القضية، أو أربكها، أو دمرها، فهل سيغفر الله له؟ (كلا.) هل يسيء هذا إلى شخصية الله؟ إذا ظللت تقول إنك تتبع الله، وتسعى إلى الخلاص، وتقبل تمحيص الله وإرشاده، وتقبل دينونة الله وتوبيخه وتخضع لهما، لكنك بينما تقول هذا الكلام طوال الوقت، تعرقل عمل الكنيسة المتنوع، وتربكه، وتدمره، وبسبب وإرباكك وعرقلتك وتدميرك، وبسبب إهمالك في الواجب أو تقصيرك فيه، أو بسبب رغباتك الأنانية ومن أجل السعي إلى مصالحك الخاصة– فإن مصالح بيت الله ومصالح الكنيسة والعديد من الجوانب الأخرى قد تضررت، إلى درجة أن عمل بيت الله قد أُربك ودُمِّر بشكل خطير، فكيف ينبغي إذًا أن يُقيِّم الله عاقبتك في كتاب حياتك؟ كيف ينبغي أن تُوصَف؟ بكل إنصاف، ينبغي معاقبتك. وهذا ما يُسمى بنيل جزاءك العادل. ما الذي تفهمونه الآن؟ ما هي مصالح الناس؟ (إنها شريرة). مصالح الناس في الواقع هي كل رغباتهم المغالى فيها. بعبارة صريحة، هي كلها إغواءات، وكلها أكاذيب، وكلها طعوم يستخدمها الشيطان لإغواء الناس. السعي إلى الشهرة، والربح، والمكانة، وسعي المرء إلى مصالحه الخاصة– هذا تعاون مع الشيطان في فعل الشر، وهو معارضة لله. من أجل إعاقة عمل الله، يُهيئ الشيطان بيئاتٍ مختلفة لإغواء الناس، وإرباكهم، وتضليلهم، ولمنع الناس من اتباع الله، ولمنعهم من أن يكونوا قادرين على الخضوع لله. وبدلًا من ذلك، فإنهم يتعاونون مع الشيطان ويتبعونه، وينهضون عمدًا لإرباك عمل الله وتدميره. مهما عقد الله من شركة عن الحق، فإنهم لا يزالون لا يعودون إلى رشدهم. ومهما هذَّبهم بيت الله، فإنهم لا يزالون لا يقبلون الحق. هم لا يخضعون لله على الإطلاق، وبدلًا من ذلك يصرون على التصرف بطريقتهم الخاصة وفعل ما يحلو لهم. ونتيجة لذلك، فإنهم يربكون عمل الكنيسة ويدمرونه، ويؤثرون بشكل خطير على تقدم عمل الكنيسة المتنوع، ويسببون ضررًا هائلًا لدخول شعب الله المختار في الحياة. هذه الخطيئة عظمى، ومثل هؤلاء الناس سيعاقبهم الله بالتأكيد.
في رأيكم الآن، أي مهام في الكنيسة هي الأهم وتنطوي على توسيع خطة تدبير الله؟ (نشر الإنجيل). عمل الإنجيل مهمة رئيسية. عمل الله هو العمل كما يراه الله، لكن بالنسبة للناس، هو واجبهم. إضافةً إلى عمل الإنجيل، يوجد أيضًا عمل إنتاج مقاطع الفيديو، وعمل الترجمة، والترانيم، والأعمال النصية المختلفة. في الوقت الحاضر، معظم الناس الذين يؤدون واجبهم بدوام كامل منخرطون في أنشطة متعلقة بهذه المهام. أخبروني، أي من هذه المهام يمكن الاستغناء عنها؟ بعض الناس يقولون: "الموسيقى ليست سوى بضع نوتات موسيقية، وأنا لا أعتقد أنها مهمة. لا يزال من الممكن إعلان كلام الله ونشره بالقدر نفسه من دون كل تلك الألحان، ولا يزال من الممكن أن يجلب الناس أمام الله بالقدر نفسه". هل من الصواب قول ذلك؟ (لا، إنه خطأ). لماذا هو خطأ؟ هل ستكون الأنواع المختلفة من إنتاج الفيديو مفيدة من دون موسيقى؟ (كلا.) إضافةً إلى كونها ضرورية لإنشاد الترانيم داخل الكنيسة، فإن جميع الأفلام، ومقاطع الفيديو الموسيقية، والجوقات، والمسرحيات، وكذلك مقاطع الفيديو لتلاوة كلام الله وما إلى ذلك، هي أيضًا تتطلب موسيقى. مع أن الموسيقى في ظاهرها ليست سوى نوتات موسيقية بالفعل، فإنَّ هذه الموسيقى تصبح أكثر فاعلية في إعلان كلام الله، فور أن يسمعها الناس، ويمكنها أن تلعب دورًا في تعزيز انتشار الإنجيل، لذلك فهي لا غنى عنها. حتى وإن كنت تتحدث في مكان ما بشكل عرضي فحسب وثمة موسيقى في الخلفية، سيكون التأثير مختلفًا، أليس كذلك؟ لذا فإن هذا الواجب مهم جدًا. بعض الناس يقولون: "هل عملنا في إنتاج الفيديو مهم إذًا؟". أخبروني أنتم، هل عمل إنتاج الفيديو مهم؟ (نعم). على سبيل المثال، جزء كبير من الصور التي تُنتج باستخدام تقنية المؤثرات الخاصة لا يمكن أن تحل محلها لقطات فيديو غير مُعدلة، ولا يمكن صنع أفلام منها– هذا هو الفن الحديث. هناك من يقول: "بيت الله يتحدث حتى عن الفن الحديث. أليس هذا نوعًا من مواكبة العصر؟". كيف يكون هذا مواكبة للعصر؟ هذا يُسمَّى استغلال الشيطان لأداء خدمة؛ وهو بالطبع ليس استغلالًا للإخوة والأخوات لأداء خدمة. أعني بذلك أنه إذا كان بإمكانك أن تتعلم بعض المهن الفنية والتقنية وتستخدم هذه المعرفة المهنية في عمل نشر الإنجيل وإعلان كلام الله، فإن ما تعلمته مفيد. إذا كنت تستطيع أن تتعلمه، فهذه نعمة من الله، ويمكنك حينئذٍ أن تؤدي الواجب المتعلق به، وستكون مُباركًا. أليست هذه بركة لك؟ (بلى). إذًا، ليس ما تتعلمه هو المهم، المهم أن تستخدمه في واجبك. ثمة آخرون يقولون: "نحن نقوم بعمل نصي، لكن لا أحد يعرف عنا أبدًا، ولا أحد يذكرنا، والكثير من الناس لا يروننا حتى. لقد أصبح من الممكن الاستغناء عنا". هذه ليست رؤية واضحة للأمر. الناس لا يرونك، لكن الله يراك، ويمحّصك، ويرشدك، ويباركك، لماذا لا تشعر بذلك؟ هل يعنيكم ما إذا كان الناس يرونكم أو يذكرونكم أم لا؟ أي حقٍّ لم يُقدَّم لكم؟ أي عظات وشركات قد استُبعدتم منها؟ في الواقع، إن المحتوى التقني في العمل النصي ليس متقدمًا جدًّا، وجوانبه المهنية لا تحتاج إلى قدر كبير من التعزيز. ومع ذلك، ثمة شيء واحد لا غنى عنه. لا بد أن تفهم الحق. إذا لم تفهم الحق، فلن تكون قادرًا على كتابة أي شيء. لديك معرفة بالكتابة، ويمكنك جعل اللغة قياسية، وتنظيمها، ويمكنك وضع هيكل وأفكار في نص مكتوب. لكن الهيكل في حد ذاته ليس هو المقال. يجب أن يُملأ بمحتوى. ما ينبغي أن يُكتب بالضبط كمحتوى، وكيف ينبغي أن يُكتب بالضبط لتحقيق نتيجة الشهادة لله– هذا ما ينبغي أن تدخلوا فيه. إذا توقفتم عند هذا الأساس فحسب، أي الشهادة لكلام الله وإعلان هذه المرحلة من عمل الله، فلن تنمو قامتكم أبدًا. إضافة إلى الشهادة لعمل الله الجديد، والتصدي لمفاهيم الناس، وعقد شركات حول بعض الحقائق المتعلقة بالرؤى، إذا كان بإمكانكم أيضًا أن تعقدوا شركة عن بعض الحقائق المتعلقة بدخول الحياة، وتستخدموا بعض الوقائع والقصص وبعض التفاصيل الموصوفة بدقة للتعبير عن جميع الحالات المختلفة الموجودة في أعماق قلوب الناس، حتى يدرك الناس فسادهم، وحتى يفهموا ما هي متطلبات الله للبشرية وما هي مقاصد الله، وأن يدركوا، علاوة على ذلك، أكثر القضايا أهمية – ما هو الحق بالضبط، وما الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الناس، وأين يكمن الخطأ في الطرق الخطأ التي يسلكها الناس الآن، وما نوع الناس الذين يطلب الله من البشر أن يكونوا عليه، وما الطريق الذي يطلب الله من الناس أن يسلكوه – إذا استطعتم التقدم خطوة بخطوة نحو هذا، فإن الواجب الذي تؤدونه سيكون ذا قيمة بالغة. لكن هذا هو الجزء الصعب، هذا هو أصعب شيء. إنَّ دخول الناس في الحياة لا يحدث في غضون يوم أو يومين. في كثير من الأمور، يستغرق الأمر سنة أو سنتين منذ أن يتم التحدث عنها لأول مرة حتى يكتسب الناس وعيًا بها. ويستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات، أو حتى من ثلاث سنوات إلى خمسة للانتقال من وعي مبهم إلى وعي واضح، ويستغرق الأمر سنتين أو ثلاث سنوات منذ أن يصبح وعي المرء واضحًا وحتى إدراك طبيعة هذا الأمر، ثم يستغرق الأمر سنتين أو ثلاث سنوات أخرى لمعرفة خطورة هذه المشكلة. يمكن للأشخاص الخدرين وذوي مستوى القدرات السيء أن يصلوا إلى هذه المرحلة فحسب. أما الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى قدرات أفضل وروح يقظة فيعرفون أن يبحثوا بنشاط بشأن ماهية الحق، وهو ما يستغرق سنتين أو ثلاث سنوات أخرى... وفجأةً تنقضي حياتهم بأكملها من دون أن يشعروا بذلك. هذا هو مدى بطء الدخول في الحياة! إن فهم الناس للحق وتذكرهم له يفوق بكثير سرعة اختبار الناس للحق واستيعابهم له. ماذا أعني بهذا؟ أعني أن الاختبار والاستيعاب بطيئان دائمًا، لأن هذه هي الحياة، بينما الفهم والتذكر لا يحتاجان إلا إلى العقل. فالأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة جيدة، وقدرة قوية على الفهم، ودرجة من مستوى القدرات، وقدر من الأساس التعليمي، يمكنهم تحقيق هذه الأمور بسرعة. لكن بعد الفهم، هل يمتلك المرء حينئذٍ المعرفة؟ كلا، فبعد الفهم، يقف المرء عند حد معرفة ماهية هذا الأمر لا أكثر، ولكن هذا لن يجدي نفعًا عند العمل. لماذا لن يجدي نفعًا؟ لأنه في كثير من الأحيان لا يمكن تطبيق التعاليم التي تفهمها على الأمور التي تصيبك أو ربطها بها. ونتيجة لذلك، لا يمكنك أن تفهم الحق أخيرًا وتصبح قادرًا على ممارسة كلام الله واختباره في كل الأشياء المختلفة التي تصيبك إلا بعد أن تفشل عدة مرات، وتعاني من بعض الخسائر، وتسلك بعض الانعطافات، وتتلقى العديد من الدينونات، والتوبيخات، والتهذيبات. حينئذٍ ستكون سنوات عديدة قد مرت في لمح البصر لدرجة أن وجهك ربما صار تكسوه التجاعيد، أليس هذا بطيئًا جدًا؟ إن حياة الناس تتقدم ببطء شديد، لأن الحق الذي يفهمه الناس ينطوي على جوهر طبيعة الناس، ووجود الناس، والأشياء التي يعيش بها الناس، وهذا ينطوي على تحوّل في شخصية المرء إضافة إلى تغيرات في حياته. كيف يمكن أن يكون من السهل جدًا أن تتغير حياتك إلى حياة أخرى؟ يحتاج الأمر من جانب إلى عمل الله، وفي الوقت نفسه يحتاج أيضًا إلى تعاون الناس بنشاط، وفوق ذلك، توجد تجارب البيئة الخارجية، إضافةً إلى سعيك الشخصي، ويجب أيضًا أن يكون لديك مستوى القدرات والإدراك الكافيين، وسيمنحك الله حينذاك مزيدًا من الاستنارة والإرشاد؛ وعلاوةً على ذلك، سيوقع الله بك بعض التوبيخات، والدينونات، والتهذيبات، وسوف ينتقدك إخوتك وأخواتك، ومع ذلك يجب أن تسعى في اتجاه صاعد، حتى يمكن القضاء على تلك الأشياء التي تنتمي إلى الشيطان– حينها فقط يمكن للأشياء الإيجابية التي تنتمي إلى الحق أن تدخل شيئًا فشيئًا. يقول بعض الناس: "عندما يفهم الناس الحق، تتغير حياتهم". هل هذا القول صحيح أم خطأ؟ (إنه خطأ). كيف يكون خطأ؟ إن فهم الحق لا يعادل امتلاكك للحق، ومجرد فهم الحق، لا يعني أنه حياتك. حالما تسمع الحق، وتستوعبه، وتفهم ما تسمعه، كم من الوقت يمكن أن يبقى في قلبك؟ ربما بعد مرور شهر تختفي تمامًا تلك الكلمات التي كنت تظن في ذلك الوقت أنها الأكثر أهمية، وعندما تسمعها مرة أخرى تشعر كأنك لم تسمعها من قبل. ومع ذلك، إذا كنت تمتلك مثل هذه القامة في الحياة، فليس عليك أن تستمع إليها مرارًا وتكرارًا. ولكن إن لم تكن تمتلكها، فعليك أن تستمر في الاستماع، وإن لم تستمع، فإن ما تفهمه سيتضاءل تدريجيًا ويختفي حتى تصبح مثل غير المؤمنين. لذلك، يجب الاستماع إلى كلام الله والحق وقراءتهما باستمرار. قراءتهما أو الاستماع إليهما بقدر قليل جدًا ليس مقبولًا. لديكم جميعًا إدراك عميق لهذا، أليس كذلك؟ (بلى). في بعض الأحيان، بعد عدم إنشاد التراتيل أو الصلاة لله لمدة يومين أو ثلاثة، تشعر بفراغ في قلبك ولا تستطيع فهم الله، فتتساءل عن حيث تذهب في نزهة للاسترخاء. ونتيجة لذلك، كلما استرخيت أكثر، أصبحت أقل انضباطًا، وعندما تذهب إلى الكنيسة لعقد شركة مع إخوتك وأخواتك حول الحق، تشعر بأنك غير معتاد على ذلك، وحالما يُذكر عمل الكنيسة تشعر ببعض الحرج. في غضون يومين أو ثلاثة أيام، تكون قد تغيرت وأصبحت شخصًا مختلفًا، لدرجة أنك تشعر بأنك لم تعد حتى تعرف نفسك. كيف يمكن أن يحصل هذا؟ لا تظن أنه بما أنك استمعت إلى الكثير من العظات، فقد أصبح الحق حياتك واكتسبت الحق. ما زلت بعيدًا عن ذلك! لا تظن أنه لمجرد أنك كتبت مقال شهادة أو كان لديك هذا النوع من الاختبار، فقد خلصت بالفعل. أنت لم تصل إلى هذا بعد! هذا مجرد جزء صغير في اختبار حياتك الطويل. قد يكون هذا الجزء مجرد حالة مزاجية لحظية، أو شعور لحظي، أو أمنية لحظية، أو طموح، ولا شيء أكثر من ذلك. عندما تضعف يومًا ما وتنظر إلى الوراء وتستمع إلى الشهادات التي قدّمتها ذات يوم، والأقسام التي أقسمتها ذات يوم، والأفهام التي توصلت إليها ذات يوم، ستشعر أنها غير مألوفة بالنسبة لك، وستقول: "هل كان هذا أنا؟ هل كانت لي مثل هذه القامة العظيمة؟ كيف لا أعرف؟ لم يكن هذا أنا، أليس كذلك؟". ستدرك في هذه اللحظة أن حياتك لم تتغير بعد. ما الذي يدل على أن حياتك لم تتغير؟ أن شخصيتك لم تتحوّل بعد. بمَ ستشعر عندما تكتشف أنه – على الرغم من تقديمك للشهادات واعتقادك في ذلك الوقت أنك كنت بالفعل ذا قامة عظيمة – لا يزال من الممكن أن تصبح بالسلبية التي أنت عليها الآن؟ ألن تعتقد أن تحويل شخصية المرء أمر صعب للغاية؟ إن الحق ليس شيئًا يمكن تشكيله في الناس بين عشية وضحاها. إذا اكتسب الناس الحق بوصفه حياتهم فعلًا، فسوف يُباركون، وستختلف حياتهم. لن يعودوا كما هم الآن، غالبًا ما يكشفون عن شخصيات فاسدة، بل سيكونون قادرين على الخضوع المطلق لله والقيام بواجبهم بإخلاص، وسيتحوّلون تمامًا.
لأن البشرية فاسدة جدًا، ليس قبول الحق بالأمر السهل؛ ولأن الحق ثمين جدًا، فإنَّ غرس الحق في البشر هو حتى أقل سهولة على الله من ذلك. إن قيمة الحق ومعناه وجميع جوانبه المتعددة قيّمة جدًا للبشر وذات معنى كبير لهم. لكن لأن البشر قد أفسدهم الشيطان بشكل عميق للغاية ويحملون في داخلهم الكثير من الأشياء التي تنتمي إلى الشيطان، فليس من السهل غرس الحق في الناس بحيث يصبح الحق حياتهم. هل يعني هذا إذًا أن الحق لا يمكن تشكيله في الناس؟ كلا، لا يعني ذلك. يمكن تشكيله فيهم، لكن يجب أن يكون لدى الناس موقف ورأي صحيحان، ويجب أن يتبعوا الطريق الصحيح. صعوبة القيام بذلك لا تعني أنه لا يمكن القيام به، تمامًا مثل المرحلتين الأوليين من عمل الله، عندما لم يقم الله بعمل التكميل، ولم يعبّر عن هذه الحقائق أو يقل هذه الكلمات، لكن بعض الناس كُمِّلوا، وبعضهم عرفوا الله رغم ذلك. وبالنظر إلى الأمر من هذه الحقيقة، فإن تشكيل الحق في الناس أمر قابل للتحقق وليس مستحيلًا، الأمر يعتمد فحسب على ما إذا كان الناس يسعون إلى الحق. إذًا كيف ينبغي للمرء أن يسعى؟ إن أبسط طريقة هي قراءة كلام الله كل يوم، وحفظ كلمات الله الجوهرية، والتأمل في مقطع من كلام الله كل يوم، وأن تقرأ هذه الكلمات مصليًا وعقد شركة عنها مرارًا وتكرارًا. حالما تقرأ هذه الآراء والمقولات مصليًّا – وكذلك المواقف تجاه مختلف الناس، والأحداث، والأشياء – التي يهدف كلام الله إلى تعليمك إياها، بحيث تفهمها وتدخل إلى قلبك، فإنك سرعان ما ستعيش حسب أفكار وآراء إيجابية، ومبادئ الممارسة متى حلّت بك مختلف الأمور؛ أنتم لم تصلوا إلى هذا المستوى بعد، هل قرأت ما فعله أيوب؟ ماذا كان يفعل أيوب بينما كان أولاده يلهون؟ لقد مثُل أمام الله ليصلي ويقدّم الذبائح عن أولاده. لم يحد عن الله أبدًا؛ أي إن عليك أن تبتعد عن كل ما قد يجعل قلبك يحيد عن الله، لا تقل شيئًا قد يجعل قلبك يحيد عن الله، لا تنظر إلى أشياء قد تجعلك تحيد عن الله أو أن تكوّن مفاهيم أو شكوكًا بشأنه، لا تخالط أناسًا قد يجعلونك سلبيًا، ومنحطًا، ومتساهلًا مع نفسك، أو قد يجعلونك تشك في الله، أو تتحداه، أو تحيد عنه، بل أعرض عن مثل هؤلاء الناس، واقترب من كل من يمكنك أن تنال منه التنوير والعون والإمداد، ولا تفعل أشياء قد تجعلك تزدري الحق، أو تبغضه، أو تشمئز منه. يجب أن تكون لديك فكرة عن هذه الأشياء في ذهنك. لا تعِش في الحياة متخبطًا فحسب وتفكر: "ليس من المهم كم من الوقت سأعيش، أو كيف ستسير حياتي، سأترك كل شيء للطبيعة وترتيبات الله". لقد هيأ الله لك البيئات وأعطاك حرية الإرادة لتختار، ولكن إذا لم تتعاون، وأخذت على عاتقك باستمرار مخالطة أولئك الأشخاص المولعين بالأشياء الدنيوية، والذين ينغمسون دائمًا في الجسد، وهم غير متفانين في واجباتهم، وغير مسؤولين، وإذا كنت تخالط هؤلاء الأشخاص باستمرار، فما هي النتيجة النهائية والعاقبة؟ عندما لا يكون لدى هؤلاء الناس ما يفعلونه، فإنهم يتحدثون عن الأكل، والشرب، واللهو، وغالبًا ما يفشون الأسرار ويشيعون النميمة. إذا واجهت مثل هذه الإغواءات ولم تبتعد عنها، بل أصبحت مهووسًا بهذه الأشياء وتتعمد التسكع مع هؤلاء الناس، فأنت في خطر، لأن الإغواء يحيط بك من كل جانب! عندما يرى الحكماء مثل هذه الإغواءات، يبتعدون عنها؛ فهم يعرفون بوضوح في قلوبهم: "ليس لديّ تلك القامة، لن أستمع، ولا أريد أن أعيرهم أي اهتمام. هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق ولا يحبون الحق. سأبتعد وأجد مكانًا هادئًا أقرأ فيه كلام الله بمفردي، وأهدئ قلبي وأتأمل لفترة، وأمثُل أمام الله". كل هذه المبادئ والأهداف هي: أولًا، لا تحد عن كلام الله؛ وثانيًا، لا تحد عن الله في قلبك. بهذه الطريقة، يمكنك أن تعيش باستمرار أمام الله على أساس فهم ماهية الحق. من ناحية، سيحميك الله من أن تنغمس في الإغواء. ومن ناحية أخرى، سوف يعاملك الله بكرمٍ بالغ، ما يمكّنك من فهم ما ينبغي عليك فعله لممارسة الحق، ويمكّنك من أن تكون مُضاءً ومُستنيرًا بشأن جميع الحقائق المختلفة. فيما يتعلق بواجبك، سيرشدك الله إلى محاولة عدم ارتكاب الأخطاء، وأن تفعل الأشياء بطريقة صحيحة دائمًا، وأن تعرف المبادئ. وبهذه الطريقة، ألن تكون محميًا؟ بالطبع، ليس هذا هو الهدف الأكبر والنهائي. فما هو الهدف النهائي؟ إنه أن تتعلم دروسًا من مختلف الناس، والأحداث، والأشياء، وتفهم مقاصد الله، وتعرف عمل الله، وتمارس وفقًا للمبادئ التي يطلبها الله. وبهذه الطريقة، يمكن أن تستمر حياتك وقامتك في التقدم بدلًا من الركود. إذا كنت مشغولاً على الدوام بتدبير شؤونك ولا تركز في أداء واجباتك على ممارسة الحق وعلاج الصعوبات التي تواجهك في دخول الحياة، فلن تحرز تقدمًا في حياتك. يتحقق دخول الحياة بأداء المرء لواجبه. إذا ابتعد المرء عن أداء واجبه وابتعد عن كلام الله، فلن يكون هناك تقدم في الحياة. بعض الناس يرون الآخرين يتحدثون مضيعةً للوقت، ولذلك ينخرطون في الحديث ويدسّون أنوفهم فيه، ويصبحون دائمًا متطفلين ومولعين بالنميمة باستمرار– الله لا يحب مثل هؤلاء الناس. أي نوع من الناس يحبهم الله؟ الناس الذين يستطيعون تهدئة قلوبهم. يهدئون أنفسهم ليفعلوا ماذا؟ ليكونوا دمية لا تفكر في شيء؟ كلا، لكي تصلوا بهدوء أمام الله، وتطلبوا مقاصد الله، وتطلبوا من الله أن يحميكم، وتطلبوا من الله أن ينيركم. وأن تسعوا أيضًا إلى أن تُستناروا وتُضاؤوا ببعض جوانب الحق التي لا تفهمونها حتى تتوصلوا إلى فهم هذا الجانب من الحق ووضوحه، أو أن تسعوا إلى علاج أي جانب من جوانب عملكم تعترضه مشكلات، وتنالوا إرشاد الله. توجد الكثير من المهام التي يتعين القيام بها وأشياء يتعين القيام بها عندما يكون المرء هادئًا أمام الله. ليس الأمر أن تأتي إلى الله لتسجل حضورك كلما أتيح لك وقت فراغ وتقول: "يا الله، أنا هنا، أنت في قلبي، كن معي، لا تدعني أقع في الإغواء!". إذا كنت تفعل هذا على نحو سطحي وتستهين بالله فأنت لست مؤمنًا حقيقيًا، ولن ينعم الله بالحق على مثل هؤلاء الناس. ما الذي يجب أن يمتلكه الناس أولًا حتى ينعم الله عليهم بالحق؟ يجب أن يكون لديهم قلب جائع وعطشان للبر؛ قلب صادق. ماذا يعني أن يكون قلبك صادقًا؟ إنه يعني أنك تحب الحق حقًا. إذا كنت دائمًا تستهين بالله ولست صادقًا على الإطلاق، وتريد دائمًا أن تتخذ قراراتك الخاصة في كل شيء، وتريد دائمًا أن تمثُل أمام الله لتسجل حضورك، وتلقي التحية، ثم تتخذ القرارات بنفسك وتفعل الأمور بطريقتك الخاصة، فبالرغم من أن الله قد عهد إليك بعمله، فإنَّ الأمر ينتهي بك بألا تكون لك علاقة بالله أو بالحق. ماذا يُسمى هذا؟ هذا يُسمى مقاومة الله وإدارة شؤونك بنفسك. هل يمكن أن ينيرك الله بهذه الطريقة؟ كلا. هل أدركتم جميعًا طريقة السعي إلى الحق وفهم الحق؟ يجب أن تمثلوا أمام الله كثيرًا، وأن تهدئوا قلوبكم لطلب الحق والصلاة إلى الله، ويجب أن تتعلموا أن تهدئوا أنفسكم. تهدئة نفسك لا تعني أن يكون ذهنك فارغًا، بل أن يكون لديك طلبات في قلبك، وخواطر، وأعباء، وأن تمثُل أمام الله بقلب صادق وتوّاق، وأن تكون تواقًا للحق ومقاصد الله، وأن تحمل عبئًا من أجل الواجب الذي تؤديه والعمل الذي تقوم به– هذا ما ينبغي أن يكون لديك عندما تمثُل أمام الله وتهدئ نفسك.
قدّمت شركة للتو بأن عمل الكنيسة كله يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالعمل الخاص بنشر إنجيل ملكوت الله. وعلى وجه الخصوص، يرتبط عمل نشر الإنجيل وجميع المهام التي تتعلق بالمهن ارتباطًا مهمًا بعمل نشر الإنجيل ولا ينفصل عنه. لذلك، كل ما ينطوي على عمل نشر الإنجيل ينطوي على مصالح الله ومصالح بيت الله. إذا كان بإمكان الناس أن يفهموا عمل نشر الإنجيل فهمًا صحيحًا، فينبغي أن يتعاملوا مع الواجبات التي يقومون بها والواجبات التي يقوم بها الآخرون بشكل صحيح. كيف تتعامل معها بشكل صحيح؟ ابذل قصارى جهدك وقم بها وفقًا لمتطلبات الله. على أقل تقدير، لا تنخرط في سلوكيات وممارسات تتسبب عمدًا في الضرر أو الإزعاج، ولا تفعل عمدًا أشياء تعلم أنها خطأ. إذا أصر شخص على فعل شيء ما رغم علمه أنه يعرقل عمل الكنيسة ويربكه، ولم يستطع أحد أن يثنيه عن ذلك، فهو يفعل الشر، ويغازل الموت، ويظهر حقيقته بوصفه إبليسًا. أسرع واجعل الإخوة والأخوات يميِّزون حقيقته، ثم أخرج الشرير من الكنيسة. إذا كان فاعل الشر في لحظة حماقة فحسب ولا يفعل الشر عمدًا، فكيف ينبغي التعامل مع مثل هذا الأمر؟ هل ينبغي تعليم الشخص ومساعدته؟ ماذا لو تم تعليمه وظل لا يستمع؟ يجتمع الإخوة والأخوات معًا لانتقاده. ماذا لو كان الشخص كفؤًا في مهمته لكنه لا يبذل قصارى جهده في القيام بها، ولا يوجد في الوقت الحالي من يحل محله، ولا يزال الجميع يريدون أن يقوم الشخص بهذه المهمة؟ يجتمع الجميع لتهذيب الشخص وتحذيره: "لقد رفعك الله وطلب منك القيام بهذا الواجب. إذا لم تبذل جهدك في أدائه، وواصلت إحداث الإرباك، ونبذت واجبك مرة أخرى، فأنت بكل وضوح ليس لديك ضمير ولست مناسبًا للقيام بواجبك". هل هذه الطريقة جيدة أم لا؟ إذا كان هناك من يستطيع أن يحل محله، فسرِّحه. هل ستجرؤون على فعل ذلك؟ لن يجرؤ معظم الناس على ذلك. فيما يتعلق بالدفاع عن عمل الكنيسة، لا يجرؤ الكثير من الناس على النهوض لتأييد العدالة. أليست هذه حالة من عدم الجرأة على الالتزام بالحق؟ بعض الناس يدفنون رؤوسهم في الرمال ولا يبالون عندما يرون عمل الكنيسة يتعرض للعرقلة أو الإرباك، كأن الأمر لا علاقة لهم به، وموقفهم هو غض الطرف عنه. لكن إذا انتقدهم أحد ما بقول إنه لا ينبغي أن يكونوا هكذا، أو يحتقرهم أو ينظر إليهم بازدراء، فإنهم يغضبون ويفكرون بينهم وبين أنفسهم: "من تظن نفسك؟ من أنت حتى تنتقدني؟ من أنت حتى تنظُر إليّ بازدراء؟ يجب أن نناقش هذا الأمر بالتفصيل". هم يولون هذا الأمر اهتمامًا بالغًا ويتعاملون معه بجدية، ولا يمكنهم أن يمسكوا ألسنتهم دون أن يقولوا شيئًا ويعلنوا موقفهم. لم يشعروا بأي شيء عندما أُعيق عمل الكنيسة وأُربِك وتضرر، بل غضوا الطرف عن الأمر. أي نوع من الناس هؤلاء؟ (أناس أنانيون وحقراء). هل هذه مجرد أنانية وحقارة؟ هذه المشكلة خطيرة جدًا لدرجة أنه لا يمكن تلخيصها في جملة واحدة فحسب. لا يمكن القول سوى إن هؤلاء الناس ليس لديهم إنسانية وليسوا أناسًا صالحين قطعًا. في الواقع، هذا هو ما يفعله أضداد المسيح، والقادة الكاذبون بالطبع ليسوا استثناءً. ليس لدى أضداد المسيح أي فكرة عما هي مصالح بيت الله. عندما يُعاق عمل الكنيسة لا يمكنهم رؤية ذلك. بعض الناس يتسببون في فوضى عارمة بإرباك عمل الكنيسة، لكن أضداد المسيح لا يأخذون هذا الأمر على محمل الجد عندما يرونه. هم يقللون من شأن الأمر ويوبِّخون المخطئ توبيخًا فاترًا بقليل من الملاحظات الهينة، وينذرونه بإيجاز ولا شيء أكثر من ذلك، دون أدنى تلميح بالسخط. هل يتمتع هؤلاء الناس بحس العدالة؟ أي نوع من الناس هؤلاء؟ هؤلاء الناس يعضون اليد التي تطعمهم، هم خونة! هم حثالة!
قدّمتُ للتو نظرة عامة عن ماهية مصالح الناس، وما هو جوهر مصالح الناس، والسبب في سعي الناس إلى المصالح الشخصية، وما طبيعة سعي الناس إلى المصالح الشخصية، وأيضًا ما طبيعة مصالح الله وكيف تُعرَّف. إن مصالح الله هي القضية الأكثر عدلًا ولا بد من النظر إليها على هذا النحو. ليس من الأنانية على الإطلاق أن يدافع الله عن مصالحه، وهو لا يفعل ذلك من أجل الدفاع عن كرامته ومجده فحسب، بل يريد الدفاع عن تقدم عمله ونتائجه، والدفاع عن قضية عادلة. هذا تصرف – ومسلك – عادل ومشروع إلى أقصى درجة، وهذا من أفعال الله. لا ينبغي للبشر المخلوقين أن يضمروا أي مفاهيم عن فعل الله هذا، فضلًا عن أن يضمروا أي اتهامات أو أحكام. هل يمكننا القول إن مصالح الله فوق كل شيء؟ (نعم). هل من الأنانية قول هذا؟ (كلا). يفهم الناس هذا الجانب من الحق، وعلى هذا الأساس، فإن هذا القول صحيح. إنه ليس متحيزًا عن قصد، بل محايد ومشروع. "فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصي" – هذا هو جوهر أضداد المسيح. موقفهم ونهجهم تجاه المصالح لهما هذه الطبيعة، ولا يراعون أبدًا مصالح بيت الله. ماذا تعني كلمة "أبدًا"؟ أي إنهم لا يفكرون في مصالح الله على الإطلاق، وليس لديهم أي فكرة من هذا القبيل، فهم لا يراعون سوى مصالحهم الخاصة – هذا هو معنى كلمة "أبدًا". ما مدى خطورة الأمر؟ يبيعون مصالح بيت الله، مقابل المجد الشخصي والمصالح الشخصية. مصالحهم بالغة الأهمية ويمكن أن تحل محل مصالح الله. هم سيقاتلون من أجل مصالحهم مهما كانت هذه المصالح شريرة، أو غير مشروعة، أو سلبية، ومن أجل تحقيق مصالحهم والقتال من أجلها سيصلون إلى حد التضحية بأي شخص مهما كان الثمن. أي نوع من السلوك هذا؟ (سلوك أضداد المسيح). سلوك أضداد المسيح – هذا ما يفعله الشيطان. يهيمن الشيطان على هذا الجنس البشري، يهيمن على بلد، يهيمن على عرق، ويصل إلى حد التضحية بأي عدد من الأرواح مقابل استقرار هيمنته. ما هي مصالحه؟ السلطة وموقع الهيمنة. إذًا كيف يكتسب موقع الهيمنة وكيف يثبّت هذه الهيمنة؟ (بأي ثمن). بأي ثمن. أي إنه لا يكترث بما إذا كانت ممارساته وأساليبه تبدو للجمهور مشروعة أم غير مشروعة، ويستخدم كل شيء من الذبح والقمع، إلى الأساليب الناعمة والقاسية، والإكراه والإغراء، وقد يصل به الأمر إلى حد التضحية بحياة أي شخص أو أي عدد من الأرواح مقابل استقرار مركزه والسلطة التي بين يديه – هذا هو سلوك الشيطان. أضداد المسيح يفعلون الأشياء بهذه الطريقة أيضًا.
هل تتوافق هذه الكلمات في شركة اليوم مع ذوقكم؟ (لقد اكتسبتُ الكثير بعد استماعي اليوم، وأثّر فيّ تشريح المعرفة والمفكرين تأثيرًا كبيرًا على وجه الخصوص. لم أكن أتفق تمامًا في الماضي مع الفكرة القائلة إن المفكرين يفتقرون إلى الفهم الروحي، لكن خلال هذه الفترة، ومن خلال تشريح الله للمعرفة، أصبح بإمكاني – تدريجيًا – أن أقارن وأرى أنني غالبًا ما لا أستطيع أنا نفسي أن أستوعب كلام الله، ولا أفهمه عندما أسمعه، وعندما أرى الناس والأحداث، أنظر إليها وأحللها من وجهة نظر فكرية، ما يؤدي إلى استيعاب مُحرَّف – هذا افتقار إلى الفهم الروحي. أستطيع الآن أن أرى جوهر المفكرين بوضوح أكبر). في حديثي عن المفكرين اليوم، أنا لا أستهدف شخصًا بعينه قطعًا، ولكن إذا استطعتم أن تقارنوا أنفسكم بكلامي، فهذا أمر جيد، وثمة أمل في أن تتمكنوا من تغيير الأمور والدخول. ينبغي أن تسعوا بجد، بدءًا من مرحلة عدم فهم الحق أو استيعابه، إلى أن تصلوا رويدًا إلى المرحلة التي يمكنكم فيها فهم بعض الحقائق البسيطة القائمة بذاتها والأقل عمقًا واحدة تلو الأخرى، بحيث يكون ما تفهمونه هو الحق لا كلمات وتعاليم. بهذه الطريقة، سيكون لديك فهم روحي شيئًا فشيئًا. إذا كنت تدرك الأشياء من خلال التركيز على الحق والواقع، فسوف تفهم الحق تدريجيًا؛ أما إذا كنت تحلل الأشياء باستمرار من خلال التركيز على التعاليم وباستخدام المنطق واستخدام عقلك، فلن يكون ما تفهمه سوى محض تعاليم أو نظريات، وهي لن تصبح الحق أبدًا، وأنت لن تصل أبدًا إلى أبعد من أساس التعاليم. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). يقول بعض الناس: "لماذا لا أستطيع أن أفهم بعض كلمات الله التي أقرأها؟ كيف لا يكون من السهل على الناس فهمها وقبولها عند تقييمها باستخدام القواعد النحوية وبناءً على بنية المقال؟". كيف تفسرون هذه المشكلة؟ هل يمكنكم فهمها الآن؟ سأفسرها لكم. يتحدث الله إلى البشر منذ أن وجِد الجنس البشري، وكل كلمة أو فقرة مما يقوله الله هي مجرد لغة، وليست مقالات. بينما أتحدث هنا اليوم، هل أنا ألقي مقالًا، أم أقدّم تقريرًا، أم أتحدث فحسب؟ (تتحدث). أنا أبادلكم أطراف الحديث، وأقول الحق، وأتحدث عن الموضوعات التي تحتاجون إليها. أنا أتحدث، ولا ألقي مقالًا. لذلك، يجب أن تفهموا ما هو المقال وما هو التحدث؛ ثمة فروق بين الاثنين. إن العناصر العديدة التي تتطلبها المقالات هي جوانب معرفية مصدرها البشر، ولا يحتاج الله إلى الالتزام بهذه المعرفة عند التحدث. هو يحتاج فحسب إلى التحدث بوضوح وصراحة بالحقائق التي يريد التحدث بها، وما دام الناس يستطيعون فهم الحقائق التي يسمعونها، فهذا يكفي، ولا حاجة حتى لاستخدام علامات الترقيم. اخترعت البشرية علامات الترقيم والمقالات، واخترعت أيضًا قواعد اللغة والعناصر التي تتطلبها المقالات. هذه الأشياء كلها تندرج ضمن فئة المعرفة، وليس على الله الالتزام بها. إضافة إلى ذلك، تأتي اللغة من الله، وهذا شيء إيجابي. ولذلك، مهما كان ما يقوله الله فهو حق. ولا حاجة بك إلى أن تفحصه بحثًا عن أخطاء نحوية، أو أن تقارن الأخطاء النحوية أو تشرّحها. تحتاج فحسب إلى أن تفهم ما هو مقصد الله في قطعة معينة، وفي فقرة معينة، وفي جملة معينة، وأن تفهم ما هو الحق، وما هي مبادئ الحق التي يطلبها الله من الناس، وما هو طريق الممارسة الذي يخبر الله به الناس، وهذا يكفي. هذا هو العقل الذي يجب أن تمتلكه الكائنات المخلوقة – أي الناس. إن كلام الله وأفعاله لا تحتاج إلى الالتزام بكل هذه الأعراف والأطر التي صاغها الناس، ولا بهذه اللوائح والأمور الفكرية البحتة المتأصلة في المعرفة، التي لا يحتاج إلى الالتزام بها. لقد قال الله الكثير من الأشياء، ومهما يقل الله فهو الحق. وكلما قرأ الناس ذوو الفهم الروحي وذوو الاختبار كلام الله، زاد شعورهم بأن كلام الله هو الحق. الحق هو أنَّ هذه الكلمات تتضمن شيئًا يحتاج الناس إلى إدراكه، وطلبه، واختباره. الله يتحدث إلى البشر؛ تذكروا أن ما يفعله الله هو التحدث، و"التحدث" يُعرف في المصطلحات العامية بالدردشة، أو الحديث عن الأشياء. ما الجوهر الذي يتضمنه ما يريد الله قوله هنا؟ إنه مقاصد الله، والحقّ، ومتطلبات الله من الناس – هذا هو المحتوى. طبيعة التحدث هي أن تتكلم بصراحة ووضوح بأسلوب دردشة من القلب إلى القلب ووجهًا لوجه، وأن تستخدم أحيانًا بعض اللغة العامية واللهجة الدارجة، وأحيانًا تستخدم بعض الكلمات الأدبية. لكي تكتب مقالًا، يجب أن تكون لديك افتتاحية في الفقرة الأولى، ثم تستفيض في عرض القضية وشرحها في المنتصف، ثم تصل إلى الذروة والنهاية. يجب أن يُكتب المقال وفقًا لهذا الشكل بالضبط حتى يُعتبر مقالًا، وعندها فقط سيقرأه المعلم ويضع له تقديرًا: متوسط، أو جيد، أو ممتاز. هل يمكنك تقييم كلام الله بهذه الطريقة؟ لنفترض أنك قلت: "هذا المقال جيد، وقواعده اللغوية جيدة، ولغته إلهية، ويتوافق تمامًا مع بنية المقال؛ أما ذلك المقال فهو ليس جيدًا، إنه غير مُنظم بعض الشيء، وبنيته ليست جيدة. بعض الكلمات ليست صحيحة تمامًا من الناحية النحوية، بل إن به بعض الكلمات التي لا يبدو أنها مستخدمة في المواضع الصحيحة". هل من المقبول قراءة كلام الله بهذه الطريقة؟ (كلا). ستكون قراءته بهذه الطريقة مُحرّفةً، ولن تكتسب الحق أبدًا. يجب أن تتعلَّم أن تقرأ ما بين سطور كلام الله لترى ما يطلبه الله منك وما هو الحق الذي يتضمنه هذا الكلام – هذا هو التصرف الذكي الذي يجب أن تفعله. أنت لا تعرف حتى كيف تنظر إلى هذه الأشياء، وتظل تقول طوال اليوم: "كيف لا يكون كلام الله حتى مقالات؟ ينبغي أن يكون كلام الله مثل الخطب، وينبغي أن يتحدث الله بلغة منمقة". أنا لا أفعل ذلك. سيكون الأمر مرهقًا للغاية، وستُرهقون من الاستماع، وسيُرهق الشخص الذي يتحدث أيضًا. فكروا في تحدُّث الله في السماء، متحدثًا إلى أيوب، ومتحدثًا إلى بطرس، ومتحدثًا إلى موسى ويونان؛ ألم يكن كلام الله بسيطًا وواضحًا؟ لا يمكنك أن ترى على الإطلاق كم هو كلام الله استثنائي أو مُجرَّد أو عظيم، أو كم هو دقيق في صياغته. انظروا عندما أغوى الشيطان أيوب، قال الله للشيطان، "هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ؟" (أيوب 1: 8)، و"هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلَكِنِ ٱحْفَظْ نَفْسَهُ" (أيوب 2: 6). كانت كلمات الله بسيطة وموجزة على حد سواء، وفسرت الأمر بوضوح شديد. هذه هي شخصية الله وجوهر الله. لا يستخدم الله عن عمدٍ كلامًا لا معنى له ومبهم، كما أنَّ عظمته، واستثنائيته، وشرفه، وسلطانه، وسلطته، ليست مزيفة. لماذا أقول إنها ليست مزيفة؟ عندما يتحدث الله إلى شخص ما، فإنه لا يتظاهر، أو يموّه نفسه بصورة متعالية، أو يقول أشياء لا يستطيع الناس فهمها – الشيطان هو الذي يفعل ذلك، والله لا يفعله – وبما أن الله هو القائل، فإنه سيجعلك تفهم ما يقوله. إذا كنت طفلًا، فسيتحدث إليك بكلمات يفهمها الأطفال. وإذا كنت شخصًا مسنًا، فسيتحدث إليك بلغة المسنين. وإذا كنت رجلًا، فسيتحدث إليك بلغة اعتاد الرجال على استخدامها. وإذا كنت إنسانًا فاسدًا، فسيتحدث إليك بطريقة وبنية للغته يمكن للبشر الفاسدين فهمها. يتحدث الله بطرق كثيرة جدًا. أحيانًا يمزح، وأحيانًا يدلي بملاحظات ساخرة، وأحيانًا يكون ساخرًا، وأحيانًا يشرِّح، وأحيانًا يكون أكثر صرامة، وأحيانًا يكون أكثر لطفًا، وأحيانًا يجعلك تشعر بالتأثر، وأحيانًا يواسيك بعد تهذيبك... كل هذا العمل الذي يقوم به الله وهذه الحقائق التي يعبّر عنها ليست جامدة، بل هي متدفقة. الله هو نبع الماء الحي، ومصدر الحق هو الله. كل ما يقوله الله حسن، وفيه حق، ولا يهم بأي طريقة يقوله. إذا كان ثمة شخص لديه دائمًا مفاهيم حول طرق الله في التحدث وبنية لغته وما إلى ذلك، ودائمًا ما يمحّصها ويشك فيها، ويشعر دائمًا بالضيق من هذه الأشياء ويفكر: "الإله الذي أؤمن به لا يبدو حقًا مثل إله، لماذا هو هكذا؟ لذلك أنا لا أريد أن أقبله، سيكون الأمر محرجًا للغاية إذا قبلته، لا مانع إذًا من أن أؤمن أيضًا بهذا وذاك"، أي نوع من الأشخاص هذا؟ (عديم إيمان). هذا عديم إيمان. أي نوع من الناس هم غالبية عديمي الإيمان؟ أناس يفتقرون إلى الفهم الروحي. عندما يقرأ الناس الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي كلام الله، فإنهم يمحّصونه بإمعان، والنتيجة أنهم يظلون غير قادرين على إدراكه تمامًا، لذلك يتساءلون: "بما أن هذا هو الطريق الحق، فهل من الممكن نيل البركات بالفعل من خلال الإيمان بهذه الطريقة؟ الكثير من الناس يؤمنون. ألن أذهب إلى الجحيم إن لم أؤمن؟". هم حتى يضمرون مكائد دنيئة. إنهم لا يتساءلون: "يقولون إن ثمة حقًا في كلام الله، فما هو الحق؟ كيف لم أره؟ يجب أن أقرأ وأستمع!". وأخيرًا يأتي يوم و"يفهمون ما يسمعونه"، ويفكرون: "ما يكشف عنه هذا الكلام هو الوضع الحقيقي، إنه الحق. لكن اللغة عادية ومألوفة للغاية، إنها لغة متوسطة جدًا، وقد تحتقرها النخبة المثقفة، وتزدريها، وتعتبروها كلامًا عاديًا جدًا، بل حتى ركيكًا في حالة بعض الكلمات، وبعض الكلمات التي لا يهبط المثقفون ذوي المرتبة الرفيعة في المجالات المعرفية إلى مستوى استخدامها، هي في الواقع كلمات نطق بها فم الله، هذا أمر لا يُصدق ولا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، أليس هذا صحيحًا؟". ما هي عواقب هذا التمحيص المستمر؟ ستشعر بأنك أفضل من الله، وأن الله ينبغي أن يؤمن بك ويمجّدك. أليست هذه إشكالية؟ هؤلاء أناس يفتقرون إلى الفهم الروحي. موقفهم تجاه الله دائمًا هو الوقوف ضد الله وتمحيصه. وفي الوقت نفسه الذي يمحّصون فيه الله، فإنهم يتحدّونه، وفي الوقت نفسه الذي يتحدّونه فيه يفكرون: "من الأفضل أنك لست إلهًا، لأنك تافه جدًا، أنت لست مثل إله. لو كنت إلهًا، لما شعرْتُ بالراحة. إذا احتقرتك ومحّصتك، وحللتك إلى درجة أنك لم تعد إلهًا، ولا أحد يؤمن بك، فسأكون سعيدًا، وإذا بحثت عن إله عظيم أؤمن به، فسأشعر بالطمأنينة". مثل هؤلاء الناس عديمو إيمان. معظم عديمي الإيمان يفتقرون إلى الفهم الروحي. لن يفهموا الحق أبدًا أو يكتسبوه من أقوال الله هذه العادية إلى أقصى درجة. هم يمحصونها فحسب مرارًا وتكرارًا، ولا يقتصر الأمر على أنهم يفشلون في اكتساب الحق، بل يفسدون أيضًا مسألة خلاصهم المهمة، ويكشفون عن أنفسهم وهم أيضًا يستبعدون أنفسهم. دعونا نختم شركة اليوم عند هذا الحد. (الحمد لله!) إلى اللقاء!
17 يناير، 2020.
الهوامش:
أ. تعد "لاو" و"شياو" بادئات تُضاف قبل الألقاب في اللغة الصينية كأداة مخاطبة تعبر عن شعور بالألفة أو العفوية التي يشترك فيها المتحدث والمستمع.