البند السابع: إنهم خبثاء وغادرون ومخادعون (الجزء الأول)
ملحق: التعامل مع حادثة ضد المسيح في كندا
ما الوضع الآن مع الأشخاص الذين يؤدون واجبهم في الكنيسة الكندية؟ هل لكم أن تُميِّزوا ضدّ المسيح يان؟ هل ترون أي مشكلات في طريقة تحدُّث يان وتصرُّفه؟ (في ذلك الوقت، لم أرَ أيّ مشكلات، ظننتُ فقط أنه لا يتابع العمل. لم أكن أعرف الكثير عن أيّ شيء آخر). يمكن للشخص التالي أن يكمل. (لم يكن لديَّ الكثير من التواصل مع يان. لقد حضرتُ معه بعض الاجتماعات قبل عامين، لكن لم يكن لديَّ أيّ اتصال به بعد ذلك). كان يان قائدًا لكنيستكم، فكيف لم يكن لأي من فرقكم أيّ اتصال به؟ هل لأنه اكتُشِف أن لديه مشكلات الآن وأنتم تحاولون التنصل من مسؤولياتكم، أم أنكم حقًا لم يكن لديكم تواصل معه؟ سمعتُ أن أحدهم كان على علاقة غير لائقة مع يان – هل هذا صحيح؟ (نعم). هل أدركتم هذا؟ (لا). إذًا فأنتم عميان جدًا. يمكن لشخص آخر أن يكمل. (كان لديَّ الكثير من التواصل مع يان. وفي ذلك الوقت، ظننت أنه متغطرس إلى حد ما وبار في عينيِّ ذاته، وكان يحب أن يرفع من شأن نفسه ويتفاخر. لكنني لم أميز قط أنه كان لديه جوهر ضدّ المسيح). كان يحب إغواء النساء؛ هل كنتَ تعلم ذلك؟ (لا. كان دائمًا يتحدَّث بصرامة في الشركة أن من السيئ للغاية أن يكون الرجال والنساء في علاقاتٍ غير مشروعة، وكثيرًا ما كان يُقدِّم شركة أنه يجب علينا أن نضع حدًا لمثل هذا السلوك. لم أظن قط أنه يمكن أن يكون هو كذلك خلف الأبواب المغلقة). يمكن للشخص التالي أن يكمل. (لقد ارتبطتُ في عمل مع يان لمدة عام، لكن علاقتي به لم تكن جيدة، ولم يكن لدينا تعاون متناغم. لم أتواصل معه إلا بخصوص العمل، ولم يكن بيننا تواصل يُذكَر عدا ذلك. لهذا السبب لم يكن لديَّ الكثير من التمييز تجاهه). لم يكن لديك الكثير من التمييز تجاهه؟ هل كان ذلك لأنك لم تكن ترَ ما كان يجري أم أنك لم تُميِّزه؟ كيف لا يكون لديك الكثير من التمييز تجاهه؟ كيف حدثت هذه العاقبة؟ (لأن الطريق الذي سلكته كان خطأً وكنت أُقدِّس وأُجِلّ رجلًا موهوبًا. كان يان مُتحدِّثًا بارعًا، وفي كل شركة كان يقتبس كلام الله ومواعظ الأعلى وشركاته. بدا وكأنه يعرف كيف يحل المشكلات، وفي كل مرة كانت هناك مشكلة في الكنيسة، كان يحاول حلها). إذا كان يعرف كيف يحل المشكلات، فكيف واجه فريق إنتاج الأفلام بالكنيسة الكندية العديد من المشكلات التي لم تُحل حتى الآن؟ تقول إنه كان يعرف حقًا كيف يحل المشكلات، لكن أليس هذا هراء؟ أليس هذا مُخادِعًا؟ (بلى). هل تستمعون إلى المواعظ؟ هل تحضرون الاجتماعات كل أسبوع؟ (بلى). إذًا، هل تستمعون إليَّ عندما أعظ حول تمييز أضداد المسيح؟ (بلى). بعد الاستماع إليَّ، هل أصبح بإمكانكم تمييز يان؟ هل يمكنكم أن تدركوا أيّ مشكلات في طريقة قيام يان بالأشياء؟ كنتم تستمعون إلى المواعظ وتجتمعون في المكان نفسه الذي يجتمع فيه ضدّ المسيح، ومع ذلك لم تتمكنوا من إدراك مثل هذا الضدّ للمسيح الواضح – ما المشكلة هنا؟ كان يان قائدًا لمدة عامين وخمسة أشهر؛ مَن كان الأكثر تواصلًا معه؟ في أي فريق قضى وقتًا أطول؟ كم عدد الأشخاص في هذا الفريق الذين كان لديهم القدرة على تمييزه؟ كم عدد الذين اكتشفوا أن لديه مشكلة ولم يفصحوا عنها؟ من اكتشف أن لديه مشكلة وتقدَّم للإبلاغ عنها؟ هل تعرفون إجابات هذه الأسئلة؟ (لم يميّز أحد ما كان عليه حقًا). فكيف اكتشفتم أنه كان ضدًا للمسيح لاحقًا؟ (قالت أخت كانت تربطها به علاقة إنها كانت في حالة سيئة، وعندما حاولنا معرفة المزيد عن الوضع، اكتشفنا مشكلة يان المتعلقة بعلاقاته بالنساء). لقد كشفت تلك الأخت عن المشكلة، فهل أبلغ أي شخص آخر عنها؟ (كلا).
خلال هذا الوقت الذي قضيناه في عقد شركة حول المظاهر المختلفة لأضداد المسيح وتشريحها، هل اكتشفتم أي مشكلات أخرى بشأن يان؟ (من خلال عقد شركة حول تمييز أضداد المسيح، اكتشفتُ أن يان كان بارعًا جدًا في إحداث الشِقاق بين الناس. كان كثيرًا ما يحكم على بعض الإخوة والأخوات أمامي وكان يزرع الفتنة في علاقتي بالأخت التي كنتُ أتعاون معها، قائلًا إنها مجرد شخص يسعى لرضى الناس ولا تُمارس الحق، وما إلى ذلك. تسبب هذا في أن أُكوِّن آراءً معينة عنها، وبمرور الوقت لم أتمكن من التعاون معها بانسجام). في الواقع، كان لكم جميعًا آراءكم حول يان، لكن لم يُفصِح أحد عنها أو يُبلِّغ عنه. أنتم جميعًا ساعون لرضى الناس، تُفضِّلُون التسبب في تأخير عمل الكنيسة ولا تُبالون إطلاقًا. لم يقم بالعمل الذي رتبه له الأعلى، وبرؤيتكم هذا، لم تُبلِّغوا عنه، بل قمتم بحماية ضد المسيح هذا وتسامحتم معه. لماذا لم تُبلِّغوا عنه؟ هل كنتم خائفين من إغضابه أم أنكم لم تتمكنوا من إدراك حقيقته؟ (لم أتمكن من إدراك حقيقته. إلى جانب اللقاء به عندما كانت لديَّ بعض المشكلات في بعض الأحيان، لم أكن أخالطه عادةً. قال إنه مشغول بالعمل، لكننا لم نعرف ما إذا كان يقول الحقيقة أم لا). لم تكن هناك حاجة للتحقيق فيما كان يفعله بعيدًا عن الأنظار؛ كان ينبغي أن تكون قادرًا على رؤية الحقيقة في بعض ما كان يفعله أمامك مباشرة. ثمة مظاهر معينة عندما يقوم أضداد المسيح بالأشياء. لم يكن يقوم بالأشياء بعيدًا عن الأنظار فحسب؛ كان بإمكانك التعرف على تلك المظاهر وجهًا لوجه. إذا لم تتمكنوا من رؤية تلك المظاهر، أفلم تكونوا عميانًا؟ (بلى). إذًا، في حالة وجود أشخاص مثله مرة أخرى الآن، فهل ستتمكنون من تمييزهم؟ هل يستطيع شخص مثل يان أن يؤدي عملًا فعليًا؟ هل يمكنه عقد شركة حول الحق وعلاج المشكلات؟ (كلا). لماذا تقول كلا؟ (فيما يتعلق بنتائج العمل، واجهت الكنيسة العديد من المشكلات التي لم تُعالَج لفترة طويلة، كان تقدم جميع الأعمال بطيئًا للغاية، والأفلام التي صورناها لم تفِ بمتطلبات بيت الله). قبل أن يُتعامَل مع يان، هل أدركتم أن هذه كانت مشكلة؟ (لا). إذًا، ماذا تفهمون بعد الاستماع إلى المواعظ؟ لا يمكنكم إدراك مثل هذه المشكلات الخطيرة، ثم تجدون دائمًا أعذارًا، قائلين: "لم نتزامل معه. كيف يمكننا أن نعرف الأشياء التي كان يفعلها بعيدًا عن الأنظار؟ نحن مجرد مؤمنين عاديين، لقد كان قائدًا. لم يكن بإمكاننا أن نتبعه دائمًا، لذلك فمن المنطقي أننا لم نتمكن من رؤية حقيقته ولم نُبلِّغ عنه". هل هذا ما قصدتموه؟ (نعم). ما طبيعة هذا؟ (نحن نحاول التنصل من مسؤولياتنا). إذًا، هل ستتعاملون مع الأمر بهذه الطريقة مرة أخرى إذا صادفتم شخصًا كهذا في المستقبل؟ (كلا، لن أتعامل مع الأمر بهذه الطريقة مرة أخرى. بمجرد أن أكتشفه، يجب أن أبلغ عنه). لست متأكدًا من أنكم ستفعلون ذلك. هناك أشخاص في العديد من الكنائس يُبلِّغون عن القادة الكذبة وأضداد المسيح، لكن لم يكن يُبلغ أحد في الكنيسة الكندية. كان ضد المسيح هذا نشطًا لفترة طويلة ولم يُبلِّغ أحد عنه. في الآونة الأخيرة، أرسل فريق إنتاج الأفلام في الولايات المتحدة خطابًا يُبلِّغ عن شخص ما. لقد كُتب الخطاب بأسلوب مُنظَّم ومرتكز على أسس متينة، وكان أيضًا محددًا ودقيقًا للغاية، ومُستندًا في الأساس إلى أسس واقعية. هذا يدل على أنه في كل كنيسة يوجد مَنْ يمكنهم تمييز القادة الكذبة وأضداد المسيح – وهذا أمر جيد. في بعض الأحيان، يُقدِّم القادة الكذبة وأضداد المسيح عرضًا لفترة من الوقت، ويكشفون عن مشكلات معينة. قد يكون بعض الأشخاص قادرين فقط على إدراك أن هناك مشكلات، لكنهم غير قادرين على الرؤية التي تكشف جوهر هذه المشكلات وحقيقتها ولا يعرفون كيفية علاجها – وهذا يتعلق أيضًا بعدم امتلاك التمييز. ماذا ينبغي أن تفعل في مثل هذه الظروف؟ في مثل هذه الأوقات، ينبغي لك أن تستعين بمَنْ يفهم الحق لتمييزها. إذا كان هناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم تحمُّل المسؤولية، مع طلب الجميع للأمر، وعقد الشركة حوله، ومناقشته معًا، فيمكنكم جميعًا التوصل إلى إجماع ورؤية جوهر المشكلة، ومن ثمَّ ستتمكنون من تمييز ما إذا كانوا قادة كذبة وأضدادًا للمسيح. ليس من الصعب جدًا حل مشكلة القادة الكذبة وأضداد المسيح؛ القادة الكذبة لا يؤدون عملًا فعليًا ومن السهل اكتشافهم ورؤيتهم بوضوح؛ أضداد المسيح يُزعجون عمل الكنيسة ويُعطلونه ومن السهل أيضًا اكتشافهم ورؤيتهم بوضوح. كل هذا يتعلق بمشكلة إرباك أداء شعب الله المختار لواجباتهم، وينبغي لكم الإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص وفضحهم – فقط من خلال القيام بذلك يمكنكم منع تأخير عمل الكنيسة. إن الإبلاغ عن القادة الكذبة وأضداد المسيح وفضحهم عملٌ بالغ الأهمية ويضمن أن شعب الله المختار يمكنه أداء واجباته بشكل جيد، ويتحمَّل كل شعب الله المختار هذه المسؤولية. أيًا كان مَنْ هو، ما دام أنه قائد كاذب أو ضد المسيح، فيجب على شعب الله المختار فضحه وكشف الستار عنه، وبهذه الطريقة ستفون بمسؤوليتكم. ما دامت المشكلة المُبلَّغ عنها صحيحة وهناك حقًا حادثة قائد كاذب أو ضدّ مسيح، فإن بيت الله سيتعامل معها دائمًا في الوقت المناسب ووفقًا للمبادئ. إذًا، هل أبلغتم عن مشكلة ضدّ المسيح يان؟ لا، لم تفعلوا. لقد تم تضليلكم والتلاعب بكم من قِبل هذا الإبليس لفترة طويلة، كما لو لم يكن لديكم أي وعي. أن يكون بجانبكم هذا الضدّ للمسيح الواضح يتصرَّف بشكلٍ طائش طوال هذا الوقت، وأن تسمحوا له بالاستمرار دون اعتراض، أحقًا ليس لديكم أي وعي على الإطلاق؟ هل تعيشون حياة الكنيسة بشكل طبيعي؟ هل أنتم قادرون على التمتُّع بعمل الروح القدس؟ هل تستفيدون في كل مرة تحضرون فيها اجتماعًا؟ ينبغي أن تكونوا قادرين على الشعور بكل هذه الأشياء. الأهم من ذلك، أن ضد المسيح يان لم يقم بأي عمل فعلي على الإطلاق، فقد تسبَّب في تأخيرات في عمل إنتاج الأفلام، وأحدث فوضى عارمة في عمل الكنيسة. كان ينبغي لكل ذي قلبٍ أن يكون قادرًا على إدراك هذه الأشياء، لكن لم يكشف أيّ منكم عن ضد المسيح هذا أو يُبلِّغ عنه. يبدو كما لو أنكم تحبون مخالطة الأبالسة الأنجاس والأرواح الشريرة، وأنكم لا تحبون الحق على الإطلاق. قد لا تكونوا مستعدين للإقرار بهذا، لكنها حقيقة. لقد خالطتم إبليسًا ومع ذلك تعتقدون أن هذا رائع. تعتقدون أنكم لستم بحاجة إلى قراءة كلام الله أو السعي إلى الحق بعد الآن ويمكنكم فقط اتباع الإجراءات الشكلية في أداء واجبكم؛ تعتقدون أنكم لستم بحاجة بعد الآن إلى الاهتمام بنيل الخلاص، أو ممارسة الحق، أو الخضوع لترتيبات الله وتدبيراته، أو أداء واجبكم بشكل جيد. تعتقدون أنه يمكنكم فقط الانغماس في ملذاتكم الجسدية وأن تكونوا طليقين وأحرار، تمامًا مثل أهل سدوم في قديم الزمان، يأكلون ويشربون ويفرحون ولا يؤدون أيّ عمل كما ينبغي، من دون أن يتحمل أحد مسؤوليته وبدون أن يفضح أحد ضدّ المسيح أو يُبلِّغ عنه. أدى هذا إلى بقاء الكنيسة بدون عمل الروح القدس لفترة طويلة. وأنتم لا تُبالون، لقد سقطتم بالفعل في الانحطاط، لا تختلفون عن عديمي الإيمان وغير المؤمنين. لقد كنتم تستمعون إلى المواعظ لسنوات، وحتى الآن ما زلتم غير قادرين على تمييز القادة الكذبة وأضداد المسيح، بدلًا من ذلك، أنتم على استعداد للاختلاط بأضداد المسيح وتناول الطعام طوال اليوم بدون التفكير جديًا في أي شيء على الإطلاق. مثل هذا السلوك يكفي لإظهار أنكم لستم مؤمنين حقيقيين بالله. أولًا، أنتم لا تحبون الحق ولا تقبلونه؛ ثانيًا، ليس لديكم أي إحساس بالمسؤولية تجاه واجبكم، ناهيك عن إمكانية قول إنكم تؤدونه بإخلاص، وتتجاهلون ببساطة عمل الكنيسة. يبدو أنكم تؤدون واجبكم، لكنكم لا تحققون أي نتائج؛ أنتم فقط تمرون بالإجراءات الشكلية. أيًا كانت كيفية قيام القادة الكذبة وأضداد المسيح بإزعاج عمل الكنيسة وإفساده، فأنتم غير مدركين لذلك تمامًا، ولا يزعجكم ذلك على الإطلاق. فقط عندما يُكشَف ضد المسيح تمامًا، فإنكم تقرون بأنكم بدون تمييز، وعندما أسأل عن التفاصيل، تقولون: "لا أعرف، أنا لستُ مسؤولًا!" أنتم تخلون مسؤوليتكم تمامًا من الأمر. هل تعتقدون أنه بقولكم هذا أن الأمر قد انتهى، وستتمكَّنون من التهرُّب من مسؤوليتكم؟ هل لن يُحقّق بيت الله في الأمر بعد الآن؟ لقد سقاكم بيت الله طوال هذا الوقت، وقد استمعتم إلى العديد من المواعظ، وما النتيجة؟ هناك هذه المشكلة الخطيرة، وهي ظهور ضدّ المسيح في الكنيسة، لكنكم غير مدركين لذلك. هذا يدل على أنكم لم تحقّقوا أي تقدُّم على الإطلاق، وأنكم عديمو الإحساس ومُتبلدون، وأنكم تنغمسون في ملذاتكم الجسدية. أنتم كومة من الأموات، لا يوجد حي واحد، ولا يوجد مَن يسعى إلى الحق، مجرد عدد قليل من العاملين على أقصى تقدير. أن تؤمنوا بالله وتستمعوا إلى المواعظ طوال هذا الوقت ثم تخالطوا ضدّ المسيح، ولا تفضحوه أو تبلِّغوا عنه – ما الفرق بينكم وبين شخص لا يؤمن بالله؟ أنتم مع أضداد المسيح، لستم شعب الله؛ أنتم تتبعون أضداد المسيح، وتتبعون الشيطان، ولستم أتباع الله بالتأكيد. على الرغم من أنكم لم تفعلوا تلك الأشياء الشريرة التي قام بها ضدّ المسيح، فإنكم اتبعتموه وحميتموه، لأنكم لم تفضحوه أو تبلغوا عنه، وثرثرتم حول عدم ارتباطكم كثيرًا بضدّ المسيح وأنكم لم تعرفوا ماذا كان يفعله. بقيامكم بهذا، ألم تكونوا تحمون ضدّ المسيح وأعينكم مفتوحة على مصراعيها؟ لقد ارتكب ضدّ المسيح شرورًا كثيرة وشلَّ عمل الكنيسة، وعطَّل حياة الكنيسة لتؤول إلى فوضى عارمة، ومع ذلك تقولون إنكم لم تعرفوا ماذا كان يفعله ضدّ المسيح – مَن سيصدق ذلك؟ لقد رأيتم ضد المسيح يُزعج عمل الكنيسة ويُفسده بأم أعينكم ومع ذلك كنتم غير مبالين تمامًا ولم تتفاعلوا على الإطلاق. لم يفضحه أحد أو يُبلِّغ عنه – لقد فشلتم جميعًا في أداء حتى هذه المسؤولية الصغيرة وأنتم بلا ضمير وعقل! إنَّ الكنائس الموجودة في مختلف الأماكن ترسل بشكل متكرر رسائل إبلاغ عن القادة الكذبة وأضداد المسيح – ألم تروا هذا قط؟ الكنيسة الكندية فقط هي بركة مياه راكدة لم تتواصل مع الأعلى قط لتقديم تقرير عن وضعها. أنتم مُجرَّد مجموعة من الأموات، لا يوجد حي واحد على الإطلاق! لن يعترف الله بمثل هذه الكنيسة، وإذا لم تتوبوا، فستنتهون تمامًا وستُستبعَدون جميعًا.
اليوم هو 10 يوليو 2019. اعتبارًا من اليوم، سيخضع فريق إنتاج الأفلام الكندي رسميًا لفترة من العزلة والتأمل لمدة عام واحد. كم عدد الأشخاص في فريق إنتاج الأفلام؟ (يا الله، هناك 34 شخصًا في فريق إنتاج الأفلام). وكم عدد القادة؟ (اثنان). حسنًا، إذًا أنتما قفا ودعاني أراكما. أنتم يا أعضاء فريق إنتاج الأفلام، تذكَّروا هذا اليوم، 10 يوليو. اعتبارًا من اليوم، سيوضَع فريق إنتاج الأفلام الكندي رسميًا ضمن المجموعة "ب" لمدة عام واحد. إذا تبتم، فيمكنكم العودة إلى الكنيسة العادية؛ سنرى كيف سيكون سلوككم خلال هذا العام – إذا كان بإمكانكم الاستمرار في أداء واجبكم، وأظهرتم التوبة، فيمكنكم استئناف عيش حياة الكنيسة. هل تفهمون؟ (نعم). ستبقى واجباتكم كما هي خلال هذه الفترة. إذا كان بعضكم لا يريد أن يُخرَج أو يُطرَد، فما رأيكم في اعتماد طريقة العزلة والتأمل هذه؟ هل أنتم راضون عنها؟ (نعم). لماذا أعطيكم عامًا واحدًا؟ (لإعطائنا فرصة للتوبة). لإعطائكم فرصة للتوبة. إذا كان سلوككم بعد عام لا يزال مخزيًا، ولا تزال كفاءة عملكم دون المستوى المطلوب، ولا تزالون تتلكؤون عند أداء واجبكم، ولا يزال واجبكم فوضويًا كما كان، ولم تحرزوا أيّ تقدم على الإطلاق في عملكم المهني ودخول الحياة، ولم تحققوا أيّ نتائج على الإطلاق، فستستمرون في العزلة لمدة عام آخر، وبهذه الطريقة ستمتد الفترة الزمنية عامًا بعد عام. عندما تحرزون تقدمًا، أي عندما تتمكنون من كتابة بعض مقالات الشهادة الاختبارية، ويكون سلوككم وفهمكم ونتائج عملكم على المستوى المطلوب بالفعل، فيمكنكم حينئذٍ استئناف عيش حياة الكنيسة. يمكن للفرق الأخرى في الكنيسة الكندية أن تستمر في عيش حياة الكنيسة. سنرى كيف سيكون موقفكم تجاه أداء واجبكم في المستقبل. إذا كنتم لا تزالون تتصرَّفون بشكل مُخزٍ، فسيُعزَل جميع مَنْ في الكنيسة الكندية. هل تفهمون؟ (نعم). ما رأيكم في هذه العاقبة للتعامل مع الأمر؟ (إنها جيدة). هل تعنون حقًا أنها جيدة، أم أنكم تقولون ذلك فحسب؟ (إنها جيدة حقًا). حسنًا، أنتم راضون عن هذا. إذًا، موعظة اليوم هذه هي آخر ما ستسمعونه. كان مقصدي الأصلي هو عزلكم واستبعادكم تمامًا، وعدم السماح لكم بالاستماع إلى هذه العظة. كل هذه السنوات من المواعظ التي استمعتم إليها ضاعت سُدى ولم تربحوا شيئًا، فلماذا لا تزالون تستمعون؟ أشعر بألمٍ شديدٍ وأنا أنظر إليكم! تبدون جميعًا عديمي الإحساس ومُتبلدين.
عندما كنتُ أتحدَّث مع أختٍ في الكنيسة الكندية في وقتٍ سابق، سمعت أن الوضع هناك كان كله عبارة عن ضحكٍ سخيف وانفلات شديد، بشكلٍ صاخبٍ جدًا لدرجة أنها لم تكن قادرة على الكتابة، كما لو كانت في منطقة مزدحمة بوسط مدينة. بدأت حينها أشعر بالنفور من ذلك وقلت إن أهل الكنيسة الكندية ليسوا ورعين، بل كانوا جميعًا مُنحلين، مثل عديمي الإيمان، وأنهم لا يسعون إلى الحق. في وقت لاحق، قدّمت شركةً مع هؤلاء الأشخاص في مسائل إنتاج الأفلام وكانوا مُتبلدين تمامًا. ماذا يعني "مُتبلد"؟ عندما كنتُ أتحدَّث معهم، لم يظهروا أيّ رد فعل أو تعبير على وجوههم، وعيونهم ثابتة في مكانها، كما لو أنهم ممسوسون بأرواح شريرة – لم يكن لديهم أي رد فعل أو موقف تجاه أي شيء. أليس هذا مُقزّزًا؟ بالحكم من خلال الحالات العقلية لهؤلاء الأشخاص ومظاهرهم، فلا يوجد أي فريقٍ جيد، كلهم فوضويون، وعلى وجه الخصوص، وقعت حادثة مجون في فريق إنتاج الأفلام، وما زالوا يقولون إنهم لم يكونوا على دراية بأي شيء. هل ما يقولونه دقيق؟ أليس هذا مُخادعًا؟ في الواقع، لقد عالج القادة والعاملون مسألة ضد المسيح المدعو يان بالفعل، ولكن نظرًا إلى كونها خطيرة ومثيرة للاشمئزاز، كان عليَّ التدخُّل شخصيًا. لماذا كان عليَّ التدخُّل؟ لأنهم لم يتعاملوا معها بشكل صحيح. لقد صرَّحوا ببعض العبارات الخفيفة الوطأة، ولم يتمكَّنوا من علاج أيّ من المشكلات، ولم يتمكنوا من تشريح الأمر على الإطلاق. ما مدى تبلدكم الآن على وجه التحديد؟ يمكن وخزكم بإبرة في الوجه ولا تنزفون؛ أنتم غير قادرين تمامًا على الشعور بأي شيء. لقد هُذِّب القادة والعاملون جميعًا، لكن بعد ذلك ظلَّوا على حالهم ولم يتغيَّروا. لهذا السبب كان عليَّ التدخل وتغيير "معاملتكم". ما الدروس التي تعلمتموها من خلال هذا الأمر؟ تشعرون بعدم الارتياح في قلوبكم، أليس كذلك؟ هل تعتقدون أنه من العدل أنني أتعامل مع الأمور بهذه الطريقة؟ (بلى). كيف يكون ذلك عدلًا؟ دعني أتحدَّث بصراحة: إذا لم تتبع الطريق الصحيح أو تُمارس الحق، إذا كنتَ تلوح براية الإيمان بالله ولكنك تريد أن تعيش تمامًا مثل غير المؤمنين وتتصرَّف بشكلٍ طائش، فإن إيمانك بالله لا معنى له. لماذا أقول إنه لا معنى له؟ أين يكمن معنى الإيمان بالله؟ إنه يكمن في التغيير الكامل للطريق الذي يسلكه الناس، ونظرتهم إلى الحياة، واتجاه حياتهم وأهدافهم بعد أن يؤمنوا بالله، في أن تصبح هذه الأشياء مختلفة تمامًا عن أولئك الذين لا يؤمنون بالله، وعن الأشخاص الدنيويين، وعن الأبالسة، وأن يكون الطريق الذي يسلكه المؤمنون عكس طريقهم تمامًا. ما هذا الاتجاه المعاكس؟ إنه رغبتك أن تكون شخصًا صالحًا، وأن تكون شخصًا يخضع لله ويمتلك شبه الإنسان. إذًا، كيف يمكنك تحقيق ذلك؟ ينبغي أن تركز على السعي إلى الحق، وعندها فقط ستتمكَّن من التغيير. إذا كنتَ لا تسعى إلى الحق أو تُمارس الحق، فإن إيمانك بالله ليس له معنى أو قيمة، إيمانك هو قشرة فارغة، كلمات شيطانية تهدف إلى الخداع، مُجرّد كلمات فارغة، بدون أيّ تأثير على الإطلاق. ينبغي لكم أن تتأملوا فيما أقوله هنا. هذه الكلمات هي أبسط الحقائق وأكثرها أساسية، وربما لم تتأملوها من قبل. هل هذا هو الحال؟ إذا قلتَ: "أنا أؤمن بالله. سأفعل ما يفترض بي أن أفعله، سأفعل ما أريد، أما بالنسبة إلى الخضوع لله، والخضوع لترتيبات الله وتدبيراته، والإخلاص لله، وأن أكون شخصًا لديه إنسانية، فهذه الأشياء لا علاقة لي بها"، فإذا كانت هذه الأشياء لا علاقة لك بها، فماذا تفعل وأنت تؤمن بالله؟ لماذا تؤمن بالله؟ كيف تريد أن تؤمن به؟ أيّ نوع من الأشخاص تريد أن تكونه في إيمانك بالله؟ إذا كانت هذه الأشياء لا علاقة لك بها، فإن إيمانك بالله ببساطة لا معنى له. إذا كنتَ تؤمن دائمًا بالله بالاعتماد على مفاهيمك وتصوراتك، وتفعل الأشياء دائمًا وفقًا لتفضيلاتك، وتفعل ما تريد وتنغمس في ملذاتك الجسدية، فإن أفكارك وآراءك، والأشياء التي تفعلها لا علاقة لها بالحق ولا علاقة لها بما يطلبه الله، إيمانك بالله إذًا لا معنى له ولا حاجة لك للاستمرار في الإيمان. حتى لو استمررتَ في الإيمان، فسيكون ذلك مضيعة للجهد، ولن يُخلِّصك الله.
هذا الموضوع شديد الوطأة للغاية، وأنتم جميعًا تشعرون بالضيق إزاء التعامل مع هذه المسألة؛ لقد كان الأمر غير مُتوقَّع بعض الشيء. أيًا كان الأمر، ستتكرَّر مثل هذه الحوادث مستقبلًا. الآن وقد تعاملنا مع الأمر بهذه الطريقة هذه المرة، إذا تكرَّر هذا النوع من الحوادث مستقبلًا، فلن يتم التعامل معه على هذا النحو، ولكن ربما يكون التعامل معه بصرامة أكبر. أخبروني، هل هذا مناسب؟ (بلى).
بعد ذلك، سنعقد شركةً حول موضوع أسهل إلى حد ما. هل تحبون الاستماع إلى القصص؟ (نعم). إذًا سأروي لكم قصة. أيّ قصة ينبغي أن أرويها لكم؟ أيّ نوع من الموضوعات تودون سماعه؟ هل تفضلون الاستماع إلى سرد القصص، أو مناقشة الشؤون الجارية، أو السياسة، أو السماع عن التاريخ؟ لن نتحدَّث عن تلك الأشياء، فلا جدوى من الحديث عنها. سأروي لكم قصة عن سلوك الأشخاص الذين يؤمنون بالله، وشخصيات الناس، وحالات الناس المُختلفة التي يختبرونها في الحياة اليومية.
الملحق:
مناقشة حول رأس المال:
"فليكن ما يكون!"
كان هناك خمسة أشخاص يتحادثون معًا، قال أحدهم ويُدعى السيد يوني: "في فترة دراستي في الجامعة، فإن الحياة في الحرم الجامعي هي أكثر ما أفتقده. كان الحرم الجامعي مليئًا بجميع أنواع النباتات، وخلال الربيع والخريف، كان المنظر جميلًا للغاية، ما جعلني أشعر بالاسترخاء والسعادة. في ذلك الوقت أيضًا، كنت شابًا مليئًا بالتطلعات والبراءة، ولم أكن أعاني الكثير من الضغوط. كانت الحياة سهلة للغاية خلال السنوات الثلاث التي قضيتها في الجامعة. لو كان بإمكاني الرجوع عشرة أو عشرين عامًا إلى الوراء والعودة إلى الحياة الجامعية، أعتقد أن هذا سيكون أروع شيء في هذه الحياة..." كان هذا أول شخص، وكان اسمه السيد يوني. ماذا تعني كلمة يوني في اللغة الإنجليزية؟ إنها تعني طالب جامعي؛ ومن هنا جاء اسم السيد يوني. لم يكن السيد طالب الجامعة قد تذكر حياته الرائعة بالكامل ولم يستمتع بها قبل أن يتحدث السيد باحث الدراسات العليا قائلًا: "هل يمكن اعتبار دورة مدتها ثلاث سنوات دورة جامعية؟ إنها دورة من معهد متوسط. فعادة ما تكون درجة البكالوريوس في الجامعة مدتها أربع سنوات؛ وفقط هذه يمكن اعتبارها دورة جامعية. كنت في الجامعة لمدة أربع سنوات. وخلال سنوات دراستي الجامعية، وجدت أن سوق العمل تعجُّ بطلاب الجامعات، وكان من الصعب العثور على وظيفة. لذلك، قبل أن أتخرج، فكرت في الأمر وقررت متابعة دراستي العليا. لم يكن هناك الكثير من طلاب الدراسات العليا في ذلك الوقت، وسيكون من السهل العثور على وظيفة. وكما هو متوقع، بعد أن حصلت على شهادة الدراسات العليا، وجدت وظيفة رائعة ذات دخل جيد، وعشت بشكل جيد للغاية. وكانت هذه نتيجة كوني طالب دراسات عليا". ما الرسالة التي تحصل عليها من سماع هذا؟ تخرج السيد طالب الجامعة من معهد متوسط بينما تخرج السيد باحث الدراسات العليا من دورة دراسات عليا وحصل على دخل وافر والمكانة والاحترام في المجتمع. كان السيد باحث الدراسات العليا يتحدث بسعادة، ثم قال السيد المدير، "أنت ما زلت صغيرًا، يا فتى! ليس لديك أي خبرة في المجتمع. لا يهم ما إذا كنت تدرس للحصول على شهادة الدراسات العليا أو الدكتوراه، لا شيء يمكن أن يتفوق على اختيار تخصص جيد في الجامعة. قبل أن أبدأ دراستي الجامعية، أجريت بحثًا عن السوق ورأيت أن الشركات بجميع أحجامها تحتاج إلى أشخاص يتمتعون بمهارات إدارية، لذلك عندما التحقت بالجامعة اخترت دراسة إدارة السوق، وعندما أتخرج سأكون أحد كبار المديرين في إحدى الشركات، أو ما يُعرف باسم الرئيس التنفيذي. عندما تخرجت، في ذلك الوقت كانت الشركات المختلفة من جميع الأحجام بحاجة إلى مواهب مثلي. كان السوق ضخمًا، وعندما بدأت في التقدم للوظائف، حاولت العديد من الشركات استقطابي. وفي النهاية، كان عليَّ الاختيار من بينها. لقد اخترت أفضل شركة أجنبية وأصبحت على الفور مديرًا ذا دخل مرتفع. وفي غضون خمس سنوات، اشتريت سيارتي الخاصة. ألستُ ذكيًا للغاية، أليس كذلك؟ ألستُ بارعًا في اتخاذ خيارات جيدة؟" بينما كان السيد المدير يتحدث، شعر الاثنان أمامه بالتحدي إلى حد ما، لكنهما لم يقولا شيئًا. لقد فكروا في قرارة أنفسهم: "إنه مدير كبير وبعيد النظر. لديه رأس مال أكبر منّا بكثير. ورغم أننا نشعر بالتحدي إلى حد ما، فإننا لن نقول أي شيء. سنكتفي بالاعتراف بالهزيمة". وعندما انتهى السيد المدير من حديثه، كان سعيدًا جدًا بنفسه، معتقدًا أن هؤلاء الشباب لم يكونوا في مستوى خبرته. وبينما كان يشعر بالسعادة البالغة، بدأ شخص يُدعى السيد المسؤول في التحدث. لم يُعطِ السيد المسؤول تقديرًا لما قاله الثلاثة الآخرون. حمل كوب الشاي على مهل، وأخذ رشفة منه، ونظر حوله، وقال: "الجميع طلاب جامعيون هذه الأيام. من لا يستطيع الالتحاق بالجامعة؟ لا يكفي الالتحاق بالجامعة، ولا يكفي أيضًا الالتحاق بمجال الأعمال. حتى لو كنت أحد كبار المديرين، فهذه ليست وظيفة مدى الحياة، وليست مستقرة. المفتاح هو العثور على وظيفة آمنة وبعد ذلك ستكون الحياة ممهدة لك!" عندما سمع الآخرون هذا، قالوا، "وظيفة مدى الحياة؟ من يتحدث عن هذا النوع من الأشياء هذه الأيام؟ لقد عفا الزمن على هذه الأمور!" فقال السيد المسؤول: "عفا الزمن! أُفٍ لكم، أنتم تقولون هذا لأنكم قصيري النظر وتفتقرون إلى البصيرة فقط! عندما تحصلون على وظيفة مدى الحياة، رغم أن دخلكم سيكون أقل قليلًا، إلا أنها تضمن لكم حياة مستقرة، ويكون لديكم سلطة وتشاركون في الكثير من الأمور. لم يفهم معظم الناس الأمر عندما تقدمت لامتحان التوظيف الحكومي وتساءلوا لماذا يرغب شخص في مثل هذا السن الصغير في العمل لصالح الهيئات الحكومية. وبعد أن اجتزت امتحان التوظيف الحكومي، سعى إليّ أصدقائي وأقاربي الذين كانوا يريدون وظيفة أو الذين تورطوا في قضايا قضائية. الآن أنا أتمتع بقدر كبير من السلطة، أليس كذلك؟ على الرغم من أن الدخل ليس كبيرًا، فقد تم تزويدي بالسكن والسيارة. وأحصل على مزايا أفضل مما تحصلون عليه. علاوة على ذلك، يمكنني أيضًا استرداد نفقاتي عندما أخرج لتناول الطعام والذهاب للتسوق، ويمكنني أيضًا السفر بسيارة أجرة أو طائرة مجانًا. إن وظائفكم ليست جيدة بما فيه الكفاية؛ أنتم جميعًا لديكم وظائف غير آمنة. لقد قمت بعمل أفضل منكم بكثير!" شعر الآخرون بعدم الارتياح بعد سماعه يقول هذا، وقالوا، "على الرغم من أن مزاياك جيدة جدًا، إلا أن لديك سمعة سيئة. أنت تمارس الابتزاز وتتصرف مثل الطاغية في كل مكان، ولا تخدم الناس. أنت تؤذي الناس وتفعل كل أنواع الأشياء السيئة". أجاب السيد المسؤول، "ماذا لو كانت سمعتي سيئة؟ أنا أستفيد منها!" بدأ الجميع في مناقشة الأمر، حتى أخيرًا، لم يتمكن الشخص الأخير من أن يتمالك نفسه، ووقف وقال، "انظروا، لقد ذهبتم إلى الجامعة، وأنت حصلت على شهادة الدراسات العليا، وأنت مدير أعمال كبير، وأنت مسؤول، ولم يكن لدي كل تلك الخبرات التي مررتم بها. على الرغم من أنني مجرد شخص غير مهم، إلا أنني يجب أن أشارككم تجربتي. عندما عدت إلى "موطني"..." فوجئ الآخرون وسألوا، "ما معنى "موطنك"؟ اجتياز امتحان الخدمة العامة يجعل المرء موظفًا عامًا، والدراسة للحصول على درجة الدراسات العليا تجعل المرء خريجًا، وكونه المدير الأعلى لشركة يجعله رئيسًا تنفيذيًا، فما معني "موطنك"؟ هل يمكنك أن تشرح هذا؟" قال هذا الشخص، "إذًا يمكنكم الذهاب إلى الجامعة، والدراسة للحصول على درجة الدراسات العليا، والعمل كمدير أعمال بارز وتصبح موظفًا حكوميًا، ولكن لا يمكنني العودة إلى مدرستي الأم لإلقاء نظرة؟" هل ترون؟ لقد استشاط غضبًا. حصل هذا الشخص التافه على القليل التعليم، ولكنه كان مغرورًا. وقال الآخرون: "كلنا نعرف معنى العودة إلى مدرستنا الأم. لا يتعين عليك أن تقول إنك عدت إلى "موطنك". فقط قل إنك عدت إلى مدرستك الأم. ثم سأله الآخرون عن المستوى التعليمي الذي كانت عليه مدرسته الأم، سواء كانت مدرسة ثانوية أو كلية تقنية أو جامعة أو مدرسة للدراسات العليا. فأجاب قائلًا: "لم أذهب إلى الجامعة قط، ولم أدرس للحصول على شهادة الدراسات العليا، ولم أخضع قط لامتحان لأصبح موظفًا حكوميًا. أليس من المقبول أن يتلقى المرء التعليم الابتدائي فحسب؟ فليكن ما يكون!" شعر بالحرج؛ فقد كشف عن خلفيته، ولم يعد من الممكن إخفاؤها. لقد كان يتظاهر طوال الوقت. وفي تواصله مع الآخرين، لم يكشف لهم أبدًا عن مستواه التعليمي. الآن انكشف كل شيء في العلن، وفقد ماء وجهه، وفتح بالباب وهرب. لم يفهم الآخرون سبب هروبه وقالوا جميعًا معًا، "ألم تتخرج من المدرسة الابتدائية فقط؟ لماذا تهرع للخارج؟ لقد كنتَ فخورًا جدًا بذلك!" سأختم القصة هنا؛ فهذا هو محتواها العام.
هناك خمسة أشخاص في هذه القصة. ما الموضوع الذي يناقشونه؟ (خلفياتهم الأكاديمية). وماذا تعني الخلفية الأكاديمية حقًا للناس؟ (إنها مكانتهم الاجتماعية). ترتبط الخلفية الأكاديمية للشخص بمكانته الاجتماعية – وهذه حقيقة موضوعية. إذًا، لماذا يريد الناس مناقشة مكانتهم الاجتماعية؟ لماذا يريدون تسليط الضوء على مكانتهم الاجتماعية وهويتهم كموضوع للمناقشة؟ ما الذي يفعلونه؟ (إنهم يتباهون بأنفسهم). إذًا ماذا ينبغي أن يكون عنوان هذه القصة؟ (مقارنة الخلفيات الأكاديمية). إذا كانت القصة بعنوان "مقارنة الخلفيات الأكاديمية"، ألن يكون ذلك صريحًا جدًا؟ (نعم، سيكون كذلك. ماذا عن "التباهي بالمكانة"؟) هذا مباشر للغاية، وليس ضمنيًا، وليس عميقًا بدرجة كافية. ماذا لو قلنا إن العنوان الرئيسي هو "مناقشة حول رأس المال"، والعنوان الفرعي هو "فليكن ما يكون"؟ هذا ساخر بعض الشيء، أليس كذلك؟ "مناقشة حول رأس المال" تعني أن الجميع يناقشون رأس مالهم الخاص، بما في ذلك خلفياتهم الأكاديمية ومكانتهم الاجتماعية. وماذا تعني عبارة "فليكن ما يكون"؟ (عدم الاعتراف بأفضلية أي شخص آخر). هذا صحيح، يوجد نوع من الشخصية هنا. "ماذا لو كنت طالب دراسات عليا؟ وماذا لو كنت قد حصلت على مستوى تعليمي أعلى مني؟" لا أحد يعترف بأن أي شخص آخر أفضل منه. هذا ما تعنيه مناقشة رأس المال. أليس هذا هو نوع المحادثات الذي يسمعه الناس كثيرًا بين الآخرين؟ هناك أشخاص يتباهون بثروة عائلاتهم، وأشخاص يتباهون بخلفية عائلاتهم المرموقة، وأشخاص يتباهون بحقيقة أن بعض الأباطرة والمشاهير يحملون لقبهم، وبعض الناس يتحدثون عن الجامعة التي تخرجوا منها، وكيف حازوا المجد، وهناك حتى فتاة تدليك في صالون تجميل تقول: "لقد تعلمت التدليك من معلم مشهور وحصلت على ملاحظاته الخبيرة وتقييمه الشخصي. وفي النهاية، أصبحت معالجةً بالتدليك محترفة من الدرجة الأولى، وكان العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هو أكثر فترات حياتي مجدًا..." كلمة "المجد" هنا في غير محلها. حتى فتاة التدليك في قطاع الخدمات كانت تتحدث عن "أكثر وقت مجيد مرت به" – كان هذا حقًا مصدرًا للتفاخر والتباهي لديها. ما نتحدث عنه بشكلٍ أساسيّ في هذا الموضوع هو بعض المحادثات التي يسمعها الناس كثيرًا، والسلوك الذي يرونه كثيرًا، والشخصيات التي غالبًا ما يُكشَف عنها بين الناس في الحياة الواقعية. لماذا يتحدث الناس عن رأس المال هذا؟ ما الشخصية أو الدافع وراء هذا الفعل؟ هل يمكن اعتبار هذه الأشياء التي يتم الحديث عنها مجيدة؟ المجد لا علاقة له بذلك. إذًا، هل يستفيد الناس من الحديث عن مثل هذه الأشياء؟ (كلا). وهل تتحدثون أنتم أيضًا عن هذه الأمور؟ (بلى). أنتم تعرفون أنها ليست ذات فائدة، فلماذا تتحدثون عنها؟ لماذا يستمتع الناس بالحديث عن مثل هذه الأشياء؟ (هذه الأشياء هي رأس المال الذي يتباهى به الناس). ما الغرض من التباهي بها؟ (إنها تجعلهم يحظون بتقدير كبير من الآخرين). ذلك لأنه لا أحد يريد أن يكون شخصًا عاديًا وغير مميّز. حتى الشخص الذي تخرج من المدرسة الابتدائية تحدث عن العودة إلى "موطنه" لإلقاء نظرة، راغبًا في استخدام هذا النوع من اللغة الأدبية لخداع الآخرين وتخديرهم حتى يقدرونه. ما الغرض من جعل الآخرين يُكنّون له تقديرًا كبيرًا؟ حتى يتمكن من أن يكون أعلى من الآخرين، وأن يكون له مكان ومنزلة بين الآخرين، وهالة على رأسه، وأن ترتدي الكلمات التي يقولها ثوب السلطة، وأن يحظى بدعم الآخرين، وأن تكون له هيبة. إذا كنت ستتخلص من هذه الأشياء وتصبح شخصًا عاديًا دون أي ميزات خاصة، فماذا ينبغي أن تمتلك؟ أولًا، يجب أن يكون لديك المنظور الصحيح. كيف يتحقق هذا المنظور الصحيح؟ يتحقق من خلال قراءة كلام الله وفهم السلوك الذي ينبغي أن تتخذه تجاه بعض الأمور بما يتفق مع مقاصد الله وما ينبغي أن يمتلكه الناس وفق إنسانيتهم الطبيعية – هذا هو المنظور الصحيح. لذا، كشخص عادي ومألوف وطبيعي، ما المنظور الأكثر ملاءمة وصحة الذي يجب أن يمتلكه المرء تجاه كل هذه الأشياء، وتجاه المكانة الاجتماعية، أو رأس المال الاجتماعي، أو الخلفية العائلية وما إلى ذلك؟ هل تعرفون؟ لنفترض أن هناك شخصًا آمن بالله لسنوات عديدة، ويعتقد أنه فهم العديد من الحقائق، ويعتقد أنه يتبع طريق الله وأنه مخلص لله ولواجبه، ومع ذلك يعتبر مكانته في المجتمع وبين الناس وقيمته كأشياء مهمة جدًا ويعتز بها إلى حد كبير، بل إنه غالبًا ما يتباهى برأس ماله وخلفيته المجيدة وقيمته – هل هذا الشخص حقًا شخص يفهم الحق؟ من الواضح أن الإجابة ستكون لا. إذًا، هل الشخص الذي لا يفهم الحق هو شخص يحب الحق؟ (كلا). لا. ما العلاقة بين مناقشة رأس المال وما إذا كان شخص ما يفهم الحق ويحبه؟ لماذا أقول إن الشخص الذي يعتز بقيمته ويتباهى برأسماله ليس شخصًا يحب الحق ويفهمه؟ كيف ينبغي لشخص يحب الحق ويفهمه حقًا أن يتعامل مع هذه الأمور المتعلقة بالمكانة الاجتماعية ورأس المال الشخصي والقيمة؟ ما الأشياء التي تشملها المكانة الاجتماعية؟ الخلفية العائلية، والتعليم، والسمعة، والإنجازات في المجتمع، والمواهب الشخصية، وعِرقك. إذًا، كيف تتعامل مع هذه الأشياء لتأكيد أنك شخص يفهم الحق؟ ينبغي أن يكون من السهل الإجابة عن هذا السؤال، أليس كذلك؟ يجب أن تفهموا الكثير عن هذا الجانب من الناحية النظرية. قولوا كل ما توصلتم إليه. لا تفكر: "للأسف، لم أفكر في الأمر جيدًا لذلك لا يمكنني أن أقول أي شيء". إذا لم تكن قد فكرت في الأمر، فقل ما تفكر فيه الآن. إذا كنت لا تستطيع التحدث عن أمر ما إلا بعد التفكير فيه، فهذا يسمى بكتابة المقالات. نحن نتحدث الآن فقط؛ أنا لا أطلب منك كتابة مقال. تحدث أولًا من منظور نظري. (أفهم من كلام الله أن الله لا ينظر إلى مدى تعليم شخص ما أو مكانته الاجتماعية، بل ينظر بشكل أساسي إلى ما إذا كان هذا الشخص يسعى إلى الحق أم لا، وما إذا كان قادرًا على ممارسة الحق أم لا، وما إذا كان يخضع حقًا لله ويؤدي واجبه على نحو يفي بالمعايير أم لا. إذا كان شخص ما يتمتع بمكانة اجتماعية عالية ومتعلم تعليمًا عاليًا ولكنه لا يمتلك الفهم الروحي، ولا يسير في طريق السعي إلى الحق، ولا يتقي الله أو يحيد عن الشر، فسوف يتم استبعاده في النهاية ولن يقدر على الثبات في بيت الله. لذلك، فإن الخلفية الأكاديمية للمرء ومكانته غير مُهمَّتين. المهم هو ما إذا كان المرء يسعى إلى الحق أم لا). ممتاز، هذا مفهوم أساسي للغاية. لماذا أقول إنه أساسي للغاية؟ لأن هذه المواضيع وهذا المحتوى في الأساس هو ما يتحدث عنه الناس عادةً. هل لدى أي شخص آخر فهم مختلف؟ فليُضِف أحدًا إلى ما قيل بالفعل. (إذا استطاع أحد أن يسعى إلى الحق، فإنه يستطيع حينئذ أن يرى أن السعي وراء الشهرة والمكسب والمكانة هو في الحقيقة نوع من العبودية، وهو قيد يُكبِّله، وكلما سعى وراء هذه الأشياء أكثر، شعر بالفراغ أكثر، وزاد اختباره لحجم الضرر والألم الذي تسببه الشهرة والمكسب والمكانة للناس. عندما يفهم هذا ويرى شخصًا يعتبر هذه الأشياء رأس مال، سيعتقد أن شخصًا مثل هذا مثير للشفقة حقًا). (الشخص الذي يحب الحق ويفهمه حقًا سوف يقيس المكانة الاجتماعية والسمعة باستخدام كلام الله، وسوف ينظر إلى ما يقوله الله ويطلبه، وما يريد الله من الناس أن يسعوا إليه، وما سيحصل عليه الناس في النهاية من خلال السعي وراء هذه الأشياء، وما إذا كان الذي يحصلون عليه مُتسقًا مع النتائج التي يأمل الله أن يراها في الناس). لقد تطرقتم إلى الأمر هنا، ولكن هل ما تقولونه له علاقة كبيرة بالحق؟ هل أنتم قادرين على تقييم هذا الأمر؟ معظم الناس لديهم بعض المعرفة الإدراكية، وإذا طلبتُ منكم إلقاء عظة، فستكون عظة وعظ. لماذا أقول إنها ستكون عظة وعظ؟ عظة الوعظ هي عظة تقول فيها أشياء تعطي الناس المشورة والتشجيع، ولكن لا يمكنها حل المشكلات الحقيقية. فبرغم أن كل جملة قد تبدو صحيحة ومعقولة، ومتوافقة مع العقل البشري والمتطلبات العقلانية، إلا أنها لا علاقة لها بالحق إلا قليلًا، بل هي مجرد القليل من المعرفة السطحية والإدراكية التي يمتلكها الناس. إذا كنت ستعقد شركة حول هذه الكلمات مع الآخرين، فهل ستستطيع حل مشكلات الناس والصعوبات التي تواجههم من مصدرها؟ لا، لن تستطيع، ولهذا السبب أقول إنها ستكون عظة وعظ. إذا لم تتمكن من حل صعوبات الناس ومشاكلهم من مصدرها، فأنت لا تحل مشكلات الناس باستخدام الحق. أولئك الذين لا يفهمون الحق سينادون دائمًا بالمعرفة والسمعة والمكانة، ولن يتمكنوا من الهروب من قيود هذه الأشياء وعبوديتها.
فكروا في الأمر؛ كيف ينبغي لكم أن تتعاملوا مع قدْر الإنسان، ومكانته الاجتماعية، وخلفيته العائلية؟ ما الموقف الصحيح الذي يجب أن تتخذوه؟ أولًا، يجب أن تروا من كلام الله كيف يتعامل مع هذا الأمر؛ وبهذه الطريقة فقط ستصلون إلى فهم الحق وألا تفعلوا أي شيء يتعارض مع الحق. إذًا، كيف ينظر الله إلى الخلفية العائلية لشخص ما، وإلى مكانته الاجتماعية، والتعليم الذي تلقاه، والثروة التي يمتلكها في المجتمع؟ إذا كنت لا ترى الأشياء بناءً على كلام الله ولا تستطيع الوقوف إلى جانب الله وقبول الأشياء من الله، فإن الطريقة التي ترى بها الأشياء ستكون بالتأكيد بعيدة جدًا عمَّا يقصده الله. إذا لم تكن بعيدة جدًا، وكان التباين ضئيلًا فحسب، فليست هذه مشكلة؛ أما إذا كانت الطريقة التي ترى بها الأشياء تتعارض تمامًا مع ما يقصده الله، فهي تتعارض مع الحق. من ناحية الله، فإن ما يعطيه للناس ومقدار ما يعطيه يعود إليه، والمكانة التي يتمتع بها الناس في المجتمع هي أيضًا معيَّنة من الله وليست من تدبير أي شخص على الإطلاق. إذا تسبب الله في أن يعاني شخص ما من الألم والفقر، فهل يعني هذا أنه ليس لديه أمل في الخلاص؟ إذا كان هذا الشخص متدني القدر والمكانة الاجتماعية، أفلن يُخلِّصه الله؟ إذا كانت مكانته في المجتمع متدنية، فهل هو من ذوي المكانة المتدنية في نظر الله؟ ليس بالضرورة. علامَ يعتمد ذلك؟ يعتمد ذلك على الطريق الذي يسير فيه هذا الشخص، وعلى سعيه، وعلى موقفه تجاه الحق والله. إذا كانت المكانة الاجتماعية لشخص ما متدنية جدًا، وعائلته فقيرة جدًا، ومستوى تعليمه منخفض، لكنه يؤمن بالله بطريقة واقعية، ويحب الحق والأشياء الإيجابية، فهل قدْره مرتفع في نظر الله أم منخفض، هل هو نبيل أم وضيع؟ إنه ذو قيمة. إذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، فعلامَ يعتمد قدْر شخص ما، سواء كان مرتفعًا أم منخفضًا، وسواء كان نبيلًا أم متدنيًا؟ يعتمد ذلك على الطريقة التي يراك بها الله. إذا رآك الله شخصًا يسعى وراء الحق، فهذا يعني أنك ذو قدر وقيمة؛ أنت وعاء قيِّم. وإذا رأى الله أنك لا تسعى إلى الحق وأنك لا تبذل نفسك بإخلاص من أجله، فأنت بلا قدر ولا قيمة وأنت وعاء حقير. مهما بلغ علوُّ تعليمك أو ارتفعت مكانتك في المجتمع، فإذا لم تسعَ إلى الحق أو تفهمه، فلا يمكن أبدًا أن تكون عالي القدر؛ حتى وإن دعمك الكثير من الناس، ورفعوا شأنك، وعبدوك، فإنك ما تزال وضيعًا حقيرًا. فلماذا يرى الله الناس بهذه الطريقة؟ لماذا يُرى مثل هذا الشخص "النبيل" ذو المكانة العالية في المجتمع والذي يوجد كثيرون يعجبون به ويرفعون من شأنه، وضيعًا في نظر الله رغم أنه ذو جاه كبير؟ لماذا نظرة الله للناس مناقضة تمامًا للآراء التي تكون لدى الناس تجاه الآخرين؟ هل يضع الله نفسه ضد الناس عن قصد؟ بالطبع لا. هذا لأن الله هو الحق، والله هو البر، بينما الإنسان فاسد وليس لديه حق أو بر، والله يقيس الإنسان بمعياره الخاص، ومعياره للقياس هو الحق. قد يبدو قول هذا مجردًا بعض الشيء، لذا لنقُل بطريقة أخرى إنَّ معيار الله للقياس يستند إلى موقف الشخص تجاه الله، وموقفه تجاه الحق، وموقفه تجاه الأشياء الإيجابية؛ لم يعد الأمر مجردًا. لنفترض أن ثمة شخصًا يتمتع بمكانة عالية في المجتمع، ومستوى عالٍ من التعليم، كما أنه متعلم ومثقف للغاية، ولديه تاريخ عائلي مجيد جدًا ورائع، لكن توجد مشكلة واحدة: إنه لا يحب الأشياء الإيجابية، ويشعر من أعماق قلبه بالنفور والبغض والكراهية تجاه الله، وعندما يظهر أي شيء يتعلق بالله، أو يتعلق بموضوعات الله أو عمل الله، فإنه يعض على أسنانه كراهيةً، وتشتعل عيناه، ويرغب حتى في التعدي على الآخرين. متى ذكر أحد ما موضوعًا يتعلق بالله أو الحق، فإنه يشعر بالنفور والعداء، وتتفجر طبيعته الحيوانية. هل هذا الشخص ذو قيمة أم لا قيمة له؟ ما قيمة خلفيته الأكاديمية وما يسمى بمكانته الاجتماعية وجاهه الاجتماعي في نظر الله؟ لا شيء على الإطلاق. كيف يرى الله مثل هؤلاء الناس؟ كيف يوصِّف الله مثل هؤلاء الناس؟ مثل هؤلاء الناس هم أبالسة وشياطين، وهم أكثر الوضعاء الحقراء انعدامًا للقدْر. بالنظر إلى الأمر الآن، ما الأساس الذي نستند إليه في تحديد قدْر شخص ما بوصفه إما نبيلًا أو وضيعًا؟ (إنه موقفه تجاه الله والحق والأشياء الإيجابية). هذا صحيح. أولًا، ينبغي على المرء أن يفهم ما هو موقف الله. إن فهم موقف الله أولًا وفهم المبادئ والمعايير التي يحكم بها الله على الناس، ثم قياس الناس بناءً على المبادئ والمعايير التي يعامل بها الله الناس، هو وحده الأكثر دقة وملاءمة وإنصافًا. لدينا الآن أساس لقياس الأشخاص، فكيف ينبغي لنا أن نطبقه على وجه التحديد؟ على سبيل المثال، ثمة شخص ما تلقى تعليمًا عاليًا جدًا ويحظى بشعبية كبيرة أينما ذهب، والجميع يحسن الظن به، ويبدو للآخرين أن لديه آفاقًا عظيمة؛ فهل من المؤكد أنه سيُرى في عينيّْ الله بوصفه نبيلًا؟ (ليس بالضرورة). إذًا، كيف ينبغي لنا أن نقيس هذا الشخص؟ إن قياس نبل الإنسان ووضاعته لا يستند إلى مكانته في المجتمع، ولا إلى مستواه العلمي، فضلًا عن أن يستند إلى عِرقه، وهو لا يستند إلى جنسيته بالتأكيد – فعلامَ يجب أن يستند؟ (يجب أن يستند إلى كلام الله وإلى موقف الشخص تجاه الحق والله). هذا صحيح. على سبيل المثال، لقد أتيتم من البر الرئيسي للصين إلى الولايات المتحدة، فهل سيتغير قدْركم ومكانتكم حتى وإن أصبحتم مواطنين أمريكيين ذات يوم؟ (كلا). لا، لن يتغيرا؛ ستظل أنت ما أنت عليه. إذا كنت تؤمن بالله لكن لا تستطيع ربح الحق، فأنت لا تزال من النوع الذي سوف يهلك. بعض الناس السطحيين لا يؤمنون بالله حقًا ولا يسعون إلى الحق، فهم يتبعون العالم العلماني، وبعد أن يصبحوا مواطنين أمريكيين يقولون: "أنتم أيها الصينيون" و"أنتم أيها الناس القادمون من البر الرئيسي للصين". قل لي، هل هؤلاء الناس نبلاء أم وضيعون؟ (وضيعون). إنهم وضيعون للغاية! إنهم يتصرفون كما لو أنهم يصبحون نبلاء بأن يصبحوا مواطنين أمريكيين؛ أليسوا سطحيين للغاية؟ إنهم سطحيون للغاية. إذا كان الشخص يستطيع أن يتعامل مع الشهرة، والمكسب، والمكانة الاجتماعية، والثروة، والإنجازات الأكاديمية بقلب عادي؛ فبطبيعة الحال، هذا القلب العادي لا يعني أنك قد اختبرت هذه الأشياء بالفعل وأصبحت لا مباليًا، بل يعني أن لديك معيارًا للقياس ولا ترى أنَّ هذه الأشياء هي أهم الأشياء في حياتك، وأن المعايير والمبادئ التي تقيس بها هذه الأشياء وتراها من خلالها، وكذلك قيمك، قد مرَّت بتغيير، وأنك تستطيع التعامل مع هذه الأشياء بشكل صحيح ورؤيتها بقلب عادي؛ فماذا يثبت هذا؟ إنه يثبت أنك قد تحررت من الأشياء الخارجية، مثل ما يسمى بالمكانة الاجتماعية، وقيمة الإنسان، وما إلى ذلك. ربما لا تتمكنون من تحقيق هذا الآن، ولكن عندما تتمكنون حقًا من فهم الحق، فسوف تتمكنون من رؤية حقيقة هذه الأشياء. سأعطيكم مثالًا؛ يصادف أحدهم إخوة وأخوات أثرياء ويرى أنهم لا يرتدون إلا الملابس ذات العلامات التجارية وأنهم يبدون أثرياء، ولا يعرف كيف يتحدث معهم أو يخالطهم، ولذلك فإنه يُذِل نفسه ويتملق الإخوة والأخوات الأثرياء، ويطريهم، ويتصرف بطريقة مثيرة للاشمئزاز؛ أليس يحط من قدر نفسه؟ ثمة شيء يهيمن عليه هنا. بعض الناس، عندما يقابلون امرأة ثرية، ينادونها بـ "الأخت الكبرى"؛ وعندما يقابلون رجلًا ثريًا، ينادونه بـ"الأخ الأكبر". إنهم يريدون دائمًا التودد إلى هؤلاء الأشخاص وتزكية أنفسهم. عندما يرون شخصًا فقيرًا ونكرة آتٍ من الريف بمستوى تعليم منخفض، فإنهم ينظرون إليه بازدراء ويرفضون الالتفات إليه، ويتغير موقفهم. هل لمثل هذه الممارسات الشائعة وجود في الكنيسة؟ نعم، ولا يمكنكم إنكار ذلك، لأن هناك من بينكم من كشف عن مثل هذا السلوك بالتحديد. البعض يمنح لقب "الأخ الأكبر"، والبعض يمنح لقب "الأخت الكبرى"، والبعض يمنح لقب "العمة"، وهذه الممارسات الاجتماعية خطيرة. طبقًا لسلوك هؤلاء الأشخاص، فإنهم ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق، ولا يمتلكون أدنى قدر من واقع الحق. هذا النوع من الأشخاص يشكِّل الأغلبية بينكم، وإذا لم يتغيروا، فسيُستبعَدون جميعًا في النهاية. ورغم أن هذه الآراء الخاطئة لا تؤثر في قبول الناس للطريق الحق، فقد تؤثر في دخول الناس إلى الحياة وأداء واجباتهم؛ وإذا لم يكونوا أشخاصًا يقبلون الحق، فمن المرجح أن يتسببوا في حدوث اضطرابات في الكنيسة. إذا كنت تستطيع فهم مقصد الله، فيمكنك استيعاب المبادئ والمعايير التي تُقاس بها هذه الأشياء. ثمة جانب آخر، وهو أنه بغض النظر عن نوع المكانة الاجتماعية أو الخلفية التعليمية التي يتمتع بها الشخص، أو نوع الخلفية العائلية التي ينتمي إليها، توجد حقيقة واحدة يجب عليك الاعتراف بها: إن إنجازاتك التعليمية وخلفيتك العائلية لا يمكن أن تغير خُلُقك، ولا يمكنها التأثير في شخصيتك. أليس كذلك؟ (هذا صحيح). لماذا أقول هذا؟ بغض النظر عن نوع الأسرة التي يولد فيها المرء أو نوع التعليم الذي يتلقاه فيما بعد، وسواء كان متعلمًا تعليمًا عاليًا أم لا، وبغض النظر عن نوع الخلفية الاجتماعية التي يولد فيها، وسواء كانت مكانته الاجتماعية مرتفعة أم منخفضة، فإن شخصياته الفاسدة متطابقة تمامًا مع الشخصيات الفاسدة لدى أي شخص آخر. الجميع متطابقون؛ هذا أمر لا مفر منه. إن مكانتك الاجتماعية وقيمتك لا يمكن أن يغيرا حقيقة أنك أحد أفراد الجنس البشري الذي أفسده الشيطان، ولا يمكنهما أن يغيرا حقيقة أنك إنسان فاسد ذو شخصيات فاسدة ويعارض الله. ما الذي أعنيه بهذا؟ أعني أنه مهما بلغ ثراء العائلة التي ولدت فيها أو مدى علوِّ تعليمك، فلا تزال لديك شخصيات فاسدة؛ وبغض النظر عمَّا إذا كنت نبيلًا أم وضيعًا، أو ما إذا كنت غنيًا أم فقيرًا، أو ذا مكانة عالية أو منخفضة، فأنت لا تزال إنسانًا فاسدًا. لذا، بعد أن قبلتم عمل الله، فأنتم جميعًا متساوون، والله عادل وبارٌّ بالجميع. أليس هذا فهم ينبغي أن يتمتع به الناس؟ (بلى). أي شخص لم يفسده الشيطان وليست لديه شخصيات فاسدة لأنه يتمتع بمكانة عالية في المجتمع ولأنه ولد في أنبل عِرق بين كل البشر؟ هل هذا قول معقول؟ هل حدثت هذه الحقيقة على مدار تاريخ البشرية؟ (كلا). كلا، لم تحدث. في الواقع، لم يمكن لأي إنسان أن يتجنب العيش بهذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها والتي تقول إنه: بالعيش في هذا العالم، أفسد الشيطان البشرية كلها، بما في ذلك أيوب وإبراهيم وأولئك الأنبياء والقديسين القدماء، وكذلك بني إسرائيل. وفي إفساد الشيطان للإنسان، فإنه لا يهتم بما إذا كنت متعلمًا تعليمًا عاليًا أم لا، وما هو تاريخ عائلتك، وما هو اسم عائلتك، أو حجم شجرة عائلتك، فالنتيجة النهائية هي: إذا كنت تعيش بين البشر، فقد أفسدك الشيطان. لذا فإن حقيقة أن لديك شخصيات شيطانية فاسدة وأنك تعيش بشخصياتك الشيطانية الفاسدة، لا يمكن تغييرها من خلال قيمتك وخلفيتك الأكاديمية. أليس هذا فهم ينبغي أن يتمتع به الناس؟ (بلى، هو كذلك). ما إن تكونوا قد فهمتم هذه الأشياء، ففي المستقبل عندما يتفاخر شخص ما بمواهبه ورأس ماله، أو تكتشفون مرة أخرى شخصًا "متفوقًا" بينكم، كيف ستعاملونه؟ (سأعامله وفقًا لكلام الله). صحيح. وكيف ستعامله وفقًا لكلام الله؟ إذا لم يكن لديك ما تفعله، واستخففت به وسخرت منه، قائلًا: "انظر إلى مدى تعليمك، لمَ تتباهى؟ أنت تتحدث عن رأس مالك مرة أخرى، لكن هل تستطيع أداء واجبك جيدًا؟ بغض النظر عن مدى علوِ تعليمك، ألا يزال الأمر أنَّ الشيطان قد أفسدك؟"، فهل هذه طريقة جيدة لمعاملته؟ هذا لا يتماشى مع المبادئ، وليس شيئًا ينبغي لشخص ذي إنسانية طبيعية أن يفعله. إذًا، كيف يجب أن تعامله بطريقة تتماشى مع المبادئ؟ لا ينبغي لك أن تتطلع إليه، لكن لا ينبغي أيضًا أن تقلل من شأنه؛ أليس هذا حلًا وسطًا؟ (بلى، هذا صحيح). هل من الصواب التوصل إلى حل وسط؟ لا، ليس صوابًا. يجب عليك أن تعامله بشكل صحيح، وإذا كان بإمكانك استخدام الحق الذي تفهمه لمساعدته، فساعده. وإذا لم تتمكن من مساعدته، فإذا كنت قائدًا ورأيت أنه مناسب لواجب معين، فاجعله يؤدي هذا الواجب. لا تنظر إليه بازدراء لأن لديه مستوى عالٍ من التعليم، وتفكر: "أف، ما الفائدة من التعليم العالي؟ هل تفهم الحق؟ أنا لست متعلمًا تعليمًا عاليًا لكنني لا أزال قائدًا. أنا ذو مستوى قدرات جيد، وأنا أفضل منك، لذا سأقلل من شأنك وأجعلك تشعر بالخزي!" هذه دناءة وافتقار إلى الإنسانية. ماذا يعني أن "تعامله بشكل صحيح"؟ يعني التعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق. وما مبدأ الحق هنا؟ معاملة الناس بإنصاف. لا تُعلي من قدر الناس وتتطلع إليهم، ولا تُقلل من نفسك أمامهم وتشعر أنك في مستوى أدنى، ولا تطري عليهم أيضًا، ولا تحطمهم، ولا تقلل من شأنهم؛ ربما لا يعتقدون أن قيمتهم عالية جدًا وربما هم لا يتباهون بأنفسهم. هل من الصواب أن تخاف دائمًا من أنهم سيتباهون بأنفسهم ومن ثمَّ تحطمهم دائمًا؟ لا، هذا ليس صحيحًا. هذه دناءة وافتقار إلى الإنسانية؛ إذا كنت لا تميل كثيرًا إلى أحد الجانبين، فأنت تميل كثيرًا إلى الجانب الآخر. المبدأ هو معاملة الناس بشكل صحيح، ومعاملة الناس بإنصاف. يبدو هذا المبدأ بسيطًا، لكن تطبيقه ليس سهلًا.
في السابق، كان ثمة قائد سينتقل إلى مكان آخر ليعيش فيه. أخبرته أنه يمكنه اصطحاب قادة الفريق وأعضاء الفريق المعنيين معه، إذ سيكون من المناسب لهم بهذه الطريقة مناقشة العمل معًا. ما قلته لم يكن صعب الفهم، بل يفهمه الإنسان بمجرد سماعه. في النهاية، كان الموظفون المعنيون الذين اصطحبهم معه يتمتعون بـ "مؤهلات" جيدة جدًا: بعضهم أحضر له الشاي، وبعضهم غسل قدميه وفرك ظهره؛ كانوا جميعًا مجموعة من المتملقين. كم كان هذا القائد مقزِّزًا؟ كان ثمة شخص مصاب بمرض معدٍ وكان يتودد إليه ويتملقه كل يوم، ويتبعه ويخدمه. كان القائد على استعداد حتى للمخاطرة بالإصابة بهذا المرض حتى يتمكن من الاستمتاع بالشعور بذلك التملق. وأخيرًا، نظرًا لأن هذا الشخص المصاب بالمرض المعدي عانى من تكرار إصابته بالمرض بعد انتقاله، فقد كُشِف عن هذا القائد الكاذب أيضًا. لذلك، سواء فهم الناس الحق أم لا، يجب عليهم بالتأكيد ألا يفعلوا أشياء سيئة، وألا يفعلوا أشياء اعتمادًا على طموحاتهم ورغباتهم، وألا تكون لديهم عقلية المجازفة، لأن الله يمحِّص قلوب البشر ويمحِّص كل الأرض. ما الذي يتضمنه "كل الأرض"؟ إنه يتضمن الأشياء المادية وغير المادية كلتاهما. لا تحاول قياس الله، أو سلطان الله، أو قدرة الله باستخدام عقلك. الناس كائنات مخلوقة وحياتهم تافهة للغاية؛ كيف يمكنهم قياس عظمة الخالق؟ كيف يمكنهم قياس قدرة الخالق وحكمته في خلقه لكل شيء وسيادته على كل شيء؟ يجب عليك بالتأكيد ألا تفعل أشياء جاهلة أو تفعل الشر. إن فعل الشر سيؤدي حتمًا إلى الجزاء، وعندما يكشفك الله ذات يوم، سيكون هذا الجزاء أسوأ مما كنت تتوقع، وفي ذلك اليوم سوف تبكي وتَصِرُّ على أسنانك. يجب عليك أن تسلك بوعي للذات. في بعض الأمور، قبل أن يكشفك الله، سيكون من الأفضل لك أن تقارن نفسك بكلمات الله، وتتأمل نفسك وتخرج الأشياء المدفونة إلى النور، وتكتشف مشاكلك الخاصة، ثم تطلب الحق لحلها؛ لا تنتظر أن يكشف عنك الله. بمجرد أن يكشف عنك الله، ألا يجعلك هذا سلبيًا إذًا؟ في ذلك الوقت، سوف تكون قد ارتكبت ذنبًا بالفعل. من تمحيص الله لك إلى الكشف عنك، قد تتغير قيمتك ورأي الله فيك بشكل كبير. هذا لأن الله بينما يُمحِّصك، فإنه يمنحك الفرص ويأتمنك على آماله، حتى اللحظة التي يُكشَف فيها عنك. من ائتمان الله أحد على آماله، إلى أن تتبخر آماله في النهاية، كيف تكون الحالة المزاجية لله؟ إنه يتعرض لهبوط هائل. وماذا ستكون النتيجة بالنسبة لك؟ في الحالات غير الخطيرة، قد تصبح كائنًا يكرهه الله، وسُتنحى جانبًا. ماذا يعني أن "تُنحَّى جانبًا"؟ يعني أنه سيتم الاحتفاظ بك ومراقبتك. وماذا ستكون النتيجة في الحالات الأكثر خطورة؟ سيقول الله: "هذا الإنسان بلية ولا يستحق حتى أن يؤدي خدمة. بالتأكيد لن أخلِّص هذا الشخص!" حالما يُشكِّل الله هذه الفكرة، لن تعود لديك أي عاقبة على الإطلاق، وحالما يحدث ذلك، يمكنك أن تسجد وتنزف، لكن هذا لن يجدي نفعًا، لأن الله سيكون قد أعطاك بالفعل فرصًا كافية لكنك لم تتب قط وذهبت بعيدًا جدًا. لذلك، مهما تكن المشاكل التي لديك أو الفساد الذي تكشف عنه، فيجب عليك دائمًا أن تتأمل في ذاتك وتعرفها في ضوء كلام الله أو تطلب من الإخوة والأخوات أن يوضحوا إليك هذه الأشياء. الأمر الأكثر أهمية هو أن تقبل تمحيص الله، وتأتي أمام الله، وتطلب منه أن ينيرك ويضيئك. بصرف النظر عن الطريقة التي تستخدمها، فإن اكتشاف المشكلات مبكرًا ثم حلها هو التأثير الذي يحققه التأمل الذاتي، وهذا هو أفضل شيء يمكنك القيام به. يجب ألا تنتظر حتى يكشف الله عنك ويستبعدك قبل أن تشعر بالندم، لأنه سيكون قد فات الأوان على الندم! عندما يكشف الله شخصًا ما، هل يكون غاضبًا بشدة أم وفير الرحمة؟ من الصعب أن أقول هذا، فهو أمر غير معروف، ولن أعطيك هذا الضمان، فالطريق الذي تسير فيه متروك لك. هل تعلمون ما هي مسؤوليتي؟ أنا أقول لكم كل ما لدي لأقوله، كل كلمة يجب أن أقولها، دون أن أترك كلمة واحدة. مهما كانت الطريقة التي أستخدمها، سواء كانت كلمات مكتوبة، أو سرد القصص، أو إنتاج برامج صغيرة، في كل الأحوال، فأنا أنقل الحق الذي يريد الله أن تفهموه من خلال وسائل مختلفة، وفي الوقت نفسه أبلغكم بالمشاكل التي أستطيع رؤيتها. أنا أحذركم وأذكركم وأحثكم وأوفر لكم بعض الإمداد والمساعدة والدعم. في بعض الأحيان أقول أيضًا أشياء قاسية. هذه مسؤوليتي، والأمر يعود إليك في كيفية المضي قدمًا في بقية الطريق. لا تحتاج إلى فحص كلامي وتعبيرات وجهي، ولا تحتاج إلى ملاحظة رأيي فيك باهتمام؛ ليس من الضروري أن تفعل هذه الأشياء. إن ما ستكون عليه عاقبتك في المستقبل لا علاقة له بي؛ فهو مرتبط فقط بما تسعى إليه أنت نفسك. اليوم أفتح النافذة وأتحدث بصراحة، وأتحدث بوضوح تام. هل سمعتم وفهمتم كل كلمة وكل جملة قلتها، وما يجب أن أقوله، وما ينبغي أن أقوله، وما قلته في الماضي؟ لا يوجد شيء مجرد فيما أقوله، ولا يوجد شيء لا تفهمونه؛ لقد فهمتموه جميعًا، وبالتالي فقد تُمِّمَت مسؤوليتي. لا تظنوا أنني يجب أن أظل أراقبكم بعد أن أنتهي من التحدث وأن أبقى مسؤولًا عنكم، يدًا بيد، حتى النهاية. إنكم جميعًا تؤمنون بالله منذ عدة سنوات، وأنتم جميعًا بالغون ولستم أطفالًا صغارًا. لديكم قادة يكونون مسؤولين عنكم عندما تفعلون الأشياء، وهذه ليست مسؤوليتي. لدي نطاق عملي الخاص، ونطاق مسؤولياتي الخاص؛ ليس من الضروري لي – ولا من الممكن – أن أتبع كل واحد منكم وأظل أشرف عليكم وأحثكم على الاستمرار؛ لست ملزمًا بفعل ذلك. وأما ما تسعون إليه، وما تقولونه وتفعلونه في الخفاء، وما الطريق الذي تتبعونه، فلا شيء من هذا له علاقة بي. لماذا أقول إنها لا علاقة لها بي؟ إذا كنتم تستطيعون أداء واجباتكم في بيت الله بطريقة مناسبة وسليمة، فإن بيت الله سيكون مسؤولًا عنكم حتى النهاية. إذا كنتم على استعداد لأداء واجبكم، ودفع الثمن، وقبول الحق والتصرف وفقًا لمبدأ، فإن بيت الله سيقودكم، ويمدكم، ويعولكم؛ وإذا لم تكونوا على استعداد لأداء واجبكم وترغبون في الخروج للعمل وكسب المال، فإن أبواب بيت الله مفتوحة على مصراعيها وسوف تتلقون وداعًا وديًا. رغم ذلك، إذا تسببتم في اضطرابات، أو فعلتم الشر، أو أثرتم المتاعب في بيت الله، فبصرف النظر عمَّن يفعل الشر، فإن بيت الله لديه مراسيم إدارية وترتيبات عمل، وسيتم التعامل معكم وفقًا لهذه المبادئ. هل تفهمون؟ لقد آمنتم جميعًا بالله لسنوات، وقرأتم الكثير من كلام الله، وحضرتم التجمعات واستمعتم إلى العظات طوال كل هذه السنوات، فلماذا لم تتوبوا أو تتغيروا على الإطلاق؟ يوجد الكثير من الناس الذين استمعوا إلى العظات لسنوات وفهموا بعض الحقائق، لكنهم لم يتوبوا بعد، وما يزالونا يؤدون واجباتهم بلا مبالاة، وهؤلاء أناس في خطر. دعوني أخبركم بشيء واقعي: لا تتوقعوا مني دائمًا أن أراقبكم، وأعتني بكم، وأعلمكم بينما أمسكم بأيديكم، حتى تتمكنوا من القيام بشيء عملي وفعال. إذا لم أراقبكم أو أشرف عليكم وأحثكم على الاستمرار، وأصبحتم تتسمون بعدم المبالاة وتباطأ تقدم العمل، فسوف تنتهون. وهذا يدل على أنكم تؤدون واجبكم دون أي ولاء وأنكم جميعًا عاملون. دعوني أخبركم، لقد أُديَّت خدمتي، ولست ملزمًا برعايتكم. هذا لأن الروح القدس هو الذي يعمل ويمحِّصكم في هذه الأمور؛ وما كان من المفترض أن أفعله قد فُعِل، وما كان من المفترض أن أقوله قد قيل، لقد التزمت بخدمتي، وتمَّمتُ مسؤوليتي، وما يتبقى لكم هو أن تتحملوا مسؤولية أفعالكم وسلوككم. إذا كنتم لا تقبلون الحق لكنكم لا مبالين باستمرار ولا تفكرون أبدًا في التوبة، فإن عقابكم واستبعادكم لن يكون لهما أي علاقة بي.
كان أحد جوانب القصة التي رويتها للتو هو الحديث عن كيفية النظر إلى المكانة الاجتماعية للناس، وقدْرهم، وخلفيتهم العائلية، وخلفيتهم الأكاديمية وما إلى ذلك، وما المعايير والمبادئ المتعلقة بهذه الأشياء؛ وكان ثمة جانب آخر هو كيفية التعامل مع هذه الأشياء وكيفية رؤية جوهرها. حالما تدرك حقيقة جوهر هذه الأشياء، فلن تكون مقيدًا بها ولن تعيش بها، بالرغم من أنها ربما تظل موجودة في قلبك. عندما ترى شخصًا غير مؤمن يتباهى بتاريخه المجيد المتمثل في أنه قد التحق بالجامعة ودرس الماجستير أو الدكتوراه، فما هي وجهة نظرك وموقفك؟ إذا قلت: "الدراسة الجامعية ليست بالشيء الكبير، فقد حصلت على شهادة الدراسات العليا منذ سنوات"، إذا كانت لديك هذه العقلية، فسوف يكون ذلك أمرًا مسبِّبًا للمتاعب بالنسبة لك، ويدل على أنك لم تتغير كثيرًا في إيمانك بالله. إذا سألك عن خلفيتك التعليمية، وقلت: "لم أتخرج حتى من المدرسة الابتدائية ولا أستطيع حتى كتابة مقال"، ورأى أنك نكرة وبدأ في تجاهلك، ألا يكون هذا مثاليًا؟ يمكنك توفير الوقت لقراءة المزيد من كلام الله وأداء واجبك بدرجة أكبر، وهذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليك فعله. ما الفائدة من النميمة مع غير المؤمنين وعديمي الإيمان؟ إذا قلت إن مستواك التعليمي منخفض ولا مكانة لك في المجتمع، وقلَّل شخص ما من شأنك، فماذا ستفعل؟ لا تأخذ الأمر على محمل الجد ولا تشعر بأنك مقيد؛ دعه يتحدث فحسب، دعه يقول ما يريد، فهذا لا يمثِّل شيئًا بالنسبة إليك. ما دام أن هذا لا يسبب تأخيرًا في سعيك إلى الحق في إيمانك بالله، فلا بأس. هذا في الواقع موضوع ثانوي، ولكن في الحياة اليومية، من خلال الأشياء التي يعبر عنها الناس، يمكننا أن نرى أن الناس يعلقون أهمية كبيرة على هذه الأشياء المتعلقة برأس المال ويحملونها دائمًا في قلوبهم. ليس الأمر أنَّ هذا يمكن أن يؤثر في كلام الناس وسلوكهم فحسب، بل يمكن أن يؤثر أيضًا في دخولهم إلى الحياة واختيارهم الطريق الصحيح للإيمان بالله. حسنًا، لن أتحدث عن هذا النوع من الموضوعات مرة أخرى. دعونا نعود إلى الموضوع الذي عقدنا الشركة عنه في المرة السابقة ونستمر في عقد الشركة عن مختلف مظاهر أضداد المسيح ونشرِّحها.
تشريح كيف أن أضداد المسيح خبثاء وغادرون ومخادعون
1. تشريحٌ لعدوانية أضداد المسيح وبغضهم تجاه الأشياء الإيجابية والحق
لقد انتهينا من تشريح المظهر السادس من مظاهر أضداد المسيح، والآن سنبدأ في تشريح المظهر السابع: شرُّ أضداد المسيح ومكرهم وخداعهم. يقول بعض الناس: "بالنظر إلى أننا نُشَرِّح أضدادَ المسيح ونكشفهم، أليس من المبالغة في اللطف أن نقول إنهم أشرار وماكرون ومخادعون؟ مَنْ ليستَ لديه شخصيةٌ شريرةٌ أو مخادعةٌ إلى درجةٍ ما؟ جميع الناس العاديين لديهم هذه الشخصيات الفاسدة، لذا إذا كشفنا أضداد المسيح وشرَّحناهم بهذه الطّريقة، ألن يعني ذلك أنّ جميع الناس أضدادٌ للمسيح؟". هل يعتقد أي منكم هذا؟ إذا كان أي منكم يعتقد هذا حقًا، فأنتم مخطئون. هل هناك فرق بين شرِّ أضداد المسيح ومكرهم وخداعهم وبين إعلانات هذه الشخصيات الفاسدة في الناس العاديين؟ من المؤكد أن هناك فرقًا، وإلا لما أدرجنا هذه الشخصيات في مظاهر أضداد المسيح. اليوم، سأعقد الشركة عن هذا الفرق أولًا، قبل أن أنتقل إلى الحديث عن بعض الأمثلة الحقيقية والمظاهر المحددة للشخصيات الشريرة والماكرة والمخادعة لأضداد المسيح. من السهل فهم المعنى الحرفي لكلمات "شرير" و"ماكر" و"مخادع". تكمن الصعوبة في تمييز الفرق الجوهري بين هذه الأنواع من المظاهر في أضداد المسيح وفي الناس العاديين، سنعرف لماذا نعرِّف نوعًا من الأشخاص الذين يمتلكون هذه الشخصيات والجواهر الفاسدة على أنهم أضدادٌ للمسيح، والفرق من حيث الجوهر بين أضداد المسيح والبشر الفاسدين العاديين. أولًا، أضداد المسيح معادون علنًا للحق والله؛ إنهم يتنافسون مع الله من أجل شعبه المختار، وموقعه، وقلوب الناس، بل إنهم يفعلون مختلف الأشياء أمام شعب الله المختار لكسب قلوبهم، وتضليلهم وَشَلِّهِم. باختصار، إن طبيعة تصرفات أضداد المسيح وسلوكياتهم، سواء كانت علنية أو سرية، هي دائمًا معادية لله. لماذا أقول أنها معادية لله؟ لأنهم يعرفون جيدًا أن كلام الله هو الحق وأنه هو الله، ومع ذلك لا يزالون يعارضونه ولا يقبلون الحق بغض النظر عن كيفية عقد الشركة عنه. على سبيل المثال، بعض أضداد المسيح يقيِّدون بعض الناس ويضللونهم ويتحكمون بهم. إنهم يحملون هؤلاء الناس على طاعتهم واتباعهم، ثم يحصلون عن طريق الاحتيال على جميع أنواع الكتب والمواد من الكنيسة، وينشئون كنائسهم الخاصة ويؤسسون ممالكهم الخاصة، حتى يتمكنوا من الاستمتاع باتباعهم وعبادتهم من قِبَلِ أتباعهم، وبعد ذلك يبدأون في الانتفاع من الكنيسة. من الواضح أن هذا النوع من السلوك هو تنافسٌ منهم مع الله من أجل شعبه المختار - أليس هذا سمة من سمات أضداد المسيح؟ هل من الظلم تعريف هؤلاء الناس على أنهم أضداد للمسيح بناءً على هذه السمة الواضحة؟ هذا ليس ظلمًا على الإطلاق - هذا التعريف دقيق للغاية! هناك أيضًا بعض أضداد المسيح الذين يشكلون زمرًا داخل الكنيسة ويفككون الكنيسة. إنهم يزرعون باستمرار قواتهم الخاصة داخل الكنيسة، ويستبعدون أولئك الذين يختلفون معهم. بعدها يُبقون إلى جانبهم أولئك الذين يستمعون إليهم ويتبعونهم ليُشَكِّلوا قواتهم الخاصة ويحملوا الجميع على فعل ما يقولون. أليسوا هكذا يؤسسون ممالكهم الخاصة؟ أيًا كانت ترتيبات العمل أو متطلباته التي لدى الأعلى، فإنهم يرفضون تنفيذها وبدلًا من ذلك يتصرفون بطريقتهم الخاصة، دافعين أتباعهم إلى معارضة الأعلى علنًا. على سبيل المثال، يتطلب بيت الله الاستبدالَ الفوريَّ للقادة والعاملين غير القادرين على أداء عمل حقيقي. لكن ضد المسيح سيفكِّر: "على الرغم من أن بعض القادة والعاملين غير قادرين على أداء عمل حقيقي، إلا أنهم يدعمونني ويستحسنونني، وقد كنتُ أصقلهم. من المستحيل أن أدع الأعلى يستبدل هؤلاء الأشخاص، ما لم يُزِلْني أولًا". أخبرني، أليست تلك الكنيسة تحت سيطرة ضد المسيح ذاك؟ لا تتخطى ترتيبات عمل بيت الله ضد المسيح ولا يمكن تنفيذها. عندما تكون ترتيبات العمل قد أُصْدِرَت قبل وقتٍ طويلٍ، وتقدم كل كنيسة تقريرًا عن كيفية تنفيذها، على سبيل المثال، مَنْ أُعِيدَ تكليفه بواجب آخر أو اسْتُبْدِلَ بسبب أي ظروف، لا يبلغ ضد المسيح أبدًا عن أي شيء ولا يعيد تكليف أي شخص أبدًا. بعض الناس دائمًا ما يكونون لا مبالين في واجباتهم، ما يؤثر بشكل خطير على عمل الكنيسة، لكن ضد المسيح لا يعيد تكليفهم. حتى عندما يطلب الأعلى من ضد المسيح مباشرة استبدال هؤلاء الناس، يمر وقت طويل دون ردٍ منه. ألا توجد مشكلة هنا؟ عندما يطلب منه الأعلى تنفيذ ترتيبات العمل أو يحاول الاستفسار منه عن شيء ما، فإن ذلك يصل إلى طريق مسدود مع ضد المسيح. لا يعرف الإخوة والأخوات في الكنيسة شيئًا عن ذلك، ولا يتلقون أي رسائل، ويكونون مقطوعي الاتصال بالأعلى - فالكنيسة تخضع تمامًا لسيطرة ذلك الشخص بعينه. ما طبيعة ضد المسيح الذي يتصرف بهذه الطريقة؟ هذا ضدٌ المسيح وهو يستولي على الكنيسة. يشكل أضداد المسيح زمرًا في الكنيسة، ويؤسسون ممالكهم الخاصة، ويعارضون بيت الله، ويؤذون شعب الله المختار. يفقد الناس عمل الروح القدس، ولا يمكنهم الشعور بحضور الله، ولا يشعرون بسلامٍ ولا فرحٍ، ويفقدون الإيمان بالله، ويكُّفونَ عن أداء واجباتهم بنشاط. حتى إنهم يصبحون سلبيين ومنحرفين، وتصير حياتهم راكدة. كل هذا هو نتيجة لإضلال أضداد المسيح للناس وسيطرتهم عليهم. الآن، انكشف عدد من القادة الكذبة وأضداد المسيح في جميع المناطق الرعوية ببرِّ الصين الرئيسي، واستُبْدِلُوا، ومن بينهم بعض القادة الكذبة والعاملين الكذبة الذين لم يقوموا بأي عمل حقيقي. كان لديهم جميعًا مظاهر أضداد المسيح، وكانوا يمتلكون جميعًا شخصيات أضداد المسيح، ومع ذلك لم يصلوا تمامًا إلى مستوى أضداد المسيح، لذا استُبْدِلوا فحسب. لكن كانت لبعض الناس قوانينهم الخاصة، وكان لهم القول الفصل في كل شيء، وانتهكوا تمامًا ترتيبات العمل وتصرفوا بطريقتهم الخاصة، وبالتالي عُرِّفُوا على أنهم أضداد للمسيح وطُرِدوا. هذه الطريقة في كشف القادة الكذبة وأضداد المسيح والتعامل معهم رائعة! أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى رسائل التقارير هذه، لأنها تُظْهِر أن بعض شعب الله المختار قد فهموا القليل من الحق بعد سنوات من الاستماع إلى المواعظ. لماذا أقول أنهم فهموا القليل من الحق؟ ذلك لأنهم بعد الاستماع إلى هذه المواعظ، صار يمكنهم ربطها وتطبيقها على بعض الأمور التي يواجهونها في الحياة. بعد الانتهاء من الاستماع إلى هذه الحقائق، قد لا يفهمونها حقًا في ذلك الوقت، ولكن في وقت لاحق يصبح لديهم تمييز للناس والأحداث. لقد صارت لديهم المبادئ والمعايير التي يمكنهم من خلالها قياس أولئك الذين لديهم قوانينهم الخاصة، وأولئك الذين لا يؤدون عملًا حقيقيًا، وأولئك الذين لا يستطيعون حل المشكلات الحقيقية، واللا مبالين بواجباتهم ولا يتحملون عبئًا، وأولئك الذين ليس لديهم حسٌّ بالمسؤولية. أليس هذا تقدمًا؟ إنه تقدم. لا يمكن القول أن لديهم قامة، فقد فهموا القليل من الحق فحسب. لدى شعب الله المختار بعض التمييز للقادة الكذبة، وأضداد المسيح، وبعض أولئك الذين لا يؤدون عملًا حقيقيًا وغير أكفاء في عملهم - أليس هذا أمرًا جيدًا؟ هذا أمر جيد؛ إنه يدل على أن شعب الله المختار يفهمون الحق ولديهم تمييز، وأنهم يمكنهم الوقوف إلى جانب الله وحماية عمل الكنيسة - هذا شيء يستحق الاحتفال. لا يمكن لأضداد المسيحِ أنْ يُضِلّوا مَن يَفهمَون الحقّ. قد يكونون قادرين على تضليل أولئك الذين لا يفهمون الحق وليس لديهم تمييز لفترة من الوقت، ولكن إلى متى؟ أنا على ثقة من أنه كلما زاد عدد الناس الذين يفهمون الحق وكلما زاد إيمانهم بالله، استغرق الأمر وقتًا أقصر حتى يرفضوا أغلال أضداد المسيح وقيودهم ويتخلصوا منها. لذلك، لا يزال من الضروري لنا أن نعقد الشركة عن مختلف المظاهر التفصيلية لأضداد المسيح، وإلا إذا أضلَّ أضداد المسيح الناس وتحكَّموا بهم، فسيكون من الصعب جدًا على الناس نيل الخلاص.
لقد شَرَحَتُ للتو بعبارات بسيطة مظاهر أضداد المسيح وأسباب تعريف هؤلاء الأشخاص على أنهم أضداد للمسيح. إذًا، ما الفرق بين مظاهر الشر والمَكْر والخداع في أضداد المسيح والشخصيات الفاسدة للناس العاديين؟ هل لديك أي فهم لهذا؟ سأخبرك بقصة، وهذه القصة مرتبطة بالتأكيد بالشر والمكر والخداع. يسجل سِفْرُ أيوب في الكتاب المقدس محادثة بين الله والشيطان. يسأل الله الشيطانَ: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" (أيوب 1: 7)، وكيف يرد الشيطان؟ ("مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا" (أيوب 1: 7)). حتى الآن، لا يزال الناس لا يفهمون ما كان يعنيه الشيطان بهذا - هذا ما يسمى بالشخصية. لماذا لا يفهم الناس ما كان يعنيه الشيطان؟ هذا لأنك لم تكتشف بعد من أين يأتي الشيطان بالضبط. ما المشكلة فيما قاله الشيطان؟ يظهر هنا نوعٌ من أنواع الشخصيات، وهي الشخصية الشريرة. دعونا ننتهي من الحديث عن هذه الجملة في الوقت الحالي ونحلل ما سيأتي بعد ذلك. يأتي الشيطان أمام الله، وبعد أن أجاب عن سؤال الله، يقول الله للشيطان: "هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ؟" (أيوب 1: 8). كيف سيكون رد فعل الشخص العادي عادة عند سماع أن الله قال هذا؟ (سيريد أن يرى كيف تَصَرَّفَ أيوب). كان الناس سيفكرون على الفور: "كان أيوب يتقي الله ويحيد عن الشر وكان رجلًا كاملًا. أنا معجب به حقًا!". من أين يأتي هذا الإعجاب؟ إنه ينبع من نوع من الشوق والمحبة والتوق إلى الأشياء الإيجابية داخل الإنسانية الطبيعية. لكن إذا كنت لا تحب الحق، فماذا ستُظْهِرُ عندما تسمع هذه الكلمات؟ (الاحتقار). سوف تحتقر هذه الكلمات وتتجاهلها. حينها سيفكر بعض الناس: "يتقي الله ويحيد عن الشر، ما هذه التقوى؟ ما معنى "يحيد عن الشر"؟ أين يوجد رجل كامل هذه الأيام؟". لا يبدو أنهم يشعرون بشيء بعد سماعهم لهذه الكلمات، فهل لديهم قلوب تتوق وتشتاق إلى هذه الأشياء؟ (كلا). هل يرغبون في هذه الأشياء؟ (كلا). هل يرغبون في السعي لفهم ماهية التفاصيل الكامنة في هذا بالضبط؟ هل لديهم هذا الطموح؟ كلا، ليسوا كذلك؛ ففي قلوبهم، لا يريدون أن يعرفوا. هناك نوع آخر من الأشخاص الذين يُبدون ردود أفعالٍ شاذة عندما يسمعون أن الله قال إن أيوب كان يتقيه ويحيد عن الشر، وأنه كان رجلًا كاملًا. يقولون: "هاه؟ كان أيوب يتقي الله ويحيد عن الشر، وكان رجلاً كاملًا - هل يوجد مثل هذا الشخص؟ أرني كيف كان كاملًا - لا أصدق ذلك!". هل أمثال هؤلاء الناس الذين لديهم مثل هذه الأفكار والمظاهر، يؤمنون حقًا بالكلام الذي تكلَّم به الله ويعترفون به؟ (كلا). إنهم لا يؤمنون به أو يعترفون به حقًا. أولًا، هناك نقطة واحدة مؤكدة: إنهم لا يعترفون بأن ما يقوله الله صحيحٌ وجدير بالثقة ودقيق، ولا يعتبرون كلام الله هو الحق، وكلام الخالق، والحق الأسمى للبشرية جمعاء. بما أنهم لا ينظرون إلى كلام الله على أنه الحق، فكيف ينظرون إلى الله؟ بما أنهم ينكرون كلام الله، فهل يمكنهم الاعتراف بأن الله هو الله؟ بالتأكيد لا، لأنهم ينكرون كلام الله، وينكرون وجهة نظر الله، وينكرون أقوال الله، ما يعني ضمنًا أنهم ينكرون وجود الله وينكرون أنه وَاقِعُ كل الأشياء الإيجابية. هذا مؤكد. هناك نقطة أخرى: ما موقف مثل هؤلاء الناس تجاه الحقائق التي يعبر عنها الله وتجاه الأشياء الإيجابية والسلبية، وما الشخصية الكامنة وراء موقفهم؟ ما رأيهم في أيوب؟ "هذا غير ممكن! هل يمكن أن يكون هناك أي شخص مثل هذا في العالم؟ هذا مجرد أثرٍ من التاريخ. شخص مثل هذا ليس من المفترض أن يعيش في هذا العالم. فقط الغادرون والسيئون والأشرار والخبثاء ينبغي أن يعيشوا. وينبغي أن يموت الأشخاص الذين مثل أيوب، لا أن يعيشوا!". أي شخصيةٍ هذه؟ (شخصية الشر). هذا هو شر الشيطان. هل يوجد الآن أي أناسٍ بين البشر لديهم شخصية الشيطان الشريرة نفسها؟ أي نوع من الناس هم الذين حينما يسمعون أن الله قال: "أيوب يتقي الله ويحيد عن الشر؛ إنه رجل كامل" يكونون غير مقتنعين، ويرفضون قبول الأمر، ويشعرون بالنفور والكراهية، بل وتنشأ اللعنات في قلوبهم؟ هل يمكننا القول إن الأشخاص الذين تنشأ فيهم مثل هذه الأشياء هم على شاكلة الشيطان؟ (نعم). إذًا، هل من المبالغة تعريف هؤلاء الناس على أنهم أضداد للمسيح؟ (كلا). عندما قال الله للشيطان بوضوح وجديِّة: "أيوب يتقي الله ويحيد عن الشر؛ إنه رجل كامل"، ماذا كان موقف الشيطان؟ شَكَّكَ في هذه الحقيقة. أحد جوانب هذا هو أن الشيطان شك في أن أيوب كان من هذا النوع من البشر ولم يعتقد أن هذا ممكن. كان هذا لأن الشيطان شرير ويعتقد أن كل الأشياء شريرة؛ لم يعتقد أنه يمكن أن يكون هناك شخص بين البشر بهذه الروعة، ويمكن أن ينظر الله إليه حقًا على أنه كاملٌ - لم يصدِّق الشيطان هذه الحقيقة. جانب آخر هو أنه عندما اكتشف الله رجلًا صالحًا مثل أيوب، بماذا شعر الشيطان في قلبه؟ أولًا، على المستوى الأكثر سطحية، شعر بالغيرة، وفكر: "كيف يمكن أن يكون هناك رجل كامل؟ أَلَم أُفْسِد كل البشرية؟ الناس جميعًا مثلي، لقد خانوك جميعًا. كيف لهم أن يتبعوك؟" إذا ترجمنا هذا إلى لغة البشر، فإن هذه كانت عقليته. لم يعتقد الشيطان أن هذا ممكن، وهناك سببان لعدم تصديقه أن هذا ممكن: الأول هو أن الشيطان تمنى لو لم يكن أيوب موجودًا، بينما الثاني هو أن الشيطان فكَّر: "حتى إن كان موجودًا، فسوف أبيده". ألم يكن هذا هو شر الشيطان؟ (بلى). كان هذا شر الشيطان. لم يكن يرغب في أن يأتي أمام الله شخص صالح حقًا، شخص يتقي الله ويحيد عن الشر، ولم يكن يرغب في أن يعيش شخص مثل أيوب في العالم، ولم يكن يرغب في وجود شخص مثل هذا، بل لم يكن يرغب أن ينشأ شخص مثل هذا - كان هذا شر الشيطان. ما مصدر شر الشيطان؟ إن جوهر شخصيته شرير. إلى جانب ذلك، فإن الشيطان عدوانيٌّ أيضًا تجاه جميع الأشياء الإيجابية. ما المشمول في "جميع الأشياء الإيجابية"؟ يشمل ذلك الأشخاص الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر والكاملين. ألم يكن الشيطان عدوانيًا تجاه الله بعدوانيته تجاه أيوب؟ (بلى). هكذا كانت الأمور في الواقع. بينما كان الشيطان عدوانيًا تجاه أيوب، كان يكره الله أيضًا. لم يكن يريد أن يعبد أحد الله - كان هذا سيسعده سعادة جمة وكانت هذه أعظم أمنياته. ثم تبين أن كل هذه الحقائق هي عكس ما كان يأمله، وما أراد أن يراه، وما كان يتوق إليه. حدث هذا الشيء الرائع أمام عينيه، ومع ذلك حَمَلَه شره وفسقه على إجراء محادثة أخرى أمام الله، وهي الحوار التالي بينه وبين الله. هل يعرف أحدكم النص الأصلي؟ ("هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ ٱللهَ؟" (أيوب 1: 9)). لم يتحدث الشيطان صراحةً، كان هناك فخ مخفي في كلماته. قال: "هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ ٱللهَ؟" حتى تفكرَ في الأمر. أخبرني، هل عرف الله ما يعنيه الشيطان بهذا؟ (نعم). الله عَرَفَ. عرف الله الشيطان تمام المعرفة واستطاع أن يرى الأمر بوضوحٍ تامٍ؛ فبمجرد أن قال الشيطان: "هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ ٱللهَ؟" عرف الله ما سيفعله. عندما رأى الله أن الشيطان يريد أن يفعل شيئًا ما، عرف أن الفرصة قد أتت وأن الوقت قد حان له ليستخدم الشيطان لتجربة أيوب. إذًا، أيٌّ منهما كان حكيمًا؟ (الله). لم يكن الشيطان يعرف هذا وفكر: "ألم يسمح لي الله قد بمَسِّ أيوب؟ لم أتوقع قَطُّ أنه سيوافق على ذلك الآن". سنتوقف عند هذه النقطة من القصة؛ فالجميع يعرف ما حدث بعد ذلك.
الآن دعونا نشرِّح مظاهر الشيطان وشخصيته فيما قاله، وكذلك دوافعه ومقاصده بالضبط في قول هذا. أولًا، لم يصدِّق الشيطان ما قاله الله، أي إنه كان يُضْمِرُ موقفًا متشككًا تجاه محتوى الكلام الذي قاله الله والحقائق فيه. في حين كان يشكُّ فيما قاله الله، أراد استخدام طريقة ما لإنكار ما قاله الله، لكنه لم يستطع إنكاره مباشرة. أين يكمن شر الشيطان؟ يكمن في تَبَنِّيه طريقة أكثر خداعًا، قائلًا في قلبه: "لن أنكرك مباشرة. سأجعلك تسمح لي بإيذاء أيوب، ثم سأجعله ينكرك. ستكون هذه أفضل عاقبة. ألن تكون حينها قد فشلتَ؟". كان هذا هو هدفه. ما الشخصية التي كشف عنها الشيطان في حواره مع الله وفي أفكاره؟ من الواضح أن الشخصية كانت شريرة. ما الفرق بين شر الشيطان وشر البشرية الفاسدة العادية؟ ما الدور الذي كان الشيطان يلعبه هنا؟ لم يذهب ليلتمسَ أيوب مباشرةً ليجعله ينكر الله. لو كان أيوب قد قاومَ حينها، لكان الشيطان قد أُخْزِيَ، لذلك لم يتصرف الشيطان بهذه الطريقة. إذًا، ماذا فعل الشيطان؟ ماذا كان بالضبط دافع الشيطان ووسائله وتكتيكاته في فعل ما فعله؟ (الهجوم عن طريق شخص آخر). أنت تستخفُّ بالشيطان حقًا؛ فلا يمكن للبشر فهم شره. كل الأشياء الإيجابية العادلة والرائعة في العالم ليست رائعة بالنسبة إلى الشيطان - إنه يريد أن يجعل كل هذه الأشياء شريرة ونَجِسَة. ما الفرق الأكبر بين الشيطان والبشر الفاسدين؟ الفرق الأكبر هو أنه يعرف جيدًا أن الله هو الحق، وأن الله لديه الحكمة والسلطان، وأن الله هو مصدر كل الأشياء الإيجابية، ومع ذلك لا يعترف بهذه الأشياء، وبدلًا من ذلك ينفر من كل هذه الأشياء ويبغضها ويكرهها، بل ويلعنها. ومع ذلك، غالبًا ما يضلل الشيطان البشر الفاسدين، وهم لا يعرفون ماهية الأشياء الإيجابية، ولا ماهية الأشياء العادلة، ناهيك عن ماهية الحق أو ما يطلبه الله. لكن على الرغم من أنهم يكشفون عن بعض الشخصيات الفاسدة، فهذه الشخصيات الفاسدة الشريرة والمخادعة تظهر حينما يكون الناس حمقى وجهلة وخَدِرين وعميانًا ومخدوعين، ولا يفهمون الحق، في حين أن الشيطان يرتكب الخطأ عن علم. لماذا نسميه الشيطان؟ لأنه يستطيع أن يرى كل ما يفعله الله في العالم الروحي وفي جميع أنحاء الكون بأكمله، وبينما يشهد كل هذا، فإنه لا يزال ينكر أن الله موجود، وأن الله هو الحق، وحقيقة أن الله له السيادة على جميع البشر. مهما كان عدد الناس الذين يتبعون الله، ومهما بلغت عظمة العمل الذي يقوم به الله، ومهما بلغت عظمة السلطان الذي يمارسه الله، ومهما كانت قدرة الله، لا يزال الشيطان ينكر كل هذا، وبدون خجل أو شرف يشل البشرية ويعميها ويفسدها، باستخدام جميع أنواع الأساليب لتضليل البشرية وحملها على اتباعه. ما المظاهر الأساسية لشر الشيطان التي ذكرتُها لتوِّي؟ إنه متخصص في معارضة الله، ولا يعترف بما يقوله الله بغض النظر عن مدى صحة كلامه، ولا يعترف بأن كلامه هو أشياء إيجابية وهو الحق، ويقلب الأشياء رأسًا على عقبٍ. على سبيل المثال، جعل الله الناس يسجلون تاريخ خلقه للإنسان، وإلى جانب سجلات حقائق خلق الله للإنسان، هناك أيضًا آثار أدلةٍ يمكن العثور عليها. وماذا فعل الشيطان؟ لقد اختلقَ "الداروينية" وقال إن الإنسان تطور من القردة، ورسم صورة أظهرت أن القردة تطورت تدريجيًا من كائنات رباعية الأرجل إلى بشرٍ ثنائيي الأرجل يسيرون منتصبين، مختلقًا هذه البدعة والمغالطة. نتيجة لذلك، على الرغم من أن بعض الناس ينكرون الآن التطور، لا يزال الكثيرون لا يؤمنون بأن الإنسان جاء من الله. أليس هذا هو شر الشيطان؟ (بلى). هذا هو شر الشيطان. مهما كانت عظمة العمل الذي يشهد الشيطانُ اللهَ يقوم به، لا يزال الشيطان يعادي الله ويعارضه حتى النهاية. كل يوم لا يدمر الله فيه الشيطان أو يحله، فإنه يعارضه باستمرار. ها هنا يكمن شر الشيطان، والسبب الجذري لذلك هو أن جوهره شرير.
في المحادثة بين الشيطان والله في سِفْرِ أيوب، هل هناك أي صلة بين مظاهر الشيطان ومظاهر أضداد المسيح؟ (نعم). أي صلة؟ لماذا أروي هذه الفقرة؟ إن شر أضداد المسيح ومكرهم وخداعهم هو موضوع تصادفه كثيرًا، وهذه الأشياء هي أيضًا مظاهر فعلية تراها بشكلٍ متكررٍ، فلماذا أُحْصِي مظاهر أضداد المسيح هذه منفصلةً كعنصر واحد للتشريح؟ لقد تحدثنا للتو عن شر الشيطان وكيف يضع نفسه على وجه التحديد ضد الله، فهل لا يفعل أضداد المسيح ذلك أيضًا؟ (بلى، يفعلون). ما مظاهر أضداد المسيح؟ بعد أن يستمع ضد المسيح إلى موعظةٍ، يعرف أن الموعظة جيدة ويمكنه فهم تلك الكلمات. بالإضافة إلى ذلك، فهو يمتلك مستوى قدرات إلى حد ما، وبمجرد فهمه لتلك الكلمات، يبذل جهدًا في التذكر، ويحاول حفظ الأشياء التي تعجبه والتي تتوافق مع مفاهيمه الخاصة عن ظهر قلب. ثم، على هذا الأساس، يُعَالِجُ موعظته الخاصة ويصيغها، والتي يعتقد الآخرون أنها جيدة جدًا عندما يسمعونها. لكنّ هذا ليس المظهر الأوّلي لشرّ ضد المسيح؛ فما المظهر الأوّلي له؟ أشخاص مثل هذا قادرون على أن يفهموا الحق، لذا أخبرني، هل لديه القدرة على معرفة الفرق بين الصواب والخطأ؟ (نعم). نعم، لديه القدرة على ذلك، فهو ليس غبيًا. على سبيل المثال، فهو يتواصل كثيرًا مع الإخوة والأخوات، ويعرف في قلبه الأشخاص الذين يسعون إلى الحق والأشخاص الذين لا يفعلون ذلك. إنه يعرف في قلبه مَنْ يمكنه تكريس نفسه والتخلي عن الأشياء، ومَنْ يمكنه أداء واجبه بإخلاص، ومَنْ يمكنه بالتأكيد اختيار ممارسة الحق والتصرف وفقًا للمبادئ عندما يواجه الأمور العادية. ولكن هل يمكنه معاملة مثل هؤلاء الأشخاص بإنصاف؟ (كلا). كيف يعامل الناسَ بطريقة ترتبط بمظاهر أضداد المسيح؟ على سبيل المثال، ثمة شخصٌ ما لا يشكِّل له تهديدًا، فيفكِّر: "أنت تسعى إلى الحق ومستوى قدراتك أفضل من مستوى قدراتي، لكنني لن أرقِّيكَ. عدم ترقيتي لك لا تعني أنني سأتجاهلك. إذا كنت تتملقُني، فسأبقيك بجانبي. لكن إذا لم تتملَّقني أبدًا وكنتَ دائمًا مستقيمًا للغاية، وتفعل الأشياء بنزاهةٍ وتلتزم بالمبادئ دائمًا، فإنك ستتمكّن من تمييز أيّ شيء سيّء أفعله وستعرف حقيقتي، وستعقد شركة معي عن الحقّ لتجعلني أتوب، وهذا سيخزيني كثيرًا. إذا كنت لا تتدخل فيما أفعل، فلا بأس. لكن إذا كنت تتدخل دائمًا فيما أفعل، فسأتخلص منك!". هكذا هو نوع خطته، وهكذا يحسب الأمور في قلبه. أي شخصيةٍ هذه؟ لديه شخصيتان: الفسق والشر. هكذا يُفكّر قبل أنْ يرتكب مثل هذا الفعل ويُعرِّض هذا الشخص للمعاناة - هذا شرٌّ. إنه يعرف جيدًا أن هذا الشخص يسعى إلى الحق ولديه حس العدالة، لكنه لا يرقِّيه، ولا يتقرَّبُ منه، وفي قلبه يحترس من هذا الشخص وينفر منه - ما هذه الشخصية؟ هذا شرٌّ. إلامَ يشير هذا الشر؟ ليس الأمر أن أضداد المسيح لا يفهمون ماهية الأشياء الإيجابية وماهية الأشياء السلبية؛ فهم يعرفون ماهية الطريق الصحيح، كل ما في الأمر أنهم لا يتبعونه، ولا يمارسون الحق، ولا يستمعون إلى أحد، ويختارون طريق الشر. بعض النساء، على سبيل المثال، لا يرغبن في أن يَكُنَّ نساء أخلاقيات صالحات وأن يَعِشْنَ حياة لائقة ومناسبة، ولكن بدلًا من ذلك يهربن إلى بيوت الدعارة. لكن في هذه الأيام لا يوجد أحد يُقَوِّدُهن أو يجبرهن، فلماذا يهربنَ إلى بيت الدعارة؟ هذا لأنهنَّ شريرات وَوُلِدْنَ ليعملن هذه الأشياء. أضداد المسيح هم من هذا النوع من الحثالة، ونحن نشرِّحهم ونعرِّفهم على أنهم أضدادٌ للمسيح لأن شر أضداد المسيح لا يمكن أن يتحول أبدًا إلى استقامةِ وطيبةِ الأشخاص الطبيعيين - هذا هو الفرق بينهم وبين الأشخاص الطبيعيين الذين لديهم شخصيات فاسدة. سواء تعرَّضوا للتهذيب، أو استخدمت الكنيسة المراسيم الإدارية للتصدي لهم، أو نهض الإخوة والأخوات لمعارضتهم وكشفهم، فلا شيء يمكن أن يغير المقصد والمبادئ الأصلية التي يتصرفون بها - هذا لا يمكن أن يحدث أبدًا. لا يمكن لأحد تغييرهم، ولا يمكن لأحد أن يحرك قلوبهم ويجعلهم يتخلون عن آرائهم أو مبادئهم في السلوك؛ وأنت لا يمكنك تغييرهم - إنهم أضدادٌ للمسيح. هل كنتَ تعتقد أن أضداد المسيح أشرار لدرجة ألَّا يعرفوا ما الجيد وما السيء؟ إنهم يعرفون. عندما يبلغ ضد المسيح عن مشكلات أو يقدم تقارير عن العمل إلى الأعلى، فإنه يكتب بكلمات لطيفة الوَقْعِ، وعندما تقرأ هذه التقارير، تعتقد أن هذا الشخص لا بُدَّ أنه ذو مستوى قدراتٍ جيد. ومع ذلك، عندما تتعرف على الوضع الحقيقي على الأرض، تكتشف أنه ينتهك دائمًا ترتيبات العمل في عمله، وأنه يعارض أولئك الذين يسعون إلى الحق، ويزعج عمل الكنيسة - إنه ضدٌ للمسيح. ترك بعض أضداد المسيح تعليقات على الموقع الإلكتروني لكنيستنا، وإذا كنتَ لا تعرف خلفيتهم أو أصولهم، فإنك سترى مدى طلاقتهم في التعبير فقط في تعليقاتهم، بعباراتٍ مكتوبةٍ بوضوح ملحوظٍ وبأسلوب كتابةٍ جيد، وستعتقد أن هذا الشخص ذو مستوى قدراتٍ جيد. لن ستعرف أنهم أضدادٌ للمسيح إلا بعد أن تطلع على أمرهم، وأنهم فعلوا الكثير من الشر وطُرِدُوا من الكنيسة قبل ثلاث سنوات. لقد نشروا باستمرار رسائل على الموقع الإلكتروني لبيت الله ليلاحظها الأعلى، حتى يُرَقَّوا ويُمْنَحوا فرصةً لردّ الاعتبار؛ هكذا هو الأمر. أخبرني، هل يريد أضداد المسيح أن يكونوا مباركين؟ (نعم). إنهم يريدون ذلك حقًا؛ إنهم يخشون الموت ويخشون الهلاك.
ما المظهر الأساسي لخبث أضداد المسيح؟ هو أنهم يعرفون بوضوح ما الصّواب وما يتّفق مع الحقّ، ولكنهم حينما يفعلون شيئًا ما، فإنّهم لن يختاروا أبدًا إلّا ما ينتهك المبادئ ويتعارض مع الحقّ، وما يرضي مصالحهم الخاصة ومكانتهم – هذا هو المظهر الأساسي للشخصية الخبيثة لأضداد المسيح. مهما كان عدد الكلمات والتعاليم التي يفهمونها، ومهما كان مدى لطف اللغة التي يستعملونها في المواعظ، ومهما بَدَوا للآخرين أنهم يمتلكون فهمًا روحيًا، فإنهم عندما يفعلون الأشياء يختارون مبدأً واحدًا وطريقة واحدة فقط، وهي التعارض مع الحق، وحماية مصالحهم الخاصة، ومقاومة الحق حتى النهاية، مائة بالمائة – هذا هو المبدأ والطريقة التي يختارون التصرف بهما. إلى جانب ذلك، ما بالضبط الإله والحق اللذان يتخيلونهما في قلوبهم؟ موقفهم تجاه الحق هو مجرد الرغبة في أن يكونوا قادرين على التحدث والوعظ عنه، وعدم الرغبة في تطبيقه. إنهم يكتفون بالتحدث عنه، ويريدون أن يحظوا بتقدير كبير من قِبَل شعب الله المختار ثم يستغلوا هذا للاستيلاء على منصب قائد الكنيسة وتحقيق هدفهم في السيطرة على شعب الله المختار. يستخدمون الوعظ بالتعليم لتحقيق أهدافهم – أليس هذا إظهارًا لازدراء الحق، وتلاعبًا بالحق، وسَحقًا للحق؟ أليسوا يسيئون إلى شخصية الله بمعاملة الحق بهذه الطريقة؟ إنهم يستغلون الحق فقط. في قلوبهم، الحق هو شعار، بعض الكلمات النبيلة، كلماتٌ نبيلةٌ يمكنهم استخدامها لتضليل الناس وربحهم، ويمكن أن ترضي تَعَطُّشَ الناس للأشياء الرائعة. إنهم يعتقدون أنه لا يوجد أحد في هذا العالم يمكنه ممارسة الحق أو العيش بحسب الحق، وأن هذا لا ينجح، وأنه مستحيل، وأن ما يعترف به الجميع ويمكن تطبيقه فقط هو الحق. على الرغم من أنهم يتحدثون عن الحق، فإنهم لا يعترفون في قلوبهم بأنه الحق. كيف نمتحن هذا الأمر؟ (إنهم لا يمارسون الحق). إنهم لا يمارسون الحق أبدًا؛ هذا أحد الجوانب. وما الجانب المهم الآخر؟ عندما يواجهون الأشياء في الحياة الواقعية، لا تكون التعاليم التي يفهمونها قابلةً للتطبيق أبدًا. إنهم يبدون كما لو أن لديهم فهمًا روحيًا حقًا، فهم يبشرون بتعليمٍ بعد تعليم، ولكن عندما يواجهون المشكلات، تكون أساليبهم محرَّفة. على الرغم من أنهم غير قادرين على ممارسة الحق، فإن ما يفعلونه يجب أن يتماشى على الأقل مع المفاهيم والتصورات البشرية، ويتماشى مع المعايير والأذواق البشرية، ويجب على الأقل أن يحظى بالقبول من الآخرين. وبهذه الطريقة، يستمرُّ وضعهم مستقرًا. لكن في الحياة الواقعية تكون الأشياء التي يفعلونها محرَّفة بشكل لا يصدق، وتكفي نظرة واحدة لإدراك أنهم لا يفهمون الحق. لماذا لا يفهمون الحق؟ في قلوبهم، هم نافرون من الحق، ولا يعترفون بالحق، ويستمتعون بفعل الأشياء وفقًا للفلسفات الشيطانية، ويريدون دائمًا التعامل مع الأمور باستخدام الطرق البشرية، وإذا تمكنوا من إقناع الآخرين واكتساب الوجاهة من خلال تعاملهم مع هذه الأمور، فهذا يكفيهم. إذا سمع ضدٌ للمسيح شخصًا يُبشِّر بنظريات فارغة عندما يذهب إلى مكان ما، فإنه يتحمَّسُ بشدة، ولكن إذا كان هناك شخص ما يبشر بواقع الحق ويدخل في تفاصيل مثل الحالات المختلفة للناس، فإنه يشعر دائمًا بأن المتحدث ينتقده ويطعن في قلبه، وبالتالي يشمئز ولا يريد السماع. إذا طُلب منه عقد الشركة عن كيف كانت حالته مؤخرًا، وما إذا كان قد أحرز أي تقدم، وما إذا كان قد واجه أي صعوبات في أداء واجبه، لا يكون لديه شيءٌ يقوله. وإذا استمررتَ في عقد الشركة عن هذا الجانب من الحق، فإنه يستغرق في النوم؛ إذ لا يستمتع بسماع شيءٍ عنه. هناك أيضًا بعض الأشخاص الذين ينحنون إلى الأمام اهتمامًا حينما تنخرط معهم في القيل والقال، لكن وقتما يسمعون أحدًا يعقد الشركة عن الحق، يختبئون في الزاوية ليأخذوا غفوة – إنهم لا يحبون الحقَّ مطلقًا. إلى أي مدى ليس لديهم حب للحق؟ من الناحية البسيطة، فهم لا يهتمون بالحق ويكتفون بأن يكونوا عاملين؛ أما على الجانب الأشد خطورة، يكونون نافرين من الحق، ويشمئزون للغاية من الحق، ولا يمكنهم قبوله. إذا كان شخصٌ من هذا النوع قائدًا، يكون ضدًا للمسيح؛ وإذا كان تابعًا عاديًا، فهو لا يزال يسير في طريق أضداد المسيح، ويكون خَلَفًا لأضداد المسيح. من الخارج، يظهرون أذكياء وموهوبين، وذوي إمكانيات جيدة، لكن جوهر طبيعتهم هو جوهر طبيعة أضداد المسيح – هكذا هو الأمر. إلى ماذا تستند هذه الأحكام؟ إنها جميعًا تستند إلى موقف هؤلاء الأشخاص تجاه الحق وموقفهم تجاه الأشياء الإيجابية. هذا هو الجانب المتعلق بنهج الناس تجاه الحق. الجانب الآخر هو أنه في كثير من الأحيان لا يواجه الناس الحق مباشرة، وبعض الأشياء لا تنطوي على الحق، ولا يستطيع الناس تحديد جانب الحق الذي ينطوي عليه الأمر، وبالتالي، مَن الذي يواجهه الناس مباشرة؟ الواحد الذي يواجهونه مباشرة هو الله. وكيف يعامل هؤلاء الناس الله؟ بأي المظاهر يُظْهِرون شخصياتهم الخبيثة؟ هل ينخرطون في صلاة حقيقية وشركة حقيقية مع الله؟ هل لديهم موقف صادق؟ هل لديهم إيمان حقيقي؟ (كلا). هل يعتمدون حقًا على الله ويأتمنون الله على أنفسهم حقًا؟ هل يتقون الله حقًا؟ (كلا). هذه كلها مسائل عملية وليست مجاملات فارغة أو عبارات مبتذلة على الإطلاق. إذا لم تفهم أنّ هذه الكلمات عمليّة، فليس لديك فهم روحي. دعوني أقدم لكم مثالًا على مظاهر أمثال هؤلاء الناس. يقبض بعض الناس قبضاتهم ويقسمون اليمين في التجمعات، قائلين: "لن أتزوج طالما أنا على قيد الحياة، وسأستقيل من وظيفتي، وسأتخلى عن كل شيء وأتبع الله حتى النهاية!" وعندما ينتهون من الصياح ويوشكون على بذل أنفسهم من أجل الله، يفكّرون مليًا: "كيف يمكنني الحصول على المزيد من البركات من الله؟ يجب أن أفعل شيئًا ليراه الله". لكنهم حينما يسمعون الله يقول إنه لا يحب أمثالهم من الناس، يفكرون: "ماذا سأفعل الآن؟ سأبعد نفسي عن الله حتى لا يراني الله". أي حالة هذه؟ (الاحتراس). يحيدون عن الله احتراسًا منه. وما الشخصية الكامنة في احتراسهم؟ الخبث. إنهم يحترسون دائمًا من الله عندما يفعلون الأشياء، ويخشون أن يرى الله حقيقتهم، ولا يقبلون تمحيص الله – هل هذا إيمان بالله؟ أليسوا هكذا يقاومون الله؟ إن هذه لحالة سلبية، إنها ليست طبيعية. على الرغم من أنه لا يزال بإمكانهم مُسايرة أكل كلام الله وشربه، ففي اللحظة التي يسمعون فيها الله يتحدث بكلمات لدينونة الناس وكشفهم، يهربون، وإلا فإنهم يُسرعون بالتظاهر ويجدون طريقة ما كَحَلٍّ وسط لإخفاء أنفسهم. إنهم يحاولون جاهدين إخفاء أنفسهم، ويفعلون كل ما في وسعهم للمراوغة والاحتراس، بينما يقاتلون في الوقت نفسه باستمرار ضد الله في قلوبهم. إنهم لا يطلبون مقاصد الله ولا يطلبون الحق في الأشياء التي يفعلونها. وبدلًا من ذلك، يريدون أن يُظْهِروا أكثر أنه يمكنهم قبول الحق والخضوع لله دون شكوى، في محاولة لكسب استحسان الجميع من خلال التظاهر والزيف. أما بالنسبة إلى ما يقوله الله، وما يطلبه من أمثال هؤلاء الأشخاص، وكيفية تقييمه لهؤلاء الأشخاص وتعريفه لهم، فهم لا يهتمون بمثل هذه الأشياء ولا يريدون أن يعرفوا. مَن هو الله بالضبط ليس واضحًا حقًا في قلوبهم، وإنما بدلًا من ذلك لا شيء سوى التصورات والأحكام. عندما يفعل الله شيئًا يتعارض مع مفاهيمهم، فإنهم يدينون ذلك الشيء في قلوبهم. على الرغم من أنهم يقولون إنهم يؤمنون بالله، قلوبهم مليئة بالشك. هذه هي الشخصية الخبيثة لدى الناس.
غالبًا ما يحاول بعض أضداد المسيح امتحان الله. يتخذون خطوة إلى الأمام، ويحددون نطاق الموقف، ثم يتخذون خطوة أخرى؛ بعبارات بسيطة، يمكن القول إنهم يتخذون موقف "التريث والترقب". ما معنى "التريث والترقب"؟ اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالًا. على سبيل المثال، يستقيل شخص ما من وظيفته ثم يصلي أمام الله قائلًا: "يا الإله، لم تعد لديَّ وظيفة. سأعتمد عليك لكي تدعمني في المستقبل. أئتمن كلَّ شيء في يديك. أكرس حياتي لك". وعندما ينتهي من الصلاة، ينتظر ليرى ما إذا كان الله سيباركه بأي شيء، سواء كان سيعطيه أي استعلان خارق للطبيعة أو نعمة أكبر، أو كان على الأقل سيحصل على المزيد ويتمتع بشكل أفضل مما كان يفعل في أثناء وظيفته في الدنيا. هكذا هو امتحانهم لله. ما هذه الصلاة وهذا التفاني؟ (إنها مقايضة). ألا تكمن في هذه المقايضة شخصيةٌ خبيثة؟ (بلى). نهجهم هو البدء بتقديم حافزٍ متواضعٍ من أجل جذب مساهمة أكثر قيمة، وطلب النعمة والبركات من الله – هذا هو هدفهم. يقول أحدهم: "الوضع في الصين فظيع للغاية. الوضع يزداد سوءًا باعتقال الناس على يد التنين العظيم الأحمر. حتى اجتماع شخصين فحسب خطيرٌ، وحتى اجتماع عائلة مكونة من أربعة أفراد خطير. إنه من الخطير للغاية الإيمان بالإله في الصين في هذا الوضع. إذا حدث حقًا خطأ ما، فهل سَنُخَلَّصُ أيضًا؟ ألن نكون قد آمنَّا سُدَى؟" ثم يبدؤون في التفكير: "يجب أن أفكر في طريقة لمغادرة البلاد. عندما كان الوضع جيدًا في السابق، كنت أشتهي السهولة والراحة ولم أرغب في مغادرة الصين. كان من الجيد جدًا أن ألتقي مع عائلتي، وكان يمكنني أيضًا أن أؤمن بالإله وأتلقى البركات؛ كان وضعًا مفيدًا للجميع. الآن ساءت الأمور، وحلَّت الكوارث، ويجب أن أسرع بمغادرة الصين. لا يزال بإمكاني القيام بواجبي بمجرد مغادرتي البلاد، ومن خلال القيام بواجبي، ستتاح لي الفرصة للحصول على البركات". وفي النهاية، يفرون من البلاد. ما هذا؟ هذه انتهازية. الجميع يمكنهم أن يكونوا حريصين على حساب مصلحتهم، والجميع لديهم عقلية المقايضة – أليس هذا خبثًا؟ هل بينكم أمثال هؤلاء الناس؟ إنهم يقولون في قلوبهم: "إذا تعرضت للتنمر في الدنيا، فيمكن لوالديّ وعائلتي حمايتي. لكن إذا اُعْتُقِلْتُ بسبب إيماني بالإله، فهل سيحفظني الإله؟ يبدو أنه من الصعب معرفة ذلك على وجه اليقين. إذًا ماذا ينبغي أن أفعل إذا لم أتمكن من معرفة ذلك على وجه اليقين؟ بالتأكيد لن يتمكن والداي من حمايتي. عندما يُعتقل شخص ما بسبب إيمانه بالإله، لا يستطيع النّاس العاديّون إنقاذه، وإذا لم أتمكّن من تحمّل التعذيب والعذاب القاسي على يد التنين العظيم الأحمر فأصبحت مثل يهوذا، أَلَن تُدَمَّر حياتي الصغيرة؟ من الأفضل أن أغادر البلاد وأذهب لأومن بالإله في الخارج". هل هناك من يفكر بهذه الطريقة؟ لا بدُّ أن هناك من يفكر بهذه الطريقة، أليس كذلك؟ إذًا، هل ثمة مّن يقول: "أنت تحطُّ من قدرنا، ونحن لم نفكِّر بهذه الطريقة؟" من المؤكد أن مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا أقلية، ومع مرور الوقت سترى وتفهم.
ما السمات الرئيسية لخبث أضداد المسيح؟ السمة الأولى هي أنهم لا يعترفون بالأشياء الإيجابية، ولا يعترفون بوجود شيء مثل الحق، ويعتقدون أن مغالطاتهم الهرطوقية وأشياءهم السلبية الخبيثة هي الحق – هذا أحد مظاهر خبث أضداد المسيح. على سبيل المثال، يقول بعض الناس: "سعادة المرء في يديه" و"فقط بالسلطة يمكن للمرء أن يحصل على كل شيء" – هذا هو منطق أضداد المسيح. إنهم يعتقدون أنه بالسلطة يقترب منهم الأشخاص الذين يتملقونهم ويطرون عليهم، والأشخاص الذين يقدمون إليهم الهدايا ويداهنونهم، كما ينالون جميع أنواع منافع المكانة وجميع أنواع المتعة؛ ويعتقدون أنه لم يعد من الضروري أن يتحكَّم بهم أحد أو أن يقودهم أحدٌ، وأنهم يستطيعون قيادة الآخرين – هذه هي أولويتهم القصوى. ما رأيك في حسابهم للمصالح هكذا؟ أليس هذا خبثًا؟ (بلى). يستخدم أضداد المسيح منطقهم الشيطاني ومغالطاتهم الهرطوقية عوضًا عن الحق – هذا أحد جوانب خبثهم. بادئ ذي بدء، هم لا يعترفون بالحق، ولا يعترفون بوجود أشياء إيجابية، ولا يعترفون بصواب الأشياء الإيجابية. علاوة على ذلك، على الرغم من أن بعض الناس يعترفون بالفعل بوجود أشياء إيجابية وأشياء سلبية في هذا العالم، فكيف يتعاملون مع الأشياء الإيجابية ووجود الحق؟ يظلُّون لا يحبونه، والحياة التي يختارونها والطريق الذي يسلكونه في إيمانهم بالله يظلَّان سلبيَّيْن ويتعارضان مع الحق. إنهم يحمون مصالحهم الخاصة فقط. سواء كان شيئًا إيجابيًا أو سلبيًا، طالما أنه يمكن أن يحمي مصالحهم الخاصة، فلا بأس به، فهو الأهمّ. أليست هذه شخصيةً خبيثة؟ ثمة جانب آخر: أمثال هؤلاء الناس الذين يمتلكون جوهرًا خبيثًا يحتقرون بطبيعتهم تواضع الله وخفاءه، وأمانة الله وصلاحه؛ إنهم يحتقرون بطبيعتهم هذه الأشياء الإيجابية. على سبيل المثال، انظروا إليَّ: ألستُ عاديًا جدًا؟ أنا عاديٌّ، لماذا لا تجرؤون على قول هذا؟ أنا نفسي أعترف بأنني عادي. لم أعتبر نفسي قطُّ استثنائيًا أو عظيمًا. أنا مجرد شخص عادي؛ لطالما اعترفت دائمًا بهذه الحقيقة وأجرؤ على مواجهة هذه الحقيقة. لا أريد أن أكون شخصًا خارقًا أو شخصًا عظيمًا – كم سيكون ذلك مرهِقًا! بعض الناس يحتقرون هذا الشخص العادي الذي هو أنا ويُضْمِرون دائمًا مفاهيم عني. عندما يأتي أمامي أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله، فإنهم لا يزالون يأتون ببعض الخشوع، بغض النظر عما أبدو عليه من الخارج. ثم هناك بعض الذين يُضمرون موقف الازدراء تجاهي في قلوبهم، وإن كانوا يتحدثون معي بأدب شديد، ويمكنني أن أدرك ذلك من نبرتهم ومن لغة أجسادهم. على الرغم من أنهم يبدون في بعض الأحيان محترمين للغاية، فمهما قلتُ لهم، فإنهم يردون دائمًا بقول "لا"، وينفون دائمًا ما أقوله. على سبيل المثال، أقول إن الطقس حار جدًا اليوم، فيقولون: "لا، ليس كذلك. كان يوم أمس حارًا حقًا". إنهم ينفون ما أقوله، أليس كذلك؟ مهما كان ما تقوله لهم، فإنهم ينفونه دائمًا. ألا يوجد أمثال هؤلاء الناس حولنا؟ (يوجد أمثالهم). أقول: "الطعام اليوم مالح. هل أُضِيفَ إليه الكثير من الملح أو الكثير من صلصة الصويا؟" فيقولون: "لا هذا ولا ذاك، بل أُضِيفَ إليه الكثير من السكر". مهما كان ما أقوله، فإنهم ينفونه، لذلك لا أقول أي شيء آخر، فنحن لا نتفق في الرأي، ونتحدث بلغات مختلفة. ثم هناك بعض الذين عندما يسمعونني أتحدث عن الإيمان بالله يقولون: "أنت خبير في التحدث عن هذا، لذلك سأستمع". لكن إذا تحدثتُ قليلًا عن أي شيء خارجي، فلن يرغبوا في الاستماع، كما لو أنني لا أعرف أي شيء عن الأشياء الخارجية. لا بأس أن لا يعيروني أي اهتمام، أريد أن أكون هادئًا. لا أحتاج إلى أن يعيرني أحدٌ اهتمامه، فأنا أفعل فقط ما يجب أن أفعله. لديَّ مسؤولياتي، ولديَّ طريقتي في الحياة. أخبروني، ما الذي توضِّحه هذه المواقف التي يتخذها الناس؟ إنهم يرون أنني لا أبدو شخصًا عظيمًا أو قادرًا، وأنني أتحدث وأتصرف كشخص عادي، ولذا يفكرون: "كيف يمكن ألا تبدو مثل الإله؟ انظر إليَّ. لو كنتُ الإله، لكنت أبدو مثله تمامًا". إنها ليست مسألة أن يبدو المرء مثل الله أو لا. أنت الذي تطلب مني أن أبدو مثل الله، وأنا لم أقل قَطُّ أنني أبدو مثله، ولم أرغب قَطُّ في أن أبدو مثله؛ فأنا أفعل فقط ما يجب أن أفعله. إذا ذهبتُ إلى مكان ما ولم يتعرف عليَّ بعض الناس، فهذا رائع، إذ يوفر عليَّ المتاعب. كما تعلم، تحدث الرب يسوع وعمل في يهودا كثيرًا في ذلك الزمن، ومهما كانت الشخصيات الفاسدة التي كانت لدى التلاميذ الذين تبعوه، كان موقفهم تجاهه هو موقف الإنسان تجاه الله – كانت علاقتهم طبيعية. ومع ذلك، قال البعض عن الرب يسوع: "أليس هو ابن نجار؟" وحتى بعض الذين تبعوه لفترة طويلة كانوا يُضْمِرون هذا الموقف باستمرار. هذا شيءٌ يواجهه الله المتجسد كثيرًا في كونه إنسانًا طبيعيًا عاديًا، وهو أمرٌ شائعٌ. يكون بعض الناس متحمسين للغاية عندما يقابلونني لأول مرة، وعندما أغادر، يسجدون وينتحبون، لكن هذا لا يُفْلِح في أثناء التفاعل الحقيقي، وفي كثير من الأحيان أضطرُّ لتحمُّلِ ذلك. لماذا أضطرُّ لتحمُّل ذلك؟ لأن بعض الناس حمقى، وبعضهم لا يمكن تعليمه، وبعض الناس مطلوبون كمؤديين للخدمة، وبعضهم صمُّ عن أي عقل. لهذا السبب أضطرُّ للتحمُّل أحيانًا، وأحيانًا هناك أشخاصٌ بعينهم لا يمكنني السماح لهم بالتقرُّب مني؛ فهؤلاء الأشخاص بغيضون للغاية ولديهم شخصية معادية. إلى أيّ مدى هي معادية؟ على سبيل المثال، أرى كلبًا صغيرًا يبدو جميلًا جدًا فأقول: "دعنا نسميه هواماو". وما الموقف الذي يتخذه معظم الناس تجاه هذا الاسم؟ إنه مجرد اسم، وبما أنني مَنْ توصّل إليه أولًا، فهو الاسم الذي سيطلق على الكلب؛ إنها مجرد مسألة عادية للغاية. لكن بعض الأشخاص ذوي النزعة المعادية لن يطلقوا عليه هذا الاسم، وسيقولون: "أي اسمٍ هو هواماو؟ لم أسمع من قبل عن كلب يدعى هواماو. دعونا لا نُسَمِّه كذلك، يجب أن نعطيه اسمًا إنجليزيًا". فأقول: "أنا لست جيدًا جدًا في التوصل إلى أسماء إنجليزية، لذا سَمُّوه بما تشاؤون وسأذعِن لقراركم". لماذا أذعن لقرارهم؟ هذه مسألة بسيطة، لماذا نتجادل حولها؟ بعض الناس لا يذعنون، ويجب بدلًا من ذلك أن يتجادلوا حول مثل هذه الأشياء. كوني أذعنتُ لا يعني أنني أعتقد أنني ارتكبت خطأ؛ إنه مجرد المبدأ الذي أسلُك وأتصرف به. وكوني لا أجادلك لا يعني أنني خائف منك. أنا لا أجادل، لكنني أعرف في قلبي أنك عديم الإيمان، وأنني أفضل التعامل مع كلب على التعامل مع أمثالك. بصرف النظر عن الأشخاص القلائل الذين يجب أن أتفاعل معهم في نطاق دائرة معيشتي، فإن الأشخاص الذين سأتعامل معهم هم إخوة وأخوات، شعب بيت الله – هذا هو مبدئي. لا أتفاعل حتى مع شخصٍ واحدٍ غير مؤمن؛ لست بحاجة إلى فعل ذلك. ومع ذلك، إذا كان هناك عديمو إيمانٍ في بيت الله ودودون تجاه بيت الله، فيمكنهم أن يكونوا أصدقاء للكنيسة. سواء كانوا يساعدون الكنيسة أو يبذلون بعض الجهد ويتعاملون مع بعض الأمور لصالح الكنيسة، يمكن للكنيسة أن تستوعبهم، لكنني لن أتعامل معهم كما أتعامل مع الإخوة والأخوات؛ فأنا مشغول جدًا بعملي وليس لدي الوقت للتعامل مع مثل هذه الأمور. ينبغي لبعض الأشخاص الذين آمنوا بالله لعدة سنوات أن يكون لديهم قدر من التصوُّر عن عمل الله والله المتجسد وتخليص الله للناس، ومع ذلك ليس لديهم قلب يتقي الله على الإطلاق. إنهم مثل غير المؤمنين تمامًا ولم يتغيروا على الإطلاق. أخبروني، ما هؤلاء الناس؟ إنهم أبالسة بالفطرة، أعداء لله. عندما يتعمق ارتباط المرء بأشخاص شياطين وأبالسة، يصبح الأمر كله مصيبة وكارثة.
يمكنكم جميعًا أن تختبروا من حياتكم اليومية أنه أيًا كانت جماعة الناس التي تنضم إليها، سيكون هناك دائمًا شخص لا يحبك، وحتى بدون أن تستفزه أو تثير استياءه، سيقول أشياء سيئة عنك، ويحكم عليك، ويفتري عليك. لا تكون لديك أيُّ فكرةٍ عما حدث، ومع ذلك فهو لا يحبُّك، ولا ينسجم معك ويريد التنمر عليك – ما الوضع هنا؟ ليست لديك أيُّ فكرةٍ عمَّا فعلتَه ويثير استياءه، لكنّه يتنمَّر عليكَ لسبب غير معروف. هل هناك أناس أشرار مثل هذا؟ (نعم). إنهم خصومٌ لك، ولا يمكن تفسير الأمر إلا على هذا النحو. قبل حتى أن تتفاعل معهم، يكرهونك فورًا ويفكرون في طرقٍ لإيذائك – أليسوا خصومك الألِدَّة؟ (بلى، هم كذلك). هل يمكنك التعايش بشكل جيد مع خصمٍ لدودٍ؟ هل يمكنكما السير في الطريق نفسه؟ بالطبع لا. فهل ستتصادم وتتجادل مع مثل هؤلاء الناس؟ (لا، لن أتجادل معهم). لمَ لا؟ لأنَّهم صمُّ عن أي عقل. بعض الناس نافرون ومشمئزون بطبيعتهم من الأشياء الإيجابية والأشياء الصحيحة والأشياء الجيدة نسبيًا بين البشر، أي الأشياء الإيجابية التي يتوق إليها الناس ويحبونها؛ الشخصية الواضحة التي يمتلكها مثل هؤلاء الناس هي الخبث – إنهم أناس خبثاء. على سبيل المثال، عندما يبحث الرجل عن صديقة ويفكر: "سواء كانت قبيحة أو جميلة، طالما أنها فاضلة وصالحة، ويمكنها التعايش في الحياة، فهذا يكفي. خاصة حينما تكون امرأةً ذات إنسانية وإيمان، فسواءً كنت غنيًا أو فقيرًا، قبيحًا أو وسيمًا، أو أصبتُ بالمرض، فستكون ملتزمة تمامًا بالبقاء معي". عادة ما يكون هذا رأيَ الأشخاص المحترمين. ما نوع الناس الذين لا يحبون مثل هذا الرأي ولا يستحسنونه؟ (الأناس الخبثاء). أخبروني إذًا، ما الرأي الذي يمتلكه الأناس الخبثاء؟ كيف يكون رد فعلهم عندما يسمعون هذه الكلمات؟ إنهم يتهكَّمون منك، قائلين: "أحمق. في أي عصر نحن؟ وأنت تبحث عن امرأةٍ بهذه الصفات؟ ينبغي أن تبحث عن امرأة غنية وجميلة!" الرجال العاديون يتزوجون من نساء محترمات وفاضلات ويعيشون حياة لائقة ومناسبة مع عائلة مُوَحَّدَةٍ وسعيدة؛ إنهم يسلُكون في الحياة بنزاهةٍ. هل يفكر الأناس الخبثاء بهذه الطريقة؟ (كلا). إنهم يقولون: "في هذا العالم الآن، هل يمكن أن يُدعى الرجل رجلًا إذا لم تكن لديه 10 صديقات أو أكثر والعديد من الزوجات؟ إذا لم يفعل، فهو يهدر حياته!" هذا رأيهم جميعًا. أنت تقول لهم: "ابحثوا عن امرأة محترمة وفاضلة وصالحة، وبالأخص ذات إنسانية وإيمان"، ولكن هل هذا مقبول بالنسبة إليهم؟ (لا). يتهكَّمون منك ويقولون: "أنت غبيٌّ جدًّا! لا أحد يهتم بأمور الآخرين في العالم الآن، فالجميع يعيشون مُحَرَّرين وأحرارًا. خاصة عندما تغادر الصين وتذهب إلى الغرب، فالحياة أكثر حرية ولا أحد يحصي عليك أنفاسك. لماذا تقسو على نفسك؟ أنت سخيف للغاية!" هذا رأيهم. إذًا، كيف يشعرون عندما تتحدث معهم عن الأشياء الإيجابية، عن أروع الأشياء الإيجابية في الإنسان التي تتعلق بالحق والعدالة؟ يشعرون بالنفور ويلعنونك في قلوبهم. بمجرد أن يعرفوا أنك من هذا النوع من الناس، ستصبح قلوبهم محترسةً منك، وسيتجنبونك. الأشخاص الذين ليسوا من النوع نفسه من الناس لا يتبعون المسار نفسه. إنهم يعرفون أنك تشعر بالنفور تجاه أمثالهم من الناس، ويحتقرون أمثالك من الناس في قلوبهم. إنهم لا يرغبون في الحديث معك عن مدى تأنقهم في الملبس وعن عبثهم مع الآخرين. إنهم يخافون من أن تعقد الشركة معهم عن الحق وأن تحاول جعلهم يتبعون الطريق الصحيح، ويشمئزون اشمئزازًا تامًا؛ وبعبارة أخرى، يحتقرون كل الأشياء الإيجابية في أعماق قلوبهم. ومن ثَمَّ، إذا قابلت مثل هؤلاء الأشخاص عندما تبشر بالإنجيل، فلا تبشِّر به لهم. فحتى لو فعلت ذلك وتوصلوا إلى الإيمان، فإنهم لا يزالون أضدادًا للمسيح ولا يمكن تخليصهم. لماذا يمكنكم أن تجلسوا هنا وتستمعوا إلى موعظتي؟ أليس هذا لأن لديكم قلوبًا محبةً للحقِّ بعض الشيء؟ طالما أن الروح القدس يعمل عليك في أثناء حديثي معكم، فستتأثر وتتشجَّع في قلبك، وسترغب في أن تُكرِّس نفسك، وتعاني، وتبذل نفسك في السعي إلى العدالة والحق والخلاص. في اللحظة التي يسمع فيها أولئك الخبثاء شخصًا يتكلّم عن بذل النّفس من أجل العدالة والحق والله، يشعرون بأنّ هذه الكلمات فارغة، وأنّها شعارات، وأنّ استيعابها غير ممكنٍ، ويميّزون ضدّ مثل هؤلاء النّاس. لذلك، عندما تصادفون هؤلاء الأشخاص الخبثاء، لا تعقدوا الشركة معهم عن أي شيء، فأنتم لستم من نوع الناس نفسه مثلهم، لذا حافظوا على المسافة بينكم وبينهم. عندما أصادف مثل هؤلاء الأشخاص وأرى أنهم يتخذون هذا الموقف تجاهي ويتحدثون بنبرة الصوت هذه، هل ينبغي لي إذًا تهذيبهم وتوبيخهم؟ (لا، هذا ليس ضروريًا). ليس ضروريًا، لا حاجة للالتفات لهم، ولا حاجة للرد عليهم. هل يمكنك تغييرهم بالردِّ عليهم؟ لا يمكنك تغييرهم. فقط اتركهم جانبًا واترك الأمر عند هذا الحد؛ فأمثال هؤلاء الناس لن يدوموا طويلًا في إيمانهم بالله. أولًا: هم لا يحبون الحق؛ وثانيًا: ينفرون من الأشياء الإيجابية؛ وثالثًا: يميزون ضد الله، ويحتقرون شخصية الله وكل شيء محبوب عن الله أشدَّ الاحتقار ويزدرونها أشدَّ الازدراء – هذه الأشياء تؤكِّد أن الله لن يخلِّصهم أبدًا. أينما يكون مثل هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا أبرياء أو غادرين، فإن وجود هذه المظاهر فيهم يؤكِّد أن هناك بالتأكيد بعض الخبث في شخصياتهم.
أينما تسلَّط أضداد المسيح، فإن حياة الكنيسة والآثار التي يحققها شعب الله المختار في أداء واجباتهم لن تكون صالحة، وسيُعَرْقَلُ عمل بيت الله، لذلك إذا لم يُسْتَبْعَد أضداد المسيح ويُطْرَدُوا، فسيعاني عمل الكنيسة من خسارة كبيرة وسيتضرر الكثيرون من شعب الله المختار! لا يستطيع القادة الكاذبون أداء عمل حقيقي في المقام الأول، وعندما يتعاملون مع بعض الشؤون العامة، فإنهم يحرزون تقدمًا بطيئًا ويكونون غير فعالين. علاوة على ذلك، فهم لا يعرفون كيفية صقل الأشخاص الصالحين ذوي مستوى القدرات الجيد الذين يسعون إلى الحق واستخدامهم. وماذا عن أضداد المسيح؟ عندما يتسلَّط أضداد المسيح، فإنهم يفعلون الأشياء من أجل شهرتهم وربحهم ومكانتهم فحسب، ولا يقومون بعمل حقيقي على الإطلاق، ويعطلون عمل الكنيسة ويزعجونه بشكل مباشر – ينخرط أضداد المسيح على وجه التحديد في التدمير ولا يختلفون عن الشيطان على الإطلاق. إذا رأى أحد أضداد المسيح بعض الأشخاص الذين يحبون الحق ويسعون إليه، فإنه يشعر بعدم الارتياح. من أين يأتي هذا الشعور بعدم الارتياح؟ إنه يأتي من شخصيتهم الخبيثة، أي أنه داخل طبيعتهم ثمة شخصية خبيثة تكره العدالة، وتكره الأشياء الإيجابية، وتكره الحق، وتعارض الله. لهذا السبب، عندما يرون شخصًا يسعى إلى الحق، يقولون: "أنت لست متعلمًا تعليمًا جيدًا ولا تبدو جذابًا، لكنك لا تزال تسعى إلى الحق حقًا". ما الموقف الذي يتضِّح هنا؟ إنه الازدراء. على سبيل المثال، بعض الإخوة والأخوات لديهم بعض المواهب أو المهارات الخاصة ويريدون أداء واجباتٍ ذات صلة بها. في الواقع، هذا مناسب لظروفهم المختلفة، ولكن كيف يعامل أضداد المسيح مثل هؤلاء الإخوة والأخوات؟ إنهم يفكرون في قلوبهم: "إذا كنت ترغب في أداء هذا الواجب، فعليك أولًا أن تتقرب مني وأن تكون جزءًا من عصابتي، وعندئذٍ فقط سأسمح لك بأداء هذا الواجب. وإن لم تفعل ذلك، فلن تنال مبتغاك!" أليست هذه هي الطريقة التي يتصرف بها أضداد المسيح؟ لماذا ينفر أضداد المسيح بشدة من أولئك الذين يؤمنون بالله بصدق، ولديهم بعضٌ من حس العدالة وبعض الإنسانية، ويبذلون بعض الجهد للسعي إلى الحق؟ لماذا هم دائمًا على خلاف مع مثل هؤلاء الناس؟ عندما يرون أشخاصًا يسعون إلى الحق ويتصرفون بشكل جيد، أشخاصًا ليسوا سلبيين أبدًا وذوي مقاصد طيبة، فإنهم يشعرون بعدم الارتياح. عندما يرى أضداد المسيح أشخاصًا يتصرفون بنزاهة، أشخاصًا يمكنهم أداء واجبهم وفقًا للمبادئ، ويمكنهم تطبيق الحق بمجرد فهمه، فإنهم يغضبون حقًا، ويجهدون أدمغتهم في محاولة التفكير في طريقة لتعذيب هؤلاء الأشخاص، ويحاولون جعل الأمور صعبة عليهم. إذا تبيَّن لشخص جوهر طبيعة أحد أضداد المسيح، وأبصر حقيقة مكر ضد المسيح وخبثه ورغب في كشفه والإبلاغ عنه، فماذا سيفعل ضد المسيح؟ سيفكر ضد المسيح بكل طريقة ممكنة لإزالة هذه الإبرة في عينه والشوكة في خاصرته، وسيحث الإخوة والأخوات على رفض هذا الشخص. الأخ العادي أو الأخت العادية ليس لأيٍّ منهما وجاهةٌ ولا مكانةٌ في الكنيسة؛ ليس لدى أيٍّ منهما سوى بعض التمييز لضد المسيح ذاك، ولا يشكل أيٌّ منهما أي تهديد لضد المسيح ذاك. إذًا لماذا يكرهه ضد المسيح دائمًا ويعامل هذا الشخص كما لو كان إبرةً في عينه وشوكة في خاصرته؟ كيف يشكِّل هذا الشخص عائقًا أمام ضد المسيح؟ لماذا لا يستطيع ضد المسيح أن يحتمل مثل هؤلاء الناس؟ هذا لأن ضد المسيح بداخله ثمة شخصية خبيثة. إنه لا يستطيع تحمل الأشخاص الذين يسعون إلى الحق أو يتبعون الطريق الصحيح. إنه يضع نفسه ضد كل من يريد اتباع الطريق الصحيح ويجعل الأمور صعبة عليك عمدًا، وسيجهد عقله في محاولة للتفكير في طريقة للتخلص منك، وإلا فإنه سيضطهدك حتى تصبح سلبيًا وضعيفًا، أو سيجد وسيلة ضغطٍ عليك ويستخدمها لتشويه سمعتك حتى يرفضك الآخرون، وحينها سيسعد. إذا لم تستمع إليه أو تتّبع ما يقوله، واستمررتَ في السعي إلى الحقّ واتباع الطريق الصّحيح وفي أن تكون شخصًا صالحًا، فإنه يشعر بعدم الارتياح في قلبه، ويشعر بالضيق والانزعاج من رؤيّتك تؤدّي واجبك. عمَّ يدور هذا الأمر؟ هل أغضبته؟ لا، لم تفعل. لماذا يعاملك بهذه الطّريقة بينما أنت لم تفعَل أيّ شيءٍ له أو تؤذِ مصالحه بأيِّ شكلٍ من الأشكال؟ هذا يوضح فقط أن طبيعة هذا النوع من الأشياء - أضداد المسيح – خبيثة، وأنهم يعارضون العدالة والأشياء الإيجابية والحق بطبيعتهم. إذا سألتهم بالضّبط عمّا يحدث، فهم لا يعرفون أصلًا؛ إنّهم يجعلون الأمور صعبة عليك عمدًا فحسب. إذا قررتَ أن تفعل الأشياء بطريقة ما، فإنهم يفعلونها بطريقة أخرى؛ وإذا كنت تقول إن فلانًا ليسَ بهذه الأهمية، يقولون إن هذا الشخص رائع؛ وإذا كنت تقول إن هذه الطريقة رائعة للتبشير بالإنجيل، يقولون إنها سيئة؛ وإذا كنت تقول إن الأخت التي آمنت بالله منذ عام أو عامين فحسب أصبحت سلبية وضعيفة ويجب دعمها، يقولون: "لا داعي، إنها أقوى منك". باختصار، هم دائمًا على خلاف معك ويتصرفون على عكسك عمدًا. ما مبدأهم في كونهم على خلاف معك؟ أي شيء تقول إنه صحيح، يقولون إنه خطأ، وكل ما تقول إنه خطأ، يقولون إنه صحيح. هل توجد أيٌّ من مبادئ الحق في أفعالهم؟ كلا، مطلقًا. إنهم يريدون فحسب أن تظهر بمظهر الأحمق، وأن يكشفوا ضعفك، وأن يحطموك، وأن يهزموك حتى لا تقوم لك قائمة وتكف عن السعي إلى الحق بعدئذٍ، وتصبح ضعيفًا، وتكفَّ عن الإيمان، وحينها يتحقق هدفهم، ويشعرون بالفرح في قلوبهم. ما الذي يحدث هنا؟ هذا هو الجوهر الخبيث لهذا النوع من الناس الذين هم أضدادٌ للمسيح. إذا رأوا إخوة وأخوات يسبحون الله ويقدِّمون الشهادة لله ولا يعيرونهم أي اهتمام، فهل سيسعدون؟ كلا، لن يسعدوا. بماذا سيشعرون؟ سيشعرون بالغيرة. عادة، عندما يسمع الناس شخصًا يمدح شخصًا آخر، يكون رد فعلهم الطبيعي هو: "أنا عظيم جدًا أيضًا؛ فلماذا لا تمدحني أيضًا؟" لديهم هذه الفكرة الصغيرة، ولكن عندما يسمعون شخصًا يشهد لله، يفكرون: "لديه مثل هذا الاختبار ويقدم مثل هذه الشهادة، والجميع يستحسنونه. لديه هذا الفهم؛ فلماذا ليس لديّ هذا الفهم؟" إنهم يحسدون هذا الشخص ويعجبون به. يحمل أضداد المسيح سمة معينة، وهي أنهم عندما يسمعون شخصًا يشهد لله قائلًا: "هذا هو فعل الله، وهذا هو تأديب الله، وهذه هي أعمال الله، وترتيبات الله، وأنا على استعداد للخضوع"، يشعر أضداد المسيح بالتعاسة ويفكرون: "أنت تقول إن كل شيء هو فعل الإله. هل رأيت كيف يحكم الإله أي شيء؟ هل شعرت بكيفية ترتيب الإله لأي شيء؟ كيف لا أعرف شيئًا من ذلك؟" أحد جوانب ذلك هو أنهم يشبهون الشيطان تمامًا في تعامله مع استحسان الله لأيوب. يمتلك أضداد المسيح عقلية الشيطان نفسها عندما يربح الله شخصًا – لديهم شخصية الشيطان. جانب آخر هو أنه إذا كان شخص ما يفهم الحق ولديه تمييز لأضداد المسيح، ولا يتبع أضداد المسيح بل يرفضهم، تنشأ لدى أضداد المسيح عقلية محمومة، ويفكرون: "لا يمكنني كسب هذا الشخص على الإطلاق، لذلك سأبيده!" لذلك، عندما واجه أيوب التجارب، قال الله للشيطان: "هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلَكِنِ ٱحْفَظْ نَفْسَهُ". لو لم يقل الله هذا، هل كان الشيطان سيرأف به؟ (لا). هذا أمر مؤكد؛ لم يكن ليرأف به على الإطلاق.
ما الموقف الذي يتخذه أضداد المسيح تجاه الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق ويحبونه، تجاه الأشخاص الذين لديهم بعض الإيمان والذين يؤدون واجبهم بشيء من الإخلاص؟ وما الموقف الذي يتخذونه تجاه بعض الأشخاص الذين يتحدثون عن اختبارات الحياة من أجل الشهادة لله والذين غالبًا ما يعقدون الشركة عن الحق مع الإخوة والأخوات؟ (يشعرون بالغيرة والكراهية). ما الذي يعتمد عليه موقفهم؟ يعتمد على شخصيتهم الخبيثة. ومن ثَمَّ، فحينما تراهم كثيرًا يضطهدون شخصًا ويكرهون شخصًا ويعرِّضون أشخاصًا بعينهم للمعاناة بدون سببٍ واضحٍ، ستعرف حينها أنه لا يمكن لأحدٍ تغيير الشخصية الخبيثة لأضداد المسيح، وأنها متجذّرةٌ بعمقٍ وفطريّةٌ. من هذه النقطة، يمكن ملاحظة أن هؤلاء الناس الذين هم أضدادٌ للمسيح لا يمكنهم نَيْلُ الخلاص بأيِّ حالٍ. إنهم لا يسمحون للإخوة والأخوات بتقديم الشهادة لله، فهل يمكنهم أن يقدموا الشهادة لله بأنفسهم؟ (كلا). إنهم يكرهون أن يقدِّم الآخرون الشهادة لله لدرجة أنهم يَصِرُّونَ على أسنانهم، لذلك أخبرني، هل يمكنهم أن يقدِّموا الشهادة لله؟ إنهم غير قادرين مطلقًا على تقديم الشهادة لله. يقول بعض الناس: "هذا ليس صحيحًا، فبعض أضداد المسيح يقدمون شهادة صالحة جدًا لله، والإخوة والأخوات ينتحبون عندما يسمعونها". أي شهادة هذه؟ يتعيَّن عليكم الاستماع إلى نوع "الشهادة" هذا لتحديد ما إذا كانت شهادة حقيقية أم لا. افترض أن شخصًا لديه وظيفة جيّدة وعائلة جيّدة، وبتأثيرٍ من الله، يتخلّى عن وظيفته وعائلته الجيدتين ويوجِّه جسمه وعقله إلى بذل نفسه من أجل الله؛ وعلى الرّغم من أنّه يشعر بالحزن في قلبه، فهو مع ذلك يتخلّى عن كلّ شيء. يقول له الإخوة والأخوات: "ألستَ تشعر بشيءٍ من الضّعف؟" فيجيب: "بلى، قليلًا، ولكن أن أكون قادرًا على التخلي عن عائلتي وعملي، أليس هذا كله من فعل الإله؟ كنت أكسب ألفين أو ثلاثة آلاف في اليوم، وعشرات الآلاف في الشهر، وكنت أمتلك العديد من الأصول. بعد أن آمنت بالإله، سلّمت الأصول الخاصة بي إلى شخص آخر يديرها، من أجل أن أؤدِّي واجبي"، فيسأله الآخرون: "ألم تقم بإدارة الأصول الخاصّة بك على الإطلاق بعد تسليمها إلى شخص آخر؟ أَلَم تعد تمتلك أي جزء منها الآن؟ كيف لك أن تتخلىَّ عن الأصول الخاصة بك؟" فيجيب: "لقد كان هذا فعل الإله". أليس هذا مبهمًا جدًا؟ (بلى). إنها مجرد كلمات فارغة. علاوة على ذلك، أليس قوله إن مكتسباته كانت وفيرةً تباهيًا منه فحسب؟ لماذا يقول هذا؟ إنه يقدِّم الشهادة على مقدار ما تخلى عنه. هل يقدم شهادةً لله؟ إنه يقدم الشهادة على ما لديه من تاريخٍ "مجيد" قليل، وعلى الثمن الذي دفعه وعلى ما بذله في الماضي، وعلى مقدار ما كَرَّسَهُ، وعلى عدم شكواه من الله. هل يمثِّل أيٌّ من هذا تقديم شهادةٍ لله؟ لم ترَ ما فعله الله في كل هذه الأشياء، أليس كذلك؟ ليس صحيحًا أنه يقدِّم الشهادة لله؛ فمن الواضح أنه يقدِّم الشهادة لنفسه، لكنه يقول إنه يشهد لله! أليس هذا خداعًا؟ يتظاهر بأنه يقدم الشهادة لله من أجل أن يقدِّم الشهادة لنفسه – أليس هذا نفاقًا؟ لماذا إذًا يتأثَّر بعض الناس بشدةٍ ويبكون باستمرار عندما يسمعون ذلك؟ نحن محاطون بكل أصناف الحمقى! عندما يذكر أي شخص أنه يقدِّم الشهادة لله، يضطر أضداد المسيح حينها إلى التحدث عن بعض الأشياء الصغيرة التي فعلوها، والأشياء الصغيرة التي كرسوها، والوقت القليل الذي قضوه في بذل أنفسهم، ومع مرور الوقت، يتوقف الناس عن الانتباه، وهكذا يبتدعون أشياء جديدة يقولونها، وبهذه الطريقة يقدمون الشهادة لأنفسهم. إذا كان أي شخص أفضل منهم ويمكنه عقد الشركة بشكل أفضل منهم، ما يأتي ببعضٍ من نور الحق، فإنهم يشعرون بعدم الارتياح. هل يشعرون بعدم الارتياح لأن جهودهم مع الحق أدنى من الآخرين ولأنهم حريصون على التفوق؟ لا، لن يسمحوا لأي شخص بأن يكون أفضل منهم، ولا يمكنهم تحمل أن يكون الآخرون أفضل منهم، ولا يسعدون إلا عندما يكونون أفضل من الآخرين. أليس هذا خبثًا؟ إذا كان ثمة شخص آخر أفضل منك ويفهم الحق أكثر منك، فينبغي لك أن تتعلم منه إذًا – أليس هذا شيئًا جيدًا؟ هذا شيء يجب أن يفرح به الجميع. على سبيل المثال، كان هناك أيوب، ذلك الرجل بين أتباع الله في تاريخ البشرية. هل كان هذا شيئًا مجيدًا حدث في عمل تدبير الله الذي مدته ستة آلاف عام، أم كان شيئًا مشينًا؟ (كان شيئًا مجيدًا). كان شيئًا مجيدًا. ما الموقف الذي ينبغي أن تتخذه تجاه هذا الأمر؟ ما المنظور الذي ينبغي أن يكون لديك؟ ينبغي أن تكون سعيدًا من أجل الله وأن تحتفل به، وأن تسبِّح بقدرة الله، وأن تسبِّح بِنَيْلِ الله للمجد – كان هذا شيئًا جيدًا. كان شيئًا جيدًا، ومع ذلك يشمئز بعض الناس منه ويكرهونه. أليسَ هذا خبثًا منهم؟ بصراحة، هذا خبثٌ منهم، وهذا ناتج عن شخصيتهم الخبيثة.
شخصية أضداد المسيح خبيثة؛ فليس أنهم لا يقبلون الحق فحسب، ولكن يمكنهم أيضًا مقاومة الله، وإنشاء ممالكهم الخاصة، وهم يعارضون الله معارضةً بلا هوادة – هذه شخصية خبيثة. هل لديكم أي فهم للشخصيات الخبيثة؟ ربما لا يعرف معظم الناس كيفية تمييزهم، لذا دعونا نأخذ مثالًا على ذلك. عادة ما يتصرف بعض الأشخاص بشكل طبيعي جدًا في ظل الظروف النموذجية: فهم يتحدثون إلى الآخرين ويتفاعلون مع الآخرين بشكل طبيعي جدًا، ويبدون كأشخاص طبيعيين ولا يفعلون أي شيء سيء. لكن عندما يأتون إلى الاجتماعات ويقرأون كلام الله ويعقدون الشركة عن الحق، فإن بعضهم لا يرغب في الاستماع، والبعض الآخر يشعر بالنعاس، والبعض الآخر يشعر بالنفور تجاه ذلك ويجد صعوبة في تحمله، ولا يريدون سماعه، والبعض الآخر ينام دون أن يشعر ويصبح غير مدرك تمامًا – ما الذي يحدث هنا؟ لماذا تتجلى العديد من الظواهر غير الطبيعية عندما يبدأ شخص ما في عقد الشركة عن الحق؟ بعض هؤلاء الناس في حالة غير طبيعية، لكن البعض الآخر خبيث. لا يُسْتَبْعَدُ احتمال أن تكون أرواحٌ شريرةٌ قد استحوذت عليهم، وأحيانًا لا يستطيع الناس فهم هذا تمامًا أو تمييزه بوضوح. إنَّ داخل أضداد المسيح أرواحًا شريرة. إذا سألتهم عن سبب عدوانيَّتهم تجاه الحق، فإنهم يقولون إنهم ليسوا عدوانيين تجاه الحق ويرفضون بعناد الاعتراف بهذا، في حين أنهم في الواقع يعرفون في قلوبهم أنهم لا يحبون الحق. عندما لا يكون ثمة أحدٌ يقرأ كلام الله، فإنهم يتعايشون مع الآخرين كما لو كانوا أشخاصًا عاديين وأنت لا تدرك ما يكمن داخلهم. لكن عندما يقرأ شخص ما كلام الله، لا يريدون الاستماع وينشأ النفور في قلوبهم. هكذا تنكشف طبيعتهم – إنهم أرواح شريرة؛ إنهم من هذا النوع من الأشياء. هل كشف كلام الله عن جوهر هؤلاء الناس أو مسَّ وَتَرًا حساسًا؟ لا هذا ولا ذاك. عندما يحضرون الاجتماعات، لا يريدون الاستماع إلى أي شخص يقرأ كلام الله – أليس هذا خبثًا منهم؟ ما معنى "خبيث"؟ يعني أن يكون المرء عدوانيًا تجاه الحق وتجاه الأشياء الإيجابية وتجاه الأشخاص الإيجابيين دون سبب؛ حتى هم أنفسهم لا يعرفون السبب، بل يتعيَّن عليهم التصرف بهذه الطريقة فحسب. هذا هو معنى أن يكون المرء خبيثًا، وبكلمات صريحة، هو أن يكون المرء خسيسًا. يقول بعض أضداد المسيح: "بمجرَّد أن يبدأ شخصٌ ما في قراءة كلام الإله لا أريد الاستماع، وبمجرَّدِ أن أسمع شخصًا ما يقدِّم الشهادة للإله أشعر بالنفور، وحتى أنا لا أعرف السبب. عندما أرى شخصًا يحبُّ الحق ويسعى إليه، لا أستطيع أن أتوافق معه، بل أريد أن أضع نفسي ضده، وأريد دائمًا أن ألعنه، وأن أؤذيه من وراء ظهره وأن أدمره". حتى هم لا يعرفون سبب إحساسهم بهذا الشعور – هذا خبثٌ منهم. ما السبب الفعليُّ لذلك؟ لا يمتلك أضداد المسيح ببساطة روح الشخص العادي داخلهم، وببساطة ليس لديهم إنسانية طبيعية – هكذا يكون التحليل النهائي. إذا سمعَ شخصٌ عاديٌ اللهَ يتحدث بوضوح وجلاء عن مختلف جوانب الحق، فإنه يفكر: "في مثل هذا العصر الخبيث والمشوش، الذي لا يمكن التمييز فيه بين الصواب والخطأ ويختلط فيه الخير والشر، من الثمين والنادر جدًا أن تكون قادرًا على سماع هذا القَدْر الكبير من الحق وهذه الكلمات الممتازة!" لماذا هذا ثمينٌ؟ إن كلام الله يوقظ رغبات وإلهام أولئك الذين لديهم القلب والروح معًا. أي إلهام؟ إنهم يتوقون إلى العدالة والأشياء الإيجابية، ويتوقون إلى العيش أمام الله، وأن يكون هناك عدل وَبِرٌّ في العالم، وأن يأتي الله ويمسك بزمام السلطة على العالم – هذا هو نداء جميع الذين يحبون الحق. لكن هل يتوق أضداد المسيح إلى هذه الأشياء؟ (كلا). ما الذي يتوق إليه أضداد المسيح؟ "إذا صرتُ في السلطة، فسأدمر كل من لا يعجبني! عندما يشهد شخص ما أن المسيح هو الإله الذي يظهر ويعمل، ويشهد أن الإله يسود على البشرية، ويشهد أن كلام الإله هو الحق، وأنه أعلى مبدأ للحياة البشرية، وأنه أساس بقاء الإنسان، أشعر بالنفور والكراهية، ولا أريد أن أسمع ذلك!" هذا شيء يكمن في أعماق أضداد المسيح. أليست لدى أضداد المسيح هذه الشخصية؟ طالما أن شخصًا ما يعبدهم، ويُجِلُّهم، ويتبعهم، فهم صُحبة، وهم في الفريق نفسه؛ إذا كان شخص ما دائمًا يعقد الشركة عن الحق ويشهد لله، فإن أضداد المسيح يحيدون عنه ويشعرون بالنفور تجاهه، وحتى يهاجمونه ويستبعدونه ويعذبونه – هذا خبث. عندما نتحدث عن الخبث، فإننا نشير دائمًا إلى مخططات الشيطان الماكرة؛ فالأشياء التي يفعلها الشيطان خبيثة، والأشياء التي يفعلها التنين العظيم الأحمر خبيثة، والأشياء التي يفعلها أضداد المسيح خبيثة، وعندما نتحدث عن كونهم خبثاء، فإننا نشير في المقام الأول إلى كونهم عدوانيين تجاه الأشياء الإيجابية وخاصة معارضة الحق والله – هذا خبث، وهذه هي شخصية أضداد المسيح.
فكروا أيٌّ من أضداد المسيح اللذين صادفتموهم وعرفتم بشأنهم تظهر فيهم مثل هذه الشخصية الخبيثة. صادفت ذات مرة امرأةً سليطةً كانت إنسانيتها شرسة بشكل لا يصدق. كلما وعظ بيت الله عن الكوارث العظمى التي ستحلُّ قريبًا، وأنه لم يبقَ الكثير من الوقت، وأن على الإخوة والأخوات إعداد الأعمال الصالحة، وأن عليهم بذل جهدٍ للسعي إلى الحق، وأن عليهم أداء واجباتهم بشكل جيد لإرضاء مقاصد الله، وأن عليهم ألا يتركوا لأنفسهم فرصة لأي ندم، كلما وعظ بيت الله بهذه الأشياء، كانت هذه المرأة تلعن في قلبها وتفكر: "أي نهاية عالم؟ الحياة رائعة. قد تكون نهاية العالم بالنسبة إليك، لكنّها ليست نهاية العالم بالنسبة إليَّ! حتى لو حلَّت الكوارث العظمى، فسأظلُّ حية. إذا كان على أي شخص أن يموت، فموتوا أنتم!" هل هذه المرأة غير عقلانيةٍ أم ماذا؟ كلما عقد أيُّ شخصٍ شركة حول هذا الجانب من الحق، كانت تصير غير عقلانيةٍ وينشأ النفور في قلبها، وتفكر: "حياتي على ما يرام كما هي! لدي الكثير من المال، وأملك سيارات ومنازل، ولدي دخل مرتفع، وأنا شخصية كبيرة الشأن في منطقتي المحلية، ولا يجرؤ أحد على الإساءة إليَّ. ظروفي المعيشية جيدة جدًا، وإذا حلَّت الكوارث العظمى، ألن أعاني خسارة؟ أنا لست مستعدةً للموت بعد!" ماذا كان رأيها في عمل الله وفي رغبة الله في تدمير هذا العالم الخبيث والبشرية الخبيثة؟ (كانت عدوانية تجاههما). أيًا كان ما يفعله الله، إذا كان يتعلق بمصالحها، وإذا كان يضر بمصالحها، كانت تكرهه وتصير عدوانية تجاهه، ولا توافق عليه، وتفكر: "ما تفعله خطأ!" وكانت تنكر أعمال الله على الفور. علاوة على ذلك، كان أكثر شيء خبيث فيها هو أنها لا تحب أن تميل الكفة ناحية العدل والبرُّ؛ فأيًا كان من يملك السلطة، حتى إن كان الله يملك السلطة وساد العدل والبرُّ، إذا كان هذا يضر بمصالحها، فلن يجدي ذلك – كانت مصالحها أكثر أهمية من الله بالنسبة إليها. ألم تكن أفعالها ذات طبيعة شيطانية؟ وعندما تكون الطبيعة الشيطانية مؤثرة، أليست هذه هي الطبيعة نفسها التي تظهر عندما تستحوذ روح شريرة على شخصٍ ما فتقول إنها لا تريد سماع كلام الله؟ (بلى). كلما قرأ أي شخص كلام الله، قالت هذه الروح الشريرة إنها لا تريد سماعه. كلما عقد أي أخ أو أخت شركة عن اقتراب حلول يوم الله أو اقتراب حلول الكوارث العظمى، كانت هذه المرأة السليطة تكره ذلك وتلعنه في قلبها. لماذا كانت تلعنه؟ إنْ جاء الله لتدمير العالم، فستفقد كل ممتلكاتها – وعندما يمس أي شيء مصالحها، فإنها ستلعنه. لذلك، فإن لعنها له الطبيعة نفسها لروحٍ شريرةٍ تقول إنها لا تريد سماع كلام الله. إنهم يتشاركون في سمة مشتركة، وهي أنه كلما ذكر أي شخص الحق، وكشف عن أعماق أرواحهم، وكشف عن قبحهم وخبثهم ومكرهم، فإن الكراهية والمقاومة والمعارضة تنشأ في قلوبهم، ثم يلعنون ويسبُّون – هكذا هي الروح الشريرة. من الخارج، تحدثت هذه المرأة السليطة وتصرفت تمامًا مثل الشخص العادي، وليس كما لو كان شيطانٌ يستحوذ عليها، ومع ذلك كانت طبيعة أفعالها هي طبيعة ذلك الشيطان نفسها. عندما تتاح لكم الفرصة، اسألوا الأغنياء في الكنيسة: "عندما يحلَّ يوم الله وتحلُّ الكوارث العظمى، وتضيع جميع ممتلكات عائلتك، هل ستشعر بالاستياء؟ هل تتطلع إلى حلول يوم الله؟ هل تتطلع إلى أن يتولى الله السلطة، وأن تميل الكفة ناحية العدل والبرِّ؟ هل تتطلع إلى أن يبيد الله هذه البشرية الخبيثة بسرعة، حتى وإن كنتَ ستُبَادُ أنت أيضًا؟ هل أنت على استعداد لحدوث ذلك؟" راقب وجهات نظرهم. سيكون البعض على استعداد لحدوث ذلك، والبعض الآخر لن يكون كذلك. بالنظر إلى كل العالم وكل الكون، وكل الأشياء المادية التي يحكمها الله – نحن لا نتحدث هنا عن الأشياء غير المادية، وإنما فقط الأشياء داخل النطاق المادي: ممتلكات الأسرة والسيارات والمنازل والمال، وما إلى ذلك – إذا حسبنا كل هذه الأشياء معًا، هل تبلغ مقدار حبة رملٍ في يد الله؟ (لا). لكن عندما يحصل الناس على هذه الأشياء، لا يريدون التخلي عنها ويشعرون أن لديهم رأس المال الكافي لمنافسة الله، قائلين: "إذا أخذت ممتلكات عائلتي، فسأكرهك وسأعارضك ولن أعترف بأنك الإله!" هل كون الله هو الله من عدمه يعتمد على اعترافك؟ (كلا). هل لديك رأس المال الكافي لمنافسة الله بهذا القدر القليل من ممتلكات العائلة؟ أنت جاهلٌ جدًّا! الماس هو أكثر الأشياء قيمة على وجه الأرض. عندما يرى الناس العاديون ماسة من عيار القيراط الواحد، فإنهم يندهشون ويقولون: "يا لها من ماسة كبيرة! لا بدَّ أن قيمتها 10 أو 20 ألف دولار أمريكي!" لأنهم يعتقدون أن الماس ذو قيمة كبيرة. ولكنني سمعت تقريرًا إخباريًا يقول إن كوكبًا ليس بعيدًا عن الأرض مكوَّنٌ بالكامل من الماس، وأدركت فجأة شيئًا: الناس قصار النظر جدًا. عندما ترى الماس يتلألأ، فأنت تعجب به كثيرًا وتعتقد أنه شيء رائع، ولكن عندما تسمع أن هناك كوكبًا كاملًا مكونًا من الماس، ماذا تكون وجهة نظرك حينها؟ ستتغير وجهة نظرك عن الماس. هذا يعني أنه بمجرد أن تسمع معلومة أخرى مختلفة، يتسع أفقك فجأة، وتكفُّ عن أن ترى فقط المساحة الصغيرة التي أمامك مباشرة، وتكف عن أن تكون ضيق الأفق، لأن كمية المعلومات التي لديك قد زادت، وتغير إدراكك ونما. يعيش الناس في هذا العالم، وبينما يواجهون باستمرار كل ما يحدث لهم ويواجهون مختلف البيئات، تتغير آفاقهم باستمرار، بينما في الوقت نفسه تتجدد وجهات نظرهم باستمرار. هذا أمر طبيعي، وهي العملية التي يجعل فيها اللهُ الناسَ يحرزون تقدمًا تدريجيًا في هذه الحياة، ويحققون تقدمًا مستمرًا في البصيرة وفي المنظور وفي فهم العالم كله وفهم أفعال الله. إذًا، بعد أن استمعتم إليّ وأنا أروي هذا الأمر، كيف ينبغي أن تتعاملوا معه؟ هل ستفكرون: "آه، الناس على الأرض جاهلون للغاية ويفتقرون إلى البصيرة ويعرفون القليل جدًا!" هذا يعني أن آراءكم وبصائركم حول الكون بأكمله، وحول الجنس البشري بأكمله وحول كل الأشياء التي يأمر بها الله وحول كل شيء يأمر به الله، قد تكون مماثلةً لفهمكم للماس الصغير الذي تقارن قيمته بكوكب، أليس كذلك؟ (صحيح). ما الاستنتاج الذي يمكننا استخلاصه من هذا؟ على كوكب الأرض، مهما حقق المرء من انجازات، ومهما حقق من شهرةٍ، ومهما بلغت روعة أدائه، يجب ألا يتباهى، لأن البشر غير مهمين ولا يساوون شيئًا! أعد الله بعض الماس على الأرض وقد تَقَاتَلَ الناس من أجله. ألا يعرف الناس عدد الكواكب التي في يد الله والتي تحتوي على أشياء أفضل من الماس؟ أليس الناس مثيرين للشفقة؟ (بلى). هكذا هم الناس مثيرون للشفقة؛ الناس جاهلون للغاية.
لا يسع أضداد المسيح إلا أن يقاوموا الله؛ فهم يكرهون الحق والأشياء الإيجابية بطبيعتهم، ولا يمكنهم حتى ترك الأشخاص الذين يسعون إلى الحق ويحبون الأشياء الإيجابية وشأنهم، بل يدينون هؤلاء الأشخاص ويضطهدونهم ويستبعدونهم. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يتواطؤون معهم، فهم مرتبطون ببعضهم بشكل طبيعي، ويحمون بعضهم، ويأوون بعضهم، ويتملقون بعضهم. من هذا، يمكننا أن نرى أن هؤلاء الناس الذين هم أضدادٌ للمسيح هم أرواح شريرة متجسدة وشياطين نجسة، وهم بدون إنسانية طبيعية. مهما بلغ مدى فهمهم للحق الذي يسمعونه، أو مدى وضوح وعظهم بالكلمات والتعاليم، عندما يحين وقت الممارسة، فإن الشيء الوحيد الذي يختارون القيام به هو مخالفة الحق ومقاومة الله، والحفاظ على مكانتهم ومصالحهم – هذا هو خبثهم. بأيِّ طريقة يظهر خبثهم بالصورةٍ الأكبر؟ في أنهم يكرهون الحق؛ يكرهون الحق دون تفسير أو سبب. إذا سألتهم عن سبب كرههم للحق، فقد يكونون غير قادرين على التفسير، لكن كل عمل لهم يحمل شخصية أضداد المسيح وأساليبهم، وكل عمل لهم يضلل الناس ويورِّطهم، ويزعج عمل بيت الله ويعطله – هذه هي نتيجة كل عمل لهم. اعقد مقارنةً بين القادة والعاملين في كلِّ مستوىً وبين الإخوة والأخوات العاديين من حولكم، الذين تعرفونهم وتتواصلون معهم، لمعرفة ما إذا كان أي منهم يكره، دون سبب، أولئك الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق ويريد دائمًا مهاجمة هؤلاء الأشخاص واستبعادهم. هم أنفسهم يعرفون إن هذا ليس صوابًا ولكنهم عاجزون عن عدم فعله، ويقولون كلمات لطيفة الوقع في وجوه هؤلاء الإخوة والأخوات، ولكنهم يفعلون أشياء مختلفة تمامًا من وراء ظهورهم، ويكشفون عن وجههم الشيطاني ويبدأون في معارضتهم. إن لم يكن هذا خبثًا، فماذا يكون؟ ما أكثر شيء بغيض في أضداد المسيح؟ غالبًا ما يقولون أشياء صحيحة لتضليل شعب الله المختار ومن حَولَهم، وحتى للاحتيال على الأعلى وغشِّه، بل وأكثر من ذلك، يريدون غشَّ الله وكسب ثقة الناس باستخدام كلمات منمقة، ثم يجنُّ جنونهم ويتصرفون بتهور، ويفعلون ما يريدون في بيت الله. إنهم يعرفون كيف يتحدثون بشكل صحيح، وكيف يتحدثون بشكل غير صحيح، ويعرفون كيف يفترض بهم أن يتصرفوا، وكيف لا يفترض بهم أن يتصرفوا، وما يُعد من المبادئ، وما لا يُعد من المبادئ، وما معنى مخالفة المبادئ وما معنى التصرف وفقًا للمبادئ. هذه الأشياء واضحةٍ في قلوبهم، والبعض منهم يعرفون هذه الأشياء بوضوح تام وبجلاء، ولكن مهما كان فهمهم للمبادئ ووضوح معرفتهم لها، فإنهم لا يمارسون الحق على الإطلاق عندما يفعلون الأشياء، ويفعلون أشياء سيئة بلا حدودٍ وبما يتماشى مع رغباتهم الخاصة. هذا يقرر أن طبيعتهم شيطانيّة وأنّها طبيعة أضداد المسيح. إنهم لا ينفرون من الحق ويكرهونه فحسب، بل يكرهون الأشياء الإيجابية ويدينونها في كثير من الأحيان. لماذا يكره التنين العظيم الأحمر الحق واللهَ؟ هذا ما تقرره تمامًا طبيعته الشيطانية. يتعرّض بعض الإخوة والأخوات للاضطهاد والملاحقة لدرجة أنّهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، ويقول أولئك الأبالسة والشياطين: "هؤلاء الناس لم يعودوا يعيشون بشكل طبيعي؛ لقد نبذوا عائلاتهم". في الواقع، لا يمكنهم العودة إلى ديارهم لأنهم يتعرضون للاضطهاد من قِبَل التنين العظيم الأحمر. مثل هذه الأشياء تحدث كثيرًا. ما الأشياء الأخرى التي سمعتم عنها؟ (يقول التنين العظيم الأحمر أنه إذا قرأ الناس كلام الله أكثر من اللازم، فإنهم يصيرون مغسولي الأدمغة). يقول التنين العظيم الأحمر: "كلام الإله يغسل دماغ الناس؛ إنهم يمتلئون بالإله". هذا قَلبٌ للحقيقة رأسًا على عقب. من الواضح أن التنين العظيم الأحمر هو الذي يفسد الناس ويغسل أدمغتهم، ومع ذلك فإنه يقلب الأمور ويقول إن كلام الله يغسل أدمغة الناس – هؤلاء الأبالسة خبثاء للغاية! إن التنين العظيم الأحمر ينسب جميع الأعمال الصالحة التي يقوم بها الآخرون لنفسه، ويلقي باللائمة في الأشياء السيئة التي يفعلها على الآخرين. أضداد المسيح يفعلون الشيء نفسه؛ فأساليبهم هي بالضبط أساليب التنين العظيم الأحمر والشيطان نفسها. إنهم حقًا خُدَّام الشيطان!
هل كدنا ننتهي من عقد الشركة عن المظاهر الخبيثة والماكرة والمخادعة لأضداد المسيح؟ ألم يكن ما قدمت الشركة عنه اليوم مختلفًا وأكثر واقعية مما يمكنكم فهمه حرفيًا؟ أنتج بيت الله العديد من مقاطع الفيديو في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بعض الترانيم والأفلام وما إلى ذلك، وقد رُفِعَتْ جميعها إلى الإنترنت. رأى أحد أضداد المسيح في بر الصين الرئيسي هذه الأشياء على الإنترنت فقال: "لقد أنتجتم هذه البرامج خارج البلاد، ويمكننا القيام بذلك في الصين أيضًا". ثمّ اتّخذ اتّجاه الاستقطاب، وجمع عصابة من النّاس، وأقام جوقة في أمّة التنين العظيم الأحمر. في النهاية، اعْتُقِلَ هؤلاء الأشخاص. لماذا كان على ضد المسيح فعل ذلك؟ هل كان لديه هدف؟ (نعم). ماذا كان هدفه؟ (التحكم بالناس). لم يكن الأمر ببساطة رغبته في التحكم بالناس. لقد أراد إنشاء فصيله الخاص. كانت فكرته: "يمكن أن يكون لبيت الله جوقة، وكذلك أنا! إذا نجحت، سيكون لديَّ فصيل خاص بي، وبإشارةٍ من يدي، سيأتي الكثير من الناس!" هكذا قد يحل محل كنيسة الله. أليس هذا هو الهدف الذي أراد تحقيقه؟ لكن النتيجة كانت أن التنين العظيم الأحمر ضَيَّقَ عليه الخناق، فلم يُسفر تفكيره الحالم عن شيء. بيت الله يؤدي هذا العمل في ظل فرضية ضمان الأمن. هل كان هذا الشرط متاحًا له في البلاد التي يحكمها التنين العظيم الأحمر؟ لم يكن هذا الشرط متاحًا أمامه، ومع ذلك كان لا يزال يريد التباهي. لم يُحسن التباهيَ بنفسه، وفي النهاية سارت الأمور معه بشكلٍ خطأ. قبل بضع سنوات، أنتجت مجموعة أخرى من الأشخاص برنامجًا ووضعته على الإنترنت. كانوا يغنون ألحانًا قديمةً مصحوبة برقصاتٍ ويرتدون فساتين مطرزة بالأزهار على طراز الأقليات العرقية. كان البرنامج تقليديًا جدًا وعفا عليه الزمن. أخبرني، ألم يتسبب أضداد المسيح هؤلاء في اضطرابات فحسب؟ (بلى). لم يكن غير المؤمنين والمتدينين يعلمون حقيقة الوضع واعتقدوا أن هذه الأشياء قد فعلتها الكنيسة حقًا. أضداد المسيح يرتكبون دائمًا أشياء حمقاء؛ فهم ليسوا خبثاء فحسب، بل هم حمقى أيضًا. لماذا هم حمقى؟ هل لأنهم خبثاء لدرجة أنهم أصبحوا أغبياء بخبث؟ لا. مهما كان مستوى القدرات لدى الشخص، فحتى لو لم يكن لديه طريق للمضي قدمًا عندما يفعل الأشياء ولا يعرف ما المناسب أو غير المناسب له، فإذا فهم بعض الحق، فإن لديه خلاصة القول في قلبه: لن يتصرف بتهور أو بشكل أعمى. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). لكنَّ أولئك الأشخاص الذين لا يفهمون الحق والذين تبلغ بهم الغطرسة أن يكونوا بلا عقلٍ، يتصرفون باستهتار. ما معنى أن يتصرفوا باستهتار؟ مثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حسُّ العقل، والأشخاص الذين ليس لديهم حسُّ العقل لا يمكنهم أخذ المشكلات في اعتبارهم. ما الذي أعنيه بعبارة "الأخذ في الاعتبار"؟ أعني ما ينبغي فعله في المراحل المبكرة، وما يجب إعداده، وما الأشياء المطلوبة عند اتخاذ إجراء، ولماذا يجب إنتاج هذا البرنامج، وفيما بعد إنتاج البرنامج: عدد الأشخاص الذين يمكن أن يتأثروا به، وعدد الأشخاص الذين يمكن تثقيفهم من خلاله، وما إذا كانت هناك أي عواقب أو عيوب – كل هذا يحتاج إلى تقييم. تسمى عملية التقييم هذه "الأخذ في الاعتبار". هل يمكن لهؤلاء الأشخاص الحمقى أخذ الأشياء في اعتبارهم؟ (كلا). الأشخاص الذين لا يستطيعون أخذ المشكلات في الاعتبار هم بدون عقلانية؛ هل لديهم أي فهم للحق؟ بالطبع لا. إذا فهم شخص ما حقًا بعض الحق، فسيصبح حس العقل لديه أكثر وضوحًا وسلامة. يمكن أن يصير أكثر وضوحًا لديه ما الإيجابي وما السلبي، وما الصحيح وما الخطأ، وما النطاق الذي يكمن فيه مبدأ معيَّن؛ أي، مهما كان ما يفعله، سواء فعل شيئًا جيدًا أو سيئًا، فلديه معيار في قلبه. على سبيل المثال، إذا طلب منك شخصٌ ما الركضَ عارياً في الشارع، فهل ستفعل ذلك؟ (كلا). هل ستفعله إذا ضربك الشخص؟ هل ستفعله إذا أعطاك الشخص عشرة آلاف يوان؟ (سيكون فعل ذلك أمرًا مخزيًا. لن أستطيع فعل ذلك). مع العلم أن فعل ذلك سيكون أمرًا مخزيًا، فهذا نوع من التفكير، ونوع من الحكم، ونوع من الموقف الذي ينشأ عن العقلانية، أي إنه فقط بهذه العقلانية يمكنك أن يكون لديك مثل هذا التفكير وهذا الموقف. لذلك، مهما جرى إغراؤك بالمال أو تعذيبك وإيلامك بقسوة، ومهما أُجْبِرْتَ، فأنت لا تزال لن تفعل ذلك، ولن تتأثر على الإطلاق، وستتمسَّك بموقفك. لا يفهم أضداد المسيح الحق، ولهذا السبب ليس لديهم مفهوم عن أي شيء يفعلونه. ماذا يعني "المفهوم" هنا؟ يعني أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون لتقديم الشهادة لله. اعتقد ضد المسيح ذاك أن لديه قلبًا محبًا للغاية، فجمع مجموعة من الأشخاص لإنتاج فيديو الجوقة وانتهى به الأمر إلى إنفاق الكثير من المال وتعريض نفسه للخطر. الوضع في بر الصين الرئيسي أسوأ مما هو عليه في خارج البلاد، فماذا لو حدث خطأ ما؟ هل وضع هذا في اعتباره؟ ربما يكون قد أخذ الموقف في الاعتبار إلى حدٍ ما، لكنه لم يكن يعرف أيَّ برامجٍ كان ينبغي له إنتاجها أو النتائج التي ينبغي تحقيقها – لم يفهم على الإطلاق. لماذا لم يفهم؟ كان بدون هذه العقلانية. كيف تتحقق العقلانية؟ فقط من خلال فهم الحق يمكن أن يصبح عقل الناس واضحًا وسليمًا تدريجيًا. أضداد المسيح لديهم طبيعة كارهةٌ للحق، وهم يعارضون بطبيعتهم الأشياء الإيجابية، وفي أعماق قلوبهم لا يمكنهم أبدًا أن يحبوا الحق، لذا هل يمكنهم فهم الحق؟ (كلا). إذا لم يتمكنوا من فهم الحق، فهل يمكنهم امتلاك تفكير الإنسانية الطبيعية؟ لا يمكنهم أبدًا امتلاكه. هل يمتلك الناس عقلانيةً بدون تفكير الإنسانية الطبيعية؟ لا، لا يمتلكونها. عندما يفعل أضداد المسيح شيئًا ويقولونه، فإن وجهات نظرهم وكل تلك الأشياء التي يفعلونها لا تختلف عن الأشياء التي يقوم بها الأبالسة والأرواح الشريرة. لماذا أقول إنه لا يوجد اختلاف؟ على سبيل المثال، يحب شخص ما حقًا الوعظ والتباهي بنفسه، لذلك يبحث دائمًا عن أناسٍ يستمعون إليه يلقي المواعظ. حتى لو كان الناس لا يحبون الاستماع إليه، فإنه يظلُّ يعظ؛ وعندما يشعر الآخرون بهذا النفور تجاهه، لا يستطيع أن يدرك ذلك، ولا يحاول ملاحظتهم، ولا يرى ما يحتاجه الآخرون، ويرضي نفسه فقط. أليس هذا مشينًا؟ إنه أمر مشين، وهو بلا عقلانية. أيوجد أي فرق بين هذا الافتقار إلى العقلانية والكلام العشوائي المستهتر، وبين أفعال شخص يستحوذ عليه الشيطان والأرواح الشريرة؟ على الرغم من أنه قد لا يبدو كمريض عقلي يركض عاريًا بجنون في الشارع، يمكنك أن ترى أنه يتصرف بدون عقلانية. عندما يُطلب منه سقاية العديد من الإخوة والأخوات، أو التبشير بالإنجيل، أو أداء بعض الواجب، يكون بلا مبادئ تمامًا ويتصرف بتهور كما يريد. ثمة بعض الأشخاص الذين يبشرون بالإنجيل منذ 20 عامًا بدون أن يربحوا شخصًا واحدًا، ومع ذلك لا يزالون يريدون أن يصبحوا قادة. أيوجد مثل هؤلاء الناس؟ نعم، يوجد مثلهم. ليس لديهم أي مبادئ على الإطلاق، فهم يفسدون كل ما يفعلونه، ومع ذلك يريدون أن يصبحوا قادة ويقودوا أشخاصًا آخرين – هناك الكثير من الناس مثل هذا، بالتأكيد. لقد آمنوا بالله لسنوات عديدة، وقرأوا الكثير من كلام الله، واستمعوا إلى العديد من المواعظ، لكنهم لا يفهمون أي حقٍ. إذًا، إلى ماذا يُنْسَبُ افتقارهم إلى الفهم؟ ما السبب الذي جعلهم لا يفهمون؟ أهو افتقارهم الشديد إلى مستوى القدرات والقدرة على الاستيعاب، أم أن خُلُقهم سيئ ولا يحبون الحق؟ (هذا يُنْسَبُ إلى جوهرهم). لماذا يُنْسَبُ إلى جوهرهم؟ (ذلك لأن جوهرهم خبيث، ولا يمكنهم استقبال عمل الروح القدس، والله لا يعمل على مثل هؤلاء الناس، لذلك فمهما أكلوا كلام الله وشربوه، فلن يفهموا الحق أبدًا). هذا سبب موضوعي. السبب الموضوعي هو بالطبع أن الروح القدس لا يعمل عليهم وبالتالي لن يتمكنوا بالتأكيد من فهم أي شيء – وهذا ينطبق على أي شخص. هناك أيضًا سبب ذاتي، فماذا يكون؟ (مثل هؤلاء الناس يكرهون الحق). وكيف ينظر الناس الذين يكرهون الحق إلى الحق؟ (كنقيضٍ لهم). إنهم ينظرون إليه كنقيضٍ لهم؛ هذا جانب واحد. ماذا أيضًا؟ هل هم قادرون على استيعاب الجانب العملي للحق؟ أبدًا. إذا كانوا غير قادرين حتى على استيعاب هذا المستوى، فأخبرني، هل هم قادرون على فهم الحق؟ أبدًا، لا يمكنهم فهم الحق. السبب الموضوعي هو أن هؤلاء الأشخاص غير قادرين على استقبال عمل الروح القدس، والله لا ينيرهم. السبب الذاتي هو أنهم عدوانيون تجاه الله والحق والأشياء الإيجابية، ولا يوجد شيء إيجابي بالنسبة إليهم. إذًا ما الأشياء التي يؤمنون في قلوبهم أنها إيجابية؟ إنها من نوع الأشياء التي يدعو إليها الشيطان – أشياء كلها خبيثة وفارغة ومبهمة. إذًا، هل هؤلاء الخبثاء الذين يكرهون الحق قادرون على فهم الحق؟ لا يمكنهم فهمه أبدًا لأنهم لا يقبلونه. الآن، أخبرني، أتوجد أي فائدة من عقد شركة عن الحق مع مثل هؤلاء الناس؟ هل يمكن أن يكونوا على استعداد للاستماع عندما تقرأ عليهم كلام الله؟ جميعهم غير مؤمنين وأبالسة، فكيف يمكنهم الاستماع إلى كلام الله؟ بعض الأشخاص لا يستطيعون فهم حقيقة هذا الأمر ويقولون: "لماذا لا يفهمون عندما أعقد شركة معهم عن الحق؟ أليسوا بشرًا؟" تشعر بالحيرة ولا يمكنك التوصل إلى حقيقتهم. قد تجدُ نفسك عاجزًا عن الاستماع إلى الكلمات التي يقولها بعض الناس، وترى الأشياء التي يفعلونها ببساطة منافيةً للعقل – هؤلاء غير مؤمنين، وأبالسة، وهم صُمٌّ عن أي عقل. لماذا أقول هذه الكلمات الأربع: "صُمٌّ عن أي عقل"؟ أنت تؤمن أن الإله موجود وأن الإله له السيادة على كل شيء – أليست هذه أشياء إيجابية؟ (بلى). وما الذي يؤمن به هؤلاء الناس؟ "أهذه هي الطريقة التي يسود بها الإله على كل شيء؟ هذا ليس شيئًا مثيرًا للاهتمام". أليسوا صُمًّا عن أيِّ عقلٍ؟ (بلى). ليس ثمة طريقة للتواصل مع مثل هؤلاء الناس؛ إنهم صنفٌ منفصلٌ بذاته، بهائم، صُمٌّ عن أي عقل. لا تفهم البهائم أبدًا ماهية الأشياء الإيجابية ولا ماهية الحق، لذلك ليس ثمة طريقة للتواصل معها. حقيقة أنك غير قادر على التواصل معهم ليست مشكلة وقت، أو مشكلة بَذْلِكَ جهدًا شاقًا أو مشكلة مقدار الجهد الذي تبذله، بل هي ببساطة مشكلة أنهم غير قادرين على الفهم، فماذا لديك لتقوله لهم بعدُ؟ ما الذي بداخل هؤلاء الناس بالضبط؟ ليست في قلوبهم أمانة، ولا استقامة، ولا خير، فقط الخبث، إنهم ممتلئون بالخبث. هذا هو السبب في أن هؤلاء الناس صُمٌّ عن أي عقل ولا يمكن خلاصهم.
عند مقارنة الخداع والمكر بالشخصية الخبيثة، تظهر درجتهما أخف نسبيًا وأكثر ضحالة. إذا كانت درجتهما ضحلة، فلماذا أذكرهما هنا؟ يتصرف أضداد المسيح ويتحدثون بطريقة خادعة وغير مفهومة وغامضة، ما يجعل الآخرين يشعرون بأنهم ماكرون ومخادعون، ولا يستطيع الناس العاديون فهم الحقيقة الكاملة بشأنهم. إنهم يتصرفون ويتحدثون بشكل مخادع وغير قادرين على التوافق مع الأشخاص البريئين والصادقين والذين يسعون إلى الحق. بدلًا من ذلك، يتلاعبون غالبًا بمثل هؤلاء الأشخاص ويستغلونهم. وفي انعدامٍ تامٍ للوعي لدى هؤلاء الناس، يتلاعب بهم أضداد المسيح ويغشونهم، بل ويستغلُّونهم. بالطبع، هذا السلوك وهذه الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح ليست ضارّة جدًّا بالناس. إذًا ما الذي يسبب الكثير من الضرر للناس؟ الأشد ضررًا هو الشخصية الخبيثة لأضداد المسيح، وتضليل الناس والتحكم بهم وقمعهم، الأمور التي تنشأ عن هذه الشخصية الخبيثة. دائمًا ما يكون لدى أضداد المسيح دافعٌ ومقصدٌ من وراء أفعالهم لا يمكنهم إخبار الآخرين عنهما. لن يكرسوا أو يبذلوا أبدًا أي شيء بدون سبب، ولن يفعلوا أي شيء لأي شخص أو لبيت الله بدون سبب أو مقابل. وراء كل تصرِّفٍ وكلمةٍ منهم ثمة دافع، ونية، ولحظة انكشاف نواياهم ودوافعهم، أو دمار طموحاتهم ورغباتهم، يبحثون عن فرصة للانسحاب. في قلوبهم، يفكرون: "لا يستحق الأمر أن أكرس نفسي أو أبذلها بدون سبب، الأمر لا يستحق مني العناء. يجب على المرء أن يحصل على مكسبٍ ما من الإيمان بالإله. إذا كان المرء يبذل نفسه من أجل الإله بدون طلب مكافأة، فهذا محض غباء". منطقهم هو: "كلُّ شيءٍ له ثمن". إنهم يوصفون الضمير والعقل والسلوك والأعمال الصالحة التي ينبغي أن يمتلكها الناس العاديون ويفعلوها غباءً وحماقةً. أليس هذا خبثًا؟ (بلى). هذا خبث بشكل لا يصدق. على سبيل المثال، يقوم بيت الله ببعض ترتيبات العمل ويوفر بعض الرعاية لحياة الإخوة والأخوات الذين يؤدون واجباتهم، لكن أضداد المسيح يعيقونهم من الداخل. ما غرض أضداد المسيح من إعاقتهم؟ لو كانت ترتيبات العمل قد جاءت من قِبل ضد المسيح، فَصَاَرَ الإخوة والأخوات مدينين له بالشكر بعد أن عرفوا هذا، حينها سيأخذ ضد المسيح زمام القيادة. إذا كان الإخوة والأخوات لا يعرفون من وضع ترتيبات العمل ويعتقدون أن بيت الله وضعها، فشكروا الله، فهل سينفذها ضد المسيح؟ بالطبع لا. حينها كانت ترتيبات العمل ستتوقف عند ضد المسيح ولن تُنفَّذ. من المفيد للإخوة والأخوات أن يصدر بيت الله ترتيبات العمل هذه، وسينتشر عمل الإنجيل بشكل أفضل؛ هذا شيء كبير يتعلق بعمل الله، فكيف ينبغي لأولئك الذين يتصرفون بصفتهم قادة أن ينفِّذوا ترتيبات العمل هذه؟ ينبغي أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتنفيذها بشكل جيد وتنفيذ العمل. لكن بعض أضداد المسيح يعيقونه من الداخل ولا ينفذون العمل لمدة عامين. ما السبب في ذلك؟ إنه الشيطان الذي يسبب العوائق والاضطرابات. بعض الكنائس مضطربة ويسيطر عليها أضداد المسيح والأشرار، ولا يَلْقَى الإخوة والأخوات الذين يؤدون واجباتهم عنايةً. هذا يُسْعِدُ أضداد المسيح، ويفكرون في قلوبهم: "يكفيني أن أكون المنتفع من هذا الشيء الرائع وهذه المنافع الهائلة. كيف يمكن أن يكون جميع الإخوة والأخوات هم المنتفعين؟" كيف سيؤثر انتفاع الإخوة والأخوات في أضداد المسيح بأي شكل من الأشكال؟ لن يؤثر فيهم على الإطلاق. سينتفعون، وسينتفع الجميع، وسيكون ذلك رائعًا! فكِّر في الوضع العام: لا ينبغي لك إعاقة ذلك، ولا ينبغي لك منعه، بل ينبغي لك تنفيذه بسعادة. أليس هذا طبيعيًا؟ (بلى). هذا هو الواجب الذي ينبغي للشخص أداؤه، وهي مسؤوليتك. أحد الجوانب هو أنه لا يكلفك شيئًا، بينما الآخر هو: ألا يرغب الجميع في أن ينتشر عمل الإنجيل؟ (نرغب في ذلك). عندما يرون الإخوة والأخوات يتمتعون بنعمة الله، هل يغارون؟ ما الذي يغارون منه؟ أليس أضداد المسيح أبالسة؟ إذًا، لماذا لا ينفِّذُ أضداد المسيح العمل؟ لأنهم غيورون. هل يعتبرون أن تنفيذ العمل سيكون نافعًا لأن ينتشر عمل الإنجيل؟ (لا، لا يعتبرونه كذلك). هل يؤثر ذلك في مصالحهم؟ ما علاقة ذلك بهم؟ لا علاقة له بهم على الإطلاق، ومع ذلك لا ينفذونه، وهذا هو خبثهم. إنهم أبالسة أحياء وينبغي لعنهم! في مثل هذه المسألة التي تمس عمل بيت الله والكثير من الناس الذين يؤدون واجباتهم، لا يأخذون العواقب في اعتبارهم على الإطلاق. لو كان لديهم مثقال ذرةٍ من النوايا الحسنة، فلم يكونوا ليحملوا أنفسهم على فعل ذلك. لماذا يتصرفون بهذه الطريقة؟ هذه خِسة وخبث. هل تفعلون مثل هذه الأشياء؟ إذا كنتم قادرين على فعل مثل هذه الأشياء، فأنتم لا تختلفون عن أضداد المسيح، وأنتم أيضًا أبالسةٌ أحياء. يجب ألا تفعلوا مثل هذه الأشياء! هناك أيضًا بعض أضداد المسيح الذين يرون أن هناك أشخاصًا أشرارًا في الكنيسة كثيرًا ما يزعجون عمل الكنيسة ويعيثون فسادًا في الكنيسة، لكنهم يتجاهلون الأمر. عندما يُطلب منهم التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص، فإنهم يعترضون ويتجنبون التعامل معهم. إنهم لا يأخذون مصالح الإخوة والأخوات في الاعتبار؛ وإنما يفكرون في عدم الإضرار بسمعتهم، وهذا كل شيء. إنهم يفكرون: "لقد عُيّنتُ قائدًا، لذلك يجب أن يكون لي القول الفصل. نفوذي وسلطتي مُطْلَقان. إذا طردت أي شخص تطلب مني طرده، فسيجعلني ذلك أظهرُ عاجزًا تمامًا. يجب أن أتأكد من أن الإخوة والأخوات يعرفون أن هؤلاء الناس تحت رعايتي وأنهم أتباعٌ لي". مَنْ الذي يُقاوِمونه؟ (الله). أليستْ مقاومة الله خبثًا؟ هذا خبث. هل تعرف أي نوع من الأشياء هو الإنسان؟ لقد منحك الله حياتك، وإذا كنت لا تعرف مثل هذا الشيء المهم، ألا يعني ذلك أنك غبيٌّ؟ يمكن لله أن ينهي حياتك في أي وقت، ومع ذلك لا تزال تضع نفسك بتهورٍ ضد الله – هذا شيء خبيث، وأنت إبليسٌ حي! لذلك، أحد الجوانب هو أنه يجب عليكم السعي إلى الحق وعدم اتباع طريق ضد المسيح؛ علاوةً على ذلك، يجب أن تعرفوا كيفية تمييز أضداد المسيح. إذا صادفت أحد أضداد المسيح، فعليك مراقبته من كثب، وإذا رأيته يوشك على فعل شيء سيء، فأوقفه على الفور، واتحد مع الإخوة والأخوات لكشفه وتشريحه ورفضه وطرده. سمعت مؤخرًا عن أن العديد من الإخوة والأخوات الشباب في إحدى الكنائس اجتمعوا للإطاحة بقائد كاذب. أقول إن هؤلاء الشباب قد أحرزوا تقدمًا، ولا يعيشون بالفلسفات الشيطانية، ويمكنهم ممارسة الحق والتصرف وفقًا للمبادئ، وهم أفضل بكثير من معظم الناس. معظم الناس لديهم فلسفات للتعاملات الدنيوية، ومسمومون للغاية من قِبَلِ الشيطان، ولم يتخلصوا بعد من تأثير الشيطان. تُظهر القدرة على إزالة قائد كاذب أن المرء يفهم بعض الحق ويمكنه حماية عمل بيت الله – وهذا أمر جيد. هذا يدل على أن المرء قد نضج في الحياة ويمكنه أداء واجبه بشكل جيد.
من خلال ما عقدنا الشركة عنه وكشفناه اليوم عن جوانب جوهر أضداد المسيح المتمثلة في الخبث والمكر والخداع، وكذلك جميع مظاهرهم المختلفة، نرى أن أضداد المسيح يعارضون الله بفطرتهم. يقول بعض الناس: "على الرغم من أن لديَّ شخصية ضدٍ للمسيح، فإنه ليس لديَّ جوهر طبيعة ضد المسيح، ولن أتطور أبدًا لأكون ضدًا للمسيح". ما رأيك في هذا الموقف؟ على الرغم من أنه ليس لديك جوهر ضد المسيح، فإن لديك مظاهر ضد المسيح واستعلاناته هذه، فأنت تعيش بحسب ما يعيش ضد المسيح بحسبه، ولديك شخصية ضد المسيح، وبالتالي فأنت عُرْضَةٌ لخطر اتباع مسار ضد المسيح. مع المكانة والنفوذ ورأس المال، تصبح المسألة مسألة لحظات فحسب قبل أن تصبح ضدًا للمسيح، وهذه حقيقة. ما مقصدي من قول هذا؟ أقول ذلك لأقرع جرس إنذار لكم وأخبركم بحقيقة: بمجرد أن يبدأ شخص ما في اتباع مسار أضداد المسيح، يصير ثمة احتمالان. الأول هو أن تكتشف ذلك في الوقت المناسب، وتغيِّر اتجاهك، وتتأمل في نفسك، وتتوب، وتصبح قادرًا على الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. هذا هو أفضل احتمال، وسيكون لديك أمل في نيل الخلاص. لكن إذا لم تتمكن من اتباع الطريق في السعي إلى الحق، فبمجرد ارتكابك الكثير من الشر ويتم توصيفك على أنك ضدٌ للمسيح، فإن العواقب مرعبة. هل تفهم؟ (نعم). جيدٌ أنك تفهم. ما الذي أعنيه بهذا؟ أعني أنه إذا كانت لديك مظاهر ضد المسيح، فلا يزال لديك مجال للمناورة وفرصة للتوبة، ولكن بمجرد أن تصبح ضدًا للمسيح، فأنت في خطر. لذلك، عندما تكتشف أن لديك مظاهر ضد المسيح، ينبغي لك تغيير المسار وطلب الحق وحل هذه المشكلة؛ لا تتعامل مع الأمر باستخفاف. خلاف ذلك، عندما تحصل على السلطة والفرص، سترتكب أعمالًا شريرة بتهور وتسبب عرقلةً وإزعاجًا لعمل الكنيسة. لن تتمكّن من تحمّل العواقب، ومن المرجّح أن يؤثّر ذلك في عاقبتك وغايتك.
لقد شَرَحْنَا اليوم بوضوح الفرق الجوهري بين الشخصية الشريرة لأضداد المسيح والشخصية الشريرة للناس العاديين. هل تفهمون الآن؟ يمتلك جميع البشر الفاسدين شخصية شريرة، وجميعهم لديهم إعلانات الشخصية الشريرة ومظاهرها. ومع ذلك، فإن الشخصية الشريرة للناس العاديين والشخصية الشريرة لأضداد المسيح تختلفان. على الرغم من أن الناس العاديين لديهم شخصية شريرة، فَهُم يتوقون في قلوبهم إلى الحق ويحبون الحق، وخلال عملية إيمانهم بالله وأداء واجباتهم، يتمكنون من قبول الحق. وعلى الرغم من أن الحق الذي يمكنهم تطبيقه محدود، لا يزال بإمكانهم ممارسة بعضه، وبالتالي يمكن أن تتطهر شخصياتهم الفاسدة تدريجيًا وتتغيَّر حقًا، وأخيرًا، يكونوا قادرين على الخضوع بشكل أساسي لله ونيل الخلاص. أما أضداد المسيح، من ناحية أخرى، فلا يحبون الحق على الإطلاق، ولا يقبلون الحق أبدًا، ولا يطبقونه أبدًا. ينبغي أن تحاولوا الملاحظة والتمييز وفقًا لما أقوله هنا؛ سواء كان المقصود قائدًا أو عاملًا في الكنيسة، أو أخًا أو أختًا عادييْن، عليكم النظر لمعرفة إن كان بإمكانهم تطبيق الحقائق في نطاق ما يمكنهم فهمه. على سبيل المثال، لنفترض أن شخصًا ما يفهم مبدأ من مبادئ الحق، ولكن عندما يحين الوقت لتطبيقه، فإنه لا يطبقه على الإطلاق، ويفعل ما يريد ويتصرف بشكل طائش - هذا شر، ومن الصعب تخليص مثل هذا الشخص. بعض الناس لا يفهمون الحق حقًا، لكنهم يريدون في قلوبهم أن يطلبوا ما ينبغي فعله بما يتوافق مع مقاصد الله ويتوافق مع الحق بالضبط. في أعماق قلوبهم، لا يرغبون في مخالفة الحق. وفقط لأنهم لا يفهمون الحق، فإنهم يتحدثون ويتصرفون بما يمثل انتهاكًا للمبادئ، ويرتكبون الأخطاء، بل يفعلون الأشياء التي تسبب العرقلة والإزعاج - ما طبيعة هذا؟ طبيعة هذا لا تتعلق بفعل الشر؛ هذا نتاج الحماقة والجهل. يفعلون هذه الأشياء كليًا لأنهم لا يفهمون الحق، ولأنهم غير قادرين على الوصول إلى مبادئ الحق، ولأنهم يعتقدون، وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم، أنه من الصواب القيام بهذه الأشياء، وبالتالي يتصرفون بهذه الطريقة، وبالتالي يصنفهم الله على أنهم حمقى وجاهلون، ويفتقرون إلى مستوى القدرات؛ ليس الأمر أنهم يفهمون الحق ويعارضونه عن قصد إذًا. أما بالنسبة إلى القادة والعاملين الذين يفعلون الأشياء دائمًا وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم والذين غالبًا ما يعطلون عمل بيت الله لأنهم لا يفهمون الحق، فيجب عليكم ممارسة تنفيذ الإشراف وفرض القيود، وممارسة عقد الشركة عن الحق كثيرًا لحل المشكلات. إذ كان أحدهم يفتقر إلى مستوى القدرات للغاية ولا يمكنه فهم مبادئ الحق، فقد حان الوقت لإعفائه كقائد كاذب. وإذا فهم الحق لكنه يتعمَّد مخالفة الحق، فيجب تهذيبه. وإذا ظلَّ غير قادرٍ على قبول الحق طوال الوقت ولم يُعَبِّر عن التوبة، فيجب التعامل معه كشخص شرير، وينبغي إخراجه. ومع ذلك، فإن طبيعة أضداد المسيح أكثر خطورة بكثير من طبيعة الأشرار أو القادة الكذبة، لأن أضداد المسيح يزعجون عمدًا عمل الكنيسة عن قصد؛ فإنهم حتى لو فهموا الحق، لا يمارسونه، ولا يستمعون إلى أحد، وإذا استمعوا، فإنهم لا يقبلون ما يسمعونه. وحتى إن بدا عليهم ظاهريًا أنهم يقبلونه، فإنهم يقاومونه في أعماق قلوبهم، وعندما يحين وقت التصرف، فإنهم يظلُّون يتصرفون وفقًا لتفضيلاتهم الخاصة من دون أي اعتبار لمصالح بيت الله على الإطلاق. عندما يكون ثمة أشخاصٌ آخرون في الأرجاء، فإنهم يقولون بعض الكلمات البشرية ويكون لديهم بعض شبه الإنسان، ولكن عندما يتصرفون من وراء ظهور الناس، تظهر طبيعتهم الشيطانية - هؤلاء هم أضداد المسيح. عندما يكتسب بعض الناس مكانةً، فإنهم يفعلون كل أنواع الشر ويصبحون أضدادًا للمسيح. بعض الناس ليست لديهم مكانة، ومع ذلك فإن جوهر طبيعتهم هو نفسه جوهر طبيعة أضداد المسيح - هل يمكنك أن تقول إنهم أناس صالحون؟ في اللحظة التي يكتسبون فيها مكانة، يفعلون كل أنواع الشر - إذًا هم أضدادٌ للمسيح.
هل وجد أيٌّ منكم أنه هو نفسه ضدٌ للمسيح مزدهرٌ، ويرى أنه بمجرد حصوله على المكانة يضمن بنسبة مائةٍ في المائة أنه سيصير ضدًا للمسيح؟ إذا كان الأمر كذلك، فعندما يختارك الآخرون لتكون قائدًا، يجب ألا تسمح لهم مطلقًا باختيارك ويجب أن تقول: "أنا أمتنع. من فضلكم لا تختاروني. فإذا اخترتموني، فسينتهي كل شيء بالنسبة إليَّ". هذا ما يسمى بالوعي الذاتي. عدم امتلاكك مكانةً هو حمايةٌ لك. بصفتك تابعًا عاديًا، فقد لا تتاح لك الفرصة أبدًا لفعل شر عظيم، وقد يكون احتمال معاقبتك صفرًا. لكن في اللحظة التي تكتسب فيها مكانة، فإن احتمال ارتكابك للشر هو مائة بالمائة، وكذلك احتمال معاقبتك، وحينها يكون كل شيءٍ قد انتهى بالنسبة إليك، وستكون قد دمرت تمامًا أي فرصة قد تكون لديك لنيل الخلاص. إذا كانت لديك طموحات ورغبات، فعليك أن تسرّع بالصلاة إلى الله، وأن تطلب الحقّ لعلاج المشكلة، وأن تعتمد على الله وتمارس ضبط النّفس، وألاّ ترسِّخ مكانتك، ومن ثمّ ستتمكّن من أداء واجبك بشكلٍ طبيعيّ. إذا كنت تركز دائمًا على الألقاب الرسمية وترتع في منصبك، ولا تولي اهتمامًا لأداء واجبك، فأنت محتال ويجب استبعادك. عندما تقبل واجبًا، لا تركز على المنصب؛ وإنما ينبغي لك أداء واجبك بشكلٍ جيدٍ فقط - فالتعامل مع الأمور بشكل جيد هو أكثر واقعية من أي شيء آخر. إذا كنت تستطيع أداء واجبك بشكل جيد، ألن تكون ترضي الله؟ وبقدر ما يهمكم، فهذه هي الطريقة الأخيرة التي يمكنكم من خلالها تجنب فعل الشر. هل هو أمرٌ جيدٌ أم سيئٌ أن أقيَّدكم دائمًا ولا أسمح لكم بكسب المكانة؟ (إنه أمر جيد). إذًا لماذا لا يزال بعض الناس يسعون جاهدين للتنافس على المكانة في الانتخابات؟ مثل هؤلاء الناس لديهم طموح أكبر من اللازم. ليس من الطبيعي أن يكون لدى الناس طموحٌ أكبر من اللازم - فهذا شرٌ منهم. هناك العديد من الأخوات الشابات، جميعهن في العشرينات من العمر، يرغبن في الحصول على منصب رسمي ويحببن المكانة كثيرًا، وإذا لم يُخْتَرنَ قائداتٍ، فإنهنَّ يعبسن وينقطعن عن الأكل. على الرغم من أنهن يبدون طفولياتٍ بعض الشيء من حيث تصميمهنَّ، إلا أن الأمور ستصبح خطيرة للغاية مع تقدمهنَّ في السن، وسيصبحن خبيرات، أليس كذلك؟ تسمع بعض النساء أنه فيما مضى أصبحت إحدى النساء إمبراطورة، فيشعرنَ بالحسد بشكل لا يصدق، ويتمنينَ لو كُنَّ هُنَّ تلك المرأة. إنهنَّ لا يُرِدْنَ أن يَكُنَّ عاديات، وفي إيمانهنَّ بالله لا يُرِدْنَ أن يَكُنَّ مجرد تابعاتٍ عاديات. قلوبهنَّ تتقد برغباتهنَّ باستمرارٍ، وبمجرَّد أن تأتيهنَّ الفرصة لإظهار أنفسهن، ينتهزْنَها. إنهنَّ لا يُرِدْنَ تتميم واجباتهن بطريقة حسنة السلوك، أو تتميم مسؤولياتهن، أو التفاني في السعي إلى الحق، أو الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. إنهنَّ لا يحببنَ السعي إلى الحق والقيام بواجباتهن بهذه الطريقة، ولا يُرِدْنَ أن يعشنَ مثل هذه الحياة البسيطة - هذا أمر مزعج لهن. هل فيكم مثل هذا؟ خذ على سبيل المثال امرأة تحب أن تتصرف بشكل غير أخلاقيِّ؛ فمهما بلغ حسن معاملة زوجها لها أو مقدار المال الذي لديه، لا يمكنه أبدًا الاحتفاظ بحبها. بعض النساء لديهن العديد من الأطفال ولا زلن يحاولن إغواء الرجال بتهور، ولا يمكن لأي رجل أن يراقبهن - هذا شرٌّ منهنَّ. من أين تأتي هذه الطاقة الشريرة؟ (إنها تأتي من داخل طبيعتهنَّ). ومن أين تأتي طبيعتهنَّ؟ لديهنَّ أرواح نجسة تعيش داخلهنَّ، وهم تجسُّدٌ لأرواحٍ نجسةٍ. على الرغم من أن الأمور في العالم الروحي معقَّدة، فمهما بلغت درجة تعقيدها، طالما فهم المرء الحق وكان قادرًا على أخذ هذه الأمور في الاعتبار بما يتوافق مع كلام الله، فيمكن حينها أن يكون لدى المرء تمييزٌ، وهو ما يُعْرَفُ بالاختراق المباشر للعالم الروحيّ. عندما تفهم الحق، يمكنك حينها رؤية الأشياء بذكاءٍ ودقة، ويصبح تفكيرك أيضًا متوقِّدًا وواضحًا، ويشرق قلبك. إذا كنت لا تفهم الحق، فسيكون قلبك مشوشًا دائمًا، ولن تعرف في قلبك أي شيء عما تفعله، وستكون مثل الأحمق، خائفًا من اتخاذ أي قرار أو القيام بأي فعل. ستخشى أن تكون متباهيًا بنفسك إذا فعلت المزيد، وستخشى ألا تتمم مسؤولياتك إذا لم تفعل المزيد؛ ستكون دائمًا في مثل هذه الحالة. هذا لأن لديك فهمًا ضئيلًا جدًا للحق. ما أول مظهر من مظاهر الشخص الذي لديه فهم ضئيل جدًا للحق؟ إنه يعيش حياة وضيعة وعديمة الفائدة. بعد أن تَلَاَعَبَ به أضداد المسيح وتنمَّروا عليه وتهكَّموا به، سيدرك يوم أن يفيق أنه كان يعمل مع أضداد المسيح، ويخدمهم ويعمل لصالحهم، ومع ذلك لا يزال يقول إن أضداد المسيح أحبوا الله وكانوا مخلصين له. الآن فقط يدرك أنه استخدم كل هذه الكلمات بشكل غير صحيح. أليس هكذا عديمَ الفائدة للغاية؟ (بلى). لماذا هو عديم الفائدة؟ هذا ناتج عن عدم فهمه للحق، وقد نال ما يستحقه! إذا كنت تفهم الحق، فيمكن أن يكون لديك تمييزٌ لأضداد المسيح وأن تراهم على حقيقتهم، ومن ثمَّ يمكنك كشفهم والإطاحة بهم. هل ستظل تتبعهم وتتركهم يُضِلُّونك؟ كلا بالطبع. علاوة على ذلك، فقد استمعتَ إلى العديد من الخطب، وقد سقاك بيت الله ورعاك لسنوات عديدة، لذلك إذا كنت لا تفهم أي حقٍّ، وإذا كنت لا تستطيع تمييز أضداد المسيح ولا تتمم حتى المسؤوليات التي ينبغي لك إتمامها، وينتهي بك الأمر إلى العمل مع أضداد المسيح وأن تصبح متواطئًا معهم، ألا يجعلك ذلك عديم الفائدة؟ أليس مثل هؤلاء الأشخاص مثيرين للشفقة؟ إذا كنت تتبع الله اسميًا ومع ذلك ضللك أضداد المسيح واستمالوك، وظللتَ تتبع مسار أضداد المسيح لعدة سنوات، وتريد العودة ولكن ليس لديك الشجاعة لمواجهة إخوانك وأخواتك، أليست هذه طريقة عديمة الفائدة للعيش؟ مهما بلغ مدى انزعاجك، فلا فائدة من ذلك. مَنْ المخطئ في أنك لا تفهم الحق؟ لا يمكنك لوم أي شخص غير نفسك.
لقد عقدنا شركة عما مجموعه سبعة مظاهر مختلفة لأضداد المسيح. بالنسبة إلى المظاهر التفصيلية التي تحدثنا عنها لكل مظهر، وبالنسبة إلى الجوهر الذي شَرَّحناه، وكذلك مختلف الظروف التي تحدثنا عنها، لم يُخْتَلَق أيٌّ من هذا من العدم، بل تستند إلى أسس متينة وإلى حقائق. ومع ذلك، هناك نقطة واحدة: إذا لم تتمكّنوا، بعد الاستماع إلى هذه الأشياء، من مجرد مطابقتها عندما تواجهون أشياء حقيقيّة، فما الذي يظهره هذا؟ بادئ ذي بدء، يُظهر أنكم تفتقرون إلى الفهم الروحي، وحتى إن كان لديكم بعض الفهم الروحي في بعض الأحيان، فلن يكون سوى نصف فهم، وليس فهمًا روحيًا كاملًا؛ ثانيًا: يُظهر أنكم لا تحبون الحق ولا تأخذون الحق على محمل الجد؛ ثالثًا: يُظهر أنكم تفتقرون للغاية إلى مستوى القدرات وتفتقرون تمامًا إلى القدرة على الفهم. لقد قلتُ الكثير بشأن كشف أضداد المسيح، لكنك لم تفهم أيًا من ذلك. قد تعتقد بأنّك تفهمه في ذلك الوقت، ولكنه في وقت لاحق يصبح غامضًا، وهذا يدلّ على أنّك لم تفهمه بعد. لماذا لا تفهم؟ هل لهذا أي علاقة بالاستيعاب؟ عندما شَرَحْتُ الأشياء بهذا المستوى وما زلت لم تفهمها، فهذا يعني أنك تفتقر للغاية إلى القدرة على الاستيعاب وأنك لا تمتلك حقًا أي قدرة على استيعاب الحق. هل ما أقوله دقيق؟ هكذا هو الحال. هناك بعض الأشخاص بينكم يستمعون إلى المواعظ منذ 10 أو 20 عامًا وما زلتم لا تفهمون الحق. كيف نفسر هذا؟ هناك احتمالان فقط: الأول هو أنه ليس لديك فهم روحي، وأنك تفتقر إلى مستوى القدرات، وغير قادر على فهم الحق؛ والآخر هو أنه على الرغم من أن لديك فهمًا روحيًا، فأنت لا تحب الحق ولا تهتم بالحق. إذا كان أحد هذين الاحتمالين ينطبق عليك، فأنت غير قادر على فهم الحق. إذا كان كلا الاحتمالين ينطبقان عليك، فقد فات أوان خلاصك، وهو أمر ميؤوس منه. إذا كنتم لا تزالون غير قادرين على إجراء مقارنة مناسبة مع أنفسكم بمجرد انتهائي من الشركة ولا تعرفون ما أعنيه، فماذا يقول ذلك عن قدرتكم على الاستيعاب؟ أليس هذا افتقارًا شديدًا؟ إن كنتم أكثر كسلًا، وتشتهون الراحة، ولم يكن لديكم حب للحق، وكان لديكم تفضيلات شخصية، وكانت الأمور الخارجية تشتت انتباهكم، فسيكون لهذه الكلمات تأثير أقل وأقل فيكم، وسيقل تأثيرها بشكل كبير - هكذا هو الحال. في الواقع، من السهل جدًا تمييز أضداد المسيح. أحد جوانب هذا هو توضيح الأساليب التي يستخدمونها لفعل الأشياء، بينما الجانب الآخر هو معرفة ماهية شخصيتهم، وماهية اتجاههم في الحياة وآرائهم في الوجود، وماهية مواقفهم تجاه الإخوة والأخوات، وتجاه الواجب، وتجاه مصالح بيت الله، وتجاه الله، وتجاه الحق، وتجاه الأشياء الإيجابية، وماهية مبادئ عملهم. ستتمكن من تصنيفهم بشكل أساسي باستخدام هذين الجانبيْن. هل ستظلّ ثمة حاجةٌ لمراقبتهم والتعرّف عليهم لفترةٍ أطول؟ كلا. لا ينخرط أضداد المسيح في الفسوق فحسب، ولا يضطهدون الناس فحسب، بل إن لديهم طبيعة شيطانية وقادرون على أي شيء. إذا كنت، بعد الاستماع إلى هذه المواعظ، غير قادر ببساطة على تمييز شخصية ضد المسيح، ولا يمكنك معرفة أن ما يكشف عنه هو شخصية ضد المسيح، فهل فهمتَ أيًا من هذه المواعظ؟ أنت تتذكر التعليم، لكن لا يمكنك مطابقته مع أي شيء، وعندما تواجه الحقائق يكون تعليمك ضعيفًا وغير فعال، وهذا يثبت أنك لم تفهمه. إذا فهمته في ذلك الوقت وقمت لاحقًا ببعض القراءة للصلاة، وإذا كنت تعقد الشركة عن هذه الأشياء كثيرًا مع الإخوة والأخوات، وتلاحظ هذه الحقائق وتتأملها، وكثيرًا ما تصلي أمام الله، فستكسب المزيد. لكن إذا كنت تشتهي الراحة في واجبك، وكنت متراخيًا، وليس لديك أي عبء، ولديك تفضيلات شخصية، ومتقلَّبَ الطباع، ولا تحب الحق حقًا، وتتبع الاتجاهات الدنيوية، وتنجذب إلى الأمور الخارجية، فلن تتمكن من أداء واجبك بشكل جيد. وفي نهاية المطاف، لن يكون لهذه الحقائق التي عقدنا الشركة عنها أي نتيجة لديك، وكل ما سيتبقى سيكون كلمات وتعاليم، وهذا سيعني أنك استمعت إليها جميعًا بلا جدوى. هل تستمعون إلى هذه الشركات مرة أخرى بعد ذلك؟ (نعم). كم مرة يمكنكم الاستماع إليها؟ هل لها تأثير مختلف في كل مرة تستمعون إليها؟ هل تتأملونها بعد ذلك؟ ما الانطباعات التي تتركها فيكم بعد تأملكم فيها؟ بالنسبة إليك، هل يمكن أن تصبح هذه المواعظ مبادئ ممارسةٍ ومعايير لك تميِّزُ بها الأشخاص والأشياء في حياتك؟ (يمكنني المقارنة بين بعض الشخصيات والمظاهر الواضحة لأضداد المسيح وبين نفسي، أي الأشياء التي أقولها وأفعلها والتي من الواضح أنها تهدف إلى إغواء قلوب الآخرين، وسأفكر في كلام الله الكاشف وأعرف أن طبيعة أفعالي هي إغواء قلوب الآخرين وأنني أريد تحقيق غرضٍ ما. ومع ذلك، لا أزال مُفْتَقِرًا تمامًا فيما يتعلق بتمييز الناس، ولا أقارن عن قصدٍ بين كلام الله وبين الناس من حولي). أخبرني، إذا كنت تريد أن ترى نفسك بوضوح، هل تستخدم مرآة أم بِرْكَةً من الماء الموحل؟ (مرآة). ما فائدة النظر في المرآة؟ يمكنك أن ترى نفسك بشكل أكثر وضوحًا. ومن ثَمَّ، فهي محدودية شديدة منك ألَّا تتمكَّن إلا من تمييز نفسك فقط؛ ويجب أن تتعلم أيضًا تمييز الآخرين. إن تمييز الآخرين لا يعني تصنيفهم عمدًا على أنهم أضدادٌ للمسيح، بل بالأحرى أن تكون لدى المرء مبادئ لقياس وتمييز خطاب مختلف أنواع الناس وأفعالهم. هذا مفيد للذات، وعند فعل ذلك يمكن للمرء أيضًا أن يعامل الناس بشكل صحيح وفقًا للمبادئ، وهو أمر مفيد لتحقيق التعاون المتناغم عند أداء المرء لواجبه مع الآخرين. ومع ذلك، فإن ما يمكن للمرء تحقيقه بالاعتماد على معرفته لنفسه فقط يكون نتائج محدودة فحسب. لا يمكنك التركيز على معرفة نفسك فقط عند السعي إلى الحق، بل يجب أن تركز أيضًا على تطبيق الحق لتحقيق تأثير الخضوع لله. بتركيزك على جانب واحد فحسب، لن تحقق أبدًا فهمًا كاملًا للحق أو تدخل في واقع الحق، ولن تنمو في الحياة. هذا يشبه إلى حد كبير فهم الكلمات والتعاليم فحسب، ولن تتمكن من معرفة الله. أولئك الذين يفهمون الحق حقًا يمكنهم أن يروا كل شيء على حقيقته؛ فهم لا يعرفون أنفسهم فحسب، بل يمكنهم أيضًا تمييز الآخرين، ويمكنهم رؤية جميع أنواع الأشخاص والأحداث والأشياء على حقيقتها. وبهذه الطريقة فقط يمكن للمرء أن يؤدي واجبه وفقًا للمستوى المطلوب وأن يستخدمه الله.
ما الفهم الأعمق والأحدث الذي توصلتم إليه فيما يتعلق بالشخصية الشريرة من خلال شركة اليوم عن مظاهر الشخصية الشريرة لأضداد المسيح؟ قدِّموا شركة عن هذا. (يا الله، أكثر ما أثارني اليوم هو قول الله أننا إذا تصرفنا مثل أضداد المسيح وتعمدنا إعاقة عمل بيت الله وإزعاجه، فإننا أبالسة أحياء. تحدث الله عن بعض الأشخاص الذين لا يطيقون أن يكون هناك أحدٌ أفضل منهم، وتأملت في نفسي وأدركت أن لدي روحًا تنافسية حادة للغاية، وعندما أرى أن شخصًا أؤدي واجباتي معه لديه نقاط قوة أكثر مني، أشعر بالضيق، وأريد دائمًا أن أتفوق عليه. أشعر بأن حالتي تشبه حالة الأبالسة الأحياء الذين كشفهم الله، وأرى أن طبيعة هذا الأمر أكثر خطورة مما تخيلت، وهذا يخيفني. لم أفهم هذا أبدًا بعمق، والآن بعد أن رأيت مدى شدة هذه الشخصية الفاسدة لديَّ، أشعر بالضيق الشديد). لقد أدركتَ الأمر الآن. إن شخصيات الناس الفاسدة ليست ببساطة الإعلانات اللحظية؛ فهناك سبب جذري لها وأشياء فيها تجعل من الصعب عليك التخلص منها، وهي تتحكم بك دائمًا، وتجعلك تكشف عن الكثير من الفساد، وتجعلك غير قادرٍ على التحكم بنفسك. لا يمكن للناس أن يفسِّروا بوضوح سبب كونهم هكذا، ولا يمكنهم التحكم في ذلك – فهذه شخصيات الناس. يُعد جانبًا من التقدُّم أن يكون الشخصٌ قادرًا على فهم هذا النوع من الشخصيات الفاسدة بوضوح. عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الشخصيات الفاسدة، إذا كان بإمكانك طلب الحق ورؤية جوهره على حقيقته، وإذا كان بإمكانك قبول دينونة الله وتجاربه وتنقيته، وإذا كان بإمكانك بذلك تحقيق حالة تمارس فيها الحق وتخضع حقًا لله، فإن هذه الشخصية الفاسدة يمكن أن تتغير – هكذا تبدأ في ممارسة الحق على أساس فهم الحق. من الصعب جدًا الآن على معظمكم ممارسة ضبط النفس عندما تكشفون عن شخصياتكم الفاسدة، وهذا يعني أنكم لم تبدؤوا بعد في ممارسة الحق؛ فالجزء الصغير الذي تقومون به في أداء واجبكم يعتمد في الغالب على المصلحة الشخصية والتفضيل وحتى على التسرع، وهذا ليس له علاقة كبيرة بالتغيير في الشخصية، أليس كذلك؟ (صحيح). ممتاز، شعرتَ بالإثارة. من أيضًا يرغب في التحدث؟ (بعد الاستماع إلى شركة الله اليوم، أشعر بإثارة كبيرة. كنت أعتقد أن الشر يعني التحدث بشكل مخادع للغاية، وعدم التحدث بصراحة والتصنُّع دائمًا وخداع الآخرين. لكن بعد الاستماع إلى الله اليوم يقدِّم تشريحًا لماهية الشخصية الشريرة، فأنا أعلم الآن أن الشر يعني مقاومة الحق والأشياء الإيجابية والتعارض معها، وأنه إذا تعارض شخص ما مع الحق والأشياء الإيجابية وقاومها، فهذه هي شخصيته الشريرة. كان لديَّ فهمٌ ضحلٌ للغاية للشخصية الشريرة، ولكن الآن بعد أن سمعت شركة الله، أصبح لديَّ فهم جديد. علاوة على ذلك، ما هزني كثيرًا هو قول الله أن فريق الإنتاج السينمائي الكندي سيُصَنَّفُ على أنه ضمن المجموعة "ب" لمدة عام. لقد صُدِمْتُ حقًا لسماع هذا، ومن خلال تعامل الله مع هذا الأمر، يمكنني أن أرى شخصية الله البارة. أرى أنه لم يكن هناك أحدٌ في هذا الفريق يمارس الحق، وهذا تسبب في عوائق هائلة لعمل بيت الله، وهذا يجعلني غاضبًا حقًا. كان الأشخاص في فريقنا في حالة مماثلة مؤخرًا، أي لا يتحمَّلون عبء أداء واجبنا. عندما أصبح عبء عملنا أخف من ذي قبل، لم نضع خططًا واضحة لواجبنا وتَرَاخَيْنَا في واجبنا، وكنا نمضي الأيام فحسب. من خلال الاستماع إلى شركة الله اليوم، أرى أنه إذا لم يمارس المرء الحق أو يسعى إلى التقدم في واجبه، وإذا لم يكن جادًا بشأن الحق، فإن الله سيزدري هذا النوع من المواقف تجاه أداء المرء لواجبه. وأدرك أيضًا أنه يجب علينا أن نعتزَّ بالوقت والفرصة لأداء واجبنا. إذا لم نكن نعتز بواجبنا، فعندما يتبدد الوقت الذي ينتظرنا فيه الله والفرص التي يمنحنا إياها الله، فسيتدفق غضب الله على الناس، وسيكون أوان الندم قد فات). يبدو أنكم بحاجة إلى أن توضعوا تحت بعض الضغط، أليس كذلك؟ (بلى). ممتاز. هذه مشكلة حقيقيّة، وعندما تجتمعون معًا، يجب أن تعقدوا الشركة عن كيفيّة حلّ هذه المشكلة. يجب عليكم عقد الشركة معًا على فترات منتظمة والتوصل إلى ملخص وإيجاد خطة جديدة. كل شخص لديه مهمة في هذه الحياة، بمن في ذلك أنا، وإذا لم يعش كل شخصٍ من أجل مهمته، فلا قيمة في عيشه هذه الحياة. إذا لم تكن هناك قيمة في عيشك الحياة، فإن حياتك بلا قيمة. لماذا أقول إنها بلا قيمة؟ لأنك حينها ستعيش الحياة كجثة سائرة؛ ولن تستحق أن تعيش. إذا كنت لا تتمم مسؤولياتك وتنجز مهمتك، فأنت لا تستحق أن تستمتع بكل ما يمنحك الله إياه. علام يدل هذا؟ إنه يدل على أن الله قادرٌ أن يأخذ كل شيء منك في أي لحظة. الله قادرٌ أن يعطي، والله قادرٌ أن يأخذ – هكذا هو الحال. في الواقع، كل شخص موجود هنا الآن لديه مهمة، كل ما في الأمر أن لكلِّ واحدٍ منكم مهمة مختلفة يؤديها. لدى غير المؤمنين أيضًا مهمة، ومهمتهم هي تعكير صفو هذا العالم والزجُّ بالمجتمع إلى الفوضى، بحيث يعيش الناس في ألمٍ أكثر فأكثر ويموتون وسط الكوارث. أما مهمتكم فهي التعاون مع عمل الله، ونشر إنجيل الله وعمله الجديد، وفي الوقت نفسه فهم الحق وتحقيق الخلاص – هذا هو الشيء الأكثر هناءً. لم يكن في تاريخ البشرية شيءٌ هانئ أو أوفر حظًا من هذا. لا شيء أهم من هذا؛ فهذا أعظم شيء في الحياة، وهو أعظم شيء في تاريخ البشرية. لكن إذا تخلصت من مهمتك واستغنيت عن واجبك ومسؤولياتك، فستكون حياتك بلا قيمة، ولن يكون للعيش أي معنى بالنسبة إليك. قد يكون أجلك لم يَحن بعد وستعيش بقية حياتك في هذه الدنيا، ومع ذلك لن يكون للعيش أي معنى أو قيمة بالنسبة إليك. افترض أن هناك شخصًا لم يسمع الحق أو طريق الله إطلاقًا، وأن شخصًا آخر كان يعرف ذات مرة ماهية خطة تدبير الله وفَهِمَ طريق الله، ولكن في النهاية لم يربح الحق أو الحياة، ثم أخبرني، مع أن الشخصين يعيشان في العالم، هل سيشعران بالشعور نفسه في أعماق قلبيهما؟ (كلا). غير المؤمنين لا يعرفون مهمتهم؛ فليس لديهم حِسُّ المهمة. أنت تعرف من أين أتت مهمتك، وتعرف أن الله هو الخالق، والسيِّدُ على كل شيء، وتعرف أن الناس جاءوا من الله وسيعودون إليه – مع علمك بكل هذا، هل لا يزال بإمكانك العيش بسلام في هذا العالم؟ ألا يزال بإمكانك أن تتخبط في الحياة على هواك؟ كلا، لا يمكنك. بما أن الله أعطاك هذه المهمة، فينبغي أن تتحمل مسؤولية نشر الإنجيل، وتقديم الشهادة لله للآخرين، وتتميم جميع المسؤوليات التي ينبغي للإنسان تتميمها، وتكريس الحق الذي تفهمه وشهادتك الاختبارية حتى يتمكن الجميع من الانتفاع، وحينها سيرضى الله. ما يستطيع الناس القيام به هو في الواقع هذه الأشياء فقط. طالما يمكنك أن تعاني قليلًا، وتدفع بعض الثمن، وتقلل انغماسك في سُبُل الراحة، فستتمكن من تحقيق هذه الأشياء. بهذه الطريقة، ستكون عاقبتك مختلفة عن عاقبة غير المؤمنين، وسيقيسك الله قياسًا مختلفًا – وهذا نادر جدًا! يمنحك الله هذه البركة، وإذا كنت لا تعرف كيف تعتز بها، فأنت متمرد بشكل فج. بما أنك اخترت هذا المسار للإيمان بالله، فلا تتردد حيالَه، بل هدّئْ قلبَكَ بعزيمةٍ وأدِّ واجبك بشكلٍ جيدٍ. لا تترك لنفسك مجالًا للندم. حتى لو لم تتمكن الآن من نَيْلِ قامة بطرس ولم تتمكن من أداء أعمال أيوب البارة، فاسعَ جاهدًا لأداء واجبك على نحوٍ يفي بالمعايير. ماذا يعني "أداء واجبك على نحوٍ يفي بالمعايير"؟ هذا يعني أداء واجبك وفقًا لمبادئ الحق وترتيبات عمل بيت الله، دون تَرَاخٍ، ودون مراوغة، ودون إضمار أي دوافع خفية أو كبح طاقتك، بل فعل كل ما في وسعك – حينئذٍ ستكون تؤدي واجبك على نحو يفي بالمعايير. لا يطلب الله الكثير من الناس، أليس كذلك؟ (صحيح). هل هذا سهل التحقيق؟ هذا شيء في نطاق استطاعة الإنسانية ويفترض أن تكون قادرًا على تحقيقه. هل هناك أي أسئلة أخرى؟ إذا لم تكن هناك أسئلة أخرى، فيمكننا إنهاء هذه الشركة هنا لهذا اليوم.
10 يوليو 2019