البند السابع: إنهم خبثاء وغادرون ومخادعون (الجزء الثاني)
ملحق: علاج سوء فهم الناس حول التعامل مع إحدى الكنائس في كندا
حدث شيء غير عادي في آخر مرة اجتمعنا فيها. ماذا كان ذلك؟ (كان معالجة أمر الكنيسة الكندية). حدث هذا منذ شهر. ألا يزال حاضرًا في أذهانكم؟ (بلى). هل أثار هذا الأمر مشاعركم بشكل كبير؟ (بلى). عندما تظهر مشكلات في كنائس معينة أو لدى بعض الأشخاص، أتخذ قرارًا بناءً على الظروف وأتعامل معها وفقًا للمبادئ؛ وهذا كان، بشكل أساسي، الحال عندما تعاملت مع أمر الكنيسة الكندية. إذًا، أخبروني: لماذا تعاملت مع الأمر بهذه الطريقة عندما ظهر أحد أضداد المسيح في الكنيسة الكندية وأضل الناس؟ ماذا لديكم من أفكارك حول هذا؟ من الواضح أن هذا أخاف بعض الناس. لماذا أخافهم؟ بعض الناس يقولون: "تم التعامل مع الأمر بقسوة شديدة. هل كان بهذه الخطورة؟ كيف أمكن التعامل معه بهذه الطريقة؟ هل تم التعامل معه وفقًا للمبادئ؟ ألم يتم التعامل معه استجابة لنزوة عابرة؟ ماذا ستكون عواقب التعامل معه بهذه الطريقة؟ هل كان ما فعله هؤلاء الناس بهذه الخطورة حقًا؟ بناءً على ما طُلب من الناس هناك، وعلى مواقفهم، وتصريحاتهم، والمعلومات التي سُمعت منهم، يبدو أنه لم يكن ينبغي التعامل معهم بهذه القسوة، أليس كذلك؟" هكذا يفكر بعض الناس. وهناك آخرون يقولون: "ربما كان لدى الله أسباب وأفكار لتعامله مع الأمر بهذه الطريقة". ما هذه الأفكار بالضبط؟ هل كان هناك أي مقصد أصلي أو سبب للتعامل مع الأمر بهذه الطريقة؟ هل كان معقولًا التعامل مع هؤلاء الناس بهذه الطريقة؟ (نعم). أنتم تقولون إنه كان معقولًا. لذا دعونا نناقش الأمر اليوم ونرى بالضبط لماذا كان معقولًا التعامل مع الأمر بهذه الطريقة، وما أفكاركم بالضبط حول هذا الأمر، وما تأثيره فيكم في المستقبل، وما إذا كانت أفكاركم حوله صحيحة أم خطأ، وما إذا كان هناك أي شيء خطأ أو محرف في أفكاركم. إذا كنتم دائمًا مترددين، وتكتمون ما تريدون قوله، ولا تعبرون عن أنفسكم، وتشعرون دومًا بالعداء، فلن تُحَلَّ المشكلات أبدًا بالطريقة المثلى. ولهذا، يجب أن نصل إلى إجماع. ما مبادئ الوصول إلى إجماع؟ إذا كنتم غير قادرين على قبول الدينونة التي أصدرتها، ولديكم أفكار ومفاهيم حولها، وتشعرون بالمقاومة تجاهها، بل ولديكم سوء فهم بشأنها، وتظهر أسئلة أو أفكار سيئة، فماذا يجب أن نفعل أذًا؟ يجب أن نناقش الأمر. إذا كانت لدينا آراء مختلفة، فلا يوجد إجماع بيننا. كيف يمكننا الوصول إلى إجماع إذًا؟ هل يمكن أن نبحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ باختلافاتنا؟ إذا قمنا بتسوية أي اختلافات عن طريق التنازل، إذا تنازلت أنا قليلًا، وتنازلتم قليلًا، أسيكون ذلك مقبولًا؟ من الواضح أن هذا غير مقبول. هذه ليست الطريقة لتحقيق التوافق. لذا، إذا أردنا الوصول إلى إجماع وفهم وقرار متسق حول هذا الأمر، فما طريقة القيام بذلك؟ يجب أن تطلبوا الحق، وتسعوا جاهدين إلى الحق، وتسعوا جاهدين إلى فهم الحق، ومن الضروري أن أشرح القصة بأكملها وأجعلها واضحة للجميع. لا ينبغي لأحد أن يحمل سوء فهم حولها في قلبه. بهذه الطريقة، سنتوصل إلى رؤية متسقة حول الأمر، وبعد ذلك سينتهي الأمر. إذا واجهت أمرًا مشابهًا في المستقبل، قد أتعامل معه بالطريقة نفسها فحسب، أو ربما لن أتعامل معه بهذه الطريقة، ولكن سأستخدم طريقة أخرى بدلًا من ذلك. إذًا، ما الذي يجب أن تكتسبوه من هذا الأمر؟ (ينبغي أن نتعلم كيف نطلب الحق ونفهم لماذا تعامل الله مع الأمر بهذه الطريقة). لقد ذكرتم جانبين، ممتاز. هل هناك المزيد؟ (ينبغي أن نطلب فهم مبادئ أفعال الله لتجنب الإساءة إلى شخصية الله. هذا تحذير لنا). هذا جانب آخر.
لتوضيح طريقة التعامل مع الكنيسة الكندية بشكل واضح، يجب أن نبدأ من البداية. بماذا ينبغي أن نبدأ؟ سنبدأ من الوقت الذي غادر فيه هؤلاء الأشخاص الصين. هل هذا يعود بنا إلى الوراء كثيرًا؟ قد تعتقدون أن هذا مضحك، لكن هذا في الواقع ليس أمرًا مضحكًا. هل هذه حالة تسوية حسابات قديمة؟ كلا، ليست كذلك. عندما تسمعونني أتحدث عن أسبابي، ستعرفون لماذا أبدأ من هناك. بغض النظر عما إذا كان كل شخص يسافر إلى الخارج تكون لديه إرسالية، أو مهمة، أو مسؤولية، فإننا سنبدأ بقضية صغيرة: هل من قبيل المصادفة أن يتمكن كل شخص من مغادرة الصين؟ (كلا). هذا لا يحدث من قبيل المصادفة. بدايةً من أن يكون لديك العزم والاستعداد لمغادرة الصين من أجل القيام بواجبك وحتى وصولك إلى الخارج – خلال هذه العملية، بخلاف تعاونك، أخبرني: من يحدد ما إذا كان بإمكانك مغادرة الصين بسلاسة؟ (الله). هذا صحيح. لا يُحدَّد ذلك من خلال العلاقات الاجتماعية التي لديك، ولا من خلال مقدار المال الذي تملكه، أو ما إذا كنت قد أتممت جميع الإجراءات أم لا؛ كل من يسافرون إلى الخارج ينبغي أن يكون لديهم فهم واختبار مشترك. ما الذي يختبرونه جميعًا؟ الله له السيادة في ما إذا كان بإمكان شخص ما أن يخرج من الصين بسهولة؛ الأمر لا علاقة له بمدى اقتداره أو امتلاكه لقدرة عظيمة ما. هذا ليس مجرد انتقال من مقاطعة إلى أخرى داخل بلد ما؛ بل هو مغادرة المرء لوطنه، وهو أمر يتطلب العديد من الإجراءات الرسمية المعقدة. خاصة في هذا العصر الذي يقوم فيه التنين العظيم الأحمر بقمع مجنون للمؤمنين ومضايقتهم ومراقبته الدقيقة لكل منهم، فإن إجراءات مغادرة الصين ليست من السهل التعامل معها. لذا، فإن وصول هؤلاء الأشخاص إلى الخارج بسلام كان بالكامل تحت سيادة الله، ويُظهر قدرة الله. من يتمكن من مغادرة الصين، ومدى سلاسة الإجراءات أو عدم سلاستها، والمدة التي تستغرقها هذه الإجراءات، كل ذلك يتحدد من قِبل الله، ويد الله هي التي تنظَّم كل ذلك وترتِّبه. لن ينفعك عدم تصديق هذا، ولن ينفعك عدم الاعتراف به؛ هذه هي الحقائق. يُبرَم الأمر من خلال تعاون البشر وسيادة الله. إذا أردنا أن نتخذ قرارًا بشأن مغادرتك للصين، فمَن الذي يسَّر ذلك؟ (الله). الله هو من فعل ذلك. ليس لدى الناس ما يفتخرون به، بل ينبغي لهم أن يشكروا الله. ماذا ينبغي أن تفعل إذًا؟ (أبذل الجهد في القيام بواجبي). ينبغي أن تبذل الجهد في القيام بواجبك وأن تقوم به بعقل مركَّز. بالنظر إلى الأمر بشمول، هل يمكننا أن نحدد بشكل نهائي ونقول إن مغادرتك الصين للقيام بواجبك كانت بترتيبات الله وإرشاده، وليس بقدرتك الخاصة؟ (بلى، يمكننا). يقول البعض: "كيف لا تكون بفضل قدراتي؟ رغم أنني حصلت على إرشاد الله، فإن مغادرة الصين لم تكن لتكون صعبة على أي حال بدون إرشاد الله، فأنا طالب دراسات عليا حاصل على مؤهل في اللغة الإنجليزية، ولم تكن لتوجد لدي مشكلة في اجتياز اختبار". قلة قليلة من الناس في هذا الوضع. على سبيل المثال، بعضهم أثرياء ويمكنهم الهجرة بتأشيرة مستثمر، ولكن مثل هذه الظروف نادرة جدًا. إذًا، هل مغادرة هؤلاء الأشخاص للصين تحدث تحت سيادة الله وبإذنه؟ بلى. لن نخوض في الأوضاع الفردية؛ سنتحدث فقط عن أولئك الذين يتمكنون من مغادرة الصين والذين يصلون لاحقًا إلى القيام بواجبهم بإخلاص. هذا لا ينتج كليًا عن مقاصدهم الخاصة. أحد جوانب مغادرتك للصين هو أن لديك إرسالية، بينما يوجد جانب آخر هو أنك غادرت تحت إرشاد الله. بالنظر إلى الأمر من هذه الناحية، ما الذي غادرت الصين لتفعله؟ (القيام بواجبنا). بغض النظر عن المدة التي يستغرقها استكمال الإجراءات في المراحل الأولى، أو مقدار ما تبذله، أو كيفية سيادة الله على الأمر، في كل الأحوال، بما أنك تستطيع مغادرة الصين والقيام بواجبك في بيت الله، يمكننا القول بيقين أنك لديك إرسالية في الخارج. أنت تحمل مسؤولية وعبئًا ثقيلًا، ويجب أن يكون هدفك من السفر إلى الخارج واضحًا للغاية. أولًا، لم تسافر للخارج كمهاجر تسعى للاستمتاع بالحياة؛ ثانيًا، لم تسافر للبحث عن مصدر رزق؛ ثالثًا، لم تسافر للبحث عن نمط حياة مختلف؛ ورابعًا، لم تسافر لتعيش حياة مريحة. أليس كذلك؟ لم تسافر للسعي وراء الدنيا؛ بل سافرت بمهمة وبإرسالية الله للقيام بواجبك. بالنظر إلى الأمر من هذا الجانب، ماذا ينبغي أن تكون أولويتك القصوى عند السفر إلى الخارج؟ (القيام بواجبنا). أولويتك القصوى هي أن تأتي إلى بيت الله وتجد مكانك، وأن تؤدي واجبك بطريقة مستقرة وبحسن سلوك وفقًا لترتيبات بيت الله. أليس هذا صحيحا؟ (بلى). هذا صحيح. إضافةً إلى ذلك، لم تسافر للخارج لأن أحدًا هددك أو اختطفك، بل سافرت طواعية. بغض النظر عن الجانب الذي تنظر منه إلى الأمر، لقد سافرت إلى الخارج، فينبغي عليك القيام بواجبك. هذا صحيح، أليس كذلك؟ هل هذا مطلب جليل من الناس؟ (كلا). هذا ليس مطلبًا جليلًا، ولا طلبًا مفرطًا، ولا هو طلب غير معقول. الآن، بناءً على ما قلته للتو، كيف ينبغي أن تعامل واجبك وكيف ينبغي أن تقوم به لكي ترقى إلى مستوى الإرسالية التي منحك الله إياها؟ هل ينبغي أن تفكر في هذه الأمور؟ أول ما ينبغي لك فعله هو أن تفكر: "أنا لم أعد محض شخص عادي، لدي الآن عبء أحمله على عاتقي. أي عبء؟ عبء الإرسالية، وهي العبء الذي أعطاني الله إياه. أرشدني الله لأسافر إلى الخارج، وينبغي أن أتمم المسؤوليات والالتزامات التي ينبغي للكائن المخلوق أن يتممها في نشر إنجيل الله؛ هذا هو واجبي. أولًا، ينبغي أن أفكر في ماهية الواجب الذي يمكنني القيام به، وثانيًا، ينبغي أن أفكر في كيفية أداء هذا الواجب بشكل جيد حتى لا أخفق في أن أكون على مستوى سيادة الله عليَّ وترتيباته لي". أليس هكذا ينبغي لك أن تفكر؟ هل هذا التفكير مبالغ فيه؟ هل هو زائف؟ كلا، ليس كذلك؛ هذا أمر ينبغي للشخص الذي يتمتع بالعقلانية، وبالإنسانية وبالضمير أن يفكر فيه. إذا قال بعض الأشخاص: "بعد سفري إلى الخارج، اكتشفت أن الأمر لم يكن كما توقعت، وأنا نادم على السفر"، فما نوع هؤلاء الأشخاص؟ مثل هؤلاء الأشخاص بلا إنسانية وإيمانهم منقوص. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج يندفعون في أداء واجبهم. يكفي هذا القدر. الآن دعونا نربط ما نتحدث عنه بقضية الكنيسة الكندية. الناس في الكنيسة الكندية ليسوا مستثنين من هذا. هل كان ذهابهم إلى كندا من قبيل المصادفة؟ لم يكن من قبيل المصادفة، بل كان أمرًا حتميًا. لماذا أقول إنه كان حتميًا؟ أقول ذلك لأن الله كان قد قرر منذ زمن بعيد أي الأشخاص سيذهبون إلى أي بلد، وهذا "الأمر الحتمي" كان خاضعًا لسيادة الله. عندما يحكم الله بسيادته أن تذهب إلى بلد معين، فإن هذا هو ما يحدث. الأشخاص في الكنيسة الكندية كان لديهم أيضًا إرسالية، وسافروا إلى الخارج بناءً على سيادة الله وترتيبه. أرشدهم الله إلى كندا، وبناءً على مواهبهم ومهاراتهم المهنية وقدرتهم وما إلى ذلك، قامت الكنيسة بتوزيعهم على وظائف مختلفة وسمحت لهم بأداء واجبهم. أدوا واجبهم بشكل جامد إلى حد ما منذ البداية. لا أعني بـ "الجمود" أنهم كانوا متحفظين وبطيئين، بل أنه على الرغم من أن معظمهم جاءوا لأداء واجبهم، فإنهم لم يسعوا إلى الحق. لماذا أقول إنهم لم يسعوا إلى الحق؟ عندما واجهوا مشكلات، لم يطلبوا الحق، ولم يطلبوا المبادئ في أفعالهم. في بعض الأحيان، عندما أجرى الأعلى بعض الترتيبات لهم أو أخبرهم بفعل شيء ما، كانوا غير متعاونين، هذا هو الموقف الذي اتخذوه في أثناء أداء واجبهم. استمروا في هذا الأسلوب غير المبالي، وأصبح أداء واجبهم في حالة مشينة وفوضى عارمة. لم يكن هناك شيء جيد في حياة الكنيسة لهؤلاء الأشخاص أو دخولهم في الحياة، وكان تأثير واجبهم سيئًا، ولم يكن هناك واقع في شركتهم حول الحق، ولم يكن لديهم أي تمييز تجاه القادة الكذبة وأضداد المسيح على الإطلاق. لم يكن هناك شيء جيد في أي شيء فعلوه. مع مرور الوقت، ظهر ضد للمسيح يُدعى يان، واتحدوا مع ضد المسيح هذا. ما معنى "اتحدوا"؟ كان ضد المسيح هذا مجرد شاب في السادسة والعشرين من عمره، كان يعمل في الكنيسة لمدة عامين ونصف. خلال ذلك الوقت، انجذب إليه العديد من الأخوات، ربما بلغ عددهن عشرًا. انجذب إلى بعضهن، ولم يعجبه بعضهن، فتجاهلهن، ومع ذلك فإن جميع هؤلاء الأخوات عشقوا ضد المسيح هذا. منذ عامين ونصف قبل ذلك، لم يكن الناس في الكنيسة الكندية يؤدون واجباتهم على نحو جيد، وكانوا في حالة من السبات الذي لا حياة فيه. كانوا يتعاملون بلا مبالاة وكانوا غير متعاونين مع أي عمل يرتبه لهم الأعلى، وكان تنفيذ العمل يتطلب جهدًا مضنيًا. بعد أن قام الأعلى بتهذيبهم، أصبحوا محبطين، ووقعوا في حالة مزاجية متدنية، ونادرًا ما كانوا يتواصلون مع الأعلى، وأصبح موقفهم تجاه العمل أيضًا شديد القنوط. بعد أن أصبح ضد المسيح المسمى يان قائدًا، ازداد وضعهم سوءًا يومًا بعد يوم، ومعظمهم كانوا يعيشون أيامهم في تشوش. لماذا وصلوا إلى هذه المرحلة من التشوش؟ وما الذي كان مرتبطًا بذلك؟ قد يكون السبب الموضوعي أن ذلك كان مرتبطًا بالقادة؛ إذ لم يكن لديهم قادة صالحين، ولم يكن أي من قادتهم يسعى إلى الحق، بل ركزوا على بناء العلاقات الشخصية والانخراط في أنشطة ملتوية. وماذا كان السبب الشخصي؟ أن أحدًا منهم لم يكن يسعى إلى الحق. فهل من السهل على جماعة من الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق أن يؤدوا واجبهم بإخلاص وعلى المستوى المطلوب؟ (كلا). ومع ذلك، هل من السهل على جماعة من الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق ببساطة وبعض عديمي الإيمان أن ينخرطوا في أنشطة ملتوية، ويتعاملوا بلا مبالاة، ويعارضوا الأعلى؟ (بلى). وهل من السهل على مثل هذه الجماعة أن تنحدر وتصبح فاسدة مثل غير المؤمنين؟ الأمر في غاية السهولة، وهذا هو الطريق الذي كانوا يسلكونه. تحت ستار أداء واجبهم، كانوا يأكلون طعام بيت الله، ويعيشون في مساكن تابعة لبيت الله، وكان بيت الله يعولهم. لقد خدعوا بيت الله للحصول على الطعام والشراب، ومع ذلك كانوا يتطلعون إلى دخول ملكوت السماوات ونيل المكافآت؛ كانوا يعيشون معتمدين على الخداع بهذه الطريقة. عندما أربَك ضد المسيح بعمل الكنيسة، لم يبلغ أحد منهم عن أي مشكلة للأعلى. فقط امرأة واحدة أبلغت عن المشكلة لقائد كاذب، وكانت النتيجة أن المشكلة لم تُحل. أما الآخرون كانوا عميانًا، ورأوا العديد من المشكلات تظهر في الكنيسة، ولم يبلغوا عنها. إن ترتيبات عمل بيت الله تنص بوضوح على مبادئ استبدال القادة والعاملين، ولكن لم يهتم أحد بها، بل كانوا يعيشون أيامهم في تشوش مع ضد المسيح هذا. بين هؤلاء عديمي الإيمان، كان هناك من آمن بالله لأكثر من 20 عامًا، من جهة، ومن الجهة الأخرى، هناك من آمن لمدة خمس سنوات على الأقل، ولم يبلغ أحد منهم عن هذه المشكلات. ولكن، ما كان أسوأ من ذلك؟ كان هناك العديد من قادة الفرق من النساء ونائبات القادة منهن اللواتي كن يتوددن إلى ضد المسيح هذا، ويتنافسن على اهتمامه. عندما يبدأ رجل وامرأة في المواعدة، يمكن للبالغين وكبار السن أن يلاحظوا ذلك بسهولة بنظرة واحدة. فالناس جميعهم حساسون تجاه مسألة العلاقات بين الرجال والنساء، ويمكنهم معرفة ما يحدث بنظرة واحدة. ومع ذلك، لم يبلغ أحد عن ذلك، ولم يتوقف أحد ليلومهم أو يكشفهم، ولم يكن أحد قادرًا على تمييزهم. هل تقدم أحدهم، عندما رأى أنهم جماعة يقودها ضد المسيح هذا، وقال لنفسه: "لا يمكنني أن أتبعكم. يجب أن أبلغ القيادة العليا بذلك وأطالب بإزاحتكم، أو أجمع بعض الإخوة والأخوات ممن لديهم حس العدالة لإقصائكم؟" كلا، لم يفعل أحد ذلك. لم يبلغ أحد عن الأمر حتى لحظة الكشف عن هذه المسألة. ما نوع هؤلاء الناس؟ هل كانوا مؤمنين حقيقيين بالله؟ هل كانوا ممن يسعون إلى الحق؟ (كلا). أن تحدث مثل هذه المشكلة الكبيرة أمام أعينهم وهم غير مدركين لها، هل كان هؤلاء الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق قادرين على أداء واجبهم جيدًا؟ ماذا كان موقفهم تجاه واجبهم؟ من الواضح أنهم كانوا مجرد متطفلين، يعيشون بشكل اتكالي يومًا بعد يوم. كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون ببساطة العيش في تشوش في بيت الله، وأنه إذا لاحظ أحدهم مشكلة، فلا ينبغي أن ينبس بكلمة، ولا ينبغي لأحد أن يسيء إلى أحد، وإذا أساءوا إلى "الرئيس"، فسيكون ذلك فظيعًا، وستكون العواقب سيئة عليهم. إذا كنت تخشى أن تسيء إلى الناس ولا تجرؤ على فعل ذلك، فهل تجرؤ على الإساءة إلى الله؟ هل ستكون العواقب جيدة لك إذا أسأت إلى الله؟ كيف سيتعامل الله معك؟ ألن تكون هناك عواقب؟ (بلى، ستكون هناك عواقب). ستكون هناك عواقب. إن خوفهم من الإساءة إلى أي شخص لم يكن العامل الأساسي بالطبع. العامل الأساسي هو أنهم كانوا أشرارًا لا يحبون الحق. بالإضافة إلى عدم سعيهم إلى الحق، قاموا أيضًا بالعديد من الأشياء الغبية. لم يكن هناك الكثير من الأشخاص في الكنيسة الكندية، ومع ذلك كان لديهم العديد من الطموحات الجامحة. كان من الواضح أن أداء واجبهم ليس له أي تأثير، ومع ذلك كانوا يريدون توسيع نطاق عملهم ويشغلون أنفسهم بشراء ممتلكات، ولكن في النهاية دفعوا وديعة على ممتلكات دون جدوى. الآن تم عزل معظم هؤلاء الأشخاص. أخبروني، ما طبيعة هذه المجموعة من الأشخاص؟ أليسوا مجموعة من الوحوش والبؤساء؟ من الواضح أنهم لا شيء، ومع ذلك أهدروا الذبائح بهذه الطريقة. لم يكن هناك أحد يحمي مصالح بيت الله، ولم يكن لدى أحدهم حس العدالة. إنهم مجرد مجموعة من الأبالسة! إنه أمر يثير الغضب حقًا!
لم يكن هناك الكثير من الأشخاص في الكنيسة الكندية، فقط بضع مئات. لم يبذلوا الكثير من الجهد في واجبهم، وكانوا مقصرين في واجبهم وشكلوا زُمَر، كلهم يعيشون أيامهم بشكل مشوش. أليس هذا مثيرًا للغضب؟ كانوا غير فعالين في العمل ولم يحققوا أي تقدم، كانوا جميعًا يتآمرون ضد بعضهم البعض ولم يعملوا معًا بانسجام. انخرَط القادة في أنشطة ملتوية مع بعض الأشخاص، ولم يكن لدى أي منهم أدنى شعور بالإلحاح، لم يغضب أو يحزن أحد بسبب هذا الوضع. لم يصلِ أحد بشأن هذه المسألة، ولم يطلب أحد المساعدة أو يلتمسها من الأعلى. لم يقم أحد بهذا، ولم يتقدم أحد ليقول: "ليس صحيحًا أننا نؤدي واجبنا بهذه الطريقة. هذا الواجب الذي نؤديه هو إرسالية الله التي منحنا إياها، ولا يمكننا أن نخزل الله!". لم يكن ينقصهم شيء، كان لديهم عدد كافٍ من الأشخاص، وكان لديهم معدات كافية. فما الذي كانوا يفتقرون إليه؟ كانوا يفتقرون إلى الأشخاص الصالحين. لم يكن لدى أحد حس بالعبء تجاه عمل الكنيسة، ولم يتمكن أحدٌ من حماية عمل بيت الله، أو التقدم والحديث، أو عقد شركة حول الحق والتمييز؛ لكي يتمكن الجميع من النهوض وتمييز القادة الكذبة وأضداد المسيح وكشفهم؛ لم يفعل أحد ذلك. هل كان ذلك لأن هؤلاء البؤساء كانوا عميانًا ولم يروا ما كان يحدث، أم لأنهم كانوا يفتقرون إلى مستوى القدرات وأصبحوا مرتبكين بسبب تقدمهم في العمر؟ (لا هذا ولا ذاك). لم يكن هذا ولا ذاك. إذًا، ماذا كان الوضع الحقيقي؟ كانوا جميعًا مع ضد المسيح، جميعهم يحمون بعضهم ويتملقون بعضهم، ولا يكشف أحد أحدًا، بل يتسكعون جميعًا في عرين الأبالسة ذاك. هل فكروا يومًا في واجبهم أو إرسالية الله؟ (كلا). أرادوا فقط أن يعيشوا بشكل مشوش بهذه الطريقة دون أي مشاعر بتأنيب الذات. عندما كانوا لا يشعرون بأي مشاعر تأنيب الذات، ما هذه الظاهرة؟ هي أن الروح القدس لم يكن يعمل فيهم، وأن الله قد تخلى عنهم. هناك تفسير آخر لتخلي الله عنهم، وذلك بسبب موقفهم تجاه واجبهم وموقفهم تجاه الحق والله، وكذلك أفكارهم، أصبح الله مشمئزًا منهم، ولم يعودوا يستحقون أداء ذلك الواجب. لهذا السبب لم يُرَ فيهم أي شعور بتأنيب الذات أو التأديب، ولا أي صحوة في ضمائرهم، ناهيك عن أنهم لم يتلقوا أي استنارة أو إضاءة، أو تهذيبًا، أو دينونة، أو توبيخًا. هذه الأشياء كانت غير ذات صلة بهم، كانوا جميعًا مخدرين، ولم يكونوا مختلفين عن الأبالسة. استمعوا إلى العظات في بيت الله لسنوات، واستمعوا أيضًا إلى عظات حول تمييز أضداد المسيح وعظات حول كيفية أداء واجبهم بالمستوى المطلوب، ولكن هل طلبوا الحق وقبلوه خلال هذا الوقت؟ هل ميزوا أضداد المسيح؟ هل عقدوا أي نقاش حول المظاهر المختلفة لأضداد المسيح؟ كلا، لم يفعلوا ذلك. لو كانوا قد فعلوا ذلك بالفعل، لكان هناك بالتأكيد أقلية منهم تستطيع الوقوف وكشف ضد المسيح والإبلاغ عنه، ولما وصلت الأمور إلى هذا الحد من السوء. لقد كانوا مجرد مجموعة من الأشخاص المشوشين وعديمي الفائدة! وفقًا لوضعهم الفعلي، وسلوكهم، والتصنيف الممنوح لهم، أحلتهم إلى المجموعة (ب) لفترة من العزلة والتأمل. هل كان من المبالغ فيه أن أتعامل مع المسألة بهذه الطريقة؟ (كلا). كلا، لم يكن ذلك مبالغًا فيه على الإطلاق. وإذا لم يكن مبالغًا فيه، ألا يمكن اعتباره مناسبًا تمامًا؟ تم ذلك لمنحهم مساحة فرصة. أي فرصة؟ إذا كان لديهم بالفعل بعض الإنسانية والضمير، وإذا استطاعوا التوبة وتغيير مسارهم، فسيكون لديهم فرصة للعودة إلى الكنيسة؛ وإذا لم يكن لديهم حتى الرغبة في التوبة، فسيبقون معزولين لبقية حياتهم، وربما يتم إخراجهم من الكنيسة. هكذا هو الوضع. لم يتم إخراجهم على الفور لإعطائهم فرصة للتوبة. قد يقولون: "لقد فعلنا هذا الشيء السيئ، وأنت غضبت وعزلتنا. لذا، على الرغم من أننا لم نكتسب أي جدارة بأداء واجبنا من قبل، فإننا بالتأكيد عانينا من أجله. لماذا لا ترى ذلك؟" ولكن في الواقع، عزلهم يظهر تساهلًا كافيًا، ووفقًا لأفعالهم وسلوكهم، كان ينبغي إخراجهم. انظر إلى موقفهم هذا، إنهم في خطر شديد! إذًا، كيف ينبغي التعامل مع هذه المسألة؟ ينبغي أن أقسم نهجي إلى مرحلتين: المرحلة الأولى هي عزلهم، والمرحلة الثانية هي التعامل معهم حسبما أراه مناسبًا بناءً على موقفهم خلال فترة عزلهم وسلوكهم الفردي، وتقرير ما إذا كان سيتم إبقاؤهم في الكنيسة أو إخراجهم. ألا يظهر هذا تساهلًا كافيًا تجاههم؟
ارتكب هؤلاء الأشخاص في الكنيسة الكندية العديد من الأشياء السيئة، وعزلهم وفقًا لسلوكهم أظهر تساهلًا كبيرًا، فلمَ لا يزال لدى بعض الناس أفكارهم الخاصة حول كيف تم التعامل مع الأمر؟ يقول بعض الناس: "قد يكون من الصواب بالنسبة إليك أن تتعامل مع الأمر على هذا النحو، ولكن لا تزال هناك مشكلة بسيطة. هؤلاء الأشخاص في الكنيسة الكندية جلبوا هذا على أنفسهم ونالوا ما يستحقون، ولكن بالتعامل معهم بهذه الطريقة، ألا تعاقبهم بشدة ليكونوا عبرة للآخرين؟" هل هذا فهم صحيح؟ (كلا). سمعت بعض الناس يقولون: "هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر. يجب أن تعاقبهم بشدة ليكونوا عبرة للآخرين وتحذيرًا لهم، ولتظهر القوة لإرسال رسالة للآخرين". أليس هذا شيئًا قد يقوله غير المؤمن؟ هذا هو المنظور تجاه الأشياء الذي قد يكون لدى غير المؤمن. ربما لم تتمكنوا بعد من إدراك جوهر هذه المشكلة، ولهذا ما زلتم تعبرون عن وجهة نظر غير المؤمن. ألا تعتقدون أنه من المثير للاشمئزاز قليلًا أن يقول شخص ما هذا الكلام؟ إذا استخدمتم مثل هذه الكلمات لتفسير هذا الأمر، فأنتم تقولون أشياء لا صلة لها بالموضوع، وليس الوضع كذلك. إذًا، كيف تصفون الطريقة التي تعاملت بها مع الأمر؟ (لقد تعاملت معه وفقًا للمبادئ). هذا صحيح، لقد تعاملت معه وفقًا للمبادئ؛ هذا تعبير عملي. هل يوجد رأي آخر لدى أي شخص؟ ألم يجلبوا هذا على أنفسهم؟ (بلى). وما أبسط طريقة لوصف ذلك؟ (نالوا ما يستحقون). هذا صحيح، بناءً على سلوكهم، نالوا ما يستحقون وجلبوا هذا على أنفسهم. الله يعمل وفقًا لمبادئ الحق؛ فهو ينزل العقاب على الناس بناءً على سلوكهم. علاوة على ذلك، ينبغي للناس أن يتحملوا عواقب أفعالهم، وعندما يرتكبون أشياء خطأ، ينبغي أن يُعاقبوا، وهذا ملائم. الله ينزل العقاب على الناس وفقًا لسلوكهم؛ وهذا هو العقاب الذي نزل على هؤلاء الأشخاص في الكنيسة الكندية، وباستخدام المفردات الحالية، فقد تم التعامل معهم وفقًا للمبادئ. أخبروني، أي من هذه الأمور التي كشفتها عنهم ليست حقائق؟ أي من تحليلاتي وتعريفاتي وتصنيفاتي لهذه الأمور، ليست حقائق؟ كلها حقائق. لذلك، تم إنزال العقاب عليهم وفقًا لهذه المظاهر ووفقًا لأفعالهم وسلوكهم. فما الخطأ في ذلك؟ إذًا، إظهار القوة لإرسال رسالة للآخرين، ومعاقبة الناس بشدة ليكونوا عبرة للآخرين، وجعلهم تحذيرًا للآخرين – هل طبيعة هذه الأفعال هي نفسها طريقتي في التعامل مع الكنيسة الكندية؟ (كلا). إذًا، ما سبب معاقبة الناس بشدة ليكونوا عبرة للآخرين؟ ما طبيعة هذا؟ معاقبة الناس بشدة ليكونوا عبرة للآخرين، وإظهار القوة لإرسال رسالة للآخرين، وجعل الناس تحذيرًا للآخرين – إن طبيعة هذه الأفعال الثلاثة هي في الأساس واحدة. ما تلك الطبيعة؟ هي فعل حاكم أو شخص ذو سلطة يقوم بشيء في موقف معين يعتقد أنه ضروري لترسيخ سلطانه واستخدامه لتخويف الآخرين. هذا ما يسمى معاقبة الناس بشدة ليكونوا عبرة للآخرين. ماذا سيكون هدفه من القيام بذلك؟ سيكون هدفه جعل الآخرين يطيعونه، ويخشونه، ويشعرون بالخوف منه، وألا يقوموا بأي شيء متهور أمامه، وألا يفعلوا ما يحلو لهم أمامه. هل سيكون قيامه بذلك متماشيًا مع المبادئ؟ (كلا). لماذا تقولون إنه لن يكون متماشيًا مع المبادئ؟ الحاكم سيكون لديه دافعه للتصرف، ودافعه سيكون ترسيخ نظامه وحماية سلطته. سيرغب في إثارة ضجة حول الأمر، وستكون هذه طبيعة أفعاله. أما مسألة التعامل مع الكنيسة الكندية فقد استندت إلى مبادئ الحق، وليس إلى فلسفات غير المؤمنين الشيطانية. لقد ضلل ضد المسيح الناس، وعطَّل عمل الكنيسة وأربكه، وقلب الكنيسة رأسًا على عقب، ومع ذلك لا يزال معظم الناس يتحدثون دفاعًا عنه، إن طبيعة أفعالهم بغيضة للغاية حقًا! كان من الأفضل لهم عوضًا عن التخبط هكذا أن يغادروا الكنيسة ويعيشوا حياتهم الخاصة. على الأقل عندها لن تُهدر موارد بيت الله، وكان ذلك سيكون أمرًا جيدًا. ولكن هل فعلوا ذلك؟ لم يكن لدى ضميرهم هذا الإدراك، وأهدروا الموارد المالية والمادية لبيت الله، ولم يبذلوا جهدًا في أداء واجبهم، وكانوا متواطئين مع ضد المسيح وفعلوا الشر معه، وطبيعة هذه الأفعال خطيرة للغاية! لقد تعامل بيت الله معهم بهذه الطريقة لجعلهم يتأملون في أنفسهم ويعرفونها، لكي يدركوا ضرورة تغيير مسارهم والتوبة، وهذا لصالحهم. لو لم يتم التعامل معهم، فربما بعد عام من الآن سيخونوا الله جميعًا ويعودوا إلى العالم. ولحسن الحظ، تم عزلهم والتعامل معهم في الوقت المناسب، ما منع المزيد من الناس من فعل الشر ومنع تعرض عمل الكنيسة لخسائر أكبر. بفعل هذا، هل يتم تخليصهم أم استبعادهم؟ (تخليصهم). في الواقع، يتم تخليصهم. لقد تم ذلك لمساعدتهم، ولتحذيرهم، ولإطلاق ناقوس الخطر لهم، لإخبارهم بأن تصرفهم بهذا الشكل ليس صحيحًا، وأنه إذا استمروا على هذا النحو، فسيعانون الهلاك والفناء ولن يكون لديهم أي أمل في نيل الخلاص. إذا تمكنوا من استيعاب هذه النقطة، فلا يزال لديهم أمل. أما إذا لم يتمكنوا حتى من استيعاب هذه النقطة، واستمروا في الشعور بالإحباط، والانحدار، والسقوط في اليأس، ومعارضة الأعلى والتعبير عن مفاهيمهم على نحو سلبي، فسيكونون في ورطة. ماذا تتمنون لهم؟ (أن يتوبوا). جميعكم تتمنون أن يكونوا بخير وأن يتوبوا. وماذا أتمنى لهم أنا؟ هل أتمنى ألا يتوبوا، وأن أتمكن من تطهير الكنيسة منهم جميعًا، وأن تكون الكنيسة أفضل حالًا بدون هؤلاء الناس؟ هل هذا ما أريده؟ (كلا). كلا، هذا ليس ما أريده. أتمنى أن يكونوا بخير وأن يتوبوا، وأن يعودوا إلى بيت الله بعد توبتهم، وألا يؤدوا واجبهم مرة أخرى بالطريقة التي كانوا يؤدونها من قبل. ماذا يقول ذلك المقطع؟ "وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ" (يونان ٣:٨). بالنسبة إليهم، إذا تمكنوا من تحقيق هذا الغرض، فسيكون ذلك ذكرى لا يمكن محوها طوال حياتهم، واختبارًا فريدًا لهم، وسيصبح حدثًا رائعًا. يعتمد هذا على ما يسعى إليه كل فرد منهم.
بعد التعامل مع مسألة ضد المسيح في الكنيسة الكندية، ظنَّ بعض الناس أن: "هؤلاء الأشخاص أدّوا واجبهم لسنوات عديدة، ومع ذلك، بسبب ظهور أحد أضداد المسيح وما أثاره من اضطراب، تم عزلهم". لديهم إحساس بالأزمة، ويفكرون: "آه، هذه أول مرة أرى فيها الله يغضب ويلعن الناس. حتى أتباع ضد المسيح وشركاؤه والمتواطئون معه لم يَسلموا. إن الله لا يراعي مشاعر أي شخص حقًا! عادةً ما يُقال إن الله يحب البشر ويرحمهم، ولكن غضبه هذه المرة لا يُحتمل!" يبدأون بالشعور بالاضطراب في قلوبهم. أخبروني، هل من الصواب أن يفكر الناس بهذه الطريقة؟ (كلا). ولما لا؟ كيف ينبغي أن يتعامل الناس مع هذه المسألة؟ لكم سنة استمعتم للعظات؟ أليس لمدة خمس سنوات على الأقل؟ ألا ينبغي لنا أن نكون قادرين على الوصول إلى توافق في العديد من الأمور، لا سيما في أمور محددة تكون المبادئ فيها واضحة نسبيًا؟ (بلى). ما معنى "توافق"؟ يعني نوعًا من التفاهم الضمني. أفعل شيئًا من دون أن أخبركم السبب، وأنتم تعرفون جيدًا السبب، وتستطيعون فهمه، وقبوله، واستيعابه من زاوية إيجابية، هذا هو معنى التفاهم الضمني. وكيف ينشأ هذا التفاهم الضمني؟ لنفترض أنكم استمعتم إلى العديد من العظات، وحققتم مستوى معينًا من فهم الحق، وتعرفنا على بعضنا أكثر. لقد شرحت لكم العديد من الأمور، وأخبرتكم بوجهات نظري، وأفكاري، ومبادئ عملي، وكذلك الأشياء التي تحتاجون إلى فهمها والقيام بها. لقد أخبرتكم بكل هذه الأمور وماذا تكون وجهات نظري، ومن ثم قبلتم وجهات نظري، وتعاملتم مع الأمور، وواجبكم، وإيمانكم، وحياتكم، والآخرين، وفقًا لوجهات نظري. ألن يكون التفاهم الضمني بيننا قد ازداد وتعمّق حينئذٍ؟ (بلى). إذًا، هل وصلنا إلى هذا النوع من التفاهم الضمني فيما يتعلق بالتعامل مع الكنيسة الكندية؟ إذا لم أشرح الأمر كما أفعل الآن، فإلامَ كان سيفضي مستوى التفاهم الضمني بيننا؟ "معاقبة الناس بشدة ليكونوا عبرة للآخرين"، و"جعل الناس تحذيرًا للآخرين". هل هذا هو تفاهمنا الضمني؟ (كلا). استمع هؤلاء الأشخاص إلى العظات لسنوات عديدة، فكيف يمكن لقيامي بهذا الإجراء أن يثير مثل هذا الرد منهم؟ أخبروني، كيف شعرتُ عندما سمعتهم بقولون مثل هذه الآراء؟ شعرتُ بمدى مأساوية هذا الأمر، أن يقدر الناس على قول مثل هذه الأشياء! دعني أسألك، هل كان ينبغي أن أشعر بهذه الطريقة؟ (بلى). ولماذا تقول ذلك؟ لأن هذا النوع من التصريحات، وونوع المنظور هذا، وهذا النوع من الفهم، وهذا النوع من الاستيعاب، ما كان يجب أن يوجد أو يظهر. والآن ظهر، وتجاوز توقعاتي. إنه بعيد جدًا عن تقييمي وتوقعاتي لدرجة أنني أشعر بالخجل من هذا الأمر! قد يقول شخص ما: "هل الأمر بهذه الخطورة؟ أليس هذا مجرد اختلاق لأمر جلل من لا شيء؟" دعوني أخبركم، هذا ليس بالأمر الجلل، لكنه كذلك ليس مسألة صغيرة. منذ اللحظة التي تبدأ فيها بالإيمان بالله، عندما تعترف بأن الله هو إلهك وربك، عندما تريد أن تأكل كلام الله وتشربه، وتتبع الله، وتقبل ترتيباته وتنظيماته، وتخضع لكل ما يطلبه الله منك، منذ ذلك اليوم فصاعدًا، تكون قد أقمت علاقة مع الله. وبمجرد أن تُقيم هذه العلاقة، هناك مشكلة بالغة الأهمية بينك وبين الله. ما هذه المشكلة؟ إنه إذا لم تتمكن من قبول ما يفعله الله وكيف يتصرف، وإذا لم تتمكن من فهم هذه الأمور، وإذا لم تستطع أن تتخذ المبادرة لطلب فهمها، فستكون علاقتك بالله في حالة أزمة في كل لحظة. وما دلالة حالة الأزمة هذه؟ أنه مهما كان عدد كلمات الله التي تأكلها وتشربها، وبغض النظر عن كيفية للخضوع لله، طالما أن حالة الأزمة هذه موجودة ولو ليوم واحد، فإن حقيقة رغبتك في اتباع الله وقبول خلاصه قد تُدمَّر، وقد تصبح غير قابلة للتحقيق، وقد تصبح مجرد خيال. لماذا أقول هذا؟ طالما أن علاقتك بالله ليست علاقة طبيعية وطالما أن حالة الأزمة هذه موجودة، هل ستتمكن من الحفاظ على علاقة طبيعية مع الله؟ إذًا، ما نوع العلاقة التي ستجمعك بالله؟ هل ستكون علاقة توافق؟ أم علاقة أسرية؟ أم علاقة بين زملاء عمل؟ أي نوع من العلاقات ستكون بالضبط؟ طالما أن علاقتك بالله في حالة أزمة، ستكون قادرًا على الحكم على أعمال الله وسلوكه وسوء فهمها في أي وقت وأي مكان، بل ستكون قادرًا حتى على معارضة الأمور التي يقوم بها الله ورفض قبولها. ألن تكون حينئذٍ في خطر؟ وكيف ينشأ هذا الخطر؟ ينشأ لأنك لا تعرف الله. لن نتحدث من الجانب الإيجابي، بل من الجانب السلبي. على سبيل المثال، أنت دومًا ما ترى الله بطريقة معينة، وتعتقد أن الله ملك على الأرض، أو مسؤول ذو الشأن الأهم، أو شخص سامٍ يمتلك القوة على الأرض. تعتقد دومًا في عين ذهنك أن الله شخص في هذا النوع من المناصب، وبناءً على ذلك، ما المنظور الذي ستتخذه تجاه ما يفعله الله ويقوله؟ دعوني أعطيكم بعض الأمثلة، وبعدها قد تفهمون ما المنظور الذي أقصده. هناك قول مأثور في العالم: "الملوك والدببة غالبًا ما يزعجون مروضيهم". إذًا، هل يوجد أشخاص يطبقون هذا القول على علاقتهم بالله؟ (بلى). يوجد مثل هؤلاء الأشخاص، والكثير من الناس يتخذون هذا المنظور تجاه الله. ثم هناك القول الذي ذكرناه سابقًا: "جعل الناس عبرة للآخرين". أليس هذا أيضًا يجعل الله يبدو كأنه ملك على الأرض أو شخص ذو نفوذ ومكانة؟ (بلى، يجعله كذلك). لديهم هذا الفهم عن الله لأن لديهم وجهة النظر هذه عنه، ولأن لديهم هذا النوع من العلاقة معه. ولأنهم يرونه بهذه الطريقة، ويفهمون هويته ومكانته بهذا الشكل، فإنهم ينظرون إليه بالطريقة نفسها التي ينظرون بها إلى شخص له مكانة في العالم، وهذا أمر طبيعي. وهناك قول آخر يقول: "كيف يمكن لشخص أن يتحمل أن يتعدى أحد على مجال نفوذه؟" هذا وصف للملوك في العالم والأشخاص ذوي النفوذ والمكانة. ربما يعرف بعضكم أو تعامل سابقًا مع أشخاص من هذا النوع، وربما أيضًا تطبقون هذا القول على الله. أي أنه عندما يقوم الله بشيء ما أو يقول شيئًا ما، قد تربط هذه الأقوال به، وتنظر إلى الله بهذه الطريقة. إذا نظرت إلى الله بهذه الطريقة ووامتلكت هذا المنظور عنه، فكيف ستكون علاقتك بالله تحديدًا؟ ستكون علاقة معارضة. بغض النظر عن مقدار إعجابك وإجلالك للإله في ذهنك، وإلى أي مدى يمكنك أن تكون مطيعًا أو مستسلمًا له، وبغض النظر عن موقفك تجاهه، فإن علاقتك بالله ستظل علاقة معارضة. من خلال التحدث بهذه الطريقة، قد تعتقدون أن كلامي يبدو مجردًا قليلًا، ولكن إذا تأملتم فيه بعناية، ألا ترون بعد ذلك أن هذه هي طبيعة الأمور؟ بعد أن تعاملت مع مسألة ضد المسيح في الكنيسة الكندية، لم أشرح الأمور بعناية وبتفصيل لكم، ولم أخبركم بأسباب تعاملي مع هؤلاء الناس، ولذلك أصبح الكثير من الناس قلقين بشأن مستقبلهم وقدرهم. من أين أتى هذا القلق؟ أتى من سوء فهم الناس لله ومن عدم معرفتهم به. هذا هو السبب الجذري! إذا كان فهمكم لله يتماشى مع جوهر الله، وإذا كان، على سبيل المثال، فهمك لبر الله وسلطانه وحكمته يتماشى مع الحق، فبغض النظر عما يفعله الله، حتى لو لم تفهم الأسباب أو مقاصد الله، هل ستسيئ فهم الله؟ لا، بالتأكيد لا. بعد أن تعاملت مع مسألة الكنيسة الكندية، قال بعض الناس: "تم ذلك لجعلهم تحذيرًا ولإخافتنا". ما مشكلتهم؟ هل ما قالوه يتماشى مع الحق؟ هل يُظهر فهمًا صحيحًا؟ (كلا). لما لا؟ دعوني أخبركم بشيء بسيط للغاية: كان فهمهم متعارضًا مع الوضع الحقيقي، ولم تكن الحقائق كذلك، وأساءوا الفهم. أليس هذا قولًا بسيطًا؟ (بلى). إذًا، لماذا تبذلون مثل هذا الجهد الكبير لشرح هذه القضية؟ أنا لم أفكر في ذلك أبدًا، ولم أرغب في إخافة أحد. معظم الناس يتحسنون بشكل مستمر في أداء واجبهم على مدار السنوات، فهل يؤدون واجبهم الآن بالمستوى المطلوب؟ لا، لا يفعلون، ولكن هؤلاء الناس في طور الوصول إلى المستوى المطلوب في أداء واجبهم، وإذا كانت هناك أي مشكلات طفيفة فإنني أتجاوز عنها. خلال هذه العملية، قد يتسبب البعض في اضطرابات، وقد يسوِّف البعض الآخر، أو قد تظهر بعض المشكلات البسيطة بين بعض الأشخاص، ولكن بشكل عام، فهم جيدون للغاية. ومع ذلك، هناك شيء واحد ينبغي ألا تنسوه: لقد جئتم لأداء واجبكم. وينبغي أن تشكروا الله بغض النظر عن مدى اجتهادكم، أو مقدار معاناتكم، أو مقدار تعرضكم للتهذيب. الله أعطاكم هذه الفرصة لكي تختبروا جميع أنواع المواقف المختلفة وتحصلوا على جميع أنواع الاختبارات والمواجهات الشخصية. هذا شيء جيد، وكل ذلك تم لكي تفهموا الحق. إذًا، ما الذي تقلقون بشأنه؟ ممن تحترزون؟ لا داعي لأن تكونوا هكذا. فقط اسعوا إلى الحق بشكل طبيعي، واعثروا على مكانكم الصحيح، وأدوا واجبكم والعمل الذي يقع على عاتقكم جيدًا، وهذا يكفي. وليس من باب المغالاة أن يُطلب ذلك منكم.
منذ اللحظة التي ظهر فيها ضد المسيح في الكنيسة الكندية وبدأ في إثارة الاضطرابات، وحتى وصل هؤلاء الأشخاص إلى المرحلة التي هم عليها اليوم، لكم من الوقت تحملتهم؟ لم أكن غافلًا تمامًا عما كان يحدث معهم، وقد تحملت الأمر لفترة طويلة. إلى أي مدى تحملت؟ على مدار فترة طويلة، لم يتمكنوا من تقديم أعمال مكتملة، ولم يحرزوا أي تقدم في عملهم، ولم يهتم أي منهم بشؤونه الصحيحة؛ كانوا جميعًا عشوائيين ومتهورين وفاسقين وجامحين، وكان ينبغي التعامل معهم منذ زمن بعيد. إذا كنتم أنتم كذلك قادرين على أن تكونوا عشوائيين ومتهورين ولا تهتمون بشؤونكم الصحيحة، فلا تنتظروا إلى أن أتعامل معكم. بل بادروا إلى ترك العمل؛ سيكون ذلك أكثر كرامة. هل سيكون ذلك هو التصرف الصحيح؟ كلا، لن يكون ذلك التصرف صحيحًا أيضًا. لا تفكروا في الرحيل باستمرار؛ عليكم أن تضعوا جذوركم هنا بكل عزم، وتقوموا واجبكم بشكل جيد. سواء كنتم قادرين على القيام بواجبكم جيدًا أم لا، فقوموا به بتفانٍ على الأقل، وتأكدوا من أنكم أكملتم جميع مهامكم في النهاية. لا تكونوا متهربين. يقول بعض الناس: "مستوى قدراتي ضعيف، وتعليمي محدود، ولا أمتلك موهبة. لدي عيوب في شخصيتي، ودائمًا أواجه صعوبات في واجبي. ماذا سأفعل إذا لم أتمكن من القيام بواجبي جيدًا واستُبدِلت؟" ممَّ تخشى؟ هل يمكن إكمال هذا العمل عليك بك وحدك؟ لقد تولّيت دورًا معينًا فحسب، وليس مطلوبًا منك أن تتولى الأمر كله. فقط قم بالأمور التي يجب عليك القيام بها، فهذا يكفي. ألن تكون بذلك قد أتممت مسؤولياتك؟ الأمر بسيط جدًا؛ فلماذا أنت محتاط دائمًا؟ إنك تخشى أن تصطدم أوراق الشجر المتساقطة برأسك وتشقّه، وتفكر في خططك الاحترازية قبل كل شيء. أليس هذا تصرف عديم الجدوى؟ ما معنى "عديم الجدوى"؟ يعني عدم محاولة إحراز تقدم، وعدم وجود نية بذل كل الجهد، والرغبة الدائمة في الحصول على وجبة مجانية والاستمتاع بالخيرات؛ الأشخاص الذين هم على هذه الشاكلة حثالة. بعض الناس ضيِّقو الأفق للغاية. كيف يمكننا وصف هؤلاء الأشخاص؟ (هم في غاية التفاهة). الشخص التافه هو شخص دنيء، وكل شخص دنيء يستطيع أن يقيس شخصية الرجل النبيل بمعاييره الدنيئة، ويعتقد أن الجميع أنانيون وحقراء مثله. هؤلاء الناس عديمي الجدوى، وحتى إن آمنوا بالله، فلن يكون من السهل عليهم قبول الحق. ما الذي يجعل الشخص ضعيف الإيمان للغاية؟ هذا بسبب عدم فهمه للحق. إذا كنت لا تفهم إلا القليل للغاية من الحقائق، وكان فهمك لها ضحلًا جدًا، وبالتالي لا تتمكن من فهم كل عمل يقوم به الله، وكل ما يفعله، وكل ما يطلبه منك. وإذا لم تتمكن من الوصول إلى هذا الفهم، فستظهر في داخلك كل أنواع الشكوك والتصورات وسوء الفهم والمفاهيم فيما يتعلق بالله. وإذا لم يكن قلبك ممتلئًا إلا بهذه الأمور، فهل يمكن أن تمتلك إيمانًا حقيقيًا بالله؟ ليس لديكم إيمان حقيقي بالله، ولهذا تشعرون دائمًا بعدم الارتياح، وتقلقون من عدم معرفتكم بالوقت الذي قد يتم فيه استبدالكم. تشعرون بالخوف وتفكرون: "قد يأتي الله هنا في أي وقت لإجراء تفتيش". اهدأوا. ما دمتم تقومون بالعمل الذي ائتمنكم بيت الله عليه جيدًا، فحتى لو كنتم مقصرين بعض الشيء في سعيكم إلى الحق والدخول في الحياة، فسأتجاوز عن ذلك. وبخصوص كيفية حضوركم الاجتماعات والاستماع للعظات، وحياتكم الكنسية، وأكلكم لكلام الله وشربه، فلن أراقب هذه الأمور، ولن أزعجكم عندما يتعلق الأمر بعملكم. ولماذا لن أزعجكم؟ توجد أسباب عدة. أحد الأسباب هي أنكم أكثر إلمامًا مني بمختلف المهارات المهنية. على مدار السنوات القليلة الماضية من العمل، ينبغي أن تكونوا قد تحسنتم من حيث اختباركم أو المهارات المهنية، ووضعتم برنامجًا لعملكم. ينبغي أن تكونوا قد لخصتم بعض القواعد واللوائح سواء كان ذلك كتابيًا أو شفهيًا. لا أعرف نمط العمل الذي تستخدمونه، ولا أرغب في إرباك خطط عملكم أو طرقكم في العمل. يمكنكم اتباع أساليبكم أو أنماطكم أو قواعدكم ولوائحكم، والقيام بالعمل بأي طريقة سهلة ومريحة لكم، ما يجعل الجميع يشعرون بالحرية والتحرر، ويؤدي إلى مستوى عالٍ من الكفاءة. أي إنني أمنحكم حرية كاملة في عملكم. ورغم أنني أتنقل أحيانًا بين الكنائس، فإنني أبتعد عن طريقكم، بحيث لا تروني؛ إنني أبذل كل ما في وسعي كي أجعلكم تشعرون بالحرية والتحرر. لماذا أفعل ذلك؟ لأنكم جميعًا لستم ملمين تمامًا بالمهارات المهنية؛ أنتم بحاجة إلى أن تتلمسوا طريقكم تدريجيًا كجزء من عملية التعلم. سواء في تعلم المهارات المهنية أو الدخول إلى الحق، لكل شخص وتيرة تقدم ومستوى كفاءة خاصين به. لا يمكنك أن تدفع الناس لفعل أشياء تتجاوز قدراتهم. لا بد أن يمر الناس بعملية، وأن يختبروا الإخفاقات والعثرات، أو يتعلموا بعض الدروس من أخطائهم، ثم يجدوا طريق التقدم شيئًا فشيئًا ويتقنوا بعض المبادئ في مختلف المجالات. وعندها سيكونون يحرزون تقدمًا. لديكم أساليبكم الخاصة في العمل وطرقكم الخاصة، ولن يكون من المناسب أن أضايقكم في هذه الجوانب. لهذا السبب نادرًا ما أشارك في مناقشات تتعلق بهذه الأمور في عملكم. هذا هو السبب الذي يتعلق بكم. يوجد أيضًا سبب رئيسي يتعلق بي. سأكون صادقًا معكم، ما تستطيعون رؤيته والتفكير فيه، سواء من حيث المهارات المهنية أو الفنون، ومن باب أولى فيما يتعلق بالحق، يبدو لي سطحيًا جدًا. فلو حاولت أن أفرض عليكم تحقيق تقدم أسرع، هل كنتم ستتحملون ذلك؟ كلا، لن تتحملوا. لو تصرفت بينكم كما أشاء، فإن مطالبي منكم ستتجاوز مستواكم الفعلي في المهارات المهنية، وقامتكم الحقيقية فيما يتعلق بالدخول في الحياة. لا أرغب في فعل ذلك، لأن ذلك سيكون متعبًا جدًا بالنسبة إليَّ، وشاقًا جدًا بالنسبة عليكم. سيكون كلانا في وضع حرج، ولن يكون ذلك جيدًا؛ ليس هذا ما أود رؤيته. هذه هي أفكاري حول الأمر، وهذه هي حقيقة الأمور. لهذين السببين: أحدهما يتعلق بكم، والآخر أنني لديَّ أفكاري بشأن هذه المسألة، تعاملت مع الأمور بهذه الطريقة. التعامل مع الأمور بهذه الطريقة مناسب لنموكم التدريجي. ومن حيث الدخول في الحياة، فأنتم لديكم كتب تحوي كلام الله، وهناك أنواع مختلفة من الاجتماعات والعظات، وهناك أيضًا قادة وعاملون يسقونكم ويدعمونكم؛ هناك العديد من الأمور التي يمكنكم أكلها وشربها والتزود منها. ثمة جانب آخر هو أن عملية نمو حياة الناس تشبه بذرة تُغرَس في التربة، إذ تُروى وتُسمَّد، ثم تبدأ تدريجيًا في الإنبات والنمو إلى أن تُثمر في النهاية. إنها عملية بطيئة جدًا. وبالطبع، قد تكون العملية التي تمرون بها أبطأ حتى من عملية إنبات البذرة ونموها حتى الإثمار. ولمَ ذلك؟ توجد العديد من الأسباب العملية والموضوعية لهذا كامنة داخل البشر. أحدها أن الناس لديهم شخصيات فاسدة، لكننا لن نتطرق إلى ذلك. سبب آخر هو أن الناس خاملون، وغالبًا ما يصبحون سلبيين. إنهم كسالى، وعديمو الحس، وبطيئون عندما يتعلق الأمر بالحق والأمور الإيجابية. علاوة على ذلك، لا يحب الناس الأمور الإيجابية. لذلك، عندما يحاول الناس الدخول إلى الحق وبلوغ الدخول إلى الحياة، يكونون في صراع شاق للغاية، وكأنهم يبحرون ضد التيار. بالنسبة إلى الناس، فإن الانجراف مع التيار، والاتكالية، والسعي وراء العالم الدنيوي، واتباع الاتجاهات الرائجة، فهو يشبه السباحة مع التيار، وهو سهل، ومن الناحية الذاتية، يرغب الناس بشدة في التصرف بهذه الطريقة. ولكن، السعي إلى الحق، والقيام بما هو عادل، وأن يتحلى الناس بحس العدالة ويؤدوا مهامهم كما ينبغي، فذلك أمر شاق للغاية بالنسبة إليهم. يجب عليهم أن يتمردوا على رغباتهم الذاتية، وعلى مشاعرهم، وعلى مفاهيمهم، كما يجب عليهم أيضًا أن يتمردوا على كسلهم وغيره من الأمور السلبية والضارة. عندما يواجهوا أشخاصًا، أو شركاء في العمل، أو بيئات ليست كما تصوّروها، أو حتى عندما يسمعون أمورًا مزعجة أو غير سارة، يجب عليهم أن يعتمدوا على الصلاة لتجاوز ذلك، ولذلك فإنهم يواجهون مقاومة هائلة في طريقهم للسعي إلى الحق في إيمانهم بالله. إذا كانوا صارمين بشكل استثنائي، وسعوا إلى الحق بحماس كبير، فسيرون بعض التقدم بعد سنة أو سنتين من الاختبار. أما إذا تصرفوا كما يحلو لهم، وتركوا الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، سيتقدمون بشكل بطيء للغاية. وربما بعد فترة من الزمن سيواجهون حدثًا معينًا له دلالة استثنائية بالنسبة إليهم، فيتعلمون منه درسًا، ويتعرضون للتهذيب، ويشعرون في أعماق قلوبهم بألم شديد ويتأثرون تأثرًا بالغًا، وعندها فقط قد يتمكنون من تحقيق بعض التحسن في دخولهم إلى الحياة. هل يمكن لهذا التحسن أن يمكنهم من تحقيق تقدم؟ كلا، لن يفعل. يعتمد تقدمهم على كيفية سعيهم إلى الحق خلال هذه الفترة. فإذا كانوا من الأشخاص الذين لا يجيدون سوى اختلاق الأعذار، وينهمكون في الراحة الجسدية، ولا يحبون الحق بصدق، فلن يحصلوا من هذا الحدث إلا على درس سطحي، ولن يصلوا إلى فهم حقيقي للحق. وبالنظر إلى هذا المعدل البطيء الذي تحققونه في تقدم حياتكم، أحافظ على هذه المسافة في تعاملي معكم، واتخذت هذا الأسلوب. هل ترون أن هذا مناسب؟ (نعم). هذا مفيد جدًا لكم؛ فعلى الأقل تشعرون بالراحة. لن أحمّلكم أعباءً إضافية، ولن أراقبكم وأتابعكم طوال اليوم، ولن أمنعكم من الراحة على مدار 24 ساعة، ولن أجعلكم تعملون بجد بلا انقطاع. لن أفعل ذلك عمدًا، بل سأترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي معكم. هل يعني هذا أن بإمكانكم الانغماس في الملذات؟ (كلا). إذًا، كيف أستطيع أن أقرر بثقة أنني لن أراقبكم؟ لأن هناك تمحيص الروح القدس. علاوة على ذلك، إذا كان شخص ما يسعى إلى الحق، ولديه هذه الحاجة، ويريد من أعماق قلبه أن يسعى إلى الحق، فحتى لو لم تراقبه، سيظل يسعى إلى الحق؛ فهو شخص شريف يهتم بشؤونه كما ينبغي. أما إن لم يكن شخصًا شريفًا، فلن يكون هناك أي فائدة حتى إذا راقبته. فعندما تراقبه، سيتصرف بطريقة معينة على السطح ليتعامل معك بلا مبالاة، وبمجرد أن ترفع نظرك عنه للحظة، سيتصرف كما اعتاد، ويعود إلى ما كان عليه من قبل. السعي إلى الحق ليس أمرًا يمكن للناس مراقبته. هذا أمر أفهمه جيدًا، ولهذا أتبنى هذا الأسلوب في التعامل والتفاعل معكم. ومن المناسب تمامًا أن أفعل ذلك.
ألم تتضح مسألة الكنيسة الكندية الآن تمامًا؟ وهل استوعبتم بعض الحقائق من خلال هذه المسألة؟ إذا واجهتم مثل هذا الأمر مجددًا في المستقبل، هل ستظلون تقولون إنها حالة من حالات عقاب الناس بشدة ليكون عبرة للآخرين وجعل الناس تحذيرًا للآخرين؟ قبل وقوع هذا الأمر، كنت تشعر أن علاقتك بالله لا يمكن لأحد أن يزعزعها، وأنك قد صرت في توافق مع الله. ولكن عندما واجهت هذه المسألة، انكشف ذلك القدر الضئيل من قامتك. أي قامة؟ ظننت أنك قادر على حمل الأعباء الثقيلة والمعاناة، وأن عزيمتك وإيمانك أصبحا أعظم مما كانا عليه، وأنك ستُكمَّل قريبًا. هذا هو التصور الخطأ الذي كنت تحمله في قلبك. وماذا تعتقد الآن؟ لقد كان تفكيرك سابقًا لأوانه بعض الشيء! انظر إليَّ: أبدو هكذا من الخارج، يمكن لمسي ورؤيتي. فهل يمكن اعتبار شخصيتي واضحة ومكشوفة؟ استنادًا إلى شخصيتي، فأنا لست من النوع الذي يتصرف من وراء ظهوركم عندما تطرأ مشكلة ما، وألا أخبركم بشيء، ثم أتخذ قرارات سرية وأجعلكم تخمنون مقاصدي. لست ذلك النوع من الأشخاص. بغض النظر عن المشكلة التي تطرأ، أنا دائمًا أوضحها لكم بجلاء، ومع ذلك لا تزالون قادرين على تلخيص هذه المجموعة من النظريات وتقولوا: "هذا هو أعلى فهم لديَّ عن الله". ما رأيكم في هذا الفهم؟ لقد تعلمتم درسًا الآن، أليس كذلك؟ ألا يمكن القول إن هذا كان أكبر فشل لكم في فهم الله؟ يمكنكم سماع الكلمات التي أنطق بها ورؤية هيئتي، فأنا شخص من لحم ودم يمكن لمسه ورؤيته. لقد اتخذتُ ذلك المسار ولم يستطع أيٌّ منكم استيعابه، ولم نتمكن من الوصول إلى توافق، ولم يكن بيننا حتى أدنى لمحة من التفاهم الضمني. أنت بعيد جدًا عن الله! لا تزال بعيد عن فهم الله! هذه كلمات صادقة؛ وهذا هو الوضع الحقيقي. لا تظن أنه لمجرد أنك تستطيع أداء جزء من واجبك، وآمنت بالله لسنوات عديدة، وتستطيع التحدث عن بعض التعاليم، أنك تفهم الله. دعني أخبرك، تفكيرك سابق لأوانه! لا تظن أنك تعرف شيئًا أو شيئين حقًا. في الواقع، لا تزال بعيدًا عن فهم الله؛ لم تلامس حتى أطراف هذا الفهم. يمكن أن يُكشف الناس في أي مسألة، وقد كُشف بعض الأشخاص من خلال مسألة التعامل مع الكنيسة الكندية هذه. يجب على الناس أن يستمروا في النمو، وأن يواصلوا الإقبال على فهم أنفسهم وفهم الله من خلال هذه المواقف والأحداث المختلفة، لكي يتعلموا عن أعمال الله وشخصيته، ويفهموا تمردهم، ويفهموا ماهية حقيقة علاقتهم بالله بالضبط، ويروا بوضوح إلى أي مستوى وصل فهمهم ومعرفتهم بالحق، وإلى أي مدى وصل فهمهم لله. ومن خلال هذه الأمور، سيتم قياس قامتك وحالتك الفعلية. هل تعلمتم درسًا هذه المرة؟ اسعوا ألا يكون لديكم هذا النوع من الفهم في المرة القادمة. إنه مؤلم للغاية، وغير معقول على الإطلاق! هل تعتقدون أن هذه المسألة استحقت كل هذا الشرح المطول؟ لم يكن يجب أن يكون ذلك ضروريًا. ولماذا أقول إنه لم يكن ينبغي أن يكون ضروريًا؟ وفقًا للكلام والتعاليم التي استوعبتموها، كان ينبغي أن تتمكنوا من تجاوز عقبة هذه المسألة؛ من خلال التأمل فيها بأنفسكم، وعقد شركة حولها معًا، كان يجب أن تتمكنوا من فهمها بطريقة نقية نسبيًا، دون أن يصبح فهمكم متطرفًا إلى هذا الحد. ولكن، كما تبيَّن، ظهرت تفسيرات متطرفة، ما جعل من الضروري أن أعقد شركة حول تفاصيل معينة. ألا تشعرون الآن بأن قلوبكم قد استنارت بعد سماع هذه الشركة؟ لا ينبغي أن تكون لديكم الآن أي أفكار أخرى حول هذه المسألة، أليس كذلك؟ إذًا، هل تعتقدون أن الطريقة التي تعاملت بها مع هؤلاء الأشخاص كانت مبالغًا فيها؟ (كلا). لننهِ الحديث عن هذه المسألة هنا، وسأبدأ في عقد شركة حول الموضوع الرئيسي.
تشريح كيف أن أضداد المسيح خبثاء وغادرون ومخادعون
في المرة السابقة، عقدنا الشركة عن المظهر السابع لأضداد المسيح – إنهم خبثاء وماكرون ومخادعون. ما الجانب الذي عقدنا عنه الشركة في المقام الأول؟ تحدثنا عن كيف أن أضداد المسيح خبثاء. لماذا نقول إنهم خبثاء؟ ما الشخصيات والمظاهر والخصائص المميزة في جوهر طبيعتهم ويمكن توصيفها على أنهم خبثاء وماكرون ومخادعون؟ ما هي الصفات الواضحة التي تثبت وجود خبثهم، والتي تتطابق مع ظروفهم الحقيقية؟ ما هي الخصائص الرئيسية لجوهر طبيعتهم التي تبرر قولنا إن الأشخاص من هذا القبيل خبثاء؟ أرجو أن تشاركوا أفكاركم. (يفهم العديد من أضداد المسيح الحق، لكنهم يعارضونه بوقاحة، فَهُم يصرون بعناد على اختيار السير في طريقهم الخاص على الرغم من أنهم يعرفون بوضوح ما الصواب. يتجلى خبث أضداد المسيح أيضًا في عدوانيتهم التي لا أساس لها تجاه أولئك الذين يسعون بصدق إلى الحق وتجاه الأشخاص المستقيمين). (لا يريد أضداد المسيح رؤية الآخرين في حالة جيدة. عندما يرتب بيت الله أن يُزوَّد الإخوة والأخوات بمنافع، فإنَّ أضداد المسيح يرغبون فقط في أن يستمتعوا هم بهذه المنافع؛ لا يريدون أن يتمتع بها الإخوة والأخوات، لذلك لا ينفذون هذا العمل). (يا الله، تركت شركتك السابقة انطباعًا قويًا لديَّ فيما يتعلّق بكيفية استغلال أضداد المسيح الله والحق كأدوات لهم لحيازة المكانة، أشعر بأن هذا عملٌ خبيث على نحو خاص). يتذكر معظمكم بعض الأشياء، أي بعض الأمثلة التي قدمتها أثناء عَقْد الشركة عن الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. أنتم تتذكرون الأمثلة فقط، لكنكم نسيتم محتوى شركتي وتشريح الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. كم عدد الحقائق التي تطرقتُ إليها في أثناء عقد الشركة حول تشريح جوهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح وتمكنتم من فهمها في ذلك الحين؟ ألا يدل عدم قدرتكم على تذكر هذه الأشياء على أنكم لم تفهموا أيًا منها في ذلك الحين؟ لو كانت شركتي قد تركت انطباعًا قويًا لديكم، ألن تكونوا قادرين على تذكرها إلى حد ما؟ أليست الأشياء التي تثب إلى ذاكرتكم هي تلك التي تفهمونها؟ أليست الأشياء التي لا يمكنكم تذكرها هي تلك التي تجدون صعوبة كبيرة في فهمها، أو التي لا يمكنكم فهمها فحسب؟ عندما سمعتم تلك الحقائق في ذلك الحين، اعتقدتم أنها صحيحة، وتذكرتموها كتعاليم، وتطلب الأمر جهدًا كبيرًا منكم لفعل ذلك. ومع ذلك، نسيتموها بين ليلةٍ وضحاها. وبعد شهر، اختفت تمامًا. أليست الأمور تسير هكذا؟ لكي تتمكن من رؤية حقيقة أمر ما أو جوهر شخصٍ ما، عليك فهم الحقّ. إذا كنت لا تزال تتمسّك بوجهات نظر غير المؤمنين، وترى الأشياء وتفكّر فيها بناءً على أقوال غير المؤمنين، فهذا يثبت أنّك لا تفهم الحقّ. إذا لم تكسب شيئًا من السنوات العديدة التي قضيتها في الاستماع إلى العظات والشركة، وإذا كنت لا تستطيع أن تفهم عندما يعقد الناس الشركة معك عن الحق، مهما كانت طريقة شرحها، فهذا يشير إلى افتقارك إلى القدرة على فهم الحق، ويسمى هذا مستوى القدرات الضعيف. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). فيما يتعلق بخبث أضداد المسيح، لم يذكر أي منكم العبارة الأكثر أهمية. لماذا لم تذكروها؟ من ناحية، لأنه مرَّ وقتٌ طويل منذ ذلك الحين، فنسيتموها. ومن ناحية أخرى، لأنكم لم تدركوا أهمية هذه العبارة؛ فلم تعرفوا أنها عبارةٌ رئيسية تُعرِّي الجوهر الخبيث لأضداد المسيح وتكشفه. ما هذه العبارة؟ هي أن خبث أضداد المسيح يتجلى في المقام الأول في عدوانيتهم وازدرائهم لكل الأشياء الإيجابية وكل ما يتعلق بالحق. لماذا يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه هذه الأشياء الإيجابية ويزدرونها؟ هل أضرتهم هذه الأشياء الإيجابية؟ كلا. هل تمس مصالحهم؟ ربما نعم أحيانًا، وأحيانًا لا على الإطلاق. إذًا، لماذا يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه الأشياء الإيجابية ويزدرونها بلا أساس؟ (إنها طبيعتهم). طبيعتهم من هذا النوع؛ فهم يشعرون بالعدوانية تجاه كل الأشياء والحقائق الإيجابية ويزدرونها. وهذا يؤكد الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. هل هذه العبارة مهمة أم لا؟ أنتم لا تتذكرون عبارةً بهذه الأهمية؛ وإنما تتذكرون الأشياء غير المهمة فقط. لماذا طرحت عليكم تلك الأسئلة؟ حتى تتحدثوا، وحتى أتمكن من معرفة مدى استيعابكم لهذه الأشياء، ومقدار ما يمكنكم تذكره في قلوبكم، وإلى أي مدى كنتم قادرين على الفهم في ذلك الوقت. كما هو متوقع، أنتم لا تتذكرون سوى بعض الأشياء القليلة الأهمية. أنتم تعاملون كل الأشياء التي تحدثت عنها على أنها دردشة بلا هدف. لم آت إلى هنا للدردشة – جئت إلى هنا لأخبركم كيف تميزون الناس. العبارة التي أعربت عنها هي أعلى مبدأ للحق بشأن تمييز الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. إذا لم تتمكن من تطبيق هذه العبارة، فلن تتمكن من تمييز الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح أو معرفتها. على سبيل المثال، عندما يُوَصَّف شخص ما على أنه ضدٌ للمسيح، قد يقول بعض الناس: "إنه جيد معنا، وهو محبٌ ويساعدنا. لماذا يُوَصَّف مثل هذا الشّخص الصالح على أنه ضدٌ للمسيح؟" إنهم لا يفهمون أنه على الرغم من أن أضداد المسيح قد يبدون محبين للآخرين ظاهريًا، فَهُمْ يعطِّلون عمل الله ويزعجونه، ويعارضون الله على وجه التحديد. هذا الجانب الماكر والخادع منهم هو شيء لا يستطيع معظم الناس رؤيته، ولا يمكنهم تمييزه على الإطلاق، ويسيئون فهم الله، ويطورون مفاهيم عن الله، بل يدينون الله ويشكون منه بسبب هذا. ببساطة، مثل هؤلاء الناس أوغاد ولا يمكن أن ينالوا خلاص الله. هذا لأنهم لا يرون سوى الأمور السطحية، مثل كيفية إيقاع أضداد المسيح الناسَ في شركهم وإغوائهم لهم وتودُّدهم إليهم، ولا يلاحظون الجوهر الخبيث لأضداد المسيح، ولا يرون الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لمقاومة الله وإنشاء ممالك مستقلة. لماذا لا يستطيعون رؤية هذه الأشياء؟ لأنهم لا يفهمون الحق ولا يستطيعون تمييز الناس، وتضللهم دائمًا الظواهر الخارجية ولا يمكنهم رؤية حقيقة جوهر المشكلة وعواقبها. كما يستخدمون دائمًا المفاهيم الإنسانية التقليدية للأخلاق والطرق الدنيوية لقياس الناس وإصدار الأحكام عليهم. ونتيجة لذلك، يضللهم أضداد المسيح، ويقفون إلى جانب أضداد المسيح، وتنشأ صراعات واشتباكات بينهم وبين الله. خطأ مَنْ هذا؟ كيف حدث هذا الخطأ؟ إن ذلك نتيجة لعدم فهمهم للحق، وعدم معرفتهم لعمل الله، والنظر دائمًا إلى الناس والأشياء بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم.
ثانيًا: تشريحٌ لحبِّ أضداد المسيح للأشياء السلبية
اليوم، سنواصل عقد الشركة عن المظهر السابع لأضداد المسيح: إنهم خبثاء وماكرون ومخادعون. ينصب تركيز هذا المظهر على خبثهم، إذ يشمل الخبث كلًا من المكر والخداع. الخبث يمثِّل جوهر أضداد المسيح، في حين أن المكر والخداع تابعان له. في المرة السابقة، عقدنا الشركة عن الجوهر الخبيث لأضداد المسيح وكشفناه. عقدنا الشركة عن بعض المفاهيم العريضة وبعض المحتوى المُحَدَّدِ نسبيًا، وتطرقنا إلى بعض الكلمات حول كشف هذا الجانب من جوهر أضداد المسيح، وسنواصل اليوم شركتنا عن هذا الموضوع. قد يتساءل البعض: "هل في هذا الموضوع ما يستدعي الشركة؟" نعم، ثمة بعض التفاصيل التي لا تزال بحاجة إلى عقد الشركة عنها هنا. سوف نعقد الشركة حول هذا الموضوع بطريقة مختلفة ومن منظور مختلف اليوم. ما السمة والمظهر الرئيسيان للطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح اللذان عقدنا عنهما الشركة في المرة السابقة؟ يشعر الأشخاص من أمثال أضداد المسيح بالعدوانية تجاه كل الأشياء الإيجابية والحق ويزدرونها. لا تتطلب عدوانيتهم تجاه الحق والأشياء الإيجابية وازدراؤهم لها سببًا، ولا يحدث ذلك نتيجة لتحريض أي شخص، وهو بالتأكيد ليس نتيجة لاستحواذ روحٍ شريرةٍ عليهم. بدلًا من ذلك، فإنهم بطبيعتهم لا يحبون هذه الأشياء. إنهم يشعرون بالعدوانية تجاه هذه الأشياء ويزدرونها؛ فَهُم يشعرون بالنفور في حياتهم وفي أعماقهم عندما يواجهون أشياء إيجابية. إذا كنت تقدم الشهادة لله أو تعقد الشركة معهم حول الحق، فسوف يطورون كراهية تجاهك، بل وقد تصل بهم الكراهية إلى حد التفكير في ضربك. لقد تناولنا هذا الجانب من عدوانية أضداد المسيح تجاه الأشياء الإيجابية وازدرائهم لها في شركتنا السابقة، لذلك لن نناقشه مجددًا هذه المرة. في هذه الشركة، سنستكشف جانبًا آخر. ما ذلك الجانب الآخر؟ يشعر أضداد المسيح بالعدوانية تجاه الأشياء الإيجابية ويزدرونها، فماذا يحبون؟ اليوم، سنحلل الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح ونُشَرِّحُها من هذا الجانب والمنظور. هل هذا ضروري؟ (نعم). هذا ضروري. هل كان بإمكانكم إدراك ذلك بأنفسكم؟ (كلا). إن عدم حب أضداد المسيح للأشياء الإيجابية والحق هي طبيعتهم الخبيثة. لذلك، على هذا الأساس، تفكَّرْ بعناية فيما يحب أضداد المسيح، وفي نوعية الأشياء التي يحبون فعلها، وكذلك طريقتهم ووسائلهم في فعل الأشياء، ونوع الأشخاص الذين يحبونهم – أليس هذا منظورًا وجانبًا أفضل يمكن من خلاله رؤية طبيعتهم الخبيثة؟ هذا يقدِّم وجهة نظر أكثر تحديدًا وموضوعية. أولًا، لا يحب أضداد المسيح الأشياء الإيجابية، ما يعني ضمنيًا أنهم عدوانيون تجاهها، ويحبون الأشياء السلبية. ما بعض أمثلة الأشياء السلبية؟ الأكاذيب والخداع – أليست هذه أشياء سلبية؟ بلى، الأكاذيب والخداع أشياء سلبية. إذًا، ما المقابل الإيجابي للأكاذيب والخداع؟ (الصدق). صحيح، إنه الصدق. هل يحب الشيطان الصدق؟ (كلا). إنه يحب الخداع. ما أول شيء يطلبه الله من البشر؟ يقول الله: "إذا كنت تريد أن تؤمن بي وتتبعني، فأي نوع من الأشخاص يجب أن تكون أولًا وقبل كل شيء؟" (شخصًا صادقًا). إذًا، ما أول شيء يُعَلِّمُ الشيطان الناسَ أن يفعلوه؟ الكذب. ما أول دليل على الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح؟ (الخداع). نعم، أضداد المسيح يحبون الخداع، ويحبون الأكاذيب، ويمقتون الصدق ويكرهونه. على الرغم من أن الصدق شيء إيجابي، فَهُم لا يُحِبّونه، وبدلًا من ذلك يشعرون بالنفور والكراهية تجاهه. وعلى النقيض من ذلك، فإنهم يحبون الخداع والأكاذيب. إذا تحدَّث شخصٌ ما بصدقٍ غالبًا أمام أضداد المسيح، قائلًا شيئًا على غرار: "أنت تحبّ التباهي بمكانتك في العمل، وأحيانًا تكون كسولًا"، فكيف يشعر أضداد المسيح حيال ذلك؟ (لا يقبلون ذلك). عدم قبول ذلك الكلام هو أحد المواقف التي لديهم، ولكن هل هذا كل شيء؟ ما موقفهم تجاه هذا الشخص الذي يتحدث بصدق؟ ينفرون منه ولا يحبونه. يقول بعض أضداد المسيح للإخوة والأخوات: "أنا أقودكم منذ بعض الوقت إلى الآن. من فضلكم أخبروني جميعًا بآرائكم عني". يفكّر الجميع: "نظرًا إلى كونك جديًا في طلبك، سنقدّم لك بعض الملاحظات". يقول البعض: "أنت جاد ومجتهد في كل ما تفعله، وقد تحملت الكثير من المعاناة. لا يمكننا تحمل مشاهدة ذلك، ونشعر بالكرب نيابة عنك. سيستفيد بيت الله من وجود المزيد من القادة مثلك! إذا كان علينا أن نشير إلى إحدى النقائص، فستكون أنك جاد ومجتهد أكثر من اللازم. إذا أرهقت نفسك واستهلكتها، فلن تتمكن من الاستمرار في العمل، وحينها ألن ينتهي أمرنا؟ من سيقودنا؟" عندما يسمع أضداد المسيح هذا، فإنهم يبتهجون. إنهم يعرفون أن هذا الكلام كذب، وأن هؤلاء الناس يتودَّدون إليهم، لكنهم على استعداد للاستماع إلى ذلك. في الواقع، الناس الذين يقولون هذا يتلاعبون بأضداد المسيح هؤلاء كأنهم حمقى، لكن أضداد المسيح هؤلاء يفضلون تقمص دور الحمقى بدلًا من الكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه الكلمات. أضداد المسيح يحبون الأشخاص الذين يتملقونهم هكذا، فهؤلاء الأفراد لا يذكرون أخطاء أضداد المسيح أو شخصياتهم الفاسدة أو نقائصهم، بل يمدحونهم ويمجدونهم سرًا. وعلى الرغم من وضوح أن كلامهم أكاذيب ومداهنة، فإن أضداد المسيح يقبلون هذه الكلمات بكل سعادة، ويجدونها باعثة على الراحة والسرور. بالنسبة إلى أضداد المسيح، هذه الكلمات أفضل من تذوق أشهى الأطباق. بعد سماع هذه الكلمات، فإنهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم. ما الذي يوضحه هذا؟ يوضِّح أن هناك شخصيةً معينةً داخل أضداد المسيح تحب الأكاذيب. لنفترض أن شخصًا ما قال لهم: "أنت متغطرس للغاية، وتعامل الناس بظُلْمٍ. أنت تُحْسِنُ إلى أولئك الذين يدعمونك، ولكن إذا بَاعَدَ شخصٌ ما نفسه عنك أو لم يتزلَّف إليك، تستخفُّ به وتتجاهله". أليست هذه كلمات صادقة؟ (بلى). بمَ يشعر أضداد المسيح بعد سماع هذا؟ يصبحون غير سعداء، ولا يريدون سماع هذا الكلام، ولا يمكنهم قبوله، ويحاولون العثور على أعذار وأسباب لتسوية الأمر وتمريره. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يتملقون أضداد المسيح شخصيًا باستمرار، والذين يتحدثون دائمًا بكلمات لطيفة الوقع للثناء عليهم سرًا، بل ويخدعونهم بكلماتهم بوضوح، فإن أضداد المسيح لا يحققون أبدًا في شأن هؤلاء الأشخاص. وبدلًا من ذلك، يستخدمهم أضداد المسيح كشخصيات مهمة. إنهم حتى يضعون الكاذبين الدائمين في مناصب مهمة، ويكلفونهم بالقيام ببعض الواجبات المهمة والكريمة، بينما يرتبون لأولئك الذين يتحدثون دائمًا بصدقٍ وغالبًا ما يبلغون عن المشكلات للقيام بواجباتهم في مناصب أقل بروزًا، ما يمنعهم من الوصول إلى القيادة العليا أو من أن يعرفهم أغلب الناس أو يكونوا مقربين لهم. من غير المهم مدى موهبة هؤلاء الناس أو ماهية الواجبات التي يمكنهم القيام بها في بيت الله – فأضداد المسيح يتجاهلون كل ذلك. إنهم يهتمون فقط بمن يمكنه الانخراط في الخداع ومن هو مفيد لهم؛ وهؤلاء هم الأفراد الذين يستعملونهم في مناصب مهمة، دون مراعاة مصالح بيت الله ولو قليلًا.
يحب أضداد المسيح الخداع والأكاذيب. على سبيل المثال، لنفترض أن الكنائس التي هم مسؤولون عنها لا تولي أي اهتمام لعمل الإنجيل، ولا تركز على تدريب الأشخاص على التبشير بالإنجيل، ونتيجة لذلك، يحصد عمل الإنجيل نتائج سيئة، ولا يُكْسَبُ إلا عدد قليل من الناس. لكن أضداد المسيح يتخوّفون من أن يُبْلِغَ الناسُ عن الوضع الفعليّ. إنهم يكرهون أي شخص يتحدث بصدق، ويحبون أولئك الذين يمكنهم الكذب، والانخراط في الخداع، والتكتم على جميع المعلومات غير المواتية. إذًا، ما نوع الكلام الذي يحب أضداد المسيح أن يسمعوه أكثر من غيره؟ "كل من يبشر بالإنجيل في كنيستنا قادر على الشهادة، وكل واحد منهم خبير في التبشير بالإنجيل". أليست هذه الكلمات تهدف إلى خداع الناس؟ لكن أضداد المسيح يستمتعون بسماع مثل هذه الأشياء. كيف يجيب أضداد المسيح بعد سماع هذا؟ يقولون: "عظيم، نتائج كنيستنا في عمل الإنجيل تتحسن باستمرار، فهي أفضل بكثير من نتائج الكنائس الأخرى. الأشخاص الذين يبشرون بالإنجيل في كنيستنا هم جميعًا أساتذة في هذا العمل". إن أضداد المسيح وأولئك الذين يمدحونهم يتبادلون المديح هكذا، ولا يكشف أضداد المسيح عن إطرائهم الوقح. يعمل أضداد المسيح على هذا النحو: عندما يخدعهم أتباعهم، فإنهم ينخدعون عن طيب خاطر. أضداد المسيح يعبثون بهذه الطريقة. إذا كان شخص ما يعرف الوضع الحقيقي ويتقدم ليقول: "هذا ليس دقيقًا. من بين الأفراد العشرة الذين بشرناهم بالإنجيل، وجدنا أن اثنين منهم لا يقبلان الحق، وقد تَخَلَّيا عن التحقيق بالفعل، وثلاثة فقط من الثمانية الآخرين يؤمنون بالله بصدق. دعونا نبذل قصارى جهدنا لجلب هؤلاء الثلاثة". عندما يتم الكشف عن واقع الوضع، كيف يكون رد فعل أضداد المسيح؟ إنهم يفكرون: "لم أكن أعرف بشأن هذه الأشياء!" عندما يتحدث شخص ما بصدق عن الوضع الحقيقي للأشياء الذي لم يكن أضداد المسيح على دراية به، هل يتفقون أم يختلفون معه، وهل يكونون سعداء أم غير سعداء؟ يكونون غير سعداء. لماذا يكونون غير سعداء؟ إنهم قادة، ومع ذلك فهم غير مدركين وليس لديهم إلمام بالتفاصيل والحقائق المتعلقة بعمل الكنيسة – حتى إنهم يحتاجون إلى شخص يفهم ما يحدث بالفعل ليشرح كل شيء لهم. عندما يقوم شخص يفهم الموقف ويتحدث بصدق بتوضيح هذه الأمور، بماذا يشعر أضداد المسيح بدايةً؟ يشعرون بأنهم فقدوا ماء وجههم تمامًا، وأن هيبتهم ستهبط. بالنظر إلى الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح، ماذا سيفعلون؟ ستنشأ الكراهية داخلهم، وسيفكرون: "أيها الثرثار! لو لم تتكلّم، لكان هذا قد مَرَّ دون أن يلاحظه أحد. بفضلك، صار الجميع يعرفون بالأمر، وقد يبدؤون في الإعجاب بك بدلًا مني. ألا يجعلني هذا أبدو عاجزًا، كأنني لا أقوم بأي عمل فعلي؟ سأتذكرك. أنت تقول الحق، وتتحداني وتعارضني في كل مناسبة. سأحرص على أن تندم على ذلك!" فكر في الأمر، كيف ينظرون إلى أولئك الذين يعملون بضمير، والذين يتحدثون بصدق، والذين يقومون بواجباتهم بإخلاص؟ ينظرون إليهم على أنهم خصوم. أليس هذا تحريفًا للحقائق؟ الأمر ليس أنهم يفشلون في التعاون الفوري والتعويض عن أخطائهم المتعلقة بالعمل فحسب، بل يستمرون أيضًا في إهمال واجباتهم. حتى أنهم يضمرون الكراهية تجاه أولئك الذين يتحدثون بصدق والذين يتوخون الحذر والمسؤولية في عملهم، بل قد يحاولون تعذيبهم. أليس هذا هو سلوك أضداد المسيح؟ (بلى). ما نوع هذه الشخصية؟ هذا خبثٌ. ينكشف خبث أضداد المسيح بهذه الطريقة. كلما ظهر شخص صادق، وكلما قال شخص ما كلمات أمينة وصادقة، وكلما التزم شخص ما بالمبادئ وتحقَّق في الطبيعة الحقيقية للأمر، ينفر أضداد المسيح منه ويزدرونه، وتندلع طبيعتهم الخبيثة وتكشف عن نفسها. كلما كان هناك خداع، وكلما قيلت الأكاذيب، يبتهج أضداد المسيح، ويستمتعون بها، بل وينسون أنفسهم. هل قرأ أي منكم قصة "ملابس الإمبراطور الجديدة"؟ سلوك أضداد المسيح مشابه لها إلى حد ما من حيث الطبيعة. في تلك القصة، خرج الإمبراطور عاريًا في موكبٍ في الشوارع، وهتف الآلاف من الناس: "ملابس الإمبراطور الجديدة جميلة حقًا! يبدو الإمبراطور رائعًا جدًا! الإمبراطور عظيم جدًا! ملابس الإمبراطور الجديدة سحريَّةٌ بالفعل!" كان الجميع يكذبون. هل كان الإمبراطور يعرف؟ كان عاريًا تمامًا، كيف يمكن ألا يكون مدركًا لحقيقة أنه لم يكن يرتدي أي ملابس؟ هذا ما يسمى بالحماقة. لذا، فإن أضداد المسيح الأشرار هؤلاء يفتقرون إلى الحكمة، على الرغم من كونهم ماكرين ومخادعين. لماذا أقول إنهم يفتقرون إلى الحكمة؟ لأنهم مثل ذلك الإمبراطور العاري، الذي لم يكن لديه تمييز للكلمات التي كان المقصود بها خداعه، حتى إنه كان قادرًا على التجول عاريًا، كاشفًا قبحه. أليست هذه حماقة؟ إذًا، ما الذي يكشفه خبث أضداد المسيح في كثير من الأحيان؟ يكشف حماقتهم.
نظرًا إلى أن أضداد المسيح ذوو طبيعة خبيثة، ولأنهم يحبون الخداع والأكاذيب ولكنهم لا يحبون الصدق، ولأنهم يمقتون الكلام الصادق، لذلك، في الكنائس التي تخضع لحكم أضداد المسيح، فإن أولئك الأفرادَ الصادقين أو الذين يسعون إلى أن يكونوا صادقين، أولئك الذين يمارسون الحق ولا يريدون الخداع أو الكذب، يتعرضون للتعذيب كثيرًا. أليس هذا هو الحال؟ كلما تحدثتَ بصدق، زاد تعذيب ضد المسيح لك، وكلما تحدثتَ بصدق، زاد عدم حبه لك. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يتملقونه ويخدعونه ينالون لديه الحظوة والقبول. أليس أضداد المسيح خبثاء؟ هل يوجد من حولكم أمثال أضداد المسيح الخبثاء هؤلاء؟ هل سبق لكم أن صادفتموهم؟ إنهم لا يسمحون للناس بالتحدث بصدق؛ فمن يتحدث بصدق يُكَمَّمُ فمه، لكن إذا تمكنت من الكذب والاتفاق مع ما يقولونه، بحيث تصير متواطئًا معهم، فلن يكونوا خصومًا لك بعدئذٍ. لكن إذا كنت تصر على التحدث بصدق والتعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق، فسوف يعذبونك عاجلًا أو آجلًا. هل تعذَّبَ أيٌّ منكم؟ فقط لأنّك فضحت أعمال القادة الكذبة وأضداد المسيح الشرّيرة، تعذَّبتَ، وفي النّهاية، تعذَّبتَ لدرجة أنّك لم تجرؤ على قول أيّ شيء حتّى إن أردت ذلك. هل حدث هذا من قبل؟ أدى تَحَدُّثُكَ بصدق وإبلاغك عن المشكلات إلى تعذيبك. هل تعرض أي منكم للتعذيب بسبب الإبلاغ عن المشكلات في مختلف الكنائس؟ إذا هُذِّبَ شخصٌ يروي الأكاذيب ويخدع الكنيسة، فهل هذا تعذيبٌ له؟ (كلا). هذا تأديب طبيعي؛ وليس كالتعذيب. يحدث هذا لأنَّك مهملٌ في مسؤوليتك، وتنتهك المبادئ، وتتصرَّف بمقاصد خطأ، وتكذب وتخدع، ما يؤدي إلى تهذيبك. لذلك، في حضور الله، لن تتحمل أبدًا أي عواقب لتحدُّثِكَ بصدق، لكن في حضور الشيطان وأضداد المسيح، يجب أن تكون أكثر حذرًا. هذا انعكاسٌ للقول المأثور: "الاقتراب من الملك بمثل خطورة الرقاد مع النمر"؛ فعندما تتحدث إليهم، عليك دائمًا أخذ مزاجهم بعين الاعتبار، ومراقبة تعابير وجههم وما إذا كانت ملامحهم متجهمة أو مرحةً، ثم تختار ما ستقوله ليوافق هواهم. على سبيل المثال، إذا قال أحد أضداد المسيح: "ألن تُمطِر السماء اليوم؟"، عليك أن تجيب: "تنبئ توقعات الطقس أنّها ستمطر اليوم". في الواقع، عندما يقول ضد المسيح إنها قد تمطر اليوم، فهذا لأنه لا يريد الخروج للقيام بواجبه. إذا قلت: "تنبئ توقعات الطقس أن الجو سيكون مشمسًا اليوم"، فسوف يغضب، وحينها سيتعيّن عليك أن تقول بسرعة: "آه، لقد أخطأتُ في الكلام. ستمطر اليوم". فيقول ضد المسيح: "أنت قلت للتو إنها لن تمطر. كيف تقول الآن أنها ستمطر؟"، وسيتعيّن عليك الرد: "لمجرد أن الجو مشمس الآن لا يعني أنه سيظلُّ على هذا النحو. كما قال القدماء: "للسماء عواصفها غير المتوقعة"، توقعات الطقس ليست دقيقة دائمًا، لكن حكمك عين الصواب!" عندما يسمع ضد المسيح هذا، سيُسَرُّ ويمدحك لكونك عاقلًا. هل يكون سلوككم الذاتي على هذا النحو؟ سبق لكم ذلك، أليس كذلك؟ هل أنتم قادرون على فعل ما يفعله أضداد المسيح في كثير من الأحيان، وهو عدم السماح للناس بالتحدث بصدق وتعذيب أي شخص يفعل ذلك؟ ألم تشاهدوا جميعًا دراما القصور؟ ما العلاقة بين الإمبراطور ووزرائه في البلاط؟ قد لا يكون من السهل التعبير عن علاقتهم بجملة واحدة، ولكن هناك ظاهرة واضحة فيما بينهم، وهي أن الإمبراطور لا يأخذ كلام أي أحدٍ على ظاهره، بل يحلل ويمحِّص كل ما يقوله وزراؤه، ولا يعتبره أبدًا كلامًا صادقًا. هذا هو مبدؤه في الاستماع إلى حديث وزرائه. أما بالنسبة إلى الوزراء، فيجب أن يكونوا ماهرين في الاستماع إلى المعاني غير المنطوق بها. على سبيل المثال، عندما يقول الإمبراطور: "ذكر رئيس الوزراء وانغ شيئًا اليوم"، وأشياء من هذا القبيل، يستمع الجميع إلى هذا ويفكرون: "يبدو أن الإمبراطور يريد ترقية رئيس الوزراء وانغ، لكنه يخشى أكثر ما يخشى أن يشكِّل الناس فصائل، ويسعوا لتحقيق مكاسب خاصة، ويتمرَّدوا، لذلك لا يمكنني دعم رئيس الوزراء وانغ علنًا. يجب أن أقف في المنتصف، لا أعارضه ولا أدعمه، حتى لا يتمكن الإمبراطور من تمييز نواياي الحقيقية – لكنني لا أعارض مشيئة الإمبراطور أيضًا". كما ترى، ففي أذهانهم حتى مجرد عبارة واحدة تنطوي على الكثير من التفكير، والكثير من التقلبات والمنعطفات الأكثر تعقيدًا من مسار الثعبان. يظلُّ المعنى الأساسي لما يقولونه بعيد المنال، يكتنفه الغموض. يستغرق الأمر سنوات من الخبرة المتراكمة لتحليل العبارات الصحيحة أو الخطأ، ويتعين عليك فك شفرة معناها المقصود بناءً على الطريقة التي يتصرفون ويتحدثون بها عادةً. باختصار، ليست في كلامهم عبارةٌ واحدةٌ صادقةٌ، وكل ما يقولونه أكاذيب. لكل شخصٍ في حواراته طريقته الخاصة في التحدث، سواءً كان من الرتب الدنيا أو الرتب العليا، وهم يتحدثون من وجهة نظرهم الخاصة، لكن ما يقولونه ليس له المعنى الحرفي الذي تسمعه أبدًا – إنه مجرد أكاذيب. كيف تنشأ الأكاذيب؟ نظرًا لأن الناس يضمرون مقاصد وأغراض ودوافع معينة في كلامهم وأفعالهم، فعندما يتحدثون، يتوخون الحذر في كلماتهم والمعاني المتضمنة في كلماتهم، ويُراوِغون في الحديث، ولديهم طريقتهم الخاصة في التحدث. هل يظلُّ كلامهم صادقًا لمجرد أن لديهم طريقتهم الخاصة في التحدث؟ كلا، ليس الأمر كذلك. تنطوي كلماتهم على معانٍ متراكبةٍ بعضها فوق بعض، وخليط من الحق والباطل – بعضه صحيح وبعضه خطأ – وبعضها يهدف إلى الخداع. وعلى أي حال، هم ليسوا صادقين. لنأخذ مثال رئيس الوزراء وانغ الذي ذُكِرَ توًا. شخص ما يعارض علنًا رئيس الوزراء وانغ في البلاط، ولا يتضح صواب معارضته أو خطؤها على الفور. عليك أن تنظر أبعد من ذلك. في المشهد التالي، يتناول ذلك الشخص الشراب في مكانٍ سريٍ للقاء في منزل رئيس الوزراء وانغ. يتضح أن الاثنين يعملان معًا. إذا اكتفيتَ بمشاهدة المشهد الذي يعارض فيه هذا الشخص رئيس الوزراء وانغ، فكيف يمكنك أن تعرف أن الاثنين يعملان معًا؟ لماذا عارضه؟ لتجنب الشك واستغلال هذا لحَمْل الإمبراطور على التخلي عن حذره، ما يمنعه من الشك في أنهما متواطئان. أليس هذا تكتيكًا؟ (بلى). هؤلاء الناس يعيشون في تلك الدائرة التي لا يجرؤون فيها على قول كلمة حق واحدة. ما دام قول الأكاذيب كلّ يوم أمرًا متعبًا إلى هذا الحد، فلماذا لا يُغادرون؟ إنهم حتى يزورون قبور خصومهم الذين ماتوا – ما خطب ذلك؟ إنهم ببساطة يحبون الصراع ضد الآخرين؛ فَهُم يَجدون الحياة مملة بدون صراع. إن لم يكن ثمة صراع، يعتقدون أن هذه الحياة رتيبة للغاية. لديهم كل هذا الكمّ من المخططات والمؤامرات في أذهانهم، لكن لا مجال لهم لاستخدامها، لذا يحتاجون إلى منافس للصراع ضده، لمعرفة من الأفضل، وحينها يشعرون أن لحياتهم قيمة. إذا مات خصومهم، يشعرون بفقدان المعنى في حياتهم. أخبرني، هل يمكن إصلاح مثل هؤلاء الناس؟ (كلا، لا يمكن). هذه هي طبيعتهم. هكذا هو نوع طبيعة أضداد المسيح: إنهم يتصارعون مع الآخرين ويتصارعون مع القادة والعاملين كل يوم. حتى إنهم يتصارعون مع الله، ويقولون الأكاذيب ويخدعون كل يوم، ويعطِّلون عمل بيت الله ويزعجونه، ولا يستطيعون الجلوس ساكنين للحظة. لا يمكنهم قبول الحق، مهما كانت كيفية عقد الشركة معهم عنه. مثل التنين العظيم الأحمر، لن يهدأ لهم بال حتى يُدَمَّروا تمامًا.
إن أضداد المسيح لا يحبون أولئك الذين يتحدثون بصدق، ولا يحبون الأشخاص الصادقين، ويستمتعون بالخداع والأكاذيب. إذًا، ما موقفهم تجاه الله؟ على سبيل المثال، ما موقفهم تجاه مطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين؟ أولًا، يحتقرون هذه الحقيقة. إن قدرتهم على ازدراء الأشياء الإيجابية يُعد أمرًا بالغ الدلالة حقًا على مشكلتهم، ويثبت بالفعل أن طبيعتهم خبيثة. ومع ذلك، فإن هذه ليست الصورة الكاملة أو الكلية. تعمقًا في الأمر، كيف يفهم أضداد المسيح مطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين؟ قد يقولون: "أن أكون شخصًا صادقًا، وأتحدث إلى الإله عن كل شيء، وأخبره بكل شيء، وأشارك كل شيء علنًا مع الإخوة والأخوات – ألا يعني ذلك فقدان كرامتي؟ إن هذا يعني أن أكون بلا كرامة، وبلا ذات، ولا خصوصية بالتأكيد. هذا فظيع؛ أي نوع من الحق هذا؟" أليسوا ينظرون إلى الأمر على هذا النحو؟ لا يحتقر أضداد المسيح كلام الله ومطالبته بالصدق في أعماق قلوبهم فحسب، بل قد يدينونه أيضًا. إذا كان بإمكانهم إدانته، فهل يمكن أن يكونوا أشخاصًا صادقين؟ كلا، بالتأكيد، لا يمكن أن يكونوا صادقين على الإطلاق. ما رد فعل أضداد المسيح عندما يرون بعض الناس يعترفون بأنهم كذبوا؟ يحتقرون مثل هذا السلوك ويسخرون منه من أعماق قلوبهم. إنهم يعتقدون أن الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا صادقين هم حمقى للغاية. أليس خبثًا منهم أن يُعَرِّفوا الأشخاص الصادقين على أنهم حمقى؟ (بلى). هذا خبث. إنهم يفكرون: "مَنْ يقول الحقيقة في مجتمع اليوم؟ يطلب منك الله أن تكون صادقًا، وأنت تحاول فعلًا أن تكون صادقًا – حتى إنك تتحدث بصدق عن مثل هذه الأمور. أنت حقًا أحمق بشكل لا يصدق!" إن الاحتقار الذي يشعرون به في أعماق قلوبهم تجاه الأشخاص الصادقين يثبت أنهم يدينون هذا الحق ويبغضونه، وأنهم لا يقبلونه ولا يخضعون له. أليس هذا هو خبث أضداد المسيح؟ من الواضح أن هذا الحق شيء إيجابي، وجانب من جوانب العيش بحسب الإنسانية الطبيعية التي يفترض أن تكون لدى الناس في سلوكهم الذاتي، لكن أضداد المسيح يدينونها. هذا خبث. في الكنيسة، غالبًا ما ينتهي الأمر ببعض الأشخاص إلى "التهذيب" من قِبَل قادة معينين؛ لأنهم يُبلغون عن المشكلات أو يصفون الحالة الحقيقية للأمور إلى الأعلى – أي أنهم يتعرضون للتعذيب. في بعض الأحيان، عندما يسأل الأعلى عن الوضع في الكنيسة، يبلغ بعض القادة عن الأشياء الإيجابية فقط ويهملون ذِكر الأشياء السلبية. وعندما يسمع بعض الناس أن تقارير هؤلاء القادة ليست واقعية، ويطلبون منهم قول الحقيقة، ينحِّيهم هؤلاء القادة جانبًا، ويمنعونهم من قول الحق. بعض الناس لا يقبلون طريقة أضداد المسيح في فعل الأشياء، ويفكرون: "بما أنك لا تتحدث بصدق، فلن أعاملك كقائد، وسأبلغ الأعلى بالحقيقة. أنا لا أخشى من أن يهذِّبني". لذا، يُبلغون الأعلى بأمانةٍ عن الوضع الحقيقي. عندما يفعلون ذلك، يكونوا قد أحدثوا ضجة كبيرة في الكنيسة. كيف ذلك؟ لأن هؤلاء الأشخاص كشفوا الحقائق عن أضداد المسيح أولئك – كشفوا الحالة الحقيقية للأمور. هل يقبل أضداد المسيح هذا؟ هل يمكنهم تحمله؟ لن يرحموا مطلقًا الأشخاص الذين أبلغوا عن المشكلة. ماذا يفعل أضداد المسيح؟ بعد فترة وجيزة، يدعون إلى اجتماع حول هذه المسألة، ويطلبون من الناس مناقشتها ويراقبون ردود أفعالهم. ولأن معظم الناس يتأثرون بسهولة، يأخذون الأمر في اعتبارهم ويفكرون: "لقد أبلغ شخص ما عن الحقائق، والآن هذا القائد في خطر. نحن لم نبلغ عما كان يحدث – إذا قرر الأعلى معاقبة هذا القائد، ألن يعتبرونا متورطين معه؟" لذا، يجد هؤلاء الأشخاص طرقًا للدفاع عن القادة، ونتيجة لذلك، يصبح الأشخاص الذين أبلغوا عن الحقيقة معزولين. وبهذه الطريقة، يتمكن أضداد المسيح من أن يفعلوا ما يحلو لهم، لأنه مهما يفعلون من أشياء شريرة، لا يجرؤ أحد على إبلاغ الوضع إلى الأعلى، وهكذا يحققون أهدافهم. لذا، فإن إبلاغ الوضع إلى الأعلى يمثِّل العديد من الصعوبات الفعلية بالنسبة إلى بعض الناس. إنهم يعرفون الحقائق، لكن أضداد المسيح يريدون دائمًا إسكاتهم. وبدافع الخوف والجبن، فإنهم يتنازلون، وبفعلهم ذلك، ألا يقعون ضحية لإكراه أضداد المسيح؟ في النهاية، ماذا تظنُّه سيكون شعور الأشخاص المتنازلين، بمجرَّد أن ينكشف أضداد المسيح هؤلاء ويُعفوا؟ هل يندمون على ذلك؟ (نعم، يندمون على ذلك). يشعرون بالسعادة والندم في الوقت نفسه، ويفكّرون: "لو كنت أعرف أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل، لما استسلمت. كان ينبغي عليَّ أن أستمر في كشفهم والإبلاغ عن مشكلاتهم إلى أن يُعفوا". لكن معظم الناس لا يستطيعون فعل ذلك؛ فَهُم جبناء للغاية.
يحب أضداد المسيح الخداع والأكاذيب ويزدرون الصدق؛ هذا هو أول مظهر واضح لطبيعتهم الخبيثة. كما ترى، يتحدث بعض الناس دائمًا بطريقة تجعل من الصعب على الناس استيعاب ما يقولون. أحيانًا تكون لجملهم بداية، ولكنها دون نهاية، وأحيانًا تجد لها نهاية ولكن لا بداية لها؛ فلا تدري مطلقًا ما يريدون قوله، ولا يحمل شيء مما يقولونه أي معنىً بالنسبة إليك. وإذا ما طلبت منهم تفسير كلامهم بوضوح فإنهم لا يفعلون ذلك. كثيرًا ما يستخدمون الضمائر في كلامهم. على سبيل المثال، ينقلون كلامًا ويقولون: "ذلك الشخص. امّْ، كان يفكر بأن، ثمَّ لم يكن الإخوة والأخوات..." وقد يمضون في هذا الكلام لساعات، ومع ذلك لا يعبرون عن مرادهم بوضوح، بل يتمتمون ويتلعثمون، ولا يُنهُون جُمَلَهم، وإنما يتفوهون ببعض الكلمات المنفردة غير المترابطة فيما بينها؛ بحيث يَدَعونك لا تدري شيئًا مما يقولون بعد سماعه، حتى إنك لتشعر بالقلق والعجز. والواقع أنهم درسوا كثيرًا، ويتمتعون بتعليم جيد؛ فلماذا إذًا يعجزون عن النطق بعبارة كاملة؟ تعتبر هذه مشكلةً في الشخصية؛ فهم مراوغون جدًا لدرجة أن قول الحق ولو قليلًا يتطلب مجهودًا كبيرًا، ولا يوجد تركيز في أي شيء يقوله أضداد المسيح؛ فهناك دائمًا نقطة بداية ولكن لا توجد نهاية؛ فهم يقذفون بنصف جملةٍ ويبتلعون نصفها الآخر، وهم دائمًا يستطلعون الموقف، لأنهم لا يريدونك أن تفهم قصدهم، بل يريدونك أن تخمّن. إن أخبروك مباشرةً فستدرك ما يقولون وتفهم قصدهم بالضبط، أليس كذلك؟ إنهم لا يريدون ذلك. فماذا يريدون؟ يريدون لك أن تحزر بنفسك، وهم سعداء إذْ يدَعونك تعتقد أن ما تخمّنه صحيح. وهم في تلك الحالة لم يقولوه، ومن ثم فإنهم لا يتحملون أي مسؤولية. وفضلًا عن ذلك، ما الذي يكسبونه عندما تخبرهم بتخمينك لمعنى كلامهم؟ تخمينك هو بالضبط ما يودّون سماعه، كما أنه يكشف لهم عن أفكارك وآرائك حول المسألة. ومن تلك النقطة، سيتحدثون على نحو انتقائي؛ حيث يختارون ما يقولون وما لا يقولون، وكيف يقولونه، ثم يُقْدِمون على الخطوة التالية في خطتهم. فكل جملة مختومة بفخ، وحينما تستمع إليهم، إنْ استمررتَ في إنهاء جُمَلِهِم فستكون قد وقعت في الفخ تمامًا. هل يُتعبهم أن يتحدثوا دائمًا على هذا النحو؟ شخصيتهم خبيثة؛ إنهم لا يشعرون بالتعب. إنه أمر طبيعي تمامًا بالنسبة إليهم. لماذا يريدون أن ينصبوا لك هذه الفخاخ؟ لأنهم لا يستطيعون معرفة آرائك بوضوح، كما يخشون أن تدرك قصدهم. وفي الوقت نفسه الذي يحاولون فيه منعك من فهمهم، يسعون هم إلى فهمك. إنهم يريدون أن يستخرجوا آراءك وأفكارك وأساليبك، وإذا ما نجحوا، تكون فخاخهم قد نجحت. يتلكأ بعض الناس بقولهم في كثير من الأحيان: "امّْ" و "آه"، وهم بذلك لا يعبرون عن وجهة نظر معيّنة، بينما يتباطأ آخرون بقولهم "أي" و"حسنًا..."، للتغطية على ما يفكرون به حقيقةً، وذلك باستخدامهم هذا بدلًا مما يودون قوله فعلًا. يَرِدُ في كل جملة العديد من الكلمات الوظيفية والظروف والأفعال المساعدة عديمة النفع. وإذا شئتَ أن تسجل كلماتهم وتدوِّنها، فستكتشف أن أيًّا منها لا يكشف آراءهم أو مواقفهم حول القضية؛ فكلماتهم جميعها تنطوي على مصايد وإغواءات وغوايات خفية. ما هذه الشخصية؟ (خبيثة). خبيثة جدًا! هل ينطوي ذلك على خداع؟ تسمّى هذه المصايد والغواية والإغراءات التي يصطنعونها بالخداع، وهذه صفة مشتركة في الجوهر الخبيث لأضداد المسيح. كيف تتجلّى هذه الصفة المشتركة؟ إنهم ينقلون الأخبار الجيدة وليست السيئة، ويتحدثون حصريًا بلغة مُرضية، وبتردد، ويخفون جزءًا من قصدهم الحقيقي، ويتكلمون بأسلوب مشوَّش ومبهم، وينطوي كلامهم على غواية. هذه جميعًا فخاخ ووسائل للخداع.
يُظهر غالبية أضداد المسيح هذه المظاهر ويتحدثون ويتصرفون بهذه الطريقة. هل يمكنكم تمييز هذا إذا تواصلتم معهم لفترة طويلة؟ هل يمكنكم رؤية حقيقتهم؟ أولًا، عليك أن تحدد ما إذا كانوا أشخاصاً صادقين أم لا. مهما طالبوا الآخرين بأن يكونوا أمناء ويتحدثوا بصدق، عليك أن ترى ما إذا كانوا هم أنفسهم أشخاصًا صادقين أم لا، وإذا كانوا يسعون جاهدين ليكونوا صادقين، وما وجهة نظرهم وموقفهم تجاه الأشخاص الصادقين. انظر ما إذا كانوا ينفرون من الأشخاص الصادقين ويزدرونهم ويميِّزون ضدهم في أعماق قلوبهم، أو إذا كانوا يريدون أيضًا أن يكونوا أشخاصًا صادقين في أعماقهم، لكن يجدون صعوبة وتحديًا في فعل ذلك، لذا لا يمكنهم تحقيقه. تحتاج إلى معرفة أي من هذه الأمور هو موقفهم. هل يمكنك تمييز هذا؟ قد لا تتمكن من فعل ذلك خلال فترةٍ قصيرةٍ من الزمن، لأنه إذا كانت أساليبهم المخادعة بارعة، فقد لا ترى حقيقتهم. لكن بمرور الوقت، سيتمكن الجميع من رؤية حقيقتهم؛ فلا يمكنهم إخفاء حقيقة أنفسهم إلى الأبد. هذا يشبه ما يقوله التنين العظيم الأحمر في كثير من الأحيان إنه "يخدم الشعب" و "يتصرف كخادمٍ للشعب". لكن مَنْ في الوقت الحاضر لا يزال يعتقد أنّه حزب الشّعب؟ من لا يزال يعتقد أنه يتخذ القرارات نيابة عن الناس؟ لم يعد أحد يصدق ذلك، أليس كذلك؟ في البداية، كانت لدى الشعب توقعات متفائلة، إذ اعتقدوا أنه مع الحزب الشيوعي ستتحسن مصائرهم وأنهم سيكونون سادةً، وأن الحزب سيخدم الشعب وسيعمل كموظف عام لهم. لكن في الوقت الحاضر، من لا يزال يصدق كلماته الشيطانية؟ وكيف يقيِّمه الناس الآن؟ لقد أصبح عدوًّا عامًا للشعب. إذًا، كيف تحول الحزب من خادم الشعب إلى عدو الشعب؟ من خلال أفعاله، وبمقارنة أفعاله بأقواله، اكتشف الناس أن جميع الأشياء التي قالها كانت مجرد أكاذيب خادعة وأباطيل وكلمات تهدف إلى التغطية على مساوئه. كان ينطق بألطف الكلمات وقعًا، لكن يفعل أسوأ الأشياء. أضداد المسيح هكذا أيضًا. على سبيل المثال، يقولون للإخوة والأخوات: "يجب أن تقوموا بواجباتكم بإخلاص – لا تسمحوا للخبائث الشخصية بإفسادها". لكن فكِّر في الأمر، هل يتصرفون هم أنفسهم بهذه الطريقة؟ عندما تقترح عليهم شيئًا ما، وبمجرد أن تكشف عن رأيك بعض الشيء، لن يوافقوا عليه أو يقبلوه. وعندما تتعارض مصالحهم الشخصية مع واجباتهم أو مع مصالح بيت الله، فإنهم يقاتلون من أجل كل شبر من المنفعة، ولا يتنازلون عن شبرٍ واحدٍ. فكر في سلوكهم، ثم قارنه بما يقولونه. ماذا تلاحظ؟ تبدو كلماتهم لطيفة ولكنها كلها أباطيل تهدف إلى خداع الناس. عندما يخططون ويقاتلون من أجل مصالحهم، فإن سلوكهم، وكذلك مقاصدهم ووسائلهم وطرق تصرفهم، تكون كلها حقيقية – ولا تكون مزيفة. بناءً على هذه الأشياء، يمكنك كسب بعض القدرة على تمييز أضداد المسيح.
يحب أضداد المسيح الأكاذيب والخداع – ماذا يحبون أيضًا؟ إنهم يحبون التكتيكات والمخططات والمؤامرات. إنهم يعملون وفقًا لفلسفة الشيطان، ولا يطلبون الحق أبدًا، ويعتمدون تمامًا على الأكاذيب والخداع ويستخدمون المخططات والمؤامرات. مهما بلغ وضوح شركتك عن الحق، وحتى إن هزوا رؤوسهم إقرارًا، فلن يتصرّفوا وفقًا لمبادئ الحقّ. وبدلًا من ذلك، سيجهدون أدمغتهم بالتفكير في المخططات والمؤامرات وسيتصرفون باستخدامها. لا يهم مدى وضوح شركتك عن الحق، إذ يبدو أنهم لا يستطيعون فهمها؛ فهم ببساطة يفعلون الأشياء كما هم مستعدون لفعلها، وبالطريقة التي يريدونها، وبأي طريقةٍ تخدم مصلحتهم الذاتية. يتحدثون بسلاسة، ويخفون حقيقتهم ووجههم الحقيقي، ويضللون الناس ويخدعونهم، وعندما ينخدع الآخرون بذلك، يَسْعَدُون، وتكون طموحاتهم ورغباتهم قد تحققت. هذه هي طريقة أضداد المسيح الثابتة ونهجهم. أما بالنسبة إلى الأشخاص الصادقين الذين هم صريحون في كلامهم، والذين يتحدثون بصدق ويعقدون الشركة بصراحة عن سلبيتهم وضعفهم وحالاتهم المتمردة، والذين يتحدثون من القلب، فإن أضداد المسيح ينفرون منهم في باطنهم ويميزون ضدهم. إنهم يحبون الأشخاص الذين يتحدثون بطريقة ملتوية ومخادعة ولا يمارسون الحق، كما يفعلون هم. وعندما يصادفون مثل أولئك الأشخاص، يشعرون بالفرح في قلوبهم، كما لو أنهم وجدوا شخصًا مثلهم، فلا يعودوا قلقين من أن يكون الآخرون أفضل منهم أو يكونوا قادرين على تمييزهم. أليس هذا مظهرًا من مظاهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح؟ ألا يثبت ذلك أنهم خبثاء؟ (بلى). لماذا يمكن أن توضِّح هذه الأمور أن أضداد المسيح خبثاء؟ الأشياء الإيجابية والحق هي ما ينبغي أن يحبه أي مخلوق عقلاني ذو ضميرٍ. لكن في حالة أضداد المسيح، فإنهم ينظرون إلى هذه الأشياء الإيجابية على أنها طوق في رقابهم وشوكةٌ في خواصرهم، وأي شخص يلتزم بها أو يمارسها يصبح عدوًا لهم، وهم يكونون عدوانيين تجاه مثل هؤلاء الأفراد. ألا يشبه هذا طبيعة عدوانية الشيطان تجاه أيُّوب؟ (بلى). إنها الطبيعة نفسها، وشخصية الشيطان نفسها، والجوهر نفسه. تنبع طبيعة أضداد المسيح من الشيطان، وينتمون إلى فئة الشيطان نفسها. لذا، فإن أضداد المسيح في تحالف مع الشيطان. هل في هذه العبارة مبالغة؟ كلا، على الإطلاق؛ إنها صحيحة تمامًا. لماذا؟ لأن أضداد المسيح لا يحبون الأشياء الإيجابية. إنهم يستمتعون بالانخراط في الخداع، ويحبون الأكاذيب، والمظاهر الوهمية، والتظاهر. إذا كشف شخص ما وجههم الحقيقي، فهل يمكنهم الخضوع وقبول الأمر بفرح؟ ليس الأمر أنهم لا يستطيعون قبول الأمر فحسب، بل أيضًا ينهالون عليه بالسباب. الأشخاص الذين يقولون الحق أو يكشفون وجههم الحقيقي يُثيرون ثائرتهم ويجعلونهم يستشيطون غضبًا. على سبيل المثال، قد يكون واحدٌ من أضداد المسيح ماهرًا جدًا في التظاهر. ينظر إليه الجميع على أنه شخص صالح: محب، وقادر على التعاطف مع الناس، وقادر على فهم المصاعب التي يواجهها الآخرون، وغالبًا ما يكون داعمًا ونافعًا للضعفاء والسلبيين. ومتى يواجه الآخرون أي مصاعب، يكون قادرًا على إظهار المراعاة لهم ويتحملهم. ضد المسيح هذا يكون في قلوب الناس أعظم من الله. وفيما يتعلق بهذا الشخص الذي يتقمص الفضيلة، إذا كشفتَ عن تظاهره واحتياله، وإذا أخبرته بالحقيقة، فهل يمكنه قبولها؟ ليس الأمر أنه لن يقبلها فحسب، بل سيبدأ في تكثيف تظاهره واحتياله. أخبرني، إذا كشفتَ احتيال الفريسيين عندما حملوا كتبهم إلى زوايا الشوارع للصلاة وقراءتها ليستمع إليها الآخرون، فأخبرتهم أنهم يفعلون ذلك لمجرد الاستعراض، فهل كانوا سيعترفون بما قلته؟ هل كانوا سيقبلون ذلك بكل سرور؟ هل كانوا سيتأملون في كلماتك؟ هل كانوا سيعترفون بأن ما كانوا يفعلونه احتيال وخداعٌ؟ هل يمكنهم التأمل والتوبة وعدم التصرف بهذه الطريقة مرة أخرى؟ كلا، بالطبع. إذا واصلت حديثك قائلًا: "أفعالك تُضلِّل الناس وستذهبُ إلى الجحيم وتعاقب"، ألست بذلك تقول الحقيقة؟ (بلى). إنه قولٌ للحقيقة. هل سيقبل ذلك؟ لا، سيثور على الفور ويقول: "ماذا؟ أتقول إنني سأذهب إلى الجحيم وأُعَاقَب؟ يا للسخف! أنا أؤمن بالإله، وليس بك! كلماتك لا تعني شيئًا!" هل ينتهي الأمر هنا؟ ماذا سيفعل بعد ذلك؟ سيواصل حديثه قائلًا: "لقد سافرت شرقًا وغربًا، وبشرت الكثير من الناس بالإنجيل، وأثمرتْ جهودي كثيرًا، وحملتُ الكثير من الصلبان، وعانيتُ كثيرًا في السجن – أيها الطفل، عندما بدأتُ في الإيمان بالرب كنتَ لا تزال في رحم أمك!" طبيعته كُشِفَت، أليس كذلك؟ ألا يعظ بالصبر والتسامح – فلماذا لا يتسامح مع هذه المسألة الصغيرة؟ لماذا لا يتسامح معها؟ لأنّك قد قلتَ الحقيقة، وفضحت أمره، وأنه بلا غاية. هل ما زال بإمكانه التسامح مع هذا؟ إذا لم يكن ضدًا للمسيح، إذا كان على طريق أضداد المسيح ولكنه قادر على قبول الحق، ويُظْهِرُ أيضًا مظهرًا من مظاهر الاحتيال، فماذا سيفعل إذا كشفتَ عن احتياله؟ قد لا يتأمل في نفسه على الفور، وقول إنه يفعل ذلك قد يبدو غير واقعي وأجوف. إلا إن رد فعل معظم الأشخاص الطبيعيين على سماع هذا هو أنهم يعانون من ألم لاذع في قلوبهم. ماذا يعني هذا الألم اللاذع؟ إنه يعني أنهم تأثروا بما سمعوه؛ ولم يتوقعوا أن يجرؤ شخص ما على التصرف بهذا التهور، وقول الحقيقة، وإدانتهم بهذه الطريقة في وجوههم – هذه الكلمات هي شيء لم يتوقعوه ولم يسمعوه من قبل. علاوة على ذلك، لديهم حس بالخزي ويريدون حفظ ماء وجوههم. عندما يمعنون التفكير فيما قلته لهم بشأن أن وقوفهم عند زوايا الشوارع للصلاة وقراءة الكتب هو إضلالٌ للناس، وبعد فحصهم لأنفسهم، يكتشفون أن فعلهم ذلك كان بالفعل ليستعرضوا أمام الناس مدى إخلاصهم ومدى حبهم للرب ومدى مقدرتهم على المعاناة، وأن هذا احتيال، وأن ما قلته حقيقي. يكتشفون أنهم إذا استمروا في التصرف بهذه الطريقة، فلن يتمكنوا من أن يُرُوا وجوههم للآخرين. لديهم حسًا بالخزي، وبهذا الحس بالخِزي، قد يكونون قادرين على كبح جماح أنفسهم إلى حد ما ووقف أفعالهم الشريرة أو تصرفاتهم الوقحة التي تُفْقِدُهم ماء وجوههم. ما معنى أن يتوقفوا عن التصرف بهذه الطريقة؟ هذا ينطوي على لمحةٍ من التوبة. ليس من المؤكد أنهم سيتوبون بالتأكيد، ولكن على الأقل ثمة احتمال أن يتوبوا، وهو أمر أفضل بكثير مما لدى أضداد المسيح والفريسيين. لماذا هو أفضل؟ لأن لديهم ضميرًا وحسًا بالخزي، فكلمات الآخرين الكاشفة تلسع قلوبهم. وعلى الرّغم من أنّهم قد يخجلون ويشعرون بجرح كرامتهم، فهم يستطيعون على الأقلّ الاعتراف بأنّ هذه الكلمات صحيحة. حتى لو كانوا غير قادرين على حفظ ماء وجوههم، فهم اعترفوا في أعماقهم بتلك الكلمات بالفعل وخضعوا لها، وقبلوها بالفعل. فيمَ يختلف عنهم أضداد المسيح؟ لماذا نقول إن أضداد المسيح خبثاء؟ يكمن خبث أضداد المسيح في حقيقة أنهم عندما يسمعون شيئًا صحيحًا، فلا يكونوا غير قادرين على قبوله فحسب، بل على العكس من ذلك، يكرهونه. علاوة على ذلك، يلجؤون إلى طرقهم الخاصة، فيبحثون عن الأعذار والأسباب ومختلف العوامل الموضوعية للدفاع عن أنفسهم وتفسير سبب ما يفعلونه. ما الغرض الذي يهدفون إلى تحقيقه؟ إنهم يهدفون إلى تحويل الأشياء السلبية إلى أشياء إيجابية والأشياء الإيجابية إلى أشياء سلبية – إنهم يريدون عكس الوضع. أليس هذا خبثًا؟ إنهم يفكرون: "مهما كنت على صوابٍ، أو مهما توافقت كلماتك مع الحق، هل يمكنك الصمود أمام كلامي المعسول؟ على الرغم من أن جميع الكلمات التي أقولها كذب بشكل واضح، وهي خادعة ومضللة، سأظل أنكر ما تقوله وأدينه". أليس هذا خبثًا؟ بالفعل، هذا خبث. هل تعتقد أن أضداد المسيح، عندما يرون أشخاصًا صالحين، لا يعتبرونهم صادقين في قلوبهم؟ إنهم يعتبرونهم أشخاصًا صادقين وساعين إلى الحق، ولكن ما تعريفهم للصدق والسعي إلى الحق؟ إنهم يعتقدون أن الأشخاص الصادقين حمقى، وينفرون من السعي إلى الحق ويبغضونه ويظهرون تجاهه العدوانية. إنهم يعتقدون أنه زائفٌ، وأنه لا يمكن لأحد أن يكون أحمق لدرجة التخلي عن كل شيء في سبيل السعي إلى الحق، وقول أي شيء لأي شخص، وائتمان الله على كل شيء، فلا يوجد أحد بهذه الحماقة. إنهم يشعرون بأن كل هذه الأفعال زائفة، ولا يؤمنون بأي منها. هل يؤمن أضداد المسيح بأن الله قدير وبار؟ (لا يؤمنون بذلك). لذا، يرسمون علامات استفهام على كل هذه الأشياء في أذهانهم. ما المعنى المتضمن هنا؟ كيف نفسر كومة علامات الاستفهام هذه؟ ليس الأمر أنهم يشككون في هذا أو يرتابون فيه فحسب؛ بل في النهاية ينكرونه أيضًا ويهدفون إلى عكس الوضع. ما الذي أعنيه بعكس الوضع؟ إنهم يفكرون: "ما فائدة أن تكون عادلًا إلى هذا الحد؟ إذا تكررت الكذبة ألف مرة، فإنها تصبح حقيقة. وإذا لم يقل أحد الحقيقة، فهي ليست الحقيقة ولا فائدة منها – إنها مجرد كذبة!" أليس هذا تشويهًا للصواب والخطأ؟ هذا هو خبث الشيطان – تحريف الحقائق وتشويه الصواب والخطأ – هذا هو ما يحبونه. يتفوق أضداد المسيح في التظاهر والخداع. وما يتفوقون فيه متأصل في جوهرهم بالطبع، وما هو متأصل في جوهرهم هو بالضبط ما في جوهر طبيعتهم. حتّى أكثر من ذلك، إنّه ما يتوقون إليه ويحبّونه، وهو أيضًا قاعدة بقائهم على قيد الحياة في العالم. إنهم يؤمنون بأقوال مثل "يموت الصالحون في ريعان الشباب، والأشرار يطول بهم العمر"، و"اللهم نفسي، وليبحث كل امرء عن مصلحته فقط"، و"مصير المرء في يديه"، و"الإنسان سينتصر على الطبيعة"، وما إلى ذلك. هل تتوافق أي من هذه العبارات مع الإنسانية أو القوانين الطبيعية التي يمكن للناس العاديين استيعابها؟ ولا واحدة منها. فكيف يمكن لأضداد المسيح أن يكونوا مولعين بهذه الأقوال الشيطانية للشيطان، بل ويتخذونها شعارات لهم؟ لا يسع المرء إلا أن يقول إن سبب هذا أنّ طبيعتهم خبيثة للغاية.
كان هناك قائد كنيسة معين كنتُ على تواصلٍ معه عدة مرات على مدار عام تقريبًا. التقينا في عدة مناسبات، لكن محادثاتنا كانت محدودة لأنه لم يكن من النوع الذي يتحدث بحرية. ما معنى هذه العبارة – "لم يكن من النوع الذي يتحدث بحرية"؟ تعني أنه لم يكن يقول الكثير حتى عندما تَطْرَحُ عليه أسئلة. لكن هل كان هكذا في تفاعلاته مع الآخرين في الكنيسة؟ ثمة موقفان محتملان. مع أولئك الذين يتفقون معه في الرأي، كان لديه الكثير ليقوله، لكن مع أولئك الذين لم يتفقوا معه في الرأي، كان يتوخى الحذر ويتحدث بحرية أقل. في وقت لاحق، أجْمَلْتُ أنه خلال تفاعلاتي معه، تحدث بما مجموعه خمس عبارات تظاهر بأنها "كلاسيكية". لم يكن يتحدث بحرية، وعندما كان يقول شيئًا كان يصبح عبارة "كلاسيكية". أي نوع من الأشخاص هذا؟ هل يمكننا أن نسميه "شخصًا متميزًا"؟ من الطبيعي جدًا أن يتواصل معي قادة الكنيسة أو عامِلُوها وأن يناقشوا أمورًا، أليس كذلك؟ لكن كان هذا الشخص فريدًا. قال خمس عبارات فقط، خمس عبارات تظاهر بأنها "كلاسيكية" بشكل لا يصدق. استمع إلى ما يجعل هذه العبارات "كلاسيكية" إلى هذه الدرجة. كل عبارة من عباراته لها سياقها الخاص وقصة صغيرة وراءها. دعونا نبدأ بمنشأ عبارته الأولى.
في الكنيسة التي يقودها هذا القائد، كان هناك شخص شرير ارتكب العديد من الأشياء السيئة وأزعج عمل الكنيسة. رأى الجميع أنه كان شخصًا شريرًا، لذلك بدأوا في عقد شركة حوله ومناقشة أمره. إن كان سَيُطْرَد ويُبعَد، فسيتعين تقديم إشعار عنه في الكنيسة، حتى يعرف الجميع الأشياء السيئة التي ارتكبها ولماذا وُصِفَ شخصًا شريرًا وأُبْعِدَ. مع أن بعض الأشياء السيئة التي ارتكبها الشخص الشرير كانت تنكشف، فإن هذا القائد، الذي لا يتحدث كثيرًا عادة، تحدث وقال: "لقد كان حسن النية". ماذا كان رأيه في ارتكاب ذلك الشخص الشرير لتلك الأشياء السيئة وإزعاجه لعمل الكنيسة؟ "كان الزميل حسن النية". كان يعتقد أن الأشياء السيئة التي يرتكبها الشخص السيئ تتماشى مع الحق، طالما كان ذلك الشخص حسن النية؛ فبالنسبة إليه، بغض النظر عن طبيعة أفعال ذلك الشخص، سواء كانت جيدة أو سيئة، أو عواقب أفعاله، طالما أنه حسن النية، فحتى التعطيلات والإزعاجات التي يسببها تتماشى مع الحق. "لقد كان حسن النية". كانت هذه هي العبارة الأولى التي قالها هذا القائد. هل سبق لكم أن سمعتم مثل هذا الكلام؟ من الواضح أن الشخص الشرير يفعل الشر، ومع ذلك يقول شخص ما إن ذلك الشخص كان يضمر نوايا حسنة في أثناء ارتكابه تلك الأشياء السيئة. هل جميع الناس لديهم تمييز لهذه العبارة؟ أعتقد أن هذه العبارة قد تضلل بعض الناس؛ لأن غالبية الناس يعتقدون أنه طالما أن شخصًا ما حسن النية، فلا ينبغي التعامل معه، وأنه إذا ارتكب شخص ما شيئًا سيئًا بنوايا حسنة، فإنه لا يفعل الشر عن قصد. بعد أن أثار القائد بعض الناس وأضلَّهم بهذا، كان من الممكن أن يتخذوا صفَّ القائد، ويبدؤوا في التعاطف مع الشخص الشرير. لو لم يضلل هذا القائد غالبية الناس، لكانوا فهموا هذا الأمر بشكل صحيح واعتقدوا أنه ينبغي طرد الشخص الشرير وابعاده لفعله الشر. ومع ذلك، بعد إثارة بعض الناس وتضليلهم من قِبل هذا القائد، فكَّروا: "لقد كان حسن النية، وهذا منطقي. في بعض الأحيان نكون هكذا أيضًا. إذًا، إذا ارتكبنا شيئًا سيئًا بنوايا حسنة، فهل سنُخْرَجُ ونُبْعَد؟" ونتيجة لذلك، اتخذوا صف هذا القائد. لماذا؟ كانوا يفكرون في مستقبلهم هم. ألم يكن من السهل على الناس قبول العبارة التي قالها هذا القائد؟ ما عواقب قبولهم لها؟ لقد تكونت لديهم شكوكٌ حول الله، وحول شخصيته البارة وحول مبادئه في فعل الأشياء. تكونت لديهم شكوكٌ حول مبادئ بيت الله في فعل الأشياء، وأثاروا علامات استفهام حولها، ثم أدانوها. كانوا يضمرون هذه الشكوك في قلوبهم. في الواقع، لم يُبْعَد هذا الشخص الشرير لأنه فعل شيئًا سيئًا واحدًا. في بيت الله، لا يُبْعَدُ أي شخص لمجرد أنه ارتكب خطأً عرضيًا، بغض النظر عما إذا كان يقوم بعمل يدوي أو واجب خاص أو واجب ينطوي على مهارات فنية؛ فجميع هؤلاء يخضعون لتوصيف مشترك فيما بين قادة الكنيسة والإخوة والأخوات لسلوكهم المستمر، ثم يتم التعامل معهم. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يتكاسل دائمًا عندما يفترض به أن يعمل، ويختلق الأعذار لتجنب العمل، فهل من المناسب إبعاده بناءً على هذا السلوك؟ (نعم، هذا مناسب). هذا صحيح، هذا مناسب. على سبيل المثال، إذا كُلِّفتَ بالتنظيف، لكنك كثيرًا ما تأكل بذور دوار الشّمس، وتشرب الشّاي، وتقرأ الجرائد، وترمي قشور بذور دوار الشّمس في كل مكانٍ بإهمالٍ، ألستَ هكذا تُهْمِل مسؤولياتك؟ ليس الأمر أنك لا تُنَظِّف فحسب، بل تُحْدِثُ فوضى أيضًا، ما يعني أنك تهمل مسؤولياتك. إذا كنت غير كفء في عملك، فهذا يتماشى تمامًا مع المبادئ التي تقتضي إبعادك، وينبغي ألا تجادل في ذلك. ومع ذلك، ادعى قائد الكنيسة هذا أن الشخص كان حسن النية، ما ضلل الناس. بعد أن أثار القائد الناس وضللهم هكذا، حذا بعضهم حذوه، وتوصلوا إلى إجماع. لكن أين وضعوا الله ومبادئ الحقّ عندما تصرّفوا بهذه الطّريقة؟ أصبحوا كالعائلة، يتحدثون عن "كنيستنا" و"بيت الله الخاص بنا". ما تعريف "الكنيسة" و"بيت الله"؟ هل يمكن أن يقوم بيت الله حيث لا يوجد الله؟ (كلا). إذا لم يكن الله في مكان ما، فهل يمكن أن توجد كنيسة أو تنشأ هناك؟ (كلا، لا يمكن). إذًا، ماذا تعني كلمة "الخاص بنا" التي قالوها؟ تعني أنهم انفصلوا عن الله. أصبحت الكنيسة كنيسة هذا القائد المشوش، وأصبح سيد الكنيسة، بينما شكل أولئك المدعوون بالإخوة والأخوات والأشخاص المشوشون عصابة معه وتصرفوا كأقارب له. أبعدوا أنفسهم عن الله، وهكذا اتخذ الله دورًا خارج "بيت الله". كانت هذه هي العواقب التي تَبَدَّت عندما نطق هذا القائد بتلك العبارة الأولى في ظل هذه الظروف. استحسنه الجميع للغاية، مفكرين: "قائد كنيستنا عادل، وهو مُرَاعٍ لنا، ويتسامح مع نقاط ضعفنا، بل ويتحدث دفاعًا عنا. عندما نرتكب الأخطاء، يكشفنا الله دائمًا ويهذِّبنا، لكن قائدنا يحمينا دائمًا، تمامًا مثل الدجاجة الأم التي تحمي فراخها. في كنفه، لن نعاني أي مظالم". كان الجميع ممتنين له. كانت هذه هي عواقب العبارة الأولى التي قالها هذا القائد.
لنكمل حديثنا بالعبارة الثانية التي قالها هذا القائد. كانت هناك بعض الأعمال المتعلقة بالشؤون الخارجية في الكنيسة التي لم يستطع معظم الناس أداءها أو كانوا مشغولين للغاية بواجباتهم ولم يتمكنوا من أن يقوموا بها. كان هناك بعض المؤمنين اسمًا فقط الذين كانوا بارعين في التعامل مع الأمور الخارجية، لذلك خصص بيت الله بعض المال لجعل شخص من هذا القبيل يتولى هذه المهام، وأحيانًا كان بيت الله ينفق أكثر قليلًا ليجعله يتعامل مع عدد لا بأس به من المهام نيابة عن بيت الله. أخبرني، هل يُعَدُّ انتهاكًا لمبادئ بيت الله إنفاق 200 يوان إضافية للتعامل مع أمور كهذه؟ كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع تلك الأمور، وقد أسفرت عن نتائج جيدة، لذا كان يتم التعامل مع تلك الأمور بها. إن منح هذا الشخص 200 يوان إضافية يسَّر لبيت الله التعامل مع هذه الأمور، وتم علاج العديد من المشكلات. هل كان الأمر يستحق إنفاق 200 يوان إضافية؟ (كان الأمر يستحق ذلك). كان الأمر يستحق تمامًا. كان من المناسب فعل الأشياء بهذه الطريقة. إذا أعطى بيت الله تلك الـ 200 يوان إلى شخص لا يستطيع التعامل مع تلك المهام، فسيكون ذلك إهدارًا فحسب. إعطاؤه تلك الـ 200 يوان يعني أنه يمكن أداء تلك المهام بشكل جيد – فهل كان التعامل مع الأمور بهذه الطريقة يتماشى مع مبادئ بيت الله؟ (كان يتماشى مع المبادئ). إذًا، هل كان عدم النقاش في هذا الأمر أو نقله للإخوة والأخوات يتماشى مع المبادئ؟ (كان يتماشى مع المبادئ). هل يحق للأعلى التعامل مع الأمور بهذه الطريقة؟ (نعم). نعم، هذا مؤكد. لكن قائد الكنيسة قال: "قال الإخوة والأخوات أن 200 يوان أخرى قد قُدِّمَت إلى ذلك الشخص…أنا فقط أسأل عن هذا الأمر نيابة عن الإخوة والأخوات؛ فهم لا يفهمون هذا المبدأ، ونريد أن نطلب معرفة كيفية عقد الشركة حول هذا الجانب من الحق". تحدث بجملٍ غير مكتملةٍ فحسب. كانت هذه هي عبارته الثانية. من الواضح أنّ هذه العبارة كانت سؤالًا، بمعنى: "أنت تقول إنّ كلّ ما تفعله يتماشى مع المبادئ، لكن هذا الأمر ليس كذلك، وبعض الإخوة والأخوات لديهم آراء ومفاهيم حوله، لذلك يجب أن أسألك عن ذلك نيابةً عنهم. كيف تفسر هذا الأمر؟ أعطني تفسيرًا". هذا سؤال، أليس كذلك؟ الآن، تفضَّلوا بتحليل عدد الرسائل التي تتضمنها هذه العبارة – ماذا تكون وجهة نظركم عندما تسمعون شيئًا مثل هذا؟ كيف ترون هذا الشخص بناءً على هذا الأمر؟ (يا الله، تضمَّنَت عبارته هذه نبرة استجوابٍ. كان يستجوب الله. في الواقع، كانت لديه مفاهيمه الخاصة عن هذا الأمر. لم يعبر عن أفكاره الحقيقية الخاصة به، وبدلًا من ذلك قال إن الإخوة والأخوات هم الذين لا يستطيعون قبول قرار الأعلى، وأن لديهم آراء حوله. بصفته قائد كنيسةٍ، كان يتعيَّن عليه، حينما تكوَّنت لدى الإخوة والأخوات مفاهيم، أن يعقد الشركة معهم عن الحق لعلاج هذه المشكلة، ولكن ليس أنه لم يعالجها فحسب، بل جاء ليستجوب الله بهذه المفاهيم. هناك شخصية مخادعة وخبيثة بداخله). ذُكِرَت نقطتان: الأولى هي أنه كان يستجوب الأعلى، والأخرى هي حقيقة أنه كانت بداخله مفاهيم بالفعل، لكنه قال: "الإخوة والأخوات لا يفهمون المبادئ، ويريدون طلبها". هل ثمة مشكلة في هذه العبارة؟ هل كان الإخوة والأخوات بتلك الأهمية بالنسبة إليه؟ بما أنه اعتبر دخول الإخوة والأخوات في الحياة أمرًا مهمًا إلى هذا الحد، فعندما تكونت لديهم مثل هذه المفاهيم القوية، لماذا لم يعالجها؟ ألم يكن بذلك مقصِّرًا في مسؤولياته؟ كان مقصِّرًا. لم يعالج المشكلة، بل وحمل مفاهيم الإخوة والأخوات معه بلا خجل ليستجوب الأعلى. إذًا، أي جدوى كانت تُرجى منه؟ ما الذي جعله قادرًا على الاستجواب؟ ألم تكن لديه هو أيضًا مفاهيم؟ ألم تكن لديه هو أيضًا أفكار حول قرار الأعلى؟ ألم يشعر هو أيضًا بأن هذه المسألة قد تم التعامل معها بشكل غير مناسب؟ لم يكن هو مَنْ أُنْفِقَت عليه تلك الـ 200 يوان، لذلك شعر بأنه فاتته الفرصة، أليس كذلك؟ لقد فكَّر: "كان ينبغي أن أتلقى تلك الـ 200 يوان الإضافية، نحن نستحقها. ذلك الرجل عديم الإيمان، لا ينبغي أن يحصل عليها. نحن نؤمن حقًا بالإله ونحن شعب بيت الإله، وهو ليس كذلك". أليس هذا ما قَصَدَهُ؟ (بلى). هذا هو بالضبط ما كان يقصده. ولم يقل هذا مباشرة؛ لقد تلعثم فيه. بعد سماع هذا، هل فهمتم الأمر أم لا؟ ما وجهة نظركم حول مسألة إنفاق المال هذه؟ يمكن لمعظم الناس فهم هذه المسألة البسيطة. بالنظر إلى العمل الهائل لبيت الله، هل كان على هذا القائد حقًا أن يلاحظ إنفاق 200 يوان إضافية؟ إلى جانب ذلك، لم يأتِ المال من جيبه، فلماذا تضايقَ بشدة حيال ذلك؟ ألم يشعر بالحسد فحسب عند رؤية الآخرين أشخاصًا صالحين؟ أليس هذا ما قَصَدَهُ؟ هل أنتم قادرون على فهم ما شرحته لكم للتو؟ هل هناك أي منكم لا يتفق، ويقول: "لا! إنفاق 200 يوان إضافية دون علمنا – إنه لأمر فظيع ألَّا يكون لنا الحق في معرفة ذلك. أليس هذا إهدارًا لتَقْدِمَات بيت الله؟" ما مفهوم بيت الله؟ ما مفهوم التَقْدِمَات؟ دعني أقل لك أن التَقْدِمَات لا تنتمي إلى الجميع، ولا تنتمي إلى الإخوة والأخوات؛ فلو وُجِدَ الإخوة والأخوات فحسب ولم يوجد الله، لما دُعِيَ المكانُ بيت الله. أن يظهر الله ويعمل، وأن يدعو الناس أمامه ويؤسس الكنيسة – ذاك هو بيت الله. عندما يقدم الإخوة والأخوات عشورًا، فهم لا يقدمونها لبيت الله، ولا للكنيسة، وبالتأكيد لا يقدمونها لأي فرد؛ وإنما يقدِّمون هذه العشور لله. بعبارةٍ أوضح، يُعْطَى ذلك المال إلى الله؛ فهو ملكيته الخاصة. ما المعنى الضمني لملكيِّته الخاصة؟ أنه يحق لله تخصيصها كما يشاء، وأن القائد لم يكن مؤهلًا للتعامل معها. دعني أخبرك أن طرح الأسئلة والرغبة في طلب الحق بسبب هذا الأمر كان مفرطًا بعض الشيء وغير ضروري؛ بل إن ذلك كان زيفًا وتظاهرًا منه! كانت هناك العديد من الأمور المهمة التي لم يطلب هذا القائد الحقَّ بشأنها، ومع ذلك اختار طَلَبَهُ في هذا الأمر. لماذا لم يتعامل مع ذلك الشخص الشرير؟ لماذا لم يطلب، قائلًا: "لقد أظهر هذا الشخص بعض مظاهر فعل الشر؛ وجميع الإخوة والأخوات متقززون منه. ألا ينبغي أن أتعامل مع هذا؟" لم يسأل القائد عن ذلك؛ كان أعمى تمامًا عن هذا الشخص الشرير. أليست هذه مشكلة؟ ماذا كانت العبارة الأولى التي قالها هذا القائد؟ (لقد كان حسن النية). "لقد كان حسن النية". انظر كيف كان هذا الزميل "محبًا للخير"؛ يا له من منافق! كان خبيثًا، ومع ذلك كانت كلماته مليئة بحب الخير والأخلاق؛ كان العسل في كلامه، ولكن في قلبه الخناجر، ولم يتصرف كالإنسان. ماذا كانت عبارته الثانية؟ "أعطى بيت الله 200 يوان إضافية لشخص ما لإكمال مهمةٍ ما. أريد أن أطلب نيابةً عن الإخوة والأخوات معرفة كيف ينبغي لنا فهم المبدأ في هذا الأمر واستيعابه". لقد صِغْتُ هذا الكلام كعبارةٍ كاملةٍ؛ فهو بالطبع لم يقل ذلك بهذه الطريقة، بل تحدث بتردد، ما صعَّبَ فهم ما كان يعنيه. هكذا كان يتحدث بالضبط. كانت هذه هي العبارة الثانية التي قالها ذلك القائد.
استمعوا الآن إلى العبارة الثالثة التي قالها ذلك القائد. كان الجميع يعملون معًا في الحفر، وقد كُلِّفَ كل شخص بملء سلَّةٍ واحدةٍ بالتربة. كان أحد الأشخاص يعمل بسرعة وانتهى أولًا، ثم جلس في الجوار يشرب بعض الماء ويستريح، منتظرًا الآخرين. ثم حدث خطب ما. ما هذا الخطب؟ نشأت المشكلة الثالثة. جاء هذا القائد مرة أخرى ليسأل الأعلى، قائلًا: "لدينا شخص هنا يعمل بسرعة ويتحرك بسرعة، لكن ثمة عيبًا واحدًا فيه. فبعد الانتهاء من العمل يجلس في الجوار فحسب ولا يساعد أي شخص آخر، لذلك بدأ الجميع في تكوين آراء بشأنه"، فسأل الأخ الأعلى: "هل يتكاسل عادةً في عمله؟"، فأجاب هذا القائد: "لا، ليس كذلك. إنه يعمل بسرعة فحسب، وبعد الانتهاء، يجلس في الجوار منتظرًا فقط، ولا يساعد أي شخص، لذلك لدى الإخوة والأخوات آراء حوله، ويقولون إنه يفتقر إلى الرأفة". عندما ذكر الإخوة والأخوات هذا الأمر، انزعج القائد، وفكَّر: "ويحي، يا لقسوة ذلك الشخص! إخوتي وأخواتي متعبون من العمل، ويعملون ببطء، ولا أحد يساعدهم". تضايقتْ المجموعة بأكملها، لذلك تَضَايَقَ هو أيضًا. يا له من "متعاطف"! لقد جلب هذا "العبء" معه ليبلغ به الأعلى. كان أول ما سأل عنه: "هل يمكن معاقبة شخصٍ كهذا؟" أخبروني، هل تعتقدون أنه يمكن معاقبة شخص كهذا؟ (كلا). إذًا، ما رد فعلكم بعد سماع هذا؟ هل لديكم مشاعر مختلطة حيال الأمر؟ هل أنتم متضايقون؟ (نعم). لطالما عقد بيت الله شركة عن أن الناس يجب أن يفهموا الحق وأن يعاملوا الآخرين بإنصاف، لكنه لم يستطع حتى أن يفعل هذا الشيء البسيط. كان يعتقد أن معاقبة ذلك الشخص ستكون عدلًا. أليس هذا خبثًا؟ (بلى، هو كذلك). لقد فكَّر: "إخوتي وأخواتي يعانون، وقد أبلغوني أن هذا الشخص يفتقر إلى الرأفة. بوصفي قائدًا، كيف يمكنني كسب هؤلاء الناس، واسترضاؤهم، وحمايتهم، ومنعهم من التعرض للظلم أو الشعور بالإجحاف؟" كانت استجابته الأولى هي معاقبة ذلك الشخص، معتقدًا أن معاقبته ستخفِّف غضب الجميع، وسيسود العدل والإنصاف. ألم يرغب في فعل هذا؟ (بلى). لقد فكَّر: "نحن جميعًا نأكل الطعام نفسه، ونعيش في المكان نفسه، ونُعَامَل جميعًا المعاملة نفسها. أيُّ حقٍّ لديك يؤهلك للعمل بهذه السرعة؟ إذا كنت تعمل بسرعة، فلماذا لا تساعد الآخرين؟" أخبرني، بمَ يشعر الناس بعد سماع هذا؟ "العمل بسرعة خطيئة. على ما يبدو، يجب ألا نعمل بسرعة أبدًا؛ فهذا لن يفيدنا بأي شكل من الأشكال بين يَدَيْ هذا القائد. العمل بسرعة ليس مفيدًا، ولا هو من المفيد أن يكون المرء مبادِرًا. من المُبَرَّرِ أن يكون المرء بطيئًا!" سأل الأعلى القائدَ: "ماذا عن أولئك الذين يعملون ببطء؟ هل تكافئهم؟" ارتبك القائد، لكنه لم يكن مشوَّش الذهن. قال: "لا، لا أستطيع مكافأتهم، لكن ينبغي معاقبة ذلك الرجل الذي يعمل بسرعة. يقول الإخوة والأخوات جميعًا إنه من الضروري عقابه". كانت هذه هي العبارة التي نطق بها. أخبرني، هل هذه العبارة تمثل الإخوة والأخوات حقًا، أم تمثل القائد نفسه؟ (إنها تمثل القائد نفسه). دعونا نُنَحِّ الإخوة والأخوات جانبًا؛ فمن بينهم، يوجد جميع أنواع الأشخاص المشوَّشين: أولئك الذين لا يحبون الحق، وأولئك الذين يتحدثون بطريقة ملتوية، وأولئك الأنانيون الذين يعملون لمصلحة أنفسهم، وأولئك الذين يستثيرون الجدالات، وأولئك الذين يتحدثون بدون مبادئ، وأولئك الذين يتصرفون بدون أساس أخلاقي. أي نوعٍ من الأشخاص لا يوجد بينهم؟ إذًا، ماذا كانت مسؤوليته بوصفه قائدًا في الكنيسة؟ هل كانت مسؤوليته التحدث باسم الإخوة والأخوات المؤثرين، للدفاع عن هذه الاتجاهات الخبيثة والممارسات الشريرة؟ (كلا). ماذا كانت مسؤوليته إذًا؟ كانت مسؤوليته، عندما اكتشف مشكلات التحريف والانحراف بين الإخوة والأخوات، أن يُعالج هذه المشكلات باستخدام الحق، حتى يتمكن أولئك الناس من فهم أين توجد المشكلات، وما المشكلات في حالاتهم، ما يؤدي بهم إلى معرفة أنفسهم وفهم الحق، وجَلْبِهِم أمام الله. أليست هذه هي مسؤولية قائد الكنيسة؟ (بلى). هل تممها؟ لم يقتصر الأمر على فشله في إتمامها، بل إنه عزز تلك الاتجاهات الخبيثة والممارسات الشريرة بدرجة أكبر، وحمى تكاثرها وانتشارها في الكنيسة، كما أنه حرَّض عليهما وتغاضى عنهما. أليس هذا خبثًا؟ (بلى). أخبرني، بعد أن يهذِّب الأعلى شخصًا لديه مثل هذه الشخصية الخبيثة ويكشفه، هل سيكون متحديًا في قلبه؟ (نعم). بالتأكيد سيكون متحديًا. هل سيعامل الناس بإنصاف وفقًا للمبادئ التي قدَّمها له الأعلى؟ بالطبع لا. يمكنك أن تفهم من الكلمات التي قالها إنه كان ملتويًا تمامًا. في وقت لاحق، فكرت بيني وبين نفسي: "إذا عوقب أولئك الذين يعملون بسرعة، فمن سيجرؤ على العمل بسرعة؟ سيصبح الجميع بطيئين مثل السلاحف، غير قادرين على الصعود إلى قمة ضفة النهر حتى بعد تسلقهم المتأني لها لمدة ثلاثة أيام". ألن تسير الأمور هكذا؟ إلى جانب عدم قدرة هذا القائد على معاملة الناس بإنصاف، فإن أخطر جوانب هذا القائد وأشدها فتكًا، وأكثر ما يمكن أن يضلل الناس، هو أنه مهما كانت الأشياء السيئة التي ارتكبها الإخوة والأخوات أو وجهات النظر الخطأ والسخيفة التي نشروها، فليس الأمر أنه فشل في تمييزها وتصحيحها فقط، بل تهاون معهم وحماهم، حتى إنه حاول إرضاءهم. ألم يكن فردًا خطيرًا؟ (لقد كان كذلك). كان خطيرًا للغاية! كانت هذه هي العبارة الثالثة التي تحدث بها ذلك القائد.
لننتقل إلى العبارة الرابعة. كثيرًا ما زرت الكنيسة التي كان ذلك القائد مسؤولًا عنها، وكانوا يُرَبُّونَ بعض الدجاج هناك. وفي كل زيارةٍ لي، كان يذبح دجاجة، فتارةً يطهو دجاجةً في حساءٍ صافٍ؛ وتارةً أخرى يحمِّر دجاجةً ببطء؛ وتارةً ثالثة يطهو دجاجةً مُدَخَّنَة. اعتقدتُ أنني إذا واصلت الذهاب إلى هناك كل يوم، فقد يختفي قطيع الدجاج ذاك في غضون أيام قليلة. ما سبب ذلك؟ عندما تُطهى دجاجة، كنتُ في بعض الأحيان أتناول قطعة، وأحيانًا أخرى لا أرغب فيها، لكن أولئك الناس كانوا يأكلونها بغض النظر، فكانت تؤكَل دجاجة كاملة في كل مرة. في وقت لاحق، أخذت في اعتباري: إذا أُكِلَت دجاجة كاملة في كل مرة أزور الكنيسة، فمهما كان عدد الدجاج لديهم، فلن يتبقى منه الكثير إذا أُكِلَت بهذا المعدل. لذلك، قلتُ للقائد أنه لم يعد بإمكانه ذبح الدجاج بعدئذٍ. ألم يكن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله؟ (بلى). لكن هذا حقًا جعله في ورطة. خرج بسؤال، قائلاً: "إذا لم نتمكن من ذبح الدجاج، فإذًا...". لن تتصوَّر ما سأله بعد ذلك. ما الذي تلفَّظَ به أخيرًا؟ "إذًا، ماذا تريد أن تأكل؟" قلتُ: "ألا يوجد شيء آخر يؤكل غير الدجاج؟ أليست الحديقة مليئة بالخضراوات؟ لا أمانع في أكل أي منها". كان يعني أنه إذا لم يُسمح لهم بذبح الدجاج، فسأظل بحاجة إلى تناول بعض اللحم. إنه "مُرَاعٍ"، أليس كذلك؟ قلت: "أيُّ لحم! إذا كانت لديك خضراوات، فلن آكل لحمًا. إذا لم أطلب منك ذبح الدجاج، فلا تذبحه!" يُفْتَرَضُ بهذا أن يكون سهل الفهم، أليس كذلك؟ (بلى). ولكن في حالته، أصبحت معضلة. عدم تمكنه من ذبح الدجاج جعله غير مرتاح حقًا؛ إذ بدأ يتصرف بشكل غريب للغاية، مثل رجل ممسوس. نظرًا لأنه لم يستطع أكل الدجاج في تلك المرة، سألني سؤالًا آخر في زيارتي التالية، ما يقودنا إلى العبارة الخامسة. استمعوا كيف أصبحت أسئلته مضحكة أكثر فأكثر. ماذا كان السؤال؟ قال: "بما أننا لا نستطيع ذبح الدجاج، ونربِّي أرانب أيضًا؛ فهل تأكلها بدلًا من الدجاج؟" هذا أغضبني حقًا. قلت: "الأرانب الصغيرة التي نربيها لطيفة للغاية، بعيونها الحمراء الزاهية وفرائها الأبيض الناصع، إنها تستمتع كثيرًا باللعب في الأرجاء. لماذا تفكر دائمًا في أكل اللحوم؟ ألا يمكنك الاستغناء عن اللحم؟" لم أفهم. لم يكن مطبخهم يعاني من نقص في اللحوم؛ بل كانت لديهم كميات لا حصر لها من سيقان الدجاج وقطع لحم الخنزير. لم تكن مسألة عدم وجود اللحم ليأكله، فلماذا استمر في السؤال عن ذبح الأرانب وأكل لحومها؟ رَدَدْتُ بهذه الكلمات: "لا يُسمح لك بذبحها! لماذا كل هذا القتل؟" عندما رآني أجيب على هذا النحو، صار خائفًا من أن يُهَذَّبَ، ولم يجرؤ على طرح أي أسئلة أخرى. ما الوجبات التي أعدها بعد ذلك؟ خلال موسم يونيو ويوليو، نبتت في الحديقة جميع الأصناف؛ فكانت الخضراوات الورقية والخضراوات المثمرة وفيرة. في أحد الأيام، أعد ذلك القائد مائدة مليئة بالأطباق. ماذا أَعَدَّ؟ براعم الفاصولياء المقلية، وحساء براعم فول الصويا، والتوفو المطهي مع السمك، والبازلاء الخضراء المقلية والبيض، وفطر الخشب المقلي – لم يكن هناك طبق خضراوات خضراء ورقية واحد على المائدة. ألقيت نظرة على كل تلك الأطباق الجافة. تطلَّب الموسم تناول أطعمةٍ طازجةٍ، لكن الأطعمة التي أعدها كانت في غير موسمها تمامًا. فكَّرت: أليس هذا الشخص خبيثًا؟ كانت هناك جميع أنواع الخضراوات في الحديقة؛ فلماذا لم يعدَّ بعض الخضراوات الورقية؟ في النهاية، قلت إنه ينبغي إبعاده بسرعة. مع تولِّي شخص مثله مسؤولية الطهي، لن يتمكن الناس أبدًا من تناول الأطعمة الموسمية. وبدلًا من ذلك، كانوا يأكلون دائمًا الأطعمة التي في غير موسمها. هل هذا طبيعي؟ هذا بالتأكيد ليس طبيعيًا!
من خلال الأسئلة التي طرحها هذا القائد وطريقته في الطهي، لاحظت أولًا أن خُلُقه كان سيئًا؛ وثانيًا، أن لديه شخصية خبيثة وغادرة؛ وثالثًا، أنه لم يسعَ إلى الحق. لكن كان هناك شيء معين غير متوقع؛ ويمكن حتى القول إنه غريب. في كل مرة أُجْرِيَت انتخابات في هذه الكنيسة في الماضي، كان ذلك القائد يحصل على أكبر عدد من الأصوات، وحتى في إعادة الانتخابات، ظلَّ يحصل على أكبر عدد من الأصوات. ما الذي كان يجري ليحصل مثل هذا الشخص مرارًا وتكرارًا على أكبر عدد من الأصوات؟ ألم تكن هناك أسباب لهذا لدى كلا الطرفين؟ (بلى). كانت هناك أسباب لهذا لدى كلا الطرفين. ماذا كانت الأسباب الرئيسية؟ من ناحية، لم يسعَ معظم الإخوة والأخوات إلى الحق أو يفهموه، وكانوا يفتقرون إلى تمييز الناس. ومن ناحيةٍ أخرى، كان لدى قائد الكنيسة هذا قدرة فائقة على تضليل الناس. أنتم لا تعرفون من كان هذا الشخص، ولم تروا ما فعله، ولا تعرفون أي نوع من الأشخاص كان هو خلف الأبواب المغلقة، ولكن استنادًا فحسب إلى الأمور التي تحدثت عنها، إلى جانب العبارات الخمس التي قالها، أي نوع من الأشخاص هو في رأيكم؟ هل كان مناسبًا لأن يكون قائدًا لكنيسة؟ (كلا). لماذا ظلَّ أولئك الإخوة والأخوات ينتخبونه إذًا؟ هذا لأنه كانت لديه استراتيجيات وضلل هؤلاء الناس. لم يكن على الإطلاق بريئًا ومتواضعًا كما بدا ظاهريًا؛ بل كانت لديه بالتأكيد استراتيجيات. في وقت لاحق، قلتُ إن تلك الكنيسة ليس بها أحدٌ مناسبٌ لتولي دور القائد، وإنه ينبغي إرسال شخص آخر ليخدم في هذا المنصب. لكن بعض الناس لم يفهموا؛ حيث شعروا بأن هذا القائد لم يختره الإخوة والأخوات. كيف ينبغي تعريف "الإخوة والأخوات"؟ هل يمثل الإخوة والأخوات الحقَّ؟ هل هكذا يتم تعريفهم؟ (كلا). إذا صاغ الإخوة والأخوات بشكل جماعي مطلبًا أو لائحة أو رأيًا وحجة، فهل تكون هذه الأشياء متماشية بالضرورة مع الحق؟ هل ينبغي أن يأخذ الله مشكلاتهم في اعتباره ويهتم بها أولًا؟ هل يستطيع الله فعل ذلك؟ (كلا). كيف ينبغي أن يُعَامَلوا إذًا؟ كيف ينبغي تعريف هؤلاء الإخوة والأخوات؟ معظمهم على استعداد للقيام بواجباتهم والكدح والعمل، لكنهم لا يسعون إلى الحق. إنهم يفتقرون إلى القدرة على استيعاب الحق وإلى مستوى القدرات الكافي لذلك، وهم حمقى وخدرون وبليدو الذهن، وغير قادرين على تمييز الناس أو رؤية حقيقة الأمور، وهم أنانيون ويخدمون مصلحة أنفسهم. على الرغم من أنهم يمتلكون بعض المقاصد الصالحة وعلى استعداد للتخلي عن الأشياء، وبذل أنفسهم، والكد من أجل الله، ما عيبهم الفتاك؟ أنهم لا يفهمون الحق ولا يقبلونه. إنهم يلتزمون بالعبارة: "من تطعمني فهي أمٌّ لي، ومن يعطيني المال فهو أبٌ لي". أيًا يكن من يعاملهم بالحسنى أو يكن مفيدًا لهم، وأيًا يكن من يتحدث نيابة عنهم ويحميهم – فهذا هو الشخص الذي يختارونه. إن سُمح لهؤلاء الأشخاص باختيار قائدهم، فهل كانوا سيتمكنون من انتخاب قائدٍ صالحٍ؟ لن يتمكنوا من ذلك. هل كانوا سيتمكنون من تحقيق أي تقدم في دخولهم إلى الحياة؟ إن سمح لهم الأعلى بأن يكونوا عنيدين للغاية، وبأن يستمرّوا في التصرّف بتهوّر بغير اهتمامٍ، ألن يكون ذلك عملًا غير مسؤول؟ (بلى). كانوا مشوَّشي الذهن، لكن الأعلى ليس كذلك، والقائد الذي اختاره هؤلاء الناس أُزِيلَ وحلَّ محله شخص آخر. على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا راغبين في قبول القائد الجديد، ما دام هذا الشخص يمكنه القيام ببعض العمل الحقيقي، فهو أفضل بكثير من ذلك القائد الكاذب الذي ضلل الناس. على الرغم من أن هؤلاء الإخوة والأخوات لم يفهموا ترتيب الأعلى، فذات يوم سيدركون بعض الحقائق ويكتسبون بعض الفهم للأشياء، وحينئذٍ سيعرفون من كان صالحًا ومن كان سيئًا. بتصرُّف الأعلى بهذه الطريقة، كان يتحمل المسؤولية الكاملة عنهم. هل كان من المناسب فعل ذلك؟ (كان من المناسب). على الرغم من أنهم لم يفهموا، لم يمكن السماح لهم بفعل ما يحلو لهم في شأن انتخاب من يريدون. هل يريدون التمرد؟ إذا أرادوا أن يفعلوا الشرّ، وأن يصبحوا شركاء للشيطان، فسيُدمّرون تمامًا. لذلك، اتخذ الأعلى القرار نيابة عنهم واختار قائدًا آخر، لكنهم لم يقبلوا هذا؛ أصروا على أن الشخص الذي اختاروه كان مناسبًا. أليسَ هذا خبثًا منهم؟ لماذا اعتقدوا دائمًا أنه كان صالحًا؟ ما الذي كان صالحًا فيه إلى هذه الدرجة؟ لماذا كانوا مصممين على استبقائه إلى هذا الحد؟ كانت ثمة مشكلة في ذلك: لقد ضلَّلَهم هذا القائد الكاذب وآذاهم بدون أن يدركوا ذلك. لقد كانوا حقًا قطيعًا من الحمقى. لقد انتهيت من الحديث عن هذا الأمر. نحن نأخذ أشخاصًا مثل هذا القائد الكاذب كحالة نموذجية نُشَرِّحُها ونُحَلِّلُها ضمن هذا الموضوع؛ لا بأس في فعل ذلك. ففي النهاية، الخبث في شخصياتهم هو في حد ذاته نموذجي.
بخصوص شركتنا عن الخبث الكامن في المظهر السابع من مظاهر أضداد المسيح، هل أصبح هذا الموضوع أوضح لكم بأي درجة على الإطلاق من خلال دمج هذه الأمثلة المحددة، وتحليلها ومقارنتها؟ من الصعب القول ما إذا كان هذا الشخص الذي ناقشت أمره للتو سيكون قادرًا على السعي إلى الحق في المستقبل، وسنمتنع عن استخلاص أي استنتاجات في الوقت الحالي، لكنَّ ثمة شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو أن شخصيته وجوهره وطبيعته كانت جميعها خبيثة. إذًا ماذا كان يحب؟ هل كان يحب العدل والبرَّ؟ هل أحب مختلف الحقائق التي قالها الله؟ هل أَحَبَّ أن يكون شخصًا صادقًا، وأن يعامل الآخرين بإنصاف، وأن يتصرف بمبادئ، وأن يطلب الحق؟ هل أَحَبَّ هذه الأشياء؟ لم يحب أيًا منها؛ هذا مؤكد مائة بالمائة. من خلال هذه العبارات القليلة التي قالها وهذه الأسئلة القليلة التي طرحها، انكشفت الأشياء التي أَحَبَّهَا في أعماق قلبه وفي صميمه، ولم يكن منها شيءٌ واحدٌ يتوافق مع الأشياء الإيجابية. من هم الأشخاص الذين أَحَبَّهُم وشعرَ بأنه على استعداد لحمايتهم؟ لقد حمى أولئك الذين ارتكبوا الشر، الذين أزعجوا عمل الكنيسة، الذين افتقروا تمامًا إلى الإخلاص وانخرطوا في العديد من الأعمال الشريرة في أداء واجباتهم. لم ينظر إلى مثل هؤلاء الناس بغضب أو كراهية؛ بل إنه تحدث نيابة عنهم ودافع عنهم. إلامَ يشير هذا؟ يشير إلى أنَّ هذا القائد وهؤلاء الناس كانوا من النوع نفسه؛ كانت بينهم مصالح مشتركة وهم يشتركون في الجوهر أيضًا. كانوا متفقين بشكل طبيعي بعضهم مع بعض، وكانوا من النوع الفاسد نفسه. بمَ كان هذا القائد يشعر حينما كان بعض الإخوة والأخوات يظلون يضمرون المفاهيم وسوء الفهم حيال كلام الله وأفعاله؟ هل كان يتحمل عبئًا فيما يتعلق بعلاج هذه المشكلات؟ (كلا). لم يتحمل هذا العبء؛ لم يعالج هذه المشكلات أو يهتم بهذه الأمور، بل غض الطرف عنها. حينما كان شخص ما يشين اسم الله، أو يعرقل عمل بيت الله ويزعجه، وحينما كان شخص ما يفتقر إلى الإخلاص ويؤدي واجبه بلا مبالاة، أو يضر بمصالح بيت الله ويسبب الاضطراب والتدمير في أثناء القيام بواجبه، أو ينفس عن السلبية وينشر المفاهيم، هل كان بإمكانه تحديد أيٍّ من هذه المشكلات؟ لم يستطع تحديدها بوصفها مشكلات؛ بل فكَّر: "من الطبيعي أن توجد هذه المشكلات؛ مَنْ ليس لديه ظهورُ فساد؟" ما الذي كان يلمح إليه؟ كان يلمح إلى أن أولئك الأشخاص يجب أن يتصرفوا هكذا، لأنه حينئذٍ لن يبدو سيئًا للغاية؛ يمكنه "الاختباء" و"الاحتماء". أليس هذا خبثًا؟ تسبب هؤلاء الأشخاص باستمرار في التعطيلات والاضطرابات، وهو لم يتعامل معهم. بناءً على هذا، أخبرني، هل كان لديه حس بالعدالة؟ هل أَحَبَّ الحق؟ كيف كان ينظر إلى بيت الله؟ لم يكن يريد أن يمتلئ بيت الله بأشخاص صادقين، أشخاصٍ مخلصين لله، أشخاصٍ اتبعوا طريق الله وعرفوا مكانهم في أثناء القيام بواجباتهم. لم يكن يريد أن ينفتح الجميع وأن يعقدوا شركة حول كلام الله، وأن يخضعوا لله ويقدموا الشهادة له. إذا كان جميع مَنْ في بيت الله على تلك الشاكلة، فإنه لم يحب ذلك. إذًا، ما الذي أحبه؟ أحب تشكيل الجميع علاقات تخدم مصالحهم الذاتية، وأن يحموا مصالح بعضهم بعضًا، وألَّا يؤذوا أي شخص آخر أو يكشفوا الأسرار المشينة لدى أي شخص. أحب تبادل الجميع الحماية والإيواء، وأن يخفوا عن الغرباء أي أشياء سيئة يفعلها الآخرون، وأن يتصرفوا على أنهم جبهة موحدة – ذلك ما أحبه. حين كان شخصٌ ما يعلن عن أخطاء شخص آخر وظروفه الحقيقية ويُشْهِرَ هذه الأشياء، ويتحدث مباشرة ويخبر الجميع عنها – فإنه كان يكره مثل هذه التصرفات ويبغضها. كان يحب أن تظل الآثام مخفية ومستورة، وألَّا تنكشف الأكاذيب، وألّا يتم التعامل مع كل من يتورط في الخداع أو يضر بمصالح بيت الله، وفقًا للمبادئ. ماذا أصبحت كلمات الله والمراسيم الإدارية وترتيبات عمل بيت الله في الكنيسة التي أَشْرَفَ عليها؟ أصبحت كلمات فارغة، ولم يكن من الممكن تنفيذها. لماذا لم يكن من الممكن تنفيذها؟ لأنه أعاقها؛ أصبح حائط صدٍّ لها. هذه هي الشخصية الخبيثة التي يكشفها أضداد المسيح من خلال تحريف الحقائق، واستخدام تكتيكات معينة والانخراط في مخططات وحيل معينة لاستغفال الآخرين وخداعهم من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة بهم.
في الكنائس التي يتمتع فيها أضداد المسيح بالسلطة، لا يمكن تنفيذ ترتيبات عمل بيت الله. وفي الوقت نفسه، تنشأ ظاهرة غريبة داخل تلك الكنائس، حيث يكون العمل الوحيد الذي يُنَفَّذُ هو العمل الذي لا علاقة له بترتيبات عمل بيت الله أو يتعارض معها، ما يجعل الآراء والحجج المختلفة تنشأ فيما بين الإخوة والأخوات، ويجلب الفوضى إلى الكنيسة. كيف يتصرف القادة الكذبة؟ إنهم لا يعملون وفقًا لترتيبات عمل بيت الله؛ إذ يبدون كما لو أنهم ليس لديهم ما يفعلونه، ولا يستجيبون لترتيبات العمل على الإطلاق. الناس التابعون لقيادة هؤلاء القادة جاهلون؛ مثل كومة من الرمال السائبة، لا أحد ينظمهم؛ فكل شخص يفعل ما يريد، كيفما يريد. القادة الكذبة لا يُدلون بأي تصريحات ولا يتحملون هذه المسؤولية. لكن أضداد المسيح يتصرفون بشكل مختلف. ليس أنهم يخفقون في تنفيذ ترتيبات العمل فحسب، بل يختلقون تصريحات وممارسات خاصة بهم أيضًا. يأخذ بعضهم ترتيبات عمل الأعلى ويبدلونها، فيحولونها إلى تصريحاتهم الخاصة، والتي ينفذونها بعد ذلك، بينما لا يتصرف بعضهم الآخر على الإطلاق وفقًا لترتيبات عمل الأعلى، ويقومون بعملهم الخاص فحسب. إنهم يحجبون ترتيبات عمل الأعلى ولا ينقلونها إلى المستويات الأدنى، ويُبقون مَن هم تحت قيادتهم في جهلٍ بينما يفعلون هُم ما يحلو لهم، حتى إنهم يختلقون نظرياتهم وتصريحاتهم الخاصة لتضليل مَن هم تحت قيادتهم وخداعهم. لذا، لا تنظر إلى مقدار ما يستطيع أضداد المسيح التخلي عنه ولا إلى المعاناة التي يستطيعون تحملها ظاهريًا. تَجَاهَلْ أفعالهم وسلوكياتهم السطحية، وانظر إلى جوهر هذه الأشياء التي يفعلونها. ما نوع علاقتهم بالله؟ إنهم يعارضون كل ما قاله الله وفعله، وكل ما يطلب الله من الإخوة والأخوات فهمه، وكل ما يطلب تنفيذه في المستويات الأدنى في الكنيسة – إنهم يعارضون كل هذه الأشياء. قد يتساءل البعض: "هل الإخفاق في تنفيذ هذه الأشياء يُعادِل معارضتها؟" لماذا لا ينفذون هذه الأشياء؟ لأنهم لا يوافقون عليها. بالنظر إلى أنهم لا يوافقون عليها، هل هم أعلى من بيت الله؟ بالنظر إلى أنهم لا يوافقون على هذه الأشياء، هل لديهم خطة أفضل؟ لا، ليس لديهم. إذًا لماذا يجرؤون على عدم تنفيذ هذه الأشياء لمجرد أنهم لا يوافقون عليها؟ لأنهم يريدون السيطرة على الكنيسة والتحكم بها. إنهم يعتقدون أنهم إذا نفذوا الأشياء وفقًا لترتيبات العمل ومتطلبات الأعلى، فقد لا تُلاحَظُ مساهماتهم ولا تبرز ولا يراها أحد، وستكون هذه كارثةً بالنسبة إلى أضداد المسيح. إذا قدَّم الجميع الشهادةَ لله وعقدوا الشركة عن الحق بانتظامٍ، وإذا كان بإمكان الجميع فهم الحق، والتعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ، وطلب الحق والصلاة ومناشدة الله عند مواجهة المشكلات، فماذا ستكون وظيفتهم؟ لا يسعى أضداد المسيح إلى الحق، لذا لن تكون لهم وظيفة؛ وسيصبحون مجرد زخارف. إذا أصبحوا زخارف، ولم يعد أحد يوليهم اهتمامًا، فهل سيقبلون بذلك؟ لا، لن يقبلوا. سيفكرون في طرق لإنقاذ الموقف. يمتلك أضداد المسيح شخصية خبيثة وجوهرًا خبيثًا؛ فهل يمكنهم توقع أنهم سيُكْشَفُون إذا سعى الإخوة والأخوات جميعًا إلى الحق؟ أضداد المسيح سيئون للغاية، ولا يسعون إلى الحق؛ فَهُم خبثاء ومخادعون وماكرون، ولا يحبون الأشياء الإيجابية. إذا فهم الجميع الحق، فسيكون لديهم تمييز لأضداد المسيح. هل يعرف أضداد المسيح هذا؟ نعم، يعرفون. يمكنهم أن يشعروا بهذا في أرواحهم. يشبه الأمر أن تذهب إلى مكان ما وتواجه روحًا شريرة. عندما تنظر الروح الشريرة إليك، تشعر بعدم الارتياح تجاهك، وفي لمح البصر، تجدُ الروح الشريرة مثيرة للاشمئزاز، ولا تريد التحدث إليها. في الواقع، لم تسئ الروح الشريرة إليك ولم تفعل أي شيء يؤذيك، لكنك تجد النظر إليها مثيرًا للاشمئزاز، والاستماع إلى حديثها يجعلك تشمئز أكثر. في الواقع، هي لا تعرفك وأنت لا تعرفها. ما الذي يحدث هنا؟ يمكنك أن تشعر في روحك أنكما لا تنتميان إلى النوع نفسه. أضداد المسيح هم أعداء شعب الله المختار. إذا لم يكن لديك إدراك أو وعي عندما تتفاعل معهم، ألا تكون هكذا متبلدًا تمامًا؟ افترض أن أحد أضداد المسيح لا يتكلم كثيرًا، ويكتفي بقول بضع كلماتٍ للتعبير عن حُجَّةٍ ما، أو طرح وجهة نظر ما، أو إظهار موقف معيّن في أفعاله، ولا تستطيع أنت رؤية هذه الأشياء بوضوح. إذا كنت تتفاعل معه لفترة طويلة، وما زلت لا تملك هذا الوعي، وفي يوم من الأيام يوصِّفه الأعلى على أنه ضدٌ للمسيح، وحينها فقط يتجلَّى لك الأمر وتشعر ببعض الخوف، وتفكر: "كيف لم أتمكن من تمييز مثل ضدِّ المسيح الواضح هذا! لقد نجوتُ بأعجوبة!" فلا ريب أنك بطيء الفهم ومتبلدٌ للغاية!
ثَمة سمة واضحة في خبث أضداد المسيح، وسأشارككم سر تمييزها: وهي أنك لا تستطيع سَبْرَ ما في أعماقهم أو رؤية ما في قلوبهم من خلال كلامهم وأفعالهم على السواء. عندما يتحدثون إليك، تدور أعينهم في جميع الاتجاهات دائمًا، ولا تتمكن من معرفة نوع المخطط الذي يدبرونه. في بعض الأحيان، يجعلونك تعتقد أنهم أوفياء أو مخلصون للغاية، لكن هذا ليس هو الحال؛ ولا يمكنك البتة أن تراهم على حقيقتهم. لديك شعور خاص في قلبك، شعورٌ بأن هناك خبيئة عميقة في أفكارهم وعمق لا يُسْبَر غوره بأنهم غريبو الأطوار. هذه هي السمة الأولى لخبث أضداد المسيح، وهي تشير إلى أن أضداد المسيح يمتلكون إحدى صفات الخبث. ما السمة الثانية لخبث أضداد المسيح؟ هي أن كل ما يقولونه ويفعلونه مضلل للغاية. أين يظهر هذا؟ في براعتهم الشديدة في فهم سيكولوجية الناس، وفي قول الأشياء التي تتناسب مع مفاهيم الناس وتصوراتهم ويسهل قبولها. لكن ثمة شيء واحد ينبغي لك تمييزه: إنهم لا يجسدون البتة الأشياء اللطيفة التي يقولونها. على سبيل المثال، يعظون الآخرين بالتعليم، ويعلمونهم كيف يكونون أشخاصًا صادقين، وكيف يُصَلُّون ويجعلون الله سَيِّدَهُم عندما يَحِلُّ بهم شيء ما، ولكن عندما يحدث شيء ما لأضداد المسيح أنفسهم، فإنهم لا يمارسون الحق. كل ما يفعلونه هو التصرف وفقًا لمشيئتهم الخاصة، والتفكير في عدد لا يحصى من الطرق لإفادة أنفسهم، فيجعلون الآخرين يخدمونهم ويتولون شؤونهم. إنهم لا يُصَلُّون البتة إلى الله ولا يَجْعَلونه سَيِّدَهُم. يقولون أشياء لَطِيفةَ الوَقْع، لكن أفعالهم لا تتوافق مع ما يقولونه. أول شيء يأخذونه في الاعتبار عند القيام بفعل ما هو المنفعة لأنفسهم؛ إنهم لا يقبلون تنظيمات الله وترتيباته. يلاحظ الناس أنهم غير مطيعين في قيامهم بالأشياء، وأنهم يبحثون دائمًا عن طريقة لإفادة أنفسهم وطريقة للتقدُّم. هذا هو الجانب المخادع والخبيث في أضداد المسيح الذي يمكن أن يراه الناس. وقت العمل، أحيانًا يستطيع أضداد المسيح تحمُّل المشقَّة ودفع ثمنٍ، وحتى يتخلَّون عن النوم والطعام في بعض الأحيان، لكنهم يفعلون ذلك للحصول على المكانة أو كسب الشهرة لأنفسهم فقط. إنهم يتحملون المشقة من أجل طموحاتهم وأهدافهم، لكنهم يتعاملون بلا مبالاةٍ تجاه العمل المهم الذي يرتبه لهم بيت الله، والذي بالكاد يقومون به. إذًا، هل هم خاضعون لترتيبات الله في كل ما يفعلونه؟ هل يؤدون واجباتهم؟ ثمة مشكلة هنا. هناك أيضًا نوع آخر من السلوكيات، وهو ما يحدث عندما يطرح الإخوة والأخوات آراء مختلفة، فيرفضها أضداد المسيح بطريقة ملتوية، ويدورون في حلقةٍ مفرغةٍ، ما يجعل الناس يعتقدون أن أضداد المسيح قد قَدَّموا شركة معهم عن الأشياء وناقشوهم فيها؛ ولكن في نهاية المطاف، يجب على الجميع أن يفعلوا ما يقولونه. إنهم يبحثون دائمًا عن طرق لإنكار اقتراحات الآخرين، بحيث يتبع الناس أفكارهم هُم ويفعلوا ما يقولونه. هل هذا طَلَبٌ لمبادئ الحقّ؟ بالتأكيد ليس كذلك. إذًا، ما مبدأ عملهم؟ هو أنه يجب على الجميع الاستماع إليهم وطاعتهم، وأنه لا يوجد من هو أفضل منهم ليستمع الجميع إليه، وأن أفكارهم هي الأفضل والأسمى. أضداد المسيح يجعلون الجميع يعتقدون أن ما يقولونه صحيح، وأنه الحق. أليس هذا خبثًا؟ هذه هي السمة الثانية لخبث أضداد المسيح. السمة الثالثة لخبث أضداد المسيح هي أنهم عندما يشهدون لأنفسهم، فإنهم غالبًا ما يشهدون لمساهماتهم، والمصاعب التي عانوها، والأشياء المفيدة التي فعلوها للجميع، بحيث يحفرونها في أذهان الناس، حتى يتذكر أولئك الناس أنهم يتنعَّمون في نور أضداد المسيح. إذا مدح شخص ما أحد أضداد المسيح أو شكره، فقد يقول حتى بعض الكلمات الروحية للغاية، مثل: "الشكر للإله. هذا كلُّه من عمل الإله. نعمة الإله تكفينا"، بحيث يرى الجميع أنه روحيٌّ للغاية، وأنه خادم جيد لله. وفي الواقع، فهو يُمَجِّد نفسه ويشهد لها، ولا يوجد مكان على الإطلاق في قلبه لله. في أذهان الآخرين، تجاوزت مكانة ضد المسيح بالفعل مكانة الله بكثيرٍ. أليس هذا دليلًا حقيقيًا على أن أضداد المسيح يشهدون لأنفسهم؟ في الكنائس حيث تكون السلطة والسيطرة لأحد أضداد المسيح، يتمتع ضد المسيح بأعلى مكانة في قلوب الناس، ويكون الله في المرتبة الثانية أو الثالثة فحسب. إذا ذهب الله إلى كنيسة تكون فيها السلطة لأحد أضداد المسيح، وقال شيئًا، فهل سيصل ما يقوله إلى الناس هناك؟ هل سيقبلونه من القلب؟ من الصعب قول ذلك. هذا يكفي لإثبات مقدار الجهد الذي يبذله أضداد المسيح للشهادة لأنفسهم. إنهم لا يشهدون لله على الإطلاق، بل يستغلون كل فرص الشهادة لله ليشهدوا لأنفسهم بدلًا من ذلك. أليسَ هذا التكتيك الذي يستخدمه أضداد المسيح غادرًا؟ أليس خبيثًا بشكل لا يصدق؟ من خلال هذه السمات الثلاث الموصوفة في شركتنا هذه، يَسْهُلُ تمييز أضداد المسيح.
لدى أضداد المسيح سمة أخرى، وهي أيضًا مظهر رئيسي من مظاهر شخصيتهم الخبيثة. وهي أنه كيفما عقد بيت الله شركة عن الحق، وكيفما عقد شعب الله المختار شركة عن معرفتهم بأنفسهم، أو قبول الدينونة والتوبيخ والتهذيب، فإن أضداد المسيح لا يهتمون بذلك. ما زالوا يسعون إلى الشهرة والربح والمكانة، ولا يتخلون البتة عن نيتهم ورغبتهم في الحصول على البركات. يظن أضداد المسيح في عقولهم أن المرء ينبغي أن ينال البركة من الله ما دام قد تمكَّن من أداء الواجب ودفع الثمن وتحمُّل بعض المشقَّة. وبالتالي، بعد أداء العمل الكنسيّ لبعض الوقت، يبدأون في تقييم المهام التي أدُّوها للكنيسة، والإسهامات التي قدَّموها لبيت الله، وما فعلوه للإخوة والأخوات. يحتفظون بهذا كلّه بإحكامٍ في عقولهم، وينتظرون ليروا النِعم والبركات التي سوف يربحونها نتيجةً لذلك من الله، وذلك حتَّى يتمكَّنوا من تحديد ما إذا كان ما يفعلونه يستحق العناء. لماذا يشغلون أنفسهم دائمًا بمثل هذه الأشياء؟ وما الذي يسعون وراءه في أعماق قلوبهم؟ ما هدف إيمانهم بالله؟ منذ البداية، كان إيمانهم بالله يتعلَّق بالحصول على البركات. وبصرف النظر عن عدد الأعوام التي يستمعون فيها إلى العظات، وعن عدد كلمات الله التي يأكلونها ويشربونها، وعن عدد التعاليم التي يفهمونها، لن يتخلّوا أبدًا عن رغبتهم ومقصدهم في نيل البركة. وإذا طلبت من الواحد منهم أن يكون مخلوقًا مطيعًا ويقبل سيادة الله وترتيباته، فسوف يقول: "ذلك لا علاقة له بي. هذا ليس ما ينبغي أن أسعى إليه. فما ينبغي أن أسعى إليه هو أنه: عندما أكون قد أكملت السعي، وعندما أكون قد بذلت الجهد المطلوب وعانيت المشقَّة المطلوبة، وبمُجرَّد أن أكون قد فعلت هذا وفقًا لما يشترطه الإله، ينبغي أن يكافئني الإله ويسمح لي بالبقاء، وأن أنال التاج في الملكوت، وأن أشغل مكانةً أسمى من شعب الإله – ينبغي أن أكون مسؤولًا عن مدينتين أو ثلاث مدنٍ على الأقل". هذا هو أكثر ما يهتمّ به أضداد المسيح. مهما عَقَد بيت الله شركة عن الحقّ، لا يمكن لمقصدهم ورغباتهم في الحصول على البركات أن تتلاشى؛ فهم من النوع نفسه من الأشخاص مثل بولس. ألا تُضمِر مثل هذه المعاملة المكشوفة نوعًا من الشخصية الخبيثة والشرسة؟ يقول بعض المُتديِّنين: "جيلنا يتبع الإله على طريق الصليب. الله اختارنا، وبالتالي نستحقّ نيل البركة. لقد عانينا ودفعنا الثمن وشربنا من كأس المرّ. والبعض منا تعرَّض حتَّى للاعتقال والحكم عليه بالسجن. وبعد المعاناة من كلّ هذه المشقَّة، وسماع العديد من العظات، وتعلُّم الكثير جدًّا عن الكتاب المُقدَّس، إذا لم ننل البركة يومًا ما فسوف نذهب إلى السماء الثالثة ونتجادل مع الإله". هل سبق أن سمعتم شيئًا كهذا؟ يقولون إنهم سوف يذهبون إلى السماء الثالثة للتجادل مع الله – أي جرأة تلك؟ ألا يخيفكم مُجرَّد سماع هذا؟ من يجرؤ على محاولة التجادل مع الله؟ لحسن الحظ، صعد يسوع الذي يؤمنون به إلى السماء منذ فترة طويلة. لو كان يسوع لا يزال على الأرض، ألن يحاولوا صلبه مرة أخرى؟ بالطبع، قد يجد بعض الناس في البداية مثل هذه الكلمات قوية ومثيرة للإعجاب عندما يبدأون في الإيمان بالله لأول مرة، معتقدين أنه يجب أن يتحلَّى الناس بهذا النوع من الصلابة والعزم. ولكن، كيف ترون هذه الكلمات، بما أنكم مستمرون في الإيمان حتى الآن؟ أليس مثل هؤلاء الناس رؤساء ملائكة؟ أليسوا شياطين؟ يمكنك الجدال مع أي شخص ولكن ليس مع الله، ولا ينبغي أن تفعل مثل هذا الشيء، أو حتى تفكر في فعله. البركات تأتي من الله: يعطيها لمن يشاء. وحتى إن كنت تستوفي شروط تلقي البركات ولم يمنحك الله إياها، فلا ينبغي لك أن تجادل الله. الكون كله والبشرية جمعاء تحت حكم الله؛ الله صاحب القرار. كيف يمكنك، كإنسان ضئيل، أن تجرؤ على الجدال مع الله؟ كيف يمكنك المبالغة في تقدير قدراتك إلى هذا الحد؟ لماذا لا تلقي نظرة إلى المرآة لترى من أنت؟ ألستَ تلقي بنفسك للتهلكة بجرأتك على الصراخ ضد الخالق وتَحَدِّيه بهذه الطريقة؟ "إذا لم ننل البركة يومًا ما فسوف نذهب إلى السماء الثالثة ونتجادل مع الإله" هي عبارةٌ تصرخ علانية ضد الله. أي نوع من الأماكن هي السماء الثالثة؟ إنه المكان الذي يقيم فيه الله. إن الجرأة على الذهاب إلى السماء الثالثة للجدال مع الله تعادل محاولة "الإطاحة" بالله! أليس هذا هو الحال؟ قد يتساءل البعض: "ما علاقة هذا بأضداد المسيح؟" للأمر علاقةٌ كبيرة بهم، لأن جميع أولئك الذين يريدون الذهاب إلى السماء الثالثة للجدال مع الله هم أضدادٌ للمسيح؛ فأضداد المسيح فقط هم من يمكن أن يقولوا مثل هذه الأشياء. كلمات كهذه هي الصوت الذي يُضْمِرُهُ أضداد المسيح في أعماق قلوبهم. هذا هو خبثهم. في حين أن أضداد المسيح قد لا يقولون هذه الكلمات علنًا، فإنهم في الواقع يُضْمِرُون هذه الأشياء في قلوبهم، إلا أنهم لا يجرؤون على الكشف عنها فحسب، ولا يسمحون لأيِّ شخصٍ بمعرفتها. لكن الرغبات والطموحات في أعماق قلوبهم تشتعل كحرائق لا تُطْفَأ. لماذا؟ لأن أضداد المسيح لا يحبون الحق. إنهم لا يحبون إنصاف الله وبره، ودينونة الله وتوبيخه، وبالتأكيد لا يحبون قدرة الله وحكمته وسيادته على كل شيء. إنهم لا يحبون أيًا من هذه الأشياء – إنهم يكرهونها. ماذا يحبون إذًا؟ يحبون المكانة ويهتمون بالمكافآت. يقولون: "لدي مواهب ومَلَكَاتٌ وقدرات. لقد عملت من أجل الكنيسة، لذلك يجب على الإله أن يجازيني ويعطيني مكافآت!" أليسوا في ورطة؟ أليس هذا إلقاءً بالنفس إلى التهلكة؟ أليس هذا تحديًا مباشرًا لله؟ أليس هذا تحديًا للخالق؟ جرأتهم على توجيه رؤوس حرابهم مباشرة إلى الله، الخالق – هذا شيء لا يقدر على فعله إلا رئيس الملائكة، الشيطان. إذا كان هناك حقًا أشخاص لديهم وجهات نظر من هذا القبيل، وقادرون على القيام بمثل هذه الأعمال، فلا شك أنهم أضدادٌ للمسيح. على الأرض، فقط أضداد المسيح هم مَن يجرؤون على مقاومة الله علانية والحكم عليه بهذه الطريقة. قد يقول البعض: "لم يكن أضداد المسيح الذين رأيناهم بهذه الجرأة أو الوقاحة". يجب النظر إلى هذا الأمر وفقًا للسياق والبيئة التي يوجد فيها أضداد المسيح. كيف يجرؤون على إظهار الجانب العدوانيِّ منهم بينما هم لم يكتسبوا السلطة ولم يرسِّخوا أنفسهم بالكامل؟ يتقن أضداد المسيح ترقب الفرص الملائمة، منتظرين اللحظة المناسبة للصعود. وعندما يُحكمون سيطرتهم على الأمور، سينكشف جانبهم العدواني تمامًا. على الرغم من أن بعض أضداد المسيح يخفون حقيقتهم بشكل جيد إلى حد ما عندما يفتقرون إلى المكانة، ولا تبدو عليهم ظاهريًا أيّ مشكلات، فإنهم بمجرد أن يكتسبوا المكانة ويرسِّخوا أنفسهم، ينكشف شرُّهم وقبحهم تمامًا. إنهم مثل بعض الأشخاص الذين يفتقرون إلى واقع الحق، فعندما لا تكون لديهم أي مكانة، لا يكون بوسعهم إلا الخضوع للتهذيب على مضض، ولا يكونون عنيدين في قلوبهم. لكن إذا أصبحوا قادة أو عمالًا واكتسبوا بعض المكانة بين شعب الله المختار، فمن المرجَّح جدًا أن يكشفوا عن ذواتهم الحقيقيّة حينما يتعرَّضون للتهذيب، ويبدأوا في الجدال مع الله والصراخ ضده. يشبه هذا حال بعض الناس الذين يقومون بواجباتهم بشكل جيد ولا تكون لديهم أي شكاوى في ظل الظروف العادية، ولكن إن واجهوا السرطان وشعروا بدنو الموت بسرعة، فمن المرجح جدًا أن يكشفوا عن ذواتهم الحقيقية. سيبدؤون في الشكوى من الله، ويتجادلون معه، ويصرخون ضده. أضداد المسيح، هذه المجموعة من الناس، ينفرون من الحق ويكرهون الحق، ولا يمارسون الحق البتة. إذًا، لماذا يظلُّون على استعداد للعمل في الكنيسة، بل ولأن يكونوا أصغر الأتباع، حتى بعد انكشافهم وانفضاح أمرهم؟ ما الذي يحدث؟ لديهم هدف: لم يتخلوا البتة عن مقصدهم في الحصول على البركات. عقليتهم هي: "سأتمسَّك بشريان الحياة الأخير هذا. إن لم أتمكن من الحصول على البركات، فلن أترك الإله وشأنه أبدًا. إن لم أتمكن من الحصول على البركات، فإن الإله ليس إلهًا!" ما نوع الشخصية هذا؟ الجرأة على إنكار الله والصراخ ضده بوقاحة – هذا خبث. طالما لديهم أدنى قدر من الأمل في الحصول على البركات، فسوف يبقون في بيت الله وينتظرون تلك البركات. كيف يمكن ملاحظة ذلك؟ إنهم مثل الفريسيين، يتظاهرون دائمًا بأنهم صالحون – أليس المقصد والهدف من وراء هذا واضحيْن؟ بغض النظر عن مدى صلاح سلوكهم الظاهري، ومهما كان مدى معاناتهم ظاهريًا، فإنهم لا يمارسون الحق البتة، ولا يطلبون الحق عندما يتصرفون، ولا يُصَلُّون إلى الله ويطلبون مقاصده. لا يفعلون البتة الأشياء التي يحبها الله. وبدلًا من ذلك، يفعلون ما هم على استعداد للقيام به وما يحلو لهم، ويسعون فقط لإرضاء طموحهم ورغبتهم في البركات. ألن يضعهم هذا في ورطة؟ ألا يكشف هذا عن جوهر أضداد المسيح؟ ما يحبه أضداد المسيح ويسعون إليه يمثل فقط شخصيتهم الشيطانية. إنهم يعتبرون ما يحبونه ويسعون إليه أشياء إيجابية ترضي الله، ويحاولون أن يجعلوه يقبلهم ويباركهم. هل يتماشى هذا مع مبادئ الحق؟ أليس هذا معارضة لله ووقوفًا ضده؟ يحاول أضداد المسيح عقد صفقات مع الله في كل مناسبة ممكنة. إنهم يستخدمون معاناتهم الخاصة والثمن الذي دفعوه لطلب المكافآت والأكاليل من الله، وليستبدلوا بها غاية جيدة. لكن ألم يخطئوا في حساباتهم؟ بمقاومتهم لله بهذه الطريقة، كيف لا يتعرضون لعقاب الله؟ هذا ما يستحقونه مقابل خطاياهم. هذا هو القصاص.
ذات مرةٍ كان أحد أضداد المسيح يعرف القليل عن حرفة الغناء والرقص، وفي ذلك الوقت رُتِّبَت له قيادة الإخوة والأخوات في الجوقة لتعليمهم الحرفة. كان هؤلاء الإخوة والأخوات صغار السن، ومعظمهم لم يكونوا مؤمنين بالله لفترة طويلة جدًا؛ وكانوا فقط شغوفين ومستعدين للقيام بواجباتهم، ولم يكن لديهم سوى ذلك، لكنهم لم يفهموا الحق، وبعضهم لم يكن حتى قد وضع لنفسه أساسًا. بينما كان ضد المسيح ذاك يعمل، أرشدهم إلى اختبار الشعور بعمل الروح القدس، وجعلهم يختبرون الفرق بين الشعور بحضور الله والشعور بغيابه – كان دائمًا يجعلهم يعتمدون على مشاعرهم. لم يكن يفهم الحق، ولم تكن لديه أي خبرة حقيقية، لكنه ضلل الإخوة والأخوات وأغواهم بهذا الشكل، بناءً على مفاهيمه وتصوراته. عرف الأعلى أنه لم يكن يملك واقع الحق، وطلب منه فقط تعليم الحرفة وشرحها. إن إتمامه هذا الجانب من واجبه كان سيعتبر وافيًا بالمعايير بالفعل وكان سيُعتبر إتمامًا منه لمسؤولياته، لكنه ظلَّ يريد "عقد الشركة حول الحق"، وجعل الناس يفهمون مشاعرهم ويعتمدون عليها. من خلال تصرفه بهذه الطريقة، ألم يكن من السهل عليه إيقاع الناس في فخ الشعور الخارق للطبيعة بعمل أحد الأرواح الشريرة؟ هذا خطير للغاية! بمجرد أن تغتنم روح شريرة فرصة كهذه وتستحوذ على شخصٍ ما، يكون هذا الشخص قد دُمِّرَ. خلال فترة التدريب، جعل هؤلاء الناس يُصَلُّون، وبعد الصلاة، جعلهم يرون كيفية عمل الروح القدس، وما إذا كانوا يتعرقون أو يبكون أو يشعرون بأي مشاعر أخرى في أجسادهم. لقد ركَّزَ على هذه الأشياء، ولكن في الواقع، كانت هذه الأشياء قد شُرِحَتْ بالفعل بوضوح كافٍ. هناك الكثير من الحقائق، لكنه لم يعقد الشركة حولها، ولم يَقُدْ أولئك الناس إلى أكل كلام الله وشربه، وأخفَق في الاهتمام بعمله على النحو الصحيح. لم يَسْمَح للإخوة والأخوات بتصميم الرقصات، وبدلًا من ذلك ترك الجميع يرقصون على المسرح كما يشاؤون، ويرتجلون كما يحلو لهم، بل قال: "لا بأس، الإله يقودنا، لذلك نحن لسنا خائفين، الروح القدس يعمل!" ضدُّ المسيح هذا لم يفهم الحق، لذلك كان دائمًا يفعل أشياء غبية. لم يكن لدى الإخوة والأخوات أي تمييز، لذلك استمعوا إليه وبدأوا في الصلاة قائلين: "يا الله، من فضلك اعمل، يا الله، من فضلك اعمل...". لقد بذلوا قصارى جهدهم للصلاة "من كل قلوبهم"، بل بكوا بعد الصلاة، ثم صعدوا إلى المسرح ورقصوا رقصًا مرتجلًا. أولئك الذين يشاهدون من أسفل المسرح شعروا بأن الأجواء كانت رائعة وأن الروح القدس كان يقوم بعمل قوي! بكوا وهم يشاهدون الآخرين يرقصون، كما لو أنهم شعروا بعمل الروح القدس. في النهاية، سجل هؤلاء الأشخاص كل هذه الأشياء والتقطوا صورًا ليُطْلِعوني عليها. كان بعض الأشخاص في الصور يبكون وعيونهم مغلقة، وكانت وجوههم كلها محمرَّة من الحرارة رغم أن الوقت كان منتصف الشتاء. رأيتُ أنّ المتاعب كانت وشيكة، وأنّ هؤلاء الناس كانوا على وشك أن يُدَمَّروا بسببه. كان قد طُلب منه فقط تعليم الحرفة، ولم يكن يفهم أيَّ شيءٍ من الحق. لقد تصرف بشكل أعمى بناءً على تصوراته، راغبًا في العثور على الشعور بعمل الروح القدس. هل عمل الروح القدس مسألة مشاعر؟ عليك أن تفهم الحق – هذا حقيقي. المشاعر وحدها فارغة وعديمة الفائدة. هل يمكنك فهم الحق ومقاصد الله بناءً على مشاعرك؟ كلا بالتأكيد. ليس عليك البحث عن شعور، وإنما عليك طلب المبادئ ومقاصد الله بناءً على كلام الله، ثم تطبيقها على الأشياء التي تحلُّ بك – هذا عملي للغاية، وستتوصل إلى فهم الحق ببطء. عندما تمارس وفقًا لكلام الله، سيبدأ الروح القدس في العمل بشكل طبيعي. حتى لو لم يعمل الروح القدس، فبما أنك قد مارست وفقًا لكلام الله، فسوف يعترف بك الله كتابع له – هذا عملي للغاية، وهذا هو أصدق شيء. لم يعقد ضد المسيح الشركة بهذه الطريقة، لكنه شجع أولئك الناس باستمرار على البحث عن المشاعر، وعن أشياء مثل الآيات والعجائب، وعن الأحلام. كان هذا شخصًا من عامة الناس يفتقر إلى الفهم الروحي يقود مجموعة من الأطفال الحمقى والجهلة إلى فعل أشياء سخيفة. كان الأشخاص في الصور يبكون وينتحبون. ما الذي يمثله ذلك؟ لا يمثل أي شيء، ولكن ثمة شيء يفسر طبيعة ما كان يفعله. التقط ضدُّ المسيح هذا صورًا لكل هذه الأشياء ووصفها بأنها "تفاصيل عمل الله". ماذا كانت هذه "التفاصيل"؟ لم يفهم أولئك الناس الحق، وبحثوا عن الشعور بعمل الروح القدس وارتجلوا دون سبب وجيه، وفي كل مرة رقصوا فيها كان الأمر مختلفًا، لأنه في كل مرة كان الشعور مختلفًا، وكانت "قيادة" الله مختلفة – تلك كانت "التفاصيل". ماذا تضمنت هذه "التفاصيل" أيضًا؟ قال ضد المسيح أيضًا أنها كانت نتائج عمل الروح القدس. عندما قال هذا، تحمس الإخوة والأخوات، كما لو أن إيمانهم وقامتهم قد ازدادا بشكل كبير فجأة. لماذا قال "التفاصيل"؟ من أين جاءت كلمة "تفاصيل"؟ ذكرتُ ذات مرة تفاصيل عمل الله. إلى ماذا تشير هذه التفاصيل؟ إنها نتائج عمل الله على الناس التي يمكن أن يراها الإنسان ويستوعبها، وهي ليست خارقة للطبيعة ولا مبهمة، بل هي شيء يمكنك الشعور به. إنها ما حدث عندما قام الله بالكثير من العمل عليك، وتحدث إليك بالكثير من الكلمات، وأراق دم قلبه، وبالتالي غير طريقتك في الوجود، ووجهات نظرك حول الأشياء، والموقف الذي تتبناه في أثناء فعل الأشياء، وموقفك تجاه الله، وكذلك أجزاء أخرى منك. أيْ إنها مكاسب وثمرة عمل الله – وهذا هو المقصود بالتفاصيل. ضد المسيح ذاك أطلق على هذه الأشياء اسم "التفاصيل" كذلك. بغض النظر عن طبيعة هذه الأشياء في الوقت الحالي، ما الذي يمكنكم رؤيته من مجرد تحليل هذه العبارة؟ الله يعمل على الناس، وقد قال إن الناس سيرون تفاصيل العمل الذي يقوم به عليهم، لكن ضد المسيح هذا كان يقود الجميع إلى العيث فسادًا، وأحدث فوضى في كل شيء، ومع ذلك أطلق أيضًا على هذه الأشياء "التفاصيل" – ماذا كان يحاول أن يفعل؟ (أراد أن يكون على قدم المساواة مع الله). هذا صحيح. من أين جاء استخدامه لمصطلح "تفاصيل"؟ جاء من رغبته في أن يكون على قدم المساواة مع الله وأن يقلِّد الله. باستخدام هذا المصطلح، كان يعني: "لعمل الله تفاصيله، وما أقود هذه المجموعة من الناس لفعله هو أيضًا تفصيل". العبارة المضافة إلى كلمة "تفاصيل" هي "عمل الله"، ولكن في الواقع، كان ضدُّ المسيح في داخله ينسب نتائج تفاصيل عمل الروح القدس إلى نفسه، وهو ما يفعله أضداد المسيح. كلما كانت هناك فرصة للوقوف في دائرة الضوء، وكلما وُجِدَ شيء من الفرصة، لن يتركوها؛ وسوف يتنافسون مع الله على الناس. ما نوع الناس الذين يتقاتلون عليهم؟ بعضهم لا يفهمون الحق، ولا يمكنهم تمييز الناس وفقًا لمبادئ الحق، وهم حمقى وجاهلون؛ وبعضهم لا يسعون إلى الحق، ويحبون اتباع القطيع والتصرف بشكل أعمى ظاهريًا؛ وهناك أيضًا بعض المؤمنين الجدد ذوو الأساس السطحي – فهم لا يفهمون بَعْدُ ماهية الإيمان بالله، ويُضَلَّلونَ من قِبَل أضداد المسيح. أُوقِفَ هذا السلوك لاحقًا، في الوقت المناسب. حقيقة أن السلوك أُوقِفَ ليست بالأمر الخارق، لكنها تعني أن الأشياء الحمقاء التي فعلها ضدُّ المسيح قد كُشِفَت كُلها في وقت واحد. بينما كان الجميع يعقدون الشركة ويسترجعون ما حدث، قالوا: "قبل أن يأتي ضد المسيح هذا، عندما كنا نغني، كنا نشعر بأننا نغني بإحساسٍ صادق، وأننا قادرون على أن نغني كل كلمة بقلوبنا، على الرغم من أننا في بعض الأحيان لم نتمكن من إتقان عملنا من حيث الجوانب المهنية والتقنية للغناء. لكن بعد أن جاء هو وتحدث عن بعض النظريات المهنية، فترنا جميعًا ولم نرغب في الغناء بعد ذلك، لأننا لم نتمكن من تذوق ما كان يقوله الله في كل كلمة – لم نتمكن من الشعور بالله". ألم يكن هؤلاء الناس في ورطة؟ بمجرد أن يمد أضداد المسيح أيديهم للعمل، فإن العواقب التي يجلبونها هي ألَّا يتمكَّن الناس من الشعور بمكان الله، ولا يعرفون كيفية التصرف بشكل مناسب. إنهم يفقدون القدرة على تحديد اتجاهاتهم. بمجرد أن يصبح الناس غير قادرين على الشعور بالله، هل ما يزال بإمكانهم أداء واجباتهم؟ هل ما يزال بإمكانهم فعل الأشياء بإخلاص من أجل الشهادة لله؟ بعد أن أُفْسِدَ البشر من قِبَل الشيطان، طوروا خاصية معينة، وهي الرغبة في اتباع القطيع. إنهم مثل الذباب: لا يحتاجون إلى أن يكون لديهم هدف واضح، وطالما هناك قائد، سينضم إليهم آخرون في العبث الأعمى، لأن هذا يجعل الأجواء أكثر حيوية، وعندما يتصرفون بهذه الطريقة لا يحتاجون إلى كبح جماح أنفسهم، فلا يوجد أساس لأفعالهم، ولا أحد يتصرف وفقًا للمبادئ. لا يحتاجون إلى الصلاة أو الطلب، ولا يحتاجون إلى أن يكونوا أتقياء أو هادئين؛ فطالما رؤوسهم لا تزال على أجسادهم ويستطيعون التنفس، فيمكنهم التصرف بهذه الطريقة. أليس هذا الحال مشابهًا إلى حد ما للحيوانات؟ نظرًا لأن البشر الفاسدين يمتلكون هذه الخاصية، فمن السهل تضليلهم، ولكن إذا كنت تفهم الحق وتستطيع تمييز هذه الأشياء، فلن تُضَلَّلَ بسهولة. بعد فضح ضد المسيح هذا، شَرَّحَ الجميعُ الأشياء المضللة التي قالها، والتكتيكات التي استخدمها للتصرف بتلك الطريقة، وقارنوا هذه الأشياء بكلام الله. أدركوا أن هذا الرجل كان بارعًا حقًا في تضليل الناس، وأنه خلق حالةً من الفوضى، وأنه على الرغم من أن ما قادهم إلى فعله بدا مثيرًا للإعجاب للغاية، وبدا لهم أنهم كانوا يشعرون بالعمل القوي للروح القدس، فَهُم في الواقع لم يتمكنوا من الشعور بالله على الإطلاق. ظاهريًا، بدا الأمر كما لو أن حماسًا كبيرًا تمكَّن من الجميع، وأن إيمانهم وقامتهم قد ازدادا فجأة؛ ولكن في الواقع، كان هذا وهمًا، عمل روح شريرة. ظهرت هذه الظروف الخارقة للطبيعة، لذا لم يعمل الروح القدس. لفترة من الوقت بعد ذلك، ومن خلال عقد الشركة عن الحق، صار الجميع قادرين على تمييز ضد المسيح، وعادت حالاتهم إلى طبيعتها شيئًا فشيئًا. هؤلاء الناس قد ضُلِّلُوا من قِبَلِ ضد المسيح، وابتعدوا عني. عندما كنتُ أتحدث، كان هؤلاء الأشخاص ينظرون إليَّ وكأنني شخص غير مألوف، ولم يرغبوا في الإجابة عن أسئلتي، وأصبحنا على الفور مثل الغرباء. كانوا ينتظرون أن يتحدث ضدُّ المسيح قبل أن يطيعوا أي شيء؛ وكانوا يستمعون إلى كل ما قاله ضد المسيح، وكل ما قاله كان يمثِّلهم. لذا، لم يكن لهؤلاء الناس رأي في أي شيء، لكنهم كانوا راغبين في ألَّا يكون لهم رأي؛ كانوا ينتظرون حديثه وكانوا تحت سيطرته. الأرواح الشريرة وأضداد المسيح يفعلون مثل هذه الأشياء لتضليل الناس.
يمكن التعبير عن بعض الأشياء بوضوح بالكلمات وتشريحها، ولكن بعضها لا يمكن إلا أن يُقال عنها أن أرواحًا شريرة تعمل داخلها، ولا يمكن التعبير عنها بوضوح بالكلمات، ولا يمكن تمييزها إلا بناءً على مشاعرك أو بناءً على الحقائق التي تفهمها وتجاربك. سرعان ما تم تمييز ضد المسيح هذا والتعامل معه، وعادت حياة الكنيسة إلى طبيعتها. بعد ذلك، اكتشف الجميع أنه لا يزال لديهم بعض الخوف عندما عقدوا الشركة حول هذا الحادث. قالوا: "كان ذلك خطيرًا حقًا! لقد آذتنا "مزاعم" ضد المسيح المُضَلِّلَة بشدة لدرجة أننا كدنا أن نُدَمَّر بسببه". لذا، عليكم أن تتعلموا تمييز أضداد المسيح. إذا كنت لا تأخذ مسألة تمييز أضداد المسيح على محمل الجد، فستكون في خطر، وَمَنْ يدري متى أو في أي مناسبة سيضلِّلونك، حتى أنك قد تتبع ضدَّ المسيح بطريقة مشوشة دون معرفة ما يجري. لن تشعر بأن ثمَّة شيئًا خطأ في ذلك حينها، وستشعر حتى بأن ما يقوله ضد المسيح هذا صحيح؛ وبهذه الطريقة ستكون قد ضُلِّلْتَ من دون أن تدرك ذلك. حقيقة أنّك قد ضُلِّلْتَ تُظهر أنّك قد خُنْتَ الله، ومن ثمّ لن يكون لدى الله أيّ وسيلةٍ لتخليصك. هناك بعض الناس الذين يؤدون عادة بشكل جيد، ولكن لفترة من الوقت، يحتال عليهم أضداد المسيح، والكنيسة تعيدهم في النهاية من خلال النصح والشركة. لكن هناك بعض الذين لا يعودون مهما كانت طريقة تقديم الشركة إليهم عن الحق، ويصبحون عازمين على الذهاب مع أضداد المسيح – أليسوا هكذا مُدَمَّرينَ تمامًا؟ إنهم يرفضون بشدة العودة، ولم يَعُد الله يعمل فيهم. يفتقر بعض الناس إلى التمييز، ويشعرون بالأسف لهذا النوع من الأشخاص، إذ يقولون: "ذلك الشخص محترم جدًا؛ فقد آمنَ بالله لسنوات عديدة، وتخلَّى عن أشياءٍ وبَذلَ نفسه؛ لقد اعتاد على القيام بواجبه بإخلاص تام، وكان إيمانه بالله عظيمًا، وكان مؤمنًا حقيقيًا – ألا ينبغي أن نعطيه فرصة أخرى؟" هل وجهة النظر هذه صحيحة؟ هل تتوافق مع الحق؟ لا يمكن للناس أن يروا سوى ظاهر الشخص، لكنهم لا يستطيعون رؤية قلبه؛ كما لا يمكنهم أن يروا بوضوح أي نوع من الأشخاص هو حقًا، أو نوع جوهره. يجب أن يكونوا على اتصال به أو أن يراقبوه لفترة من الوقت، ويجب أن يمرَّ ذلك الشخص بأحداثٍ تكشفه حتى يتمكن الناس من رؤية حقيقته. علاوة على ذلك، إذا حاولت مساعدة هؤلاء الأشخاص بدافعٍ من طيبة قلبك، لكنهم لم يعودوا مهما عقدت الشركة معهم، فلن تعرف السبب وراء كل ذلك. في الواقع، لقد رأى الله بالفعل هؤلاء الناس على حقيقتهم واستبعدهم. لماذا استبعدهم الله؟ السبب الأكثر وضوحًا هو أن بعض أضداد المسيح هم أرواح شريرة بشكل واضح، ويمكن توصيفهم على أنهم أضداد للمسيح تعمل بداخلهم أرواحٌ شريرة. إن اتبعهم الناس لفترة من الوقت، فَسَتُظْلِمُ قلوبهم، وسيصبحون ضعفاء لدرجة الانهيار، ما يثبت أن الله قد تخلى عنهم منذ فترة طويلة. الله ذو شخصية بارة، وهو يكره الشيطان. بما أن هؤلاء الناس يتبعون الشيطان والأرواح الشريرة، فهل لا يزال بإمكان الله الاعتراف بهم كأتباعٍ له؟ الله قدوس ويبغض الشر، ولا يريد أولئك الذين اتبعوا الأرواح الشريرة؛ وحتى لو اعتقد الآخرون أنهم أناس صالحون، فهو لا يريدهم. ماذا يعني أن الله يبغض الشر؟ ماذا يعني "بغض الشر"؟ استمعوا إلى ما أقوله الآن، وستفهمون. بدءًا من اختيار الله لشخصٍ ما، حتى يعترف ذلك الشخص بأن الله هو الحق والبر والحكمة والقدرة، وأنه هو الواحد الوحيد – بمجرد أن يفهم هذه الأشياء، وبعد أن يمر ببعض الاختبارات، سيكون لديه في أعماق قلبه فهم أساسي لشخصية الله وجوهره وما لديه وماهيته، وسيصبح هذا الفهم الأساسي إيمانه، كما إنه سيحفِّزه على اتباع الله، وبذل نفسه من أجل الله، والقيام بواجبه. وبمجرد أن تكون لديه الخبرة، ويفهم الحق، ويترسَّخ في قلبه فهمه لشخصية الله ومعرفته بالله – عندما يمتلك هذه القامة – لن ينكرَ الله. ولكن إذا لم تكن لديه معرفة حقيقية بالمسيح، الإله العملي، وإذا كان عُرْضَةً لعبادة أحد أضداد المسيح واتباعه، فإنه لا يزال في خطر، وقد يظلُّ يدير ظهره للمسيح في الجسد ليتبع أحد أضداد المسيح الخبثاء. سيكون هذا إنكارًا صريحًا للمسيح وقطعًا للعلاقات مع الله. المعنى الضمنيُّ لهذا هو: "لم أعد أتبع الله – أنا أتبع الشيطان. أنا أحب الشيطان وأنا على استعداد لخدمته؛ أنا على استعداد لاتباع الشيطان. كيفما عاملني، وكيفما دمرني وداسني وأفسدني، فأنا أكثر من مستعد. مهما كان الله بارًا ومقدسًا، ومهما كان مقدار الحق الذي يعبر عنه، فأنا لست على استعداد لاتباعه. لا أحب الحق. أحب الشهرة والمكانة والمكافآت والأكاليل؛ وحتى لو لم أتمكن من الحصول عليها، فأنا أحبها". بهذه البساطة، اتَّبَعَ شخصًا لا علاقة له به، وهرب مع ضد المسيح الذي يعارض الله. هل لا يزال الله يريد شخصًا مثل هذا؟ كلا بالطبع. هل من المعقول ألا يريده الله؟ معقولٌ للغاية. تعرفُ مِنَ التَّعليمِ أنَّ اللهَ هوَ إلهٌ يبغض الشرَّ، وأنَّهُ قدُوسٌ. أنت تفهم هذا التعليم، ولكن هل تعرف كيف يعامل الله أمثال هؤلاء الناس؟ إذا ازدرى الله شخصًا ما، فسوف يتخلى عنه دون تردد. أليس ما أقوله هو حقيقة الأمور؟ (بلى). هكذا حقيقة الأمور. إذًا، هل يعني تخلي الله عن شخص مثل هذا أن لدى الله قلبًا قاسيًا؟ (كلا). الله ذو مبادئ في أفعاله. إذا كنت تعرف من هو الله، لكنك لا تحب أن تتبعه، وإذا كنت تعرف من هو الشيطان، ومع ذلك تصر على اتباعه، فلن يرغمك الله. تفضَّل واتَّبع الشيطان إلى الأبد، ولا ترجع؛ فقد تخلى الله عنك. كيف يمكن للمرء أن يفهم شخصية الله؟ شخصية الله بارة ومقدسة، وثمة عنصر في شخصيته يبغض الشر. وبعبارة أخرى، إذا كنتَ ككائن مخلوق على استعداد أن تُفسَد، فماذا يمكن أن يقول الله؟ لا يجبر الله الناس البتة على فعل أشياء لا يرغبون في فعلها، ولا يجبر الناس البتة على قبول الحق. إذا كنتَ ترغب في أن تكون فاسدًا، فذلك خيارك الشخصي؛ ففي النهاية، أنت مَنْ سيتحمل العواقب، ولن تلوم إلا نفسك. مبادئ الله في التعامل مع الناس ثابتة؛ فإذا كنتَ راضيًا بالفساد، فنهايتك المحتومة هي أن تُعاقَب. لا يهم كَمْ عدد السنين الذي قد تكون أمضيته في اتباع الله، فإذا أردتَ أن تُفسَد، فلن يُرغمك الله على التوبة. أنت مَنْ يرغب في اتباع الشيطان، وأن يضللك الشيطان ويدمِّرك؛ لذلك أنت من يجب أن يتحمل العواقب. يأسفُ بعض الناس لمثل هذا الشخص ويهدرون اللطف في مساعدته، لكن مهما كانت طريقة وعظ الناس له، فلن يعود. ما الذي يجري هنا؟ الحقيقة هي أن الله لا يُخَلِّصُ شخصًا مثل هذا؛ ولا يريده. ماذا يمكن للإنسان أن يفعل حيال ذلك؟ هذا هو السبب الأساسي. ولكن عندما لا يتمكن الناس من رؤية موقفٍ ما بوضوح، ينبغي لهم فعل ما يفترض بهم فعله، وأداء الالتزامات والمسؤوليات التي يفترض بهم أداؤها. أما فيما يتعلق بالنتائج التي ستأتي من أداء هذه المهام، يجب أن يعتمدوا على قيادة الله. ألم تتوصلوا إلى بعض الفهم لعبارة "الله إله يبغض الشر" من خلال هذه التفاصيل التي تحدثتُ عنها؟ هذا هو أحد جوانبها، أن الله لا يريد أولئك الملوثين بالأرواح الشريرة. ما السبب في أن الله لا يريدهم؟ إذا كنت قد اخترت الشيطان، فكيف يمكن لله أن يظلَّ يريدك؟ إذا كنت قد اخترت الشيطان، فكيف يمكن لله أن يرحم قلبك ويحرِّكَهُ ليجعلك تعود؟ هل الله قادر على فعل ذلك؟ إنه أكثر من قادر، لكنه يختار عدم القيام بهذا العمل لأن شخصيته بارة، ولأنه إله يبغض الشر.
في المرة السابقة، ركزت شركتنا على كيف أن المظهر الرئيسي للجوهر الخبيث لأضداد المسيح هو عدوانيتهم تجاه الأمور الإيجابية والحق وكراهيتهم لها. اليوم أقدِّمُ شركةً من منظور آخر، وهو أن أضداد المسيح يحبون كل ما يتعارض مع الأمور الإيجابية. وما ذاك؟ (الأشياء السلبية). نعم، الأشياء السلبية، أي كل ما يتعارض مع الحق ويتناقض معه ولا يتفق معه. لا يحب أضداد المسيح الأشياء الإيجابية، إذًا لا بُدَّ أن لديهم ما يحبونه، أليس كذلك؟ وما الذي يحبونه؟ إنهم يحبون الخداع والأكاذيب، وكذلك المخططات والمؤامرات والتكتيكات. هل هناك أضداد للمسيح يقرأون كتاب "الحيل الست والثلاثون" في وقت فراغهم؟ أتصوَّرُ ذلك. هل تعتقد أنني أقرأ "الحيل الست والثلاثون"؟ لا أقرؤه، ولا أدرسه. ما الفائدة من قراءته؟ قراءته تجعلني أشعر بالغثيان والتقزز. كيف تشعر بعد قراءة "الحيل الست والثلاثون"؟ ألا يجعلك تشعر بمزيد من الاشمئزاز من البشرية الخبيثة؟ هل تشعر بهذا الشعور؟ كلما قرأتَهُ أكثر، شعرتَ بالاشمئزاز أكثر. تشعر بأن هذا الشخص سيء للغاية! هل من المفيد أن يضطر المرء إلى استخدام الحيل لأقلّ الأشياء، وأن يذهب إلى هذا الحد، وألا يكون قادرًا على النوم ليلًا أو تناول الطعام نهارًا، وأن يعتصر ذهنه لمعرفة كيفية القتال؟ قد يدرس بعض أضداد المسيح "الحيل الست والثلاثون" في وقت فراغهم، ويتنافسون بذكائهم ضد الآخرين وضد الله. إنهم يستمتعون بالأكاذيب والخداع والمؤامرات والمخططات، وكذلك التكتيكات والاستراتيجيات، ولكن هل يحبون عدل الله وبره؟ ما نقيض العدل والبر؟ (الخبث والقبح). الخبث والقبح. إنهم يحبون الأشياء القبيحة، وكل ما هو باغٍ وظالم، وكل ما هو جائرٌ وغير لائق. على سبيل المثال، سعي الناس إلى الحق هو قضية عادلة، لكن كيف يعرّفها أضداد المسيح؟ يقولون: "أولئك الذين يسعون إلى الحق حمقى! ما قيمة عيش الحياة إن لم يعشها المرء بالطريقة التي يريدها؟ يجب أن يعيش الناس لأنفسهم، وبالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون من أجل الحق والعدالة، فإن أولئك الناس جميعًا حمقى!" هذه وجهة نظرهم. إذًا، هل هم قادرون على القيام بالأشياء العادلة؟ ليسوا قادرين على ذلك. هل يمكنهم الوقوف والحديث بوضوحٍ عندما تنشأ مشكلات في الكنيسة تزعج عمل الكنيسة وتعطله؟ ليس أنهم لا يتصدون لها فحسب، بل يبتهجون ويسعدون سرًا بهذه المصيبة – إنهم بذورٌ فاسدة. إنهم لا يقلقون البتة بالأمور التي تتعلق بعمل بيت الله، ولا يقفون أبدًا لفعل أي شيءٍ لحماية شعب الله المختار. أولئك الذين يبتهجون سرًا، ويسخرون من بيت الله عندما يرون الأشرار يفعلون الشر، والأشخاص السيئين يستبدون بالكنيسة – أي نوع من الناس هم؟ إنهم أفراد أشرار. إذًا، أي نوع من الناس هم القادة القادرون على التستر على هؤلاء الأشرار؟ إنهم أضداد المسيح. لن يسمحوا بتضرر مصالحهم الخاصة، لكن لا يطرف لهم جفن عندما تتضرر مصالح الكنيسة، ولا يحزنون على الإطلاق، بل إنهم خلف الأبواب المغلقة يسعدون أنهم لم يفقدوا أي شيء. هذا هو خبث أضداد المسيح.
لقد تحدثنا للتو عن كيف أن أضداد المسيح نافرون من الحق، وكيف يحبون الأمور غير البارَّة والخبيثة، ويسعون إلى المصالح والبركات، ولا يتخلون البتة عن نيتهم ورغبتهم في كسب البركات، ويحاولون دائمًا عقد صفقات مع الله. إذًا، كيف ينبغي تمييز هذا الأمر وتوصيفه؟ إذا اعتبرناه تفضيلًا للربح على كل شيء آخر، فسيكون ذلك وصفًا مخففًا. إنه مثل اعتراف بولس بأن لديه شوكة في جسده، وبأنه ينبغي أن يعمل من أجل التكفير عن خطاياه، ولكنه في النهاية ظلَّ يرغب في الحصول على إكليل البر. ما طبيعة هذا؟ (الشراسة). هذا نوعٌ من الشخصيات الشريرة. ولكن ما طبيعة هذا؟ (عقد الصفقات مع الله). إنه يتسم بهذه الطبيعة. كان يبحث عن الربح في كل ما يفعله، ويتعامل مع كل شيء على أنه صفقة. هناك قول مأثور بين غير المؤمنين: "لا يوجد شيء مجاني". يُضْمِر أضداد المسيح أيضًا هذا المنطق، ويفكرون: "إذا كنت أعمل من أجلك، فماذا ستعطيني في المقابل؟ ما المزايا التي يمكنني الحصول عليها؟" كيف ينبغي وصف هذه الطبيعة بإيجاز؟ إنها أن يكون المرء مدفوعًا بالأرباح، وأن يفضِّل الربح على كل شيء آخر، وأن يكون أنانيًا وخسيسًا. هذا هو جوهر طبيعة أضداد المسيح. إنهم يؤمنون بالله لغرض الحصول على الربح والبركات فقط. حتى لو تحملوا بعض المعاناة أو دفعوا بعض الثمن، فكل ذلك من أجل عقد الصفقات مع الله؛ فَنِيَّتهم ورغبتهم في الحصول على البركات والمكافآت هائلة، وهم يتشبثون بها بإحكام. إنهم لا يقبلون أيًا من الحقائق العديدة التي عبّر عنها الله، ويعتقدون دائمًا في قلوبهم أن الإيمان بالله يتمحور حول الحصول على البركات وتأمين غايةٍ صالحةٍ، وأن هذا هو المبدأ الأسمى، وأنه لا شيء يمكن أن يفوقه. يعتقدون أن الناس لا ينبغي أن يؤمنوا بالله إلا من أجل كسب البركات، وأنه إذا لم يكن الإيمان بالله من أجل البركات، فلن يكون للإيمان أي معنى أو قيمة، وأنه سيفقد معناه وقيمته. هل غُرِسَت هذه الأفكار في أضداد المسيح من قِبَلِ شخص آخر؟ هل يستمدونها من تعليم شخص آخر أو تأثيره؟ كلا، إنها تتحدد من خلال جوهر الطبيعة المتأصل في أضداد المسيح، وهو شيء لا يمكن لأحد تغييره. على الرغم من أن الله المتجسد يتحدث بالكثير من الكلمات اليوم، فأضداد المسيح لا يقبلون أيًا منها، بل يقاومونها ويدينونها بدلًا من ذلك. طبيعة نفورهم من الحق وكرههم للحق لا يمكن أن تتغير أبدًا. إذا لم يستطيعوا التغيُّر، فما الذي يشير إليه هذا؟ يشير إلى أن طبيعتهم خبيثة. هذه ليست مسألة سعيٍ إلى الحق أو عدم سعيٍ إليه؛ هذه شخصية خبيثة، إنها تصرخ بوقاحة ضد الله وتعادي الله. هذا هو جوهر طبيعة أضداد المسيح؛ هذا وجههم الحقيقي. بما أن أضداد المسيح قادرون على الصراخ بوقاحة ضد الله ومعارضته، فما شخصيتهم؟ إنها خبيثة. لماذا أقول أنها خبيثة؟ يجرؤ أضداد المسيح على مقاومة الله والصراخ ضده من أجل الحصول على البركات والشهرة والربح والمكانة. لماذا يجرؤون على فعل ذلك؟ في أعماق قلوبهم قوّةٌ، شخصيّةٌ خبيثة تحكمهم، لذلك يتمكّنون من التّصرّف بلا ضمير، والجدال مع الله والصّراخ ضدّه. حتى قبل أن يقول الله إنه لن يمنحهم إكليلًا، وقبل أن يجردهم الله من غايتهم، تثور شخصيتهم الخبيثة من داخل قلوبهم، ويقولون: "إذا لم تمنحني إكليلًا وغاية، سأذهب إلى السماء الثالثة وأتجادل معك!" لولا شخصيتهم الخبيثة، أين كانوا سيجدون مثل هذه الطاقة؟ هل يمكن لمعظم الناس حشد مثل هذه الطاقة؟ لماذا لا يؤمن أضداد المسيح بأن كلام الله هو الحق؟ لماذا يتمسكون بعناد برغبتهم في البركات؟ أليس هذا برهانًا آخر على خبثهم؟ (بلى). أصبحت البركات التي يَعِدُ الله بمنحها للناس هي طموح ورغبة أضداد المسيح. إنهم مصممون على الحصول عليها، لكنهم لا يريدون اتباع طريق الله، ولا يحبون الحق، وبدلًا من ذلك، يسعون وراء البركات والمكافآت والأكاليل. حتى قبل أن يقول الله إنه لن يمنحهم هذه الأشياء، يريدون أن يتحدُّوا الله. ما منطقهم؟ "إذا لم أتمكَّن من الحصول على البركات والمكافآت، فسأتجادل معك، وسأُعارضك، وسأقول إنّك لستَ إلهًا!" أليسوا يهددون الله بقولهم مثل هذه الأشياء؟ أليسوا يحاولون الإطاحة به؟ حتى إنهم يجرؤون على إنكار سيادة الله على كل شيء. وطالما أن أعمال الله لا تتوافق مع مشيئتهم، فإنهم يجرؤون على إنكار أن الله هو الخالق، الإله الحقُّ الواحد. أليست هذه شخصية الشيطان؟ أليس هذا خبث الشيطان؟ أيوجد أي فرق بين كيفية تصرف أضداد المسيح وبين موقف الشيطان تجاه الله؟ هذان النهجان يكادان يتساويان. يرفض أضداد المسيح الاعتراف بسيادة الله على كل شيء، ويريدون انتزاع البركات والمكافآت والأكاليل من يَدَيْ الله. ما نوع هذه الشخصية؟ على أي أساس يرغبون في التحرُّك للاستيلاء على الأشياء بهذه الطريقة؟ كيف يمكنهم حشد مثل هذه الطاقة؟ يمكن الآن تلخيص سبب ذلك: هذا هو خبث أضداد المسيح. لا يحب أضداد المسيح الحق، ومع ذلك لا يزالون يريدون الحصول على البركات والأكاليل، وانتزاع هذه المكافآت من يَدَيْ الله. أليس هذا إلقاءً لأنفسهم إلى الهلاك؟ هل يدركون أنهم يلقون بأنفسهم إلى الهلاك؟ (لا يدركون ذلك). قد يكون لديهم أيضًا شعور طفيف بأن الحصول على المكافآت أمر مستحيل، لذلك يقولون أولًا عبارة مثل: "إذا لم أتمكن من الحصول على البركات، سأذهب إلى السماء الثالثة وأتجادل مع الإله!" إنهم يتوقعون بالفعل أنه سيكون من المستحيل عليهم الحصول على البركات. بعد كل شيء، لقد صرخ الشيطان ضد الله في كبد السماء طوال سنوات عديدة، وماذا أعطاه الله؟ كانت العبارة الوحيدة التي قالها الله هي: "بعد أن ينتهي العمل، سألقي بك في هاوية بلا قرار. أنت تنتمي إلى الهاوية!" هذا هو "وعد" الله الوحيد للشيطان. أليس من الالتواء أنه لا يزال يرغب في المكافآت؟ هذا خبث. الجوهر المتأصل لأضداد المسيح معادٍ لله، وأضداد المسيح أنفسهم لا يعرفون حتى لماذا الحال هكذا. تركز قلوبهم فقط على كسب البركات والأكاليل، وعندما ينطوي أي شيء على الحق أو الله، ينشأ الغضب والمقاومة داخلهم. هذا خبث. ربما لا يستطيع الناس العاديون فهم المشاعر الداخلية لأضداد المسيح؛ إنه أمر صعب للغاية بالنسبة إلى أضداد المسيح. يمتلك أضداد المسيح طموحات هائلة، ويحملون طاقة خبيثة هائلة داخلهم، ورغبة كبيرة في البركات. يمكن وصفهم بأنهم متأججون بالرغبة. لكن بيت الله يعقد الشركة عن الحق باستمرار، ولا بدَّ أن هذا مؤلم جدًا لهم وصعبٌ عليهم سماعه، لكنهم يظلمون أنفسهم ويتظاهرون كثيرًا من أجل تحمّل ذلك. أليس هذا نوعًا من الطاقة الخبيثة؟ إذا كان الناس العاديون لا يحبون الحق، فإنهم سيجدون حياة الكنيسة غير مثيرةٍ للاهتمام، بل ويشعرون بحسٍّ من النفور تجاهها. إن قراءة كلام الله وعقد الشركة عن الحق ستشعرهم بالمعاناة أكثر من المتعة. إذًا، كيف يمكن لأضداد المسيح تحمل ذلك؟ هذا لأن رغبتهم في البركات هائلة لدرجة أنها تجبرهم على إيذاء أنفسهم بتحمُّل ذلك على مضض. علاوة على ذلك، يتسللون إلى بيت الله للعمل خدامًا للشيطان، ويكرسون أنفسهم للتسبب في العراقيل والإزعاجات لعمل الكنيسة. إنهم يعتقدون أن هذه هي مهمتهم، وحتى يكملوا مهمتهم في مقاومة الله، فإنهم يشعرون بالقلق وبأنهم خذلوا الشيطان. يتحدد هذا من خلال طبيعة أضداد المسيح.
لدى أضداد المسيح ولع واضح بالمكانة، والجميع يعرف ذلك. إلى أي مدى يحبون المكانة؟ ما مظاهر ذلك؟ بادئ ذي بدء، ينتهزون أي فرصة للصعود، سواء كان ذلك من خلال أساليب التملق أو الخداع، أو عن طريق فعل أعمالٍ صالحةٍ لاستمالة قلوب الناس. على أي حال، عندما توجد فرصة للتسلق، فإنهم ينتهزونها. وبمجرد أن يصلوا إلى المكانة، فإنهم يعتزون بها أكثر من ذي قبل. عندما يُحقق الأشخاص العاديون مكانة، يتكوَّن لديهم حسٌ بالحياء ويكبحون أنفسهم قليلًا. علاوة على ذلك، فإن منصب القادة والعاملين في بيت الله هو واجب. إنه ليس مكانةً أو لقبًا رسميًا، بل هو واجب. في بعض الأحيان قد يكشف هؤلاء الأشخاص العاديون عن القليل من شخصياتهم الفاسدة من خلال تباهيهم، لاعتقادهم أنهم وقتئذٍ في منصب رسمي. يجد الناس العاديون أنه من المقبول إلى حد ما أن يتصرفوا هكذا في بعض الأحيان، ولكن إذا فعلوا ذلك بانتظام، فسوف يشعرون بالاشمئزاز من أنفسهم ويَخشون أن يلاحظ إخوانهم وأخواتهم ذلك. لديهم خُلُقٌ وشعور بالحياء، لذلك يكبحون أنفسهم قليلًا، وبعد فهمهم للحق، يولون تدريجيًا أهمية أقل للمكانة. ما التأثير الإيجابي الذي سيحدثه هذا، وما النتائج الجيدة التي سيحققها؟ سيمكنهم ذلك من القيام بواجبهم براحة بال، ومهما كان دورهم الحالي، سيعتبرونه واجبًا. نظرًا إلى أنهم قد اختيروا للقيادة، والقيادة عبء وواجب على الإنسان في الوقت نفسه، فيجب عليهم أولًا فهم الأشياء التي تندرج ضمن نطاق هذا الواجب. عندما لا تكون في دور قيادي، لا تحتاج إلى أن تشغل بالك بأمور معينة، ولا أن تتحمل أي أعباء حقًا، ولكن عندما تتولى دورًا قياديًا، فأنت بحاجة إلى معرفة كيفية أداء مهامك بشكل جيد، وكيفية أداء واجبك وفقًا لمبادئ بيت الله وترتيبات عمله. أولئك الذين يسعون إلى الحق يمكنهم التقدم في اتجاه إيجابي بهذه الطريقة. إذًا، ما الفرق بين أضداد المسيح وبين أولئك الذين يسعون إلى الحق من حيث كيفية تعاملهم مع المكانة؟ يتحمس أضداد المسيح لمكانتهم ويسعون إليها ويعتزون بها ويديرونها، ويفكرون في مكانتهم في كل حين، فالمكانة تمثل شريان حياةٍ بالنسبة إليهم. إذا لم يُقدرهم الآخرون، أو إذا قالوا شيئًا خطأً عن غير قصد ونظر الآخرون إليهم بازدراء، وفقدوا مكانهم في قلوب الآخرين، فسيشعرون بالقلق بشأن مكانتهم باستمرار، وسيصبحون حذرين للغاية في تصرفاتهم وحديثهم. وكيفما عقدت الشركة عن السعي إلى الحق، فلن يتمكنوا من فهمها. ما الشيء الوحيد الذي يمكنهم فهمه؟ "كيف يمكنني شغل هذا "المنصب" بشكل جيد والتصرف كمسؤول رسمي؟" هناك بعض المظاهر المحددة لهذا. على سبيل المثال، عندما يلتقط قائد كنيسة صورة جماعية مع أكثر من 20 من الإخوة والأخوات، فأين سيختار الجلوسَ شخص يتمتع بالكرامة وحس الحياء؟ سيختار ركنًا جانبيًا يجلس فيه. أين يجلس أضداد المسيح عادة؟ (في المنتصف). هل جلوسهم في المنتصف هو ما يريده الجميع أم هو رغبتهم الشخصية؟ (إنها رغبتهم الشخصية). في بعض الأحيان، قد يترك الجميع مكانًا في المنتصف لهم، ما يجبرهم على اتخاذ موضعٍ مركزي، وفي قلوبهم يشعرون بالرضا الشديد عن أنفسهم، إذ يفكرون: "انظروا كَمَّ الدعم الذي أحظى به من الجميع! يجب أن أجلس هنا. أستطيع أن أرى من هذا أنني أشغل مكانًا في قلوب الجميع. إنهم لا يستطيعون الاستغناء عني!" يشعرون بالسعادة والرضا. لو لم تكن تعجبهم فكرة أن يترك لهم الجميع مكانًا في المنتصف، فلماذا يذهبون ويجلسون هناك؟ من الواضح أنهم يستمتعون تمامًا بموقعهم في تلك اللحظة بالذات وبالشعور الذي يجلبه هذا. إنهم بحاجة حقًا إلى الشعور بتلك اللحظة المحددة والاعتزاز بها، ولهذا السبب لا يرفضون الموضع. يجلس هذا القائد في المنتصف تمامًا، محاطًا بالعشرات من الأشخاص الآخرين، بل إنه يتكئ على وسادة لإبراز نفسه، إذ يفكر: "ليس مناسبًا أن يكون ارتفاعي مثل ارتفاع الباقين. كيف يمكن أن يُظهر هذا تميزي كقائد؟ أحتاج إلى رفع نفسي قليلًا، والجلوس في المنتصف، وهكذا سأكون بارزًا. هكذا أعرفُ المكان المناسب للجلوس. عندما ينظر الناس إلى الصورة، فإن أول ما سَيَرَوْنه هو أنا، وسيقولون: "هذا هو قائدنا فلان". يا للمجد! ستستمر هذه الصورة لسنوات عديدة. إذا كان الناس لا يستطيعون رؤيتي، ونسوا أمري ببطء، فما الفائدة من كوني قائدًا؟" هذا هو مدى اعتزازهم بمكانتهم.
ذات مرة، التمستُ بعض الأشخاص من إحدى الكنائس لأتعرَّف على الوضع هناك. بعد أن شغَّلوا تصوير الفيديو الخاص بهم، جلسوا جميعًا أمام الكاميرا، تاركين مساحة في المنتصف. لم أفهم السبب واقترحت عليهم الاقتراب من المركز لأن إطار الكاميرا لم يكن متسعًا ليشملهم، وقد بدا شكلهم غريبًا إذ لم تظهر سوى أنصاف وجوههم. بعد ذلك، تحركوا قليلًا نحو المركز، لكنهم تركوا مقعدًا فارغًا في المنتصف. تمتمت لنفسي: "لماذا لا يجلس أي شخص في المنتصف؟ يبدو الأمر كما لو كان بوذا مقدس يجلس هناك. لماذا لا يجرؤ أحد على الذهاب إلى هناك؟" بعد ذلك، جاء رجل سمين قليلًا وغاص في المنتصف، وبدا تمامًا مثل "بوذا" مقدس، مستديرًا وممتلئًا. اتّضح أنّ المقعد الأوسط كان محجوزًا له. هل يمكنكم تخمين من كان هذا الشخص؟ (القائد). صحيح، جلس في المركز تمامًا. هذا رمز المكانة. عندما وصل هذا الإبليس شبيه بوذا، وجلس هناك، شغل ذلك المكان بشكل طبيعي تمامًا، كما لو كان مكانه الشرعي. كان الجميع أكثر من سعداء بالجلوس على كلا الجانبين، وينظرون إليه بإعجاب خاص، كما لو أنهم "فهموه" بشكل كبير. بدا الأمر وكأنهم مجموعة من المتملقين، إذ قالوا: "آه، لقد وصلت أخيرًا. لقد كنا ننتظرك لفترة طويلة". بينما كنت أتحدث، لم يكن أحد يستوعب أيَّ شيء من حديثي؛ إذ كانوا ينتظرون القائد. كان على "بوذا" المقدس هذا أن يظهر أولًا، ولو لم يأت، فلم أكن سأتمكن من الاستمرار في التحدث. كيف كان قادرًا على الجلوس هناك، بل والجلوس بشكلٍ طبيعي هكذا؟ هل لهذا أي علاقة بتفضيلاته وأولوياته ومساعيه المعتادة؟ (نعم). ما نوع المشهد الذي يقدمه هؤلاء الأشخاص عادة؟ استخدموا خيالكم وفكروا في الأمر. عندما يستضيف هذا القائد تجمعًا أو يدخل قاعة يؤدي فيها الناس واجباتهم، كيف يعاملونه؟ يعاملونه كأنه أحد الأسلاف أو كأنه بوذا، إذ يسارعون بتقديم مقعدٍ له، ويجب أن يُحْجَز له المقعد الرئيسيّ. هل كان الأمر ليكون على ما يرام لو لم يحجزوه له؟ بناءً على الظاهرة التي رأيتها على الكاميرا في تلك اللحظة، ربما لم يكن الأمر ليكون على ما يرام لو لم يتركوا له المقعد الرئيسي؛ فقد أصبحت قاعدة، قاعدة غير مكتوبة. عندما يصل "البوذا"، يجب أن يُعطى المقعد الرئيسي على الفور. إذا لم يكن "بوذا" موجودًا، فيجب أن يبقى المقعد الرئيسي شاغرًا. وهذا ما يسمى المكانة. هل يتصرف أي منكم على هذا النحو، ويعتبر المكانة أعلى من أي شيء آخر؟ ما الذي يمكنكم ملاحظته من المشهد الذي وصفته للتو؟ يختلف الناس في تعاملهم مع المكانة، فأولئك الذين يحبون الحق يعتبرون مكانتهم واجبًا، ويعتزون بإرسالية الله في قلوبهم. إنهم يقبلون واجبهم لكنهم لا يُثبِتون مكانتهم. يرى بعض الناس المكانة عائقًا، ويعتقدون أنها عبء إضافي يجلب لهم الضغط والقيود وحتى المتاعب. أما أولئك الذين يعبدون المكانة يعاملونها وكأنهم مسؤولون رسميون، ويتمتعون دائمًا بمنافعها، ولا يمكنهم العيش بدون مكانة، فبمجرد أن يحققوها، يكونون على استعداد للتضحية بكل شيء، بما في ذلك حياتهم واحترامهم لذواتهم، بل إنهم على استعداد لبيع أجسادهم مقابلها. أليس هذا خبثًا؟ (بلى). هذا يُسَمَّى خبثًا. كيف ينظرون إلى المكانة؟ إنها طريق ووسيلة للتفوُّق، وطريقة لتغيير هويتهم ومصيرهم ومركزهم بين الناس. لذلك، فإنهم يقدرون المكانة للغاية. وبمجرد أن يحققوها، ويستمع الناس إليهم ويطيعوهم وينغمسوا معهم ويتملقوهم في كل شيء، فإنهم يجدون أقصى متعةٍ في كل ذلك بدلًا من الاشمئزاز منه. تمامًا مثل ذلك القائد الذي شغل المقعد الأوسط – كانت وضعيته مسترخية ومرتاحة للغاية، وكان لديه حس هائل بالمتعة والاستمتاع بها. أليس هذا خبثًا؟ إذا كان شخصٌ ما يستمتع بشكل خاص بكل مشاعر التفوق وجميع المزايا التي تجلبها المكانة، ويسعى وراء هذه الأشياء ويعتز بها بشكلٍ خاص، وغير راغبٍ في التخلي عنها، فإن ذلك الشخص خبيث للغاية. لماذا أقول أنه خبيث للغاية؟ فيما يخصُّ أولئك الذين يتملقون، ويتحدثون بكلمات لطيفة، ويعطون المديح للأشخاص ذوي المكانة، ما الذي يقولونه؟ إنهم ينطقون بكلمات كاذبة، وكلمات وقحة، وكلمات مقززة ومثيرة للغثيان، وكلمات خداع، وحتى بعض الأشياء المؤذية للسمع. على سبيل المثال، لنفترض أن شخصًا ما يتمتع بمكانة لديه ابن شديد القبح، ذو وجهٍ مدبب وخدود تشبه خدود القِرَدة، فهل يقول هؤلاء المتملقون أنه قبيح؟ ما الذي يقولونه؟ (إنه وسيمٌ للغاية). هل سيكتفون بأن يقولوا فقط "إنه وسيم للغاية"؟ عليهم أن يقولوا شيئًا مقززًا، مثل: "جبهته عريضة وفكه عريض مستدير، ووجهه وجه شخص سيكون ثريًا ويحتل مكانة عالية في المستقبل!" على الرغم من أنه من الواضح أن هذا ليس هو الحال، فهم لا يزالون يجرؤون على التفوه بهذه الأكاذيب علنًا. عندما يسمع ذلك المسؤول هذا، فإنه يبتهج ويحب سماع هذه الأشياء – إنه يستمتع بالاستماع إليها. ما مدى حبه للاستماع إليها؟ إذا لم يقل أحد هذه الكلمات المنافقة، وكلمات الإطراء، وكلمات الخداع أمامه، وإذا لم يقل أحد أي كلمات كاذبة ومثيرة للاشمئزاز لإسعاده وإرضائه، فسيجد الحياة غير مثيرة للاهتمام. أليس هذا خبثًا؟ (بلى). هذا خبيث للغاية. عندما يقولون هم أنفسهم الأكاذيب، فهذا أمر مقزز بالفعل، لكنهم يستمتعون أيضًا بوجود كاذبين آخرين يدورون حولهم مثل سرب من الذباب النتن، ولا يسأمون البتة من هذا. إنهم يحبون أي شخص بارع في استخدام الكلمات، ويجيد إطراءهم وتملقهم، ويتحدث بطريقة مخادعة – فهم يبقون هؤلاء الأشخاص بالقرب منهم ويعيِّنونهم في مناصب مهمة. أليس مثل أولئك القادة في خطر؟ ما نوع العمل الذي يمكنهم إنجازه؟ ألن ينتهي أمر الكنيسة إن سقطت تحت سيطرتهم؟ هل سيظلُّ بإمكانها الحصول على عمل الروح القدس؟
لقد سمعت أن بعض القادة مولعون بالأكل. عندما كانوا يعيشون مع إخوة وأخوات لم يجيدوا الطهي ولم يعدوا وجبات شهية، كانوا يجدون مضيفًا بارعًا في التزلُّف إليهم ومداهنتهم، ليُعِدَّ لهم خصيصًا وجبات لذيذة كل يوم. كان القادة يأكلون ويشربون حتى التخمة كل يوم، ويقولون: "الشكر للإله، نتمتع بمأدبة الإله كل يوم. هذه هي نعمة الإله حقًا!" أمثال هؤلاء الناس في خطر. حتّى لو لم يكونوا أضدادًا للمسيح بعد، فإنّ سلوكهم قد كشف بالفعل أنّ لديهم جوهر طبيعة ضدّ المسيح وشخصيّته الخبيثة، وأنّهم أيضًا يسيرون حاليًّا على طريق ضدٍّ للمسيح. يعتمد ما إذا كان بإمكانهم أن يصبحوا أضدادًا للمسيح، أو إن كانوا أضدادًا للمسيح، على المسار الذي يختارونه في المستقبل. من الواضح تمامًا أنهم يسيرون حاليًا على طريق ضد المسيح وأن جوهر شخصيتهم يتوافق مع جوهر شخصية ضد المسيح، وهذا لأنهم مولعون بالأشياء السلبية ويكرهون الأشياء الإيجابية. إنهم يحتقرون الأشياء الإيجابية، ويدينونها ويرفضونها في قلوبهم. ما الذي يقبلونه؟ الازدواجية والأكاذيب وكل ما يتعلق بالأشياء السلبية. عندما أصل إلى مكان معين، يقول بعض الناس: "أنت لا تبدو على ما يرام؛ خُذ قسطًا من الراحة". أنا أعرف بنفسي ما إذا كنت أشعر أنني على ما يرام أم لا ومتى أحتاج إلى الراحة. لا تحتاج إلى التظاهر بأنك ذكي، ولا تحتاج إلى استعراض مدى فطنتك. لا أقبل هذا؛ أنا أبغضه. ما نوع الأشخاص الذين أحبهم؟ الأشخاص الذين يمكنهم عقد شركة على وجه السرعة عندما يحدث شيء ما ويعبرون لي عمَّا يجول بخاطرهم. أعقد شركة معك لعلاج المصاعب التي تواجهها، ويمكنك أن تكون على علاقة وثيقة بي. لا تشغل بالك بالتودد إليَّ ومحاولة إرضائي؛ فهذا بغيض للغاية! ينبغي لمثل هؤلاء الأشخاص الابتعاد عني، فأنا أجدهم مثيرين للاشمئزاز. أنا أوصِّفك على أنك ذبابة أو آفة مزعجة، لذا ابتعد عني! يقول بعض الناس: "ألا تحتاج إلى شخص بجانبك ليخدمك؟" من وجهة نظرك، وفقًا لهويتي ومكانتي، يُفْتَرَضُ أن أتلقى تعاملًا وخدمة مُوافِقَيْنِ لذلك، لكنني لست بحاجة إلى ذلك. يجب ألا تفعل هذه الأشياء، هل تفهم؟ أشعر بالتقزز والازدراء تجاه هذه الأشياء. إن كنتَ ترغب في قلبك حقًا أن تراعيني وتهتم بي، فهناك الكثير من الطرق المناسبة للقيام بذلك. على سبيل المثال، إذا طلبتُ منك أن تفعل شيئًا، تنفذه حتى نهايته بطاعة، وعندما تواجه مصاعب، يمكنك مناقشتها على الفور معي. ومع ذلك، أيًا كان ما تفعله، لا تقلد غير المؤمنين في تملُّقِهِم للأشخاص ذوي المناصب بأن تتفوه بالكثير من الإطراء اللطيف الوقع؛ فلا أحب سماعه. من الواضح أنني لست طويل القامة، ومع ذلك تصرُّ على أن تقول: "قد لا تكون طويلًا، لكنّك أطول منّا". لا أحب سماع ذلك، لذلك مهما كان ما تفعله، لا تقل لي ذلك؛ فأنت تقوله للشخص الخطأ. يحب أضداد المسيح أن يسمعوا هذا النوع من الكلمات. على سبيل المثال، يسألون الإخوة والأخوات تحت قيادتهم: "هل أبدو سمينًا؟" فيقول بعض الناس: "حتى لو كنت سمينًا، فأنت تبدو أفضل منا"، فيسألهم: "هل أنا نحيف إذًا؟" فيجيبون: "حتى لو كنت نحيفًا، فأنت تبدو رائعًا. في كلتا الحالتين، أنت مثل عارض الأزياء؛ فكل شيء يبدو جيدًا عليك". عندما يسمع أضداد المسيح هذا، فإنهم يبتهجون ويعتبرونك رفيقهم وحليفهم. كل هذه الأشياء التي يولع بها أضداد المسيح مثيرة للاشمئزاز وخبيثة – كيف يمكن وصفها بغير الخبيثة؟ هل يحب أضداد المسيح عناصر الإنسانية الطبيعية، مثل الضمير والعقل وحس الحياء، والكرامة، وكذلك التمييز بين الخير والشر، والأسود والأبيض، والصواب والخطأ، وغير ذلك من الأشياء في الإنسانية الطبيعية؟ هل يحب أضداد المسيح الناس الذين لديهم حس الحياء؟ هل يحبون الناس ذوي الكرامة؟ إنهم يحبون عديمي الحياء، الذين يمكنهم التحدث بطريقة ممجوجة بدون أي وعي وبدون أن يشعروا بالحرج. أليسوا يفتقرون إلى حس الحياء؟ كلما كانت كلماتك ممجوجة أكثر، صاروا هم أكثر سعادة. بالنظر إلى تفضيلات أضداد المسيح ومواقفهم تجاه مختلف الأشياء، وكذلك خياراتهم وتوجههم، يتضح أن خبثهم لا يعرف حدودًا. دعنا من أولئك الذين يفهمون الحق؛ فحتى الأشخاص الذين لديهم القليل من حس العدالة في المجتمع لا يستحسنون هذا النوع من السلوك. كما تعلم، بعض الأشخاص في الدوائر الرسمية يتملقون بشدة ذوي المناصب، يعطون ذوي المناصب كل ما يحتاجون إليه، حتى إنهم يتخلون عن زوجاتهم – أليسوا يفتقرون إلى الكرامة؟ (هُم كذلك). علاوة على ذلك، يتورط بعض المسؤولين في علاقات مثلية الجنس، وقد يقيم بعض الأشخاص من جنس هؤلاء المسؤولين نفسه علاقات حميمة معهم، ويفعلون ذلك حتى لو لم يرغبوا شخصيًا في فعله. هل يمكنكم فعل مثل هذه الأشياء؟ (كلا، لا يمكننا). لكنهم يمكنهم ذلك. ليس لديهم حد أدنى من الأخلاق، ولا حس بالحياء، ولا وعي بالضمير، ولا عقلانية؛ ولهذا السبب يفعلون هذه الأشياء. لا يمكنك حتى التفوه بتلك الأشياء التي يقولونها إذا طُلِبَ منك إلقاؤها كجُمَلٍ حوارية في مسرحية؛ هؤلاء الناس أكثر تملقًا من الممثلين المسرحيين. ما الذي أعنيه بالممثلين المسرحيين؟ أعني أولئك الذين لا يمانعون ولا يطرف لهم جفنٌ إن رآهم الآخرون أو زاروهم وهم عراة تمامًا. يُطلق على هؤلاء الأشخاص اسم "الممثلين المسرحيين". لذلك، فإن هؤلاء المتملقين، بكلماتهم المقززة والمثيرة للاشمئزاز وتفضيلهم للأشياء الخبيثة، هم أسوأ من أولئك الممثلين المسرحيين، فأولئك يبيعون أجسادهم فقط، ولكن ماذا تبيع هذه العصابة من الخبثاء المعروفين باسم أضداد المسيح؟ يبيعون أرواحهم. إنهم حفنة من الأبالسة الأشرار، لا أمل في إصلاحهم. هذا هو السبب في أن قول الحق لهؤلاء الناس يشبه منح الدرر للخنازير؛ فمن المستحيل عليهم أن يحبوا الحق. هكذا يتعاملون مع المكانة، إذ يتمتعون بمشاعر الفوقية المختلفة والمشاعر الجيّدة الأخرى التي تُصاحِبها. ما المشاعر المختلفة المستمدة من هذا التمتع؟ أهي أشياء إيجابية أم سلبية؟ هذه كلها أشياء سلبية. عندما يحصلون على المكانة، يتوقعون أن يستمتعوا بإطراء الناس لهم، وتقديم الطعام لهم، وتلبية مصالحهم. إنهم يريدون أيضًا التمتع بمعاملة خاصة؛ إذ يجب أن يكون طعامهم ومسكنهم والأشياء التي يستخدمونها جميعًا مميزة، ويجب أن يكونوا مختلفين عن الآخرين في كل شيء. هل يختلف جسدك المادي هذا حقًا عن أجساد الآخرين؟ بمجرد أن يُؤَمِّنَ أضداد المسيح مكانتهم، يعتقدون أنهم نبلاء وغير عاديين، كما لو أنه لا مكان على الأرض يمكنه استيعابهم بعدئذٍ؛ إذ يجب أن يجلسوا على "عرش" ويطلبوا من الناس تقديم قرابين لهم. أليس هذا هو الحال؟ أخبرني، هل هذه هي الأفكار التي يتبناها الناس العاديون عادة؟ بغض النظر عما إذا كان لديهم مكانة أم لا، قد يكون لدى الأشخاص العاديين طموح ورغبة ما في ذلك، ولكن نظرًا إلى أنهم يمتلكون حسًا بالحياء وضميرًا وعقلانية، بالإضافة إلى امتلاكهم الآن بعض الفهم للحق، فإن تعلُّقهم بالمكانة يتضاءل ويتلاشى. علاوة على ذلك، يمكنهم أن يضعوا أهمية أقل على المزايا التي تصاحب المكانة، وإذا تمكنوا من اعتبار الفوائد التي تجلبها غير مهمة، فقد يشعرون هم أيضًا بالاشمئزاز من إطراء الآخرين والكلام المعسول والتملق والسلوكيات الأخرى من هذا القبيل، ويمكنهم أن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه الأشياء أو يديروا ظهورهم لها ويتركوها. ولكن هل يمكن لأضداد المسيح ترك هذه الأشياء أو التخلي عنها؟ كلا بالطبع. إن طلبتَ منهم التخلي عن هذه الأشياء، سَيَبْدو كما لو أنك تطلب أرواحهم. وإلا، فلماذا يقول بعض الناس: "لن أؤمن بعد الآن، لن أستمر في العيش، الحياة لا تستحق العيش"، بمجرد أن يفقدوا مكانتهم؟ أليس ثمة خطب ما هنا؟ لماذا المكانة مهمة للغاية بالنسبة إليهم؟ لا يستطيعون أن يعيشوا حياة هادئة وعادية؛ يجب أن يتمتعوا بمكانة، ويجب أن يفوقوا الجماهير وأن ينعموا بتبجيل الآخرين لهم وعبادتهم وتمجيدهم، وكذلك بالأكاذيب التي تهدف إلى إرضائهم وخداعهم وإطرائهم. إنهم يريدون الانغماس في هذه الأشياء. هل ينغمس الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية في مثل هذه الأشياء عن طيب خاطر؟ كلا بالطبع؛ فهذا يُشْعِرهم بعدم الارتياح. لماذا يحب أضداد المسيح الاستمتاع بهذه الأشياء؟ لأن لديهم شخصيات شيطانية في داخلهم. أولئك الذين على شاكلة الشيطان هم وحدهم الذين يسعون إلى هذه الأشياء ولديهم مثل هذه المطالب. قد يستمتع الأشخاص العاديون بهذه الأشياء لفترة من الوقت، لكنهم يدركون أنها بلا معنى وحتى مزعجة، ثم يبتعدون عنها كلها، لكن بعض الناس يرفضون بعناد التخلي عنها. على سبيل المثال، لماذا لا يتقاعد بعض نجوم السينما أبدًا عن عالم السينما، على الرغم من تقدمهم في العمر؟ هذا لأنهم بدون تلك الهالة، وبدون الناس المحيطين بهم، يجدون الحياة مملة، ويشعرون بأن السماء ليست زرقاء، وأن حياتهم بلا اتجاه، وأنها أصبحت بلا معنى وبدون قيمة، ويشعرون بأن حياتهم كلها تصبح كئيبة، لذلك يتعين عليهم العودة إلى صناعة السينما لإحياء إحساس النجومية بداخلهم من جديد. يشترك أضداد المسيح معهم في الصفة نفسها: فهم يمتلكون شخصية وجوهرًا خبيثين بالقدر نفسه. عندما يكتسب أضداد المسيح مكانة، يتباهون بها في كل مكان، حتى إنهم يضطلعون بدور سلطوي في منازلهم ويرغمون أفراد أسرهم على طاعتهم. يمتلك أضداد المسيح شخصية وجوهرًا خبيثين، ويعاملون المكانة بمحبة خاصة، ويبذلون قصارى جهدهم لاستعراضها والتباهي بها. ما الذي يوضِّحه هذا لنا؟ هل لدى هؤلاء الناس حسٌّ بالحياء؟ ليس لديهم. بمجرد أن يحصلوا على المكانة يعتقدون أن هويتهم قد تغيرت، بل أن علاقتهم بوالديهم تتغير. ألا توجد مشكلة هنا؟ هذا انحراف! إن قدرتهم على اتخاذ مثل هذا الموقف تجاه المكانة هو أحد أنواع الأدلة التي تكشف جوهرهم الخبيث.
الله هو الخالق، وهويته ومكانته هما الأسمى. الله يمتلك السلطان والحكمة والقوة، ولديه شخصيته الخاصة وصفاته وماهيته. هل يعرف أحدكم كم سنة عمل فيها الله وسط البشرية وكل الخليقة؟ غير معروفٍ بالتحديد عدد السنوات التي عمل الله فيها وأدار البشرية جمعاء؛ لا يمكن لأحد أن يحدد رقمًا دقيقًا، والله لا يبلغ هذه الأمور للبشرية. لكن لو كان الشيطان قد فعل شيئًا كهذا، فهل سيبلغ عنه؟ بالتأكيد سيفعل ذلك. إنه يريد استعراض نفسه لتضليل المزيد من الناس وتوعية المزيد من الناس بمساهماته. لماذا لا يبلغ الله عن هذه الأمور؟ ثمة جانب متواضع وخفي في جوهر الله. ما عكس التواضع والخفاء؟ إنه الغطرسة وإظهار الذات. مهما يكن مدى عظمة العمل الذي يقوم به الله، فإنه يخبر الناس بما يمكنهم استيعابه وفهمه فقط، ويكتفي بالسماح للناس باكتساب المعرفة، ومعرفة جوهره من خلال العمل الذي يقوم به. ما الفوائد التي يجلبها هذا للناس؟ ما النتيجة التي يحققها هذا؟ هل يجب أن يعرف الناس هذه الأشياء من أجل أن يعبدوا الله؟ ليس الأمر هكذا في الواقع. إن قدرة الناس على عبادة الله هي النتيجة الموضوعية النهائية، ولكن ما مقصد الله الأصلي في سماحه للناس بمعرفة هذه الأشياء؟ إنه تمكينهم، بعد أن تكون لديهم معرفة بهذه الأشياء وبعد أن يكون لديهم فهم لكيفية إدارة الله للبشرية وكيفية سيادته على البشرية وترتيبه لها، من أن يكونوا قادرين على الخضوع لسيادة الله، وعدم الانخراط في مقاومة عقيمة، وعدم الانحراف عن المسار؛ وهكذا، ستقلُّ معاناة الناس كثيرًا. من خلال العيش بشكل طبيعي والوجود وفقًا للطرق والنواميس التي يوفرها الله، ووفقًا لمتطلباته والمبادئ التي يعطيها، لن تقع في براثن الشيطان بعد الآن، ولن تُفسَد وتُدَاس مرة أخرى. وبدلًا من ذلك، ستعيش إلى الأبد ضمن القواعد التي وضعها الله، وتعيش بشبه الإنسان وككائن مخلوق، وتتلقى رعاية الله وحمايته. هذا هو المقصد والغرض الأصلي لعمل الله. إذًا، مع العمل الهائل الذي قام به الله، هل تباهى به من قبل؟ هل أخبر الناس من قبل بما فعله؟ لم يفعل ذلك قطّ. كثير من الناس لا يعرفون ما قد فعله الله، أو ما أنواع الأشياء التي فعلها الله وما التي لم يفعلها. في الواقع، لقد فعل الله الكثير، لكنه لم يعلن هذه الأشياء للبشرية قَطُّ. الله لا يعلنها للبشرية؛ كل ما عليك فعله هو أن تدرك بشكلٍ واضحٍ ما يجب أن تعرفه. وفي المستقبل، ستكون البشرية قادرة على الوجود على الأرض بشكل طبيعي وقبول قيادة الله، وعندما يصل الله بين البشر، سيكون الناس قادرين على التفاعل بشكلٍ طبيعيٍّ مع الله، واستقباله، وعبادته، والاستماع إلى كلماته، ولن يعودوا يسيرون مع الشيطان. بهذه الطريقة، سيظهر ملكوت الله على الأرض، وعلى الأرض ستكون هناك جماعةٌ من الأشخاص القادرين على عبادته، جماعةٌ من الأشخاص يمكنهم الاستماع إلى كلماته وتطبيقها. وهكذا سيُنْجَزُ عمل الله؛ وهذا يكفي لتحقيق هذه النتيجة. لذا، إذا كنتَ لا تفهم أيَّ شيءٍ فعله الله أو تدركه، فلن يشرحه الله لك. لماذا لا يشرحه؟ ليست هناك حاجة لفعل ذلك. هناك العديد من الأشياء التي لا تفهمها، ولن يكشف الله عن أسرار معينة لك من أجل جعلك تعرف هذه الأشياء أو تفهم هويته وجوهره، أو تفهم قوته. الله لا يقوم بهذا العمل. ما الذي يركز الله على فعله حاليًا؟ إنه يركِّز على جعل الناس يفهمون الحق. بمجرد أن تفهم الحق، ستبدأ بمعرفة الله، ويصير لحياتك أساسٌ، وتكون قادرًا على الخضوع لله وعبادته في المستقبل، وستتمكن أيضًا من تمييز الشيطان ونبذه، ولن تُضَلَّل من قِبَله ولن تتماشى معه مرة أخرى؛ وحينئذ يكتمل عمل الله. أما بالنسبة إلى تلك الأسرار، فستتاح للبشرية الفرصة لفهمها في المستقبل، لكن أسرار أفعال الله واسعة بشكل لا يصدق، وحتى لو كشفها الله لك، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستفهم. حتى لو تلامستَ معها، فقد لا تتمكن من استيعابها أو فهمها. لماذا؟ ذلك لأن هناك مسافة بين الكائنات المخلوقة وبين الله، بين الأفكار البشرية وأفكار الله. على سبيل المثال، قد تعرف أن قوس قزح هو علامة على الميثاق بين الله والبشرية، ولكن هل تعرف كيف يتشكل قوس قزح؟ لو شرَحَ اللهُ لكَ هذاَ اللغز، فهل كنت ستفهم؟ لم تكن ستفهم، ولذلك لا يخبرك الله. سيكون الأمر مرهقًا لك إذا فعل ذلك، لأنك ستحتاج إلى دراسته وتحليله، ما سيجلب لك المتاعب. لذلك، لا يقول الله الكثير عن الأسرار. لكن هل يستطيع الإنسان، الذي هو من الشيطان، أن يصمت إذا كان يعرف عن هذه الأسرار؟ كلا بالطبع. هنا يختلف جوهرهما. هل يفسر الله الأشياء الكثيرة التي كشفها للبشرية لسنوات ولكن لا يمكن للناس أن يفهموها البتة؟ هل يفعل أشياءً خارقةً للطبيعة؟ كلا، لا يفعل. خلق الله البشرية، والله يعلم مقدار ما يستطيع الناس أن يفهموا وإلى أي مدى يمكنهم أن يفهموا. توضع هذه الأشياء أمام أعين الناس، ولكن إذا لم يكن من الضروري لهم أن يفهموا، فلا حاجة لإنارتهم أو فرض هذه الأشياء على الناس وتحويلها إلى أعباء عليهم، لذا لا يعمل الله هكذا. ومن ثَمَّ، هناك مبادئ لأفعال الله. نهجه تجاه الإنسانية هو نهج الاعتزاز والمراعاة والمحبة. يريد الله الأفضل للناس؛ وهذا هو مصدر جميع أعمال الله والمقصد الأصلي من ورائها. من ناحية أخرى، يتباهى الشيطان بنفسه، ويفرض الأشياء على الناس، ويجبرهم على عبادته ويُضَلِّلهم، ويؤدي بهم إلى الانحطاط، فيتحولون تدريجيًا إلى أبالسة أحياء ويتجهون نحو الدمار. ولكن عندما تؤمن بالله، إذا فهمت الحق واكتسبته، تستطيع الهروب من تأثير الشيطان وتحقيق الخلاص، ولن تواجه عاقبة الدمار. لا يحتمل الشيطان رؤية الناس في حالة جيدة، ولا يهمه إن عاش الناس أو ماتوا؛ إنه يهتم بنفسه فقط، وبمكاسبه الخاصة، وبمتعته الخاصة، ويفتقر إلى المحبة والرحمة والتسامح والمغفرة. الشيطان لا يمتلك هذه الصفات؛ الله وحده يمتلك هذه الأشياء الإيجابية. لقد قام الله بقدر كبير من العمل على البشر، لكن هل تحدث عن ذلك من قبل؟ هل سبق له أن شرح ذلك؟ هل أعلن ذلك من قبل؟ كلا، لم يفعل ذلك. مهما أساء الناس فهم الله، فهو لا يشرح. من وجهة نظر الله، بغض النظر عما إذا كان عمرك ستين أو ثمانين عامًا، فإن فهمك لله محدود للغاية، وبناءً على مدى ضآلة معرفتك، فأنت لا تزال طفلًا. الله لا يلومك على ذلك؛ فأنت لا تزال طفلًا غير ناضج. لا يهمّ أنّ بعض النّاس ربّما عاشوا سنواتٍ كثيرة وأن علامات التّقدّم بالعمر تظهر على أجسادهم؛ فلا يزال فهمهم لله طفوليًّا وسطحيًّا جدًّا. الله لا يلومك على ذلك؛ فإذا كنت لا تفهم، فأنت لا تفهم. هذا هو مستوى قدراتك وإمكانياتك، ولا يمكن أن يتغير. لن يفرض الله عليك أي شيء. يطلب الله من الناس أن يقدِّموا الشهادة له، لكن هل قدَّم هو الشهادة لنفسه؟ (كلا). من ناحية أخرى، يخشى الشيطان من ألَّا يعرف الناس حتى أصغر شيء يفعله، ولا يختلف أضداد المسيح عنه؛ فهم يتباهون بأقلِّ شيء يفعلونه أمام الجميع. عند سماعهم، يبدو أنهم يشهدون لله، ولكن إذا استمعت من كثب، فستكتشف أنهم لا يشهدون لله، بل يستعرضون، ويعزّزون أنفسهم. المقصد والجوهر وراء ما يقولون هو التنافس مع الله من أجل شعبه المختار، ومن أجل المكانة. الله متواضع وخفي، والشيطان يتباهى بنفسه. هل هناك فرق؟ الاستعراض مقابل التواضع والخفاء: أيُّها أشياءٌ إيجابية؟ (التواضع والخفاء). هل يمكن وصف الشيطان بأنه متواضع؟ (لا). لماذا؟ بالنظر إلى جوهر طبيعته الخبيثة، فهو حثالةٌ لا قيمة لها؛ وسيكون من غير الطبيعي ألَّا يتباهى الشيطان بنفسه. كيف يمكن اعتبار الشيطان "متواضعًا"؟ "التواضع" يقال في الله. هوية الله وجوهره وشخصيته سامية وشريفة، لكنه لا يستعرض أبدًا. الله متواضع وخفي، لذلك لا يرى الناس ما قد فعله، ولكن بينما يعمل في مثل هذا الغموض، تتم باستمرار إعالة البشر، وتغذيتهم، وإرشادهم؛ وهذا كله مُرتَّب من قِبَلِ الله. أليس من الخفاء والتواضع ألَّا يُعْلِنَ الله هذه الأشياء أبدًا، ولا يذكرها أبدًا؟ الله متواضع على وجه التحديد لأنه قادر على القيام بهذه الأشياء لكنه لا يذكرها أو يعلنها أبدًا، ولا يجادل فيها مع الناس. بأيِّ حقٍّ تتحدث عن التواضع بينما أنت غير قادر على مثل هذه الأشياء؟ أنت لم تفعل أيًا من هذه الأشياء، ومع ذلك تصر على نسب الفضل إلى نفسك فيها، وهذا ما يسمى انعدام حياء. يقوم الله بهذا العمل العظيم، من خلال توجيه البشرية، وهو يترأس الكون بأسره. سلطانه وقوّته واسعان للغاية، لكنه لم يقل أبدًا: "قوتي غير عادية". بل يظل مختبئًا بين كل الأشياء، ويترأس كل شيء، ويغذي البشرية ويعولها، ويسمح للبشرية بأسرها بالاستمرار جيلًا بعد جيل. الهواء وأشعة الشمس، على سبيل المثال، أو كل الأشياء المادية الضرورية للوجود البشري على الأرض، كلها تتدفق دون توقف. إن إعالة الله للإنسان أمر لا يقبل الشك. إذا فعل الشيطان شيئًا جيدًا، فهل سيلزم الصمت ويبقى بطلًا غير معروف؟ مستحيل. يشبه الأمر وجود بعض أضداد المسيح في الكنيسة الذين قاموا سابقًا بعمل خطير، وتخلوا عن أشياء وتحمَّلوا المعاناة، والذين ربما ذهبوا إلى السجن؛ هناك أيضًا بعض الذين ساهموا ذات مرة في جانب واحد من عمل بيت الله. إنهم لا ينسون هذه الأشياء أبدًا، ويعتقدون أنهم يستحقون نسب الفضل إليهم مدى الحياة، ويعتقدون أن هذه الأشياء هي محصلة رأس مالهم في الحياة، ما يظهر مدى ضآلة الناس! الناس صغار حقًا والشيطان عديم الحياء.
أخبرني، إذا كانت مكانة أضداد المسيح مساوية لمكانة الله، فماذا سيتعين عليهم أن يأكلوا ويرتدوا؟ سيتعين عليهم تناول أفضل الأطعمة وارتداء ملابس من أفضل العلامات التجارية، أليس كذلك؟ لذا أخبرني، أليست لديهم مواصفات معينة فيما يتعلَّق بمطالبهم بشأن الأشياء المادية؟ عندما يذهبون إلى مكان ما، يجب أن يستقلوا طائرة، وعندما يصلون إلى ذلك المكان، هل يمكن للإخوة والأخوات العاديين استضافتهم في منازلهم؟ حتى لو أمكنهم ذلك، فإن أضداد المسيح أولئك لن يقيموا معهم؛ إذ يتعيَّن عليهم الإقامة في فندق راقٍ. أليس أضداد المسيح مدققين جدًا بشأن مواصفاتهم؟ أما بالنسبة إلى المجد والمتعة والغرور الذي ستجلبه لهم تلك المكانة، أيمكنهم التخلي عن هذه الأشياء؟ طالما أن لديهم الظروف والفرص المناسبة، فإنهم ينتهزون هذه الأشياء بملء أيديهم ويستمتعون بها. ما مبادئهم؟ طالما أن لديهم مكانة، فيمكنهم الحصول على المال وارتداء ملابس وإكسسوارات من علامات تجارية بارزة. إنهم لا يريدون ارتداء أشياء عادية؛ بل يتعين عليهم ارتداء علامات تجارية مشهورة. كل ما يخصهم من أربطة العنق والبدلات والقمصان وأزرار الأكمام والقلائد الذهبية والأحزمة – كل شيء من علامات تجارية بارزة. هذا ليس مؤشرًا جيدًا، ثم أليس الإخوة والأخوات يتحملون المعاناة بسبب ذلك؟ يستخدم أضداد المسيح هؤلاء المالَ الذي يقدمه الإخوة والأخوات لشراء سلع من علامات تجارية بارزة. أليس هذا شرًا عظيمًا فعلوه؟ أليس هذا بسبب خبثهم؟ هذه هي أنواع الأشياء التي يمكنهم فعلها. كان هناك شخص يرتدي ملابس بسيطة عندما تولى دورًا قياديًا لأول مرة، إذ كان يرتدي ثلاثة أو خمسة أطقم فقط من الملابس لم تكن تحمل علامات تجارية بارزة ولم تكن راقية. بعد عدة سنوات في القيادة، أُعفيَ لأنه لم يقم بأي عمل فعلي. لكنه عندما غادر، أخذ حمولة سيارة من الأشياء: ملابس من علامات تجارية بارزة، وحقائب، وجميع أنواع الأشياء الفاخرة. لم يكسب أي أموال كقائد، فمن أين جاءت هذه الأشياء؟ جاءت بسبب مكانته. لو كان قد رفض عندما اشترى الآخرون هذه الأشياء له، فهل سيظل الإخوة والأخوات يصرون على شرائها له؟ هل كان من الممكن أن يحدث شيءٌ من هذا القبيل؟ لو لم يكن يريد هذه الأشياء، لَمَا اشتراها الإخوة والأخوات له. ما المشكلة هنا؟ كان يستولي على هذه الأشياء بالقوة والجشع، فمن ناحية، ابتز الإخوة والأخوات، ومن ناحية أخرى، اشتراها بنفسه. علاوة على ذلك، سمح للإخوة والأخوات بشراء هذه الأشياء له، وإذا رفض أي شخص ذلك، عذبه وصعَّبَ عليه الأمور. لهذه الأسباب العديدة دور. وفي النهاية، حصل على "حصاد وفير" وأصبح ثريًا. هل تحسدون هذا النوع من القادة؟ إن أتيحت لكم الفرصة، فهل يمكنكم أيضًا كسب هذا النوع من الثروة؟ دعني أخبرك، ليس من الجيد أن تصبح ثريًا هكذا؛ فهناك عواقب! عندما يصبح بعض الناس قادة، فإنهم يخافون من حدوث هذه الأشياء لهم. يعتقدون أن الإغواءات ستكون عظيمة جدًا، وأنه سيكون من الصعب تجنب هذه الإغواءات أو التعامل معها، وأنه سيكون من السهل الوقوع فيها. لكن بعض الناس لا يهتمون، ويفكرون: "هذا طبيعي. مَنْ يتولى منصبًا دون الاستمتاع بمثل هذه الأشياء؟ لماذا تولي المنصب في المقام الأول؟ هذا هو بيت القصيد!" أي صوتٍ هذا؟ إنه صوت أضداد المسيح، وهؤلاء الناس في خطر.
أعمل منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا حتى الآن. هل سبق لي أن ابتززتُ أي شيء من أي شخص؟ على سبيل المثال، إذا رأيتُ شخصًا يرتدي مجوهرات جميلة، فهل كنت أبتزها منه عن طريق توجيه رسالة له مثل: "أعطني مجوهراتك؛ فهي لا تناسبك. المجوهرات الذهبية والفضية مخصصة للأشخاص ذوي المكانة، ولا ينبغي أن يرتديها أولئك الذين ليس لهم مكانة". هل حدث هذا من قبل؟ كلا. حتى عندما جمع بعض الإخوة والأخوات بعض المال واشتروا لي سترة جلدية أو شيئًا من هذا القبيل، أعدتها إليهم. لم يكن السبب أنها لم تعجبني؛ بل أنني لا أستخدم هذه الأشياء فحسب. في وقت لاحق، فكرت في الأمر: "كيف ينبغي أن أتعامل مع هذه الأمور بشكل لائق؟ ماذا ينبغي أن أفعل لأتجنَّب إيذاء مشاعر الأشخاص الذين اشتروا لي الأشياء؟" أخذت هذه الأشياء إلى الكنيسة حتى يتمكن الإخوة والأخوات من توزيعها وفقًا للمبادئ. إذا كان شخص ما راغبًا في شراء الأشياء الثمينة، كانت الكنيسة تبيعها بسعر مخفَّض. لم يكن الأمر يتعلق بكسب المال؛ بل كان يتعلق بالتعامل مع الأمور بطريقة مناسبة لكلا الطرفين. ينبغي ألا يتلقى أي شخص هذه الأشياء مجانًا لأنها لم تكن مخصصة لك في الأصل. كانت هذه العناصر محدودة ولا يمكن توزيعها بالتساوي بين الجميع، ولم يكن من اللائق إعطاؤها لأي شخص. ومن ثَمَّ، كان الخيار الوحيد أمام أولئك الذين كان لديهم المال وكانوا راغبين في شرائها هو المضي قدمًا وشراؤها. كانت بالتأكيد أرخص من سعر بيعها في السوق، لذا كان ذلك معروفًا من بيت الله. كان لي الحق في فعل الأمور بهذه الطريقة، وذلك لأنه بمجرد أن يُقَدَّم لي شيءٌ يصير مِلكًا لي، وكان لي الحق في التعامل معه بالطريقة التي أراها مناسبة، ولا تعود له أي علاقة بالشخص الذي اشتراه في البداية. من خلال تعاملي مع الأمور بهذه الطريقة، كنتُ قد حفظت لذلك الشخص حسَّه بالكرامة. لم يكن يُفْتَرَضُ أن تكون لديه أي اعتراضات، لأن هذا النهج كان لائقًا تمامًا. اشترى لي العديد من الإخوة والأخوات أشياء، لكنني لم أعهد إليهم بشراء أشياء لي، ناهيك عن مطالبتهم بذلك، لكنهم كانت لديهم النية الصادقة لفعل ذلك، وهو ما أقدره، ولكن كان هناك العديد من الأشياء التي لم أستطع قبولها لأنني لم أكن بحاجة إليها. هذه مسألة عملية. هل ما قلته لائق؟ (نعم). هل كان تعاملي مع الأمر لائقًا أيضًا؟ (نعم). كان هناك أيضًا بعض الإخوة والأخوات الذين عرفوا أنني حساس للبرد ولا أتناول الأطعمة الباردة، لذلك اشتروا لي بعض الأدوية لعلاج "برودة المعدة". لكني لم أشعر أنني على ما يرام بعد تناول تلك الأدوية؛ إذ لا يستطيع جسدي تحمل مثل هذه التجارب، لذلك هناك العديد من الأدوية التي يجب أن آخذ حذري معها. عليكم أن تفهموا هذا. كذلك اشترى لي بعض الإخوة والأخوات بعض المكملات الصحيّة، مثل الجينسنغ الجبليّ والجينسنغ الأحمر وأنواع أخرى من المقويات، لكني لم أستطع تناول أي منها. لماذا؟ لأنها لم تناسبني. لم يكن السبب أنني احتقرتُ ما اشتراه لي الإخوة والأخوات أو من أين اشتروه؛ كان السبب فقط أنني لم أتمكن من استخدامها؛ لم أكن قادرًا على استخدامها. ليست كل الأشياء الجيدة مناسبة للجميع. هناك العديد من الأشياء الجيدة، وإذا كنت تتناول شيئًا جيدًا وتسبب في استجابة سلبية أو تحسسية، فهو ليس شيئًا مناسبًا لك. إذًا، كيف ينبغي التعامل مع هذا؟ من الأفضل السماح لمن يناسبهم هذا الشيء باستخدامه. لذلك، دعوني أخبركم، بغض النظر عمن ينفق المال لشراء الأشياء لي، تذكروا هذه الكلمات: لا تشتروها. إذا احتجت إلى شيء ما، فسأخبرك به مباشرة، ولن أجاملك في ذلك. فهمت؟ ولكن عندما تحضرون لي هذه الأشياء، وأقول إنني لست بحاجة إليها أو أنها غير مناسبة، فهذا ليس تهذبًا مني معكم أيضًا، كما إنه ليس كذبًا أو نفاقًا. كل ما أقوله حقيقي؛ وكله صحيح. من فضلك، لا تقرأ ما بين السطور عندما أتحدث. عندما أقول إنني لست بحاجة إليها، فهذا يعني أنني لست بحاجة إليها، وعندما أقول أنني لا أستطيع استخدامها، فهذا يعني أنني لا أستطيع استخدامها. أيًا كان ما تفعلونه، لا تضيعوا وقتكم في التفكير في شراء الأشياء أو إنفاق الأموال دون جدوى. لا تعتقد أن كل الأشياء الجيدة يجب أن تُقَدَّمَ لله – هل تعرف حتى ما إذا كنتُ بحاجة إليها أم لا؟ إن كنتُ لا أحتاجها، فهل ستكون قد اشتريتها سُدَىً؟ إذا كنت تريد حقًا شراء شيء ما لي، فدعني أخبرك به، لا تشترِ لي أي شيء. إذا قلتَ إنك اشتريتَ شيئًا لي لأشاركه مع الجميع، فلا بأس، يمكنني مشاركته مع الجميع. هذا هو موقفي فيما يتعلق بكيفية تعاملي مع مثل هذه الأشياء، وكيفية تعاملي مع الممتلكات المادية التي تجلبها المكانة والمنصب. هل يتعامل أضداد المسيح مع هذه الأمور بالطريقة نفسها؟ (كلا). أولًا، من المؤكد أنهم لا يرفضون أي شيء؛ فكلما زادت الأشياء كان ذلك أفضل. أيًا يكن مَن يرسل لهم الهدايا أو أيًا كانت هذه الهدايا، فهم يقبلونها. ثانيًا، هُم بلا شك يبتزون أشياء معينة من الناس، وأخيرًا، يأخذون بعض الأشياء لأنفسهم. هذا ما يطلبونه وما يريدونه؛ هذا ما تجلبه لهم المكانة التي يسعون إليها.
فيما يتعلق بالجوهر الخبيث لأضداد المسيح، وبناءً على شركتنا في المرة السابقة واليوم، هل يمكنكم التوصل إلى ملخص من جملة واحدة تفضح هذا الجوهر الخبيث؟ أعظم سمة للخبث في أضداد المسيح هي: أنهم يدينون كل شيء إيجابي، وكل شيء عادل ويتماشى مع الحق، وكل ما يعتبر جميلًا بين البشرية. إنهم يكرهون هذه الأشياء وينفرون منها. وعلى العكس من ذلك، كل شيء سلبي، وكل شيء مدان ومحتقر من قِبَل الأشخاص ذوي الضمير والعقل وحس العدالة هو بالضبط ما يبتهج به أضداد المسيح. هذه هي الأشياء التي يسعون إليها ويعتزون بها. هناك أيضًا جملة أخرى يمكن أن تلخص هذا: أضداد المسيح يكرهون كل شيء إيجابي يأتي من الله ويكرهون ما يحبه الله، وبدلًا من ذلك يحبون الأشياء التي يبغضها الله ويدينها على وجه التحديد. هذا هو الخبث في أضداد المسيح. ما السمة الأساسية لهذا الخبث؟ هي أن لديهم ولعًا خاصًا بكل ما هو قبيح وسلبي، بينما يبغضون كل ما هو جميل وإيجابي ويتماشى مع الحق ويظهرون العدوانية تجاهه. هذا هو الخبث. أنت تفهم، أليس كذلك؟ تضمنت شركة اليوم موضوع "ما يحبه أضداد المسيح". كما قدمنا بعض الأمثلة التي كان بعضها أكثر نموذجية من غيرها، ولكن يمكن استخدامها جميعًا كدليل لشرح جوهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. بعد ذلك، ما عليكم القيام به بعدئذٍ هو التفكير وعقد الشركة عن الأشياء الخبيثة أو الإيجابية التي ترونها وتفهمونها، والأشياء السلبية التي يحبها أضداد المسيح، والأشياء الإيجابية التي يكرهونها، وما الذي يمكنكم فهمه، وكذلك ما ترونه وتختبرونه. يشترك أضداد المسيح والبشر الفاسدون العاديون في مشكلات معينة في شخصيتهم وجواهرهم، وبينما قد تتباين شدة هذه القواسم المشتركة، فإنهم يتماثلون في جواهر شخصياتهم. قد تختلف المسارات التي يتخذونها والأهداف التي يسعون إليها أيضًا، لكنهم يكشفون عن العديد من جواهر الشخصية الفاسدة المشتركة ذاتها. ومن ثَمَّ، فإن الكشف عن الجوانب المختلفة لجوهر أضداد المسيح مفيد لكل شخص فاسد. إذا تمكن شعب الله المختار من تمييز جوهر أضداد المسيح، فيمكنهم ضمان ألَّا يُضَلَّلوا من قِبَلهم وألَّا يعبدوهم أو يتبعوهم أيضًا.
7 أغسطس 2019