البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله (الجزء الأول)
ملحق: تشريح المشكلات التي تنشأ عند نسخ المواعظ
سمعت بعض الناس يشيرون إلى أن الناسخين حذفوا القصص من بداية المواعظ القليلة الأخيرة، وتركوا فقط المحتوى الرسمي للمواعظ التي تلت القصص. هل هذه هي الحالة حقًا؟ ما القصص التي فُصِلت عن المواعظ التي كانت تليها؟ (قصة داباو وشاوباو، وقصة دامينج وشياومينغ، ومناقشة حول رأس المال: "لا تشغل بالك بالأمر!") هذه القصص الثلاث فُصِلت عن محتوى الموعظة، ولكن لماذا؟ ما السبب وراء ذلك؟ يبدو أن الناسخين اعتقدوا أن القصص التي تسبق الموعظة لم تتناسب مع محتوى المواعظ التي تلتها، لذلك فصلوها. هل كان هذا مبَررًا؟ هذا ما فعله الناسخون بالضبط. لقد كانوا متغطرسين للغاية وبارين في أعين أنفسهم، حيث استخرجوا القصص ووضعوها في فصول منفصلة دون أي محتوى لموعظة. هل ترون أن نتيجة القيام بهذا كانت جيدة أم سيئة؟ إضافة إلى ذلك، هل ترون أن القصة المروية قبل الموعظة يجب أن تتناسب وتتوافق مع الموعظة التي تتبعها؟ هل هذا ضروري حقًا؟ (كلا). إذن لماذا أساء أولئك الذين ينسخون المواعظ فهم المهمة بهذه الطريقة؟ كيف كان لديهم مثل هذا الاعتقاد؟ ما المشكلة هنا؟ لقد فكروا في أنفسهم قائلين: "القصص التي رويتها لا تمت بصلة إلى الموضوع. سأقوم بتصنيفها لك، وعند توزيعها، لن أضع القصص والمواعظ معًا. المواعظ عبارة عن مواعظ؛ ليكن هناك ترابط منطقي بين الموعظة والموعظة التي تليها. ينبغي ألا يتداخل محتوى القصص السابقة للموعظة مع محتوى الموعظة. ينبغي أن أصنفها لك لأنك لا تفهم المشكلة أنت نفسك". هل هذه نية طيبة؟ من أين تنبع هذه النية الطيبة لديهم؟ هل تنبع من مفاهيم بشرية؟ (نعم). عندما أعظ، هل ينبغي علي النظر في كل شيء على هذا النحو الشامل؟ هل ينبغي أن تتوافق كل قصة أرويها مع المحتوى الذي يليها؟ (كلا). ليس هناك حاجة لذلك؛ هذا يسمى تنظيمًا، يسمى مفهومًا. ما الأخطاء التي ارتكبها الناسخون؟ (فعل الأشياء بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم). وماذا أيضًا؟ (التصرف بتهور وتعسف). إن طبيعة هذا النوع من السلوك هي بعض من التهور والتعسف؛ إنهم يفتقرون إلى قلوب تتقي الله. هذا القول معقول، لكنه لا يزال مختلفًا عن جوهر الأمر. عندما نسخوا المواعظ، ما نوع الموقف وما نوع وجهة النظر التي استخدموها للنظر في كل ما قاله الله؟ سواء كانت قصصًا أو مواعظ، بأي نوع من الموقف ومن أي زاوية نظروا إلى هذه الأشياء التي قيلت واستمعوا إليها؟ (من زاوية المعرفة والتعلم). هذا صحيح. إن النظر إلى القصص المروية ومحتوى المواعظ من منظور المعرفة يؤدي إلى هذه المشكلة. إنهم يعتقدون أنه عندما ألقي موعظة، بغض النظر عن القسم الذي أرغب في التحدث عنه، فإن المحتوى يجب أن يتبع تسلسلًا؛ كل جملة يجب أن تكون منطقية، وكل جملة يجب أن تتوافق مع مفاهيم الجميع، وكل قسم يجب أن يكون له هدف دقيق. إنهم يقيِّمون مواعظي وفقًا لهذا المفهوم. هل يُظهِر هذا افتقارًا إلى الفهم الروحي؟ (نعم). إن هذا افتقار إلى الفهم الروحي حقًا! إن استخدام المنطق والاستدلال لمعالجة ما تحدثت عنه من منظور المعرفة يعني ارتكاب خطأ جسيم. أنا أقدم شركة حول الحق، ولا أؤلف خطبًا؛ يجب أن يكون هذا الأمر واضحًا لك. أولئك منكم الذين استمعوا إلى المواعظ في الاجتماع، ثم استمعوا لاحقًا إلى هذه المواعظ التي نسخوها، هل لاحظتم أي نقاط أو أشياء مهمة قيلت آنذاك وحذفها الناسخون؟ هل حدث أي شيء من هذا القبيل؟ على سبيل المثال، ربما سمعتم مقطعًا في الاجتماع كان مؤثرًا ومفيدًا للغاية، لكن اكتشفتم بعد ذلك عند الاستماع إلى تسجيل الموعظة أن المقطع لم يكن موجودًا؛ لقد حُذِف. هل حدث هذا معكم؟ إذا لم تستمعوا بعناية، فربما لم تدركوا ذلك، لذا احرصوا على الاستماع بعناية في المستقبل. لقد استمعت إلى تسجيل ذات مرة، وحين بدأت للتو مناقشة المظاهر المختلفة لأضداد المسيح، وسردتها من واحد إلى خمسة عشر، كانوا قد حذفوا التوضيحات والتفسيرات التفصيلية من كل مظهر، وبدلًا من ذلك، سردوا المظهر الأول، والمظهر الثاني، والمظهر الثالث، وهكذا ببساطة. تم التحدث عن كل مظهر بسرعة كبيرة، واحدًا تلو الآخر، أسرع بكثير من معلم مدرسة يشرح درسًا. بالنسبة لمعظم الناس الذين لم يسمعوا هذه الموعظة من قبل، ولا يألفونها، فلن يكون لديهم أي مساحة للتأمل عند الاستماع إليها. إذا أرادوا الاستماع بعناية، فسوف يتعين عليهم دائمًا التوقف، والاستماع إلى جملة واحدة، ثم تدوين الملاحظات بسرعة، ثم التفكير في معنى هذه الجملة، ثم تشغيل الجملة التالية. وإلا فإن الإيقاع سيكون سريعًا جدًا، ولن يتمكنوا من مواكبته. كان هذا خطأً فادحًا ارتكبه أولئك الذين حرَّروا تسجيلات الموعظة. الموعظة عبارة عن دردشة ومناقشة. ما هو محتوى المواعظ؟ إنها تناقش حقائق مختلفة وحالات مختلفة للناس؛ وكلها تنطوي على الحق. إذن، هل هذه المحتويات التي تنطوي على الحق يسهل على الناس قبولها وفهمها، أم أنها تتطلب التفكير، والتأمل، والمعالجة العقلية قبل الاستجابة التدريجية؟ (إنها تتطلب التفكير، والتأمل، والمعالجة العقلية). بناءً على هذا الموقف إذن، ما نوع السرعة التي يجب أن يحافظ عليها الشخص الذي يلقي الموعظة؟ هل سينجح الأمر إذا تحدث بسرعة مدفع رشاش؟ (كلا). مثل المعلم الذي يشرح درسًا؟ (كلا). مثل شخص يلقي خطابًا؟ (كلا). لن ينجح ذلك على الإطلاق. أثناء الموعظة، يجب أن تكون هناك أسئلة وأجوبة، ومساحة للتأمل، ويجب إعطاء الناس الوقت للاستجابة؛ هذه الوتيرة مناسبة. لقد نسخوا المواعظ دون فهم هذا المبدأ؛ هل يُظهر هذا افتقارًا إلى الفهم الروحي؟ (نعم). إنهم يفتقرون بالفعل إلى الفهم الروحي. لقد فكروا قائلين: "هذه الأشياء التي تتحدث عنها، لقد سمعتها بالفعل. وبعد الاستماع إليها مرة واحدة، يمكنني تذكر فحواها، وأعرف ما تتحدث عنه. باستخدام خبرتي والمهارات الممتازة التي اكتسبتها من تحرير تسجيلات المواعظ بشكل متكرر، سأفعل ذلك بهذه الطريقة وأزيد السرعة". إن زيادة السرعة لم تبد مشكلة كبيرة في حد ذاتها؛ ولكن ماذا تفعل بنسخ الموعظة؟ إنها تحولها إلى مقال. وما إن تتحول إلى مقال، تفقد الشعور بالاستماع إليها بصورة شخصية؛ فهل يمكنها بعد ذلك أن تحقق التأثير نفسه؟ من المؤكد أن هناك فارقًا. هل هذا الفارق يجعلها أفضل أم أسوأ؟ (أسوأ). إنه يجعلها أسوأ. إن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي يتصرفون بمبادرة ذاتية، ويعتقدون أنهم بارعون. يعتقدون أنهم متعلمون، وذوو مهارات، وموهوبون، وأذكياء، لكن ينتهي بهم الأمر إلى فعل أشياء غير معقولة. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). لماذا أطرح عليكم أسئلة أحيانًا في مواعظي؟ يقول بعض الناس: "ربما تخشى أن يغلبنا النعاس". هل هذا هو السبب؟ لماذا أتحدث أحيانًا عن أمور أخرى، وأحيد عن الموضوع، وأناقش أشياء خفيفة ومبهجة؟ هذا لأجعلكم تسترخون، ولأمنحكم بعض المساحة للتأمل. كذلك يسمح لكم هذا بأن يكون لديكم فهم أشمل لجانب معين من الحق، بحيث لا تقصرون فهمكم على الكلمات، أو المعنى الحرفي، أو التعاليم، أو البنية النحوية؛ ينبغي ألا يقتصر فهمكم على هذه الأمور. لذلك أتحدث أحيانًا عن أشياء أخرى؛ أحيانًا ألقي النكات لتلطيف الأجواء، لكن في الواقع أفعل ذلك بشكل أساسي لتحقيق نتيجة معينة؛ يجب أن تفهموا هذا.
كما ترى، عندما يلقي قس ديني موعظة، فإنه يقف على المنبر، ولا يتحدث سوى عن تلك الموضوعات المملة التي ليس لها أدنى صلة بالحياة الفعلية للناس، أو حالاتهم العقلية، أو مشكلاتهم الحالية. كلها كلمات وتعاليم ميتة. إنه لا يقول شيئًا سوى بضع كلمات عذبة، ويصيح ببعض الشعارات الفارغة. هذا يجعل المستمعين يشعرون بالملل، ولا يكتسبون شيئًا منه. وفي نهاية المطاف، ينتج عن ذلك موقف يتحدث فيه القس من أعلى، ولا أحد في الأسفل ينتبه؛ لا يوجد أي تفاعل على الإطلاق. أليس القس يهدر أنفاسه؟ يلقي القساوسة عظاتهم بهذه الطريقة فقط من أجل كسب لقمة العيش، من أجل بقائهم؛ فهم لا يأخذون في الاعتبار احتياجات رعاياهم. أما بالنسبة لنا الآن، فإن إلقاءنا للمواعظ لا يتعلق بأداء مراسم دينية أو إكمال نوع ما من الواجب؛ بل يتعلق بتحقيق عدة نتائج. ولتحقيق النتائج، يجب مراعاة جميع الجوانب؛ يجب مراعاة احتياجات جميع أنواع الناس، ومفاهيمهم، وتصوراتهم، وحالاتهم، ووجهات نظرهم. ويجب أيضًا مراعاة مدى قبول الناس من كل طبقة اجتماعية للغة المستخدمة. فبعض الأشخاص المتعلمين المولعين باللغة الرسمية يحتاجون إلى سماع بعض الكلمات الأدبية التي تتسم بالقواعد النحوية والمنطقية إلى حد ما. إنهم قادرون على فهمها. وهناك أيضًا بعض الأشخاص العاديين، أولئك الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا من المجتمع، الذين لا يألفون مثل هذه اللغة الرسمية؛ فماذا علي أن أفعل إذن؟ علي أن أتحدث قليلًا باللهجة العامية. في الماضي، لم أكن أستخدم اللهجة العامية كثيرًا، ولكن مع مرور السنين تعلمت القليل منها، حتى أنني الآن أحيانًا ما أستخدم الأمثال المكونة من جزأين أو ألقي النكات. وبهذه الطريقة، بعد الاستماع، سيشعر الجميع أن كل ما أتحدث عنه سهل الفهم، وأنه يتعلق بهم بشكل أوثق أيًّا كانت طبقتهم الاجتماعية. ولكن إذا كان محتوى الموعظة كله باللهجة العامية، فلن يبدو عميقًا بما فيه الكفاية، لذلك يجب مزجه بشيء من اللغة الرسمية، مع التعبير عن المحتوى كله بلغة الحياة اليومية؛ عندها فقط سيفي بالمعايير الدنيا. وما إن يبدأ استخدام اللهجة العامية، بقول أشياء مثل "أقول فقط"، و"مثل"، و"أعني"، وما إلى ذلك، فإن تضمين الكثير من مثل هذه التعبيرات يمكن أن يؤثر على مدى التعبير عن الحق. لكن إذا كان المحتوى كله بلغة رسمية، وكلها تُقال بشكل منظم ورسمي، وتتبع الاستدلال والمنطق النحوي خطوة بخطوة، دون أدنى خطأ حتى، مثل قراءة مقال أو نص، كما لو كان كل شيء مكتوبًا من البداية إلى النهاية، كلمة بكلمة، مشتملًا حتى على علامات الترقيم، فهل تعتقدون أن هذا سيفلح؟ سيكون ذلك شاقًّا للغاية، وليس لدي الطاقة لذلك. هذا أحد الجوانب. أيضًا، سواء كانوا متعلمين أم غير متعلمين، فإن كل شخص يعرض جوانب مختلفة من إنسانيته، وهذه التعبيرات عن الإنسانية مرتبطة بالحياة الواقعية. والحياة الواقعية بدورها لا تنفصل عن لغة الحياة اليومية؛ إنها لا تنفصل عن بيئة معيشتك. وهذه البيئة المعيشية تزخر بهذا النوع من اللغة اليومية، مع بعضٍ من اللهجة العامية الممتزجة بها، إضافة إلى بعض المفردات البسيطة التي تتسم بشيء من الذائقة الأدبية. وهذا يكفي؛ إنه يتضمن ويغطي بشكل أساسي النطاق الكامل لموضع الاهتمام. والجميع سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، غير متعلمين أو يمتلكون بعض المعرفة، فإنهم بشكل أساسي يستطيعون استيعاب هذه اللغة، الجميع يمكنه فهمها؛ لن يشعروا بالملل، ولن يشعروا أنها بعيدة عنهم. هذا ما يجب أن يأخذه تقديم الشركة وإلقاء المواعظ في الاعتبار، مع مراعاة جميع جوانب احتياجات الناس. إذا كان من المفترض أن تحقق الموعظة نتيجة، فإنها يجب أن تراعي جميع هذه الجوانب: سرعة الكلام، واختيار الكلمات، وطريقة التعبير. وإضافة إلى ذلك، عند التعبير عن شيء ما وعقد شركة عن أحد جوانب الحق، فعند أي مرحلة يكون قد تم التعبير عنه بصورة كاملة؟ وعند أي مرحلة لا يكون قد تم التعبير بصورة كاملة بما يكفي؟ ما الجوانب التي يجب إضافتها؟ يجب أخذ كل هذه الأمور في الاعتبار. إذا لم تفكر حتى في هذه الجوانب، فإن قدرتك على التفكير ضعيفة للغاية. عندما يتصور الآخرون بُعدين، يجب أن تكون أنت قادرًا على التفكير في ثلاثة أبعاد. يجب أن ترى بشكل أكثر شمولًا وأكثر دقة من الآخرين، وأن تكون قادرًا على رؤية جميع أنواع المشكلات بوضوح، وأن تشعر أيضًا بمبادئ الحق المتضمنة. بهذه الطريقة، فإن جميع جوانب الشخصيات الفاسدة التي يمكن للناس أن يفكروا فيها، أو يعبروا عنها، أو يظهروها، وأيضًا الحالات المتضمنة، تُغَطى بشكل أساسي وسيفهمها الجميع. هل ينبغي على الناسخين أيضًا أن يمتلكوا مستويات القدرات وطرق التفكير هذه؟ إذا كانوا لا يمتلكونها، وكانوا بدلًا من ذلك يعتمدون دائمًا على المعرفة التي تعلموها لتلخيص المغزى الأساسي للموعظة، وفكرتها المركزية، والفكرة العامة لكل قسم، فسيكون الأمر أشبه بكيفية دراسة الطلاب الصينيين للنصوص الأدبية. يجعلهم المعلم أولًا يستعرضون النص بالكامل، ثم يقرؤونه بعناية. في الدرس الرسمي الأول، يتحدث المعلم عن الفكرة العامة للفقرة الأولى، ويطلعهم على المفردات الجديدة، ويناقش القواعد النحوية المتضمنة. وبعد دراسة جميع الأقسام، لا يزال يتعين عليك حفظها، وأخيرًا تكوين جمل مستخدمًا المفردات الجديدة، وفهم الفكرة المركزية للنص والغرض من كتابة المؤلف له. بهذه الطريقة، سيكون لديك فهم كامل لما كان النص يحاول التعبير عنه. لقد درس الجميع هذه الأشياء، والجميع يعرفونها، ولكن إذا طبَّقت هذه الأشياء على نسخ موعظة، فسيكون هذا أمرًا بدائيًا للغاية. أقول لك، إذا كنت تكتب مقالًا، يمكنك استخدام هذه الأشياء؛ فهي ليست إلا قواعد بديهية للكتابة. لكن إذا طبَّقت هذا التفكير، وهذه النظرية، وهذه الطريقة في نسخ موعظة، ألا يمكن أن تخطئ؟ بالتأكيد يمكن أن تخطئ. إنك لا تعرف لماذا أريد أن أروي هذه القصة، ولا تحاول فهم الحق الذي يفترض أن تفهمه من هذه القصة؛ وهذا خطأ. أيضًا هل تستطيع فهم الحق في كل من القصة ومحتوى الموعظة؟ إذا لم تتمكن من فهمه، فإنك إذن تفتقر إلى الفهم الروحي. فما المؤهلات التي قد يمتلكها شخص ليس لديه فهم روحي كي ينسخ المواعظ؟
لماذا أروي قصصًا برأيكم جميعًا؟ لا يعرف ناسخو المواعظ السبب وراء ذلك، لذا فهم يضيفون وجهات نظرهم الخاصة. إنهم يعتقدون أنني إذا أردت أن أسرد قصصًا، فإنها يجب أن تتناسب مع المحتوى الذي يأتي بعدها؛ إنهم لا يعرفون سبب سرد القصص. أنتم أيضًا لا تعرفون، هل تعرفون؟ بما أنكم لا تعرفون، سأخبركم بالسبب. منذ البداية وحتى الآن، ناقشت المظاهر المختلفة لأضداد المسيح حوالي عشر مرات، ولم أغط سوى نصفها. إذا انتهيت من الحديث عن هذا المحتوى بالكامل دفعة واحدة، فسيكون الموضوع مملًا للغاية، أليس كذلك؟ إذا تحدثت عن الأشياء مباشرة في كل مرة نبدأ فيها – أولًا أجعل الجميع يراجعون ما ناقشناه آخر مرة، ثم أبدأ في التحدث، بينما أنتم جميعًا تدونون الملاحظات على عجل، تكتبون وتكتبون، تجتهدون لإبقاء أجفانكم مفتوحة – وإذا طلبت بعد ذلك من الجميع تلخيص ما انتهيت منه توًا، بينما يفرك الجميع أعينهم، ويتصفحون المحتوى الذي قدمنا شركة حوله اليوم ويتلونه، وما إن يبدو أن الجميع قد تذكروه تقريبًا، حتى أقول: "هذا كل شيء اليوم، دعونا نختتم وسنواصل الحديث عنه في المرة القادمة"، عندها سيشعر الجميع بشيء من الضيق: "كل اجتماع يدور دائمًا حول هذه الأشياء، وهذا النمط نفسه؛ المحتوى طويل جدًا وممل". فضلًا عن ذلك، فإن عقد شركة حول الحق يجب أن يكون متعدد الأوجه، مع تقدم الناس في جميع جوانب الحق في وقت واحد. إنه مثل دخول الإنسان إلى الحياة: ينبغي على المرء أن ينمو من حيث معرفته الذاتية، وتغير الشخصية، ومعرفة الله، والوعي بحالاته المختلفة، وإنسانيته، وبصيرته، وجميع الجوانب الأخرى؛ يجب أن تتقدم كل هذه الجوانب في وقت واحد. إذا كنت أناقش خلال هذا الوقت فقط تمييز المظاهر المختلفة لأضداد المسيح، فقد ينحي الناس جوانب أخرى من الحق جانبًا، ويفكرون طوال اليوم قائلين: "من يبدو وكأنه أحد أضداد المسيح؟ هل أنا ضد للمسيح؟ كم منهم موجود حولي؟" إن فعل هذا سيؤثر على دخولهم إلى جوانب أخرى من الحق. لذلك أفكر كيف يمكن أن يشتمل محتوى الموعظة على حق آخر، حتى يتمكن الناس من فهم حق إضافي؛ أي عند مناقشة موضوع "كشف أضداد المسيح"، يستطيع الناس في معرض الكلام فهم بعض الجوانب الأخرى أيضًا. إن نتيجة مثل هذه الموعظة أفضل، أليس كذلك؟ (بلى). على سبيل المثال، عندما تأكل طعامًا أساسيًا، تأكل أحيانًا تفاحة معه. هذا يوفر تغذية إضافية، أليس كذلك؟ (بلى). أخبرني إذن، هل من الضروري أن أسرد قصصًا؟ (نعم). هذا مؤكد. إذا لم يكن ذلك ضروريًا، فلماذا أسرد هذه القصص؟ إن سرد القصص لمناقشة بعض الموضوعات الخفيفة والمبهجة يسمح للناس باكتساب وربح شيء ما في جوانب أخرى من الحق. هذا أمر جيد. وعندما أنتهي من مناقشة هذه الموضوعات الخفيفة، أعود إلى الموضوع الأساسي. إن ترتيب الأمر على هذا النحو مناسب. ماذا تأكل قبل الطبق الرئيسي؟ (أحد المقبلات). هذا أحد المقبلات. المقبلات عادة ما تكون لذيذة للغاية وفاتحة للشهية، أليس كذلك؟ لذا، عندما أسرد قصة، يمكنك اكتساب جانب من الحق من تلك القصة، مما يعمِّق معرفتك أو فهمك. كل هذا جيد. بالطبع أولئك الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي يسمعون قصصًا لكن لا يسمعون إلا الطبقة السطحية، فهم لا يرون الحق الذي يجب فهمه الموجود في داخلها. إنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي؛ لا يمكن فعل أي شيء حيال هذا. على سبيل المثال، عند الاستماع إلى "قصة داباو وشاوباو"، فإن بعض الناس لا يتذكرون إلا أن داباو كان سيئًا، وأن شاوباو كان أحمق. يتذكرون اسمي داباو وشاوباو، لكنهم لا يتذكرون الظروف التي كشف فيها الرجل في القصة عن شخصيته الفاسدة، أو نوع الشخصية التي كُشفت، أو فحوى هذه الشخصية، أو ما علاقتها بالحق. في أي مواقف قد تُظهر أنت نفسك هذا النوع من الشخصية؟ هل يمكن أن تقول مثل هذه الكلمات؟ إذا قلت: "لن أقول مثل هذه الكلمات"، فهذا إذن أمر مزعج، لأنه يثبت أنك لم تفهم الحق. بعض الناس يقولون: "قد أقول مثل هذه الكلمات عندما أواجه مواقف معينة، إنه نوع من الشخصية التي تظهر في حالة معينة". ما إن تعرف هذا، فلن تكون قد استمعت إلى هذه القصة عبثًا. بعد الاستماع إلى القصة، يقول بعض الناس: "أي نوع من الأشخاص هو داباو؟ إنه يتنمر ويخدع حتى طفلًا صغيرًا. إنه خسيس! لا يمكن أن أخدع الأطفال بهذه الطريقة". أليس هذا افتقارًا إلى الفهم الروحي؟ إنهم يتحدثون فقط عن الأمر نفسه، لكنهم لا يفهمون الحق داخل القصة والذي تُقدَّم الشركة حوله. لا يمكنهم ربط الموقف بأنفسهم؛ وهذا يدل على افتقارهم إلى الفهم الروحي، افتقار شديد إلى الفهم الروحي. يواجه ناسخو المواعظ هذه المشكلة. ما إن يتضمن شيء ما الحق، فإن بعض الناس يظهرون آراء عديمي الإيمان؛ وما إن يتم تضمين الحق، فإن بعض الناس يفتقرون إلى الفهم الروحي؛ وما إن يتم تضمين الحق، فإن بعض الناس يصبحون عرضة للتحريفات، وبعضهم يصبح عنيدًا، وبعضهم يصبح شريرًا، وبعضهم يصبح نافرًا من الحق. إذن ما الشخصية التي يمتلكها ناسخو المواعظ؟ على أقل تقدير، إنهم متغطرسون ومغرورون، يتصرفون وفقًا لمبادراتهم الذاتية، ولا يفهمون ولا يسعون إلى الفهم. إنهم حتى لم يسألوا عن الأمر؛ وإنما فصلوا القصص عن المحتوى الذي يليها فقط وبشكل مباشر. إنهم يفكرون قائلين: "لقد أعطيت لي هذه المواعظ كي أنسخها، لذلك لدي السلطة لاتخاذ هذا القرار. بقرار حاسم سريع، سأفصل القصص عن المواعظ. بهذه الطريقة فقط سأتعامل مع المواعظ التي أعطيتها لي. إذا لم يعجبك ذلك، فلا تستخدمني". أليست هذه غطرسة وغرور؟ إنهم لا يستطيعون استيعاب الحق، ولا يفهمون الحق. لا يعرفون ما واجبهم، أو ما ينبغي عليهم فعله، وما ينبغي عليهم ألا يفعلوه؛ إنهم لا يعرفون أيًّا من هذه الأشياء. لا يمكن للأشخاص الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي إلا أن يفعلوا أشياء غير معقولة، أشياء غير إنسانية ومخجلة. إنهم أيضًا لا يفعلون إلا أشياء تخالف مبادئ الحق، معتقدين أنهم بارعون، ويفتقرون إلى الخضوع. لقد أُعطيت لهم تسجيلات مواعظي لنسخها، وأيًّا كانت الآراء أو الأفكار التي كانت لديهم حول كيفية التعامل معها، فإنهم لم يسألوني. أليست هذه المشكلة خطيرة جدًا؟ (بلى). خطيرة إلى أي درجة؟ (إن لها طبيعة تنطوي على التلاعب بكلمات الله). إنها تنطوي على شيء من هذه الطبيعة.
إنني أسرد قصة، وأناقش جانبًا معينًا من الحق، ثم ألقي عظات حول جوانب أخرى بعد ذلك. هل أفكر فيما إذا كان هذان الأمران متوافقين؟ يجب أن أفكر في هذا الأمر أولًا، ولكن لماذا لم أصر على أن هذين الجانبين يجب أن يتوافقا؟ هل أنا واعٍ لذلك؟ (نعم). إذن لماذا أصبحت هذه مشكلة بالنسبة لناسخي الموعظة؟ إنني أعلم أن القصة التي أرويها ليس لها صلة بالموعظة التي تليها. هل هم واعون لذلك؟ إنهم لا يعون ذلك. إنهم لم يفكروا حتى في هذا الأمر بعناية. ويفكرون قائلين: "أنت موجَّه من قِبل الروح القدس؛ طالما أن الأمر يبدو مثل الحق، فهذا جيد. لقد رويتَ قصة في ذلك اليوم، ثم ناقشت بعد ذلك محتوى محددًا. ما العلاقة بين القصة والمحتوى؟ لماذا تتحدث بهذه الطريقة؟ ما الفائدة التي يمكن أن تأتي من ذلك بعد الانتهاء من الحديث؟ إنك لا تعرف أيًا من هذه الأمور. هذا لن يفلح!" أولًا، ما سأتحدث عنه، وكيف أتحدث، والمحتوى المحدد الذي أتناوله؛ أخبروني، هل أكون في حالة من الرصانة أثناء اتخاذ قرارات بشأن هذه الأمور؟ (نعم). أكون بالفعل في حالة رصانة، وبالتأكيد لستُ في حالة مشوشة؛ ذهني لديه سلسلة أفكار واضحة. إذا كان شخص ما يفتقر إلى الفهم الروحي، ولا يعرف كيف يطلب الحق، ويحلل الأشياء ويصنفها بشكل أعمى، معتقدًا أن الأمر جيد جدًا، أفلا يكون فريسيًا تقليديًا؟ إنه يحب فقط سماع النظريات الكبرى الفارغة، ولا يحب سماع المواعظ الحقيقية والعملية. والنتيجة هي أنه لا يفهم حتى أكثر الحقائق سطحية. هذا يدل على افتقار خطير إلى الفهم الروحي! وبدون قلب يتقي الله، سيكون الناس متغطرسين وبارِّين في أعين أنفسهم، وتنمو لديهم جرأة شديدة؛ سيجرؤون على دينونة أي مسألة، معتقدين أنهم يفهمون كل شيء. هكذا هم بالضبط البشر الفاسدون؛ هذه هي شخصيتهم. هل الجرأة والتصرف بتهور شيء جيد أم سيء؟ (شيء سيئ). في الواقع، لا يهم أن يكون المرء جريئًا أو خجولًا؛ ما يهم هو ما إذا كان هناك أي تقوى لله في قلبه. لاحقًا، عندما تستمعون إلى تسجيل للموعظة، احرصوا على تمييز ما إذا كان قد حُذِف أي أشياء رئيسية من النسخة أم لا. هؤلاء البؤساء الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي، يمكن أن تتسبب الأشياء التي يفعلونها أحيانًا عن غير قصد في حدوث اضطرابات وأضرار. يقولون إنها ليست متعمدة؛ إذا لم تكن متعمدة، فهل يعني ذلك أن شخصيتهم ليست شخصية فاسدة؟ إنها لا تزال شخصية فاسدة. هذا كل ما يتعلق بهذا الموضوع الآن.
ملحق:
أحلام شياو غانغ
اليوم سأبدأ مرة أخرى برواية قصة. هل أنتم مهتمون بالاستماع إلى القصص؟ هل يمكنكم الاستفادة من القصص؟ تحدث أشياء في القصص، وهذه الأشياء تحتوي على حقائق. إن الناس في القصص لهم بعض الحالات، وبعض الاستعلانات، وبعض النوايا والشخصيات الفاسدة. في الواقع، هذه الأشياء موجودة في كل شخص، وهي مرتبطة بكل شخص. إذا فهمت هذه الأشياء وكنت قادرًا على التعرف عليها في القصص، فهذا يثبت أن لديك فهمًا روحيًا. يقول بعض الناس: "أنت تقول إنني أمتلك فهمًا روحيًا؛ فهل يعني هذا أنني شخص يحب الحق؟" ليس بالضرورة؛ إنهما شيئان مختلفان. بعض الناس لديهم فهم روحي لكنهم لا يحبون الحق. إنهم يفهمون فقط ولا شيء أكثر، وهم لا يقيسون أنفسهم مقابل الحق أو يمارسونه. بعض الناس لديهم فهم روحي، وبعد الاستماع إلى القصص، يكتشفون أن لديهم المشاكل نفسها ويفكرون في كيفية الدخول وكيفية التغير في المستقبل؛ لقد حقق هؤلاء الأشخاص النتائج المرجوة. لذا، سأواصل اليوم رواية القصة. الموضوع خفيف وسيكون الجميع على استعداد للاستماع إليه. كنت أفكر في اليومين الماضيين في القصة التي يمكن لأغلب الناس الاستفادة منها واكتساب التنوير بعد الاستماع إليها، ويمكنها بالإضافة إلى ذلك أن تطبع فيهم بعمق أحد جوانب الحق، فضلًا عن تمكينهم من ربطها بالواقع، والاستفادة منها من خلال الدخول في جانب من الحق أو تصحيح نوع من الانحراف. نسيت أن أعطي اسمًا لآخر قصة رويتها، لذلك اليوم سنعطي تلك القصة اسمًا. ما هو الاسم الذي تعتقدون أنه ينبغي أن نطلقه عليها؟ (الهدايا الخاصة). لندع كلمة "خاصة" جانبًا؛ ودعونا نسميها "الهدايا". تبدو كلمة "خاصة" غريبة بعض الشيء هنا، وسيركز الناس انتباههم عليها. "الهدايا" لها معنى مبطن بدرجة أكبر. إذن، ما القصة التي سأرويها اليوم؟ تسمى قصة اليوم "أحلام شياو غانغ". "شياو" تعني "صغير"، كما تعلمون جميعًا، وماذا عن معنى "غانغ"؟ ("منصب"). هذا صحيح. عند سماع هذا الاسم، ينبغي أن تعرفوا محتوى القصة؛ ينبغي أن تكونوا قريبين من تخمين المحتوى. والآن سأبدأ في رواية القصة.
شياو غانغ شاب متحمس ودؤوب ومجتهد، وهو ذكي إلى حد كبير. إنه يحب الدراسة، لذا فهو يتعلم القليل عن بعض تقنيات الكمبيوتر الشائعة جدًا في يومنا هذا، وفي بيت الله، تم تكليفه بشكل طبيعي بأداء واجبه في واحد من فرق الفيديو. عندما انضم لأول مرة إلى فريق الفيديو، كان شياو غانغ سعيدًا وفخورًا للغاية. ونظرًا لأنه شاب ويتقن بعض التقنيات، فهو يعتقد أن عمل الفيديو هو تخصصه وهوايته أيضًا، وأنه يستطيع الاستفادة من خبرته من خلال أداء واجبه هناك، وأيضًا التقدم في هذا المجال من خلال عملية الدراسة المستمرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يلتقيهم هنا هم أيضًا من الشباب، وهو يحب الأجواء هنا كثيرًا ويستمتع بهذا الواجب. لذلك، ينشغل كل يوم بالعمل والدراسة بجدية. وبهذه الطريقة يستيقظ شياو غانغ مبكرًا كل يوم لبدء العمل، وأحيانًا لا يستريح حتى وقت متأخر من الليل. يدفع شياو غانغ أثمانًا متعددة من أجل واجبه ويعاني من بعض الصعوبات، وبطبيعة الحال فإنه يتعلم أيضًا قدرًا لا بأس به من المعرفة المهنية ذات الصلة؛ وهو يشعر بأن كل يوم يعيشه كان مثمرًا للغاية. أيضًا، يعقد شياو غانغ شركة ويحضر الاجتماعات مع إخوته وأخواته بشكل متكرر، ويشعر أنه بعد مجيئه إلى هنا حقق تقدمًا أكبر مقارنة بما كان عليه عندما كان يؤمن بالله في بلدة مسقط رأسه، كما يشعر أنه صار أكثر نضجًا ويمكنه القيام ببعض الأعمال. كذلك يشعر بالسعادة والرضا. عندما درس تكنولوجيا الكمبيوتر في الأصل، كان يأمل أن يعمل في مجال أجهزة الكمبيوتر يومًا ما، والآن تحققت رغبته أخيرًا، لذلك فهو يُقدِّر حقًا هذه الفرصة. تمر فترة من الزمن، ولم يتغير عمل شياو غانغ ومنصبه. إنه يتمسك بوظيفته ويتحمل هذه المسؤولية والواجب، ويبدو أنه أكثر نضجًا من ذي قبل. لقد أحرز أيضًا تقدمًا في دخول الحياة، فهو كثيرًا ما يعقد شركة ويقرأ مصليًا كلام الله مع إخوته وأخواته في الاجتماعات، وأصبح اهتمامه بالإيمان بالله أقوى وأقوى. يمكن القول أيضًا إن إيمان شياو غانغ يتزايد شيئًا فشيئًا. لذا، صار لديه حلم جديد: "سيكون رائعًا إذا تمكنت من أن أصبح شخصًا أكثر فائدة في أثناء القيام بأعمال الكمبيوتر!"
يمر الوقت بهذه الطريقة، يومًا بعد يوم، ويستمر شياو غانغ في أداء الواجب نفسه. وفي إحدى المرات، يصادف أنه يشاهد فيلمًا، وبعد ذلك يكون له تأثير عميق عليه. لماذا؟ في الفيلم، يوجد شاب في عمر شياو غانغ نفسه، وهو معجب بأداء هذا الشاب، وتمثيله، وكلامه، وتصرفاته في الفيلم، كما أنه أصبح يشعر بالغيرة منه بعض الشيء. بعد مشاهدة الفيلم، يتخيل أحيانًا: "سيكون من الرائع أن أكون ذلك الشاب في الفيلم. كل يوم، أقضي وقتي أمام الكمبيوتر وأقوم بصنع وتحميل جميع أنواع مقاطع الفيديو، وبغض النظر عن مدى انشغالي أو تعبي، أو مدى جهدي في العمل، فأنا لا أزال مجرد عامل خلف الكواليس. كيف يمكن لأي شخص أن يعرف مدى صعوبة عملنا؟ إذا استطعت الظهور على الشاشة الكبيرة في يوم من الأيام مثل ذلك الشاب في الفيلم، وتمكن المزيد من الناس من رؤيتي ومعرفتي، فسيكون ذلك رائعًا!" يشاهد شياو غانغ هذا الفيلم مرارًا وتكرارًا، بالإضافة إلى جميع اللقطات المختلفة التي يظهر فيها ذلك الشاب. وكلما شاهد الفيلم أكثر، غبط الشاب أكثر، وزاد اشتياق قلبه إلى أن يصبح ممثلًا. وهكذا، وُلد حلم شياو غانغ الجديد. ما هو حلمه الجديد؟ "أريد أن أدرس التمثيل، وأن أسعى جاهدًا لأن أصبح ممثلًا يفي بالمعايير، وأن أظهر على الشاشة الكبيرة، وأن أتمتع بهيبة ذلك الشاب نفسه، وأن أجعل المزيد من الناس يغبطونني ويتمنون أن يكونوا مثلي". منذ ذلك الحين، بدأ شياو غانغ العمل نحو تحقيق حلمه. وفي وقت فراغه، كان شياو غانغ يتصفح الإنترنت ويطلع على كل أنواع المواد المتعلقة بالتمثيل. وكذلك يشاهد جميع أنواع الأفلام والبرامج التلفزيونية، ويشاهد ويتعلم في الوقت نفسه، بينما يحلم بأن تتاح له الفرصة أن يصبح ممثلًا. لا تزال الأيام تمر يومًا تلو الآخر بهذه الطريقة؛ يدرس شياو غانغ مهنة التمثيل بينما يتمسك بمنصب أيضًا. وأخيرًا، بفضل مثابرته واجتهاده، تمكّن شياو غانغ من إتقان بعض أساسيات التمثيل. لقد تعلم كيفية التقليد، وتعلم كيفية التحدث والأداء أمام الآخرين، ولم يعد يعاني من أدنى قدر من الخوف من المسرح. وفي النهاية، نال فرصة بفضل طلباته المتكررة: هناك فيلم يحتاج إلى شاب ليقوم بالدور الرئيسي. ومن خلال الاختبار، أدرك المخرج أن مظهره، ورونقه، ومهاراته التمثيلية الأساسية مقبولة وتفي بالمعايير. إذا تلقى المزيد من التدريب، فسوف يكون قادرًا على القيام بذلك. وعند سماع هذا الخبر، يشعر شياو غانغ بسعادة غامرة، ويفكر قائلًا لنفسه: "يمكنني أخيرًا الانتقال من وراء الكواليس إلى الظهور أمام الشاشة؛ حلم آخر لي على وشك أن يتحقق!" وهكذا يُنقل شياو غانغ إلى واحد من فرق إنتاج الأفلام لأداء واجبه.
بعد انتقال شياو غانغ إلى فريق إنتاج الأفلام، تجلب له بيئة العمل الجديدة النضارة والحيوية. يشعر أن كل يوم يمر بسعادة، وأنه ليس كئيبًا، ومملًا، ومقيدًا كما كان من قبل، لأنه يعيش ويعمل هناك، والعديد من الأشياء التي يتعامل معها كل يوم مختلفة تمامًا عن عمله على الكمبيوتر، فهو يعيش في مجال عمل آخر، وفي عالم آخر. وبهذه الطريقة، انخرط شياو غانغ في عمل إنتاج الأفلام. ينشغل كل يوم بالتمثيل وحفظ حواره، والاستماع إلى تعليمات المخرج، والاستماع إلى إخوته وأخواته وهم يحللون الحبكة الدرامية. بالنسبة إلى شياو غانغ، الجزء الأصعب هو الدخول في الشخصية، لذلك فهو يحفظ حواراته مرارًا وتكرارًا ويظل يفكر في شخصيته الخاصة، وكيف يجب أن يتحدث ويتصرف، وكيف يجب أن يمشي ويقف، وحتى كيف يجب أن يجلس، عليه أن يعيد تعلم كل هذه الأشياء. وبعد الاستمرار في هذا العمل المعقد والمتنوع لفترة من الزمن، يدرك شياو غانغ أخيرًا مدى صعوبة كون المرء ممثلًا. كل يوم عليه أن يحفظ الحوارات نفسها. في بعض الأحيان، يمكنه تلاوته بشكل مثالي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأداء الفعلي، فإنه يرتكب الأخطاء دائمًا ويجب عليه إعادة المشهد. كذلك يتعرض في كثير من الأحيان لتوبيخ من المخرج لأن أحد أفعاله أو العبارات التي يجب عليه قولها ليست على المستوى المطلوب. وإذا لم ينجح في عدة عروض متتالية، فسيتم تهذيبه، وسوف يفقد ماء وجهه، ويعاني، بل وسيجذب إليه النظرات الغريبة والمضايقات. في مواجهة كل هذا، يشعر شياو غانغ بالإحباط بعض الشيء: "لو كنت أعرف أن كوني ممثلًا على الشاشة الكبيرة سيكون بهذه الصعوبة، لما جئت إلى هنا، لكنني الآن في ورطة. أنا هنا بالفعل، لذلك سيكون من غير المعقول أن أستسلم قبل انتهاء التصوير، ولن تكون هناك طريقة لي لتفسير ذلك. كان هذا حلمي، يجب أن أجعله حقيقة، ولكن كم سيستغرق هذا من الوقت؟ هل يمكنني الاستمرار؟" يبدأ شياو غانغ في الارتباك. وفي الأيام التالية، يكافح شياو غانغ للتعامل مع عمله وحياته اليومية. كل يوم يصبح أكثر صعوبة من اليوم السابق، لكن لا يزال يتعين عليه أن يتحمل ويجبر نفسه على المضي قدمًا. وكما يمكن للمرء أن يتخيل، فمن المؤكد أن شياو غانغ سيواجه مشاكل في جوانب مختلفة في المستقبل. بدأ يقوم بالعمل الموكل إليه على مضض شديد. وعندما يخبره المخرج بما يجب عليه فعله، يستمع وهذا كل ما في الأمر. وبعد ذلك، يحاول جاهدًا تحقيق ما يستطيع، ولكن إذا لم يتمكن من القيام بشيء ما، فإنه لا يتعامل مع الأمر بجدية. ما الوضع الذي وصل إليه شياو غانغ في هذه اللحظة؟ كل يوم يمر عليه على مضض، وبصورة سلبية للغاية، وبلا فعالية، ومن دون أن يقبل في قلبه على الإطلاق التوجيه والمساعدة الصادقة من المخرج أو إخوته وأخواته. إنه يعتقد أن: "هذا ما أنا عليه، ولا يوجد مجال للتحسين. أنتم تدفعونني إلى ما هو أبعد من قدراتي. إذا كان بوسعنا تصوير الفيلم، فلنفعل ذلك؛ وإذا لم نستطع، فلننس الأمر. سأعود إلى فريق الفيديو للقيام بواجبي". يفكر في مدى روعة العمل في فريق الفيديو، حيث يجلس أمام الكمبيوتر كل يوم. كان هذا الأمر مريحًا وسهلًا للغاية؛ كما أنه كان يشعر بسعادة بالغة! كانت حياته كلها وعالمه كله يتمحور حول ضغط أزرار لوحة المفاتيح، وكان بإمكانه الحصول على كل ما يريده فقط من خلال تفعيل تأثير خاص. هذا العالم الافتراضي جذاب للغاية في نظر شياو غانغ. في هذه اللحظة، يفتقد شياو غانغ ماضيه ويفتقد أكثر الوقت الذي قضاه في أداء واجبه في فريق الفيديو. تمر الأيام بهذه الطريقة، ثم في إحدى الليالي، لا يستطيع شياو غانغ النوم. لماذا لا يستطيع النوم؟ إنه يفكر في نفسه: "هل أنا مؤهل لأكون ممثلًا؟ إذا لم أكن مناسبًا لذلك، فيجب أن أعود إلى فريق الفيديو على الفور. واجب فريق الفيديو مريح وسهل؛ أجلس أمام الكمبيوتر وينتهي نصف اليوم، ولا يتعين علي طهي طعامي الخاص. هذا الواجب ليس شاقًا، كل شيء ممكن بلمسة من لوحة المفاتيح الخاصة بي، هناك فقط ما لا يمكن تخيله، ولا شيء مستحيل. أما في الوقت الحاضر، كوني ممثلًا، يتعين عليّ أن أتعلم حواراتي كل يوم وأتلوها مرارًا وتكرارًا. ومع ذلك، لا يزال أدائي غير مقبول، وغالبًا ما يوبخني المخرج، وغالبًا ما ينتقدني إخوتي وأخواتي. القيام بهذا الواجب شاق للغاية، من الأفضل بكثير العمل في فريق الفيديو!" وكلما فكر في الأمر أكثر، افتقده أكثر. يتقلب في فراشه في منتصف الليل، غير قادر على النوم، ولا يستطيع النوم إلا في النصف الثاني من الليل عندما يكون متعبًا للغاية بحيث لا يستطيع البقاء مستيقظًا. وعندما يفتح شياو غانغ عينيه في الصباح الباكر، تكون أول فكرة تراوده هي: "في النهاية، هل يجب أن أغادر أم لا؟ هل يجب أن أعود إلى فريق الفيديو؟ إذا بقيت هنا، لا أعلم ما إذا كان الفيلم سيرتقي إلى مستوى الجودة المطلوب بعد الانتهاء من التصوير أم لا، ومن يدري كم المشقة التي سأضطر إلى تحملها في هذه الأثناء. كل ما في الأمر أنني لست مؤهلًا لأكون ممثلًا! في ذلك الوقت، كان الأمر نتيجة اندفاع لحظي ونزوة دفعتني للاعتقاد أنني أردت أن أصبح ممثلًا، لقد كنت مشوشًا حقًا! كما ترى، لقد قمت بخطوة خاطئة والآن أصبحت الأمور صعبة للغاية، ولا يوجد أحد يمكنني التحدث معه عن هذه المشقة التي أواجهها. بناءً على وضعي الحالي، يبدو أنه لن يكون من السهل بالنسبة لي أن أصبح ممثلًا جيدًا، لذلك يجب أن أستسلم في أقرب وقت ممكن. سأخبر المخرج على الفور أنني سأعود، حتى لا أكون سببًا في تأخيرهم". ثم يستجمع شياو غانغ شجاعته ليقول هذا للمخرج: "انظر، أنا لست مؤهلًا لأكون ممثلًا، لكنكم اخترتموني، فلماذا لا تسمحون لي بالعودة إلى فريق الفيديو؟" فيقول المخرج: "مستحيل، لقد صورنا بالفعل نصف هذا الفيلم. إذا قمنا بتغيير الممثلين، فهذا سيؤخر عملنا، أليس كذلك؟" ويصر شياو غانغ قائلًا: "وماذا في ذلك؟ استبدلني بمن تريد، ليس لي علاقة بذلك. بغض النظر عن أي شيء، عليك أن تدعني أذهب. إذا لم تتركني أذهب، فلن أبذل أي جهد في التمثيل!" يرى المخرج أن شياو غانغ يصرّ على المغادرة وأنهم لن يتمكنوا من الانتهاء من تصوير الفيلم، لذلك يسمح له بالمغادرة.
يعود شياو غانغ أخيرًا إلى فريق الفيديو بعد تركه فريق إنتاج الأفلام. إنه يعود إلى مكان عمله السابق الذي يعرفه جيدًا. يلمس كرسيه وحاسوبه، ويبدو له أنهما مألوفان. إنه يفضل هذا المكان. يذهب ويجلس؛ متحسسًا كرسيه الناعم وينظر إلى جهاز الكمبيوتر الجاهز للعمل. يقول: "إنشاء مقاطع الفيديو عمل أفضل، وهذا الواجب ليس متعبًا. العمل وراء الكواليس له مزاياه، لا أحد يعرف ما إذا كنت ترتكب خطأ أم لا، ولا أحد ينتقدك، أنت فقط تصحح الخطأ على الفور وينتهي الأمر". اكتشف شياو غانغ أخيرًا مزايا كونه عاملًا خلف الكواليس. ما هي حالته المزاجية في هذه اللحظة؟ يشعر بالارتياح والسعادة بشكل لا يصدق، يفكر: "لقد اتخذت القرار الصحيح. أعطاني الله فرصة وسمح لي بالعودة إلى هذا العمل. يشرفني أن أحظى بهذا الامتياز!" إنه سعيد لأنه اتخذ الاختيار الصحيح هذه المرة. وفي الأيام التالية، يواصل شياو غانغ العمل اليومي لفريق الفيديو. لا يحدث شيء استثنائي خلال هذا الوقت، ويمر كل يوم في حياة شياو غانغ بطريقة عادية.
ذات يوم، أثناء العمل على مقطع فيديو، يكتشف شياو غانغ فجأة شابًا فكاهيًا وأنيقًا في برنامج رقص يؤدي بشكل جيد للغاية. يفكر: "إنه في مثل عمري؛ كيف يمكنه الرقص وأنا لا أستطيع؟" ونتيجة لذلك، وقع شياو غانغ في الإغراء مرة أخرى. ما الفكرة التي تخطر بباله؟ (الرقص). يفكر شياو غانغ في دراسة الرقص. يشاهد مقطع الفيديو هذا وأداء الشاب مرارًا وتكرارًا. ومن ثم يطرح بعض الاستفسارات حول مكان دراسة الرقص، وكيفية تعلمه، وأنواع الرقص الأساسية. كما أنه يستغل في كثير من الأحيان راحة العمل للبحث على جهاز الكمبيوتر الخاص به عن مواد تعليمية، ومقاطع فيديو، وموارد دراسية تتعلق بالرقص. بالطبع، أثناء البحث، لا ينظر شياو غانغ فحسب، بل يتعلم أيضًا من خلال الممارسة. ومن أجل تعلم الرقص، يستيقظ شياو غانغ مبكرًا كل يوم ويذهب إلى الفراش في وقت متأخر جدًا. وبناءً على أساسياته المحدودة للغاية في الرقص الجمبازي، بدأ دراسة الرقص الشعبي رسميًا، والاستيقاظ مبكرًا كل يوم للتمدد والانحناء للخلف. خلال عملية الدراسة، يتحمل شياو غانغ الكثير من الألم الجسدي، ويقضي الكثير من وقته، وفي النهاية يحقق بعض المكاسب الصغيرة. يشعر شياو غانغ أن فرصته قد حانت أخيرًا، وأنه يستطيع الرقص على المسرح لأنه يعتقد أن جسده أصبح أكثر مرونة بعض الشيء ويمكنه القيام ببعض حركات الرقص. أيضًا، من خلال التقليد والدراسة، أصبح قادرًا تقريبًا على إتقان اتباع الإيقاع الموسيقي. وفي ظل هذه الظروف، يشعر شياو غانغ أنه حان الوقت لتقديم طلب إلى الكنيسة لتغيير واجبه. ومرة أخرى، وبعد طلبات متكررة، تحققت أمنية شياو غانغ أخيرًا وانضم إلى أحد فرق الرقص ليصبح راقصًا. منذ ذلك الحين، ومثل الراقصين الآخرين، يستيقظ شياو غانغ مبكرًا للتدريب الصباحي ويتدرب على برنامج الرقص، ويحضر بانتظام الاجتماعات، والشركات، ويحلل ويخطط لبرنامج الرقص مع هؤلاء الأشخاص. إنه يؤدي هذا العمل كل يوم، وعندما ينتهي اليوم، يشعر بالتعب الشديد لدرجة أن ظهره يؤلمه وساقيه تؤلمانه. وهكذا يمضي كل يوم، سواء كان الجو ممطرًا أو مشمسًا. عندما بدأ، كان شياو غانغ مليئًا بالفضول تجاه الرقص، ولكن بمجرد أن فهم وأصبح على دراية بحياة الراقص وجوانب مختلفة من عمله، بدأ يشعر أن هذا هو كل ما يتعلق بالرقص. عليك أن ترقص حركة واحدة مرارًا وتكرارًا، وفي بعض الأحيان يلتوي لديك كاحل، أو تشعر بشدٍّ أسفل الظهر، كما أنك تخاطر بالإصابة. وبينما يرقص، يفكر: "أوه لا، إن العمل كراقص صعب أيضًا. كل يوم أُتعب نفسي كثيرًا لدرجة أن جسدي بأكمله أصبحت تفوح منه رائحة العرق. الأمر ليس بهذه السهولة. إنه أصعب من عمل الفيديو! لا، لا بد لي من المثابرة!" هذه المرة لم يستسلم بسهولة، واستمر في الإصرار حتى وصل أخيرًا إلى بروفة برنامج الرقص، وبعد ذلك تم إرسال رقصتهم للمراجعة. في يوم المراجعة، ما هي حالة شياو غانغ المزاجية؟ إنه متحمس للغاية ومليء بالتوقعات لنتائج عمله الشاق لدرجة أنه لا يتناول حتى وجبة الغداء. لقد بذل الكثير من الجهد، أليس كذلك؟ وأخيرًا، عندما ظهرت النتائج، لم تجتز رقصتهم الجولة الأولى من المراجعات. نزلت الأخبار على شياو غانغ كالصاعقة، ووصلت حالته المزاجية إلى الحضيض. يسقط فوق أحد المقاعد مفكرًا: "لقد قضينا وقتًا طويلًا في هذه الرقصة، وأنت ترفضها بكلمة واحدة فقط؟ هل تعرف أي شيء عن الرقص؟ نحن نرقص وفق المبادئ، ودفعنا جميعًا ثمنًا في التعلّم، وأنت ترفض رقصتنا بهذه البساطة؟" ثم يفكر: "القرار في أيديهم، وإذا لم يوافقوا على رقصتنا، فيجب علينا مراجعتها مرة أخرى. لا أحد يتجادل معه حول هذا الموضوع. لا شيء يمكننا القيام به، لذا لنبدأ من جديد". في اليوم الذي تم فيه رفض رقصتهم في الجولة الأولى من المراجعات، لم يأكل شياو غانغ غداءه، ولم يأكل إلا القليل على مضض في العشاء. هل تعتقدون أنه قادر على النوم في تلك الليلة؟ (كلا، لا يستطيع النوم). لم يعد بإمكانه النوم مرة أخرى، عقله يدور: "لماذا لا تسير الأمور على ما يرام في أي مكان أذهب إليه؟ الله لم يباركني. لم تنجح الرقصة التي عملنا عليها لمدة شهرين في الجولة الأولى من المراجعات. لا أعرف متى ستجتاز الرقصة الجولة الثانية من المراجعات، ولا أعرف كم من الوقت سنقضيه حتى يحدث ذلك. متى سأكون قادرًا على الصعود إلى المسرح والأداء رسميًا؟ ليس هناك أمل في أن أكون في دائرة الضوء!" عقله يتنقل ذهابًا وإيابًا، يفكر ويتأمل، ويقول: "إن عمل الفيديو أفضل. أذهب إلى هناك وأجلس وأضغط على لوحة المفاتيح، وتظهر لي الزهور، والنباتات، والأشجار. تصدر أصوات الطيور عندما أطلب منها ذلك، وتركض الخيول عندما أطلب منها ذلك، وكل ما أريده موجود. لكن في الرقص، علينا أن نجتاز المراجعات، وكل يوم أرهق نفسي كثيرًا حتى تنبعث مني رائحة العرق. في بعض الأحيان أشعر بالتعب الشديد لدرجة أنني لا أستطيع تناول الطعام أو النوم جيدًا، ثم لا تنجح رقصتنا في اجتياز الجولة الأولى من المراجعات. هذا الواجب صعب أيضًا. ألن يكون من الأفضل أن أعود للعمل في فريق الفيديو؟" يفكر ويفكر: "لكن هذا أمر مؤسف للغاية، لماذا أتردد مرة أخرى؟ لا يجب أن أفكر بهذه الطريقة، ينبغي أن أخلد إلى النوم!" ويستسلم للنوم وهو في حالة من التشوش. وفي اليوم التالي، يستيقظ وقد نسي كل شيء تقريبًا، لذا يستمر في الرقص ويستمر في التدريب. وعندما يأتي يوم الجولة الثانية من المراجعات، يشعر شياو غانغ بالتوتر مرة أخرى. يسأل: "هل يمكن لرقصتنا أن تحظى بالموافقة في هذه المراجعة؟" يقول الجميع: "من يدري؟ إذا لم ينجح ذلك، فهذا يثبت أن رقصتنا ليست جيدة بما فيه الكفاية، وسنواصل العمل عليها. عندما تنجح، سيكون هذا هو الوقت الذي سنقوم فيه بأداء العرض رسميًا وتصويره. فليأخذ كل شيء مجراه وليتعامل الجميع مع هذا الأمر بالشكل الصحيح". يقول شياو غانغ: "لا، يمكنكم التعامل مع الأمر بشكل صحيح، لكن ليس لدي وقت لذلك". وأخيرًا، تظهر نتائج الجولة الثانية، ولم تنجح رقصتهم مرة أخرى. يقول شياو غانغ: "أوف، كنت أعرف ذلك! ليس من السهل أن تنجح في هذا النوع من العمل! نحن شباب، ذوو مظهر جيد، ونستطيع الرقص. أليست هذه نقاط قوة؟ هؤلاء المراجعون يغارون منا لأنهم لا يعرفون الرقص، ولهذا السبب لن يوافقوا على رقصتنا. يبدو أنها لن تنجح أبدًا، الرقص ليس سهلًا، سأعود". وفي تلك الليلة، نام شياو غانغ بسلام شديد، لأنه قرر أن يحزم أمتعته ويغادر ويقول لهم وداعًا في اليوم التالي.
على أي حال، تحققت أخيرًا رغبة شياو غانغ مرة أخرى وعاد إلى فريق الفيديو، وجلس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به مرة أخرى. تأمل في تلك المشاعر المألوفة من الماضي، وفكر: "لقد ولدت للقيام بعمل خلف الكواليس. لا يمكنني أن أكون سوى بطل مجهول، ليس لدي أي فرصة للوقوف على المسرح أو أن أكون مشهورًا في هذه الحياة. سأتصرف بشكل لائق وأستمر في النقر على لوحة المفاتيح. هذا واجبي، لذلك سأقوم بهذه المهمة فقط". لقد استقر بعد ما مرّ به من تقلبات. تحطم حلمه الثاني، ولم يتحقق. شياو غانغ هو شخص "مجتهد ودؤوب"، وشخص "متحمس وطموح"، فهل تعتقدون أنه من المحتمل أن يكون على استعداد للجلوس أمام جهاز كمبيوتر والقيام بمثل هذا العمل الممل؟ لا، لن يفعل ذلك على الأرجح.
في الآونة الأخيرة، أصبح شياو غانغ مهووسًا بالغناء. كيف يمكن أن يتغير بهذه السرعة؟ لماذا هو مهووس بهذا، ولماذا لا يستطيع الابتعاد عن المسرح؟ ثمة شيء مُخبأ في قلبه. هذه المرة لم يطلب تغيير واجبه بتهور، بل بحث عن المواد كل يوم وتدرب على مهاراته الصوتية وغنائه. كان يتدرب باستمرار حتى يصبح صوته أجشًا، وأحيانًا حتى لا يتمكن من إصدار أي صوت. ومع ذلك، لا يزال شياو غانغ غير محبط، لأنه هذه المرة قد غيّر استراتيجيته. صار يقول: "هذه المرة لا أستطيع أن أغير واجبي دون أن أفهم الوضع الفعلي. يجب أن أكون حذرًا حقًا، وإلا سيسخر الناس مني. ماذا سيفكرون بي إذا كنت أغير واجبي دائمًا؟ سينظرون إليّ بازدراء. هذه المرة، أحتاج إلى الاستمرار في التدريب حتى أعتقد أنني أستطيع أن أصبح نجمًا غنائيًا، ويكون أدائي جيدًا مثل المغنيين في الكنيسة، ثم سأقوم بتسجيل اسمي في فريق الترانيم". بذل جهدًا في التدريب على هذا النحو كل يوم، سواء في وقت فراغه أو في العمل، وكان يتدرب بلا كلل. وفي أحد الأيام، عندما كان شياو غانغ يعمل، قال له قائد فريقه فجأة: "شياو غانغ، ما نوع العمل الذي تقوم به؟ إذا كنت لا مبالٍ بهذه الطريقة مرة أخرى ولم تبذل جهدًا في عملك، فلن يُسمح لك بأداء هذا الواجب بعد الآن". قال شياو غانغ: "لم أفعل أي شيء". ثم تجمع الجميع قائلين: "شياو غانغ، ماذا حدث؟ أوه، لقد ارتكبت خطأً فادحًا! لقد صحح الأعلى هذا النوع من الأخطاء مرات عديدة، فكيف لا تزال ترتكبه؟ هذا لأنك تتدرب على الغناء كل يوم ولا تركز على تحرير مقاطع الفيديو، لذلك تستمر في ارتكاب الأخطاء وتأخير الأمور المهمة. إذا ارتكبت خطأً مثل هذا مرة أخرى، فستطردك الكنيسة. لن ترغب في وجودك بعد الآن، وسوف نرفضك جميعًا!" واصل شياو غانغ التوضيح: "لم أفعل ذلك عن قصد؛ سأكون حذرًا من الآن فصاعدًا، امنحوني فرصة أخرى. لا تطردوني، أتوسل إليكم، لا تطردوني! يا الله، أنقذني!" وعندما نادى بصوت مرتفع، شعر بيد كبيرة تربت على كتفه، وصوت يقول: "شياو غانغ، استيقظ! استيقظ يا شياو غانغ!" ما الذي يجري؟ (إنه يحلم). إنه يحلم. عيناه مغلقتان وهو في حالة ذهول، ويداه تحاولان إمساك الهواء وخدشه. تساءل الجميع عمّا حدث ثم رأوا شياو غانغ منحنيًا على لوحة المفاتيح وهو نائم. رَبَّتَ عليه أحد الأخوة، وبعد عدة دفعات استيقظ شياو غانغ أخيرًا. وعندما استيقظ قال: "يا الله، كم هذا مخيف، لقد كنت على وشك أن أُطرد". "لماذا؟" فكر شياو غانغ في الأمر ورأى أنه لم يحدث شيء. اتضح أنه كان حلمًا في النهاية، لقد استيقظ مفزوعًا بسبب حلم. وهذه هي نهاية القصة، التي كانت بعنوان "أحلام شياو غانغ".
ما المشكلة التي تتحدث عنها هذه القصة؟ عن حقيقة أن الأحلام والواقع غالبًا ما يكونان متعارضين. في كثير من الأحيان، يعتقد الناس أن أحلامهم مشروعة، لكنهم لا يدركون أن الأحلام والواقع ليسا الشيء نفسه على الإطلاق. الأحلام هي مجرد تفكير قائم على التمني، واهتمام مؤقت من جانبك. في معظم الأحيان، تصبح تفضيلات الناس، وطموحاتهم، ورغباتهم هي أهدافَ مساعيهم. أحلام الناس تتعارض تمامًا مع الواقع. إذا كان لدى الناس الكثير من الأحلام، فما الأخطاء التي سيرتكبونها غالبًا؟ سوف يتجاهلون العمل الذي أمامهم والذي ينبغي عليهم القيام به في تلك اللحظة. سيتجاهلون الواقع، ويتجاهلون الواجبات التي يجب عليهم أدائها، والعمل الذي يجب عليهم إكماله، والالتزامات والمسؤوليات التي يجب عليهم الوفاء بها في ذلك الوقت. لن يأخذوا هذه الأمور على محمل الجد وسيستمرون في متابعة أحلامهم، والاندفاع باستمرار والعمل بكد لتحقيقها، والقيام بالكثير من الأشياء التي لا معنى لها. وبهذه الطريقة، فإنهم لن يفشلوا في أداء واجباتهم على النحو اللائق فحسب، بل قد يتسببون أيضًا في إزعاج وعرقلة عمل الكنيسة. الكثير من الناس لا يفهمون الحق أو يسعون وراء الحق. كيف يتعاملون مع أداء الواجب؟ يتعاملون معه باعتباره نوعًا من العمل، أو نوعًا من الهواية، أو استثمارًا في اهتماماتهم. إنهم لا يتعاملون معه باعتباره إرسالية أو مهمة أوكلها الله إليهم، أو مسؤولية ينبغي عليهم أن يضطلعوا بها. بل إنهم لا يسعون حتى إلى فهم الحق أو مقاصد الله في أثناء أداء واجباتهم، حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم بشكل جيد وإتمام إرسالية الله. لذا فإن بعض الناس في أثناء أداء واجباتهم، يصبحون غير راغبين ما إن يتعرضوا لقليل من المشقة ويرغبون في الهرب. عندما يواجهون بعض الصعوبات أو يتعرضون لبعض النكسات فإنهم يتراجعون ويريدون الهرب مرة أخرى. إنهم لا يطلبون الحق؛ إنهم فقط يفكرون في الهروب. مثل السلاحف، إذا حدث أي خطأ، فإنها تختبئ في أصدافها، ثم تنتظر حتى تمر المشكلة قبل أن تخرج مرة أخرى. هناك الكثير من الأشخاص على هذه الشاكلة. وبصفة خاصة، هناك بعض الأشخاص الذين عندما يُطلب منهم تحمل مسؤولية عمل معين، لا يفكرون في كيفية تقديم ولائهم، أو كيفية أداء هذا الواجب والقيام بهذا العمل بشكل جيد. وبدلًا من ذلك، يفكرون في كيفية التهرب من المسؤولية، وكيفية تجنب التهذيب، وكيفية تجنب تولي أي مسؤولية، وكيفية الخروج سالمين عند حدوث مشكلات أو أخطاء. إنهم يفكرون أولًا في طريق هروبهم وكيفية إرضاء تفضيلاتهم واهتماماتهم، وليس في كيفية أداء واجباتهم بشكل جيد وتقديم ولائهم. هل يستطيع مثل هؤلاء الأشخاص كسب الحق؟ إنهم لا يبذلون جهدًا فيما يتعلق بالحق، ولا يُطبقون الحق عمليًا عندما يتعلق الأمر بأداء واجباتهم. بالنسبة إليهم، العشب دائمًا أكثر اخضرارًا على الجانب الآخر من السياج. اليوم يريدون أن يفعلوا هذا، وغدًا يريدون أن يفعلوا ذاك، وهم يظنون أن واجبات الآخرين أفضل وأسهل من واجباتهم. ومع ذلك، فإنهم لا يبذلون جهدًا فيما يتعلق بالحق. لا يفكرون في المشكلات التي قد تنجم عن أفكارهم هذه، ولا يطلبون الحق لحل المشكلات. إن عقولهم تركز دائمًا على متى ستتحقق أحلامهم، ومن سيكون في دائرة الضوء، ومن يحصل على التقدير من الأعلى، ومن يعمل دون تهذيب ويحصل على ترقية. إن عقولهم مليئة بهذه الأشياء. فهل يستطيع الأشخاص الذين يفكرون دائمًا في هذه الأشياء أن يؤدوا واجباتهم على نحو يفي بالمعايير؟ لا يمكنهم تحقيق ذلك أبدًا. إذن، ما نوع الأشخاص الذين يؤدون واجباتهم بهذه الطريقة؟ هل هم أشخاص يسعون وراء الحق؟ أولًا، ثمة شيء واحد مؤكد، وهو أن: مثل هؤلاء الأشخاص لا يسعون إلى الحق. إنهم يسعون إلى التمتع ببعض النعم، وأن يصبحوا مشهورين، وأن يدخلوا في دائرة الضوء في بيت الله، تمامًا مثلما كانوا يعيشون في المجتمع. من حيث الجوهر، أي نوع من الأشخاص هم؟ إنهم عديمو الإيمان. يؤدي عديمو الإيمان واجباتهم في بيت الله كما يفعلون في العالم الخارجي. إنهم يهتمون بمن يتم ترقيته، ومن يصبح قائدًا للفريق، ومن يصبح قائدًا للكنيسة، ومن يتلقى الإشادة من الجميع على عمله، ومن يتم تمجيده وذكره. إنهم يهتمون بهذه الأشياء. إن الأمر يشبه تمامًا ما يحدث في شركة: من ينال الترقية، ومن ينال زيادة في الراتب، ومن يتلقى الثناء من القائد، ومن يصبح مُقربًا من القائد؛ الناس يهتمون بهذه الأشياء. فإذا كانوا أيضًا يطلبون هذه الأشياء في بيت الله، وينشغلون بها طوال النهار، أفلا يكونون مثل غير المؤمنين؟ إنهم في الأساس غير مؤمنين؛ إنهم نموذج لعديمي الإيمان. وأيًا كان الواجب الذي يؤدونه، فإنهم سوف يعملون فقط ويتصرفون بلا مبالاة. ومهما سمعوا من عظات، فإنهم لن يقبلوا الحق، ناهيك عن أنهم لن يطبقوه. لقد آمنوا بالله لسنوات طويلة دون أن يطرأ عليهم أي تغيير، ومهما بلغت السنوات التي يؤدون فيها واجباتهم، فلن يتمكنوا من تقديم ولائهم. هؤلاء ليس لديهم إيمان حقيقي بالله، وليس لديهم ولاء، إنهم عديمو الإيمان.
يخشى بعض الناس تولي المسؤولية أثناء أداء واجبهم. فإذا كلفتهم الكنيسة بمهمة، سوف يفكرون أولًا فيما إذا كانت المهمة تتطلب منهم تولي المسؤولية. وإن كان الأمر كذلك، فلن يقبلوا بها. وشروطهم لأداء أي واجب هي أنه يجب أولًا: أن يكون عملًا مريحًا؛ وثانيًا: ألا يكون مجهدًا أو مرهقًا؛ وثالثًا: ألا يتولوا أي مسؤولية مهما فعلوا. هذا هو نوع الواجب الوحيد الذي يؤدونه. أي نوع من الأشخاص هذا؟ أليس هذا شخصًا مراوغًا ومخادعًا؟ إنه لا يريد أن يتحمَّل حتى أدنى قدر من المسؤولية. بل إنه يخشى أن أوراق الأشجار سوف تهشم جمجمته إذا سقطت عليها. ما الواجب الذي يمكن أن يؤديه شخص كهذا؟ وما النفع الذي يمكن أن يقدمه لبيت الله؟ يرتبط عمل بيت الله بعمل محاربة الشيطان، إضافة إلى نشر إنجيل الملكوت. ما الواجب الذي لا يستلزم مسؤوليات؟ هل تقولون إن كون المرء قائدًا ينطوي على مسؤولية؟ أليست مسؤولياته أكبر، أليس من الواجب عليه أن يتولى المسؤولية حتى أكثر من الآخرين؟ وسواء كنت تبشر بالإنجيل، أو تشهد، أو تصمم مقاطع فيديو، وما شابه ذلك – أيًا كان العمل الذي تؤديه – فما دام يتصل بمبادئ الحق، فإنه ينطوي على مسؤوليات. إن كان أداء واجبك لا يتوافق مع المبادئ، فسوف يؤثر على عمل بيت الله. وإن كنت تخشى تولي المسؤولية، فعندئذ لا يمكنك أداء أي واجب. هل الشخص الذي يخشى تولي المسؤولية في أداء واجبه جبان، أم ثمة مشكلة في شخصيته؟ يتعين عليك أن تكون قادرًا على معرفة الفرق. الحقيقة هي أن هذه ليست مسألة جُبن. إذا كان هذا الشخص يسعى إلى الثروة أو كان يفعل شيئًا لمصلحته، فكيف يمكنه أن يكون بهذه الشجاعة؟ سيتحمَّل أي مجازفة. ولكن عندما يفعل أمورًا للكنيسة، ومن أجل بيت الله، فإنه لا يجازِف على الإطلاق. مِثل هؤلاء الأشخاص أنانيون وأدنياء، وهم الأكثر مكرًا على الإطلاق. أي شخص لا يتولى المسؤولية في أداء واجب ليس مُخلِصًا لله بأي شكل، ناهيك عن ولائه. أي نوع من الأشخاص يجرؤ على تولي المسؤولية؟ أي نوع من الأشخاص يملك الشجاعة لتحمُّل عبء كبير؟ شخص يتولى القيادة ويتقدَّم بشجاعة في أكثر اللحظات أهمية في عمل بيت الله، ولا يخشى تحمُّل مسؤولية جسيمة ويتحمَّل مشقَّة كبيرة، حينما يرى العمل الأكثر أهمية وضرورة. هذا شخص مُخلِص لله، وجندي صالح للمسيح. هل المسألة أن كل من يخشى تولي المسؤولية في واجبه يفعل ذلك لأنه لا يفهم الحق؟ كلا. إنها مشكلة في إنسانيتهم؛ ليس لديهم حس بالعدالة أو المسؤولية، إنهم أناس أنانيون وحقراء، وليسوا مؤمنين مُخلِصين بالله، ولا يقبَلون الحق ولو بأدنى قدر. ولهذا السبب، لا يمكنهم أن يُخلصوا. على المؤمنين بالله أن يدفعوا ثمنًا عظيمًا ليربحوا الحق، وسوف يواجهون الكثير من العقبات عند ممارسته. فيجب عليهم التخلي عن الأشياء، وعن اهتماماتهم الجسدية، وتحمل بعض المشقة. وعندئذ فقط يمكنهم ممارسة الحق. إذن، هل يمكن لمَن يخشى تولي المسؤولية ممارسة الحق؟ لا يمكنه ممارسة الحق بالتأكيد، فضلًا عن ربح الحق. إنه يخشى أن تكبده ممارسة الحق خسارة لمصالحه. إنه يخشى من الإذلال والاستخفاف وإصدار الأحكام، ولا يجرؤ على ممارسة الحق. وبالتالي، لا يمكنه ربحه، ومهما كان عدد سنوات إيمانه بالله، فلا يمكنه أن ينال خلاص الله. يجب أن يكون أولئك الذين يمكنهم القيام بواجب في بيت الله، أناسًا لديهم حس بالعبء بخصوص عمل الكنيسة، ويتحمَّلون المسؤولية، ويتمسكون بمبادئ الحق، ويمكنهم تحمل المعاناة ودفع الثمن. فإذا كان المرء يفتقر إلى هذه المجالات، فإنه غير لائق لأداء الواجب، ولا يمتلك شروط أداء الواجب. يخشى العديد من الأشخاص تولي المسؤولية في أداء واجب ما، ويتجلى خوفهم في ثلاثة مظاهر رئيسية. الأول، أنهم يختارون واجبات لا تتطلب تولي المسؤولية؛ إذا رتَّب لهم قائد الكنيسة لأداء واجب ما، فإنهم يسألون أولًا عمّا إذا كان يجب عليهم تولي مسؤولية ذلك: فإن كان الأمر كذلك، فإنهم لا يقبلونه. أما إذا كان لا يتطلَّب منهم تولي المسؤولية وتحمل المسؤولية عنه، فإنهم يقبَلونه على مضض، ولكن لا يزال يتعيَّن عليهم معرفة ما إذا كان العَمل مُتعبًا أو مزعجًا، وعلى الرغم من قبولهم للواجب على مضض، فإنهم لا يتحمسون للقيام به جيدًا، ويفضِّلون أن يكونوا لامبالين. مبدؤهم هو الفراغ، وليس الكد، ولا المشقَّة الجسدية. والثاني: أنه عندما تحل بهم صعوبة أو يواجهون مشكلة، فأول ما يلجؤون إليه هو إبلاغ القائد بالأمر، وجعله يتعامل مع الأمر ويعالجه، على أمل أن يحافظوا على راحتهم. إنهم لا يهتمون بالطريقة التي يتعامل بها القائد مع المسألة ولا يعيرون ذلك اهتمامًا، فما داموا هم أنفسهم لا يتولون المسؤولية، فكل شيء على ما يرام بالنسبة إليهم. هل القيام بالواجب على هذا النحو إخلاص لله؟ هذا ما يسمى التنصُّل من المسؤولية، والتقصير في أداء الواجب، وممارسة الحيل. الأمر كله كلام؛ إنهم لا يفعلون أي شيء حقيقي. إنهم يقولون لأنفسهم: "إذا كنت مسؤولًا عن حل هذا الأمر، فماذا لو انتهى بي المطاف إلى ارتكاب خطأ؟ وعندما ينظرون ليجدوا من يستحق اللوم، ألن يتعاملوا معي أنا؟ ألن تقع مسؤوليته على عاتقي أولًا؟" هذا ما يقلقون بشأنه. لكن هل تؤمن أن الله يمحّص كل شيء؟ الكل يخطئ. إذا كان الشخص الذي كانت نيته سليمة يفتقر إلى الخبرة ولم يتعامل مع نوع من الأمور من قبل، لكنه بذل قصارى جهده، فالله يرى ذلك. يجب أن تؤمن بأن الله يمحِّص كل الأشياء ويمحِّص قلب الإنسان. وإذا كان المرء لا يؤمن بهذا، ألا يكون عديم الإيمان؟ ما المغزى الذي يمكن أن يكمن في مثل هذا الشخص الذي يؤدي واجبًا؟ لا يهم حقًا ما إذا كانوا يؤدون هذا الواجب أم لا، أليس كذلك؟ إنهم يخافون من تحمل المسؤولية ويتهربون منها. عندما يحدث شيء ما، فإنهم لا يحاولون بسرعة أن يفكروا في طريقة للتعامل مع المشكلة، بل يتصلون بالقائد ويخطرونه أولًا. بالطبع، يحاول بعض الأشخاص التعامل مع المشكلة بأنفسهم بينما يقومون بإخطار القائد، ولكن بعض الأشخاص لا يفعلون ذلك، وأول ما يفعلونه هو الاتصال بالقائد، وبعد المكالمة، ينتظرون فقط بشكل سلبي، في انتظار التعليمات. وعندما يأمرهم القائد باتخاذ خطوة، يتخذون خطوة، وإذا أمرهم القائد بفعل شيء ما، يفعلونه. وإذا لم يقل القائد أي شيء أو لم يعطي تعليمات، فإنهم لا يفعلون أي شيء ويماطلون فقط. من دون أن يحفزهم أحد أو يشرف عليهم، فإنهم لا يقومون بأي عمل على الإطلاق. أخبروني، هل يقوم مثل هؤلاء الأشخاص بواجبهم؟ حتى لو كانوا يعملون، فليس لديهم ولاء! ثمة طريقة أخرى يتجلى فيها خوف المرء من تولي المسؤولية في أداء الواجب. عندما يؤدي بعض الناس واجبهم، فإنهم لا يقومون إلا بالأعمال السطحية والبسيطة التي لا تستلزم تولي المسؤولية. أما العمل الذي ينطوي على صعوبات وتولي المسؤولية، فإنهم يلقون به على عاتق الآخرين، وإذا حدث خطأ ما، فإنهم يلقون باللائمة على هؤلاء الأشخاص، وينأون بأنفسهم عن المشاكل. عندما يرى قادة الكنيسة أنهم يفتقرون إلى الشعور بالمسؤولية، فإنهم يعرضون عليهم المساعدة بصبر، أو يهذبونهم، حتى يتمكنوا من تحمل المسؤولية. لكنهم مع ذلك لا يريدون القيام بذلك، ويقولون لأنفسهم: "من الصعب القيام بهذا الواجب. يجب أن أتحمل المسؤولية عندما تسوء الأمور، وقد يتم إخراجي واستبعادي، وستكون تلك هي النهاية بالنسبة إليّ". أي نوع من المواقف هذا؟ إذا لم يكن لديهم شعور بالمسؤولية في أداء واجبهم، فكيف يمكنهم أداء واجبهم بشكل جيد؟ إن أولئك الذين لا يبذلون أنفسهم بصدق في سبيل الله لا يمكنهم تأدية أي واجب بشكل جيد، وأولئك الذين يخشون تحمل المسؤولية سوف يؤخرون الأشياء فحسب عندما يؤدون واجباتهم. هؤلاء الأشخاص لا يوثق بهم ولا يمكن الاعتماد عليهم؛ إذ يؤدون واجبهم فقط لقاء الحصول على الطعام. هل ينبغي استبعاد "المتسولين" كهؤلاء؟ نعم ينبغي ذلك. إن بيت الله لا يريد مثل هؤلاء الأشخاص. هذه هي المظاهر الثلاثة للأشخاص الذين يخشون تولي المسؤولية في أداء واجبهم. إن الأشخاص الذين يخشون تولي المسؤولية في واجبهم لا يستطيعون حتى الوصول إلى مستوى العامل المخلص، وهم غير لائقين للقيام بالواجب. يُستبعد بعض الأشخاص بسبب هذا النوع من المواقف تجاه واجبهم. وحتى الآن، قد لا يعرفون السبب ويظلون يشكون، قائلين: "لقد قمت بواجبي بحماسة شديدة، فلماذا طردوني بهذا البرود؟" حتى الآن، هم لا يفهمون. أولئك الذين لا يفهمون الحق يقضون حياتهم كلها غير قادرين على فهم سبب استبعادهم. إنهم يقدمون الأعذار لأنفسهم، ويستمرون في الدفاع عن أنفسهم، معتقدين أنه: "من الغريزي بالنسبة إلى الناس أن يحموا أنفسهم، ويجب عليهم أن يفعلوا ذلك. من الذي لا ينبغي له أن يهتم بنفسه قليلًا؟ من الذي لا ينبغي أن يفكر في نفسه قليلًا؟ من الذي لا يحتاج إلى إبقاء طريق هروب مفتوحًا أمامه؟" إذا كنت تحمي نفسك كلما حدث لك شيء ما وتترك لنفسك طريق هروب، أو بابًا خلفيًا، فهل تُطبِّق الحق؟ هذه ليست ممارسة الحق؛ إنها مخادعة. أنت تؤدي واجبك في بيت الله الآن. ما هو المبدأ الأول لأداء الواجب؟ أنه يجب عليك أولًا أداء هذا الواجب بكل قلبك، دون ادخار أي جهد، وحماية مصالح بيت الله. هذا هو مبدأ الحق، وهو مبدأ يجب عليك تطبيقه. حماية النفس من خلال ترك طريق هروب، أو باب خلفي، هو مبدأ الممارسة الذي يتبعه غير المؤمنين، وهو أرقى فلسفتهم. وضع النفس أولًا في كل شيء ووضع مصالح المرء قبل كل شيء آخر، وعدم التفكير في الآخرين، وعدم الارتباط بمصالح بيت الله ومصالح الآخرين، والتفكير في مصالح المرء أولًا ثم التفكير في مخرج للهروب؛ أليس هذا كُنه غير المؤمنين؟ هذا هو بالضبط كُنه غير المؤمن. هذا النوع من الأشخاص لا يصلح لأداء واجب. لا يزال هناك بعض الأشخاص يشبهون شياو غانغ في القصة، فهو مثال نموذجي. لا يستطيعون فعل أي شيء بطريقة واقعية. إنهم يريدون تجنب المتاعب في كل ما يفعلونه، ولا يريدون أن يعانوا حتى من القليل من المشقة أو الإحباط. يجب أن تكون أجسادهم مرتاحة، ويجب أن يتمكنوا من الأكل والنوم في أوقات منتظمة، ويجب ألا تهب عليهم الرياح ولا تحرقهم الشمس. علاوة على ذلك، فهم لا يتحملون أي مسؤولية عن عملهم. يجب أن يكون ما يفعلونه شيئًا يحبونه، وشيئًا يجيدونه، وشيئًا يرغبون بشدة في القيام به. إذا لم يفعلوا ما يريدون، فلن يُظهروا أي طاعة. إنهم يتقلبون باستمرار ويترددون. إنهم لا يلتزمون أبدًا بما يفعلونه، ويضعون دائمًا قدمًا في الداخل وقدمًا في الخارج. وعندما يعانون يريدون التراجع. لا يمكنهم تحمل التهذيب. لا يمكن للآخرين أن يطلبوا منهم الكثير. لا يمكنهم أن يعانوا. إن ما يفعلونه يعتمد بالكامل على مصالحهم الشخصية وخطتهم الخاصة؛ لا يوجد بداخلهم ذرة من الطاعة. وإذا لم يتمكن هذا النوع من الأشخاص من طلب الحق والتأمل في أنفسهم، فسيكون من الصعب تغيير هذه الممارسات والشخصيات الفاسدة. إن أداء الواجب بوصفك شخصًا مؤمنًا بالله يتطلب على الأقل القليل من الإخلاص. هل تعتقدون أن هؤلاء الناس مخلصون؟ عندما يتطلب الأمر بذل جهد حقيقي، فإنهم يتراجعون. ليس لديهم ذرة واحدة من الإخلاص. هذا أمر مثير للمشاكل للغاية ويصعب التعامل معه. إنهم يشعرون بأنهم عظماء، ويشعرون بالظلم حتى عندما يتم إعفاءهم أو تهذيبهم. من المزعج جدًا ألا يطلب الناس الحق أو لا يدخلون في واقع الحق. هذا يكفي في هذا الموضوع؛ دعونا نصل إلى النقطة الرئيسية.
تشريح كيف أنَّ أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله
تدور شركة اليوم عن البند الثامن من الطرق المختلفة التي يُظهرها أضداد المسيح: إنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله. هل يمكنكم فهم هذا البند؟ فكروا أولًا في مظاهر هذا البند التي يمكنكم مطابقتها مع ما تفهمونه. إنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله؛ المعنى الحرفي مفهوم بسهولة، ولكن بداخله العديد من الحالات والشخصيات المختلفة التي يُظهرها أنواع متعددة من الناس، أو السلوكيات المتعددة التي تظهرها هذه الشخصيات المختلفة. هذا موضوع كبير؛ ويتعين علينا أن نعقد شركة عنه من بعض سماته الصغرى. لشرح هذا البند وفقًا لمعناه الحرفي، فإن الأشخاص الذين يعظون بالكلمات والتعاليم في أغلب الأحيان سيقولون: "هذا يعني الإصغاء إلى أضداد المسيح في كل شيء؛ فهم يجعلون الناس يصغون إليهم، حتى عندما لا يتوافق ما يقولونه مع الحق. عندما يعظون بكلمات وتعاليم قليلة، يجعلون الآخرين يصغون إليهم؛ عندما يقولون عبارة، يجعلون الآخرين يصغون إليها. إنهم يميلون دائمًا إلى إعطاء أوامر للآخرين، وتفويض العمل إليهم، وإجبارهم على الاستماع إليهم". أليس هكذا يعبرون غالبًا عن الأمر عندما يتحدثون قليلًا وفقًا لمعناه الحرفي؟ ماذا أيضًا؟ "إنهم يعتقدون أنهم على حق في كل شيء. ويجعلون الجميع يصغون إليهم، ويجعلون الناس يخضعون لما يقولونه، على الرغم من أنه لا يتوافق مع الحق. إنهم ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم الحق وباعتبارهم الله، وأن الناس يخضعون للحق ولله عندما يصغون إليهم. هذا ما يعنيه ذلك". إذا كنتم أنتم من يتحدث عن هذا الموضوع، ففكروا كيف ينبغي عليكم التحدث عنه. إذا كنتم ستبدؤون بما رأيتموه أو اختبرتموه شخصيًا، فما العنصر الذي ستبدؤون به؟ ما إن نتحدث عن الواقع، فلن يكون لديكم ما تقولونه. إذن هل أنتم أيضًا ليس لديكم ما تقولونه في شركتكم المعتادة مع الإخوة والأخوات؟ كيف يمكنكم القيام بعملكم بشكل جيد دون التحدث؟ تحدثوا قليلًا أولًا عن بعض الطرق والسلوكيات الملموسة الخاصة بهذا المظهر. أيها رأيتموه أو شهدتموه من قبل؟ هل لديكم أي فكرة؟ (عندما أقوم بواجبي، تأتيني بعض الأفكار القوية إلى حد ما، وأود حقًا أن أتصرف بناءً عليها. أعتقد أن أفكاري هذه جيدة وصحيحة، وعندما يثير الآخرون الشكوك حولها، أقول إن الأمر ينبغي ألا يؤجَّل، وأنه يجب تسويته على الفور. ثم أفعل بالقوة ما كنت أقصده. قد يرغب الآخرون في الطلب، لكنني لا أريد أن أعطيهم الوقت؛ أريدهم أن يفعلوا الشيء بما يتماشى مع أفكاري). هذا مظهر ملموس. من سيقول مظهرًا آخر؟ (كنت ذات يوم أقدم شركة مع الإخوة والأخوات حول مسألة ترقية شخص ما وتنميته. كنت في الواقع قد عقدت العزم بالفعل على ترقية ذلك الشخص. شعرت أنني قد طلبت بالفعل من الأعلى، وأنه لا يوجد خطأ في ترقيته. لم يفهم بعض الإخوة والأخوات الأمر جيدًا بعد، ولم أقدم شركة عن سبب وجوب ترقية ذلك الشخص، وماذا كانت المبادئ، أو ماذا كان الحق؛ أخبرتهم فقط بقوة كيف أن ذلك الشخص كان جيدًا، وأن ترقيته كانت متوافقة مع المبادئ. أجبرتهم على طاعتي، والاعتقاد بأن الشيء الذي كنت أفعله صحيح). أنتم تتحدثون عن فئة من المشكلات، فئة من الحالات، التي تتوافق في مجملها مع هذا البند. يبدو أن القليل من الفهم الحرفي هو أقصى ما يصل إليه فهمكم للحق، لذلك سأضطر إلى عقد شركة عنه. لو كنتم قد فهمتم هذا البند جيدًا، فكنا سنتجاوزه ونعقد شركة عن البند التالي. لكن يبدو أننا لا نستطيع القيام بذلك بعد، وعلينا أن نعقد شركة عن هذا الأمر كما هو مخطط له.
البند الثامن من المظاهر المختلفة لأضداد المسيح هو: أنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله. في هذا المظهر هناك تعبيرات عدة عن جوهر ضد المسيح. إنها بالتأكيد ليست مسألة واحدة، أو عبارة واحدة، أو وجهة نظر واحدة، أو طريقة واحدة للتعامل مع الأشياء؛ وإنما هي شخصية. ما هذه الشخصية إذن؟ إنها تظهر بعدة طرق. الطريقة الأولى هي أن هؤلاء الناس لا يمكنهم التعاون مع أي شخص. هل هذه طريقة لفعل الأشياء؟ (كلا، إنها شخصية). هذا صحيح؛ إنه إعلان عن شخصية، شخصية جوهرها الغطرسة والبر الذاتي. هؤلاء الناس لا يستطيعون التعاون مع أي شخص. هذه هي الطريقة الأولى. والطريقة الثانية التي تظهر بها هي أن لديهم الرغبة والطموح في التحكم في الناس وإخضاعهم. هل هذه شخصية؟ (نعم). هل هي طريقة لفعل الأشياء؟ (كلا). هل هي مختلفة عن الأشياء التي قلتموها؟ لقد تحدثتم عن أحداث فردية، وطرق فردية لفعل الأشياء؛ تلك الأمور ليست جوهرًا. أليس هذا المظهر أشد خطرًا من الأشياء التي قلتموها؟ (بلى). إنه يصل إلى جوهر المسألة. والطريقة الثالثة هي منع الآخرين من التدخل أو الاستفسار أو الإشراف عليهم في أي عمل يتولونه. هل هذا جوهر؟ (نعم). هناك العديد من السلوكيات وطرق فعل الأشياء التي ينطوي عليها كل جوهر منها. ومرة أخرى، يتوافق هذا الجوهر مع البند الثامن، أليس كذلك؟ الطريقة الرابعة هي تظاهرهم بأنهم تجسيد للحق ما إن يكتسبوا شيئًا من الخبرة والمعرفة، ويتعلموا بعض الدروس، ما يعني أنه إذا كان بوسعهم عقد شركة حول القليل من الحق، فإنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم يمتلكون واقع الحق، ويرغبون في أن يظهروا للآخرين أنهم أشخاص يمتلكون الحق؛ أشخاص يمارسون الحق، ويحبون الحق، ولديهم واقع الحق. إنهم يتظاهرون بأنهم تجسيد للحق؛ أليس هذا أمرًا له طبيعة خطيرة؟ (بلى، إنه كذلك). هل يتوافق هذا المظهر مع البند الثامن؟ (نعم). إنه يتوافق. يظهر البند الثامن بشكل أساسي بهذه الطرق الأربع. اذكروها، بدءًا من الطريقة الأولى. (الطريقة الأولى هي أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون التعاون بتناغم مع أي شخص). يشير "التناغم" إلى القدرة على التعاون؛ فهؤلاء الأشخاص ببساطة لا يستطيعون التعاون مع أي شخص. إنهم يفعلون الأشياء بأنفسهم، متفردين في أفعالهم؛ "التفرد" هو السمة المميزة للمظهر الأول. والآن، المظهر الثاني. (لديهم الطموح والرغبة في التحكم في الناس وإخضاعهم). هل هذا مظهر خطير؟ (نعم، إنه كذلك). حسنًا، ما السمة المميزة للمظهر الثاني؟ صفوها بكلمة واحدة. (خبيث). كلمة "خبيث" صفة؛ إنها تصف شخصيتهم. الكلمة يجب أن تكون "التحكم". كلمة "التحكم" تعبر عن فعل، إنه فعل من نوع ينشأ عن مثل هذه الشخصية. والمظهر الثالث. (إنهم يمنعون الآخرين من التدخل أو الاستفسار أو الإشراف عليهم في أي عمل يتولونه). أليست تلك شخصية شائعة بين أضداد المسيح؟ (بلى، إنها كذلك). إنها شخصية مميزة خاصة بأضداد المسيح. هل هناك كلمة مناسبة لتلخيص هذا المظهر؟ نعم؛ "المقاومة". إنهم يقاومون كل من يأتي؛ فضلًا عن أن يقبلوا إشراف واستفسارات الإخوة والأخوات والناس العاديين؛ إنهم لا يقبلون حتى تمحيص الله. أليست تلك مقاومة؟ (بلى، إنها كذلك). والمظهر الرابع. (تظاهرهم بأنهم تجسيد للحق ما إن يكتسبوا شيئًا من الخبرة والمعرفة، ويتعلموا بعض الدروس). سنلخص هذا المظهر بكلمة مناسبة: "التظاهر". التظاهر أكثر خطورة من التزييف. يمكن العثور على السلوكيات الأساسية المميزة، وطرق فعل الأشياء، والشخصيات المرتبطة بالبند الثامن ضمن هذه المظاهر الأربعة. إن السمة المميزة للمظهر الأول هي "التفرد". إنهم لا يتعاونون مع أي شخص، وإنما يريدون أن يتصرفوا بمفردهم. إنهم لا يصغون إلى أي شخص سوى أنفسهم، ويجعلون الآخرين يصغون إليهم وحدهم، ولا يصغون إلى أي شخص آخر. إنهم لا يقبلون إلا بفرض أسلوبهم. والسمة المميزة للمظهر الثاني هي "التحكم". إنهم يرغبون في التحكم في الناس، وسوف يستخدمون وسائل متنوعة للتحكم فيك، وفي أفكارك، وفي طرق فعلك للأشياء، وفي قلبك، وفي وجهات نظرك. إنهم لا يقدمون لك شركة عن الحق. إنهم لا يجعلونك تفهم مبادئ الحق، ولا يجعلونك تفهم مقاصد الله. إنهم يريدون التحكم فيك لمصلحتهم الخاصة، حتى تتحدث نيابة عنهم، وتفعل الأشياء نيابة عنهم، وتعمل من أجلهم، حتى تمجدهم وتشهد لهم. إنهم يريدون التحكم فيك بوصفك عبدًا لهم، أو دمية في أيديهم. والسمة المميزة للمظهر الثالث هي "المقاومة"، والتي تعني مقاومة كل شيء؛ كل ما قد يشكل تمييزًا لعملهم وحديثهم أو إشرافًا عليه أو تهديدًا له يقاومونه ويعارضونه بالكامل. والسمة المميزة للمظهر الرابع هي "التظاهر"؛ فبماذا يتظاهرون؟ يتظاهرون بأنهم تجسيد للحق، وهذا يعني أنهم يطلبون من الناس أن يتذكروا ما يقولونه وما يفعلونه، وحتى تسجيله في دفاترهم. إنهم يقولون: "كيف يمكن للاحتفاظ بملاحظات ذهنية فقط أن يكون كافيًا؟ تحتاج إلى كتابتها في دفترك. لا أحد منكم يفهم ما أقوله؛ إنه شيء عميق جدًا!" ماذا يعتبرون كلامهم؟ إنهم يعتبرونه الحق. والآن، ومن هنا، سنعقد شركة عن هذه المظاهر واحدًا تلو الآخر.
أولًا: تشريح عدم قدرة أضداد المسيح على التعاون مع أي شخص
البند الأول هو أن أضداد المسيح لا يمكنهم التعاون مع أي شخص. هذا هو المظهر الأول لأضداد المسيح حيث يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله. إنهم لا يستطيعون التعاون مع أي شخص؛ حيث "أي شخص" تشمل الجميع. سواء كانت شخصياتهم متوافقة مع شخصية شخص آخر أم لا، ومهما كانت الظروف، فإنهم فقط لا يستطيعون التعاون. وهذه ليست مسألة إظهار عادي للفساد؛ إنها مشكلة في طبيعتهم. يقول البعض: "هناك بعض الأشخاص الذين لا تتوافق شخصياتهم مع شخصيتي، ولا أستطيع التعاون معهم بسبب ذلك". هذه ليست مسألة بسيطة تتعلق بشخصيات، وإنما هي مسألة تتعلق بشخصية فاسدة. إن امتلاك شخصية فاسدة يعني امتلاك شخصية ضد المسيح، ولكن لا يعني ذلك أن المرء لديه جوهر ضد المسيح. إذا كان بوسع شخص ما أن يطلب الحق، وأن يطيع ما يقوله الآخرون، أيًّا كانوا، طالما كان ذلك يتوافق مع الحق، أفلن يكون من السهل على ذلك الشخص أن يحقق تعاونًا متناغمًا مع الآخرين؟ (بلى). من السهل على الناس الذين يستطيعون الخضوع للحق أن يتعاونوا مع الآخرين؛ أما الناس الذين لا يستطيعون الخضوع للحق فلا يستطيعون التعاون مع أي شخص. بعض الناس، على سبيل المثال، متغطرسون للغاية وبارون في أعين أنفسهم. إنهم لا يقبلون الحق مطلقًا، ولا يمكنهم التعاون بانسجام مع أي شخص. الآن، هذه مشكلة خطيرة؛ إن لديهم طبيعة ضد المسيح، ولا يمكنهم الخضوع للحق أو لله. إن الناس لديهم شخصية فاسدة: فإذا كان بوسعهم قبول الحق، فسوف يكون من السهل عليهم أن يخلَّصوا؛ أما إذا كانت لديهم طبيعة ضد المسيح ولا يستطيعون قبول الحق، فهم في ورطة؛ لن يكون الخلاص سهلًا بالنسبة لهم. وقد كُشِف العديد من أضداد المسيح في المقام الأول بسبب عدم قدرتهم على التعاون مع أي شخص، وتصرفهم دائمًا بشكل ديكتاتوري. هل هذا إظهار لشخصية فاسدة، أم أن هذا هو جوهر طبيعة ضد المسيح؟ عدم القدرة على التعاون مع أي شخص؛ ما هذه المشكلة؟ وما علاقة هذا بجعل الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله؟ إذا عقدنا شركة حول هذا البند بوضوح، فسوف تستطيع أن ترى أن أولئك الذين لديهم جوهر طبيعة ضد المسيح لا يستطيعون التعاون مع أي شخص، وأنهم سوف ينفصلون عن أي شخص يتعاونون معه، وأنهم حتى سيتحولون إلى أعداء لدودين. قد يبدو ظاهريًا أن بعض أضداد المسيح لديهم مساعدون أو شركاء، لكن الحقيقة هي أنه عندما يحدث شيء ما، بغض النظر عن مدى احتمال أن يكون الآخرون على صواب، فإن أضداد المسيح لا يستمعون أبدًا إلى ما يريد هؤلاء الآخرين قوله. إنهم لا يأخذونه حتى بعين الاعتبار، فضلًا عن مناقشته أو عقد شركة حوله. إنهم لا يعيرون الأمر أي انتباه على الإطلاق، وكأن الآخرين ليسوا موجودين. عندما يستمع أضداد المسيح إلى ما يقوله الآخرون، فإنهم يفعلون ذلك بشكل سطحي أو يؤدون هذا الفعل كي يشهده الآخرون. لكن عندما يحين وقت القرار النهائي في النهاية، فإن أضداد المسيح هم من يتخذون القرارات؛ وكلام أي شخص آخر ليس إلا جهدًا ضائعًا، ولا قيمة له على الإطلاق. على سبيل المثال، عندما يكون شخصان مسؤولَينِ عن شيء ما، ويكون لدى أحدهما جوهر ضد المسيح، فما الذي يظهر في هذا الشخص؟ أيًّا كان ذلك، فهو وحده من يبادر، ويطرح الأسئلة، ويعالج الأمور، ويتوصل إلى حل. وفي أغلب الأحيان، يُبقي شريكه في جهل تام. كيف يرى شريكه؟ لا يراه نائبًا عنه، وإنما فقط واجهة. في نظر ضد المسيح، شريكه ليس له وجود. وكلما حدثت مشكلة، فإن ضد المسيح يفكر فيها مليًّا، وما إن يقرر مسار عمل حتى يخبر الجميع أن هذه هي الطريقة التي يجب تنفيذ الأمر بها، ولا يُسمح لأحد بالسؤال. ما جوهر تعاونه مع الآخرين؟ إن تعاونه مع الآخرين يقوم في الأساس على أن يكون له القول الفصل، وألا يناقش المشكلات مع أي شخص آخر مطلقًا، وأن يتحمل المسؤولية الكاملة عن العمل وحده، وأن يحوِّل شركاءه إلى واجهة. إنه يتصرف دائمًا بمفرده ولا يتعاون أبدًا مع أي شخص. لا يناقش عمله أو يتواصل بشأنه مع أي شخص آخر، وغالبًا ما يتخذ القرارات بمفرده، ويتعامل مع المشكلات بمفرده، وفي أشياء كثيرة لا يعرف الآخرون كيف تم الانتهاء منها أو التعامل معها إلا بعد الانتهاء من العمل. يقول له أشخاص آخرون: "يجب مناقشة جميع المشكلات معنا. متى تعاملت مع هذا الشخص؟ كيف تعاملت معه؟ وكيف لم نعرف بذلك؟" لا يقدم تفسيرًا ولا يعطي أي اهتمام؛ فبالنسبة له، لا فائدة من شركائه على الإطلاق، وهم ليسوا إلا واجهة أو زينة. عندما يحدث شيء ما، فإنه يفكر فيه مليًّا، ويتخذ قراره بنفسه، ويتصرف كما يحلو له. أيًّا كان عدد الأشخاص الموجودين حوله، فإن الأمر كما لو أن هؤلاء الأشخاص غير موجودين. بالنسبة لضد المسيح، فإنهم يبدون كالهواء. وفي ظل هذا، هل هناك أي جانب حقيقي لتعاونه مع الآخرين؟ على الإطلاق، إنه فقط يقوم بالأشياء بسطحية وبلا اهتمام ويمثل. يقول له آخرون: "لماذا لا تعقد شركة مع جميع الأشخاص الآخرين عندما تواجه مشكلة؟" فيجيبهم قائلًا: "ماذا يعرفون؟ أنا قائد الفريق، وأنا من يقرر". يقول الآخرون: "ولماذا لم تعقد شركة مع شريكك؟" يجيب قائلًا: "لقد أخبرته، ولم يكن لديه رأي". إنه يستخدم انعدام رأي الآخرين أو عدم قدرتهم على التفكير أعذارًا لإخفاء حقيقة أنه يتصرف وفقًا لإرادته وحده. ولا يَتْبَعُ هذا أدنى قدر من التأمل الداخلي. سيكون من المستحيل على هذا النوع من الأشخاص قبول الحق. هذه مشكلة في طبيعة ضد المسيح.
كيف ينبغي تفسير مصطلح "التعاون" وكيف يُمارَس؟ (مناقشة الأمور عندما تنشأ). نعم، هذه إحدى طرق ممارسته. ماذا أيضًا؟ (تعويض نقاط ضعف المرء بنقاط قوة الآخر، وإشراف كل منهما على الآخر). هذا مناسب تمامًا؛ الممارسة على هذا النحو هي تعاون متناغم. هل هناك المزيد؟ طلب رأي الآخر عندما تحدث أشياء؛ أليس هذا تعاونًا؟ (بلى). إذا قدم شخص ما شركة عن رأيه، وقدم شخص آخر شركة عن رأيه، وفي النهاية اختارا شركة الشخص الأول فقط، فلماذا قاما بهذا العمل السطحي؟ هذا ليس تعاونًا؛ إنه يتعارض مع المبادئ، ولا يؤدي إلى نتائج التعاون. إذا تحدثت بصورة متواصلة، مثل مدفع رشاش، ولم تمنح الفرصة للآخرين الذين يرغبون في التحدث، ولم تستمع للآخرين حتى بعد أن عبَّرت عن كل أفكارك، فهل هذا نقاش؟ هل هذه شركة؟ إن هذا عمل روتيني بلا إخلاص؛ وليس تعاونًا. فما التعاون إذن؟ إنه عندما تتمكن أنت، بعد أن عبَّرت عن أفكارك وقراراتك، من طلب آراء الآخرين ووجهات نظرهم، ثم تقارن أقوالهم ووجهات نظرهم بأقوالك ووجهات نظرك، بينما يقوم بعض الأشخاص بممارسة التمييز بين هذه الأفكار ووجهات النظر، وطلب المبادئ، ومن ثم التوصل إلى تفاهم مشترك وتحديد المسار الصحيح للممارسة. هذا هو معنى النقاش والشركة؛ هذا هو معنى "التعاون". بعض الناس بصفتهم قادة لا يمكنهم إدراك حقيقة بعض الأمور بوضوح، لكنهم لا يناقشونها مع الآخرين إلا بعد نفاد خياراتهم. ثم يقولون للمجموعة: "لا أستطيع التعامل مع هذه المسألة باستبداد؛ ينبغي علي التعاون بتناغم مع الجميع. سأسمح لكم جميعًا بالتعبير عن آرائكم بشأنها ومناقشتها، لتحديد الشيء الصحيح الذي ينبغي علينا أن نفعله". وبعد أن يتحدث الجميع ويعبروا عن آرائهم، يسألون القائد عن رأيه في الأمر. فيقول: "إن ما يريده الجميع هو نفس ما أريده؛ لقد كنت أفكر في ذلك أيضًا. وهذا ما خططت لفعله منذ البداية، وبعد هذا النقاش، أصبح الإجماع مضمونًا". هل هذه ملاحظة صادقة؟ هناك ما يشوبها. إنه لا يستطيع أن يدرك حقيقة الأمر على الإطلاق، وهناك نية لتضليل الناس وخداعهم فيما يقوله؛ إنه يهدف إلى جعل الناس يقدرونه. إن طلبه لآراء الجميع ليس سوى مسألة شكلية يهدف منها إلى جعل الجميع يقولون إنه ليس ديكتاتوريًا أو مستبدًا. ولتجنب نعته بتلك الصفة فإنه يستخدم هذه الطريقة لإخفاء الحقيقة. والحقيقة أنه بينما يتحدث الجميع، فإنه لا يصغي على الإطلاق، ولا يأخذ أيًّا مما يقولونه على محمل الجد. وهو أيضًا ليس مخلصًا في سماحه للجميع بالتحدث. ظاهريًا، هو يسمح للجميع بعقد شركة والخوض في مناقشة، ولكن في الواقع، هو يسمح للجميع بالتحدث فقط من أجل إيجاد طريقة تتوافق مع نواياه الخاصة. وما إن يقرر الطريقة المناسبة للتعامل مع الأمر حتى يرغم الناس على قبول ما ينوي فعله، سواء كان صحيحًا أم لا، ويجعل الجميع يعتقدون أن طريقته صحيحة، وأنها مقصد الجميع. وفي النهاية ينفذها بالقوة. فهل هذا ما تسميه تعاونًا؟ كلا؛ ماذا تسميه إذن؟ إنه شخص ديكتاتوري. سواء كان مصيبًا أم مخطئًا، فإنه يريد أن يكون صاحب القول الفصل الوحيد. وعلاوة على ذلك، عندما يحدث شيء ما ولا يستطيع أن يدرك حقيقته بوضوح، فإنه يجعل الجميع يتحدثون أولًا. وما إن يتحدثوا جميعًا، فإنه يلخص وجهات نظرهم، ويبحث فيها عن طريقة تعجبه ويجدها مناسبة، ويجعل الجميع يقبلونها. إنه يتبع التظاهر بالتعاون، ونتيجة لهذا فإنه لا يزال يتصرف كما ينوي؛ فلا يزال هو صاحب القول الفصل الوحيد. إنه يبحث عن الأخطاء ويحاول إيجاد الثغرات فيما يقوله الجميع، ويقدم تعليقات ويحدد النبرة، ثم يجمع كل ذلك في بيان واحد كامل ودقيق، يتخذ من خلاله قراره، مظهرًا للجميع أنه أعلى من الآخرين. يبدو في الظاهر أنه استمع إلى آراء الجميع، وسمح للجميع بالتحدث. لكن الحقيقة أنه وحده من يتخذ القرار في النهاية. إن القرار في الواقع عبارة عن رؤى ووجهات نظر الجميع، وقد لخصها هو فقط، وعبَّر عنها بطريقة أكثر اكتمالًا ودقة. بعض الناس لا يمكنهم إدراك ذلك بوضوح، لذلك يعتقدون أنه أفضل. ما طبيعة مثل هذا التصرف من جانبه؟ أليس هذا مكرًا بالغًا؟ إنه يلخص آراء الجميع ويعبر عنها وكأنها آراءه، حتى يعبده الناس ويطيعوه؛ وفي النهاية، يتصرف الجميع كما يشاء هو. هل هذا تعاون متناغم؟ إنها غطرسة وبر ذاتي، وديكتاتورية؛ إنه ينسب كل الفضل لنفسه. إن هؤلاء الناس في تعاونهم مع الآخرين غير صادقين، ومتغطرسون، وبارون في أعين أنفسهم، وسيرى الناس ذلك إذا ما أعطوا الوقت الكافي. سيقول البعض: "تقول إنني لا أستطيع التعاون مع أي شخص؛ حسنًا، لديَّ شريك! إنه يتعاون معي بشكل جيد: يذهب إلى حيث أذهب، ويفعل ما أفعله؛ يذهب إلى حيث أطلب منه الذهاب، ويفعل ما أطلب منه فعله، بأي طريقة أريده أن يفعل ذلك". هل هذا هو معنى التعاون؟ كلا، هذا يسمى خادمًا. خادم ينفذ أوامرك؛ هل هذا تعاون؟ من الواضح أنه تابع خنوع، بلا أفكار أو وجهات نظر، فضلًا عن أن تكون له آراء خاصة به. وإضافة إلى ذلك، فإن تفكيره هو تفكير شخص يسعى إلى رضى الناس. إنه ليس دقيقًا في أي شيء يفعله، وإنما يؤدي عملًا روتينيًا سطحيًا بلا مبالاة، ولا يحافظ على مصالح بيت الله. ما الغرض الذي قد يحققه تعاون كهذا؟ أيًا كان من يتعاون معه، فهو ينفذ أوامره فحسب، دائمًا تابع خنوع. إنه يصغي إلى كل ما يقوله الآخرون، ويفعل كل ما يطلب منه الآخرون فعله. هذا ليس تعاونًا. ما هو التعاون؟ يجب أن تكونوا قادرين على مناقشة الأشياء مع بعضكم البعض، والتعبير عن وجهات نظركم وآرائكم؛ يجب أن تكملوا بعضكم البعض وتشرفوا على بعضكم البعض، وأن تطلبوا من بعضكم البعض، وتستفسروا من بعضكم البعض، وتنبهوا بعضكم البعض. هذا هو التعاون المتناغم. لنفترض، على سبيل المثال، أنك تعاملت مع شيء ما وفقًا لإرادتك، وقال شخص ما: "لقد فعلت ذلك بشكل خاطئ، على عكس المبادئ تمامًا. لماذا تعاملت مع الأمر بالطريقة التي أردتها، دون طلب الحق؟" فترد على هذا قائلًا: "هذا صحيح؛ أنا سعيد لأنك نبهتني! لو لم تفعل ذلك لكان الأمر قد أدى إلى كارثة!" هذا هو تنبيه بعضكم البعض. إذن ما الإشراف على بعضكم البعض؟ كل شخص لديه شخصية فاسدة، وقد يكون لا مبالٍ في أداء واجبه، ويحافظ فقط على مكانته وكبريائه، وليس على مصالح بيت الله. مثل هذه الحالات موجودة في كل شخص. إذا علمت أن شخصًا ما لديه مشكلة، ينبغي عليك أن تأخذ زمام المبادرة لعقد شركة معه، وتذكيره بأداء واجبه وفقًا للمبادئ، مع اعتبار ذلك بمثابة تحذير لنفسك. هذا هو الإشراف المتبادل. ما الوظيفة التي يؤديها الإشراف المتبادل؟ إنه يهدف إلى حماية مصالح بيت الله، وكذلك منع الناس من اتخاذ الطريق الخطأ. وللتعاون وظيفة أخرى، بعيدًا عن تنبيه بعضنا البعض والإشراف على بعضنا البعض وهي: الاستفسار من بعضنا البعض. عندما تريد التعامل مع شخص ما، على سبيل المثال، يجب أن تعقد شركة مع شريكك وأن تستفسر منه قائلًا: "لم أواجه هذا النوع من الأشياء من قبل. لا أعرف كيف أتعامل معه. كيف أتعامل معه بطريقة جيدة؟ لا أستطيع حل المشكلة!" فيقول: "لقد تعاملت مع مشكلات مثل هذه من قبل. كان السياق في ذلك الوقت مختلفًا قليلًا عما هو الأمر في حالة هذا الشخص؛ سيكون الأمر أشبه باتباع القواعد، إذا تعاملنا مع الأمر بالطريقة نفسها. أنا أيضًا لا أعرف طريقة جيدة للتعامل مع هذا الأمر الآن". فتقول أنت: "لديَّ فكرة أود أن أعرضها عليك. إن هذا الشخص يبدو شريرًا، بالنظر إلى شخصيته، لكن لا يمكننا التأكد من ذلك في الوقت الحالي. لكنه يستطيع العمل، لذا دعه يعمل الآن. وإذا لم يتمكن من العمل، واستمر في عرقلة وإزعاج الأمور، فسنتعامل معه عندئذٍ". يسمع هذا ويقول: "هذه طريقة جيدة. إنها طريقة حذرة ومتوافقة تمامًا مع المبادئ، وهي ليست قمعية وليست منفسًا لغضب شخصي. دعنا نتعامل مع الأمر بهذه الطريقة إذن". كلاكما توصلتما إلى اتفاق من خلال النقاش. والعمل الذي يتم بهذه الطريقة يسير بسلاسة. افترض أنكما لا تتعاونان ولا تناقشان الأمور، وعندما لا يعرف شريكك كيفية التعامل مع شيء ما، فإنه يلقيه على كاهلك، مفكرًا في نفسه قائلًا: "تعامل معه كما يحلو لك. وإذا حدث أي خطأ، فسيكون مسؤوليتك، مهما يكن من أمر؛ لن أكون مشاركًا في المسؤولية معك". يمكنك أن ترى أن شريكك يتصرف من منطلق عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، ومع ذلك لا توضح ذلك له، بل تتصرف باندفاع وفقًا لإرادتك، وتفكر قائلًا: "ألا تريد أن تتحمل المسؤولية؟ أتريد أن تتركني أتعامل مع الأمر؟ حسنًا، سأتعامل مع الأمر، وبعدها سأطرده". كلاكما لا يتشارك رأيًا؛ كلاكما لديه منظوره الخاص؛ ونتيجة لذلك، يتم التعامل مع الأمر بطريقة عشوائية تخالف المبادئ، ويتعرض شخص قادر على العمل للإخراج بشكل تعسفي. هل هذا تعاون متناغم؟ إن التعاون المتناغم هو السبيل الوحيد لتحقيق نتائج إيجابية. إذا لم يتحمل أحد الطرفين المسؤولية، وتصرف الآخر بشكل تعسفي، فإن هذا يعادل أنهما لم يتعاونا. كلاهما يتصرف وفقًا لإرادته الخاصة. فكيف يمكن أن يكون أداء المرء لواجبه بهذه الطريقة وافيًا بالمعايير؟
عندما ينشأ شيء ما وسط التعاون، يجب أن تستفسروا من بعضكم البعض، وأن تناقشوا الأمور مع بعضكم البعض. هل يمكن لأضداد المسيح أن يمارسوا بهذه الطريقة؟ أضداد المسيح لا يمكنهم التعاون مع أي شخص؛ إنهم يرغبون دائمًا في إقامة حكم منفرد. إن سمة هذا المظهر هي "التفرد". لماذا نستخدم كلمة "انفراد" لوصفه؟ لأنهم قبل أن يتخذوا إجراءً، لا يأتون أمام الله في الصلاة، ولا يطلبون مبادئ الحق، فضلًا عن أنهم لا يبحثون عن شخص يعقدون معه شركة ويقولون له: "هل هذا مسار مناسب؟ علامَ تنص ترتيبات العمل؟ كيف ينبغي التعامل مع هذا النوع من الأشياء؟" إنهم لا يناقشون الأمور أبدًا، أو يسعون إلى التوصل إلى اتفاق آراء مع زملائهم وشركائهم؛ إنهم فقط يفكرون في الأشياء، ويخططون بأنفسهم، ويضعون خططهم وترتيباتهم الخاصة. بمجرد قراءة سريعة خاطفة لترتيبات عمل بيت الله، يعتقدون أنهم فهموها، ثم يرتبون العمل بلا تبصر؛ وعندما يعرف الآخرون بالأمر، يكون العمل قد رُتِب بالفعل. من المستحيل أن يسمع أي شخص آراءهم أو وجهات نظرهم من أفواههم مسبقًا، لأنهم لا يعبِّرون أبدًا عن الأفكار والآراء التي يضمرونها إلى أي شخص. قد يسأل أحد الأشخاص قائلًا: "ألا يوجد شركاء لدى جميع القادة والعاملين؟" قد يكون لديهم شخص ما كشريك بصورة شكلية، ولكن عندما يحين وقت العمل، لن يكون لديهم شريك بعدها؛ إنهم يعملون بمفردهم. على الرغم من أن القادة والعاملين لديهم شركاء، وكلّ من يقوم بأيّ واجب لديه شركاء، فإن أضداد المسيح يعتقدون أنهم يتمتّعون بمستوى قدرات جيد وأنّهم أفضل من عامّة الناس، وبالتالي لا يستحق هؤلاء أن يكونوا شركاء لهم، وهم جميعًا أدنى منزلة منهم. ولهذا السبب يحبّ أضداد المسيح أن يكون لهم القول الفصل، ولا يحبّذون مناقشة الأمور مع الآخرين. إنهم يظنون أنّ قيامهم بذلك يجعلهم يبدون غير أكْفاء ولا يصلحون لأي شيء. أيّ نوع من وجهات النظر هذه يا ترى؟ وأي نوع من الشخصيات هذه؟ هل هذه شخصية متعجرفة؟ إنّهم يظنّون أنّ التعاون مع الآخرين، ومناقشة الأمور معهم، والاستفسار منهم والطلب منهم، أمرٌ مخجل ومهين، أمر يمسّ كبريائهم. وهكذا، وبُغية صون عزّة نفسهم، لا يتركون للشفافية مكانًا في كافّة أفعالهم ولا يُطلعون الآخرين عليها، فضلًا عن مناقشتها معهم، إذ يرون في مناقشة المسائل مع الآخرين إظهارًا لعدم كفاءتهم، وفي استجداء آراء الآخرين دومًا دليلًا على غبائهم وعلى عجزهم عن التفكير من تلقاء أنفسهم، وفي التعاون مع الآخرين لإنجاز مهمّة أو تسوية مشكلة ما إظهارًا لعدم فائدتهم. ألا ينمّ ذلك عن عقليّتهم المتغطرسة والسخيفة؟ ألا ينمّ ذلك عن فساد شخصيتهم؟ إنّ غطرستهم وإيمانهم ببرّهم في عين أنفسهم واضحان كلّ الوضوح؛ إذ فقدوا كلّ منطق بشري طبيعي، ويعانون من خلل في دماغهم. إنهم يظنون دومًا أنّهم يتمتعون بقدرات، وأنّ بوسعهم إنهاء الأمور بأنفسهم، وأنهم لا يحتاجون إلى التعاون مع الآخرين. وإنهم إذ يملكون هذه الشخصيات الفاسدة، يعجزون عن تحقيق تعاون منسّق مع الآخرين. إنهم يعتقدون أنّ التعاون مع الآخرين هو إضعاف وتفتيت لسلطتهم، وأنه عند التشارك في العمل معهم، تقل سلطتهم الخاصة ويعجزون عن تقرير كلّ المسائل بأنفسهم، ما يعني افتقارهم إلى السلطة الحقيقية، وهذه خسارة فادحة بالنسبة إليهم. وهكذا، فبصرف النظر عمّا يحدث لهم، إذا رأوا أنّهم يفهمون وأنهم يعرفون الطريقة المناسبة للتعامل معه فلن يعمدوا إلى مناقشته مع أي شخص آخر، وسيتخذون جميع القرارات بأنفسهم. كما أنهم سيفضّلون ارتكاب الأخطاء على إطلاع الآخرين على ما يفعلونه، والوقوع في الخطأ على تقاسم السلطة مع أشخاص آخرين، وسيفضلون كذلك الطرد على السماح للآخرين بالتدخّل في عملهم. هؤلاء هم أضداد المسيح. الذين يفضّلون الإضرار بمصالح بيت الله ويفضّلون الرهان على مصالح هذا البيت على تقاسم سلطتهم مع أي شخص آخر. إنّهم يظنّون أنّهم عندما يقومون بعمل ما أو يعالجون إحدى المسائل، فإن هذا ليس أداءً لواجب، وإنما فرصة لإظهار أنفسهم والتميز عن الآخرين، وفرصة لممارسة السلطة. لذا فعلى الرغم من أنهم يقولون إنهم سيتعاونون بصورة متناغمة مع الآخرين، وأنهم سيناقشون الأشياء معًا عندما تحدث، فإن الحقيقة هي أنهم في أعماق قلوبهم ليسوا على استعداد للتخلي عن سلطتهم أو عن مكانتهم. إنهم يظنون أنهم ما داموا يفهمون بعض التعاليم، ويستطيعون القيام بهذه الأعمال بأنفسهم، فإنهم لا يحتاجون إلى التعاون مع أي شخص آخر؛ إذ يرون أنّ عليهم تنفيذ هذه الأعمال وإنجازها بمفردهم وأن ذلك وحده يجعلهم أكْفاء. فهل هذا الرأي صحيح؟ إنّهم لا يعرفون أنّهم في حال انتهاك المبادئ، فإنهم لا يقومون بواجباتهم، وأنهم غير قادرين على إتمام إرسالية الله، وأنهم بالكاد يعملون. فعوضًا عن طلب مبادئ الحق عند القيام بواجبهم، يمارسون سلطتهم تبعًا لأفكارهم ونواياهم، ويتباهون متفاخرين بأنفسهم. وبصرف النظر عن هويّة شريكهم أو طبيعة عملهم، فإنهم لا يرغبون أبدًا في مناقشة المسائل، إنّما يبغون دومًا التصرّف من تلقاء أنفسهم، وأن تكون لهم دومًا الكلمة الأخيرة. من الواضح أنّهم يتلاعبون بالسلطة، ويستخدمونها لإنجاز الأمور؛ إذ يحب جميع أضداد المسيح السلطة وعندما تكون لديهم مكانة، يريدون المزيد من السلطة. وعندما يمتلكون السلطة، يميلون إلى استخدام مكانتهم للتباهي واستعراض أنفسهم، لكي يجعلوا الآخرين يبجلونهم ويحققوا هدفهم المتمثل في التميّز على الآخرين. وبالتالي، يركّز أعداء المسيح انتباههم على السلطة والمكانة، ولن يتخلّوا عن سلطتهم أبدًا. أيًّا كان الواجب الذي يؤدونه، أو أيًّا كان مجال المعرفة المهنية التي ينطوي عليها، فسوف يتظاهرون بمعرفته، حتى عندما يكون من الواضح أنهم لا يعرفون. وإذا اتهمهم أحد بعدم الفهم وأنهم فقط يتظاهرون، فسيقولون: "حتى لو بدأت في دراسة هذا الآن، فسأفهمه أفضل منك. إنها فقط مسألة بحث عن بعض المصادر عبر الإنترنت، أليس كذلك؟" هكذا يكون أضداد المسيح متغطرسين وبارِّين في أعين أنفسهم. إنهم ينظرون إلى كل شيء باعتباره أمرًا بسيطًا، ويجرؤون على تولي الأمور بالكامل وحدهم. ونتيجة لذلك، عندما يتفقد الأعلى العمل ويسأل عن كيفية تقدم الأمر، يقولون إنه اكتمل إلى حد ما. والحقيقة هي أنهم كانوا يعملون بمفردهم، ولا يناقشون الأمور مع أي شخص؛ لقد كانوا يقررون كل شيء بأنفسهم. وإذا سألتهم قائلًا: "هل هناك مبادئ للطريقة التي تتصرفون بها؟" فسوف يسردون لك مجموعة كاملة من النظريات لإثبات أن ما يفعلونه صحيح ومتوافق مع المبادئ. إن تفكيرهم في واقع الأمر محرَف وخاطئ. إنهم لم يناقشوا الأمور على الإطلاق مع الآخرين، لكن كان لهم دائمًا القول الفصل، وكانوا يتخذون القرارات بأنفسهم. إن القرارات التي يتخذها شخص واحد لا بد أن تنطوي على انحرافات في معظم الأحيان، فما هذه الشخصية التي تجعلهم يعتقدون أنهم على حق وأنهم دقيقون؟ إنها شخصية متغطرسة واضحة. لديهم شخصية متغطرسة، ولهذا السبب هم ديكتاتوريون؛ ولهذا السبب يجمحون في فعل الأشياء السيئة. إنه الاستبداد؛ إنه احتكار. هذه هي شخصية أضداد المسيح. إنهم لا يرغبون أبدًا في التعاون مع أي شخص، وإنما يجدون ذلك غير مجدٍ وغير ضروري. إنهم يعتقدون دائمًا أنهم أفضل من الآخرين، وأن لا أحد يقارن بهم. ولهذا السبب فإن أضداد المسيح في أعماق قلوبهم لا توجد لديهم أي رغبة أو نيَّة للتعاون مع الآخرين. إنهم يريدون أن ينفَّذ ما يقولونه؛ إنهم يريدون الاحتكار. حينها فقط يشعرون بالسعادة؛ حينها فقط يمكنهم إثبات تفوقهم، جاعلين الآخرين يشعرون بالانبهار تجاههم ويعبدونهم.
ثمة جزء آخر من الأمر، وهو أن أضداد المسيح يرغبون دائمًا في امتلاك السلطة المطلقة، وأن يكون لهم وحدهم القول الفصل. وهذا الجانب من شخصيتهم يجعلهم أيضًا غير قادرين على التعاون مع الآخرين. إذا سألتهم عما إذا كانوا على استعداد للتعاون، فإنهم يقولون إنهم على استعداد لذلك، ولكن عندما يحين الوقت لفعل ذلك، فإنهم لا يستطيعون. هذه هي شخصيتهم. لماذا لا يستطيعون فعل ذلك؟ على سبيل المثال، إذا كان أحد أضداد المسيح مساعدًا لرئيس مجموعة، وكان شخص آخر هو رئيس المجموعة، فإن ذلك الشخص الذي يتمتع بجوهر طبيعة ضد المسيح سينتقل من مساعد إلى رئيس، وسيصبح رئيس المجموعة مساعدًا له. سيعكس الأمر. كيف يمكنه تحقيق ذلك؟ لديه أساليب عدة. أحد عناصر أساليبه هو أنه يستغل الأوقات التي يقوم فيها بعمل ما أمام الإخوة والأخوات – الأوقات التي يمكن لمعظم الناس رؤيته فيها – كي يتحدث ويتصرف كثيرًا ويتباهى بنفسه، لجعل الناس يقدِّرونه ويعترفون بأنه أفضل كثيرًا من رئيس المجموعة، وأنه تفوق عليه. وبمرور الوقت، سوف يقول الإخوة والأخوات إن رئيس المجموعة ليس جيدًا مثل مساعد رئيس المجموعة. يسعد ضد المسيح بسماع هذا؛ ويفكر قائلًا: "أخيرًا، يعترفون بأنني أفضل منه. لقد حققت غايتي". ما المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن يتمِّمها مساعد رئيس مجموعة في الظروف العادية؟ عليه التعاون مع رئيس المجموعة في تنفيذ العمل الذي رتبته الكنيسة وإنجازه، ورفع الأمور إلى رئيس المجموعة، وحثه، والإشراف عليه؛ والعمل معه وفقًا للنقاش. يجب أن يلعب رئيس المجموعة دور القائد الأساسي؛ ويجب أن يسانده مساعد رئيس المجموعة، وأن يتعاون معه في التأكد من أن كل مشروع عمل هناك من يتولاه. وبخلاف عدم تخريب الأشياء، ينبغي عمل كل شيء بالتعاون مع رئيس المجموعة، حتى يتم إنجاز العمل الذي يجب تنفيذه على نحو جيد. وإذا كانت تصرفات رئيس المجموعة تخالف المبادئ، ينبغي إذن على مساعد رئيس المجموعة مناقشة الأمر معه، ومساعدته، وتصحيح الخطأ. وفي كل شيء يفعله رئيس المجموعة بشكل صحيح وجيد، ومتوافق مع مبادئ الحق، فإن مساعد رئيس المجموعة عليه أن يدعمه ويتعاون معه، وأن يبذل قصارى جهده في خدمته، وأن يكون على قلب وعقل رئيس المجموعة لتنفيذ العمل على نحو جيد. وإذا حدثت مشكلة ما، أو وُجِدَت مشكلة ما، فينبغي على الاثنين مناقشة حلها. في بعض الأحيان، يكون هناك شيئان يجب فعلهما في الوقت نفسه؛ وما إن يناقش الاثنان الأمر، فينبغي على كل منهما الاهتمام كلٌ بعمله جيدًا وبشكل منفصل. هذا هو التعاون؛ التعاون المتناغم. هل يتعاون أضداد المسيح بهذه الطريقة مع الآخرين؟ كلا بالتأكيد. إذا كان أحد أضداد المسيح يلعب دور مساعد رئيس مجموعة، فسوف يحاول معرفة ما يتعين عليه فعله لتبادل المنصب مع رئيس المجموعة، لتحويل رئيس المجموعة إلى المساعد وتحويل المساعد إلى رئيس المجموعة؛ وبهذه الطريقة يتولى المسؤولية. يأمر رئيس المجموعة بفعل هذا وذاك، مُظهرًا للجميع أنه أفضل كثيرًا من رئيس المجموعة، وأنه مناسب ليكون رئيس المجموعة. وبهذه الطريقة، ترتقي منزلته بين الآخرين، ومن ثم يُختار بشكل طبيعي رئيسًا للمجموعة. إنه يتعمد أن يجعل رئيس المجموعة يبدو أحمقًا ويفقد ماء وجهه، لينظر إليه الآخرون بازدراء. ومن ثم، يسخر منه بكلامه، ويهزأ به، ويفضحه، ويقلل من شأنه. وشيئًا فشيئًا، تكبر الفجوة بينهما أكثر فأكثر، وتختلف مكانتهما في قلوب الناس أكثر فأكثر. وبهذا يصبح ضد المسيح رئيسًا للمجموعة، في النهاية؛ لقد كسب الناس إلى جانبه. هل يمكنه إذن التعاون بتناغم مع الآخرين بمثل هذه الشخصية التي لديه؟ كلا. إنه يريد أينما وُجِد أن يكون الركن الأساسي، وأن يكون لديه احتكار، وأن يستحوذ على السلطة في يديه. أيًّا كان مسمَّاك الوظيفي، رئيسًا أو مساعدًا، كبيرًا أو صغيرًا، فإن المكانة والسلطة، كما يراها، يجب أن تصبح عاجلًا أم آجلًا بيده وحده. وأيًّا كان من يؤدي واجبًا معه، أو يقوم بأي مشروع عمل معه، أو حتى يناقش معه مشكلة ما، فإنه يظل منعزلًا يتصرف بمفرده. إنه لا يتعاون مع أي شخص. ولا يُسمح لأحد أن يكون له المنزلة نفسها أو المسمَّى الوظيفي نفسه، أو القدرة أو السمعة نفسها مثلما لديه. وما إن يتفوق عليه شخص ما ويهدد مكانته، فإنه يحاول عكس الموقف بأي وسيلة متاحة له. على سبيل المثال، يناقش الجميع مسألة ما، وعندما تكون المناقشة على وشك التوصل إلى نتيجة، فإنه يفهم هذا الأمر بسرعة ويعرف ما يجب فعله. يقول: "هل من الصعب إلى هذه الدرجة حقًا تولي هذا الأمر؟ هل لا يزال يحتاج إلى مثل هذه المناقشة؟ لا شيء مما تقولونه سينجح!" ومن ثم يعرض نظرية جديدة أو فكرة رنانة لم يفكر فيها أحد، بحيث يدحض آراء الجميع في نهاية الأمر. وما إن يفعل ذلك، حتى يفكر الناس قائلين: "إنه في مكانة عالية، حسنًا؛ لماذا لم نفكر في ذلك؟ نحن مجرد حثالة جهلاء. هذا غير مجدٍ؛ نحتاج إليك في موضع القيادة!" هذه هي النتيجة التي يريدها ضد المسيح؛ فهو دائمًا يكثر من التحدث بأفكار رنانة، حتى يتمكن من الظهور بمظهر فريد، ويكسب احترام الآخرين. وما الانطباع الذي يأخذه الناس عنه في نهاية الأمر؟ أن أفكاره تتجاوز أفكار الناس العاديين، وأنها أرقى من أفكار الناس العاديين. كيف تكون أرقى؟ إذا لم يكن حاضرًا، فلا تستطيع المجموعة إصدار حكم أو إنهاء أي شيء، لذلك يجب أن تنتظر المجموعة حتى يأتي ويقول شيئًا ما. وما إن يفعل ذلك، يُعجب به الجميع، وإذا كان ما يقوله مغلوطًا، فيظل الجميع يقولون إنه راقٍ. أليس بذلك يضلل الناس؟ لماذا لا يمكنه التعاون مع أي شخص إذًا؟ إنه يفكر قائلًا لنفسه: "التعاون مع الناس يعني وضع نفسي في مستواهم. هل يمكن لجبل واحد أن يتسع لنمرين قويين؟ لا يمكن أن يتسع الجبل سوى لملك واحد، وتلك الملَكية تذهب إلى من يستطيع الاحتفاظ بها؛ وهو شخص قادر مثلي الذي يمكنه القيام بذلك. جميعكم لستم أذكياء؛ مستوى قدراتكم ضعيف، كما أنكم جبناء. أضيفوا إلى ذلك، أنكم لم تغشوا أو تخدعوا أشخاصًا في العالم؛ لقد خدعكم الآخرون فقط. أنا وحدي المؤهل لأكون قائدًا هنا!" معه تصبح الأشياء السيئة أشياء جيدة. إنه يتباهى بهذه الأشياء السيئة الخاصة به؛ أليس هذا وقحًا؟ لماذا يقول هذه الأشياء؟ وما الغرض من تصرفه على هذا النحو إذًا؟ إن غرضه هو أن يكون القائد، وأن يكون صاحب أبرز مكانة، مهما كان حجم المجموعة التي ينتمي إليها. أليس هذا مقصده؟ (بلى، إنه كذلك). لذا فإنه يفكر في كل طريقة للتقليل من شأن الجميع وإذلالهم والسخرية منهم، ثم يقدم أفكارًا رنانة خاصة به لإقناع الجميع وجعل الجميع يفعلون ما يقوله. هل هذا تعاون؟ كلا؛ فما هو إذًا؟ إن هذا يتفق مع البند الثامن الذي كنّا نتحدث فيه عن: أنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله. وهذا الكلام يتعلق بالتعاون. هل يستطيع أضداد المسيح – أيًا كان ما يفعلونه، سواء في لغتهم أو في أساليبهم – أن يؤدوا واجبهم بالتعاون مع الآخرين؟ (كلا). إنهم لا يتعاونون، بل يطالبون بأن يتعاون الآخرون مع أقوالهم وأساليبهم فقط. فهل يستطيعون إذًا أن يأخذوا النصيحة من الآخرين؟ كلا بالتأكيد. أيًّا كانت النصيحة التي قد يقدمها لهم الآخرون، فإنهم لا يبالون بها على الإطلاق. إنهم لا يسألون عن التفاصيل أو الأسباب، ولا يسألون عن الكيفية التي ينبغي بها التعامل مع الأمور حقًا، فضًلا عن أن يطلبوا مبادئ الحق. والأسوأ من ذلك أنهم لا يسألونني حتى عندما أكون أمامهم؛ إنهم يعاملونني كالهواء. أسألهم إذا كانت لديهم مشكلة ما، فيقولون لا. يكون واضحًا أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بشأن شيء ما حدث للتو، ومع ذلك لا يسألونني، رغم أنني هناك أمامهم. فهل يستطيعون إذًا أن يتعاونوا مع أي شخص آخر؟ لا أحد مؤهل ليكون شريكًا لهم، وإنما عبد وخادم لهم فقط. أليس الأمر كذلك؟ قد يكون لبعضهم شركاء، ولكن في الواقع، هؤلاء الشركاء هم خدم لهم، يشبهون الدمى إلى حدٍّ كبير. يقولون لشريكهم: "اذهب هنا"، فيفعل شريكهم ذلك؛ "اذهب هناك"، ويفعل شريكهم ذلك؛ يعرف شريكهم ما يريدونه أن يعرف، أما ما لا يريدونه أن يعرف فلا يجرؤ حتى على السؤال عنه. والأشياء تكون كما يقولون. قد يقول لهم شخص ما: "لن يفلح هذا. هناك بعض الأشياء التي لا يسعك أن تكون مسؤولًا عنها بمفردك. عليك أن تجد شخصًا تتعاون معه، شخصًا يشرف عليك. فضلًا عن ذلك، كان هناك بعض الأعمال التي لم تتعامل معها جيدًا في الماضي. عليك البحث عن شخص ذي مستوى قدرات، لديه القدرة على أداء العمل، للتعاون معك ومساعدتك؛ ينبغي عليك حماية عمل الكنيسة ومصالح بيت الله!" ماذا سيقولون ردًا على ذلك؟ سيقولون: "إذا أعفيت شريكي، فلن يكون هناك شخص آخر مناسب للشراكة معي". ما الذي يقولونه؟ هل يقولون إنهم لن يكون لديهم شريك، أم أنهم لا يستطيعون العثور على هذا النوع من الخدم والعبيد؟ إنهم يخشون ألا يتمكنوا من العثور على مثل هذا العبد أو الخادم، مثل هذا "الشريك" الذي لا يفعل شيئًا سوى تنفيذ أوامرهم. كيف برأيكم ينبغي معالجة هذا التحدي الذي يثيرونه؟ قد تقول: "آه، لا يمكنك العثور على شريك؟ إذًا ليس عليك العمل في هذا المشروع؛ أي شخص لديه شريك يمكنه فعل ذلك بدلًا منك". ألم تُحَل المشكلة على هذا النحو؟ إذا لم يكن أحد مناسبًا للشراكة معك، ولا يمكن لأحد التعاون معك، فأي نوع من الأشياء أنت إذًا؟ أنت مسخ، غريب الأطوار. أولئك الذين لديهم عقل حقًا قادرون على الأقل على التعاون مع الشخص العادي، ما لم يكن ذلك الشخص ذي مستوى قدرات ضعيف للغاية. لن يفلح ذلك. إن أول ما ينبغي للناس العقلاء فعله هو تعلم التعاون مع الآخرين في أداء واجبهم. لا بد أن يكونوا قادرين على التعاون مع أي شخص، ما لم يكن ذلك الشخص ضعيف العقل أو إبليس، ففي هذه الحالة لا توجد وسيلة للتعاون معه. ومن المهم للغاية أن يكون المرء قادرًا على التعاون مع أغلب الناس؛ فهذه علامة على العقل الطبيعي.
إحدى السمات الأكثر وضوحًا لجوهر أضداد المسيح هي أنهم يحتكرون السلطة ويديرون ممالكهم الاستبدادي الخاصة: إنهم لا يستمعون إلى أي شخص، ولا يحترمون أي شخص، وبغض النظر عن نقاط القوة لدى الناس، أو وجهات النظر الصحيحة أو الآراء الحكيمة التي قد يعبرون عنها، أو الأساليب الملائمة التي قد يقدمونها، فإنهم لا يستمعون لهم؛ وكأن لا أحد مؤهلًا للتعاون معهم أو المشاركة في أي شيء يفعلونه. وهذا هو نوع الشخصية التي يمتلكها أضداد المسيح. يقول بعض الناس إن هذه إنسانية سيئة؛ لكن كيف يمكن أن تكون هذه مجرد إنسانية سيئة شائعة؟ هذه شخصية شيطانية صارخة، هذا النوع من الشخصيات خبيث للغاية. لماذا أقول إن شخصياتهم خبيثة للغاية؟ يعتقد أضداد المسيح يستبيحون كل شيء من ممتلكات بيت الله وممتلكات الكنيسة، ويتعاملون معها باعتبارها ممتلكات شخصية لهم، ويجب أن يديروها هم بمفردهم، ولا يسمحون لأي شخص آخر بالتدخل في هذا الأمر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مصالحهم الخاص، ومكانتهم الخاصة، وكبريائهم الخاص. إنهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، فضلًا عن السماح لأي شخص لديه مستوى قدرات أو أي شخص يستطيع التحدث عن شهادته الاختبارية بتهديد سمعتهم ومكانتهم. لذا فإنهم يحاولون قمع أولئك المنافسين القادرين على التحدث عن شهادة اختبارية، والذين يمكنهم عقد شركة عن الحق وتوفير القوت لشعب الله المختار، ويحاولون جاهدين عزل هؤلاء الأشخاص تمامًا عن أي شخص آخر، لتلطيخ أسمائهم تمامًا في الوحل، وإسقاطهم. عندئذٍ فقط سيشعر أضداد المسيح بالسلام. وإذا لم يكن هؤلاء الأشخاص سلبيين قَط، وكانوا قادرين على الاستمرار في أداء واجبهم، والتحدث عن شهادتهم، ودعم الآخرين، فإن أضداد المسيح سيلجأون إلى ملاذهم الأخير؛ وهو التفتيش عن عيوبٍهم، وإدانتهم، ونصب الفخاخٍ لهم، واختلاق الأسباب لتعذيبهم ومعاقبتهم، إلى أن يتمكنوا من طردهم من الكنيسة. وعندئذ فقط سيرتاح أضداد المسيح تمامًا. هذه هي أكثر الأمور مكرًا وحقدًا لدى أضداد المسيح. إن أكبر ما يسبب لهم الخوف والقلق هم الأشخاص الذين يسعون إلى الحق والذين لديهم شهادة اختبارية حقيقية، لأن الأشخاص الذين لديهم مثل هذه الشهادة هم الذين يستحسنهم شعب الله المختار ويدعمونهم أكثر من غيرهم، وليس أولئك الذين يثرثرون بالكلمات والتعاليم على نحو خاوٍ. إن أضداد المسيح لا يمتلكون شهادة اختبارية حقيقية، وليسوا قادرين على ممارسة الحق؛ إنهم في أفضل الأحوال قادرون على القيام ببعض الأعمال الصالحة لكسب ود الناس. ولكن أيًّا كان عدد الأعمال الصالحة التي يقومون بها أو عدد الأشياء طيبة الأثر التي يقولونها، فإنها لا تزال لا تقارن بالفوائد والمزايا التي يمكن أن تجلبها شهادة اختبارية جيدة للناس. لا شيء يمكن أن يعوض عن تأثيرات تقديم الزاد والسقاية لشعب الله المختار من قِبل أولئك القادرين على التحدث عن شهادتهم الاختبارية. وهكذا، عندما يرى أضداد المسيح شخصًا ما يتحدث عن شهادته الاختبارية، تصبح نظرتهم خنجرًا. يشتعل الغضب في قلوبهم، وتزداد الكراهية، بينما هم يتوقون إلى إسكات المتحدث ومنعه من مواصلة التحدث. فإذا استمر في الحديث، فسوف تنهار سمعة أضداد المسيح تمامًا، وسوف تتعرى وجوههم القبيحة تمامًا ليراها الجميع، لذلك يبحث أضداد المسيح عن ذريعة لإرباك الشخص الذي يتحدث بالشهادة وقمعه. لا يسمح أضداد المسيح إلا لأنفسهم بتضليل الناس بالكلام والتعاليم؛ إنهم لا يسمحون لشعب الله المختار بتمجيد الله بالتحدث عن شهادتهم الاختبارية، مما يشير إلى نوع الناس الذين يكرههم أضداد المسيح ويخشونهم أكثر من غيرهم. عندما يميِّز شخص ما نفسه بقليل من العمل، أو عندما يكون شخص ما قادرًا على التحدث عن شهاد اختبارية حقيقية، ويتلقى شعب الله المختار بعض الفوائد، والتنوير، والدعم من هذه الشهادة، وتحظى بثناء عظيم من الجميع، ينمو الحسد والكراهية في قلوب أضداد المسيح، ويحاولون استبعاد ذلك الشخص وقمعه. وتحت أي ظرف من الظروف لا يسمحون لمثل هؤلاء الأشخاص بالقيام بأي عمل، لمنعهم من تهديد مكانتهم. الأشخاص الذين لديهم واقع الحق يعملون على إبراز وتسليط الضوء على فقر أضداد المسيح، وبؤسهم، وقبحهم، وشرهم عندما يكونون في حضرتهم، لذلك عندما يختار أضداد المسيح شريكًا أو زميل عمل، لا يختارون أبدًا الأشخاص الذين يمتلكون واقع الحق، ولا يختارون أبدًا الأشخاص الذين يمكنهم التحدث عن شهادتهم الاختبارية، ولا يختارون أبدًا الأشخاص الصادقين أو الأشخاص القادرين على ممارسة الحق. هؤلاء هم أكثر الناس الذين يكرههم أضداد المسيح ويحسدونهم، وهم شوكة في ضلوع أضداد المسيح. ومهما كانت الأشياء الجيدة أو المفيدة التي يفعلها هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون الحق لعمل بيت الله، فإن أضداد المسيح سيبذلون قصارى جهدهم لإخفاء هذه الأعمال. بل سيصل بهم الأمر إلى تحريف الحقائق لينسبوا إلى أنفسهم الفضل في الأشياء الجيدة، بينما يلقون باللوم عن الأشياء السيئة على الآخرين، كوسيلة لرفع أنفسهم والتقليل من شأن الآخرين. لدى أضداد المسيح غيرة وكراهية شديدتين تجاه أولئك الذين يسعون إلى الحق والذين يستطيعون التحدث عن شهادتهم الاختبارية. إنهم يخشون أن يهدد هؤلاء الأشخاص مكانتهم الخاصة، ولذلك يفعلون كل ما في وسعهم لمهاجمتهم واستبعادهم. إنهم يمنعون الإخوة والأخوات من الاتصال بهم أو التقرب إليهم، أو من دعم هؤلاء الأشخاص القادرين على التحدث عن شهادتهم الاختبارية أو مدحهم. إن هذا هو أكثر ما يكشف عن الطبيعة الشيطانية لأضداد المسيح، والتي هي طبيعة نافرة من الحق وتكره الله. وهذا يثبت أيضًا أن أضداد المسيح هم تيار معاكس شرير في الكنيسة، وأنهم المسؤولون عن اضطراب عمل الكنيسة وإعاقة مشيئة الله. إضافة إلى ذلك، فإن أضداد المسيح غالبًا ما يختلقون الأكاذيب، ويحرفون الحقائق بين الإخوة والأخوات، ويقللون من شأن الأشخاص الذين يمكنهم التحدث عن شهادتهم الاختبارية ويدينونهم. وأيًّا كان العمل الذي يقوم به هؤلاء الناس، فإن أضداد المسيح يجدون الأعذار لاستبعادهم وقمعهم، وهم يدينونهم، ويقولون إنهم يتسمون بالغطرسة والبر الذاتي، وأنهم يحبون التباهي، ويضمرون الطموحات. وفي الواقع، هؤلاء الناس لديهم شهادة اختبارية ويمتلكون بعضًا من واقع الحق. إنهم يتمتعون بإنسانية جيدة نسبيًا، ولديهم ضمير وعقل، وهم قادرون على قبول الحق. وعلى الرغم من أنه قد يكون لديهم بعض القصور، والعيوب، والكشوفات العارضة عن شخصية فاسدة، فإنهم قادرون على التأمل في أنفسهم والتوبة. هؤلاء الناس هم الذين سيخلصهم الله، والذين لديهم أمل في أن يكمِّلهم الله. وباختصار، هؤلاء هم الأشخاص المناسبون للقيام بالواجب. إنهم يستوفون المتطلبات والمبادئ اللازمة للقيام بالواجب. لكن أضداد المسيح يفكرون في أنفسهم: "لن أتحمَّل هذا بأي شكل من الأشكال. تريد أن يكون لك دور في مجالي، وأن تنافسني. هذا مستحيل؛ حذارِ حتى أن تفكر في هذا. أنت أكثر تعليمًا مني، وأكثر فصاحة مني، وأكثر شعبية مني، وأنت تسعى إلى الحق باجتهاد أكبر مما أفعل أنا. إذا تعاونت معك، وسرقت مني الأضواء، فماذا سأفعل أنا إذن؟" هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا. ما الذي يفكرون فيه إذن؟ إنهم لا يفكرون إلا في كيفية التشبث بمكانتهم الخاصة. وعلى الرغم من معرفة أضداد المسيح أنهم غير قادرن على القيام بعمل حقيقي، فإنهم لا يتعهدون الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيدة والذين يسعون إلى الحق ولا يرقونهم؛ والأشخاص الوحيدون الذين يرقّونهم هم أولئك الذين يتملقونهم، أولئك الميالون إلى عبادة الآخرين، والذين يستحسنونهم ويُكنّون لهم الإعجاب في قلوبهم، أولئك من أصحاب الأسلوب الساحر، الذين لا يتمتعون بفهم للحق ولا يقدرون على التمييز. يرفع أضداد المسيح هؤلاء الناس إلى جانبهم لكي يخدموهم، ويعملوا على تلبية طلباتهم، ويقضوا كل يوم من أيامهم في الدوران في فلكهم. وهذا يمنح أضداد المسيح سلطة في الكنيسة، وهو يعني أن كثيرًا من الناس سيتقربون منهم ويتبعونهم، وأن لا أحد سيجرؤ على الإساءة لهم. وجميع هؤلاء الأشخاص الذين يرعاهم أضداد المسيح هم أناسٌ لا يسعون إلى الحق. ومعظمهم يفتقرون إلى الفهم الروحي، ولا يعلمون شيئًا سوى اتباع القواعد. إنهم يحبون اتباع الاتجاهات والسلطات القائمة. إنهم من النوع الذي يشجعه وجود سيد قوي؛ إنهم عصابة من الأشخاص مشوَّشي الذهن. كيف يمكن تفسير هذا القول من قِبل غير المؤمنين؟ من الأفضل أن تكون مساعدًا لرجل صالح عن أن تكون السلف المعبود لرجل سيء. يفعل أضداد المسيح العكس تمامًا؛ يتصرفون كالأسلاف المعبودين لمثل هؤلاء الناس، ويشرعون في رعايتهم بوصفهم مؤيدين ملوِّحين بالرايات هاتفين لهم. متى كان ضد المسيح في السلطة في كنيسة ما، فإنه يجنِّد دائمًا الأشخاص مشوشي الذهن وأولئك الذين يعبثون بلا تبصر بصفتهم مساعدين له، بينما يستبعد ويقمع الأشخاص ذوي مستوى القدرات الذين يمكنهم فهم الحق وممارسته، والذين يمكنهم القيام بالعمل؛ لا سيما أولئك القادة والعاملين القادرين على العمل الفعلي. بهذه الطريقة، يتشكَّل معسكران في الكنيسة: في المعسكر الأول أولئك الذين يتمتعون بإنسانية صادقة نسبيًا، والذين يؤدون واجبهم بإخلاص، وهم أشخاص يسعون إلى الحق. والمعسكر الآخر هو عصابة من الأشخاص مشوشي الذهن والذين يعبثون بلا تبصر، ويقودهم أضداد المسيح. وهذان المعسكران سوف يستمران في محاربة بعضهما البعض حتى الكشف عن أضداد المسيح واستبعادهم. إن أضداد المسيح يقاتلون ويتصرفون ضد أولئك الذين يؤدون واجبهم بإخلاص ويسعون إلى الحق. ألا يزعج هذا عمل الكنيسة بشدة؟ ألا يعرقل ويزعج عمل الله؟ ألا تشكل قوة أضداد المسيح هذه حجر عثرة وعائقًا يمنع تنفيذ مشيئة الله في الكنيسة؟ أليست قوة شريرة تعارض الله؟ لماذا يتصرف أضداد المسيح بهذه الطريقة؟ لأنه من الواضح في أذهانهم أنه إذا نهضت هذه الشخصيات الإيجابية وأصبحوا قادة وعاملين، فسيكونون منافسين لأضداد المسيح؛ وسيصبحون قوة معارضة لهم، ولن يستمعوا مطلقًا إلى كلامهم أو يطيعوهم؛ ولن يتبعوا أيًّا من أوامر أضداد المسيح على الإطلاق. هؤلاء الناس يكفون لتشكيل تهديد لمكانة أضداد المسيح. عندما يرى أضداد المسيح هؤلاء الناس، تشتد الكراهية في قلوبهم؛ وإذا لم يستبعدوا هؤلاء الناس ويهزموهم ويدمروا سمعتهم، فإن قلوبهم ستخلوا من السلام والطمأنينة. لذا، لا بد أن يعملوا بسرعة لتنمية سلطتهم وتعزيز مكاناتهم. وبهذه الطريقة، يمكنهم التحكم في المزيد من أفراد شعب الله المختار، ولن يضطروا أبدًا إلى القلق بشأن تهديد مكانتهم من قِبل ثُلة من الساعين إلى الحق. إن أضداد المسيح يشكلون قوتهم الخاصة في الكنيسة، ويأخذون أولئك الذين يستمعون إليهم، ويطيعونهم، ويتزلفون إليهم، ويرقُّونهم ليكونوا مسؤولين عن كل جانب من جوانب العمل. هل فعل هذا مفيد لعمل بيت الله؟ كلا، والأمر ليس فقط أن هذا الفعل ليس مفيدًا، بل هو يخلق أيضًا عرقلة وإزعاجًا لعمل الكنيسة. إذا كانت هذه القوة الشريرة لديها أكثر من نصف الناس إلى جانبها، فهناك فرصة لأن تُسقِط الكنيسة. هذا لأن عدد الساعين إلى الحق في الكنيسة يشكل أقلية، في حين أن العاملين وعديمي الإيمان الذين هم هناك فقط ليأكلوا أرغفة الخبز حتى يشبعوا يشكلون نصف الموجودين على الأقل. في هذه الحالة، إذا ركز أضداد المسيح قوتهم على تضليل الناس واستمالتهم إلى صفهم، فبطبيعة الحال ستكون لهم الغلبة عندما تَنتخب الكنيسة القادة. لذلك يؤكد بيت الله دائمًا على أنه في أثناء الانتخابات، يجب عقد شركة عن الحق حتى يتضح. إذا كنت غير قادر على فضح أضداد المسيح وهزيمتهم عن طريق عقد شركة عن الحق، فإن أضداد المسيح قد يضلون الناس ويُنتخَبون قادةً، فيستولون على الكنيسة ويتحكمون فيها. ألا يكون هذا أمرًا خطيرًا؟ إذا ظهر واحد أو اثنان من أضداد المسيح في الكنيسة، فلن يكون ذلك مبررًا للخوف، ولكن إذا أصبح أضداد المسيح قوة، وحققوا مستوى معينًا من التأثير، فإن هذا يبرر الخوف. لذلك يجب اقتلاع أضداد المسيح وطردهم من الكنيسة قبل أن يحققوا ذلك المستوى من التأثير. هذه المهمة ذات أولوية قصوى، ومن الضروري القيام بها. فضلًا عن ذلك، فإن عديمي الإيمان هؤلاء في الكنيسة، وخاصة أولئك الذين يميلون إلى عبادة الإنسان واتباعه، والذين يحبون اتباع القوة، والذين يحبون أن يكونوا متواطئين وأتباعًا للأبالسة، والذين يحبون تكوين الزمر؛ يجب إخراج مثل هؤلاء من عديمي الإيمان والأبالسة بأقصى سرعة. هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع أولئك الغوغاء من تشكيل قوة تزعج الكنيسة وتتحكم بها. هذا شيء يجب أن يراه شعب الله المختار بوضوح، شيء يجب أن يحمله أولئك الذين يفهمون الحق على عاتقهم. ينبغي على كل من يحمل على عاتقه عمل الكنيسة، وكل من يراعي مقاصد الله، أن يدرك هذه الأشياء على حقيقتها. يجب أن يروا تحديدًا من هم على شاكلة أضداد المسيح على حقيقتهم، وأيضًا الأبالسة الصغار الذين يحبون التزلف إلى الناس وعبادتهم، ثم وضع القيود عليهم أو إخراجهم من الكنيسة. ثمة حاجة كبيرة للممارسة بهذه الطريقة. إن الناس من أمثال أضداد المسيح يعتزمون على وجه التحديد إقامة علاقات طيبة مع هؤلاء الأشخاص مشوشي الذهن، والسفهاء عديمي الفائدة، والحقراء الذين لا يقبلون الحق ولا يحبونه. إنهم يكسبون هؤلاء الناس إلى جانبهم و"يتعاونون" معهم بطريقة متناغمة وحميمة وحماسية للغاية. من أي نوع من المخلوقات هؤلاء الناس؟ أليسوا أعضاء في عصابات أضداد المسيح؟ إذا حل الأعلى محل "أسلافهم المعبودين"، فإن هؤلاء الأبناء المخلصين لن يقبلوا بذلك؛ بل سيدينون الأعلى ويصفونه بأنه غير عادل، وسينضمون للدفاع عن أضداد المسيح. فهل يمكن أن يسمح لهم بيت الله بالانتصار؟ إن كل ما يستطيع فعله هو الإمساك بهم جميعًا وإخراجهم بالكامل. إنهم أبالسة في عصابات أضداد المسيح، ولا يجوز أن يفلت أي منهم من العقاب. إن أشخاصًا من أمثال أضداد المسيح نادرًا ما يتصرفون بمفردهم؛ ففي أغلب الأحيان، يجمعون مجموعة للعمل معهم، تتألف من شخصين أو ثلاثة على الأقل. لكن هناك بعض الحالات الفردية التي يتصرف فيها أضداد المسيح كأفراد. وهذا لأنهم لا يمتلكون أي مواهب، أو ربما لم تسنح لهم الفرصة. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما يشتركون فيه مع الآخرين هو حبهم الشديد للمكانة. لا تفترض أنهم لا يحبون المكانة لأنهم لا يمتلكون مهارات أو تعليمًا. هذا خطأ. إنك لم ترَ بوضوح جوهر ضد المسيح؛ فما دام شخص ما ضدًا للمسيح، فهو يحب المكانة. وبما أن أضداد المسيح غير قادرين على التعاون مع أي شخص، فلماذا إذن يرعون مثل هذه المجموعة من الناس مشوشي الذهن، والقمامة، والحثالة ليتملقوهم؟ هل يقصدون التعاون مع هؤلاء الناس؟ إذا كان بوسعهم حقًا التعاون معهم، فإن العبارة القائلة: "أضداد المسيح غير قادرين على التعاون مع أي شخص" لن تبدو مقنعة. لا يمكنهم التعاون مع أي شخص؛ وتشير عبارة "أي شخص" في المقام الأول إلى الأشخاص الإيجابيين، ولكن إذا أخذنا في الاعتبار شخصية ضد المسيح، فإنه لا يستطيع حتى التعاون مع المتواطئين معه. إذن ما هدفهم من رعاية هؤلاء الناس؟ إنهم يرعون مجموعة من الناس مشوشي الذهن الذين يسهل إملاء الأوامر عليهم، والتلاعب بهم، والذين ليس لديهم آراء خاصة بهم، والذين يفعلون أي شيء يقوله أضداد المسيح؛ الذين سيعملون معهم لحماية مكانة أضداد المسيح. إذا اعتمد ضد المسيح على نفسه، فسوف يكون وحيدًا تمامًا، ولن تكون حماية مكانته شيئًا سهلًا عليه. ولهذا السبب يكسب مجموعة من الناس مشوشي الذهن ليلتفُّوا حوله كالقطيع كل يوم ويفعلوا أشياء من أجله. إنه يضلل حتى شعب الله المختار: إنه يتحدث عن كيفية سعي هؤلاء الأشخاص إلى الحق وكيف يعانون؛ يقول إنهم يستحقون الرعاية؛ ويقول حتى إنه عندما يواجه هؤلاء الناس مشكلة، فإنهم يستفسرون منه عنها، ويسألونه بشأنها؛ إنهم جميعًا أشخاص مطيعون وخاضعون. هل يؤدون واجبهم بطريقة تعاونية؟ إن ضد المسيح يبحث عن مجموعة من الناس الذين يعملون لصالحه، والذين سيكونون أتباعًا له، ومتواطئين معه من أجل تعزيز مكانته. هذا ليس تعاونًا؛ بل هو إدارة عملياته الخاصة. هكذا هي قوة أضداد المسيح.
ماذا تقولون: هل يصعب التعاون مع الآخرين؟ إنه ليس كذلك في الواقع. بل يمكنك حتى القول إنه سهل. لكن لماذا لا يزال الناس يشعرون بأن هذا صعب؟ لأن لديهم شخصيات فاسدة. بالنسبة إلى أولئك الذين يملكون الإنسانية والضمير والعقل، التعاون مع الآخرين سهل نسبيًا، ويمكنهم أن يشعروا إن هذا شيء بهيج. هذا لأنه ليس من السهل على أي شخص إنجاز الأشياء بمفرده، وأيًا كان المجال الذي يشارك فيه أو ما يفعله، فمن الجيد دائمًا وجود شخص يبين الأمور ويقدم المساعدة؛ فهذا أسهل بكثير من أن يعملوا ذلك بأنفسهم. وأيضًا، ثمة حدود لما يمكن لقدرات الناس أن تحققه، أو ما يستطيعون هم أنفسهم أن يختبروه. لا يمكن لأحد أن يتقن كل المهن؛ من المستحيل على شخص واحد أن يعرف كل شيء، وأن يكون قادرًا على كل شيء، وأن ينجز كل شيء؛ ذلك مستحيل، وينبغي أن يمتلك الجميع مثل هذا العقل. إذًا، مهما كان ما تفعله، سواء كان مهمًا أم لا، ستحتاج دائمًا لوجود شخص يساعدك، ويعطيك إرشادات، وينصحك، أو يفعل الأشياء بالتعاون معك. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن بها أنك ستؤدي الأمور بشكل أصحّ، وتقل أخطاؤك، ويقلّ احتمال انحرافك، وهو أمر جيد. إن خدمة الله، على وجه الخصوص، مسألة مهمة، وعدم علاج شخصيتك الفاسدة قد يعرضك للخطر! عندما يكون للناس شخصيات شيطانية، يمكنهم التمرد ضد الله ومعارضته في أي وقت وفي أي مكان. يمكن للأشخاص الذين يعيشون وفقًا لشخصيات شيطانية إنكار الله، ومعارضته، وخيانته في أي وقت. إن أضداد المسيح أغبياء جدًا، فهم لا يدركون ذلك، ويفكرون: "لقد واجهت صعوبة كبيرة لنيل السلطة، فلماذا أشاركها مع أي شخص آخر؟ إعطائها للآخرين يعني أنني لن أمتلك أيًّا منها لنفسي، أليس كذلك؟ كيف يمكنني إظهار مواهبي وقدراتي من دون سلطة؟" إنهم لا يعرفون أن ما أوكله الله للناس ليس السُلطة أو المكانة، بل الواجب. أضداد المسيح لا يقبلون سوى السُلطة والمكانة، وينحون واجباتهم جانبًا، ولا يقومون بعمل فعلي. وبدلًا من ذلك، يسعون فقط وراء الشهرة، والمكسب، والمكانة، ولا يرغبون إلا في امتلاك السلطة، والسيطرة على شعب الله المختار، والانغماس في منافع المكانة. إن القيام بالأشياء بهذه الطريقة أمر خطير للغاية؛ هذه معارضة لله! أي شخص يسعى وراء الشهرة، والمكسب، والمكانة وليس إلى القيام بواجبه على نحوٍ صحيح يلعب بالنار ويعبث بحياته. وأولئك الذين يلعبون بالنار ويعبثون بحياتهم يمكن أن يُهلكوا أنفسهم في أي لحظة. واليوم، بصفتك قائدًا أو عاملًا، أنت تخدم الله، وهذا ليس بالأمر العادي. أنت لا تفعل أشياء لصالح شخص ما، فضلًا عن العمل من أجل دفع الفواتير ووضع الطعام على الطاولة، بل أنت تؤدي واجبك في الكنيسة. وبالنظر، على وجه الخصوص، إلى أن هذا الواجب جاء من إرسالية الله إليك، فما الذي يشير إليه القيام به؟ أنك مسؤول أمام الله عن واجبك، سواء قمت به بشكل جيد أم لا؛ ففي النهاية، يجب تقديم حساب إلى الله، ويجب أن تكون هناك عاقبة. ما قبلته هو إرسالية الله، وهي مسؤولية مقدَّسة، لذا مهما زادت أهمية هذه المسؤولية أو قلت، فهي أمر مهم. ما مدى أهميتها؟ على نطاق صغير، يتعلق الأمر مباشرة بما إذا كان بوسعك اكتساب الحق في هذه الحياة، ويتعلق بكيفية نظر الله إليك. وعلى نطاق كبير، يتعلق مباشرة بآفاقك المستقبلية، ومصيرك، وعاقبتك؛ إذا ارتكبت الشر وعارضت الله، فستدان وتُعاقب. يسجل الله كل ما تفعله عندما تؤدي واجبك، ولله مبادئه ومعاييره الخاصة بكيفية تسجيله وتقييمه؛ يحدد الله عاقبتك بناءً على كل ما تظهره أثناء أداء واجبك. هل هذا أمر خطير؟ إنه خطير بالفعل! لذا، إذا كُلفِّت بمهمة، فهل التعامل معها مسألة من شأنك وحدك؟ (كلا). هذا العمل ليس شيئًا يمكنك إكماله بمفردك، لكنه يتطلب منك تحمل مسؤوليته. المسؤولية تقع على عاتقك؛ ينبغي عليك إكمال هذه الإرسالية. ما الذي يتعلق به هذا؟ يتعلق بالتعاون، وكيفية التعاون في الخدمة، وكيفية التعاون لأداء واجبك، وكيفية التعاون لإكمال إرساليتك، وكيفية التعاون لتتبع إرادة الله. إنه يتعلق بهذه الأشياء.
يتضمن التعاون المتناغم أشياء كثيرة. أحد هذه الأشياء الكثيرة، على أقل تقدير، هو السماح للآخرين بالتحدث وتقديم اقتراحات مختلفة. إذا كنت عقلانيًا حقًا، فأيًّا كان نوع العمل الذي تؤديه، فعليك أولًا أن تتعلم طلب مبادئ الحق، ويجب أيضًا أن تأخذ زمام المبادرة لطلب آراء الآخرين. وما دمت تأخذ كل اقتراح على محمل الجد، ثم تحل المشكلات بقلب واحد وعقل واحد، فسوف تحقق تعاونًا متناغمًا بالضرورة. بهذه الطريقة، ستواجه صعوبات أقل بكثير في واجبك. وأيًّا كانت المشكلات التي تظهر، فسيكون من السهل حلها والتعامل معها. هذا هو تأثير التعاون المتناغم. في بعض الأحيان، تحدث نزاعات حول أمور تافهة، ولكن ما دامت هذه الأمور لا تؤثر على العمل، فلن تمثل مشكلة. ومع ذلك، في الأمور الرئيسية والكبرى التي تنطوي على عمل الكنيسة، يجب أن تتوصل إلى اتفاق آراء وتطلب الحق لحلها. بصفتك قائدًا أو عاملًا، إذا كنت تعتبر نفسك دائمًا فوق الآخرين، وتجد متعة في واجبك وكأنه وظيفة حكومية؛ وتنغمس دائمًا في مزايا مكانتك، وتضع دائمًا خططك الخاصة، وتراعي دائمًا شهرتك، ومكاسبك، ومكانتك وتستمتع بها، وتدير دائمًا عملياتك الخاصة، وتسعى دائمًا للحصول على مكانة أعلى، وإدارة المزيد من الأشخاص والتحكُّم فيهم، وتوسيع نطاق قوَّتك، فهذه مشكلة. من الخطير جدًا التعامل مع واجب مهم باعتباره فرصة للتمتع بمنصبك كما لو كنت مسؤولًا حكوميًا. إذا كنت تتصرف دائمًا على هذا النحو، ولا ترغب في التعاون مع الآخرين، ولا ترغب في تقليل قوَّتك ومشاركتها مع أي شخص آخر، ولا ترغب في أن يعلو أحد عليك، وأن يسرق منك الأضواء، إذا كنت تريد فقط التمتع بالسُلطة بنفسك، فأنت أحد أضداد المسيح. ولكن إذا كنت تسعى في كثير من الأحيان إلى الحق، وتمارس التمرد على الجسد، وعلى دوافعك وخططك، وكنت قادرًا على أن تأخذ على عاتقك التعاون مع الآخرين، وتفتح قلبك للتشاور مع الآخرين والسعي معهم، والاستماع باهتمام إلى أفكار الآخرين واقتراحاتهم، وتقبل النصيحة الصحيحة والمتوافقة مع الحق، أيًا كان مصدرها، فأنت تمارِس بطريقة حكيمة وصحيحة، وأنت قادر على تجنُّب اتخاذ المسار الخطأ، وهذه حماية لك. يجب أن تتخلى عن ألقاب القيادة، وتتخلى عن فساد المكانة، وتعامل نفسك باعتبارك شخصًا عاديًا، وتقف على المستوى نفسه الذي يقف عليه الآخرون، وتتخذ موقفًا مسؤولًا تجاه واجبك. إذا كنت تتعامل مع واجبك دائمًا باعتباره لقبًا رسميًا ومكانة، أو نوعًا من أكاليل الغار، وتتصور أن الآخرين موجودون للعمل من أجل شخصيتك وخدمتها، فهذا أمر مزعج، وسيزدريك الله ويشمئز منك. إذا كنت تعتقد أنك مساوٍ للآخرين، وأن لديك فقط قدرًا أكبر قليلًا من الإرسالية والمسؤولية من الله، وإذا استطعت أن تتعلم كيف تضع نفسك على قدم المساواة معهم، بل حتى أن تنحني لسؤالهم عن آرائهم، وإذا استطعت أن تستمع بجدية وعن كثب واهتمام إلى ما يقولونه، فإنك ستتعاون بتناغم مع الآخرين. وما التأثير الذي سيحققه هذا التعاون المتناغم؟ التأثير ضخم. ستكسب أشياء لم تحصل عليها من قبل، وهي نور الحق ووقائع الحياة؛ وستكتشف مزايا الآخرين، وتتعلم من نقاط قوتهم. وهناك شيء آخر: إنك تتصور أن الآخرين أغبياء، مغفَّلون، حمقى، أدنى منك، ولكن عندما تستمع إلى آرائهم، أو عندما ينفتح الآخرون عليك، ستكتشف دون قصد أن لا أحد عادي كما تعتقد، وأن الجميع قادرون على تقديم أفكار مختلفة، وأن كل شخص لديه مزاياه الخاصة. إذا تعلمت التعاون بانسجام، فإضافة إلى مساعدتك على التعلم من نقاط قوة الآخرين، يمكن أن يكشف لك ذلك عن غطرستك وبرك الذاتي، ويمنعك من تخيل أنك بارع. عندما تتوقف عن اعتبار نفسك أذكى وأفضل من أي شخص آخر، ستتوقف عن العيش في هذه الحالة النرجسية وتقدير الذات. وهذا من شأنه أن يحميك، أليس كذلك؟ هذا هو الدرس الذي يجب أن تتعلمه والفائدة التي يجب أن تكتسبها من التعاون مع الآخرين.
في تعاملي مع الناس، أستمع باهتمام إلى ما يقوله معظم الناس. أحرص على تمحيص الناس من جميع الأنواع، والاستماع إليهم وهم يتحدثون، ودراسة اللغة والأسلوب الذي يستخدمونه في ذلك. على سبيل المثال، لقد اعتدتَ على افتراض أن أغلب الناس لا يملكون سوى قدر ضئيل من التعليم، ولا يعرفون مهارات المهنة، ولذلك لا داعي للتفاعل معهم. في الواقع، هذا ليس صحيحًا. عندما تتواصل مع هؤلاء الأشخاص، أو حتى مع بعض الأشخاص المميزين، فإنك تستطيع فهم أشياء عميقة في قلوبهم لا يمكنك رؤيتها أو إدراكها؛ أشياء مثل أفكارهم ووجهات نظرهم، بعضها محرَّف، وبعضها ملائم. بالطبع قد تكون هذه "الملاءمة" بعيدة كل البعد عن الحق؛ وقد لا يكون لها أي علاقة به. لكنك ستتمكن من معرفة المزيد من جوانب الطبيعة البشرية. أليس هذا أمرًا جيدًا بالنسبة لك؟ (بلى، إنه كذلك). هكذا تكون البصيرة؛ إنها طريقة لتعزيز بصيرتك. قد يقول البعض: "ما الفائدة من تعزيز بصيرتنا؟" إنه مفيد لفهمك لمختلف أنواع الناس، ولتمييزك وتشريحك لمختلف أنواع الناس، بل وأكثر من ذلك، لقدرتك على مساعدة مختلف أنواع الناس. هذا هو المسار الذي يتم فيه الكثير من العمل. بعض الناس يكونون روحانيين بشكل زائف ويظنون قائلين: "الآن بعد أن آمنت بالله، لا أستمع إلى البرامج الإذاعية أو الأخبار، ولا أقرأ الصحف. إنني لا أتفاعل مع العالم الخارجي. كل الناس، من جميع مناحي الحياة والمهن، أبالسة!" حسنًا، أنت مخطئ. إذا كنت تملك الحق، فهل لا تزال تخشى التعامل مع الأبالسة؟ حتى الله لديه تعاملات أحيانًا مع الشيطان في العالم الروحي. فهل يتغير من أجله؟ إنه لا يتغير على الإطلاق. أنت تخشى أن يكون لديك تعاملات مع الأبالسة، وفي داخل هذا الخوف، توجد مشكلة. إن ما يجب أن تخافه في الواقع هو أنك لا تفهم الحق، وأن لديك فهم غير دقيق ووجهة نظر غير دقيقة فيما يتعلق بالإيمان بالله والحق، وأن لديك العديد من المفاهيم والتصورات، وأنك متزمت للغاية. ولهذا السبب، سواء كنت قائدًا أو عاملًا أو رئيس مجموعة، أيًّا كانت الوظيفة التي تضطلع بها وأيًّا كان الدور الذي تلعبه، يجب أن تتعلم التعاون مع الآخرين وأن يكون لديك تعاملات معهم. لا تثرثر بأفكار رنانة، ولا تتصنع دائمًا النبل، لكي تجعل الناس يصغون إليك. إذا كنت دائمًا تثرثر بأفكار رنانة، ولم تتمكن أبدًا من ممارسة الحق، أو التعاون مع الآخرين، فأنت تجعل من نفسك أحمقًا. فمن الذي قد يلتفت إليك إذن؟ كيف حدث سقوط الفريسيين؟ لقد كانوا يعظون دائمًا بنظريات لاهوتية ويثرثرون بأفكار رنانة. وبينما استمروا في فعل ذلك، لم يعد الله موجودًا في قلوبهم؛ لقد أنكروا وجوده، بل واستخدموا مفاهيم الإنسان، وقوانينه، وقواعده لإدانة الله، ومعارضته، وتثبيته على الصَلِيب. لقد كانوا يحملون كتبهم المقدسة طوال اليوم، ويقرأونها ويبحثون فيها، وكانوا قادرين على تلاوة الكتاب المقدس بطلاقة. ماذا كانت نتيجة ذلك في النهاية؟ لم يعرفوا أين الله، ولا ما هي شخصيته، وعلى الرغم من أنه عبّر عن العديد من الحقائق، فإنهم لم يقبلوا شيئًا منها، بل عارضوه وأدانوه. ألم تكن تلك نهايتهم؟ أنتم تعرفون بوضوح ماذا كانت نتائج ذلك. هل لديكم مثل هذه الآراء المغلوطة في إيمانكم بالله؟ ألستم منغلقين؟ (بلى). هل تراني منغلقًا؟ إنني أقرأ الأخبار أحيانًا، وأحيانًا أشاهد المقابلات مع ضيوف مميزين وبرامج أخرى من هذا القبيل؛ وأحيانًا أتحدث بلا هدف مع الإخوة والأخوات، وأحيانًا أتحدث مع شخص يطبخ أو ينظف. أتحدث قليلًا مع أي شخص أراه. لا تعتقد أنك أكثر تميزًا من الآخرين لأنك توليت مهمة ما، أو لأنك تمتلك موهبة مميزة، أو حتى لأنك توليت مهمة خاصة. هذا خطأ. فما إن تعتقد أنك أكثر تميزًا من الآخرين، حتى تحبسك هذه النظرة الخاطئة بشكل غير محسوس في قفص؛ ستحيط بك من الخارج بجدار من الحديد والبرونز. ستشعر حينها أنك أعلى من الجميع، وأنك لا تستطيع فعل هذا وذاك، وأنك لا تستطيع التحدث أو التواصل مع هذا الشخص أو ذاك، وأنك لا تستطيع حتى الضحك. وما الذي يحدث في النهاية؟ إلامَ تتحول؟ (شخص منفرد منعزل). تصبح شخصًا منفردًا منعزلًا. انظر كيف كان أباطرة العصور القديمة يقولون دائمًا أشياء مثل: "أنا وحدي كذا وكذا"؛ "أنا دون غيري كذا وكذا"؛ "أنا فقط من يفكر"؛ إنهم يعلنون دائمًا أنهم منفردون. إذا كنت تعلن دائمًا أنك منفرد، فإلى أي مدى ينبغي أن تعتقد أنك عظيم؟ هل عظيم لدرجة أنك أصبحت حقًا ابن السماء؟ هل أنت كذلك؟ إنك شخص عادي في جوهرك. إذا كنت تعتقد دائمًا أنك عظيم وغير عادي، فأنت في ورطة. إن الأمور سوف تتدهور. إذا كنت تنفِّذ تعاملاتك الدنيوية بمثل هذه النظرة الخاطئة، فإن طرق ووسائل أفعالك سوف تتغير؛ سوف تتغير مبادئك. إذا كنت تعتقد أنك دائمًا متميز، وأنك أعلى من كل الآخرين، وأنك ينبغي ألا تفعل هذا النوع من الأشياء أو ذاك، وأن فعل مثل هذه الأشياء أقل من مكانتك ومنزلتك، أفلم تتدهور الأمور إذن؟ (لقد تدهورت). سوف تفكر قائلًا: "بمكانة مثل مكانتي، لا يمكنني أن أقول للآخرين كل شيء!"؛ "بمكانة مثل مكانتي، لا يمكنني أن أقول للآخرين إنني متمرد!"؛ "بمنزلة مثل منزلتي، لا يمكنني أن أخبر الآخرين بأشياء مهينة مثل نقاط ضعفي، وعيوبي، وأخطائي، وافتقاري إلى التعليم؛ لا يمكنني على الإطلاق أن أسمح لأي شخص بمعرفة هذه الأشياء!" سوف يكون هذا مرهقًا، أليس كذلك؟ (بلى، سيكون كذلك). إذا كنت تعيش بهذه الطريقة المرهقة، فهل تستطيع أداء واجبك جيدًا؟ (كلا). أين تنشأ المشكلة؟ إنها تنشأ في وجهات نظرك حول واجبك ومكانتك. مهما كنت "مسؤولًا" عظيمًا، وأيًّا كان المنصب الذي تشغله، وأيًّا كان عدد الأشخاص الذين تتولى مسؤوليتهم، فإن هذا في الحقيقة لا يزيد عن كونه واجبًا مختلفًا. إنك لست مختلفًا عن الآخرين. لا يمكنك أن ترى هذا الأمر على حقيقته، ولكنك تفكر دائمًا في قرارة نفسك قائلًا: "إنه ليس واجبًا مختلفًا؛ إنه حقًا اختلاف في المنزلة. أنا بحاجة إلى أن أكون فوق الآخرين؛ فكيف يمكنني التعاون معهم؟ يمكنهم هم أن يتعاونوا معي؛ لا يمكنني التعاون معهم!" إذا كنت تفكر دائمًا بهذه الطريقة، وتتمنى دائمًا أن تكون فوق كل الآخرين، وتتمنى دائمًا أن تقف على أكتاف الآخرين، فوقهم لتنظر إليهم من أعلى، فلن يكون من السهل عليك التعاون مع الناس. ستظل دائمًا تفكر قائلًا: "ماذا يعرف هذا الشخص؟ لو كان يعرف أشياء، لاختاره الإخوة والأخوات قائدًا. إذن لماذا اختاروني؟ لأنني أفضل منه. لذلك لا ينبغي عليَّ أن أناقش أشياء معه. إذا فعلت ذلك، فهذا يعني أنني لست عظيمًا. لكي أثبت أنني عظيم، لا يمكنني مناقشة الأمور مع أي شخص. لا يوجد من يصلح لمناقشة العمل معي؛ لا أحد على الإطلاق!" هكذا يفكر أضداد المسيح.
في الصين القارية، يقمع الحزب الشيوعي المعتقدات الدينية. إنها بيئة بغيضة. يواجه المؤمنون بالله خطر الاعتقال في أي وقت، لذلك لا يجتمع القادة والعاملون كثيرًا. في بعض الأحيان، لا يمكنهم حتى عقد اجتماعات مع زملائهم مرة واحدة في الشهر؛ ينتظرون حتى تسمح الظروف بالاجتماع، أو حتى يجدوا مكانًا مناسبًا. كيف يُنفَّذ العمل إذن؟ عندما تكون هناك ترتيبات عمل، يجب العثور على شخص ما لتوصيلها. ذات مرة، وجدنا أخًا في مكان قريب يوصِّل ترتيبات العمل إلى أحد القادة الإقليميين. كان هذا الأخ مؤمنًا عاديًا، وعندما وصَّل ترتيبات العمل، قرأها القائد الإقليمي وقال: "أُفٍّ، هذا ما توقعته". بماذا كان يتباهى أمام ذلك الأخ؟ لقد كان يتصرف وكأن لديه الكثير من السلطة بحيث أن أي شخص ينظر إليه كان ليقول: "أوه، لقد كان ذلك مهيبًا للغاية. يا له من أسلوب!" وهذا لا شيء؛ فبعد ذلك مباشرة قال: "أهذا هو الرجل الذي أرسلوه لتوصيل ترتيبات العمل لي؟ إن رتبته ليست عالية بما يكفي!" كان يقصد بذلك: "إنني قائد إقليمي، قائد مهم. كيف يمكن إرسال مؤمن عادي لتوصيل أشياء لي؟ أليس هذا تجاوزًا؟ إن الأعلى يحتقرني حقًا. أنا قائد إقليمي، لذلك كان ينبغي عليه على الأقل إرسال قائد منطقة لتوصيل هذا، ومع ذلك فقد أرسل مؤمنًا عاديًا من أدنى مرتبة للقيام بذلك؛ إن رتبته ليست عالية بما يكفي!" من أي نوع من الأشخاص هذا القائد! إلى أي مدى يعتز بمكانته ليقول إن الشخص الذي قام بالتوصيل ليس ذا رتبة عالية بما يكفي؟ إنه يعامل لقبه كذريعة لتأكيد سلطته. أليس هذا شيئًا شيطانيًا؟ (بلى، إنه كذلك). إنه شيء شيطاني، فعليًا. في عمل الكنيسة، هل نحن انتقائيون فيما يتلعق بمن يُرسَل لتوصيل الأشياء أو لإعطاء الملاحظات؟ في بيئة مثل الصين القارية، يواجه الإخوة والأخوات مخاطر كبيرة في طريقهم لتوصيل الإرساليات، ومع ذلك عندما وصل هذا الأخ بترتيبات العمل، أخبره القائد أنه ليس لديه رتبة عالية بما يكفي، ما يعني أنه يجب العثور على شخص ذي رتبة كافية، شخص يضاهي القائد من حيث المنزلة والمكانة، وأن القيام بخلاف ذلك هو احتقار للقائد؛ أليست هذه شخصية ضد المسيح؟ (بلى، إنها كذلك). إنها شخصية ضِدّ المسيح. هذا الشخص الشيطاني لا يستطيع القيام بأي عمل فعلي، وليس لديه أي مهارات، ومع ذلك لا يزال يطلب مثل هذه المطالب؛ لا يزال يؤكد على المكانة بهذه الطريقة. ما هي عبارته اللافتة؟ "رتبته ليست عالية بما يكفي". أيًّا كان من يتحدث معه فإنه يسأله أولًا: "ما مستوى قيادتك؟ رئيس مجموعة صغيرة؟ انصرف؛ رتبتك ليست عالية بما يكفي!" إذا كان الأخ الأعلى يعقد اجتماعًا، فسوف يتحرك دائمًا للأمام قائلًا: "هذا الأخ هو الأعظم بين قادة الكنيسة، وأنا التالي بعده. أينما يجلس، أذهب إلى جواره مباشرة، وفقًا للرتبة". هكذا يكون مدى وضوح الأمر في ذهنه. أليس هذا وقحًا؟ (بلى). إنه وقح للغاية؛ ليس لديه معرفة ذاتية! ما مدى وقاحته؟ إن وقاحته تكفي لإثارة اشمئزاز الناس. على الرغم من أنه يحمل لقب قائد، فماذا يستطيع أن يفعل؟ وما مدى جودة عمله؟ إنه يحتاج إلى إظهار بعض النتائج قبل أن يتمكن من التباهي بمؤهلاته؛ سيكون هذا مناسبًا؛ سيكون هذا منطقيًا. ومع ذلك فهو يفرق بين الناس حسب الرتبة دون تحقيق أي نتائج، دون القيام بأي عمل! وما هي رتبته إذن؟ بصفته زعيمًا إقليميًا، فهو لم يقم بالكثير من العمل الفعلي؛ إنه لا يرقى إلى هذه المرتبة. إذا كنت سأفرق بين الناس حسب الرتبة، فهل يوجد من يستطيع أن يقترب مني؟ كلا. هل ترونني أفرق بين الناس على أساس الرتبة عندما أتفاعل معهم؟ كلا؛ أيًّا كان من أقابله، أتحدث إليه قليلًا إن استطعت، وإذا لم يكن لدي وقت، فإنني أحييه فقط وينتهي الأمر. لكن ضد المسيح هذا لا يفكر بهذه الطريقة. إنه يرى المنزلة، والمكانة، والقيمة الاجتماعية أكثر أهمية من أي شيء، بل وأكثر قيمة من حياته. هل تفرقوا بين الناس على أساس الرتبة عندما تؤدون واجباتكم معًا؟ يفرق بعض الناس حسب الرتبة في كل ما يفعلونه؛ وبدون تفكير يقولون إن الآخرين يتجاوزون رتبهم في العمل الذي يؤدونه والملاحظات التي يقدمونها. أي رتبة تلك التي يتجاوزونها؟ أدِ واجبك على نحو جيد أولًا. لا يمكنك أداء أي واجب أو القيام بأي عمل بشكل جيد، ومع ذلك لا تزال تفرق على أساس الرتبة؛ من طلب منك فعل ذلك؟ لم يحن الوقت بعد للتمييز على أساس الرتبة. إنك تفعل ذلك مبكرًا جدًا؛ ليس لديك معرفة ذاتية. هناك أوقات نذهب فيها إلى مكان ما، ونبحث عن أشخاص هناك لحل مشكلة ما. هل نبحث عن أشخاص مناسبين على أساس الرتبة؟ في الأساس لا نفعل ذلك. إذا كنت مسؤولًا عن العمل، فسنذهب للبحث عنك، وإذا لم تكن هناك، فسنبحث عن شخص آخر. إننا لا نفرق على أساس الرتبة، ولا على أساس المكانة العالية أو المنخفضة. إذا تولى شخص ما القيام بمثل هذه التفرقة، فهو لا يملك معرفة ذاتية، ولا يفهم المبادئ. إذا كنت تفرق على أساس المكانة، والرتبة، والألقاب في بيت الله بالدقة نفسها كما يفعل غير المؤمنين، فإنك حقًا تفتقر إلى العقل! إنك لا تفهم الحق؛ وتفتقر إليه أيضًا. إنك لا تفهم ما هو الإيمان بالله.
لقد تحدثنا للتو عن ممارسة التعاون مع الآخرين. هل هذا شيء يسهل فعله؟ إن أي شخص يستطيع طلب الحق، ولديه ذرة من الشعور بالخجل، والإنسانية، والضمير، والعقل، يمكنه أن يمارس التعاون مع الآخرين. أما هؤلاء الذين لا إنسانية لهم، والذين يرغبون دائمًا في احتكار المكانة، والذين يفكرون دائمًا في كرامتهم، ومكانتهم، وشهرتهم، وربحهم، فهم الذين لا يستطيعون التعاون مع أي شخص. بالطبع هذا أيضًا أحد المظاهر الأساسية لأضداد المسيح: إنهم لا يتعاونون مع أي شخص، ولا يمكنهم تحقيق تعاون متناغم مع أي شخص. إنهم لا يمارسون هذا المبدأ. فما السبب وراء ذلك؟ إنهم ليسوا مستعدين للتخلي عن السلطة؛ وليسوا مستعدين لإخبار الآخرين بأن هناك أشياء لا يمكنهم إدراكها بوضوح، وأن هناك أشياء يحتاجون إلى طلب المشورة بشأنها. إنهم يقدمون للناس وهمًا، ويجعلونهم يعتقدون أنه لا يوجد شيء لا يمكنهم فعله، ولا شيء لا يعرفونه، ولا شيء يجهلونه، وأن لديهم كل الإجابات، وأن كل شيء ممكن وقابل للتنفيذ والتحقيق بالنسبة لهم؛ وأنهم لا يحتاجون إلى الآخرين، ولا إلى المساعدة، أو التذكيرات، أو النصيحة من الآخرين. هذا أحد الأسباب. فما هي الشخصية الأكثر وضوحًا لأضداد المسيح، إلى جانب ذلك؟ أي ما الشخصية الذي ستتمكن من رؤيتها بوضوح عندما تتواصل معهم، ما إن تسمع عبارة أو عبارتين منهم؟ إنها الغطرسة. إلى أي مدى هم متغطرسون؟ متغطرسون إلى حد يتجاوز العقل؛ وكأنه مرض عقلي. إذا أخذوا رشفة من الماء، على سبيل المثال، وبدوا بصورة أنيقة أثناء ذلك، فسوف يتحدثون عن الأمر باعتباره شيئًا يستحق التباهي به: "انظروا كيف أبدو جميلًا عندما أشرب الماء". إنهم بارعون للغاية في التباهي بأنفسهم والتفاخر؛ إنهم وقحون وقليلو الحياء للغاية. هكذا يكون أضداد المسيح. من وجهة نظرهم، لا أحد يضاهيهم. إنهم بارعون للغاية في التباهي، ويفتقرون تمامًا إلى معرفة الذات. بعض أضداد المسيح قبيحون للغاية، ومع ذلك يعتقدون أن مظهرهم جيد، بوجه بيضاوي، وعينين لوزيتين، وحاجبين مقوسين. إنهم يفتقرون حتى إلى هذا القدر الضئيل من معرفة الذات. بحلول سن الثلاثين أو الأربعين، يكون الشخص العادي قد قيَّم مظهره وقدراته بدقة إلى حد ما. لكن أضداد المسيح ليست لديهم مثل هذه العقلانية. ما المشكلة التي تحدث هنا؟ المشكلة هي أن شخصيتهم المتغطرسة تجاوزت حدود العقلانية العادية. إلى أي مدى هم متغطرسون؟ حتى لو بدوا مثل الضفدع، فسيقولون إنهم يشبهون البجعة. وبهذا فإن هناك شيئًا من العجز عن التمييز بين ما هو واقع وما هو غير واقع، فضلًا عن قلب الأشياء رأسًا على عقب. هذا القدر من الغطرسة يصل إلى حد الوقاحة؛ إنها غطرسة لا يمكن كبح جماحها. عندما يتحدث الناس العاديون بشكل جيد عن مظهرهم، يجدون ذلك أمرًا لا يصح ذكره، ويشعرون بالحرج. وما إن يتحدثوا به، يشعرون بالخجل لبقية اليوم، ويحمر وجههم. أما أضداد المسيح فلا تحمر وجوههم. إنهم يمتدحون أنفسهم على الأشياء الجيدة التي قاموا بها ونقاط القوة التي لديهم، وعلى أي طريقة يكونون من خلالها جيدين وأفضل من الآخرين؛ هذه الكلمات تتدفق من أفواههم، كما لو كانت كلامًا عاديًا. إن وجوههم لا تحمر خجلًا حتى! هذه غطرسة تفوق الوصف، أو الخجل، أو العقلانية. ولهذا السبب، في نظر أضداد المسيح، فإن كل شخص عادي – لا سيما كل شخص يطلب الحق، ويمتلك ضمير وعقل الإنسانية الطبيعية، والتفكير الطبيعي – هو شخص متوسط، ليس لديه موهبة للتحدث عنها، وهو أدنى منهم، ويفتقر إلى نقاط قوتهم ومزاياهم. ومن العدل أن نقول إنه بسبب غطرستهم واعتقادهم أنه لا يوجد من يضاهيهم، فإنهم لا يرغبون في التعاون أو مناقشة الأشياء مع أي شخص، في أي شيء يفعلونه. قد يستمعون إلى الخطب، أو يقرؤون كلام الله، أو يرون كشف كلامه، أو يُهذَّبون في بعض الأحيان، لكن في كل الأحوال، لن يعترفوا بإظهار الفساد والتعدي، فضلًا عن الغطرسة والبر الذاتي. إنهم غير قادرين على فهم أنهم ليسوا إلا أشخاصًا عاديين، ذوي مستوى قدرات عادي. إنهم لا يستطيعون فهم مثل هذه الأشياء. وبغض النظر عن كيفية تهذيبهم، سيظلون يعتقدون أن لديهم مستوى قدرات جيد، وأنهم أعلى من الأشخاص العاديين. أليس هذا أمرًا ميؤسًا منه؟ (بلى، إنه كذلك). إنه أمر ميؤس منه. هذا هو ضد المسيح. بغض النظر عن تهذيبه، فإنه لا يستطيع أن يحني رأسه، ويعترف بأنه ليس جيدًا، وأنه غير كفء. إنه يرى أن الاعتراف بمشكلاته، أو عيوبه، أو فساده أشبه بإدانته، أشبه بهلاكه. هذه هي الطريقة التي يفكر بها. إنه يعتقد أنه ما إن يرى الآخرون عيوبه، أو ما إن يعترف بأن مستوى قدراته ضعيف، وأنه لا يمتلك فهمًا روحيًّا، فإن إيمانه بالله سيخبو، وسيجد أن إيمانه لا جدوى منه، حيث لن تكون مكانته مضمونة بعد الآن؛ سيكون قد فقد مكانته. إنه يفكر قائلًا: "هل هناك معنى للعيش بدون مكانة؟ سيكون الموت أفضل!" وإذا كان لديه مكانة، فإنه لا يمكن كبح جماح غطرسته، ويفعل أشياء سيئة بشكل جنوني؛ وإذا واجه عائقًا وهُذِّب، فسوف يرغب في التخلي عن منصبه، ويصبح سلبيًا، ويتراخى. أتريد منه أن يتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ لا تفكر حتى في ذلك. ما الذي يؤمن به؟ "ماذا لو أعطيتني منصبًا وتركتني أتصرف بمفردي؟ هل تريدني أن أتعاون مع الآخرين؟ هذا مستحيل! لا تبحث لي عن شريك؛ أنا لا أحتاج إلى شريك؛ لا أحد يصلح أن يكون شريكي. وإلا فلا تستخدمني؛ فقط اطلب من شخص آخر أن يقوم بالأمر!" أي نوع من المخلوقات هذا؟ إن لسان حاله هو: "لا يمكن أن يكون هناك سوى قائد واحد"؛ هذه هي عقلية أضداد المسيح، وهذه هي مظاهرهم. أليس هذا أمرًا ميؤسًا منه؟ (بلى، إنه كذلك).
في البند الأول، الذي يقول إن أضداد المسيح غير قادرين على التعاون مع أي شخص، ما الذي يستتبعه "عدم القدرة" هذا؟ يعني أنهم لا يتعاونون مع أي شخص، وأنهم لا يستطيعون تحقيق التعاون مع الآخرين؛ أليس هذان عنصران يقعان ضمن هذا الشيء؟ هذان المعنَيان متضمنان فيه، كما يحدده جوهر أضداد المسيح. على الرغم من أن الناس قد يعملون جنبًا إلى جنب معهم، فإن جوهر ذلك ليس التعاون الحقيقي؛ إنهم ليسوا إلا خَدمًا، يقدمون الدعم، وينفِّذون المهام، ويتعاملون مع الأمور نيابة عنهم. الأمر لا يقترب بأي حال من الأحوال من أن يكون تعاونًا. كيف يُعَرف "التعاون" إذن؟ الحقيقة هي أن الهدف النهائي للتعاون هو تحقيق فهم لمبادئ الحق، والعمل وفقًا لها، وحل جميع المشكلات، واتخاذ القرارات الصحيحة؛ القرارات التي تتماشى مع المبادئ، دون انحراف، وتقليل الأخطاء في العمل، بحيث يكون كل ما تفعله هو أداء واجبك، وليس فعل ما تريد، وليس التصرف بتهور. إن أول مظهر من المظاهر التي تدل على أن أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقِّ ولا لله، هو أنهم غير قادرين على التعاون مع أي شخص. قد يقول البعض: "إن عدم قدرتهم على التعاون مع أي شخص لا يُضاهي جعل الآخرين يخضعون لهم وحدهم". إن عدم قدرتهم على التعاون مع أي شخص يعني أنهم لا يستمعون إلى كلمات أي شخص، ولا يطلبون اقتراحات أي شخص؛ بل إنهم لا يسعون حتى إلى معرفة مقاصد الله أو مبادئ الحق. إنهم يعملون ويتصرفون وفقًا لإرادتهم فحسب. ما الذي ينطوي عليه هذا؟ أنهم هم الذين يحكمون في عملهم، وليس الحق، وليس الله. لذا فإن مبدأ عملهم هو أن يستمع الآخرون إلى ما يقولونه، وأن يعاملوهم كما لو كانوا هم الحق، كما لو كانوا هم الله. أليست هذه طبيعة الأمر؟ قد يقول البعض: "إذا كانوا غير قادرين على التعاون مع أي شخص، فربما يكون ذلك لأنهم يفهمون الحق ولا يحتاجون إلى التعاون". هل هذا ما يحدث؟ كلما فهم شخص ما الحق ومارسه، زاد عدد المصادر التي يستفسر منها ويطلب منها عندما يتصرف. إنه يناقش الأمور ويعقد شركة مع الناس أكثر، في محاولة لتقليل الضرر واحتمالات وقوع الأخطاء. كلما زاد فهم شخص ما للحق، زاد عقله، وزادت رغبته وقدرته على التعاون مع الآخرين. أليس الأمر كذلك؟ وكلما قلت رغبة الشخص وقدرته على التعاون مع الآخرين، فإن أولئك الذين لا يستمعون إلى أي شخص آخر، والذين لا يأخذون في الاعتبار اقتراحات أي شخص آخر، والذين لا يأخذون في الاعتبار مصالح بيت الله عندما يتصرفون، وهم غير مستعدين للبحث فيما إذا كانت أفعالهم متوافقة مع مبادئ الحق أم لا؛ مثل هؤلاء الناس يقل طلبهم للحق ويقل فهمهم له. ما الذي يعتقدونه على نحو خاطئ؟ "لقد اختارني الإخوة والأخوات لأكون قائدهم؛ لقد أعطاني الله هذه الفرصة لأكون قائدًا. لذا فإن كل ما أفعله يتماشى مع الحق؛ أيًّا كان ما أفعله، فهو صحيح". أليس هذا سوء فهم؟ لماذا يكون لديهم سوء فهم مثل هذا؟ ثمة شيء واحد مؤكد: هؤلاء الأشخاص لا يحبون الحق. وثمة شيء آخر: هؤلاء الأشخاص ببساطة لا يفهمون الحق. هذا أمر لا يرقى إليه الشك.
أضداد المسيح لا يمكنهم التعاون مع أي شخص. هذه مشكلة خطيرة. فأيًّا كان الواجب الذي يقوم به ضد المسيح، وأيًّا كان شريكه، فسوف تظل هناك دائمًا صراعات ونزاعات. قد يقول البعض: "إذا كان مسؤولًا عن التنظيف ويقوم بترتيب داخل المنزل كل يوم، فما الذي يجعله غير متعاون مع الآخرين؟" ثمة مشكلة تتعلق بالشخصية في هذا: أيًّا كان من يتعامل معه أو يؤدي عملًا معه، فسوف يحتقره دائمًا، ويتمنى دائمًا أن يلقي عليه محاضرات، وأن يفعل ما يقوله. هل ترون أن مثل هذا الشخص بوسعه أن يكون متعاونًا مع الآخرين؟ ليس بوسعه أن يكون متعاونًا مع أي شخص؛ هذا لأن شخصيته الفاسدة شديدة للغاية. ولا يقتصر الأمر على أنه لا يستطيع التعاون مع الآخرين، بل إنه أيضًا دائمًا ما يلقي عليهم محاضرات ويقيِّدهم من أعلى؛ إنه يرغب دائمًا في السيطرة على الآخرين وإجبارهم على الطاعة. هذه ليست مشكلة تتعلق بالشخصية فقط؛ بل هي أيضًا مشكلة خطيرة تتعلق بإنسانيته. إنه لا يملك ضميرًا أو عقلًا. هكذا يكون الأشرار. لا يستطيعون التعاون مع أحد، ولا يستطيعون التفاهم مع أحد. ما الأشياء المشتركة بين البشر في الإنسانية؟ وأي من هذه الأشياء متوافقة؟ الضمير والعقل، وموقفهم من حب الحق؛ هذه أشياء مشتركة. فإذا كان كلا الطرفان يمتلكان مثل هذه الإنسانية الطبيعية، فإنهما يستطيعان التفاهم؛ وإذا لم يمتلكا هذه الإنسانية، فإنهما لا يستطيعان التفاهم؛ وإذا كان أحدهما يمتلك هذه الإنسانية ولا يمتلكها الآخر، فإنهما لا يستطيعان التفاهم أيضًا. الأشخاص الصالحون والأشخاص السيئون لا يستطيعون التفاهم؛ والأشخاص المحسنون والأشخاص الأشرار لا يستطيعون التفاهم. هناك شروط معينة يجب تلبيتها حتى يتمكن الناس من التفاهم مع بعضهم البعض بشكل طبيعي: قبل أن يتمكنوا من التعاون مع بعضهم البعض، يجب أن يكون لديهم على الأقل ضمير وعقل، وأن يكونوا صبورين ومتسامحين. ويجب أن يكون الناس على رأي واحد حتى يتمكنوا من التعاون في أداء واجب؛ ويجب أن يستفيدوا من نقاط قوة الآخرين، ويعوِّضوا نقاط ضعفهم، وأن يكونوا صبورين ومتسامحين، وأن يكون لديهم قاعدة أساسية لسلوكهم. تلك هي الطريقة التي يمكن أن نتفاهم بها بوئام، وعلى الرغم من أنه قد تحدث صراعات ونزاعات في بعض الأحيان، فإن التعاون يمكن أن يستمر، وعلى الأقل لن تنشأ عداوة. إذا لم يكن لدى الشخص مثل هذه القاعدة الأساسية، ولم يكن حيّ الضمير أو عقلانيًا، وفعل الأشياء بطريقة تركز على الربح، ساعيًا إلى الربح وحده، راغبًا دائمًا في الاستفادة على حساب الآخرين، فسيكون التعاون مستحيلًا. هكذا هو الحال بين الأشخاص الأشرار، وبين ملوك الأبالسة، الذين يخوضون معارك مع بعضهم البعض، بدون توقف. لا تنسجم الأرواح الشريرة المختلفة في العالم الروحي مع بعضها البعض. وعلى الرغم من أن الأبالسة قد يشكلون اتحادات، في بعض الأحيان، فإن الأمر كله يتعلق بالاستغلال المتبادل من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة. إن اتحاداتهم مؤقتة، وسرعان ما تتحطم من تلقاء نفسها. والأمر نفسه ينطبق على الناس. فالأشخاص الذين لا يتمتعون بالإنسانية هم التفاحة الفاسدة التي تفسد المجموعة؛ فقط أولئك الذين يتمتعون بإنسانية طبيعية هم من يسهل التعاون معهم، فهم صبورون ومتسامحون مع الآخرين، وقادرون على الإصغاء إلى آراء الآخرين، وقادرون على تنحية مكانتهم جانبًا في العمل الذي يقومون به، حتى يؤدونه من خلال المناقشة مع الآخرين. إنهم أيضًا لديهم شخصيات فاسدة، ويرغبون دائمًا في جعل الآخرين يصغون إليهم – لديهم أيضًا هذا المقصد – لكن لأن لديهم ضميرًا وعقلًا، ويمكنهم طلب الحق، ويعرفون أنفسهم، ويشعرون بأن فعل ذلك غير مناسب، ويجعلهم يشعرون بالاستياء، وهم قادرون على كبح جماح أنفسهم، فإن طرقهم ووسائلهم في فعل الأشياء ستتغير شيئًا فشيئًا. ومن ثم سيكونون قادرين على التعاون مع الآخرين. إنهم يُظهرون شخصية فاسدة، لكنهم ليسوا أشرارًا، وليس لديهم جوهر أضداد المسيح. لن يكون لديهم أي مشكلات كبيرة في التعاون مع الآخرين. أما إذا كانوا أشرارًا أو أضدادًا للمسيح، فلن يكونوا قادرين على التعاون مع الآخرين. وهكذا فإن جميع الأشرار وأضداد المسيح هم مَنْ يُخرِجهم بيت الله. إنهم غير قادرين على التعاون مع أي شخص، ونتيجة لذلك يتم كشفهم واستبعادهم جميعًا. لكن هناك كثير من الناس الذين لديهم شخصية أضداد المسيح، والذين يسيرون على طريق أضداد المسيح، والذين بعد أن يخضعوا لكثير من التهذيب يمكنهم قبول الحق، ويمكنهم أن يتوبوا حقًا، ويمكنهم التحلي بالصبر والتسامح مع الآخرين. هؤلاء الأشخاص قادرون على الدخول تدريجيًا في تعاون متناغم مع الآخرين. وحدهم أضداد المسيح يكونون غير قادرين على التعاون مع أي شخص. وأيًّا كانت الشخصيات الفاسدة التي يظهرونها، فإنهم لن يطلبوا الحق لحلها، وإنما سيظلون يصرون على طريقتهم الخاصة، عديمي الضمير ومستهترين. الأمر لا يقتصر على أنهم لا يستطيعون التعاون بتناغم مع الآخرين؛ فهم إذا رأوا أن شخصًا ما قد ميَّزهم وأنه غير راضٍ عنهم، فسوف يشرعون في تعذيب ذلك الشخص، ويتخذون موقفًا استبعاديًا عدائيًا تجاهه. وسيظلون في عدائهم تجاهه، حتى لو أدى ذلك إلى أي تشويش على عمل الكنيسة. وهذا يتحدد من خلال جوهر طبيعة أضداد المسيح.
ما الدروس التي ينبغي عليكم تعلمها في التدريب على التعاون المتناغم؟ إن تعلم التعاون هو أحد عناصر ممارسة حب الحق، وأحد علاماته أيضًا. إنه إحدى الطرق التي يظهر من خلالها امتلاك الشخص للضمير والعقلانية. قد تقول إنك تمتلك ضميرًا، وكرامة، وعقلانية، لكن إذا لم يكن بوسعك التعاون مع أي شخص، وإذا لم يكن بوسعك التوافق مع عائلتك، أو الغرباء، أو الأصدقاء، وتنهار تعاملاتك، وتنشأ لديك نزاعات لا نهاية لها في المهام المشتركة، مما يجعل منك عدوًا؛ إذا كنت هكذا لا يمكنك أبدًا التفاهم مع أي شخص، فأنت في خطر. إذا كان مثل هذا السلوك موجودًا بين سلوكيات شخصيتك الفاسدة كلها، أو كان سلوكًا واحدًا من بين كل تلك السلوكيات التي لديك والتي لا تتوافق مع الحق، وليس أكثر من سلوك واحد، سلوك تعرفه، وتبحث عنه باستمرار وتغيِّره، فلا يزال لديك فرصة. لا يزال هناك مجال للخلاص؛ إنها ليست مشكلة كبرى. لكن إذا كنت بطبيعتك شخصًا مثل هذا، وغير قادر بطبيعتك على التوافق مع أي شخص، ولا جدوى من الحديث عن الأمر – لا يمكنك كبح جماح نفسك – فهذه إذن مشكلة خطيرة. إذا كنت لا تأخذ الأمر على أنه شيء مهم أيًّا كانت الطريقة التي تُعقد بها شركة عن الحق معك، وتشعر أن المشكلة ليست بالأمر المهم، وأنها حياتك الطبيعية، والطريقة الأساسية التي تظهر بها شخصيتك الفاسدة، فإن جوهرك هو جوهر ضد المسيح. وإذا كان هذا هو جوهرك، فهذا أمر مختلف عما إذا كنت تسير في طريق أضداد المسيح. بعض الناس يسيرون في طريق أضداد المسيح، وبعضهم هم أنفسهم أضداد للمسيح. ألا يوجد فارق هنا؟ (بلى، يوجد فارق). أولئك الذين يسيرون في طريق أضداد المسيح يُظهِرون هذه السلوكيات الخاصة بأضداد المسيح في أفعالهم؛ إنهم يكشفون عن شخصية ضد المسيح بشكل واضح وجلي أكثر من الشخص العادي، لكنهم لا يزالون قادرين على القيام بعمل يتماشى مع الحق، ويتسم بالإنسانية والعقلانية. أما إذا لم يتمكن شخص ما من القيام بأي عمل إيجابي على الإطلاق، وكل ما يفعله بدلًا من ذلك هو هذه السلوكيات الخاصة بأضداد المسيح، وهذا الكشف عن جوهر ضد المسيح – إذا كانت كل الأعمال التي يقوم بها والواجبات التي يؤديها هي مثل هذا الكشف، دون أي شيء يتماشى مع الحق – فهو في هذه الحالة ضد للمسيح.
كثيرًا ما كشف بعض القادة والعاملين في الماضي عن شخصيَّات ضدّ المسيح: لقد كانوا فاسقين ومتعسفين، ودائمًا ما كانوا يفرضون طريقتهم دون سواها. لكنهم لم يرتكبوا أيّ شرورٍ ظاهرة وإنسانيَّتهم لم تكن مريعة. فمن خلال تهذيبهم، ومن خلال حصولهم على المساعدة من الإخوة والأخوات، ومن خلال نقلهم أو استبدالهم، ومن خلال كونهم سلبيّين لبعض الوقت، يدركون أخيرًا أن ما كشفوا عنه من قبل كان شخصيَّات فاسدة ويصبحون مُستعدّين للتوبة ويُفكِّرون قائلين: "الشيء الأهمّ هو المثابرة في أداء واجبي، مهما كلف الأمر. فعلى الرغم من أنني كنت أسير في طريق ضدّ المسيح، فإنني لم أُصنَّف باعتباري ضدًا للمسيح. هذه رحمة الله، لذا ينبغي أن أبذل قصارى جهدي في إيماني وسعيي. طريق طلب الحقّ لا ينطوي على الخطأ". وشيئًا فشيئًا، يُغيِّرون حياتهم ثم يتوبون. إنهم يتمتَّعون بمظاهر جيِّدة ويمكنهم طلب مبادئ الحقّ عند أداء واجبهم، وطلب مبادئ الحقّ عند التعامل مع الآخرين أيضًا. ومن جميع النواحي، فإنهم يدخلون في اتّجاهٍ إيجابي. ألم يتغيَّروا إذًا؟ لقد تحولوا من السير في طريق أضداد المسيح إلى السير في طريق ممارسة الحقّ وطلبه. ويتوفَّر لهم الرجاء والفرصة لنيل الخلاص. هل يمكنك تصنيف مثل هؤلاء الناس على أنهم أضداد المسيح لأنهم أظهروا مرَّةً واحدة بعض مظاهر ضدّ المسيح أو ساروا في طريق أضداد المسيح؟ لا. فأضداد المسيح يُفضِّلون الموت على التوبة. وليس لديهم شعورٌ بالخجل؛ كما أن شخصيتهم فاسدة وشرِّيرة، وينفرون من الحقّ إلى أبعد الحدود. فهل يمكن لشخصٍ ينفر من الحقّ إلى هذا الحد أن يمارسه أو أن يتوب؟ سيكون ذلك مستحيلًا. إن كونه نافرًا من الحق بشكل مطلق هكذا يعني أنه لن يتوب أبدًا. ثمة شيء واحد مؤكد عن الأشخاص القادرين على التوبة، وهو أنهم ارتكبوا أخطاء، لكنهم قادرون على قبول دينونة كلام الله وتوبيخه، وقادرون على قبول الحق، وقادرون على بذل قصارى جهدهم للتعاون عند أداء واجباتهم، واتخاذ كلام الله بوصفه مبادئ شخصية لهم، وتحقيق كلام الله في حياتهم. إنهم يقبلون الحق، وفي أعماقهم، ليسوا نافرين منه. أليس هذا هو الفارق؟ هذا هو الفارق. لكن أضداد المسيح لا يتوقفون عند حد رفضهم التهذيب؛ فهم لا يستمعون إلى أي شخص تتفق كلماته مع الحق، ولا يؤمنون بأن كلام الله هو الحق، ولا يعترفون بأنه كذلك. ما طبيعتهم هذه؟ إنها طبيعة النفور من الحق وكراهيته إلى أقصى حد. عندما يقدم أي شخص شركة عن الحق، أو يتحدث عن شهادة اختبارية، فإنهم ينفرون من هذا بشدة، ويصبحون عدائيين تجاه الشخص الذي يقدم الشركة. وإذا كان شخص ما في الكنيسة ينشر مختلف الحجج السخيفة والشريرة، ويقول أشياء سخيفة ومنافية للمنطق، فإن هذا يجعلهم سعداء للغاية؛ وينضمون إليه على الفور ليتخبطوا في هذا المستنقع معه في تعاون وثيق. إنها حالة تشبه وقوع الطيور على أشكالها، وأن كلًّا يبحث عن مثيله. إذا سمعوا شعب الله المختار يعقدون شركة عن الحق أو يتحدثون عن شهادة اختبارية عن معرفتهم الذاتية وتوبتهم الصادقة، فإن هذا يثير غضبهم، ويبدأون في التفكير في كيفية استبعاد ذلك الشخص ومهاجمته. باختصار، إنهم لا ينظرون بمودة إلى أي شخص يسعى إلى الحق. إنهم يريدون استبعادهم وأن يكونوا عدوًا لهم. إنهم يحبون كثيرًا كل من يجيد التباهي بالوعظ بالكلمات والتعاليم، ويستحسنونهم تمامًا، كما لو أنهم وجدوا صديقًا يؤتمن ورفيقًا في السفر. إذا قال شخص ما: "من يعمل أكثر ويسهم أكثر سيكافأ مكافأة كبيرة ويتوَّج ويحكم مع الله"، فسوف يتقد حماسهم بلا حدود، وتتدفق الدماء الساخنة في عروقهم. سوف يشعرون بأنهم أعلى من الآخرين بفارق كبير، وأنهم يبرزون أخيرًا من بين الحشود، وأنه أصبح لديهم الآن مساحة لإظهار أنفسهم وتوضيح قيمتهم. وسوف يشعرون بالرضا تمامًا حينها. ألا يعد ذلك نفورًا من الحق؟ لنفترض أنك تقول لهم في شركة ما: "الله لا يحب الأشخاص الذين يشبهون بولس، وهو يشمئز بشدة من الأشخاص الذين يسيرون في طريق أضداد المسيح، وأولئك الذين يتجولون طوال اليوم قائلين: "يا رب، يا رب، ألم أعمل كثيرًا من أجلك؟" إنه يشمئز من الأشخاص الذين يتجولون طوال اليوم متوسلين إليه للحصول على مكافأة وإكليل". هذه الكلمات هي الحق بالتأكيد، لكن ما الشعور الذي يتبقى لديهم عندما يسمعون مثل هذه الشركة؟ هل يقولون آمين بعد سماعها، ويقبلون مثل هذه الكلمات؟ ما رد فعلهم الأول؟ اشمئزاز في القلب وعدم رغبة في الاستماع؛ وما يقصدونه هو: "كيف لك أن تكون متأكدًا إلى هذا الحد مما تقوله؟ هل لك القول الفصل؟ أنا لا أصدق ما تقوله! سأفعل ما سأفعل. سأكون مثل بولس وأطلب من الله إكليلًا. بهذه الطريقة، يمكنني أن أكون مباركًا، وأن يكون لي غاية جيدة!" إنهم يصرون على التمسك بآراء بولس. أليسوا بذلك يحاربون الله؟ أليست تلك معارضة واضحة لله؟ لقد فضح الله جوهر بولس وشرَّحه؛ لقد قال الكثير عنه، وكل جزء مما قاله هو الحق؛ ومع ذلك فإن أضداد المسيح هؤلاء لا يقبلون الحق أو حقيقة أن كل أفعال بولس وسلوكياته كانت معارضة لله. لا يزالون يتساءلون في أذهانهم قائلين: "إذا قلت شيئًا، فهل هذا يعني أنه صحيح؟ على أي أُسس؟ بالنسبة لي، ما قاله بولس وفعله يبدو صحيحًا. لا يشوبه خطأ. أنا أسعى للحصول على إكليل ومكافأة؛ هذا ما أنا قادر على فعله! هل يمكنك أن تمنعني؟ سأواصل العمل؛ وما إن أعمل الكثير، سيكون لدي رأس مال؛ سأكون قد قدمت إسهامًا، وبهذا أكون قادرًا على دخول ملكوت السماوات والحصول على مكافأة. لا يوجد خطأ في ذلك!" إلى هذا الحد يصل عنادهم. إنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق. يمكنك أن تعقد معهم شركة عن الحق، لكنه لن يصل إليهم؛ إنهم نافرون منه. ذلك هو موقف أضداد المسيح تجاه كلام الله والحق، وهو موقفهم تجاه الله أيضًا. ما الشعور الذي ينتابكم إذن عندما تسمعون الحق؟ تشعرون بأنكم لا تسعون إلى الحق، وأنكم لا تفهمونه. تشعرون بأنكم لا تزالون بعيدين عنه، وأنه ينبغي عليكم السعي وراء واقع الحق. عندما تقارن نفسك بكلام الله، فهذا هو الوقت الذي تشعر فيه بأنك معيب للغاية، ولديك مستوى قدرات ضعيف، وتفتقر إلى الفهم الروحي؛ أنك لا تزال غير مبالٍ، ولا يزال بداخلك شر. وبعد ذلك، تصبح سلبيًا. أليست تلك هي حالتك؟ أما أضداد المسيح، على الجانب الآخر، فهم ليسوا سلبيين على الإطلاق. إنهم دائمًا متحمسون للغاية، ولا يتأملون في أنفسهم أو يعرفون أنفسهم، وإنما يعتقدون أن ليس لديهم أي مشكلات كبرى. هكذا يكون الأشخاص المتغطرسون والبارِّون في أعين أنفسهم دائمًا؛ ما إن يحصلوا على السلطة، يتحولون إلى أضدادًا للمسيح.
ثانيًا: تشريح كيف يكون لدى أضداد المسيح دائمًا الرغبة والطموح للسيطرة على الناس وإخضاعهم
سنواصل بعقد شركة عن البند التالي: أضداد المسيح لديهم دائمًا الطموح والرغبة في السيطرة على الناس وإخضاعهم. هذه المشكلة أكثر خطورة من تلك المتعلقة بعدم قدرتهم على التعاون مع أي شخص. برأيكم، أي نوع من الناس أولئك الذين يحبون السيطرة على الآخرين وإخضاغهم؟ أي نوع من الأشخاص لديه الطموح والرغبة في السيطرة على الآخرين وإخضاعهم؟ سأعطيكم مثالًا. هل أولئك الذين يحبون المكانة بدرجة كبيرة للغاية يستمتعون بالسيطرة على الآخرين وإخضاعهم؟ أليسوا من نوع أضداد المسيح؟ إنهم يضللون أولئك الذين يعبدونهم ويصغون إليهم، كما أنهم يسيطرون عليهم، ويقهرونهم. وهكذا يكتسبون تقدير الناس واحترامهم، ويجعلون الناس يعبدونهم وينظرون إليهم بتوقير. أليس لهم مكان إذن في قلوب الناس؟ إذا لم يكن الناس مقتنعين بهم ولم يستحسنوهم، فهل يعبدونهم؟ كلا بالتأكيد. لذا، بعد أن يحصل هؤلاء الناس على مكانة، فإنهم يظلون بحاجة إلى إقناع الآخرين، وكسبهم إلى جانبهم بالكامل، وجعلهم معجبين بهم. حينها فقط سوف يعبدهم الناس. هذا أحد أنواع هؤلاء الأشخاص. وهناك نوع آخر؛ أولئك الذين هم متغطرسون للغاية. إنهم يعاملون الناس بالطريقة نفسها: يبدأون بقهر الناس، وجعل الجميع يعبدونهم ويعجبون بهم. حينها فقط يشعرون بالرضا. الأشخاص الخبيثون للغاية يحبون أيضًا السيطرة على الآخرين، وجعل الناس يصغون إليهم، ويدوروا في مدارهم، وأن يفعلوا أشياء من أجلهم. عندما يتعلق الأمر بالأشخاص المتغطرسين جدًا والأشخاص ذوي الشخصيات الخبيثة، فإنهم ما إن يتولوا السلطة حتى يصبحوا أضدادًا للمسيح. إن أضداد المسيح دائمًا ما يكون لديهم طموح ورغبة في السيطرة على الآخرين وإخضاعهم؛ في لقاءاتهم مع الناس، يرغبون دائمًا في التأكد من كيفية نظر الآخرين إليهم، وما إذا كان هناك مكان لهم في قلوب الآخرين، وما إذا كان الآخرون معجبين بهم ويعبدونهم. إذا قابلوا شخصًا يجيد التملق والإطراء والتزلف، فإنهم يشعرون بسعادة غامرة؛ ثم يبدأون في اتخاذ مكان عالٍ، ويحاضرون الناس ويثرثرون بالحديث عن أفكار رنانة، ويغرسون في أذهان الناس اللوائح، والأساليب، والتعاليم، والمفاهيم. يجعلون الناس يقبلون هذه الأشياء باعتبارها الحق، بل ويجمِّلونها قائلين: "إذا كنت تستطيع قبول هذه الأشياء، فأنت شخص يحب الحق ويسعى إليه". سيعتقد الأشخاص الذين لا يستطيعون التمييز أن ما يقولونه معقول، وعلى الرغم من أنه غير واضح لهم، ولا يعرفون ما إذا كان يتماشى مع الحق أم لا، فإنهم يشعرون فقط أنه لا يوجد خطأ فيما يقولونه، وأنه لا يخالف الحق. وهكذا يطيعون أضداد المسيح. إذا كان شخص ما قادرًا على تمييز ضد المسيح ويمكن أن يفضحه، فإن هذا يثير غضب ضد المسيح، الذي سيلقي عليه اللوم على الفور، ويدينه، ويهدده، مستعرضًا قوته. إن أولئك الذين لا يملكون القدرة على التمييز يقهرهم ضد المسيح تمامًا، ويعجبون به من أعماق قلوبهم، مما يؤدي إلى عبادة ضد المسيح، والاعتماد عليه، وحتى الرهبة منه. إن لديهم شعور بأنهم عبيد لدى ضد المسيح، وكأنهم سيضطربون في قلوبهم إذا فقدوا قيادة ضد المسيح، وتعاليمه، وتوبيخاته. بدون هذه الأشياء، يبدو الأمر كما لو أنهم لن يشعروا بالأمان، وقد لا يريدهم الله بعدها. ومن ثم، تعلَّم الجميع مراقبة تعبيرات ضد المسيح عندما يتصرف، خوفًا من أن يكون ضد المسيح غير راضٍ. إنهم جميعًا يحاولون إرضائه؛ هؤلاء الناس مصممون على اتباع ضد المسيح. في عملهم، يعظ أضداد المسيح بالكلمات والتعاليم. إنهم بارعون في تعليم الناس الالتزام بلوائح معينة؛ ولا يخبرون الناس أبدًا ما هي مبادئ الحق التي يجب أن يلتزموا بها، أو لماذا يجب أن يتصرفوا بهذه الطريقة، أو ما هي مقاصد الله، أو ما الترتيبات التي اتخذها بيت الله للعمل، أو ما العمل الأكثر أهمية وجوهرية، أو ما العمل الأساسي الذي ينبغي القيام به. لا يقول أضداد المسيح شيئًا على الإطلاق عن هذه الأشياء ذات الأهمية الكبرى. إنهم لا يعقدون شركة عن الحق أبدًا عند قيامهم بالعمل وترتيباته. إنهم أنفسهم لا يفهمون مبادئ الحق، لذلك فإن كل ما يمكنهم فعله هو تعليم الناس الالتزام ببعض اللوائح والتعاليم؛ وإذا خالف الناس أقوالهم وتنظيماتهم، فسوف يواجهون توبيخ أضداد المسيح وتأنيبهم. غالبًا ما يقوم أضداد المسيح بالعمل تحت راية بيت الله، فيوبخون الآخرين ويحاضرونهم من مكانة عالية. بل إن بعض الناس يصابون بالارتباك الشديد بسبب محاضراتهم لدرجة أنهم يشعرون أنهم مدينون لله بسبب عدم التصرف وفقًا لمتطلبات أضداد المسيح. ألم يقع مثل هؤلاء الناس تحت سيطرة أضداد المسيح؟ (لقد وقعوا تحت سيطرتهم). أي نوع من السلوك هذا من جانب أضداد المسيح؟ إنه سلوك الاستعباد. و"الاستعباد" يسمى "غسيل الدماغ" على حد تعبير أمة التنين العظيم الأحمر. الأمر يشبه تمامًا عندما يأسر التنين العظيم الأحمر المؤمنين بالله. فبخلاف تعذيبهم، يستخدم أسلوبًا آخر: غسيل الدماغ. فسواء كانوا مزارعين أو عمالًا أو مثقفين، فإن التنين العظيم الأحمر يستخدم عددًا كبيرًا من البدع والمغالطات – الإلحاد، والتطور، والماركسية اللينينية – لغسل أدمغة الناس؛ فهو يغرس هذه الأشياء في الناس بالقوة، مهما كانت مقززة أو بغيضة بالنسبة لهؤلاء الناس، ثم يستخدم هذه الأفكار والنظريات لتقييد أطراف الناس والتحكم في قلوبهم. بهذه الطريقة يمنع التنين العظيم الأحمر الناس من الإيمان بالله، ومن قبول الحق، ومن السعي إلى الحق لنيل الخلاص والكمال. وبالطريقة نفسها، بغض النظر عن عدد المواعظ التي يسمعها الناس الذين يسيطر عليهم أضداد المسيح، فإنهم لا يستطيعون فهم الحق، أو ما هو الغرض من الإيمان بالله حقًا، أو ما نوع الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه، أو النظرة الصحيحة التي يجب أن تكون لديهم في فعل كل شيء، أو الموقف الذي يجب أن يتبنوه. إنهم لا يفهمون أيًا من هذه الأشياء؛ فكل ما في قلوبهم هو الكلمات، والتعاليم، والنظريات الجوفاء لأضداد المسيح هؤلاء. وبعد أن ضُلِّلوا وسيطر عليهم أضداد المسيح لفترة طويلة، يصبحون مثلهم تمامًا: يصبحون أشخاصًا يؤمنون بالله، لكنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق، حتى أنهم يعارضون الله ويقفون ضده. أي نوع من الأشخاص أولئك الذين ضُلِّلوا وسيطر عليهم أضداد المسيح؟ لا شك أنه ليس من بينهم من يحب الحق؛ كلهم منافقون، أشخاص لا يسعون إلى الحق في إيمانهم بالله، ولا يكترثون بأداء واجباتهم على النحو اللائق. في إيمانهم بالله، هؤلاء الناس لا يتبعون الله؛ وإنما يتبعون أضداد المسيح، ويصبحون عبيدًا لأضداد المسيح، ونتيجة لذلك لا يمكنهم أن يربحوا الحق. هذه العاقبة لا مفر منها.
ما المبدأ الذي يعامل الله به الناس؟ هل هو القوة؟ هل هو السيطرة؟ كلا؛ إنه عكس السيطرة تمامًا. ما مبدأ الله في طريقة معاملته للناس؟ (إنه يعطيهم الإرادة الحرة). نعم، إنه يعطيك الإرادة الحرة. إنه يمكّنك من الوصول إلى فهمك الخاص وسط البيئات التي يُعدها، حتى تتمكن بشكل طبيعي من الوصول إلى فهم واختبار بشريين. إنه يمكّنك من فهم جانب من الحق بشكل طبيعي، حتى تعرف ما ينبغي عليك فعله وما ينبغي عليك اختياره عندما تواجه مثل هذه البيئة مرة أخرى. إنه يمكّنك أيضًا من فهم ما هو صواب وما هو خطأ، من أعماق قلبك، حتى تختار في النهاية الطريق الصحيح. إن الله لا يسيطر عليك، ولا يجبرك. أما ضد المسيح فيتصرف بالطريقة المعاكسة تمامًا: إنه يغسل دماغك ويغرس فيك أفكارًا خاطئة بتضليلك، ثم يستمر في ذلك حتى يجعلك عبدًا له. لماذا أستخدم كلمة "عبد"؟ ما المقصود بالعبد؟ يُقصد به أنك لا تميز ما إذا كان ضد المسيح على صواب أم على خطأ، وأنك لن تجرؤ على ذلك؛ لن تعرف ما إذا كان على صواب أم على خطأ؛ ستكون مرتبكًا ومشوشًا في قلبك. لن يكون واضحًا لك ما هو صحيح وما هو خطأ؛ لن تعرف ما ينبغي عليك فعله وما ينبغي عليك ألا تفعله. ستنتظر فقط مثل دمية تنتظر تعليمات ضد المسيح، لا تجرؤ على اتخاذ إجراء ما لم يعط ضد المسيح الأمر، ولن تجرؤ على التصرف إلا بعد سماع أوامره. ستكون قد فقدت قدراتك الفطرية، ولن تلعب إرادتك الحرة دورها. ستصبح رجلًا ميتًا. سيكون لديك قلب، لكنك لن تكون قادرًا على التفكير؛ وسيكون لديك عقل، لكنك لن تكون قادرًا على التفكير في المشكلات؛ لن تعرف الصواب من الخطأ، أو ما هي الأشياء الإيجابية وما هي الأشياء السلبية، أو ما هي الطريقة الصحيحة للتصرف وما هي الطريقة الخاطئة للتصرف. سيتحكم فيك ضد المسيح بشكل غير محسوس. ما الذي سيتحكم فيه؟ هل هو قلبك، أم عقلك؟ إنه قلبك؛ وبعد ذلك سوف يقع عقلك تحت سيطرته بشكل طبيعي. سيقيد أطرافك بإحكام، ويربطها بقوة وثبات، بحيث تغرق في التردد والشك مع كل خطوة تخطوها، ثم تتراجع بعد ذلك؛ ثم تريد أن تخطو خطوة أخرى، لتتخذ إجراء ما، لكنك تتراجع مرة أخرى. في كل شيء تفعله، ستكون رؤيتك ضبابية وغير واضحة. وهذا لا ينفصل عن الملاحظات المضللة التي يدلي بها ضد المسيح. ما الأسلوب الرئيسي التي يستخدمه أضداد المسيح للتحكم في الناس؟ كل ما يقولونه أشياء تتفق مع مفاهيم الناس وتصوراتهم، ومع المشاعر الإنسانية، ومع المنطق الإنساني. يبدو أنهم يتمتعون بقدر من الإنسانية عندما يتحدثون، لكنهم لا يمتلكون أي وقائع للحق. أخبرني، هل يستطيع الأشخاص الذين يتحكم فيهم أضداد المسيح والذين يتبعون أضداد المسيح أن يؤدوا واجبات في بيت الله بكل قلوبهم وكل قوتهم؟ (كلا). وما السبب وراء ذلك؟ إنهم لا يفهمون الحق؛ هذا هو السبب الرئيسي. وثمة سبب آخر: أضداد المسيح ينخرطون في ألاعيب السلطة؛ فهم لا يمارسون الحق في أداء واجبهم، ولا يؤدون واجبهم بكل قلوبهم وبكل قوتهم. هل يستطيع خدامهم ممارسة الحق إذن؟ أيًّا كان ضد المسيح، فإن خدامه سيكونون على شاكلته أيضًا بالتبعية. أضداد المسيح يقودون طريق عدم ممارسة الحق، والمُضي ضد المبادئ، وخيانة مصالح بيت الله، وعدم التعقل والتصرف مثل المستبدين. هل يمكن أن يفشل هذا في التأثير على خدامهم؟ لا سبيل لحدوث هذا بالتأكيد. إذن ماذا سيحدث لهؤلاء الناس الذين يقيدهم أضداد المسيح ويسيطرون عليهم؟ سيحذرون بعضهم من بعض، ويساورهم الشك في بعضهم البعض، ويقاتلون بعضهم البعض؛ ويتنافسون على الشهرة والمكسب، وعلى فرصة للتألق، وعلى رأس المال. في أعماقهم، كل من يسيطر عليهم ضد للمسيح هم في خلاف ولم يعد لديهم اتفاق على رأي واحد. إنهم حذرون ومتحفظون في تصرفاتهم؛ إنهم غير منفتحين مع بعضهم البعض، وليس لديهم علاقات إنسانية طبيعية مع بعضهم البعض. لا توجد شركة طبيعية بينهم، ولا قراءة صلاة، ولا حياة روحية طبيعية. إنهم مشتتون، تمامًا مثل الجماعات الشيطانية غير المؤمنة الموجودة في العالم. هكذا هو الحال عندما يكون ضد للمسيح في السلطة. هناك حذر بين الناس، وصراعات علنية وخفية، وتخريب، وغيرة، ودينونة، ومقارنة بمن يتحمل مسؤولية أقل: "إذا لم تتحمل أنت المسؤولية، فلن أتحملها أنا أيضًا. على أي أساس تريدني أن أراعي مصالح بيت الله، بينما أنت نفسك لا تراعيها؟ لن أراعيها فحسب إذن!" هل هذا المكان هو بيت الله؟ كلا. ما نوع هذا المكان؟ إنه معسكر الشيطان. لا يسود الحق هناك؛ ولا يوجد فيه عمل الروح القدس، أو بركة الله، أو قيادته. لذا فإن جميع الناس هناك يشبهون الأبالسة الصغار. ظاهريًا، تبدو كلمات المديح التي يتحدثون بها عن الآخرين لطيفة: "أوه، إنهم يحبون الله حقًا؛ إنهم يقدمون العطايا حقًا؛ إنهم يعانون حقًا في أداء واجبهم!" لكن دعهم يقدمون تقييمًا لشخص ما، وما سيقولونه لك من وراء ظهره سيكون مختلفًا عما يقولونه في حضوره. إذا وقع الإخوة والأخوات في أيدي قائد كاذب، فسوف يتشتتون في أداء واجباتهم مثل كومة من الرمال السائبة؛ لن يحققوا نتائج، ولن يكون لديهم عمل الروح القدس، ولن يسعى أكثرهم إلى الحق. ماذا إذن إذا وقعوا تحت سيطرة أحد أضداد المسيح؟ لا يجوز أن يُطلَق على هؤلاء الناس كنيسة بعدها. سوف ينتمون تمامًا إلى معسكر الشيطان، وإلى عصابة ضد المسيح.
لماذا يريد أضداد المسيح دائمًا السيطرة على الناس؟ لأنهم لا يحمون مصالح بيت الله، ولا يهتمون بدخول شعب الله المختار إلى الحياة. إنهم لا يراعون سوى سلطتهم، ومكانتهم، ومنزلتهم. وهم يعتقدون أنهم ما داموا يسيطرون على قلوب الناس ويجعلون الجميع يعبدونهم، فإن طموحهم ورغبتهم سيتحققان. أما بالنسبة للأمور التي تمس مصالح بيت الله، أو عمل الكنيسة، أو دخول شعب الله المختار إلى الحياة، فإنهم لا يهتمون بتلك الأمور على الإطلاق. وحتى عندما تنشأ مشكلات، فإنهم لا يستطيعون رؤيتها. إنهم لا يستطيعون رؤية مشكلات مثل عدم ملاءمة ترتيبات التوظيف في بيت الله؛ أو عندما تُوزَّع ممتلكات بيت الله بشكل غير معقول، حيث يُفقَد الكثير منها، كما لا يستطيعون أن يروا مَن بددها؛ أو مَن يسبب عرقلة وإزعاجًا في عملهم؛ أو من يستخدم الناس بشكل غير مناسب؛ أو من يكون غير مبالٍ في عمله؛ فضلًا عن أن يتعاملوا مع مثل هذه المشكلات. فمع ماذا يتعاملون؟ ما الأشياء التي يتدخلون فيها؟ (الأمور التافهة). أي أنواع الأشياء تُعد أمورًا تافهة؟ اذكر بعض التفاصيل. (يبدأ بعض القادة في حل شؤون منزلية لبعض الإخوة والأخوات؛ على سبيل المثال، شخص ما غير متوافق مع شخص آخر في أسرته. إنها فقط أمور من أمور الحياة اليومية). هذا شيء يفعله القادة الكاذبون. وماذا يفعل أضداد المسيح؟ (لا يهتمون بدخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، ولا بالأشياء التي تتعارض مع مبادئ الحق؛ إنهم يهتمون فقط بالأشياء التي تمس وجوههم ومكانتهم — الأشخاص الذين لا يفعلون ما يقوله أضداد المسيح، على سبيل المثال، أو بعض الأشخاص الذين يبغضونهم. إنهم يتعاملون مع أشياء من هذا القبيل). هذا جزء من الأمر. إن مثل هذه الأشياء تحدث. يتحقق أضداد المسيح لمعرفة من هو الشخص غير المرغوب في حضوره بالنسبة لهم، ومن الذي لا يحترمهم، ومن الذي يمكنه تمييزهم. إنهم يرون هذه الأشياء، ويسجلون ملاحظة ذهنية عنها؛ فمثل هذه الأشياء مهمة جدًا بالنسبة لهم. ماذا أيضًا؟ (إذا كان الشخص المنتخب في إحدى الكنائس لديه القدرة على تمييزهم وليس متوافقًا معهم، فسوف يبحثون عن طرق لإيجاد عيب في هذا الشخص واستبداله. إنهم يحبون القيام بتلك الأفعال). أيًّا كانت العيوب أو المشكلات لدى شخص ما يقوم بأشياء سيئة، أو أيًّا كانت الطريقة التي يتسبب بها في العرقلة والإزعاج، فإن ضد المسيح لا يهتم بذلك؛ إنه يبحث تحديدًا عن عيوب الأشخاص الذين يؤدون واجبهم، وأولئك الذين يسعون إلى الحق، بحثًا عن مبررات وأعذار لاستبدال هؤلاء الأشخاص. هناك طريقة رئيسية أخرى تظهر بها سيطرة أضداد المسيح على الآخرين: فإضافة إلى السيطرة على الإخوة والأخوات العاديين، فإنهم يحاولون السيطرة على الأشخاص المسؤولين عن كل جانب من جوانب العمل. إنهم يرغبون دائمًا في الاستحواذ على كل السلطة في قبضتهم. لذلك فهم يسألون عن كل شيء؛ ويراقبون كل شيء ويرصدونه، ليروا كيف يفعل الناس الأشياء. إنهم لا يعقدون شركة عن مبادئ الحق مع الناس على الإطلاق، أو يمنحون الناس حرية التصرف. إنهم يريدون أن يجعلوا الجميع يفعلون ما يقولونه وأن يخضعوا لهم. إنهم يخشون دائمًا من أن تتبدد سلطتهم ويستولي عليها أشخاص آخرون. وعند مناقشة مشكلة ما، فبغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يعقدون شركة عنها أو النتائج التي تسفر عنها شركتهم، فإنهم سيرفضون كل ذلك عندما يصل إليهم، وسيتعين بدء المناقشة من جديد. وما النتيجة النهائية لهذا؟ لا تنتهي الأشياء إلا بعد أن ينتبه إليهم الجميع، وإذا لم يحدث ذلك، فسيضطرون إلى الاستمرار في عقد الشركة. تستمر هذه الشركة أحيانًا حتى منتصف الليل، دون أن يُسمح لأحد بالنوم؛ ولا تنتهي حتى ينتبه الآخرون لما يقولونه. هذا شيء يفعله أضداد المسيح. هل هناك أناس يعتقدون أن ضد المسيح بفعله هذا يتحمل مسؤولية العمل؟ ما الفارق بين تحمل مسؤولية العمل واستبداد أضداد المسيح؟ (إنه فارق في النية). عندما يكون الناس يقظي الضمير ومسؤولين تجاه العمل، فإنهم يفعلون ذلك لكي يعقدوا شركة عن مبادئ الحق بوضوح، حتى يتمكن الجميع من فهم الحق. أما أضداد المسيح، على الجانب الآخر، فيتصرفون مثل المستبدين من أجل الاحتفاظ بالسلطة، وأن تكون لهم اليد العليا، ويدحضوا كل الآراء التي تختلف عن آرائهم والتي قد تتسبب في إحراجهم. ألا يوجد فارق بين هاتين النيتين؟ (يوجد فارق). ما الفارق بينهما؟ هل يمكنكم تمييز ذلك؟ جعل الناس يفهمون مبادئ الحق من خلال الشركة، والتنافس على التقدير: ما الفارق بين الاثنين؟ (النوايا). ليس فقط النوايا؛ النوايا مختلفة بالطبع. (أحد هذين النهجين سيفيد بيت الله أكثر). وكون أحدهما يفيد بيت الله أكثر فهذا فارق آخر؛ مراعاة مصالح بيت الله. لكن ما الفارق الرئيسي؟ عندما يعقد شخص ما حقًا شركة عن الحق، يكون من الواضح عندما تسمعها أنها ليست مبررًا أو دفاعًا شخصيًا. ويكون كل ما يُعقد شركة عنه هادفًا إلى جعل الجميع يفهمون مقاصد الله، إنها جميعًا شهادة لمقاصد الله. مثل هذه الشركة تجعل مبادئ الحق واضحة، وبعد سماعها، يكون لدى الناس طريق للمضي قُدمًا إلى الأمام؛ يعرفون ما هي المبادئ، ويعرفون ما ينبغي عليهم فعله في المستقبل، وعلى الأرجح لن يسيروا ضد المبادئ في أداء واجبهم، وسيكون هدف ممارستهم أكثر دقة. مثل هذه الشركة ليست ملوثة بأي حال من الأحوال بالتبرير أو الدفاع الشخصي. ولكن كيف يعظ أولئك الذين يرغبون في تحويل الأشياء لصالحهم وإخضاع الآخرين لسيطرتهم؟ ما الذي يعظون بشأنه؟ إنهم يعظون بشأن تبريراتهم الذاتية، والأفكار، والمقاصد، والأهداف وراء كل ما فعلوه، حتى يقبلها الناس ويصدقوها ولا يسيئوا فهمهم. إنها كلها عبارة عن تبريرات ذاتية؛ لا يوجد فيها أي حق على الإطلاق. إذا أنصتَّ باهتمام، فسوف تسمع أنه لا يوجد أي حق فيما يعقدون شركه عنه؛ فكلها أقوال بشرية، وأعذار، وتبريرات. هذا كل ما في الأمر. وبعد أن يتحدثوا، هل يفهم الجميع المبادئ؟ كلا؛ لكنهم فهموا الكثير عن مقاصد المتحدث. هذه هي طريقة أضداد المسيح. هكذا يسيطرون على الناس. ما إن يشعروا بأن مكانتهم ومنزلتهم قد تكبدت خسارة وتأثرت داخل المجموعة، فإنهم يدعون إلى اجتماع على الفور لمحاولة إنقاذها، بأي طريقة ممكنة. وكيف ينقذون تلك الأشياء؟ بإبداء الأعذار، وتقديم المبررات، وقول ما الذي كانوا يفكرون فيه في ذلك الوقت. ما غايتهم من قول هذه الأشياء؟ غايتهم هي إزالة كل سوء الفهم لدى الجميع بشأنهم. الأمر يشبه التنين العظيم الأحمر: بعد أن يعذِّب شخصًا ويعاقبه، فإنه يدافع عنه ويبرِّئه من أي تهمة اتُّهم بها. ما الغاية من فعل ذلك؟ (التمويه). إنه يبرئك ويعوضك بعد أن ينتهي من فعل شيء سيء لك، حتى تعتقد أن التنين العظيم الأحمر صالح حقًا وجدير بالثقة، على الرغم من كل ما حدث. وبهذه الطريقة، لا يتعرض حكمه للتهديد. هكذا يكون أضداد المسيح أيضًا: لا يوجد شيء واحد يقولونه أو يفعلونه ليس من أجل مصلحتهم الخاصة؛ فهم لا يقولون أي شيء من أجل الحق، فضلًا عن أنهم لا يقولوا أو يفعلوا أي شيء من أجل مصالح بيت الله. إن كل ما يقولونه ويفعلونه هو من أجل سمعتهم ومكانتهم. قد يقول البعض: "إنه ظلم منك أن تصفهم بأنهم أضداد للمسيح، لأنهم يتعبون كثيرًا، ويقومون بعملهم بكد واجتهاد، ويعملون ويسعون من أجل بيت الله من الفجر حتى الغسق. إنهم أحيانًا يكونون منشغلين جدًا لدرجة أنهم لا يستطيعون تناول الطعام. لقد عانوا كثيرًا!" ومن أجل مَن يعانون؟ (من أجل أنفسهم). من أجل أنفسهم. لو لم تكن لديهم مكانة، فهل كانوا ليفعلوا الشيء نفسه؟ إنهم يسعون بهذه الطريقة من أجل سمعتهم ومكانتهم؛ إنهم يفعلون ذلك من أجل المكافأة. إذا لم يكافأوا، أو إذا لم يكن لديهم شهرة، أو مكسب، أو مكانة، لكانوا قد تراجعوا منذ فترة طويلة. إنهم يفعلون هذه الأشياء أمام الآخرين، وبينما يفعلونها، يريدون أن يعرف الله عنهم، وأن يجعلوه يعطيهم مكافأتهم المستحقة، في ضوء كل ما فعلوه. ما يريدونه في النهاية هو مكافأة؛ لا يريدون اكتساب الحق. يجب أن تدرك هذه النقطة بوضوح. وعندما يشعرون أنهم جمعوا رأس مال كافٍ، وعندما تتاح لهم الفرصة للتحدث بين الآخرين، فما محتوى ما يقولونه؟ أولًا، التباهي بإسهاماتهم؛ هجوم نفسي. ما هو الهجوم النفسي؟ إنه إخبار الجميع، في أعماق قلوبهم، أنهم فعلوا العديد من الأشياء الجيدة نيابة عن بيت الله، وقدموا إسهامات، وواجهوا المخاطر، وقاموا بعمل خطير، وسعوا كثيرًا، ولم تكن معاناتهم قليلة؛ إنه عرض مؤهلاتهم والتحدث عن رأس مالهم أمام الآخرين. ثانيًا، يتحدثون بطريقة مبالغ فيها وغير منطقية عن بعض النظريات غير الواقعية، التي يشعر الناس أنهم يفهمونها، على الرغم من أنهم لا يفهمونها. تبدو هذه النظريات عميقة وغامضة ومجردة للغاية، وتجعل الناس يعبدون أضداد المسيح. ثم يتحدثون بطريقة مربكة ومفخمة عن أمور يعتقدون أن لا أحد يفهمها على الإطلاق؛ مثل التكنولوجيا، والفضاء الخارجي، والمالية والمحاسبة، وأمور تتعلق بالمجتمع والسياسة، وحتى أمور تتعلق بالعالم السفلي والاحتيال. إنهم يروون تاريخهم الشخصي. فما هذا إذن؟ إنهم يتباهون بأنفسهم. وهدفهم من التباهي هو شن هجوم نفسي. هل تعتقدون أنهم أغبياء؟ إذا لم يكن لهذه الأشياء التي يقولونها أي تأثير على الناس، فهل كانوا سيستمرون في قولها؟ ما كانوا ليفعلوا ذلك. إن لديهم هدفًا من قولها: هذا الهدف يتعلق بعرض مؤهلاتهم، والتباهي، والتفاخر بأنفسهم.
علاوة على ذلك، ما الطريقة التي يتبعها أضداد المسيح غالبًا؟ أينما ذهبوا يتبعون أسلوب رب الأسرة؛ أينما ذهبوا يقولون: "ماذا تعملون؟ وكيف يسير الأمر؟ هل هناك أي صعوبات؟ سارعوا بإنجاز الأشياء التي كُلِّفتم بها! لا تكونوا غير مبالين. كل العمل الخاص ببيت الله مهم، ولا يمكن تأخيره!" إنهم مثل رب الأسرة، فهو يشرف دائمًا على عمل الأشخاص في منزله. ماذا يعني ذلك، ماذا يعني أنهم رب الأسرة؟ يعني أن أي شخص في منزلهم قد يرتكب خطأً، أو يسلك الطريق الخطأ، لذلك يحتاجون إلى مراقبتهم؛ وإذا لم يفعلوا ذلك، فلن يقوم أحد بواجبه؛ سينتهي بهم الأمر جميعًا إلى التعثر. إن أضداد المسيح يعتقدون أن كل شخص آخر هو شخص أحمق، طفل، وأنهم إذا لم يهتموا بهؤلاء الأشخاص، وإذا تركوهم بعيدًا عن أنظارهم لثانية واحدة، فإن بعضهم سوف يرتكب أخطاء ويسلك الطريق الخطأ. ما نوع وجهة النظر هذه؟ ألا يتبعون طريقة رب الأسرة؟ (بلى، يتبعونها). هل يقومون بعمل ملموس إذن؟ إنهم لا يقومون بعمل ملموس أبدًا؛ ويرتبون أن يقوم الآخرون بالعمل بأكمله، ويشغلون أنفسهم فقط بالبيروقراطية وبكونهم السادة، وعندما يقوم الآخرون بالعمل، يكون الأمر كما لو أنهم قاموا به بأنفسهم؛ وكل الفضل يعود إليهم. إنهم يستمتعون فقط بفوائد مكانتهم؛ ولا يفعلون أي شيء يفيد عمل بيت الله، وحتى إذا وجدوا أن شخصًا ما يتصرف بشكل لا مبالٍ أو مهمل في أداء واجبه، أو أن شخصًا ما يعرقل ويزعج عمل الكنيسة، فإنهم فقط يوجهون إليه بضع كلمات من النصح والطمأنة، لكنهم لا يفضحونه أو يقيدونه أبدًا؛ إنهم لا يسيئون إلى أحد أبدًا. وإذا لم يرغب أحد في الاستماع إليهم، فسيقولون: "لقد انفطر قلبي من القلق عليكم جميعًا؛ لقد تحدثت حتى جف حلقي؛ لقد أرهقت نفسي كثيرًا لدرجة كادت أن تشق جسدي نصفين! إنكم تجعلونني أشعر بالقلق كثيرًا!" أليست وقاحة منهم أن يقولوا هذا؟ هل يثير اشمئزازكم سماع ذلك؟ هذه إحدى الطرق التي تظهر بها رغبة أضداد المسيح الدائمة في السيطرة على الناس. كيف يقدم أضداد المسيح هؤلاء شركة مع الناس؟ إنهم يقولون لي، على سبيل المثال: "الأشخاص الذين هم أدنى مني لا يفعلون ما يُؤمرون به. ولا يأخذون عمل الكنيسة على محمل الجد. إنهم لا مبالون، وينفقون أموال بيت الله بلا تمييز. هؤلاء الناس وحوش حقًا؛ إنهم أدنى من الكلاب!" ما النبرة التي يستخدمونها هنا؟ إنهم يجعلون من أنفسهم الاستثناء؛ فهم يقصدون: "إنني أراعي مصالح بيت الله؛ أما هم فلا". فمن يعتبر أضداد المسيح أنفسهم؟ يعتبرون أنفسهم "سفير علامة تجارية". ما المقصود بسفير العلامة التجارية؟ ألق نظرة على سفراء العلامات التجارية من بعض البلدان؛ أي نوع من الناس هم؟ إن الاختيار يقع عليهم لجمالهم؛ فهم يتميزون بالجمال الأخّاذ، ويمكنهم التحدث بلباقة، وقد خضعوا جميعًا للتدريب. خلف الكواليس، جميعهم لديهم علاقات ومعاملات مع رجال يتسمون بطول القامة والثراء والوسامة، ومسؤولين رفيعي المستوى، ورجال أعمال أثرياء؛ ولهذا السبب هم سفراء لعلامات تجارية. ما الذي يعتمدون عليه ليصبحوا سفراء لعلامات تجارية؟ هل يعتمدون فقط على حسن مظهرهم، ورشاقة قوامهم، وبلاغتهم؟ إنهم يعتمدون في الأساس على علاقاتهم خلف الكواليس. أليست الأمور تسير على هذا النحو؟ (بلى). بلى، هكذا تسير الأمور. إن أضداد المسيح، الذين يتَّبعون دائمًا أسلوب القائد أو رب الأسرة، يريدون دائمًا استخدام هذا الأسلوب، هذا الوضع، لتضليل الناس والسيطرة عليهم. ألا يشبه ذلك إلى حد ما أسلوب سفير علامة تجارية؟ إنهم يقفون هناك، وأيديهم متشابكة وراء ظهورهم، وعندما يومئ الإخوة أو الأخوات برؤوسهم وينحنون لهم، يقولون: "حسنًا؛ قوموا بعمل جيد!" من هم ليقولوا ذلك؟ ما هو المنصب الذي عينوا أنفسهم فيه؟ أنا لا أقول مثل هذه الأشياء أينما ذهبت؛ هل سمعتموني أقول مثل هذا الشيء من قبل؟ (كلا). أحيانًا أقول: "هذه الفرصة التي لديكم لتؤدوا واجبكم براحة بال ليست بشيء يسهل الحصول عليه! عليكم أن تغتنموا هذه الفرصة، وتقوموا بواجبكم جيدًا؛ لا تجعلوا أنفسكم تُبعدون بسبب ارتكاب الشر والتسبب في الاضطرابات". لكن لماذا أقول هذا؟ الإخلاص. لكن هل يفكر ضد المسيح بهذه الطريقة؟ هذه ليست الطريقة التي يفكر بها، وليست الطريقة التي يتصرف بها. إنه يأمر الآخرين بأن يقوموا بعمل جيد؛ فهل يفعل ذلك هو نفسه؟ إنه لا يفعل ذلك. يريد أن يقوم الآخرون بعمل جيد، ويتعبون أنفسهم من أجله، ويعملون من أجله، وفي النهاية، هو الذي يحصل على كل الفضل. هل تعملون بتفاني من أجلي الآن في أثناء أداء واجباتكم؟ (كلا). أنتم أيضًا لا تعملون من أجلي؛ إنكم تؤدون واجباتكم والتزاماتكم، ثم يعيلكم بيت الله. هل من المبالغة أن أقول إنني أعيلكم؟ (كلا). هذه ليست عبارة غير صحيحة، وفي الواقع، هكذا تسير الأمور حقًا. لكن إذا أردتم مني قول ذلك، فلن أقوله؛ لن أنطق بهذا أبدًا. سأقول فقط إن بيت الله يعيلكم: أنتم تؤدون واجباتكم في بيت الله، والله يعيلكم. إذن من أجل مَن تؤدون واجباتكم؟ (من أجل أنفسنا). إنكم تؤدون واجباتكم والتزاماتكم؛ هذه هي المسؤولية التي ينبغي عليكم الوفاء بها باعتباركم كائنات مخلوقة. إنكم تفعلون هذا أمام الله. ينبغي عليكم ألا تقولوا مطلقًا إنكم تعملون من أجلي؛ أنا لا أحتاج إلى ذلك. لست بحاجة إلى أن يعمل أي شخص من أجلي؛ أنا لست المدير، ولا رئيس شركة ما. أنا لا أكسب المال منكم، وأنتم لا تأكلون طعامي. إننا فقط نتعاون مع بعضنا البعض. أنا أقدم شركة عن الحقائق التي يجب أن أقدم عنها شركة لكم حتى تتمكنوا من فهمها، وتنطلقوا في الطريق الصحيح، وبذلك يرتاح قلبي؛ لقد أتممت مسؤوليتي والتزامي. إنه تعاون متبادل، حيث يقوم كل فرد بدوره. الأمر بعيد عن كونه حالة مَن يستغل مَن، ومَن يستخدم مَن، ومَن يُطعِم مَن. لا تتصرف بهذه الطريقة؛ إنها بلا جدوى ومثيرة للاشمئزاز. أدِ العمل بشكل جيد حقًا، بحيث يكون واضحًا للجميع، وفي نهاية المطاف، ستكون في وضع جيد لتسوية حساباتك أمام الله. هل لدى أضداد المسيح مثل هذا العقل؟ كلا. إنهم إذا تحملوا القليل من المسؤولية، وقدموا القليل من الإسهام، وقاموا ببعض العمل، فإنهم يتباهون بذلك، بطريقة مثيرة للاشمئزاز حقًا؛ بل إنهم يرغبون في أن يكونوا سفراء علامة تجارية. إذا لم تحاول أن تكون سفيرًا لعلامة تجارية، وبدأت في بعض العمل الفعلي، فسوف يحترمك الجميع. إذا كنت تتخذ وضع سفير العلامة التجارية، لكنك غير قادر على القيام بأي عمل ملموس، وهيئت الأمر بحيث ينبغي أن يشغل الأعلى نفسه بالعمل ويعطي التوجيهات المتعلقة بالعمل بأكمله بصورة شخصية، ويتابع ذلك من خلال الإشراف عليك وتقديم التوجيه لك، مع قيام الأعلى بكل جانب من جوانب العمل، وإذا كنت رغم ذلك لا تزال تعتقد أنك قادر، وأنك أصبحت أكثر مهارة، وأنك مَن قام بالعمل بأكمله؛ أفلا يكون ذلك وقحًا؟ أضداد المسيح قادرون على هذا. إنهم يسرقون مجد الله. عندما يختبر الناس العاديون بعض الأشياء، يمكنهم فهم القليل من الحق، ويرون أن: "مستوى قدراتي ضعيف للغاية؛ أنا لا شيء. لولا اهتمام الأعلى وإشرافه، ولو لم يمسك بيدي لمساعدتي، لما كنت قادرًا على فعل أي شيء. فلم أكن سوى أحمق. لقد تعرفت الآن على نفسي قليلًا. أعرف حجمي الضئيل. لن أشتكي إذا هذبني الأعلى مرة أخرى في المستقبل. سوف أخضع فحسب". وبمعرفتك لحجمك الضئيل، ستقوم بالعمل الذي ينبغي عليك القيام به بطريقة مهذبة، وواقعية وكلتا قدميك راسختان على الأرض. أيًا كان ما يكلِّفك به الأعلى، فسوف تقوم به جيدًا، بكل قلبك وكل قوتك. هل هذا ما يفعله أضداد المسيح؟ كلا، ليس هذا ما يفعلونه؛ فهم لا يراعون مصالح بيت الله، أو عمل بيت الله. ما هي أعظم مصلحة من مصالح بيت الله؟ هل هي ثروة الكنيسة؟ هل هي العطايا المقدمة إلى الله؟ كلا. ما هي إذن؟ ما هو جانب العمل الذي يدور حوله أداء كل شخص لواجبه؟ إنه نشر الإنجيل وتقديم الشهادة لله، حتى يفهم جميع البشر الله ويعودون إليه. هذه هي أعظم مصلحة لبيت الله. ولأن تلك المصلحة العظمى تتشعب إلى فروع، فتنقسم إلى كل مجموعة وكل جانب من جوانب العمل، ثم تنقسم تقسيمًا أدق إلى الواجبات المختلفة التي يؤديها كل شخص. هذه هي مصلحة بيت الله. هل فهمتم هذا من قبل؟ كلا، لم تفهموه! عندما أتحدث عن مصالح بيت الله، تعتقدون أنها المال، والمنازل، والسيارات. ما نوع تلك المصالح؟ أليست فقط أشياء مادية ضئيلة؟ فهل يقول بعض الناس إذن: "بما أن هذه ليست مصالح، فلنبددها كما يحلو لنا؟" هل هذا مقبول؟ (كلا). كلا بالتأكيد! إن إهدار العطايا خطيئة جسيمة.
ما الذي يهم أضداد المسيح إلى جانب رغبتهم وطموحهم في السيطرة على الناس؟ لا شيء، في الأساس. إنهم لا يهتمون كثيرًا بأي شيء آخر. ما إذا كان كل شخص يقوم بالواجب المناسب، أو كان الموظفون مُنظمين بطريقة مناسبة، أو كان هناك من يعرقل عمل الكنيسة ويزعجه، أو كانت جميع جوانب عمل الكنيسة تتقدم بسلاسة، أو ما إذا كان أي جزء من العمل تشوبه مشكلة، أو أي جزء لا يزال ضعيفًا، أو أي جزء لم يتم التفكير فيه بعد، أو حيث لا يؤدى العمل بشكل صحيح؛ فإن أضداد المسيح لا يشغلون أنفسهم بأي من هذه الأشياء، ولا يسألون عنها. إنهم لا يهتمون بهذه الأمور أبدًا؛ ولا يقومون بهذا العمل الملموس أبدًا. على سبيل المثال، عمل الترجمة، وعمل تحرير الفيديو، وعمل إنتاج الأفلام، والعمل القائم على النصوص، وعمل نشر الإنجيل، وما إلى ذلك؛ هم لا يتابعون أي جانب من جوانب العمل بجدِّية. ما دام الشيء لا يمس شهرتهم، أو ربحهم، أو مكانتهم، فإنه يبدو وكأنه لا علاقة له بهم. إذن ما هو الشيء الوحيد الذي يفعلونه؟ إنهم يتعاملون فقط مع بعض الشؤون العامة؛ العمل السطحي الذي ينتبه إليه الناس ويرونه. إنهم ينتهون من هذا العمل، ثم يعرضونه على أنه مؤهلات لهم، ثم يبدأون في الاستمتاع بفوائد مكانتهم. هل يهتم أضداد المسيح بدخول شعب الله المختار إلى الحياة؟ كلا؛ إنهم يهتمون فقط بسمعتهم ومكانتهم، وبالأمور التي يمكنهم أن يبرزوا فيها، ويجعلوا الناس يقدرونهم ويعبدونهم. لذا، أيًّا كانت المشكلات التي تنشأ في عمل الكنيسة، فإنهم لا يهتمون بها ولا يسألون عنها؛ أيًّا كان مدى خطورة المشكلة، وأيًّا كان قدر الخسارة الكبيرة التي تُلحقها بمصالح بيت الله، فإنهم لا يشعرون بأنها مشكلة. قل لي، هل لديهم قلب حتى؟ هل هم أشخاص مخلصون؟ هل هم أشخاص يحبون الحق ويقبلونه؟ يجب وضع علامات استفهام على هذه الأشياء. حسنًا، ما الذي ينبغي أن يفعلوه طوال الوقت حتى يجعلوا عمل الكنيسة فوضى؟ هذا يكفي لإثبات أنهم لا يراعون مقاصد الله على الإطلاق. إنهم لا يقومون بالعمل الأساسي الذي عهد الله به إليهم، وإنما يشغلون أنفسهم حصريًا بأمور سطحية عامة، حتى يظهروا أمام الآخرين أنهم يعملون؛ ظاهريًا هم مشغولون بأداء واجب، لكي يظهروا للناس أن لديهم حماس وإيمان. وهذا يخدع بعض الناس. لكنهم لا يقومون بأي جانب واحد من العمل الأساسي للكنيسة؛ إنهم لا يقومون بأي عمل من أعمال السقاية وتقديم الحق. إنهم لا يستخدمون الحق أبدًا لحل المشكلات؛ يتعاملون فقط مع بعض الشؤون العامة، ويؤدون بعض العمل الذي يجعلهم يبدون بمظهر جيد. أما فيما يتعلق بالعمل الأساسي للكنيسة، فإنهم فقط غير مبالين وغير مسؤولين؛ ليس لديهم أدنى شعور بالمسؤولية. إنهم لا يطلبون الحق لحل المشكلات أبدًا، أيّا كان عدد المشكلات التي تنشأ، ويؤدون واجباتهم بشكل روتيني بلا حماس. وبعد أن يتعاملوا مع بعض الشؤون السطحية العامة، يعتقدون أنهم قد قاموا بعمل حقيقي. بينما يؤدي أضداد المسيح واجباتهم، فإنهم يتصرفون بطريقة خارجة عن السيطرة ويفعلون أشياء سيئة، ويتصرفون بطريقة تعسفية واستبدادية. إنهم يفسدون عمل الكنيسة ويجعلونه فوضى عارمة. لا يُنفَّذ أي جانب من جوانب العمل وفقًا لمعيار مناسب ودون خطأ؛ لا يُنفَّذ أي جانب من جوانب العمل بشكل جيد دون أن يضطر الأعلى إلى التدخل، ومتابعة العمل، والإشراف عليه. ومع ذلك، هناك بعض ممَن تملؤهم الشكاوى والتحدي بعد استبدالهم؛ وهم يقدمون حججًا خادعة لمنفعة أنفسهم، ويضعون المسؤولية على عاتق القادة والعاملين من المستوى الأعلى. أليس هذا غير عقلاني تمامًا؟ لا يمكن رؤية الموقف الحقيقي للشخص تجاه الحق عندما لا يحدث شيء، لكن عندما يُهذَّب ويستبدَل، ينكشف موقفه الحقيقي تجاه الحق. الأشخاص الذين يقبلون الحق قادرون على فعل ذلك تحت أي ظروف. فإذا كانوا مخطئين، يمكنهم أن يعترفوا بخطئهم؛ يمكنهم أن يواجهوا الحقائق ويقبلوا الحق. والأشخاص الذين لا يحبون الحق لن يعترفوا بأنهم مخطئون، حتى ولو كُشف خطؤهم؛ فضلًا عن أن يقبلوا معاملة بيت الله لهم؛ وما الذي سيستخدمه بعضهم حتى مبررًا؟ "لقد قصدت أن أفعل خيرًا؛ لكنني فقط لم أفعل. لا يمكن إلقاء اللوم عليَّ الآن لأنني تصرفت بشكل سيئ. لقد قصدت الخير، وعانيت ودفعت الثمن، وبذلت نفسي؛ إن عدم فعل شيء ما بطريقة جيدة لا يعني فعل الشر!" هل يُعد استخدام هذا التبرير، هذا العذر، لرفض تعامل بيت الله معهم أمرًا صحيحًا؟ أيًّا كانت المبررات والأعذار التي يقدمها الشخص، فإنه لا يستطيع أن يخفي موقفه تجاه الحق وتجاه الله. هذا الأمر يتعلق بجوهر طبيعته، وهو الشيء الأكثر دلالة. سواء حدث شيء ما أم لا، فإن موقفك تجاه الحق يمثل جوهر طبيعتك. إنه موقفك تجاه الله. ويمكن رؤية كيفية معاملتك لله فقط من خلال النظر إلى كيفية معاملتك للحق.
ما الذي تناولناه في مناقشتنا توًّا حول سلوك أضداد المسيح المتعلق بالسيطرة على الناس؟ (أن أضداد المسيح مهتمون فقط بالسيطرة على الناس). هذا صحيح. إن الأشخاص المتغطرسين للغاية والذين لديهم حب شديد للمكانة لديهم "اهتمام" كبير بالسيطرة على الناس. هذا "الاهتمام" ليس إيجابيًا؛ إنه رغبة وطموح، وهو سلبي ومهين. ولماذا قد يهتمون بالسيطرة على الناس؟ من منظور موضوعي، إنها طبيعتهم، لكن ثمة سبب آخر: إن الأشخاص الذين يريدون السيطرة على الآخرين لديهم شغف وعاطفة خاصة تجاه المكانة، والشهرة، والربح، والخيلاء، والسلطة. هل يمكنني التعبير عن الأمر بهذه الطريقة؟ (نعم). وهل ذلك الشغف وتلك العاطفة الخاصة لا يشبهان شغف الشيطان وعاطفته؟ أليس ذلك هو جوهر الشيطان؟ إن الشيطان يفكر طوال الوقت في كيفية تضليل الناس والسيطرة عليهم؛ إنه يغرس في الناس كل يوم أفكارًا ووجهات نظر مغلوطة، سواء من خلال التلقين والتعليم، أو من خلال الثقافة التقليدية، أو من خلال العلم والمعرفة السامية والتعاليم؛ وكلما غرس هذه الأشياء في الناس، زادت عبادتهم له. وما هدف الشيطان من غرس هذه الأشياء في عقول الناس؟ إنه ما إن يفعل ذلك حتى يمتلك الناس أفكاره؛ ويمتلكون فلسفاته ونمط وجوده. وهذا بمثابة ترسخ الشيطان في قلوب الناس. إنهم يعيشون بالشيطان، وعيشهم هو عيش الشيطان؛ إنه عيش الأبالسة. أليس كذلك؟ أليست هذه أيضًا طبيعة أضداد المسيح في سيطرتهم على الناس؟ إنهم يريدون أن يجعلوا كل الآخرين مثلهم؛ يريدون أن يجعلوا الجميع يعيشون من أجلهم، وأن يكونوا تحت تصرفهم، وأن يفعلوا أشياء من أجلهم. وكل شيء يجب أن يكون تحت سيطرتهم: أفكار الناس وكلامهم، وأسلوب كلامهم، وأفكارهم، وآراؤهم، ووجهات نظرهم، والموقف الذي يتصرفون على أساسه، وحتى موقفهم تجاه الله، وإيمانهم، وإرادتهم وطموحهم لأداء واجباتهم؛ كل هذا يجب أن يكون تحت سيطرتهم. ما مدى عمق هذه السيطرة؟ إنهم أولًا يغسلون أدمغة الناس ويغرسون فيهم أفكارًا، ثم يستمرون في جعل جميع الناس يفعلون الأشياء نفسها التي يفعلونها هم أنفسهم. إنهم يصبحون "الأب الروحي". ولجعل الناس يصبحون كذلك، فإن أضداد المسيح يستخدمون العديد من الأساليب: هناك التضليل، والتلقين، والترهيب، وماذا أيضًا؟ (الهجمات النفسية). ذلك جزء من التضليل. ماذا أيضًا؟ (الإكراه وشراء ذمم الناس). كيف يشترون ذمم الناس؟ يتصرف بعض الناس بطريقة خارجة عن السيطرة ويفعلون أشياء سيئة أثناء أداء واجباتهم في بيت الله. هل يستطيع أضداد المسيح أن يروا هذا بوضوح؟ الأمر برمته واضح جدًا بالنسبة لهم. هل يتعاملون مع الأمر إذن؟ لا يتعاملون معه. ولماذا لا يتعاملون معه؟ إنهم يرغبون في استخدام الأمر لرشوة أولئك الناس؛ فيقولون لهم: "إن عدم تعاملي معك خدمة قمت بها من أجلك. ينبغي عليك أن تشكرني. لقد رأيتك تفعل شيئًا سيئًا، لكني لم أبلغ عنك، ولم أتعامل معك. لقد كنت متساهلًا معك. ألا تدين لي بالامتنان إذن في المستقبل؟" يصبح أولئك الناس إذن ممتنين لهم ويعتبرونهم محسنين إليهم. إذن فأضداد المسيح وأولئك الأشخاص يشبهون تمامًا الخنازير التي تتمرغ في الوحل نفسه. بينما هم في السلطة، يستطيع أضداد المسيح شراء ذمم مثل هؤلاء الناس: أولئك الذين يفعلون الشر، والذين يضرون بمصالح بيت الله، والذين يُدينون الله سرًا، والذين يقوِّضون عمل بيت الله سرًا. هذا هو نوع عصابة الأشرار التي يحميها أضداد المسيح. أليس هذا نوعًا من السيطرة؟ (إنه كذلك). الحقيقة هي أن أضداد المسيح يعرفون في أعماق قلوبهم أن هؤلاء الناس ليسوا أولئك الذين يحمون مصالح بيت الله. إنهم جميعًا يعرفون ذلك – ثمة تفاهم ضمني – ولذلك فهم يعملون في وئام تام. "نحن متوافقون تمامًا مع بعضنا البعض. أنت لا تراعي مصالح بيت الله. إنك تخدع الله، وأنا أيضًا أخدعه؛ إنك لا تسعى إلى الحق، وأنا أيضًا لا أسعى إليه". أضداد المسيح يشترون ذمم مثل هؤلاء الناس. أليس هذا شراء لذممهم؟ (إنه كذلك). إنهم لا يتورعون عن ترك مصالح بيت الله تعاني. على حساب مصالح بيت الله، يتغاضون عن هؤلاء الناس الذين يتصرفون بشكل خارج عن السيطرة ويرتكبون أفعالًا سيئة ويعيشون عالةً على بيت الله. وكأنهم يعيلون هؤلاء الناس، وهؤلاء الناس ممتنون لهم دون وعي. وعندما يحين وقت تعامُل بيت الله مع هؤلاء الأشرار، فكيف ينظرون إلى أضداد المسيح؟ إنهم يقولون لأنفسهم: "أوه، لا. لقد تم إعفاؤهم بالفعل. لو لم يتم إعفاؤهم، لكنا قد استطعنا الاستمتاع لفترة أطول؛ تحت غطاءهم لم يكن أحد قادرًا على التعامل معي". إنهم لا يزالون يشعرون بالارتباط بأضداد المسيح! من الواضح أن كل هذه الأشياء التي يفعلها أضداد المسيح هي عرقلة وإزعاج، وأشياء تضلل الناس، وأعمال شريرة تعارض الله. وأي شخص لا يحب الحق لن يكره هذه الأعمال الشريرة، بل حتى سيغطي عليها. على سبيل المثال، كان ثمة قائد معين يحمي أضداد المسيح. سأله الأعلى عما إذا كان هناك أي شخص في الكنيسة يسبب عرقلة وإزعاجًا، أو يتصرف بشكل خارج عن السيطرة ويفعل أشياء سيئة، أو ما إذا كان هناك أي أضداد للمسيح يضللون الناس. قال القائد: "حسنًا، سأستفسر عن ذلك. دعني أتحقق لك من الأمر". ألم يكن ذلك جزءًا من وظيفته؟ بتلك النبرة – "دعني أتحقق لك من الأمر" – عالج الأمر مع الأعلى، ولم يسمع المزيد عن الأمر بعد ذلك. لم يتحقق؛ إذ لم يكن يريد الإساءة إلى هؤلاء الناس! وعندما سأله الأعلى مرة أخرى: "هل تحققت؟" قال: "لقد تحققت؛ لا يوجد أي شيء". هل كان ذلك صحيحًا؟ لقد كان هو نفسه أكبر أضداد المسيح على الإطلاق، والجاني الرئيسي في إزعاج عمل الكنيسة والإضرار بمصالح بيت الله. كان هو نفسه ضدًا للمسيح؛ ماذا كان هناك ليتحقق منه؟ بوجوده هناك، أيًّا كانت الأشياء السيئة التي فعلها الأشخاص الذين هم أدنى منه، وأيًّا كانت العرقلة والإزعاج الذي تسببوا فيه، فلم يكن أحد يستطيع التحقق من هذه الأشياء. لقد منعهم من القيام بذلك. وبشكل ضمني، في ظل هذه الظروف، ألم يفصل الناس الذين هم أدنى منه عن الله؟ لقد فصلهم. وإلى من كان يستمع هؤلاء الناس، بعد أن فصلهم عن الله؟ ألم يستمعوا إليه هو؟ وهكذا أصبح هو المتنمر في المدينة، وقائد قطاع الطرق، والطاغية المحلي؛ لقد وضع هؤلاء الناس تحت سيطرته. وما الطريقة التي استخدمها؟ لقد خدع الأعلى وخدع من هم أدنى منه. بالنسبة للناس الذين هم أدنى منه، اشترى ذممهم وتحدث إليهم بكلمات لطيفة، وبالنسبة إلى الأعلى، مارس الخداع؛ إذ لم يخبر الأعلى بما كان يحدث في الأسفل. لم يقل للأعلى أي شيء عن الأمر، وأنشأ واجهة أيضًا. فما الواجهة التي أنشأها؟ قال للأعلى: "هناك امرأة في كنيستنا يبلغ عنها جميع الإخوة والأخوات بأنها من ذوي الإنسانية الرديئة، وأنها حقودة بشكل لا يصدق، وغير قادرة على القيام بأي واجب. ما رأيك؛ هل يمكنني التعامل معها؟" بعد سماعه يقول ذلك، كان واضحًا من مظاهر تلك المرأة أنها كانت شخصًا شريرًا ينبغي التعامل معه. لذلك قال الأعلى: "في تلك الحالة، يمكنك التعامل معها. هل تعاملتم معها؟" قال: "لقد تعاملنا معها الشهر الماضي وأخرجناها". هل كانت الحقائق كما قال بالفعل؟ ما الذي تبين أنه كان يحدث حقًا بعد تساؤل أكثر تفصيلًا؟ تبين أن تلك المرأة لم تكن على وفاق معه. وكان ثمة سبب لعدم توافقهما: لم يكن هذا القائد يؤدي عملًا حقيقيًا، وكان دائمًا يشكل عصابات وزمرًا بين الإخوة والأخوات؛ لقد أبدى مظاهر ضد المسيح، وكان لدى تلك المرأة تمييزًا تجاهه، وأبلغت عن تلك المشكلات وكشفتها. وحالما أبلغت بذلك، اكتشفها الأتباع المساعدين للقائد، ومن ثم عاقبها وأخرجها. قام ضد المسيح هذا بعمل جيد في جعل كل من هم تحته يهبون للتصدي لهذه المرأة، ورفضها، وفي النهاية، تعامل معها وأخرجها، وبعد ذلك أبلغ الأعلى بهذا "الخبر السار". لم يكن هذا ما يحدث حقًا، في الواقع. هل تحدث مثل هذه الأشياء في الكنيسة؟ إنها تحدث. أضداد المسيح هؤلاء يقمعون الإخوة والأخوات؛ يقمعون أولئك الذين يمكنهم تمييزهم والإبلاغ عن مشكلاتهم، وكذلك أولئك الذين يمكنهم رؤية جوهر طبيعتهم بوضوح. بل إنهم يقدمون شكاوى ضد ضحاياهم أولًا، ويبلغون الأعلى أن هؤلاء الأشخاص هم الذين يسببون إزعاجًا. من الذي يسبب إزعاجًا في واقع الأمر؟ إن أضداد المسيح هم الذين يزعجون الكنيسة ويسيطرون عليها.
ما الأساليب التي يتبعها أضداد المسيح لجعل الناس يخضعون لهم؟ أحد هذه الأساليب هو استخدام وسائل مختلفة للسيطرة عليك؛ للسيطرة على أفكارك، وأساليبك، والطريق الذي تسلكه، وحتى باستخدام السلطة التي يمارسونها، والواجب الذي تؤديه. إذا تقرَّبت منهم، فسوف يمنحونك واجبًا سهلًا يمكّنك من التميُّز؛ وإذا كنت دائمًا غير مطيع لهم، وتشير دائمًا إلى عيوبهم، وتكشف عن مشكلة فسادهم، فسوف يرتبون لك الأمر بحيث تؤدي عملًا لا يحبه الناس؛ على سبيل المثال، تكليف أخت صغيرة ببعض الأعمال القذرة والمرهِقة. إنهم يرتبون وظائف سهلة ونظيفة لمن يتقرَّب منهم، ويتملقهم، ويقول دائمًا ما يريدون سماعه. هذه هي الطريقة التي يعامل بها أضداد المسيح الناس ويسيطرون عليهم. أي أنه عندما يتعلق الأمر بالسلطة على التوظيف والنقل، فإن تحديد من يفعل ماذا هو أمر متروك لهم تمامًا، فهم وحدهم المسيطرون. هل هذا نوع من الطموح والرغبة فحسب؟ كلا، ليس الأمر كذلك. ألا يتوافق هذا تمامًا مع البند الثامن من مظاهر أضداد المسيح: "يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقِّ ولا لله؟" ما الذي يشير إليه "أنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقِّ ولا لله"؟ ما الخطأ في هذا المظهر؟ وبأي طريقة هو خطأ؟ الأمر هو أن ما يريدون أن يخضع له الناس يتعارض تمامًا مع الحق. لا يتوافق مع مبادئ الحق. ويتعارض تمامًا مع مصالح بيت الله ومقاصد الله؛ لا شيء منه يحمي مصالح بيت الله، ولا شيء منه يتوافق مع الحق. ما يريدون أن يخضع له الناس هو طموحاتهم، ورغباتهم، وتفضيلاتهم، ومصالحهم، ومفاهيمهم فقط. أليس هذا هو جوهر المشكلة؟ هذه إحدى الطرق التي يظهر بها جوهر أضداد المسيح. ألا يصل هذا إلى جوهر الأمر؟ هذه الطريقة التي يتصرف بها أضداد المسيح ينبغي أن يكون من السهل تمييزها. هناك بعض القادة والعاملين الذين يطرحون وجهات نظر صحيحة وصائبة، وعلى الرغم من أن بعض الناس لا يقتنعون ولا يمكنهم قبولها، فإن هؤلاء القادة يمكنهم الإصرار على تنفيذ تلك الآراء الصحيحة وتطبيقها. ما الفارق بين هذا السلوك وسلوك أضداد المسيح؟ كلاهما متشابهان ظاهريًا، لكن ثمة فارق في جوهرهما. فما يفعله أضداد المسيح هو معارضة الحق ومبادئ عمل بيت الله عمدًا، وحمل الناس على فعل ما يقولون تحت ستار قيامهم بواجب تجاه بيت الله والخضوع للحق. هذا خطأ؛ خطأ فادح وسخيف. وبعض القادة والعاملين يتمسكون بوجهات نظر صحيحة. وينبغي التمسك بوجهات النظر الصحيحة تلك التي تتوافق مع مبادئ الحق؛ هذا ليس غطرسة ولا برًا ذاتيًا، كما أنه لا يقيد الناس؛ إنه تمسك بالحق. يبدو السلوكان متشابهان ظاهريًا، لكن جوهرهما مختلف: فأحدهما هو التمسك بمبادئ الحق، والثاني هو التمسك بوجهات نظر خاطئة. إن ما يفعله أضداد المسيح هو مخالفة للحق، وعدوانية تجاهه، وهو مدفوع بالكامل بطموحاتهم ورغباتهم الشخصية؛ ولهذا السبب فإن أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله. ذلك هو جوهر هذا البند. وما تحدثنا عنه للتو هو حقيقة ثابتة. إلام تشير الرغبات والطموحات هنا؟ إنها تشير إلى بعض الناس الذين لا يفعلون أشياء واضحة قد يفعلها ضد المسيح، لكن لا تزال لديهم هذه الميول. لديهم هذه الميول والمظاهر، ما يعني أن لديهم هذه الرغبات والطموحات. أيًا كانت المجموعة التي ينتمون إليها، فإنهم يرغبون دائمًا في إملاء الأوامر على الناس مثل شخص مسؤول: "أنت، اذهب لتحضير الطعام!"، "أنت، اذهب وأبلغ فلانًا وفلانًا!"، "اعمل بجد في واجبك، وتحلَّ بمزيد من الولاء؛ إن الله يراقب!" هل هم بحاجة إلى قول تلك الأشياء؟ ما نوع تلك النبرة؟ من هم حتى يتصرفوا دائمًا وكأنهم أسياد ورؤساء؟ إنهم لا شيء، ومع ذلك يجرؤون على قول مثل هذه الأشياء؛ أليس هذا افتقارًا إلى العقل؟ قد يقول البعض: "إنهم أغبياء". لكنهم ليسوا أغبياء عاديين؛ فهم مميزون. مميزون كيف؟ عندما يتجادلون أو يفكرون بشأن مسألة ما مع أي شخص، فسواء كانوا على حق أم لا، يجب أن ينتصروا في النهاية؛ وسواء كانوا على حق أم لا، فلا بد أن تكون لهم الكلمة الأخيرة، والقول الفصل، وأن يتخذوا القرارات. أيًّا كانت مكانتهم، فإنهم يرغبون في اتخاذ القرارات. وإذا انتصر شخص آخر من خلال التعبير عن رأي صحيح، فإنهم يغضبون؛ يتخلون عن مناصبهم ويتوقفون عن عملهم – يستقيلون قائلين: "يمكنكم قول ما تريدون؛ لا يبدو أنكم ستفعلون ما أقوله، على أي حال!" ألا يملكون ذلك الطموح وتلك الرغبة؟ ما العواقب المترتبة على كون هؤلاء الناس سادة ورؤساء، أو كونهم هم المسؤولين، أو أن يصبحوا قادة؟ يصبحون أضداد مسيح نموذجيين. هل لديكم مثل هذه المظاهر؟ لن يكون ذلك شيئًا حسنًا! ألن تكون كارثة عظيمة إذا لم يربح مؤمن بالله الحق، وإنما أصبح بدلًا من ذلك ضدًا للمسيح؟
كيف ينظر غير المؤمنين إلى الناس؟ عندما يصادفون شخصًا ما، فإنهم ينظرون أولًا إلى مظهره وملابسه؛ عندما يستمعون إلى الآخرين وهم يتحدثون، فإنهم يريدون دائمًا أن يروا ما إذا كانوا يمتلكون المعرفة. إذا وجدوا أن ملابسك ومظهرك لا يسترعيان الاهتمام، وأنك لست مثقفًا أو واسع المعرفة، فإنهم يحتقرونك، ويريدون أن تكون لهم اليد العليا عندما يتحدثون معك. أقول: "إذا كنت تريد الجدال، فامض قدمًا؛ تحدَّث". أمسكُ لساني؛ أتنازل. معظم الناس في بيت الله يستمعون إليَّ، أينما ذهبت. لذا، أبحث عن فرص لسماع الآخرين يتحدثون، لأسمح للآخرين بمزيد من التحدث؛ إنني أحاول أن أجعل الجميع يتحدثون من القلب، ويتحدثون عن الصعوبات بداخلهم، ويتحدثون عن معرفتهم. وبينما أنصت، أستطيع أن أسمع بعض الانحرافات. أستطيع أن أسمع بعض مشكلاتهم وأوجه قصورهم، وما المشكلات التي نشأت في الطريق الذي يسلكونه، وأي جانب من عمل الكنيسة لا يُنفَّذ بشكل جيد، وما المشكلات التي لا تزال قائمة به، وما إذا كانت تحتاج إلى حل. إنني أركِّز على الاستماع لهذه الأشياء. إذا كنا نناقش مشكلة ما؛ وقلتُ إن كوبًا ما مصنوع من الورق، على سبيل المثال، وأصررت أنت على قول إنه مصنوع من البلاستيك، فسأقول: "حسنًا. أنت على حق". لن أجادلك. يفكر بعض الناس قائلين: "إذا كنت على حق، فلماذا لا تجادل؟" إن الأمر يتوقف على المسألة ذاتها. إذا كانت شيئًا يتعلق بالحق، فلا يجدر بك سوى الاستماع إليَّ؛ وإذا كانت المسألة تتعلق بشأن خارجي، فأيًّا كان ما تقولونه، لن أتدخل فيه؛ مثل هذه الأمور لا علاقة لي بها. لا فائدة من الجدال بشأن مثل هذه الأشياء. هناك بعض من يناقشون بعض الأمور المتعلقة بالدولة. أقول لهم: "بحسب فهمي للأمر، فهذه حقيقة الأمر". وأضيف عبارة" "بحسب فهمي للأمر" في البداية؛ فثمة قدر من المعرفة الذاتية في ذلك. أُبرز حقيقة أعرفها لتوضيح الأمر قائلًا: "هذا هو الموقف كما هو الآن، لكن إذا كانت هناك بعض الظروف الخاصة، فأنا لا أعرف عنها شيئًا". هذا كل ما يمكنني فعله لتقييم الأمر بمثل هذه الحقيقة، لكنني لا أتفاخر بمدى معرفتي. أنا فقط أعطيهم القليل من المعلومات باعتبارها مرجعًا؛ لا أقصد أن أتبوأ مكانة أعلى من مكانتهم وأقمعهم، لأبيِّن لهم كم أنا ذكي، وأنني أعرف كل شيء، وأنهم لا يعرفون أي شيء. هذه ليست وجهة نظري. عندما يتحدث إليَّ بعض الناس، أذكر لهم القليل من المعلومات التي لا يعرفونها، ويقولون: "إنك تقضي اليوم كله في الداخل؛ فماذا تعرف؟" إنهم لا يعرفون تلك المعلومات، ومع ذلك يريدون الجدال والشجار معي بشأنها. فأقول: "هذا صحيح. أنا لا أخرج، لكنني أعرف هذا الشيء. أنا فقط أخبرك عنه، وهذا كل شيء؛ صدقه أو لا تصدقه". ما الذي يمكن الجدال بشأنه في ذلك؟ الجدال حول هذا النوع من الأشياء هو شخصية. بعض الناس يريدون حتى التنافس على التفوق عندما يتعلق الأمر بمسألة خارجية، قائلين: "كيف تسنَّى لك معرفة هذا؟ ولماذا لا أعرف أنا عنه؟ لماذا تستطيع التحدث عن الجوانب المهمة فيه، بينما لا أستطيع أنا؟" على سبيل المثال، أقول: "على مدار السنوات التي أمضيتها هنا، اكتشفت شيئًا مميزًا عن المناخ: إنه رطب إلى حد ما". هذه ملاحظة توصلت إليها بعد إقامتي في هذا المكان لفترة طويلة؛ إنها حقيقة. ومع ذلك، يسمع بعض الناس ذلك ويقولون: "هل الحال كذلك حقًا؟ كيف لم أشعر بالرطوبة إذن؟" إن كونك لم تشعر بالرطوبة لا يعني أن المناخ ليس رطبًا. لا يمكنك الاعتماد على ما تشعر به فقط؛ عليك الاعتماد على البيانات. تتعمق توقعات الطقس اليومية في التفاصيل، وما إن ترى منها ما يكفي، فستعرف أن المناخ رطب هنا في واقع الأمر. إنه ليس شيئًا تخيلته فحسب، وأنا لا أتحدث بناءً على شعور. وما سبب ذلك؟ هناك دائمًا طحالب على القواعد الظليلة للجدران طوال العام؛ وفي فصل الربيع، هناك بعض الأماكن التي لا أجرؤ على المشي فيها، فهي زلقة للغاية. جاءت هذه الملاحظة من خلال مروري بهذا، واختباري له، ورؤيته بعيني، والشعور به شخصيًا. والتحدث بهذه الطريقة لا يتعارض مع الحقائق، أليس كذلك؟ لكن هناك بعض الأشخاص الذين يتحدونني بشأن هذه الأشياء عندما يتحدثون إليَّ؛ أقول إن المناخ رطب هنا، ويقولون فقط إنه ليس كذلك. أليس هؤلاء أشخاصًا مشوشين؟ (إنهم كذلك). بعض التصريحات تعتمد على أساس الواقع، لأنها تأتي من الاختبار، وليست محض خيال أتى من فراغ. لماذا أقول إنها ليست تخيلات؟ لأنها تعرض التفاصيل بوضوح، وشمولية، ومنهجية، وعندما يرى الشخص ويختبر ما وُصِفَ في تلك التصريحات، فإنه يتطابق تمامًا مع ما قيل. أليست تلك التصريحات دقيقة إذن؟ (إنها كذلك). ومع ذلك، فحتى مع هذه التصريحات الدقيقة، هناك بعض الناس الذين يكثرون الجدل دائمًا، ويجادلونني بهذه الطريقة. فما الذي يجادلون بشأنه؟ هل هذا قتال مميت؟ هل يقاتلون من أجل حياتهم؟ ليس هذا ما يجادلون من أجله؛ إنهم يريدون فقط التنافس على تحديد من يعرف أكثر. إنهم يحبون الجدال فحسب؛ وهذه شخصية. برأيكم، كيف ينبغي معاملة مثل هؤلاء الأشخاص؟ هل ينبغي كشفهم ومجادلتهم حتى تحمر وجوهكم غضبًا؟ (كلا). مع مثل هؤلاء الناس الجهلة، لا فائدة من الجدال. إنه أمر مهين. فقط دعوهم وشأنهم. ألن يكون ذلك كافيًا؟ ما الفائدة من الجدال مع مثل هؤلاء الحمقى والمتهورين؟ إذا كان هناك جدال أو نقاش لأن شخصًا ما لا يفهم مسألة تتعلق بالحق، فهذا أمر لا بأس به؛ لكن أليس من الجهل الجدال حول هذه الأمور الخارجية؟ إن شخصية أضداد المسيح في المقام الأول هي شخصية عدم قبول الحق، والغطرسة، والبر الذاتي، والنفور من الحق. أضداد المسيح لا يقبلون حتى أي كلمات، أو ملاحظات، أو أقوال صحيحة تتوافق مع الحقائق، وسوف يبحثونها، ويناقشونك ويجادلونك بشأنها؛ وذلك بغض النظر عن الحق. أليست تلك شخصية؟ (إنها كذلك). ما هذه الشخصية؟ إنها الغطرسة. ما يقصدونه هو: "إنك لا تفهم سوى بعض الحق، أليس كذلك؟ إنك لا تفهم الشؤون الخارجية؛ لذا فمن الصواب أن تستمع إليّ بشأنها! لا تثرثر؛ هذا يغضبني حقًا. هذه الشؤون الخارجية ليست من شأنك. سوف أستمع إليك عندما تتحدث عن مسؤولياتك، وعندما تقول الحق؛ لكن توقف عن التحدث عن هذه الأمور الخارجية. اصمت، لماذا لا تصمت؟! إنك لم تتعرض لهذه الأمور من قبل، فماذا تعرف إذن؟ ينبغي عليك أن تستمع إليَّ!" إنهم يريدون أن يستمع الناس إليهم في كل شيء. يرغبون في إخضاع الجميع، دون حتى النظر لمعرفة من يكون الشخص. ما تلك الشخصية؟ هل هناك أي عقل في ذلك على الإطلاق؟ (كلا).
أخبروني، هل التعامل معي سهل أم صعب؟ (سهل). كيف عرفتم ذلك؟ لماذا تقولون إنه سهل؟ سأخبركم، ويمكنكم أن تروا ما إذا كان تفسيري لنفسي صحيحًا ودقيقًا أم لا. أولًا، عقلانيتي طبيعية. كيف يُمكن تفسير هذه "الطبيعية"؟ إنها تعني أن لديَّ معايير دقيقة ومنظورًا دقيقًا فيما يتعلق بجميع الأمور. بهذه الطريقة، أليست آرائي وتصريحاتي بشأن جميع الأشياء، ومواقفي تجاه جميع الأشياء، كلها طبيعية؟ (بلى). إنها طبيعية؛ على الأقل، هي تتوافق مع معايير الإنسانية الطبيعية. ثانيًا، إن الحق يبقيني منضبطًا دائمًا. هذان شيئان تمتلكهما العقلانية الطبيعية على أقل تقدير. وثمة جانب آخر لهذا: السبب الذي يجعلكم ترون أنه من السهل التعامل معي هو أن لديَّ المقياس الصحيح وأعرف المعايير المتعلقة بالناس من كل نوع. لديّ المقياس الصحيح، وطرق ووسائل لكيفية معاملتي للقادة والإخوة والأخوات العاديين، ولكيفية معاملتي مع كبار السن والشباب، ولكيفية معاملتي مع المتغطرسين الذين يميلون إلى التباهي، ولكيفية معاملتي مع من يملكون فهمًا روحيًا ومن لا يملكونه، وهكذا، لجميع أنواع الأشخاص. ما هو في الأساس هذا المقياس الصحيح، وهذه الطرق والوسائل؟ إنها مسايرة مبادئ الحق، وعدم فعل الأشياء عشوائيًا. لنفترض مثلًا أنني أقدِّرك لأنك طالب جامعي، أو أحتقرك لأنك فلاح؛ هذه ليست المبادئ. كيف أستوعب هذه المبادئ إذن؟ من خلال النظر إلى مستوى قدرات الشخص وإنسانيته، والواجب الذي يؤديه، وإيمانه بالله، وموقفه من الحق. إنني أنظر إلى الناس بناءً على مزيج من هذه الجوانب المختلفة. لكن ثمة سبب آخر لرؤيتكم أنني يسهل التعامل معي، وهو أمر ربما يكون لدى الكثير من الناس مفاهيم عنه، ولا يستطيعون قبوله. إنهم يفكرون قائلين: "لديك مكانة، لكن لماذا لا تبدو مثل شخص ذي مكانة؟ إنك لا تبرز مكانتك؛ أنت لست مغرورًا متعجرفًا. إن الناس يعتقدون في أذهانهم أنه ينبغي عليهم أن يبجِّلوك؛ لكن لماذا عندما يرونك، يجدون أنه من المناسب جدًا أن ينظروا إليك على المستوى نفسه، أو حتى أن ينظروا إليك بازدراء؟" وهكذا، يعتقدون أنه من السهل التعامل معي، فيرتاحون. أليس كذلك؟ هكذا هو الحال. ومن ثم يعتقدون أنني لست شيئًا يخافونه، وأن التعامل معي بهذه الطريقة أمر رائع. أخبروني، لو قمعتكم في كل منعطف، وهذبتكم دون سبب وجيه، ووبختكم وألقيت عليكم المحاضرات طوال الوقت بتعبير وجه عابس، ألن تكون الأمور مختلفة حينها؟ ستفكرون قائلين: "من الصعب جدًا التعامل معك، بشخصيتك الغريبة وتقلباتك المزاجية!" حينها لن يكون من السهل التعامل معي. هذا تحديدًا لأنني أبدو لكم عاديًا في جميع جوانبي، في شخصيتي، في أوقات سروري وغضبي، في أحزاني وأفراحي، ولأنكم في مخيلتكم تعتقدون أن الأشخاص ذوي المنزلة والمكانة العالية يجب أن يكونوا مغرورين ومتكبرين، لكن كياني الذي ترونه الآن عادي جدًا؛ ولهذا السبب بالتحديد تخففون من حذركم وتشعرون أنه من السهل التعامل معي. إلى جانب ذلك، هل تجدون أنني أستخدم مصطلحات بيروقراطية عندما أتحدث؟ (كلا). إنني لا أفعل ذلك؛ عندما يتعلق الأمر بأشياء لا تفهمونها، أساعدكم قدر استطاعتي بكل ما أستطيع، ونادرًا ما أسخر منكم. لماذا نادرًا ما أسخر منكم؟ هناك أوقات أشعر فيها بالغضب الشديد، ولا يسعني إلا أن أقول بضع كلمات أسخر بها منكم، ولكن يجب أن أراعي أيضًا أنكم قد تصبحون ضعفاء، لذلك أتحدث إليكم بهذه الطريقة بأقل قدر ممكن. وبدلًا من ذلك، أكون متساهلًا، ومتسامحًا، وصبورًا. أساعدكم قدر ما أستطيع، وحيثما أستطيع، وأعلمكم قدر ما أستطيع، مما أستطيع؛ هذا ما أفعله في معظم الظروف. وما السبب في ذلك؟ ذلك لأن غالبية الناس ينقصهم الكثير عندما تتعلق المسألة بأمور الشهادة لله وفهم الحق؛ ولكن عندما تتعلق المسألة بالأكل والشرب والاحتفال، أو الملابس ومستحضرات التجميل، أو اللعب، أو أي أمور دنيوية من هذا القبيل، فإن الناس يعرفون كل ما يتعلق بهذه الأشياء. على الجانب الآخر، فيما يتعلق بأمور الإيمان بالله، والأمور التي تتعلق بالحق، فإن الناس جاهلون؛ فعندما يتعلق الأمر بالشهادة لله، واستخدام مهاراتهم المهنية، ونقاط قوتهم، ومواهبهم للقيام ببعض عمل الشهادة لله، ولإنتاج عمل يشهد لله، فليس لديهم ما يقولونه. ما الذي ينبغي عليَّ فعله عندما أرى مثل هذا الموقف؟ يجب أن أعلمكم، وأرشدكم خطوة بخطوة، وأعلمكم بأفضل ما أستطيع. أختار الأشياء التي أفهمها، وأعرفها، وأستطيع فعلها، وأعلمكم إياها باستمرار، حتى يكتمل عمل ما. أعلمكم كل ما أستطيع، بقدر ما أستطيع. أما أولئك الذين يملكون مستوى قدرات ضعيف ولا يمكنهم التعلم، فافهموا قدر استطاعتكم، واتركوا الأمور تأخذ مجراها الطبيعي؛ أنا لن أفرض عليكم شيئًا. في النهاية، ثمة بعض الناس الذين يقولون: "أولئك منّا الذين يفهمون مهنة ما أخضعهم شخصٌ عادي. أما نحن الذين نملك المعرفة في هذا المجال، فلم نستطع إنجاز أي شيء، ولا نزال بحاجة إلى هذا الشخص العادي ليرشدنا ويساعدنا على إنجاز أي شيء؛ إنه لأمرٌ مُهينٌ للغاية!" في الواقع، هذا ليس مُهينًا، لأن الشهادة لله في معتقد المرء تتضمن الحق، والحق مجالٌ مجهولٌ للبشرية. لا يولد إنسان فاسد فاهمًا للحق؛ وإنما يُمكنه فهم الحق فقط من خلال عمل الله الشخصي لتكميل الناس. إذا وُلد الناس قادرون على الشهادة لله، فلم يكن أحد ليعارض الله! الأمر يرجع إلى أن الناس على شاكلة الشيطان، ولديهم جوهر طبيعة عدواني تجاه الله، فهم غير قادرين على فعل أشياء تتضمن الحق والشهادة لله. ما الذي ينبغي أن يفعله الناس إذن؟ ما داموا يبذلون قصارى جهدهم لفعل ما في وسعهم، فهذا يكفي. إذا كانت لديَّ الطاقة لتقديم المساعدة والتوجيه، فإنني أساعد. وإن لم تكن لديّ الطاقة، أو إذا كنتُ مشغولًا بأشياء أخرى ولا أجد الوقت، فافعلوا إذن ما بوسعكم فقط. هذا يتماشى مع المبادئ، أليس كذلك؟ هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة لتحقيق الأمر. إنني لا أجبركم على تجاوز قدراتكم. هذا أمر غير مجدٍ، ولا يمكن تحقيقه. في نهاية المطاف، يفكر الناس قائلين: "من السهل التعامل معك، ومن السهل تحقيق متطلباتك. أخبرنا بما ينبغي علينا فعله، وسنفعل ما تقوله". قد يُهذَّب بعض الناس من حين لآخر. يخرج معظمهم من ذلك التهذيب جيدين ولديهم استيعاب سليم. وقليل من الناس يتخلون عن عملهم، وقليلون يُسببون اضطرابات سرًا، ولا يحاولون أداء واجبهم بجد، ولا يؤدون عملًا حقيقيًا. وحينها يُستبدل هؤلاء الناس. إذا لم تكن مستعدًا للقيام بالعمل، فلتتنحَّ عن منصبك. لماذا يجب أن تكون أنت الشخص الذي يُستخدم لهذا العمل؟ سنستبدلك؛ هذا كل ما في الأمر. إنه بسيط، أليس كذلك؟ إذا تاب أولئك الأشخاص في المستقبل، وتغيروا، وأدوا عملهم على نحو جيد، فسيُمنحون فرصة أخرى؛ وإذا استمروا في التسبب بالعرقلة والإزعاج بالطريقة ذاتها، فلن يُستخدموا مرة أخرى أبدًا. من الأفضل أن أستخدم شخصًا مطيعًا. ما الفائدة من الانخراط مع أشخاص من ذلك النوع طوال الوقت؟ أليس كذلك؟ سيكون ذلك صعبًا عليهم ومرهقًا لي. هناك مبادئ لكيفية تعاملي مع هذه الأشياء، وهناك مبادئ أيضًا لكيفية تعاملي مع الآخرين. ثمة سبب آخر وراء سهولة التعامل معي، وهو أنني في تعاملي مع الناس لا أطلب منهم أبدًا أشياء شاقَّة. افعل ما بوسعك؛ وبالنسبة للأشياء التي لا تستطيع فعلها، فسأُشرح لك خطواتها واحدة تلو الأخرى. افعل ما بوسعك من كل قلبك؛ وإن لم تفعله من كل قلبك، فلن أجبرك على ذلك. أما بالنسبة للباقي، أي كيف تؤمن بالله، فذلك شأنك أنت. إن لم تربح أي شيء في النهاية، فلن يكون هناك من تلومه. ما رأيكم في مبادئي بشأن طريقة معاملتي للناس؟ هل تشعرون أنها مُتساهلة بعض الشيء؟ ليس الأمر كذلك على الإطلاق، فطريقة تعاملي مع هذا الأمر متوافقة تمامًا مع المبادئ. ما تلك المبادئ؟ أنصتوا إليّ، وستفهمون.
أنا، الله المُتجسد، أعمل داخل البشرية، فهل يُمكنني أن أُحل محل الروح القدس، أو روح الله، تمامًا في أداء العمل؟ كلا، لا أستطيع. لذا فأنا لا أحاول تجاوز حدودي، قائلًا إنني أُريد أن أُحل محل الله في السماء وأقوم بكل أعماله. هذا من شأنه أن يضخِّم ذاتي، وأنا لستُ قادرًا على ذلك. أنا شخص عادي. أي شيء أستطيع فعله، فإنني أفعله. إنني أفعل ما أستطيع فعله جيدًا؛ أُنجزه حتى الاكتمال، وأفعله بصورة صحيحة. أُكرّس قلبي وكل قوتي لفعله. هذا يكفي. ذلك هو العمل الذي يقع على عاتقي. لكن إذا لم أستطع فهم هذا، وشعرت بالتحدي تجاه هذه الحقيقة، ولم أُقرّ بها، بل وحاولت دائمًا التظاهر بالعظمة، والتألق دائمًا، والتباهي بمهارات مذهلة، فهل يتوافق ذلك مع المبادئ؟ كلا. هل تعتقدون أنني أفهم هذا الأمر؟ إنني أفهمه جيدًا! إن نطاق ما يمكن أن يقوله جسد الله وما يمكن أن يفعله الجسد هو نطاق العمل الذي يقوم به في الجسد. وخارج هذا النطاق، فإن الناس الذين يختبرون تأديب الله لهم وتهذيبه لهم سرًا، واستنارة الروح القدس وإرشاده، وحتى منح الله رؤى، ومن سيكمله الله ومن سيستبعده، وما نظرة الله لجميع الناس وموقفه تجاههم؛ كل هذه الأمور من شأن الله. إذا كنتم على اتصال وثيق بي، يُمكنني رؤية هذه الأشياء أيضًا؛ ولكن أيًّا كانت الطريقة التي أنظر بها، فكم منها أستطيع رؤيتها؟ هناك حدٌّ لعدد الأشخاص الذين أستطيع رؤيتهم، وعدد من أتواصل معهم؛ فكيف يُمكن أن يشمل هذا كل شخص؟ سيكون ذلك مستحيلًا. ألا يجب أن تفهم هذا الأمر بوضوح؟ أخبرني، هل أنا واضح في هذا الأمر؟ أنا واضح. هذا ما يجب أن يفعله الشخص الطبيعي. وأنا لا أفكر في أشياء خلاف تلك التي ينبغي عليَّ التفكير فيها. فهل الناس قادرون على هذا؟ ليسوا قادرين على هذا؛ إنهم يفتقرون إلى تلك العقلانية. يسألني بعض الناس: "ألا تبحث دائمًا في الأمور سرًا؟ ألا تستفسر دائمًا عمَّن يفعل ماذا، وما الأشياء السيئة التي يقولونها عنك سرًا، أو من يطلق عليك الدينونة ويجري بحثًا عنك سرًا؟" سأكون صادقًا معك: إنني لم أتساءل عن تلك الأشياء قط. من المسؤول عن تلك الأشياء؟ المسؤول هو روح الله؛ الله يمحِّص الجميع؛ يمحِّص الأرض جميعًا ويمحِّص قلوب الناس. إذا لم تؤمن بتمحيص الله، أفلا يكون عقلك مختلًا؟ (بلى، يكون مختلًا). إنك إذن لست شخصًا يؤمن بالله حقًا، إنك تتبنى الموقف الخاطئ، وقد حدثت مشكلة كبيرة. إنني أطلب منكم أن تؤمنوا بالله، وأنا أؤمن بذلك تمامًا. لذا فإن كلامي وأعمالي بُنيا على هذا الأساس. إنني لا أفعل أشياء تتجاوز حدودي؛ لا أفعل أشياء تتجاوز نطاق قدراتي. أليست تلك شخصية؟ (بلى، إنها كذلك). بعض الناس لا يرون الأمر على هذا النحو. إنهم يعتقدون أن لديَّ هذه الهوية، وهذه المكانة، وهذه السلطة، فيتساءلون لماذا لا أتصرف بهذه الطريقة. يظنون أنني ينبغي أن أفهم المزيد من الأشياء، وأستوعب المزيد من الأشياء، لأبدو وكأنني أتمتع بمنزلة أعلى، ومكانة أعظم، ومزيد من القوة والسلطة. وأيًّا كان مقدار السلطة والقوة التي يمنحني الله إياها، فذلك ما أملكه. هذه ليست أشياء أكافح من أجلها، ولا أشياء أنتزعُها. سلطة الله، وقوته، وقدرته ليست أشياء يمكن تمثيلها بجسدٍ تافه. إذا لم تفهم ذلك بوضوح، فثمة مشكلة ما في عقلك. إذا لم تتمكن من رؤية هذا الأمر بوضوح بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله، فأنت أحمق وجاهل للغاية. هناك أشياء كثيرة لا أسأل عنها؛ لكن هل أعرف عنها في قلبي؟ (إنك تعرف). ماذا أعرف؟ هل أعرف أسماء جميع الأشخاص؟ هل أعرف كم سنة آمن كل شخص بالله؟ لست بحاجة لمعرفة تلك الأشياء. يكفيني أن أعرف أحوال الجميع، وما ينقصهم، ودرجة اكتسابهم دخول الحياة، وما الحقائق التي ينبغي على الجميع سماعها، والتي ينبغي أن يُسقَوا ويتزوَّدوا بها. إن معرفة هذه الأشياء تكفي. أليس هذا ما يقع على عاتقي؟ أن أعرف ما يقع على عاتقي – ما ينبغي علي قوله، والعمل الذي ينبغي أن أؤديه – أليست تلك هي العقلانية؟ (بلى، إنها كذلك). كيف تنشأ هذه العقلانية؟ لو لم يكن حتى لدى الله المتجسد هذه العقلانية، ولو لم يكن لديه ذلك المعيار لقياس كل شيء وكل حدث، فأي حق كان سيملكه ليتحدث عنه إذن؟ لو كان الله المتجسد سيحارب روح الله وينافسه على المكانة، أفلا يكون هناك خطأ ما قد وقع؟ ألا يكون ذلك غير صحيح؟ هل يمكن أن تكون الأمور على هذه الحال؟ كلا؛ ذلك شيء لا يمكن أن يحدث أبدًا.
يقلق بعض الناس دائمًا ويقولون: "هل دائمًا تستفسر عنّا وتبحث عنّا سرًا؟ هل يحاول الله دائمًا قياس ما نعتقده بشأنه وكيف ننظر إليه في قلوبنا؟" أنا لا أفكر في مثل هذه الأشياء. إنها أشياء لا ضرورة لها! ما الفائدة من التفكير في هذه الأشياء؟ كل هذا تحت تمحيص الله. ثمة نطاق لأفعال روح الله، وأكثر من ذلك بالنسبة لأفعال الله المتجسد. الله المتجسد هو الله، وهو منفذ الحق والتعبير عن الحق، والعمل الذي يقوم به في هذه المرحلة هو تمثيل لهذه المرحلة، وليس المرحلة الأخيرة. لا يستطيع الله المتجسد إلا أن يقوم بالعمل الذي يقع ضمن هذه الفترة وهذا النطاق. هل يمكن لهذا العمل أن يمثل المرحلة التالية إذن؟ حسنًا، نحن لا نعلم ما سيحدث في المستقبل. هذا شأن الله وحده. إنني لا أتجاوز حدودي. أفعل ما عليَّ فعله؛ أفعل الأشياء التي ينبغي عليّ فعلها والتي أستطيع فعلها. إنني لا أدفع بنفسي أبدًا متجاوزًا حدودي قائلًا: "أنا قدير! أنا عظيم!" ذلك روح الله؛ أما الله المتجسد فلا يمثل سوى تعبير للعمل الذي يقوم به الله ومنفذ له خلال هذه الفترة. إن نطاق عمله والعمل الذي ينبغي عليه أن يقوم به قد حدَّدهما الله بالفعل. إذا قلت: "المسيح المتجسد قدير"، فهل تكون على صواب أم على خطأ؟ نصف صواب ونصف خطأ. فروح الله قدير؛ أما المسيح فلا يمكن القول إنه قدير. ينبغي أن تقول إن الله قدير. هذه طريقة دقيقة ومباشرة للتعبير عن الأمر، وهي طريقة تتوافق مع الحقائق. ما هي العقلانية التي يجب أن أمتلكها؟ يقول الجميع إنني الله، الله نفسه، وأنني الله المتجسد، فهل أعتقد أنني أستطيع أن أمثل الله نفسه، أمثل روحه؟ إنني لا أستطيع. حتى لو منحني الله تلك القوة والقدرة، فلن أستطيع تحقيق ذلك. لو استطعتُ أن أمثل الله بهذه الطريقة، أفلا يُعدّ ذلك تجديفًا على جوهره وشخصيته؟ إن الجسد محدودٌ للغاية! وليست تلك هي الطريقة التي ينبغي فهم الموضوع بها؛ ليست تلك هي الزاوية التي ينبغي تناول هذا الموضوع منها. أليس كذلك؟ (بلى، هو كذلك). لذا، لأن لديّ هذه الأفكار، وهذه المبادئ في فعل الأشياء، واعتباراتٍ في فعل كل شيء، فإنني لا أبدو مثل الله لكثير من الناس، بل إن هناك حتى بعض الناس الذين قبل أن يلتقوا بي، يحملون بعض الأوهام والتصورات والمفاهيم، والذين هم حذرون وحريصون في أفعالهم، ثم ما إن يلتقوا بي حتى يفكروا قائلين: "إنه ليس سوى شخص، أليس كذلك؟ لا شيء مخيف فيه". وبعد ذلك، يتصرفون باستهتار؛ يصبحون جريئين، ويجرؤون على الخروج عن السيطرة وارتكاب الشرور. ماذا يُسمى هؤلاء؟ عديمو الإيمان. إذا كنت تؤمن بالله المتجسد فقط، ولا تؤمن بروح الله، فإنك إذن عديم الإيمان؛ وإذا كنت تؤمن بروح الله فقط، ولا تؤمن بالله المتجسد، فإنك عديم الإيمان كذلك. إن الله المتجسد وروح الله واحد؛ إنهما واحد. إنهما لا يتقاتلان مع بعضهما البعض، فضلًا عن أنهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض، وفضلًا أيضًا عن أن كل منهما ليس له كيان مستقل. إنهما واحد؛ الأمر فقط أن الله المتجسد يجب أن يتعامل مع عمله ومع الله من منظور الجسد. ذلك شأن الجسد، ولا علاقة له بكم؛ إنه شأن المسيح، ولا علاقة له بالبشر. لا يمكنك أن تقول: "إذن أنت تعتقد أنك شخص عادي أيضًا. حسنًا، نحن من نفس نوع الأشخاص إذن؛ جميعنا الشيء نفسه". هل يجوز قول ذلك؟ إنه خطأ. يقول بعض الناس: "يبدو أن التعامل معك سهل للغاية، لذا فلنتخلَّ عن الرسميات. لنعامل بعضنا البعض كرفاق، كأصدقاء؛ لنكن الصديق الحميم لبعضنا البعض؛ دعنا نصبح أصدقاء". هل هذا مقبول؟ هؤلاء الناس ليس لديهم فهم روحي؛ إنهم عديمو الإيمان. كلما أفصحت عن مشاعرك لهم، وتحدثت إليهم عن الحق، والحقائق، وواقع الحق، زاد احتقارهم لك؛ هؤلاء الناس عديمو الإيمان. كلما تحدثت عن أسرار عميقة، ونطقت بعبارات رنانة، وتعاليم، وأفكار مجردة، وكلما أكدت أكثر على مكانتك، وتباهيت وتفاخرت أكثر، زاد تقديرهم لك؛ إن هؤلاء عديمو الإيمان. عندما يرون شخصًا ذا مبادئ ومتزنًا في أفعاله، وأفعاله متوافقة مع الحق، شخصًا قادرًا على التعامل مع الأشياء الإيجابية والسلبية بتمييز وحدود واضحة – كلما ازداد تشابه الشخص مع هذا الوصف، ازدادت نظرتهم إليه ازدراءً، ووجدوه دون مستوى اهتمامهم – هؤلاء عديمو الإيمان.
عندما أتواصل مع الناس وأتفاعل معهم، أيًّا كانوا أو مهما استغرق التواصل، هل يفكر أي منهم قائلًا: "إنه يحاول دائمًا السيطرة عليَّ، إنه يتولى جميع شؤون منزلي، إنه يحاول دائمًا إخضاعي؟" أنا لا أخضعك! ما الفائدة المحتملة من ذلك؟ اقرأ كلام الله بنفسك، وتأمله وادخل فيه ببطء. إذا كنت ممن يسعون إلى الحق، فسيعمل الروح القدس فيك، وسيُنعم الله عليك بالبركات والهداية. وإذا لم تكن ممن يسعون إلى الحق، وإذا كنت دائمًا معارضًا لكل ما أقوله، ولا ترغب في سماعه، ولا تقبله، ففي النهاية، ستُكشف دائمًا، وستمضي الأمور دائمًا على نحو خاطئ عندما تتصرف؛ لن تنال قيادة الله. كيف يحدث ذلك؟ (الله يمحِّص كل شيء). الأمر لا يقتصر على أن الله يمحِّص كل شيء. جرب هذا واختبره بنفسك. عندما أقول شيئًا، سواء وافق عليه الناس أم لا، أو سواء قبلوه أم لا، فهل يدعمه الروح القدس، أم لا يكترث؟ (سوف يدعمه). سيدعمه الروح القدس بالتأكيد ولن يضعفه إطلاقًا. سيكون من الصواب أن تتذكروا هذا. بغض النظر عمّا إذا كان بوسع الناس أن يقبلوا ما أقول أم لا، فسيأتي يومٌ تتجلّى فيه الحقائق، وسيقول الجميع في لحظة: "ما قلته كان صحيحًا من البداية! لقد قلت هذا منذ زمن بعيد؛ لماذا لم أعرف عنه شيئًا؟" بغض النظر عما إذا كنت صدقت حينها أن كلامي كان نابعًا من خيالي، أو من عقلي، أو من معرفة، ففي يومٍ ما، وبعد اختبار بعض الأشياء، ستفكر قائلًا: "ما قلته كان صحيحًا منذ البداية!" وكيف ستتوصل إلى هذا الفهم؟ من خلال الاختبار. إذا كنت قادرًا على نيل هذه المعرفة، فهل سيكون ذلك من خلال التحليل العقلي؟ كلا بالتأكيد؛ سيكون قد قادك الروح القدس؛ سيكون ذلك من صنع الله. إن غير المؤمنين يقضون حياتهم بأكملها بقدر ضئيل من المعرفة عن بعض قواعد السماوات والأرض وجميع الأشياء، لكن هل يمكنهم ربح الحق؟ (كلا). فما الذي ينقصهم إذن؟ (ليس لديهم عمل الروح القدس). صحيح. ليس لديهم عمل الروح القدس؛ هذا ما ينقصهم. لذا، أيًّا كانت نظرتك لي وتقييمك لي كشخص، وأيًّا كانت طريقة تعاملك مع الكلام الذي أقوله والأشياء التي أفعلها، فلا بد أن يكون لهذا في النهاية نتيجته. سيعمل الله، وسيكشف ما إذا كان اختيارك صائبًا أم خاطئًا، وما إذا كان موقفك صائبًا أم خاطئًا، وما إذا كان هناك شيء ما قد سار على نحو خاطئ في وجهة نظرك. إن الله يدعم عمل جسده. فلماذا لا يدعم الله الأشخاص الآخرين إذن؟ لماذا لا يدعم أضداد المسيح؟ ذلك لأن الروح والجسد واحد؛ فلهما نفس المصدر. في الواقع، هذا ليس دعمًا؛ أي أنه ما إن تختبر الأمر حتى النهاية، فبغض النظر عما إذا كانت كلمات نطقها الله المتجسد أو كلمات جاءت إليك من استنارة الروح القدس، فسوف تكون متسقة. لن تتعارض هذه الكلمات مع بعضها أبدًا؛ ستكون متوافقة. هل لديكم تأكيد على هذا؟ بعض الناس لديهم، بينما الآخرون لم يصلوا بعد إلى هذه النقطة في اختبارهم، وليس لديهم تأكيد على هذا. هذا يعني أن إيمانهم لم يصل بعد إلى تلك النقطة؛ فهو لا يزال ضئيلًا للغاية. وبعبارة أخرى، عندما يصل إيمانك إلى درجة معينة، ففجأة سيأتي يوم تشعر فيه أن عبارة عادية نطق بها هذا الجسد العادي، عبارة لم تجدها مؤثرة للغاية عندما سمعتها، قد أصبحت هي حياتك. كيف ستصبح هي حياتك؟ سوف تعتمد عليها في أفعالك دون أن تدري ذلك. ستكون قد أصبحت دليلًا لحياتك اليومية. وعندما تفتقر إلى طريق، ستصبح تلك العبارة واقعك، وستصبح غاية تدلك على الطريق؛ عندما تشعر بالألم، فإن هذه العبارة ستسمح لك بالخروج من السلبية وفهم مشكلتك. وبعد هذا الاختبار، ستدرك أن هذه العبارة، على الرغم من أنها عادية، فإن كلماتها تنطوي على قيمة وحياة؛ وأنها هي الحق! إذا كنت لا تركز على السعي إلى الحق ولم تُحب الحق، فقد تُدين الله، وتَجسُّده، والحقائق التي يُعبّر عنها. وإذا كنتَ أحد الأشخاص الذين يسعون إلى الحق، فسيأتي يومٌ في اختبارك تقول فيه: "التعامل مع الله سهلٌ جدًا. التعامل مع الله المتجسد سهلٌ جدًا"؛ لكن لن يقول أحد: "كنتُ أتعامل معه بسلاسة كما لو كان شخصًا". ما السبب في هذا؟ لأن اختبارك لكلمات المسيح، والعمل الذي يقوم به الروح القدس فيك عندما لا تراه في أثناء حياتك اليومية، هما الشيء نفسه. ماذا سيستحضر هذا "الشيء نفسه" فيك؟ سوف تقول: "لقد اتخذ الله مظهرًا خارجيًا عاديًا ومألوفًا، صورة الجسد، لذلك تغافل الناس عن جوهره. وتحديدًا لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، فهم لا يستطيعون رؤية جانب الله الذي هو جوهره. إنهم يرون فقط الجانب الذي يستطيع الإنسان رؤيته. إن الناس يفتقرون حقًا إلى الحق!" أليس الحال كذلك؟ (بلى، هو كذلك). هكذا هو الحال. على سبيل المثال، إذا كانت هناك جوانب عديدة من العمل لا أستطيع القيام بها، فمن المؤكد أن الكثير من الناس ستنشأ لديهم مفاهيم. لكن عندما أكون قادرًا على إنجاز بعض من كل جانب من جوانب العمل، فإن الجميع يهدأون قليلًا، ويشعرون ببعض الراحة في قلوبهم: "حسنًا. إنه يبدو مثل الله؛ هذا كل ما أستطيع قوله. إنه يبدو كالله المتجسد، يبدو كالمسيح. ربما يكون المسيح". هذا هو التعريف الوحيد لدى الناس. ومع ذلك، لو كنتُ فقط أعقد شركة عن الحق وأُعبّر عن بعض كلمات الله، ولم أفعل أكثر من ذلك؛ لو لم أُقدّم أي نصيحة عملية حول أي عمل، وكنت غير قادر على تقديم نصيحة عملية، لكان ذلك قد قلّل من احترام الناس لهذا الجسد والثقل الذي يُعطونه له. فالناس يعتقدون أن الجسد يجب أن يمتلك قدرات ومواهب معينة. فهل هذه موهبة في واقع الأمر؟ كلا. الله قادر على منح الناس جميع أنواع المواهب والهبات والقدرات، فقل لي، هل يمتلك الله نفسه هذه الأشياء؟ إنه يمتلكها بكميات هائلة! إذن هناك بعض الناس الذين لا يستطيعون حل هذا اللغز، ويقولون: "كيف يمكنك أن تُعلّمنا الإنشاد بينما أنت لا تستطيع أن تُنشد بنفسك؟ أليس ذلك بمثابة شخص عادي يُعطي تعليمات لأشخاص محترفين؟ ألا يتعارض هذا مع المبادئ؟" سأخبرك، إنني الاستثناء. ما سبب ذلك؟ إذا كنتم لا تستطيعون فعل شيء ما بشكل جيد، فينبغي أن أمدّ يدي لمساعدتكم؛ إذا كنتم تستطيعون فعل شيء ما، فلا بأس لديَّ بعدم التدخل، أنا لا أريد التدخل؛ إن فعل هذا سوف يُرهقني. إذا كنتم تستطيعون فعل شيء ما بشكل جيد، فلماذا أحتاج إلى مد يدي لمساعدتكم؟ أنا لا أتباهى هنا، ولا أثرثر بأفكار سامية. أريد فقط أن أُعلّمكم، في مجال المهارات المهنية وفي مجال مبادئ الحق، على السواء. ما إن تتعلموا جميعًا المهارات وتستوعبوا المبادئ، فسيُخفّف ذلك عن قلبي عبئًا كبيرًا، لأن تلك الأشياء خارج نطاق العمل الذي يقع على عاتقي إنجازه. يقول البعض: "إذا لم يكن عملًا يقع على عاتقك، فلماذا تقوم به؟" لا بد من القيام به، والناس بعيدون كل البعد عن كونهم على قدر المهمة. لو لم أُقدّم النصح كما أفعل، لما كانت الأعمال المُنتجة شيئًا مميزًا، ولكانت الشهادة لله تسفر عن نتائج متوسطة. إذا لم تكن لديّ أعمالٌ مُهمة لأُقدّمها، فقد أكون كسولًا بعض الشيء وغير مُرتاح أيضًا، لذا أقوم ببعض العمل، بقدر ما تسمح به طاقتي وحالتي الجسدية. لماذا؟ هناك اعتبارات عديدة. عندما يرى البشر جميعًا الأشياء التي فعلها الناس، ويستوعبونها، فإن وجهات النظر والآراء وقدرات الاستيعاب التي يمتلكها الناس تختلف فقط من حيث مدة إيمانهم، واختبارهم، ومستوى قدراتهم، لكن نقاط البداية لديهم جميعًا هي نفسها في الأساس. ونقاط بدايتهم هي اختباراتهم المتعلقة بوقائع الحق بناءً على فهمهم له. هذه هي الأشياء التي يُمكن للبشرية صنعها. لم أستطع أن أفعل أشياء أو أنتج أعمالًا من منظور شخص عادي. فما المنظور الذي يجب أن أتبناه إذن؟ إنه منظور الجسد؟ لم أستطع ذلك أيضًا. ألا تعتقد أن ذلك سيكون غير لائق؟ بالطبع سأتخذ منظور الله وعمله من داخل الجسد لقول تلك الكلمات، وفعل تلك الأشياء، والتعبير عن تلك الآراء. هل يمكن قياس قيمة هذه الأشياء بالمال بين البشر؟ (كلا). لا يمكن ذلك. هذا لأن هذه الأشياء، ما إن تتحول إلى أعمال مكتملة، فإنها تصبح أشياء ستصمد للأبد لصالح البشرية. هذه الأعمال العادية ستصمد للأبد أيضًا، بالطبع. لكن بما أن هذه الأعمال ستصمد إلى الأبد، وستستمر في المستقبل، وسوف تسهم في خدمة البشرية جمعاء، سواءً كانت دليلًا للإيمان بالله، أو مؤنًا ومعونة، فينبغي عليَّ إذن أن أقوم ببعض الأعمال الأهم، أليس هذا صحيحًا؟ لهذا السبب يجب أن أقول كلماتٍ وأنتج أعمالًا من منظور لا يمكن للبشرية تقبُّله. لماذا أفعل هذا؟ لكي تزداد شهرة الكنيسة. هل ذلك الدافع صحيح؟ (إنه صحيح). أخبرني، هل زيادة شهرة الكنيسة تفيد الشهادة لله؟ (نعم). هل تعززها أم تعيقها؟ (تعززها). هذا مؤكد؛ إنها حتمًا تعزز الشهادة لله. عندما يشاهد بعض من غير المؤمنين والجماعات الدينية هذه الأعمال، يندهشون من جودة صناعة هذه الأفلام، ويتمنون دائمًا مقابلة صانع الأفلام خلف الكواليس. لن ألتقي بهؤلاء الناس. ليس لديّ وقتٌ لمقابلتهم، ولا أعرف ماذا قد يكون الغرض من مقابلتهم لي. ما الفائدة التي قد تعود من مقابلتي لهم إذن؟ إذا استطاع أولئك الناس الذين يشاهدون هذه الأفلام قبول الحق، فهذا يكفي إذن، وإذا كانوا مستعدين لتحرِّي الطريق الصحيح، فهذا أفضل. ليس من الضروري أن يقابلوني. باختصار، أقوم ببعض الأعمال المهمة، حتى عندما ترى البشرية هذه الأشياء، يكون لها بصورة ما نفعٌ أكبر يعود عليهم. هل من الجيد أم من السيئ ترك هذه الأشياء للبشرية؟ (إنه شيء جيد). إنه شيء يستحق العناء، يستحق القيام به.
هذه هي طريقتي في التعامل معكم. إن علاقتي بكم هي تلك التي ترونها وتشعرون بها. إذن، ما نوع علاقة الله بكم؟ هل يمكن الشعور بها؟ إنها الشيء نفسه. لا تفكروا قائلين: "إن الله المتجسد شخص؛ من السهل التعامل معه. لكن الله في السماء بجلاله وغضبه ليس كذلك؛ إنه مخيف!" إن الله مثلي. إنه لن يخضعك أو يسيطر عليك بملاحظة أو طريقة، أو بالقوة. لن يفعل ذلك. سيتعامل معكم بالطريقة نفسها التي تشعرون أنني أتعامل بها معكم: إنني أعلمكم كل ما أستطيع تعليمه لكم، وأمكِّنكم من فهم كل ما أستطيع أن أمكِّنكم من فهمه. أما بالنسبة للأشياء التي لا يمكنكم فهمها، فأنا لا أُلقِّنكم إياها بالقوة. قد يقول البعض: "تقول إنك لا تلقِّننا بالقوة؛ حسنًا إذن، ماذا تفعل بوعظك بالحق طوال الوقت؟" هل هذا تلقين؟ هذا يُسمى إعالة لكم؛ إنها ليست حالة إجبار لكم على إحراز تقدم، وإنما هي سقاية. السقاية أمرٌ صحيح؛ إنها شيء إيجابي. سيقول البعض: "أليس إخضاع أضداد المسيح للناس هو الشيء نفسه مثل إخضاع الله لهم؟" (إنه ليس كذلك). كيف يختلفان؟ الكلمة نفسها تُستخدم لوصف إخضاع أضداد المسيح للناس وإخضاع الله للناس؛ فما الفارق في الجوهر بين هذين الاستخدامين للكلمة؟ هل يمكنكم شرح هذا بوضوح؟ إذا كنتم حتى لا تستطيعون ذلك، فإن فهمكم للحق ضعيفٌ للغاية. (إخضاع الشيطان للناس هو سيطرة بالقوة، بينما إخضاع الله للناس هو إمدادهم بالحق؛ إنه إخبار الناس بمبادئ الحق، التي يمكنهم ممارستها بعد ذلك، ومن ثم اكتساب الحياة). إذن فإنني أسألكم: إن الشيطان يسيطر على الناس ويخضعهم، لكن هل يملك الحق؟ (كلا). ما هو الشيطان؟ وعلى أي أساس يُخضِع الناس؟ بعبارة أخرى، ما الذي يؤهل الشيطان لإخضاع الناس ومحاولة ربحهم؟ الشيطان لا يملك شيئًا على الإطلاق. فما الذي يستخدمه إذن لإخضاع الناس؟ ما الذي يمكن أن يقدمه للناس ما إن يخضعهم؟ لا يمكنه إلا إفسادك؛ لا يمكنه إلا التلاعب بك وتدميرك، وفي النهاية، عندما ينتهي من تدميرك، سيرسلك إلى الجحيم. ما نوع إخضاعه وسيطرته؟ إنه ببساطة إيذاء. إن غايته من السيطرة عليك وإخضاعك هو منعك من الخضوع لله وللحق، وجعلك تخضع له. يرى الشيطان أن خضوعك لله خطأ منك، أما خضوعك له فهو صواب. إذا خضعت له، وسيطر عليك وأخضعك، فستكون قد تركت الله ورفضته تمامًا. كيف يعمل إذن إخضاع الله للناس؟ إن الله هو نفسه الحق؛ إنه واقع كل الأشياء الإيجابية، ومصدر كل الأشياء الإيجابية، ومصدر الحق. فماذا يكون الناس إذن؟ إن الناس من نوع أفسده الشيطان. إنهم لا يملكون الحق. لذا، يجب أن يدين الله الناس ويوبِّخهم، وأن يسعى لتنقيتهم، من خلال التعبير عن الحق وكشف شخصيات الإنسان الفاسدة، حتى يفهم الناس الكلام الذي يقوله، ويعترفوا بأنه الخالق وأنهم مخلوقاته، وأن يأتوا أمامه، ويسجدوا له، ويقبلوا سيادته وترتيباته. ألا يتماشى كل هذا مع الحق؟ (بلى، يتماشى). إذن، ما هو هذا الإخضاع؟ إنه ربح الناس، إنه الخلاص؛ إنه شيء إيجابي. إنه لا يضرك. ألا يوجد فارق بين ذلك وبين إخضاع الشيطان؟ من المناسب أن يُخضِع الله الناسَ. إنه الحق، وهو مصدر كل الأشياء الإيجابية. إن القول بإنه "يُخضع البشرية" لهو قول ملائم تمامًا للتعبير عن الأمر! إن البشرية لا تمتلك الحق، فقد أفسدها الشيطان فسادًا عميقًا، وجعلها على شاكلته. ولهذا السبب فإن الناس لا يخضعون لله، وينكرونه، ويرفضونه. فما الذي ينبغي عمله حيال هذا؟ يجب أن يُعبر الله عن الحق، وأن يستخدم أساليب التوبيخ والدينونة ليجعل الناس يفهموا من هو الله، ومن هو الخالق، ومن هم المخلوقات، ومن هو الشيطان، وأن يجعلهم يعترفوا بالرب ويعودوا إليه، وأن يعترفوا بالخالق، ويعترفوا بأنهم مخلوقاته في حضرته. ذلك ما يشير إليه الإخضاع. هل يفهم أولئك الذين أخضعهم الله الحقَ، أم لا يفهمونه؟ (يفهمونه). وأولئك الذين أخضعهم الشيطان؛ ماذا يكسبون؟ إنهم لا يفهمون أي حق، بل يتجنبون الله، ويخونونه، ويرفضونه، ولديهم مفاهيم عنه، بل ويتبعون الشيطان وأضداد المسيح. حتى أنهم قد يطلقون الدينونة على الله، ويتمردون عليه، ويلعنونه، رافضين الاعتراف بسيادته، فضلًا عن الخضوع له. هل هؤلاء مخلوقات مقبولة؟ (كلا). إنهم عكس الناس الذين أخضعهم الله تمامًا؛ والنتيجة هي عكس إخضاع الله للناس.
إذا كان لدى شخص مثل ضد المسيح مكانة، وذهب إلى مكان ما لا يعرف الناس فيه أنه قائد، فهل سيكون سعيدًا بذلك؟ كلا. أينما ذهب، سيستخدم أي وسيلة متاحة ليقول للجميع: "أنا القائد؛ أعدوا لي بعض الطعام. يجب أن آكل شيئًا جيدًا!" ماذا تعتقدون بشأن وجهة نظري حول المكانة؟ (أنت لست مهتمًا بها). كيف يتجلى عدم الاهتمام هذا؟ عندما أذهب إلى مكان ما، أطلب من الناس هناك قدر استطاعتي ألا ينشروا بحرية أي أخبار عن هويتي أو أن يعرِّفوا الناس بها. لماذا أفعل هذا؟ لأنه عندما يعلم الناس بذلك، يكون الأمر مؤلمًا للغاية. إذا لم يعلموا، فقد يُخبرونني ببعض ما في قلوبهم؛ وما إن يعلموا حتى يصبح الأمر مؤلمًا؛ سوف يلتزمون الصمت معي. أخبروني، ألن أكون وحيدًا إن لم يكن هناك مَن يتحدث إلىَّ من قلبه؟ إنني أبذل قصارى جهدي حتى لا يعرف الناس، لكي يعاملوني كما لو كنت شخصًا عاديًا، ويقولون لي ما يريدون قوله. من الجميل أن يشعر الناس بالانطلاق والتحرر، وأن لا أكون دائمًا مُقيدًا لهم، وألا يبالغوا دائمًا في إظهار الاحترام في حضوري. لا حاجة لهم للتصرف على هذا النحو؛ فأنا لا أحب ذلك. أولئك الذين لا يفهمون الحق يفكرون قائلين: "إنك تحب ذلك بالتأكيد، لذا سأعاملك بهذه الطريقة". عندما أرى أشخاصًا مثل هؤلاء، فإنني أختبئ. عندما أرى شخصًا يبالغ في الخنوع والتذلل دائمًا، فإنني أختبئ بأسرع ما يمكنني. لا أريد أبدًا أن أتواصل مع مثل هؤلاء الناس؛ إنه أمر مزعج ومتعب للغاية! غير أن أضداد المسيح مختلفون. إنهم يأملون في كسب احترام الناس، وتلقي معاملة خاصة أينما ذهبوا. وما الذي يتمنونه أكثر من ذلك؟ يتمنون أن يطيع الناس الذين هم تحت قيادتهم أوامرهم بأكملها ما داموا موجودين، وأن يطيعوهم دون مساومة، بشكل مطلق؛ ثم يفكرون قائلين: "انظر؛ ما رأيك في الجنود الذين أقودهم، الفريق الذي أقوده؟ إن جميعهم يفعلون ما أقوله بإذعان". يكون لديهم شعور قوي بالإنجاز. إنهم يُدربون الناس على أن يكونوا كالدمى، كالعبيد، بلا تفكير مستقل، أو آراء خاصة بهم، أو وجهات نظر؛ يجعلونهم جميعًا فاقدي الحس وبلداء الذهن. يشعر أضداد المسيح حينها بالفرح والسرور في أعماق قلوبهم، إذ يشعرون أن عملهم قد حقق نتائج، وأن رغباتهم وطموحاتهم قد تحققت. وإذا لم تمضِ الأمور على هذا النحو، فإنهم يحزنون في قلوبهم: "لماذا لا يفعل الناس ما أقوله؟ أي طريقة ينبغي عليَّ استخدامها لأجعلهم يطيعونني؟ حسنًا؛ إذا كنت لا تعرف أنني رائع، فعليَّ فقط أن أريك ذلك! لديَّ شهادة جامعية؛ أحمل شهادتي معي كل يوم لكي تراها. وقد اجتزتُ اختبار تخصصات اللغة الإنجليزية؛ المستوى الثامن، وكنتُ رئيسًا لاتحاد الطلاب. بما أنكم لا تفهمونني جيدًا، فسأتباهى أمامكم قليلًا!" وكلما ناقشوا العمل، قالوا: "أيًّا كانت أفكاركم، فقولوها؛ عبّروا عن آرائكم بحرية؛ لا تتقيدوا بي". وهكذا، يبدأ الناس الموجودون بالتعبير عن آرائهم. وبعد أن يفعلوا ذلك، يقول هذا "الشخص المتفوق" الحاصل على شهادة جامعية: "آراؤكم لا جدوى منها. كلها آراء عادية، جميعها آراء عامة الناس. أنا حقًا مضطر للتدخل؛ انظروا: لا يمكنكم القيام بالعمل! في الواقع، لا أريد أن أتولى هذا العمل، لكن لو لم أكن هنا، لما استطعتم تحمل هذا العبء، لذا عليَّ أن أساعدكم. لقد فكرت في هذا الأمر مليًّا. إليكم كيف سنتعامل معه. لن تنجح أي من الحيل التي ذكرتموها؛ سأقدم لكم حيلة أفضل. هذا ما كانت تتطلبه منّا ترتيبات العمل في الماضي؛ من الآن فصاعدًا، لن نلتزم بهذه اللوائح. لن نقوم بالعمل بهذه الطريقة بعد الآن". يقول بعض الناس: "إذا لم نتصرف وفقًا لترتيبات العمل، فسيتسبب ذلك في خسارة فادحة لبيت الله". فيردون قائلين: "لا تفكروا في الأمر كثيرًا؛ هل سيكترث بيت الله بهذا المبلغ الضئيل من المال؟ لنركز على النتائج؛ إنها الأهم. من الآن فصاعدًا، افعلوا فقط ما أقول لكم. إذا حدث خطأ ما، فسأتحمل مسؤوليته!" لا أحد يستطيع أن يثنيهم. ألا يثرثرون فقط بأفكار رنانة؟ ما غايتهم من ذلك؟ إن غايتهم هي التباهي، وتذكير الجميع بوجودهم وعبقريتهم طوال الوقت. بأي طريقة يتسمون بالعبقرية؟ بغموضهم بالنسبة إلى الناس العاديين. حتى لو كان لدى أضداد المسيح الرأي نفسه الذي لدى الآخرين، فإنهم يرفضون ذلك الرأي عندما يُعبّر عنه الآخرون، وبعد ذلك يبدأون من جديد ويأخذون زمام المبادرة بإعادة ذكره. تسمعهم المجموعة وتقول: "أليست هذه هي الفكرة نفسها؟" فيقولون: "سواءً كانت نفسها أم لا، فأنا من قالها. لستم أنتم من قالها. أنا من بادرت بهذه الفكرة". ومهما يبلغ الأخذ والرد، فإن غايتهم هي إقناع الجميع، وإعلامهم قائلين: "لستُ قائدًا عبثًا؛ لستُ قائد المجموعة والشخص المسؤول عبثًا. لستُ أتكلم فحسب؛ ما كنتُ لأتولى هذا المنصب لولا براعتي ومواهبي وقدراتي". إذا حدث شيء ما في غيابهم، فلا أحد غيرهم يستطيع اتخاذ القرارات، وإذا كانوا موجودين، فلا بد أن يكونوا هم من يتخذ القرارات. على الجميع الانتباه لتعبيراتهم. ولا يسع الجميع إلا أن يتنفسوا الصعداء عندما يتخذون القرارات؛ وإن لم يفعلوا، يشعر الجميع بالقلق. وإذا لم يُسمح لهم باتخاذ القرارات، فلن يكون معالجة المهمة القائمة ممكنًا. أليس لديهم هدفٌ من فعل ذلك؟ إنهم يفكرون أحيانًا في أنفسهم قائلين: "هل ما أفعله صحيح؟ من الأفضل ألا أفعل هذا؛ أنا أتصرف بحماقة. أليست هذه هي الطريقة التي يتصرف بها أضداد المسيح؟ هذا لن يُجدي نفعًا؛ كبريائي هو المهم. هل أنا "ضد للمسيح"؟ الأعلى لم يُدنِّي، لذا فأنا لستُ ضدًا للمسيح!" وهكذا يستمرون في تصرفاتهم كما كانوا يفعلون. أحيانًا، يدركون تمامًا أن ما يفعلونه يخالف ترتيبات العمل ومبادئ الحق، وأنهم يُراعون بوضوح كبرياءهم ومكانتهم، وأن لديهم نواياهم الخاصة؛ ومع ذلك يستمرون في فعل ما كانوا يفعلونه، دون اكتراث بالعواقب، فضلًا عن امتلاك قلب يتقي الله. أليست هذه مشكلةَ شخصية؟ إلى أي فعل تقودهم هذه الشخصية؟ إنها تقودهم إلى الأنانية المفرطة، والخروج عن السيطرة وارتكاب الشرور. أحقًا لا يعرفون في قرارة أنفسهم الطريقة الصحيحة للتصرف؟ أحقًا لا يفهمون أن ما يفعلونه يخالف المبادئ؟ أحقًا لا يعرفون أن ما يفعلونه يُضلّل الآخرين، ويسيطر عليهم، وأنهم يفعلون الشر؟ إنهم يعرفون هذه الأمور ويفهمونها. إذن فإن استمرارهم في التصرف على هذا النحو نفسه يعني أنهم لا يحبون الحق وينفرون منه. إنهم يرفضون أي رأي، أو طريقة، أو أسلوب، أو قول ما لم يصدر عنهم. أليس هذا طموحًا؟ (إنه طُموح). إنه ينطوي على طموح ومقاصد خبيثة. أيّ مقاصد خبيثة؟ وما المُختبئ خلفها؟ (جعل الناس يفعلون ما يقولونه). جعل الناس يفعلون ما يقولونه؛ لا يمكنهم أبدًا تفويت أي ميزة أو فرصة للتميُّز كهذه، أو السماح لأي شخص آخر بالحصول عليها. في كل مرة، يجب أن يكونوا هم من يتخذ القرارات؛ في كل مرة، يجب أن يكونوا هم من له القول الفصل؛ في كل مرة، يجب أن تكون ثمار العمل ملكًا لهم وحدهم، وتُنسب إليهم وحدهم. في النهاية، يجعلون الجميع ينشأ لديهم ميل. أيّ ميل؟ إنه الميل إلى الاعتقاد بأن العمل لا يمكن أن ينجح إلا بوجودهم في المجموعة؛ بدونهم، يبدو الأمر كما لو أن لا أحد غيرهم قادر على حمل العبء. وبهذا، أفلا يكونون قد حققوا هدفهم؟ لقد وقع أولئك الناس تحت سيطرتهم. ما الذي يسبق الخضوع للسيطرة؟ أن تُخضَع وتُهزم تمامًا؛ يُعذبك أضداد المسيح حتى تُسلم لهم، فلا تُميز بين الصواب والخطأ، ولا تُحاول تمييزهم إطلاقًا أو ربط أي جانب من الحق بهم، وتؤمن إيمانًا راسخًا بأن كل ما يفعلونه صحيح، ولا تجرؤ بعدها على تحليل ما إذا كانوا على صواب أم خطأ. هذه هي العواقب التي تنجم عن تضليل الناس وسيطرة أضداد المسيح عليهم، وبعد ذلك مباشرةً، فإن أولئك الناس يتبعون أضداد المسيح. أليس الأمر كذلك؟ (إنه كذلك). أليس هذا مظهرًا واضحًا لأضداد المسيح أن يجعلوا الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقِّ ولا لله؟ (بلى، إنه كذلك). ما الدوافع والمقاصد الشريرة وراء كل ما يفعلونه، وما مصدر أفعالهم، وطرقهم ووسائلهم، وحتى أقوالهم؟ المصدر هو أنهم يريدون هزيمتك، وإخضاعك، وجعلك تستسلم لهم، وأن يثبتوا لك من هو الرئيس، ومن المؤهل لتولي القيادة، ومن له القول الفصل، وأنه ليس الحق الذي له القول الفصل؛ أنه لا يمكن لأحد سواهم أن يكون سيدًا لهؤلاء الناس، أو أن يتحكم بزمام الأمور، أو أن يتخذ القرارات. إنك ترغب في ذكر الحق، لكن لا سبيل لك لفعل ذلك. ترغب في طرح آراء مختلفة؛ لكن لا تفكر حتى في ذلك. ما شخصية أضداد المسيح هذه؟ إنها الخبث؛ إنهم يريدون إخضاع الناس والسيطرة عليهم. وبغض النظر عما إذا كنت تنظر إلى رغبات أضداد المسيح وطموحاتهم، أو إلى تصرفاتهم الفعلية، فإن كل هذا يُظهر شخصية الخبث والنفور من الحق التي لديهم. هذه الطرق، والاستعلانات، والمظاهر التي يبديها أضداد المسيح في إخضاعهم للناس والسيطرة عليهم، إضافة إلى جوهرهم، تتوافق تمامًا مع الموضوع الرئيسي الذي نعقد شركة عنه. إن أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم؛ ومعنى هذا أنه يجب أن يفعل الناس ما يقولونه، وأن فعل ذلك هو خضوع لله. وإذا أبدى أحدهم رأيًا مخالفًا وقال إن ما يفعلونه يناقض الحق، فسيردون بحدَّة قائلين: "يناقض الحق؟ أخبرنا، ما هو الحق؟ إذا استطعتَ شرحه بوضوح، فسوف أذعن لك؛ وإذا لم تستطع، فسأضعك في موقف محرج!" وعندما يقولون ذلك، يشعر بعض الناس بالخوف الشديد، قائلين: "لا أستطيع شرحه بوضوح، لذا سأفعل ما تقوله فحسب". وبهذا يكون أضداد المسيح قد حققوا غايتهم. هل هناك أشخاص يفعلون هذا؟ (نعم). هل فعلتم أشياء كهذه؟ (كلا). إن أضداد المسيح لديهم هذه المهارة. يستسلم الشخص العادي عندما يرى أنه لا يستطيع إقناع الآخرين؛ إنه لا يمتلك هذا الأسلوب. إنه من ناحية غير قادر على التحدث والتعبير عن نفسه بهذه الطريقة؛ لا يستطيع التحدث والنقاش بشكل جيد. ومن ناحية أخرى، هو ليس قاسي القلب بما يكفي. إن أولئك الذين يستطيعون فعل هذه الأشياء لا بد أن يكون لديهم شخصية شريرة في داخلهم. لا بد أن يكونوا خبثاء وقساة بما يكفي، ولا يكترثون بمشاعر أي شخص آخر. إذا اختلف أي شخص معهم، فسوف يعذبونه بطريقة غاية في الخبث، ومهما تبلغ قسوة هذا التعذيب، فإن ضمائرهم لا تشعر بأي لوم أو يكن لديهم وعي بذلك. قد يقول شخص ما: "إنهم مثيرون للشفقة بالفعل؛ لماذا أجعلهم يفعلون ما أقوله؟ سأعفو عنهم؛ إنهم يؤمنون بالله، وليس بي. يمكنهم فقط الإصغاء إلى أي شخص يتكلم بما يتوافق مع الحق؛ أيًّا كان هذا الشخص. سأعفيهم من العقاب هذه المرة". هل يفكر أضداد المسيح بهذه الطريقة؟ كلا؛ إن أضداد المسيح لا يملكون مثل هذه العقلانية إطلاقًا. إنهم واضحون تمامًا بشأن طموحاتهم ورغباتهم. فهم يتمسكون بها ولا يفلتونها، تمامًا مثل الذئب الذي أمسك خروفًا بين فكيه. إذا حاولت التفاوض مع ذئب ومنعه من أكل خروف، فهل سيفلح ذلك؟ لن يفلح. لِمَ لا؟ لأن تلك هي شخصيته. بماذا يؤمن الذئب؟ "أنا جائع. أحب أكل الخراف. هذا صحيح. سواء كنت أريد أكل الخروف أم لا، فلا بأس". تلك هي فلسفته، معيار أفعاله ومصدرها. وبالمثل، عندما يُخضع أضداد المسيح الناس ويسيطرون عليهم، هل يفكرون قائلين: "أنا لستُ الله. يا لها من وقاحة مني أن أسيطر على الناس. إذا استطاع الناس تمييزي، فكيف لي أن أظهر في أي مكان؟" هل لديهم مثل هذا الشعور بالخجل؟ (كلا). ليس لديهم أي شعور بالخجل. إذن، ما الذي ينقص إنسانيتهم؟ إنه الخجل، والعقلانية، والضمير. هذه الأشياء ليست في إنسانيتهم. فهل يظلون بشرًا بدون تلك الأشياء؟ إنهم ليسوا بشرًا. ليس كل من لديه جلد بشري هو بالضرورة بشر؛ بعضهم أبالسة، وبعضهم جثث تمشي، وبعضهم حيوانات. ما كينونة أضداد المسيح إذن؟ إنهم أبالسة؛ بعضهم أبالسة أشرار، وبعضهم أرواح شريرة. إنهم باختصار ليسوا بشرًا. ونظرًا لأنهم لا يمتلكون العقل والضمير والخجل الذي تتميز به الإنسانية الطبيعية، فإن أضداد المسيح يمكنهم التنافس مع الله على الناس وقلوبهم. وهذا يُظهر أن جوهر طبيعتهم شرير. فليس من المبرَّر لهم أن ينافسوا الآخرين على المكانة، فضلًا عن منافسة الله على المكانة وعلى الناس! وهذا يُظهر أكثر أنهم أضداد مسيح حقيقيون، وأنهم أبالسة وشياطين.
لقد عقدنا شركة الآن عن مظاهر أضداد المسيح وصولًا إلى البند الثامن. هل يمكنكم الآن عمل روابط بين أنفسكم وأضداد المسيح، وأيضًا الأشخاص الذين يسلكون طريق أضداد المسيح وأولئك الذين يمتلكون شخصيتهم، لمعرفة أي نوع من الأشخاص أنتم؟ (نعم). يمكنكم عمل بعض هذه الروابط. أيّ من مشكلات الناس يُمكن حلها بفعل هذا؟ (يمكن أن يمنعنا هذا من أن نسلك الطريق الخطأ). يمكن أن يمنعكم من أن تسلكوا الطريق الخطأ. ماذا أيضًا؟ (يُمكّننا من تمييز الأشخاص، والأحداث، والأشياء من حولنا). يُمكّنكم من تمييز بعض الأشخاص من حولكم. إن تمييز الآخرين جزء من ذلك؛ لكن في الأساس يجب أن تعرفوا كيف تميزوا أنفسكم، وتميزوا شخصية ضد المسيح بداخلكم، وأيضًا الطريق الذي تسلكوه. سيساعدك هذا على ألا تضل الطريق في أداء واجبك، وعلى ألا تسلك طريق أضداد المسيح. فما إن يشرع شخص ما ليسلك طريق أضداد المسيح، هل يسهل عليه الرجوع؟ كلا؛ ما إن يشرع فيه، لن يكون من السهل عليه الرجوع. هل تعرف سبب ذلك؟ (الروح القدس لا يعمل فيه). هذا هو السبب الرئيسي. إن الانطلاق في الطريق الخطأ أمرٌ خطير، لأنك تكون قد اخترت محاربة الله، والتنافس معه على شعبه المختار، ومحاربته حتى النهاية؛ إنك لا تطلب الحق، أو تطلب قبول خلاص الله. إذا شرعت في طريق كهذا، ستكون في ورطة. ستقف معارضًا لله – ستقف معارضًا له بإرادتك الذاتية؛ أي أن أفكارك، ووجهات نظرك، وآراءك، وخياراتك ستكون كلها عدوانية تجاه الله. إذا كان لديك – قبل شروعك في هذا الطريق – بعض المظاهر والشخصيات والجوهر الموضوعي المناقض لله والعدواني تجاه الله، لكنك كنت طوال الوقت حذرًا في قرارة نفسك من السير في طريق العدوانية تجاه الله، أو طريق أضداد المسيح، فلديك إذن فرصة للخلاص. أما إذا سلكتَ طريقَ أضداد المسيح، طريقَ العدوانية تجاه الله، فإنك إذن في خطر. وما مدى جسامة الخطر؟ إنه خطر جسيم بما يكفي بحيث لن يكون من السهل عليكَ الرجوع. قال بعضُ الناس للتوّ إنّ الروح القدس لن يعمل فيكَ بعد الآن؛ هذا واضح جدًّا! فكيف يمكن للروح القدس أن يعمل في مثل هذا الشخص؟ ما إن تشرع في هذا الطريق، وما إن تتخذ هذا الاختيار، فأنت في خطر. إذا كنت تفهم هذا في قرارة نفسك، لكنك لا تزال تفعل هذا، وتمضي في ذلك الطريق، وتتخذ ذلك الاختيار، ودائمًا ما تمضي قدمًا وفقًا لمبادئك وطرقك القديمة السابقة عندما تتصرف، دون رجوع أو توبة، ودون أن تعكس مسارك، فإن هذا يمثل اختيارك؛ لقد عزمت على السير في هذا الطريق في معاداة الله. ليس الأمر أنك لا تفهم ما تفعله؛ إنك ترتكب خطيئةً عن علم. تمامًا مثل بولس الذي قال: "من أنت يا رب؟ لماذا تريد أن تقضي عليّ؟" لقد كان يعلم جيدًا أن الرب يسوع هو الرب، وأنه المسيح، لكنه عارضه حتى النهاية. وهذا ارتكاب خطيئة عن علم. لم يشهد بولس للرب، ولم يُمجِّده. وقد فكَّر قائلًا: "ألست مجرد شخص عادي؟ ألست تقضي عليَّ فقط لأنك تملك السلطة لفعل ذلك؟ قد تملك السلطة، لكنني لا زلت أؤمن بالله الذي في السماء. أما أنت، أيها المتجسد، فلست الله؛ ولا تربطك به صلة. أنت ابن الله، وأنت مساوٍ لنا". ألم يكن ذلك رأيه؟ ماذا كان الأساس لرأي بولس؟ بعد أن علم أن الرب يسوع هو المسيح المتجسد، ظل متمسكًا برأيه هذا، كما كان من قبل. كانت هذه مشكلة خطيرة، وبها حُسمت عاقبته. بما أنه تمسك برأيه طوال الوقت، فهل كان يمكن أن يتغير الطريق الذي سلكه؟ إن الطريق الذي يسلكه الشخص يعتمد على آرائه: أيًّا كانت آراؤك، فذلك هو الطريق الذي تسلكه. والعكس صحيح، أيّا كان الطريق الذي تسلكه، فتلك هي الآراء التي ستنشأ فيك، الآراء التي ستكون لديك، الآراء التي ستقنعك وتوجهك. ما إن تنطلق في طريق معاداة الله، ستتشكل هذه الآراء وتتجذر في داخلك، وحينها يكون ثمة شيء واحد مؤكدًا: ستعارض الله حتمًا حتى النهاية؛ ستتمسك دائمًا بآرائك، ومعرفتك، وموقفك الخاطئ، مثيرًا ضجة ضد الله حتى النهاية. لن تتراجع عن مسارك إطلاقًا؛ حتى إذا نصحك شخص ما، أو إذا أنارك الروح القدس، أو إذا حثك الإخوة والأخوات، أو إذا أنارك الله. لن يكون هناك مجال لذلك. هذا خيارك. ستُمنح فرصة أولى، وثانية، وثالثة؛ فإذا لم تتب بعد ثلاث فرص للتوبة، فلن يكون لديك أي فرص أخرى مستقبلًا. أيًا كان مقدار عملك ودفعك للثمن، فلن يؤثر ذلك على الله؛ سيكون قد حسم أمره بشأنك. ما الذي سيكون قد قرره الله لك؟ أنك ستُجبر على الخدمة، وأنك ستُستغل؛ وبعد أن تُستغل، سيضعك في مكان تُوبّخ فيه وتُعاقب، كما قرر. كيف يحدث هذا، كيف يحسم الله أمره بهذه الطريقة؟ هل يكون ذلك بسبب تفكيرك اللحظي؟ هل هو مبني على أفكارك العابرة؟ أم بسبب أنك سرت في الطريق الخطأ لفترة ما؟ كلا؛ إن الله يبني هذا على الآراء التي لديك في أعماق قلبك، وعلى موقفك طويل الأمد تجاه الحق، وعلى الطريق الذي تقرر أن تسلكه. لقد عزمت على التصرف بهذه الطريقة، وأيًّا كان ما يقوله أي شخص، فلا فائدة منه؛ لقد عزمت على استخدام هذه النظرية باعتبارها أساسًا للطريق الذي تسلكه في المستقبل. وبما أنك قد عزمت، ألا ينبغي أن يحدد الله عاقبتك؟ لقد حُددت عاقبتك منذ زمن بعيد؛ فلا داعي لأن ينتظر الله حتى النهاية ليحددها. بالنسبة لبعض الناس، فإن الله ينظر دائمًا إلى مظاهرهم؛ عندما يصل هؤلاء الناس أخيرًا إلى نهاية الطريق، فإن عاقبتهم تُحدد في النهاية بناءً على مظاهرهم المختلفة. بعض الناس أدوا أعمالًا صالحة أكثر من أعمالهم الشريرة؛ لقد كانت لديهم مواقف طيبة وإيجابية تجاه الله أكثر من المواقف السلبية والشريرة، وبناءً على قياس مجموع سلوكياتهم ومظاهرهم المختلفة، تُحدد عواقبهم النهائية. لكن هناك آخرون يُحدد الله عواقبهم بعد نظرة سريعة على الطريق الذي يسلكونه. إذن هل يمنح الله الناس فرصًا قبل أن يُحدد عاقبتهم؟ نعم، يمنحهم فرصًا. كم عددها؟ لا يوجد رقم محدد على الأرجح. يعتمد الأمر على جوهر طبيعة الإنسان، ويعتمد أيضًا على سعيه. قد يحصل بعض الناس على ثلاث فرص. وبعض الناس لا يمكن إصلاحهم، فهم حمقى وعنيدون للغاية، ولا يقبلون أي حق على الإطلاق؛ وتُحدد عاقبتهم قبل أن تُتاح لهم ثلاث فرص. لكن الله يُرتب لبعض الناس بيئات معينة بناءً على حالتهم، وبناءً على أعمارهم والأشياء التي مروا بها، قد يمنحهم خمس فرص. يعتمد هذا على طبيعتهم وجوهرهم وموقفهم عند قبولهم الحق. يحدد الله عاقبة الشخص وغايته بناءً على هذه الأشياء.
تحدث للناس أشياء كثيرة مختلفة، وكثيرًا ما لا يعرفون كيف يواجهونها؛ فهل من المقبول ألا يسعوا جاهدين لفهم الحق؟ من السهل على الناس أن يسلكوا الطريق الخطأ عندما لا يفهمون الحق. لماذا أقول هذا؟ يعيش الناس بشخصيات الشيطان الفاسدة، والأشياء التي تخرج من داخلهم هي أشياء يكشفونها بشكل طبيعي، ولا يتوافق أي منها مع الحق، أو، ليس أي منها إلا خائنًا لله. لماذا إذن يستمعون دائمًا إلى المواعظ؟ الاستماع دائمًا إلى المواعظ، والتأمل فيها، وأخذها على محمل الجد؛ والصلاة والطلب دائمًا؛ والمثول أمام الله بقلبٍ يتقي الله، بقلب مليء بالورع، بقلبٍ يتوق إلى الحق؛ وتحديد أوقاتٍ للعبادات والصلاة يوميًا، وأكل وشرب كلام الله؛ وعقد شركة مع الآخرين، والتعاون معهم بتناغم لأداء العمل؛ والعمل كل يومٍ وفقًا لهذه المبادئ، والتمسك بها كل يوم – إن الله ينظر إلى ما إذا كانت هذه العناصر التفصيلية المتعلقة بممارسات الناس تُحقق نتائج أم لا. قد يتساءل البعض قائلًا: "أليست تلك مجرد عمليات؟" ما هي العملية؟ إنها ليست أشياء خارجية؛ لا يمكنك التمسك بهذه الأشياء إلا إذا كان لديك قلب للقيام بذلك. بدون هذا القلب، كم يومًا ستظل متمسكًا بهذه الأشياء؟ لن تستطيع التمسك بها. بعض القادة لا يأكلون ولا يشربون كلام الله أبدًا، ولا يشاركون في العبادات أبدًا. ماذا يعني هذا؟ يعني أنهم ليسوا مؤمنين حقًّا. إذا لم يكونوا كذلك، فكيف أصبحوا قادة؟ في بعض الأماكن، لا يوجد من هو مناسب للوظيفة، لذا تضطر الكنيسة إلى أن تكتفي بهؤلاء الأشخاص؛ فيعتقدون مخطئين: "لقد اُخْتِرْتُ قائدًا. أستطيع القيام بهذا العمل على أي حال دون أكل وشرب كلام الله؛ ما دام الناس لديهم أرجل وأفواه فبإمكانهم القيام بهذا العمل". هذه حماقة. إن الله لا ينظر إلى ما إذا كنت قادرًا على القيام بالعمل أم لا؛ بل ينظر إلى ما فعلته. إن العمل الذي تستطيع القيام به يستطيع شخص آخر القيام به أيضًا. أي شخص يتمتع بشيء من الذكاء العادي يستطيع القيام به. لا تظنّ أنه بسبب اختيارك قائدًا، وبسبب قدرتك على القيام بهذا العمل، فإن نجاحك مضمون، وأنك إذن قد كُمِّلت، وأن لديك إذن فرصة للنجاة. لا تسير الأمور على هذا النحو. إن الله لا ينظر أبدًا إلى قدر ما تفعله؛ بل ينظر إلى ما فعلته، وإلى الطريق الذي تسلكه. لا تخدع نفسك بهذا الأمر. قد تفكر قائلًا: "هناك الكثير من الناس الذين لم يُختاروا، لكنني اُخْتِرت. يبدو أنني مميَّز، وأن لديَّ مستوى قدرات أعلى من غيري وأنني أفضل من الآخرين". ما الجيد فيك؟ وحتى لو كنت جيدًا، فهل من المؤكد أنه يحق لك ألا تمارس الحق، وأن تتصرف بما يخالف الحق؟ حتى لو كنتَ جيدًا، هل من المؤكد أنه يحق لك ألا تنخرط في العبادات أو الصلاة، وألا تطلب الحق عندما تتصرف؟ إن تلك الأشياء لا تحق لك. لا مكانة أو لقب يمثل رأس مال لك. إن تلك أشياء زائلة، أشياء خارجية. ينظر الله إلى إخلاصك؛ وينظر إلى ممارستك للحق، وسعيك إليه، وموقفك تجاهه؛ وينظر إلى خضوعك؛ وينظر إلى موقفك تجاه واجبك وإرساليتك. قد يبذل بعض الناس جهدًا كبيرًا في أداء واجبهم، لكنهم لا يؤدونه بما يتماشى مع مبادئ الحق. وإذا أخبرتهم أن عليهم التصرف وفقًا لمبادئ الحق، فإنهم يقاومون، ويغضبون، ولا يقبلون ذلك. وهكذا فقط، يُكشف أمرهم. ما الذي كُشف؟ أنهم لا يقبلون الحق. أي نوع من الناس هم أولئك الذين لا يقبلون الحق؟ إنهم عديمو الإيمان. بماذا يشغل عديمو الإيمان أنفسهم دون وعي؟ لماذا يمتلئون بهذا القدر من النشاط في انشغالهم؟ إن لديهم هدف؛ وهم يرون أنه: "ثمة فرصة لي لأصبح مسؤولًا هنا، وإذا أصبحت مسؤولًا، فسأستفيد من الكنيسة، ويعبدني الجميع. هذا المكان رائع! من السهل جدًا الحصول على هذا الدخل، وكذلك هذه المنزلة والربح؛ هذه المكانة من السهل جدًا الحصول عليها؛ من السهل جدًا أن تكون مسؤولًا هنا!" لم يخطر ببالهم قط أنهم سيصبحون "مسؤولين" في هذه الحياة. لكن ما إن يفقدوا "منصبهم"، فإنهم يُظهرون وجوههم الحقيقية. لا يبذلون مزيدًا من الجهد من أجل بيت الله. هل سيظلون قادرين على المعاناة ودفع الثمن؟ كلا. ألا يُكشفون إذن؟ بعض الناس يبذلون ما في وسعهم ما إن ينالوا مكانة، ويبذلون جهدًا ويكدحون، ولا يشكون مهما تبلغ معاناتهم؛ لكن ما إن يفقدوا مكانتهم حتى يصبحوا سلبيين، إلى الحد الذي تطغى فيه سلبيتهم عليهم. ألم يُكشفوا إذن؟ لقد كشفتهم المكانة. هل من حاجة لتعريضهم للتجارب؟ كلا. حسنًا، سنختتم شركة اليوم هنا.
1 أكتوبر 2019