البند الخامس: يضللون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم
ملحق: قصة داباو وشاوباو
قبل أن نبدأ شركتنا رسميًا اليوم، دعوني أبدأ بقصة. هل تستمتعون جميعًا بالاستماع إلى القصص؟ (أجل). الآن، هل للاستماع إلى القصص مبدأ؟ في القصص التي تُسرد عليك، يجب أن تستوعب جانبًا من الحق، أو تفهم جانبًا من مقاصد الله، أو تميز جانبًا من جوهر طبيعة الإنسان، أو تكتشف داخل القصة واقع الحق الذي ينبغي للناس أن يمارسوه ويدخلوه. هذا هو المعنى من سرد القصص، فهو ليس حديثًا فارغًا، وليس نميمة بالتأكيد. حين يستمع بعض الناس إلى القصص لا يفهمون إلا الأحداث. أي نوع من الناس هم؟ (أناس ذوو مستوى قدرات ضعيف). ضعف مستوى القدرات يعني أنهم عديمو التفكير؛ هم بصفة أساسية ليس لديهم فهم روحي. بصرف النظر عن القصة التي يستمعون إليها، فهم لا يتذكرون إلا الأحداث أو ينتبهون إلى لوائح قليلة من القصة. لكن فيما يتعلق بمختلف الحقائق التي يجب أن يفهمها الناس من داخل القصة، فإنهم لا يعونها أو يفهمونها أو يستوعبونها. ألا يدل هذا السلوك على القدر الأدنى من الفهم الروحي؟ (بلى). هل أظهر أي أحد من بينكم هذا السلوك بعد استماعه إلى قصة؟ بعدما استمعوا إلى القصة لم يفهموا كثيرًا وشعروا بأنَّ القصة عديمة المعنى، وأنه لم يكن مهمًا سواء أسُردت القصة أم لم تُسرد. هل لدى هؤلاء الناس القدرة على الاستيعاب؟ حين تستمعون إلى قصة، هل يمكنكم اكتساب بعض النفع من الأحداث التي تتضمنها؟ عليكم فهم المبدأ الذي ذكرته للتو بخصوص الاستماع إلى القصص بصرف النظر عن قدرتكم على فهم الحق منها. فلنبدأ الآن القصة.
أحكي عن صبي صغير اسمه شاوباو. مؤخرًا، أتى رجل معين إلى بيت الصبي، وكان هذا الرجل كثيرًا ما يخرج للتبشير بالإنجيل مع والدي شاوباو. وفي يوم ما، خرج والدا شاوباو ليقضيا بعض الحوائج، وتركا الرجل وشاوباو وحدهما في البيت. وهنا تبدأ قصتنا. لمَّا كان شاوباو غير معتاد على الرجل، قرر الرجل أن يمشي إلى شاوباو ويتودد إليه في أثناء لعبه. أخبر شاوباو بأنه يعرفه، وأنه حتى يعرف اسمه. شعر شاوباو بالسعادة وظن أن الرجل يستحيل أن يكون شخصًا شريرًا. بعد ذلك، سأل الرجل شاوباو: "يا شاوباو، هل ذكرني والداك من قبل في حديثهما؟" ففكر شاوباو لحظةً وقال: "لا أعرف". فقال الرجل: "أنت طفل صادق، والأطفال الصالحون يقولون ما يعرفون". سأل شاوباو ثانية: "هل ذكرني والداك من قبل، أم لا؟" قال شاوباو مجددًا إنه لا يعرف. فواصل الرجل: "يا شاوباو، كن صالحًا، إن أخبرتني الحقيقة، فسأعطيك بعض الحلوى". فكر شاوباو لحظة لكنه قال مجددًا إنه لا يعرف. تفكَّر الرجل: "كيف أدفعه إلى قول الحقيقة؟" فكر لحظةً ثم قال لشاوباو: "يا شاوباو، يؤمن والداك بالله، وأنا أيضًا أومن بالله. أنا صديق والديك الحميم. يؤمن ثلاثتنا بالله، وأنت أيضًا تؤمن بالله. هل تعرف أي نوع من الأطفال يحبه الله؟" فكر شاوباو في ذلك وقال: "لا أعرف". قال الرجل: "يحب الله الأطفال الصادقين، أولئك الذين لا يكذبون. حين يعرفون شيئًا يقولون إنهم يعرفون، وحين لا يعرفون، يقولون إنهم لا يعرفون. ذلك هو الطفل الصادق، والله يحب الأطفال الصادقين". فكر شاوباو في ذلك وقال: "حسنًا". بعد ذلك، توقف عن قول إنه لا يعرف. واصل الرجل: "إن أخبرتني بالحقيقة، فستكون طفلًا صادقًا، طفلًا يحبه الله". فكر شاوباو في ذلك وقال: "حسنًا إذن". سأل الرجل: "ما معنى "حسنًا إذن"؟" قال شاوباو: "تعني أن والديّ قالا شيئًا عنك من قبل". ثم ظل الرجل يسأل عما قيل، وأخبر شاوباو مرارًا بأن يكون طفلًا صادقًا وألا يكذب. قال شاوباو: "أمي وأبي قالا إنك لست شخصًا صالحًا. وقالا إنك لست صادقًا، وإن عليهما الحرص في حديثهما إليك". سأل الرجل مجددًا: "ماذا أيضًا قال أبوك وأمك؟" أجاب شاوباو: "لا أستطيع التذكر". قال الرجل: "كن صبيًا صالحًا!" فأجاب شاوباو: "أمي وأبي قالا إنه لا يجدر بهما أن يخبراك بكل شيء". بعد ذلك، واصل الرجل استجوابه، وأخبره شاوباو بالكثير. أخذ شعور الرجل بالانزعاج يزداد وقال لشاوباو: "إنك طفل صالح جدًا يا شاوباو؛ طفل يحبه الله لأنك شخص صادق وتخبرني بكل ما تعرفه". عند هذه المرحلة، لم يعد شاوباو حذرًا مع هذا الرجل مثلما كان في البداية، ولم يعد يجيب عن كل أسئلته بـ "لا أعرف". أراد أن يخبر الرجل بكل شيء؛ أن يخبر الرجل بكل ما لا يعرفه؛ لم يكن على الرجل إلا أن يسأل شاوباو. الرجل أيضًا كشف لشاوباو: "أُلقب بداباو، فكما ترى، اسمك شاوباو واسمي داباو. ألا يجدر بنا أن نصبح صديقين حميمين؟" أجاب شاوباو: "بلى". بينما واصلا حديثهما المتبادل، تكلَّما عن أشياء كثيرة، وكلما تكلما أكثر، ازدادا سعادة. حصل شاوباو على بعض الحلوى أيضًا، ولم يعد حذرًا مع الرجل. ثم طلب الرجل من شاوباو طلبًا: "في المستقبل، إن قالت أمك وأبوك شيئًا عني مجددًا، فهلَّا أخبرتني؟" قال شاوباو: "بالطبع، لأننا صديقان حميمان". لم يعد شاوباو حذرًا مع هذا الرجل، وحصل هذا الرجل على المعلومات التي أرادها منه. أصبحا منذ ذلك اليوم صديقين حميمين. متى ما قالت أم شاوباو وأبوه شيئًا عن الرجل، سارع شاوباو وأخبر الرجل به. وكذلك وعد الرجل شاوباو: "بالطبع لن أخبر أمك وأباك باتفاقنا، إنه سرنا. في المستقبل، إن أردت شيئًا لذيذًا تأكله أو شيئًا مسليًا تلعب به، فسأشتريه لك بالتأكيد. وإن كان ثمة شيء لا ترغب في أن يعرفه أمك وأبوك، فسأحفظ سرك". لذا، ازداد اطمئنان شاوباو ووثق بالرجل من كل قلبه. تواصل معه بإخلاص، وأصبحا "صديقين حميمين بحق".
هذه هي القصة كلها. لا تتضمن شخصيات كثيرة؛ الشخصيتان الرئيسيتان هما داباو وشاوباو. يدور الموضوع المحدد للقصة حول كيف أنَّ الرجل داباو يحاول تضليل الطفل شاوباو والتزلف إليه واستمالته، كي يحمله على أن يخبره بمعلومات معينة يريد أن يعرفها. هذا هو نوع هذه القصة وهذا الحوار. ماذا نستطيع أن نرى من هذه الحبكة والحوار البسيطين؟ سمات من تلك التي نناقشها أساسًا هنا؟ سمات الطفل أم البالغ؟ (البالغ). ما الذي يُبيَّن هنا؟ ما موضوع القصة الأساسي؟ يتضمن الموضوع الأساسي كيفية استخدام هذا البالغ مختلف الوسائل لتحقيق هدفه. هل تفهمون ما الوسائل التي استخدمها؟ (الاستمالة والتضليل). استخدم الحوافز ليستميل بها الطفل واستخدم الكلمات الصائبة ليضلله، بل إنه حتى أغواه. ماذا استخدم ليغويه؟ المنافع؛ أغوى الطفل باستخدام المنافع. الاستمالة والإغواء والتضليل؛ يُعد هذا إغراءً وتضليلًا على حد سواء، إذ استخدم الكلمات الصائبة ليغوي، وكان يحمل أيضًا طبيعة تهديدية بدرجة طفيفة. قد تبدو الكلمات صائبة، لكن لمَ استخدم هذه الكلمات؟ (كي يحقق أهدافه الشخصية). استخدمها كي يحقق أغراضه الخفية. الوسائل التي استخدمها واضحة بصفة أساسية. هل هذا هو السلوك الذي تمتلكه الإنسانية الطبيعية؟ (لا). إذن لأي جانب من شخصية الشيطان الفاسدة ينتمي هذا السلوك؟ (الخبث). لماذا نقول الخبث بدلًا من الخداع؟ الخبث أعمق من الخداع؛ فهو أخبث وأكثر تضليلًا وسريًا بدرجة أكبر واستيعابه أصعب، والخبث يحمل في داخله الإغواء والتزلف والاستمالة والاستدراج والرشوة والإغراء. هذه الأفعال تتجاوز الخداع بدرجة كبيرة؛ فهي خبيثة، بلا شك. لم يقل الرجل: "إن لم تخبرني، فسأضربك أو أركلك أو أقتلك!" لم ينتهج مثل هذه الطرق، فلم يبدُ في ظاهره خبيثًا. لكن هذا أشد جسامة من الحقد؛ هذا خبث. لماذا أقول إنه خبث؟ عادةً ما يمكن لمعظم الناس اكتشاف الخداع، لكن طريقته كانت أكثر مكرًا. في الظاهر، يستخدم لغة مهذبة تتوافق مع المودة البشرية، لكن في الواقع، في قرارة نفسه، توجد أشياء مخفية. أفعاله وطرقه أكثر خفاءً وأكثر خبثًا من الخداع الذي يراه الناس ويواجهونه في العادة. خططه أكثر تعقيدًا ومراوغةً وأكثر تضليلًا. هذا هو الخبث.
في الحياة اليومية، هل تستطيعون أن تتبينوا وتميزوا استعلان شخصية الآخرين الخبيثة وسلوكهم الخبيث؟ رغم أن المخادعين ربما يكونون على قدر من اللباقة، فبعد التعامل معهم لمقدار من الزمن، يستطيع معظم الناس رؤية حقيقتهم. لكن ذوي الشخصية الخبيثة لا تُرى حقيقتهم بسهولة. إن كنت لا تستطيع أن ترى الجوهر أو العواقب، فلا سبيل لك إلى رؤية حقيقتهم. الخبثاء أكثر مكرًا حتى من المخادعين؛ لا سبيل لك إلى رؤية حقيقتهم من جملة أو اثنتين فقط. فيما يتعلق بذوي الشخصية الخبيثة، فقد لا تتمكن خلال قدر من الزمن أو فترة قصيرة من أن ترى حقيقة السبب في فعلهم ذلك الشيء المعين أو فهمه؛ السبب في تحدثهم أو تصرفهم بمثل هذا الأسلوب. ذات يوم، عندما يُكشف عنهم تمامًا ويتعرون كليًا، سيكتشف الجميع أخيرًا أي نوع من الأشخاص هم. هذا أكثر من مجرد خداع؛ إنه خبث. لذلك، فإن تمييز شخصية خبيثة يستلزم وقتًا، وأحيانًا لا بد أن تظهر العواقب أولاً قبل أن يتمكن المرء من تمييز الشخصية الخبيثة؛ فليس هذا شيئًا يمكن تمييزه بسرعة. على سبيل المثال، أضلَّ التنين العظيم الأحمر الناس لعقود، والآن فقط أصبح لدى عدد قليل من الناس القدرة على التمييز. كثيرًا ما يقول التنين العظيم الأحمر أشياء تبدو الأفضل والأكثر تماشيًا مع المفاهيم البشرية، رافعًا راية خدمة الناس من أجل تضليل الناس، وراية العدالة لطرد المعارضين، وهو يؤذي عددًا لا يُحصى من الصالحين إيذاءً بالغًا. لكن لا يستطيع تمييز هذا إلا قِلة لأن ما يقوله ويفعله يبدو صائبًا للناس. يظن الناس جميعًا أن كل ما يفعله عادل ومناسب وقانوني ومعقول ومتوافق مع الحركة الإنسانية. ونتيجة لذلك، فقد ضلل الناس لعقود. وعندما يُكشف أخيرًا وينهار، سيرى الناس أن وجهه الحقيقي هو وجه الشيطان، وأن جوهر طبيعته خبيث. أضل التنين العظيم الأحمر الناس لسنوات عديدة، وسم التنين العظيم الأحمر في داخل الجميع؛ لقد أصبحوا نسله. هل يستطيع أي منكم فعل الأشياء التي فعلها التنين العظيم الأحمر؟ يتكلم بعض الناس مثل التنين العظيم الأحمر، مستخدمين كلمات مُرضية للغاية لكنهم لا يؤدون أي عمل حقيقي. كلماتهم كلها مُرضية، لكنهم لا يؤدون أي عمل حقيقي. وهم علاوةً على ذلك ماكرون وخبثاء للغاية. فيما يتعلق بمثل هؤلاء الأشخاص، إن أساء إليهم أحد، فلن يدعوا الأمر يمر. عاجلًا أم آجلًا، سيجدون الفرصة المناسبة لتحقيق غرضهم المتمثل في الانتقام دون أن يمنحوا الآخرين ما يُستخدم ضدهم. يمكن حتى أن يتعاملوا مع الأمر دون أن يتقدموا ويظهروا وجوههم. أليس هذا خبيثًا؟ يعمل الخبثاء وفقًا لمبادئ وأساليب ومقاصد ودوافع وأغراض سرية وخفية للغاية. يستخدم الخبثاء المكائد لإيذاء الآخرين، وأحيانًا يستخدمون الآخرين ليقتلوا نيابة عنهم، وأحيانًا يعذبون الآخرين من خلال استدراجهم لارتكاب الخطايا، وأحيانًا يستخدمون القوانين أو يلجؤون إلى كل أنواع الوسائل الدنيئة لتعذيب الآخرين. هذه كلها مظاهر خبث، وما منها طريقة عادلة أو صادقة. هل يُظهر أي منكم هذه السلوكيات أو الكشوفات؟ هل تستطيعون تمييزها؟ هل تعلمون أنها تشكِّل شخصية خبيثة؟ عادةً ما يمكن رؤية الخداع من الخارج: شخص ما يراوغ في الحديث أو يستخدم لغة منمقة، ولا يستطيع أحد قراءة أفكاره. هذا هو الخداع. ما السمة الأساسية للخبث؟ أنَّ كلماتهم تبدو مُرضية للغاية، وكل شيء يبدو صائبًا على السطح. ما من مشكلة ظاهرة، وكل شيء يبدو جيدًا جدًا من جميع الزوايا. عندما يفعلون شيئًا ما، لا تراهم يستخدمون أي وسيلة بعينها، وظاهريًا، لا توجد أي إشارة لنقاط ضعف أو عيوب، ورغم ذلك يحققون هدفهم. يفعلون الأشياء بطريقة سرية للغاية؛ هكذا يضلل أضداد المسيح الناس. تمييز مثل هؤلاء الأشخاص والأمور هو الأصعب. في كثير من الأحيان يقول بعض الناس الأشياء الصائبة، ويستخدمون أعذارًا تبدو جيدة، ويوظفون بعض التعاليم أو الأقوال أو الأفعال التي تتوافق مع المودة الإنسانية لذرِّ الرماد في عيون الناس. يتظاهرون بشيء بينما هم يفعلون شيئًا آخر من أجل تحقيق غرضهم الخفي. هذا هو الخبث، لكن أكثر الناس يعتبرون هذه السلوكيات مخادعة. لدى الناس فهم للخبث وتشريح محدودان نسبيًا. في الواقع، تمييز الخبث أصعب من تمييز الخداع لأنه أكثر سرية، وأساليبه وأفعاله أكثر تعقيدًا. إن كانت في داخل شخص ما شخصية مخادعة، فعادةً ما يتمكن الآخرون من اكتشاف خداعه في غضون يومين أو ثلاثة من التفاعل معه، أو يمكنهم إدراك استعلان شخصيته المخادعة في أفعاله وأقواله. لكن، على افتراض أن هذا الشخص خبيث، فليس هذا شيئًا يمكن تمييزه في غضون أيام قليلة، لأنه من دون وقوع أي أحداث مهمة في فترة قصيرة من الزمن أو ظروف خاصة، ليس سهلًا تمييز أي شيء من مجرد الاستماع إلى حديثه. إنه دائمًا ما يقول الأشياء الصائبة ويفعلها، ويقدِّم تعليمًا صحيحًا تلو الآخر. بعد بضعة أيام من التفاعل معه، قد تظن أن هذا الشخص صالح جدًا، وقادر على التخلي عن الأشياء وبذل نفسه، ولديه فهم روحي، ولديه قلب محب لله، ولديه ضمير وعقل في طريقة تصرفه. لكن بعد أن يتعامل مع بضعة أمور، ترى أن كلامه وأفعاله مختلطة بأشياء كثيرة؛ مقاصد شيطانية كثيرة جدًا. تدرك أن هذا الشخص ليس صادقًا بل مخادعًا؛ شيء خبيث. يكرر استخدامه للكلمات الصائبة والعبارات المُرضية التي تتماشى مع الحق، وهو يمتلك المودة الإنسانية للتفاعل مع الناس. هو من جهة يؤسس نفسه، ومن جهة أخرى يضلل الآخرين، محققًا الجاه والمكانة بين الناس. أمثال هؤلاء الأفراد مضلِّلون للغاية، وحالما ينالون السلطة والمكانة، يستطيعون تضليل العديد من الناس وإيذاءهم. إنَّ الناس ذوي الشخصيات الخبيثة خطيرون للغاية. هل يوجد أمثال هؤلاء الناس حولكم؟ هل أنتم أنفسكم كذلك؟ (نعم). ما مدى خطورة هذا إذن؟ التحدث والتصرف من دون أي مبادئ للحق، والاعتماد كليًا على طبيعتك الخبيثة في التصرف، والرغبة الدائمة في تضليل الآخرين والعيش خلف قناع، كيلا يستطيع الآخرون رؤية حقيقتك أو التعرف عليك، وكي ينظروا إلى إنسانيتك ومكانتك بتوقير وإعجاب – هذا خبث. هل تُظهرون هذه السلوكيات الخبيثة في بعض الأحيان فقط؟ أم أنكم كذلك أغلب الأحيان؟ هل هذه هي طبيعتكم؟ وهل يصعب عليكم التحرر؟ إن كنتم تستخدمون مثل هذه الأساليب في بعض الأحيان فقط، فلا يزال من الممكن تغيير هذا. لكن، إن كانت هذه طبيعتكم؛ تتصرفون باستمرار بلباقة وخداع، وتعتمدون باستمرار على المكائد، فأنتم إذن أبرع الأبالسة. سأخبركم بالحقيقة: أمثال هؤلاء الناس لن يتغيروا أبدًا.
في القصة، يستخدم داباو هذه الأساليب ليضلل شاباو وليحمل الصبي على إخباره بالحقيقة. أخبروني، من علَّمه التصرف بهذه الطريقة؟ لم يعلمه أحد. إذن، من أين جاءت هذه الحيل؟ (من طبيعته). لقد جاءت من طبيعته، من جوهره الفاسد. إنه من هذا النوع من الأشخاص. إنه لا يستثني حتى طفلًا؛ كم هو دنيء! إن أراد أن يعرف الحقيقة، فيمكنه أن يسأل والدي الطفل مباشرةً، أو يمكنه أن يعمل على معرفة نفسه ويكشف عن قلبه لهما؛ قد يخبرانه حينئذٍ بالحقيقة. لا داعي لاستخدام مثل هذه الأساليب لفعل هذه الأشياء المخزية والخرقاء وراء ظهور الآخرين. هذا ما يفعله الأشخاص ذوو الشخصيات الخبيثة. أخبروني، أليس هذا مثيرًا للاشمئزاز؟ (إنه أمر مثير للاشمئزاز). إنه لا يستثني حتى طفلًا؛ فهو يرى أن الطفل يسهل الاستقواء عليه وخداعه وغشه، لذلك فهو يتآمر عليه. الآن، إن رأى شخصًا بالغًا صادقًا ولطيفًا، فكيف سيعامله؟ هل يمكنه أن يتركه وشأنه؟ كلا بكل تأكيد. إن رأى شخصًا يشبهه، شخصًا يحب استخدام الاستراتيجيات في أقواله وأفعاله، فماذا سيفعل؟ (يعلم أن الشخص خبيث بقدر ما هو نفسه شرير وقد يحذر منه ولا يكشف عن أي شيء بسهولة). إضافةً إلى حذره، ماذا يمكن أن يفعل أيضًا؟ (سينافس). سينافس علانيةً وسرًا؛ هذا كل شيء. هذا سلوك الأشخاص ذوي الشخصيات الخبيثة. أمثال هؤلاء الأشخاص يحبون منافسة الآخرين علانيةً وسرًا، وهم يستغلون كل فرصة. لديهم شعار مشهور، وإن التقيت بأمثال هؤلاء وسمعتهم يقولونه، فيمكنك التأكد من أنهم ذوو شخصية خبيثة. ماذا يقولون؟ على سبيل المثال، عندما تقترح عليهم التعاون مع شخص آخر لتأدية واجبهم، يقولون: "لا أستطيع منافسته!" فكرتهم الأولى دائمًا هي "المنافسة". فكرتهم الأولى لا تتعلق بكيفية التعاون مع الآخرين لتأدية المهمة على وجه حسن، بل بالتنافس معهم. هذا هو شعارهم المشهور. بصرف النظر عن المجموعة الاجتماعية التي ينتمون إليها، سواء أكانوا من غير المؤمنين، أم من الإخوة والأخوات، أم من أفراد الأسرة، فما هي قاعدتهم الوحيدة؟ إنها المنافسة، وإن لم يتمكنوا من الانتصار على الآخرين في العلن، فسيفعلون ذلك في السر. هذا النوع من الشخصيات خبيث. قد يبدو بعض الناس في ظاهر الأمر وكأنهم يتبادلون الحديث مع الآخرين من دون تكلف، لكنهم في قلوبهم، يتنافسون سرًا، مستخدمين وسائل وتقنيات مختلفة لمهاجمة الآخرين والاستخفاف بهم على نحو غير مباشر. الأشخاص الذين لا يستطيعون تمييز ذلك لن يتمكنوا من رؤية تكتيكاتهم على حقيقتها، وبحلول الوقت الذي يرون فيه ذلك، تكون المنافسة قد بلغت نتيجة بالفعل. هذا خبث. عندما يتفاعل الخبثاء مع الآخرين، فالأمر كله يتعلق بالتنافس علانيةً وسرًا، من خلال تبني مكائد مختلفة، أو دسائس، أو أساليب معينة لهزيمة الآخرين، وحملهم على الاستسلام، وحمل الجميع على الإذعان إليهم في نهاية المطاف. منذ بداية الإنسانية حتى الآن، كان تاريخ البشرية بأكمله مليئًا بـ "المنافسة". سواء على نطاق واسع بين الدول، أو على نطاق أصغر بين العائلات، أو على المستوى الفردي بين الناس، فلا تُوجد مجموعة ليست مليئة بالصراع؛ إن لم تكن منافسة علنية فهي سرية، إن لم تكن مواجهة لفظية فهي جسدية. كانت أكثر الفترات التي شهدت حروبًا متكررة بين المجموعات العرقية المختلفة في تاريخ الصين هي فترة "الربيع والخريف" وفترة "الممالك المتحاربة". معظم الكتب الشهيرة عن الخطط العسكرية قد كُتِبَت خلال هاتين الفترتين، مثل التكتيكات الموجودة في كتاب فن الحرب لسون تزو؛ هذه كلها كُتبت خلال ذلك الوقت. يوجد أيضًا كتاب ست وثلاثون حيلة، الذي يوثِّق تكتيكات مختلفة تُستخدم في الحرب. ولا تزال بعض هذه الاستراتيجيات العسكرية والتكتيكات مستخدمة حتى يومنا هذا. أخبروني، ما بعض الاستراتيجيات المذكورة في تلك الكتب؟ (استراتيجية "إيذاء الذات"). (استراتيجية "التشتيت"). (استراتيجية "العميل المزدوج"، واستراتيجية "المدينة الفارغة"، واستراتيجية "فخ العسل"). كل هذه الاستراتيجيات المشهورة، سواء أبدأت بـ ـ"فخ العسل"، أو "المدينة الفارغة"، أو "التشتيت"، فهي تنتهي بكلمة "الاستراتيجية". ماذا تعني كلمة "استراتيجية"؟ ("تكتيك" أو "مكيدة"). هي تحمل معنى تكتيكات معينة خبيثة أو غادرة أو خفية أو سرية. هذه "التكتيكات" لا علاقة لها بالتخطيط، بل تتعلق بالكيد. ماذا نرى وراء هذه التكتيكات؟ هل أفعالهم وسلوكهم، وهذه التكتيكات والممارسات التي يستخدمونها في الحرب تتماشى مع الإنسانية والحق؟ (لا). هل يعمل الله بهذه الطريقة؟ (لا). كلا بكل تأكيد. إذًا، من الذي تمثله هذه الممارسات؟ إنها تمثل الشيطان وتمثل هذه الإنسانية الخبيثة. من أين تأتي استراتيجيات الإنسانية الخبيثة هذه؟ (الشيطان). تجيء من الشيطان. قد يجد البعض صعوبة في فهم هذا، لذلك ينبغي أن أقول إنها جاءت من الملوك الأبالسة، وعندئذ سيفهم الناس. من هم الملوك الأبالسة؟ إنهم الأبالسة والشيطان الذين يتناسخون في العالم لبث الفتنة وإحداث الفوضى بين الإنسانية؛ هم شكَّلوا هذه الاستراتيجيات. في سجلات عمل الله، هل رأيتموه من قبل يستخدم استراتيجية "المدينة الفارغة" أو استراتيجية "التشتيت"؟ هل تتضمن خطة تدبير الله هذه الاستراتيجيات؟ الله لم يستخدم مثل هذه الاستراتيجيات قط ليدبر عمله. هذه الاستراتيجيات تستخدمها الإنسانية الخبيثة بأكملها. من أمة ما أو سلالة حاكمة على نطاق كبير، إلى قبيلة أو عائلة على نطاق أصغر، وصولًا حتى إلى العلاقات بين الأفراد، حيثما تجد إنسانية فاسدة، تجد صراعًا. علامَ يتقاتلون؟ علامَ يتنافسون؟ ما هدفهم؟ كل هذا من أجل السلطة والمكانة والربح؛ من أجل الحصول على هذه الأشياء. أمة تقاتل أمة من أجل السيطرة على عدد أكبر من الناس. القبائل تتقاتل من أجل الأرض والناس والسيادة. الأفراد يتقاتلون من أجل التفوق والربح. حيثما وُجدت إنسانية، وُجد صراع، لأنه حيثما وُجدت إنسانية، وُجد فساد الشيطان. أفسد الشيطان الإنسانية بأكملها، لذلك امتلأ العالم بالصراعات وسفك الدماء. في أي شيء تفعله الإنسانية الفاسدة، لا يمكنها الهروب من قيود شخصية الشيطان. لذلك، فإن تاريخ البشرية بأكمله، سواء في الغرب أم في الشرق، كل جزء منه هو سجل مخزٍ لصراع الإنسانية الخبيث؛ والإنسانية تعدّ هذه الأشياء مجيدة. لا يزال بعض الناس يدرسون كتاب ست وثلاثون حيلة الصيني إلى اليوم. هل تدرسونه؟ (لا). إن كنت تدرس هذه الأشياء عمدًا، وتستوعب الخبرات والدروس والوسائل والأساليب والتقنيات الموجودة فيها لإثراء عقلك، وجعلها جزءًا من مهاراتك للبقاء، فهذا خطأ بالتأكيد. ستزداد قربًا من الشيطان لا محالة، وتزداد خبثًا وشرًّا شيئًا فشيئًا. ورغم ذلك، إن كان بوسعك أن تغيِّر منظورك وتشرِّح تلك الأشياء وتميزها وتكشفها وفقًا لكلام الله، فما نوع النتيجة التي ستحققها؟ ستكره الشيطان أكثر، وتفهم نفسك وتكرهها أكثر فأكثر. ما العاقبة الأفضل من ذلك؟ رفض الشيطان والإصرار على اتباع الله. يستخدم الشيطان ما يُسمى بالثقافات التقليدية وجميع أنواع المعرفة والنظريات التي تراكمت لدى الإنسانية خلال آلاف السنين ليعلمها الناس ويغرسها فيهم، بهدف إفسادهم والسيطرة عليهم على مستوى أعمق. إن أتقنت هذه الأشياء وعرفت كيف تستخدمها، فستصبح شيطانًا حيًا، وسيستبعدك الله تمامًا.
عند تقديم شركة حول فهم الذات في التجمعات الماضية، كان معظم الناس غالبًا ما يثيرون أمر الشخصية المتعجرفة، وهي الشخصية الفاسدة الأكثر شيوعًا، ووجودها واسع الانتشار. ما الشخصيات الفاسدة الأخرى الشائعة نسبيًا؟ (الخداع والعناد). الخداع والعناد، والنفور من الحق والشراسة. هذه أشياء كثيرًا ما يواجهها الناس. الخبث أقل شيوعًا، ولا يدركه الناس بقدر ما يدركون الشخصيات الأخرى. يمكن قول إن الشخصية الخبيثة هي الشخصية الأصعب في إدراكها، وهي شخصية فاسدة مخفية إخفاءً عميقًا وسرية نسبيًا، أليست كذلك؟ على سبيل المثال، لنفترض أن شخصين يعيشان معًا، وكلاهما لا يحبان الحق أو يسعيان إليه، وهما غير مخلصين في القيام بواجباتهما. من الخارج، قد يبدو أن الاثنين يعيشان معًا في تناغم دون أي مشكلات على الإطلاق. رغم ذلك، في الأعماق، لا يسعى أي منهما إلى الحق، ولا تزال فيهما شخصيات فاسدة عديدة، لكنك لا تستطيع رؤيتها. لماذا لا تستطيع رؤيتها؟ لأن هذين الشخصين كليهما مخادعان وماكران للغاية في تصرفاتهما. لما كنت لا تفهم الحق وتفتقر إلى أي تمييز البتة، فإنك لا تستطيع رؤية جوهر مشكلاتهما. الحقائق التي تفهمها قليلة، وقامتك ضئيلة جدًا، لذلك يوجد كثير من الأمور المعقدة لا سبيل لك إلى استيعابها، وأنت عاجز عن مساعدة الآخرين على علاج مشكلاتهم. بصفتكم قادة، ما الذي يجب فعله عندما تقابلون أمثال هؤلاء الناس؟ إن كشفتهم وميزتهم، فهل يتقبلون هذا طوعًا؟ لا، لا يتقبلون. كيف ينبغي إذًا أن تتعامل مع أمثال هؤلاء الناس؟ أتوجد طريقة لذلك؟ ما هو المبدأ في التعامل مع أمثال هؤلاء الناس؟ إن كان لديهم بعض المهارات التقنية أو المهنية يستخدمونها في العمل لخدمة بيت الله، فينبغي لك أن تعاملهم معاملة الإخوة والأخوات وتطلب منهم المطالب على هذا الأساس. لكن لما كان هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق، فهل يمكنهم أن يكونوا مخلصين في القيام بواجباتهم؟ (لا). ما السلوك الذي يدل على افتقارهم للإخلاص؟ أليس أمثال هؤلاء الناس بارعين في القيام بالأشياء من أجل الاستعراض؟ حين لا يكون أحد حولهم، يلهون ويتأنون. فور أن يروا شخصًا قادمًا، يسرِّعون الوتيرة. قد يطرحون كذلك مجموعة من الأسئلة، يسألون عما إن كان هذا الأمر أو ذاك مقبولًا. حالما يغادر هذا الشخص، يتوقفون عن العمل، ولا يفعلون شيئًا، ولا يكون لديهم أي تساؤلات لطرحها، وهم حتى يقولون في قلوبهم: "كنت أعبث معك فحسب؛ لستُ أحمق إلى هذا الحد!" أمثال هؤلاء الناس يفعلون كل شيء للاستعراض؛ فهم ماهرون للغاية في تقديم واجهة مزيفة ويبرعون في التظاهر، فيعطون الناس انطباعًا زائفًا. كثيرون من الناس الذين تعاملوا معهم لسنوات لا يزالون عاجزين عن رؤية جوهرهم الماكر والمخادع. عندما يستفسر آخرون منهم عن هؤلاء الناس، يقولون: "هذا الشخص صالح جدًا، يعامل الجميع بلطف، ولا يؤذي أحدًا على الإطلاق، يسعى لإرضاء الناس فحسب. حتى عندما يخطئ أحد، فإنه لا يهذِّبه؛ إنه يحث الآخرين ويعزيهم باستمرار". ما الوسائل والأساليب التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص في تفاعلاتهم مع الآخرين؟ يلعبون دورًا يلائم المناسبة، وهم سلسون وماهرون، ومعظم الناس يقولون إنهم أشخاص صالحون. هل حولكم أشخاص كهؤلاء؟ (نعم). غالبًا ما يكشف الجميع عن شخصياتهم الفاسدة، لكن هؤلاء الأفراد يغطون أنفسهم بإحكام، وهو ما يجعل من المستحيل لأي أحد أن يكشف عن مشكلاتهم. أليست هذه مشكلة؟ في التاريخ، ارتكب بعض الأباطرة العديد من الآثام، ورغم ذلك لا تزال الأجيال اللاحقة تعدهم حكامًا حكماء. لماذا لدى الناس هذه الآراء عنهم؟ ألم يبذلوا بعض الجهد ويقوموا ببعض الأشياء للحفاظ على سمعتهم؟ من ناحية، قاموا ببعض الأشياء الجيدة من أجل إنجازاتهم السياسية، ومن ناحية أخرى، حرَّفوا التاريخ وقتلوا من كتبوا عنهم الحقيقة والوقائع لإخفاء خطاياهم. رغم ذلك، مهما حاولوا إخفاء أفعالهم، فإن لها – بلا شك – سجلات. لم يكن بإمكانهم القضاء على كل من كان يعرف الحقيقة. في النهاية، كشفت الأجيال اللاحقة عن هذه الأمور شيئًا فشيئًا. عندما اكتشف الناس أمرهم، شعروا بأنهم خُدعوا. من خلال الكشف عن هذه الوقائع التاريخية، يجب أن يتوصل الناس إلى فهم جديد للحقيقة بشأن الإنسانية جمعاء. أي نوع من الفهم؟ من الملوك إلى العامة، البشرية كلها تقع في يدي الشرير، وقد أفسدها الشيطان بحيث يكون كل شخص أكثر خبثًا من الآخر. ما من أحد ليس شريرًا، وما من أحد ليس طالحًا. جميعهم قد ارتكبوا خطايا كثيرة؛ كلهم خبثاء للغاية، وليس من بينهم من هو صالح. يقول البعض: "في كل سلالة حاكمة، يوجد بضعة من المسؤولين المستقيمين. فهل يُعد هؤلاء المسؤولون المستقيمون خبثاء؟" إن كنت تؤمن بالله تحت سلطان هؤلاء المسؤولين المستقيمين، فانظر هل سيعتقلونك أم لا. إن شهدت لله أمامهم فلاحظ سلوكهم. ستعرف فورًا ما إذا كانوا خبثاء أم لا. إنَّ ظهور الله وعمله، وكذلك الحق الذي يعبِّر عنه، هي أمور تكشف عن حقيقة الناس أكثر من أي شيء آخر. ربما حقق بعض الحكام والمسؤولين إنجازات سياسية معينة وعملوا بعض الأعمال الصالحة، ولكن ما طبيعة هذه الأعمال الصالحة؟ من المستفيد منها؟ إنها أعمال صالحة طالبت بها الطبقة الحاكمة. هل الأعمال الصالحة التي يعملونها هي الأعمال الصالحة التي يستحسنها الله؟ هل هذه "الإنجازات السياسية" تطبّق الحق وتخضع لله؟ كلا بالتأكيد. إنجازاتهم السياسية وأعمالهم الصالحة لا علاقة لها إطلاقًا بالحق أو بالخضوع لله. كل أعمالهم الصالحة وإنجازاتهم السياسية تحركها مقاصدهم ودوافعهم؛ هم يفعلون هذا كله من أجل تخليد أنفسهم والحصول على الثناء من الآخرين. لذلك، مهما بلغ عدد الأعمال الصالحة التي يؤدونها أو الإنجازات السياسية التي يراكمونها، فلا يمكن أن تُثبت أنهم أناس صالحون ذوو قلوب طيبة، فضلًا عن أن تُثبت أنهم لم يرتكبوا الشر قط أو أنهم لا يمتلكون طبيعة خبيثة. هل واضح لك أي نوع من الناس هؤلاء في نظر الله؟ هل يمكنكم استخدام هذه الأمور لفهم أنفسكم؟ هل تنخرطون في مثل هذه الممارسات، إذ تريدون التباهي فور أن تعملوا عملًا صالحًا، وتحرصون على أن يعرف به الجميع، ثم تقولون ظاهريًا إنه لا ينبغي للمرء أن يكون متفاخرًا أو متعجرفًا، وإن عليه أن يتحلى بسلوك متواضع؟ على سبيل المثال، تذهب إلى كنيسة جديدة من أجل العمل، ولا يعرف الناس أنك في منصب قيادي، لذا عليك تجربة كل الوسائل لحمل الناس على معرفة أنك قائد، وتقضي الليل ممعِنًا في التفكير، حتى تتوصل في النهاية إلى حل جيد. ما الحل؟ تحشد الجميع في اجتماع وتقول: "خلال تجمع اليوم، دعونا نقدم شركة حول ما إذا كنت – بصفتي قائدًا – ألبي المعيار أم لا. إن كنت لا ألبي المعيار، فيمكنكم كشفي وعزلي. إذا كنت مؤهلًا، فسأستمر في هذا الدور". عندما يسمع الجميع هذا، يعرفون على الفور أنك قائد. ألست بهذا قد حققت هدفك؟ من أين جاء هذا الهدف؟ ينبع من طبيعتك الخبيثة. الطموح سمة إنسانية شائعة، لكن على الرغم من أن جميع الناس لديهم طموحات، فإنَّ البعض يستخدمون العديد من اللغات والطرق والاستراتيجيات المختلفة في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة لتحقيق أهدافهم المرغوب فيها. هذا خبث.
فيما يتعلق بموضوع الطبيعة الخبيثة هذا، فسنستمر في مناقشته مرارًا. بهذه الطريقة، ستكتسبون فهمًا أكثر شمولًا لهذا الجانب من الحق والشخصية الفاسدة. من ناحية، ستستطيعون فهم أنفسكم، ومن ناحية أخرى، ستستطيعون تمييز أنواع مختلفة من الناس. إضافةً إلى ذلك، سيكون دخولكم في الحق أعمق. إن قدمت الشركة عن مفهوم عام فحسب أو عن جانب واحد من التعريف، فإن فهمكم سيكون سطحيًا إلى حد كبير. لكن، باستخدام حقائق معينة وتقديم أمثلة لشركتنا، يمكن حينئذٍ أن يغدو فهمكم أعمق. على سبيل المثال، فلنفترض أن طفلين يتحادثان. يسأل أحدهما: "هل أديت واجبك المنزلي اليوم؟". فيرد الآخر: "لا، لم أؤده". حينذاك يقول الأول: "أنا أيضًا لم أؤده". هل كلاهما يقول الحقيقة؟ (نعم). أنت مخطئ؛ أحدهما يكذب. ماذا يفكر في قلبه؟ "أحمق، هل تظن أنني لم أؤده حقًا؟ لستُ غبيًا إلى هذه الدرجة! إن لم أؤد واجبي المنزلي، فسوف أُعاقب. كيف يمكن ألا أكون قد أديته؟ تعمَّدت أن أجعلك تظن أنني لم أؤده حتى لا تؤديه أنت أيًضًا. في النهاية، ستُعاقب، وسأستمتع بالضحك منك". هل هذا الطفل طالح؟ (إنه طالح). هل فعل أحدكم مثل هذه الفعلة؟ إليكم مثالًا آخر: في يوم الاثنين بالصف الدراسي: قالت إحدى الطالبات إنها ذهبت للتسوق يوم الأحد، في حين ادَّعت طالبة أخرى أنها زارت أصدقاءها. في الواقع، كانت كلتاهما في المنزل تدرسان. لا سيما في بيئة شديدة التنافسية مثل الصين، تُقال هذه الأشياء لحمل منافسك على التخلي عن حذره ولتتمكن من التفوق عليه. هذا ما يُسمى بالإستراتيجية. هذه الأشياء شائعة في الحياة اليومية. في بعض الأحيان ينخرط الآباء والأبناء في حوارات مماثلة، ويكشفون عن شخصيات مشابهة، والتي يكشف عنها الأصدقاء أيضًا فيما بينهم. إنَّ الكشوفات عن هذه الشخصية يمكن ملاحظتها في كل مكان، ما عليك إلا أن تظل منتبهًا لها. لماذا تظل منتبهًا؟ ليس بغرض جمع محتوى، أو إجراء الأحاديث الفارغة، أو النميمة، أو اختلاق القصص؛ إنما الغرض هو تحسين قدرتك على التمييز، وهو ما يسمح لك بالمقارنة بين نفسك وبين ما يفعله الآخرون وما يكشفون عنه ويظهرونه، لترى إن كنت تُظهر سلوكيات مماثلة. عندما ترى شخصًا يظهر هذا النوع من السلوك، ستفهم أن لديه هذه الشخصية. لكن، عندما تُظهر أنت أيضًا مثل هذه السلوكيات، هل ستتمكن من إدراك أنك أنت أيضًا تمتلك هذه الشخصية؟ إن لم تتمكن من إدراكها، فإن فهمك لشخصية هذا الشخص خطأ: لم تفهمها حقًا، أو بعبارة أخرى، ليس لديك فهم روحي، ولم تفهمها بدقة. إنَّ هذه الموضوعات لا يمكن تناولها بالكامل في بضعة أيام. مناقشة قدر قليل منها سيساعدكم على اكتساب القليل، وسيتعمق فهمكم للحق بعض الشيء. إن كنت تحب الحق حبًا حقيقيًا، فستحظى بمستوى دخول أعمق. عمق اختبارك ودخولك لا ينفصل عن فهمك. عمق اختبارك ودخولك سيحدد بالتأكيد عمق فهمك. وبالمثل، فإن عمق فهمك يمكن أن يوضح أيضًا عمق اختبارك ودخولك. هذان الأمران مترابطان. هذا طريق الدخول إلى الحق، وأنت لا تستطيع امتلاك الواقع إلا بالدخول إلى الحق. سنختتم هذا الموضوع هنا، وننتقل إلى الموضوع الرئيسي لشركة اليوم.
تشريح كيفية تضليل أضداد المسيح للناس، واستمالتهم، وتهديدهم، والتحكم بهم
أولًا: تشريح كيفية تضليل أضداد المسيح للناس
في الاجتماع الأخير، أكملنا شركتنا حول البند الرابع المتعلق بالمظاهر المختلفة لأضداد المسيح. واليوم سنبدأ عقد شركة عن البند الخامس: كيفية تضليل أضداد المسيح للناس، واستمالتهم، وتهديدهم، والتحكم بهم. ثمة أربعة أفعال متضمنة في هذا الجانب من مظاهر أضداد المسيح، ومن خلال هذه الأفعال الأربعة وسلوك أضداد المسيح، يمكننا أن نرى شخصياتهم. الفعل الأول هو "التضليل". ما نوع الشخصية المتضمنة في هذا الفعل؟ إنها شخصية الخبث. والآن، ماذا عن "الاستمالة"؟ هل تستخدم الاستمالة عادةً كلمات سارة أم بغيضة؟ (كلمات سارة). إذن، ما نوع الشخصية التي تحكم هذا السلوك؟ الخبث. وماذا عن "التهديد" و"التحكم"؛ ما الشخصية التي تحكم هذين السلوكين؟ (الشراسة). هذا صحيح، الشراسة. من خلال البند الخامس، يمكننا أن نرى شخصيات أضداد المسيح. ما المظاهر الأساسية الخاصة بأضداد المسيح في هذا البند؟ (الخبث والشراسة). إن هاتين الشخصيتين للخبث والشراسة كلتاهما بارزتان وواضحتان للغاية. لنناقش هذه السلوكيات، واحدًا تلو الآخر، بدءًا بسلوك "التضليل". ماذا يعني مصطلح "التضليل" بشكل عام؟ هل يتضمن أي مظاهر للصدق؟ هل ينطوي على أي كلمات صادقة؟ (كلا). لا ينطوي على كلمات صادقة؛ إنه زائف تمامًا، إنه يستخدم انطباعات خاطئة، وتصريحات كاذبة، وكلمات خادعة لجعل الآخرين يعتقدون أن ما يقوله المرء صحيح، ومن ثم جعل الآخرين يعترفون به ويثقون فيه. هذا هو المقصود بمصطلح "التضليل". هل أولئك المضلَّلون ينالون الحق أو يمضون في الطريق الصحيح؟ إنهم لا يحققون أيًا من هذين الأمرين. إن سلوك وممارسة تضليل الناس أمران سلبيان بالتأكيد وليسا إيجابيين. وأولئك المضلَّلون هم في الأساس مخدوعون؛ إنهم لا يفهمون الحقائق الفعلية، أو الموقف الحقيقي، أو السياق الحقيقي، ثم يختارون الطريق والاتجاه الخطأ، والشخص الخطأ ليتبعوه. هذا هو التأثير الذي يخلفه التضليل على أولئك الذين يقعون في شركه. الأمر أشبه بالإعلانات في مركز تسوق: إنها مكتوبة بشكل جيد للغاية، وعندما يراها الناس، يأخذونها على ظاهرها دون تمحيص، لكن بعد إتمام عمليات الشراء، يجدون أن المنتجات عديمة الفائدة. هذا هو الخداع. ما الغرض من تصرفات أضداد المسيح على نحو يضلل الناس إذن؟ ما الأساليب التي يستخدمونها، وما الكلمات التي يقولونها، وما الأشياء التي يفعلونها لتضليل الناس؟ دعونا نتحدث أولًا عن غرضهم. إذا لم يكن لديهم أي غرض على الإطلاق، فهل يحتاجون إلى بذل جهد أو قول أشياء سارة لاستمالة الناس وتضليلهم؟ ثمة مقولة بين غير المؤمنين مفادها: "لا يوجد شيء مجاني". إذا لم تتمكن من إدراك هذه الحقيقة، فستتعرض للخداع. العالم خبيث للغاية، الناس يتآمرون ضد بعضهم بعضًا، ويسيئون إلى بعضهم بعضًا. هذه هي حياة البشرية الفاسدة. لماذا يبذل أضداد المسيح جهدًا في التحدث بطريقة ملتوية لتضليل الناس؟ إنهم يتكلمون ويتصرفون بغرض واضح، وهو التنافس على السلطة والسيطرة على الناس؛ هذا أمر لا شك فيه. أهدافهم لا تختلف عن أهداف السياسيين. ما الاستراتيجيات التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس إذن؟ كيف يفعلون ذلك؟ أولًا، يجعلونك تحبهم. وما إن يكون لديك انطباع إيجابي عنهم، فلن تحذر منهم بعد ذلك: ستثق بهم، ثم تقبل قيادتهم وتطيعهم عن طيب خاطر. ستكون على استعداد للإنصات إلى أي شيء يقولونه وأي شيء يطلبون منك فعله. ما معنى الاستعداد للإنصات؟ معناه عدم ممارسة التمييز، والإنصات والطاعة دون مبادئ. هل يمكن لأضداد المسيح تحقيق تأثير تضليل الناس باستخدام كلمات الإدانة أو أساليبها؟ كلا بالتأكيد. إذن ما الأساليب التي يستخدمونها عادةً لتحقيق هذا التأثير؟ في معظم الأحيان، يستخدمون كلمات تتوافق مع المفاهيم البشرية وكذلك تعاليم العواطف البشرية. في بعض الأحيان، يتحدثون أيضًا ببعض الكلمات والتعاليم التي تتوافق مع الحق. هذا يجعل من السهل عليهم تحقيق هدفهم المتمثل في تضليل الناس، ومن المرجح أيضًا أن يقبلهم الناس. على سبيل المثال، عندما يرتكب الإخوة والأخوات خطأً ما، مما يتسبب في خسائر لعمل الكنيسة، ويشعرون بالسلبية والضعف، فإن أضداد المسيح لا يقدمون شركة عن الحق لدعمهم ومساعدتهم. وبدلًا من ذلك يقولون: "من الشائع أن يكون الناس ضعفاء؛ إنه أمر طبيعي. أنا أيضًا أكون ضعيفًا في كثير من الأحيان. الله لا يتذكر هذه الأشياء". في الواقع، هل يعرفون ما إذا كان الله يتذكر هذه الأشياء أم لا؟ كلا، لا يعرفون. إنهم يقولون: "لا يهم أن هذا الأمر لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. فقط صحِّحه في المرة القادمة. إن بيت الله لا يعرف، ولا أحد يحقق في الأمر. ما دمت لن أبلغ عن الأمر إلى أعلى، فلن تعرف القيادة العليا عنه، وبالتأكيد لن يعرف الأعلى، ومن ثم لن يعرف الإله أيضًا؛ لذا، لن ينتبه الإله إلى هذا الأمر. نحن جميعًا أشخاص فاسدون؛ لديك فساد، وأنا أيضًا لديَّ. وباعتباري قائدًا، فأنا مثل الوالد: إن أي أخطاء ترتكبونها هي مسؤوليتي. إنني أتحمل المسؤولية عن صغر قامتي وعدم قدرتي على دعمكم ومساعدتكم، الأمر الذي أدى إلى ارتكابكم أخطاء. ولو كان لديَّ قامة أكبر، لاستطعت مساعدتكم، ولما ارتكبتم أي خطأ. إن المسؤولية عن هذا الأمر تقع على عاتقي. وعلى الرغم من أن هذا الأمر ربما قد تسبب في بعض الخسائر لعمل الكنيسة، فإننا نستطيع أن نعالجه بأنفسنا، وستكون تلك هي نهاية الأمر. ينبغي ألا يستفسر أحد عن هذا الأمر، وينبغي ألا يبلغ عنه أحد إلى مستوى أعلى؛ دعنا نبقي الأمر بيني وبينك. إذا لم أذكره للإخوة والأخوات الآخرين، فلن يبلِّغ أحد بهذا الأمر إلى المستويات العليا، وسينتهي الأمر. كل ما نحتاجه هو أن نصلي ونحلف يمينًا أمام الإله أننا لن نفعل شيئًا كهذا أو نرتكب خطأً كهذا مرة أخرى. بصفتي قائدًا، عليَّ مسؤولية حمايتكم. إن الله عالٍ جدًا؛ فهل من الواقعي أن نطلب منه الحماية؟ إضافة إلى ذلك، لا يزعج الإله نفسه بهذه الأمور التافهة في حياة الناس، لذا فإن مسؤولية حمايتكم تقع ضمنًا على عاتقي بصفتي قائدًا. لديكم قامة صغيرة، لذا سأتحمل المسؤولية إذا ارتكبتم خطأً. لا تقلقوا، إذا جاء الوقت الذي يحدث فيه خطأ ما حقًا، واكتشف الأعلى هذا الخطأ أو علم به، فسوف أدافع عنكم". عندما يسمع الناس هذا، يفكرون قائلين: "هذا رائع! كنت قلقًا جدًا بشأن تحمل المسؤولية؛ هذا القائد رائع جدًا!" ألم يتعرضوا للتضليل؟ هل يوجد أي شيء يتماشى مع الحق فيما قاله أضداد المسيح؟ هل يوجد أي شيء مفيد للناس أو تنويري لهم؟ هل يوجد أي شيء يتعامل مع الأمور على أساس المبادئ؟ (كلا). إذن ما نوع هذه الكلمات؟ إنها كلمات تستخدم المشاعر الإنسانية، والتعاطف، والتسامح لبناء الروابط، مع التأكيد على المشاعر والصداقة، لأخذ العلاقة إلى مستوى معين، ما يجعل الناس يشعرون بأن أضداد المسيح متفهمون للغاية، ومتسامحون ومتساهلون للغاية مع الناس. لكن لا توجد مبادئ أو حقائق في هذا. ما هذا الفهم السطحي؟ إنه مجرد تمويه للأمور، يبدو مثل إقناع طفل. ما الاستراتيجيات المستخدمة هنا؟ الإقناع بالملاطفة، والخداع، وبناء الروابط، وتجميل الأشياء، والتظاهر بأنهم أشخاص صالحون، كل ذلك على حساب مصالح الإخوة والأخوات، وخيانة مصالح بيت الله، لتحقيق هدفهم في خداع الناس وتضليلهم. وما النتيجة النهائية لهذا؟ إنه يجعل الناس يبعدون أنفسهم عن الله، ويحذرون منه، ويتقرَّبون من أضداد المسيح. حتى بعد تضليلهم، يقول هؤلاء الناس: "بعد أن ارتكبت هذا الخطأ، كنت قلقًا للغاية. صليت إلى الله مرات عديدة، لكنه لم يواسني. شعرت بعدم الاستقرار وعدم الارتياح في قلبي، ولم أستطع العثور على حل من الله. لكن لا بأس الآن؛ طالما أنني أذهب إلى القائد، فإن جميع مشكلاتي تُحل. أنا محظوظ حقًا لأن لدي مثل هذا القائد. قائدنا أفضل من أي شخص آخر!" في هذه المرحلة، تكون قلوبهم ووجهات نظرهم قد تحولت بالفعل نحو أضداد المسيح، ويتم التحكم فيهم من قِبل أضداد المسيح. كيف يمكن أن يتحكم أضداد المسيح في هؤلاء الناس؟ يرجع ذلك إلى أنهم يجدون شعورًا بالأمان لدى أضداد المسيح هؤلاء. إنهم يتلقون التعاطف، وفي أعماق قلوبهم يحصلون على الرضا والسلوان. ويدل هذا على أنهم قد ضُلِّلوا.
في الماضي، اكتشف الأعلى أنه كان هناك شخص سيئ في كنيسة معينة، وكان يفعل أشياء مزعجة ومعرقلة باستمرار دون أي علامة على التوبة، لذلك طلب من قائد الكنيسة المحلية تصفية الكنيسة من هذا الشخص. وعندما سمع قائد الكنيسة المحلية هذا، فكَّر متسائلًا: "أصفي الكنيسة منه؟ أحتاج إلى التفكير في الأمر. إنه أحد أتباعي – لا يمكنكم تصفيته بهذه البساطة. يجب أن أدافع عنه. إن الأعلى لا يفهم الحالة الحقيقية للأمور. محاولة تصفية الكنيسة منه بهذه البساطة أمر مبالغ فيه حقًا. سيكون شديد الحزن!" وافق شفهيًا على تصفية الكنيسة من الشخص، لكن في قلبه، لم يكن لديه أي نية للقيام بذلك. هل يمكنك أن تخمِّن كيف تعامل مع الأمر؟ لقد تأمل الأمر قائلًا: "كيف يمكنني التعامل مع هذا الموقف بطريقة تجعل الناس في الأدنى راضين عني كقائد لهم ودون أن يكرهني الأعلى؟" وبعد أن فكَّر في الأمر مليًّا، توصل إلى خطة. لقد دعا الجميع إلى اجتماع وقال: "اليوم لدينا أمر خاص للتعامل معه. ما هو؟ هناك شخص ما الأعلى غير راضٍ عنه تمامًا، ويريد تصفية الكنيسة منه. إذن ماذا يجب أن نفعل حيال الأمر؟ دعونا جميعًا نقرر ما إذا كنا سنصفي الكنيسة منه أم لا من خلال إجراء تصويت". أُحصيت نتائج التصويت، ووافق نحو 80 إلى 90% من الناس على تصفية ذلك الشخص، لكن كان هناك عدد قليل من الأصوات المعارضة. لن نتحدث عما إذا كان هؤلاء المعارضون أتباعًا متعصبين للشخص الشرير أو ما إذا كانوا فعلوا ذلك لأسباب أخرى، فعلى أي حال، بعض الناس لم يوافقوا، ولم يكن الرأي بالإجماع. ثم قال القائد: "لقد لاحظت من خلال التصويت أن هناك أصواتًا معارضة. هذا أمر مهم، ويجب أن نحترم هذه الأصوات. نحن بحاجة إلى ممارسة الديمقراطية. انظروا إلى مدى عظمة النظام الديمقراطي الغربي: يجب أن نمارس بهذه الطريقة أيضًا في الكنيسة، يجب أن نسعى جاهدين بأفضل ما في وسعنا لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان. والآن، بما أن هناك القليل من الأصوات المعارضة، فلا يمكننا تصفية الكنيسة من هذا الشخص. يجب أن نحترم آراء إخوتنا وأخواتنا. من هم الإخوة والأخوات؟ إنهم شعب الإله المختار! لا يمكننا تجاهل آرائهم. حتى لو رفض شخص واحد فقط من شعب الإله المختار، فلا يمكننا المضي قدمًا في التطهير". في الواقع، ما قاله لم يكن له أساس، لم يقل الله مثل هذه الأشياء أبدًا. ما كان قوله سوى ترّهات. ولاحقًا، عندما اكتشف الأعلى أن الشخص الشرير لم يتم تصفية الكنيسة منه بعد، طلب من القائد المحلي أن يسارع في الأمر. فوعده قائلًا: "حسنًا، سيتم الأمر قريبًا". ماذا كان يعني وعده؟ كان يعني أنه سيماطل. لقد فكر قائلًا: "تطلبون مني تصفية الكنيسة منه، لكنني لا أستطيع القيام بذلك على الفور. من يدري، إذا مر وقت كافٍ، فربما تنسون الأمر، ولن أضطر إلى تصفية الكنيسة منه". ولاحقًا، دعا الجميع معًا لتجمع آخر وتصويت آخر. من خلال الشركة والتمييز، أصبح من الواضح للجميع أن الشخص بالفعل ينبغي تصفيته. تضاءلت الأصوات المعارضة، لكن لا يزال هناك صوت واحد ضد تطهير الكنيسة منه. مرة أخرى لم يقم القائد بتصفية الكنيسة منه قائلًا: "ما دام ثمة صوتًا واحدًا ضد الأمر، فلا يمكننا تصفية الكنيسة منه". فكر معظم الناس قائلين: "إذا أمر الأعلى بالتصفية، فإذن صفِّ الكنيسة منه. بالتأكيد يستطيع الأعلى أن يدرك حقيقة الأمر؟ بالتأكيد لم يرتكب خطأً؟" هل الخضوع لترتيبات الأعلى مبدأ؟ هل هو الحق؟ (نعم). لم يكن هذا القائد يعرف أن هذا هو الحق. ماذا فعل؟ قال: "لا يزال هناك صوت معارض، لذلك لا يمكننا تصفية الكنيسة منه. بالتأكيد يجب أن نحترم آراء إخواننا وأخواتنا. هذا ما يسمى أسمى الحقوق الإنسانية". لاحقًا، عندما استفسر الأعلى عن الأمر مرة أخرى، استمر القائد في التعامل معه بطريقة لا مبالية واستمر في المماطلة. وفي النهاية، عندما رأى الأعلى أنه لم يصفِّ الكنيسة من الشخص الشرير، قام بإعفائه وتصفية الكنيسة منه أيضًا. لقد جعله الأعلى قائدًا، ولم يصغِ إليه؛ والأعلى لديه السلطة لاستخدامه وإعفائه؛ هذا مرسوم إداري. بعد ذلك، تم تصفية الكنيسة من حلفائه أيضًا. هل تحتاج ترتيبات الأعلى إلى التصويت بالموافقة عليها من قِبل الجميع؟ (كلا). لم لا؟ لا يمكنكم شرح السبب؛ يبدو أنكم تشبهون إلى حد كبير ذلك القائد المشوش، أليس الحال كذلك؟ أخبروني، هل هذه الكلمات التي أقدِّم شركة عنها معكم تمثل تعاليم أم وقائع؟ (وقائع). إذا مارسها الناس ونفَّذوها، فهل ستكون صحيحة؟ (نعم). وإذا كانت صحيحة، فهل من الضروري أن يدلي الجميع بأصواتهم ويصوتون عليها؟ (كلا). هل يمكن للأعلى أن يظلم شخصًا ما من خلال الأمر بتصفية المكان منه؟ كلا بالتأكيد. إذن، عندما أمر الأعلى بتطهير المكان من هذا الشخص الشرير، ورفض هذا القائد تنفيذ الأمر، فماذا كانت المشكلة هنا؟ (التحدي العلني). إنه أكثر من مجرد تحدٍّ علني، إنه خلق مملكة مستقلة. عندما أمر الأعلى بتطهير الكنيسة من الشخص الشرير، ماطل هذا القائد الكاذب، ولم ينفِّذ الأمر، بل إنه أجرى تصويتًا، واستطلع الرأي العام. ما الرأي العام الذي كان يستطلعه؟ ما هو الرأي العام؟ ما هي الأغلبية؟ هل أغلبية الناس يفهمون أو يمتلكون الحق؟ (كلا). إن أغلبية الناس لا يمتلكون حتى التمييز، فهل يمكن أن يكونوا أشخاصًا يفهمون الحق؟ هذا القائد استطلع الرأي العام؛ فهل يمكن أن يحل ذلك أي مشكلة حقًا؟ هل هو ضروري؟ إن غالبية الناس يفتقرون إلى التمييز، والأعلى أشرف شخصيًا على تصفية الكنيسة من الشخص الشرير وأمر بذلك، لكن ضِدّ المسيح هذا ماطل، ولم يصفِّ الكنيسة من ذلك الشخص، وقام بإيواء شخص شرير وحمايته، سامحًا له بالبقاء في الكنيسة وإحداث اضطرابات. أينما يوجد الأشرار، توجد فوضى وافتقار إلى النظام. لا يستطيع شعب الله المختار القيام بواجباته بشكل طبيعي، ولا يمكن لعمل الكنيسة أن يتقدم بشكل طبيعي. إن تطهير الكنيسة من الأشرار فورًا هو فقط ما يضمن سير عمل الكنيسة بشكل طبيعي. لكن في الأماكن التي يمسك فيها أضداد المسيح بالسلطة، لا يمكن تصفية المكان من أولئك الذين يضرون بمصالح بيت الله، ويسببون الاضطرابات، ويتصرفون بطريقة غير عقلانية، ويقومون بواجباتهم دون أدنى قدر من الإخلاص. إن أضداد المسيح يتصرفون بطريقة خارجة عن السيطرة ويفعلون أشياء سيئة في الكنيسة، ويقومون بإيواء هؤلاء الأشرار وعديمي الإيمان ويحمونهم. تحت أي ذريعة يفعلون هذا؟ تحت ذريعة أنهم مسؤولون، ولذلك يجب أن يكونوا سادة الآخرين. إنهم يظهرون أنفسهم باعتبارهم مسؤولين في بيت الله، ويريدون أن يكونوا سادة الآخرين. أخبروني، من هو سيد الإنسان؟ (إنه الله). الله والحق هما سيد الإنسان. أضداد المسيح هؤلاء لا شيء! إنهم يريدون أن يكونوا سادة هؤلاء الناس، لكنهم لا يعرفون حتى من هو سيدهم! أليسوا أوغادًا؟ يستخدم أضداد المسيح هذه الطريقة لكي يقولوا للناس: "أستطيع أن أكون سيدكم. إذا كان لديكم أي مظالم، أو أي استياء، أو إذا عانيتم من أي ظلم أو مشقة، فأنا – بصفتي قائدكم – يمكنني تسوية الأمر من أجلكم". أولئك الذين لا يفهمون الحق أو الحقائق الفعلية يَضِلُّون على يد أضداد المسيح هؤلاء. إنهم يعاملونهم كأسلاف والله من يجب اتباعه وعبادته. كيف يشعر أولئك الذين يفهمون الحق عندما يواجهون أضداد المسيح هؤلاء؟ يشعرون بالاشمئزاز والنفور منهم قائلين: "إذن تريد أن تكون سيدنا وتتحكم بنا؟ هذا مستحيل بالطبع! لقد اخترناك قائدًا لنا حتى تقودنا أمام الله، وليس أمام نفسك". إن هذا يعني أنهم مدركون لمخططات أضداد المسيح. يقوم أضداد المسيح بتضليل الناس بذريعة كونهم أسيادهم، مما يجعل الناس يعتقدون أن هذا يتماشى مع احتياجاتهم، سواء كانت احتياجات عاطفية، أو نفسية، أو روحية، أو غيرها. إن أولئك الذين لا يفهمون الحق أو الحقائق الفعلية كثيرًا ما يقعون ضحية لتضليل أضداد المسيح، إلى الحد الذي قد يجعلهم بعد تضليلهم ليسوا فقط غير قادرين على الرجوع والتأمل، وإنما أيضًا قد يناصرون أضداد المسيح هؤلاء ويدافعون عنهم. إن حقيقة أنهم يمكن أن يناصروا أضداد المسيح ويدافعوا عنهم كافية لإثبات أنهم قد ضُلِّلوا حقًا؛ أليس هذا هو الحال؟ (بلى). لماذا يؤمن الناس بالله؟ أليس ذلك من أجل نيل الخلاص؟ إذا اتبعت أضداد المسيح، ألست بذلك تقاوم الله وتخونه؟ ألست تقف إلى جانب القوى المعادية لله؟ في تلك الحالة، هل سيظل الله يريدك؟ إذا كنت تتبع الله شكليًا، لكنك تتبع شخصًا ما، فكيف سينظر الله إليك وكيف سيعاملك؟ إذا رفضت الله، أفلن يزدريك؟ إذا كان الناس لا يفهمون حتى هذا الجزء الصغير من التعليم، فهل يمكنهم فهم الحق؟ أليس هؤلاء الناس مشوشي الذهن؟
إن تضليل أضداد المسيح للناس ليس مظهرًا عرضيًا، فهم يفعلون ذلك كثيرًا، إنه مبدأ تصرفهم الثابت، أو ربما يستطيع المرء القول إنه أساسهم، وأسلوبهم، وطريقة قيامهم بالأشياء؛ إنه النمط الثابت في أفعالهم. وإلا فمن الذي سيبجِّلهم؟ أولًا، إنهم لا يفهمون الحق. ثانيًا، لديهم إنسانية سيئة. ثالثًا، يفتقرون أيضًا إلى قلب يتقي الله. إذن كيف يستطيعون أن يجعلوا الناس يذعنون تمامًا لهم، ويبجِّلونهم، ويعجبون بهم؟ إنهم يعتمدون على وسائل وأساليب مختلفة للتباهي، ما يجعل الناس يبجِّلونهم ويعبدونهم. إنهم يستخدمون هذه الأساليب لتضليل الناس، وإعطائهم انطباعات خاطئة معينة، وإقناعهم بأنهم روحانيون، وأنهم يحبون الله، وأنهم يدفعون الثمن، وأنهم غالبًا ما يقولون الكلام الصحيح، ويطرحون النظريات الصحيحة، ويحافظون على مصالح الإخوة والأخوات. ثم يستخدمون هذه الانطباعات الخاطئة لتوليد شعور بالاحترام والإعجاب لدى الناس، مما يحقق هدفهم المتمثل في القدرة على تضليل الناس وجعلهم يتبعونهم. عندما يضللون الناس بهذه الطريقة، فهل تتماشى الأشياء التي يفعلونها مع الحق؟ على الرغم من أنهم يقولون كل شيء بطريقة صحيحة، فإن الأشياء التي يفعلونها بالتأكيد لا تتوافق مع الحق. وأولئك الذين ليس لديهم تمييز لا يمكنهم رؤية المشكلة. بالنظر إلى جوهر تضليل الناس، فإن أفعالهم تجعل من الصعب على الناس أن يروا أنهم لا يتماشون مع الحق. إذا أمكن رؤية هذا، أفلن يكتشف الناس احتيالهم؟ في الواقع، ما يفعلونه وما يظهرونه هو روحانية زائفة. إذن، ما مظهر الروحانية الزائفة؟ العديد من السلوكيات، والأفعال، والأقوال التي تنتمي إلى الروحانية الزائفة تبدو صحيحة، لكنها في الواقع مجرد أفعال ظاهرية، ولا علاقة لها بممارسة الحق. تمامًا مثل الفَرِّيسِيين الذين قاوموا الرب يسوع: لقد حملوا الكتب المقدسة بأياديهم وصلَّوا بصوت عالٍ في زوايا الشوارع، قائلين "يا ربي..."، لإظهار تقواهم للناس. ونتيجة لذلك، أصبح "الفَرِّيسِي" في الوقت الحاضر مصطلحًا بديلًا يشير إلى الأشخاص المنافقين. ما الصفة التي تأتي بعد الفَرِّيسِي؟ المنافق. في الواقع، دون أن نقول كلمة "منافق"، إذا ذُكرت كلمة "فَرِّيسِي"، فستعرف أنها ليست كلمة إيجابية؛ إنها لا تختلف عن كلمة "وغد" أو "شيطان"، وتحمل المعنى نفسه. وبالحديث عن الروحانية الزائفة، ففي الوقت الحاضر، لا يتحدث الكثير من الناس عن الروحانية، وكلما ذكر شخص ما الروحانية، فبمَ يصفها؟ (زائفة). نعم، زائفة. في معظم الحالات، تكون مظاهر تضليل أضداد المسيح للناس هي في الواقع مظاهر للروحانية الزائفة. تبدو الكلمات، والأفعال، والسلوكيات المرتبطة بالروحانية الزائفة صالحة جدًا، وشديدة الورع، وتتماشى مع الحق. عندما يرون شخصًا ضعيفًا، ينسون الوجبة التي يتناولونها ويهرعون لدعمه. عندما يرون شخصًا لديه مشكلة في المنزل، يهملون شؤونهم الخاصة ويسرعون لمساعدته. لكن مساعدتهم تتكون من قول بعض الكلمات الصحيحة أو الكلمات المتعاطفة التي تبدو سارة، لكن بعد الكثير من الحديث، فإن المشكلات الفعلية لدى الشخص الآخر لا يتم حلها على الإطلاق. ما الغرض من تصرفهم على هذا النحو إذن؟ إن الناس يتأثرون بشدة بسلوكهم، ويشعرون أن وجود قائد مثل هذا يمكنهم الاعتماد عليه في أوقات الحاجة أمر رائع؛ إنهم سعداء حقًا. لذلك يمكن القول إن أضداد المسيح لا يستخدمون الكلمات لتضليل الناس فحسب، بل إنهم في الوقت نفسه يستخدمون أيضًا سلوكيات مختلفة لتضليلهم، من أجل جعل الناس يعتقدون أنهم روحانيون للغاية، ومميزون، ويستحقون ثقتهم والاعتماد عليهم. حتى أن البعض قد يفكرون قائلين: "إن الإيمان بالله يبدو مجردًا بعض الشيء، لكن الإيمان بقائدنا إيمان عملي. إنه حقيقي وصادق: يمكنك لمسه ورؤيته، وعندما تتعامل مع أشياء، يمكنك أن تسأله وتتحدث إليه مباشرة. يا له من أمر رائع!" وبتحقيق مثل هذه النتائج، يكون أضداد المسيح قد وصلوا إلى أهدافهم، لكن أولئك الذين أضلوهم ينتهي بهم الأمر تعساء. فبعد أن يضلهم أضداد المسيح لفترة من الوقت، عندما يأتي هؤلاء الأشخاص أمام الله مرة أخرى، فإنهم لم يعودوا يعرفون كيف يصلُّون أو يفتحون قلوبهم له. فضلًا عن ذلك، عندما يجتمع هؤلاء الناس معًا، فإنهم يتملقون بعضهم بعضًا، ويتظاهرون بأنهم روحانيون، ويخدعون ويضلون بعضهم بعضًا. وفي نهاية المطاف، يزعم أضداد المسيح أن: "كل أخ وأخت في كنيستنا يحب الإله. وعندما يواجهون مشكلات، فإن كل واحد منهم يرتقي إلى مستوى التحدي؛ وحتى لو وقعوا في أسر التنين العظيم الأحمر، يمكنهم جميعًا التمسك بشهادتهم. لن يكون بيننا يهوذا واحد؛ أنا أضمن ذلك!" ويتبين فيما بعد أنه عندما يتم أسرهم، يتحول معظمهم إلى يهوذا. أليسوا زمرة من الأوغاد؟ يستخدم أضداد المسيح هذه الكلمات والشعارات الجوفاء لخداع الإخوة والأخوات، وتضليلهم، وغشهم. معظم الناس حمقى وجهلاء، يفتقرون إلى التمييز، ويسمحون لأضداد المسيح بالتصرف باستهتار. لطالما أكدت ترتيبات العمل من الأعلى على كيفية التعامل مع الظروف عندما تنشأ وما العمل الذي يجب القيام به، بهدف ضمان أن يستطيع جميع أفراد شعب الله المختار القيام بواجباتهم في بيئة آمنة. وفي حالة الأسر والاضطهاد، يجب تقليل الخسائر قدر الإمكان. إذا تم أسر جميع أفراد شعب الله المختار وسجنهم، وفقدوا حياتهم الكنسية بالكامل، أفلا يؤدي هذا إلى عجز في دخولهم إلى الحياة؟ وبدون القدرة على أكل وشرب كلمات الله في السجن، هل يمكن أن تنضج حياة المرء؟ لا يسعه سوى تذكر بضع كلمات من الترانيم، وتعتمد حياته في كل يوم على تلك الكلمات القليلة. وعندما يصلي في الليل، لا يستطيع فعل ذلك إلا بصمت في قلبه، ولا يجرؤ على تحريك شفتيه. الشيء الوحيد المتبقي في قلبه هو أفكار مثل: "لا تخن، لا تكن يهوذا، تمسك بالشهادة لله ومجِّده، ولا تخزِه"، ولا شيء غير ذلك؛ الناس ليس لديهم سوى هذا القدر الضئيل من القامة. لا يفكر أضداد المسيح في هذه الأشياء. لماذا يُطلَق عليهم أضداد المسيح؟ إنهم يسيئون معاملة الآخرين ويؤذون الإخوة والأخوات دون أن يرفَّ لهم جفن! تتطلب ترتيبات العمل من الأعلى أن يؤدي الناس واجباتهم في سياق آمن، وأن يتجنبوا الحوادث قدر الإمكان، لكن أضداد المسيح لا يتبعون ترتيبات العمل هذه عندما يقومون بوظائفهم. إنهم يصرخون ويتصرفون بشكل جزافي وفقًا لإرادتهم الخاصة، متجاهلين السلامة. يفتقر بعض الأفراد الحمقى إلى التمييز ويفكرون قائلين: "لماذا يثير الأعلى دائمًا مسألة السلامة؟ لماذا يخاف هكذا من الحوادث؟ ما الذي يخشاه؟ كل شيء في يد الله!" أليس من الحماقة قول مثل هذه الأشياء؟ قد تكون قامتك ضئيلة، وقد تفتقر إلى الفهم، وقد لا تكون قادرًا على إدراك الأمور بوضوح، لكن لا يمكنك التصرف بحماقة! لقد رتب الأعلى كيف ينبغي أن يتجمع الناس في ظل ظروف معينة، وما المبادئ التي يجب أن يتبعوها؛ لماذا كل هذه الترتيبات التفصيلية؟ إنها تحديدًا لحماية شعب الله المختار، حتى يتمكنوا من التجمع وأداء واجباتهم بطريقة طبيعية وآمنة. إن السلامة تسمح لك بالاستمرار في الإيمان بالله، وعيش حياتك الكنسية، وأكل وشرب كلمات الله بشكل طبيعي. إذا فقدت حتى سلامتك، وإذا تم أسرك من قِبل التنين العظيم الأحمر، وفي السجن لا يمكنك سماع أو قراءة كلام الله، ولا يمكنك إنشاد الترانيم، وليس لديك تجمعات؛ فكيف يمكنك أن تظل مؤمنًا بالله؟ قد تصبح مؤمنًا بالاسم فقط. إن أضداد المسيح لا يهتمون بهذه الأمور؛ فهم لا يهتمون بحياة الناس وموتهم. من أجل إرضاء طموحاتهم ورغباتهم الخاصة، يشجعون الجميع على النهوض والصراخ دون تبصر قائلين: "نحن لا نخشى الظروف؛ فلدينا الإله!" أولئك الذين هم حمقى لا يفهمون أي شيء وتضلِّلهم هذه الكلمات. الجميع لديه أفكار مبهمة وجوفاء، ويفكرون قائلين: "نحن نؤمن بالله، والله يحمينا؛ إذا حدث لنا شيء، فهو بإذن الله". أليست هذه كلمات فارغة؟ هكذا يتصرف أضداد المسيح وأولئك الذين لا يفهمون الحق. وبينما قد لا يفهم الإخوة والأخوات، فبصفتك قائدًا كثيرًا ما يقدم شركة عن ترتيبات العمل، ينبغي عليك ألا تجهل هذه الأمور. يجب أن تقوم بالعمل وفقًا لترتيبات العمل، ويجب ألا ترغب دائمًا في التحدث كثيرًا من أجل إرضاء طموحاتك ورغباتك، حتى لو كنت تعتقد أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يستمعون إليك، كان ذلك أفضل، وأنه كلما زاد عددهم، أصبح حديثك أكثر حماسًا. إن أضداد المسيح هؤلاء يجمعون الناس معًا في أوقات فراغهم، دون أي اعتبار لسلامة البيئة المحيطة، من أجل كسب من هم أدنى منهم وجعلهم يستمعون إلى توجيهاتهم، مما يؤدي في النهاية إلى سقوط هؤلاء الناس.
أضداد المسيح ماهرون في قول أشياء عظيمة واستخدام بعض الأسس الفارغة، والروحية الزائفة، والنظرية لتضليل الناس. والكثيرون ممن يفتقرون إلى التمييز ينصتون تمامًا إلى أضداد المسيح، ويطيعونهم كيفما تلاعبوا بهم، مما يؤدي إلى المتاعب والأسر. كيف تنشأ هذه المتاعب؟ قد يقول البعض إن السبب هو أن الله لم يحمِهم. لكن أليست هذه شكوى ضد الله؟ لا يمكن إلقاء اللوم على الله في هذا الأمر. يسمح الله للناس باختبار عمله في ظروف مختلفة. إذا قمت بممارستك وفقًا للمبادئ القائمة على ترتيبات العمل، وعندما تسمح البيئة، أيًّا كان عدد الأشخاص الذين يجتمعون معًا، وإذا كنت تستطيع أن تأكل وتشرب كلمات الله بشكل طبيعي، وتختبر عمل الله، وتؤدي الواجبات التي ينبغي عليك أداؤها، فإن الله سيقودك وينفِّذ عمله فيك. وإذا خالفت المتطلبات الواردة من الأعلى وتصرفت دون تبصر وفقًا لإرادتك الخاصة، وحدث شيء ما، فهذا ليس إلا حماقة وجهل. إن الله لا يقصد أن يضع الجميع في السجن لينقيهم. وإنما مقصده هو أن يأكل كل شخص ويشرب كلمات الله وأن يختبر عمله. لكن أضداد المسيح لا يفهمون هذا. إنهم يؤمنون بمنطقهم الخاص، معتقدين أنه في ظل حماية الله، لا يوجد ما يخشونه. ليس لديهم فهم لمبادئ حماية الله، ويتبعون القواعد دون تبصر، ودائمًا ما يحددون الله. كثير من الناس يضلون بسببهم ويتصرفون معهم بلا تبصر، ويتجاهلون الترتيبات من قِبل الأعلى، ونتيجة لذلك، يحدث شيء ما؛ يتم أسرهم ويتحملون التعذيب في السجن. ما نوع القامة التي يتمتع بها هؤلاء الناس عندما تنشأ المشكلات؟ يتمتعون بشيء من الحماس، ويفهمون قليلًا من التعليم، ويمكنهم الهتاف ببعض الشعارات، لكن ليس لديهم معرفة بالله على الإطلاق، وليس لديهم فهم، أو معرفة، أو اختبار حقيقي للحق، وليس لديهم فهم لكيفية عمل الله لتخليص الناس. إنهم يعتمدون فقط على الحماس لاتباع الله ولديهم قليل من العزيمة. هل يمكن لأشخاص لديهم هذا النوع من القامة أن يؤدوا شهادة عندما يتم أسرهم ووضعهم في السجن؟ كلا بالتأكيد. وحالما يخونوا، ماذا تكون العواقب؟ يبدأون بالتفكير قائلين: "أليس إلهًا قديرًا؟ كل شيء بين يديه، فلماذا لا يخلصني؟ لماذا يسمح بمعاناتي هكذا؟ هل هناك إله حتى؟ هل يحتمل أننا كنا مخطئين في أن كان لدينا هذا القدر من الحماس؟ إذا كان قادتنا قد أضلونا، فلماذا لا يؤدبهم الإله؟ لماذا أحضرنا الإله إلى هنا؟ لماذا سمح لنا بمواجهة مثل هذا الظرف؟" تبدأ الشكاوى في الظهور، ويتبعها بوقت قصير إنكار الله: "لا تتوافق أفعال الله مع إرادة الإنسان. قد لا تكون أفعاله صحيحة دائمًا، وقد لا يكون هو الحق بالضرورة". وفي نهاية المطاف، بعد أن عانوا كثيرًا وتحملوا ذلك لفترة من الوقت، اختفى حتى التعليم القليل الذي عرفوه، والحماس الضئيل الذي كان لديهم. إنهم ينكرون الله ويفقدون إيمانهم، حتى أنهم أصبحوا يهوذا. حتى بعد إطلاق سراحهم من السجن يفكرون قائلين: "الآن لست بحاجة أبدًا للقلق بشأن الظروف مرة أخرى. انظر كم هم جيدون أولئك الذين لا يؤمنون بالإله: لديهم الكثير من الحرية هناك في الخارج. ماذا نفعل بالإيمان سرًا؟ إذا كانت الدولة تحظر الإيمان، فما علينا إلا أن نتوقف عن الإيمان". هل لا يزال بإمكان مثل هؤلاء الناس أن يؤمنوا بالله لاحقًا؟ (كلا، لا يمكنهم ذلك). لماذا لا يمكنهم؟ إن الله لم يعد يريدهم بعد الآن. الله يختارك مرة واحدة فقط، وقد فقدت فرصتك بالفعل، لذلك لن يريدك الله مرة ثانية. ما أمل مثل هؤلاء الناس في نيل الخلاص؟ إنه صفر، لم يعد ثمة أمل. هذه هي العاقبة التي يجلبها أضداد المسيح في نهاية المطاف من خلال التصرف باستهتار واستخدام بعض النظريات الروحية الزائفة لتضليل الناس، مما يجعلهم يسعون إلى الحماس والروحانية الظاهرية. وما العاقبة؟ (لقد هلكوا). ما إذا كان الله سيخلِّصهم أم لا، فهذا شأن الله، لكن على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أنه عندما يصل طريق إيمان الناس بالله إلى هذه النقطة، فإن آفاقهم المستقبلية وغايتهم تكون قد دُمرت في الأساس. وبإرجاع الأمر إلى أصله، فمن المتسبب في هذا؟ إنهم أضداد المسيح الذين تسببوا فيه. لو لم يتصرفوا بهذه الطريقة الجزافية، وإنما تصرفوا وفقًا لترتيبات العمل، وقادوا الإخوة والأخوات وفقًا للمتطلبات الواردة من الأعلى، وأحضروا الجميع أمام الله، لما حدثت هذه الأشياء. هل كان سيظل هناك أمل لهؤلاء الناس في أن يُخلصوا؟ (نعم). كان سيظل لدى هؤلاء الناس أمل في الخلاص. ونظرًا لأن طموحات ورغبات أضداد المسيح توسعت بشكل كبير، فإذا لم يكن هناك من يدعمهم ويستمع إليهم، فإنهم يشعرون أن الحياة مملة ومضجرة. إنهم يعاملون هؤلاء المشوشين الذين يتبعونهم كوقود للمدافع ولُعب يتلاعبون بها، فيجعلونهم جميعًا يتبعون قيادتهم. إنهم يشعرون أنهم قادرون ويمتلكون الملذات، وأن هذه الحياة تستحق أن تُعاش. ومن أجل إرضاء طموحاتهم ورغباتهم، يستخدمون هذه الكلمات الروحية المزعومة والتي تبدو سارة بهدف تضليل أولئك الذين يتبعونهم، وبعد أن يتم تضليلهم، يجعلونهم ينحرفون عن الطريق الصحيح وعن كلام الله، ويبعدون أنفسهم عن الله لكي يتبعوا أضداد المسيح ويسلكون طريقهم. وما النتيجة النهائية؟ تتدمر آفاق الناس المستقبلية وغايتهم، ويفقدون فرصتهم في الخلاص. ما العواقب التي تنشأ عندما لا يؤمن الناس بالله إيمانًا صحيحًا وإنما يتبعون أشخاصًا آخرين؟ هل لا تزالون تحسدون أي شخص يبدو روحانيًا؟ (كلا، لم نعد نحسدهم). ماذا عن المصطلح "روحاني"؟ إنه مصطلح أجوف. الناس من الجسد؛ إنهم كائنات مخلوقة. إذا كنت روحانيًا حقًا، فإن جسدك لم يعد موجودًا، فإلى أي مدى ستكون روحانيًا حينها؟ أليس ذلك مجرد كلام فارغ؟ لذا – كما ترى – فإن مصطلح "روحاني" في حد ذاته لا يستقيم؛ إنه مجرد كلام فارغ. في المستقبل، إذا سمعت شخصًا يقول إنه يسعى إلى الروحانية، فقل له: "يجب أن تسعى إلى أن تكون شخصًا صادقًا، وأن تعيش أمام الله؛ ذلك أكثر واقعية. إذا كنت تسعى إلى الروحانية، فهذا طريق مسدود! لا تسع أبدًا إلى الروحانية؛ إنها ليست شيئًا يسعى إليه الناس، إنها ببساطة أمر لا يستقيم". أخبروني، من أصبح شخصًا روحانيًا بعد الإيمان بالله لسنوات عديدة؟ تلك الشخصيات الشهيرة والمفسِّرون الدينيون للكتاب المقدس، هل هم روحانيون؟ إنهم جميعًا منافقون، وليس من بينهم شخص روحاني. يستخدم الأشخاص الذين اخترعوا مصطلح "روحاني" هذه الكلمة الفارغة لتضليل الآخرين. إنهم أوغاد وأبالسة. أي نوع من الأشخاص يمكنه أن يقول مثل هذه الأشياء الفارغة؟ هل لديه فهم روحي؟ (كلا، ليس لديه). إذا لم تستطع حتى فهم ما ينبغي على الناس أن يسعوا إليه عندما يؤمنون بالله، أو ما يجب أن يكونوا منه، فهل يمكنك فهم الحق؟ أنت كائن مخلوق بطبيعتك، وعضو في البشرية التي أفسدها الشيطان. من حيث كونك من شيء ما، فأنت من الجسد؛ وهذه هي سمة البشر. بالطبع إذا كنت تسعى إلى أن تكون منتميًا إلى الجسد، فأنت من الشيطان: ذلك هو سلوك طريق العالم. ينبغي على الأشخاص الذين يؤمنون بالله أن يسعوا إلى الحق؛ هذا صحيح. إذا سعى الناس إلى أن يكونوا روحانيين أو أن يكونوا ذو سمت إلهي، فهل هذا شيء هم على قدره؟ أيًّا كانت كيفية سعيهم إليه، فالأمر عديم الفائدة. هذا ليس الطريق الصحيح للإيمان بالله. لذلك فإن السعي إلى أن تكون روحانيًا أو أن تكون ذا سمت إلهي ليس إلا شعارًا، ونظرية روحية زائفة، لا علاقة لها بالحق. إذا كنت تؤمن بالله وتتبع الله، فينبغي عليك أن تتمِّم واجبك بشكل صحيح باعتبارك كائنًا مخلوقًا، وأن تكون قادرًا على الخضوع لله وإرضائه. هذا هو واقع الحق.
أيًّا كان عدد المواعظ التي يستمع إليها أضداد المسيح فإنهم لا يستطيعون فهم الحق. كل ما يفهمونه ويستطيعون التعبير عنه هو التعاليم. إنهم يأخذون تلك الكلمات التي يستطيعون استيعابها وتذكرها ويعالجونها في أفكارهم ليحولوها إلى تعاليم روحية تتماشى مع المفاهيم والتصورات البشرية، ثم ينشرونها دون اكتراث ويشرحونها للآخرين. وعندما يستمع هؤلاء الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي ولا يفهمون الحق إلى هذه التعاليم، فإنهم يشعرون بأنها منطقية تمامًا وأنهم على استعداد لقبولها. ونتيجة لذلك، فإنهم يضلون ويبدأون في عبادة أضداد المسيح. وحينها تظهر المشكلات. في الواقع، أضداد المسيح لا يفهمون الحق على الإطلاق. إذا استمعت بعناية وميزت ما يزعمون أنه كلمات صحيحة، ستجد أنها نظريات جوفاء تتماشى مع المفاهيم والتصورات البشرية. وبطبيعة الحال، يعتقد أولئك الذين لا يفهمون الحق أن هذه الكلمات صحيحة وينخدعون بها بسهولة. هل مررتم بمثل هذه المواقف؟ هل يمكنكم تقديم أمثلة؟ إذا كان بوسعكم تقديم أمثلة، وأن تروا بوضوح كيف أن أولئك البارعين في التحدث بالكلمات والتعاليم يضلّلون الآخرين، فهذا يثبت أنكم تفهمون هذه الكلمات والتعاليم وتستطيعون تطبيقها. وإذا لم تستطيعوا تقديم أمثلة، فهذا يشير إلى أنكم لم تفهموها بعد ولا يمكنكم تطبيقها. وعندما تلتقون بأولئك البارعين في التحدث بالكلمات والتعاليم، فمن المؤكد أنكم لن تتمكنوا من تمييزهم. (لقد كنت في مثل هذه الحالة. عندما يواجه الإخوة والأخوات التهذيب والتأنيب والتأديب، ولا يفهمون مقصد الله، فإنهم يأتون للطلب مني. في الواقع، أنا لا أفهم مقصد الله أو جوهر هذه المسائل أيضًا. لكنني أقول لهم بعض الكلمات الجوفاء، من قبيل: "التهذيب والتأنيب والتأديب كلها محبة الله وخلاص الله. هذه هي الطرق التي يعمل بها الله في شخصياتنا الفاسدة". وحتى بينما أقول هذا، يمكنني أن أشعر أنني لم أشرح لهم جوهر مشكلتهم بالكامل، مثل سبب مواجهتهم لهذا الظرف، وما نوع الشخصية الفاسدة التي تندرج ضمنها أفعالهم وكشوفاتهم، أو ما قد تكون طبيعتها، وما مقصد الله؛ هذه الأشياء وأكثر لم أتمكن من عقد شركة عنها معهم. لقد تحدثت فقط عن بعض التعاليم الصحيحة والشعارات التي تبدو لطيفة، والتي لا تساعد أحدًا حقًا). هذا لأنك أنت نفسك ليس لديك فهم واضح للحق، لذا لا يمكنك حل المشكلات الحقيقية لدى إخوتك وأخواتك. إذن هل هناك فارق بين تضليل أضداد المسيح للناس وهذا الأمر؟ إن أضداد المسيح لا يساعدون الناس بحسن نية، بل يكون دافعهم وغرضهم هو تضليلهم والتحكم بهم. عندما يفعل أضداد المسيح أشياء كهذه، وعندما يهتفون بالشعارات، انظر إلى سلوكهم ونوع الشخصية التي يكشفون عنها؛ هذا هو المفتاح لتمييز أضداد المسيح. بعض الناس لديهم قامة صغيرة، ويفتقرون إلى فهم واضح للحق. وقد لا تحقق قوة عملهم النتائج اللازمة، لكنهم لا يملكون الدافع أو الغرض المتمثل في تضليل الناس أو التحكم بهم. إنهم يريدون أيضًا قيادة الناس أمام الله؛ غير أن قدرتهم لا ترقى إلى مستوى رغبتهم. وعلى الرغم من أنهم لم يحققوا نتائج واضحة، فإن الناس يمكنهم رؤية أن لديهم النوايا الصحيحة، وأنهم يريدون قيادة الناس أمام الله. لكن ما هدف أضداد المسيح؟ (أن يفوزوا باستحسان الناس، فيصغي إليهم الناس ويتبعوهم). ما الفارق إذن بين ما يقوله أضداد المسيح وما يقوله مَن لا ترقى قدرته إلى مستوى رغبته؟ إن الشخص الذي يفتقر إلى القدرة الكافية يتحدث من قلبه، لكنه لا يستطيع أن يرى جوهر المشكلة وجذورها بوضوح؛ ولا يستطيع عقد شركة عنها بوضوح، وفي النهاية لا يستطيع حل المشكلة أو أن يوفر للآخرين ما يحتاجون إليه. والآن، ما هو كلام ضد المسيح؟ هل ينبع من قلبه؟ (كلا، لا ينبع من قلبه). من الواضح أنه لا ينبع من قلبه: إن كل ما يقوله أكاذيب. لماذا يضطر إلى أن يتحدث بالكذب؟ إنه يريد غشك وتضليلك. معنى كلامه هو: "لقد أديت بالفعل العمل الذي يجب أن أؤديه بوصفي قائدًا، وقد قدمت شركة حول ما ينبغي، وكل ما قلته صحيح. إذا لم تقبل هذا الكلام، وظلت المشكلة دون حل، فهذا خطؤك؛ لا تلُمْني". إنه لا يريد حقًا حل مشكلاتك، لكنه يؤدي واجبه بصورة روتينية سطحية، وليس لديه خيار سوى قول هذه الأشياء الصحيحة من أجل الحفاظ على مكانته. إنه يقول هذه الأشياء رغمًا عنه، وحتى لو قالها، فإنه لا يفعل ذلك طوعًا من تلقاء نفسه؛ هذا ليس ما يفكر فيه حقًا في قلبه. لذا فإن بعض أضداد المسيح يمكنهم عادةً أن يتعلموا قول بعض الكلمات الصحيحة، فيساعدون الآخرين على التغلب على سلبيتهم، لكن هم أنفسهم عندما يواجهون التهذيب أو الإعفاء، فإنهم يصبحون سلبيين للغاية، ويكونون غير قادرين على معرفة أنفسهم معرفةً كاملةً، ويضطرون إلى الاعتماد على الإخوة والأخوات لمساعدتهم. هل حدث هذا؟ (نعم). هذا النوع من الأشياء يحدث في كثير من الأحيان. إن الكلمات والتعاليم التي يعظ بها ضد المسيح الآخرين باستمرار لا يمكنها حتى أن تساعده هو نفسه. إذن، هل تنبع هذه الكلمات من أعماقه؟ هل هي نتيجة اختباراته الفعلية؟ (كلا). إذن ما يقوله ما هو إلا كلمات وتعاليم، وليس انعكاسًا لقامته الحقيقية. إن العمل الذي يؤديه لمساعدة الآخرين يتكون فقط من استخدام أفعال وانطباعات خارجية زائفة وسلوك جيد لأداء العمل بصورة روتينية بلا حماس، لجعل الناس يعترفون به قائدًا، ويقبلونه، ويستحسنونه. وحالما يعترف به الناس قائدًا لهم، ألا يمتثلون له؟ وإذا امتثلوا له، أفلا ينال ضِدّ المسيح مكانة؟ أليست مكانته آمنة إذن؟ هذا هو هدفه بالضبط. بعض القادة والعاملين يفتقرون إلى فهم الحق، ولا ترقى قدراتهم إلى مستوى رغبتهم بينما يؤدون عملهم. وهذا لا يزيد عن كونه علامة على صغر قامتهم وأنهم ليسوا قادة يفون بالمعيار. لكن عندما يعمل ضِدّ المسيح، فإنه لا يفكر فيما إذا كان بوسعه مساعدة الإخوة والأخوات أو دعمهم أم لا. إنه لا يفكر سوى في مكانته ومصالحه الخاصة. هذا هو الفارق بين الاثنين: شخصياتهما مختلفة. لذلك حتى لو تفوَّه ضِدّ المسيح بكلمات كثيرة تبدو لطيفة، فإنها لا تعكس واقعه. إنه يقولها رغمًا عنه؛ إنه يستخدم فقط بعض التعاليم والشعارات الصحيحة ظاهريًا، أو الكلام الذي يتوافق مع المشاعر البشرية، لنصح الناس وأداء الواجب بصورة روتينية تخلو من الحماس. لماذا هو مضطر لأداء الواجب على هذا النحو؟ السبب وراء ذلك هو أنه إذا رأى شخصًا ما سلبيًا أو ضعيفًا وأهمل مساعدته، فسيقول الآخرون إنه لا يؤدي عملًا حقيقيًا، ولا يتمم مسؤولياته بوصفه قائدًا. وخوفًا من مثل هذه الاتهامات، فلا خيار أمامه سوى التصرف. لذا فإن هدفه ليس أداء واجباته فحسب؛ إنه يخشى أنه إذا لم يَظهر على الفور عندما يواجه الإخوة والأخوات صعوبات، ولم يساعدهم ويوفر لهم ما يحتاجون إليه بما يتمِّم مسؤولياته، فإنهم لن يدعموه بعد ذلك. وفي الانتخابات القادمة، قد لا يختارونه، ولن يصبح قائدًا حقيقيًا، بل سيحظى بلقب فارغ فحسب. هل امتلاك لقب فارغ فحسب هو ما يرغب فيه داخل قلبه؟ (كلا). إذن، ما الذي يريده؟ إنه يريد سلطة ومكانة حقيقية، ويريد من الإخوة والأخوات أن يعبدوه، ويدعموه، ويتبعوه في قرارة أنفسهم. لذلك يسعى جاهدًا كي يُنتخب قائدًا في كل انتخابات؛ ذلك هو هدفه.
بعض القادة والعاملين المزعومين يزدادون حماسًا تزامنًا مع اقتراب الانتخابات، فيظهرون أنفسهم في كل مكان، ويتصرفون بشكل غير طبيعي. قد يكون هؤلاء الأشخاص على شاكلة أضداد المسيح. إذا كان بوسعهم التصرف على هذا النحو حقًا، فهذا أمر حقير! إن الشخص الذي يمتلك ضميرًا وعقلًا حقيقيًا سيشعر بالذنب بشكل طبيعي في قلبه عندما يتصرف بناء على دوافع وأغراض. وعندما يردعه ضميره وعقله، سيدرك أنه لم يكن متحمسًا إلى هذا الحد من قبل، وسيلاحظ الناس بوضوح حماسه المفاجئ. حتى أنه يشعر بالاشمئزاز من نفسه، ويفضل عدم الترشح للانتخابات عن التصرف على هذا النحو. فنظرًا لأنه آمن بالله لسنوات عديدة وامتلك قامة إلى حد ما وأصبح لديه بعض الشعور بالخزي، فهو في نهاية الأمر قادر على كبح جماح نفسه. لكن أضداد المسيح لا يكبحون جماح أنفسهم؛ إنهم يفعلون ما يحلو لهم ويتصرفون كما يشاؤون. إن لديهم طموحات، ودوافع، وأغراض، ومخططات عديدة. إنهم يعرفون كل شيء في قلوبهم، لكنهم يظلون مصممين على فعل الأشياء بهذه الطريقة، ويفكرون دائمًا في سمعتهم ومكانتهم الخاصة. إنهم يشعرون أن فعل أشياء من أجل الكنيسة ومن أجل إخوانهم وأخواتهم يعدُّ خسارة كبيرة وأمرًا لا يستحق العناء. لذا فإنهم يعطون الأولوية لأنفسهم في كل ما يفعلونه، ويتصرفون دائمًا وفقًا لمصالحهم. عندما تأتي الانتخابات، يبذلون قصارى جهدهم للضغط في كل مكان، وتضليل الناس واستمالتهم كي يختاروهم، بل ويضيفون بضعة أصوات لصالحهم سرًا أثناء التصويت. أليس من المثير للاشمئزاز أن يتصرف أضداد المسيح بهذه الطريقة؟ إذا لم يكن لديهم طموحات، فلماذا يبذلون كل هذا الجهد؟ أليس من الواضح أنَّ هذا طموح؟ حالما يذكر أحد الأشخاص أن شخصًا ما طموح، فهذا ليس شيئًا إيجابيًا؛ فكل ما يفعله مثل هؤلاء الأشخاص هو بلا شك مثير للاشمئزاز وبغيض بدرجة لا يمكن وصفها. كل ما يفعله أضداد المسيح زائف ومخادع؛ إنهم دائمًا ما يستخدمون مظاهر زائفة لتضليل الناس. وأولئك الذين لا يعرفون حقيقة الأمر يرون هذا ويفكرون قائلين: "لقد بذل القائد الكثير من الجهد على مدار هذه الأيام القليلة، مضحيًا بالنوم والطعام، عاملًا ليلًا ونهارًا، آخذًا زمام المبادرة في كل شيء. لقد عانى كثيرًا، وكان منهكًا للغاية لدرجة أنه فقد الكثير من الوزن؛ حتى أنه أصبح لديه المزيد من الشعر الرمادي". يرى بعض الإخوة والأخوات هذا ويشفقون على ضِدِّ المسيح، وأخيرًا، أثناء الانتخابات، يصوتون له. ألم يحقق ضِدّ المسيح هدفه؟ (بلى). هذا ما يعنيه التآمر واستخدام التكتيكات، هذا ما يعنيه أن تكون خبيثًا. لذا فإن أضداد المسيح يضلون الناس، ليس فقط بالكلام، وإنما أيضًا في كثير من الأحيان بالأفعال والسلوكيات التي تخبر الناس بصمت عن مدى حماسهم، ومدى خضوعهم، ومدى مراعاتهم للإخوة والأخوات. إنهم يستخدمون هذه التعبيرات التي تبدو صالحة وصحيحة والمظاهر الخارجية الزائفة لإخبار الناس مرارًا وتكرارًا، والتأكيد مرارًا وتكرارًا، وإعلام الناس بأنهم قادة يفون بالمعيار، قادة صالحون ينبغي على الناس قبولهم. هذا يشبه الانتخابات في البلدان الديمقراطية، حيث يتجول المرشحون لإلقاء الخطب، وكسب التأييد، وإطلاق الحملات في كل مكان. إنهم يغشُّون حتى في أثناء عملية التصويت. لكن هؤلاء الناس لا يشعرون بالخزي؛ إنهم يتبعون الاعتقاد بأن "الرجل الحقيقي يجب أن يكون عديم الرحمة". إنهم يستخدمون أي وسيلة ضرورية للفوز بالانتخابات؛ هذا هو فكر ورأي غير المؤمنين. هل يفعل أضداد المسيح هؤلاء هذا أيضًا؟ بالطبع! من أجل السلطة والمكانة، يعمل هؤلاء الأشخاص في أعماق قلوبهم بشغف متقد وحماس في كل شيء، ويفكرون مليًّا لإنجاز هذه الأشياء. إنهم بالتأكيد غير قانعين بنصيبهم. لذا فإن أولئك الذين لديهم درجة عالية من الحماس للسلطة والمكانة – أي مَن هم غير قادرين على التحكم في طموحاتهم – إذا انتُخِبوا قادةً في نهاية الأمر، فإنهم لا يتبعون مسار أضداد المسيح فحسب؛ بل قد يصبحون هم أنفسهم أضدادًا للمسيح. هل لديكم طموحات؟ هل تستطيعون التحكم في طموحاتكم ضمن حدود الإنسانية والعقل؟ إذا كنتم تستطيعون التحكم بها، فسيمكنكم تجنب خطر اتباع طريق أضداد المسيح، ولن تصبحوا أضدادًا للمسيح ولن تُستبعدوا. أما إذا كنتم تشعرون أن طموحاتكم هائلة جدًا، وأنكم تلجأون كثيرًا إلى أي وسيلة من أجل المكانة، بل إنكم حتى على استعداد للتخلي عن الأكل والشرب، وتحمل أي معاناة، وأنكم حتى على استعداد لاستخدام أي أساليب حقيرة، إذا كنتم قد وصلتم بالفعل إلى مرحلة أصبحتم فيها وقحين ويصعب السيطرة على طموحاتكم، فثمة مشكلة إذن؛ أنتم بلا شك أضداد للمسيح. إذا كنتم فقط تبدون مظاهر ضد المسيح، فلا يزال هناك أمل في الخلاص. لكن هل أنتم بمنأى عن الخطر؟ ليس بعد. إذا كنت تبدي هذه المظاهر الخاصة بضِدِّ المسيح، فهذا يعني أنك لا تزال معارضًا لله، ومستعدًا لمقاومته ورفضه في أي وقت. أو ربما، لأن شيئًا ما فعله الله لا يتماشى مع مفاهيمك، فقد تدرس الله، وتسيء فهمه، وتطلق حكمًا عليه، بل وتنشر مفاهيم عنه. ثم قد ترفض الله، وتسلك طريقك الخاص، ويستبعدك الله في نهاية المطاف. إن الأشياء التي تظهرها في أي وقت وفي أي مكان يمكن أن تمثل شخصيتك. لذا فإن الأشياء التي تظهرها في جميع الأوقات وفي كل مكان هي إظهار لشخصيتك. لماذا نناقش دائمًا التغيرات في الشخصية؟ لأن الشخص الذي لا تتغير شخصيته هو عدو لله. جميع أضداد المسيح غير مستعدين للتوبة بصورة عنيدة، وهم يكرسون حياتهم لمعارضة الله والوقوف ضده حتى النهاية. وحتى لو اعترفوا في قرارة أنفسهم بوجود الله، وأن الله خلق البشرية، وأن الله قادر على تخليص البشرية، فبسبب طبيعتهم لا يمكنهم تغيير الطريق الذي يسلكونه، ولا يمكنهم تغيير جوهر مقاومة الله وعدوانيتهم تجاهه.
إن جوهر سلوك أضداد المسيح هو استخدام وسائل وأساليب مختلفة باستمرار لإرضاء طموحاتهم ورغباتهم، وتضليل الناس وإيقاعهم في شركهم، والفوز بمكانة عالية حتى يتبعهم الناس ويعبدوهم. ومن الممكن أنهم في أعماق قلوبهم لا يتنافسون عمدًا مع الله على البشرية، لكن ثمة أمر واحد مؤكد وهو أنه: حتى عندما لا يتنافسون مع الله على البشر، فإنهم يظلون يرغبون في الفوز بالمكانة والسلطة بينهم. وحتى لو جاء اليوم الذي يدركون فيه أنهم يتنافسون مع الله على المكانة، وكبحوا جماح أنفسهم قليلًا، فإنهم يظلون يستخدمون أساليب مختلفة للسعي إلى المكانة والسمعة؛ من الواضح لهم في قلوبهم أنهم سيضمنون مكانة شرعية، من خلال الفوز باستحسان وإعجاب بعض الناس. وباختصار، على الرغم من أن كل ما يفعله أضداد المسيح يبدو أنه يشتمل على أداء واجباتهم، فإن عاقبته هي تضليل الناس، وجعلهم يعبدونهم ويتبعونهم؛ وفي هذه الحالة، فإن أداء واجبهم بهذه الطريقة هو تمجيد لأنفسهم وشهادة لها. إن طموحهم للتحكم في الناس والفوز بالمكانة والسلطة في الكنيسة لن يتغير أبدًا. إنهم أضداد للمسيح بصورة تامة. أيًّا كان ما يقوله الله أو يفعله، وأيًّا كان ما يطلبه من الناس، فإن أضداد المسيح لا يفعلون ما ينبغي عليهم فعله أو يؤدون واجباتهم بطريقة تلائم كلام الله ومتطلباته، ولا يتخلون عن سعيهم إلى السلطة والمكانة نتيجة لفهم أي شيء من الحق. في جميع الأوقات، تظل طموحاتهم ورغباتهم قائمة، وتظل تشغل قلوبهم، وتتحكم في كيانهم بالكامل، وتوجِّه سلوكهم وأفكارهم، وتحدد الطريق الذي يسلكونه. إنهم أضداد للمسيح بحق. ما أكثر ما يُرى في أضداد المسيح؟ بعض الناس يقولون: "أضداد المسيح يتنافسون مع الله لكسب الناس، وهم لا يعترفون بالله". ليس الأمر أنهم لا يعترفون بالله؛ ففي قلوبهم، هم يعترفون حقًا بوجوده ويؤمنون به. إنهم على استعداد لاتباعه ويريدون السعي إلى الحق، لكنهم لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، ومن ثم يمكنهم فعل الشر. وعلى الرغم من أنهم قد يقولون أشياء كثيرة تبدو جيدة، فإن شيئًا واحدًا لن يتغير أبدًا وهو أن طموحهم ورغبتهم في السلطة والمكانة لن يتغيرا أبدًا. لن يتخلوا أبدًا عن سعيهم إلى السلطة والمكانة بسبب إخفاق أو نكسة، أو لأن الله قد نحَّاهم جانبًا أو نبذهم. هذه هي طبيعة أضداد المسيح. ما رأيك إذن، هل كان هناك من قبل أي ضد للمسيح غيَّر طريقه وبدأ في السعي إلى الحق لأنه عانى صعوبة، أو أصبح يفهم القليل من الحق، واكتسب القليل من المعرفة بالله؛ هل يوجد مثل هؤلاء الأشخاص؟ لم نر ذلك قط. لن يتغير طموح أضداد المسيح وسعيهم إلى المكانة والسلطة أبدًا، وما إن يستحوذوا على السلطة، فلن يتخلوا عنها أبدًا؛ وهذا يحدد بدقة جوهر طبيعتهم. لا يوجد أدنى افتقار إلى الدقة في توصيف الله لمثل هؤلاء الناس على أنهم أضداد للمسيح؛ لقد تحدد ذلك من خلال جوهر طبيعتهم. ربما يعتقد بعض الناس أن أضداد المسيح يحاولون التنافس مع الله على البشرية. لكن في بعض الأحيان لا يكون أضداد المسيح بالضرورة مضطرين إلى التنافس مع الله؛ إن معرفتهم وفهمهم وحاجتهم إلى المكانة والسلطة تختلف عن معرفة الناس الطبيعيين وفهمهم وحاجتهم إلى المكانة والسلطة. إن الناس الطبيعيين قد يكونون مُفعَمين بالغرور في بعض الأحيان؛ ويمكنهم محاولة كسب ود الآخرين، ومحاولة ترك انطباع جيد لديهم، ومحاولة التنافس على منزلة جيدة. هذا طموح الناس الطبيعيين. وإذا أُعفَوا من القيادة، وفقدوا مكانتهم، فسيكون الأمر صعبًا عليهم، لكن مع تغير بيئتهم، أو مع تحقيق بعض النمو في قامتهم، أو بعض الدخول إلى الحق، أو اكتساب فهم أعمق للحق، فإن طموحهم يفتر تدريجيًا. يحدث تغيير في الطريق الذي يسلكونه والاتجاه الذي يسيرون فيه، ويتلاشى سعيهم إلى المكانة والسلطة. كما تتضاءل رغباتهم تدريجيًا. أما أضداد المسيح فهم مختلفون: لا يمكنهم أبدًا التخلي عن سعيهم إلى المكانة والسلطة. ففي أي وقت، وفي أي بيئة، وأيًّا كان الأشخاص المحيطون بهم، وأيًّا كانت أعمارهم، فإن طموحهم ورغبتهم لن يتغيرا أبدًا. ما الذي يشير إلى أن طموحهم لن يتغير أبدًا؟ لنفترض، على سبيل المثال، أنهم قادة كنيسة. إنهم يفكرون دائمًا داخل قلوبهم في كيفية التحكم في جميع الناس في الكنيسة. فإذا تم نقلهم إلى كنيسة أخرى لا يكونون القادة فيها، فهل سيكونون أتباعًا عاديين عن طيب نفس؟ كلا بالتأكيد. سيظلون يفكرون في كيفية اكتساب المكانة، وكيفية التحكم في الجميع. وحيثما ذهبوا، فسوف يرغبون في أن يحكموا مثل الملوك. حتى لو وُضِعوا في مكان لا يوجد فيه أناس، وسط قطيع من الأغنام، فسيظلون يرغبون في قيادة القطيع. إذا وُضِعوا مع القطط والكلاب، فسيرغبون في أن يكونوا ملوكًا للقطط والكلاب، وأن يحكموا الحيوانات. إنهم مليئون بالطموح، أليس كذلك؟ أليست شخصيات هؤلاء الناس شيطانية؟ أليست هذه الشخصيات هي شخصيات الشيطان؟ الشيطان هو ذلك الشيء بالضبط. في السماء، أراد الشيطان أن يكون ندًا لله، وبعد أن طُرد إلى الأرض، حاول دائمًا التحكم في الإنسان، ليجعل الإنسان يعبده ويعامله على أنه إله. يريد أضداد المسيح دائمًا التحكم في الناس لأن لديهم طبيعة شيطانية؛ ويعيشون وفقًا لشخصيتهم الشيطانية، التي تجاوزت بالفعل حدود عقل الناس الطبيعيين. أليس هذا غير طبيعي بعض الشيء؟ إلامَ تشير هذه الحالة غير الطبيعية؟ إنها تعني أن سلوكهم ينبغي ألا يوجد لدى الإنسانية الطبيعية. ما هذا السلوك إذن؟ ما الذي يحكمه؟ إنه محكوم بطبيعتهم. إن لديهم جوهر روح شريرة، وهم مختلفون عن البشر الفاسدين الطبيعيين. هذا هو الفارق. كون أضداد المسيح لن يردعهم شيء في سعيهم إلى السلطة والمكانة هو أمر لا يفضح جوهر طبيعتهم فحسب، بل يُبين للناس أيضًا أن وجههم البغيض هو وجه الشيطان والأبالسة. إنهم لا يتنافسون مع الناس على المكانة فحسب، بل يجرؤون أيضًا على التنافس مع الله على المكانة. إنهم لن يرضوا إلا عندما يأخذوا مختاري الله لأنفسهم ويخضعونهم تمامًا لسيطرتهم. وأيًّا كانت الكنيسة أو المجموعة التي ينتمي إليها أضداد المسيح، فإنهم يريدون اكتساب المكانة، والاحتفاظ بالسلطة، وجعل الناس يصغون إليهم. وبغض النظر عما إذا كان الناس راغبين أو موافقين، فإن أضداد المسيح يريدون أن يكون لهم القول الفصل، وأن يطيعهم الناس ويقبلوهم. أليست هذه طبيعة ضِدّ المسيح؟ هل الناس على استعداد للإصغاء إليه؟ هل ينتخبونه ويوصون به؟ كلا. لكن أضداد المسيح يظلون يريدون أن يكون لهم القول الفصل. وبغض النظر عما إذا كان الناس موافقين أم لا، فإن أضداد المسيح يريدون أن يتحدثوا ويتصرفوا نيابةً عنهم، يريدون أن يلتفت إليهم الناس. إنهم يحاولون حتى فرض أفكارهم على الآخرين، وإذا لم يقبلها الناس، فإن أضداد المسيح يبذلون أقصى جهدهم لجعلهم يقبلونها. ما المشكلة في هذا؟ هذه وقاحة وانعدام للحياء. إن مثل هؤلاء الناس هم أضداد المسيح بحق، وبغض النظر عما إذا كانوا قادة أم لا، فإنهم أضداد للمسيح في كل الأحوال. لديهم جوهر طبيعة ضد المسيح.
بعض الناس يولون أهمية كبيرة لمعرفة من هم قادة الكنيسة، ومن هم المشاركون في التبشير بالإنجيل، وأين يعيشون جميعًا، ومن هم الأشخاص الذين تربطهم بهم علاقات وثيقة، وما إلى ذلك. مثل كشافة الشيطان، فإنهم دائمًا ما يتطفلون لمعرفة هذه الأشياء واكتشافها. لماذا يهتمون دائمًا بهذه الأمور؟ العديد من الناس لا يمكنهم فهم دوافعهم؛ إنهم يشعرون فقط أن هؤلاء الأشخاص غريبو الأطوار بعض الشيء. معظم الناس لا يكونون مهتمين بهذه الأشياء؛ إنهم مشغولون بما يكفي بواجباتهم الخاصة، وليس لديهم وقت للتطفل. إنهم يركزون على أداء واجباتهم الخاصة، ويركزون على ممارسة الحق، ودون أن يدركوا، تتغير شخصياتهم؛ هذه نعمة الله. غير أن ثمة نوع من الأشخاص يكون متحمسًا للغاية للتطفل ومعرفة جميع أنواع الأمور المتعلقة بالكنيسة. عندما يقابل قائدًا، يسأله: "كيف تعاملتم مع ذلك الشخص الشرير فلان في الكنيسة؟" يجيب القائد: "هل من شأنك كيف تعاملنا مع الأمر؟ ما غرضك من التطفل لمعرفة هذا الأمر؟ هل تعرف ذلك الشخص؟" يقول الشخص: "أنا فقط مهتم، أتعرف؟ هذا أمر يتعلق ببيت الإله. وباعتبارنا أفرادًا في بيت الإله، يجب أن نكون متحمسين نحو أمور بيته وننتبه جيدًا لها. كيف لنا ألا نكترث بشأنها؟" يجيبه القائد قائلًا: "ينبغي ألا تتطفل على هذا الأمر. ركِّز على الإنصات إلى المواعظ وحضور الاجتماعات. إن أكل وشرب كلام الله هو عملك المناسب. يكفيك أن تؤمن بالله إيمانًا صحيحًا". فيصرُّ الشخص قائلًا: "لا طائل من ذلك، يجب أن أهتم". ونظرًا لأن لا أحد يخبره، فإنه يفكر في مكان يذهب إليه للتطفل. وعندما يستضيف قادة أعلى اجتماعًا لزملاء العمل في منزلهم، يشعر ذلك الشخص أن الدخول والانضمام سيبدو غير مبرر نوعًا ما، لذلك يتظاهر بإحضار الماء للداخل، ويسأل عما إذا كان ذاك الشخص الشرير قد طُرد أم سُمح له بالبقاء. وعندما لا يجيبه أحد، يخرج ويفتح الباب قليلًا، ويقف هناك يسترق السمع. أليس هذا الشخص مريضًا نفسيًا؟ بلى، إنه مريض نفسيًا، وفي المصطلحات العامية، نطلق عليه "حشريًّا". مثل هذا الشخص لديه طموحات بالتأكيد. إنه يريد أن يصبح قائدًا، لكنه لا يستطيع، لذلك يتدخل في شؤون الآخرين ليعزِّي نفسه، وفي الوقت نفسه، يحرص على أن يرى الناس أنه يعرف الكثير ويتمتع ببصيرة استثنائية. بهذه الطريقة، قد يتم اختياره قائدًا في المستقبل. ولكي يصبح قائدًا، يريد المشاركة في كل شيء، والاستفسار عن كل شيء، ومعرفة كل شيء. إنه يعتقد أنه من خلال المشاركة في هذه الأمور يومًا بعد يوم، فحتى لو لم يصبح قائدًا، فسيظل ممسكًا بزمام الأمور، ويمكنه جعل الناس ينظرون إليه بتبجيل واحترام. ليس لديه أدنى اهتمام بالحق؛ إنه مهتم فقط بالتدخل في شؤون الآخرين، إنه متخصص في التطفل على الأشياء التي يريد معرفتها. أينما حدثت مشكلة، سيكون هناك، يحوم مثل ذبابة مزعجة. أليس مثل هؤلاء الأشخاص مقززين؟ إنه مشوش إلى هذه الدرجة، على الرغم من أنه مفعم بالحيوية والنشاط؛ وهو لا يفكر في القيام بأي عمل مناسب. إنه يؤدي واجب استضافة الناس في بيته، ومع ذلك فهو ليس على استعداد لمسح أرضية المطبخ حتى لو كانت متسخة. إنه يعتقد أنه يتعامل مع أمور مهمة، ومسح الأرضية شيء يفعله الناس العاديون. إنه لا يستطيع أداء مثل هذه المهام الخدمية الحقيرة بمثل ما يتمتع به من مستوى القدرات. لا يقوم بأي عمل حقيقي على الإطلاق، ولا يستطيع التعامل مع العمل الذي يشكل جزءًا من واجبه، ولا يستطيع أداء أي واجب بشكل جيد، ولا يفعل الأشياء بإخلاص أو بطريقة عملية؛ إنه حريص، بدلًا من ذلك، على التطفل على عمل الكنيسة، وكذلك الأمور المهمة التي تتعلق بقادة الكنيسة وعامليها والإخوة والأخوات. يريد تقديم رأيه في كل شيء، وإذا لم يكن الناس على استعداد للاستماع إليه، فإنه يقول: "إذا لم تصغِ إلى كلامي، فسوف تتكبد خسارة!" أليس هذا غير معقول؟ (بلى). لذا فإن بعض أضداد المسيح متوارون؛ وليس من الضروري أن يكون لهم مكانة. فحتى بدون هذه المكانة، يظلون يتقافزون على الجدران. أما إذا حصلوا على مكانة، فإلى أي مدى قد يصبح الأمر أسوأ؟ وإلى أي ارتفاع قد يقفزون؟ حتى لو سقطوا إلى حتفهم فلن يمانعوا. أخبروني، إذا تم اختيار مثل هؤلاء الأشخاص قادة، فهل يمكن لشعب الله المختار أن يعيش حياة سعيدة؟ بعض أضداد المسيح متوارون؛ ماذا يعني هذا؟ يعني أن أضداد المسيح لا يصبحون أضدادًا للمسيح عندما يكتسبون مكانة؛ لقد كانوا أضدادًا للمسيح منذ البداية. كل ما في الأمر أن قامات الناس كانت صغيرة ولم يتمكنوا من تمييزهم، أو ربما لم تتمكن بعض الكنائس من العثور على أولئك الذين يسعون إلى الحق، لذلك اختاروا هؤلاء الأشخاص المتحمسين الذين يمكنهم التخطيط للأشياء وتنفيذ المهام ليكونوا قادة لهم. في الوقت الحالي، دعونا لا نناقش ما إذا كان اختيارهم قادةً أمرًا صحيحًا أم خاطئًا؛ دعونا نركز على ما يجب عمله حال اكتشاف أنهم أضداد للمسيح. يجب فضحهم ورفضهم. إذا وُصِّف شخص ما على أنه أحد أضداد المسيح، وأُعفيَ من منصبه، فهل ينبغي اختيار مثل هؤلاء الأشخاص قادةً مرة أخرى في المستقبل؟ (كلا، لا ينبغي ذلك). لماذا؟ (إن طبيعتهم لن تتغير). أي شخص وُصِّف على أنه أحد أضداد المسيح ينبغي ألا يتم اختياره قائدًا مرة أخرى لأن جوهر طبيعته لا يمكن أن يتغير. أضداد المسيح لا يعملون إلا لصالح الشيطان؛ إنهم ليسوا إلا عبيدًا للشيطان. إنهم لن يفعلوا أي شيء أو يقولوا أي شيء أبدًا من أجل الحق. إن جوهر ضِدّ المسيح هو أن يكون معاديًا لله، وأن يكون نافرًا من الحق، وأن يرفضه ويعامله بازدراء. لن تتغير طبيعته. إذا لم يسبق لمثل هؤلاء الأشخاص أن كانوا قادة من قبل، ينبغي ألا يُختاروا قادة، وإذا كانوا قادة فيما سبق، لكنهم قد أُعفُوا، فهل سيتغيرون إذا أصبحوا قادة مرة أخرى في المستقبل؟ (كلا، لن يتغيروا). إنهم لا يزالون أضدادًا للمسيح. إن جوهر طبيعتهم يحدد هذا.
ثانيًا: تشريح كيفية استمالة أضداد المسيح للناس
ناقشنا للتو مظاهر تضليل أضداد المسيح للناس. إن التضليل والاستمالة يعنيان الشيء نفسه تقريبًا، لكنهما يختلفان من حيث كلا من الطبيعة والطريقة. التضليل هو استخدام مظاهر زائفة لتوجيه الناس توجيهًا خاطئًا، وجعلهم يعتقدون أن هذه المظاهر الزائفة حقيقية. والاستمالة هي استخدام بعض الأساليب عن قصد لجعل الناس يستمعون إلى شخص معين ويتبعون طريقه – إن مقصدهم واضح تمامًا. التضليل والاستمالة ينطويان على استخدام كلمات تبدو صحيحة لتضليل الناس، وقول أشياء تتوافق مع المفاهيم البشرية ويقبلها الناس بسهولة بهدف تضليلهم. يبدأ الناس، عن غير قصد، في الإيمان بأضداد المسيح، واتباعهم، والوقوف إلى جانبهم، والانضمام إلى عصابتهم. وبهذه الطريقة، يستميل أضداد المسيح الناس بعيدًا عن مجموعة من الأشخاص الأسوياء لينضموا إلى معسكرهم الخاص. واختصارًا، إذا قبل الناس مثل هذه الأفعال من جانب أضداد المسيح، فقد يؤمنون بهم، ويعبدونهم، ثم يقبلون كل ما يقوله أضداد المسيح، ويطيعونهم، ويبدأون في اتباعهم دون وعي. ألم يخُدعوا وتنطلي عليهم الحيل؟ يستخدم بعض أضداد المسيح تكتيكات معينة لتحقيق هدفهم المتمثل في تضليل الناس واستمالتهم أثناء التواصل والتحدث معهم، مما يؤدي إلى ظهور جماعات، وفصائل، وزمر داخل الكنيسة نتيجة لذلك. على سبيل المثال، إذا كان أحد أضداد المسيح من الجنوب وقابل جنوبيًا آخر، فإن ضد المسيح قد يقول: "نحن الاثنان جنوبيان: لقد نشأنا نشرب الماء من النهر نفسه، ونتحدث اللغة نفسها. إن الشماليين لا يتحدثون لغتنا؛ من المستحيل التقارب معهم! وعلى الرغم من أننا جميعًا نؤمن بالإله نفسه، فإن عادات حياتهم كشماليين مختلفة عن عاداتنا، وشخصياتنا غير متوافقة. ليس لدينا ما نتحدث عنه. لذا، أنت وأنا مثل الأسرة، ونحن بحاجة إلى التمسك بعضنا ببعض". قد يبدو هذا معقولًا، وكأنه يعبِّر فقط عن وجهة نظر معينة، لكنه يقول ذلك بدافع وغرض، وينبغي على الناس أن يفطنوا إلى ذلك. في الواقع، ما يقوله ضد المسيح ليس هو ما في قلبه؛ إنه مثل الحرباء، يعدِّل كلامه حسب الشخص الذي يتحدث إليه. فعندما يقابل ضد المسيح الشماليين، قد يقول: "الشمال رائع؛ الهواء هناك منعش. على الرغم من أنني ولدت في الجنوب، فقد نشأت وأنا أشرب مياه الشمال. هذا يجعلنا على الأقل قريبين!" عندما يسمع الشماليون هذا، قد يشعرون أن ضد المسيح شخص جيد جدًا ويبدأون في الارتباط به. ضد المسيح ماهر بشكل لا يصدق في تضليل الناس واستمالتهم، باستخدام تكتيكات عديدة لتقسيم الكنيسة، مما يتسبب في أن يشكِّل الجنوبيون والشماليون مجموعاتٍ متمايزةً، كل ذلك من أجل مكسب ضد المسيح، لتحقيق هدفه المتمثل في تشكيل عصبة وقوة فصائلية خاصة به. وبشكل خاص أثناء انتخابات الكنيسة، إذا رأى ضد المسيح أن أخًا أو أختًا من الشمال قد يُنتخب أو تُنتخب، فإنه ينخرط في عمليات سرية، ويستبدل الأصوات سرًا، وفي النهاية، ينتهي الأمر بأن يكون جميع قادة الكنيسة والشمامسة المنتخبين من الجنوب. ليس هناك ما يردع أضداد المسيح في تضليلهم للناس واستمالتهم، وتسببهم في ظهور الجماعات والفصائل، واستخدامهم هذه الأساليب لتقسيم الكنيسة والتحكم فيها. ما هدفهم من فعل ذلك؟ (تأسيس مملكتهم المستقلة). ما طبيعة تأسيس مملكة مستقلة؟ هذا يعني عدم التوافق مع المسيح، والمطالبة بشعب الله المختار لأنفسهم، والوقوف ضد الله كندٍ له. أليس هذا مثل إخراج مسرحي لعرض عدائي ضد الله؟ (بلى). هذا هو الأمر بالضبط. إذن ما عواقب تصرف أضداد المسيح على هذا النحو؟ إن أفعالهم تعرقل وتزعج عمل الكنيسة بشكل خطير، وهي شيء يسيء بشكل مباشر إلى شخصية الله. سيرد الله عليهم بغضب، وحتمًا فإن جميع أضداد المسيح هؤلاء سيواجهون العقاب والدمار؛ هذا أمر لا شك فيه. في عصر الناموس، تلقى القادة المائتان والخمسين الذين أدانوا موسى عقوبة مباشرة. وفي عصر النعمة، واجه أولئك الذين صلبوا الرب يسوع أيضًا عقوبة مباشرة؛ لقد لعنوا وانتهوا إلى خاتمة سيئة. هذه نتيجة معارضة أضداد المسيح لله، والنهاية الحتمية لأولئك الذين يقاومون الله.
كيف يستخدم أضداد المسيح أساليب مختلفة لاستمالة الناس بهدف تقسيم الكنيسة؟ أولًا، يستميل ضد المسيح الأشخاص الذين لديهم مواهب ويمكنهم التحدث بفصاحة، معطيًا هؤلاء الأشخاص انطباعًا جيدًا عن نفسه أولًا، موسِّعًا نطاق قوته من خلال تكوين صداقات. لن ينتبه إلى الفقراء أو أولئك الذين لديهم مستوى قدرات أدنى أو مَن هم طيبو السريرة نسبيًا، أو ربما حتى يستبعدهم. سيفكر في طريقة للفوز بكل من لديه ثروة ومكانة في المجتمع، بينما الإخوة والأخوات الذين يبذلون أنفسهم بإخلاص لكن لديهم القليل من المال، أو أولئك الذين لديهم مكانة اجتماعية منخفضة، وليس لديهم قوة لإظهارها، ويسهل أن يتنمر عليهم الآخرون، فسوف يصنَّفون كمواطنين من الدرجة الثانية في الكنيسة. وبهذه الطريقة، تنقسم الكنيسة التي تضم بضع عشرات من الأعضاء إلى فئتين من الناس دون أن يلاحظ أحد. من المسؤول عن هذا؟ (إنهم أضداد المسيح). أضداد المسيح سيفعلون مثل هذه الأشياء. إذا اكتشف قائد جيد يفهم الحق فهمًا حقيقيًا أن موقفًا مثل هذا ظهر داخل الكنيسة، فسوف يستخدم الحق لمعالجته. لن يسمح بفصل الناس في الكنيسة حسب الرتبة، أو بتصنيفهم على أساس مكانتهم الاجتماعية، ولن يقسم الكنيسة. سيحرص على أن يتحد جميع الإخوة والأخوات في كلام الله وأمام الله، بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه، أو ما إذا كانت لديهم أي مكانة اجتماعية أم لا. أما أضداد المسيح، على الجانب الآخر، فهم لا يعالجون مثل هذه المشكلات، وليس هذا فحسب، بل يستخدمون بدلًا من ذلك شخصيات الناس الفاسدة لتحقيق أهدافهم. إنهم يبحثون عن أولئك الذين يتمتعون بالمكانة الاجتماعية والثروة ويستميلونهم. وكيف يستميلونهم؟ قد يقولون: "إن مكانتك الاجتماعية بركة من الإله، وقد قدَّرها الإله لك. ينبغي أن تستخدم ظروفك لكي تتمِّم واجبك في بيت الإله. أنا قائد الآن، ومعروف في المنطقة بإيماني. تضطهدني عائلتي كثيرًا، وهناك بعض المخاطر المرتبطة بدوري القيادي. أحتاج إلى أشخاص مثلك للمساعدة في الحفاظ على سلامتي. إذا استطعت أن تفعل ذلك من أجلي، فسوف تتلقى بركات عظيمة في المستقبل، وستحرز تقدمًا سريعًا في الحياة!" هكذا يستميل أضداد المسيح الناس ويُغرونهم لكي يتبعوهم. إذا أُعجب ضد المسيح بشخص ما أو رآه مفيدًا، فإنه يرتب له واجبات سهلة أو واجبات يمكنه من خلالها أن يكون في دائرة الضوء، ويبذل قصارى جهده لترقيته. إنه لا يهتم بما إذا كان يلبي مبادئ استخدام الناس في بيت الله أم لا. فما دام هذا الشخص يتمتع بمكانة اجتماعية وقد يكون مفيدًا لضد المسيح، فإنه يستميله. ومن أجل تحقيق أهدافهم، يتقرَّب أضداد المسيح من أولئك الذين لديهم ثروة ومكانة في المجتمع، ويتملقونهم، ويستميلونهم، في حين يستنزفون المنافع لأنفسهم. لديهم أيضًا طريقة ثانية لاستمالة الأشخاص أصحاب المال، والسلطة، والمكانة، وهي التساهل معهم. غالبًا ما ينخرط مثل هؤلاء الأشخاص في الأفعال الخاطئة داخل الكنيسة، ما يثبط حماس الإخوة والأخوات ويزعج الحياة الكنسية. ينظر إليهم أضداد المسيح بسعادة، ويسمحون لهم بارتكاب أي أعمال سيئة تروق لهم. فما الغرض من تساهل ضد المسيح؟ لا يزال الغرض هو استمالتهم ثم جني الربح من ورائهم بعد ذلك. بل إن أضداد المسيح يتظاهرون بقولهم: "على الرغم من أنكم اخترتموني قائدًا، وأنني أتحمل مسؤولية قيادتكم، فإن هذه الكنيسة ليست ملكًا لي وحدي. لا يمكنني اتخاذ قرارات بمفردي داخل الكنيسة. أنتم أيضًا ينبغي أن تقدموا يد العون؛ وإذا ما أُثير أي شيء، فيمكنكم أيضًا أن تدلوا برأيكم؛ هذا هو معنى التعاون". إنهم يقولون هذا لأولئك الأثرياء، والمؤثرين، والمفيدين لهم، ويبذلون قصارى جهدهم لاستمالة هؤلاء الأشخاص، حتى يصلوا إلى مرحلة يمكنهم عندها التحكم فيهم. لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله، لكنهم يفتقرون إلى المال، أو المكانة الاجتماعية، أو أي منفعة ظاهرة، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لاستبعادهم، أو مهاجمتهم، أو تجاهلهم ببساطة. ماذا يعني تجاهلهم؟ إن خطتهم كالتالي: "إذا تضامن القليل منَّا معًا وتحولنا إلى حصن حديدي، فأعتقد أنكم أنتم عامة الناس لن تتمكنوا من إحداث أي تأثير كبير. إذا استمعت إلى كلامي بطاعة، فسأسمح لك بالاستمرار في الإيمان. لكن إذا واصلت اصطياد الأخطاء لي، أو التعبير عن آرائك بي، أو الإبلاغ عني إلى المسؤولين في المستويات العليا، فسوف أعذبك وأطردك!" بعض الناس يفتقرون إلى التمييز فيخافون ويقولون: "لا بد ألا نسيء إليهم. لقد شكلوا فصيلهم الخاص، وليس بوسعنا أن نسيء إليهم. كلامنا لا يحمل وزنًا كبيرًا، وإذا قلنا شيئًا يزعجهم بغير قصد، وطردَنا القائد بالفعل، فسنخسر فرصتنا في الإيمان بالله". هؤلاء الناس قد استحوذ عليهم الرعب. وبينما يستميل أضداد المسيح الناس، فإن هذا السلوك يكمن فيه شخصية خبيثة، وشرسة، وحقودة. فما غرضهم من استمالة الناس؟ إنه أيضًا تعزيز مكانتهم. ما غرضهم من تشكيل الزمر أو العصابات؟ غرضهم هو توسيع نطاق قوتهم، وحمل الناس على دعمهم، وتأمين سلطتهم ومكانتهم بشكل أكبر. هل واجه أي منكم مثل هذه الأمور؟ عندما يتحكم ضد المسيح في كنيسة ما، فإن أي شخص مستبد أو لديه مال أو مكانة يتضامن معه، فيمسكان بزمام السلطة سويًا، ويصبحان فصيلًا، عصابة من أربعة، أو خمسة، أو ستة أشخاص. لا يُسمح لأحد بكشف مشكلاتهم. يستميل ضد المسيح هؤلاء الناس لأنه من الصعب عليه التحكم فيهم. يجب أن يستميلهم، ويجعلهم مساعدين له، ومن ثم تأمين مكانته. فضلًا عن ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص لديهم قيمة يمكن لضد المسيح الاستفادة منها. وطريقته في استمالتهم، بشكل ما، هي طريقة لجعلهم مستقرين، ومنعهم من تشكيل تهديد لمكانته.
فيما يتعلق بهذا الجانب من استمالة أضداد المسيح للناس، فقد ناقشنا للتو مظهرين. هل تحدث مثل هذه الأشياء في كنيستكم؟ أخبروني، هل يوجد هذا النوع من الأشياء؟ (نعم). إنه موجود بالتأكيد. إذن، من بين كل الأشياء المتعلقة باستمالة الناس، ما بعض المظاهر الأخرى التي تنطوي على طبيعة استمالة أضداد المسيح للناس؟ ما عواقب استمالة الناس؟ ولماذا يريد أضداد المسيح استمالة الناس؟ وإذا لم يستميلوهم، فهل يمكنهم تحقيق هدفهم المتمثل في التحكم في الناس؟ (لا يستطيعون ذلك). يجب أن يُحضِروا أمامهم أشخاصًا يستمعون إليهم ويتوافقون مع إرادتهم، حتى يتمكنوا من شغل مكانة، ويكون لديهم أشخاصًا يمارسون عليهم السلطة. إذا لم يكن هناك من يستمع إليهم، أفلا يعجزون عن إرضاء طموحهم في المكانة والسلطة؟ لذا، فقط عندما يستميلون جميع أنواع الأشخاص الذين يمكن استمالتهم، فإنهم يفوزون بالمكانة والسلطة. وكيف يتعاملون مع أولئك الذين لا يمكن استمالتهم؟ (يستبعدونهم ويهاجمونهم). يبدأون في مهاجمتهم واستبعادهم. ألم يكن هناك أضداد للمسيح حوَّلوا أولئك الذين لم يتمكنوا من استمالتهم في الكنيسة إلى ما يسمى "مستمعين"؟ إن المواعظ، والترانيم، وكتب كلام الله الصادرة عن الكنيسة لا تُعطى ببساطة إلى هؤلاء الأشخاص، أو لا يتم إبلاغهم بالاجتماعات لفترة مطولة من الوقت. مثل هذه الأشياء موجودة بالتأكيد، وكلها أشياء يفعلها أضداد المسيح. أولئك الذين يهاجمهم أضداد المسيح ويستبعدونهم لم تُشطب أسماؤهم من الكنيسة، ولم يغادروا بمحض إرادتهم، ولم يتوقفوا طواعية عن حضور الاجتماعات. إنهم جميعًا مؤمنون مخلصون بالله، لكن لأنهم يتمتعون ببعض التمييز عندما يتعلق الأمر بأضداد المسيح، فغالبًا ما يُستبعدون ولا يمكنهم الوصول إلى كتب كلام الله، أو المواعظ، والترانيم، وترتيبات العمل المختلفة الصادرة عن الكنيسة على الفور، وأيضًا لا يمكنهم أكل وشرب كلمات الله. ومن ناحية أخرى، فإن أولئك الذين هم دون أضداد المسيح، أي أولئك الذين يمكنهم الإنصات إليهم، والذين استمالهم أضداد المسيح، واستسلموا لهم، يحصلون على الأولوية في الوصول إلى الكتب ومقاطع الفيديو المختلفة التي يوزعها بيت الله، ويتمتعون بهذه المعاملة التفضيلية. وهكذا تُلقى الكنيسة في حالة من الفوضى والانقسام بسبب سلوك أضداد المسيح وأفعالهم، وتضطرب قلوب الناس.
هل هناك أي ظروف يبحث عنها أضداد المسيح لاستمالة الناس؟ هل يستميلون أولئك الذين يحبون الحق ويخضعون لله حقًا؟ (كلا). أولئك الذين يحبون الحق ويخضعون لله لديهم بعض التمييز، ولا يمكن استمالتهم، ولن يتبعوا أضداد المسيح. إذن، مَن الذين يستميلهم أضداد المسيح؟ أكثر من يفضلهم أضداد المسيح – في قلوبهم – أولئك الذين يجيدون التزلُّف إلى أصحاب المكانة، والذين يجيدون التودد إلى الآخرين، وأصحاب الكلام المعسول، وبعض ممن فعلوا أشياء سيئة ويخافون من الطرد، ومن ثم يبذلون قصارى جهدهم لإرضاء أضداد المسيح. يستخدم أضداد المسيح شرط حمايتهم لاستمالة الناس، وكسب قلوبهم، والسماح لهم بالاقتراب منهم. غالبية الناس الذين يستميلهم أضداد المسيح، بخلاف المؤمنين الجدد الذين لا يفهمون الحق، هم أشخاص لا يحبون الحق. هل كل أولئك الذين لا يحبون الحق لديهم ضمير وعقل؟ ليس منهم أحد صالح، والله لا يختار مثل هؤلاء الناس. يستميل أضداد المسيح هؤلاء الناس ويقودونهم مثل المهرجين. إنهم حتى يعتقدون أنهم قد حصلوا على مكانة رسمية، ويتمتعون بمكانة، وأنهم في غاية الرضا في قلوبهم. أليس هذا وقحًا؟ ما الأنواع الأخرى من الأشخاص الذين يستميلهم أضداد المسيح؟ (الأشخاص الذين لديهم إنسانية شريرة نسبيًا). بالضبط، الأشرار. كيف يعامل أضداد المسيح الأشرار؟ إنهم يحمونهم. على سبيل المثال، لنفترض أن هناك شخصًا شريرًا في الكنيسة، ويبلِّغ جميع الإخوة والأخوات أن هذا الشخص سيئ بدرجة كبيرة، ويسبب اضطرابات في الكنيسة حيثما وُجد، ويزعج الجميع عند قيامهم بواجبهم، ويربك عمل الكنيسة. ومتى أُحضِر لأداء واجب، فإن عمل الكنيسة يعاني خسارة. لكن أضداد المسيح يرون هؤلاء الأشرار مفيدين ويستميلونهم إلى جانبهم لكي يخدموهم. إن أضداد المسيح لا يطردون الأشرار؛ وبدلًا من ذلك، يحمونهم. لا يتعامل ضد المسيح إلا مع بعض الأشرار الذين لا يدعمونه أو الذين يستطيعون تمييزه. وما دام الشخص الشرير يتملق ضد المسيح ويدعمه ولا يعارضه، فإن ضد المسيح يستميله ويفوز به لتعزيز قوته الخاصة. الآن كيف ينسجم أضداد المسيح مع هؤلاء الناس الذين لا يسعون إلى الحق؟ إن طريقتهم في التواصل هي في الأساس الإطراء المتبادل والحديث المعسول. أينما يذهب أضداد المسيح، يتجمع هؤلاء الأشرار حولهم مثل الذباب. وهم بالتأكيد لا يجتمعون معًا لعقد شركة حول الحق، لأنهم جميعًا نافرون منه، ولا يسعى أي منهم إلى حل المشكلات من خلال عقد شركة حول الحق. إنهم لا يقولون سوى الأشياء التي يقولها غير المؤمنين، وهم في الغالب يوقعون الفتنة بالنميمة، ويقللون من شأن الآخرين، ويرفعون من شأن أنفسهم، ويتشاورون لإيجاد طرق لتعذيب الناس. فضلًا عن ذلك، يدرسون كيفية الاحتراس من بيت الله، ويناقشون كيفية مواجهة الأعلى، وكيف يعرفون مقدمًا ما إذا كان هناك شخص ما يريد الإبلاغ عن مشكلاتهم، وكيف يستجيبون لذلك حال معرفتهم به. هذه هي الأمور التي تناقشها هذه العصابة من الأشرار. عندما يجتمعون معًا، لا يعقدون أبدًا شركة حول أشياء مثل القيام بواجباتهم، ولا يعقدون أبدًا شركة حول الحق لحل المشكلات. على سبيل المثال، لا يناقشون أبدًا أمورًا مشروعة، مثل دعم ومساعدة الإخوة والأخوات الذين أصبحوا سلبيين وضعفاء وليس لديهم الطاقة للقيام بواجباتهم، أو إيجاد حلول وطرق لتحسين فعالية جوانب معينة من عمل الكنيسة. إنهم يتحدثون عن كيفية خداع الأعلى وكيفية خداع بيت الله، حريصين على ألا يعرف بيت الله الحقائق عنهم. وما إن يُكتَشف أن شخصًا ما على اتصال بالأعلى أو أبلغ عن موقفهم، فإنهم يعتبرون ذلك تهديدًا لمكانتهم ومدمرًا لشؤونهم. يتحرون بلا هوادة لمعرفة المسؤول، ويبحثون عن المشتبه بهم، وما إن يعثروا عليهم، حتى يعزلوا هؤلاء الأشخاص، وينقلوهم إلى مكان آخر، ثم يصدروا أوامر تمنع أي شخص من الإبلاغ عن موقفهم إلى الأعلى. هذا يضمن ألا يجرؤ أحد على الإبلاغ عنهم. بهذه الطريقة يكتسب أضداد المسيح تحكمًا كاملًا في الكنيسة. ولا يوجد سبيل للأعلى لكي يعرف الأعمال الشريرة التي يرتكبونها خلف الكواليس إلى أن يعلم الأعلى بالموقف ويحدد نقطة ضعفهم، فيأمر بالتحقيق معهم وفي النهاية يعفيهم أو يطردهم. يمكن لهذه المجموعة من أضداد المسيح والأشرار أن تفسد عمل الكنيسة في غضون بضعة أشهر فقط، ويمكن أن تثير الشك فيما بين الإخوة والأخوات، وتجعلهم يقوِّضون بعضهم، ويفضحون بعضهم، ويهاجمون كل منهم الآخر، ما يؤدي لانقسام في الكنيسة. هذه هي عاقبة تضليل أضداد المسيح للناس والسيطرة على الكنيسة. بهذه الطريقة، يضلل أضداد المسيح جميع أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، ويستميلون حتى بعض الأشرار المفيدين في التحكم في الكنيسة، ما يعزز مكانتهم وسلطتهم. إذا استمع الأشرار إليهم، فإنهم يحمونهم. وإذا لم يستمعوا إليهم، فإنهم يتعاملون مع الأشرار أولًا. إذا اتبعهم الأشرار وأمكن تجنيدهم واستمالتهم، فإن أضداد المسيح يسمحون لهم بأن يصبحوا أتباعهم وأذرعهم وأعينهم في ارتكاب أفعال سيئة، والتسلل إلى الإخوة والأخوات، ومعرفة من لديه اعتراضات ضدهم، ومن يميز أفعالهم، وأي من أعمالهم السيئة قد اكتُشِفت، ومن يريد دائمًا الاتصال بالأعلى للإبلاغ عن مشكلاتهم. إن أضداد المسيح والأشرار يحققون بشكل خاص في هذه الأمور، التي تهمهم أكثر من غيرها. وغالبًا ما يناقشون التدابير المضادة مع بعضهم بعضًا، ويعاملون أولئك الذين يمكنهم تمييزهم أو الشك فيهم باعتبارهم أعداء. إنهم يجدون الأعذار لتعذيب شخص ما اليوم، وغدًا يستغلون خطأً لتعذيب شخص آخر؛ حتى أنهم يستخدمون أسبابًا وأعذارًا مختلفة لتحريض شعب الله المختار على إخراج هؤلاء الأفراد وطردهم. وما إن يصبح أضداد المسيح قادة أو عاملين، فإنهم ينخرطون في هذه الأعمال. في غضون بضعة أشهر فقط، يمكنهم أن يوقعوا الكنيسة في حالة من الفوضى، حتى ينطفئ الحماس المتأجج لكنيسة من المؤمنين الجدد مثلما يطفئ الماء النار. لذا فإن أضداد المسيح هم حقًا أعداء الله وأعداء شعب الله المختار. هذا ليس مبالغة على الإطلاق؛ بل هو غاية في الدقة! حيثما يمسك أضداد المسيح أو الأشرار بالسلطة، تسود الكنيسة أجواء فاسدة. لا توجد حياة كنسية على الإطلاق، ولا أكل وشرب طبيعي لكلمة الله، ولا مناخ لعقد الشركة حول الحق. وبدلًا من ذلك، تمتلئ الكنيسة بالمكائد والسلوك غير المنضبط. هذا هو معنى سيطرة الشيطان. هل يمكن أن تكون هناك أي نتيجة جيدة عندما يسيطر الشيطان؟ إن هذا الأمر لا يمكنه سوى أن يجلب كارثة لشعب الله المختار؛ هذا أمر مؤكد لا شك فيه.
بعض أضداد المسيح، عندما يأتون إلى كنيسة لتولي دور قيادي، يتحرُّون أولًا لمعرفة مَن في الكنيسة كثيرًا ما أبلغ عن مشكلات إلى الأعلى فيما مضى. إنهم يريدون إبقاء مثل هؤلاء الأشخاص بعيدًا عنهم، وألا يذهبوا ويقيموا في منازلهم حتى لو كان بوسعهم استضافتهم. وإذا كان شخص ما جيدًا في التزلُّف إلى الناس، ويحوم باستمرار حول القائد، ويحاول التودد إليه، فإن منزل هذا الشخص هو المكان الذي يخططون للبقاء فيه. يقول أحد الأشخاص: "إنه يستضيف أختين". فيرد ضد المسيح قائلًا: "لا طائل من ذلك، اجعلهما تنتقلان إلى مكان آخر". يقول ذلك الشخص: "لا يمكنك نقل الناس كما يحلو لك؛ هاتان الأختان مناسبتان لهذا المكان؛ قد يؤثر نقلهما على أداء واجباتهما". فيجيب قائلًا: "بصفتي قائدًا، ما أقوله يجب أن يُنفذ، وينبغي عليك أن تطيعني". ثم يجبر الأختين على الانتقال. لماذا يصر على الإقامة في هذا المنزل؟ ذلك لأن هذه العائلة طيبة السريرة وضعيفة، ولا تشكل أي تهديد لضد المسيح. أيًّا كانت الأعمال السيئة التي يرتكبها أو مدى جموح سلوكه خلف ظهور الناس، فإن العائلة لن تبلغ عنه. لذلك فهو يبحث عن مكان على هذه الشاكلة للإقامة فيه. وبعد مرور بعض الوقت، يُحضر معه رفاقه الأشرار، ويقومون بأعمالهم السيئة هناك، ويناقشون التدابير المضادة، ويخططون لكيفية تعذيب هذا الشخص وذاك. عندما يظهر ضد المسيح أو الشخص الشرير في الكنيسة، فإنه يبحث أولًا عن أشخاص يعجبونه ويمكنه الاستفادة منهم، فيوسِّع نطاق قوته ويؤمِّنها أولًا وقبل كل شيء. إنه يترك أولئك الذين يفهمون الحق وشأنهم في الوقت الحالي، حتى لا يُعرِّض مكانته للخطر. إنه لا يعطِّل النظام الحالي حتى الآن. وبعد ترسيخ مكانته وإيجاد شركاء مناسبين، يبدأ بمناقشة التدابير المضادة لتعذيب هؤلاء الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق والتعامل معهم. كيف يعذبهم ويتعامل معهم؟ أولًا، يستميل أولئك الذين يستحسنونه، والذين لا يميزونه، والذين يمكنه الاستفادة منهم. وإذا كان هناك أشخاص لا يمكنه استمالتهم، أو أشخاص يميِّزونه، فإنه يجد عذرًا أو سببًا لعزلهم أو إخراجهم. ما نوع الشخصية التي يظهرها سلوك أضداد المسيح هؤلاء؟ (الشراسة). أينما تولوا أدوارًا قيادية، فإن هذا المكان يسوده جو فاسد. يتعطل نظام حياة الكنيسة. وإذا لم تصغ إليهم، فسوف تتعرض للقمع، أو التقييد، أو حتى إخراجك أو طردك. يتصرف بعض أضداد المسيح مثل البلطجية، أو المجرمين، أو سليطي اللسان. حتى بعد الإيمان بالله، لا يزالون يريدون كسب مكانة، والتصرف بتجبُّر في بيت الله، والتحكم في شعب الله المختار. وبهذه الطريقة، يفسدون الكنيسة. وإذا افتقر الناس إلى التمييز، فسوف يضللونهم، ويسيطرون عليهم، مما يؤدي في النهاية إلى هلاكهم.
لقد انتهينا تقريبًا من مناقشتنا حول كيفية استمالة أضداد المسيح للناس. بينما كنتم تستمعون إلى هذه الأمور التي ناقشتها، هل شعرتم أنها أمور نادرة إلى حد ما؟ هل شعرتم بالدهشة وفكرتم متسائلين: "هل يمكن أن يحدث هذا حقًا؟ هذا مستحيل، أليس كذلك؟ كيف يمكن أن يوجد أشخاص مثل هؤلاء بين المؤمنين؟" دعوني أقول لكم إن الأمر قد يكون أسوأ من هذا. فالجميع يضعون قناعًا شبه الإنسان عندما يكونون أمام الآخرين، لكن ما يبدون عليه وراء الكواليس هو ما يكشف وجههم الحقيقي. كلامهم وأفعالهم عندما يكونون أمام الآخرين ليس سوى تخفي، وانطباع زائف. ما يقولونه ويفعلونه وراء الكواليس هو ما يعكس ذواتهم الحقيقية. إذا ظهر أحد الأشخاص بطريقة ما أمام الناس وبطريقة أخرى وراء الكواليس، فيجب أن تكونوا قادرين على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف، أليس كذلك؟ قد يبدو ضد المسيح مهذبًا جدًا أمام الناس، لكن إذا عرف الناس ما فعله ضد المسيح وراء الكواليس، فسيجدونه مثيرًا للاشمئزاز. قد يشعرون أن التعامل مع ضد المسيح عار، لأنه ليس شخصًا مستقيمًا، وإنما هو حقير وخسيس. وفي تلك الحالة، هل يستطيع ضد المسيح أن ينسجم مع الناس الطبيعيين؟ كلا، لا يستطيع. الأمر ليس أن شخصًا طبيعيًا لديه بعض العادات السيئة، وإنما الأمر يتعلق بشخصيته. ما إن تروا شخصيته، ستدركون أنه ليس إنسانًا، وإنما وحش، وإبليس. أخبروني، كيف يبدو الأمر عندما يتعامل البشر مع الحيوانات؟ الأمر يشبه إحضار خنزير إلى المنزل وتنظيفه وإلباسه بعض الملابس ومعاملته على أنه حيوان أليف. في اليوم التالي، تجد أن المنزل أصبح حظيرة للخنازير. إنه يأكل ويشرب ويقضي حاجته في المنزل دون أي اعتبار للنظافة. عندها تدرك أنه لا يمكنك تربية الخنازير بهذه الطريقة؛ فهي حيوانات! قد يبدو الأشخاص ممن هم على شاكلة أضداد المسيح من الخارج وكأنهم يتمتعون ببعض من مستوى القدرات والتربية، أو ربما كانوا ذات يوم شخصيات مرموقة في المجتمع، مما أكسبهم بعض الاحترام. لكن أغلبهم مثل الحيوانات، حتى أنهم لا ضمير لهم ولا عقل. فهل يمتلكون إنسانية طبيعية؟ (كلا). بدون الإنسانية الطبيعية، هل لا يزال يمكن اعتبارهم بشرًا؟ وهل يمكنكم قبول قيادتهم؟ ماذا سيحدث إذا وقع الإخوة والأخوات في أيدي هؤلاء الناس؟ هؤلاء الناس سوف يضللون الإخوة والأخوات ويستميلونهم، وسوف يعانون بالتأكيد. إن أضداد المسيح أبالسة، وليس لديهم ضمير أو عقل. في الظاهر، يبدون محبين، ومتفهمين، ومتعاطفين مع صعوبات بعض الناس، ونقاط ضعفهم، واحتياجاتهم العاطفية. في الواقع، هؤلاء هم الأشخاص الذين يفضِّلهم أضداد المسيح ويتملقونهم. لكن إذا هدد هؤلاء الأشخاص مكانتهم أو سمعتهم، فإنهم حتى لن يُعامَلوا بلطف، بل سيعامَلون بشكل مجرد من الأخلاق باستخدام أساليب أكثر حقدًا، دون أي أثر للتعاطف أو التسامح. إن حب أضداد المسيح وتسامحهم ليسا سوى واجهة، وهدفهم ليس على الإطلاق إحضار الناس أمام الله، وإنما جعل الناس يعبدونهم ويتبعونهم. إن هدفهم من إيقاع الناس في شركهم بهذه الطريقة هو تأمين مكانتهم الخاصة، وكسب عبادة الناس واتباعهم لهم. وأيًّا كانت الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس واستمالتهم، فإن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا: أنهم يقدحون زناد أفكارهم، ويستخدمون أي وسيلة ضرورية لصالح سلطتهم ومكانتهم. وهناك شيء آخر مؤكد، وهو أنهم مهما فعلوا فإنهم لا يفعلون ذلك لأداء واجباتهم، وبالتأكيد لا يفعلون ذلك لإتمام واجباتهم على أكمل وجه؛ إنهم بالأحرى يفعلون ذلك لتحقيق هدفهم المتمثل في الاحتفاظ بالسلطة داخل الكنيسة. فضلًا عن ذلك، فأيًّا كان ما يفعلونه فإنهم لا يفكرون مطلقًا في مصالح بيت الله، وبالتأكيد لا يفكرون في مصالح شعب الله المختار. في قاموس أضداد المسيح، لا وجود لهذين الاعتبارين؛ إنهم بطبيعتهم مجردون منهما. أيًّا كان مستوى قيادتهم، فإنهم لا يُظهرون أدنى اهتمام بمصالح بيت الله أو شعب الله المختار. في تفكيرهم وآرائهم فإن عمل الكنيسة ومصالح بيت الله أمور ليست ذات صلة ودون مقامهم. إنهم لا يفكرون سوى في وضعهم ومصالحهم الخاصة. ويمكن أن نرى من خلال هذا أن جوهر طبيعة أضداد المسيح، فضلًا عن كونه جوهرًا خبيثًا، فهو أناني وحقير للغاية. إنهم لا يتصرفون إلا من أجل شهرتهم، ومكسبهم، ومكانتهم، دون أدنى اهتمام بحياة الآخرين أو موتهم. وأي شخص يشكل تهديدًا لمكانتهم يتعرض للقمع والإقصاء بشكل مجرد من الأخلاق، ويُعذَّب إلى أقصى حد. في بعض الأحيان، عندما يُبلغ عن أضداد المسيح لارتكابهم الكثير من الشر، ويكتشف الأعلى أمرهم، ويشعرون أنهم على وشك فقدان منصبهم، فإنهم يجهشون ببكاء مرير. يبدو في الظاهر أنهم تائبون، وعائدون إلى الله، ولكن ما السبب الحقيقي وراء دموعهم؟ ما الذي يندمون عليه حقًا؟ إنهم يحزنون ويتألمون لأنهم فقدوا قلوب الناس، ومكانتهم، وسمعتهم. هذا ما يكمن وراء دموعهم. وفي الوقت نفسه، يخططون فعليًّا لخطواتهم التالية لتعزيز وضعهم، والتعلم من إخفاقاتهم، والعودة. بناءً على هذا السلوك الخاص بأضداد المسيح، فإنهم لا يشعرون أبدًا بالندم، أو يعانون بسبب ذنوبهم وشخصياتهم الفاسدة التي كشفوا عنها، وهم بالتأكيد لن يعرفوا أنفسهم أو يتوبوا حقًا. قد يركعون أمام الله، ويذرفون الدمع المرير، ويتأملون أنفسهم ويلعنونها، لكن هذا قناع يهدف إلى تضليل الناس، حتى أن بعض الناس قد يعتقدون أنه حقيقي. من الممكن أن تكون مشاعرهم حقيقية في تلك اللحظة. لكن من الضروري أن تتذكروا أن أضداد المسيح لن يختبروا أبدًا الندم الحقيقي. حتى لو كُشفوا واستُبعدوا يومًا ما، فلن يشعروا بندم حقيقي. سوف يعترفون فقط بإخفاقهم، وأنهم قدموا أداءً غير متقن، وكشفوا كل أعمالهم الشريرة. لماذا أقول هذا؟ لأن أضداد المسيح، بناءً على طبيعتهم المتمثلة في كراهية الحق والله، لن يقبلوا الحق أبدًا. لذا فإن معرفة أضداد المسيح أنفسهم هي معرفة كاذبة إلى الأبد. سوف يعترفون فقط بأنهم فقدوا قلوب الناس لأنهم فشلوا في اغتنام فرص الاستيلاء على السلطة وتعزيز وضعهم. إن ندمهم ومعاناتهم يقومان على هذه الأسباب. عندما يكون أضداد المسيح في حالة من الأسى، قد يذرفون الدمع أيضًا، ولكن لماذا يبكون؟ ما السبب وراء دموعهم؟ إنهم يبكون لأن أعمالهم الشريرة العديدة قد كُشفت وفقدوا وضعهم. إذا كان بوسعهم أن يندموا حقًا، وأن يبكوا بسبب ارتكابهم للخطأ، وأن يشعروا بأنهم مدينون لله، فلن يرتكبوا مثل هذا الشر متعدد الأوجه. إنهم يفتقرون إلى تأنيب الضمير، ولا يعترفون بأعمالهم الشريرة؛ فكيف إذن يمكن أن ينشأ لديهم الندم الحقيقي؟ بعد ارتكاب الشر، هم لا يشعرون بالندم؛ إنهم ينضحون باللامبالاة، ويشعرون فقط أنهم فقدوا ماء وجههم، وأصبحوا مادة للسخرية أمام الآخرين. وقد يتدهور مزاجهم قليلًا. وعلى الرغم من أنهم يبدون في الظاهر وكأن كل شيء على ما يرام، فإنهم في الواقع وداخل أعماقهم مثل شخص أخرس يتجرع الأعشاب المرة؛ ويعاني في صمت. إنهم يختبرون دوامة من المشاعر في قلوبهم، ويذرفون مرَّ الدمع، ومع ذلك لا يوجد لديهم ندم حقيقي. هذا هو وضعهم الحقيقي. في بعض الأحيان، قد يقول أضداد المسيح بعض الكلمات التي تبدو لطيفة، مثل: "بسبب ضعف مستوى قدراتي لم أستطع أداء المهمة بشكل صحيح، وارتكبت بعض أعمال الإزعاج والعرقلة؛ لقد فشلت في تولي القيادة، ولست جديرًا بها. فليؤدبني الإله ويلعنني. إذا قررتم عدم اختياري للقيادة في المستقبل، فلن أشتكي". وبعد ذلك مباشرة، يجهشون بالبكاء. بعض الناس الذين يفتقرون إلى التمييز يشعرون بالتعاطف معهم، ويقولون: "لا تبك، سوف نختارك مرة أخرى في المستقبل". وعند سماع هذا، يتوقفون عن البكاء فورًا. الآن هل ترون وجوههم الحقيقية؟ عندما يتحدثون ببضع كلمات جميلة، فإنهم يفعلون ذلك لكسب قلوب الناس، وتضليلهم، وخداعهم، حتى أن البعض ينطلي عليه هذا الخداع. في كل مرة يذرف فيها أضداد المسيح الدموع، فلا شك أن هناك أجندة وراء ذلك. وعندما يبدأ أولئك الذين يعبدونهم في التشكيك فيهم، وتهتز مكانتهم، فإنهم يبكون. يشعرون بالانزعاج الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون الأكل أو النوم، ويقولون لعائلاتهم مرارًا وتكرارًا: "كيف يمكنني الاستمرار إذا لم أتول دورًا قياديًا؟" ترد عائلاتهم بقول: "ألم تحيا حياة جيدة من قبل بدون مكانة؟ لماذا لا تستطيع مواصلة العيش؟" فيجيبون: "هل كنت سأحصل على هذه الفوائد لولا مكانتي؟ هل كان لنا أن نصبح ميسوري الحال؟ لماذا أنت أحمق هكذا؟" في المنزل، يقول البعض بصراحة: "ما الهدف من العيش بدون مكانة؟ ما معنى الحياة؟ أسرتنا لا تضم سوى عدد قليل من الأشخاص، وفي المنزل لا يمكنني أن أكون مسؤولًا إلا عن هؤلاء القلة. أنا مجرد رب الأسرة، ومكانتي ليست عالية. يجب أن أشغل منصبًا في الكنيسة؛ وإلا فإن حياتي ستضيع هباءً. فضلًا عن ذلك، بدون هذا المنصب في الكنيسة، هل يمكن لأسرتنا أن تعيش حياة طيبة كهذه؟" وراء الأبواب المغلقة يتحدثون بصراحة، وتنكشف طموحاتهم. أليس هذا شخصًا وقحًا؟ إن تضليل أضداد المسيح ليس ذنبًا عرضيًا؛ وليس دون قصد. إذا كانت هذه أفعالًا سيئة عرضية وغير مقصودة، فلن يُعتبروا أضدادًا للمسيح. إن أضداد المسيح يضللون الناس عمدًا؛ إذ تحكمهم طبيعة الشيطان. لهذا السبب يضللون الناس باستمرار، مستخدمين هذه الطريقة عمدًا للتحكم فيهم وكسب السلطة في النهاية. في الواقع، إن غرض ضد المسيح من تضليل الناس والتحكم بهم هو جعلهم يستمعون إليه، ويتبعون قيادته، ويبعدون أنفسهم عن الله. إن نوايا ضد المسيح واضحة جدًا؛ إنه يهدف إلى التنافس مع الله على الناس. أفعاله ليست استعلانات لحظية للفساد، ولا تحدث بشكل اندفاعي رغمًا عنه، وبالتأكيد لا تجبره عليها ظروف خاصة. إنها ترجع بالكامل إلى طبيعته الخبيثة، وطموحاته ورغباته الزائدة عن الحدِّ، وشخصيته الغادرة، ومخططاته المتعددة. إن قدرته على القيام بهذه الأشياء الآن تتحدد بجوهر طبيعته: فبعد الإيمان بالله، أضمر هذه النوايا والمخططات، منتظرًا فقط أن يصبح قائدًا حتى يبدأ في تحقيق هذه الأحلام وتحقيق أهدافه. هذه هي الحالة الحقيقية لقلب ضد المسيح، وهي لا تحيد عن ذلك على الإطلاق.
من خلال المحتوى الذي ناقشناه أعلاه، يجب أن تفهموا الحق الذي ينبغي عليكم الدخول إليه. من ناحية، ينبغي عليكم تمييز أضداد المسيح والأشرار الذين يُظهرون مثل هذه السلوكيات وجوهر الطبيعة. ومن ناحية أخرى، ينبغي عليكم أيضًا مقارنة أنفسكم لمعرفة ما إذا كنتم تُظهرون هذه السلوكيات. الآن، إذا استطعتم إيجاد تطابق بين ما تقولونه وكلام أضداد المسيح، أو إذا كان كلاكما يُظهر السلوكيات نفسها في مواقف مشابهة، فهل يمكنكم تمييز أوجه التشابه في شخصياتكم التي تكشفون عنها أو في الممارسة بينكم وبين أضداد المسيح؟ هل يمكنكم استيعاب الحق الذي أقدم شركة عنه هنا من خلال بعض الأمثلة التي أناقشها أو التفاصيل والكلمات والأفعال الموصوفة في تلك الأمثلة، أو هل يمكنكم فهم الشخصيات الفاسدة للناس التي تم كشفها هنا؟ هل يمكنكم الاستماع بهذه الطريقة؟ من أي زاوية تستمعون؟ إذا كنتم تميزون شخصيات أضداد المسيح هذه وجوهرهم، وتنظرون إلى هذه السلوكيات والممارسات من منظور المتفرج بصورة كلية، فهل يمكنكم ربح الحق؟ (كلا). إذن من أي زاوية ينبغي عليكم الاستماع؟ (المقارنة الذاتية). تقارنون أنفسكم؛ هذا أبسط شيء. وماذا أيضًا؟ (تزويد النفس بالحق). صحيح، يجب أن تفهموا الحق الذي ينبغي عليكم فهمه في كل مثال أناقشه. أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي يمكنهم فهم الحقائق فقط، في حين أن أولئك الذين لديهم فهم روحي ولديهم مستوى قدرات جيد يمكنهم فهم الحق واكتسابه من هذه الأمثلة. هل يمكنكم تلخيص الحقائق التي تنطوي عليها القصص والأمثلة التي ناقشناها؟ إن عقد شركة حول قصص أو أمثلة معينة يهدف إلى مساعدة الناس على ربطها بالواقع، لفهم المسائل المختلفة التي تنعكس في الواقع فهمًا أفضل، ولتعميق انطباعهم عن المظاهر والجواهر المختلفة المتعلقة بهذا الجانب من الحق. بعبارة أخرى، عندما يتعلق الأمر بهذا الجانب من الحق أو جوهر الطبيعة، ستفكر في مثال أو سيناريو محدد. وبهذه الطريقة، عندما تفهم نفسك أو تميز الآخرين، سيكون لديك فهم مُصوَّر أسهل في الاستيعاب، وأكثر عملية، وأكثر تحديدًا من مجرد قراءة نظرية أو نص. إذا كان الأمر مجرد نص ولم تختبره، فقد يقتصر فهمك للنص على الكلمات نفسها، وسيكون مقيدًا دائمًا باختباراتك المحدودة، ويبقى فقط ضمن هذا النطاق. لكن إذا أضفت بعض الأمثلة، وجمعت بعض القصص، وبعض المشاهد، وسلوكيات وكلمات وأفعال معينة في شركتي، فسيكون لذلك تأثير مساعد على فهمك للحق في هذا الجانب. إذا تحقق هذا التأثير، فهذا يعني أنك قد فهمت هذا الجانب من الحق. ما درجة الفهم التي يجب أن تصل إليها حتى يُعد ذلك فهمًا؟ ليس بالضرورة أن تكون الدرجة مائة بالمائة، لكن يجب على الأقل ترسيخ استيعابك، وتعريفك، وتصورك، ومعرفتك بهذا الجانب من الحق. ما المقصود بهذا الترسيخ؟ يُقصد به أن يصبح فهمك نقيًا نسبيًا، بدون أي معرفة، أو مفاهيم، أو تصورات، أو تكهنات بشرية مختلطة، أو أقل من هذه الأشياء المختلطة. هذه هي التأثيرات التي تخلفها مثل هذه الأمثلة. قد تعرف الأشخاص أو الأحداث التي أذكرها في بعض هذه الأمثلة، أو ربما حتى كنت على اتصال بمثل هؤلاء الأشخاص وتألفهم تمامًا، أو ربما كنت قد تعرضت لهذه الأحداث، وحتى شهدت العملية برمتها فيما كان هؤلاء الأشخاص يقومون بمثل هذه الأشياء. ولكن ما فوائد ذلك تجاه فهمك وإدراكك للحق؟ من المحتمل أن تكون قد عشت مع مثل هؤلاء الأشخاص، ورأيت قصصًا مثل هذه تتكشف، واختبرت بنفسك كل ما حدث في هذه القصص، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنك تفهم هذا الجانب من الحق. ماذا أعني بهذا؟ لا تفترض أنه نظرًا لأنك تعرف الشخص أو الحدث الذي أتحدث عنه أو تألفه، فإنك لست بحاجة إلى الاستماع إلى التفاصيل أو الحق والمحتوى المحدد الذي أعقد عنه شركة هنا. إن ذلك سيكون خطأً كبيرًا. حتى لو كان هذا الشخص شخصًا تعرفه معرفةً وثيقة، فهذا لا يعني أنك بالفعل قد فهمت واستوعبت الحق هنا. لماذا أذكركم بهذا؟ لمنعكم من الانغماس في التفاصيل. كلما رأيتم شخصًا يفعل شيئًا كهذا وضرب الله به مثلًا، فإنكم تسخرون منه وتزدرونه. هل هذا هو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن تتخذوه تجاه الحق؟ (كلا). أي موقف هذا؟ ألا يعد هذا خروجًا عن المسار؟ هذا استيعاب متحيز. إنه بسبب هذه الأمثلة والقصص الحية، والأشخاص والأحداث المحددة، يستطيع الجميع بحق أن يقدِّروا كيف يبدو الكشف عن الشخصية الفاسدة للناس، وأن يشهدوا بحق كيف يبدو الكشف عن شخصية الناس الفاسدة وجوهر طبيعتهم، وما هو جوهر طبيعة الناس، وما هي الشخصية الفاسدة، وما نوع الطريق الذي يسلكه الأشخاص الذين لديهم نوع معين من الشخصية الفاسدة وجوهر الطبيعة، وماذا يحبون، وما نطاق عواطفهم، وكيف هو سلوكهم الذاتي وكيف يتعاملون مع العالم، وكيف تبدو نظرتهم إلى الحياة، وما مبادئهم في التعامل مع الأشياء، وماذا قد يكون موقفهم تجاه الله والحق. وتحديدًا بسبب هذه الأمثلة، وهؤلاء الأفراد المحددين والأحداث الملموسة، يمكن للناس الجمع بشكل أفضل بين واقع الحق، وكشف الله لجوهر الإنسان، من أجل تحقيق رؤية أكثر وضوحًا ودقة لهما. إذن ما الذي أقصده من وراء هذه الكلمات؟ أقصد أنه ينبغي عليك ألا تقلل من شأن هذه القصص. أيًّا كان نوع القصة التي أرويها، أو قصة من هي، أو أي نوع من الأشخاص أروي قصته، فهناك هدف واحد فقط، وهو مساعدتك على فهم الحق. إذا اكتسبت الحق من هذه القصص، فهذا يعني أن التأثير المطلوب قد تحقق. لذا، قد تسمح لك هذه القصص فقط بفهم بعض الحقائق السطحية عندما تسمعها لأول مرة، واستيعاب المعنى الظاهري أو التأويل الحرفي. لكن مع استمرار نمو قامتك، ومع تقدمك في العمر، ومع نموك في الحياة عبر ظروف مختلفة، فإن حياتك أيضًا تنضج تدريجيًا، وسيكون لديك فهم مختلف لأحداث هذه القصص وجوهر طبيعة الأشخاص المختلفين وسلوكهم ومظهرهم الذي ينعكس فيها. كيف يأتي هذا الفهم؟ يأتي من الحقائق التي تنطوي عليها هذه القصص، وليس من القصص نفسها. فإذا كانت مجرد قصة، مثل قصة "الصبي والذئب"، فبعد الاستماع إليها يكون قد انتهى الأمر؛ لا علاقة للقصة بالحق. إنها فقط ترشد الناس إلى كيفية التصرف: إنها سطحية وواضحة جدًا. لكن عندما يتعلق الأمر بالحق، فإن عمق مثل هذه القصة يتجاوز المعاني الظاهرية التي يمكن لأي شخص أن يفهمها بسهولة. إنها تتناول جوهر الطبيعة والشخصية الفاسدة لدى الناس، وتتضمن كيفية تمييز الناس، وكيفية اختيار طريق المرء، وكيفية التعامل مع الحق، وما يجب أن تكون عليه مواقف الناس استجابةً لمتطلبات الله. إنها تتضمن ما ينبغي على الناس رفضه وما يجب أن يتبنوه. إذا كنتم قادرين على الاستماع بهذه الطريقة، ففي كل مرة تستمعون فيها إلى المواعظ ستكسبون شيئًا ما، وستكسبون المزيد من النور، وتفهمون المزيد من المبادئ المتعلقة بجوانب مختلفة من الحق، وتختبرون شيئًا من دخول الحياة. ومع تقدم الناس في العمر، وبمرور الوقت، ومع تغير الظروف الاجتماعية، ومع تحول الاتجاهات، يستمر الحق في العمل داخل قلوب الناس، وسوف يعرفون كيف يمارسون الحق، وكيف يرون الناس والأشياء على أساس الحق. هذا هو معنى ربح الحياة؛ يمكن أن يصبح الحق حياة المرء. لذا، أيًا كان الوقت الذي تُروى فيه قصة، لا تستمع مرة واحدة فقط وتظن أن الأمر قد انتهى. استمر في الاستماع، وإذا لم تفهم، يمكنك عقد شركة بشأن هذه القصة. إذا وجدت الاستيعاب صعبًا في المرحلة التي تمر بها حينها، فقد يكون ذلك بسبب عدم كفاية قامتك. في هذه الحالة، استمع إلى ما يمكنك فهمه، واختر ما يناسب قامتك الحالية. إذا بدت القصة واضحة عندما تسمعها، لكنها بدت عميقة لاحقًا، إذا كانت تتجاوز استيعابك، أو لا تتوافق مع اختباراتك وظروف حياتك في هذه المرحلة، فاحتفظ بها في قلبك ودعها تترسخ بداخلك. عندما تواجه مواقف مماثلة لاحقًا، فإن ما احتفظت به في قلبك قد ينعكس على السطح. الأمر يشبه تمامًا المفردات والمصطلحات التي درستها أو المعلومات التي استوعبها عقلك. هل تفكر فيها كل يوم؟ على الأرجح لا. إنك عادةً لا تفكر فيها كثيرًا، ولكن عندما تجد نفسك في بيئة تكون فيها هذه المصطلحات أو المفردات أو المعلومات ذات صلة، فإن بعضها يتبادر إلى ذهنك. إن الناس لديهم ذاكرة، وبطبيعتهم يخزنون بعض الأشياء في أذهانهم. هذه الأشياء كافية لك لاستخدامها في الحياة اليومية، وقد تكون مفيدة إلى حد ما، لكن إذا حاولت عمدًا أن تستخدمها وأن تطبق اللوائح بشكل صارم، فسترتكب أخطاء على الأرجح. يجب أن تستمع بشكل انتقائي بناءً على قامتك والظروف التي اختبرتها. بهذه الطريقة، سيكون تقدمك أسرع. أولئك الذين يعرفون كيف يستمعون سيكسبون المزيد، بينما أولئك الذين لا يعرفون كيف يستمعون سيكسبون أقل، أو ربما لن يكسبوا شيئًا على الإطلاق. قد يشعرون حتى أنهم لا يريدون الاستماع إلى أي من هذه القصص، وأن أيًّا منها لا ينطوي على الحق، ويتساءلون لماذا لا أتحدث عن الحق بدلًا من الانخراط في الدردشة الفارغة والنميمة طوال الوقت. أي نوع من الناس يبدون هذا السلوك؟ (أولئك الذين ليس لديهم فهم روحي). قد يفكر الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي بهذه الطريقة. قد يعتقدون أنه عندما ألقي المواعظ، فإنني أتحدث فقط عن هذه الأمور اليومية؛ حسنًا، إنهم يستطيعون الحديث عنها أيضًا، لذا، عندما لا يكون لديهم ما يفعلونه، فإنهم ينخرطون في دردشة فارغة مع الآخرين. قد تعرف نميمة أكثر من القصص التي أرويها، لكن هل تنطوي مناقشاتك على الحق؟ (كلا، لا تنطوي على الحق). وإذا لم تنطوِ على الحق، فاحذر من التحدث دون تمييز، وإلا قد ينتهي بك الأمر إلى مناقشة أشياء لا علاقة لها بالحق. إنني أروي القصص لمساعدة الناس على فهم الحق. ينبغي عليكم ألا تقلدوني تقليدًا أعمى. ينبغي عليكم فقط التركيز على طلب الحق، وفهم الحق، والسعي جاهدين إلى التعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ. سواء في كلامكم أو أفعالكم، أعطوا الأولوية للتوافق مع مبادئ الحق. بهذه الطريقة، ستدخلون تدريجيًا إلى واقع الحق.
ثالثًا: تشريح كيفية تهديد أضداد المسيح للناس
انتهينا من شركتنا عن المظهرين اللذين يبديهما أضداد المسيح في تضليل الناس واستمالتهم؛ والآن، لنعقد شركة عن كيفية تهديدهم للناس. هذه الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح كل منها أكثر شدة من سابقتها. وعند مقارنتها بالتضليل والاستمالة، هل تكون طريقة التهديد هذه أكثر تقدمًا أم أقل تقدمًا؟ (أقل تقدمًا). إذا لم ينجح التضليل والاستمالة، فإنهم يلجأون إلى التهديدات. كيف يهدد ضد المسيح الناس؟ ولماذا يلجأ إلى مثل هذه الطريقة؟ (لأن أهدافه لم تتحقق). لم تتحقق أهدافه. هناك معنى آخر يتضمنه التهديد؛ فما العبارة التي يمكن استخدامها للتعبير عنه؟ (الكشف عن وجهه الحقيقي). هذا ليس دقيقًا تمامًا؛ جرب عبارة أخرى. (يصبح غاضبًا بسبب الإحراج). إنك تقترب. هل هناك عبارة أكثر ملاءمة؟ (الشعور بالسخط والغضب). بالضبط، الشعور بالسخط والغضب. الأمر يشبه القول المحلي "استشاط غضبًا"؛ والمعنى المقصود هو: "لقد جربت الكلمات اللطيفة والقاسية على حد سواء. معظم الوقت لم أعاملكم قط بطريقة غير عادلة. لماذا لا تستمع إليَّ؟ بما أنك لن تستمع، فسوف تنال ما تستحق: سأستخدم هذا الأسلوب معك؛ التهديدات!" إنه يغير أسلوبه. لدى الشيطان أساليب متباينة، كلها حقيرة. عادة ما يتم الجمع بين التهديدات والإغراء. إذا استخدم التهديدات فقط، فإن بعض الناس لن يخافوا ولن يستمعوا إليه. حينها لن يكون لديه خيار آخر، وقد يلجأ أحيانًا إلى الإغراء. وإذا لم ينجح هذا، فإنه يحاول القيام بذلك؛ يستخدم الأساليب الرقيقة والقاسية معًا. لماذا يهدد أضداد المسيح الناس إذن؟ في أي ظروف يلجأون إلى التهديد؟ إذا تعايش شخصان معًا بسلام، كل منهما يسير في طريقه الخاص، دون تضارب في المصالح بينهما، فهل سيلجأ إلى التهديدات؟ (كلا، لن يفعل ذلك). إذن في أي ظروف يبدأ سلوك وممارسة التهديد هذا في الظهور؟ يحدث ذلك بطبيعة الحال عندما تُمَسُّ مصالحه أو سمعته، وعندما لا تتحقق أهدافه. يظهر أعتى قواه، ويفكر: "ألن تستمع إليَّ إذن؟ سأريك عواقب ذلك إذن!" ما هذه العواقب؟ إنها أي شيء تخشاه. هل يمكنكم أن تتذكروا أي أمثلة لتهديدات شهدتموها؟ (بعض أضداد المسيح، عندما يرون الإخوة والأخوات لا يخضعون لهم، يبدأون في إصدار الأحكام عليهم وإدانتهم، قائلين: "الفشل في الخضوع للقادة هو فشل في الخضوع للإله"، ويستخدمون هذا لتهديد الناس). (يمكنني أن أفكر في مثال آخر حيث إذا لم يستمع شخص ما إلى القيادة، فإن القائد يستخدم سلطته لإعفائه). بغض النظر عن ذلك، فإنهم يريدون أن يفهم الناس أن عدم الاستماع إليهم سيؤدي إلى عواقب. إذن ما الأساس الذي يستندون إليه لجعل الناس يستمعون إليهم؟ يقولون في كثير من الأحيان: "الخضوع للقيادة هو خضوع للإله، لأن القيادة قد قدَّرها الإله. يجب أن تخضع. إذا لم تخضع أو تستمع إلى القادة، فهذه غطرسة، وبر ذاتي، ومقاومة للإله. ونتيجة مقاومة الإله هي الاستبعاد. في الحالات الخفيفة، يمكن عزلك للتأمل الذاتي؛ وفي الحالات الشديدة، يمكن حتى طردك من الكنيسة!" إنهم يستخدمون هذه المغالطات القابلة للتصديق لإرغام الناس على الخضوع لهم. وإلى جانب هذا، كيف يقوم بعض أضداد المسيح الآخرون بتهديد الناس؟ إنهم يحرضون الآخرين على التحالف ضد أولئك الذين لا يخضعون لهم، ويحرضونهم على رفضهم. وإضافة إلى ذلك، فإنهم يعفون أولئك الذين لا يطيعونهم أو يعدلون تكليفهم بالواجب. في الواقع بعض الأشخاص يخشون ألا يكون لديهم واجب يقومون به. إنهم يعتقدون أنه من خلال أداء واجباتهم، قد تكون لديهم فرصة للخلاص، والفشل في القيام بواجب قد يسلبهم هذه الفرصة. ويفكر أضداد المسيح في قلوبهم قائلين: "إنني أعرف نقطة ضعفك. إذا لم تستمع إليَّ، فسأجردك من حقك في أداء واجبك. لن أسمح لك بأداء واجبك!" أهم لا يسمحون للناس بأداء واجبهم لأن هؤلاء الناس لا يفون بالمعيار في واجبهم، أو لأن قيامهم بواجبهم يضر بمصالح بيت الله؟ (كلا). إذن لماذا يفعلون ذلك؟ لاستبعاد المعارضين واستخدام هذه الطريقة لتهديد الناس وجعلهم يصغون إليهم. عندما يتعلق الأمر بالتهديدات، فإن أضداد المسيح بالتأكيد لا يتبعون مبادئ الحق في التعامل مع الناس أو معالجة الأمور. وبدلًا من ذلك يستخدمون الترهيب، والقوة، والإكراه لجعل الناس يخضعون لهم ويستمعون إليهم طائعين وألا يسببوا لهم أي مشكلات أو يفسدوا شؤونهم.
إن استخدام ضد المسيح للتهديدات لا يرجع فقط إلى أن الناس لا يطيعونه أو لا يأخذونه على محمل الجد ويتجاهلونه؛ فذلك جانب واحد فقط من الأمر. هناك سبب آخر، وهو أنه عندما يكتشف الآخرون مشكلات ضد المسيح ويرغبون في فضحه أو الإبلاغ عنه للأعلى، فإنه يخشى أن يكتشف الأعلى الأمر، أو أن يعرف المزيد من الناس عنه، لذلك يفعل كل ما في وسعه للتعتيم على هذه الأشياء وطمسها، وعدم السماح بكشفها أبدًا. ماذا سيحدث إذا اكتشف المزيد من الناس ذلك الأمر؟ سوف يرفضون ضد المسيح ويلعنونه، ولن يعبده أحد بعد ذلك، وسيفقد منصبه وسلطته. لذا فإن غرض ضد المسيح من استخدام طريقة تهديد الناس هذه يتمثل أيضًا في حماية منصبه وسلطته. إنه يعتقد أنه إذا لم يفعل هذا، فإن الإخوة والأخوات سيبدأون في تمييزه، ولن يُختار في الانتخابات القادمة، مما يجعل منه مؤمنًا عاديًا فحسب. ماذا يعني بالنسبة له أن يكون مؤمنًا عاديًا؟ يعني أنه ليس لديه سلطة، ولا أحد يتبعه أو يصبح نصيرًا له، وقد جُرِّد من منصبه وسلطته، دون إرضاء طموحاته ورغباته. إنه لا يريد أن يكون تابعًا أو مؤمنًا عاديًا، لذلك يستخدم طريقة تهديد الناس هذه لتخويفهم وإجبارهم على الاستماع إليه وطاعته، مما يسمح له بالاستمرار في التمسك بسلطته ومنصبه، والاستمرار في التحكم في الناس، وتلقي الدعم من أشخاص معينين. كل ما يفعله ضد المسيح يتمحور حول منصبه. ومتى كان الأمر يتعلق بمنصبه، فإنه يستخدم وسائل أو أساليب معينة للحفاظ عليه وحمايته بقوة؛ حتى عندما يسأل الأعلى بعض أضداد المسيح عن أمور معينة، فبوسعهم أن يكذبوا في وجهه بكل وقاحة. على سبيل المثال، عندما يُسأل ضد المسيح من قِبل الأعلى عن عدد الأشخاص الذين ربحتهم الكنيسة عن طريق التبشير بالإنجيل في هذا الشهر، فحتى لو كان يعلم أن الكنيسة لم تربح أحدًا، فقد يكذب ويقول إن الكنيسة ربحت خمسة أشخاص. وعندما يواجه الإخوة والأخوات الذين يعرفون الحقيقة ضد المسيح قائلين: "هؤلاء الأشخاص الخمسة كانوا يتحرّون فقط. لماذا قلت إننا ربحنا خمسة أشخاص؟ يجب أن تقول الحقيقة للأعلى"، فماذا يقول ضد المسيح؟ "لماذا لا يمكن أن نكون قد ربحنا خمسة أشخاص؟ لقد قلت خمسة أشخاص، إذن فهم خمسة. رأيك لا يهم. إذا قلنا إننا لم نربح شخصًا واحدًا، فكيف أفسِّر ذلك للأعلى؟ إذا كنت تريد الإبلاغ عن ذلك، فأبلغ، لكن إذا قلت الحقيقة، فقد يهذبك الأعلى. قد يعفيكم جميعًا أنتم مَن تشاركون في التبشير بالإنجيل، أو حتى يحل فريق الإنجيل. عندها لن تتمكن من القيام بواجباتك، ولن أكون مسؤولًا عن ذلك". وعندما يسمع الشخص هذا الكلام، يصاب بالذهول ولا يجرؤ على الإبلاغ عنه. أليس هذا تهديدًا؟ (بلى). إنه تهديد صارخ، مُعبر عنه علانية. عندما يسمع بعض الناس هذا يفكرون قائلين: "أن تكون شخصًا صادقًا أمر له عواقب. إذا كنت صادقًا، فلن أتمكن من القيام بواجبي، لذلك لن أبلغ عن الأمر. يجب أن نبلغ عن خمسة أشخاص". ويشعر بعض الناس بعدم الارتياح في داخلهم قائلين: "إذا لم نكسب أحدًا، فهذا هو الحال بالضبط. يجب أن نخضع لأي طريقة يختارها الأعلى للتعامل معنا". فما وجهة نظر ضد المسيح عند سماع هذا؟ "الخضوع؟ الأمر يعتمد على الموقف. هل يعرف الأعلى الصعوبات التي نواجهها في التبشير بالإنجيل الآن؟ هل يهتم بهذا الأمر؟" عندما استفسر الأعلى عن وضع التبشير بالإنجيل، لم يكن غافلًا عن التحديات التي ينطوي عليها الأمر. كان يعرف عدد الأشخاص الذين يمكن ربحهم على أقل تقدير كل شهر، ولم يقل قط إنه إذا لم يربح فريق الإنجيل أي شخص في أحد الشهور، فسيتم حله. من أين جاء ضد المسيح بهذا الكلام إذن؟ (لقد اختلقه). لقد اختلقه بنفسه لتغطية أكاذيبه، والتحكم في هؤلاء الناس، ومنع الأعلى أو الإخوة والأخوات من رؤية أكاذيبه، وتأمين منصبه حتى لا يُعفى؛ لهذا تجرأ على اختلاق مثل هذه الكلمات الشيطانية. يمكن للأشخاص الذين لديهم تمييز أن يكشفوه، لكن أولئك الذين يفتقرون إلى التمييز يضلَّلون ويفكرون قائلين: "في الواقع، هذا الواجب لا يأتي بسهولة. لا يمكننا أن نكون صادقين مع الأعلى. إذا قلت إن هناك خمسة أشخاص، إذن فهناك خمسة. وعلى الرغم من أننا لم نربح خمسة هذا الشهر، فإننا سنسعى إلى ربحهم الشهر القادم. في نهاية المطاف، إذا ربحناهم في الشهر القادم، فلن تكون هذه كذبة". إن ضد المسيح يمارس الخداع، ويمارسه معه أولئك الذين يفتقرون إلى التمييز؛ إنهم مجموعة من المخادعين. ما هدف ضد المسيح من تهديد الناس؟ إنه يهدف إلى جعلهم يطيعونه ويستمعون إليه. إنه يكذب ويرتكب الشر، ويسيطر على الكنيسة، ويضلل الناس، وينفذ العمل دون التزام بالمبادئ أو ترتيبات العمل، وأيًّا كان مدى تصرفه بتهور، فإنه لا يسمح للإخوة والأخوات بفضحه أو الإبلاغ عنه للأعلى. وما إن يكتشف أن شخصًا ما يخطط للإبلاغ عنه للأعلى، فحينها يلجأ إلى التهديدات. كيف يهدد ذلك الشخص؟ يقول: "نحن نعمل في الأسفل، والعمل صعب. إننا حتى نواجه خطر الاعتقال من قِبل التنين العظيم الأحمر. الأعلى يطلب دائمًا أن تلتزم ممارستنا بترتيبات العمل. إننا نتحمل الكثير من المعاناة ونواجه الكثير من المخاطر في التبشير بالإنجيل. وعندما تكون النتائج سيئة، لا تزال لديك الرغبة في الإبلاغ عنها إلى الأعلى؛ بعد أن تبلغه سوف يهذبك. أنا لست خائفًا من إعفائي كقائد بعد أن يهذبكم الأعلى، إنما أخشى أنكم لن يصبح لديكم واجب تقومون به بعدها. وإذا لم يعد لديكم واجب تؤدونه بعد ذلك، فلا تلوموني!" يبدو الأمر معقولًا للغاية! ويقول أيضًا: "من يريد الإبلاغ عن ذلك حقًا؟ إذا كنتم تريدون الإبلاغ عنه، فلن أمنعكم؛ الجميع يعرفون عن هذه الأشياء على أي حال. إذا لم تبلغوا عن ذلك إلى الأعلى، فحينها لن يلومنا. أما إذا أبلغتم عن الأمر، فعندها سوف نُهذَّب. يمكنكم الاختيار بأنفسكم؛ إذا كنتم تريدون الإبلاغ عن الأمر إلى الأعلى، فافعلوا ذلك. والآن، من يريد الإبلاغ عن الأمر، فليرفع يده". عندما يسمع الجميع نبرته هذه، يبدأون في التفكير سائلين: "هل مسموح لي حقًا بالإبلاغ عن هذا أم لا؟" وبعد التفكير في الأمر، يرفع بعض الناس أيديهم. يرى ضد المسيح هذا ويفكر قائلًا: "ألا تزال تريد الإبلاغ عن الأمر؟ ألست طالبًا للمتاعب؟ حسنًا، لن أنساك". وبعد ذلك، يبدأ التفكير في فرص لتعذيب هذا الشخص. يجد عذرًا قائلًا: "لم تحقق أي نتائج أثناء قيامك بواجباتك مؤخرًا. وأي شخص لم يحقق أي نتائج أثناء قيامه بواجباته لمدة ثلاثة أشهر سيُلغَى حقه في أداء الواجبات. وإذا لم يتحسن أداؤه، فسوف يُعزَل. وإذا لم يتُب، فسوف يُخرَج أو يُطرَد!" فهل يجرؤ ذلك الأحمق، ذلك الجبان، على الإبلاغ عن الأمر؟ عند سماع هذا يفكر قائلًا: "أنا لا أبلغ عن هذا من أجل مصلحتي الخاصة. فما الهدف من إبلاغي عنه؟ ماذا لو أبلغت عن ذلك ثم هاجمني القائد وانتقم مني، ورفضني إخوتي وأخواتي؟ حينها سأكون معزولًا داخل الكنيسة. إن الأهم بالنسبة لي أن أستمع إلى القائد؛ أنا لا أعرف حتى أين يوجد الإله، هل يمكن أن يهتم بحياتي وموتي؟" لذا، فإنه لا يعود يبلغ عن الأمر. ألم يرتعب من ضد المسيح؟ (بلى). يظن الشخص قائلًا: "الخطيئة ضد الإله ليست بالأمر الجلل. الله محب ورحيم ومتسامح وصبور؛ إنه لا يغضب أو يلعن الناس ويعاقبهم بسهولة. لكن إذا أسأت إلى القائد، فسأضطر إلى المعاناة. إن الإبلاغ عن المشكلات لن يفيدني بأي شيء؛ والجميع سيرفضني. لا يمكنني أن أفعل مثل هذا الشيء الأحمق". أليس هذا تخاذلًا؟ (بلى). كيف ينبغي التعامل مع مثل هذا الشخص المتخاذل؟ هل يستحق أن نشعر بالأسف عليه؟ إن مثل هذا الشخص المتخاذل يجب أن يُسلَّم إلى الشيطان، إلى ضد المسيح، حتى يعذبه ضد المسيح؛ إنه يستحق ذلك. إنه يفتقر إلى الإيمان، والعزيمة، والقوة لممارسة الحق والخضوع لله، لكن عندما يتعلق الأمر بالخضوع لضد المسيح، فإنه يكتسب قوة كبيرة، ويكون على استعداد لفعل كل ما يُطلب منه ويملؤه الحماس. وعندما يهدده ضد المسيح ويخيفه، فإنه لا يجرؤ على الإبلاغ عن المشكلات بعدها. أليس هذا جبانًا؟ ما المصطلح العامي الذي يعبر عن هذا؟ أن يكون المرء ضعيفًا ويستسلم عندما يواجهه ضد المسيح. ثمة عدد غير قليل من الناس في الكنيسة ممن أصبحوا ضعفاء بسبب تهديدات أضداد المسيح! هؤلاء الأشخاص لا يعرفون كيف يتعاملون مع عبارة "الله له السيادة على الجميع". عندما يهددهم ضد المسيح أو يرفضهم أو يعزلهم، يشعرون وكأنهم لا يملكون أي دعم، ولا يؤمنون بسيادة الله على كل شيء أو ببر الله، ولا يؤمنون بأن حياة الناس في يد الله. بضع كلمات مخيفة أو تهديدية من ضد المسيح كفيلة لإخافتهم وإذعانهم فلا يجرؤون على الإبلاغ عن الأمر بعدها.
عندما يبلغ ضد المسيح عن عمله إلى الأعلى، فإنه يكذب عليه ويخدعه بوقاحة. بعض من يعرفون الحق لا يستطيعون تحمل ذلك، ويريدون إبلاغ الأعلى بالموقف. يفرض ضد المسيح سيطرة صارمة على الناس ويراقبهم عن كثب. إنه يستطيع على الفور اكتشاف أي شخص قد يكون لديه ميل لإبلاغ الأعلى بمشكلة ما. فعندما لا يكون لديه شيء آخر يفعله، فإنه يركز على مراقبة الناس وكلامهم وتعبيرات وجوههم، بحثًا عن أولئك الذين لديهم آراء عنه، وأولئك الذين هم غير مخلصين له، وأولئك الذين لا يطيعونه، وأولئك الذين يشكلون تهديدًا لمنصبه، وأولئك الذين لا يبالون به، والذين لا يعاملونه بجدية، والذين لا يجلسونه في مقعد الشرف، والذين لا يَدَعونه يأكل أولًا أثناء الوجبات. وهذا يسبب المتاعب لهؤلاء الأشخاص. ماذا يفعل ضد المسيح لمثل هؤلاء الأشخاص؟ بعض أضداد المسيح الماكرين لا يكشفون عن وجوههم الحقيقية في الحال. إنهم ينتظرون فرصة للتعامل معك. وإذا لم يفلح ذلك، فإنهم يلجأون إلى التهديدات القاسية لجعلك تشعر بأنهم يملكون حياتك في قبضة أيديهم. ما إذا كان خلاصك ممكنًا بوصفك مؤمنًا، وما إذا كان بوسعك الوصول إلى النهاية، وما إذا كان بوسعك البقاء في الكنيسة – كل هذا بأيديهم، ولا يتطلب سوى كلمة واحدة منهم. إن القول الفصل يعود إليهم. إذا كنت لا تستمع إليهم، ولا تمتثل لسيطرتهم، ولا تأخذهم على محمل الجد، وتواصل محاولة الإبلاغ عن مشكلاتهم، فسوف تعاني. سيبدأون في التخطيط لكيفية تعذيبك. كيف ينظر ضد المسيح إلى سلوك الإخوة والأخوات الذين يبلغون عن مشكلاته إلى الأعلى؟ (ينظر إليه على أنه وشاية). بالضبط، إنه لا ينظر إليه باعتباره إبلاغًا عن موقف؛ وإنما ينظر إليه باعتباره وشاية. ماذا تعني الوشاية؟ إنها تعني إبلاغ الأعلى بجميع الأشياء المختلفة التي يفعلها والتي تتعارض مع الحق وجميع أعماله الشريرة، أو رواية أشياء عنه لا يعرفها الآخرون إلى الأعلى. إنه يعتبر هذا وشاية. وما إن يكتشف شخصًا ما يشي به، فإن هذا الشخص يجب تعذيبه. بعض الناس مشوشو الذهن والمتخاذلون يخافون من تهديدات ضد المسيح، ومن طرقه المستبدة والشريرة. فعندما يسأل ضد المسيح من لديه اتصال بالأعلى، فإنهم يوضحون بسرعة حتى قبل أن يصل إليهم، قائلين: "ليس أنا". فيسألهم ضد المسيح: "إذن كيف يعرف الأعلى عن ذاك الأمر؟" فيفكرون في هذا ويقولون: "أنا أيضًا لا أعرف". يعذبهم ضد المسيح إلى الحد الذي يجعلهم يعيشون في خوف مستمر، ويصبحون دائمًا متوترين، خائفين من أن ضد المسيح قد يطردهم من الكنيسة. إنهم قلقون وخائفون إلى الحد الذي يجعل من الصعب عليهم حتى أن يتجاوزوا يومهم. هل كانوا سيخافون إلى هذا الحد لو لم يهددهم ضد المسيح بهذه الطريقة؟ كلا، لم يكن ليحدث ذلك. فضلًا عن ذلك، هل لديهم إيمان حقيقي بالله؟ كلا، ليس لديهم إيمان حقيقي. إنهم متخاذلون ومشوشون. عندما يواجهون ضد المسيح، ينسحبون مرتعدين. ليس لديهم إيمان حقيقي بالله، لكنهم يستسلمون طوعًا لضد المسيح، ويكونون على استعداد لتنفيذ أوامره. إنهم بطبيعتهم خدام الشيطان.
ما بعض الممارسات الأخرى التي يستخدمها أضداد المسيح لتهديد الناس؟ بعض أضداد المسيح بارعون في التحدث ببعض التعاليم الصحيحة والجذابة لتكبيلك وتقييدك. يقولون: "ألا تحب الحق؟ إذا كنت تحب الحق، يجب أن تستمع إليَّ لأنني القائد. كل ما أقوله يتوافق مع الحق. يجب أن تطيع كل ما أقوله؛ عندما أقول اذهب شرقًا، فيجب ألا تذهب غربًا. عندما أقول شيئًا، يجب ألا تفكر مرتين؛ يجب ألا يكون لديك أي آراء أو تتدخل بشكل أعمى. ما أقوله هو الحق". إذا لم تستمع إليهم، فقد يكرهونك أو يدينونك. أي نوع من الإدانة؟ سيقولون: "إنك في الواقع لست شخصًا يحب الحق؛ إذا كنت تحب الحق حبًا حقيقيًا، إذن بصفتي القائد، فإن كلامي صحيح؛ لماذا لا تستمع إليه؟" يستخدم أضداد المسيح هذه النظريات والتعاليم التي تبدو صحيحة للتحكم فيك وتقييدك. وعلاوة على ذلك، فإن بعض أضداد المسيح يجعلون الناس يهتمون بأمورهم الشخصية، قائلين: "أنا قائد الآن، وليس لديَّ وقت لبعض الأمور الشخصية. إلى جانب ذلك، أنا قائد، وشؤوني هي شؤون بيت الإله. وشؤون بيت الإله هي أيضًا شؤوني. لا يمكننا التمييز بينهما بوضوح بعد الآن. لذا ينبغي عليكم تقاسم بعض العبء الخاص بشؤوني في المنزل، أشياء مثل رعاية الأطفال، أو الزراعة، أو بيع الخضروات، أو بناء منزل، وأشياء مثل عدم وجود أموال كافية في المنزل. اعتدت على أن تكون هذه الأشياء واجبي، لكن الآن بعد أن أصبحت قائدًا، أصبحت واجبكم؛ عليكم تقاسم العبء. بخلاف ذلك سوف أظل قلقًا حيال شؤون منزلي باستمرار، ويتشتت انتباهي بهذه الأمور، وحينها هل يمكنني أن أظل قائدًا فعالًا؟" كلما تحدثوا أكثر، أصبحوا أكثر وقاحة. يسمع بعض الناس هذا فيفكرون قائلين: "لم نكن نعرف كيف نراعي قلبك؛ لقد كنا عديمي الإحساس حقًا! لست بحاجة إلى أن تقول أي شيء؛ من الآن فصاعدًا، سنعتني بجميع أعمالك المنزلية". أي نوع من الأسماء التي تبدو لطيفة يطلقها أضداد المسيح هؤلاء على شؤونهم المنزلية وشؤون حياتهم اليومية؟ إنهم يسمونها "واجب الناس"، أي أن أضداد المسيح يأخذون الناس للعمل لدى أسرهم، يخدمون الصغار والكبار في منازلهم، ويتولون أمور حياتهم الشخصية، ويحولون هذه الأمور إلى أمور بيت الله. وبما أنها أصبحت الآن أمورًا تخص بيت الله، فإن كل شخص يجب أن يسهم بنصيبه العادل، وإذا أراد القائد منك أن تفعل شيئًا، فإنه يصبح واجبك إذن. ألا يبدو هذا صحيحًا؟ قد يعتقد الأشخاص الذين ليس لديهم تمييز أنه صحيح. يعتقدون أنه بما أن القائد مشغول للغاية بحيث لا يستطيع التعامل مع شؤونه الخاصة في المنزل، وبما أن مستوى قدراتهم متدنٍ ولا يستطيعون القيام بأي واجب، فإنهم لا يستطيعون سوى مساعدة القائد في الاضطلاع ببعض الأعمال المنزلية. لذا عندما لا يكونون مشغولين، فإنهم يعملون في منزل القائد، ويساعدون في مهام متنوعة. هل يمكن اعتبار هذا قيامًا بواجبهم؟ لا يمكن أن يُرى هذا إلا على أنه مساعدة للناس بحماس. وبالنسبة للأشخاص الذين يبذلون أنفسهم حقًا من أجل الله، والذين يتبعون مشيئة الله، عندما تواجه أسرهم صعوبات، فإن الكنيسة ترتب أشخاصًا لمساعدتهم والاعتناء بشؤونهم المنزلية. في مثل هذه الحالات، يمكن اعتبار هذا إلى حد ما أداءً للواجب. هل هذا مفهوم الآن؟ إن ضد المسيح، المنشغل بتضليل الناس والتحكم فيهم في الكنيسة، يرتب أعماله المنزلية للإخوة والأخوات، زاعمًا أن هذا أيضًا قيام بواجبهم. بعض الإخوة والأخوات – بسبب عدم فهمهم للحق – يُضلَّلون ويتولون هذه المهام عن طيب خاطر، ويشعرون بالسعادة للقيام بذلك. وفي النهاية، يشعرون حتى أنهم مدينون للقائد، فيفكرون قائلين: "إن القائد قد أدمى قلبه ولسانه من أجلنا. إننا غير جديرين بذلك. لقد قمنا بالكثير من العمل، لكن كيف لا نزال لم نفهم أي حق؟" إذا كنت منشغلًا بالعمل مع القائد طوال اليوم وتتجاهل حضور الاجتماعات أو الاستماع إلى المواعظ، فهل يمكنك استيعاب الحق؟ مستحيل تمامًا. هذا هو التملق حتى الموت! هذا هو الركض وراء ضد المسيح والضلال في طريق ملتوٍ. غالبًا ما يستخدم ضد المسيح عبارات تبدو صحيحة، ويغلفها ويعالجها في خطاب صحيح، ما يجعل الناس يعتقدون مخطئين أن هذه الكلمات هي الحق بالفعل، وهي شيء ينبغي عليهم اتباعه وممارسته، وأنهم يجب أن يقبلوا هذه الكلمات. بهذه الطريقة، لا يحتاج الناس إلى تمييز ما إذا كان ما يفعله القائد صحيحًا أم خاطئًا، أو ما إذا كان ما يتبعونه صحيحًا أم خاطئًا. أليس هذا هو الحال؟ هذا يسمى تضليلًا، وهو أيضًا يهدد الناس. يستخدم ضد المسيح هذه النظريات والتعبيرات التي تبدو صحيحة للتحكم في هؤلاء الناس. فإلى أي مدى يتحكم فيهم؟ هؤلاء الناس يبذلون أنفسهم طوعًا من أجل ضد المسيح، ويتفانون في العمل من أجله، ويديرون جميع شؤونه الشخصية. إنهم يفضلون تفويت الاجتماعات، وإهمال واجباتهم، وترك مهامهم الخاصة وراءهم، والتضحية بوقت العبادة الروحية، والاجتماع، وأكل وشرب كلام الله، فقط لتقديم الخدمة والتفاني في العمل من أجل ضد المسيح بدوام كامل. لماذا يستطيعون التفاني في العمل من أجل أضداد المسيح على هذا النحو؟ ثمة سبب وراء ذلك. فما هو السبب؟ السبب هو أن ضد المسيح يقول لهم عمدًا: "إذا لم تتمكن حتى من التعامل مع هذه الأمور بشكل صحيح، فما الواجب الذي يمكنك القيام به؟ إذا لم تتمكن من أداء واجبك، فهل تظل أحد أفراد بيت الإله؟ حسنًا، لن أقودك إذن. إذا لم أقُدك، فلن تكون ضمن عداد بيت الإله. وبما أنني قد اخْتِرْتُ قائدًا، فأنا المدخل إلى هذه الكنيسة. يجب على أي شخص يرغب في دخول الكنيسة أن يحصل على موافقتي. دون موافقتي، لا يمكن لأحد الدخول. حتى لو كانت الكنيسة تخرج شخصًا ما، فيجب أن تحصل على موافقتي قبل أن يتمكن من المغادرة. لذا فإن العمل الذي أسنده إليكم والمهام التي أسلمها إليكم تشكل واجبكم. إذا لم تقوموا بهذا الواجب، فإنه يرد في كلام الإله أنَّ أولئك الذين لا يقومون بواجب لن تكون لديهم فرصة في الخلاص، وأنهم لن يكونوا ضمن عِداد بيت الإله!" أليس هذا تهديدًا؟ (بلى، إنه كذلك). ما الطريقة المستخدمة لتهديد الناس؟ (كلمات صحيحة). إنه تهديد الناس باستخدام كلمات صحيحة، كلمات تتوافق ظاهريًا مع الحق؛ هذا خلط للأمور. إن ضد المسيح يستخدم أداء الواجبات كذريعة لتحقيق أهدافه الشخصية. لكن هل فعل الأشياء من أجله يعد حقًا أداء للواجب؟ إنه يحرِّف الأمر ليجعله يبدو واجبًا ينبغي على الناس القيام به، ثم يستخدم مبدأ أداء الواجب ومعاييره كي يطالب بأن يتفانى الإخوة والأخوات في العمل من أجله. بل إنه يهدد بأنهم إذا لم يكدوا في العمل ويتفانوا فيه من أجله، فلن تكون لديهم فرصة للخلاص، وسيُخرجون من الكنيسة ويُطردون من بيت الله. وعندما يسمع هؤلاء الأشخاص الحمقى الذين لا يميزون عن جسامة العواقب، فإنهم يتولون بسرعة جميع الأعمال المنزلية في منزل قائدهم وشؤونه اليومية، ويشعرون بالارتياح بمجرد الانتهاء منها. حتى أنهم يفكرون وهم راضون عن أنفسهم قائلين: "الآن قمت بواجبي على النحو اللائق. لم أتكاسل على الإطلاق، وكنت مراعيًا لإرادة القائد. لقد فعلت كل ما أمرني القائد بفعله، وتوليت القيام بجميع الأعمال المنزلية الخاصة به. هذا ما يعنيه أن تكون مراعيًا للإله! القائد راضٍ، وكذلك الإله. الآن لدي أمل في الخلاص!" هل يسمى هذا أملًا؟ ألم يصبحوا عبيدًا لضد المسيح؟ ألم يقدهم ضد المسيح إلى الضلال؟ ما الدور الذي يلعبه ضد المسيح هنا؟ ألا يتصرف مثل خاطف؟ لديه شخصية خبيثة، والخبث بالطبع أكثر خطورة من الخداع. ومن ثم فهو يعرف تمامًا ماذا يقول وما النظريات التي يستخدمها لتقييد الناس، وتحقيق أهدافه الخفية، والفوز بقلوب الناس، والتحكم في سلوكهم وأفكارهم. إنه يدرك كل هذا جيدًا. لذا فإن الأهداف التي يرغب ضد المسيح في تحقيقها من خلال كل ما يقوله ويفعله مدروسة بعناية ومُدبَّر لها مسبقًا منذ فترة طويلة. الأمر بالتأكيد ليس مسألة قول شيء أو فعل شيء دون وعي، ثم تحقيق نتيجة غير متوقعة؛ الأمر ليس كذلك على الإطلاق. لذا فإن أولئك الذين يؤدون الخدمة عن طيب خاطر ويعملون بجد وبتفاني من أجل ضد المسيح – بعيدًا عن أنهم قد ضُلِّلوا بكلام ضد المسيح – يتعرضون أيضًا للتهديد والإجبار من خلال نوع الخطاب الذي يقدمه ضد المسيح. ربما يفعلون هذه الأشياء من أجل ضد المسيح بمحض إرادتهم، لكن ألا توجد مشكلة في هذه "الإرادة"؟ ألا ينبغي أن نضعها بين علامتي اقتباس؟ (بلى). هذا بالتأكيد ليس أداءً حقيقيًا للواجب، بل هو بالأحرى نتيجة ناجمة عن تضليلهم بنظرية معينة، أو حجة أو خطاب صحيح ولطيف في ظاهره ويضلل الناس. ونظرًا لأنهم قلقون من عدم قدرتهم على القيام بواجبهم، ومن طردهم، ومن عدم خلاصهم، فإنهم يقبلون بمحض إرادتهم المهام التي يسندها إليهم ضد المسيح، ظانِّين أنهم يؤدون واجبهم من أجل الله. كم أصبحوا مشوشين!
إن تهديدات أضداد المسيح تسمح للناس برؤية وجوههم الحقيقية بوضوح. هل تشاركون في مثل هذه التهديدات؟ هل ثمة فارق بين التهديدات والتحذيرات أو النصيحة؟ (نعم، يوجد فارق). هل يمكنكم تمييز هذا أم لا؟ أين يكمن الفارق؟ ابحثوا عن هذا الفارق، وسوف تفهمون وتستطيعون التمييز. (المقاصد مختلفة). بالتأكيد تختلف المقاصد والدوافع. إذن أين تحديدًا يكمن الفارق؟ ما هو التهديد؟ التهديد ينطوي على كلمات قد تبدو جيدة وصحيحة، ولا يشعر الناس بالانزعاج الشديد عندما يسمعونها، لكن الغرض منها هو مكسب شخصي. على الجانب الآخر، ما الغرض من النصيحة والتحذيرات؟ الغرض هو مساعدة الناس، ومنعهم من ارتكاب أخطاء، أو الانحراف عن الطريق أو اتخاذ طريق ملتوٍ، أو أن يُضلَّلوا، ومساعدتهم على تقليل الخسائر أو تفاديها. الهدف ليس منفعة شخصية، وإنما مساعدة الآخرين فحسب. أليس هذا هو الفارق؟ (بلى). في هذا الصدد، تحتاجون إلى تعلم التمييز. إن عقد شركة عن مظهر أضداد المسيح الخاص بتهديد الناس ليس سببًا يُقصَد منه ألا تجرؤوا على تقديم التحذيرات عندما يكون ذلك ضروريًا في أثناء التحدث إلى الآخرين. عندما تكون هناك حاجة إلى تحذير، فينبغي عليكم إصداره. التحذيرات والنصيحة ليست مثل التهديدات. التحذيرات تهدف حقًا إلى مساعدة الناس حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم بشكل صحيح، بما يضمن عدم الإضرار بعمل بيت الله. إن هدفها مشروع. ومن ناحية أخرى، فإن التهديد له أجندة غير مشروعة وخفية؛ إنه ينطوي على طموح شخصي ورغبة أنانية. على سبيل المثال، عندما يجعل ضد المسيح الآخرين يقومون بأعماله المنزلية، فما هي رغبته الأنانية؟ إنه يريد ببساطة التمتع بفوائد المكانة، وجعل الآخرين يقومون بالعمل القذر والمرهق بينما هو لا يفعل شيئًا. ثم يتعين على شخص ما أن يقدم له ثلاث وجبات في اليوم. إنه يعتقد أنه الآن بعد أن تقلَّد منصبًا، يمكن أن تبدأ متعته. لكن من غير المبرر أن يطلب ضد المسيح من الناس بشكل مباشر العمل من أجله، لذا فإنه يختلق مجموعة من الأعذار، قائلًا: "الآن، بعد أن أصبحت قائدًا، أنا مشغول جدًا بواجباتي. إذا كان لديكم عبء وإنسانية، فيجب أن تتعلموا التعاون. ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ كل ما يمكنكم فعله هو بذل أنفسكم، أليس كذلك؟ لا يوجد من يقوم بالعمل في حديقة الخضروات الخاصة بي في المنزل، وأنتم لا تساعدون! إذا ساعدتم، فهذا يثبت أن لديكم قلبًا عطوفًا، وأنكم تقومون بواجبكم بالفعل عن طريق مساعدتي في العمل. أنا قائدكم؛ أليست شؤوني هي شؤونكم أيضًا؟ أليست شؤونكم هي أشياء يجب أن تفعلوها، وما يجب أن تفعلوه هو واجبكم، أليس كذلك؟" وعندما يضع مثل هذه المسؤولية الكبيرة على عاتقك، وتفكر أنت في أن ما يقوله القائد منطقي، فإنك تذهب وتقوم بالعمل نيابة عنه. أليس هذا وقوعًا في فخ الاحتيال؟ إن ضد المسيح لديه أهدافه الخاصة، وقبل أن يتمكن من تحقيق تلك الأهداف، يحتاج إلى إيجاد أعذار ونظريات مناسبة لإثبات ذريعة. ثم يذهب أولئك الذين يقبلون هذه النظريات للعمل من أجله، فيحقق ضد المسيح هدفه، ومن ثم يمكنه التمتع بفوائد المكانة. أليس هذا شخصًا يعيش عالة على الكنيسة؟ (بلى). هكذا هو الأمر بالفعل. إنه كسول وليس لديه رغبة في العمل، ويشتهي الراحة الجسدية وفوائد المكانة. إنه ينخرط في ألعاب سياسية، وعندما لا يجد كلمات مناسبة، فإنه يقتبس من كلام الله والتعاليم التي يفهمونها عبارات معقولة وأسهل في قبولها. إنه يستخدم هذه الكلمات لتضليل أولئك الذين لا يستوعبون الحق والذين هم حمقى وتقييدهم. وبفعل ذلك، يحقق أهدافه الخفية، ما يجعل الناس يقبلون تلاعبه بمحض إرادتهم. حتى أن بعض الناس يعتقدون أنه إذا لم يصغوا إلى كلام القائد أو فشلوا في أداء المهام التي كلفهم بها قائدهم بصورة جيدة، فإنهم إذن لم يؤدوا واجبهم على النحو اللائق. يشعرون وكأنهم مدينون لله حتى أنهم يذرفون الدموع. أليس هذا مستوى عميقًا من تشوش الذهن؟ إنهم مشوَّشو الذهن لدرجة أن الأمر مثير للاشمئزاز.
غالبًا ما يتحدث أضداد المسيح باستخدام التهديدات لتحقيق أهدافهم، لكن تهديداتهم تأتي أحيانًا في شكل كلمات صحيحة وبطريقة لطيفة، مثل ثعبان يلتف ببطء حولك؛ وما إن يلفّك حتى يكون مستعدًا لانتزاع حياتك. وفي أوقات أخرى، لا تكون تهديداتهم لطيفة، وإنما قاسية وشرسة، مثل ذئب يرى حملًا فيكشف عن وجهه الشرِس. إن مقصدهم هو أن يقولوا للناس: "إذا لم تستمع إليَّ، فسوف تنال ما تستحقه، وإذا حدثت عواقب، فسوف تتحمل المسؤولية بنفسك!" ما أوراق المساومة المعهودة التي يستخدمها أضداد المسيح في تهديداتهم؟ إنهم يستهدفون غاية الناس وواجبهم وحتى مناصبهم داخل الكنيسة ومغادرتهم منها أو بقائهم فيها. يستخدم أضداد المسيح هذه الأساليب، وغيرها بالطبع، لتهديد الأشخاص. لكن استراتيجياتهم تندرج عمومًا ضمن هاتين الفئتين: في بعض الأحيان، سوف يقنعك بالملاطفة والكلمات السارَّة، وفي أحيان أخرى، سيهاجمك بقوة وحقد. ما الغرض من تهديدات أضداد المسيح؟ أولًا وقبل كل شيء، يريدون من الناس أن يستمعوا إليهم. إنهم يهدفون إلى جني الفوائد من الآخرين، والتمتع بفوائد المكانة، والتنعُّم بالامتيازات والمسرات المتنوعة التي تأتي معها. ثانيًا، لا يريدون أن يكشف أي شخص عن حقيقة الأمور أو أن يتحدى منصبهم. ولن يتسامحوا مع الأشخاص الذين يفعلون أي شيء يهدد منصبهم. على سبيل المثال، إذا أراد بعض الناس الإبلاغ عن موقفهم إلى المستويات العليا، أو إذا كان بعض الناس يميِّزونهم ويريدون توحيد الإخوة والأخوات لرفضهم وإبعادهم عن مناصبهم، فسوف يلجأ أضداد المسيح إلى أساليب التهديد. أحد جوانب الغاية من التهديد هو التمتع بالفوائد العديدة التي تأتي مع منصبهم، والجانب الآخر هو تأمين هذا المنصب. هذان على وجه التحديد هما الهدفان اللذان يسعى أضداد المسيح إليهما من تهديد الناس؛ كلاهما يدور حول المنصب. من أين تأتي كل هذه الفوائد المتنوعة؟ إنها تأتي أيضًا من منصبهم. يقول بعض أضداد المسيح: "إذا لم تمتثلوا في هذا الأمر، فسوف تتحملون العواقب!" وإذا كان شخص ما يميزهم ولن يستمع إليهم، فهل سيفكرون في طريقة للتعامل مع الأمر؟ إنهم لن يسلِّموا ببساطة لما قد يأتي. وما دام لديهم بصيص أمل للحفاظ على منصبهم، فإنهم سيقاتلون بكل ما أوتوا من قوة من أجله. إن تلهُّفهم على المنصب يفوق تلهُّف معظم الناس. الأمر يشبه ذئبًا يرى حملًا؛ يبدأ فمه في إفراز اللعاب حتى قبل أن يبدأ في الأكل. تكتسب عيناه بريقًا شرسًا ويفكر في أكله؛ هذا هو نوع الاشتهاء الذي لديه. أليست هذه طبيعته؟ (بلى). إن توْق أضداد المسيح للمنصب يشبه اشتهاء الذئب للحمل، إنه احتياج تنطوي عليه طبيعتهم الحقودة. لذلك لا يمكنهم الاستغناء عن تهديداتهم للآخرين.
رابعًا: تشريح كيفية تحكم أضداد المسيح بالناس
التحكم في الناس هو أحد الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح. فكيف يتحكمون في الناس؟ أضداد المسيح لديهم أكثر من مجموعة من الأساليب للتحكم في الناس؛ لديهم مجموعات عديدة. هل سبق لكم أن اختبرتم هذا؟ بعض الأفراد ربما لم يخدموا أبدًا بوصفهم قادة، لكنهم يضمرون رغبة في التحكم في الآخرين؛ هذا هو سمت ضد المسيح. أيًّا كان عمره أو مكانه أو ظروفه، فهو يريد ممارسة التحكم في الناس. وحتى في أمور الأكل، أو العمل، أو في مختلف مجالات الخبرة أو الأمور المهنية، فهو يريد أن يستمع إليه الناس، ولا يتسامح مع أي شخص لا يستمع إليه. إنه لا يستطيع حتى التحكم في رغبته في أن يملك زمام السلطة داخل الكنيسة. إنه يرى الأمر على أنه تحقيق لمسؤوليته والتزامه، معتقدًا أنه بذلك يقوم بالعمل المنوط به كما ينبغي، غير مدرك أن ما يفعله هو طموحه ورغبته، إنها شخصيته الفاسدة. كيف يتحكم ضد المسيح في الناس إذن؟ على سبيل المثال، عندما يُنتخب قائدًا، يبدأ في التفكير منذ اليوم الأول قائلًا: "هؤلاء الناس لديهم روتين يومي وعادات غذائية غير منتظمة؛ هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. إن تولي القيادة أمر ينطوي على مسؤوليات كبيرة؛ إنه عبء ثقيل!" يقضي ضد المسيح اليوم كله في غرفته المغلقة، يكتب صفحتين أو ثلاث صفحات من المواد. علامَ تنطوي هذه المواد؟ أولًا، أمور تتعلق بتناول الطعام. يجب تناول الوجبات في أوقات محددة، وفي أماكن محددة، وبكميات محددة من الطعام. الإفطار في الساعة السادسة والنصف صباحًا، والغداء في الثانية عشرة والنصف ظهرًا، والعشاء في الساعة السادسة والنصف مساءً؛ يتم تناول الوجبات في هذه الأوقات الثلاثة، وليس قبلها بدقيقة أو بعدها بدقيقة. أيًّا كانت الظروف، يجب أن تكون دقيقًا، حتى لو هطلت الأمطار أو هبت عاصفة، وإذا خالفت هذه القواعد، فلن تحصل على وجبة. ثم هناك مسألة الروتين اليومي، وهو أمر مهم للغاية. يجب أن تنهض من فراشك في الساعة السادسة صباحًا كل صباح، أيًّا كان مدى تأخرك في النوم في الليلة السابقة. يجب أن تأخذ قسطًا من الراحة بعد الغداء في الساعة الواحدة ظهرًا، وأن تخلد إلى النوم فورًا في الساعة العاشرة مساءً كل ليلة. وعندما ينتهي من وضع قواعد تناول الطعام والروتين اليومي، تظل هناك قواعد محددة أخرى كثيرة. على سبيل المثال، يجب أن تأكل في أماكن مخصصة وألا تُصدر أي ضوضاء أثناء الأكل. وينبغي على جميع الأشخاص ارتداء ملابس محددة، وما إلى ذلك. هذه القواعد مفصلة بشكل لا يصدق أكثر حتى من المراسيم الإدارية في بيت الله. هذه التفاصيل اليومية التافهة لا علاقة لها بالحق. فما دامت الحياة اليومية للشخص وعاداته في تناول الطعام منظمة ومناسبة ولا تضر بصحته، فإن اتباع هذا المبدأ سيكون كافيًا. لا توجد حاجة لمثل هذه اللوائح التفصيلية. لماذا إذن يضع ضد المسيح مثل هذه القواعد التفصيلية؟ إنه يقول: "ليس مفيدًا أن يُترك الناس دون إدارة. هذه الأمور لم تُذكر قط في كلام الإله، وبدون هذه التفاصيل المحددة، ستكون حياتنا غير منضبطة، وتفتقر إلى التنظيم، وستصبح خالية من أي شبه للإنسان. الآن وقد صرت أنا القائد، يمكن علاجكم جميعًا. لستم خرافًا ضالة بعد الآن؛ هناك من يرعاكم". لقد نُظِمت بدقة الأمور المهمة وغير المهمة في الحياة اليومية، مثل الملابس، والطعام، والمأوى، والمواصلات. ثم يفصح لك عن "سر" قائلًا: "إن كلام الله لم يذكر قط هذه التفاصيل المحددة للحياة اليومية. وليس معنى أن الإله لم يتحدث عنها أننا لا ينبغي أن نعرفها. ينبغي علينا نحن البشر أن نضطلع بعمل كل هذه الأمور التفصيلية التي لم يتحدث عنها الإله قط". ومن ثم، يضع مجموعة من القواعد واللوائح خارج كلام الله، والتي تبدو مفصلة ومحددة بوضوح بشروط صريحة، ليبدل الحق ويقود الآخرين. وما إن تصدر هذه اللوائح المحددة والمعرَّفة بوضوح، فإنه يتوقع من الناس الالتزام بما أسماه قواعد. وإذا فشل أي شخص في الامتثال لهذه القواعد أو لم يطعها، أو تجاهلها، أو خالفها، فإن ضد المسيح يهذبه. وبعد تهذيبه، يحرص على أن يسلِّم الشخص بهذه القواعد ويقبلها من الله. إنه يستخدم هذه الأشياء ليبدل الحق ويقود الناس، فما نوع الطريق الذي سيسلكه أولئك الأشخاص؟ لن يلتزموا إلا باللوائح والطقوس، متَّبعين الأمور الشكلية فقط. وفي ظل مثل هذه القيادة، قد يظن الناس مخطئين من خلال مفاهيمهم الخاصة قائلين: "إذا استطعت أن أحافظ على القواعد والرسميات الخارجية، وإذا استطعت أن ألتزم بالجدول الزمني للاستيقاظ والنوم وتناول الطعام، ألا يعني ذلك أنني أمارس الحق؟ ألن أُخلَّص إذن؟" هل الخلاص بهذه البساطة حقًا؟ هل يمكن نيل الحق بهذه السهولة؟ هل الحق يتعلق فقط بالسلوك البشري؟ كلا، الأمر ليس كذلك. كيف يتعامل ضد المسيح مع التغيرات في شخصيات الناس، وفهمهم للحق، وممارستهم له؟ إنه يعامل هذه الأمور وكأنها تعادل اتباع النظام العام أو الالتزام بقوانين الدولة. بل إنه يجعل الناس يعتقدون خطأً أن هذه القواعد واللوائح أعلى وأنها محددة وعملية بدرجة أكبر من كلام الله. إنه في الواقع يستخدم هذه الأشياء لتضليل الناس والتحكم فيهم، والسيطرة بإحكام على سلوكهم. إنه لا يُعالج المشكلات بالحق، ولا يشجع الناس على العيش والتصرف وأداء واجباتهم وفقًا لمبادئ الحق. وبدلًا من ذلك، يصوغ بشكل مصطنع مجموعة من القواعد واللوائح والأنظمة للناس كي يتبعوها. فما غرضه؟ إنه يريد أن يذعن له الناس، وأن يعتقدوا أنه بارع، وأن يطيعوا قيادته من خلال ممارسة هذه القواعد واللوائح واتباعها. وبهذه الطريقة، يحقق غاياته. إنه يهدف إلى تحقيق غايته المتمثلة في التحكم في كل شيء يتعلق بالجميع من خلال كبح جماح سلوك الناس ووضع معايير موحَّدة له. فيما يتعلق بدوافعه للتصرف، ربما لا يكون لديه رغبة واضحة في المكانة، لكن النتيجة النهائية هي أنه يتحكم في الناس، وأن يعيش الناس ويتصرفون تمامًا بما يتفق مع القواعد واللوائح التي وضعها. في مثل هذا الموقف، هل يظل الحق يحتل مكانة في قلوب الناس؟ كلا. إن أضداد المسيح ليس لديهم فهم روحي، وهم لا يفهمون الحق. إذا عشت حياتك الكنسية معهم، فسوف يطلبون منك أن تفعل هذا اليوم، وأن تفعل ذلك غدًا، غير قادرين في الأساس على عقد شركة عن مبادئ الحق. وبدلًا من ذلك، سيعطونك فقط مجموعة من القواعد لتتبعها. قد تكون مرهقًا للغاية من اتباعها، لكن رفض اتباعها ليس خيارًا؛ فهم لن يسمحوا لك بالتصرف بحرية. إنها إحدى الطرق التي يتبعها أضداد المسيح للتحكم في الناس.
ما الذي يتحكم فيه ضد المسيح بصفة أساسية في الناس؟ (أفكارهم). هذا صحيح؛ إنه يتحكم بصفة أساسية في أفكار الناس. الأمر لا يتعلق فقط بالتحكم فيما يقوله الناس ويفعلونه. إنه يستخدم نظريات فارغة ومغالطات بارعة، تحت ذريعة عقد شركة عن الحق لكي يضلِّلك، هادفًا إلى التحكم في أفكارك، وجعلك تطيعه وتتبع قيادته. هذا ما يعنيه تضليل الناس والتحكم فيهم. إذا لم تتبع تعليماته، فقد تشعر وكأنك تسير ضد الحق، وقد تشعر حتى أنك مدين له، أو أنك لا تستطيع مواجهته. هذه علامة على أنك بالفعل تحت سيطرته. لكن إذا كنت لا تمارس الحق أو لا تخضع لله، فهل تشعر في قلبك بأنك مدين لله؟ إذا لم تشعر بذلك، فإنك إذن تفتقر إلى الضمير والإنسانية. إذا كنت تستطيع أن تطيع ضد المسيح بدلًا من ممارسة الحق، دون أي شعور بعدم الارتياح في قلبك أو تأنيب الضمير، فهذا يعني أنك تحت سيطرته. الظاهرة الأكثر شيوعًا لسيطرة ضد المسيح هي أنه في نطاق سلطته، يكون له وحده القول الفصل. وإذا لم يكن حاضرًا، فلا يجرؤ أحد على اتخاذ قرارات أو تسوية أمر ما. بدونه يصبح الآخرون مثل الأطفال الضالين، يجهلون كيفية الصلاة، أو الطلب، أو التشاور مع بعضهم بعضًا، ويتصرفون مثل الدمى أو الموتى. فيما يتعلق بما يقوله أضداد المسيح كثيرًا لتضليل الناس والتحكم فيهم، فإننا لن ندخل في التفاصيل هنا. بالتأكيد هناك العديد من العبارات والأساليب التي يستخدمونها، ويمكن رؤية العواقب الناتجة عن ذلك واضحة على أولئك المضلَّلين. دعني أضرب مثالًا. هناك عدد قليل من الأفراد ذوي مستوى قدرات متوسط، ليسوا سيئين للغاية، يؤدون واجبهم بإخلاص، ونادرًا ما يكونون سلبيين. لكنهم بعد العمل مع أحد أضداد المسيح للقيام بواجبهم لفترة من الوقت، يصبحون معتمدين عليه. إنهم يفضلون اتباع قيادة ضد المسيح في كل شيء، ويصبح ضد المسيح هو دعمهم الأساسي. وما إن ينفصلوا عن ضد المسيح هذا حتى يصبحون غير فعالين في كل ما يعملونه. وبدون حضور ضد المسيح، يتوقفون عن إحراز تقدم في أداء واجبهم، وحتى عندما يواجهون مشكلة ما، فلا يستطيعون الوصول إلى نتائج من خلال عقد شركة. لا يمكنهم سوى انتظار عودة ضد المسيح ليحل لهم المشكلة. في الواقع، كان هؤلاء الأشخاص في الأصل قادرين على التعامل مع مثل هذه الأمور بسبب مستوى قدراتهم، وذكائهم، وخبرتهم، وخلفيتهم قبل سيطرة ضد المسيح، لكن بعد أن أصبح يتحكم فيهم، لم يعد أحد يجرؤ الآن على اتخاذ قرارات أو تقديم حلول واضحة للتعامل مع الأمور دون وجود ضد المسيح. يبدو أن أفكارهم قد سُجنت، فيما يشبه خصائص الأشخاص الذين يعانون من حالة اضطراب الوعي المسماة بالحالة الإنباتية. ما الأشياء التي فعلها ضد المسيح الذي يتحكم في هؤلاء الناس لجعلهم يُظهرون مثل هذه السلوكيات؟ بالتأكيد لا بد أن كانت هناك بعض الأقوال أو العبارات الواضحة التي تجعلهم يطيعونه في قلوبهم وعقولهم. ولا بد أيضًا أن كانت هناك بعض العبارات، أو وجهات النظر، أو الأفعال التي وافق عليها هؤلاء الأشخاص. لكن أضداد المسيح يفتقرون تمامًا إلى واقع الحق. إن أقوالهم ووجهات نظرهم – حتى لو كانت صحيحة – تهدف إلى تضليل الناس، ولا تمثل أي قدر من واقع الحق فيهم. بعض الناس يُعجبون بأضداد المسيح لأنهم يمتلكون بالفعل بعض المواهب والقدرات. لكن هذه الصفات لا تعني أنهم يمتلكون واقع الحق. إن أولئك الذين يعبدون أضداد المسيح يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى الحق ولا يستطيعون تمييز الناس، ولهذا السبب يمكنهم عبادة أضداد المسيح وحتى بعض الشخصيات الروحية الشهيرة والعظيمة. قد يضلل أضداد المسيح بعض الناس، لكن هذا مؤقت فقط، وما إن يدركوا أن أضداد المسيح لا يمكنهم سوى التحدث عن النظريات الروحية، ولا يمكنهم ممارسة الحق، وأنهم لم يفعلوا أي شيء لحماية عمل الكنيسة، وأنهم فريسيون منافقون حقًا، فسوف يرفضونهم ويكرهونهم. هناك العديد من الأمثلة على استخدام أضداد المسيح لمواهبهم وبلاغتهم لتضليل أولئك الذين لا يفهمون الحق. على سبيل المثال، إذا اقترحت اقتراحًا معقولًا، ينبغي على الجميع الالتفاف حول هذا الاقتراح الصحيح والاستمرار في عقد شركة عنه، وهذا هو الطريق الصحيح ويُظهر الإخلاص والمسؤولية تجاه واجبهم، لكن ضد المسيح يفكر في قلبه قائلًا: "كيف لم أفكر في هذا الاقتراح أولًا؟" إنه يعترف في أعماقه أن الاقتراح صحيح، لكن هل يمكنه قبوله؟ لن يقبل اقتراحك الصحيح على الإطلاق بسبب طبيعته. وسيفعل كل ما في وسعه لرفض اقتراحك، ثم يأتي بخطة بديلة ليجعلك تشعر بأن اقتراحك غير قابل للتطبيق على الإطلاق، وأن خطته أفضل. إنه يريدك أن تشعر بأنك لا تستطيع الاستغناء عنه، وبأن الجميع لن يكونوا فعالين إلا من خلال عمله. فبدونه لا يمكن إنجاز أي عمل بشكل صحيح، ويصبح الجميع بلا قيمة ولا يمكنهم إنجاز أي شيء. إن استراتيجية ضد المسيح هي أن يظهر دائمًا بمظهر جديد وفريد وأن يدلي بادعاءات مبالغ فيها. أيًّا كان مدى صحة ما يقوله شخص آخر، فسوف يرفضه. وحتى إذا كانت اقتراحات الآخرين تتفق مع أفكاره الخاصة، فإنه لن يعترف بها أو يتبناها ما لم يكن هو من اقترحها أولًا. وبدلًا من ذلك، سيفعل كل ما في وسعه للتقليل من شأنها، ثم يبطلها ويدينها وينتقدها باستمرار حتى يشعر الشخص الذي يقدم الاقتراحات بأن أفكاره كانت خاطئة ويعترف بخطئه. عندها فقط سيكف ضد المسيح يده أخيرًا. إن أضداد المسيح يستمتعون بترسيخ مكانتهم بينما يقللون من شأن الآخرين، هادفين إلى جعل الآخرين يعبدونهم ويجعلونهم هم المركز. إنهم لا يسمحون بالتألق إلا لأنفسهم، بينما لا يستطيع الآخرون سوى الوقوف في الخلفية. كل ما يقولونه أو يفعلونه صواب، وكل ما يقوله الآخرون أو يفعلونه خطأ. كثيرًا ما يطرحون وجهات نظر جديدة لدحض وجهات نظر الآخرين وأفعالهم، ويعملون على إيجاد خلل في اقتراحات الآخرين وتعطيل ورفض مقترحاتهم. بهذه الطريقة، يجب على الآخرين الاستماع إليهم والتصرف وفقًا لخططهم. إنهم يستخدمون هذه الأساليب والاستراتيجيات لإنكارك باستمرار، ومهاجمتك، وجعلك تشعر بأنك غير كفء، ومن ثم جعلك أكثر خضوعًا لهم وإعجابًا بهم، وأكثر تقديرًا لهم على نحو متزايد. وبهذه الطريقة، تصبح تحت سيطرتهم تمامًا. هذه هي العملية التي يُخضع أضداد المسيح الناس ويتحكمون فيهم من خلالها.
يستخدم ضد المسيح أساليب مختلفة لتضليل الناس والتحكم فيهم؛ ليست غمزة عين أو بضع كلمات هي التي تجعل الناس يتبعونه؛ الأمر ليس بهذه البساطة على الإطلاق. فسواء كان الأمر يتعلق بالتحكم في الناس أو التحكم في جانب واحد من السلطة، مثل القرارات المتعلقة بالموظفين، أو الأمور المالية، أو القرار النهائي، فإن ضد المسيح سيستخدم تكتيكات مختلفة، وبالتأكيد لن يفعل ذلك في بعض الأحيان فحسب، وإنما سيبذل جهدًا مستمرًا للتفاخر بنفسه وتقديم الشهادة لنفسه حتى يعجب به الناس وينتخبوه، وعندها تصبح السلطة ملكه. لقد استغرق الأمر منه فترة من الوقت لتحقيق هذه الغاية. وهناك طريقة أخرى يستخدمها ضد المسيح لتضليل الناس والتحكم فيهم وهي التباهي بنفسه باستمرار وجعل الجميع يتعرفون عليه، وجعل المزيد من الناس يعرفون عن إسهاماته في بيت الله. على سبيل المثال، قد يقول: "لقد توصلت سابقًا إلى بعض الأساليب للتبشير بالإنجيل، وقد أدى ذلك إلى تحسين فعالية التبشير بالإنجيل. في الوقت الحاضر، تتبنى بعض الكنائس الأخرى أيضًا هذه الأساليب". في الواقع، لخصت الكنائس المختلفة قدرًا كبيرًا من الخبرة في التبشير بالإنجيل، لكن ضد المسيح يتفاخر باستمرار بإنجازاته وقراراته الصحيحة، ويخبر الناس عنها، ويؤكد عليها، ويكررها أينما ذهب حتى يعرفها الجميع. فما غايته؟ غايته هي بناء صورته وجاهه، وحشد الدعم ونيل الثناء والإعجاب من المزيد من الناس، وجعل الناس يلجأون إليه في كل شيء. ألا يحقق هذا غاية ضد المسيح في تضليل الناس والتحكم فيهم؟ يتصرف معظم أضداد المسيح بهذه الطريقة، حيث يلعبون أدوار تضليل الناس وإيقاعهم في الشراك والتحكم فيهم. وأيًّا كانت الكنيسة أو مجموعة الناس أو بيئة العمل، فكلما ظهر ضد المسيح، يبدأ معظم الناس دون وعي في عبادته وتبجيله. وكلما واجهوا صعوبات حيث يشعرون بالارتباك والحاجة إلى شخص يقدم لهم التوجيه، خاصة في المواقف الحرجة عندما يتعين اتخاذ قرار، فإنهم يفكرون في ضد المسيح الموهوب. إنهم يفكرون في قلوبهم قائلين: "لو أنه كان هنا فحسب، لكان الأمر على ما يرام. هو وحده يستطيع تقديم النصائح والاقتراحات لمساعدتنا على التغلب على هذه الصعوبة؛ إن لديه أكثر الأفكار والحلول، وتجاربه هي الأثرى، وعقله هو الأذكى". أليست حقيقة أن هؤلاء الناس يستطيعون عبادة ضد المسيح إلى هذه الدرجة أمرًا مرتبطًا بشكل مباشر بطريقته المعتادة في التباهي، والتمثيل، واستعراض نفسه؟ إذا أظهر رصانة في أقواله وأفعاله، وإذا كان من الأشخاص الذين يركزون في عملهم بهدوء ويعملون بجد، وإذا تحدث باعتدال وثابر في عمله، ولم يروِّج لنفسه أو يتباهى أبدًا، فضلًا عن التفاخر بذاته، فلن يتمكن من تضليل الناس وجعلهم يقدِّرونه ويعجبون به. إذن، لماذا من النادر أن يُنتخب بعض الأشخاص الصادقين نسبيًا والذين يمكنهم ممارسة الحق والعمل بجد، قادةً وعاملين؟ ذلك لأن معظم الناس يفتقرون إلى واقع الحق وليسوا ماهرين في التمييز. يميل الناس إلى تفضيل أولئك الذين يمتلكون المواهب والبلاغة ولديهم ولع بالتباهي. إنهم يحسدون بشكل خاص هؤلاء الأشخاص ويستحسنونهم، ويحبون التفاعل معهم. لذلك يصبح أضداد المسيح بطبيعة الحال موضع العبادة والإعجاب لدى أغلب الناس. وبغض النظر عن ذلك، فإن أضداد المسيح لديهم مجموعة من الأساليب للتحكم في الناس، وهم لا يترددون في استثمار الوقت والطاقة في إدارة مكانتهم وصورتهم في قلوب الناس، وكل ذلك بغاية نهائية هي اكتساب التحكم فيهم. فماذا يفعل ضد المسيح قبل تحقيق هذه الغاية؟ وما موقفه من المكانة؟ إنه ليس ولعًا أو حسدًا عاديًا؛ بل هي خطة طويلة الأجل، ونية متعمدة لكسب المكانة. إنه يعلق أهمية خاصة على السلطة والمكانة ويرى المكانة شرطًا أساسيًا لتحقيق غايته المتمثلة في تضليل الناس والتحكم فيهم. وما إن يحصل على المكانة حتى يصبح التمتع بجميع فوائدها أمرًا مفروغًا منه. لذا فإن قدرة ضد المسيح على تضليل الناس والتحكم فيهم هي نتيجة لإدارة دؤوبة. ليس الأمر على الإطلاق أنه يسلك الطريق بالصدفة؛ فكل ما يفعله مقصود ومدروس ومحسوب بعناية. بالنسبة لأضداد المسيح، فإن كسب السلطة وتحقيق غايتهم المتعلقة بالتحكم في الناس هما الجائزة؛ إنها النتيجة التي يرغبون فيها أكثر من أي شيء آخر. إن سعيهم إلى السلطة والمكانة هو سعي مدفوع بحافز، وهو هادف، ومقصود، ومُدار بكدٍّ؛ أي أنهم عندما يتحدثون أو يتصرفون، يكون لديهم شعور قوي بالغرض والمقصد، وتكون غايتهم محددة للغاية. على سبيل المثال، يتباهون بأنهم كانوا على مستوى معين حين كانوا قادة أو عاملين، أو ربحوا عددًا معينًا من الناس من خلال التبشير بالإنجيل، أو طوروا مختلف الأساليب النموذجية للتبشير بالإنجيل؛ إنهم يتباهون بخبراتهم ومؤهلاتهم. فيم يفكرون أثناء تباهيهم؟ وما الدافع وراء ذلك؟ ألا يفكرون مليًا في الكلمات التي ينبغي عليهم استخدامها وكيف ينبغي عليهم أن يمزجوا بين الحق والباطل؟ إن كلامهم ليس عشوائيًا؛ فكل ما يقولونه له غرض، والأمر بالطبع ليس قاصرًا على مدح الذات فحسب. قد يعطي كلامهم انطباعًا بأنه مدروس وموجَّه للغاية، مما يدل على حسٍّ شديد باللباقة. على سبيل المثال، إذا واجهوا أشخاصًا يفهمون الحق، فإن قلوبهم تكون يقظة، ولن يقولوا أو يفعلوا الأشياء بطريقة عشوائية بدون ترتيب مسبق في حضورهم، خوفًا من أن يميِّزوهم. سوف يكونون أكثر انضباطًا. لكن إذا كانوا يتعاملون مع مؤمنين جدد أو مؤمنين عاديين، فسوف يفكرون بعناية فيما يقولونه لهؤلاء الأشخاص. وإذا كانوا يتعاملون مع قادة وعاملين، فسوف يمعنون النظر فيما يقولونه لهذه المجموعة. وإذا كانوا يتعاملون مع أولئك الذين يفهمون المعرفة المهنية، فسوف يفكرون مليًّا فيما يقولونه لهؤلاء الأشخاص. إنهم بارعون للغاية في الأمور الخارجية، ويعرفون من يخاطبون وما الكلام الذي يقولونه لهم، وكيف يوصِّلون رسالتهم بفعالية؛ كل هذه الأمور واضحة لهم للغاية. وبعبارة أخرى، يضمر أضداد المسيح دائمًا نوايا معينة عندما يتصرفون. إن كلامهم، وأفعالهم، وسلوكهم، وحتى الصياغة المحددة التي يختارونها أثناء التحدث كلها أمور مقصودة؛ إنهم لا يتصرفون بدافع إظهار لحظي للفساد، أو القامة الصغيرة، أو الحماقة، أو الجهل، أو التحدث بكلام لا معنى له أينما ذهبوا؛ هذه ليست الطريقة على الإطلاق. وبفحص أساليبهم وطريقة عملهم للأشياء واختيارهم للكلمات، فإن أضداد المسيح يبدون مخادعين وخبثاء تمامًا. من أجل مكانتهم الخاصة وتحقيق غايتهم في التحكم في الناس، يغتنمون كل فرصة للتفاخر، للاستفادة من كل شيء صغير، ولا يفوتون فرصة واحدة. أخبروني، هل من الممكن أن يُظهِر مثل هؤلاء الناس هذه السمات أمامي؟ (نعم). لماذا تقول إنهم سيفعلون ذلك؟ (لأن جوهر طبيعتهم هو التباهي). هل التباهي هو الغاية النهائية لضد المسيح؟ ما غايته من التباهي؟ إنه يريد الفوز بالمكانة، وهذا ما يقصده: "ألا تعرف من أنا؟ انظر إلى الأشياء التي فعلتها، أنا من فعل هذه الأشياء الطيبة؛ لقد قدمت عددًا غير قليل من الإسهامات لبيت الإله. والآن بعد أن عرفت، ألا ينبغي عليك أن تعطيني عملًا أكثر أهمية؟ ألا ينبغي عليك أن تنظر لي بعين التقدير؟ ألا ينبغي عليك أن تعتمد عليَّ في كل ما تفعله؟" أليس هذا متعمدًا؟ يريد أضداد المسيح التحكم في جميع الأشخاص، بغض النظر عمَّن يكونون. ما المصطلح الآخر المُعبِّر عن كلمة تحكم؟ التلاعب، اللعب؛ إنهم يريدون فقط أن يَحكموك. على سبيل المثال، عندما يمدح الإخوة والأخوات شيئًا ما على أنه رائع، يقول ضد المسيح على الفور إنه هو من فعله، ما يجعل الجميع يشكرونه. هل يتصرف شخص عاقل حقًا بهذه الطريقة؟ كلا بالتأكيد. عندما يفعل أضداد المسيح القليل من العمل الصالح، فإنهم يريدون أن يعرف الجميع عنه، وأن يحترموهم ويمدحوهم؛ هذا الأمر يرضيهم. أيًّا كان ما يفعلونه، فإنهم يرغبون في الحصول على مجاملات الناس وعبادتهم، وهم على استعداد لتحمل أي شيء من أجل الحصول على ذلك. من أجل المكانة والسلطة، لن يُفوِّت أضداد المسيح أي فرصة للتفاخر، حتى لو بدا استعراضهم غبيًا، أو كانت أساليبهم فظة وتستحق ازدراء الآخرين؛ برغم ذلك لن يفوِّتوا مثل هذه الفرص. وبالمثل، يستخدمون أي وسيلة ضرورية لتحقيق غايتهم المتمثلة في التحكم في الناس، ولا يدخرون جهدًا لتحقيق ذلك. إنهم يبذلون جهدًا دؤوبًا ويقدحون زناد أفكارهم لصياغة مخططاتهم. وعندما يفعلون شيئًا جيدًا، يتباهون به باستمرار ويعرضونه في كل مكان. وإذا فعل شخص آخر شيئًا جيدًا، فإنهم يحسدونه، ويحاولون بكل ما في وسعهم أن ينسبوا العمل لأنفسهم، أو يقولوا إنهم لعبوا دورًا فيه لينسبوا الفضل لأنفسهم. باختصار، لدى أضداد المسيح أساليب للتحكم في الناس؛ وهي بالطبع ليست خداعًا لحظيًا، ولا هي بضعة أفعال عرضية. وإنما هم بدلًا من ذلك يفعلون ويقولون أشياء كثيرة. كلماتهم مضللة، وأفعالهم مضللة، وغايتهم النهائية من فعل هذه الأشياء وقولها هي التحكم في الناس.
ما غرض ضد المسيح من التحكم في الناس؟ إنه اكتساب المكانة والسلطة في قلوب الناس. وما إن يفوز بالسلطة والمكانة حتى يمكنه التمتع بفوائد المكانة والمصالح المختلفة التي تجلبها. على سبيل المثال، في أوقات الطقس الحار، بينما يقيم الآخرون في غرف غير مكيفة الهواء، يُسمح له بالإقامة في غرفة مكيفة. في وقت تناول الطعام، بينما يتناول الآخرون وجبة واحدة من الخضراوات والأرز، يمكنه إضافة القليل من اللحوم والحساء. وعند دخول غرفة ليس بها مقاعد شاغرة، يتعين على الآخرين الجلوس على الأرض، تاركين مقعدًا واحدًا محجوزًا له. هذه المعاملة الخاصة هي نتيجة لمكانته، وهو يستمتع بالانغماس في الفوائد التي تأتي معها. وبطبيعة الحال، هذه الفوائد والمتع ليست كافية إطلاقًا لإرضاء طموحاته. إنه لا يحتاج فقط إلى هذه الفوائد المادية التي توفرها له مكانته، بل يحتاج أيضًا إلى الغرور والرضا والشعور بالأمان الذي تجلبه المكانة إلى عالمه الداخلي. ما سلوكيات أولئك الذين أضلَّهم أضداد المسيح واستمالوهم وتحكموا فيهم؟ إنهم يقارنون بين مكانة بعضهم البعض وكذلك سلطتهم ومواهبهم وقدراتهم، فضلًا عن خلفياتهم الطبقية والأسرية، ويتنافسون على من يأتي بأفكار أكثر خبثًا ومن لديه عقل أكثر يقظة. يتنافس أضداد المسيح في الدين أيضًا على من يصلي لفترة أطول. إذا صلى شخص ما لمدة عشر دقائق، يصلي شخص آخر لمدة عشرين دقيقة، وخلال الاجتماعات قد لا يفعل أي شيء آخر سوى الصلاة بلا انقطاع، حيث يشبه الأشخاص الذين يتلون الكتب المقدسة في معبد بوذي، ويهمهمون بلا توقف. هل يستمع الله إلى مثل هذه الصلاة؟ بالنظر إلى كيفية صلاتهم، فإن الروح القدس لن يعمل فيهم. إنهم يرون من يستطيع الصلاة لفترة أطول، ومن يستطيع الصلاة بأعلى صوت بحيث يتغلب على الآخرين. أليس هذا جنونًا مطلقًا؟ أفعالهم لا تصدق وغير معقولة. هذه هي المظاهر التي تُرى في المقام الأول لدى أولئك الذين ضللهم أضداد المسيح وسيطروا عليهم؛ عندما يقود أضداد المسيح الناس، تكون هذه هي النتيجة الناجمة عن ذلك. لذا، إذا أضلَّك ضد المسيح وسيطر عليك، فستنظر إليه بإجلال، وتتبعه، وتطيعه في كل شيء. لن تستمع إلى أي شخص آخر، حتى لو كان الله هو الذي يتحدث. ستكون هذه هي السلوكيات التي تظهرها. عندما يتحكم أضداد المسيح في الناس، يكون الأمر كما لو أن الشيطان يحكمهم. وإذا كنت تحت سيطرة الشيطان، وإذا كان في قلبك مكان للإنسان ومكان للشيطان، فلن يعمل الروح القدس فيك؛ سيتخلى عنك. ألا تحب أن تتبع أضداد المسيح؟ ألا تحب أن تنظر إليهم بإجلال؟ ألا تحب أن تقبل تحكمهم وتلاعبهم؟ إذن سوف تُسلَّم إليهم. إذا كنت تؤمن أن كل ما يقوله أضداد المسيح هو الحق، يمكنك إذن الاستماع إليهم واتباعهم، وسوف تُسلَّم إليهم. لكن يجب أن تكون مسؤولًا عن العواقب. إذا لم تنل الخلاص يومًا ما، فلا تحمِّل الله المسؤولية أو تشتك منه؛ فهذا الأمر لا علاقة له بالله. إنه اختيارك أنت، ويجب أن تدفع ثمن اختيارك.
لقد أكملنا تقريبًا شركتنا عن مظاهر تحكم أضداد المسيح في الناس. يجب أن يفهم الناس معنى أن يكونوا خاضعين للسيطرة. ظاهريًا قد يبدو أن بعض الناس يتبعون الله، ويستمعون إلى مواعظه، ويأكلون ويشربون كلماته، ويعيشون حياة الكنيسة، ويؤدون واجباتهم، ولم يتركوا بيت الله. لماذا يتحكم فيهم أضداد المسيح؟ يرجع ذلك في المقام الأول إلى افتقارهم للحق. أولًا، ضلل أضداد المسيح هؤلاء الناس، ثم أصبحوا يعبدونهم بدرجة كبيرة، ما أدى إلى سيطرة أضداد المسيح عليهم. ماذا يعني أن تكون خاضعًا لسيطرتهم؟ يعني أن تتأثر بهم وتتقيد بهم. وعلى الرغم من أنك تقوم بواجباتك، بينما تطلب مبادئ الحق في أداء الواجب، فإن أضداد المسيح يضلونك. وكلما كانت عباراتهم ووجهات نظرهم متوافقة مع مفاهيمك وتصوراتك الخاصة، اعتبرتها صحيحة ومتوافقة مع الحق، وتوقفت عن طلب مبادئ الحق، ولم تعد على استعداد للتفكير بشكل مستقل، ولم تعد تبني ممارستك على كلام الله. إنك تعتقد أن وجهات نظر أضداد المسيح ليست خاطئة على الإطلاق، وتؤكدها في صميم قلبك. وما إن تكون هذه هي الحال حتى تشعر بعدم الارتياح وعدم الاستقرار، إذا كنت تمارس حقًا وفقًا لكلام الله. تشعر أنك خذلت أضداد المسيح، وأنك لا تستطيع التصرف بهذه الطريقة على الإطلاق. ألست مقيدًا تمامًا بأقوال أضداد المسيح ووجهات نظرهم؟ عندما تفعل أشياء، لا تعرف كيف تصدر الأحكام أو تطلب أو تلتزم وفقًا لكلام الله. إنك لا تعرف كيف تفعل ذلك، ولا تجرؤ على فعله. لماذا لا تعرف كيف ولماذا لا تجرؤ؟ لم يتحدث أضداد المسيح بعد؛ إنهم لم يقدموا لك قرارًا أو يصلوا إلى استنتاج، ولم يخبروك بالنتيجة، أو يوجهوك إلى أي اتجاه. لهذا السبب لا تجرؤ على التصرف وفقًا لاستيعابك، وتخشى المضي في الطريق الخطأ، أو القيام بشيء خاطئ. ألست خاضعًا للسيطرة؟ لماذا أنت دائمًا خائف؟ هل كان كلام الله غير واضح حقًا؟ هل فشل كلام الله في إخبارك بالمبادئ أو إخبارك بما ينبغي عليك فعله؟ لماذا تتجاهل كلام الله وتصرُّ على الاستماع إلى أضداد المسيح؟ إنَّ أضداد المسيح يضللونك ويتحكمون بك. على سبيل المثال، طلبتُ من شخص أن يبني جدارًا، وحددتُ ارتفاعه وطوله وموقعه. ثم جاء أحد أضداد المسيح وقال: "ارتفاع هذا الجدار جيد، لكن توجد مشكلة هنا. إذا بنيته بهذه الطريقة، فهل سينهار عندما تهب الرياح؟" وعند سماع هذا، قال الشخص: "هذه نقطة جيدة، هل يمكن أن ينهار؟ لم يقل الله ذلك، لذا لن أبنيه الآن". وعندما ذهبت لألقي نظرة عليه لاحقًا، سألته: "لماذا لم تبنِ الجدار؟ لقد مرت عدة أيام، ومع ذلك لم يتم بناؤه بعد؛ ألا تؤخر الأمور؟" أجاب بأن شخصًا ما أثار مخاوف بشأن هدم الجدار بفعل الرياح. قلت له أن يستخدم عمودًا للدعم إذا كان قلقًا بشأن الرياح، وحفظ ذلك في ذاكرته. لاحقًا، عاد ضد المسيح لإرباكه قائلًا: "هل عمود واحد يكفي؟ ألا يجب أن تستخدم عمودين؟" تأمل الشخص في هذا، معتقدًا أن الله قال استخدم عمودًا واحدًا فقط بدلًا من عمودين، ومرة أخرى لم يعرف ماذا يفعل. وبعد أن ضلله ضد المسيح وأربكه، فإن كل الكلام الذي قلته سابقًا ذهب هباءً، ولم يتمكن من الاستمرار في هذه المهمة. أليس هذا مكافئًا للتحكم من قِبل ضد المسيح؟ إلى مَن يجب أن يستمع في هذا الأمر؟ (يجب أن يستمع إلى الله). إذن، لماذا لم يستمع إلى كلام الله؟ ألم يرد الاستماع؟ لقد أراد ذلك، لكنه ضُلِّل ببدعة من بدع ضد المسيح ومغالطاته. وما إن ضُلِّل حتى أطاع ضد المسيح، وهو ما يعادل اختطافه من قِبله. وإذا كان سلوكه وأفكاره مقيدة ومكبلة من قِبل ضد المسيح، فهو تحت سيطرته. وفي النهاية، لم يؤد هذا الشخص واجبه، ولم يخضع لله، ولم يستمع إلى كلامه. من الذي جلب هذه النتيجة؟ لقد جلبها جهله وهو أمر ليس منفصلًا عن التضليل والإرباك والتحكم من قِبل ضد المسيح. ما معني تدخل ضد المسيح بهذه الطريقة إذن؟ لقد أراد أن يظهر براعته، وما كان يقوله فعليًا هو: "لماذا استمعت إلى الإله على نحو أعمى عندما أمرك ببناء هذا الجدار هنا؟ لماذا طريقة تفكيرك بسيطة إلى هذا الحد؟ إذا بنيت الجدار هنا، ألن ينهار ما إن تبدأ الرياح في الهبوب؟ إن الاستماع إلى الإله ليس دقيقًا مثل الاستماع إليَّ؛ يجب عليك أن تستمع إليَّ. إذا استمعت إليَّ، فسأكون مسرورًا، لكن إذا استمعت إلى الإله، فلن يروق لي ذلك، ولن أكون مسرورًا. لن يفيدك الاستماع إلى الإله؛ ماذا يكون موقفي الآن؟" لم يقل هذا بشكل مباشر؛ لقد تدخل وأربك الأمور عمدًا. وبعد تدخل ضد المسيح، لم يعد ممكنًا إكمال المهمة، وبدا هو حكيمًا، مما جعله سعيدًا. عندما يأمر الله شخصًا ببناء جدار، ينبغي على الشخص أن يبنيه على الفور، لكن النتيجة الآن هي أن الجدار لم يُبنَ. من كان المتسبب في هذه النتيجة؟ كان ضد المسيح هو المتسبب في ذلك؛ ضلل ضد المسيح هذا الشخص وأربكه وتحكم فيه. هذا يشبه الطريقة التي أغوت بها الْحَيَّةُ آدم وحواء. قال الله لآدم وحواء: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ". فهل كلام الله هذا هو الحق؟ إنه الحق، ولست بحاجة إلى فهم معناه؛ بل ينبغي عليك فقط الاستماع والخضوع. وأيًا كان الموقف، لا يمكن لكلمة الله أن تتغير، وإذا أراد الله منك أن تفعل شيئًا، فافعله. لا تحلله. حتى لو لم تفهمه، يجب أن تعلم أن كلمة الله صحيحة؛ يجب أن تفهم هذا التعريف في قلبك. بعبارة أخرى، يجب أن تعرف هذه الحقيقة أولًا وقبل كل شيء. سواء كان كلام الله متوافقًا مع مفاهيمك الخاصة أم لا، وسواء كنت تفهمه أم لا، وأيًّا كان مدى تشوش ذهنك، فينبغي عليك التمسك بكلامه. هذه مسؤوليتك وواجبك. حالما تتخذ قرارك بشأن ذلك، فماذا ينبغي أن تفعل عندما يأتي الشيطان لإغوائك؟ ينبغي أن تتمسك بكلام الله وتتبع طريقه؛ هذا هو المبدأ الأكثر أهمية. تجاهل ما يقوله الشيطان. وماذا كانت النتيجة النهائية لاستماع آدم وحواء إلى كلام الْحَيَّة؟ لقد أضلهما الشيطان وسيطر عليهما. بعبارة واحدة فقط من الكلمات الخادعة والغامضة والشيطانية، تمكن الشيطان من التأثير على سلوك آدم وحواء والتحكم فيه. كانت هذه نتيجة لم يرغب الله في رؤيتها. ماذا كان غرض الحيَّة من قول تلك الكلمات؟ من خلال هذه الكلمات أرادت الحيَّة أن تربك أفكار الناس، وتؤثر في سلوكهم، وتجعلهم يتوقفون عن الاستماع إلى كلام الله ويتخلون عنه. وما إن تُغرس هذه الفكرة النشطة في رؤوس الناس، فإنهم يتبعون المسار المشار إليه. ما غرض الشيطان؟ كان غرضه أن يقول لهما: "لا تستمعا إلى ما يقوله الإله. عليكما أن تستمعا إليَّ؛ عليكما أن تأكلا هذه الثمرة". أمرهما الله ألا يأكلا منها، بينما أمرهما الشيطان أن يأكلا منها. في النهاية، هل أكل آدم وحواء الثمرة؟ (لقد أكلاها). بهذه الطريقة يتحكم الشيطان في الناس. عندما تستمع إلى كلمات ضد المسيح الشيطانية، يمكن أن تفقد الشعور بالاتجاه ولا تعرف أين مكانك، وتكون عرضة لعدم الانتباه لكلمات الله. ألا يعني هذا أن ضد المسيح يؤثر في سلوكك وأفكارك ويتحكم فيها؟ هذا هو معنى التحكم. هل واجهتم مثل هذه المواقف من قبل؟ يرى بعض الأشخاص ذوي النوايا السيئة أنك تقوم بإكمال مهمة دون أي عقبات، وأنك توشك على تحقيق نتائج، وتوشك على أن تبرز نفسك، ويدركون أنه لن يكون لهم دور كبير في هذا الأمر. إذا أصبحت بارزًا، فلن يكونوا هم كذلك، لذلك يطرحون وجهات نظر أو أسئلة تبدو معقولة في ظاهرها لتضليلك وإرباكك والتحكم بك. ونتيجة لذلك، تصبح مشوش الذهن، معتقدًا أن كلامهم منطقي أيضًا. إنك لم تعد تعرف ماذا تفعل، ولا يمكنك الاستمرار في واجبك، لذا تتوقف عن أدائه. أليست هذه حماقة؟ في البداية، حين لم تكن قد ضُلِّلت بعد، كنت صافي الذهن وتعرف ماذا تفعل، لكن ما إن أربكك ضد المسيح، حتى اختلطت عليك الأمور، وأصبحت لا تعرف كيف تتعامل مع الأمور بشكل مناسب. ما المشكلة هنا؟ (أنك ضُلِّلت). إن الأشخاص الذين يسهل تضليلهم والتحكم فيهم من قِبل أضداد المسيح أو الشيطان هم أشخاص جهلاء ومشوشون. فيما يتعلق بمظاهر كيفية تضليل أضداد المسيح للناس والتحكم فيهم، هل كانت شركتنا محددة بما يكفي؟ ينبغي أن تكون قادرًا على الفهم، وعندما تحدث لك أشياء، ينبغي عليك مقارنتها بحقائق مختلفة من أجل تأمل كلامك، وأفعالك، وجوهرك. وفي الوقت نفسه، يجب أن تحاول فهم وتمييز الناس، والأحداث، والأشياء من حولك لاكتساب فهم أوضح للحق وفهم أدق لجوهر طبيعة الأشخاص المختلفين.
في الوقت الحاضر، كثير منكم قد تعرف للتو على الحالات والمظاهر الخاصة بحقائق مختلفة. لماذا أقول إنكم قد تعرفتم عليها للتو؟ هذا لأنكم فهمتم للتو بعض التفاصيل، لكن لا تزال هناك مسافة يجب قطعها قبل الدخول الحقيقي. الفهم لا يعادل الدخول. عندما تفهم، فهذا يعني فقط أن استيعابك للمفاهيم والتعريفات الخاصة بهذه الأمور في عقلك دقيق نسبيًا وأكثر اتساقًا مع الحق، لكنك لا تزال بعيدًا عن الدخول الشخصي. إن الفهم، والإدراك، والقدرة على ربط هذه الأمور بحالتك وبالأشخاص، والأحداث، والأشياء من حولك لا يعني أن لديك دخولًا. هذان شيئان منفصلان. لكي ينال الشخص الخلاص ويحقق تغييرًا في شخصيته، يبدأ الأمر بفهم كل الحقائق المختلفة، والدخول في واقع الحق يبدأ بممارسة هذه الحقائق. إذا كان لديكم أساس معين في فهمكم ودخولكم إلى الحقائق المختلفة، فعندما أطلب منكم أمثلة، يمكنكم على الفور التفكير في مظاهركم الخاصة أو بعض الأشياء التي رأيتموها واختبرتموها. هذا من شأنه أن يجعل شركتي أسهل كثيرًا، ولن أضطر إلى التحدث بمثل هذه التفاصيل لأنكم ستكونون قد مررتم بالفعل باختبارات واستطعتم الوصول إلى هذا المستوى. لكن عندما أسألكم الآن، عليكم أن تفكروا في الحال، كما ينبغي عليكم أن تفتشوا في ذاكرتكم وتبحثوا فيها. وعندما أرى أنكم لا تعرفون هذه الأشياء ولم تختبروها بأنفسكم، فيجب أن أشرحها بالتفصيل، وأوضح الجوانب المركزية والأساسية والمسائل الجوهرية لهذه الأمور، وأن أمنحكم فهمًا أساسيًا لتفاصيل الحقائق المختلفة حتى لا تخلطوا بين الجوانب المفاهيمية أو الجوانب التعريفية عندما تمارسون، وحتى لا تجعلوا مفهومًا ما مكان آخر، أو تعتقدوا أن هذه الأشياء معقدة للغاية؛ ستصبحون قادرين على التمييز بوضوح بين الجوانب المختلفة. بهذه الطريقة، في المرة القادمة التي أعقد فيها شركة حول هذه الأشياء، سيكون الأمر سهلًا. في الوقت الحاضر، لا تزالون دون المستوى المطلوب، لذلك يجب أن أشرحها دائمًا بالتفصيل. إلى أي مدى يمكنكم تأمل محتوى الشركات التي نقدمها في اجتماعاتنا واستيعابه؟ إذا بلغتم عشرة بالمائة فحسب، فأنتم بالكاد تمتلكون قامة يمكن التحدث عنها، وإذا كانت النسبة ثلاثين بالمائة، فلم تفهموا إلا القليل إذن. وإذا بلغتم الخمسين بالمائة، فهذا يعني أنكم تمتلكون قامة معينة ودخولًا معينًا، لكن إذا لم تتمكنوا من الوصول إلى هذه النسبة، فهذا يعني أنكم لا تمتلكون أي دخول. أنتم تفهمونني، أليس كذلك؟ إذا كنتم لا تزالون غير قادرين على الفهم عندما أعقد شركة بهذه الطريقة، فهذا يعني أن مستوى قدراتكم منخفض للغاية، وليس لديكم سبيل لفهم الحق. حسنًا، بذلك نختتم شركتنا اليوم. أراكم في المرة القادمة!
17 أبريل 2019