البند السادس: إنهم يتصرفون بطرق ملتوية، فهم متعسفون ومستبدون، ولا يعقدون شركة مع الآخرين، ويُكرهون الآخرين على إطاعتهم
ملحق: قصة دامينغ وشياومينغ
قبل أن ندخل في الموضوع الرئيسي لشركتنا، دعونا نبدأ أولًا بسرد قصة. وما الفائدة من سرد القصص؟ (يسهل تذكّرها). كم عدد القصص سهلة التذكّر التي سردتها حتى الآن؟ (قصة داباو وشاوباو). "قصة داباو وشاوباو" هي ما رويتُه في المرة السابقة. (كانت هناك أيضًا "صيد الجرذان" وقصة القائدات النساء). لقد رُوِيَت بالفعل عددًا غير قليل من القصص. لماذا أروي القصص؟ في الواقع، الهدف من ذلك هو التحوُّل لاستخدام أسلوب أكثر سلاسة ويسرًا في عقد شركة عن بعض الحقائق التي ينبغي للناس أن يفهموها. فإذا فهمتم الحقائق التي تتضمّنها القصص التي أرويها، وساعدت هذه الحقائق في جوانب متعدّدة من دخولكم في الحياة اليومية، فمعنى ذلك أن هذه القصص لم تُروَ عبثًا. وهذا يدل على أنكم تُدركون فعلًا الحقائق التي تتضمّنها تلك القصص، وأنكم تفهمون الجانب العملي من هذه الحقائق، لا أنكم تكتفون بسماعها بوصفها قصصًا فحسب. في المرة الماضية، رَويتُ قصة داباو وشاوباو. أما اليوم، فسأروي قصة دامينغ وشياومينغ. وفي أثناء استماعكم، فكّروا فيما ترمي إليه هذه القصة فعلًا لتفهموه، وأي جانب من جوانب الحقّ تُسلّط الضوء عليه.
دامينغ وشياومينغ هما أب وابن. قبل حين من الزمن، قاما دامينغ وابنه شياومينغ بقبول عمل الله الجديد. هل هذا أمر جيد؟ (نعم). إنه أمر جيد. شياومينغ صغير السن ولا يمكنه القراءة إلا قليلًا، لذلك يقرأ دامينغ عليه كلام الله كل يوم ويشرح بأناة الكلمات التي لا يستوعبها شياومينغ. وبعد فترة من الزمن، أصبح شياومينغ يستوعب عددًا غير قليل من التعاليم حول الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها سلوكه الذاتي، بالإضافة إلى بعض المفردات التي لم يسبق أن صادفها قبل الإيمان بالله، كالخضوع والإيمان والصدق والخداع، وغيرها. وبرؤيته لتقدم ابنه، يصبح دامينغ مسرورًا للغاية. ومع ذلك، لاحظ دامينغ مؤخرًا أنه بغض النظر عن مقدار ما يقرأه على شياومينغ من كلام الله، فلا يوجد تقدم كبير في سلوكه أو حديثه. يتملك القلق من دامينغ ويشعر بعبء، ويفكر: "كيف أحمل ابني على إدراك بعض الحق بقراءة كلام الله، ولكي يُظهر شيء من التغيير حتى يجد استحسان الآخرين، ودعمهم له، وينال امتداحهم كغلام صالح؟ وبعد ذلك، بفضل أداء شياومينغ، يمكنهم أن يسبحوا بأن الإيمان بالله أمر صالح، وأنه يمكن التبشير بالإنجيل إلى الآخرين عبر التغييرات الحادثة لابني – كم سيكون ذلك رائعًا!" ونظرًا إلى شعوره بهذا العبء، ظل دامينغ يفكر: "كيف يمكنني أن أُحسن تعليم شياومينغ ليدرك المزيد عن السلوك الذاتي، فيمكنه بذلك أن يؤدي على نحو أفضل ويتماشى مع مقاصد الله؟ وأخيرًا، عندما يصبح شياومينغ غلامًا صالحًا ويمتدحه الجميع، يمكن أن يُنسب كل هذا المجد لله – كم سيكون ذلك رائعًا! عندها، سوف يُحط عن قلبي هذا الحجر الثقيل". هل العبء الذي يشعر به دامينغ معقول؟ هل يمكن اعتبار ذلك بمثابة قيامه بمهمة كما ينبغي؟ (نعم). ومن هذا المنظور، فإن نقطة انطلاقه صحيحة – وتُعتبر مهمة معقولة وقام بها كما ينبغي. هل المسار الذي اختاره دامينغ لشياومينغ صحيح أم خطأ؟ هل هو صالح أم سيء؟ دعونا نرى ونحن نتابع. غالبًا ما يصلي دامينغ ويتضرع إلى الله بشأن هذا الأمر، وأخيرًا ذات يوم، يأتيه "الإلهام". ما "الإلهام"؟ ما يُسمى "الإلهام" بين علامتي اقتباس. بما أن هذا "الإلهام" موجود بين علامتي اقتباس، فما نوع المسار الذي قد يشير إليه دامينغ؟ هل يمكنكم تخيل ما سيحدث بعد ذلك في القصة؟ هذا ليس واضحًا جدًا، أليس كذلك؟ إنه غير معروف إلى حد ما.
ذات يوم، بعد أن قرأ على ابنه كلام الله، سأل دامينغ ابنه شياومينغ بجدية شديدة عما إذا كان الإيمان بالله أمرًا جيدًا. فيجيب شياومينغ برصانة: "الإيمان بالله جيد. فمن يؤمنون بالله لا يتنمرون على الآخرين، ولا يكابدون الكوارث، ويمكنهم دخول الجنة، ولن يَرِدوا الجحيم بعد الموت". هل شياومينغ على حق؟ نظرًا إلى حداثة سنه، فإن قدرة شياومينغ على قول هذا لهو أمر جيد بالفعل. إن فهمه للإيمان بالله بسيط جدًا، وهو بدائي وسطحي للغاية، لكنه بالنسبة إليه عميق بالفعل. دامينغ مسرور بسماع ذلك، ويشعر بالراحة، ويقول "أحسنت، لقد أحرزت تقدمًا يا شياومينغ. يبدو أن لإيمانك بالله بعض الأساس. أبي سعيد للغاية ويشعر بالراحة. ولكن هل الإيمان بالله بهذه البساطة حقًا؟" يفكر شياومينغ مليًا للحظة ويقول: "أليس هذا كله ما يقوله كلام الله؟ ماذا هناك أيضًا؟" يجيب دامينغ على الفور: "إن متطلبات الله ليست هذه فقط. أنت تؤمن بالله من فترة طويلة جدًا، وعندما يأتي الإخوة والأخوات لزيارتك، فأنت لا تعرف حتى كيفية تحيتهم. من الآن فصاعدًا، عندما تقابل كبار السن، ادعهم بالجد والجدة، وعندما تلتقي بأشخاص أصغر سنًا، ادعهم بالعم أو العمة أو الأخ الأكبر والأخت الكبرى. بهذه الطريقة، ستصبح غلامًا محبوبًا من الجميع – والله يحب الأطفال الذين يحبهم الجميع فقط. بداية من الآن، أنصت لي وافعل ما أقوله، عندما أطلب منك أن تدعو شخصًا ما بشيء ما، فادعه به". يستقبل شياومينغ كلمات والده بقلبه، ويشعر أن ما يقوله والده صحيح. وفي قلبه اليافع، يعتقد أن والده أكبر سنًا، وأنه قرأ المزيد من كلام الله، ويعرف أكثر منه. علاوة على ذلك، فإن والده يضع مصالحه في اعتباره وقطعًا لن يُضله، لذلك كل ما يقوله والده يجب أن يكون صحيحًا. لا يُدرك شياومينغ ما الحق وما التعليم، لكنه على أقل تقدير يعرف ما الخير والشر، وما الصواب والخطأ. بعد حديث أبيه، شعر شياومينغ أيضًا بشيء من العبء في هذا الشأن. فيما بعد، كلما خرج شياومينغ مع والده وصادفا أحد الأشخاص، فإذا أخبره والده أن يدعوها "عمة"، يقول "مرحبًا يا عمة"، وإذا طلب منه أن يدعوه "عم"، يقول "مرحبًا يا عم". الكل يثني على شياومينغ باعتباره غلامًا صالحًا ومهذبًا، كما يشيدون بدامينغ لحُسن تربيته. يشعر شياومينغ بالغبطة البالغة، ويفكر في قرارة نفسه: "إن تعليمات أبي صالحة، وأنا محبوب من كل من أقابله". يشعر شياومينغ بالسعادة بداخله وبالفخر على الأخص، معتبرًا أن الطريقة التي يرشده بها والده صالحة وصحيحة حقًا.
ذات يوم، بمجرد عودة شياومينغ إلى المنزل من المدرسة، هرع إلى والده وقال: "أبي، خمن ماذا حدث؟ لقد اصطاد الرجل العجوز تشانغ الذي يقطن بجوارنا –" وقبل أن ينتهي من كلامه، قاطعه دامينغ قائلًا: "الرجل العجوز تشانغ"؟ كيف يمكنك قول ذلك يا شياومينغ؟ هل ما زلت مؤمنًا أم لا؟ كيف يمكنك أن تدعوه "الرجل العجوز تشانغ"؟ لقد نسيت ما قلته لك، في الواقع ليس لديك إيمان بالله، أنت لست مؤمنًا حقًا. انظر، أنا أتذكر ذلك، ويمكنني مساعدتك وتذكيرك. ينبغي أن تناديه بالجد تشانغ، هل فهمت؟" يفكر شياومينغ في الأمر: "إن مناداته بالجد تشانغ أمر مناسب أيضًا". يتابع، "إذًا، اصطاد الجد تشانغ القاطن بجوارنا سمكة بهذا الحجم! كانت السيدة العجوز تشانغ سعيدة للغاية!" "هل نسيت مرة أخرى؟" يقول دامينغ: "مازلت لا تفهم الأمر يا بنيَّ. لقد أخبرتك للتو، ينبغي لك أن تناديه بالجد تشانغ، فبماذا ينبغي لك مناداة زوجته التي من نفس الجيل؟ ينبغي أن تكون الجدة تشانغ. تذكر هذا، لا تقل أبدًا الرجل العجوز تشانغ أو السيدة العجوز تشانغ مرة أخرى، وإلا سيسخر الناس منا. ألن يكون ذلك محرجًا لنا كمؤمنين؟ سيقولون إننا غير مهذبين وغير لائقين، ولسنا مثل المؤمنين. وهذا لا يُمجِّد الله". كان شياومينغ متحمسًا في البداية ليخبر والده عن السمكة الكبيرة التي اصطادها العجوز تشانغ، ولكن بعد أن صحح له والده، فقد اهتمامه ولم يعد يريد التحدث عن الأمر ثانيةً. إنه يستدير، ويحمل حقيبته على ظهره، ويتمتم وهو يبتعد قائلًا: "أنت تعتقد أنك تعرف كل شيء، مع كل هذه الأشياء المتعلقة بالجد تشانغ، والجدة تشانغ. ما علاقة ذلك بنا؟ وكأنك الشخص الروحاني الوحيد!" يرد دامينغ: "حسنًا، أنا روحاني، بالفعل! بالنسبة إلى معظم الناس، بغض النظر عن أعمارهم، يمكنني معرفة أقدميتهم بمجرد النظر إلى أعمارهم، ومعرفة كيف يجب مخاطبتهم. أنا أنادي كبار السن بالعم والعمة – لماذا لا يمكنك حتى اختيار اللقب الصحيح؟ وباعتبارنا مؤمنين، لا يمكننا أن ننسى هذا الأمر، ولا يمكننا أن نخطئ في المصطلحات الجيلية". بعد هذا التأنيب، لا يشعر شياومينغ بارتياح في داخله، لكنه في أعماقه لا يزال يعتقد أن والده على حق، فكل ما يفعله والده صواب، وحتى لو لم يرغب في ذلك، فإنه يعترف بأنه مخطئ. منذ ذلك الحين، كلما رأى الرجل العجوز تشانغ أو السيدة العجوز تشانغ، يناديهما بالجد تشانغ والجدة تشانغ. يأخذ شياومينج على محمل الجد كل شيء يعلمه إياه والده ويغرسه فيه. هل هذا أمر جيد أم سيء؟ حتى الآن، يبدو أنه أمر جيد، أليس كذلك؟
ذات يوم، خرج شياومينغ ووالده في نزهة ورأيا أنثى خنزير عجوز تقود مجموعة من الخنازير الصغيرة. العلاقة بين أنثى الخنزير وصغارها وثيقة للغاية. يعتقد شياومينغ أن كل ما خلقه الله جيد، سواء كان خنزيرًا أو كلبًا، فكل المخلوقات لديها غرائز أمومة وينبغي احترامها. هذه المرة، لم يتحدث شياومينغ بفظاظة أو يدعوها بتهور "خنزيرة عجوز". خوفًا من ارتكاب خطأ وإغضاب والده، فسأل بهدوء: "أبي، كم عمر هذه الخنزيرة الأم؟ لقد أنجبت الكثير من الخنازير الصغيرة، ماذا يجب أن أطلق عليها؟" يفكر دامينغ مليًا للحظة: "ماذا يجب أن نطلق عليها؟ من الصعب قول ذلك". برؤية والده مستغرقًا في التفكير دون التوصل إلى إجابة، يتذمر شياومينغ قائلًا: "ألم تقرأ الكثير من كلام الله؟ أنت أكبر مني أيضًا، كيف لا تعرف هذا حتى؟" بسبب استفزاز شياومينغ، بدأ دامينغ يشعر ببعض القلق وقال: "ماذا لو ندعوها "الجدة من جهة الأم؟" وقبل أن ينادي شياومينغ على الخنزيرة، أعاد دامينغ التفكير وقال: "لا يمكننا مناداتها بالجدة من جهة الأم، فذلك من شأنه وضعها في نفس جيل جدتك من جهة أمك، أليس كذلك؟ ومنادتها بالجدة الخنزيرة من جهة الأب سيكون أسوأ، فهذا سيضعها في نفس جيل والدتي. بما أنها أنجبت العديد من الخنازير الصغيرة، لا يمكننا تجاهل هويتها أو مكانتها، ولا يمكننا أن نخطئ في تحديد جيلها. ينبغي أن نطلق عليها "العمة خنزيرة". عند سماعه لذلك، ينحني شياومينغ باحترام للخنزيرة وينادي: "تحياتي، أيتها العمة خنزيرة". تَفزع الخنزيرة، وخلال ذعرها، تفر هي وكل الخنازير الصغيرة. وعند رؤيته لذلك، يتساءل شياومينغ عما إذا كان قد ناداها بلقب خطأ. يقول دامينغ: "يجب أن تكون الخنزيرة سعيدة ومتحمسة لتتفاعل بهذه الطريقة. في المستقبل، عندما نواجه مثل هذه المواقف، بغض النظر عما يقوله الآخرون أو يفعلونه، ينبغي أن نستمر في التصرف بهذه الطريقة. كن مهذبًا واتبع الأعراف الاجتماعية، حتى الخنازير سوف تسعد عندما ترى ذلك". يتعلم شياومينغ شيئًا جديدًا من هذه المسألة. ماذا يتعلم؟ يقول: "خلق الله الأشياء كلها، وطالما تحترم كل الكائنات بعضها البعض وتكون مهذبة وتفهم الأقدمية وتحترم كبار السن وترعى الصغار، فيمكن لكافة الكائنات أن تتعايش في وئام". إن شياومينغ يفهم هذا التعليم الآن. وعند سماع والد شياومينغ لذلك، يمتدحه كصبي يتقبل النُصح بشكل كبير. منذ ذلك الحين، أصبح شياومينغ أكثر تحضرًا وتهذيبًا. أينما يذهب، فإنه يُحسن التصرف ويكون مميزًا عن البقية. أليس هو "غلام صالح"؟ هو "غلام صالح" بين علامتي اقتباس. وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية القصة.
ما رأيك في هذه القصة؟ أليست مسلية للغاية؟ كيف نشأت هذه القصة؟ إنها مستمدة من حديث الناس وأفعالهم وسلوكهم وأفكارهم ووجهات نظرهم في الحياة الواقعية – تم إيجازها في هذه القصة الصغيرة. عن أي أمر تتحدث هذه القصة؟ ما المشكلات التي يمكنكم رؤيتها مع دامينغ في القصة؟ ماذا عن شياومينغ؟ ما جوهر مشكلات دامينغ؟ بادئ ذي بدء، فكِّروا في الأمر: هل هناك أي جزء مما أوجزه دامينغ ومارسه يتماشى مع الحق؟ (لا). ما الذي كان يمارسه إذًا؟ (مفاهيم وتصورات). من أين جاءت هذه المفاهيم والتصورات؟ (الثقافة التقليدية). أصل المشكلات هو الثقافة التقليدية، فكانت مفاهيمه وتصوراته نتاجًا لعدوى الثقافة التقليدية وتهيئتها وتعليمها. لقد أخذ ما اعتقد أنه أفضل عناصر الثقافة التقليدية وأكثرها إيجابية ومثالية، وأعاد صياغتها وتحويلها إلى ما اعتقد أنه الحق الذي يجب على ابنه ممارسته. هل يمكن اعتبار هذه القصة واضحة وسهلة الفهم؟ (نعم). شاركوا ما فهمتم وما استطعتم استيعابه من الاستماع إلى هذه القصة. (بعد سماعها، شعرت أن مشكلة دامينغ كانت أنه رغم إيمانه بالله، فإنه لم يبذل جهدًا قط في كلام الله. لقد آمن بالله استنادًا إلى المفاهيم التقليدية للناس، معتقدًا أنه إذا التزم بتلك الأعراف السطحية، فإن الله سيرضى عنه. لم يلتمس أو يتأمل في كلام الله لمعرفة ما يتطلبه الله فعلًا من الناس وكيف ينبغي للمرء أن يعيش إنسانية طبيعية). بماذا كان يعيش دامينغ؟ (مفاهيم وتصورات). العيش بالمفاهيم والتصورات هي عبارة جوفاء، لقد كان يعيش، في الواقع، بالثقافة التقليدية، وكان يعامل الثقافة التقليدية على أنها الحق. لقد كان يعيش بالثقافة التقليدية – ما التفاصيل المتعلقة بذلك؟ لماذا أراد أن يخاطب شياومينغ الناس بألقاب معينة؟ (في ظاهر الأمر، قال إنه كان يريد تمجيد الله من خلال هذه الأعمال الصالحة، لكنه في الحقيقة أراد أن يرضي غروره، وأن يُمدَح لقدرته على تربية ابنه جيدًا). نعم، كان ذلك مقصده. لم يكن تعليمه ليجعل ابنه يفهم كلام الله والحق، بل لجعله يفعل أشياء تضيف مجدًا له، لإرضاء غروره الشخصي. وهذه أيضًا مشكلة. هل هناك مشكلة في التركيز دائمًا على تزيين الذات وتغليفها من خلال السلوك؟ (نعم). هذا يشير إلى وجود مشكلة في الطريق الذي كان يسلكه، وهي المشكلة الأخطر. وما الغرض من التركيز الدائم على تغليف سلوك الفرد؟ إنه لكسب إعجاب الناس، ولجعلهم يتملقون الشخص ويمدحونه. وما طبيعة ذلك؟ إنه نفاق، وهو نهج الفريسيين. وأولئك الذين يركزون على السلوكيات الصالحة ظاهريًا والذين يركزون على تغليف سلوكهم والذين يبذلون جهدًا كبيرًا في سلوكهم – هل يفهمون الحق؟ (لا). لقد قرأوا الكثير من كلام الله وبذلوا جهدًا كبيرًا، فلماذا لا يفهمون الحق؟ إنهم لا يفهمون أن تدبير الله وخلاص البشرية يهدفان إلى حمل الناس على فهم الحق وتكميلهم ولجعلهم يخوضون تغييرًا في الشخصية – إنهم لا يفهمون ذلك. إنهم يفكرون: "بغض النظر عن كيفية قراءتي لكلام الله، سوف أوجز بعض الأقوال والأفعال والسلوكيات التي يسهل على الناس الموافقة عليها، والتي يقدّرونها، والتي سوف يمتدحونها، ثم سأعيش تلك الأمور وأتمسك بها في الحياة الواقعية. وهذا ما سيفعله المؤمن الحقيقي".
هل لديكم مشكلات مشابهة لتلك التي لدى دامينغ؟ إضافة إلى الجوانب الواضحة التي نوقشت للتو، مثل اتباع الأعراف الاجتماعية، والاهتمام بالأقدمية، واحترام الكبير ورعاية الصغير، والحفاظ على النظام السليم بين كبار السن والصغار، هل هناك سلوكيات أو أفكار أو وجهات نظر أو تفهمات أخرى مشابهة؟ هل تعرفون بأنفسكم كيفية التعمق في هذه القضايا وتشريحها؟ على سبيل المثال، في الكنيسة، إذا كان هناك شخص أكبر سنًا أو كان يؤمن بالله منذ سنوات عديدة، فأنت ترغب دومًا في أن تحفظ ماء وجهه. تتركه يكمل حديثه ولا تقاطعه حتى لو كان حديثه محض هراء، وحتى عندما يفعل شيئًا خطأً ويحتاج إلى التهذيب، تحاول دائمًا الحفاظ على ماء وجهه وتتجنب انتقاده أمام الآخرين، معتقدًا أنه بغض النظر عن مدى عدم منطقية أو فظاعة أفعاله، لا يزال الجميع بحاجة إلى مسامحته وتحمله. كما أنك غالبًا ما تُعلِّم الآخرين: "ينبغي أن نعطي كبار السن بعض الاحترام وأن نحفظ ماء وجههم. نحن الأصغر سنًا منهم". من أين أتى مصطلح "الصغار" هذا؟ (الثقافة التقليدية). إنه مستمد من الفكر الثقافي التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، تشكلت أجواء معينة في الكنيسة حيث يقوم الناس عند لقاء الإخوة والأخوات الأكبر سنًا بالإشارة إليهم بحرارة بألقاب مثل "الأخ الكبير" أو "الأخت الكبرى" أو "العمة" أو "الأخ الأكبر"، كما لو أن الجميع جزء من عائلة كبيرة، فيتم إظهار احترامًا إضافيًا لهؤلاء الأشخاص الأكبر سنًا، ما يترك لا شعوريًا انطباعًا جيدًا عن الأشخاص الأصغر سنًا في أذهان الآخرين. هذه العناصر من الثقافة التقليدية متجذرة بعمق في أفكار وعظام الشعب الصيني، لدرجة أنها تنتشر باستمرار وتشكل الأجواء في حياة الكنيسة. لأن الناس غالبًا ما تُقيدهم وتُسيطر عليهم هذه المفاهيم، فإنهم لا يؤيدونها بشكل شخصي ويجتهدون من أجل العمل والممارسة في هذا الاتجاه فحسب، بل يوافقون أيضًا على أن يفعل الآخرون الشيء نفسه، ويوجهونهم إلى اتباع ذلك. الثقافة التقليدية ليست هي الحق، وهذا أمر مؤكد. ولكن هل يكفي أن يعرف الناس ببساطة أنها ليست الحق؟ إنّ كونها ليست الحق يُعد جانبًا واحدًا، فلماذا ينبغي علينا تشريحها؟ ما أصلها؟ أين يكمن جوهر المشكلة؟ كيف يمكن للمرء أن يتخلى عن هذه الأشياء؟ إن تشريح الثقافة التقليدية يهدف إلى تزويدك بفهم جديد تمامًا للنظريات والأفكار والآراء المتعلقة بهذا الجانب في أعماق قلبك. كيف يمكن تحقيق هذا الفهم الجديد كليًا؟ أولًا، عليك أن تعرف أن الثقافة التقليدية مصدرها الشيطان. وكيف يغرس الشيطان عناصر الثقافة التقليدية هذه في البشر؟ يستخدم الشيطان، في كل عصر، بعض الشخصيات المشهورة والعظماء لنشر هذه الأفكار وهذه الأقوال والنظريات المزعومة. ثم يتم تنظيم هذه الأفكار وتجسيدها بالتدريج، فتقترب أكثر فأكثر من حياة الناس، وفي النهاية تنتشر على نطاق واسع بين الناس، وشيئًا فشيئًا تُغرس هذه الأفكار والأقوال والنظريات الشيطانية في عقول الناس. بعد تلقين الناس هذه الأفكار والنظريات الواردة من الشيطان، فإنهم يعتبرونها أكثر الأشياء إيجابية وينبغي لهم ممارستها والالتزام بها. وعندئذٍ، يستخدم الشيطان هذه الأشياء ليحبس عقول الناس ويسيطر عليها. لقد تم تعليم جيل بعد جيل وتكييفه والتحكم به في مثل هذه الظروف، طوال الوقت حتى يومنا هذا. لقد آمنت كل هذه الأجيال بأن الثقافة التقليدية صحيحة وصالحة. لا أحد يُشرِّح أصول أو مصدر هذه الأشياء التي تُسمى صالحة وصحيحة – وهذا هو ما يجعل المشكلة خطيرة. حتى أن بعض المؤمنين الذين قرأوا كلام الله لسنوات عديدة لا يزالون يعتقدون أن هذه الأمور صحيحة وإيجابية، لدرجة أنهم يعتقدون في إمكانية أن تحل محل الحق، وأن تحل محل كلام الله. بل أكثر من ذلك، يُفكر البعض: "مهما قرأنا من كلام الله، بينما نعيش بين الناس، لا يمكن التخلي عمّا يسمى بالأفكار التقليدية والعناصر التقليدية للثقافة – مثل الطاعات الثلاث والفضائل الأربع، وكذلك مفاهيم مثل الإحسان والبر واللياقة والحكمة والثقة. وهذا لأنها موروثة عن أسلافنا الذين كانوا حكماء. لا يمكننا أن نخالف تعاليم أسلافنا لمجرد أننا نؤمن بالله، ولا يمكننا أن نغيِّر تعاليم أسلافنا وهؤلاء الحكماء القدامى أو نتخلى عنها". مثل هذه الأفكار وهذا الوعي موجودان في قلوب جميع الناس. ودونما وعي منهم، لا يزالون جميعًا خاضعين لسيطرة هذه العناصر من الثقافة التقليدية ومقيدين بها. فمثلًا، عندما يرى طفل أنك في العشرينات من عمرك ويناديك "عم"، فإنك تشعر بالسرور والرضا. وإذا ناداك مباشرة باسمك، تشعر بعدم الارتياح، معتقدًا أن الطفل غير مهذب وينبغي توبيخه، ويتغير موقفك. في الواقع، سواء كان يناديك بالعم أو باسمك، فإن ذلك لا يؤثر في نزاهتك على الإطلاق. فلماذا تشعر بالانزعاج عندما لا يناديك بالعم؟ هذا لأنك خاضع لسيطرة الثقافة التقليدية وتأثيرها، فقد ترسخت هذه الثقافة بشكل استباقي في ذهنك وأصبحت معيارك الأساسي في التعامل مع الناس والأحداث والأشياء، وفي تقييم كل الأمور والحكم عليها. عندما يكون معيارك خطأً، فهل يمكن لطبيعة أفعالك أن تكون صحيحة؟ بالتأكيد لا يمكن. وفي حال القياس بالحق، كيف ستتعامل مع هذه المسألة؟ هل يهمك ما يناديك به الآخرون؟ (لا). إلا إذا أهانوك أو أذلوك – في هذه الحالة، ستشعر بالتأكيد بعدم الارتياح، فهذا تعبير طبيعي عن الإنسانية. ومع ذلك، إذا كان معيار قياسك هو كلام الله أو الحق أو الثقافة الواردة من الله، فبغض النظر عما إذا كان الناس ينادونك باسمك أو "عم" أو "أخ"، فلن يكون لديك أي رد فعل على الإطلاق. ويمكنك في هذا الشأن اتباع العادات المحلية. مثلًا، في الصين، عندما يناديك شخص ما "عم" تشعر أنه يكن لك الاحترام. لكنك إذا ذهبت إلى بلد غربي وناداك أحدهم "عم"، فستشعر بالحرج، وستفضل أن يُنادى عليك باسمك، وتجد في ذلك شكلًا من أشكال الاحترام. في الصين، إذا ناداك شخص أصغر منك سنًا بكثير باسمك، فسوف تشعر بالاستياء الشديد، وتشعر أنه تجاهل أقدمية السن، وستشعر بإهانة كبيرة، وستغضب بل وستدين هذا الشخص. ألا يدل ذلك على وجود مشكلة في طريقة التفكير هذه؟ هذه هي المشكلة التي أنوي أن أعالجها.
لكل بلد ولكل عرق ثقافته التقليدية الخاصة. فهل ننتقد كل الثقافات التقليدية؟ هناك ثقافة واحدة لا ينبغي انتقادها. هل يمكنكم أن تقولوا ما هذه الثقافة؟ سأعطيكم مثالاً. خلق الله آدم، فمن الذي سمى آدم؟ (الله). إذًا، خلق الله البشرية، وعندما يتعامل معهم، كيف يخاطب الله الناس؟ (بأن يدعوهم بأسمائهم). صحيح، إنه يدعوهم بأسمائهم. يمنحك الله اسمًا، وهذا الاسم له معنى في نظر الله؛ إنه بمثابة تسمية أو لقب. عندما يمنحك الله تسمية، فإنه يدعوك بهذه التسمية، أليس هذا شكل من أشكال الاحترام؟ (بلى). إنه أفضل أشكال الاحترام، احترام يتماشى على النحو الأقرب مع الحق وهو الأكثر إيجابية. هذا هو المعيار لاحترام الناس، وهو من عند الله. أليس هذا شكلاً من أشكال الثقافة؟ (بلى). هل ينبغي لنا مناصرة هذه الثقافة؟ (نعم). إنها من عند الله، والله يدعو الشخص مباشرة باسمه. الله يمنحك اسمًا، ويعطيك تسمية، ثم يستخدم هذه التسمية لتمثيلك ودعوتك. هكذا يعامل الله الناس. عندما خلق الله شخصًا ثانيًا، كيف عاملها الله؟ سمح الله لآدم أن يسميها. فسمَّاها آدم حواء. هل ناداها الله بهذا الاسم؟ لقد فعل. إذًا، هذه ثقافة تأتي من الله. يعطي الله لكل كائن مخلوق تسمية، وعندما ينادي بتلك التسمية، يعرف البشر ويعرف الله من هو المقصود. هذا يسمى احترامًا، وهذا يسمى مساواة، وهذا معيارًا لقياس ما إذا كان الشخص مهذبًا، وما إذا كان هناك حس باللباقة في إنسانيته. هل هذا دقيق؟ (نعم). إنه دقيق بالفعل. في الكتاب المقدس، سواء كان يسجل حدثًا معينًا أو سلسلة نسب عائلة ما، فلكل الشخصيات أسماء، ولها تسميات. ومع ذلك، هناك أمر واحد لست متأكدًا مما إذا كنتم قد لاحظتموه أم لا: لا يستخدم الكتاب المقدس التسميات مثل الجد والجدة والعم والعمة والعم الأكبر والعمة الكبرى وما إلى ذلك، بل يستخدم ببساطة أسماء الأشخاص. ماذا يمكنكم أن تستنتجوا من هذا؟ إن ما وضعه الله للناس، سواء كان قواعد أو قوانين، هو، بالنسبة إلى البشر، نوع من التقاليد المتوارَثة بين الناس. وما هذا التقليد المتوارث عن الله؟ إنه أمر ينبغي للناس الالتزام به: ليست هناك حاجة للألقاب التراتبية. في نظر الله، لا توجد هذه الألقاب العائلية المعقدة مثل الجد والجدة والعم الأكبر والعم الأصغر والعمة الكبرى والعمة الصغرى، وما إلى ذلك. لماذا يهتم البشر بهذه الألقاب والتسميات التراتبية؟ ماذا يعني ذلك؟ الله يمقت هذه الأشياء أكثر من غيرها. وفقط مَن هو على شاكلة الشيطان هو الذي يوسوس دائمًا بها. وفيما يتعلق بهذه الثقافة التقليدية، هناك حقيقة جوهرية واحدة مع الله: خلق الله البشر جميعًا، وهو يعلم بجلاء عدد ما يمكن أن يكون للشخص الواحد من عائلات ونسل، فلا حاجة لأي تراتبية. يقول الله ببساطة أن تثمر وتتكاثر، لتجعل عائلتك مزدهرة – هذا كل ما تحتاج إلى أن تتذكره. كم عدد أخلاف كل جيل، وكم عدد أخلاف هؤلاء الأخلاف – هذا كل ما في الأمر، فلا حاجة إلى تراتبية. لا تحتاج الأجيال اللاحقة إلى معرفة من هم أسلافهم، ولا يحتاجون إلى بناء قاعات أو معابد للأجداد، ناهيك عن تقديم القرابين لهم أو عبادتهم. يسجل الكتاب المقدس أن جميع الذين يؤمنون بالله ويتبعونه، أولئك الذين يؤمنون بيهوه، يقدمون جميعًا التَقْدِمَات على المذبح. يأتي كل فرد في عائلة أمام الله ويقدم التَقْدِمَات. وهذا على عكس الصينيين، حيث يوجد في كل عائلة قاعة للأسلاف مليئة بلوحات تذكارية لأجداد الأجداد والأجداد والجدات. لا وجود لهذه الأشياء في المكان الذي بدأ الله فيه عمله لأول مرة. أما الأماكن الأخرى البعيدة عن موقع عمل الله، فهي خاضعة لسيطرة الشيطان والأرواح الشريرة. في هذه البلدان البوذية تزدهر هذه الممارسات الشيطانية. هناك، يجب على الناس أن يعبدوا أسلافهم، ويجب إبلاغ كل شيء للعائلة، ويجب نقل كل شيء إلى أسلاف العائلة، حتى لو لم يعد رماد الأجداد موجود، لا يزال يتعين على الأجيال اللاحقة تقديم البخور والانحناء برؤوسهم. في العصر الحديث، بعض الأشخاص الذين تعرضوا لأفكار أكثر حداثة وغربية وتحرروا من الروابط الأسرية التقليدية لا يرغبون في البقاء في مثل هذه العائلات. إنهم يشعرون بالسيطرة الصارمة والمتشددة من قِبَل هذه العائلات، حيث يتدخل كبار العائلة في أي مسألة تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالزواج. في الصين، مثل هذه الأمور ليست نادرة. فالشيطان يجعل الناس يركزون على الأقدمية العمرية، ويبدو أن هذا المفهوم مقبول بسهولة من قِبل الناس، الذين يعتقدون: "كل جيل له رتبته، ومن في القمة هم أسلافنا. وبمجرد ذكر كلمة "السلف"، ينبغي على الناس أن يركعوا ويسجدوا لهم كأنهم آلهة". فمنذ الطفولة يتأثر المرء ويتكيف ويتربى على يد عائلته بهذه الطريقة، إذ تُغرس في أذهان الصغار شيئًا واحدًا: أنه لا يمكن للمرء أن يعيش في هذا العالم بدون عائلة، وأن ترك العائلة أو التحرر من روابط العائلة هي جريمة مستهجنة أخلاقيًا. ما معنى جريمة مستهجنة أخلاقيا؟ هذا يعني أنك إذا لم تستمع إلى عائلتك، فأنت ابنٌ عاق، وكونك عاق يعني أنك لست إنسانًا. لذلك، لا يجرؤ معظم الناس على كسر هذه الأغلال العائلية. إن الشعب الصيني متكيف بشدة، وخاضع لتأثير التراتبية وتحكمها، فضلًا عن مفاهيم مثل الطاعات الثلاث والفضائل الأربع، والروابط الأساسية الثلاث والفضائل الخمس الثابتة. فغالبًا ما يُتهم صغار السن الذين لا يخاطبون الكبار بشكل صحيح كأعمام أو عمات أو جد أو جدة بأنهم غير مهذبين وغير مثقفين. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنك تُعتبر أقل شأنًا في هذه المجموعة العرقية، وفي هذا المجتمع، لأنك لا تتبع المعايير الاجتماعية، ولست مثقفًا، ولا قيمة لك. والآخرون يرتدون ملابس أنيقة، وماهرون في التظاهر، والتحدث بأدب ولباقة، ولديهم ألسنة معسولة، بينما أنت لا تعرف حتى كيف تنادي شخصًا ما بالعم أو العمة. سيقول الناس عنك أنك غير مثقف، وسوف يزدرونك أينما ذهبت. هذا هو نوع الأيديولوجية المزروعة في ذهن الشعب الصيني. بعض الأطفال الذين لا يعرفون كيفية مخاطبة الناس سيتعرضون للتوبيخ الشديد أو حتى الضرب من قِبَل والديهم. أثناء ضربهم، يقول بعض الوالدين: "أنت وقح ولا قيمة لك وغير مثقف، وربما يجب أن أضربك حتى الموت! أنت لا تفعل شيء سوى إحراجي، مما يجعلني أفقد ماء وجهي أمام الناس!" فقط لأن الطفل لا يعرف كيف يخاطب الآخرين، يقوم الأهل بتضخيم المشكلة من أجل كرامتهم الشخصية، ويضربون الطفل بشدة. أي نوع من السلوك هذا؟ هذا محض هراء! هل كنتم ستدركون هذه الأمور لو لم أعقد شركة عنها بهذه الطريقة؟ هل يمكنك، من خلال الظواهر التي تلاحظها في الحياة الواقعية، أو من خلال قراءة كلام الله، أو من خلال اختباراتك الخاصة، أن ترى تدريجيًا وشيئًا فشيئًا هذه الأمور، ثم تغيِّر اتجاه حياتك، وتُحوِّل اتجاه الطريق الذي تسير فيه؟ إذا لم تستطع، فبصيرتك ناقصة. في جميع الأمور، فإن استخدام كلام الله وعمل الله ومطالب الله كمعيار هو النهج الأكثر صوابًا، فهو خالٍ من أي خطأ – وهذا أمر لا شك فيه. إن كل ما يأتي من الشيطان، مهما كان متماشيًا مع المفاهيم أو الأذواق البشرية، ومهما بدا لائقًا، فهو ليس الحق بل هو زائف.
الغرض من سرد هذه القصة هو جعلكم ترون النور، وجعلكم تستوعبون ماهية الحق، وما الذي يجنيه الإنسان من الإيمان بالله، وما معنى أن يجعل الله الناس يغيرون شخصياتهم وينالون الحق، وما إذا كان للحق الذي ينطق به الله ولمطالبه أي علاقة بما قد يتصوره المرء، أو بالأفكار ووجهات النظر والمفاهيم المختلفة التي تنتج خلال التعليم والتهيئة من البيئة الوطنية والاجتماعية للفرد. ينبغي لكم جميعًا تشريح هذه الأمور بأنفسكم أيضًا. وقد غطى مثالنا اليوم جانبًا واحدًا فقط. في الواقع، إن في قلب كل شخص الكثير من الأمور المستمَدة من الثقافة التقليدية. يقول البعض: "بما أننا من المفترض أن نتجاهل التراتبية، فهل يعني هذا أنني أستطيع أن أدعو والديّ باسميهما؟" هل هذا مقبول؟ إذا كنت تنادي والديك بأمي وأبي، فهل يعني هذا أنك ما زلت تراعي التراتبية وأنك عدت إلى الثقافة التقليدية؟ كلا. لا يزال ينبغي أن يُدعى الوالدان كما ينبغي أن يكون، فدعوة الوالدين بالأم والأب هو ما أمر الله الناس بمخاطبتهم به. هذا هو ما ينبغي أن يُطلق عليهم، تمامًا مثلما يطلق عليك والداك كلمات مثل "طفل" أو "ابن" أو "ابنة". إذًا، ما الذي يُفترض بكم أن تفهموه أساسًا من روايتي لهذه القصة؟ ما المشكلة التي تعالجها بشكل أساسي؟ (يجب أن يتغير معيارنا في الحكم على الأمور، ينبغي الحكم على كل أمر وفقًا لكلام الله ومتطلباته). هذا صحيح. لا تختلق الأمور بنفسك جُزافًا. يرغب الناس دائمًا في خلق "الحق" الخاص بهم. فكلما أرادوا فعل شيء ما، يأتون بمجموعة من الحجج والنظريات، ثم مجموعة من الأساليب، وينفذونها بغض النظر عن صحتها. إنهم يمارسون ذلك لسنوات، ويتمسكون به بإصرار بغض النظر عما إذا كان سيؤدي إلى أي نتيجة، ومع ذلك لا يزالون يشعرون بأنهم خيِّرون وبارون وطيبون. إنهم يعتقدون أن الأمور التي يعيشونها صالحة، وأن هذا يجلب لهم المديح والإعجاب، وينتهي بهم الأمر إلى الاعتقاد بشكل متزايد أنهم عظماء. إن الناس لا يتأملون أبدًا ولا يحاولون إدراك متطلبات الله لكل أمر أو طلبها، ولا مبادئ العمل للقيام بكل شيء، وما إذا كانوا قد أظهروا الإخلاص لإرسالية الله في عملية أداء واجبهم. إنهم لا يفكرون مليًا في هذه الأمور، بل يفكرون فقط في تلك الأمور الملتوية والخبيثة، أليس هذا انخراطًا في الشر؟ (بلى). من يُظهر اللطف ظاهريًا، ويتصرف بشكل لائق، ومتعلم ويتبع الأعراف الاجتماعية، ومُفعم بالحديث عن الإحسان والبر واللياقة والحكمة والثقة، ويتحدث بأناقة رفيعة ويقول أشياء ذات وقع لطيف – لاحظوا ما إذا كان مثل هذا الشخص يمارس الحق أم لا. إذا كان لا يمارس الحق أبدًا، فإنه ليس إلا منافق يتظاهر بالصلاح، وهو مثل دامينغ تمامًا، ولا يختلف عنه البتة. أي نوع من الناس هم أولئك الذين يركزون فقط على التحلي بالسلوك الحسن ويستخدمونه لخداع الآخرين ليثنوا عليهم ويعجبوا بهم؟ (المنافقون). هل هؤلاء الناس لديهم فهم روحي؟ (كلا). هل يمكن للأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي أن يمارسوا الحق؟ (كلا). لماذا لا يمكنهم ذلك؟ (إنهم لا يفهمون ماهية الحق، لذا فَهُمْ يأخذون فقط بعض السلوك الصالح ظاهريًا والأمور التي يراها الناس صالحة بوصفها الحق ويمارسونها). هذه ليست النقطة الأساسية. بغض النظر عن مدى عدم فهمهم للحق، هل ما زالوا يعرفون بعض المبادئ الواضحة لفعل الأشياء؟ عندما تخبرهم كيف يقومون بواجبهم، ألا يمكنهم أن يفهموا؟ مثل هؤلاء الناس لديهم سمة واحدة: ليس لديهم أي نية لممارسة الحق. بغض النظر عما تقوله، لن يستمعوا إليك، وسيفعلون ويقولون ما يحلو لهم فحسب. لقد تحدثنا كثيرًا عن المظاهر المختلفة لأضداد المسيح مؤخرًا. ألق نظرة على من حولك: انظر من أظهر بعض التغيير، ومن لم تتغير سلوكياته ومبادئه في القيام بالأشياء على الإطلاق، ومن لم يتحول قلبه مهما عقدت معه شركة، ومن يبقى دون تغيير، أو لا ينوي التغيير، ويستمر في فعل الأشياء كما يحلو له، حتى لو كان قادرًا على ربط محتوى شركتك بنفسه. هل واجهتم مثل هؤلاء الأشخاص؟ لقد فعلتم، أليس كذلك؟ لماذا يُعفى بعض القادة والعاملين من مناصبهم؟ ذلك لأنهم لا يمارسون الحق، ولا يقومون بعمل حقيقي. إنهم يستوعبون شتى أنواع التعاليم، ويصرون على طرقهم الخاصة. بغض النظر عن كيفية عقدك لشركة عن مبادئ الحق، لا يزال لديهم مجموعتهم الخاصة من القواعد، متشبثين بآرائهم الخاصة ولا يستمعون إلى أحد. هم يفعلون ما يحلو لهم فقط – أنت تقول شيئًا وهم يفعلون شيئًا آخر. ينبغي إعفاء أمثال هؤلاء القادة والعمال، أليس كذلك؟ (صحيح). بالفعل ينبغي ذلك. ما الطريق الذي يسلكه هؤلاء الأشخاص؟ (طريق ضد المسيح). وحال سلوكهم طريق ضد المسيح، ومع مرور الوقت الكافي، سيصبحون هم أنفسهم من أضداد المسيح. الأمر يتعلق فقط بالوقت الذي سيستغرقه الأمر. بغض النظر عن طريقة عقدك لشركة عن الحق معهم، إذا كانوا ما زالوا لا يقبلونه ولا يتغيرون على الإطلاق، فهذا أمر مزعج حقًا، وقد أصبحوا بالفعل من أضداد المسيح.
ما الإلهام الأكبر الذي اكتسبتموه من القصة التي رُويت اليوم؟ أنه من السهل على الناس أن ينحرفوا. لماذا يسهل على الناس أن يضلوا؟ أولًا، لدى الناس شخصيات فاسدة، ثانيًا، بغض النظر عن أعمارهم، فإن الناس ليسوا صفحات بيضاء في أفكارهم وفي أعماق قلوبهم. إذًا، ما النصائح التي تقدمها لكم هذه القصة؟ من السهل على الناس أن يضلوا – هذا أولاً. ثانيًا، يميل الناس إلى التمسك بما يعتقدونه صالحًا وصحيحًا كما لو كان هو الحق، ويتعاملون مع المعرفة من الكتاب المقدس والتعاليم الروحية على أنها كلام الله الذي يجب ممارسته. بعد فهم هذين الأمرين، ما الجديد لديكم من فهم أو أفكار أو خطط للطريق الذي ينبغي أن تسلكوه مستقبلاً ولكل مهمة يجب أن تنفذوها في المستقبل؟ (عندما نقوم بالأمور في المستقبل، لا ينبغي لنا أن نتصرف بناءً على ما نعتقد أنه صواب. أولاً، يجب أن نفكر فيما إذا كانت أفكارنا تتماشى مع ما يريده الله، وما إذا كانت تتوافق مع متطلبات الله. ينبغي أن نجد مبادئ للممارسة في كلام الله، ثم نمضي قدمًا. بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نضمن أننا نمارس الحق وأن الطريق الذي نسلكه في إيماننا بالله صحيح). عليكم أن تبذلوا جهدًا فيما يتعلق بكلام الله. توقفوا عن وضع افتراضاتكم الخاصة. ليس لديك فهم روحي، فمقدرتك ضعيفة، ومهما كانت الأفكار التي تأتي بها عظيمة فهي ليست الحق. حتى لو كنت واثقًا من أن ما فعلته لا تشوبه شائبة وصحيح، ينبغي لك أن تعرضه على الإخوة والأخوات لعقد شركة حوله والتحقق منه، أو مقارنته بكلام الله ذي الصلة. هل يمكنك تحقيق الكمال بنسبة مئة بالمئة بهذه الطريقة؟ ليس بالضرورة، فقد يظل لديك بعض الانحرافات في ممارستك، ما لم تستوعب تمامًا مبادئ الحق ومصدر ما قاله الله. هذا جانب واحد. ما الثاني؟ إذا ابتعد الناس عن كلام الله، فمهما بدت أفعالهم عقلانية أو مقبولة، لا يمكن لها أن تحل محل الحق. كل ما لا يمكنه أن يحل محل الحق ليس هو الحق، ولا هو شيء إيجابي. إذا لم يكن شيئًا إيجابيًا، فماذا يكون؟ بالتأكيد ليس شيئًا يرضي الله، ولا يتفق مع الحق، بل هو شيء يدينه الله. ماذا ستكون عواقب فعلك لأمر يدينه الله؟ ستجعل الله يمقتك. كل الأشياء التي ليست من عند الله هي أشياء سلبية، فهي تأتي من الشيطان. قد لا يفهم بعض الناس ذلك، فليكن ذلك تدريجيًا مع اكتسابك الخبرة.
اليوم، كنا ننتقد شيئًا واحدًا بجدية، فما الذي ننتقده؟ مسألة الإشارة إلى خنزيرة عجوز باسم العمة خنزيرة، أليس كذلك؟ هل من العيب أن نطلق على الخنزيرة اسم "العمة خنزيرة"؟ (بلى). إنه أمر مُخجل. دائمًا ما يرغب الناس في أن يكون لهم لقب تشريفي. من أين يأتي هذا "الشرف"؟ إلى ماذا يشير "الشرف"؟ هل الأمر يتعلق بالأقدمية؟ (بلى). هل من الجيد الرغبة دائمًا في أن يُنظر إليك على أنك أكبر سنًا، والتركيز دائمًا على الأقدمية؟ (كلا). لماذا التركيز على الأقدمية ليس أمرًا جيدًا؟ يجب عليك تحليل دلالة التركيز على الأقدمية. إنه أمر غاية في البساطة لدرجة أنه يمكن قوله على هذا النحو: "الله لا يسمح للناس بالتركيز على الأقدمية، فلماذا تناقش ذلك بلا معنى؟ أنت تنطق بالهراء بينما تتظاهر بأنك متحضر. أنت لا تأخذ في اعتبارك مصالح بيت الله بينما تقوم بواجبك، وأنت تخونها دائمًا من أجل مصالحك الخاصة. عندما يتعلق الأمر بمصالحك الخاصة، لن تتردد في خيانة مصالح بيت الله. من الذي تحاول خداعه بتصرفك كأنك شخص صالح؟ هل أنت جدير بأن تُعتبر صالحًا؟" هل سيكون من المقبول قول ذلك بهذه الطريقة؟ (نعم). ماذا ينبغي أن يُقال لجعل الأمر أكثر قسوة؟ "بماذا تثرثر؟ أنت مجرد خنزير غبي، وأحمق، بلا أي فهم للحق على الإطلاق. ما الذي تتظاهر به؟ أنت متعلم ومثقف وتؤمن بالله. لقد قرأتَ الكثير من كلام الله وما زلت تعتقد أنك تؤمن بالله جيدًا جدًا. ولكن في النهاية، أنت لا تعرف حتى معنى ممارسة الحق. ألستَ مجرد خنزير غبي، وأحمق تمامًا؟" هذا كل شيء لهذه القصة. دعونا نعود الآن إلى الموضوع الرئيسي للشركة.
تشريح سلوك أضداد المسيح الملتوي، والتعسفي، والمستبد، وكيف يُكرِهون الناس على طاعتهم
أولًا: تشريح السلوك الملتوي لأضداد المسيح
في المرة السابقة، عقدنا شركة حول البند الخامس من مظاهر أضداد المسيح: يخدعون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم. واليوم سنعقد شركة عن البند السادس: إنهم يتصرفون بطرق ملتوية، فهم متعسفون ومستبدون، ولا يقيمون شركات مع الآخرين، ويُكرهون الآخرين على إطاعتهم. هل ثمة فارق بين هذا البند والبند الخامس؟ من حيث الشخصية، لا يوجد فارق كبير، فأفعال كليهما تدور حول الاستيلاء على السلطة والتصرف بشكل تعسفي وديكتاتوري. الشخصيتان كلتاهما خبيثة، ومتعجرفة، ومتعنتة، وشرسة؛ الشخصيتان هما نفسهما. غير أن البند السادس يسلط الضوء على مظهر آخر بارز من مظاهر أضداد المسيح، وهو أن أفعالهم ملتوية؛ وهذا يتعلق بطبيعة أفعال أضداد المسيح. والآن، لنناقش أولاً كلمة "ملتوي". ظاهريًا، هل كلمة "ملتوي" كلمة ازدراء أم إطراء؟ إذا أقدم شخص ما على فعل أمر ملتوٍ، فهل هذا الأمر جيد أم سيء؟ (سيء). إذا قيل عن شخص ما إنه يتصرف بشكل ملتوٍ، فهل هذا الشخص جيد أم سيء؟ من الواضح أن انطباعات الناس ومشاعرهم هي أن الشخص الذي يتصرف بشكل ملتوٍ هو أحمق لا فائدة منه. إذا صادف شخص ما أمرًا ملتويًا، فهل يكون ذلك سببًا للسعادة أم هو أمر تقشعر منه الأبدان؟ (إنه أمر تقشعر منه الأبدان). إنه ببساطة ليس بالأمر الجيد. باختصار، كلمة "ملتوي" في ظاهرها مصطلح ازدرائي، فسواء كانت تصف الفعل نفسه أو طريقة تصرف الشخص، فلا شيء من ذلك إيجابي؛ إنما هي كلمة سلبية بالتأكيد. والآن، لنشرح أولًا ماذا تكون مظاهر الالتواء. لماذا يسمى ملتويًا وليس مخادعًا؟ ما الدلالة الخاصة التي تحملها كلمة "ملتوٍ" هنا؟ الالتواء أعمق من الخداع. ألا يستغرق الأمر وقتًا أطول، أليس من الصعب على الناس إدراك حقيقة من يتصرف على نحو ملتوٍ؟ (بلى). هذا واضح جدًا. إذًا، استخدموا كلمات يمكنكم جميعًا فهمها لشرح مصطلح "ملتوي". هنا، كلمة "ملتوي" تعني غادر وماكر، وتشير إلى سلوك غير طبيعي. يشير هذا السلوك غير الطبيعي إلى كونه خفيًا للغاية ولا يمكن اختراقه بالنسبة للشخص العادي، الذي لا يستطيع رؤية ما يفكر فيه أو يفعله مثل هؤلاء الأشخاص. وبعبارة أخرى، يصعب جدًا فهم أساليب، ودوافع، ونقاط انطلاق أفعال هذا النوع من الأشخاص، وأحيانًا يكون سلوكهم خفيًا وسريًا كذلك. باختصار، هناك مصطلح يمكن أن يصف مظاهر التواء الشخص والحالة الفعلية لها، وهو "الافتقار إلى الشفافية"، مما يجعله مبهمًا وغير مفهوم للآخرين. تتسم أفعال أضداد المسيح بهذه الطبيعة؛ أي أنه عندما تدرك أن نواياهم في فعل شيء ما ليست واضحة وتشعر بذلك، تجد الأمر مخيفًا للغاية، ومع ذلك، على المدى القصير أو لسبب ما، تظل لا تستطيع معرفة حقيقة دوافعهم ونواياهم، وتشعر دون وعي أن أفعالهم ملتوية. لماذا يتركون لديك هذا النوع من الشعور؟ من ناحية، يرجع السبب في ذلك إلى أنه لا يمكن لأحد أن يفهم ما يقولونه أو يفعلونه. ومن ناحية أخرى، فإنهم غالبًا ما يتحدثون بطريقة ملتوية، ويضللونك ويجعلونك في النهاية غير متيقن من أي عباراتهم صحيحة وأيها كاذبة، وما يعنيه كلامهم في الواقع. عندما يكذبون، تعتقد أن هذه هي الحقيقة، ولا تعرف أي عبارة صحيحة أو خاطئة، وغالبًا ما تشعر وكأنك تعرضت للخداع والاحتيال. لماذا ينشأ هذا الشعور؟ لأن مثل هؤلاء الأشخاص لا يتصرفون بشفافية أبدًا، فلا يمكنك أن ترى بوضوح ما يفعلونه أو ما ينشغلون به، مما يجعلك حتمًا تشك فيهم. وفي نهاية المطاف، ترى أن شخصيتهم مخادعة، وغادرة، وخبيثة أيضًا. إن كلمة "ملتوٍ" غامضة وتبدو غير مألوفة للناس، ولكن لماذا تُفسر بعبارة بسيطة مثل "الافتقار إلى الشفافية"؟ ثمة معنى ضمني في هذه العبارة. ما هذا المعنى الضمني؟ إن أضداد المسيح غالبًا ما يظهرون لك صورة زائفة عندما يريدون فعل شيء ما، مما يجعل من الصعب عليك أن تُدرك حقيقتهم. على سبيل المثال، إذا أراد أحد أضداد المسيح أن يصفع خدك الأيسر، فسوف يوجه ضربته إلى خدك الأيمن. وعندما تتفادى الضربة لحماية خدك الأيمن، فإنه ينجح في توجيه الصفعة إلى خدك الأيسر، وبذلك يحقق هدفه. هذا التواء وكَيد شديد؛ وكل من يتفاعل ويتعامل معهم هو ضمن حساباتهم. لماذا يحسبون دائمًا؟ بخلاف رغبتهم في السيطرة على الناس واحتلال مكانة في قلوبهم، فإنهم يريدون أيضًا كسب المنافع من الجميع. وإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا اكتشاف نوع الشخصية الشريرة لدى مثل هؤلاء الأشخاص: إنهم يستمتعون للغاية باستغلال الآخرين أو الاستفادة من نقاط قوتهم للسخرية من نقاط ضعف الآخرين، ويستمتعون بالتلاعب بالآخرين. هذا مظهر من مظاهر خبثهم. من الناحية الدنيوية، يعتبر مثل هؤلاء الأشخاص دهاة. يعتقد الأشخاص العاديون أن "كبار السن فقط هم من يمكن أن يكونوا دهاة. أما الشباب فليس لديهم خبرة أو حكمة دنيوية، فكيف يمكن لهم أن يكونوا دهاة"؟ هل هذه العبارة صحيحة؟ كلا، ليست صحيحة. لا تعتمد الشخصية الخبيثة لأضداد المسيح على العمر، فهم يولدون بهذه الشخصية. الأمر فقط أنهم عندما يكونون أصغر سنًا وأقل خبرة، فإن انخراطهم في مثل هذه المكائد قد يكون أكثر بدائية وأقل إحكامًا. وكلما تقدموا في السن، يصبحون أكثر إحكامًا في القيام بذلك، مثل ملوك الأبالسة القدامى الذين تكون أفعالهم منغلقة تمامًا ومبهمة كليًا لمعظم الناس.
لقد قدمت للتو شرحًا تقريبيًا لكلمة "ملتوٍ"، لذا دعونا الآن نعقد شركة عن حالات ومظاهر هذا الالتواء المحدد. ألا يستحق هذا الأمر عقد شركة عنه؟ إذا لم نعقد شركة عن تلك المظاهر، فهل ستتمكن من تمييزها؟ هل يمكنك أن تدرك حقيقة هذا الأمر؟ (كلا). ليس الأمر أنك لا تستطيع تمييزها أو إدراك حقيقتها على الإطلاق؛ بل إنك أيضًا ستشعر أحيانًا أن شخصًا معينًا ماكر حقًا – ماكر جدًا لدرجة أنك في نهاية المطاف تقوم بتنفيذ أوامره حتى بعد أن خانك – وأن عليك أن تكون حذرًا منه. إذًا، ما هي الأشياء التي يفعلها أضداد المسيح وما هي الأقوال والأفعال التي يكشفون عنها في تعاملهم مع الإخوة والأخوات والناس من حولهم والتي تُظهر أنهم يفعلون الأشياء بطريقة ملتوية وبشخصية خبيثة؟ الأمر يستحق عقد شركة عنه. عند شرح كلمة "ملتوٍ" فقط، يجدها الناس عمومًا بسيطة جدًا، وربما يكفي مراجعة القاموس لفهم معناها. ولكن عندما يتعلق الأمر بأي من أفعال الناس وسلوكياتهم وشخصياتهم ترتبط بهذه الكلمة وتمثل مظاهر وحالات ملموسة لهذه الكلمة، يصبح الأمر أكثر صعوبة وتعقيدًا للفهم، أليس كذلك؟ أولًا، فكّروا في الأشخاص، أو أضداد المسيح المحددين الذين قابلتوهم وواجهتوهم. ما هي أفعالهم التي جعلتك تشعر بأن طبيعة هذا الفعل مرتبطة بالالتواء، أو ما هي الكلمات، والأفعال، والسلوكيات اليومية التي تصدر عنهم والتي كانت مرتبطة بذلك؟ (التقيت ذات مرة أحد أضداد المسيح والذي أراد بوضوح أن يتنافس على المكانة وأن يكون قائدًا، لكنه قال للإخوة والأخوات: "نحن نحتاج إلى الإبلاغ عن القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين. بهذا فقط يمكننا أن نحظى بعمل الروح القدس. إذا لم نبلغ عن القادة الكاذبين ونكشفهم، لا يمكننا أن نحظى بعمل الروح القدس. يجب أن نقف لنحمي عمل الكنيسة معًا". تحت شعار حماية عمل الكنيسة، سعى إلى أن يمسك خطأً على القادة والعاملين، مُحدثًا ضجة كبيرة حول قضايا ثانوية ومُحرضًا الإخوة والأخوات على الإبلاغ عن القادة والعاملين. كان هدفه هو إسقاط القادة والعاملين حتى تتاح له الفرصة ليصبح هو نفسه قائدًا. لم يميز الكثير من الإخوة والأخوات هذا الأمر فأضلهم. وبدلًا من أن يميزوا المشكلة استنادًا إلى المبادئ، استغلوا بعض القضايا الثانوية والفساد الذي كشف عنه القادة والعاملين لإدانتهم، ووصمهم، وتضخيم الأمور وتهويلها، مما أدى إلى فوضى في الكنيسة). أخبروني، هل هذا التواء؟ (نعم). إنها كذلك بالضبط. لماذا هو التواء؟ لقد كان يلوح براية العدالة لتحقيق أهدافه غير المعلنة، وفي الوقت نفسه يشجع الآخرين على العمل بينما لم يظهر هو وبقي متخفيًا لمراقبة ما ستؤول إليه الأمور. فإذا سارت الأمور على ما يرام، كان ذلك أفضل، وإن لم تسر الأمور على ما يرام، فلن يكتشف أحد حقيقته، لأنه كان مختبئًا على نحو عميق. هذا هو الالتواء؛ وهذا أحد أشكال مظاهره. لم يكن ليسمح لك بمعرفة أفكاره الحقيقية المختفية في أعماقه، وإذا أمكنك تخمينها ولو قليلًا، كان يسارع إلى اختلاق أعذار وحجج مختلفة للتغطية عليها والدفاع عن نفسه بأي ثمن، خوفًا من أن يدرك الناس الحقيقة. لقد تعمّد تعقيد الأمور، هذا هو الالتواء. هل من أحد آخر؟ (قبل بضع سنوات، ظهرت في كنيستنا فرقة من أضداد المسيح وسيطرت عليها، تاركة عمل الكنيسة في حالة من الفوضى. لقد أرسل الأعلى شخصًا ليتولى العمل، لكن هذه الفرقة من أضداد المسيح تصرفت متذرعة بحجة نبيلة قائلة: "لدينا قادتنا، ولا نقبل القادة المنقولين من أماكن أخرى؛ يمكننا تولي العمل بأنفسنا". ونتيجة لذلك، ضُلِّل الكثيرون وأصغوا إلى أضداد المسيح، رافضين قبول القائد الذي اختاره الأعلى. حتى أن أضداد المسيح هؤلاء احتجزوا القائد الذي أرسله الأعلى في أحد الأماكن، ومنعوه من التفاعل مع الإخوة والأخوات وجعلوا من المستحيل عليه أن يمد يد العون لعمل الكنيسة أو تنفيذ أي عمل). لقد كان هذا التواء مريعًا من أضداد المسيح؛ فماذا كان دافعهم الخفي؟ لقد أرادوا السيطرة على الكنيسة وتأسيس مملكتهم الخاصة المستقلة. إنه التواء؛ وهذا هو نوع الأشياء التي يفعلها أضداد المسيح.
ما المظاهر الرئيسية لتصرفات أضداد المسيح التي تتسم بالالتواء؟ أحدها هو الافتقار إلى الشفافية، والآخر هو أنهم يُضمرون سرًا مكائد لا يصح ذكرها. لو أنهم أفصحوا عن خططهم ونواياهم للجميع، فهل سيتمكنون من تنفيذها؟ كلا بالتأكيد. لماذا يعمد الأشخاص الذين يستخدمون الأساليب الملتوية إلى فعل الأشياء بهذه الطريقة؟ ما الغرض من وراء هذه الأفعال؟ حتى الآن، ما فكرتم فيه هو السيطرة على الكنيسة فقط، لكن بعض الأمور لا تتضمن السيطرة على الكنيسة أو السيطرة على الجميع. إن تضليل شعب كنيسة ما أو منطقة ما هو أمر كبير نسبيًا، لذا ما الهدف من وراء السلوكيات والأفعال البسيطة لأضداد المسيح في الأوقات العادية؟ إنه استغلال الناس وجعلهم يبذلون الجهد من أجلهم لإرضاء مصالحهم وتحقيق غاياتهم الخاصة. بينما ينظِّم الله أمور الناس ويحكم مصائرهم، يرغب أضداد المسيح أيضًا في تقرير مصائر الناس والتلاعب بهم. ولكن إذا قالوا لك مباشرةً إنهم يرغبون في التلاعب بك، فهل كنت لتوافق على ذلك؟ إذا قالوا إنهم يرغبون في أن يوجهوا لك الأوامر بوصفك عبدًا، فهل كنت لتوافق على ذلك؟ إذا قالوا إنهم القادة ويجب عليك الاستماع إليهم، فهل كنت لتوافق على ذلك؟ ما كنت لتوافق بالتأكيد. لذلك يضطرون إلى اللجوء إلى بعض الأساليب غير التقليدية حتى يتم استغلالك دون إدراك منك؛ وهذا ما يسمى بالالتواء. على سبيل المثال، يعمل التنين العظيم الأحمر بطريقة ملتوية، مستخدمًا ذرائع تبدو مشروعة لتضليل الناس. كيف تمت مصادرة أصول المُلَّاك والرأسماليين؟ هل وُضعت سياسة مكتوبة تنص على وجوب تسليم كافة الأصول التي تزيد عن مبلغ معين إلى الدولة؟ هل كان الأمر لينجح لو أُعلن ذلك صراحةً؟ (لم يكن لينجح). بما أن ذلك لم يكن لينجح؛ فماذا فعل؟ تَعيَّن إيجاد طريقة يعتقد الجميع أنها صحيحة لمصادرة أصول الملاك والرأسماليين والاستيلاء عليها بشكل مبرر. أدى ذلك إلى إضعاف الملاك والرأسماليين، وإثراء الدولة، وتوطيد حكمها. كيف فعل التنين العظيم الأحمر ذلك؟ (من خلال مهاجمة الملاك وإعادة توزيع الأراضي). لقد لوح بلافتات "مهاجمة الملاك وإعادة توزيع الأراضي"، و"المساواة للجميع"، وبعد ذلك اختلق قصصًا مثل قصة "الفتاة ذات الشعر الأبيض" لتلفيق التهم وإدانة جميع الملاك والرأسماليين. واستخدم قوة الرأي العام والدعاية لتلقين الناس هذه الأفكار المغلوطة، ما جعل كل من لم يكن على علم بها يعتقد أن الملاك والرأسماليين سيئون وغير مساوين للجماهير الكادحة، وأن الشعب الآن هو سيد بلده، وأن الدولة ملك للشعب، وأنه لا ينبغي لهذه القلة القليلة من الأفراد أن تمتلك كل هذه الثروة، وأنه يجب مصادرتها وإعادة توزيعها على الجميع. وفي ظل تحريض ما يُسمى بالأيديولوجيات والنظريات الجيدة، والصحيحة، والمناصرة للفقراء، ضُلِلَ الناس وعُميت بصيرتهم، وبدأوا في محاربة الأثرياء المحليين ومهاجمة الملاك والرأسماليين. وماذا كانت النتيجة النهائية؟ بعض هؤلاء الملاك والرأسماليين تعرضوا للضرب حتى الموت، وأصيب بعضهم الآخر بتشوهات، والبعض الآخر فرّ إلى أماكن بعيدة. باختصار، كانت النتيجة النهائية أن التنين العظيم الأحمر وصل إلى ما يريد. لقد تم توجيه هذه الجماهير الحمقاء والجاهلة تدريجيًا من خلال مثل هذه الحيل لتحقيق الأهداف التي أرادها هؤلاء الأبالسة. وبالمثل، يتبنّى أضداد المسيح أيضًا مثل هذه الأساليب الملتوية عندما يفعلون الأشياء. على سبيل المثال، عندما يتعاون أحد أضداد المسيح مع شخص ما في دور قيادي، ويرى أن هذا الشخص لديه حس بالعدالة، ويفهم الحق، ويمكنه تمييزه، فإنه يبدأ في الشعور بالشك قائلًا: "هل يمكن لهذا الشخص أن يُقوِّض مكانتي من وراء ظهري؟ هل يخطط لشيء ما في الخفاء؟ لماذا لا يمكنني أن أراه على حقيقته؟ هل هو إلى جانبي أم لا؟ هل يمكنه الإبلاغ عني إلى الأعلى؟" وبوجود هذه الأفكار في عقوله، يبدأ في القلق من أن مكانته ليست آمنة، أليس كذلك؟ فماذا يفعل بعد ذلك؟ هل يعذب ذلك الشخص مباشرة؟ بعض أضداد المسيح يعذبون ذلك النوع من الأشخاص علانية، لكن النوع الملتوي لن يفعل ذلك مباشرة. بدلًا من ذلك، سيبدأ بالتحدث إلى عدد قليل من الإخوة والأخوات الضعفاء نسبيًا والذين يعانون من الارتباك وعدم التمييز، ويطرح عليهم الأسئلة ويسبر غورهم في تكتم: "لقد كان فلان مؤمنًا لأكثر من عقد من الزمان، لذا ينبغي أن يكون لإيمانه بعض الأساس، أليس كذلك؟" قد يجيب أحدهم قائلًا: "إنه يمتلك أساسًا متينًا. خلال كل تلك السنوات التي أمضاها مؤمنًا بالله، تخلى عن عائلته وعمله؛ لذا فإن إيمانه أعظم من إيماننا. ينبغي أن يكون التعاون معه مفيدًا جدًا لك". سيقول ضد المسيح: "نعم، إنه أمر جيد جدًا، لكنه لا يختلط أبدًا مع الإخوة والأخوات الآخرين. إنه لا يبدو اجتماعيًا جدًا". وقد يضيف شخص آخر: "ليس هذا هو الحال؛ بل هو يسعى إلى الحق أكثر منا. فغالبًا ما نتحدث معًا، لكنه في الغالب يقضي معظم وقته في قراءة كلام الله، والاستماع إلى العظات، وتعلم الترانيم، وعندما يكون معنا فإنه يعقد شركة معنا عن كلام الله". وعند سماع هذه التعليقات المؤيدة والمستحسنة عن ذلك الشخص، يشعر ضِدَ المسيح أنه لا يستطيع أن يقول أكثر من ذلك، فيغير الموضوع قائلًا: "لقد آمن بالإله لسنوات عديدة ولديه خبرة أكثر منا. وينبغي لنا التفاعل معه أكثر في المستقبل وعدم عزله". وعند سماعهم ذلك، يظل الآخرون لا يميزون أي شيء. ونظرًا لأن أغلب الناس يتحدثون بإيجابية عن ذلك الشخص، نجد ضِدَ المسيح غير قادر على تحقيق دوافعه، فلا يقول المزيد في هذا الموضوع. وفي وقت لاحق، يجد ضِدَ المسيح مجموعة أخرى من الناس ويسأل: "هل رأيتم يومًا فلانًا يقرأ كلام الإله؟ لدي انطباع بأنه دائمًا ما يعقد شركة مع الآخرين ويبدو مشغولًا ظاهريًا، فلماذا لا يقرأ كلام الإله أبدًا؟" هذه مجموعة من الناس أكثر إدراكًا ويفهمون المعنى الخفي وراء ذلك، ويفكرون: "يبدو أن ثمة خلافًا بين هذين الاثنين؛ إنه يحاول دفعنا إلى تقويض مكانة ذلك الشخص وإقصائه". لذا، يجيبون: "نعم، إنه مشغول دائمًا بمهام غير مهمة، ودائمًا ما يفرط في تحليل الأشخاص والأشياء. نادرًا ما يقرأ كلام الإله ، وفي المناسبة التي يقرأه فيها ينتهي به الأمر بالنوم، لقد لاحظت ذلك عدة مرات". من خلال أحاديثهم مع المجموعة الأولى والثانية من الأشخاص، ما نوع الشخصية الموجودة في كلام ضِدِّ المسيح؟ أليست شخصية خبيثة؟ (بلى). ما طبيعة أفعالهم ووسائلها؟ إنها ملتوية. لم تدرك المجموعة الأولى من الناس ما كان يحاول ضِدُّ المسيح أن يفعله، بينما أدركت المجموعة الثانية لمحة عما كان يحدث، ثم سايرت ما قاله. ولما رأى ضِدُّ المسيح أن المجموعة الثانية اتبعت ما قاله، وأمكن استمالتها، أراد أن يستخدم هذه المجموعة للتخلص من شريكهم. هذا النسق من الأفكار ملتوٍ. وبعد كل أنواع الإقناع، تتعرض المجموعة الثانية للتضليل والاستمالة، وتقول: "بما أن ذلك الشخص لا يفي بالمبادئ والشروط اللازمة ليكون قائدًا للكنيسة، أفترض أنه لا ينبغي لنا أن نصوت له كقائد في المرة القادمة، أليس كذلك؟" هذه المجموعة ماكرة تمامًا، وبعد أن يتكلموا يلاحظون موقف ضِد المسيح. يقول ضِدُّ المسيح: "هذا لن يجدي نفعًا؛ سيكون ذلك غير منصف. هذا بيت الإله، وليس المجتمع!" وعند سماعهم ذلك، يسألون: "ألن ينجح هذا حقًا؟ ماذا علينا أن نفعل إذًا؟ سوف نصوت لصالحه في المرة القادمة إذًا". يقول ضِدُّ المسيح على الفور: "التصويت له لن ينجح أيضًا". أرأيت؟ أيًا كان ما يقولونه، فهو ليس صحيحًا؛ وهذه مشكلة. في الواقع، يريد ضِد المسيح فقط أن يقود هؤلاء الناس إلى طريقه، ويحفر لهم حفرة ليسقطوا فيها. وفي نهاية المطاف، بعد الاستماع إلى هذا وذاك، يكتشف هؤلاء الأشخاص نوايا ضِدِّ المسيح: "دعونا نجري انتخابات نزيهة. ليس لديه الكثير من المميزات، لذا قد لا يتم اختياره على أي حال". وهنا يكون ضِد المسيح مسرورًا. ألقِ نظرة: ها هو ذئب وبعض الثعالب، وهم يتعاونون معًا للعمل يدًا بيد. هذا هو مبدأ وطبيعة الأفعال التي يقوم بها أضداد المسيح والقوى التي تتبعهم في الكنيسة؛ هذا هو مظهرهم. يقول الأشخاص الذين يتبعون أضداد المسيح: "إذًا فلنصوت. وبالإضافة إلى ذلك، فهو ليس عظيمًا إلى هذه الدرجة، وإذا صوتنا له، فقد لا يتم اختياره حتى". هل يوجد شيء مريب هنا؟ هل يخططون لشيء ما؟ لقد اكتشفوا بالفعل القرائن من كلمات بعضهم البعض، لكن لا أحد منهم يقول مباشرةً ما يجب القيام به؛ هناك تفاهم ضمني بينهم، والجميع يفهمه. ظاهريًا، لا يأمر ضِدُّ المسيح أحدًا مباشرة ألا يختار شريكه، ومن هم دونه لا يقولون ذلك أيضًا: "لن نختاره، بل سنختارك أنت". لماذا لا يقولون ذلك صراحةً؟ ذلك لأن أيًا منهم لا يريد أن يمنح الآخر أي فرصة في أن يمسك عليه خطأً ما. أليس هذا التواءً؟ هذا خبث محض. إنهم يستمعون إلى نبرة حديث بعضهم البعض، ولكن لا أحد يتحدث مباشرة، وفي النهاية يتم التوصل إلى توافق في الآراء. وهذا يسمى حوار شيطاني. ومن بينهم "أحمق" لا يزال لا يفهم – بعد الاستماع – ويسأل الآخرين عما إذا كانوا سيصوتون لذلك الشخص أم لا. كيف يجيب أضداد المسيح؟ لو قالوا: "افعل ما تراه مناسبًا"، لكان الأمر واضحًا جدًا. مثل هذا الرد يحمل طابع التهديد والإغراء؛ والخبثاء لا يتحدثون بهذه الطريقة. وبدلًا من ذلك، يقولون: "أليس لبيت الإله ترتيبات عمل؟ صوِّت لمن يجب أن تصوِّت له، إذا كان لا ينبغي اختيار شخص ما، فلا تصوِّت له". أليس هذا كلامًا غامضًا؟ إنهم يتذرعون بذريعة تبدو مشروعة، فيقولون: "يجب عليك أن تتصرف وفقًا للمبادئ؛ لا يمكنك الاستماع إليّ؛ ما أقوله لا يهم. لستُ أنا المبادئ، بل كلام الإله هو المبادئ". يسمع "الأحمق" هذا ويفكر: "إذا كنا سنتصرف وفقًا للمبادئ، فسوف أصوت له". وعندما يرون أن هذا الشخص أحمق ويمكن أن يفسد خططهم، تقوم المجموعة بشكل جماعي بطرده، ولا تسمح لهذا "الأحمق" بالبقاء بينهم. وفي نهاية المطاف، عندما يستمر "الأحمق" في التساؤل عما إذا كان ينبغي أن يصوتوا لذلك الشخص أم لا، يقول أحدهم: "لنتحدث عن ذلك لاحقًا. سنحدد ذلك بناءً على أدائه". هل هناك أي حسم في هذه الكلمات؟ أي عنصر من عناصر الصدق؟ (كلا). إذًا ما المقصود فعلًا بهذه الكلمات؟ توحي هذه الكلمات بشخصيتهم الخبيثة، وكذلك دوافعهم، ونواياهم، وأهدافهم غير المعلنة. إنها تتضمن المؤامرة السرية فيما بينهم – الذئب والثعالب – للتخلص من الشخص الذي يُعتبر قذى في عين ضِدِّ المسيح. لماذا يمكن لهذه المجموعة من الناس التصرف بهذه الطريقة؟ بخلاف كونهم محكومون بشخصيتهم الخبيثة، فإن السبب في قدرتهم على فعل ذلك هو أن رئيسهم الأعلى – ضِدَّ المسيح – لا يحب ذلك الشخص. إذا صوتوا له، واكتشف ضِدُّ المسيح ذلك، فلن تكون النتيجة جيدة. لذا، بالنسبة إليهم، الأمر الأكثر إلحاحًا والأكثر أهمية، والأكثر فائدة، هو عدم التصويت لذلك الشخص. إنهم جميعًا يستمعون إلى ضِدِّ المسيح، أيًا كان ما يقوله؛ وفي أي اتجاه يتجه كلامه، يتبعه هؤلاء الناس، ويطرحون جانبًا مبادئ الحق وكلام الله. وكما ترى، ما دام ضِدُّ المسيح قد ظهر، فسيكون هناك حتمًا من يطيعه. ما دام أضداد المسيح يعملون، فإن بعض الناس سيرافقونهم ويتبعونهم؛ ليس هناك من أضداد المسيح من يعملون بمفردهم وبمعزل عن الآخرين.
ما ناقشناه للتو كان أحد مظاهر الكيفية التي يعمل بها أضداد المسيح على نحو ملتوٍ. والالتواء المذكور هنا يشير إلى أن لأضداد المسيح أغراضهم ودوافعهم الخاصة وراء ما يفعلونه، لكنهم لن يخبروك ولن يسمحوا لك بمعرفة ذلك. عندما تكتشف ذلك، سيبذلون قصارى جهدهم لإخفائه، مستخدمين وسائل مختلفة لتضليلك، لتغيير نظرتك لهم. هذا هو الجانب الملتوي لأضداد المسيح. إذا أمكن بسهولة كشف دوافعهم، ونشرها على نطاق واسع، ومشاركتها مع الجميع، وإطلاع الناس عليها، فهل سيكون ذلك التواءً؟ لن يكون ذلك التواءً؛ فماذا سيكون؟ (حماقة). ليست حماقة؛ بل ستكون غطرسة إلى حد فقدان العقل. أضداد المسيح ملتوون في سلوكهم. كيف هم ملتوون؟ يتصرفون دائمًا بطريقة تعتمد على الخداع، وكلامهم لا يكشف شيئًا، ولذلك يصعب على الناس فهم نواياهم وأهدافهم. هذا التواء. إنهم لا يتوصلون إلى الاستنتاجات بسهولة في أي شيء يقولونه أو يفعلونه؛ ويفعلون ذلك حتى يتمكن مرؤوسوهم ومستمعوهم من الشعور بنواياهم، وبعد أن يكون هؤلاء الناس قد فهموا ضد المسيح، فإنهم يتصرفون وفقًا لجدول أعماله ودوافعه وينفذون أوامره. فإذا اكتملت إحدى المهام شعر ضد المسيح بالسعادة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يتمكن أحد من محاسبته على أي شيء، أو من فهم الدوافع أو النوايا أو الأهداف وراء ما يفعله. يكمن الالتواء فيما يفعله أضداد المسيح في المؤامرات الخفية والأهداف السرية، وجميعها تهدف إلى خداع الآخرين، والتلاعب بهم، والسيطرة عليهم. هذا هو جوهر السلوك الملتوي. الالتواء ليس هو الكذب البسيط، أو فعل شيء سيئ؛ بل يتضمن نوايا وأهداف أكبر، وهي أشياء يتعذر على الناس العاديين فهمها. إذا كنت قد فعلت شيئًا لا تريد أن يعرفه أحد، وكذبت كذبة، فهل يعدّ هذا التواءً؟ (كلا). هذا مجرد خداع، ولا يرقى إلى مستوى الالتواء. ما الذي يجعل الالتواء أعمق من الخداع؟ (لا يستطيع الناس فهمها). يصعب على الناس فهمها. هذا أحد الجوانب. ماذا أيضًا؟ (لا يملك الناس أي شيء ضد الشخص الملتوي). هذا صحيح. الخلاصة هي أنه من الصعب على الناس أن يجدوا أي شيء ضده. وحتى لو عرف بعض الناس أن ذلك الشخص قد فعل أشياء شريرة، فلا يمكنهم تحديد ما إذا كان شخصًا صالحًا أم سيئًا، شخصًا شريرًا أم أحد أضداد المسيح. لا يستطيع الناس كشفه على حقيقته، لكنهم يعتقدون أنه صالح، ويمكن أن يُضللوا بواسطته. ذلك هو الالتواء. يميل الناس بشكل عام إلى قول الأكاذيب وتدبير مكائد تافهة. هذا مجرد خداع. لكن أضداد المسيح أكثر غدرًا من المخادعين العاديين. إنهم مثل ملوك الأبالسة؛ فلا أحد يستطيع أن يفهم ما يفعلونه. إنهم يستطيعون أن يفعلوا الكثير من الشرور باسم العدالة، وهم يؤذون الناس، ولكن الناس يظلون يمتدحونهم. وهذا ما يسمى بالالتواء.
كانت هناك حادثة وقعت في الماضي حيث أُبلِغَ أحد القادة أثناء الاتصال مع الأعلى وعقد شركة معه عن بعض خطط عمل بيت الله. في ذلك الوقت، لم تكن ترتيبات العمل قد صدرت رسميًا بعد. وبعد عودته، بدأ في التباهي، لكنك ما كنت لتعرف أنه كان يتباهى. لقد كان يتحدث بجدية شديدة أثناء أحد التجمعات، وفجأة وفي منتصف عقد شركته قال شيئًا لم يسمعه أحد من قبل: "حتى الآن، اكتملت كل خطوة من خطوات عمل الإله، واستقر الناس إجمالًا. ابتداءً من الشهر المقبل، سنقوم بنشر الإنجيل، لذلك نحن بحاجة إلى إنشاء فرق إنجيلية. كيف ينبغي إنشاء الفرق الإنجيلية؟ هناك بعض التفاصيل بشأن هذا..." عندما سمع الآخرون هذا، فكروا: "من أين جاءت هذه الكلمات؟ لم يصدر الأعلى أي ترتيبات عمل حتى الآن. كيف يعرف ذلك؟ لا بد أنه يتمتع ببصيرة تنبؤية!" لقد كانوا يبجلونه، أليس كذلك؟ وقد تغير موقف الناس تجاهه على الفور. كل ما فعله هو أنه ذكر تأسيس فرق إنجيلية، لكنه لم يقم بأي عمل محدد بعد ذلك؛ فقط تحدث بشعارات فارغة. بالطبع كان له غرضه من التحدث بشعارات فارغة؛ لقد كان يتباهى، ويريد أن يظنه الناس في مكانة عالية وأن يبجلوه. وبعد فترة وجيزة، صدر ترتيب العمل من الأعلى. وعندما رأى الإخوة والأخوات ذلك، اندهشوا وقالوا: "أمر لا يصدق! أليست هذه نبوءة؟ كيف عرفت عن هذا الأمر؟ أنت تفهم الحق أفضل منا؛ قامتك أكبر منا. إن قامتنا صغيرة للغاية. عندما حان الوقت للتبشير بالإنجيل، كنت قد أخبرتنا بالفعل عن ذلك، بينما كنا غافلين وغير مدركين. انظر، ألا يتماشى ما عقدت شركة عنه مع ترتيب العمل من الأعلى؟ إنه تطابق عرضي، وقد تم التحقق منه الآن". من خلال هذه الحادثة، أصبح الجميع يبجلونه أكثر، وليس بصورة عادية، بل بخضوع كامل، حتى أنهم وصلوا إلى حد الركوع والسجود أمامه. لم يكن أكثر الناس يعلمون بهذا الأمر، ولولا أنه تحدث عنه بنفسه لما علم به أحد، إنما يعلمه الله وحده. لقد كان أمرًا واضحًا للغاية، ولم يكشفه لأحد، واختار بدلًا من ذلك أن يخدعهم بوقاحة بالغة. هل يعتبر هذا السلوك ملتويًا؟ (نعم). لماذا خدع الآخرين بهذه الطريقة؟ لماذا يمكنه أن يتصرف ويعمل بهذه الطريقة؟ ما الذي كان يدور بخَلَدِه حقًا في صميم قلبه؟ لقد أراد أن يراه الناس مختلفًا، وأن يعتقدوا أنه ليس شخصًا عاديًا. هل هذا شيء ينبغي أن يوجد في الإنسانية الطبيعية؟ (كلا). إن أفعال مثل هذا الشخص مقززة ومخزية. هل تعتبر هذا التواءً؟ (نعم). وإلى جانب كونه التواء، فهو أيضًا مقزز إلى حد ما.
من بين أضداد المسيح، ثمة نوع من الأشخاص الذين لم يُسمع لهم قط قول شيء خاطئ أو يُرَ أنهم يفعلون أي شيء خاطئ، ويُعتبر ما يقومون به وطريقة تصرفهم عمومًا صالحة ومستحسنة من الجميع. غالبًا ما ترتسم على وجوههم ابتسامة، ومُحياهم كقديس رحيم، ولا يهذبون أحدًا أبدًا. أيًا كانت الأخطاء التي يرتكبها الناس، فهم يتسامحون معها دائمًا بقلب غفور كقلب أم مُحبة. إنهم لا يتعاملون أبدًا مع أولئك الذين يخالفون المراسيم الإدارية في الكنيسة، أو الذين يتسببون في العراقيل والاضطرابات، أو الذين يرتكبون أفعالًا شريرة. هل هذا لأنهم لا يستطيعون رؤية هذه الأمور أو تمييزها؟ لا، لا هذا ولا ذاك، فهم يستطيعون رؤيتها وتمييزها، لكنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم لو طهروا المكان من هؤلاء الأشخاص وأصبحت الكنيسة مسالمة ومليئة فقط بالصادقين الذين يسعون إلى الحق ويبذلون أنفسهم بإخلاص لله، فسيكون من السهل تمييزهم هم أنفسهم، وقد لا يكون لهم موطئ قدم في الكنيسة بعد ذلك. وهكذا يُبقون هؤلاء الأشخاص حولهم، ويتركون الأشرار يستمرون في فعل الشر، والكاذبين يستمرون في الكذب، والمزعجين يستمرون في الإزعاج، ويضمنون من خلال هذه الاضطرابات ألا تنعم الكنيسة أبدًا بالسلام، وبالتالي تأمين وضعهم الخاص. لذا، عندما يتعين طرد شخص ما، أو التعامل معه، أو عزله، أو إبعاده عن منصبه، ماذا يقولون؟ يقولون: "يجب أن نعطي الناس فرصة للتوبة. من منا بلا عيوب أو فساد؟ من منا لم يرتكب أخطاء؟ يجب أن نتعلم التسامح". يفكر الإخوة والأخوات مليًا في هذا الأمر ويقولون: "نحن نتسامح مع أولئك الذين يؤمنون بالله حقًا ولديهم تجاوزات، أو الحمقى والجاهلين، ولكننا لا نتسامح مع الأشرار. إنه شخص شرير". فيجيب ضِدُّ المسيح: "كيف يكون شخصًا شريرًا؟ إنه فقط يقول كلمات قاسية في بعض الأحيان، وهذا ليس شرًا. الأشخاص الذين يرتكبون جرائم القتل والحرق العمد في العالم هم الأشرار الحقيقيون". ولكن ما الذي يفكر فيه ضِدُّ المسيح حقًا؟ يفكر قائلًا: "هل هو شخص شرير؟ هل هو شرير مثلي؟ أنت لم ترَ ما فعلته أنا، ولا تعرف ما يدور بداخلي. إذا عرفتم ذلك، ألن تطهروا المكان مني؟ تفكرون في تطهير المكان منه؟ لا يمكن! لن أسمح لك بأن تتعامل معه. من يحاول ذلك، سأغضب منه بشدة، وسوف أُصعِّب الأمور جدًا عليه! من يحاول التعامل معه، سأطرده!" ولكن هل سيقول ذلك بصوت مسموع؟ كلا، لن يفعل ذلك. ماذا سيفعل إذًا؟ إنه يهدئ الموقف أولًا، ويجعل الوضع مستقرًا، ويظهر قادرًا على قيادة الكنيسة وقادرًا على تحقيق التوازن بين مختلف القوى، بحيث لا تستطيع الكنيسة الاستغناء عنه. وبهذه الطريقة، ألا يكون منصبه مؤَمَّنًا؟ وإذا تم تأمين منصبه، ألا يعني هذا الحفاظ على مصدر رزقه؟ هذا ما يسمى بالالتواء. ولهذا السبب، لا يستطيع معظم الناس إدراك حقيقة مثل هؤلاء الأفراد. لمَ لا؟ إنهم لا يقولون الحقيقة أبدًا، ولا يتصرفون بخفة. وأيًا كان ما يطلب منهم الأعلى أن يفعلوه، فإنهم يتظاهرون بالتفاني في تنفيذ ما يطلبه منهم، ومهما كانت الكتب التي يجب توزيعها، فإنهم يرسلونها، ويحافظون على القليل من التجمعات في الأسبوع، ولا يحتكرون عقد الشركة أثناء التجمعات. ظاهريًا، يبدو كل شيء مثاليًا وخاليًا من العيوب، ولا يترك مجالًا للنقد. ولكن ثمة شيء واحد يمكنكم تمييزه: إنهم لا يتعاملون مع الأشرار أبدًا. بل على العكس من ذلك، يحمونهم، ويتسترون عليهم، ويدافعون عنهم باستمرار. أليس هذا التواءً؟ ما هو جانب الالتواء في سلوكهم هنا، وما هو محور التركيز؟ يجب توضيح ذلك. إنهم لا يقولون الحق أبدًا، ودائمًا ما يقولون الأكاذيب لخداع بيت الله. إنهم يرون الأشرار يرتكبون الشرور، لكنهم لا يهتمون بهم، ودائمًا ما يلطِّفون الأمور ويمارسون الصبر والتسامح. ما هو دافعهم للقيام بهذه الأمور؟ هل هو حقًا مساعدة الناس على أن يكمل كل منهم نقاط قوة الآخر، وأن يتحلوا بالتسامح تجاه بعضهم البعض؟ (كلا). ما هو هدفهم إذًا؟ إنهم يريدون ترسيخ نفوذهم، وتثبيت مكانتهم. إنهم يعلمون أنه بمجرد تطهير المكان من الأشرار، فسوف يكونون هم التالين في الرحيل، وهذا ما يخشونه. ولذلك فإنهم يُبقون الأشرار حولهم، وطالما أنهم موجودون، فإن وضع ضِد المسيح يكون آمنًا. إذا تم تطهير المكان من الأشرار، فسوف ينتهي أمر ضِد المسيح. فالأشرار هم مظلتهم ودرعهم الواقي. لذا، بغض النظر عمن يكشف الأشرار أو يقترح تطهير المكان منهم، فإنهم يختلفون معه، ويقولون: "لا يزال بإمكانهم أداء واجباتهم، ولا يزال بإمكانهم تقديم المال، أو على الأقل لا يزال بإمكانهم العمل!" إنهم يجدون أسبابًا وأعذارًا للدفاع عن الأشرار، وعادةً لا يستطيع الأشخاص الذين لا يتمتعون بالتمييز رؤية النوايا الخبيثة الكامنة في داخلهم، فهم غير قادرين على تمييزها.
هل هناك أي حالات أخرى تركت فيها الأفعال الملتوية لضِد المسيح انطباعًا عميقًا في أنفسكم؟ فليشارك أحدكم ما لديه. (ثمة أخت كانت هي المشرفة على إحدى فرق الإنجيل، وكل شهر كانت تتمكن من جذب بعض الأشخاص، وبعض هؤلاء كانوا غير مؤمنين. فسر ضِدُّ المسيح ترتيب العمل خارج سياقه، قائلًا إن التبشير بالإنجيل يجب أن يستهدف بشكل أساسي الأشخاص المذهبيين، أما غير المؤمنين فهم في مرتبة ثانوية، وإن كان التركيز الرئيسي على غير المؤمنين، فهذا انتهاك خطير لترتيب العمل. بل إنه استخدم كلام الله من "تحذير لمن لا يمارسون الحق" لتشريح هذا السلوك. ثم طلب من الجميع التصويت، متسائلًا: "هل يمكن لمثل هذا الشخص أن يظل مشرفًا؟" في ذلك الوقت، كان الكثيرون في الكنيسة من المؤمنين الجدد الذين لم يمضِ على إيمانهم سوى سنة أو سنتين ولم يتمكنوا من التمييز، لذلك شعروا أن انتهاك ترتيب العمل هو أمر خطير ووافقوا على إعفاء تلك الأخت. أصبحت الأخت سلبية للغاية في ذلك الوقت، فبعد أن تم تشريحها وإدانتها بواسطة ضِد المسيح، شعرت أنها هي نفسها كانت من أضداد المسيح وسوف يستبعدها الله حتمًا، وأصبحت سلبية للغاية، ولا ترغب في العيش. علاوة على ذلك، قام ضِدُّ المسيح أيضًا بحجب بعض العظات والشركات من الأعلى، ولم يسمح لنا بالاستماع. لقد ادعى أن الشركة من الأعلى كانت قاسية جدًا، وأننا بوصفنا مؤمنين جددًا ذوي قامة صغيرة سوف تنشأ لدينا مفاهيم بعد الاستماع إليها. بدا الأمر في ظاهره وكأنه كان يهتم بنا، ولكن في الواقع، كان يخشى أننا إذا استمعنا إلى العظات من الأعلى، فسوف نكون قادرين على تمييزه، ومن ثم لن يكون قادرًا على السيطرة علينا. لقد استخدم هذه الأساليب التي تبدو معقولة لتعذيب الناس وخداعهم، مما يجعل الأمر يبدو وكأن ما فعله كان منطقيًا ووفقًا لترتيبات عمل بيت الله). يمكن بالتأكيد وصف هذه الحادثة بأنها ملتوية. الممارسات الثابتة لأي شخص هو ضد للمسيح هي نفسها دائمًا، دون أي تغيير طفيف، ولها النوايا نفسها، وتستهدف الأهداف نفسها في كل ما يفعلونه. ألا يثبت هذا أن أضداد المسيح هم بالفعل أبالسة وأرواح شريرة؟ (بلى). بالتأكيد. إن وصف أفعال أضداد المسيح – هؤلاء الأبالسة والأرواح الشريرة – بأنها ملتوية هو وصف مناسب تمامًا وليس مبالغة على الإطلاق.
بعد هذه الأمثلة، ينبغي أن تكونوا قد اكتسبتم شيئًا من البصيرة؛ فهل شرعتم في اكتساب بعض التمييز بشأن الأفعال الملتوية التي يقوم بها أضداد المسيح؟ أي أمر ينطوي على سلوك ملتوٍ، بنوايا ودوافع خفية، ليس من أفعال شخص طبيعي، وليس من أفعال شخص صادق، وبالتأكيد ليس من أفعال شخص يسعى إلى الحق. هل ما يفعلونه هو ممارسة الحق؟ هل يساندون مصالح بيت الله؟ (كلا). ماذا يفعلون إذًا؟ إنهم يعرقلون عمل الكنيسة ويخربونه، ويرتكبون الشرور، إنهم لا يتبعون طريق الله، ولا يساندون عمل بيت الله. إن ما يفعلونه ليس من عمل الكنيسة، فهم يستخدمون فقط ستار القيام بعمل الكنيسة لتحقيق أهدافهم الخاصة، على نحو ما يحمي في الأساس مصالحهم الشخصية ومصالح الشيطان. هل هناك أي أمثلة أخرى؟ (في عام 2015، صدر ترتيب عمل من الأعلى، يرشدنا إلى استخدام مقال "المستيقظون" لعقد شركة عن تمييز القادة الكاذبين والتمييز بين الكنائس الحقيقية والكنائس الزائفة. كان ثمة قائد في الكنيسة أُعفي للتو قال إننا حديثو العهد بالإيمان بالله وصغار القامة، وأننا نفهم ترتيب عمل الأعلى أيضًا بشكل سطحي للغاية؛ فأفعال الله لا يمكن فهمها، وقد أصدر الأعلى هذا الترتيب بمعنى أعمق. كذلك قال: "فيما يتعلق بحقائق تمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح، فقد سبق أن قدم الأعلى الكثير من الشركات وشرحها بوضوح شديد. لو كان الأمر يتعلق ببساطة بتمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح، فهل ستكون ثمة حاجة لإصدار ترتيب عمل آخر؟" بعد ذلك، أخرج مقاطع من السياق من ترتيبات العمل السابقة، وعظات وشركات من الأعلى، وجمع عشرات الآلاف من الكلمات من المواد لتضليل الإخوة والأخوات، مما أدى بنا إلى تمييز "المستيقظين" بدلًا من القادة الكاذبين وأضداد المسيح. في ذلك الوقت، كنا مضللين ولم نركز على تمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح. وفي وقت لاحق، تم كشف هذا الشخص على أنه ضِد المسيح. لقد كان يخشى من أنه إذا بدأ الجميع في تمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح، فإنهم سيكشفون أعماله الشريرة ويميزونه، لذلك تعمد أن يضلنا إلى تمييز "المستيقظين" بدلًا من ذلك). كانت هذه مهارة في الخداع، وتكتيكًا للتضليل، بما يخلق تشتتًا لتحويل تركيزكم حتى لا ينتبه إليه أحد. ألا تبدو هذه الطريقة مألوفة؟ عندما يواجه التنين العظيم الأحمر أزمة، مثل الاضطرابات الداخلية في نظامه السياسي أو التخطيط العام للإضرابات أو التمردات، فإنه يستخدم الأسلوب نفسه؛ أسلوب صرف الانتباه. إنه يستخدم هذا الأسلوب في كثير من الأحيان. فكلما ظهرت أزمة، يقوم بإثارة الذعر من الحرب، وإذكاء النزعة الوطنية، ثم يعرض أفلامًا عن حروب المقاومة والوطنية بلا انقطاع، أو ينشر أخبارًا كاذبة لإثارة المشاعر القومية لصرف الانتباه. يفعل التنين العظيم الأحمر هذه الأمور بدوافع خفية، ويضمر أهدافًا غير معلنة؛ وهذا ما يسمى بالسلوك الملتوي. من هو سلف أضداد المسيح؟ إنه التنين العظيم الأحمر، إبليس. طبيعة أفعالهم هي نفسها بالضبط، كما لو كانوا متواطئين مع بعضهم البعض. من أين تأتي مخططات أضداد المسيح وأساليبهم؟ لقد تعلموها من سلفهم، الشيطان الإبليس. الشيطان يسكن بداخلهم، لذا فالعمل بطريقة ملتوية أمر طبيعي جدًا بالنسبة إليهم، إنه يكشف تمامًا أن لديهم طبيعة ضِد المسيح.
(يا إلهي، أريد أن أشارك مثالًا. حدثت حالة ضد المسيح هذه في منطقة جيجين الرعوية. كان ذلك في ربيع عام 2012 تقريبًا. نشر أحد أضداد المسيح ويدعى "آن" العديد من المغالطات في كنائس عديدة، بل وكتب كتيبًا بعنوان "أكثر ما يهتم به الله قبل مغادرة الأرض"، ووزعه سرًا على جميع الكنائس. زعم أن أكثر ما يهتم به الله قبل مغادرته هو ما إذا كان شعب الله المختار سيستمع إلى الرجل الذي يستخدمه الروح القدس بعد مغادرته، لذا يجب علينا فهم مقاصد الله، وأنه الآن، مجرد قراءة العظات، والشركات، وترتيبات عمل الرجل الذي يستخدمه الروح القدس تكفي، مما يعوض الحاجة إلى أن تأكل وتشرب كلام الله. ونتيجة لذلك، ضُلِّلَ العديد من الإخوة والأخوات، فتوقفوا عن الأكل والشرب من كلام الله، وهو الهدف الذي سعى ضِدُّ المسيح إلى تحقيقه. يكمن غدر ضِد المسيح في أنه – تحت ستار الشهادة للرجل الذي يستخدمه الروح القدس – قاد الناس بعيدًا عن كلام الله، تاركين أكل وشرب كلمات الله، بينما جعل الناس يشعرون أيضًا أنه يفهم قلب الله بعمق. كان قد فكر فيما يهتم الله به قبل أن يرحل، فرفع الناس من قدره وعبدوه). لماذا عظَّم الرجل الذي استخدمه الروح القدس؟ الرجل الذي يستخدمه الروح القدس هو من البشر، وكذلك هو. بتعظيمه للرجل الذي استخدمه الروح القدس، كان في الواقع يجعل الناس يبجلونه ويعظمونه؛ كان هذا هو هدفه. لا يمكننا أن نحكم فقط على ما قاله إن كان صحيحًا أم خاطئًا، بل علينا أن ننظر إلى النتائج والأهداف التي حققتها كلماته؛ فهذا هو الأساس. لذا، كان غرضه من تمجيد الرجل الذي استخدمه الروح القدس هو في الواقع تمجيد نفسه؛ كان هذا هو هدفه. لقد كان على علم بأنه لن يعترض أحد بالتأكيد على تمجيد الرجل الذي يستخدمه الروح القدس، وسيوافقه الناس ويعظمونه. ولكن إذا مجَّد نفسه وشهد لها مباشرة، لأمكن للناس أن يكشفوه، ويميزوه، ويرفضوه. لذلك استخدم ضِد المسيح أسلوب تمجيد الرجل الذي يستخدمه الروح القدس لتحقيق تمجيد الذات والشهادة لها، وكان هذا هو غدر ضِد المسيح. كانت تصرفات ضِد المسيح "آن" ملتوية جدًا، وكان من السهل تضليل الناس بها؛ هذه حادثة نموذجية لضِدِّ المسيح. ينبغي لشعب الله المختار أن يتعلم كيف يميز من قضية ضِد المسيح هذه، ويفهم الجوانب الملتوية لأضداد المسيح، وكذلك الأساليب والوسائل الشائعة التي يستخدمونها لتحقيق نتيجة تضليل الناس. إن فهم هذه الأمور مفيد جدًا للناس لتمييز أضداد المسيح. من لديه مثال آخر يمكن أن يشاركه؟
(يا إلهي، لديَّ أيضًا قضية لأحد أضداد المسيح لأشاركها. وقعت هذه الحادثة في منطقة هينان الرعوية. في عام 2011 تقريبًا، عينت الكنيسة ضِد المسيح "يو" – وهي قائدة كاذبة كانت قد أُعفيَت من قبل – لتكون مسؤولة عن أعمال التصفية لأنها كانت تتمتع ببعض المواهب والخبرة في العمل. في ذلك الوقت، صدر ترتيب عمل من الأعلى لكشف القادة الكاذبين وأضداد المسيح والقضاء عليهم تمامًا. رأت "يو" – التي كانت مولعة بالمكانة – في ذلك فرصة للعودة. وبحجة تنفيذ ترتيب العمل، استمرت في عقد شركة مع الإخوة والأخوات لمتابعة تيار عمل الروح القدس والتركيز على تمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح. إلا أنها لم تقدم لنا المبادئ اللازمة لتمييزهم، بل قادتنا بدلًا من ذلك إلى تركيز انتباهنا على القادة والعاملين. ففي كل تجمع، كانت تطلب من الإخوة والأخوات أن يتحدثوا عن أداء القادة والعاملين. وبعد أن نتحدث، كانت تستغل بعض الانحرافات الموجودة في عملهم والشخصيات الفاسدة التي كشفوا عنها، وتصعّد من طبيعة هذه المسائل، وتصفهم مباشرة بأنهم قادة كاذبون، وتعفيهم. وبعد ذلك، كانت تشهد باستمرار للإخوة والأخوات عن كيفية قضائها على هؤلاء القادة والعاملين الكاذبين، ما جعلهم يشعرون أنها كانت تستطيع التمييز ولديها قدرة على العمل. في واقع الأمر، كانت تهدف إلى استغلال إقالة هؤلاء القادة والعاملين كفرصة لعودتها واستمرارها كقائدة. وعندما رأى الإخوة والأخوات الذين تم تضليلهم بواسطة "يو" الفساد الذي كشف عنه القادة والعاملون والانحرافات الموجودة في عملهم، بدأوا يتساءلون عما إذا كانوا قادة كاذبين، بل وشككوا في قادة الكنيسة على كافة المستويات، وأخفقوا في التعاون بشكل طبيعي مع عمل القادة والعاملين. كما أن العديد من القادة والعاملين ذوي القامات الصغيرة كانوا مقيدين إلى حد كبير، ويعيشون في حالة من السلبية والحذر، غير قادرين على أداء واجباتهم بشكل طبيعي، مما أدى إلى فوضى في الكنيسة. في ذلك الوقت، كان كثير من الناس يعبدون ضِدَّ المسيح هذه، وكانت هناك حوالي اثنتي عشرة كنيسة مُضللة وخاضعة لسيطرة ضِد المسيح هذه. وحتى بعد أن كُشِف عن ضِد المسيح هذه، ظل بعض الناس لا يستطيعون تمييزها، معتقدين أنها كانت تساند عمل الكنيسة، بل إن البعض وقفوا في صفها). ماذا حدث لأولئك الإخوة والأخوات الذين ضُلِّلوا فيما بعد؟ (من خلال عقد شركة والمساعدة، اكتسب البعض تمييزًا لضِد المسيح وتم إنقاذهم، بينما ظل البعض الآخر، معاندين ومصممين على اتباع ضِد المسيح بغض النظر عن كيفية عقد الآخرين لشركة معهم، وهؤلاء استُبعدوا في النهاية). هل يميز معظم الناس الآن ضِدَّ المسيح هذا؟ (أصبح لديهم بعض التمييز الآن). أولئك الذين لا يزالون على عنادهم وعدم القابلية للتغيير يستحقون الهلاك؛ هذه هي نتيجة اتباع ضِد المسيح.
لقد عقدنا شركة للتو عن مختلف مظاهر الأفعال الملتوية لأضداد المسيح. والآن، دعونا نقدم إيجازًا: ما الجوهر والشخصية التي يعبر عنهما مثل هذا السلوك لأضداد المسيح؟ (الخبث). إنها شخصية تتسم في المقام الأول بالخبث. هل يمكننا إذًا أن نقول إن الأشخاص ذوي الشخصية الخبيثة عادة ما يتصرفون على نحوٍ ملتوٍ، وأن أولئك الذين يتصرفون على نحوٍ ملتوٍ لديهم شخصية خبيثة للغاية؟ (نعم). هل هذا تفكير منطقي؟ في حين يبدو الأمر إلى حد ما وكأنه تفكير سطحي، فإن هذا في واقع الأمر ما يحدث بالضبط؛ فالأشخاص ذوو الشخصية الخبيثة غالبًا ما يعملون بطرق ملتوية. إن جوهر طبيعة تصرفات أضداد المسيح الذين يتصرفون على نحوٍ ملتوٍ ينشأ من الشيطان؛ فمن الواضح تمامًا أنهم يشبهون الأبالسة والشيطان. وعن طريق ملاحظة كيفية تصرف أضداد المسيح، يمكنك فهم كيفية عمل الأبالسة والشيطان. الأبالسة الحقيقيون والشيطان، والتنين العظيم الأحمر، يتصرفون بشكل أشد من هذا. حتى ضِد المسيح البسيط يمكنه أن يتصرف بهذه الطريقة الملتوية، وبمثل هذه الأساليب البارعة، ويتحدث دون ترك أي ثغرات، مما يجعل من المستحيل على أي شخص أن يجد نقيصة أو أن يكتشفه؛ فما بالك بالأبالسة القدماء والشيطان! عند النظر إلى الأمر من منظور السلوك الملتوي لأضداد المسيح، ألا يمكن أن يكون في كلام وأفعال الأشخاص العاديين الذين لا يتمتعون بمكانة، والذين نادرًا ما يتواصلون أو ينفتحون على الآخرين، والذين يتصرفون دون شفافية ولا يريدون للآخرين أن يعرفوا ما يفكرون فيه أو يفكرون في فعله في أعماقهم ونواياهم في التصرف، والذين يخفون أنفسهم بعمق ويحيطون أنفسهم بغطاء محكم، أيضًا تلميحًا على الالتواء؟ إذا لم يوصَّف هؤلاء الأشخاص على أنهم أضداد المسيح، فإنهم بالتأكيد يسيرون في طريق ضِد المسيح. هذا أمر مؤكد. إن أولئك الذين يسيرون في طريق ضِد المسيح، إذا لم يقبلوا تهذيبهم، ولم يصغوا لاقتراحات الآخرين، وأكثر من ذلك، لم يقبلوا الحق، فما إن يحصلوا على مكانة، سيصبحون حتمًا أضدادَ المسيح، إنها مسألة وقت فقط. إذا كان لدى بعض الأشخاص مثل هذه الشخصية الخبيثة وساروا ذات مرة في طريق ضِد المسيح، وأظهروا بعض أوجه التشابه مع ضِد المسيح، ولكن بعد قبولهم التهذيب، تابوا، واستطاعوا قبول الحق، والتخلي عن مسارهم السابق، واستطاعوا الرجوع إلى الحق والعمل به، فماذا ستكون النتيجة؟ مثل هذا التحول سيبعدهم أكثر عن طريق ضِد المسيح، مما يسهل عليهم الدخول إلى المسار الصحيح للإيمان بالله، وسيكون لديهم حينئذٍ أمل في الخلاص. هذا كل ما يتعلق بعقد شركة عن مظاهر تصرفات أضداد المسيح الملتوية؛ والمظهر التالي الذي يجب أن نعقد شركة عنه هو كيف أنهم متعسفون مستبدون.
ثانيًا: تشريح السلوك التعسفي والمستبد لأضداد المسيح، وكيف يُكرِهون الناس على طاعتهم
يعمل أضداد المسيح بطريقة تعسفية ومستبدة، ولا يعقدون شركة مع الآخرين أو يتشاورون معهم أبدًا، ويفعلون ما يحلو لهم، ويُكرهون الآخرين على طاعتهم. ويمكن القول إنه مهما فعل أضداد المسيح، ومهما اتخذوا من ترتيبات أو قرارات، فإنهم لا يعقدون شركة مع الآخرين، ولا يتوصلون إلى توافق، ولا يطلبون الحق لمعالجة المشاكل، ولا يطلبون المبادئ التي ينبغي تطبيقها في أثناء أداء واجباتهم. وعلاوة على ذلك، فإنهم لا يسمحون للناس بفهم سبب قيامهم بالأشياء بطريقة معينة، مما يجعل الناس في حيرة من أمرهم ويجعلهم ملزمين بالاستماع إليهم. وإذا لم يفهم شخص ما ذلك وسأل عنه، لا يرغب ضِدُّ المسيح في عقد شركة عنه أو الشرح. ما الوضع الذي يريد ضِدُّ المسيح أن يحافظ عليه في هذه المسألة؟ لا يُسمح لأحد بمعرفة التفاصيل، ولا يحق لأحد أن يطلع عليها. إنه يفعل ما يريد، وما يعتقد أنه صحيح يتعين تنفيذه كليًا. أما الآخرون فليس لهم الحق في السؤال، فضلًا عن أن يكونوا مؤهلين لأن يتعاونوا معه؛ فليس لهم إلا دور الطاعة والخضوع. كيف يرى ضِدُّ المسيح هذا الأمر؟ إنه يفكر: "بما أنكم اخترتموني قائدًا، فأنتم تحت إدارتي ويجب أن تستمعوا إليّ. إذا كنتم لا ترغبون في الاستماع إليّ، فما كان عليكم أن تختاروني. وبما أنكم اخترتموني، فعليكم أن تستمعوا إليّ. أنا صاحب القول الفصل في كل شيء!" من وجهة نظره، ما هي العلاقة بينه وبين الإخوة والأخوات؟ إنه هو من يصدر الأوامر. ولا يستطيع الإخوة والأخوات تحليل الصواب من الخطأ، ولا يمكنهم أن يستفسروا، ولا يجوز لهم أن يتهموه، أو يميزوه، أو يسألوه، أو يشككون فيه، كل ذلك ممنوع. يحتاج ضِدُّ المسيح فقط إلى اقتراح خطط، وتصريحات، وأساليب، وعلى الجميع التصفيق والموافقة دون تساؤل. أليس هذا إكراهًا نوعًا ما؟ أي نوع من الأساليب هذا؟ إنه تعسفي ومستبد. أي نوع من الشخصيات هذه؟ (شرسة). ظاهريًا، تشير كلمة "تعسفي" إلى اتخاذه القرارات بشكل منفرد، وأن له القول الفصل، أما كلمة "مستبد" فتعني أنه بعد إصدار حكم أو اتخاذ قرار بشكل منفرد، فيجب على الجميع تنفيذه دون أن يكون لهم الحق في إبداء آراء أو تصريحات مختلفة، أو حتى طرح الأسئلة. كونهم متعسفين ومستبدين يعني أنهم عندما يواجهون موقفًا ما، فإنهم يفكرون مليًا وينظرون فيه بأنفسهم قبل اتخاذ قرار بشأن ما يتعين القيام به. فهم يتخذون القرارات بشكل مستقل في الخفاء حول كيفية القيام بالأشياء، دون تدخل أي شخص آخر؛ فحتى زملاؤهم في العمل، أو شركاؤهم، أو القادة الأعلى مستوى لا يمكنهم التدخل؛ وهذا هو معنى أن يكون الشخص متعسفًا ومستبدًا. أيًا كان الموقف الذي يواجهونه، فإن أولئك الذين يتصرفون بهذه الطريقة يتصرفون باستمرار من خلال التفكير في الأمور في أذهانهم وإعمال عقولهم في التدبر، دونما تشاور مع الآخرين أبدًا. إنهم يفكرون بهذه الطريقة أو تلك في رؤوسهم، لكن ما يفكرون فيه في الواقع، لا يعرفه أحد. لماذا لا يعرف أحد؟ لأنهم لا يقولون. قد يظن بعض الناس أن السبب في ذلك هو أنهم لا يتحدثون كثيرًا، ولكن هل هذا هو السبب الحقيقي؟ هذه ليست مسألة شخصية، بل هي خيار مقصود لإبقاء الآخرين على غير علم. إنهم يريدون القيام بالأمور بمفردهم، ولديهم حساباتهم الخاصة. ماذا يحسبون؟ تدور حساباتهم حول مصالحهم الشخصية، ومكانتهم، وشهرتهم، ومكسبهم، ومنزلتهم. فهم يفكرون مليًا في كيفية التصرف لصالحهم، وكيفية حماية مكانتهم وسمعتهم من الأذى، وكيفية التصرف دون أن يُدرك الآخرون حقيقتهم، والأهم من ذلك، كيفية إخفاء أفعالهم عن الأعلى، على أمل أن يحصلوا في النهاية على منفعة دون أن يكشفوا أي عيوب لأحد. إنهم يفكرون: "إذا وقعت في هفوة مؤقتة وقلت شيئًا خاطئًا، فسوف يُدرك الجميع حقيقتي. وإذا تحدث شخص ما بصورة غير لائقة، وأبلغ عني للأعلى، فقد يعفيني، وسأفقد مكانتي. إضافة إلى ذلك، إذا كنت دائمًا أعقد شركة مع الآخرين، ألن تكون قدراتي المحدودة واضحة للجميع؟ هل يمكن أن ينظر إليّ الآخرون بازدراء؟" والآن، أخبروني، هل سيكون ذلك جيدًا أم سيئًا إذا عُرِفَت حقيقتهم بالفعل؟ في الواقع، بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى الحق، وبالنسبة للأشخاص الصادقين، لا يهم كثيرًا أن يُكشف أمرهم ويخسروا بعضًا من ماء وجههم أو سمعتهم. لا يبدو أنهم يهتمون كثيرًا بهذه الأمور؛ ويبدو أنهم أقل وعيًا بها بشكل واضح، ولا يعيرونها أهمية كبيرة. لكن أضداد المسيح على العكس من ذلك تمامًا؛ فهم لا يسعون إلى الحق، ويعتبرون مكانتهم وانطباعات الآخرين ومواقفهم تجاههم أهم من الحياة نفسها. ومن الصعب للغاية أن تطلب منهم أن يعبروا عما في قلوبهم وعن الحقائق، حتى أن تقديم العديد من المنافع قد لا يكفي. أما إذا طُلب منهم الكشف عن أسرارهم أو أمورهم الخاصة، فسيكون ذلك أصعب بكثير؛ بل قد لا يفعلون ذلك حتى ولو كان على حساب حياتهم. أي نوع من الطبيعة هذه؟ هل يمكن لمثل هذا الشخص أن يقبل الحق؟ هل يمكن تخليصه؟ بالطبع لا. ففي النهاية، "الطبع يغلب التطبع".
يولي أضداد المسيح أهمية خاصة لقيمتهم الذاتية، ومكانتهم، ووجاهتهم، وأي شيء يمكن أن يحافظ على سلطتهم. أنت تعقد شركة معهم، وتقول: "فيما يخص القيام بعمل الكنيسة، سواء كان ذلك في الأمور الخارجية، أو الإدارة الداخلية، أو تعديلات الموظفين، أو أي شيء آخر، يجب أن تعقد شركة مع الإخوة والأخوات. الخطوة الأولى في تعلم التعاون مع الآخرين هي تعلم عقد شركة. فعقد شركة ليس كلامًا فارغًا أو مجرد تعبير عن سلبيتك أو تمردك على الله. يجب ألا تنفِّس عن حالاتك السلبية أو المتمردة للتأثير على الآخرين. النقطة الأساسية هي عقد شركة حول كيفية إيجاد المبادئ في كلام الله وفهم الحق". ومع ذلك، أيًا كانت طريقة عقد شركة عن الحق معهم، فإنها لا تستطيع أن تحركهم أو تجعلهم يغيرون مبادئهم وتوجههم في كيفية عملهم وتصرفهم. أي نوع من الشخصيات هذه؟ أقل ما يقال، إنها شخصية متعنتة؛ وبعبارة قوية، إنها شخصية شرسة. في الواقع، إن وصفها بالشراسة هو وصف مناسب. تخيل ذئبًا يحمل خروفًا بين فكيه، ويستمتع بفريسته؛ إذا تفاوضت معه قائلًا: "سوف أعطيك أرنبًا بدلًا منه، وتترك الخروف يذهب، هل توافق؟" لن يوافق. فتقول له: "سأعطيك بقرة، ما رأيك في ذلك؟" بالتأكيد لن يوافق. سوف يأكل الخروف أولًا، ثم يتجه إلى البقرة. فهو لا يكتفي بواحد فقط، بل يريد الاثنين معًا. أي نوع من الشخصيات هذه؟ (طماعة بجَشع وشرسة للغاية). إنه لأمر شرس للغاية! وبالمثل، فيما يتعلق بالشخصية الشرسة للغاية لأضداد المسيح، لا ينفع معهم عقد شركة عن الحق، أو تهذيبهم أو نصحهم. لا شيء من ذلك يمكن أن يغير من سعيهم العميق وراء المكانة أو رغبتهم في السيطرة على الآخرين، إلا إذا كنت تُغريهم بمكانة أعلى أو منافع أكبر. وبخلاف ذلك فإنهم لن يتركوا الفريسة التي في أفواههم على الإطلاق. ما الذي يعنيه هذا الرفض المطلق للتخلي عن الأمر؟ يعني أنه ما إن يحصلوا على مكانة معينة، سيستغلون هذه الفرصة للأداء بقوة وإظهار أنفسهم. ماذا يُظهرون؟ مختلف قدراتهم، ومواهبهم، وخلفيتهم، وتعليمهم، وقيمتهم، ومكانتهم في المجتمع، والتباهي والتفاخر بقدراتهم ومهاراتهم، وكيف يمكنهم اللعب بالناس والتلاعب بهم، وكيف يمكنهم قيادة الناس. أولئك الذين لا يمتلكون الحق أو التمييز، عند سماعهم هذا، يشعرون أن مثل هؤلاء من أضداد المسيح مثيرون للإعجاب جدًا، ويشعرون هم أنفسهم بالدونية، ويخضعون طواعية لسيطرة ضِدِّ المسيح.
بعض أضداد المسيح شديدي المكر والعمق في كيدهم. إنهم يلتزمون بفلسفة شيطانية عليا، وهي أنهم نادرًا ما يتحدثون في أي موقف ولا يعبرون عن موقفهم بسهولة في أي موقف يواجهونه، ولا يتحدثون إلا عندما يكون ذلك ضروريًا للغاية. إنهم ببساطة يراقبون تصرفات الجميع بانتباه، كما لو أن هدفهم هو فهم وإدراك حقيقة من حولهم قبل التحدث أو التصرف. إنهم يحددون أولًا من الذي يمكن أن يكون فريسة لهم ويصبح مساعدًا لهم، ومن الذي يحتاجون إلى الحذر منه باعتباره "عدوهم السياسي". في بعض الأحيان، لا يتحدثون أو يتخذون موقفًا، ويلتزمون الصمت، لكنهم يفكرون مليًا ويحسبون حساباتهم داخل أنفسهم، هؤلاء الأفراد ماكرون من صميم قلوبهم ونادرًا ما يتحدثون. هل يمكنكم أن تقولوا إن مثل هذا الشخص خبيث للغاية؟ إذا كان لا يتحدث كثيرًا، فكيف يمكنك تمييزه؟ هل من السهل إدراك حقيقته؟ إنه أمر صعب للغاية. إن قلوب هؤلاء الناس ممتلئة تمامًا بالفلسفة الشيطانية. أليست هذه مراوغة؟ يعتقد أضداد المسيح أنهم إذا تحدثوا كثيرًا، وعبّروا باستمرار عن آرائهم وعقدوا شركة مع الآخرين، فسوف يدرك الجميع حقيقتهم، وسوف يعتقدون أن أضداد المسيح يفتقرون إلى العمق، وأنهم مجرد أشخاص عاديين، ولن يحترموهم. ما الذي يعنيه فقدان الاحترام بالنسبة لأضداد المسيح؟ يعني فقدان مكانتهم المرموقة في قلوب الآخرين، فيظهرون بمظهر الشخص غير المميز، والجاهل، والعادي. وهذا ما لا يتمنى أن يراه أضداد المسيح. لذلك، عندما يرون الآخرين في الكنيسة منفتحين دائمًا ويعترفون بسلبيتهم، وتمردهم على الله، أو بالأخطاء التي ارتكبوها بالأمس، أو بما يشعرون به من ألم لا يطاق نتيجة لعدم صدقهم اليوم، يَعتبرون هؤلاء الناس حمقى وسذج، فأضداد المسيح لا يعترفون أبدًا بمثل هذه الأمور هم أنفسهم، ويخفون أفكارهم. بعض الناس قلما يتكلمون بسبب ضعف مستوى قدراتهم، أو سذاجتهم، أو افتقارهم إلى الأفكار المعقدة، ولكن عندما يتكلم أضداد المسيح على فترات متباعدة، فهذا ليس للسبب نفسه؛ بل يكون السبب مشكلة في الشخصية. إنهم نادرًا ما يتحدثون عند مقابلة الآخرين ولا يعبرون بسهولة عن آرائهم في الأمور. لماذا لا يعبرون عن آرائهم؟ أولًا، هم بالتأكيد يفتقرون إلى الحق ولا يستطيعون إدراك حقيقة الأمور. إذا تكلموا، فقد يخطئون في الكلام، وقد تُعرف حقيقتهم، فيخافون من أن ينظر إليهم الآخرون بازدراء، فيتظاهرون بالصمت ويتصنعون العمق، فيصعب على الآخرين أن يتبينوا أمرهم، فيظهرون بمظهر الحكماء والمتميزين. وبهذا المظهر الخارجي، لا يجرؤ الناس على التقليل من شأن أضداد المسيح، وعندما يرون مظهرهم الخارجي الذي يبدو هادئًا ومتزنًا، فإنهم ينظرون إليهم بتقدير أكبر ولا يجرؤون على الاستخفاف بهم. هذا هو الجانب المراوغ والخبيث لأضداد المسيح. إنهم لا يعبرون عن آرائهم بسهولة لأن معظم آرائهم لا تتماشى مع الحق، بل هي مجرد أفكار وتصورات بشرية، لا تستحق أن تُطرح علنًا. لذا فإنهم يلزمون الصمت. إنهم يأملون في داخلهم أن يستمدوا بعض النور الذي يمكنهم نشره ليحظوا بالإعجاب، ولكن بما أنهم يفتقرون إلى ذلك، فإنهم يظلون هادئين ومتخفيين أثناء عقد شركة عن الحق، يختبئون في الظلال مثل شبح يتحين الفرصة. وعندما يجدون الآخرين يتحدثون وينشرون النور، فإنهم يكتشفون طرقًا لجعله خاصًا بهم، ويعبرون عنه بطريقة أخرى للتباهي. هكذا هم أضداد المسيح الماكرون. بغض النظر عما يفعلونه، فإنهم يسعون جاهدين للتميز والتفوق، لأنهم حينها فقط يشعرون بالسعادة. وإذا لم تسنح لهم الفرصة، فإنهم يتوارون عن الأنظار أولًا، ويحتفظون بآرائهم لأنفسهم. هذا هو مكر أضداد المسيح. على سبيل المثال، عندما تصدر عظة من بيت الله، يقول بعض الناس إنها تبدو وكأنها كلام الله، والبعض الآخر يعتقد أنها تبدو وكأنها شركة من الأعلى. الأشخاص أنقياء القلب نسبيًا يتكلمون بما يجول في خاطرهم، لكن أضداد المسيح، وإن كان لهم رأي في هذا الأمر، فإنهم يخفونه. إنهم يراقبون وجهة نظر الأغلبية وهم مستعدون لاتباعها، لكنهم في الواقع لا يستطيعون استيعابها تمامًا بأنفسهم. هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الماكرين والمخادعين أن يستوعبوا الحق أو أن يتمتعوا بتمييز حقيقي؟ ما الذي يمكن لشخص لا يفهم الحق أن يُدرك حقيقته؟ لا يمكنه إدراك حقيقة أي شيء. بعض الأشخاص لا يمكنهم إدراك حقيقة الأشياء، ومع ذلك يتظاهرون بالعمق، وهم في الواقع يفتقرون إلى التمييز ويخشون أن يدرك الآخرون حقيقتهم. الموقف الصحيح في مثل هذه الحالات هو: "لا يمكننا أن ندرك حقيقة هذا الأمر. وبما أننا لا نعلم، فلا ينبغي لنا أن نتحدث بلا مبالاة. قد يكون للتحدث بشكل غير صحيح تأثير سلبي. سوف أنتظر وأرى ما سيقوله الأعلى". أليس هذا كلامًا صادقًا؟ إنها لغة بسيطة، ومع ذلك لماذا لا ينطق بها أضداد المسيح؟ إنهم لا يريدون أن تُدرك حقيقتهم، فهم يعرفون حدودهم، لكن وراء ذلك هناك أيضًا نية حقيرة؛ ألا وهي أن يكونوا محط الإعجاب. أليس هذا هو أكثر ما يثير الاشمئزاز؟ بعد أن تحدث الجميع، ورأى أن الغالبية يقولون إنه كلام الله والقليلون يقولون إنه ليس كلام الله، يشعر ضِدُّ المسيح أيضًا أن العظة قد لا تكون كلام الله، لكنهم لا يقولون ذلك صراحة. يقولون: "لا يمكنني التسرع في الحكم في هذه المسألة؛ سأوافق الأغلبية". إنهم لا يُقرون بافتقارهم إلى البصيرة، بل يستخدمون هذا القول للتمويه والإخفاء، بينما يعتقدون أنهم في غاية الحكمة، وأن أساليبهم رائعة. ثم بعد ذلك بيومين، عندما يعلن بيت الله أن العظة كانت كلام الله، يقول ضِدُّ المسيح على الفور: "انظر ماذا قلت لك؟ كنت أعرف من البداية أنها كلام الإله، لكنني كنت قلقًا من ضعف أولئك الذين لم يتعرفوا عليه منكم، لذلك لم أستطع أن أقولها. لو كنت قلت إنها كلام الإله، أفلا يكون في ذلك إدانة لكم؟ كم كنتم ستحزنون! هل يمكنني أن أشعر بالارتياح وأنا أعرف مدى ضعفكم؟ أي نوع من القادة سأكون حينها؟" يا له من بارع في التخفي! ثمة نوايا ومقاصد وراء كل ما يقوله أضداد المسيح، فكلما فتحوا أفواههم كان ذلك للتفاخر بأنفسهم، والتباهي بإنجازاتهم وأعمالهم الصالحة السابقة وأمجادهم السابقة. وكلما تحدثوا، يكون حديثهم عن هذه الأمور. وأولئك الذين لا يمكنهم إدراك حقيقتهم يؤلِّهونهم، في حين أن أولئك الذين يستطيعون إدراك حقيقتهم يجدونهم ماكرين ومخادعين للغاية؛ إن أضداد المسيح لا يعترفون أبدًا بنقائصهم. يعمل أضداد المسيح في الخفاء ويتحدثون بغموض، ومعظم ما يقولونه هراء، وهم غير قادرين على إدراك حقيقة أي أمر أو فهم أي حق. والأسوأ من ذلك أنهم يتظاهرون بفهم الحق رغم عدم فهمهم لأي شيء ويريدون أن يتدخلوا في كل شيء، ويريدون اتخاذ القرارات وأن يكون لهم القول الفصل في كل الأمور، تاركين من حولهم دون أي حق في المعرفة. ما الوضع الذي يؤدي إليه ذلك في النهاية؟ كل من يتعاون معهم أو يؤدي واجبًا معهم يشعر أنه برغم مظهرهم المخلص والمستعد لدفع الثمن، فإن الأمر ليس كذلك في الواقع. حتى أولئك الذين كانوا قريبين من أضداد المسيح لسنوات لا يمكنهم إدراك حقيقة ما يفكرون فيه أو معرفة ما هم قادرون عليه حقًا؛ فمعظم الناس لا يستطيعون إدراك حقيقتهم فعلًا. ما يقولونه كله أكاذيب، وكلمات جوفاء، ومنافقة، ومخادعة. إنهم يريدون أن يتدخلوا في كل شيء وأن يتخذوا كل القرارات، ولكن ما إن يتخذوا القرار، لا يتحملون أي مسؤولية عن التداعيات المحتملة، ويختلقون أسبابًا لتبرير هذا السلوك. وبعد اتخاذ القرار، يتركون الآخرين يقومون بالعمل، بينما ينتقلون هم للتدخل في أمور أخرى. أما فيما يتعلق بما إذا كان يتم متابعة الأمر الأصلي، وما إذا كان يُنفذ، وفعالية التنفيذ، وما إذا كان لدى معظم الآخرين أي آراء حول هذا النهج، وما إذا كان يضر بمصالح بيت الله، وما إذا كان الإخوة والأخوات لديهم تمييز بشأنه، فإنهم لا يهتمون، ويتصرفون كما لو أن الأمر لا يعنيهم، وأنه لا علاقة لهم به؛ إنهم لا يظهرون أدنى اهتمام. ما الشيء الوحيد الذي يهتمون به؟ يهتمون فقط بالأمور التي يمكنهم من خلالها التباهي ونيل إعجاب الآخرين؛ إنهم لا يفوتون أبدًا أي فرص للقيام بذلك. إنهم لا يفعلون شيئًا في عملهم، سوى إصدار الأوامر وتطبيق اللوائح. فهم قادرون فقط على ممارسة ألاعيب السلطة والتلاعب بالناس، بينما هم راضون عن أنفسهم ويظنون أنهم بارعون في عملهم. إنهم غير مدركين تمامًا لعواقب طريقتهم في العمل؛ إنهم يؤذون شعب الله المختار، ويتسببون في العراقيل والاضطرابات لعمل الكنيسة. إنهم يعرقلون تنفيذ مشيئة الله، ويحاولون تأسيس مملكتهم المستقلة.
"كونهم متعسفين ومستبدين، ولا يعقدون شركة مع الآخرين أبدًا، ويُكرهون الآخرين على طاعتهم"؛ ما الذي يشير إليه جوهر سلوك أضداد المسيح هذا في المقام الأول؟ شخصيتهم خبيثة وشرسة، ولديهم رغبة قوية للغاية في السيطرة على الآخرين، تتجاوز حدود عقلانية الإنسانية الطبيعية. علاوة على ذلك، ما هو فهمهم أو وجهة نظرهم وموقفهم تجاه الواجب الذي يؤدونه؟ كيف يختلف ذلك عن أولئك الذين يؤدون واجبهم بإخلاص؟ أولئك الذين يؤدون واجبهم بإخلاص يطلبون المبادئ فيما يقومون به، وهو مطلب أساسي. ولكن كيف يدرك أضداد المسيح الواجب الذي يؤدونه؟ ما الشخصية والجوهر اللذان يُكشفان في أدائهم للواجب؟ إنهم يقفون في منزلة عالية ويتعاملون باستعلاء على من هم دونهم. وما إن يُختاروا للقيادة، يبدأون في النظر لأنفسهم باعتبارهم أفرادًا ذوي مكانة وهوية. إنهم لا يقبلون واجبهم من الله. وعند توليهم لمنصب معين، يشعرون أن مكانتهم مهمة، وسلطتهم عظيمة، وهويتهم فريدة، مما يسمح لهم بالنظر إلى الآخرين من منزلتهم العالية. وفي الوقت نفسه، يعتقدون أن بمقدورهم إصدار الأوامر والتصرف وفقًا لأفكارهم الخاصة، وأنهم لا يحتاجون حتى إلى أن تساورهم أي مخاوف حول القيام بذلك. إنهم يعتقدون أنهم يستطيعون استغلال الفرصة لأداء الواجب لإشباع ولعهم بالسلطة، ولتلبية رغبتهم وطموحهم في السيطرة وقيادة الآخرين بالسلطة. يمكن القول إنهم يشعرون أنه سنحت لهم الفرصة أخيرًا ليكونوا بلا منازع في سلطتهم. يقول البعض: "إن مظاهر أضداد المسيح هي كونهم متعسفين ومستبدين ولا يعقدون شركة مع الآخرين أبدًا. ومع أن قائدنا أيضًا له شخصية أضداد المسيح وكشوفاتهم، فإنه غالبًا ما يعقد شركة معنا!" هل يعني ذلك أنه ليس من أضداد المسيح؟ يمكن أن يتظاهر أضداد المسيح أحيانًا، فبعد جولة من عقد شركة مع الجميع وفهم أفكارهم واستيعابها – وتحديد من يتماشى معهم ومن لا يتماشى معهم – يقومون بتصنيفهم. وفي الأمور المستقبلية، لا يتواصلون إلا مع من تربطهم بهم علاقات طيبة ويتوافقون معهم. أما أولئك الذين ليسوا على وفاق معهم، فغالبًا ما تُخفى عنهم معظم الأمور، بل قد يحجبون عنهم كتبًا من كلام الله. هل سبق لكم أن تصرفتم بهذه الطريقة، أن تكونوا متعسفين ومستبدين، ولا تعقدون شركة مع الآخرين أبدًا؟ من المؤكد أن التعسف والاستبداد أمر وارد الحدوث، ولكن هذا ليس بالضرورة هو الحال بالنسبة لعدم عقد شركة مع الآخرين أبدًا، ففي بعض الأحيان قد تعقدون شركة مع الآخرين. ومع ذلك، بعد عقد الشركة، لا تزال الأمور تسير كما قلت. بعض الناس يفكرون: "على الرغم من شركتنا، فقد وضعت بالفعل خطة محددة منذ فترة طويلة. إنني أعقد شركة معك من باب الشكليات، فقط لأعلمك أن لديّ مبادئي فيما أفعله. هل تعتقد أنني لا أعرف حدودك؟ في النهاية، سيظل عليك أن تستمع إليّ وتتبع طريقي". في الواقع، لقد قرروا ذلك بالفعل في قلوبهم منذ زمن بعيد. يفكر الواحد منهم قائلًا: "أتمتع ببلاغة اللسان وأستطيع أن ألوي أي حجة لصالحي، فلا يستطيع أحد أن يفوقني في الحديث، لذا من الطبيعي أن يكون الاتجاه السائد ناحيتي". لقد أجروا حساباتهم مسبقًا منذ فترة طويلة. هل هذا النوع من الحالات موجود؟ التعسف والاستبداد ليس سلوكًا ينكشف بالصدفة في بعض الأحيان، بل هو سلوك تتحكم فيه شخصية معينة. قد لا يبدو الأمر وكأنهم متعسفين ومستبدين من خلال طريقة كلامهم أو تصرفاتهم، ولكن من شخصيتهم وطبيعة أفعالهم، فإنهم بالفعل متعسفون ومستبدون. إنهم يقومون بالإجراءات الشكلية "ويستمعون" إلى آراء الآخرين، ويسمحون للآخرين بالتحدث، ويُطلعونهم على تفاصيل الوضع، ويناقشون ما يتطلبه كلام الله؛ لكنهم يستخدمون أسلوبًا معينًا أو صياغة معينة لتوجيه الآخرين للوصول إلى توافق معهم. وما هي النتيجة النهائية؟ كل شيء يتطور وفقًا لخطتهم. هذا هو جانبهم الماكر، وهذا ما يسمى أيضًا إكراه الآخرين على طاعتهم، وهو نوع من الإكراه "اللطيف". إنهم يفكرون: "أنت لا تستمع، أليس كذلك؟ أنت لا تفهم، أليس كذلك؟ دعني أشرح لك". وفي شرحهم، ينسجون كلماتهم ويلوونها، مستميلين الآخرين إلى منطقهم. وبعد أن يستميلوهم، يستمع الناس ويفكرون: "ما تقوله صواب، وسوف نمارس وفقًا لما تقول، ولا حاجة إلى أن نكون جادين بعد الآن"، ويُصبح ضِدُّ المسيح سعيدًا. لا يمكن لمعظم الناس تمييز كلماتهم. هل لديكم القدرة على التمييز؟ ما الذي يتعين عليك فعله عند مواجهة مثل هذه المواقف؟ على سبيل المثال، عندما تواجهك مسألة ما، تشعر بوجود مشكلة، ولا يمكنك تحديد المشكلة بالضبط في تلك اللحظة، ومع ذلك تشعر أنك مُكره على الطاعة. ماذا يجب أن تفعل إذًا؟ يجب عليك البحث عن المبادئ ذات الصلة، أو طلب التوجيه من الأعلى، أو عقد شركة مع الشخص المعني. وإضافة إلى ذلك، يمكن لأولئك الذين يفهمون الحق أن يتناقشوا ويعقدوا شركة عن هذا الأمر معًا. في بعض الأحيان، سوف يسمح لك عمل وإرشاد الروح القدس بفهم المشاكل في المقترحات أو النظريات التي يطرحها أضداد المسيح أو أولئك الذين يسيرون على طريق أضداد المسيح، ودوافعهم الخفية. ومن خلال عقد شركة مع بعضكم البعض، قد تتمكنون من الفهم. ولكن ربما أنت لا تعقد شركة، وبدلًا من ذلك تفكر: "هذه ليست مشكلة كبيرة، دعوه يفعل ما يحلو له. في نهاية المطاف، أنا لست مسؤولًا في الأصل، ولست بحاجة إلى أن أزعج نفسي بهذه الأمور. لن أتحمل المسؤولية إذا حدث خطأ ما، فهو سيتحملها". أي نوع من السلوك هذا؟ هذا هو عدم الوفاء بواجبك. أليس عدم الوفاء بالواجب خيانة لمصالح بيت الله؟ هذا مثل يهوذا! كثير من الناس عندما يواجهون سلطة جائرة، ينتهي بهم الأمر إلى المساومة ومجاراة من يلوحون بهذه السلطة، وهذا مظهر من مظاهر عدم الوفاء بواجبهم. وسواء واجهتَ أحد أضداد المسيح أو شخصًا يتصرف بتهور ويُكرهك على طاعته، فما هي المبادئ التي يجب أن تختارها وتتمسك بها؟ ما المسار الذي يجب أن تتبعه؟ إذا كنت تشعر أن ما تفعله لا يتعارض أو يحيد عن كلام الله وترتيبات العمل، فعليك أن تصمد بثبات. التمسك بالحق هو أمر صواب يستحسنه الله، أما الخضوع والتنازل للشيطان، والقوى الخبيثة، والأشرار، فهو سلوك خيانة، وهو عمل شرير، مكروه، وملعون من الله. عندما يصادف أضداد المسيح شخصًا يجادلهم، فإنهم غالبًا ما يقولون: "أنا صاحب القول الفصل في هذا الأمر، ويجب أن يتم بطريقتي. إذا حدث أي خطأ، سوف أتحمل المسؤولية!" ما هي الشخصية التي تمثلها هذه العبارة؟ هل يمكن لشخص يتحدث بهذه الطريقة ويمارس بها أن يكون لديه إنسانية طبيعية؟ لماذا يُكرِهون الآخرين على طاعتهم؟ لماذا لا يطلبون الحق لحل المشاكل عندما تنشأ؟ لماذا لا يمكنهم تحديد مبادئ ممارسة الحق؟ هذا يثبت أنهم يفتقرون إلى الحق. هل يمكنكم تمييز المشكلة في هذه العبارة؟ يكفي قول مثل هذه الأشياء لإثبات أن لديهم شخصية ضِدِّ المسيح، هذا هو سلوك ضِدَ المسيح. ومع ذلك، فإن ضِدَّ المسيح الأكثر مكرًا، وخوفًا من أن يميزه الآخرون، يجب أن يقول بعض الأشياء التي يوافق عليها الجميع وتبدو صحيحة لتحقيق هدفه في تضليل الناس وتثبيت أقدامه. وبعد ذلك، سيفكرون مليًا في كيفية السيطرة على شعب الله المختار.
ينبغي أن تكون مظاهر كون أضداد المسيح متعسفين ومستبدين كثيرة، لأن هذا النوع من السلوك والشخصية والخصائص يمكن أن نراها في كل إنسان فاسد، فما بالك بأضداد المسيح. هل يمكنكم التفكير في بعض الأمثلة التي كنتم فيها متعسفين ومستبدين؟ على سبيل المثال، لو قال شخص ما إنك تبدو جيدًا بالشعر القصير، وأجبته: "ما الجيد في الشعر القصير؟ أنا أفضل الشعر الطويل، وسأفعل ما يحلو لي"، فهل هذا تعسف واستبداد؟ (كلا). هذا مجرد تفضيل شخصي وجزء من الإنسانية الطبيعية. بعض الأشخاص يحبون ارتداء النظارات حتى لو لم يكونوا مصابين بقصر النظر. إذا حكم عليهم بعض الناس قائلين: "أنت تحاول فقط أن تبدو حسن المظهر، أنت في الواقع لا تحتاج إلى نظارات!"، فيجيب: "ماذا لو كنت كذلك؟ سأرتديها على أي حال!"؛ فهل هذا تعسف واستبداد؟ كلا، هذا تفضيل شخصي، وعلى أقصى تقدير هو عناد، ولا ينطوي على أي مشكلة في شخصيتهم، فقد يتوقفون عن ارتداء النظارات بعد بضعة أيام إذا شعروا برغبة في ذلك. فما الذي يشكل في الأساس كون المرء متعسفًا ومستبدًا؟ يتعلق الأمر بشكل أساسي بالمسار الذي يسلكه المرء، وشخصيته، والمبادئ والدوافع وراء أفعاله. على سبيل المثال، في حالة زواج يحب فيها الزوج السيارات ولا تملك الأسرة سوى 20 ألف يوان، ويقترض الزوج المال من أي مكان يستطيع أن يقترض منه ليشتري سيارة بـ 200 ألف يوان دون داعٍ، تاركًا الأسرة غير قادرة على شراء الطعام، والزوجة لا تعلم حتى بأمر الشراء، فهل يكون هذا الزوج متعسفًا ومستبدًا؟ هذا بالفعل تعسف واستبداد. كون المرء متعسفًا ومستبدًا يعني عدم مراعاة مشاعر الآخرين، أو أفكارهم، أو آرائهم، أو مواقفهم، أو وجهات نظرهم، والتركيز فقط على الذات. وبعبارة بسيطة، في الحياة اليومية، يعني ذلك إشباع الملذات والرغبات الجسدية، وإرضاء الأنانية، وعندما يتعلق الأمر بالواجب، فإنه يشير إلى إرضاء الطموح والرغبة في السعي وراء المكانة والسلطة. إليك مثال: كان للكنيسة منزل، وكان من الضروري بناء طريق بجانبه. ينبغي تحديد العرض المناسب للطريق حسب حجم المنزل والفناء، بهدف تحقيق الجانب الجمالي والوظيفي على حد سواء. ونظرًا للمساحة الكبيرة لهذا المنزل والفناء، كان من الضروري أن يكون الطريق بعرض مترين على الأقل. قال الشخص المسؤول: "لقد قررت، سنجعله بعرض متر واحد". قال آخرون: "كثير من الناس يدخلون ويخرجون كل يوم، وأحيانًا نضطر لحمل الأغراض، وببساطة متر واحد لن يكون كافيًا، سيكون ضيقًا جدًا". لكن الشخص المسؤول أصر على رأيه الخاص، ولم يكن منفتحًا على المناقشة. وبعد الانتهاء، رأى الجميع أن الطريق كان ضيقًا جدًا، ولم يكن مناسبًا للمنزل والفناء وغير عملي؛ الأمر الذي تطلب إعادة تنفيذه، مما أدى إلى إعادة العمل. ثم اشتكى الجميع من هذا الشخص. والواقع أنه قبل البدء في بناء الطريق، اعترض البعض على ذلك، ولكن هذا الشخص لم يوافقهم الرأي وأصر على وجهة نظره، مما اضطر الآخرين إلى التنفيذ وفق رغباته، مما أدى إلى مثل هذه العواقب. لماذا لم يستطع هذا الشخص قبول اقتراحات الآخرين؟ عندما كانت هناك آراء مختلفة، لماذا لم يتمكنوا من النظر في كافة الجوانب وإيجاد النهج الصحيح؟ إذا لم يكن هناك من يمكن التشاور معه، فلا بأس أن يتخذ المرء قراراته منفردًا، ولكن الآن وقد أصبح هناك أشخاص يمكن التشاور معهم، وتوفرت اقتراحات أفضل، فلماذا لا يستطيع قبولها؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ هناك احتمالان على الأقل: أحدهما أن يكون الشخص عديم التفكير، ومشوش الذهن، والآخر أن تكون شخصيته متغطرسة وبارًا في عيني ذاته، إنه يشعر دائمًا أنه على حق، وهو غير قادر على قبول ما يقوله الآخرون مهما كان صحيحًا؛ وهذه عجرفة شديدة تسبب فقدان العقل. كشف مثل هذا الأمر البسيط عن شخصيته. تؤدي الغطرسة المفرطة إلى فقدان العقلانية. ماذا يعني الافتقار إلى العقلانية؟ ما نوع الشيء الذي يفتقر إلى العقلانية؟ البهائم تفتقر إلى العقلانية. إذا كان الإنسان يفتقر إلى العقلانية، فهو لا يختلف عن البهيمة، فذهنه يفتقر إلى القدرة على الحكم، وليس لديه عقلانية. إذا أصبح الإنسان متعجرفًا لدرجة فقدان العقل، والافتقار إلى العقلانية، ألا يشبه البهائم؟ (بلى). هكذا يكون حاله تمامًا، فافتقاره إلى العقلانية البشرية يعني أنه ليس بشرًا. هل لدى أضداد المسيح مثل هذه العقلانية؟ (كلا). أضداد المسيح يفتقرون إليها أكثر؛ إنهم أسوأ من البهائم، إنهم أبالسة. مثلما سأل الله الشيطان: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" كان سؤال الله واضحًا جدًا؛ فما الرسالة التي نقلها الله؟ (كان يسأل الشيطان من أين جاء). من الواضح أن هذه الجملة تنتهي بعلامة استفهام، فهي جملة استفهامية تشير إلى "الشيطان" بضمير الفاعل "أنت": "من أين جئت؟" القواعد النحوية مناسبة، ويمكن فهم سؤال الله بسهولة. فكيف أجاب الشيطان؟ ("مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا" (أيُّوب 1: 7)). هذه هي مقولة الشيطان الشهيرة. فهل تُظهر إجابة الشيطان أي عقلانية؟ (كلا). إنها تفتقر إلى العقلانية. وعندما سأله الله مرة أخرى من أين جاء، كرر الإجابة نفسها، وكأنه لا يستطيع أن يفهم كلام الله. هل يمكن للناس أن يفهموا ما قاله الشيطان؟ هل في حديثه أي عقلانية؟ (كلا). إنه يفتقر إلى العقلانية؛ فهل يمكنه أن يفهم الحق إذًا؟ حتى على مثل هذا السؤال البسيط من الله، أجاب بهذه الطريقة، فهو أقل قدرة على فهم الحق الذي يتكلم به الله. يمكن القول إن أضداد المسيح يفتقرون أيضًا إلى العقلانية، فأولئك الذين يتصرفون بطريقة مراوغة، والذين لا يستطيعون فهم كلام الله أو الحق هم جميعًا غير عقلانيين. مهما تحدثت عن ممارسة الحق، والعمل وفقًا للمبادئ، والسعي إليها، وعقد شركة مع الآخرين أثناء أداء الواجب – الذي يقولون إنهم يفهمونه ويعرفونه – عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراءات، فإنهم لا يأخذون كلامك على محمل الجد ويفعلون ما يريدون. إنها طبيعة شيطانية! أولئك الذين لديهم مثل هذه الطبيعة الشيطانية لا يفهمون الحق ويفتقرون إلى العقلانية. ما هو أكثر جوانبهم غير المعقولة والمُخزية؟ خلق الله البشر، ولأي غرض يختار الله الناس ويجلبهم أمامه؟ لجعل الناس ينتبهون لكلام الله ويفهمونه، ويسلكوا الطريق الصحيح في الحياة كما يوجههم الله، وفي النهاية يكونون قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ، والأشياء الإيجابية والسلبية. هذا ما يقصده الله، وبهذه الطريقة، يصبح الذين يتبعون الله أفضل وأفضل. وإلى أي مدى يكون أضداد المسيح غير عقلانيين؟ إنهم يفكرون: "يا الله، أنت تجلب الناس أمامك، لذلك سأفعل الشيء نفسه، ويمكنك اختيار الناس، وتنظيمهم والسيادة عليهم، لذلك سأفعل الشيء نفسه، ويمكنك أن تُخضع الناس وتجعلهم يستمعون إليك، وتعطي أوامر مباشرة وتجعلهم يفعلون ما تقوله، لذلك سأفعل الشيء نفسه". أليس هذا غير عقلاني؟ (بلى). ألا يعني كونهم غير عقلانيين أنهم لا يشعرون بالخجل؟ (بلى). هل الناس ملك لك؟ هل ينبغي أن يتبعوك؟ لماذا يجب عليهم الاستماع إليك؟ أنت مجرد كائن من الكائنات المخلوقة الصغيرة، فكيف تطمح إلى أن تكون فوق كل شيء؟ أليس هذا غير عقلاني؟ (بلى).
بعض الناس محظوظون بما يكفي ليُختاروا قادةً في الكنيسة، لكن في الواقع، مستوى قدراتهم وقاماتهم لا ترتقي إلى المستوى المطلوب. أن تكون قائدًا هو رفع من الله لشأنك، لكنهم لا يرون الأمر بهذه الطريقة. وبدلًا من ذلك، يفكرون قائلين: "بوصفي قائدًا، أنا أفضل وأكثر رفعة من الآخرين؛ أنا لم أعد شخصًا عاديًا بعد الآن. بينما أنتم جميعًا تحتاجون إلى السجود والركوع أمام الإله طائعين، أنا لست مضطرًا إلى ذلك، لأنني مختلف عنكم؛ أنتم كائنات مخلوقة، لكنني لست كذلك". ماذا تكون أنت إذًا؟ ألست أيضًا من لحم ودم؟ كيف تختلف عن الآخرين؟ الفارق يكمن في وقاحتك؛ فأنت تفتقر إلى حس الشرف والعقلانية، ولا تُقارن حتى بكلب. أنت تتصرف بشكل تعسفي واستبدادي، متجاهلًا أي نصيحة من الآخرين؛ هذا هو الفارق. ومهما كان مستوى قدراتهم ضعيفًا أو كانت كفاءتهم في القيام بالأشياء ضعيفة، فإنهم يظلون يظنون أنهم أعلى من الشخص العادي، معتقدين أن لديهم القدرة والموهبة. لذا فإنهم لا يستشيرون الآخرين للتوصل إلى توافق في الآراء مهما فعلوا، معتقدين أنهم مؤهلون أو لديهم القدرة المطلقة للتحكم في كل شيء. أليست هذه غطرسة تؤدي إلى فقدان العقل؟ أليست هذه وقاحة بلا خجل؟ (بلى). قبل أن يصبحوا قادة، كانوا يتصرفون بخوف وجبن؛ كانوا يعتقدون أنهم يمتلكون الموهبة والقدرة، وكانوا يُضمرون بعض الطموح في أفعالهم، ولكن كانت تنقصهم الفرصة فقط. وما إن أصبحوا قادة، وضعوا أنفسهم بمعزل عن الإخوة والأخوات، متخذين موقعًا أعلى. بدأوا يتصرفون بتعالٍ، كاشفين عن حقيقتهم، وبدأوا يظنون أنهم قادرين على تحقيق أشياء عظيمة، معتقدين أن: "بيت الله اختار الشخص المناسب؛ فأنا بالفعل موهوب: الذهب الحقيقي مقدر له أن يلمع في نهاية المطاف. انظر إليَّ الآن: لقد اعترف الله بي، أليس كذلك؟" أليس هذا مثيرًا للاشمئزاز؟ (إنه كذلك). أنت مجرد كائن واحد من بين الكائنات المخلوقة العادية؛ فبغض النظر عن مدى عِظَمة مواهبك وهباتك، فإن شخصيتك الفاسدة هي مثل شخصية الجميع. إذا كنت تعتقد أنك استثنائي بِتفرُّد، وتَعُدُ نفسك متفوقًا، وتريد أن تسمو فوق الآخرين جميعًا، وأن تكون أسمى من كل شيء، فأنت مخطئ. وبسبب سوء الفهم هذا، تتصرف بشكل تعسفي واستبدادي، دون عقد شركة أو التشاور مع الآخرين، بل وتريد أن تنعم بطاعة الآخرين وامتثالهم لك، وهذا خطأ. أين يكمن الخطأ؟ (في اتخاذ الموضع الخاطئ). لماذا يقف أضداد المسيح دائمًا في الموضع الخاطئ؟ ثمة شيء واحد مؤكد، ربما لم تدركوه أنتم: هناك شيء إضافي في إنسانيتهم مقارنةً بالآخرين؛ فدائمًا ما يكون لديهم نوع من سوء الفهم. كيف ينشأ سوء الفهم هذا؟ إنه ليس من الله، بل من الشيطان. كل ما يفعلونه، وكل ما يكشفون عنه ويعبّرون عنه، ليس غريزة ضمن الحدود الطبيعية للبشرية، بل هو مدفوع بقوة خارجية. لماذا يُقال إن أفعالهم ملتوية، وطموحاتهم ورغباتهم لا يمكن السيطرة عليها؟ لقد تجاوزت رغبتهم في السيطرة على الناس الحدود. وماذا يعني تجاوز الحدود؟ يعني اللجوء إلى أي وسيلة، مع تجاوز العقلانية والشعور بالخجل؛ إنه أمر لا يمكن كبحه، مثل زنبرك؛ قد يظل في الأسفل مؤقتًا عندما تضغط عليه، ولكن بمجرد أن تتركه، فإنه يعاود الصعود. أليس هذا هو الانغماس في الشهوة والانقياد إلى الهوس؟ هذا ليس من قبيل المبالغة على الإطلاق.
حيثما يسيطر أضداد المسيح على السلطة في الكنيسة، فلا يمكننا بعدها أن نطلق على تلك الكنيسة اسم كنيسة. ينبغي لأولئك الذين اختبروا هذا الأمر أن يكون لديهم إحساس به. إنها ليست أجواء من الطمأنينة، والبهجة، والارتقاء الجماعي، بل هي أجواء من التنافر المضطرب. يشعر الجميع بالقلق والتوتر الشديد، ويكونون غير قادرين على الشعور بالسلام في قلوبهم، كما لو كانت كارثة كبيرة على وشك الحدوث. إن أقوال وأفعال أضداد المسيح تخلق جوًا ضبابيًا في قلوب الناس، فيفقدون القدرة على تمييز الأمور الإيجابية من السلبية. وإضافة إلى ذلك، فإن التضليل الذي يمارسه أضداد المسيح لفترة طويلة يُبعد قلوب الناس عن الله، مما يؤدي إلى علاقات غير طبيعية مع الله، تمامًا مثل الأشخاص المتدينين الذين يؤمنون بالله اسميًا ولكن ليس له مكان في قلوبهم. وهناك أيضًا مشكلة حقيقية، وهي أنه عندما يمسك أضداد المسيح بزمام السلطة، فإن ذلك يسبب انقسامًا وفوضى داخل الكنيسة. أولئك الذين يحبون الحق لا يشعرون بأي متعة أو تحرر في الاجتماعات، وبالتالي يرغبون في ترك الكنيسة ليؤمنوا بالله في منازلهم. عندما يعمل الروح القدس في الكنيسة، بغض النظر عما إذا كان الناس يفهمون الحق أم لا، يتحد الجميع في القلب والجهد، مما يخلق جوًا أكثر سلامًا واستقرارًا، وخاليًا من الاضطراب. ولكن عندما يتصرف أضداد المسيح، فإنهم يخلقون أجواء مضطربة وغريبة. ويؤدي تدخلهم إلى ظهور الطوائف، حيث يصبح الناس في موقف دفاعي تجاه بعضهم البعض، ويحكمون على بعضهم البعض، ويهاجمون بعضهم البعض، ويقللون من شأن بعضهم البعض من وراء ظهورهم. بوضوح، ما الدور الذي يلعبه أضداد المسيح؟ إنهم خُدَّام الشيطان. عواقب أفعال أضداد المسيح هي: أولًا، إصدار الأحكام المتبادل، والشك، والحذر بين الإخوة والأخوات؛ وثانيًا، ذوبان الحدود بين الرجال والنساء، مما يؤدي تدريجيًا إلى تعاملات غير لائقة؛ وثالثًا، في قلوبهم، تصبح رؤى الناس غير واضحة، ويتوقفون عن التركيز على ممارسة الحق. لا يعودون يعرفون كيف يتصرفون وفقًا لمبادئ الحق. لقد فقدوا القليل من فهم التعاليم الذي كان لديهم ذات يوم، وأصبحت عقولهم ضبابية، وهم يتبعون أضداد المسيح بشكل أعمى، ويركزون فقط على الانشغال بالقيام بمهام سطحية. قد يشعر بعض الناس أن اتباع أضداد المسيح لا يؤدي إلى أي نتيجة؛ فيا ليت الذين يتبعون الحق يجتمعون ويقومون بواجباتهم معًا، كم سيكون ذلك مبهجًا! ما إن يمسك أضداد المسيح بزمام السلطة في الكنيسة، يتوقف الروح القدس عن العمل، ويحل الظلام على الإخوة والأخوات. يصبح الإيمان بالله وأداء الواجبات باهتين. وإذا استمر هذا الأمر لفترة طويلة، ألن يستبعد الله غالبية الإخوة والأخوات؟
لقد قمنا اليوم، من أحد الجوانب، بتشريح مظاهر السلوك المتعسف والمستبد لأضداد المسيح. ومن جانب آخر، من خلال تشريح هذه المظاهر، يعلم الجميع أنه حتى لو لم تكن أنت أحد أضداد المسيح، فإن وجود مثل هذه المظاهر يربطك بصفة أضداد المسيح. هل التصرف بطريقة تعسفية ومستبدة هو مظهر من مظاهر الإنسانية الطبيعية؟ كلا بالتأكيد؛ فهذا بوضوح هو مظهر من مظاهر الشخصية الفاسدة. ومهما علت مكانتك وعدد الواجبات التي يمكنك أداءها، فإذا استطعت أن تتعلم عقد شركة مع الآخرين، فأنت متمسك بمبادئ الحق، وهو الحد الأدنى من المتطلبات. لماذا يقال إن تعلم عقد شركة مع الآخرين يعادل التمسك بالمبادئ؟ إذا أمكنك تعلم عقد شركة، فهذا يثبت أنك لا تتعامل مع مكانتك على أنها مصدر رزق أو تتعامل معها بجدية شديدة. فبغض النظر عن مدى علو مكانتك، فأنت تؤدي واجبك، وتقوم بأعمالك من أجل أداء واجبك وليس من أجل المكانة. وفي الوقت نفسه، عند مواجهة المشاكل، إذا أمكنك تعلم عقد شركة، سواء كان ذلك مع الإخوة والأخوات العاديين أو مع أولئك الذين تتعاون معهم، وكنت قادرًا على الطلب وعقد شركة معهم، فماذا يثبت ذلك؟ إنه يدل على أن لديك موقف طلب الحق والخضوع له، وهو ما يعكس أولًا موقفك تجاه الله والحق. وعلاوة على ذلك، فإن أداء واجبك هو مسؤوليتك، وطلب الحق في عملك هو الطريق الذي يجب أن تتبعه. أما بالنسبة لكيفية استجابة الآخرين لقراراتك، وما إذا كان بمقدورهم الخضوع، أو كيفية خضوعهم، فهذا شأنهم؛ ولكن ما إذا كنت أنت قادرًا على أداء واجبك بشكل صحيح وتلبية المعايير فهذا شأنك أنت. يجب عليك أن تفهم مبادئ أداء الواجب، فليس المقصود هو الخضوع لشخص ما، بل الخضوع لمبادئ الحق. إذا كنت تشعر أنك تفهم مبادئ الحق، وتوصلت من خلال عقد شركة مع الجميع إلى توافق مقبول من الجميع على أنه مناسب، ولكن هناك قلة قليلة متمردة، وتريد إثارة المشاكل، فما الذي يجب فعله في مثل هذه الحالة؟ في هذه الحالة، يجب على الأقلية أن تتبع الأغلبية. بما أن أغلب الناس قد توصَّلوا إلى توافق، فلماذا يخرج هؤلاء لإثارة المشاكل؟ هل يحاولون عمدًا التسبب في الدمار؟ يمكنهم التعبير عن آرائهم ليتمكن الجميع من تمييزها، وإذا قال الجميع إن آراءهم لا تتوافق مع المبادئ ولا تقوم على أساس، فعليهم التخلي عن آرائهم والتوقف عن التمسك بها. ما هو المبدأ في التعامل مع هذه المسألة؟ يجب على المرء أن يتمسك بما هو صواب ولا يُكره الآخرين على الامتثال لما هو خطأ. هل هذا مفهوم؟ في الواقع، قبل أن يُظهر أضداد المسيح هذا السلوك والممارسة التعسفية والاستبدادية، يكون لديهم بالفعل خططهم الخاصة في أذهانهم. كَوْن المرء متعسفًا ومستبدًا لا يشير بالتأكيد إلى القيام بالشيء الصحيح أو ممارسة الحق. إنه يشير بالتأكيد إلى فعل ما هو خاطئ وما ينتهك الحق، وإلى اتباع الطريق الخطأ، واتخاذ القرارات الخاطئة مع حمل الآخرين على الاستماع إليهم. وهذا ما يسمى بالتعسف والاستبداد. فإذا كان هناك شيء ما صحيحًا ويتوافق مع الحق، فيجب الالتزام به. وهذا ليس تعسفًا واستبدادًا، بل هو التزام بالمبادئ. يجب التمييز بين هذين الأمرين. ما المقصود في الأساس بكون أضداد المسيح متعسفين ومستبدين؟ (فعل أشياء لا تتماشى مع المبادئ أو الحق، وجعل الآخرين يتبعونهم برغم ذلك). صحيح، بغض النظر عن الموقف الذي يطرأ أو المشكلة التي يجري التعامل معها، فهم لا يطلبون مبادئ الحق، بل يتخذون القرارات بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. إنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن القيام بذلك يتعارض مع المبادئ، لكنهم لا يزالون يريدون من الآخرين أن يستمعوا ويخضعوا. هذا هو النهج الثابت لأضداد المسيح.
في بداية عمل نشر الإنجيل، أخذ بعض الناس كتاب "الكلمة يظهر في الجسد" إلى الأوساط الدينية للتبشير بالإنجيل. وبعد أن قرأ المتدينون كلام الله الذي يكشف الأسرار، ويعقد شركة عن الرؤى، ويناقش دخول الحياة، قالوا جميعًا إنها كانت جيدة جدًا. إلا أنهم وجدوا أن بعض كلمات الدينونة عن الناس وكشفهم كانت قاسية جدًا في اختيار الكلمات. لقد شعروا كما لو كانوا يتعرضون للتوبيخ ولم يستطيعوا قبول ذلك، قائلين: "هل يمكن أن يتكلم الإله بطريقة توبِّخ الناس؟ يبدو أن هذه الكلمات في أفضل الأحوال قد كتبها شخص حكيم". قال الشخص المسؤول عن التبشير بالإنجيل إن لديه حلًا. قام فيما بعد، بتغيير كل أجزاء كلام الله التي لا تتماشى مع مفاهيم الناس، وتصوراتهم، وأذواقهم، وكذلك تلك الكلمات التي كان يخشى أن تتسبب في أن تنشأ مفاهيم لدى الناس بعد قراءتها. على سبيل المثال، الكلمات التي استخدمها الله لكشف الطبيعة البشرية، مثل "زانية"، "عاهرة"، "وغد"، وعبارات مثل "ألقي في الجحيم"، و"ألقي في بحيرة النار والكبريت"، حُذفت جميعها. باختصار، حُذفت كليًا أي كلمات يمكن أن تؤدي بسهولة إلى إثارة مفاهيم أو سوء فهم. أخبروني، بعد حذف كلمات الدينونة، والإدانة، واللعن من كلام الله، هل يظل هو كلام الله الأصلي؟ (كلا). هل هذا هو الكلام الذي عبّر عنه الله في عمل الدينونة الذي يقوم به؟ هذا "الرجل العجوز" لم يستشر أحدًا وحذف العديد من كلام الله الذي كان قاسيًا للغاية بشأن تنقية الشخصيات الفاسدة للناس وكشفها، لا سيما تلك المتعلقة بوقت تجربة المؤدين للخدمة. وفيما بعد، عندما قرأ المتدينون النسخة المنقحة، قالوا: "ليس سيئًا، يمكننا أن نؤمن بمثل هذا الإله"، وقبلوا ذلك. قال هذا الرجل العجوز لنفسه: "انظروا كم أنا بارع! ليس من الحكمة أن يكون كلام الإله قاسيًا للغاية. مع هؤلاء الأشخاص، يتعلق الأمر كله بإقناعهم من خلال الملاطفة؛ كيف يمكنك أن تقول أشياء قد يُفهم منها التوبيخ؟ هذا ليس من الحكمة! لقد أجريت بعض التغييرات، وانظر ماذا حدث: حتى القساوسة المتدينون مستعدون للإيمان، ويتقبله المزيد والمزيد من الناس. ما رأيكم في ذلك؟ ألستُ حكيمًا؟ ألستُ بارعًا؟ أليس هذا مثيرًا للإعجاب؟" لقد جعلته نتائج التغييرات التي أجراها فخورًا جدًا بنفسه. إلا أن بعض الأشخاص المتدينين الذين دخلوا الكنيسة وجدوا أن كلام الله الذي قرأوه كان محرفًا ومختلفًا عن النصوص الأصلية في الكنيسة، وأُثيرت هذه المسألة. وقد اكتُشِف فيما بعد أن هذا الرجل العجوز قد غيّر مضمون كلام الله. ما رأيكم فيما فعله هذا العجوز؟ دعونا لا نذكر أي شيء آخر ونقول فقط: هذا الكلام لم يكن كلامك، ولم يكن يحق لك تغييره. حتى لو كان مقالًا أو كتابًا كتبه إنسان، فإذا أردت إجراء تغييرات، فيتعين عليك أولًا الحصول على موافقة المؤلف الأصلي. فإذا وافق على ذلك، يمكنك إجراء التغييرات. وإذا لم يوافق، فلن يمكنك على الإطلاق تغيير ولو كلمة واحدة. هذا ما يسمى باحترام المؤلف والقراء. إذا كان المؤلف يفتقر إلى الطاقة لإجراء التعديلات وقد خوَّلك بذلك، قائلًا إنك تستطيع تغيير أي شيء طالما أنه يبقى صادقًا مع المعنى الأصلي ويحقق التأثير المطلوب، فهل يمكنك حينئذٍ إجراء التغييرات؟ (نعم). إذا أعطى المؤلف موافقته أو تصريحه، فيمكن عندئذٍ إجراء التغييرات. ماذا يُسمى هذا النوع من السلوك؟ إنه أمر مبرر، ومشروع، ومناسب، أليس كذلك؟ ولكن ماذا لو لم يوافق المؤلف على ذلك وقمت أنت بتغييره دون أن يخوِّلك بذلك؟ ماذا يسمى ذلك؟ (أن تكون متهورًا وعنيدًا). هذا يسمى أن تكون متهورًا وعنيدًا، متعسفًا ومستبدًا. والآن، ما الذي غيّره هذا الرجل العجوز؟ (كلام الله). كلام الله الأصلي، الذي يحمل الحالة المزاجية لله، وشخصيته، ومقاصده تجاه البشر. كلام الله له معنى بالطريقة التي يُقال بها. هل تعرف الحالة المزاجية، والغرض، والتأثير المطلوب من وراء كل كلمة يقولها الله؟ إذا لم تستطع إدراك كنه الأمر، فلماذا تُجري تغييرات جزافًا؟ كل جملة ينطق بها الله، واختيار الكلمات، ونبرة الصوت، والجو، والحالة المزاجية، والمشاعر التي تجعل الناس يشعرون بها، كلها مصاغة ومدروسة بعناية. إن الله له تَدَبُّر وحكمة. ما الذي كان يظنه هذا الرجل العجوز؟ لقد اعتبر أن طريقة الله في الكلام غير حكيمة. هذه هي الطريقة التي رأى بها عمل الله. لقد اعتقد أن: "أولئك في الدين الذين يرغبون فقط في أن يأكلوا من الخبز حتى يشبعوا، ويحتاجون إلى أن يُلاطَفوا ويُعامَلوا بالمحبة والرحمة. لا يمكن أن تكون الكلمات قاسية للغاية. فإذا كانت قاسية للغاية، فكيف يمكننا التبشير بالإنجيل؟ هل يمكن للإنجيل أن يُنشَر إذًا؟" ألا يعلم الله بهذا الأمر؟ (بلى). الله يعلم جيدًا. فلماذا لا يزال يتكلم بهذه الطريقة إذًا؟ هذه هي شخصية الله. ما هي شخصية الله؟ أن يتكلم بطريقته، سواء كنت تؤمن أم لا. إذا كنت تؤمن، فأنت من خراف الله، وإذا كنت لا تؤمن، فأنت ذئب. كلام الله يكشفك ويوبخك قليلًا، ومن ثم ترفض الاعتراف بأنك مؤمن بالله؟ ماذا، هل أنت لم تعد كائنًا مخلوقًا من الله؟ هل توقف الله عن أن يكون هو الله؟ إذا أمكنك أن تنكر الله بسبب هذا، فأنت شخص شرير وإبليس. الله لا يخلص مثل هؤلاء الناس، لذلك لا ينبغي للكنيسة أن تقبلهم قسرًا أو من باب الملاطفة. يقول البعض: "حتى لو وبخني الله، فأنا مستعد لذلك بكل سرور. إذا كان هو الله، فهو قادر على أن يخلصني. إذا ضربني فهذا مُستحق. إذا دعاني شخصًا مشوش الذهن، فهذا ما أنا عليه، بل وأكثر تشوشًا من ذلك، وإذا دعاني بغيًا، مع أنه لا يبدو أنني فعلت ما تفعله البغي، فبما أن الله يقول ذلك، فأنا أقر به وأقبله". إن لديهم أبسط إيمان، وإقرار، وقبول، وأبسط قلب يتقي الله. يريد الله أن يكسب مثل هؤلاء الناس. وبعض الناس يجدون كلام الله قاسيًا وحادًا أكثر مما ينبغي، ويشعرون أنهم لن ينالوا البركات، وبالتالي لا يريدون أن يؤمنوا بعد الآن. إنهم يفكرون: "حتى لو كنت الإله، فلن أؤمن بك. إذا تكلمت بهذه الطريقة، فلن أتبعك". اغرب عن وجهي! إذا كنت لا تعترف بالله حتى، فكيف يمكن لله أن يعترف بك بوصفك كائنًا مخلوقًا من مخلوقاته؟ هذا مستحيل! كلام الله موجود أمامك؛ صدّقه أو لا تصدّقه، الأمر متروك لك. إذا كنت لا تؤمن، فاغرب عن وجهي. سوف تخسر. وإذا آمنت، سوف يكون لديك بصيص أمل للخلاص. أليس هذا عادلًا؟ (بلى). ولكن هل فكر هذا العجوز بهذه الطريقة؟ هل كان بمقدوره أن يدرك حقيقة أفكار الله؟ (كلا). ألم يكن أحمق؟ الأشخاص الذين ليس لديهم فهم روحي يرتكبون مثل هذه الأفعال الحمقاء. لقد رأى الله على أنه تافه وبسيط للغاية، معتقدًا أن أفكار الله ليست أعلى بكثير من الأفكار البشرية. غالبًا ما كان يتحدث عن أن أفكار الله أسمى من أفكار الإنسان، وكان يعظ بهذه التعاليم العظيمة في الأوقات العادية، ولكن عندما كان يواجه موقفًا فعليًا، كان يتناساها، ويشعر أن كلام الله هذا لا يبدو شيئًا قد يقوله الله. لم يعترف بكلام الله هذا في قلبه، لذلك لم يستطع أن يقبله. وفي الوقت الذي كان يُبشَّر فيه بالإنجيل، انتهز الفرصة لتغيير كلام الله بسرعة، وكان ذلك حتى بحجة "التبشير بالإنجيل بفعالية وجذب المزيد من الناس". كيف قمتُ في النهاية بتوصيف سلوكه؟ باعتباره عبثًا بكلام الله. ماذا يعني العبث؟ يعني إضافة، أو حذف، أو تغيير المعنى الأصلي بشكل تعسفي، وتغيير المعنى الذي يقصده المؤلف، وتجاهل مقاصد المؤلف الأصلية والغرض من حديثه، ثم تبديلها بشكل عشوائي. هذا هو العبث. هل كان لديه قلب يتقي الله؟ (كلا). يا لها من وقاحة! هل هذا شيء يمكن أن يفعله إنسان؟ (كلا). إنه عمل إبليس، وليس عمل إنسان. لا يمكنك حتى تغيير كلمات شخص عادي دون مبالاة؛ بل يجب عليك احترام رأي المؤلف. إذا كنت ترغب في إجراء تغييرات، فيجب عليك إخطاره مسبقًا والحصول على موافقته، وفقط بعد الحصول على إذنه يمكنك إجراء تعديلات وفقًا لآرائه. هذا ما يسمى بالاحترام. وعندما يتعلق الأمر بالله، فإن المطلوب أكثر بكثير من مجرد الاحترام! في حالة طباعة جملة واحدة من كلام الله بشكل خاطئ، إذا كانت ناقصة ولو أداة نحوية واحدة، فعليك أن تسأل إن كانت مقبولة؛ فإن لم تكن مقبولة فعليك إعادة طباعة تلك الصفحة. هذا يتطلب مثل هذا الموقف الجاد والمسؤول؛ وهذا ما يسمى أن يكون للمرء قلب يتقي الله. هل كان لهذا الرجل العجوز مثل هذا القلب؟ (كلا). لم يكن لديه قلب يتقي الله. كان يعتبر الله أقل منه؛ كان وقحًا للغاية. ينبغي طرد مثل هذا الشخص.
وقع حادث مماثل مؤخرًا. استخدم بعض الناس مرة أخرى ذريعة التبشير بالإنجيل وربح المزيد من الناس باعتبارها سببًا لتغيير كلام الله بتهور. كانت هذه المرة أفضل قليلًا من سابقتها؛ ففي المرة السابقة، حدث الأمر بشكل تعسفي واستبدادي، دون عقد شركة مع الآخرين، مع التصرف بعشوائية ولا مبالاة عابثين بكلام الله. أما هذه المرة، فقد سألوا الأعلى أولًا، قائلين: "لا يمكن للأفراد من مجموعة عرقية معينة قبول بعض المصطلحات في كلام الإله. لقد توصلنا إلى استراتيجية لحذف أو تغيير تلك المصطلحات أو الأجزاء من الأقوال أو المقاطع في كلام الإله التي لا يمكنهم قبولها، ثم نعظهم بنسخة مصممة خصيصًا من كلام الإله. ألن يؤمنوا حينها؟" انظر إلى ذلك؛ إنهم وقحون حقًا. أي نوع من السلوك هذا؟ إذا عومل هؤلاء الأشخاص بتساهل، فيمكن ببساطة اعتبارهم حمقى وجهلة وصغار السن للغاية، وقد يُطلب منهم فقط عدم تكرار ذلك مرة أخرى. ولكن إذا وصَّفنا طبيعة ما فعلوه، فقد كانوا يغيرون كلام الله دون مبالاة لإرضاء الشيطان. ماذا يسمى ذلك؟ هذا هو سلوك يهوذا، سلوك الخونة والخائنين، الذين يبيعون الرب من أجل المجد. لقد عبثوا بكلام الله، وجعلوه أكثر استساغة وقبولًا لدى الناس لإرضائهم وحملهم على قبول الإنجيل؛ فماذا يعني هذا؟ حتى لو لم يؤمن أحد على الأرض، فهل يتوقف كلام الله عن أن يكون كلام الله؟ هل تتغير طبيعة كلام الله؟ (كلا). هل كلام الله هو الحق فقط إن قبلوه، وإن لم يقبلوه فكلامه ليس هو الحق؟ هل يمكن أن تتغير طبيعة كلام الله بسبب هذا؟ قطعًا لا. الحق هو الحق؛ وإذا لم تقبله فسوف تهلك! بعض الناس الذين يبشرون بالإنجيل يفكرون: "كم هم مثيرون للشفقة لعدم قبولهم! يا لهم من أناس عظماء ونبلاء. الله يحبهم ويرحمهم كثيرًا، فكيف لا نظهر لهم بعض الحب؟ دعونا نغير كلام الإله حتى يقبلوه. ما أروع أولئك الناس، وما أطيب وأرحم الإله بهم. ينبغي أن نراعي مقاصد الإله!" أليس هذا تظاهرًا؟ (بلى). أفاك آخر؛ أولئك الذين لا يفهمون الحق لا يمكنهم أن يفعلوا سوى الحماقات! لقد قيل بالفعل إنه تم التعامل مع شخص عبث بكلام الله وطُرِد، والآن هناك من يريد أن يعبث به مرة أخرى. ما الذي يحاولون تحقيقه؟ أليس هذا بيعًا للرب من أجل المجد؟ (بلى). هذا بيع للرب من أجل المجد، وإرضاءً للشيطان. هل كلام الله ليس عمليًا؟ ألا يمكن تقديمه علنيًا؟ ألا تعترف به على أنه الحق؟ إذا كنت لا تعترف به، فلماذا لا تزال تؤمن به؟ إذا كنت لا تستطيع قبول الحق، فما الفائدة من الإيمان بالله؟ من المستحيل تحقيق الخلاص بهذه الطريقة. أيًا كانت الطريقة التي يتكلم بها الله، وأيًا كان الكلام الذي يستخدمه والذي لا يتماشى مع مفاهيمك، فلا يزال هو الله، وجوهره لا يتغير. ومهما كان كلامك لطيفًا، وبغض النظر عما تفعله، وبغض النظر عن مقدار ما تعتقد أنك عليه من لطف أو حسن نية أو محبة، فأنت لا تزال إنسانًا، إنسانًا فاسدًا. أنت ترفض الاعتراف بكلام الله على أنه الحق وتحاول تغيير كلام الله لإرضاء الشيطان. أي نوع من السلوك هذا؟ إنه أمر مثير للازدراء! لقد اعتقدت أنه بعد عقد الشركات السابقة عن طبيعة العبث بكلام الله، فمثل هذه المشكلة لن تثار في التبشير بالإنجيل مرة أخرى الآن. ومع ذلك، وعلى نحو لا يُصدق، لا يزال هناك أناس يتجرأون على أن يعبثوا، ويضمرون مثل هذه الأفكار. ما موقف هؤلاء الناس من كلام الله؟ (الاستخفاف). إنهم متهورون بالكُلِّية! في قلوبهم، كلام الله خفيف مثل الريش، ولا قيمة له. إنهم يفكرون: "يمكن صياغة كلام الله بأي طريقة؛ يمكنني أن أغير كلامه كما يحلو لي. من الأفضل جعله يتماشى مع المفاهيم والأذواق البشرية. هذا ما ينبغي أن يكون عليه كلام الإله!" أولئك الذين يفعلون أشياء مثل العبث بكلام الله يمكن توصيفهم على أنهم أضداد المسيح. إنهم يتصرفون بتهور وطيش، ويعبثون بشكل عشوائي؛ إنهم متعسفون ومستبدون، ويشتركون في الشخصية والصفات نفسها التي يتصف بها أضداد المسيح الآخرين. وهناك نقطة أخرى: ما هو أول ما يفكرون به ويتصرفون به عندما يواجهون خطرًا أو عندما تتضرر مصالحهم الخاصة؟ ماذا يختارون؟ إنهم يختارون خيانة مصالح الله ومصالح بيت الله لحماية أنفسهم. أولئك الذين يعبثون بكلام الله، هل يفعلون ذلك حقًا للتبشير بالإنجيل بفعالية؟ ما هو الدافع الخفي وراء فعاليتهم المزعومة؟ إنهم يريدون أن يتباهوا بمواهبهم وقدراتهم ليجعلوا الناس يرون: "انظروا كم أنا قادر! انظروا مدى فعالية التبشير بالإنجيل بعد تعديلاتي؟ ليست لديكم نفس المهارات، ولن تجرؤوا حتى على التفكير بهذه الطريقة. انظروا، بأفكاري وأفعالي، هل ترون النتائج التي حققتها؟" هؤلاء الناس يتجاهلون كلام الله ويعبثون به لإرضاء طموحهم ورغبتهم في السعي وراء الشهرة والمكانة. أليس لديهم طابع ضِدِّ المسيح؟ إن توصيفهم على أنهم أضداد المسيح ليس ظلمًا على الإطلاق.
ما هو المظهر الآخر لتعسف واستبداد أضداد المسيح؟ إنهم لا يعقدون شركة مطلقًا عن الحق مع الإخوة والأخوات، ولا يحلون مشاكل الناس الفعلية. وبدلًا من ذلك، يكتفون بالوعظ بالكلام والتعاليم لإلقاء المحاضرات على الناس، بل ويجبرون الآخرين على طاعتهم. ماذا عن موقفهم ونهجهم تجاه الأعلى وتجاه الله؟ إنه ليس سوى خداع وازدواجية. وبغض النظر عن المشاكل داخل الكنيسة، فإنهم لا يبلغون عن أي شيء إلى الأعلى. ومهما فعلوا، فإنهم لا يسألون الأعلى أبدًا. يبدو الأمر كما لو أنه ليس لديهم أي مشاكل تتطلب عقد شركة أو توجيهًا من الأعلى؛ كل ما يفعلونه خفي وسري، ويجري في الخفاء. هذا ما يُطلق عليه التلاعب المخادع، حيث يرغبون في أن تكون لهم القول الفصل وأن يكونوا أصحاب القرار. ومع ذلك، فإنهم يتنكرون أحيانًا أيضًا، ويطرحون أمورًا عديمة الأهمية للاستفسار من الأعلى، متظاهرين بأنهم أشخاص يطلبون الحق، مما يجعل الأعلى يعتقد خطأً أنهم يطلبون الحق في كل شيء بمنتهى الدقة. وفي الواقع، هم لا يطلبون الإرشاد أبدًا بشأن أي مسألة مهمة، ويتخذون قرارات من جانب واحد ويُخفون الأمر عن الأعلى. وإذا ظهرت أي مشكلة، فاحتمالية أن يقوموا بالإبلاغ عنها هي حتى أقل، وذلك خوفًا من أن يؤثر ذلك على سلطتهم، أو مكانتهم، أو سمعتهم. أضداد المسيح يتصرفون بتعسف واستبداد؛ ولا يعقدون شركة أبدًا مع الآخرين ويُكرهون الآخرين على طاعتهم. وبعبارة أوضح، تتمثل المظاهر الأساسية لهذا السلوك في الانخراط في مشروعهم الخاص؛ وتنمية نفوذهم وزمرتهم الشخصية وعلاقاتهم؛ والسعي وراء مشاريعهم الخاصة؛ وبعد ذلك يفعلون ما يحلو لهم، ويقومون بما يفيدهم ويتصرفون دون شفافية. إن رغبة أضداد المسيح وأمنيتهم في أن يخضع الآخرون لهم قوية للغاية؛ إنهم يتوقعون من الناس أن يطيعوهم مثل صياد يجعل كلبه يطيع أوامره، ولا يسمحون بأي تمييز للصواب والخطأ، ويصرون على الامتثال والخضوع المطلق.
يمكن ملاحظة مظهر آخر من مظاهر تعسف واستبداد أضداد المسيح في السيناريو التالي. على سبيل المثال، إذا كان قائد كنيسة معينة هو أحد أضداد المسيح، وإذا كان القادة والعاملون من المستوى الأعلى ينوون التعرف على عمل تلك الكنيسة والتدخل فيه، فهل سيوافق ضِدُّ المسيح هذا؟ كلا بالتأكيد. إلى أي مدى يتحكم في الكنيسة؟ مثل حصن منيع لا يمكن أن تخترقه الإبرة ولا أن يتسرب إليه الماء، هو لا يسمح لأحد آخر بالتدخل أو الاستفسار. وعندما يعلم أن القادة والعاملين قادمون للتعرف على العمل، يقول للإخوة والأخوات: "لا أعرف ما هو هدف هؤلاء الناس من المجيء. إنهم لا يفهمون الوضع الفعلي لكنيستنا. إذا تدخلوا، فقد يزعجون عمل كنيستنا". هكذا يُضلِل الإخوة والأخوات. وما إن يصل القادة والعاملون حتى يجد أسبابًا وأعذارًا مختلفة لمنع الإخوة والأخوات من الاتصال بهم، بينما يستضيف القادة والعاملين نفاقًا، ويبقيهم في مكان منعزل بحجة ضمان سلامتهم؛ ولكن في الحقيقة، لمنعهم من مقابلة الإخوة والأخوات ومعرفة الوضع منهم. وعندما يستفسر القادة والعاملون عن وضع العمل، ينخرط ضِدُّ المسيح في الخداع من خلال تقديم صورة كاذبة؛ فهو يخدع من هم فوقه ويخفي الحق عمن هم دونه، ويضخم أقواله ويبالغ في فعالية العمل ليخدعهم. وعندما يقترح القادة والعاملون الاجتماع مع الإخوة والأخوات في الكنيسة، يرد قائلًا: "لم أقم بأي ترتيبات! لم تخبروني قبل مجيئكم. لو كنتم قد فعلتم لكنت قد رتبت لبعض الإخوة والأخوات مقابلتكم. ولكن بالنظر إلى البيئة العدائية الحالية، ولأسباب تتعلق بسلامتكم، من الأفضل ألا تلتقوا بالإخوة والأخوات". على الرغم من أن كلامه يبدو معقولًا، إلا أن شخصًا لديه القدرة على التمييز يمكنه اكتشاف الأمر: "إنه لا يريد أن يلتقي القادة والعاملون مع الإخوة والأخوات لأنه يخشى أن ينكشف أمره، ويخشى أن تنكشف العيوب والانحرافات في عمله". يسيطر ضِدُّ المسيح بإحكام على الإخوة والأخوات في الكنيسة. فإذا لم يكن القادة والعاملون على قدر المسؤولية، فمن السهل أن يخدعهم ضِدُّ المسيح ويُضللهم. لن يعرف القادة والعاملون أمورًا مثل: الوضع الفعلي للإخوة والأخوات في الكنيسة، والصعوبات التي لا تزال لم تُعالج، وما إذا كان عقد الشركات والعظات وكُتُب كلام الله التي يقدمها الأعلى تُسلم إلى الإخوة والأخوات في الوقت المناسب، وكيف تتقدم مختلف مشاريع عمل الكنيسة، وما إذا كانت هناك انحرافات أو مشاكل. كما أن الإخوة والأخوات لا يكونون على دراية بأي ترتيبات عمل جديدة في بيت الله؛ وهكذا يسيطر ضِدُّ المسيح تمامًا على الكنيسة، ويحتكر السلطة ويكون له القول الفصل في الأمور. لا يكون لدى الإخوة والأخوات في الكنيسة أي فرصة للاتصال بالقادة والعاملين في المستوى الأعلى، ولأنهم لا يعرفون الحقيقة الفعلية، فهم مُضلَّلون ويسيطر عليهم ضِدُّ المسيح. وأيًا كانت الطريقة التي يتحدث بها ضِدُّ المسيح، فإن هؤلاء القادة والعاملين القائمين على التفتيش يفتقرون إلى التمييز، ويظلون يعتقدون أن ضِدَّ المسيح يؤدي عملًا جيدًا، ويضعون ثقتهم الكاملة فيه. هذا بمثابة تسليم شعب الله المختار إلى عناية ضِدِّ المسيح. إذا كان القادة والعاملون غير قادرين على التمييز، وغير مسؤولين، ولا يعرفون كيف يتعاملون مع أضداد المسيح عندما يضللون الناس – ألا يعيق هذا عمل الكنيسة ويضر بشعب الله المختار؟ ألا يُعد مثل هؤلاء القادة والعاملين كاذبين؟ فيما يتعلق بكنيسة يسيطر عليها أحد أضداد المسيح، يجب على القادة والعاملين أن يتدخلوا ويتحروا عن الأمر، وعليهم أن يتعاملوا مع ضِدِّ المسيح ويتخلصوا منه فورًا، وهذا أمر لا جدال فيه. إذا كان ثمة قادة كاذبون لا يقومون بعمل حقيقي ويتجاهلون تضليل ضِدِّ المسيح لشعب الله المختار، فعلى الشعب المختار أن يفضح هؤلاء القادة والعاملين الكاذبين، ويبلغ عنهم، ويبعدهم من مناصبهم، ويستبدلهم بقادة صالحين. هذه هي الطريقة الوحيدة للحل الكامل لمشكلة تضليل ضِدِّ المسيح للناس. قد يقول البعض: "مثل هؤلاء القادة والعاملين قد يكونوا ذوي مستوى قدرات متدنٍ ويفتقرون إلى التمييز، ولهذا السبب فشلوا في التعامل مع قضية ضِدِّ المسيح وحلها. إنهم لا يفعلون ذلك عن قصد؛ ألا ينبغي منحهم فرصة أخرى؟" لا ينبغي إعطاء المزيد من الفرص لمثل هؤلاء القادة مشوشي الذهن. إذا أُعطوا فرصة أخرى، فسوف يستمرون فقط في إيذاء شعب الله المختار. هذا لأنهم ليسوا أناسًا يسعون إلى الحق؛ إنهم يفتقرون إلى الضمير والعقل، وهم بلا مبادئ في أفعالهم؛ إنهم أناس حقراء يجب استبعادهم! في السنتين الماضيتين، اتحد بعض الإخوة والأخوات في بعض الكنائس لعزل مثل هؤلاء القادة الكاذبين وأضداد المسيح الذين لا يقومون بعمل حقيقي، وتسببوا في إعفائهم واستبعادهم. أليس هذا أمرًا جيدًا؟ (بلى). يسعدني أن أسمع مثل هذه الأخبار السارة؛ فهي خير دليل على أن شعب الله المختار ينمو في الحياة ويدخل في المسار الصحيح للإيمان بالله. هذا يدل على أن الناس قد اكتسبوا بعض التمييز والقامة، ولم يعد يسيطر عليهم القادة الكاذبون وأضداد المسيح، هؤلاء الأبالسة الأشرار. لم يعد بإمكان القادة الكاذبين وأضداد المسيح العاديين تضليل شعب الله المختار أو السيطرة عليه، هذا الشعب الذي لم يعد مقيدًا بمكانة أو سلطة. إن لديهم الشجاعة لتمييز وكشف القادة الكاذبين وأضداد المسيح، والجرأة اللازمة لإبعادهم وعزلهم. وفي الواقع، سواء كانوا قادة وعاملين أو عاديين من بين المختارين من الله، فإنهم جميعًا يتمتعون بمكانة متساوية أمام الله، ويختلفون فقط في واجباتهم. في بيت الله، لا يوجد تمييز في المكانة، فقط اختلافات في الواجب والمسؤولية. وعندما يواجهون القادة الكاذبين وأضداد المسيح الذين يزعجون عمل الكنيسة، يجب على كل من القادة والعاملين وشعب الله المختار أن يكشفوهم ويبلغوا عنهم، ويتعاملوا معهم على الفور، ويطردوا أضداد المسيح من الكنيسة. هذه المسؤولية واحدة ومشتركة بين الجميع.
أضداد المسيح متعسفون ومستبدون، ولا يعقدون شركة أبدًا مع الآخرين، ويجب أن يكون لهم القول الفصل في كل الأمور؛ أليست هذه المشاكل كلها واضحة للعيان؟ إن عقد شركة مع الآخرين وطلب المبادئ ليس عملية شكلية أو سطحية؛ فما هو الهدف؟ (أن يؤدي المرء واجباته بمبادئ، ويكون له مسار في أدائها). هذا صحيح؛ أن يكون للمرء مبادئ ومسار في أداء واجباته. يجب أن تفهم أولًا أنه فقط من خلال طلب الحق في كلام الله وفهم المبادئ، يمكن للمرء أن يؤدي واجبه بفعالية. إذا كنت تعقد شركة عن الحق لحل المشاكل، فما هو النهج الذي ينبغي اتباعه؟ من هم الأشخاص الذين ينبغي إشراكهم؟ ينبغي اختيار الأفراد المناسبين؛ ويجب عليك أن تعقد شركة في المقام الأول مع بعض الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد الذين يستطيعون فهم الحق، فهذا سيؤدي إلى نتائج فعالة. إنه أمر جوهري. إذا اخترت أناسًا مشوشي الذهن من ذوي مستوى القدرات السيء، الذين يفتقرون إلى العقل، والذين لن يسمح لهم أي قدر من النقاش بفهم الحق أو الوصول إليه، فحتى لو عُقدت شركة عن الحق بكثرة، فلن يسفر ذلك عن أي نتيجة. أيًا تكن المشاكل التي قد تنشأ في الكنيسة، فإن شعب الله المختار له الحق في أن يكون على علم، ويجب أن يكون على دراية بوضع عمل الكنيسة والمشاكل القائمة. وإذا كان القادة والعاملون يخدعون من هم فوقهم ويخفون الحق عمن هم دونهم، مستخدمين أساليب تهدف إلى إرباك الآخرين، فإن لشعب الله المختار الحق في كشفهم والإبلاغ عنهم، أو رفع الأمر إلى كبار المسؤولين. هذا أيضًا واجب والتزام شعب الله المختار. يتصرف بعض القادة الكاذبين بشكل تعسفي ومستبد، ويتحكمون في شعب الله المختار في الكنيسة. هذه هي مقاومة الله ومعارضته، وهي ممارسة ثابتة لأضداد المسيح. إذا لم يكشف شعب الله المختار هذا الأمر ويبلغ عنه، وأُعيق عمل الكنيسة أو أصيب بالركود، فإن المسؤولية لا تقع على عاتق القادة والعاملين وحدهم، بل على شعب الله المختار أيضًا، لأن شعب الله المختار هو الذي يعاني عندما يتولى القادة الكاذبون وأضداد المسيح السلطة في الكنيسة، مما قد يدمر فرصته في الحصول على الخلاص. لذا فإن شعب الله المختار لديه الحق في الإبلاغ عن القادة الكاذبين وأضداد المسيح وكشفهم وهو مسؤول عن ذلك، وهذا أمر مفيد لعمل الكنيسة ودخول شعب الله المختار في الحياة. يقول بعض القادة والعاملين: "جميعكم تقولون إنني متعسف ومستبد، أليس كذلك؟ هذه المرة لن أكون كذلك. سوف أدع الجميع يعبرون عن آرائهم. يوم واحد، يومان؛ سوف أنتظر مهما طال الوقت الذي ستستغرقونه لمشاركتها". أحيانًا، عند مواجهة بعض القضايا المحددة، تستمر النزاعات لعدة أيام دون حل، وهم يستمرون فقط في الانتظار. إنهم ينتظرون إلى أن يتوصل الجميع إلى توافق في الآراء قبل الشروع في العمل. ما مقدار العمل الذي يتأخر بسبب هذا؟ إنه يؤخر الأشياء كثيرًا. وهذا الأمر يعيق العمل كثيرًا، ومن الواضح أن هذا مظهر من مظاهر عدم المسؤولية. كيف يمكن لقائد أو عامل أن يدير عمل الكنيسة بفعالية إذا لم يكن بإمكانه اتخاذ القرارات؟ في عمل الكنيسة، بينما يتمتع القادة والعاملون بسلطة اتخاذ القرارات، يحق للإخوة والأخوات أن يكونوا على علم. ومع ذلك، فإن القادة والعاملين هم من يجب عليهم اتخاذ القرارات في نهاية المطاف. إذا كان ثمة قائد أو عامل غير قادر على اتخاذ القرارات، فإن مستوى قدراته سيء جدًا، ولا يصلح للأدوار القيادية. حتى لو كانوا قادة، فإنهم لا يستطيعون القيام بعمل حقيقي أو أداء واجباتهم على نحو يفي بالمعايير. بعض القادة والعاملين يتجادلون حول قضية واحدة لمدة طويلة، غير قادرين على اتخاذ قرار، وفي نهاية المطاف، يتبعون فقط من يرونه أكثر قوة. هل هذا النهج قائم على المبادئ؟ (كلا). أي نوع من القادة هم؟ هم أناس مشوَّشو الذهن فحسب. إذا قلتَ: "أضداد المسيح متعسفون ومستبدون، وأخشى أن أُصبح واحدًا منهم؛ فأنا لا أرغب في السير على خُطى ضِد المسيح. سوف أنتظر إلى أن يعبر الجميع عن آرائهم، وبعد ذلك سوف أختتم وأُقدم موجزًا لمنهج معتدل للقرار"؛ فهل هذا مقبول؟ (كلا). لمَ لا؟ إذا كانت النتيجة لا تتماشى مع مبادئ الحق، فحتى لو استمررت بهذه الطريقة، فهل يمكن أن تكون فعالة؟ هل سيُرضي ذلك الله؟ إذا لم تكن فعالة ولا تُرضي الله، فالمشكلة خطيرة. إن عدم التصرف وفقًا لمبادئ الحق، وعدم تحمل المسؤولية في أداء واجبك وأن تكون لا مباليًا فيه، وأن تفعل الأشياء وفقًا لفلسفة الشيطان، يعني عدم الإخلاص لله. إنه خداع لله! ولتجنب الاشتباه بك أو الحكم عليك بأنك أحد أضداد المسيح، تتنصل من المسؤوليات التي يجب عليك الوفاء بها وتتبنى نهج "التنازل" في فلسفة الشيطان. ونتيجة لذلك، فإنك تؤذي شعب الله المختار وتؤثر على عمل الكنيسة. أليس هذا تجردًا من المبادئ؟ أليست هذه أنانية وخسة؟ بوصفك قائدًا أو عاملًا، يجب عليك التحدث والعمل بالمبادئ، والوفاء بالواجبات مع تحقيق النتائج وبكفاءة. يجب أن تتصرف بأي طريقة تفيد عمل بيت الله وتتماشى مع مبادئ الحق. على سبيل المثال، يجب شراء أغراض للكنيسة مع وضع تحقيق نتيجة عملية في الاعتبار. ويجب أن تكون الأغراض ذات أسعار معقولة وعملية. فإذا أنفقت المال باستهتار دون مبادئ، فقد يتسبب ذلك في الخسارة لمصالح بيت الله وتقدمات الله. كيف ستتعاملون مع مثل هذا الموقف؟ (نطلب الإرشاد من الأعلى). طلب الإرشاد من الأعلى هو إحدى الطرق. وإضافة إلى ذلك، لا تكن كسولًا. ابحث جيدًا، واستفسر باستفاضة، واسأل أكثر، وافهم التفاصيل، واستعد بشكل كافٍ؛ فربما يمكن بعد ذلك إيجاد حل مناسب نسبيًا. إذا لم تقم بهذا العمل الأساسي وتصرفت بلا مبالاة دون فهم التفاصيل، مما أدى إلى إهدار الكثير من المال، فماذا يسمى ذلك؟ يسمى ذلك لا مبالاة. بعض الأشخاص يؤدون واجبهم بهذه الطريقة، ويفتقرون إلى الشفافية فيما يقومون به. هم يبلِّغون فقط عن نصف ما يتعين عليهم الإبلاغ عنه، ويخفون الباقي لأنهم يشعرون أن الشفافية الكاملة ستجلب عليهم المتاعب، وسوف يُطلب منهم إجراء المزيد من البحث والتحسينات. لذا، فإنهم ببساطة يخفون الوضع الحقيقي والتفاصيل عن الآخرين، وسرعان ما ينجزون المهمة ثم يطلبون من بيت الله أن يدفع. ولكن عند التفتيش، يتبين أن المهمة لا ترقى إلى المستوى المطلوب وتتطلب إعادة العمل، وبالتالي إهدار المزيد من المال. أليس هذا إضرارًا ببيت الله؟ أليس هذا سلوك يهوذا؟ (بلى). ينطوي سلوك يهوذا على خيانة مصالح بيت الله على وجه التحديد. عندما يواجه مثل هذا الشخص مواقف معينة، فإنه ينحاز إلى من هم خارج الكنيسة، ولا يفكر إلا في جسده، ولا يفكر في مصالح بيت الله على الإطلاق. هل لديهم أي إخلاص لله؟ (كلا). ليس ثمة ذرة من الإخلاص. إنهم يتلذذون بخيانة مصالح بيت الله والإضرار بعمل الكنيسة؛ هذا هو سلوك يهوذا. هناك أيضًا موقف آخر: تتضمن بعض الواجبات معرفة متخصصة أو خبرة في مجالات أخرى قد تكون غير مألوفة للجميع. في مثل هذه الحالات، يجب ألا تتهرب من المتاعب. في هذا العصر الذي يتميز بوفرة المعلومات، ينبغي ألا تكون كسولًا، بل يجب أن تبحث بفعالية عن البيانات والمعلومات ذات الصلة. بدءًا من اكتساب المعلومات الأساسية للغاية، أنت تكتسب فهمًا أساسيًا للمهنة أو المجال الذي تعمل فيه، ثم تتعلم تدريجيًا المزيد من الجوانب ضمن نطاق ذلك المجال، سواءً كانت بيانات أو مصطلحات مهنية مختلفة، مما يجعلك على دراية أساسية بها. وبعد الوصول إلى هذا المستوى، أليس من المفيد أكثر أن تتمم واجباتك بإخلاص وعلى نحو يفي بالمعايير؟ (بلى). إذًا، ما الغرض من كل هذا العمل التحضيري عند أداء واجبك؟ إن البحث وفهم التفاصيل، ثم إيجاد الحلول الممكنة من خلال عقد شركة والمناقشة النقدية، كل ذلك جزء من الاستعداد لتتميم واجبك على نحو يفي بالمعايير. القيام بهذه الاستعدادات بشكل جيد يدل على الإخلاص في أداء الواجب، كما أنه يكشف عن غير المبالين بأداء الواجب. وماذا عن موقف عديمي الإيمان والذين لا يبذلون أنفسهم لله بصدق في أداء الواجبات؟ إنهم لا مبالون تمامًا؛ بغض النظر عما يشترونه للكنيسة، فهم ينفقون المال بتهور وفقًا لأهوائهم، دون أن يطلبوا الإرشاد من الأعلى، معتقدين أنهم يفهمون كل شيء. ونتيجة لذلك، فإنهم يهدرون أموال بيت الله. أليسوا مبذرين، ومنذرين بكارثة؟ إنهم يتسببون في خسائر لتقدمات الله ولا يدركون حتى أنهم يفعلون شرًا ويقاومون الله؛ فقلوبهم لا تشعر بأي ندم على الإطلاق. فقط عندما يقوم شعب الله المختار بكشفهم وتمييزهم، ويتم التصويت على إخراجهم وطردهم، يكتسبون بعض الوعي ويبدأون في الندم. إنهم لم يدركوا أن أفعالهم ستكون لها مثل هذه العواقب الوخيمة؛ وحقًا، لن يذرفوا دمعة واحدة حتى يروا مقبرتهم! هؤلاء الأشخاص في الغالب هم أغبياء قليلو الفهم، ومع ذلك يطمحون أن يكونوا قادة وعاملين ويؤدون مهام لبيت الله. إنهم مثل الخنازير التي لطخت بعضًا من أحمر الشفاه؛ بلا حياء على الإطلاق. هؤلاء الناس عديمو الإيمان؛ ومهما طالت سنوات إيمانهم، فإنهم لا يفهمون أي حق. ومع ذلك فإنهم لا يزالون يرغبون دائمًا في أن يكونوا قادة وعاملين في بيت الله، ويريدون دائمًا أن يتولوا السلطة وأن تكون لهم الكلمة الأخيرة؛ أليسوا وقحين بلا حياء؟ لماذا يعتبر مثل هؤلاء الناس عديمي الإيمان؟ لأنهم – على الرغم من إيمانهم بالله لسنوات عديدة وسماعهم العديد من العظات – لا يفهمون أي حق ولا يستطيعون تطبيق أي حق، مما يجعلهم عديمي الإيمان. هل يظهر أي منكم هذه السلوكيات؟ من يفعل ذلك، فليرفع يده. جميعكم؟ إذًا أنتم جميعًا عديمو الإيمان، وهذه مشكلة خطيرة. إن أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص – إذا استمعوا إلى العظات باستمرار – سيفهمون بعض الحق ويُحرزون بعض التقدم، ويصبحون أكثر جدارة بالثقة في أقوالهم وأفعالهم. إذا استمع شخص ما إلى العظات لسنوات دون أي تقدم، فهو مشوش الذهن، وبهيمة، وعديم الإيمان. بعض الناس، في غضون ثلاث إلى خمس سنوات من الإيمان بالله، يفهمون الكثير ويستطيعون طلب الحق في أقوالهم وأفعالهم. وإذا لاحظوا عيوبًا في أداء واجبهم أو تسببوا في خسارة ما لبيت الله، يشعرون بالضيق وتأنيب النفس، ويكرهون أنفسهم؛ يشعرون أن أخطاءهم العابرة، أو عدم إخلاصهم، أو تكاسلهم، أو انغماسهم في الراحة الجسدية أدت إلى هذه العيوب الكبيرة وتسببت في مثل هذه الخسائر الكبيرة، ويكرهون أنفسهم بسبب ذلك. مثل هؤلاء الأشخاص ذوي القلوب النادمة لديهم بعض الإنسانية ويمكنهم الوصول إلى نقطة نيل الخلاص. أما إذا كان شخص ما – بعد سنوات عديدة من الاستماع إلى العظات – لا يفهم أي حق، ويستمر في ارتكاب الأخطاء في أداء واجبه، ويخلق دائمًا المتاعب لبيت الله ويتسبب في خسائر لعمل الكنيسة، ويفتقر حتى إلى قلب نادم، فمثل هذا الشخص ليس لديه إنسانية على الإطلاق، فهو أسوأ من الخنازير والكلاب. فهل لا يزال بإمكانه أداء واجبه على نحو سليم؟ حتى لو قام بأداء الواجب، فإنه يفعل ذلك بلا مبالاة، ولن ينال استحسان الله.
يشير بعض الناس دائمًا إلى بيت الله على أنه "عائلتنا" عندما يتحدثون، ويذكرون دائمًا كلمة "عائلتنا" في الحديث. ما أجمل ما يقولونه! ما هي "عائلتنا" هذه التي يتحدثون عنها؟ لا يوجد سوى بيت الله، عائلة الله، الكنيسة. هل من المناسب أن نقول دائمًا "عائلتنا"؟ لا يبدو الأمر مناسبًا بالنسبة لي. يمكن استخدام مصطلح "عائلتنا"، لكنه لا يكون مناسبًا إلا إذا كان ما يقال مطابقًا للواقع. إذا لم تكن أنت ممن يسعون إلى الحق، وإذا كنت غالبًا ما تؤدي واجباتك بلا مبالاة، ولا تصون عمل الكنيسة على الإطلاق، ولا تأخذ عمل الكنيسة على محمل الجد مطلقًا، ومع ذلك تستمر في قول "عائلتنا"، فهذا غير مناسب. ينطوي ذلك على تلميح إلى الزيف والادعاء، مما يسبب الاشمئزاز والبغض؛ ولكن إذا كنت شخصًا يمتلك واقع الحق فعلًا ويصون عمل الكنيسة، فإن الإشارة إلى بيت الله بكلمة "عائلتنا" أمر مقبول. سيبدو ذلك صادقًا للآخرين، دون زيف، وسوف ينظرون إليك كأخ أو أخت لهم، وسيحبونك ويعجبون بك. أما إذا كنت لا تحب الحق في قلبك، ولا تقبل الحق، ولا تتحلى بالمسؤولية في أداء واجباتك، فلا تَدْعُ بيت الله "عائلتنا". ينبغي لك أن تسعى بكد إلى الحق، وأن تؤدي واجباتك على أكمل وجه، وأن تكون قادرًا على أن تصون عمل الكنيسة حتى يشعر شعب الله المختار بأنك جزء من بيت الله. إذًا، عندما تقول "عائلتنا"، فهذا يعطي الآخرين إحساسًا بالأُلفة، دون أي شعور بالنفور، لأنك في قلبك تعتبر حقًا بيت الله بمثابة بيتك الخاص، وفي أداء واجباتك تكون حقًا مسؤولًا وتصون عمل الكنيسة. عندما تقول "عائلتنا"، يبدو الأمر مستَحَقًا تمامًا، ولا أثر فيه للزيف. أما إذا لم يُظهر المرء أي مسؤولية تجاه عمل الكنيسة، ويؤدي ما عليه من واجبات بلا مبالاة، ولا يكلف نفسه حتى عناء رفع الأشياء من على الأرض، أو تنظيف غرفة متسخة، أو إزالة الثلوج أو ترتيب الفناء في الشتاء، فإنه لا يبدو مثل فرد من أفراد بيت الله بل يبدو وكأنه غريب، فهل مثل هذا الشخص مؤهل لأن يدعو بيت الله "عائلتنا"؟ إنهم مجرد مؤدو خدمة، وعاملون مؤقتون، وأناس بلا حياة وهم من الشيطان، ولا ينتمون مطلقًا إلى بيت الله. ومع ذلك لا يزالون في كثير من الأحيان يشيرون إلى بيت الله دون خجل بلفظ "عائلتنا"، ويقولونها كلما فتحوا أفواههم، ويقولونها بحميمية شديدة، ويخاطبون الإخوة والأخوات بحرارة كبيرة؛ لكنهم لا يتولون أي مهام فعلية. وعندما يتولون مهام، فإنهم يرتكبون أخطاء، ويتسببون في الإضرار ببيت الله. أليسوا مجرد منافقين؟ مثل هؤلاء الناس عديمو الأخلاق تمامًا، ويفتقرون إلى أي ضمير أو عقل. إن أهم الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المرء بوصفه مؤمنًا بالله هي الضمير والعقل، كما يجب أن يكون قادرًا على قبول الحق. فإذا كانوا لا يملكون حتى الضمير والعقل، ولا يقبلون الحق مطلقًا، فهل يستحقون مع ذلك أن يطلقوا على بيت الله اسم "عائلتنا"؟ إنهم مجرد عاملون مؤقتون، ومؤدو خدمة؛ فهم من الشيطان ولا علاقة لهم ببيت الله. الله لا يعترف بمثل هؤلاء الناس؛ فهم في نظره أناس أشرار. كثير من الناس يؤمنون بالله ولكنهم لا يسعون إلى الحق على الإطلاق، ويُظهرون عدم الاكتراث بشؤون بيت الله. إنهم يتجاهلون المشاكل التي يصادفونها، ويهملون مسؤولياتهم، وينأون بأنفسهم عن الإخوة والأخوات الذين يعانون من صعوبات، ولا يظهرون أي مُقت لأولئك الذين يفعلون أمورًا سيئة ويضرون بمصالح بيت الله أو يفسدون عمل الكنيسة. إنهم يفتقرون إلى الوعي في مسائل الصواب والخطأ الكُبرى، فكل ما يحدث في بيت الله لا يعنيهم. هل يعاملون بيت الله باعتباره بيتهم الخاص؟ من الواضح أنهم لا يفعلون ذلك. هؤلاء الناس غير مؤهلين لتسمية بيت الله "عائلتنا"؛ ومن يفعل ذلك فهو مجرد منافق. من هم الأشخاص المؤهلون لقول "عائلتنا"؟ لقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن بعض الأشخاص ليسوا سيئين بالفعل، على الرغم من أنهم بالطبع أقلية. لن نتحدث الآن عن مقدار ما يفهمونه من الحق، أو حجم قامتهم، أو إيمانهم، لكن هؤلاء الأشخاص يؤمنون بالله حقًا، ويمكنهم القيام بمهام حقيقية، وهم مسؤولون حقًا عن أي واجبات يؤدونها؛ إنهم يتمتعون ببعض مظاهر الإنسانية. مثل هؤلاء الأشخاص فقط هم من يمكن اعتبارهم حقًا جزءًا من بيت الله. عندما يقولون "عائلتنا"، فهذا يعطي إحساسًا بالدفء والصدق الخالص. على سبيل المثال، كانت الكنيسة بحاجة إلى طاولة، وكانت ستكلف ستمائة أو سبعمائة دولار حال شرائها. قال بعض الإخوة والأخوات: "هذا مكلف للغاية. يمكننا توفير الكثير من المال عن طريق شراء الخشب وصنعها بأنفسنا. سوف تعمل بالكفاءة نفسها، دون أي فارق". بعد سماع هذا، كيف شعرت في قلبي؟ شعرت بالتأثر نوعًا ما: "هؤلاء الأشخاص ليسوا سيئين، فهم يعرفون كيفية توفير المال لبيت الله". مثل هؤلاء الأشخاص أفضل بكثير مقارنةً بأولئك الذين يبددون التقدمات، فلديهم على الأقل بعض الضمير والعقل، وشيئًا من الشعور الإنساني. فبعض الناس يتسببون في خسائر بمئات أو آلاف الدولارات لبيت الله دون أي وعي، بل ويقولون إن الأمر لا يعنيهم، ولا يشعرون بأي تأنيب في قلوبهم. ومن ناحية أخرى، هناك آخرون يقولون: "حتى توفير عشرة أو ثمانية دولارات هو أمر يستحق العناء. ينبغي ألا ننفق المال دون داعٍ على أمور يمكننا حلها بأنفسنا. يجب علينا التوفير حيثما استطعنا. لا داعي لإنفاق مال لا حاجة لإنفاقه. من الصواب أن نتحمل بعض المشقة والكد". وحدهم أولئك الذين يمكنهم قول مثل هذه الأشياء هم أصحاب الضمير والعقل، والذين يمتلكون إنسانية طبيعية، وينحازون حقًا إلى بيت الله. يمكن لهؤلاء الناس بحق أن يُطلقوا على بيت الله اسم "عائلتنا" لأنهم يراعون مصالح بيت الله. وبعض الناس لا يفكرون على الإطلاق في مصالح بيت الله؛ فهل هم غير قادرين على التفكير في هذه الاعتبارات؟ عندما يتعلق الأمر بحياتهم الخاصة، فهم مقتصدون للغاية، ويضنون بكل سنت، ويرغبون دائمًا في شراء أرخص الأشياء وأكثرها عملية، والتوفير حيثما استطاعوا، بل ويساومون على الأسعار، ويحسبون بدقة متناهية، ومن الواضح أنهم بارعون في إدارة حياتهم. ولكن عندما يتعلق الأمر بعمل أشياء لبيت الله، فإنهم لا يتصرفون بهذه الطريقة. إنهم يسرفون في إنفاق أموال بيت الله، وينفقونها كيفما يشاؤون، وكأن عدم إنفاقها سيكون تبذيرًا. أليست هذه علامة على خُلُق فظيع؟ مثل هؤلاء الناس أنانيون للغاية، ولا يهتمون ببيت الله على الإطلاق، ويسعون فقط لإرضاء أنفسهم. إنهم يأملون في أن يتسللوا إلى ملكوت السموات وأن ينالوا بركات عظيمة بأقل تكلفة. مثل هؤلاء الأشخاص الأنانيين والحقراء لا يزالون يضمرون مثل هذه الطموحات والرغبات الكبيرة؛ وهذا يدل على نقص شديد في خُلقهم!
هل قمنا الآن في شركتنا بتغطية كاملة بالأساس لهذا المظهر من مظاهر أضداد المسيح، وهو أنهم يتصرفون على نحو ملتوٍ وأنهم متعسفون ومستبدون؟ (نعم). دعونا نقدم ملخصًا إذًا. إن ما يقوم به أضداد المسيح من أفعال ملتوية، وكونهم متعسفين ومستبدين، هما سلوكان متمايزان ولكنهما متساويان في الأهمية ومتزامنان على نحو مشترك فيما بينهم. يكشف هذا المظهر عن اثنتين من الشخصيات الأساسية لأضداد المسيح؛ الخبث والشراسة؛ هم خبثاء وشرسون. في بعض الأحيان، قد لا ترى جانبهم الشرس، ولكن يمكنك أن ترى جانبهم الخبيث. قد يتصرفون بلطف، مما يجعل من الصعب رؤية أي شيء من سلوكهم القسري أو الهمجي. إنهم لا يُظهرون عنفًا ظاهريًا، ولا يُكرهونك على فعل أي شيء، لكنهم يوقعونك في شراكهم بوسائل خبيثة أخرى، ويجعلونك تحت سيطرتهم، ويجعلونك تخدم أغراضهم؛ وهكذا تتعرض للاستغلال من قبلهم. إنك تقع في فخهم وأنت غير مدرك، وتخضع طواعية لتلاعبهم وعبثهم بك. لماذا يمكنهم التسبب في مثل هذه العواقب؟ غالبًا ما يستخدم أضداد المسيح عبارات وأقوال صحيحة لإرشادك والتأثير عليك، وتحريضك على القيام ببعض الأمور، ويجعلونك تشعر أن كل ما يقولونه صحيح، ويجب عليك أن تنفذه ويجب أن تفعله بهذه الطريقة، وإلا ستشعر أنك تخالف الحق، وستشعر أن عصيانهم يعني التمرد على الله. وبذلك تطيعهم طواعية. ما النتيجة النهائية لذلك؟ حتى لو اتبع الناس كلامهم ومارسوا ما يقولون، فهل يفهمون الحق؟ هل علاقتهم مع الله تزداد قربًا أم تزداد بعدًا؟ عندما يواجه الناس مواقف معينة، فإنهم لا يعجزون فقط عن أن يأتوا أمام الله والصلاة له، بل إنهم أيضًا لا يعرفون كيف يبحثون عن مبادئ الحق في كلام الله، ولا كيف يستوعبون مقاصد الله ومتطلباته. وبدلًا من ذلك، فإنهم يدلون بتصريح لا يصدق قائلين: "لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، معتمدًا بالأساس على القادة للحصول على الدعم والإمداد. أيًا يكن ما يحدث، فما دام القادة يعقدون شركة، فهناك طريق للمضي قدمًا. بدون القادة، لن ينجح الأمر". لقد آمنوا بالله لسنوات عديدة، ولا تزال قامتهم هي هذه القامة فقط، ولا يزالون غير قادرين على العمل بدون القادة. أليس هذا مثيرًا للشفقة؟ ما المعنى الضمني المقصود هنا؟ المعنى الضمني هو أنهم لا يعرفون كيف يصلُّون لله، أو يتوكلون على الله، أو ينظرون إلى الله، أو يأكلون ويشربون كلام الله. كل هذه الأمور يجب أن يدعمها القادة لكي يفهموها؛ فالقائد يمكن أن يحل محل الله الذي يؤمنون به. يمكن القول إن إيمان هؤلاء الأشخاص بالله هو في الواقع إيمان بقادتهم. إنهم يستمعون إلى كل ما يقوله القادة، ويصدقون كل ما يقولونه. بمن يؤمنون حقًا ومن الذي يتبعونه ويطيعونه؛ الله أم القادة؟ أليس هذا تمامًا مثل المتدينين الذين يؤمنون بالرب اسميًا، لكنهم في الواقع يؤمنون بقساوستهم، ويتبعونهم، ويثقون بهم؟ ألا يتحكم البشر في هذا الأمر؟ أنت تعبد القادة وتستمع إليهم في كل الأمور. هذا إيمان بالبشر واتباع لهم، وخضوع لسيطرة الناس وقيودهم. لقد تكلم الله بوضوح شديد، ومع ذلك لا تستطيع أن تفهم كلامه، ولا تعرف كيف تمارسه، لكنك تفهم الأبالسة والشياطين بعد أن يتكلموا ببضع كلمات؟ ما الذي تفهمه بالفعل؟ أحيانًا تفهم إحدى اللوائح أو التعاليم، فهل يعد هذا فهمًا للحق؟ (كلا). هذا ليس فهمًا للحق، بل يعني أنك مُضَلل. هذه بالضبط هي حقيقة الأمر.
في مظهر تصرف أضداد المسيح على نحو ملتوٍ وكونهم متعسفين ومستبدين، شخصياتهم الأساسية هي الخبث والشراسة. أين يتجلى خبثهم؟ يتجلى في سلوكهم الملتوي. وأين تتجلى شراستهم؟ (في كونهم متعسفين ومستبدين). يتجلى في المقام الأول في كونهم متعسفين ومستبدين، وفي إكراه الآخرين على طاعتهم؛ فإجبارهم ينم عن شخصية شرسة. الله يطلب من الناس أن يخضعوا له وللحق. ما هي طريقة عمل الله؟ بعد أن يعبِّر الله عن كلامه، يخبر الناس أن أهم شيء في الإيمان بالله هو أنه ينبغي أن يخضعوا للحق ولكلام الله. أنت تعرف هذا الحق، وتعرف أن هذه العبارة صحيحة، لكن فيما يتعلق بما إذا كنت تخضع وكيف تخضع، ما هو موقف الله؟ لديك الإرادة الحرة، والحق في الاختيار. إذا كنت تريد أن تخضع، فأنت تخضع، وإذا كنت لا تريد الخضوع، فلست مضطرًا لذلك. أما ما قد يترتب على عدم الخضوع من عواقب، وما يُمحِّصه الله في الناس، وما هي استنتاجاته بشأنهم، فإن الله لا يفعل شيئًا إضافيًا في هذه الأمور. إنه لا يحذرك، ولا يهددك، ولا يجبرك، ولا يجعلك تدفع الثمن أو يعاقبك عليه. الله لا يتصرف بهذه الطريقة. خلال الفترة التي يخلِّص الله فيها الناس، عندما يعبِّر عن كلامه لتوفير احتياجات البشر، يسمح الله للناس أن يرتكبوا الأخطاء، ويسلكوا الطريق الخطأ، ويسمح لهم أن يتمردوا عليه ويفعلوا أشياء حمقاء. ولكن من خلال كلماته وبعض طرق عمله، يجعل الله الناس يفهمون تدريجيًا ما هي متطلباته، وما هو الحق، وما هو الصواب وما هو الخطأ؛ من خلال التهذيب، والتأنيب، والتأديب، وأيضًا من خلال الوعظ، على سبيل المثال. أحيانًا يمنحك الله نعمة ما، ويحركك داخليًا، أو يمنحك بعض الإضاءة والاستنارة، مما يتيح لك معرفة ما هو الصواب وما هو الخطأ، وما هي متطلبات الله حقًا، وما هو الموقف الذي ينبغي أن يتبناه الإنسان، وما يجب أن يمارسه الناس. وبينما يجعلك تفهم، فإنه أيضًا يمنحك خيارًا. إذا قلت: "سأكون متمردًا، سأكون عنيدًا، لا أريد أن أختار ما هو صواب، لا أريد أن أكون مخلصًا، أريد فقط أن أتصرف بهذه الطريقة!" فأنت في نهاية المطاف مسؤول عن وجهتك وعاقبتك. عليك أن تتحمل مسؤولية أفعالك وتدفع الثمن؛ فالله لا يفعل شيئًا في هذا الصدد. الله عادل وبار. إذا كنت تتصرف وفقًا لمتطلبات الله وكنت شخصًا خاضعًا لله، أو على العكس من ذلك، إذا كنت لا تتصرف وفقًا لمتطلبات الله ولم تكن شخصًا خاضعًا لله، ففي كلتا الحالتين، أينما كانت وجهتك، فقد حددها الله مسبقًا. ليس على الله أن يفعل أي شيء إضافي. ليس الأمر كما لو أنك إذا لم تتصرف وفقًا لمتطلبات الله اليوم، فسوف يؤدبك، أو يؤنبك، أو يعاقبك، ويجلب عليك الكوارث؛ الله لا يعمل بهذه الطريقة. مع الله، يطلب الله من الناس الخضوع فقط لكي يفهموا حقيقة الخضوع؛ وليس ثمة عنصر من عناصر "الإكراه". لا يجبر الله الناس على الخضوع أو ممارسة هذا الجانب من الحق. لذلك، في طريق الله، سواء كان يدبر الله أمور الناس، أو يحكم مصيرهم، أو يقودهم، أو يوفر لهم الحق، فإن مقدمة هذه الأفعال لا تقوم على الإكراه، ولا هي ضرورة. إذا تصرفت وفقًا لكلام الله، فسوف تفهم الحق تدريجيًا أكثر فأكثر، وستستمر حالتك أمام الله في التحسن؛ ستحافظ على حالة جيدة، وسينير الله أيضًا جوانب الحياة اليومية التي لا تفهمها. ولكن إذا لم تمارس الحق، ولم تخضع لله، ولم تكن على استعداد للسعي إلى الحق، فإن ما ستحصل عليه سيكون محدودًا للغاية. هذا هو الفارق الواضح بين هذين الأمرين. الله لا يحابي أحدًا، فهو عادل مع الجميع. يقول البعض: "أما كنت لأمارس لو أن الله أجبرني فحسب؟" الله لا يجبر الناس؛ فهذا ما يفعله الشيطان. الله لا يتصرف بهذه الطريقة. إذا كنت لا تستطيع الخضوع لله إلا عندما تُجبر على ذلك، فماذا تكون إذًا؟ هل تكون خاضعًا حقًا لله؟ ليس هذا هو نوع الخضوع الذي يريده الله. الخضوع الذي يتحدث عنه الله هو أن يمارس الشخص طواعيةً كلام الله بدافع من ضميره وعقله، بناءً على فهم الحق. هذا هو المعنى المتأصل للخضوع. إنه لا ينطوي على إكراه، أو تقييد، أو تهديد، أو أي شكل من أشكال الإلزام أو التحكم. لذلك، عندما تشعر بأنك مقيد بشدة في مسألة ما ولديك كبح شديد فيها، فهذا بالتأكيد ليس من عمل الله. من ناحية، قد يكون ذلك نابعًا من الأفكار البشرية أو الفهم المحرَّف والقيود المفروضة ذاتيًا. ومن ناحية أخرى، قد يكون ثمة شخص آخر يحاول تقييدك، باستخدام اللوائح أو بعض الحجج أو النظريات التي تبدو صحيحة لتقييدك، مما يؤدي بك إلى أن تتشكل لديك بعض التحريفات في تفكيرك. هذا يشير إلى وجود مشكلة في فهمك. إذا كنت تشعر بالخضوع لله طوعًا وبسعادة، فهذا نابع من عمل الروح القدس، وأيضًا من الإنسانية الحقيقية، ومن الضمير والعقل.
في بيت الله، ثمة أُناس لا يخضعون للحق، ولا يخضعون لترتيبات عمل بيت الله، ولا يخضعون لترتيبات الكنيسة. كيف يتعامل بيت الله مع هذا الأمر؟ هل هناك أي طرق للتنفيذ القسري تستخدم لمعالجة هذه المسألة؟ إذا كان ثمة قائد لا يقوم بعمل حقيقي، ولا يعمل وفق ترتيبات العمل، ولا يمارس الحق، أو لا يستطيع القيام بعمل حقيقي، فكيف يتعامل بيت الله مع ذلك؟ (بيت الله يعفيه). إنه يُعفى مباشرة، ولكن هل يُطرد؟ (كلا). من لم يرتكب شرًا لا يُطرد. بالنسبة للإخوة والأخوات العاديين، إذا رُتِب لهم أداء واجب معين وامتنعوا عن ذلك، فهل يعد هذا عدم خضوع؟ إذا لم يذهبوا، فيمكن العثور على شخص آخر؛ هل سيُجبر أي شخص على أداء واجب ما؟ (كلا). لا يوجد إكراه. إذا كانوا على استعداد للقبول والخضوع – من خلال عقد شركة عن الحق – فلا بأس بذلك. وهذا لا يعتبر إجبارًا، وإنما هو ترتيب لهم لأداء هذا الواجب بشرط رضاهم ورغبتهم. فعلى سبيل المثال، بعض الناس يحبون الطبخ ولكن المرتب لهم هو القيام بالتنظيف، ويقولون: "إذا طُلب مني التنظيف فسوف أنظف. أنا أخضع لترتيبات بيت الله". هل يوجد أي إجبار هنا؟ هل يوجد أي إكراه ضد إرادة شخص ما؟ (كلا). يتم ترتيب هذا بإرادتهم وخضوعهم، دون وضع أي شخص في موقف صعب، أو إكراه أحد على القيام بشيء ما. وقد تكون ثمة حالات أيضًا لا يمكن فيها العثور على أحد لأداء واجب معين مؤقتًا، ويجري الترتيب لأن تقوم أنت بذلك مؤقتًا؛ وقد لا تكون أنت شخصيًا راغبًا، ولكن هذه ضرورة للعمل، إنها حالة خاصة. أنت عضو في بيت الله، وتتناول طعام بيت الله وتؤدي واجباتك هناك؛ وبما أنك تعتبر نفسك شخصًا يؤمن بالله ويتبعه، ألا يمكنك أن تتمرد على جسدك في هذه المسألة الصغيرة؟ هذا لا يعد في الواقع خضوعًا أو مشقة؛ لأن هذا الأمر مؤقت فحسب، ولا يُطلب منك أداء هذا الواجب على المدى الطويل. يشتكي بعض الأشخاص من أن العمل الذي يُطلب منهم القيام به قذر ومتعب، وهم غير راغبين في القيام به. إذا أثاروا هذا الأمر، فيجب إعادة توزيع عملهم سريعًا. ولكن إذا كانوا يعبرون عن ذلك بالقول فقط ولكنهم في الواقع راغبون في الخضوع ومستعدون للمعاناة، فعليهم أن يستمروا في أداء واجبهم. هل هذا النهج مناسب؟ (نعم). هل هذا المبدأ صائب؟ (نعم). بيت الله لا يُكره الناس على الإطلاق ضد إرادتهم. ثمة حالة أخرى يكون فيها بعض الأشخاص كسالى وغير مسؤولين ويفتقرون إلى الولاء؛ أيًا كان الواجب الذي يؤدونه. وفي بعض الأحيان، هم حتى يقومون بأشياء سيئة سرًا. عندما لا يؤدون واجبهم جيدًا، فإنهم يختلقون الأعذار، مدعين أن الواجب لا يناسبهم، أو أنه ليس من اختصاصهم، أو أنهم لا يفهمون المجال الذي يعملون فيه. لكن في الواقع، يرى الجميع بوضوح أن إخفاقهم في الأداء الجيد لا يرجع لهذه الأسباب. كيف ينبغي التعامل مع هؤلاء الأشخاص؟ في حال طلبوا أداء واجب في مكان آخر، فهل ينبغي الموافقة على ذلك؟ (كلا). فما العمل إذًا؟ مثل هؤلاء لا يصلحون لأداء الواجبات؛ إنهم يؤدونها على مضض وبدون موقف سليم، لذا ينبغي إبعادهم. وهناك نوع آخر من الأشخاص يصبح صعبًا ومعاندًا ما إن يُطلب منه أداء واجب ما. إنهم غير راغبين ومُمَانعون للغاية، وبالكاد يتمكنون من كبت سخطهم، ويفكرون قائلين: "سأتوارى عن الأنظار فحسب، وأتدبر أمري لبضع سنوات، من يدري أين سينتهي بي المطاف بعد ذلك!" لا ينبغي أن يسمح لأصحاب مثل هذه النوايا بأداء الواجبات، وحتى لو أرادوا أداء واجبات أخرى فغير مسموح لهم بذلك. يجب التعامل مع مثل هذه الحالات بقوة. ما السبب وراء ذلك؟ لأنه يمكن رؤية حقيقة جوهرهم؛ فمن يفهمهم يقول إنهم عديمو الإيمان، ومَن حولهم يقول أيضًا إنهم لا يصلحون لأداء الواجبات. مثل هؤلاء الأشخاص غير مؤمنين، ويجب تصفيتهم. وإذا لم يحدث ذلك، فلا يمكنهم سوى إحداث الاضطرابات، وارتكاب الآثام، وإيذاء شعب الله المختار داخل الكنيسة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. يجب التعامل مع مثل هذه الحالات وفقًا للمبادئ الخاصة بكيفية معاملة أولئك الذين يؤدون واجبات في الكنيسة؛ وعدم رغبتهم ليس عاملًا في ذلك. هل هذا إجبار؟ هذا ليس إجبارًا؛ هذا عمل وفقًا للمبادئ، ودعم لمصالح بيت الله وعمل بيت الله. الأمر يتعلق بتصفية عديمي الإيمان ومن يتواجدون فقط للعيش عالةً على بيت الله. إذا كنت تريد الاستغلال، افعل ذلك في مكان آخر، وليس هنا. بيت الله ليس دار تقاعد؛ إنه لا يدعم المتكاسلين. هل تفهمون؟
هناك بعض أضداد المسيح الذين يخفون أنفسهم جيدًا، فيكتفون بالابتسام دون أن يتكلموا عندما يرون شيئًا ما، ويلتزمون الصمت في كثير من الأمور، ويتظاهرون بالعُمق ولا يعبرون عن أي موقف. عندما تتواصل معهم للمرة الأولى، لا يكون من السهل إدراك حقيقتهم؛ قد تظن حتى أنهم أشخاص مهمون ورائعون. كيف يمكنك تمييز أضداد المسيح هؤلاء؟ يجب عليك الانتباه جيدًا وملاحظة ما يحبونه حقًا وما يركزون عليه، وما يثير اهتمامهم، ومع من يتفاعلون. بملاحظة هذه الجوانب، يمكنك فهمهم. وإضافة إلى ذلك، ثمة شيء واحد يجب أن تكونوا جميعًا على علم به: مهما كان مستوى القائد أو العامل، إذا كنتم تعبدونه لأنه يفهم قليلًا من الحق ولديه بضع مواهب، وتعتقدون أنه يمتلك واقع الحق، ويمكنه مساعدتكم، وإذا كنتم تحترمونه وتعتمدون عليه في كل شيء، وتحاولون نيل الخلاص من خلال هذا، فهذا حماقة وجهل من جانبكم. وفي نهاية المطاف، سيذهب كل شيء سدًى، لأن نقطة البداية خاطئة بطبيعتها. أيًا كان عدد الحقائق التي يفهمها شخص ما، فإنه لا يستطيع أن يحل محل المسيح، ومهما كانت موهبة المرء، فإن هذا لا يعني أنه يمتلك الحق؛ لذا فإن أي شخص يعبد أناسًا آخرين، ويتطلع إليهم، ويتبعهم، فسوف يُستبعد في نهاية المطاف، ويُدان. إن المؤمنين بالله لا يمكنهم أن يتطلعوا إلى أحد أو يتبعوا أحدًا إلا الله. أما القادة والعاملون، فمهما كانت منزلتهم في القيادة، فإنهم لا يزالون أشخاصًا عاديين. إذا كنت ترى أنهم رؤساؤك المباشرون، وإذا شعرت أنهم متفوقون عليك، وأنهم أكفأ منك، وأنهم يجب أن يقودوك، وأنهم يتفوقون على أي شخص آخر من جميع النواحي، فأنت مخطئ إذن؛ ذلك وهم. وما هي العواقب التي سيوصِّلك إليها هذا الوهم؟ سيقودك هذا دون أن تدري إلى أن تقيس قادتك بمتطلبات لا تنسجم مع الواقع، وأن تعجز عن التعامل بصورة صحيحة مع المشكلات والنقائص الموجودة لديهم، وفي الوقت نفسه، ودون أن تدري، ستنجذب بشدة أيضًا إلى أسلوبهم المميز ومواهبهم وملَكاتهم، بحيث يصل بك الأمر، قبل أن تدرك ذلك، إلى أن تعبدهم وأن يصبحوا إلهك. وذلك الطريق، من اللحظة التي يصبحون فيها قدوة لك، وموضع عبادتك، إلى اللحظة التي تغدو فيها أحد أتباعهم، هو طريق سيُبعدك عن الله دون أن تعي ذلك. حتى إنك في الوقت الذي تبتعد فيه تدريجيًّا عن الله ستظل تعتقد أنك تتبع الله، وأنك في بيت الله، وفي حضرة الله، في حين أنك في الواقع قد أُسِرتَ بواسطة خدّام الشيطان وأضداد المسيح. إنك حتى لن تدرك ذلك. وهذا وضع خطير جدًّا. وحل هذه المشكلة يتطلب منك، جزئيًا، القدرة على تمييز جوهر طبيعة أضداد المسيح، والقدرة على رؤية حقيقة الوجه القبيح لكراهيتهم للحق ومقاومتهم لله؛ كما يتطلب أيضًا التعرُّف على الأساليب الشائعة التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس واصطيادهم، وكذلك التعرف على الطريقة التي يستخدمونها في فعل الأشياء. ومن ناحية أخرى، عليكم السعي لمعرفة شخصية الله وجوهره. ينبغي أن يكون واضحًا لكم أن المسيح وحده هو الحق، والطريق، والحياة، وأن عبادة أي شخص ستجلب عليكم الكوارث والمصائب. عليكم أن تؤمنوا بأن المسيح وحده يستطيع أن يخلِّص الناس، وعليكم أن تتبعوا المسيح وتخضعوا له بإيمان مطلق. هذا وحده هو السبيل الصحيح للحياة الإنسانية. قد يقول البعض: "حسنًا، لديَّ أسبابي التي تبرر عبادة القادة؛ ففي قلبي، أميل بصورة طبيعية إلى عبادة أي شخص موهوب. إنني أعبد أي قائد ينسجم مع مفاهيمي". لماذا تصر على عبادة الإنسان مع أنك تؤمن بالله؟ وفي نهاية المطاف، مَن الذي سيخلِّصك؟ مَن الذي يحبك ويحميك في الحقيقة؛ ألا تستطيع حقًّا أن ترى؟ إذا كنت تؤمن بالله وتتبعه فينبغي أن تصغي إلى كلمته، وإذا كان امرؤٌ ما يتكلَّم أو يتصرَّف بشكل صحيح، بما ينسجم مع مبادئ الحق، فاخضع للحق فحسب؛ أليس الأمر بهذه البساطة؟ لماذا أنت وضيع إلى هذا الحد، ولماذا تُصرُّ على إيجاد شخص تعبده كي تتبعه؟ لماذا تحبُّ أن تكون عبد الشيطان؟ لِمَ لا تكون بدل هذا خادمًا للحق؟ بهذا يظهر ما إذا كان المرء يتمتَّع بالعقل والكرامة أم لا. ينبغي أن تبدأ بنفسك: زود نفسك بجميع أنواع الحقائق، وكن قادرًا على تحديد الطرق المختلفة التي تنكشف بها مختلف الأمور والأشخاص، واعرف طبيعة ما يتجلى في مختلف سلوكيات الأشخاص، والشخصيات التي تتكشف فيهم، وأتقن التمييز بين جوهر أنواع مختلفة من الناس، وتَبَيَّن أنواع الأشخاص من حولك، ونوع الشخص الذي أنت عليه، وأي نوع من الأشخاص يكون عليه قائدك. ما إن ترى كل هذا بوضوح، ستكون قادرًا على معاملة الناس بالطريقة الصحيحة، وفقًا لمبادئ الحق: إذا كانوا إخوة وأخوات، فسوف تعاملهم بمحبة؛ وإذا لم يكونوا من الإخوة والأخوات وإنما أناسًا أشرارًا وأضدادًا للمسيح، أو أشخاصًا عديمي الإيمان، فيجب عليك أن تبتعد عنهم وتنبذهم. أما إذا كانوا أناسًا يمتلكون واقع الحق، فعلى الرغم من أنك يمكن أن تُعجب بهم، فإنك لن تعبدهم. ليس بوسع أحد أن يحل محل المسيح؛ فوحده المسيح هو الإله العملي. وحده المسيح من يمكنه تخليص الناس، وفقط من خلال اتباع المسيح يمكنك نيل الحق والحياة. إذا كنت تستطيع أن ترى هذه الأمور بوضوح، فأنت تمتلك قامة، ومن غير المحتمل أن يُضلك أضداد المسيح، ولا داعي للخوف من أن يُضلك أضداد المسيح.
بعض الناس يشعرون بالقلق عندما يرون بعض أضداد المسيح ينكشفون ويُستبعدون، فيقولون: "على الرغم من أن أضداد المسيح لا يبدون أشرارًا في الظاهر، فلماذا عندما نميّز الأشياء التي يقومون بها، يتبين لنا أنهم أشرار للغاية؟ يبدو أن أضداد المسيح ملتوون جدًا بالفعل. ولكن مستوى قدراتي ضعيف، وإذا واجهت مثل هؤلاء الأشخاص من أضداد المسيح مرة أخرى، أخشى ألا أكون قادرًا على تمييزهم. كيف ينبغي أن أحذر من أضداد المسيح؟" حتى إذا كان مستوى قدراتك ضعيفًا، فلا داعي للقلق دائمًا من أن تتعرض للتضليل، أو التفكير دائمًا في كيفية الحذر منهم. عليك فقط أن تركز على فهم الحق، وقراءة المزيد من كلام الله، وعندما يكون لديك وقت، فكر مليًا بجد في الأعمال الشريرة التي ارتكبها أضداد المسيح، واسأل نفسك: "أين يكمن شرهم؟ ما الذي دفعهم إلى ارتكاب مثل هذا الشر؟ هل يمكن للأشخاص العاديين أن يرتكبوا مثل هذا الشر؟ كيف لأولئك الذين يفهمون الحق أن يميزوهم؟ كيف يمكنني تمييزهم؟" وما إن ترى جوهر الناس بوضوح من خلال كلام الله، سوف تفهم كل شيء. وبينما تفكر باستمرار في هذه الأمور، سوف تتعلم دون وعي منك التمييز، وبطبيعة الحال، سوف تكون قادرًا على التمييز عندما تواجه مرة أخرى أضداد المسيح الذين يحاولون تضليل الناس. يتطلب هذا المرور بالعديد من الاختبارات؛ فهو ليس شيئًا يمكنك تعلمه بمجرد الاستماع إلى المزيد من العظات. إنه مثل اكتساب الخبرة في المجتمع بعد تعرضك للاستغلال كثيرًا أو تكبد الكثير من الخسائر، كما تشير مقولة: "السقوط في حفرة يزيد من إدراكك". إنها الفكرة نفسها. في إيماننا بالله، الشيء الرئيسي هو أن نفهم الحق. وكلما فهمت الحق أكثر، زادت الأمور التي تدرك حقيقتها. أما إذا لم تفهم أي شيء من الحق، فحتى امتلاك المعرفة لا طائل منه. لا يمكنك بالمعرفة وحدها إدراك حقيقة أي شيء؛ فآرائك هي آراء العلمانيين نفسها، وأيًا كانت تعليقاتك فستكون هراء ومغالطات. لا تقلق إذا لم تستطع إدراك حقيقة بعض الأشخاص في الوقت الحالي. فما إن تفهم الحق، ستكتسب القدرة على التمييز بطبيعة الحال. في الوقت الراهن، ركز فقط على القيام بواجبك جيدًا، وأكثر من أكل وشرب كلام الله، وتأمل أكثر في الحق. وعندما يأتي اليوم الذي تفهم فيه الحق، ستكون قادرًا على تمييز الناس. فبمجرد ملاحظتك لسلوك شخص ما، ستعرف في قلبك ما يجري؛ وما أن تستمع إلى شخص يتحدث عن قضية ما، سوف يمكنك إدراك حقيقة جوهر القضية؛ وبمجرد سماعك لأفكار شخص ما ووجهات نظره، ستعرف قامته. من دون بذل الكثير من الجهد، سوف تتمكن من فهم كل شيء عن أي مسألة أو أي شخص؛ وهذه هي نتيجة فهم الحق. لكن إذا لم تسع إلى الحق، وإنما اعتمدت على خيالك لتقييم الناس، وعبادتهم، والاعتماد عليهم، وتملقهم تملقًا أعمى، وإذا لم تسلك طريق السعي إلى الحق، فماذا ستكون النتيجة النهائية؟ سيتمكن أي شخص من تضليلك؛ ولن تتمكن من إدراك حقيقة أي شخص، ولا حتى أكثر أضداد المسيح وضوحًا. سوف يتلاعبون بك مثل شخص أحمق، وستظل معجبًا بهم لقدراتهم، وتدور في فلكهم كل يوم. أنت مشوش الذهن حقًا إذًا، ويمكن قطعًا القول إنك تؤمن بإله مبهم وليس بالإله العملي، وأنك بالتأكيد لست ممن يسعون إلى الحق.
حتى بعد الاستماع إلى العديد من العظات عن تمييز أضداد المسيح، يظل بعض الناس لا يستطيعون تمييزهم. إنهم يفهمون فقط بعض طرق التمييز ولكنهم يفتقرون إلى الاختبار الحقيقي. وعندما يواجهون في الواقع الأعمال الشريرة لأضداد المسيح، يفشلون في تمييزهم مرة أخرى. على الرغم من أنهم لا يستطيعون تمييز أضداد المسيح بعد الاستماع إلى العظات، فإنهم يقارنون أنفسهم بما سمعوه ويبدأون في الشعور بشكل متزايد أنهم مثل أضداد المسيح. وفي نهاية المطاف، يصلون إلى الاعتقاد بأنهم هم أنفسهم أضداد للمسيح. لا شيء خاطئ في هذا النوع من التمييز. إنهم على دراية تامة بتفاصيل تمييز أضداد المسيح، ولكن ينقصهم فقط مبادئ التوصيف. هذه ليست مشكلة كبيرة؛ فهذا يدل على أن استماعهم للعظات كان فعالًا. فعلى الرغم من أنهم لم يميزوا أضداد المسيح الحقيقيين، إلا أنهم ميزوا أنفسهم، وهو أمر جيد أيضًا. إنهم يخلصون أنفسهم أولًا، ويتجنبون أن يصبحوا من أضداد المسيح، وهي نتيجة مثمرة للاستماع إلى هذه العظات التي تكشف أضداد المسيح. أن يكون المرء قادرًا على تمييز نفسه كأحد أضداد المسيح ليس بالأمر البسيط؛ فمثل هذا التمييز ينطوي على ملاحظة تفصيلية، وأعتقد أن هذا يُعتبر بالفعل تمييزًا. إن تمييز النفس الآن أمر جيد؛ فلم يفت الأوان بعد للقيام بذلك. لو كنت قد ارتكبت شرًا، أو تسببت في كوارث، ثم وُصِّفتَ بعد ذلك على أنك أحد أضداد المسيح، لكان الأوان قد فات. إذا كان لديك تمييز لنفسك الآن، فهذا يعني، على الأكثر، أن لديك سمات مشابهة لسمات أضداد المسيح، وأنك تسير في طريق أضداد المسيح، وأنك اخترت الطريق الخطأ؛ لا يمكن توصيفك إلا بهذه الطريقة. لا يزال هناك متسع من الوقت لتغيير المسار، ولكن الأمر خطير إذا اخترت ألا تقوم بذلك. لقد عُقدت شركة عن موضوع تمييز أضداد المسيح عدة مرات، والآن يستطيع بعض الناس التمييز حقًا. إنهم يستطيعون أن يتعرفوا على شخصيات أضداد المسيح الموجودة لديهم التي يكشفون عنها، وهذه تُعتبر نتيجة وتثبت أنهم اكتسبوا القدرة على التمييز. إذا أمكنهم التمييز أيضًا بين أولئك الذين لديهم جوهر طبيعة أضداد المسيح وأولئك الذين لديهم فقط شخصيات أضداد المسيح، فسيكونون قد أتقنوا التمييز تمامًا. هذا أمر يمكن تحقيقه قريبًا، لذا لا داعي للقلق. إذا استطاع الناس تمييز شخصيات أضداد المسيح الموجودة لديهم، وأن يعرفوا ما إذا كانوا يسيرون في طريق أضداد المسيح، وأن يفهموا ماهية جوهر طبيعة أضداد المسيح، فإنهم يكونون قد تعلموا بالفعل كيف يميزون أضداد المسيح. لا تتعلق القدرة على تمييز أضداد المسيح بعدد السنوات التي آمن فيها المرء بالله، بل تتعلق بما إذا كان الشخص قادرًا على السعي إلى الحق وفهمه أم لا. لقد آمن بعض الناس بالله لسنوات عديدة واستمعوا إلى العديد من العظات حول كشف أضداد المسيح، لكن شخصيات ومظاهر أضداد المسيح الموجودة لديهم لم تتغير على الإطلاق. وأيًا كانت الطريقة التي أعقد بها شركة عن الحق، فإنهم يظلون غير مدركين. قد يجدون لمحتوى الشركة صدى في أنفسهم في هذه اللحظة، ولكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراءات أو أداء واجباتهم، فإنهم يعودون إلى طرقهم القديمة. أليس هذا الأمر مزعجًا وخطيرًا لمثل هؤلاء الأشخاص؟ إنه خطير للغاية! فبغض النظر عن الكيفية التي أعقد بها الشركة، وأيًا كان شعورهم بتأنيب الذات أو انزعاجهم وقت الاستماع إليّ، فإنهم لا يتغيرون على الإطلاق بعد ذلك. إنهم لا يتأملون في سبب ترقيتهم وتنميتهم باستمرار للأشخاص الذين يتملقون ويتزلفون، ولا يفكرون في السبب وراء كون معاملتهم للآخرين لا تستند إلى المبادئ، بل تكون وفقًا لأهوائهم الشخصية. إنهم لا يشمئزون من الأشخاص الذين يحبونهم، حتى لو كانوا أشرارًا أو سيئين، ويستمرون في ترقيتهم واستخدامهم. بل أكثر من ذلك أنهم لا يتأملون في سبب عدم سعيهم وراء الحق على الإطلاق، وشروعهم في طريق أضداد المسيح. إن ارتكاب الكثير من الشرور دون أي تفكير أو تغيير حقيقي هو أمر خطير. في الاجتماعات الأخيرة، كان عقد الشركة يدور حول كشف شخصيات أضداد المسيح وجوهرهم. إن شخصية أضداد المسيح أكثر خفاءً وخبثًا من الشخصيات الفاسدة الشائعة. أضداد المسيح ينفرون من الحق، ويكرهون الحق، ولا يمكنهم مطلقًا قبول الحق أو دينونة الله وتوبيخه. فما هي العاقبة إذًا، ما هي نهاية أضداد المسيح؟ من المؤكد أنهم سيُستبعدون. كيف يوصِّف الله أضداد المسيح؟ يصفهم بأنهم أولئك الذين يكرهون الحق ويعارضون الله؛ إنهم أعداء الله! معارضة الحق، وكراهية الله، وكراهية كل الأشياء الإيجابية؛ ليس هذا هو الضعف اللحظي أو الحماقة اللحظية الموجودة لدى الأشخاص العاديين، ولا هو كشف عن أفكار وآراء خاطئة تنشأ من فهم مشوه للحظة؛ فليست هذه هي المشكلة. المشكلة هي أنهم أضداد للمسيح، أعداء لله، كارهون لكل الأشياء الإيجابية وكل الحق؛ إنهم شخصيات تكره الله وتعارضه. كيف ينظر الله إلى مثل هذه الشخصيات؟ الله لا يخلصهم! هؤلاء الناس يزدرون الحق ويكرهونه، ولديهم جوهر طبيعة أضداد المسيح. هل تفهمون هذا؟ ما نحن بصدد كشفه هنا هو الخبث والشراسة، وكراهية الحق. إنها أشد الشخصيات الشيطانية من بين الشخصيات الفاسدة، وتمثل السمات الأكثر نمطية وجوهرية للشيطان، وليست الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها البشر الفاسدون العاديون. أضداد المسيح هم قوة معادية لله. إنهم قادرون على إزعاج الكنيسة والسيطرة عليها، ولديهم القدرة على تفكيك عمل تدبير الله وتعطيله. هذا ليس شيئًا يستطيع أن يفعله الأشخاص العاديون ذوو الشخصيات الفاسدة؛ فلا يقدر على مثل هذه الأفعال سوى أضداد المسيح. لا تستهينوا بهذا الأمر.
جميع الأشرار لديهم شخصيات خبيثة. يتجلى بعض الخبث من خلال الشخصيات الشرسة، كما هو الحال في التنمر المتكرر على أناس بريئين، ومعاملتهم بطريقة ساخرة أو تهكمية، واستهدافهم دائمًا بالنكات، واستغلالهم. يتصرف الأشرار بخنوع احترامًا عندما يرون شخصًا شريرًا آخر، ولكن عندما يرون شخصًا ضعيفًا يسحقونه ويفرضون نفوذهم عليه. إنهم أناس شرسون وخبثاء للغاية. كل من يتنمر على المسيحيين أو يضطهدهم هو إبليس متنكر في صورة إنسان، وهو وحش بلا روح، وتناسخ لإبليس شرير. إذا كان هناك بين جموع الأشرار من لا يتنمرون على الأبرياء، ولا يضطهدون المسيحيين، ولا يصبون جام غضبهم إلا على من يضر بمصالحهم الشخصية، فهؤلاء يعتبرون أُناسًا صالحين بين غير المؤمنين. لكن كيف يختلف خبث أضداد المسيح؟ يتجلى خبث أضداد المسيح في المقام الأول في ميلهم الشديد للمنافسة. إنهم يتجرأون على التنافس مع السماء، والتنافس مع الأرض، والتنافس مع الآخرين. ليس فقط أنهم لا يسمحون للآخرين بالتنمر عليهم، بل يتنمرون على الآخرين ويعذبونهم أيضًا. كل يوم، يفكرون في كيفية تعذيب الناس. إذا كانوا يغارون من شخص ما أو يكرهون شخصًا ما، فلن يتركوا الأمر يمر أبدًا. هذه هي الطرق التي يكون بها أضداد المسيح خبثاء. أين أيضًا يتجلى هذا الخبث؟ يمكن رؤيته في طريقتهم الملتوية في القيام بالأشياء؛ الأشخاص الذين يتمتعون ببعض العقل، وبعض المعرفة، وبعض الخبرة الاجتماعية يجدون صعوبة في سبر أغوارهم. إنهم يفعلون الأمور بطريقة ملتوية استثنائية، وهذا يرتقي إلى الشر؛ إنه ليس خداعًا عاديًا. يمكنهم الانخراط في التخطيط للمؤامرات والخدع، ويقومون بذلك على مستوى أعلى من معظم الناس. معظم الناس لا يستطيعون التنافس معهم ولا يستطيعون التعامل معهم. هذا هو ضِد المسيح. لماذا أقول إن الناس العاديين لا يستطيعون التعامل معهم؟ لأن خبثهم مفرط لدرجة أنهم يمتلكون قوة هائلة لتضليل الناس. يمكنهم التفكير في شتى أنواع الطرق لجعل الناس يعبدونهم ويتبعونهم. كما يمكنهم استغلال كل أنواع الناس لإزعاج عمل الكنيسة وإلحاق الضرر به. في مثل هذه الظروف، فإن بيت الله يعقد شركة مرارًا وتكرارًا عن كل نوع من مظاهر، وشخصية، وجوهر أضداد المسيح، حتى يتمكن الناس من تمييزهم. هذا ضروري. بعض الناس لا يفهمون، ويقولون: "لماذا نعقد شركة دائمًا عن كيفية تمييز أضداد المسيح؟" لأن أضداد المسيح قادرون تمامًا على تضليل الناس. إنهم قادرون على تضليل الكثير من الناس، مثل طاعون قاتل يستطيع، من خلال عدواه، إيذاء الكثيرين وقتلهم حال تفشيه مرة واحدة؛ فهو شديد العدوى وواسع الانتشار، ومعدلات العدوى والوفيات الناجمة عنه مرتفعة للغاية. أليست هذه عواقب وخيمة؟ إذا لم أعقد شركة معكم بهذه الطريقة، فهل يمكنكم التحرر من التضليل والقيود التي يفرضها أضداد المسيح؟ هل يمكنكم حقًا العودة إلى الله والخضوع له؟ هذا أمر صعب للغاية. عندما يكشف الناس العاديون عن شخصية متعجرفة، فإن أقصى ما في الأمر هو أن هذه الشخصية تجعل الآخرين يرون الحالة القبيحة لعجرفتهم. فأحيانًا يتفاخرون، وأحيانًا يتباهون ويستعرضون أنفسهم، وأحيانًا يحبون التأكيد على مكانتهم وإلقاء المحاضرات على الآخرين. ولكن هل هذا هو الحال مع أضداد المسيح؟ قد لا يبدو ظاهريًا أنهم يؤكدون على مكانتهم أو أنهم مغرمون بها، وقد لا يبدون أبدًا مهتمين بالمكانة، ولكن في أعماقهم لديهم رغبة قوية فيها. إنهم مثل بعض الأباطرة أو أمراء قطاع الطرق من غير المؤمنين: عندما يقاتلون من أجل أرضهم، فإنهم يعانون من المشاق مع رفاقهم، ويظهرون بمظهر المتواضعين وغير الطموحين. ولكن هل رأيت الرغبات المخبوءة في أعماق قلوبهم؟ لماذا يمكنهم تحمل مثل هذه المصاعب؟ إنها رغباتهم التي تدعمهم. إنهم يضمرون طموحًا كبيرًا في داخلهم، وهم مستعدون لتحمل أي معاناة أو الصمود أمام أي افتراء، وتشهير، وإساءات، وإهانات حتى يتمكنوا من اعتلاء العرش يومًا ما. أليس هذا التواءً؟ هل يمكنهم إخبار أي أحد عن هذا الطموح؟ (كلا). إنهم يخفونه ويبقونه طي الكتمان. ما يظهر على السطح هو شخص يستطيع تحمّل ما لا يستطيع الآخرون تحمّله، يستطيع تحمّل مشاق لا تُحتمل، ويبدو قويًا وغير طموح، وواقعيًا، وطيبًا مع من حوله. ولكن في اليوم الذي يعتلون فيه العرش، ويحصلون على السلطة الحقيقية، لتوطيد سلطتهم ومنع الاستيلاء عليها، يقتلون كل من عانى وقاتل إلى جانبهم. وفقط عندما تنكشف الحقيقة، يدرك الناس مدى عمق مكرهم. عندما تنظر إلى الوراء وترى أن كل ما فعلوه كان مدفوعًا بالطموح، تكتشف أن شخصيتهم كانت شخصية خبيثة. أي تكتيك كان هذا؟ لقد كان تكتيك الالتواء. هذه هي الشخصية التي يعمل بها أضداد المسيح. إن أضداد المسيح وملوك الأبالسة الذين يتولون زمام السلطة الرسمية هم من نفس النمط؛ فهم بالتأكيد لن يعانوا أو يتحملوا في الكنيسة مطلقًا بدون سبب إذا لم يحصلوا على السلطة والمكانة. وبعبارة أخرى، هؤلاء الناس لا يرضون على الإطلاق أن يكونوا أتباعًا عاديين، أو أن يتنازلوا في بيت الله بصفتهم عبادًا عاديين لله، أو أن يقوموا ببعض الواجبات بهدوء بينما هم لا يحظون بالشهرة؛ إنهم بالتأكيد لن يكونوا على استعداد للقيام بذلك. في حال أُعفي شخص ذو مكانة لأنه سار في طريق أضداد المسيح، وفكر قائلًا: "بدون مكانة الآن، سوف أتصرف مباشرةً باعتباري شخصًا عاديًا، وأقوم بأي واجب أستطيع القيام به، ويمكنني أن أظل مؤمنًا بالله بالقدر نفسه بدون مكانة"، فهل هو من أضداد المسيح؟ كلا، لقد سار هذا الشخص ذات مرة على طريق ضِد المسيح، ومرة سلك الطريق الخطأ بسبب حماقة وقتية، لكنه ليس من أضداد المسيح. ما الذي يمكن أن يفعله ضِدُّ المسيح الحقيقي؟ إذا فقد مكانته، فلن يؤمن بعد الآن. وليس هذا فحسب، بل سيفكر أيضًا في طرق مختلفة لتضليل الآخرين، وجعل الآخرين يعبدونه ويتبعونه، لتحقيق طموحه ورغبته في الحصول على السلطة. هذا هو الفارق بين أولئك الذين يسلكون طريق أضداد المسيح وأضداد المسيح الحقيقيين. نحن نميز ونشرِّح أنواع جوهر شخصية أضداد المسيح ومظاهرهم، لأن طبيعة هذه المسألة خطيرة للغاية. لا يستطيع أغلب الناس تمييز أضداد المسيح؛ وفضلًا عن الإخوة والأخوات العاديين، حتى بعض القادة والعاملين الذين يعتقدون أنهم يفهمون بعض الحق، لم يتقنوا تمامًا تمييز أضداد المسيح. من الصعب تحديد مقدار ما أتقنوه، مما يشير إلى أن قامتهم ضئيلة للغاية. وحدهم أولئك الذين يستطيعون تمييز أضداد المسيح بدقة، هم أصحاب القامة الحقيقية.
ما المشكلة الرئيسية التي تواجهونها الآن؟ لا يستطيع أغلب الناس التمييز، ويسهل تضليلهم بواسطة القادة الزائفين وأضداد المسيح، وهو أمر خطير للغاية ما لم يتم معالجته. لذا، أطلب منكم أن تتعلموا كيفية التمييز بين مختلف أنواع الناس. تمييز الشخصية التي يمثلها مختلف سلوكيات الناس وأقوالهم، وبناءً على ذلك، تمييز جوهر الشخص. إضافة إلى ذلك، يجب أن تكونوا قادرين على التمييز بين ما هو واقع الحق وما هو مجرد كلمات وتعاليم. إذا لم تتمكنوا من تمييز هذه الأمور، فلن تتمكنوا من دخول واقع الحق. كيف يمكن أن يكون لديكم طريق لدخول الواقع دون تمييز؟ بعض القادة والعاملين ينطقون فقط بالكلمات والتعاليم، معتقدين أن فهم الكلمات والتعاليم يعني أنهم يمتلكون الواقع. لذا، بينما هم يتفوّهون بالكلمات والتعاليم، يشعرون بالرضا والتبرير، ويصبحون متحمسين أكثر وأكثر. ولكن عندما تأتيهم الإغواءات، يتعثرون ولا يعرفون حتى كيف تعثروا، ويستمرون في التساؤل: "لماذا لم يحمني الله؟" أليس هذا إخفاقًا مخزيًا؟ لذا، يتحدث بعض القادة والعاملين دائمًا عن الكلمات والتعاليم؛ فهل يمكنكم تمييز ذلك؟ (كلا). أحيانًا أسمع من بعض الإخوة والأخوات أن بعض القادة يتحدثون فقط عن الكلمات والتعاليم، وأنهم غير مناسبين ليكونوا قادة، ويطلبون إعفاءهم. ولكن بعد أن يُطلب منهم انتخاب قائد جديد، فإن معظم الناس يفتقرون إلى التمييز، ويكون القادة والعاملون المنتخبون هم أيضًا ممن يتكلمون فقط بالكلمات والتعاليم دون أن يكون لديهم الكثير من الواقع. هذه قضية خطيرة للغاية، وصعبة للغاية. عندما تستمعون إلى كلماتي عند عقد شركة عن هذه الأمور، هل يمكنكم أن تميزوا أي اختلاف عما يقوله القادة العاديون؟ إذا كان بإمكانك تمييز الفارق، فأنت تعرف ما هو واقع الحق. وإذا كنت لا تستطيع تمييزه وتعتقد أنه كله متشابه، وتفكر قائلًا: "لقد تعلمنا أيضًا أن نتكلم بكلام الله، وما نقوله هو نفسه ما يقوله الله"، فهذه مشكلة. إنه يثبت أنك لا تفهم الحق على الإطلاق، بل تعرف فقط كيف تحاكي كلام الله، وتتلو جزءًا منه، دون أن تفهم الحق فعلًا. يمتلك أغلب أضداد المسيح بعض المواهب والفصاحة التي تمنحهم رأس المال اللازم لتضليل الناس. وإلى جانب تصرفاتهم الخبيثة، وأساليبهم المخادعة في الكلام والأفعال، فهم قادرون بالفعل على تضليل الناس. إذا كنتم قادرين فقط على التفوه بالكلمات والتعاليم، ولا تستطيعون تمييز واقع الحق، فلا مناص من أن يضللكم أضداد المسيح. هذا أمر خارج عن سيطرتكم! وبالنسبة لأولئك الذين لا يفهمون الحق، فمن المستحيل ألا يضللهم أضداد المسيح، على الرغم من أنهم قد لا يرغبون في ذلك. إن التحرر من تأثير الشيطان ليس بالأمر السهل، أليس كذلك؟
11 يونيو 2019