كيفية السعي إلى الحق (1)

لقد عقدنا شركة عن هذا الموضوع وهو كيفية السعي إلى الحق لفترة طويلة، وكل ما عقدنا شركة عنه تضمن جانبًا من جوانب الممارسة المتعلقة بكيفية السعي إلى الحق، ألا وهو: التخلي. أي أن محتوى شركتنا تمحور بالكامل حول الأشياء التي ينبغي على الناس التخلي عنها في عملية الإيمان بالله والسعي إلى الحق، وهي أيضًا أشياء ينبغي على الناس التخلي عنها في حياتهم وفي طريق الحياة الذي يسلكونه. هذه بالضبط بعض الأشياء التي تؤثر على سعي الناس إلى الحق. إذن، ما كان أول بند في محتوانا عن التخلي؟ (التخلي عن مختلف المشاعر السلبية لدى الناس). وما كان البند الثاني؟ (التخلي عن مساعي الناس، وتطلعاتهم، ورغباتهم). كان البند الأول من محتوانا عن التخلي هو التخلي عن مختلف المشاعر السلبية، والثاني كان التخلي عن مساعي الناس، وطموحاتهم، ورغباتهم. كل بند شمل عددًا لا بأس به من الموضوعات الفرعية والتفاصيل، أليس كذلك؟ (بلى). بغض النظر عما كنا نعقد شركة عنه، أو ما الفئات والبنود التي كانت موجودة ضمن هذا المحتوى، وبغض النظر عن عدد الأمثلة التي قُدمت، أو عدد الحالات وعدد جواهر المشكلات التي كُشفت، باختصار، كل المحتوى الذي عقدنا شركة عنه يتعلق بالمشكلات المختلفة التي تحل بالناس في عملية الإيمان بالله والسعي إلى الحق أو في حيواتهم الحقيقية، بالإضافة إلى طرق الممارسة التي ينبغي على الناس اختيارها ومبادئ الحق التي ينبغي عليهم الالتزام بها كلما واجهوا هذه المشكلات. الجوانب المختلفة التي تنطوي عليها هذه المشكلات ليست جوفاء ولا توجد فقط في أفكار الناس أو عوالمهم الروحية. بل إنها موجودة في حيوات الناس الحقيقية. لذا، إذا كنت على استعداد للسعي إلى الحق، فأيًا كانت نوع المشكلات التي تحل بك، آمل أن تتمكن من طلب الحق وإيجاد مبادئ الحق المتوافقة لتتخذها أساسًا لك، وتكتشف طريق الممارسة، وبالتالي يكون لديك طريق تتبعه كلما حلت بك هذه المشكلات. هذا هو الهدف الأساسي من عقد الشركة عن كل هذا المحتوى. على الرغم من أننا انتهينا من عقد شركة عن كل هذه الحقائق، إلا أن دخول الناس في وقائع الحق هذه سيستغرق بعض الوقت. ينبغي أن يبدأ الناس بعقد شركة عن هذه الحقائق، وينبغي أن يتخذوا مبادئ الحق المختلفة أساسًا لهم، ويغيّروا وجهات نظرهم عن جميع أنواع الأشياء، بالإضافة إلى مواقفهم في الحياة وسبل وجودهم. بهذه الطريقة، في عملية الإيمان بالله أو في عملية العيش والوجود، من خلال قبول مبادئ الحق هذه، سيتمكن الناس، دون أن يشعروا، من تغيير أفكارهم المغلوطة المختلفة، ووجهات نظرهم، أو مواقفهم وسبل وجودهم التي كانت موجودة مسبقًا، وقديمة، ومنبثقة من الشيطان، وسيتمكنون من التخلص من شخصياتهم الفاسدة. لذلك، فإن هذه الكلمات التي عقدنا عنها شركة من قبل والكلمات التي سنعقد عنها شركة في المستقبل ليست نوعًا من المعرفة أو نوعًا من الدراسة الأكاديمية، وهي بالتأكيد ليست نظرية. بل إنها تُستخدم لإرشاد الناس، وتوجيههم، ومساعدتهم على حل مختلف المشكلات والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. كلما واجهت مشكلة، أو كلما واجهت ظرفًا، أو شخصًا، أو حدثًا، أو شيئًا، يمكنك أن تبحث في محتوى شركتنا عن معايير الحق التي ينبغي أن تلتزم بها وتطبقها، حتى تتمكن من التصرف بحيث يكون الحق هو أساسك ومعيارك، بدلًا من الممارسة وفقًا لشخصياتك الفاسدة ووجهات نظرك القديمة الخاطئة. الغرض من إيمان الناس بالله هو السعي إلى الحق، ولكن الغرض من السعي إلى الحق ليس ملء حياة الناس الفارغة، أو تغيير حياتهم الفارغة، أو إثراء عوالمهم الروحية. ما الغرض من السعي إلى الحق؟ بالنسبة للناس، الغرض هو التخلص من شخصياتهم الفاسدة من أجل أن يُخلّصوا؛ وبالطبع، فإن التخلص من شخصية المرء الفاسدة هو أيضًا من أجل الخضوع لله، واتقاء الله، والحيد عن الشر. لكن بالنسبة لله، فإن الغرض والمغزى من سعي الناس إلى الحق ليسا بهذه البساطة؛ فالأمر لا يتعلق فقط بخلاص شخص ما. بل يتعلق بربح الله لشخص لم يعد ينخدع بشخصيات الشيطان الفاسدة، وبالطبع، يتعلق الأمر أيضًا بربح نوع من الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا متوافقين مع الله؛ والأكثر أهميّة من ذلك، يتعلق بكون الله قادرًا على ربح نوع من الأشخاص الذين يريدهم من بين البشر المخلوقين، نوع يمكنه إدارة كل الأشياء والوجود إلى الأبد مع كل الأشياء. هذا المغزى ليس بسيطًا مثل مجرّد خلاص المرء، كما هو الحال بالنسبة للناس. لذلك، سواء كان ذلك بالنسبة للناس أو بالنسبة لله، فإن السعي إلى الحق أمر مهم للغاية. ونظرًا لأهميته الكبيرة، فإن محتوى أحد جوانب الممارسة المتعلقة بالسعي إلى الحق – ألا وهو "التخلي" – أمر جوهري لكل من يريد السعي إلى نيل الخلاص. وبما أن ممارسة "التخلي" مهمة جدًا، فإن مبادئ الحق المختلفة المتعلقة بـ "التخلي"، بالإضافة إلى الحالات المختلفة، والكشوفات عن الشخصيات الفاسدة، والأفكار ووجهات النظر الفاسدة المتعلقة بممارسة "التخلي" التي تم الكشف عنها، هي أشياء يجب على الناس فهمها تمامًا. فقط عندما يفحص الناس الأفكار ووجهات النظر المغلوطة التي غالبًا ما تنكشف في الحياة اليومية، وكذلك شخصياتهم الفاسدة والكشوفات عن الفساد ويفهمونها، وبالتالي يتوصلون إلى معرفة أنفسهم، ويفهمون جانبًا من الحق ويقبلونه، ثم يمارسون وفقًا لمبادئ الحق المتوافقة، عندئذٍ سيحققون الغرض من السعي إلى الحق. لقد وصلنا بشكل أساسي إلى نهاية شركتنا في هذه الفترة الزمنية عن البندين الرئيسيين المتعلقين بـ "التخلي" ضمن كيفية السعي إلى الحق. ماذا كان البند الأول؟ التخلي عن مختلف المشاعر السلبية لدى الناس. وما كان البند الثاني؟ التخلي عن مساعي الناس، وتطلعاتهم، ورغباتهم. على الرغم من أننا تناولنا الكثير من المحتوى في شركتنا عن هذين البندين، إلا أن الأكثر أهمية هو أنك بحاجة إلى فهم كل مبادئ الحق المُحددة التي تنطوي عليها هذه الموضوعات. فقط عندما يفهم الناس مبادئ الحق يمكنهم أن يسلكوا ويتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق هذه في حياتهم اليومية وفي طريق حياتهم، ويدخلوا تدريجيًا إلى واقع الحق، ويحققوا تدريجيًا نتائج فهم الحق واكتسابه في عملية السعي إلى الحق.

إن بندي ممارسة "التخلي" ضمن كيفية السعي إلى الحق اللذين عقدنا شركة عنهما من قبل يتعلقان بشخصيات الناس الفاسدة، ومختلف أفكارهم ووجهات نظرهم، والمشكلات المختلفة التي تحل بهم في حياتهم اليومية. ولكن ثمة بند آخر أكثر أهمية، أو يمكن القول إن ثمة بند أعظم ضمن "التخلي" يجب أن نعقد شركة عنه حقًا. ما هو هذا البند؟ إنه ينطوي على مواقف الناس تجاه الله، وأفكارهم ووجهات نظرهم بشأن الله، ومبادئ الممارسة التي يعاملون بها الله في حياتهم اليومية. يمكن القول إن هذا البند أكثر أهمية قليلًا من البندين الأولين. ولأن هذا البند يتعلق مباشرة بمواقف الناس تجاه الله، وأفكارهم ووجهات نظرهم بشأن الله، والعلاقة بين الناس والله، فهو آخر بند سنتحدث عنه في إطار بند "التخلي"، وبالطبع هو أيضًا البند الأكثر أهمية. تتعلق بعض الموضوعات ضمن البندين اللذين ناقشناهما سابقًا بمواقف معينة ووجهات نظر يضمرها الناس تجاه الله، أو بالعلاقة بين الناس والله، ولكن من حيث المنظور الذي اعتمدناه في شركتنا، شرّحنا بشكل أساسي المشكلات المختلفة لدى الناس من منظور بشري؛ شرّحنا مختلف الشخصيات الفاسدة أو الأفكار المغلوطة ووجهات النظر لدى الناس في سياق مختلف أنواع مشكلاتهم. ما سنعقد شركة عنه اليوم يتعلق بمواقف الناس تجاه الله وأفكارهم ووجهات نظرهم بشأن الله. هذه هي الأشياء الأكثر أهمية التي يجب على الناس التخلي عنها في عملية السعي إلى الحق. هذا البند ليس بهذه البساطة أيضًا، لأنه بغض النظر عن هويتهم، أو أي نوع من الأشخاص هم، فلا أحد لديه نوع واحد فقط من المواقف تجاه الله أو نوع واحد من الأفكار ووجهات النظر بشأن الله، وبالطبع، العلاقة بين الناس والله ليست نوعًا واحدًا من العلاقات فحسب، كما أنها لا تنطوي على نوع واحد فقط من الحالات البشرية. بسبب مواقف الناس المختلفة تجاه الله، وبسبب مختلف الأفكار ووجهات النظر التي يضمرها الناس تجاه هوية الله ومكانته وصورته، بالإضافة إلى أسباب أخرى، تنشأ أنواع مختلفة من العلاقات بين الناس والله. لذا، سنعقد اليوم شركة عن هذا البند ونرى ما هي المشكلات الخطيرة أو الصراعات التي لا يمكن تسويتها والتي لا تزال موجودة بين الناس والله، وما الذي يحتاج الناس إلى التخلي عنه أيضًا بالضبط. بعد فهم هذا، إذا كنت شخصًا يسعى إلى الحق، فستتحسن علاقتك بالله، وستقترب وجهة نظرك بشأن الله تدريجيًا من أن تكون صحيحة وإيجابية ومتسقة مع الحق. البند الثالث من محتوى التخلي ينبغي أن يكون التخلي عن الحواجز بين المرء والله وعدائه لله؛ هذا هو البند الثالث من الأشياء التي ينبغي على الناس التخلي عنها. قبل أن نعقد شركة بشكل رسمي عن هذا الموضوع، دعونا أولًا نناقش بإيجاز أي المشكلات في الحياة اليومية تنطوي على حواجز بين الناس والله، وعداء الناس تجاه الله. إلى جانب بعض القضايا الذاتية التي تتعلق بالناس أنفسهم، ألا توجد كل أنواع المشكلات في كيفية تعامل الناس مع الله في عملية إيمانهم بالله وسعيهم إلى الحق؟ لدى الناس كل أنواع الأفكار المغلوطة ووجهات النظر والمبادئ غير الصحيحة في الممارسة فيما يتعلق بكيفية تعاملهم مع مختلف الأحداث والأشياء، وبالطريقة نفسها، لديهم كل أنواع الأفكار المغلوطة ووجهات النظر والمبادئ غير الصحيحة في الممارسة فيما يتعلق بكيفية تعاملهم مع الله. إذا كنت قادرًا على التعامل مع جميع أنواع الناس، والأحداث، والأشياء، والممارسة على أساس مبادئ الحق – أي إذا توصلت إلى معرفة الأفكار المغلوطة ووجهات النظر التي تضمرها تجاه جميع أنواع الناس، والأحداث، والأشياء، وفي الوقت نفسه تصحح هذه الأفكار المغلوطة ووجهات النظر وتتخلى عنها، ثم تواجه مختلف المشكلات وتحلها وفقًا للأفكار ووجهات النظر الصحيحة التي يخبر الله بها الناس – عندئذٍ ستكون مبادئك للممارسة في كيفية تعاملك مع جميع أنواع الناس، والأحداث، والأشياء تتماشى نسبيًا مع مبادئ الحق. هل يمكن اعتبار هذا علامة على أن الشخص قد خُلّص؟ بالنظر إلى الأمر الآن، كلا، لا يمكن اعتباره كذلك. لو لم أذكر محتوى شركة اليوم، لربما فكر الناس، "عندما يتعلق الأمر بجميع أنواع الأشياء، فأنا قادر على رؤيتها وممارستها بما يتوافق مع مبادئ الحق في كلام الله، لذلك أعتقد أنني شخص يسعى إلى الحق، وشخص حقق نتائج في السعي إلى الحق، وشخص مُخلّص". بناءً على الموضوع الذي طرحته اليوم – مختلف المواقف التي يضمرها الناس تجاه الله – هل تتوافق فكرتهم هذه مع الحقائق؟ (كلا، لا تتوافق). من الواضح جدًا أنها لا تتوافق مع الحقائق. قد يكون لديك أساس معين وموقف إيجابي معين في طريقة تعاملك مع جميع أنواع الأشخاص، والأحداث، والأشياء، ولكن لا يزال يوجد العديد من الحواجز بينك وبين الله، ولا يزال موقفك تجاه الله عدائيًا عندما يتعلق الأمر بمختلف القضايا. هذه المشكلة خطيرة، وهي أكبر المشكلات على الإطلاق. في الفترة التي كنت تتبع فيها الله وتقوم بواجبك، كان أداؤك في جميع الجوانب يبدو لائقًا تمامًا للآخرين، ويبدو ظاهريًا متوافقًا مع الحق ومبادئه. ومع ذلك، ثمة العديد من المفاهيم عن الله والحواجز بينك وبين الله في قلبك، بل إنك لا تزال تضمر موقفًا عدائيًا تجاه الله عندما تواجه العديد من المشكلات. هذه القضايا خطيرة للغاية. إذا كانت هذه القضايا موجودة في قلبك، فهذا لا يثبت أنك شخص مُخلّص. لأنه لا يزال توجد حواجز كثيرة بينك وبين الله، ولا تزال تضمر موقفًا عدائيًا تجاه الله عندما يتعلق الأمر بقضايا أساسية وذات مغزى، فأنت لست شخصًا غير مُخلّص فحسب، بل أنت أيضًا في خطر. حتى إذا كنت تعتقد أنك قادر على التصرف وفقًا لمبادئ الحق عندما تواجه الكثير من القضايا في الحياة، وأن أفعالك تتوافق نسبيًا مع الحق، فيمكن القول إن هذا مجرد مظهر خارجي ولا يمكن أن يثبت أنك قد خُلّصت. هذا لأنك لم تحقق التوافق في علاقتك مع الله، ولم تخضع لله أو تتقيه بعد. لذلك، كلما حلت بك أشياء مختلفة، فإن سلوكك الظاهري أو أفكارك ووجهات نظرك لا يمكن أن تظهر سوى أنك التزمت بالتعاليم والشعارات واللوائح التي تعتقد أنها صحيحة في هذه الأمور، بدلًا من الالتزام بمبادئ الحق. قد يكون هذا نوعًا من علاقة الاستدلال هنا، وقد يبدو معقدًا، ولكن بعد أن عقدنا شركة عن المحتوى المحدد المتمثل في التخلي عن الحواجز بين المرء والله وعدائه لله، وبعد أن ينخرط الناس في فحص دقيق، سيفهمون معنى كلماتي.

قبل أن نعقد شركة بشكل رسمي عن موضوع التخلي عن الحواجز بين المرء والله وعدائه لله، دعونا أولًا نناقش ما هي الحواجز الموجودة بين الناس والله. ما الحواجز بين الناس والله، وما العداء لله الذي يمكنك أن تشعر به وتدركه في حياتك اليومية، أو الذي يحدث في حياة الآخرين؟ هذه المظاهر موجودة بالتأكيد. إنها تحدث حول الناس كل يوم، وتحدث لك كل يوم، لذا ليس عليك أن تبذل الكثير من الجهد في التفكير – عندما تفتح فمك، ستخرج قائمة بهذه المشكلات على الفور. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). ما هي بالضبط الحواجز بين الناس والله؟ لنتحدث أولًا عن ما يشمله مصطلح "الحواجز". إنه يشمل الصراع، والتحدي، والمفاهيم، والأفهام الخاطئة، وما شابه ذلك، أليس كذلك؟ أخبروني بالمزيد. (عندما يُكشف عن شخص ما أو يُهذّب أثناء قيامه بواجبه، قد يكون لديه بعض الأفهام الخاطئة عن الله ويصبح متحفظًا تجاهه، معتقدًا أن كلما كان الواجب الذي يقوم به أكثر أهمية، فسرعان ما سيُكشف عنه. لذلك، ستوجد في قلبه بعض الحواجز بينه وبين الله، ولن يكون قادرًا على قبول بعض الواجبات والإرساليات بقلب نقي ومنفتح). ما الحواجز هنا؟ (التحفظ والأفهام الخاطئة). التحفظ والأفهام الخاطئة. هذا نوع من الحواجز. من يمكنه أن يضيف إلى ذلك؟ ألا توجد حواجز بينكم وبين الله؟ هل قلوبكم نقية ومقدسة؟ ألم يسبق لكم أن راودتكم أفكار معادية أو سلبية تجاه الله؟ (يا الله، أستطيع أن أضيف شيئًا. عندما تسير الأمور بسلاسة في الظروف التي يرتبها الله لي، تبدو العلاقة بيني وبين الله طبيعية نسبيًا. ولكن إذا واجهتني محنة أو شيء لا يتوافق مع مفاهيمي، أبدأ في التكهن بما سيفعله الله، وما سيحل بي بعد ذلك، وما ستكون النتيجة. أفكر كثيرًا، بل وأتذمر، وأحكم على الله وأسيء فهمه في ذهني، وحينها ينغلق قلبي. أريد أيضًا أن أتحدث عن شيء رأيته. عندما يواجه بعض الناس ظروفًا غير مرغوب فيها، يشعرون بمقاومة في قلوبهم ويقولون، "لماذا يجعلني الله أواجه هذه الظروف؟ لماذا لم تحل على الآخرين؟" لا يستطيعون الخضوع للظروف التي يرتبها الله لهم، فينشأ صراع بينهم وبين الله). القضية الأولى التي ذكرتها هي أن ثمة حواجز بين الناس والله، وأن الناس، كرد فعل مشروط لظروف معينة، ينشئون حواجز بينهم وبين الله، وتحفظًا تجاه الله، وأفهامًا خاطئة عن الله. القضية الثانية التي ذكرتها هي أن الناس يصبحون عدائيين تجاه الله لأنهم متحدّون في داخلهم. من يستطيع أن يضيف أي شيء آخر؟ (كلما هذّبني الأعلى وكُشف عن مستوى قدراتي الضعيف، أصدر أحكامًا على نفسي وأعتقد أنه لا يمكن أن أُخلّص، ولا أجد دافعًا للسعي إلى الحق على الرغم من أنني أريد ذلك. هذا نوع من سوء الفهم عن الله. بالإضافة إلى ذلك، عندما يمرض بعض الإخوة والأخوات ويواجهون الموت، يفكرون، "ألا يتذكر الله كل ما بذلته من جهد وعناء من أجله؟" هم، في قلوبهم، يتجادلون مع الله، ويحتجون عليه، ويحاربونه. هذا النوع من الحالات شائع جدًا). فيما يتعلق بالحواجز بين المرء والله وعداءه لله، فإن المشكلات التي يظهرها معظم الناس هي إلى حد ما التحفظ والأفهام الخاطئة، بالإضافة إلى التحدي وعدم الرضا الذي يظهره الناس عندما يواجهون أشياء معينة، وهو ما يعني، بعبارة أخرى، العداء تجاه الله. هذا هو كل شيء في الأساس. إن المشكلات المختلفة المتعلقة بمواقف الناس الداخلية تجاه الله تتجاوز في الواقع نطاق القضايا التي عقدتم شركة عنها. توجد بعض المشكلات التي لا تدركونها. فمن ناحية، هذا لأن الناس لا يفحصون المشكلات الموجودة في أنفسهم كلما اختبروا ظروفًا مختلفة. ومن ناحية أخرى، لم يفكر الناس أبدًا بعناية في طبيعة علاقتهم بالله، أو ما المواقف ووجهات النظر الصحيحة التي ينبغي أن يتخذها الناس تجاه الله. لذا، استنادًا إلى مختلف مظاهر الناس وهذه الحالات التي توجد بالفعل في الناس حاليًا، سنعقد اليوم شركة بشكل خاص عن مختلف مظاهر الحواجز بين الناس والله وعداء الناس تجاه الله. الهدف من عقد الشركة عن هذه المظاهر المختلفة هو تمكين الناس من التخلي بشكل استباقي من الحواجز بينهم وبين الله، والعداء الذي يضمرونه تجاه الله كلما نشأت هذه الأشياء في حياتهم اليومية، وتحقيق علاقة منسجمة مع الله، والوصول في النهاية إلى التوافق التام معه. وبهذه الطريقة، سيكونون قد أزالوا تمامًا الحواجز بينهم وبين الله، وعدائهم تجاه الله، وأصبحوا يتقون الله ويخضعون له حقًا. هذه هي فقط العلاقة الطبيعية بين الناس والله، والأشخاص مثل هؤلاء هم فقط الكائنات المخلوقة الحقيقية.

عندما يتعلق الأمر بالتخلي عن الحواجز بينهم وبين الله وعن عدائهم لله، فإن أول شيء ينبغي على الناس التخلي عنه هو مفاهيمهم وتصوراتهم. هذا جزء مهم جدًا من المحتوى، أليس كذلك؟ (بلى، إنه كذلك). ألا توجد مفاهيم وتصورات عن الله في كل شخص؟ (بلى، توجد). لا يعيش أي شخص في فراغ، ولا يوجد أي شخص هو روبوت. كل شخص لديه إرادة حرة، ويضمر أفكارًا ووجهات نظر مختلفة حصل عليها من العالم الخارجي؛ وبالطبع، كل شخص لديه أيضًا مفاهيم وتصورات مختلفة عن الله، والتي نشأت داخل إرادته الذاتية بناءً على احتياجاته وتفضيلاته ورغباته الخاصة. حقيقة أنها تُسمى "مفاهيم" و"تصورات" تعني أنها بالتأكيد غير متوافقة مع الحق أو الحقائق؛ على الأقل، فهي غير متوافقة مع مقاصد الله وهويته وجوهره. لذلك، فإن هذه المفاهيم والتصورات هي أول شيء رئيسي ينبغي على الناس التخلي عنه. إذن، ما المحتوى الذي يتعلق بالمفاهيم والتصورات عن الله بشكل أساسي؟ من ناحية، تشمل المفاهيم الموجودة مسبقًا التي لدى الناس عن الله قبل أن يؤمنوا به. ومن ناحية أخرى، تشمل المفاهيم الجديدة التي يشكلها الناس عن الله بعد أن يبدأوا في الإيمان به، وهذه المفاهيم الجديدة هي مفاهيم وتصورات أكثر تحديدًا وواقعية. قبل أن يؤمن الناس بالله، تكون قلوبهم مليئة بالتصورات عن الله، وهذه التصورات يمكن القول إنها مفاهيم شائعة بين البشر جميعًا. الأمر أشبه بكيفية تسمية الصينيين لله بـ "العجوز في السماء"، على الرغم من عدم إيمانهم به، وكيفية تسمية الغربيين – الذين يؤمن معظمهم بالله – له بـ "الرب". على الرغم من أن الكثير من الناس لا يؤمنون بالله، إلا أن معظمهم يؤمنون بوجوده وهم مليئون بتصورات عنه، معتقدين أن الله موجود في كل شيء ويعلو فوق كل شيء، وأنه كلي الوجود، وكلي القدرة، ويمتلك قوى عظيمة ومذهلة. فمن هو الله هذا بالضبط؟ لا أحد يعرف، ولكنهم على أي حال يعرفون أن الله هو الأعظم وأنه يحكم كل شيء. ما الصورة المحددة لله إذن؟ كل شخص يحمل في ذهنه فكرة عن مظهر الله وصورته التي تصورها وحددها. لقد ناقشنا هذه المفاهيم والتصورات البشرية الشائعة من قبل، وهي ليست المحتوى الرئيسي لشركة اليوم. ما سنعقد شركة عنه اليوم هو مختلف أنواع المفاهيم والتصورات التي تتعارض مع الله وتتناقض مع جوهره، والتي يجب على الناس التخلي عنها، ضمن جميع أنواع المفاهيم والتصورات المختلفة التي تتعلق بالحواجز بين الناس والله وعدائهم لله. لن نتحدث عن تلك المفاهيم والتصورات الجوفاء وغير الواقعية والغامضة. يمكن القول إنه بالنظر إلى قامتكم الحالية، فإن تلك الأشياء ليست مشكلة في الأساس ولن تؤثر على سعيكم إلى الحق، فضلًا عن اتباعكم لله، وحتى إذا كان بعض الأفراد لا يزال لديهم بعض التصورات الخيالية في أذهانهم، فإن هذه التصورات لن تؤثر على اتباعهم لله، وبالتالي فهي ليست مشكلة كبيرة. إن المفاهيم والتصورات البشرية التي سنعقد شركة عنها تتعلق بمواقف الناس تجاه الله في حياتهم اليومية، وكذلك بأداء الناس لواجباتهم، والطرق التي يسلكونها، وبالطبع تتعلق أكثر بمساعي الناس. من بين المفاهيم والتصورات المختلفة التي لدى الناس عن الله، فبادئ ذي بدء، لدى الناس الكثير من المفاهيم والتصورات عن عمله، وهي أكثر واقعية بكثير من التصورات المختلفة التي لدى غير المؤمنين عن الله، وهي ليست جوفاء ولا غامضة. إنها أشياء موجودة في عقل كل شخص أثناء اتباعه لله. أي أن الناس مليئون بالعديد من المفاهيم والتصورات الخيالية وغير الواقعية عن عمل الله. على سبيل المثال، يتصور الناس أن عمله مليء بالمعجزات، ومليء بالعجائب التي لا يستطيع البشر التنبؤ بها أو تحقيقها. وبالطبع، فإن أكبر المفاهيم والتصورات لدى الناس في هذا الصدد هي أن عمل الله قد يكون قادرًا على جعل الإنسان كاملًا على الفور، أو أنه بمجرد قول بضع كلمات أو صنع معجزة أو عجائب، يمكن لله أن يحوّل الإنسان في لحظة ويجعله شخصًا تحرر من حياة الجسد ومختلف الصعوبات العملية للجسد. يتصورون أن هذا الشخص لا يأكل ولا يشرب، وليست لديه احتياجات جسدية مثل الإنسان الآلي؛ علاوة على ذلك، يعتقدون أن هذا الشخص يفكر بطريقة نقية، دون أي اعتبارات أنانية، وأنه مقدس للغاية من الداخل. يتصورون أنه لتحقيق ذلك، ليس من الضروري السعي إلى الحق، أو عقد شركة عن الحق أو قبول التهذيب لسنوات طويلة؛ بدلًا من ذلك، يمكن لله تحقيق كل هذا ببضع كلمات فقط، لأن كل ما يقوله الله سيتحقق ولا راد لأمره. خاصة في البداية، عندما كان الناس قد قبلوا للتو المرحلة الثالثة من عمل الله، كانوا أكثر امتلاءً بكل أنواع المفاهيم والتصورات عن عمله. عندما سمع بعض الناس أن "عمل الله سينتهي قريبًا"، لم يعرفوا في أي سنة أو شهر أو يوم سينتهي، ومع ذلك شعروا بالقلق وحتى تركوا وظائفهم وعائلاتهم. توقف بعض المزارعين عن زراعة المحاصيل، وتوقف آخرون عن تربية الماشية والأغنام. حتى أن بعض الناس باعوا ممتلكاتهم وسياراتهم، وسحبوا كل أموالهم من البنوك، وجمعوا ثرواتهم، وبدأوا في حمل ذهبهم وفضتهم ومقتنياتهم الثمينة معهم، مستعدين لاتباع الله. كان ذلك لأن الناس اعتقدوا أن عمل الله على وشك الانتهاء، وأنهم لم يعودوا بحاجة إلى عيش حياتهم، واعتقدوا أن الله قد حل الروابط الأسرية والزواجية، وأنه ينبغي عليهم التخلي عن زيجاتهم ووظائفهم ومستقبلهم، والتخلي عن جميع ملذات الدنيا لاتباع الله. إذا سأله أحدهم، "إلى أين أنت ذاهب بهذه الحقيبة ومعك عائلتك بأكملها؟" لقال، "أنا ذاهب إلى ملكوت السماوات". وإذا سأله أحدهم بعد ذلك، "أين ملكوت السماوات؟" لقال، "لا أعرف بعد، سأذهب إلى حيث يأخذني الله". بغض النظر عما إذا كانوا يتصرفون باندفاع أو بعد تفكير عميق، فإن هذه المظاهر تكشف في كل الأحوال حقيقة واحدة، وهي أن الناس لديهم الكثير من التصورات عن عمل الله. هم لا يعرفون كيف سيعمل الله ليخلّصهم، أو كيف سيشعرون، أو في أي حالة وبيئة سيعيشون بعد أن يخلّصهم. أما عن ماهية مقاصد الله بالضبط، أو النتيجة التي يريد الله تحقيقها من خلال عمله على الناس، فهم لا يعرفون أي شيء عن ذلك أيضًا. إذن ماذا يعرفون؟ هم يتذكرون جملة واحدة فقط: يوم الله قريب، والكوارث قد حلّت، وعمل الله سينتهي قريبًا، وعلينا أن نتخلى عن كل شيء ونتبع الله. هذا هو المصدر والأساس لتشكيل كل مفاهيمهم وتصوراتهم، ومن خلال هذه المفاهيم والتصورات اتخذوا كل أنواع الخيارات والقرارات. ما الخيارات والقرارات التي اتخذوها؟ لقد اختاروا التخلي عن العالم، والتخلي عن دراستهم، والتخلي عن وظائفهم، والتخلي عن زيجاتهم، والتخلي عن عائلاتهم، وحتى التخلي عن الحب الجسدي والعائلي، وما إلى ذلك، وبعد أن تخلوا عن كل هذه الأشياء، فإنهم ينتظرون انتهاء عمل الله. ما هدفهم من انتظار انتهاء عمل الله؟ إنه الانقياد واتباع الله. إلى أين بالضبط؟ هم يعتقدون أنه بغض النظر عن المكان الذي سوف يُنقادون إليه، أو في أي يوم بالتحديد سوف ينقادون فيه، فإنهم لن يذهبوا إلى الجحيم على أي حال. هم يعتقدون أنه حتى إذا لم يذهبوا إلى السماء، فإنهم ذاهبون إلى مكان أعلى، وأنه حتى إذا لم يذهبوا إلى السماء، أو إلى ملكوت مادي، فإنهم لن يخطئوا باتباعهم لله، وأنهم على الأرجح سوف يُنقادون إلى حيثما يكون الله. على الرغم من أن هذه المفاهيم والتصورات التي لدى الناس مكتملة الأركان، فهل يمكن أن تتحقق؟ هل اللحظة التي كانوا ينتظرونها – أي نهاية عمل الله – قد حانت بعد؟ (كلا). وبما أن عمل الله لم ينتهِ بعد، فهل يشعر الناس بخيبة الأمل أو القلق؟ هل يشعرون بالندم؟ بعض الناس يشعرون بخيبة الأمل، أليس كذلك؟ يصاب بعض الناس بالسلبية عندما يواجهون صعوبات أثناء قيامهم بواجبهم، أو يشعرون بالندم عندما يختبرون محنة في حياتهم المنزلية أو عندما يعانون من الاضطهاد ولا يجدون مخرجًا. بالطبع، لم يكن من السهل على بعض الناس أن يتحملوا حتى اللحظة الراهنة، لكنهم في قلوبهم قلقون جدًا بالفعل. ما الذي يقلقهم؟ هم يفكرون، "لماذا لم ينتهِ عمل الله بعد؟ كم من الوقت سيستغرق عمل الله؟ هل ينبغي أن أعود إلى الوطن وأواصل حياتي؟ هل ينبغي أن أعود إلى العمل وأبحث عن مستقبل لي في العالم؟ هل ينبغي أن أعيد شراء منزلي؟ الله لا يستجيب لنا أو يعطينا إجابة واضحة حول هذا الأمر! ألا ينبغي إخبارنا متى سينتهي عمل الله، وما العمل الآخر الذي سيقوم به، حتى نكون مستعدين؟ لا يخبرنا الله بهذه الأشياء، بل يستمر في التعبير عن الحقائق فحسب، وعقد شركة عن الحقائق، والحديث عن الخلاص. هو لا يتحدث أبدًا عما سيحدث لاحقًا، أو عن المستقبل، أو متى ستدخل البشرية إلى غاية جميلة، أو متى ستنتهي حياة الجسد؛ إنه فقط يجعلنا ننتظر إلى ما لا نهاية". ليس لدى الناس معرفة بعمل الله. وبشكل أكثر تحديدًا، فهم لا يعرفون بوضوح كيف يخلّص الله الناس، وما الطرق التي يستخدمها لخلاص الناس، وما العمل المحدد الذي ينفّذه الله ضمن كل عمله ليمكّن الناس من أن يُخلّصوا، وما إلى ذلك. وبدلًا من ذلك، يعيشون دائمًا في إطار مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة، ويعتبرون عمل الله أمرًا شكليًا أو نوعًا خياليًا من السحر. يبدو الأمر كما لو كان عمله مجرد كلام بلاغي وليس له أي مضمون محدد – ما على الله إلا أن يقول بضع كلمات وكل ما يقوله سيتحقق، ولا راد لما يأمر به، وبعد ذلك سيتغير الناس، ويصبحون كما جاء في نبوءات سفر الرؤيا، ويتحولون إلى قديسين ويصبحون مُقدَّسين. بغض النظر عن الأفكار الخيالية والجوفاء التي لدى الناس عن عمل الله، سواء كانت محددة أو غير محددة، فإن الناس في المجمل مليئون بالمفاهيم والتصورات عن عمله، وهم يعيشون دائمًا في إطار مفاهيم جوفاء وتصورات في كيفية تعاملهم مع عمل الله، وفي كيفية تعاملهم مع كل جزء محدد من العمل الذي يقوم به الله وكل شيء محدد يقوله لخلاص البشرية. بالطبع، لدى غالبية الناس مفهوم وتصور واحد فقط عن عمل الله، وهو أنه بمجرد أن ينتهي عمل الله، سيكون الناس قد نجحوا أخيرًا، وما داموا يستطيعون الانتظار حتى ينتهي عمله وينجون في ذلك الوقت، فسيكونون قد انتصروا، وسيكون كل ما تركوه وقدموه، وما عانوه من مشاق، وما دفعوه من أثمان كان مستحقًا. وبناءً على هذا، فمن ناحية، الناس مليئون بكل أنواع التصورات عن عمل الله. ومن ناحية أخرى، الناس لا يسعون إلى الحق في إيمانهم بالله، بل توجد صفة المقامرة في إيمانهم، فهم يراهنون بحياتهم، وكل ممتلكاتهم، ومستقبلهم، وزواجهم، وكل ما لديهم، ويعتقدون أنهم يحتاجون فقط إلى التحمل حتى ينتهي عمل الله، وأنهم ما داموا على قيد الحياة عندما يعلن الله أن عمله قد انتهى، فسيكونون قد ربحوا، واستعادوا كل ما دفعوه. أليست هذه هي الطريقة التي يفكر بها الناس؟ (بلى). الآن وقد تحدثنا كثيرًا عن هذا، ما مفاهيم الناس الرئيسية وتصوراتهم عن عمل الله؟ (يعتقد الناس أن عمل الله مليء بالمعجزات، وأن الله يمكنه تطهير الناس ببضع كلمات فقط، ويمكنهم دخول ملكوت السموات دون الحاجة إلى دفع أي ثمن أو السعي إلى الحق). هذه هي المفاهيم والتصورات التي لدى الناس عن عمل الله. ما المفاهيم والتصورات الأخرى الموجودة؟ (لا يعرف الناس بالضبط ما النتيجة التي يريد الله أن يحققها من خلال عمله على الناس، ويظنون أنه ما داموا يستطيعون التحمل حتى ينتهي عمل الله، فسيكون لديهم أمل في دخول ملكوت السماوات). هذا أيضًا مفهوم وتصور – يظن الناس أن عمل الله هو مجرد أمر شكلي وإجراء روتيني. ماذا يوجد غير ذلك؟ (لا يسعى الناس في إيمانهم بالله إلى الحق، بل توجد صفة المقامرة في إيمانهم). هل هذا مفهوم وتصور؟ هذا هو جوهر إيمان الناس بالله وجوهر سعيهم. ما المفاهيم والتصورات المتضمنة في هذا؟ أليس الناس يظنون أنهم ما داموا يتخلون عن كل شيء ويقومون بواجبٍ ما أثناء اتباعهم لله، فإنهم سيتغيرون كما لو أنّ ذلك سوف يتحقق بالسحر؟ (بلى). إن أفكار الناس جوفاء للغاية ومهتمة بالأشياء الخارقة للطبيعة والخيالية. يظن الناس أنهم لا يحتاجون إلى قبول التوبيخ، أو الدينونة، أو التهذيب، أو التزود بكلام الله، وأنهم لا يحتاجون سوى أن يتبعوا الله بهذه الطريقة، ويقوموا بأي واجبات تُطلب منهم، وأنهم ما داموا يتبعون إلى النهاية، فسوف يتغيرون، ويدخلون ملكوت السماوات في النهاية بمجرد انتهاء عمل الله. أليست هذه مفاهيم الناس وتصوراتهم؟ (بلى).

الناس مليئون بكل أنواع المفاهيم والتصورات عن عمل الله. ما عقدنا شركة عنه للتو يتعلق بمفاهيم الناس عن أيام عمل الله. بالإضافة إلى هذه المفاهيم، ثمة نوع آخر من المفاهيم والتصورات. وهو أنه كلما واجه الناس بعض الصعوبات الحقيقية، فإنهم غالبًا ما يأملون في إرادتهم الذاتية أنهم سيحصلون على بصيص من الإلهام من الله ثم تأتيهم فكرة لامعة، دون أن يحتاجوا إلى أن يأكلوا كلام الله ويشربوه، أو يسلحوا أنفسهم بالحق، أو يدركوا مبادئ الحق في الأوقات العادية، وأن الله يمكن أن يساعدهم على حل أي مشكلات تواجههم في حياتهم اليومية، مهما كانت كبيرة أو صغيرة. إن استيعاب الناس لعمل الله وفهمهم له خيالي للغاية وأجوف، كما أن الناس مليئون بالمفاهيم والتصورات حول طرق الله في تخليص الإنسان. لا يريد الناس طلب الحقائق المختلفة في عمل الله والتعامل مع كل أمر بطريقة عملية وفقًا لمبادئ الحق. وبدلًا من ذلك، يأملون أنه كلما واجهوا أي نوع من المشكلات، أن يعطيهم الله نورًا وكشوفات كما أعطى كشوفات للأنبياء، حتى يكون لديهم حكمة وقدرة وطرق للتعامل مع كل أنواع المشكلات، بغض النظر عما يحل بهم في حياتهم الحقيقية، دون أن يحتاجوا إلى الصلاة إلى الله وطلب الحق، أو أن يأكلوا كلام الله ويشربوه، كما لو كانوا يعيشون في عالم سحري. وفقًا لتصورات الناس، هم يظنون أنهم بمجرد أن يبدأوا الإيمان بالله سيصبحون أذكياء وفطنين. حتى أن البعض يظن أنه بمجرد أن يبدأوا في الإيمان بالله سيصبحون جميلين، ولن يعود لديهم أي صعوبات ومشكلات جسدية، أو العائق المتمثل في الشخصيات الفاسدة، أو أي صعوبات حقيقية في حياتهم اليومية. فهم يعتقدون أنه ما دامت لديهم الإرادة لإرضاء الله، فإنه سيمنحهم القوة ويخلق لهم ظروفًا جيدة ومتميزة، ويجعل كل ذلك واقعًا، ويحقق لهم كل تطلعاتهم وأمنياتهم، خاصة عندما يواجهون أمورًا تفوق ما يمكن أن يحققه مستوى قدراتهم وغرائزهم، فإن الله سوف يمد لهم يد العون حتى يتمكنوا من القيام بالأمور التي يريدون القيام بها بذكاء أو بسهولة. يوجد أيضًا بعض الناس الذين لديهم مستوى قدرات ضعيف وافتقار للمهارات في كل نوع من أنواع المهن، ويعتقدون أن الله ما عليه إلا أن يصنع معجزة أو أعجوبة وسوف يصبح مستوى قدراتهم جيدًا فجأة، وسوف يصبحون أذكياء فجأة. ويعتقدون أيضًا أنه لا يوجد شيء يصعب على الله تحقيقه، وأن الله يستطيع أن يساعدهم على إنجاز الأشياء التي لا يستطيعون إنجازها بأنفسهم، ويساعدهم على حل المشكلات الصعبة التي لا يستطيعون التغلب عليها بأنفسهم والتي تفوق قدراتهم. باختصار، لدى الناس العديد من التصورات والتخيلات فيما يتعلق بعمل الله. فمن ناحية، هم مليئون بتصورات مختلفة عن مدة عمل الله، كما قاموا بالعديد من الإجراءات ودفعوا أثمانًا مختلفة في هذا الصدد. وفي الوقت نفسه، فإن الناس مليئون أيضًا بجميع أنواع المفاهيم والتصورات حول مختلف الصعوبات والمشكلات التي يواجهونها، وحتى حول شخصياتهم الفاسدة نفسها، ومعظم هذه المفاهيم والتصورات جوفاء، وخيالية، وغير واقعية، بل وأكثر من ذلك، فهي تتجاوز مستوى قدرات الناس وعقولهم، وتتجاوز نطاق غرائزهم. غالبًا ما يأمل الناس ألا يتصرف الله بناءً على صعوباتهم الفعلية، أو بناءً على مستوى قدراتهم، وعقولهم، وغرائزهم، وأن يمكّنهم بدلًا من ذلك من تجاوز كل هذا، وتجاوز إنسانيتهم الطبيعية ومستوى قدراتهم وغرائزهم للقيام بأشياء معينة. الناس مليئون بمفاهيم وتصورات عن عمل الله، ومحتوى تصوراتهم خارق للطبيعة بشدة. هذه المفاهيم والتصورات تتعارض تمامًا مع الحقائق التي عبر عنها الله ومعادية لها. لا يفكر الناس في داخلهم: إذا كان الله يفعل هذه الأشياء الخارقة للطبيعة، فلماذا لا يزال يتكلم بكلمات كثيرة ويقدم حقائق كثيرة للناس؟ لن يكون بحاجة إلى القيام بذلك. السبب في أن عمل الله عملي للغاية هو أن الله يأمل في تقديم كل كلماته وحقائقه للناس وإعمالها فيهم، حتى يتمكنوا من العيش بهذه الكلمات وهذه الحقائق. ليس مقصده تمكين الناس من تجاوز إنسانيتهم الطبيعية أو غرائزهم، بل تمكينهم، على أساس إنسانيتهم الطبيعية، من التمسك بمبادئ الحق، والتمسك بالواجبات والإرساليات التي كلفهم الله بها. ومع ذلك، فإن مفاهيم الناس وتصوراتهم على النقيض تمامًا من عمل الله، ولا تتماشى مع طريقة عمل الله على الإطلاق. يريد الله أن يعمل بطريقة عملية، في حين أن تصورات الناس عن عمل الله تتعلق بأمور خارقة للطبيعة، وجوفاء، وغير واقعية. يأمل بعض الناس بالطبع أن يستخدم الله طرقًا أكثر تميزًا ليمنحهم كشوفات، ويعيلهم، ويدعمهم، ويساعدهم، بل ويغيرهم ويمكّنهم من الخلاص. على سبيل المثال، عندما يواجه بعض الناس مشكلة ما، غالبًا ما لا يبحثون في كلمات الله عن إجابات أو طرق للممارسة، بل يركعون بدلًا من ذلك، ويغلقون أعينهم، ويصلّون. لا يطلبون الحق بشأن المشكلة عندما يصلّون، ثم يجدون كلمات الله الملائمة لحلها. بدلًا من ذلك، يأملون أن يستطيع الله إخبارهم بما يجب عليهم فعله في قلوبهم؛ أو أن ينيرهم بجملةٍ، أو فكرةٍ، أو صورة؛ أو أن يمكّنهم من الحصول على بعض النور ويعطيهم بعض الدافع؛ هم يريدون فهم الحق بهذه الطريقة. بالطبع، يوجد بعض الأشخاص الذين يتبعون نهجًا أكثر تطرفًا، وهو أنهم كلما واجهوا مشكلة، يأملون أن يكشف الله لهم مقطعًا من كلماته في الحلم، ويخبرهم ما إذا كان ينبغي عليهم فعل شيء ما وكيفية فعله، أو ما إذا كان ينبغي عليهم الذهاب إلى مكان ما، أو ما إذا كان ينبغي عليهم التبشير بالإنجيل إلى فلان. عندما يواجه بعض الناس صعوبات كبيرة، يأملون في أن يروا حلمًا أو أن يحصلوا على إجابة في الحلم، بل ويأملون حتى في تحليل حلمهم وتفسيره مع إخوتهم وأخواتهم أو قادة الكنيسة، ويفكرون، "ما معنى هذا الحلم الذي أراني الله إياه؟ ماذا يريد مني أن أفعل؟ هل يأمرني بالذهاب أم لا؟" هم يعتقدون أن عمل الله هو أن يمنح الناس كشوفات، ويقودهم، ويعيلهم باستخدام هذه الوسائل الخاصة، وبالتالي تمكينهم من الخلاص. أليس هذا مجرد مفهوم وتصور؟ (بلى، هو كذلك). ثمة أشخاص آخرون، عندما تحل بهم مشكلة، ولا يعرفون ماذا يفعلون ولا يحصلون على إجابات من الله عندما يصلّون، يلجأون إلى اتخاذ القرارات عن طريق رمي عملة معدنية. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى مكان ما للتبشير بالإنجيل، يصلّون إلى الله لمعرفة ما إذا كان عليهم الذهاب أم لا، ولا يحصلون على إجابة، فماذا يفعلون بعد ذلك؟ يرمون عملة معدنية فحسب ليقرروا ما إذا كانوا سيذهبون أم لا. يظنون أن إذا وقعت العملة بالوجه لأعلى، فهذا يثبت أن الله يريدهم أن يذهبوا، أما إذا وقعت بالظهر لأعلى، فهذا يثبت أن الله لا يريدهم أن يذهبوا. يرمون العملة ثلاث مرات وتقع بالوجه لأعلى مرة واحدة وبالظهر لأعلى مرتين، فيستنتجون، "النتيجة اثنان مقابل واحد، وهذا يعني أن الله لا يريدني أن أذهب"، فلا يذهبون. بل إنهم حتى يشعرون براحة تامة لعدم الذهاب، ظانين أن ذلك هو مشيئة الله، ويقولون لأنفسهم، "يجب أن أتبع إرشاد الله. هذا قرار الله، وليس قراري. يجب أن أخضع لإرشاد الله وألا أذهب". فهل ينبغي عليهم الذهاب أم لا؟ هل يمكن الحصول على إجابة دقيقة من خلال البحث عن مقاصد الله بهذه الطريقة؟ الإجابة بالتأكيد لن تكون دقيقة. عندما تواجه مثل هذا الوضع، ينبغي عليك اتخاذ قرار بناءً على المبادئ وما إذا كانت الظروف تسمح بذلك – هذه هي الطريقة الصحيحة الوحيدة. إن التبشير بالإنجيل هو واجبك، ومهمتك، والعمل الذي ينبغي أن تقوم به اليوم، لذا ينبغي أن تذهب – فالصواب الوحيد هو أن تذهب. إلا أن الناس غالبًا ما لا يستوعبون مثل هذه الأمور أو يتعاملون معها بناءً على هذه الوقائع، وبدلًا من ذلك، غالبًا ما يتعاملون معها بناءً على بعض المفاهيم والتصورات، ويحكمون عليها باستخدام بعض الوسائل والأساليب غير المعتادة، وفي النهاية يتخذون بعض القرارات السخيفة والمحرَّفة. أليس هذا بسبب مفاهيمهم وتصوراتهم؟ (بلى). في عمل الله، عندما لا يقدم الله كلمات واضحة تخبر الناس كيف ينبغي القيام بكل شيء أو ما المبادئ التي يجب الالتزام بها في التعامل مع كل نوع من المشكلات، يحتاج الناس إلى اتباع توجيهات الروح القدس واتباع الإرشاد الذي يقدمه الله لهم في الظروف الحقيقية. بالطبع، هم بحاجة أيضًا إلى التشاور أو الصلاة والسعي مع إخوتهم وأخواتهم، وفي النهاية اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع المشكلة القائمة بناءً على الوضع الفعلي. ومع ذلك، في عمل الله، عندما يكون لدى الله كلمات واضحة وتعليمات واضحة تخبر الناس بمبادئ الممارسة لمختلف الأمور، يمكن التخلي عن هذه الشكليات التي كانت متبعة سابقًا، ولا يعود الناس بحاجة إلى الالتزام بها. إذا استمروا في الالتزام بها، فلن يؤدي ذلك إلا إلى تأخير الأمور. على سبيل المثال، لنفترض أنه كلما طرأ أمر ما وكان من الضروري الذهاب والتصرف، كان الناس لا يزالون يركعون على ركبهم ويصلون، قائلين، "يا الله، هل ينبغي أن أذهب أم لا؟ إذا كنت لا تريدني أن أذهب، فاخلق بعض الظروف لتعيقني فحسب، أما إذا كنت تريدني أن أذهب، فاجعل كل شيء يسير بسلاسة بالنسبة لي". هذا هو الالتزام الصارم بالشكليات، وهو ليس ما يطلبه الله من الناس. عندما يكون لله كلمات واضحة بشأن متطلباته ومعاييره، لا يحتاج الناس بعد ذلك إلى المرور بأي شكليات من السعي، والصلاة، والاستقصاء، وما إلى ذلك. بدلًا من ذلك، ينبغي عليهم من ناحية أن يتصرفوا وفقًا للوضع الفعلي والظروف الحقيقية، ومن ناحية أخرى، ينبغي عليهم قبل كل شيء أن يتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق، وهذا هو الصواب. تعامل كل يوم مع الأشياء بالنظام الصحيح، وافعل ما ينبغي عليك فعله، ولا تفعل ما لا ينبغي عليك فعله؛ تعامل مع ما هو عاجل ويحتاج إلى التعامل معه، واترك ما يمكن تركه جانبًا في الوقت الحالي، واهتم أولًا بالأمور العاجلة. أليست هذه مبادئ؟ (بلى، إنها كذلك). إنها مبادئ بالفعل. يجب أن تتذكر هذا: عندما تصلي إلى الله وتسعى إلى إدراك مقاصده، يجب أن تفعل ذلك بناءً على كلماته؛ في أوضاع خاصة، أي عندما لا توجد كلمات واضحة من الله تقدم تعليمات، ينبغي أن تعلم مع ذلك أن لديه كلمات واضحة ومبادئ للممارسة في جميع أنواع الأمور، وفي مثل هذه الحالات، ينبغي أن تتصرف بما يتوافق مع مختلف مبادئ الحق التي أوصى الله بها الناس في الماضي. ومع ذلك، فقد كوَّن الناس في أذهانهم العديد من المفاهيم والتصورات حول عمل الله، وهي مفاهيم وتصورات سخيفة، وغريبة، وترتبط بأمور خارقة للطبيعة، مما يحوّل كلمات الله ومختلف مبادئ الحق إلى زخارف وتعاليم جوفاء، ويجعلها غير صالحة لتكون معايير للناس في التعامل مع الأمور أو طرقًا للممارسة عندما تحل بهم المشكلات. هذا أمر مؤسف، وهو ناتج بالكامل عن تكوين الناس للعديد من المفاهيم والتصورات حول عمل الله.

لدى الناس بعض المفاهيم والتصورات الأخرى السخيفة والغريبة والعجيبة عن عمل الله التي تتخلل حياتهم اليومية. لنفترض، على سبيل المثال، أنه عندما يكون شخص ما على وشك القيام بالمهمة التي يجب أن يقوم بها أكثر من غيرها، يحدث شيء ما يعتقد أنه لم يكن من المفترض أن يحدث، مثل أن يُسرق هاتفه المحمول وهو في طريقه للقيام بالمهمة، أو تتعطل سيارته أو يسقط في الطريق إلى هناك، أو يحدث شيء آخر خاطئ. ماذا يعني هذا؟ هل يعني أن الله يعيقه عن القيام بهذه المهمة؟ هل يعني أن القيام بهذه المهمة لا يتماشى مع مقاصد الله؟ هل يعني أنه لا ينبغي القيام بهذه المهمة؟ هل ينبغي فهم الأمر واستيعابه بهذه الطريقة؟ (كلا، لا ينبغي ذلك). إذا كان هذا هو الشيء الأكثر أهمية الذي ينبغي عليك القيام به الآن في أداء واجبك، وذهبت وقمت به، فحتى لو واجهت بعض العقبات والصعوبات في الطريق، أو حتى الأشياء التي يعتقد الناس أنها لا يُفترض أن تحدث، فلا يمكن القول إن هذا الواجب الذي تؤديه وهذه المهمة التي تقوم بها تغضب الله، أو أن الله يعوقك عن القيام بهذه الأشياء – فهذا مفهوم بشري وتصور. إذا أراد الله أن يعيقك، فلن يستخدم هذه الأساليب. بدلًا من ذلك، سوف يرتب ظرفًا ما بشكل مباشر حتى لا تضطر بطبيعة الحال إلى الذهاب والقيام بهذه المهمة. أي أن الله سيجعل الأمر واضحًا جدًا في ذهنك أن ثمة أمرًا أكثر أهمية يجب أن تقوم به اليوم، وبالتالي ستضطر إلى إزاحة تلك المهمة إلى المرتبة الثانية أو الثالثة في قائمتك، وتركها لتقوم بها لاحقًا. وبغض النظر عن كيفية إجرائك لحساباتك، ستجد أنه لن يكون من الممكن إنجاز تلك المهمة اليوم بناءً على الوضع الفعلي. هكذا يعيقك الله. ولكن، بغض النظر عما تفكر فيه، وبغض النظر عن العقبات والصعوبات التي تطرأ في عملية تنفيذ تلك المهمة، على أي حال، إذا كان يجب القيام بتلك المهمة اليوم، فينبغي عليك الذهاب والقيام بها. إذا أعاقك الله، فسوف يستخدم أنسب الوسائل وأكثرها ملاءمة ليجعلك تتخلى عن تلك المهمة بشكل طبيعي، هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله. إن الطريقة التي يعمل بها الله هي أن يترك الناس يفعلون ما يجب عليهم فعله في نطاق الغرائز البشرية. من ناحية، هذا هو الموقف الذي ينبغي أن يكون لدى الناس. ومن ناحية أخرى، يوجد أيضًا عامل الظروف الموضوعية – إذا كانت الظروف تسمح بالقيام بالمهمة، فيجب القيام بها؛ وإذا كانت الظروف لا تسمح بذلك، فينبغي على الناس الانتظار بعض الوقت للقيام بها. ما الغرض من الانتظار؟ إنه انتظار الوقت المناسب والظروف التي يدبرها الله. إذا كانت الظروف غير مناسبة باستمرار، وإذا كانت الأمور تستمر في السير على نحو خاطئ أثناء محاولتك لأداء هذه المهمة، فلا ينبغي عليك القيام بها. هل فهمت؟ (نعم). إن الناس في حياتهم اليومية لا يحتاجون إلى محاولة إدراك ما يشعرون به في أرواحهم عندما يؤدون المهام، بغض النظر عن نوع هذه المهام، سواء كانت أمورًا كبيرة أو صغيرة، أو سواء كانت شؤونًا شخصية أو شؤون الكنيسة. إذا كنت تشعر بانخفاض الروح المعنوية اليوم، ولا تريد في قلبك القيام بمهمة ما، فاسأل الآخرين الذين سيؤدونها معك إذا كانوا يشعرون بانخفاض الروح المعنوية. إذا كان الآخرون لا يشعرون بانخفاض الروح، وكانوا راغبين في قلوبهم في القيام بالمهمة، ومع ذلك تستنتج أنه لا ينبغي القيام بها بناءً على مشاعرك الخاصة، ألست تتصرف بشكل شخصي للغاية حيال ذلك؟ (بلى). لذلك، عندما يؤدي الناس مهمة ما، يجب أن يفهموا على الأقل أنه لا ينبغي أن يحاولوا إدراك مشاعرهم أو التصرف بناءً على مشاعرهم. لنفترض، على سبيل المثال، أن عليك أداء مهمة ما، وتشعر بقليل من التوتر، وتظل عينك ترتعش، وأذناك تطنان، وتقول، "جفني الأيمن يرتعش، هل هذا نذير شؤم؟ هل من المفترض أن أؤدي هذه المهمة؟" ثم يقول أحدهم: "ارتعاش العين اليسرى ينبئ بثروة، ولكن ارتعاش العين اليمنى ينبئ بكارثة"، وبعد سماعك لهذا الكلام، لا تجرؤ على الذهاب والقيام بالمهمة. بغض النظر عن أي عين من عينيك ترتعش، إذا كانت هذه مهمة تم الاتفاق عليها مسبقًا، وكانت جميع العوامل اللازمة للقيام بهذه المهمة متوفرة، والزمان والمكان مناسبان، فيجب عليك الذهاب والقيام بها. إذا قررت عدم الذهاب لمجرد أن شخصًا واحدًا يقول إن ارتعاش عينك اليمنى ينبئ بكارثة، فهل هذا تصرف مناسب؟ (كلا، ليس مناسبًا). لماذا ليس مناسبًا؟ إذا كانت هذه مسؤوليتك وواجبك، وكانت الظروف الموضوعية اليوم وكل الأحوال تسمح بذلك، وعلاوة على ذلك، فإن المهمة يلزم القيام بها على وجه السرعة، فينبغي عليك الذهاب والقيام بها. فما الضير إن ارتعش جفنك الأيمن؟ قد تطرأ بعض المشكلات البسيطة ولا تسير الأمور بسلاسة شديدة، ولكن المهمة تُنجز بالرغم من ذلك. فقط إذا أعاق الله ذلك ولم تسمح الظروف بذلك، فيجوز لك حينئذٍ ألا تذهب وتقوم بالمهمة. يقول أحدهم، "لا بد أن ثمة خطب ما حتى ترتعش عينك اليمنى"، ولكن يقول آخر، "هذه مهمة تم الاتفاق عليها مسبقًا، لذا ينبغي أن نذهب ونقوم بها". في النهاية، تنطلقون جميعًا للقيام بها على أي حال، لكن السيارة تتعطل بشكل غير متوقع في منتصف الطريق. أخبروني، إذا ارتعشت العين اليمنى لشخص ما أثناء انطلاق المجموعة، فهل ينبغي أن يذهبوا في هذه الحالة؟ أريد أن أرى ما إذا كنتم تفهمون الحق أم لا. ما رأيكم، هل يصح الذهاب والقيام بهذه المهمة؟ (نعم، سيكون ذلك صحيحًا). هذا أمر مؤكد. لا يمكنكم الحكم على ما إذا كان ينبغي عليكم الذهاب أم لا بناءً على ما إذا كان جفنكم الأيمن أو الأيسر يرتعش. بادئ ذي بدء، الذهاب للقيام بهذه المهمة هو أمر صحيح. فلماذا تعطلت السيارة في الطريق إلى هناك؟ هل أذن الله بذلك؟ من الصعب تفسير ذلك، أليس كذلك؟ (قد يكون سبب تعطل السيارة في الطريق إلى هناك هو الإهمال البشري، كأن تكون السيارة لم يتم فحصها مسبقًا لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على أي أعطال). هذا أحد الأسباب المحتملة. إذا استبعدنا هذا السبب، فهل من الطبيعي أن تتعطل السيارة في منتصف الرحلة؟ (نعم). إذا اشتريت سيارة صينية مستعملة لم تكن ذات جودة عالية في البداية، ولم تقم بصيانتها أو إصلاحها بشكل صحيح وواصلت قيادتها فقط، فسوف تتعطل السيارة في منتصف الرحلة. إذا تعطلت السيارة في منتصف الرحلة، فهل هذا يعني أن المهمة لا يمكن إنجازها بالتأكيد؟ (ليس بالضرورة). تتعطل السيارة ويستغرق إصلاحها ساعة أو ساعتين. عندما تصل إلى الوجهة، يقول الإخوة والأخوات هناك، "من حسن الحظ أنكم أتيتم في هذا الوقت. لقد غادر عناصر المراقبة للتو. لو كنتم قد جئتم قبل ساعتين من ذلك، لكان التنين العظيم الأحمر قد أمسك بكم بالتأكيد. كان ذلك وشيكًا!" كما ترى، تحول الأمر السيئ إلى أمر جيد. هل كان من الصواب الذهاب والقيام بالمهمة؟ (نعم). هل كان وراء تعطل السيارة مقصدٌ حسنٌ من الله؟ (نعم). هل كان ارتعاش جفنك الأيمن علامة على سوء الحظ أم حسن الحظ؟ (لا هذا ولا ذاك). لم يحدث شيء نتيجة لذلك. إذا توقفنا بالقصة عند اللحظة التي تعطلت فيها السيارة، فإن الادعاء بأن "ارتعاش العين اليمنى ينبئ بكارثة" سيبدو دقيقًا جدًا. تعطل السيارة كان حادثًا مؤسفًا، أليس كذلك؟ ولكن بالنظر إلى النتيجة النهائية، اتضح أن تعطل السيارة كان أمرًا جيدًا. فلو لم تتعطل السيارة، لكنتم جميعًا قد وقعتم في ورطة بمجرد وصولكم إلى وجهتكم - لن تكونوا قد فشلتم في إنجاز المهمة فحسب، بل كنتم ستُعتقلون أيضًا. ولكن، كما اتضح فيما بعد، تعطلت السيارة في الطريق واستغرق إصلاحها ساعتين، لذا عندما وصلتم إلى هناك، كان الخطر قد زال للتو وكنتم في أمان. كان الله يحميكم! فكّروا في الأمر، إذا نظرنا إلى الأمر من منظور تعطل السيارة، يبدو الأمر كما لو أن الله كان يعيقكم عن الذهاب، لكنكم في الواقع لم تكتشفوا ما حدث إلا بعد إصلاح السيارة ووصولكم دون وقوع أي حوادث أخرى. كيف تنظرون إلى مبادئ تصرفات الله وأساليبها خلال هذه العملية برمتها؟ ما نوع الفهم الذي ينبغي أن يكون لدى الناس عن عمل الله؟ خلاصة القول، ثمة حقائق يمكن السعي إليها هنا، وسأرى ما إذا كنتم قادرين على السعي إليها أم لا. (يا الله، ما أفهمه هو أنه بغض النظر عما يصيب الناس من خير أو شر، فإن مقصد الله في ذلك حسن). هذا أحد الجوانب. (وثمة جانب آخر، وهو أن عمل الله ليس خارقًا للطبيعة أو خياليًا، بل هو عملي جدًا). نعم، هذا فهم جيد. إن عمل الله عملي، وهو ليس خياليًا أو خارقًا للطبيعة؛ يمكن لأي شخص ذي إنسانية طبيعية أن يشعر به ويعرفه من خلال الاختبار، وهو أيضًا شيء يستطيع الناس استيعابه. أليس هذا هو الفهم الذي ينبغي أن يكون لدى الناس فيما يتعلَّق بعمل الله؟ (بلى). بالإضافة إلى هذا الفهم، ما الذي ينبغي أن يفهمه الناس أيضًا؟ ينبغي أن يفهموا أن الله له السيادة على كل شيء. كل شيء محدد يقوم به الله في عمله يُمكِّن الناس من رؤية أن أفعاله عملية للغاية. في البداية، عندما كانت مجموعتكم تستعد للانطلاق، ناقش بعضكم مسألة الذهاب أو عدم الذهاب. لم يعيقك الله؛ لم يجعلك تشعر بالغثيان أو تصاب بالتقيؤ أو الإسهال. لم يعيقك ولم يحثك على الذهاب. أليس هذا عمليًا جدًا؟ وسمح للمجموعة بمناقشة الأمر معًا. قال بعض الناس إن جفنهم الأيمن كان يرتعش، بينما قال آخرون إنهم شعروا بعدم الارتياح في داخلهم، لكن بغض النظر عما إذا كنتم تعتمد على مشاعرك ومزاجك، أو على تصوراتك المتعلقة بالأمور الخارقة للطبيعة، ففي النهاية ينبغي عليك الذهاب إلى حيث كان من المفترض أن تذهب، ولم يعرقل الله ذهابك بأي شكل من الأشكال. أليس من العملي جدًا أن يعمل الله بهذه الطريقة؟ (بلى). إن أفعال الله ليست جوفاء على الإطلاق؛ فكل أنواع المظاهر البشرية مسموح بها، والتي تشمل حتى ارتعاش جفون بعض الناس. أخبرني، هل يستطيع الله أن يوقف ارتعاش جفون الناس أو يتحكم فيه؟ ألم يكن من السهل على الله أن يتحكم في ذلك؟ لكن هل فعل ذلك؟ (كلا). لم يفعل الله ذلك. لم يتدخل، لقد منحك الحرية. ارتعش جفنك كعادته، لكن في النهاية، انطلقت المجموعة رغم ذلك - كان كل هذا عمليًا جدًا. لكن كانت توجد مشكلة عند الوجهة المقصودة، ولم يتخلص الله من هذا الخطر لمجرد أنكم كنتم متجهين إلى هناك. لم يفعل الله ذلك، وظلت المتاعب تحدث كما كان من المفترض أن تحدث. لكن الله فعل شيئًا ذكيًا: لقد جعل سيارتكم تتعطل في منتصف الطريق إلى هناك، حتى إذا ما تم إصلاح السيارة ووصلتم جميعًا إلى الوجهة، كان الخطر قد زال. هكذا حماكم الله. كما ترى، بسبب هذا التأخير الزمني، مكّنك الله بذكاء من تجنب الخطر. كل ما يفعله الله عملي للغاية، أليس كذلك؟ (بلى). إذًا هذا يوضح لك بطريقة عملية للغاية أن ما يفعله الله ليس أجوفًا أو خارقًا للطبيعة على الإطلاق، وأن حدوث كل شيء طبيعي وحتمي، ولكن هنا تكمن قدرة الله. طوال الحدث بأكمله، ومهما كانت تصورات الناس، ومهما كانت صعوباتهم، ونقاط ضعفهم، ومشكلاتهم، ومهما كانت وجهات نظرهم التي ناقشوها معًا صحيحة أو خاطئة، لم يؤثر أي من هذا على ما حدث في النهاية، ولم يؤثر على النتيجة الحتمية للحدث. كل شيء كان من المفترض أن يحدث قد حدث بالفعل، والمشكلة التي كان من المفترض أن تحدث قد حدثت بالفعل، والسيارة التي كان من المفترض أن تتعطل قد تعطلت بالفعل، كما أن وجهات نظر الناس قد انكشفت أيضًا، لكن النتيجة النهائية للحدث جرت مع ذلك وفقًا للطريقة التي حددها الله، ووفقًا لما قدَّره الله مسبقًا وكيف قضى الله بوقوع الحدث. هذه هي قدرة الله، أليس كذلك؟ (بلى). لقد حدث كل هذا بشكل عملي وطبيعي، تمامًا مثل كل ما يحدث للناس كل يوم في حياتهم اليومية؛ لقد حدث بشكل طبيعي ولم يكن خارقًا للطبيعة، أو خياليًا، أو أجوفًا. لذا، ينبغي على الناس في هذا الأمر أن يفهموا أن عمل الله عملي وأن له السيادة على كل شيء. كيف ينبغي على الناس أن يمارسوا؟ أولًا وقبل كل شيء، يجب أن يفهموا ما المبادئ التي ينبغي أن يلتزموا بها بغض النظر عما يحل بهم. إذا اتبعوا المشاعر البشرية فقط، فهذا أمر لا يمكن الاعتماد عليه. لا ينبغي لهم الاعتماد على مشاعر خارقة للطبيعة، أو إطلاق تخمينات جامحة مبنية على تصورات جوفاء. بدلًا من ذلك، ينبغي عليهم أن يذهبوا ويفعلوا ما يجب عليهم فعله بناءً على الظروف الفعلية والواجبات التي يجب عليهم القيام بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشيء المهم هو أن يذهبوا ويفعلوا ما يجب عليهم فعله بناءً على مبادئ الحق. أليس هذا إذًا أسهل بكثير؟ (بلى). لذا، بغض النظر عن المشكلات التي تواجهك، وبغض النظر عن المرحلة التي وصل إليها عمل الله، لست بحاجة إلى الاعتماد على مشاعرك، ولست بحاجة إلى التحقق مما إذا كان التاريخ مبشرًا أم لا، وبالطبع لست بحاجة على وجه الخصوص إلى النظر إلى أي ظواهر فلكية أو الاستماع إلى أي نبوءات - فقط افعل ما يجب عليك فعله. يروق لبعض الناس أن ينظروا إلى الظواهر الفلكية أو يتحققوا مما إذا كانت التواريخ مبشرة بالخير أم لا، فيقولون، "غدًا ليس موعدًا جيدًا، هل ستسوء الأمور إذا خرجت؟ هل سينفّذ التنين العظيم الأحمر اعتقالات؟ لماذا كان يوجد غراب ينعق عند الباب عندما استيقظت مبكرًا وخرجت هذا الصباح؟ سمعت أن بعض الناس رأوا قطة سوداء عندما خرجوا الليلة الماضية. هذه كلها علامات تنذر بالشؤم! ماذا ينبغي أن أفعل؟ هل يوشك أن يحدث خطر ما؟" إذا كانت لديك إنسانية طبيعية وتفكير بشري طبيعي، فينبغي أن تكون قادرًا على الحكم على أي نوع من الظروف خطرة وأي نوع من الظروف آمنة نسبيًا، وتعرف كيف تتعاطى معها وتتعامل معها وفقًا للوضع الفعلي - لست بحاجة إلى النظر إلى تلك الأشياء الأخرى. أما بالنسبة لما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله كل يوم، فمن ناحية، توجد كلمات الله الواضحة التي هي بمثابة مبادئ الحق، ومن ناحية أخرى، لديك الإنسانية الطبيعية، والضمير، والعقل، وما دمت تفعل ما يجب أن تفعله كل يوم بناءً على ترتيب الظروف الفعلية والتوجيه الذي توفره، ووفقًا للاحتياجات الفعلية للإنسانية الطبيعية ومسؤولياتك والتزاماتك الخاصة، فلا بأس بذلك. إذا تعامل الناس مع حياتهم اليومية بهذه الطريقة، ألن تكون الأمور أبسط بكثير؟ (بلى).

على الرغم من أن عمل الله كلي القدرة ومعجز، وعلى الرغم من أن كلام الله هو الحق والحياة، إلا أنه من غير الممكن أن يجعل الناس كاملين أو يغيّرهم بين عشية وضحاها. غالبًا ما يقول بعض الناس، بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم، "لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، فلماذا لم أتغير بعد؟ لماذا لم أبلغ منزلة التقديس بعد؟ لماذا ما زلت أحب العالم في قلبي؟ لماذا ما زلت مغرورًا؟ لماذا لا تزال لدي شهوات خبيثة؟ اعتدت أن أحب مشاهدة بعض مقاطع الفيديو أو البرامج الترفيهية للعالم غير المؤمن. لماذا ما زلت أرغب في مشاهدتها من حين لآخر، على الرغم من أنني آمنت بالله حتى الآن، وأكلت كلام الله وشربته لسنوات عديدة، وقمت بواجبي، وتخليت عن أشياء، وبذلت نفسي لسنوات عديدة، وأشعر أنني تخليت عن تلك الأشياء في قلبي؟" هذه بعض المفاهيم التي لدى الناس، أليس كذلك؟ بعض الناس، في إيمانهم بالله بشكل خاص، يسعون دائمًا إلى أمور مثل كبح جماح أجسادهم، وعدم اشتهاء ملذات الجسد، وتحمل المزيد من المعاناة والمشقة، والقدرة على التغلب على العديد من الصعوبات الجسدية. لكن على الرغم من حقيقة أنهم يستمرون في السعي بهذه الطريقة، إلا أنهم ما زالوا يشعرون أنهم غالبًا ما تتحكم فيهم رغبات الجسد المفرطة، والتوق إلى الراحة، والكسل، ولذلك غالبًا ما يكونون سلبيين ويفقدون إيمانهم بالله، ويفكرون، "لقد وصل عمل الله إلى هذه المرحلة، فلماذا أشعر بخيبة أمل كبيرة وما زلت سلبيًا في كثير من الأحيان؟" أحيانًا، عندما يحققون بعض النتائج في مهمة ما ويحظون باستحسان الجميع، يشعرون بالاطمئنان، ويفكرون، "لا يزال لديّ أمل في الخلاص. إن عمل الله وكلماته رائعة جدًا. إن عمله يمكنه حقًا تغيير الناس". ولكن بعد فترة، يشعرون أنهم ما زالوا يفتقدون أحباءهم. على وجه الخصوص، يتذكرون أحيانًا الأشخاص الذين كانوا يعشقونهم في الماضي، ويسترجعون بحنين الحياة الدنيوية التي عاشوها، ويشتاقون حقًا إلى أيام مجدهم عندما كانوا في العالم الخارجي، لذلك يتساءلون، "لماذا ما زلت أشتاق إلى تلك الأشياء؟ لماذا لم أتخلَّ عن ملذات الجسد وأفصل نفسي عن العالم بصفتي مقدسًا؟ لماذا لم أتغير بعد؟" ويشعرون بالضيق مرة أخرى. غالبًا ما يظلون عالقين في خضم هذه الأفكار ووجهات النظر. أحيانًا تكون حالتهم جيدة وأحيانًا سيئة، يكونون ضعفاء لفترة ثم أقوياء لفترة، يكونون سلبيين لبعض الوقت ثم إيجابيين لبعض الوقت. غالبًا ما يصدرون أحكامًا على أنفسهم بناءً على مظاهرهم في الحياة اليومية. إذا كانوا في حالة جيدة، يعتقدون أنهم مستهدفون بالخلاص؛ وإذا كانوا في حالة سيئة، يشعرون أنه لا أمل في خلاصهم وأنهم بعيدون عن نيل الخلاص. إنهم إما على أحد طرفي النقيض. عندما يكونون في حالة جيدة، يشعرون أنهم مثل القديسين وقريبون جدًا من الله، وأنه لا توجد أي حواجز بينهم وبين الله، ويشعرون أن الله بجانبهم. عندما يكونون في حالة سيئة، يشعرون وكأنهم سقطوا إلى المستوى الثامن عشر من الجحيم ولا يستطيعون رؤية الله أو لمسه، ويشعرون أن الله بعيد جدًا عنهم. لماذا هذا؟ لماذا يمرون بهذه الحالات؟ هل هذه الحالات طبيعية أم غير طبيعية؟ (غير طبيعية). عندما يكونون في حالة جيدة، يفعلون كل ما ترتبه لهم الكنيسة، ويمكنهم التغلب على أي صعوبات، وتحمل أي مشقة، ودفع أي ثمن. يشعرون أنهم الأكثر قدرة على الخضوع لله، وأنهم أشخاص يسعون إلى الحق في بيت الله، وأنه لا توجد صعوبة يمكن أن تعيقهم. هم يعملون بجد للقيام بواجبهم، ومستعدون لبذل الجهد. لا يشعرون بالتعب، مهما طال حديثهم عندما يعقدون شركة مع الآخرين، ولا يمانعون في تفويت وجبة طعام أو ضياع ساعتين أو ثلاث ساعات من النوم. هم راغبون في بذل أنفسهم من أجل الله وتكريس حياتهم كلها لله. ونتيجة لذلك، يشعرون أنهم قد تغيروا. لم يعودوا يفكرون في عائلاتهم، ولم يعودوا يشتاقون إلى الأشخاص الذين أحبوهم في الماضي، ولم يعودوا يسترجعون بحنين المجد والشرف الذي كان لهم في العالم. هم يلقون بكل ذلك في مهب الريح ويبذلون أنفسهم من أجل الله بكل إخلاص، ملتزمين بالمبادئ، ومهذبين أي شخص يسبب اضطرابات أو عراقيل، ومؤيدين للإنصاف لبيت الله، ومتمسكين بجانب العدالة، ومدافعين عن مصالح بيت الله، ومؤسسين صورتهم الخاصة كـ "قضاة" صارمين ونزيهين. هم يؤدون أداءً جيدًا لفترة من الوقت. ولكن قد يأتي وقت يكشفون فيه عن شخصياتهم الفاسدة أو يفعلون شيئًا خاطئًا، وحينئذٍ يصبحون سلبيين وضعفاء، ويفكرون، "لقد كشفني الله، ولم يعد يحبني". ومنذ ذلك الحين، لن يكونوا قادرين على النهوض من جديد. سيشعرون أنهم لا شيء وأنهم غير قادرين على القيام بأي شيء، وأنهم لا يزالون لديهم أفكار أنانية وشهوة خبيثة، وأنهم غالبًا ما يفتقدون الأشخاص الذين أحبوهم وأُعجبوا بهم سابقًا، وأنهم غالبًا ما يكونون سلبيين وضعفاء، وأنهم لا يزالون يقاومون الله، وأنهم غير قادرين على ممارسة الحق، وأنهم لم يتغيروا على الرغم من إيمانهم بالله لسنوات عديدة، وسيفكرون، "ألا يعني هذا أنه قد انتهى أمري؟" سيعتقدون أنه ليس لديهم أي فرصة للخلاص، وأنه لا يوجد أي أمل لهم على الإطلاق. عندما يكونون سعداء، فإنهم يغمرهم الفرح، وعندما يتألمون، فإنهم يشعرون ببؤس شديد. هم دائمًا ما يتأرجحون بين هذين الطرفين المتناقضين. لماذا يحدث هذا؟ بغض النظر عما إذا كانت هذه الحالات والمظاهر إيجابية أم يائسة، باختصار، كل هذا هو النوع نفسه من المشكلات، أي أن يكون المرء مليئًا بمفاهيم وتصوراتهم عن عمل الله، ودائمًا ما يصدر أحكامًا على نفسه ويوصّف نفسه بناءً على مزاجه، وبناءً على الكشوفات التي تُكشف عنه ومظاهره خلال فترة معينة، بينما في الوقت نفسه، يصدرون أحكامًا على عمل الله، وعلى النتائج التي حققها عمله على الناس، وعلى الغرض والهدف اللذين يحققهما عمله على الناس. هل هذا أصل المشكلة؟ (نعم). عندما يكون الناس إيجابيين، يصلّون أمام الله، معبرين عن عزمهم وهم يبكون بشدة، مستعدين لتكريس حياتهم كلها لله دون أن يطلبوا شيئًا، مستعدين لاتباع الله وبذل أنفسهم من أجله. عندما يصلّون ويتخذون قرارات كهذه، يشعرون أن جميع الصعوبات لم تعد صعوبات. يتأثرون حتى البكاء، بل حتى يعتقدون أن الروح القدس هو الذي أثر فيهم. يفكرون، "الروح القدس أثر فيّ. لا بد أن الله يحبني كثيرًا! الله لم يتخلَّ عني!" يصلّون باكين ويقولون إن الروح القدس قد أثر فيهم – أليس هذا وهمًا؟ (بلى). في الواقع، أنت تأثرتَ بمدى شعورك بالرضا عن نفسك؛ تأثرتَ بعزمك الخاص، وتطلعاتك، ورغباتك، وأفعالك، وليس بالروح القدس. لماذا أقول إنك تأثرتَ بنفسك؟ لديك الكثير من المفاهيم والتصورات عن عمل الله، وهي مٌحرّفة للغاية - هل تعتقد أن الله سيؤثر فيك؟ وأنت في هذه الحالة المتطرفة، هل سيؤثر الله فيك بحيث تصبح أكثر تطرفًا؟ إذا أثر الله فيك، فسيجعلك ذلك أكثر تطرفًا، ويجعلك تعجب بنفسك وتتأثر بنفسك أكثر، ويجعلك ترغب أكثر في اتخاذ هذا القرار: "سأقلّل من نومي وأتحمل المزيد من المشقة، وسأتناول الطعام سواء كان طيبًا أم سيئًا، وسأقبل بأي طعام، ولن أهتم بما إذا كان مفيدًا لجسدي أم لا. يجب أن أتغلب على تفضيلات جسدي القديم، يجب أن أعالج على وجه التحديد عيوب جسدي القديم، ويجب أن أجعل جسدي يعاني أكثر وألا أدعه يشعر بالراحة. إذا شعر بالراحة، فلن أحب الله؛ إذا شعر بالراحة، فسأنغمس في ملذات الجسد ولن أعمل بجد للقيام بواجبي". إذا كان هذا من تأثير الروح القدس فيك، لكنتَ ستستمر في الثبات على هذا التطرف، وستعتقد خطأً أنك قد تغلبت على الجسد وهزمت الشيطان، وأنك قد خُلّصت بالفعل. لهذا أقول إنك لم تتأثر بالروح القدس، بل بنفسك. هل غالبًا ما تتأثرون بأنفسكم؟ (نعم). أنت تتأثر بعزمك على بذل نفسك وتحمل المشقة من أجل الله، وأنت مستعد في قلبك لتحمل المشقة من أجل الله، ولتحمل أي قدر من المشقة، أو حتى الموت، ثم تنهمر الدموع على وجهك. في الواقع، الله لا يتأثر بتأثرك، ولا يتأثر بعزمك. انفعالك هذا ما هو إلا اندفاع لحظي، موجة لحظية من العاطفة الجامحة. في هذا الوضع، قد تصلي إليه وتقول، "يا الله، أنا مستعد للموت من أجلك! يا الله، كنت مشغولًا جدًا بالقيام بواجبي اليوم لدرجة أنني فوّت وجبة طعام. حتى لو اضطررت إلى تفويت 10 وجبات، سأكون مستعدًا للقيام بذلك! لا يحيا الناس بالخبز وحده، بل يحيون بالكلمات التي تخرج من فم الله. يا الله، أنا مستعد أن أحبك طوال حياتي، إلى الأبد، وحبي لك لن يتغير أبدًا!" هذه الكلمات الرنانة التي تقولها تدفعك إلى البكاء بشدة، لكن موقف الله تجاهك لا يتغير. لماذا؟ لأنك متأثر باندفاع لحظي، ودموعك ليست دموع ندم، ولا دموع امتنان، ولا دموع من توصلك إلى معرفة حقيقية لنفسك، فضلًا عن أنها ليست دموع حزن على عدم قدرتك على ممارسة الحق والتمسك بمبادئ الحق. لذلك، فعاطفتك هذه لا يمكنها إلا أن تؤثر في نفسك، وربما تؤثر أيضًا في الآخرين أو من حولك، لكنها لا تؤثر في الله. لذا، فإنه ليس الروح القدس الذي يؤثر فيك، بل أنت الذي تؤثر في نفسك. دموعك تنهمر لأنك أثرت في نفسك. دموعك، وكلماتك العاطفية، وشغفك المتّقد ما هي إلا ظاهرة سطحية، إنها مجرد نوع من السلوك. إنها ليست تغييرًا في جوهرك وحياتك، ولا هي كشفًا عن كون الحق هو حياتك. عندما يكون لديك الشغف والاندفاع لبذل نفسك والمعاناة من أجل الله وتكون نشطًا للغاية، تشعر أن الروح القدس هو الذي يؤثر فيك، وأنك قد تغيرت، وأنك مستهدف بالخلاص – وهذا نوع من المفاهيم وتصوراتهم التي لديك عن عمل الله. عندما تصبح سلبيًا بسبب فشل مؤقت وسقوط، أو لأن فسادك ونقائصك قد انكشفت، أو لأنك قد هُذِّبتَ وكُشِفَ عنك، تشعر بالحزن والألم، وتعتقد أنك لم تتغير وأنه لا أمل لك في الخلاص – فهذا نوع آخر من المفاهيم والتصورات التي لديك عن عمل الله. في الواقع، بغض النظر عما يراه الله – سواء كنت في حالة سلبية أو إيجابية، أو إلى أي مدى تدهورت حالتك وسقطت – كيف ينظر الله إليك طوال الوقت؟ قامتك كما هي. سيحدد الله مدى تغيرك وعدد وقائع الحق التي دخلت فيها بناءً على وضعك الفعلي، ومظاهرك الفعلية، وقامتك الفعلية. إن عدم قدرتك الحالية على النهوض من جديد، وانغماسك الحالي في اليأس التام، ليسا المعيار الذي ينظر الله من خلاله إليك أو يحدد من خلاله قامتك الفعلية. لذا، بغض النظر عما إذا كنت في حالة إيجابية أو سلبية، أو ما إذا كنت مليئًا بالشغف المتقد أو تشعر باليأس، فإن ذلك لن يؤثر على تقييم الله لك وتوصيفه لك. أنت الوحيد الذي توصّف نفسك بشكل خاطئ بناءً على كشوفاتك المؤقتة ومظاهرك – إما كشخص يشبه بطرس بالفعل، أو كشخص لا يمكن خلاصه – لأن لديك عددًا كبيرًا من المفاهيم والتصورات عن عمل الله. ولكن بغض النظر عن الأحكام التي تصدرها، وبغض النظر عن المشاعر الجيدة أو السيئة التي تختبرها، فإن كل ذلك ناتج عن المفاهيم والتصورات التي كونتها عن عمل الله، وهذه المفاهيم والتصورات لا تتوافق مع تعريف الله الدقيق والعملي للإنسان والحكم الدقيق والعملي الذي يصدره عليه، أليس هذا هو الحال؟ (بلى). لذا، سواء كان الأمر يتعلق بمظاهرهم، أو جوهرهم، أو توصيفهم النهائي لأنفسهم، لا يمكن للناس أن يصدروا أحكامًا على هذه الأشياء بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم. بل ينبغي عليهم أن يقيِّموا هذه الأشياء بناءً على القوانين الطبيعية لعمل الله والنتائج الفعلية التي يريد الله تحقيقها في عمله، أو بناءً على طرق عمل الله وتعريفاته الدقيقة للناس. ما المفاهيم والتصورات الرئيسية للناس عن عمل الله هنا؟ يعتقد الناس أن قامتهم الفعلية تتحدد بناءً على مظاهرهم المؤقتة، أو مظاهرهم خلال فترة معينة: إذا كانوا في حالة جيدة خلال هذه الفترة، فإن الروح القدس سيعمل عليهم، وسيكونون قد تغيروا، وامتلكوا الحياة، ونمت قامتهم، وأصبحوا قادرين على نيل الخلاص؛ وإذا كانوا في حالة سيئة ولم يكن لديهم أي إيمان حقيقي بالله خلال هذه الفترة، فهذا يعني أنه ليس لديهم أي قامة. أليست هذه مفاهيم الناس وتصوراتهم؟ (بلى). من المفاهيم والتصورات التي لدى الناس عن عمل الله أنه لا يُؤدى على الناس بطريقة طويلة الأمد ومستمرة، بل إنه يمنحهم القليل من التنوير بشكل عابر، مما يجعلهم يظهرون دفقة من الطاقة واندفاعًا لحظيًا. ثمة نوع آخر وهو أن الناس يؤمنون بأن عمل الله خارق للطبيعة، وأنه يؤثر في الناس ليكون لديهم موقف إيجابي، وليكون لديهم الإرادة لتحمل المشقة وبذل أنفسهم من أجله، وأنهم بعد ذلك يكتسبون قامة ويصبحون أناسًا يتخذون حق الله حياة لهم. هم يؤمنون بأنهم إذا أصبحوا ضعفاء بسبب مسألة واحدة، فإن الله سيقرر أنهم قد فشلوا وكُشفوا، ومن ثم سيدينهم الله، ويستبعدهم، ويتخلى عنهم. أليست هذه مفاهيم الناس وتصوراتهم؟ (بلى).

ما المفاهيم والتصورات التي عقدنا شركة عنها للتو؟ (لدى الناس عدة أنواع من المفاهيم والتصورات عن عمل الله. هم يعتقدون أن القامة الفعلية للشخص تتحدد من خلال مظاهره خلال فترة معينة أو من خلال مظاهره المؤقتة، ويعتقدون أن عمل الله على الناس يحدث في لحظة، بدلًا من أن يكون طويل الأمد ومستمرًا. يعتقد الناس أيضًا أن عمل الله خارق للطبيعة للغاية وأن الله غالبًا ما يؤثر في الناس. عندما يؤثر الروح القدس في الناس للحظات، يشعرون أنهم على وشك أن يُكمَّلوا أو أنهم باتوا أكثر قربًا من الوصول إلى معيار بطرس، وعندما يفشل الناس ويصبحون ضعفاء، يقررون أنهم قد تم استبعادهم). ما مفاهيم الناس وتصوراتهم عن عمل الله في هذا الصدد؟ يعتقد الناس أن مظاهرهم المؤقتة تمثل قامتهم الفعلية، وأن الله يصدر أحكامه على الناس بناءً على مظاهرهم المؤقتة. يظن الناس أن الله يحب أن يرى الناس يتحملون المشقة ويدفعون الثمن، وأنه يحب أن يرى الناس كثيرًا ما يصلُّون ويتخذون قرارات ويُتأثرون لدرجة البكاء الشديد، وأنه يحب أن يكون الناس قادرين على التخلي عن أشياء وبذل أنفسهم والعمل بجد، وأن يكونوا قادرين على التغلب على الصعوبات المختلفة للجسد. يظنون أنه بغض النظر عما إذا كانوا يتصرفون وفقًا للمبادئ أو بما يتماشى مع الحق، ما داموا قادرين على دفع الثمن مرارًا وتكرارًا، وغالبًا ما يفوّتون وجبات الطعام وساعات النوم أثناء أداء واجبهم، ويستيقظون مبكرًا وينامون متأخرًا، ويعملون ليلًا ونهارًا، فإن الله سيحب ذلك. وهذا يعني أنه بغض النظر عن العمل الذي يقوم به الله أو عدد الكلمات التي يتفوه بها، فإنه يأمل فقط أن يكون الناس قادرين على تحمل المشقة ودفع الثمن من أجله، وألا يأكلوا طعامًا طيبًا أو يرتدوا ملابس جميلة، وألا يكون لديهم أي وقت فراغ، وأنهم يجب أن يقضوا كل يوم إما في القيام بواجباتهم أو في الصلاة، وأن يتخذوا قرارات في كثير من الأحيان، ويعبّروا عن عزمهم، ويحزموا أمرهم، ويقسموا الأيمان. يظن بعض الناس أن الله يحب أن يقيد قلوب الناس وأطرافهم، وأنه لا يمنحهم الحرية والتحرر، وبدلًا من ذلك يجعلهم يشعرون بالقمع بحيث لا يمكن أن يتحرروا، ويحرمهم من حرية عيش حياة إنسانية طبيعية. يظن الناس هذا، أليس كذلك؟ (بلى). ماذا يظن الناس أيضًا؟ أن الله لا يسمح للناس بالفشل، أو بالكشف عن ضعف أو فساد، أو بإظهار نقائصهم. يعتقد الناس أيضًا أنه إذا أرادوا نيل الخلاص وأن يُكمَّلوا، فإنهم لا يمكنهم أن يكونوا ضعفاء على الإطلاق خلال عملية القيام بواجبهم، أو أن يكون لديهم أي احتياجات، أو نقائص، أو عيوب الإنسانية الطبيعية، ويجب ألا يكشفوا عن أي شخصيات فاسدة. أليست هذه مفاهيم الناس وتصوراتهم؟ (بلى). يظن الناس في مفاهيمهم وتصوراتهم أنه في ظل عمل الله وإرشاده، يجب أن يظلوا شبابًا في قلوبهم، وأن يظلوا متحمسين، ومليئين بالشغف لعملهم، ولديهم موقف جاد تجاهه، بالإضافة إلى كونهم مشدودي الأعصاب دائمًا ولا يسترخون أبدًا. أليس هذا ما يظنه الناس؟ هل هذا مفهوم وتصور لدى الناس، أم أنه مطلب الله الحقيقي من الناس؟ (إنه مفهوم وتصور لدى الناس). يظن الناس أنهم إذا كانوا سلبيين وضعفاء قليلًا، أو لديهم صعوبة جسدية طفيفة، أو لديهم بعض الخلل أو العيوب في إنسانيتهم، أو يكشفون عن شخصيات فاسدة، ويشتهون أحيانًا الراحة الجسدية، فإن الله لن يريدهم، ولن يتكلم معهم أو يعمل عليهم، وسوف يُستبعدون ولن يكون لديهم أمل في الخلاص. هل هذا هو الحال فعلًا؟ (كلا). أليست هذه مفاهيم وتصورات لدى الناس؟ (بلى). يعتقد الناس في مفاهيمهم وتصوراتهم، من ناحية، أن الله يحب الناس الذين يتحلون دائمًا بالحماس والشغف المتقد تجاه عملهم، ومن ناحية أخرى، أن الله لا يحب سلبية الناس ولا يسمح لهم بإظهار نقاط ضعفهم. بمعنى آخر، يظن الناس أن الله يحب الزاهدين، ألا يظنون ذلك؟ يظنون أنه من الضروري أن يعيشوا حياتهم كلها في فقر، وألا يهتموا أبدًا بالأمور الخارجية، وأن يقرؤوا كلمات الله يومًا بعد يوم تحت الضوء الخافت لمصباح زيت شبه منطفئ؛ ويعتقدون أن صلاة الصباح والمساء واجبة، وأنه يجب عليهم أن يشكروا الله قبل كل وجبة، وأنهم لا يمكن أن يكون لديهم أي من مختلف احتياجات الإنسانية الطبيعية. هم يعتقدون أنه حينئذٍ فقط يمكن اعتبارهم مخلصين تمامًا لله وأمناء تمامًا لعملهم، وأنه فقط من خلال المواظبة على هذا النوع من الحماسة يمكنهم أن يكونوا محبوبين من الله وأن يكونوا أشخاصًا يريد الله أن يخلصهم ويجعلهم كاملين. ولأن الناس لديهم هذه المفاهيم والتصورات، يشعر البعض منهم باللوم الشديد في داخلهم عندما يشتاقون إلى عائلاتهم من حين لآخر، ويشعرون أيضًا بعدم الارتياح كلما تبادلوا أطراف الحديث قليلًا من حين لآخر، ظانين أن الله سيلومهم. عندما تتأنق بعض الشابات ويرتدين ملابس زاهية وعصرية إلى حد ما من وقت لآخر، يشعرن بعدم الارتياح، ويفكرن: "أليس من غير اللائق أن أرتدي مثل هذه الملابس؟ أليس هذا خليعًا بعض الشيء؟" في الواقع، هن لا يرتدين ملابس غريبة أو أزياء كاشفة، لكنهن يشعرن بالخلاعة فحسب ويفكرن، "الله يلومني في داخلي. هو لا يحب أن أفعل هذا". إذا كنت تعتقدين أن الله لا يحب ذلك، فلماذا لا ترتدين رداء راهب بوذي أو رداء طاوي؟ كم سيكون ذلك "أنيقًا" و"محتشمًا"! لن يكون ذلك خليعًا، أليس كذلك؟ بعض الناس ينغمسون أحيانًا في القليل من الغرور أو التباهي، ثم يشعرون باللوم وعدم الارتياح في داخلهم ويفكرون، "الله لم يعد يحبني. هو لم يعد يريدني". بعض الناس حتى يضعون قواعد بأنهم لا يُسمح لهم بتمشيط شعرهم أو وضع المكياج أو النظر في المرآة، وأنهم لا يمكنهم الاستحمام إلا مرة واحدة في الشهر أو كل ستة أشهر، ويظنون أنهم إذا ما استحموا أكثر من مرة في الشهر أو كل ستة أشهر، فهذا أمر يبغضه الله ولن يُخلَّصوا حتمًا. يضعون قاعدة أنه يجب عليهم الاستيقاظ قبل الخامسة صباحًا، ويظنون أنهم إذا استيقظوا بعد ذلك بنصف ساعة فهم منغمسون في الراحة، وليسوا من الأشخاص الذين يحبون الله؛ يضعون قاعدة أنه يجب عليهم الذهاب إلى الفراش بعد منتصف الليل، ويظنون أنهم إذا ذهبوا إلى الفراش قبل منتصف الليل، فهم ليسوا ممن يقومون بواجبهم بإخلاص. يضع هؤلاء الناس العديد من القواعد الثابتة لسلوكهم الخاص، وحياتهم اليومية، واحتياجاتهم الحياتية. هم لا يسعون إلى معرفة متطلبات الله، ولا يحاولون فهم ما هي آراء الله ومواقفه تجاه هذه الأمور. وبدلًا من ذلك، يعتقدون بطريقة ذاتية تمامًا أن الله في عمله لا يسمح للناس بأن تكون لديهم هذه المظاهر، وأنهم إذا امتلكوا هذه المظاهر، فإنهم يكونون متمردين تمامًا، ويبغضهم الله، وبالتالي لا يمكن أن يُخلّصوا. في كثير من الأحيان، بسبب بعض الأمور التافهة التي لا تستحق الذكر، مثل قول شيء خاطئ، أو استخدام كلمة خاطئة، أو تناول بعض الوجبات الخفيفة الزائدة، أو مشاهدة بعض مقاطع الفيديو الترفيهية من حين لآخر، يظن الناس: "لقد انتهى أمري، هذا تمرد تام مني! لم أكن أعرف أنه يمكن أن يكون لديّ مثل هذه السلوكيات ومثل هذه الميول - لم أكن أعرف أنه لا يزال لديّ هذه المشكلات. هذا فظيع. يجب أن أتأمل في نفسي بعمق، وأشرِّح نفسي في أعماق روحي، وأخضع لثورة. لا يمكنني أن أتغاضى عن هذا!" يولي الناس أهمية كبيرة لهذه الأمور التي لا علاقة لها بمبادئ الحق. هذه كلها مفاهيم الناس وتصوراتهم والله يبغضها. لا يريد الله أن يرى الناس يكشفون عن هذه المظاهر. إذًا ما الحقائق التي ينبغي على الناس فهمها في هذا الصدد؟ ما المبادئ التي ينبغي الالتزام بها؟ بما أن هذه الأشياء هي مفاهيم الناس وتصوراتهم، فهي بالتأكيد ليست المبادئ التي يطلبها الله من الناس، وهي بالتأكيد لا علاقة لها بمتطلبات الله من الناس. وبما أنها مفاهيم وتصورات، فهذا يعني أنها مُبتدعة ومُجمّعة في عقل الإنسان – باختصار، هي نابعة من عقول الناس ولا علاقة لها على الإطلاق بوقائع الحق التي يطلب الله من الناس امتلاكها. مهما التزم الناس بهذه المفاهيم والتصورات، ما دامت لا علاقة لها بالحق، فإن التزام الناس بها لا طائل منه. حتى لو التزمت بها، فأنت لا تلتزم بمبادئ الحق، ولن يتذكر الله ذلك. يشعر بعض الناس على وجه الخصوص باضطراب عميق وتأنيب شديد في داخلهم عندما يكشفون أحيانًا عن تفضيلاتهم الخاصة أو عاداتهم الجسدية. كيف ينشأ هذا الاضطراب والتأنيب الذاتي؟ هل هذا نتيجة تأثرهم بالروح القدس؟ (كلا، لدى الناس مفاهيم وتصورات عن الله، ولهذا يشعرون بالاضطراب). أساس هذه المشاعر هو مفاهيم الناس وتصوراتهم، وليس الحق. يشعر بعض الناس بالتأنيب والاضطراب في داخلهم لأتفه الأسباب، فيسرعون إلى الصلاة والاعتراف بخطاياهم، ويسارعون إلى التوبة. ما الذي يجب أن تتوب عنه؟ هذه الأشياء التي قمت بها هي سلوكيات شائعة في الحياة اليومية. إنها ليست خطايا، وهي بالتأكيد ليست ذنوبًا جسيمة. لا تثر ضجة على مثل هذه الأشياء التافهة! إذا كنت تعتقد أن هذه الأشياء خاطئة، يمكنك اختيار عدم القيام بها. لكن عدم القيام بها لا يعني أنك تلتزم بمبادئ الحق، وشعورك بالاضطراب لا يعني أنك انتهكت مبادئ الحق. لماذا تتوب؟ لماذا تغيّر مسارك؟ هل لأن مفاهيمك وتصوراتك تجعلك تعتقد خطأً أن هذه سلوكيات لا يفترض بك أن تنخرط فيها، أم لأنك تعتقد أن سلوكياتك تتعارض مع كلام الله ومبادئ الحق؟ إذا كانت هذه السلوكيات تتعارض مع مبادئ الحق، وكنت تشعر حقًا بالاضطراب، فينبغي عليك أن تسارع إلى عكس مسارك والتوبة إلى الله. هذا الاضطراب على أقل تقدير هو تأنيب ضمير الإنسانية. إذا كنت تشعر بالاضطراب لمجرد أنك خالفت مفاهيمك وتصوراتك، أفلا تكون منغمسًا في مشاعر لا داعي لها؟ (بلى). هذا هو محض انغماس في مشاعر لا داعي لها وهو أمر زائد عن الحاجة. لماذا لا تشعر بالاضطراب عندما تتبع أضداد المسيح؟ لماذا لا تشعر بالتأنيب على ذلك؟ عندما ترى أناسًا أشرارًا يعرقلون عمل الكنيسة ويزعجونه ويضرون بمصالح بيت الله، ولا تقف لردعهم، هل تشعر بالاضطراب؟ عندما تتكلم وتتصرّف بما ينتهك مبادئ الحق وبناءً على إرادتك الخاصة، هل تشعر بالاضطراب؟ إذا انتهكت مبادئ الحق في هذه الأمور ومع ذلك لا تشعر أبدًا بالاضطراب حيال ذلك، فأنت لا تملك حتى الإنسانية، ولا تملك ضميرًا. وإن لم يكن لديك ضمير، فما الأشياء التي ستجعلك تشعر بالاضطراب؟ إن اضطرابك هو محض انغماس منك في مشاعر لا داعي لها. إنها مفاهيمك وتصوراتك الخاصة التي تعذبك وتجعلك تشعر بالاضطراب - لا فائدة من ذلك. ماذا ستكون النتيجة النهائية لإيمانك بالله في إطار مفاهيمك وتصوراتك الخاصة؟ ستصبح أكثر نفاقًا شيئًا فشيئًا وستصبح أكثر شبهًا بالفريسيين شيئًا فشيئًا. سوف تبتعد أكثر فأكثر عن كلام الله ومبادئ الحق، وسيكون من المستحيل عليك أن تدخل إلى واقع الحق. أنت تشعر دائمًا بالرضا عن نفسك، لكن ما الشيء الجيد جدًا فيك بالضبط؟ أنت مليء بالمفاهيم والتصورات، وكل ما تشعر به لا علاقة له بالحق. إن شعورك بالتأثر والتأنيب، وما تشعر به من امتنان وندم، والتوبة التي تظن أنه ينبغي عليك أن تتحلى بها، والأيمان التي تقسمها والقرارات التي تتخذها، كلها مرتبطة بمفاهيمك وتصوراتك. هذه الأشياء مبنية فقط على مفاهيمك وتصوراتك ولا علاقة لها بالحق. لذا، أي شيء تفعله - سواء كان ذلك تحملًا لمشقة ودفع لثمن أو تقديم تضحيات وبذل نفسك، وبغض النظر عما تبذله - يذهب سدى إذا لم يكن له علاقة بالحق. هل فهمت؟ (نعم).

الآن بعد أن عقدنا شركة عن هذه المفاهيم والتصورات التي لدى الناس عن عمل الله وشرّحناها، هل أصبح لديكم فهم أوضح قليلًا عن كيفية النظر إلى سلوكيات مثل ما إذا كان الناس يتحملون مشقة، ويدفعون ثمنًا، ويكبحون جماح أنفسهم أثناء أداء واجباتهم أم لا، وما إذا كان لديهم ولع بتناول الطعام الطيب وارتداء الملابس الأنيقة، وما إلى ذلك أم لا، وكذلك ما المبادئ التي يطلبها الله من الناس، وما هي بالضبط النتيجة التي يريد الله تحقيقها في الناس من خلال عمله؟ النتيجة التي يريد الله تحقيقها في الناس ليست أن يرى شغفكم بعملكم طوال الوقت. أي أن ما يريد الله رؤيته ليس حماسكم أو عزمكم على تحمل المشقة ودفع الثمن. في عيني الله، إذا كنت لا تفهم الحق، فإن هذه المظاهر ليست سوى اندفاع لحظي. بعبارة أخرى، إنها مجرد حماسك. ما هو الحماس في جوهره؟ إنه اندفاعك، أو بشكل أكثر تحديدًا، إنه نهج عاطفي تجاه الأشياء. ما يريده الله ليس حماس الناس، أو نهجهم العاطفي تجاه الأشياء، أو اندفاعاتهم المؤقتة، أو هذا النوع من الحالة العاطفية. ماذا يريد الله؟ (يريد أن يكون الناس قادرين على فهم الحق). على الأقل، يريدك أن تكون قادرًا على حب الحق وفهمه، وأن لا تتمسك بلوائح، أو شكليات، أو سلوكيات عند مواجهة أمور مختلفة، بل أن تلتزم بمبادئ الحق؛ كما يريدك، في واجبك وفي كل ما تقوم به، أن تكون قادرًا على طلب مبادئ الحق، والممارسة وفقًا لمبادئ الحق، وجعل كلمات الله وحقه واقعك – وهذه هي النتيجة التي يهدف عمل الله إلى تحقيقها. أما فيما يتعلق بحياتك الشخصية، فسواء كنت تريد النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا، أو النوم متأخرًا والاستيقاظ متأخرًا، أو ما نوع المواهب التي لديك أو مدى فصاحة لسانك، فكل هذا لا يهم الله. بغض النظر عما إذا كان لديك العزم على تحمل المشقة أو لا، أو مقدار الثمن الذي تدفعه، فإن الله لا يقدّر هذه الأشياء. يقول بعض الناس، "من أجل إيماني بالله، لم أشترِ ملابس جميلة منذ عدة سنوات، ولم أذهب إلى مصفف الشعر منذ أكثر من عشر سنوات". حتى إذا لم تأكل جيدًا، ولم ترتد ملابس جميلة، وتحملت الكثير من المشاق طوال حياتك، فما أهمية ذلك؟ هل هذا ما يريده الله؟ هل الغرض النهائي من تبشير الله ومن عقده للشركات هو تزويد الناس بعدد كبير من الحقائق لمجرد تحويلك إلى زاهد؟ هل هو لمجرد تحويلك إلى بائس مثير للشفقة، أو متسول، أو شاب غاضب؟ كلا. ما يريده الله هو أن يعمل كلماته ومبادئ الحق في الناس. لذلك، عندما يعتقد الكثيرون أن الله يحب أن يرى الناس يتحملون المزيد من المشاق ويدفعون المزيد من الثمن، وأنه يحب أن يراهم يعيشون حياة متقشفة للغاية، صعبة وبسيطة، وأن يكونوا مفعمين بشدة بالعزيمة والتطلعات، وشغوفين للغاية، أو أن يكونوا شديدو ضبط النفس، ويلتزموا حقًا بمكانتهم ويتصرفوا بشكل لائق، فهذه مجرد مفاهيمهم وتصوراتهم عن عمل الله. افترض أنك، لسنوات عديدة من حياتك، لا تأكل سوى وجبة واحدة في اليوم وتنام ثلاث ساعات في الليلة، ولست قادرًا على تناول طعام طيب أو ارتداء ملابس جميلة، وأنك تفعل ما تعتقد أنه يجب عليك فعله لسنوات عديدة، وقد تحملت مشاق لا حصر لها واتخذت قرارات لا حصر لها. وبحسب تعبيركم، أنت "تظل وفيًا لتطلعك الأصلي"، وتتحمل المشاق وتبذل من أجل الله وتكرس حياتك كلها لله. لكن، على الرغم من كل هذا، إذا لم تبذل جهدًا في كلمات الله أو الحق مطلقًا، ولم تطلب مبادئ الحق في كل ما تفعله، فسوف يتم التخلي عنك حتمًا. تريد أن تنال الخلاص من خلال تحمل المشقة ودفع الثمن، ومن خلال عدم تغيير تطلعك الأصلي مطلقًا، وبذل نفسك من أجل الله طوال حياتك، وتقديم كل ما لديك له. هذا مجرد حلم - إنه مجرد أضغاث أحلام. حتى لو أكلت دقيق الذرة وخبز الذرة المطهو على البخار طوال حياتك ولم تأكل طعامًا طيبًا أو تستمتع بأشياء لطيفة على الإطلاق، فلن يجدي ذلك نفعًا. الله لا ينظر أبدًا إلى سلوك الإنسان، ولا ينظر إلى القواعد التي يتبعها الإنسان ظاهريًا، أو ما إذا كان يعيش حياة بسيطة ومتواضعة ظاهريًا. ما يريد الله أن يراه هو الطريق الذي تسلكه، والمبادئ التي تلتزم بها في كل أمر تواجهه، وما إذا كنت تلتزم بمبادئ الحق في التعامل مع المشكلات. إذا لم تلتزم بمبادئ الحق، فبغض النظر عن مدى التزامك بتلك الشروط والقواعد الثابتة، فلن يجدي ذلك نفعًا. بل سيشير ذلك فقط إلى أنك شخص يعيش في إطار المفاهيم والتصورات، شخص يعيش في إطار رغبات جميلة وذاتية تمامًا، لا علاقة له على الإطلاق بعمل الله، ولا علاقة له بأي من الطرق التي يؤدي بها الله عمله لخلاص الناس - شخص بعيد كل البعد عن عمل الله. لذا، إذا أردت أن تربح شيئًا من عمل الله، يجب أن تعمل بجد على الحق أولًا، ويجب ألا تعمل مطلقًا على مفاهيمك وتصوراتك أو تبذل أي جهد فيها - فهذا لا فائدة منه. يسألني بعض الناس: "هل تعتقد أنني أبدو أكثر لياقة ولباقة بشعر طويل أم بشعر قصير؟" أرد عليهم بسؤال، "هل تحب أن يكون شعرك طويلًا أم قصيرًا؟" فيقول، "أحب أن يكون شعري طويلًا. لكنني أعتقد أن الشعر الطويل ليس لائقا ولبقًا، وأن الله لا يحبه". فأرد، "متى قال الله ذلك؟ هل لهذا علاقة بالحق؟" وهناك آخرون يسألونني: "هل يمكنني تناول الوجبات الخفيفة؟" وأجيبهم، "هل تناول الوجبات الخفيفة حاجة إنسانية طبيعية؟ هل يشترط الله على الناس ألا يتناولوها؟ هل يدين الله ذلك؟" فيقولون، "أعتقد أن الله يدين ذلك، لأن تناول الوجبات الخفيفة فسق". ما معنى "فسق"؟ إذا كنت تعتقد أن تناول الوجبات الخفيفة فسق، ألا يعني عدم تناولها أنك لست فاسقًا؟ ألا يعني عدم تناول الوجبات الخفيفة أنك تفهم الحق وتمارسه؟ يمكنك أن تفهم الأمر عندما أطرحه بهذه الطريقة، أليس كذلك؟ (بلى). المفاهيم والتصورات ليست هي الحق ولا علاقة لها بالحق. إذا كنت ذكيًا، فينبغي أن تسرع لفحص المفاهيم والتصورات التي لا تزال لديك، وأي من ممارسات وأفكار ووجهات نظر الفريسيين لا تزال لديك، وتخلَّ عنها على الفور. الغرض من التخلي عن هذه الأشياء ليس أن تصبح فاسقًا ومنغمسًا في ملذاتك، بل أن تأتي أمام الله لطلب مبادئ الحق، وتصل إلى اكتساب الحق كحياتك. لا يريد الله أن يراك متسولًا وتعيش حياة الزاهدين. يقول بعض الناس، "لا يحب الله أن يكون الناس متسولين، فهل هذا يعني أنه يُحب أن يكونوا أثرياء؟" لا يحب الله أن يكون الناس أثرياء أيضًا. يقول بعض الناس، "أن يكون الله يحب أن يتحمل الناس مشاق جسدية لهو مفهوم بشري وتصور. إذًا، إذا كان الله لا يحب أن يتحمل الناس مشاق، فهل هذا يعني أنه يحب أن يعيشوا في راحة؟" خطأ، هذا أيضًا مفهومك وتصورك. إذًا، ما الطريقة الصحيحة للتصرف؟ (يحب الله أن يكون الناس قادرين على المثول أمامه وطلب مبادئ الحق، بغض النظر عما يحل بهم). لا يمكن نسيان مبادئ الحق في أي وقت. يقول بعض الناس، "يحب الله أن يتخذ الناس قرارات أمامه وأن يمتلكوا العزم على تحمل المشقة". ويقول آخرون، "لا يحب الله الناس الذين لا يرغبون في تحمل المشقة". هل من الصواب أم الخطأ قول هذه الأشياء؟ أي من هاتين العبارتين صائبة وأيهما خاطئة؟ (كلاهما خاطئة). بعض الناس يتحملون دائمًا المشقة من أجل مكانتهم الخاصة، وشهرتهم، ومكاسبهم - لديهم عزم قوي على تحمُّل المشقة. هل ترضي هذه المظاهر الله؟ (كلا). بعض الناس لا يرغبون في تحمل المشقة عندما يتعلق الأمر بالأمور الشخصية، لكنهم على استعداد لتحمل المشقة من أجل القيام بواجبهم ومن أجل الحق، وعلى استعداد لتحمل القليل من المشقة من أجل التصرف وفقًا لمبادئ الحق. أي من هذه المظاهر أفضل؟ (تحمل المشقة من أجل مبادئ الحق). ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الأشياء؟ أنه من الصواب التصرف وفقًا لمبادئ الحق وممارسة الحق. سواء كان ذلك فيما يتعلق بأمور القيام بواجب المرء، أو بأمور في حياة المرء الشخصية الخاصة، فإن تحمل المرء للمشقة أو عدم تحمله لها ليس معيارًا أو مبدأً. ما هي المبادئ؟ المبادئ هي متطلبات الله، وكلمات الله، والحق. إذا مارست وفقًا لمبادئ الحق، فحتى إذا لم تتحمل مشقة في القيام بذلك، فإن ما تفعله صائب، والله يستحسنه؛ وإذا لم تتصرف وفقًا لمبادئ الحق، فحتى إذا تحملت مشقة كبيرة أو اختبرت إذلالًا كبيرًا أثناء العملية، فإن ذلك يكون بلا جدوى، والله لا يستحسن تصرفاتك. يبدو الأمر تمامًا مثلما يسمع بعض الناس أمرًا من ضد للمسيح ثم ينفذون ما يُطلب منهم، وينفّذون العمل وفقًا لتفضيلات ضد المسيح، ويكثرون من التحدث والتحمل، ويبقون أنفسهم مشغولين للغاية، لدرجة أن أجسادهم تصبح منحنية ومتهالكة من الإرهاق البدني. هل يستحسن الله هذا؟ هل سيتذكره الله؟ (الله لا يستحسنه، ولن يتذكره). إذًا ما هو موقف الله؟ (يبغض الله مثل هؤلاء الناس). ماذا قال الله؟ "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" هذا هو موقف الله، أليس كذلك؟ (بلى). مهما كانت المشاق التي تحملتها أو الثمن الذي دفعته، على الرغم من أنك تستخدم هذه الأشياء للتفاخر بمساهماتك، إلا أن الله لا ينظر إلى هذه الأشياء. لا ينظر الله إلا إلى ما إذا كنت قد قمت بهذه الأشياء وفقًا لمبادئ الحق وما إذا كنت تتبع كلمات الله - إنه يستخدم هذا المبدأ ليقيّمك. إذا لم تتبع كلمات الله، بل تصرفت بدلًا من ذلك وفقًا لأفكارك الخاصة، فمهما كانت المشقة التي تحملتها أو الثمن الذي دفعته، فسيكون كل ذلك بلا جدوى. لا يقتصر الأمر على أن الله لن يتذكر ذلك، بل إنه سيدينه أيضًا. هذا من شأنه أن يجلب عليك هلاكك، أليس كذلك؟ (بلى). سيتم استبعاد مثل هؤلاء الأشخاص في النهاية - هم يستحقون ذلك، أليس كذلك؟ (بلى). لقد تكلم الله بآلاف وآلاف الكلمات وأخبرك بمبادئ الحق، لكنك لا تصغي فحسب. لديك دائمًا أفكارك الخاصة، وتمني نفسك أن تحل مفاهيمك وتصوراتك محل الحق، وبذلك تنال استحسان الله، وتدخل الملكوت، وتكون مباركًا ومُكافأً. أليس هذا ابتغاء للموت؟ أليس هؤلاء الناس من نفس نوع بولس؟ (بلى). لذلك، إذا أراد الناس التخلي عن الحواجز بينهم وبين الله وعن عداوتهم تجاه الله، فينبغي أن يكون لديهم فهم دقيق لعمل الله. لا ينبغي لهم التكهن بشأن الله، أو تقييم عمله، أو تقييم سلوكهم الخاص وممارساتهم بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم، ثم التعامل مع كل شيء بناءً على هذه المفاهيم والتصورات. ستكون النتيجة النهائية لهذا النهج هي أن يذهب كل شيء سدى، وفي الحالات الخطيرة، سيعرقلون عمل الكنيسة ويزعجونه، ويسيئون إلى شخصية الله، ويُعاقبون. لذلك، عند التعامل مع عمل الله، ينبغي على الناس التخلي عن مختلف مفاهيمهم وتصوراتهم عن الله. أي ينبغي عليهم فحص مفاهيمهم وتصوراتهم وتشريحها ثم التخلي عنها، والسعي إلى طلب مقاصد الله والحق، واستخدام مبادئ الحق لتحل محل مفاهيمهم وتصوراتهم ومبادئهم الخاطئة وممارساتهم. بهذه الطريقة فقط يمكنك أن تنطلق على طريق الخلاص. وإلا، فمن المستحيل أن تُخلّص، هذا محال! هذا نوع من المفاهيم والتصورات التي لدى الناس عن عمل الله. لننهي شركتنا هنا.

لدى الناس نوع آخر من المفاهيم والتصورات عن عمل الله، وهو أنه في حياتهم اليومية، عندما يكونون ضعفاء، أو عندما تنشأ فيهم أنواع مختلفة من التمرد على الله، أو عندما يفعلون أشياء متمردة على الله ومعارضة له، فإنهم يعتقدون في مفاهيمهم وتصوراتهم أنهم ينبغي أن يُؤدّبوا، أو يُوبّخوا، أو حتى يعاقبوا أو يلعنوا وما إلى ذلك. على سبيل المثال، يقول الناس أحيانًا أشياء خاطئة أو يكشفون عن بعض المفاهيم، أو يضمرون آراء معينة وبعض التحدي تجاه شيء ما، وبعد فترة، يفكرون، "لقد كشفت عن هذا التمرد والخيانة، فلماذا لم أُعاقب على ذلك؟ لا توجد بثور على لساني، ولا أرى كوابيس في الليل، ولا أشعر باضطراب في قلبي. لماذا هذا؟ لماذا لا أشعر بعمل الروح القدس؟" هم يعتقدون في مفاهيمهم وتصوراتهم أنه بما أن الله قد جاء ليخلّصهم، وبما أن عمل الله يجب ألا يقتصر على إرضاخهم فحسب، بل يجب أن يحوّلهم ويطهّرهم، ويغيّر كل أنواع الأفكار ووجهات النظر التي يضمرونها والتي لا تتوافق مع الحق، ثم إذا كانت توجد في أفكارهم بعض الأشياء التي لا تتوافق مع الحق، أو أشياء دنيئة، أو قذرة، أو خبيثة، فينبغي أن يُؤدّبوا أو يؤنّبوا أو حتى يُعاقبوا عليها، ويفكرون "كيف يمكن للناس أن يتغيروا وكيف يمكن أن يُقدَّسوا إذا لم يُؤدَّبوا بشكل متكرر؟" ما هي مفاهيم الناس وتصوراتهم هنا؟ أي أنه ينبغي أن يتم تأديبهم باستمرار، ولومهم، وتأنيبهم، ومعاقبتهم، وحتى توبيخهم وإدانتهم، وأنه حينئذ فقط يمكنهم تحقيق تغيير في الشخصية. لكن في الحياة اليومية، عندما يكشف الناس عن دنائتهم، وخبثهم، وفسادهم، فإنهم يفعلون ذلك بشكل طبيعي جدًا، ويمكنهم الشعور بذلك، بل إنهم يشعرون بالطمأنينة للعيش بهذه الطريقة ولا يشعرون بأنهم يتعرضون للتأديب أو العقاب، ويجدون أن هذا أمر غير طبيعي. يعتقد الناس أنه إذا كشفوا عن فساد، ينبغي أن يشعروا على الأقل باللوم، أو يمرضوا، أو يصابوا ببثور في أفواههم، أو يختنقوا أو يعضوا ألسنتهم عند الأكل، وأنهم ينبغي أن تحمّر عيونهم وتنتفخ إذا شاهدوا شيئًا لا ينبغي أن يشاهدوه. أخبروني، هل يفعل الله هذه الأشياء؟ (كلا). ألا يفعلها على الإطلاق؟ (عندما لا يفهم الناس الحق، قد يؤدبهم الله ويلومهم قليلًا وفقًا لقامتهم، حتى يتأملوا في أنفسهم ويدخلوا إلى الحق. ومع ذلك، عندما يفهم الناس الحق ويعرفون بوضوح في قلوبهم أن ما فعلوه خطأ، فإن الله لن يؤدبهم بالتأكيد في هذه الحالة، لأنه يأمل أن يتمكنوا من طلب الحق، واستخدام كلماته والحق لتقييم تصرفاتهم وسلوكهم). لقد عُقدت شركة جيدة حقًا حول هذا الأمر. يعتقد الناس في مفاهيمهم وتصوراتهم أنه كلما كشفوا عن فسادٍ وتمردٍ، ينبغي أن يؤدّبهم الله، وعلى وجه الخصوص، عندما يرتكب الأشرار الشر، ينبغي أن ينزل بهم عقاب الله على الفور، حتى يُعاقب الأشرار بالتأكيد. لكن في الحياة الواقعية، نادرًا ما يرون هذه العقوبات تحدث. من ناحية، عندما يكشف الناس عن أنواع مختلفة من الفساد والتمرد، لا يتم تأديبهم أو تأنيبهم، ومن ناحية أخرى، عندما يرتكب الأشرار الشر، لا يتم معاقبتهم. وهذا ينشئ مفاهيم معينة عن عمل الله في أعماق قلوب الناس، بل إن بعض الناس يفقدون إيمانهم، ويقيّمون عمل الله بناءً على هذه الأمور الظاهرية، ويصدرون أحكامًا على عمله. هذه هي مفاهيم الناس وتصوراتهم، أليس كذلك؟ عندما يكشف الناس عن فساد وتمرد، هل يجب على الله أن يؤدّبهم أو يوبّخهم ويدينهم؟ (كلا). يقول بعض الناس، "عندما يخلّص الله الناس، يجب أن يخلّصهم تمامًا. ما الغرض من عمل الله؟ أليس لتطهير الناس؟ لذا، عندما يكشف الناس عن فساد وتمرد، ينبغي على الله أن يؤدّبهم ويؤنّبهم - فهذا هو التحلى بالمسؤولية تجاههم. وبغير ذلك، فإنه لا يهتم بالناس ولا يحبهم حقًا ولا يرحمهم". ألا يفكر الناس بهذه الطريقة؟ (بلى). ما الحقائق التي ينبغي فهمها هنا؟ هل التأديب، والتأنيب، والعقاب عمليات أساسية لكي يفهم الناس الحق ويدخلوا إلى واقع الحق؟ هل هي وسائل ضرورية وطرق لكي يخلّص الله الناس ويحوّلهم؟ بعض الناس لا يستطيعون فهم ذلك ويفكرون، "إذا كان الله موجودًا حقًا ويقوم بعمله لكي يخلّص الناس، فلماذا لا يؤدّب الناس عندما يكشفون عن فسادهم أو يتمردون عليه؟ لماذا لا يعاقب الله الأشرار على فعلهم الشر؟" عندما لا يؤدّب الله الناس، أو عندما لا يُعاقب الأشرار على فعلهم الشر، ألا يتسبب ذلك في تشكيك بعض الناس في وجود الله ونتائج عمله؟ إذا كان التأديب والعقاب المتكرران يمكنا أن يحلا محل طلب الناس للحق أو يمكّناهم من الدخول إلى واقع الحق، فإن التأديب والعقاب سيكونان الطريقة الرئيسية التي يعمل بها الله لتخليص الناس، والوسيلة الضرورية للقيام بذلك. ولكن بالنظر إلى مستوى فساد الناس الحالي، هل يمكن أن تتحول طبيعتهم الشيطانية على الفور من خلال تأديب الله وعقابه؟ هل يمكن أن يتوب الناس على الفور توبة حقيقية؟ هل يمكنهم الدخول على الفور إلى واقع الحق؟ (كلا، لا يمكنهم ذلك). سيكون ذلك فوق مستوى قدراتهم. لذا، في هذه المرحلة من عمل الله، في الوقت نفسه الذي يعبّر فيه الله عن الحقائق ليمنح الناس الحياة، فإنه - باستثناء عمل الروح القدس في تنوير الناس وإرشادهم - لا يفعل أي شيء خارق للطبيعة، ونادرًا ما يفعل أشياء مثل تأنيب الناس، أو تأديبهم، أو معاقبتهم. إن تأنيب الناس، وتأديبهم، ومعاقبتهم ليس جزءًا سائدًا في عمل الله، لكنه لا يزال يفعل هذه الأشياء. أي أنه في حالة أشخاص خاصين معينين أو أمور خاصة، أو في بيئات خاصة معينة، فإن الله سوف يقوم بعمل تأديب الناس، أو تأنيبهم، أو معاقبتهم من أجل تحقيق نتائج خاصة معينة أو لأسباب خاصة معينة. لكن بشكل عام، في هذه المرحلة من عمله، الطريقة السائدة التي يعمل بها هي التحدث والتعبير عن الحق لتوفير ما يحتاجه الناس في طريقهم للسعي إلى الحق، والغرض من ذلك هو تمكينهم من فهم مبادئ الحق والدخول إلى واقع الحق. الآن بعد أن عبر الله عن عدد كبير من الحقائق، نادرًا ما يقوم بعمل التأديب، والتأنيب، وحتى العقاب الذي كان يقوم به في الماضي. لذا، ما يجب على الناس التركيز عليه أكثر هو مبادئ الحق المختلفة التي ينبغي عليهم تطبيقها عند مواجهة أمور في الحياة اليومية بدلًا من التركيز على ما إذا كان الله يؤدبهم، أو يعرقلهم، أو يجعل الأمور تسير بسلاسة بالنسبة لهم في أمر معين، وما إلى ذلك من طرق وممارسات. بما أن الله نادرًا ما يستخدم أساليب مثل التأديب، والتأنيب، والمعاقبة، فهذا لا يعني أنه لا يستخدمها أبدًا، بل إنه نادرًا ما يستخدمها. ماذا أعني بـ "نادرًا ما يستخدمها"؟ أحيانًا في بعض الظروف الخاصة، يستخدم أساليب التأديب، أو التأنيب، أو المعاقبة - بطريقة خفيفة أو تمثيلية ورمزية - للقيام ببعض العمل الذي يساعد الناس على فهم الحق وممارسة مبادئ الحق. أي أنه يستخدم هذه الطرق لمساعدة الناس على الدخول إلى مبادئ الحق، ولكن هذا كل شيء. فلماذا إذن لا يستخدم الله هذه الأساليب كثيرًا في عمله؟ لماذا لا تسود هذه الطرق على عمله؟ من ناحية، ذلك لأن الله في هذه المرحلة من عمله قد أخبر الناس بالفعل بالحقائق المختلفة التي ينبغي أن يفهموها، وقدمها لهم، وقد سمعوا هذه الحقائق بالفعل، وأدركوها وعرفوها في نطاق استيعابهم. هذا أحد الأسباب. والسبب الآخر يتعلق بالعوامل الذاتية للناس. لدى الناس ضمير الإنسانية الطبيعية، وتحت تأثير هذا الضمير، سوف يقيمون ما إذا كانت الشخصيات الفاسدة التي يكشفون عنها، أو أفعالهم الخاصة، وأفكارهم، ووجهات نظرهم، إيجابية أم سلبية. يوجد داخل الناس، على الأقل، معيار الضمير الذي يقيمون به كل هذا. إذا استخدمت ضميرك لتقييم شيء معين وقررت أنه إيجابي، فينبغي عليك المضي قدمًا والقيام به، ولا داعي لأن تؤنب نفسك إذا كنت بطيئًا قليلًا أو متأخرًا في القيام به. إذا استخدمت ضميرك لتقييم هذا الشيء وقررت أنه سلبي ولا ينبغي القيام به، فينبغي عليك كبح جماح نفسك وعدم قوله أو فعله. ومع ذلك، إذا لم تكن لديك مشاعر يحرّكها ضميرك وعقلك، فأنت لست إنسانًا. إذا لم يكن لديك حتى ضمير وعقل، فلن تتمكن بأي حال ٍمن الأحوال من تقييم ما إذا كان شيء ما صحيحًا أم خاطئًا، إيجابيًا أم سلبيًا، وبالتالي لن يكون من المجدي أن يؤدّبك الله ويعاقبك. بعبارة أخرى، الله لا يعمل على أولئك الذين لا يخضعون لتأثيرات الضمير، ولا يخلّص مثل هؤلاء الناس. ماذا يعني "عدم تخليصهم"؟ هو لا يريد حتى تأديبهم؛ هو لا يؤدّبهم ولا يؤنّبهم. ثمة من يسألون، "إذا ارتكب شخص ما شرًا، فهل سيعاقبه الله؟" لن يُعاقبه الله مباشرة، لأن لدى الكنيسة مراسيم إدارية. إذا كان شخصًا شريرًا يسبب اضطرابًا أو عرقلة، فإن إخراجه أو طرده سيكون نهاية الأمر. حتى إذا لم يلب شروط الإخراج أو الطرد، فسوف يُرسل إلى المجموعة ب. إذا بدّد شخص ما تقدمات الله، فهذا أمر أكثر خطورة، ويجب عليه أن يرد ما يجب عليه رده، وبعد ذلك يجب معاملته بشكل مناسب. هذا هو مبدأ عمل الله والمبدأ الذي يعامل به الناس. الأمر بسيط، أليس كذلك؟ (بلى، إنه كذلك). هل تعتقد أن اختيار الله لك يعني أنه يجب أن يجعلك كاملًا، ولن يتوقف حتى يفعل ذلك؟ هذا هو الحال فقط بالنسبة لأولئك الذين لديهم ضمير وعقل، والذين يسعون إلى الحق - هذا هو الحال فقط بالنسبة لأولئك الذين يمكن أن يُخلَّصوا. أما أولئك الذين ليس لديهم حتى وعي الضمير، فلا يحتاجون سوى إلى معاملتهم وفقًا للمراسيم الإدارية للكنيسة والتعامل معهم وفقًا لها - فالله لن يؤدّبهم. ما الفائدة من تأديبهم؟ إن تأديب الأشخاص الذين يفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية والضمير يعادل محاولة إجبار سمكة على العيش على اليابسة، أو خنزير على الطيران، وهو مثل إلقاء اللؤلؤ أمام الخنازير وإلقاء الأشياء المقدسة على النجس ليأكلها - والله بالتأكيد لا يفعل ذلك. لذلك، في هذه المسألة، لا ينبغي للناس أن يفكروا، "لقد اختارني الله، أنا أحد خراف الله، وحتى إذا ارتكبت أخطاء وفعلت الشر، فإن الله لن يتخلى عني". هذه العبارة لا أساس لها من الصحة – من الصعب القول ما إذا كنت خروفًا أم ذئبًا. كيف تقيّم ما إذا كنت أحد خراف الله؟ يعتمد ذلك على ما إذا كنت مدركًا لذلك وما إذا كان ضميرك يشعر باللوم والتأنيب عندما تفعل شيئًا يتعارض مع الإنسانية والضمير. إذا شعرت بالتأنيب، فسوف تغير نفسك، وحتى إذا لم تفهم الحق، فستكون قادرًا على التصرف وفقًا لمعيار الضمير. ستكون على الأقل قادرًا على التصرف وفقًا للإنسانية الطبيعية. إذا كانت لديك هذه المظاهر، فأنت إذًا أحد خراف الله. إذا واجهت شيئًا يتعارض مع ضمير الإنسانية الطبيعية وينتهك العدالة الأخلاقية، ولم تشعر بأدنى إحساس بالعدالة، ولم تشعر بالاشمئزاز أو الكراهية تجاه الشر الذي ارتكبته، أو تجاه الاضطراب الذي تسبب فيه الأشرار، ولم تشعر بتأنيب ضميرك على الإطلاق، فأنت لست أحد خراف الله، بل أنت ذئب، أنت وحش، أنت إبليس. هذا هو المعيار الذي يتم من خلاله تقييم ما إذا كنت أحد خراف الله أم ذئبًا. إذا لم تكن أحد خراف الله، ومع ذلك لا تزال تقيّم عمل الله باستمرار باستخدام أفكار، ومفاهيم، وتصورات مثل: "لقد كشفت عن فساد وتمرد، لكن الله لم يؤدبني؛ ينبغي على الله أن يؤدبني"، فأنت غبي. أنت لست أحد خراف الله على الإطلاق، والله ليس لديه أي نية لتخليصك، فهل أنت مؤهل لتقييم عمل الله والحكم عليه؟ إذا لم يكن هذا غباءً، فماذا يكون؟ يمكنك تقييم هذا الأمر، أليس كذلك؟ (أستطيع ذلك الآن).

ما هو المعيار لامتلاك ضمير؟ كيف ينبغي أن تقيّم ما إذا كان الشخص لديه ضمير أم لا؟ (يعتمد ذلك على ما إذا كان لديه حس بالعدالة في قلبه عندما يرى أشخاصًا أشرارًا يفعلون الشر أو يرى أشياء تضر بمصالح بيت الله، وما إذا كان قادرًا على كره هذه الأشياء. إذا لم يكن لديه أي وعي في قلبه، فإنه ليس لديه ضمير. كذلك، إذا كان شخص ما ليس لديه وعي في قلبه بالشر الذي ارتكبه، أو بالأشياء التي فعلها والتي تنتهك المبادئ بوضوح، فإن مثل هؤلاء الأشخاص أيضًا ليس لديهم ضمير). إذا لم يكن لديك ضمير، فأنت لست إنسانًا. في هذه الحالة، هل سيخلّصك الله رغم ذلك؟ إذا كان الله لن يخلّصك، فهل سيؤدّبك رغم ذلك؟ التأديب والتأنيب هما الجزء الأصغر من عمل الله. عندما أقول "الأصغر"، أعني أن الله لا يستخدم هذين الأسلوبين إلا بشكل محدود، لكنهما لا يزالان جزءًا من عمل الله. إذا لم يكن لديك ضمير أو عقل، فهل هناك فائدة من تأديب الله لك؟ إذا لم يكن لديك حس بالعدالة، ولا تشعر بأي شيء تجاه كل ما هو خبيث، وكل ما يتعارض مع الحق، وكل ما يتعارض مع العدالة الأخلاقية، وحتى ما يتعارض مع ضميرك، ولا تكره مثل هذه الأشياء، وإذا كنت لا تستطيع الوقوف في صف الله للدفاع عن مصالح بيت الله، ولا تستطيع التصدّي وقول شيء واحد دفاعًا عن عمل الكنيسة – ولا حتى عبارة واحدة منصفة – إذًا فأنت لست إنسانًا. أنت لست إنسانًا، ومع ذلك تبالغ في الأمل بأن يؤدّبك الله. أنت حقًا ترفع من شأن نفسك ولا تعتبر نفسك غريبًا! يقول البعض، "إذا كان شخص ما ليس من خراف الله بل ذئبًا، إذًا فلن يؤدّبه الله. فإذا كان من خراف الله، فهل سيؤدّبه الله؟" في ظروف خاصة، سيؤدّبك الله أحيانًا ويتحمل مسؤوليتك، حتى إن كنت خدرًا وغير واعٍ، فسيحثّك الله، ويؤدّبك، ويوبّخك. يتم عمل الله بالقدر المناسب ويترك الأمر عند ذلك الحد. لماذا يعمل الله بهذه الطريقة؟ لأنك إذا كان لديك ضمير، إذًا عندما يوبخك الله بهذه الطريقة، سرعان ما سيكون لضميرك وعي، وستلوم نفسك وتشعر بالامتنان لله؛ ستشعر بأنك نادم، وحزين، وبائس، وستكون قادرًا على تغيير مسارك، وفي النهاية ستطلب مبادئ الحق وتمارس وفقًا للحق - هذه هي النتيجة التي يريدها الله. إذا كان لديك ضمير حساس وتفهم العديد من الحقائق، وحتى إذا لم يؤدّبك الله، أو يؤنّبك، أو يحثّك، فأنت لا تزال قادرًا على إدراك المشكلة، ولا يزال لدى ضميرك وعي، ويشعر بالتوبيخ والتأنيب، فهذا حتى أفضل، ولا حاجة إلى تأديب الله. حتى لو لم يؤدبك الله، فإن ضميرك حساس للغاية ويشعر بالتأنيب، وتشعر بالندم والحزن والامتنان لله، وأنك أخطأت في حقه، وخذلته، وتركته غير راضٍ، وأنك قادر على طلب مبادئ الحق بشكل استباقي والتصرف وفقًا لمتطلبات الله. هذا هو التأثير الذي يحدثه ضمير الإنسانية الطبيعية على الناس، وهو أيضًا التأثير الذي ينبغي أن يحدثه على الناس. لذلك، فإن كون الشخص من خراف الله أم لا، وكونه يمكن أن يُخلّص أم لا، يعتمد على ما إذا كان لديه إنسانية طبيعية وضمير. هذا أمر حاسم ومهم. إذا قلت إنك تفهم الكثير من الحقائق، فعندما تكون أنت نفسك متمردًا، أو تصادف أشخاصًا أشرارًا يفعلون الشر، هل تُحدث الحقائق التي تفهمها تأثيرًا؟ هل لها تأثير في الإشراف عليك، وتنويرك، وجعل ضميرك يشعر بالتوبيخ ويبدأ في العمل؟ إذا لم تكن لديك وعي بالضمير، فأنت تفتقر إلى الضمير والإنسانية الطبيعية، وما تفهمه هو تعليم وليس الحق. إذا كنت لا تفهم سوى التعليم، فلن تتمكن من تطبيق الحق، ولن تكون من بين أولئك الذين سيُخلّصون. أنت تفهم هذا، أليس كذلك؟ (بلى). لذلك، في عمل الله، عندما يتعلق الأمر ببعض الطرق الأساسية التي يعمل بها الله، لا ينبغي للناس أن يحصروها في حدود بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. بغض النظر عما إذا كنت قد تعرضت للتأديب، والتأنيب، والعقاب من الله، أو لم تتعرض أبدًا للتأديب، والتأنيب، والعقاب، فهذا ليس مؤشرًا على عدد مبادئ الحق التي فهمتها، ولا يشير إلى أنك شخص اختاره الله. قد تكون آمنت بالله لسنوات عديدة وتعرضت للتأديب والتوبيخ مرات لا حصر لها، لكنك لم تتصرف أبدًا وفقًا لمبادئ الحق - في هذه الحالة، عندما لا تُخلّص في النهاية، سيكون ذلك خطأك أنت وحدك وستكون قد نلت ما تستحقه تمامًا. قد يكون الأمر أيضًا أنك نادرًا ما تعرضت للتأديب والعقاب في إيمانك بالله، ولكن بسبب ضميرك، فإنك غالبًا ما تشعر بالتأنيب والتوبيخ، وعندما ترتكب ذنوبًا تشعر بالندم وتغيّر مسارك، وتكون قادرًا على طلب مبادئ الحق، وممارسة الحق، والتصرف وفقًا لمبادئ الحق - في هذه الحالة، أنت أحد أولئك الذين سيُخلّصون. هل فهمت؟ (نعم). لقد ذكرت حالتين. ما هما بالتحديد؟ (إحدى الحالتين هي عندما يكون الناس قد تعرضوا للكثير من التأديب والعقاب، ولكنهم في النهاية لا يزالون غير قادرين على التصرف وفقًا لمبادئ الحق ولم يكتسبوا الحق، وبالتالي فهم ليسوا مُخلَّصين، وهذا كله من صنع أيديهم. ثمة حالة أخرى وهي عندما يكون بعض الناس قادرين على استخدام ضميرهم لكبح جماح أنفسهم دون الحاجة إلى أن يؤدّبهم الله أو يؤنّبهم كثيرًا، وكلما انتهكوا المبادئ أو أظهروا تمردًا يشعرون بتأنيب ضميرهم، ويمكنهم طلب الحق بشكل استباقي والتصرف وفقًا لمبادئ الحق، وعلى الأقل يمكنهم القيام ببعض الأشياء الإيجابية، ولذا فهم من بين الذين سيُخلّصون. تحدث الله للتو عن هاتين الحالتين). إن معيار تقييم هذين النوعين من الناس هو ما إذا كانوا قادرين على التصرف وفقًا لمبادئ الحق أم لا. بعض الناس غير قادرين على التصرف وفقًا لمبادئ الحق، وبغض النظر عن مقدار التعاليم التي يفهمونها أو مقدار تأديبهم ومعاقبتهم، فهم ليسوا مستهدفين بالخلاص. في حين أن بعض الأشخاص الآخرين نادرًا ما يؤدّبهم الله، أو يعاقبهم، أو يؤنّبهم، أو يوبّخهم، لكنهم غالبًا ما يكونون قادرين على التأمل في أنفسهم، وكلما تصرّفوا بشكل ينتهك المبادئ أو كشفوا عن تمردهم، يشعرون بتأنيب ضميرهم وتوبيخه، وبعد ذلك يشعرون بالندم ويمكنهم الممارسة بشكل استباقي وفقًا لمبادئ الحق. على الرغم من أن الله نادرًا ما يؤدّبهم أو يؤنّبهم، إلا أن الناس من هذا النوع هم مع ذلك مستهدفون بالخلاص. التأديب والعقاب اللذان أشير إليهما هنا لا علاقة لهما بدينونة الله وتوبيخ كلماته، إنهما ببساطة ما يظنه الناس أنه تأديب وعقاب في مفاهيمهم وتصوراتهم، فهم يعتقدون في مفاهيمهم وتصوراتهم أنه إذا تعرضوا للتأديب والعقاب بشكل متكرر، فهذا يعني أن لديهم شهادة تجريبية، وأنهم أشخاص روحيون. كثيرًا ما يربط الناس التأديب والعقاب بعمل الروح القدس، ويعتقدون أنهما مرتبطان بجريان الروح القدس. بعض الناس كثيرًا ما يقولون، "لم أقم بواجبي جيدًا، وقد هُذِّبت مرة أخرى. الآن لدي بثور في فمي وأصبت بالمرض - هذا تأديب من الله لي". غالبًا ما يعقد الكثير من الناس شركات حول هذه الاختبارات، لكن ينبغي أن تنظر إلى مظاهرهم عندما تحل بهم المشكلات - لترى ما إذا كانوا يشعرون بتأنيب ضميرهم عندما يفعلون شيئًا خاطئًا، وما إذا كانوا قادرين على أن يهبوا ويتمسكوا بمبادئ الحق ويدافعوا عن مصالح بيت الله عندما يواجهون أشرارًا يفعلون الشر أو عندما يواجهون أشياء خبيثة. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن هؤلاء الناس ليس لديهم ضمير وهم ليسوا بشرًا! هم يقولون كلمات رنانة، ويتحدثون ببراعة عن العديد من الشهادات التجريبية التي يمتلكونها - كأن الله قد أبدى لهم الكثير من النعمة، وقام بالكثير من العمل عليهم، وتكلم معهم بكلمات كثيرة، وهذا يوحي بأنهم قد نالوا الخلاص بالفعل. ومع ذلك، كلما واجهوا مشكلات تتعلق بالمبادئ في حياتهم اليومية، لا يتمسكون أبدًا بمبادئ الحق، ويتراجعون منكمشين على أنفسهم دائمًا مثل السلحفاة التي تختبئ في قوقعتها وتتجنب المشكلة. وفي كل مرة يُطلب منهم التحدث والتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، يمتنعون عن ذلك، ويتظاهرون بالغباء، ويبقون صامتين. هم لا يتمسكون بمبادئ الحق على الإطلاق، ولا يمارسون الحق. ما نوع هؤلاء الأشخاص؟ هم منافقون. عندما يروون الآخرين ويساعدونهم، يتحدثون عن النظريات الروحية بطريقة منهجية جداً ومنطقية، ويستمرون لساعات في كل مرة، مما يدفع بعض الناس إلى البكاء، ومع ذلك لا يمارسون الحق في تصرفاتهم أبدًا - هؤلاء هم الفريسيون. بغض النظر عن عدد الاختبارات الروحية الزائفة والتعاليم الروحية الزائفة التي يتحدثون عنها، أو مهما كان عدد الكلمات الجوفاء والمبالغ فيها التي يقولونها، فإن ضميرهم لا يوبخهم؛ وعندما يتعلق الأمر بأي قضايا جوهرية تتعلق بالصواب والخطأ أو مسائل مبدئية، فإنهم لا يقفون في صف الحق ولا يتمسكون بمبادئ الحق، ولا يوبخهم ضميرهم على الإطلاق، ولكن بعد ذلك يظلون بإمكانهم التباهي بلا خجل بكيفية دفاعهم عن مصالح بيت الله، ويظل بإمكانهم إلقاء العديد من التعاليم الرنانة - وهذا هو النفاق والافتقار إلى وعي الضمير. هم يفشلون في ممارسة الحق مرات عديدة، وينتهكون الحق مرات عديدة، ويخدعون الناس ويضللونهم مرات عديدة، ومع ذلك، فإن ضميرهم لا يوبخهم على الإطلاق، ولا يزالون قادرين على التباهي بأنفسهم بوقاحة - وهذا هو انعدام الإنسانية! هم يتبخترون ويتظاهرون بهذه الطريقة في كل مكان، ولا يشعرون حتى بالحرج؛ هم لا يمارسون الحق، ومع ذلك ما زالوا يتفاخرون بأنهم أشخاص روحيون، وأنهم أشخاص خلّصهم الله وجعلهم كاملين، وهم من يحبون الله أكثر من أي شخص آخر - هذا هو الافتقار إلى الوعي بالضمير، وهؤلاء ليسوا أشخاصًا خلّصهم الله. هل يمكن أن يفتقر أولئك الذين خلّصهم الله إلى الإنسانية الطبيعية والوعي بالضمير؟ يشعر بعض الناس أنهم لا يحبون الحق كثيرًا، وكلما واجهوا مشكلات تتعلق بمبادئ الحق، أو قضايا جوهرية تتعلق بالصواب والخطأ، يصبحون مُرضين للناس، ويحاولون تدبر أمورهم، ولا يكونون قادرين أبدًا على التمسك بمبادئ الحق، ولذلك يشعرون بالتوبيخ في قلوبهم، وكثيرًا ما يصلّون أمام الله ويشعرون بالامتنان له. على الرغم من أنهم غالبًا ما يكونون ضعفاء وغير قادرين على اختراق هذا الحاجز، إلا أنهم يعلمون في قلوبهم أنهم لم يتمسكوا بالحق أو العدالة، وأنهم لم يتمسكوا بشهادتهم لله، وأنهم مجرد مُرضين للناس، لذا يشعرون بالحرج الشديد من القول بأن لديهم أي شهادة. هذا لأنهم لم يتمسكوا بمبادئ الحق وليس لديهم شهادة تجريبية حقيقية، وهم فقراء وعميان ولم يلبوا متطلبات الله؛ هم يعرفون ذلك في قلوبهم، وغالبًا ما تشعر ضمائرهم بالتأنيب بسبب ذلك، ويشعرون بأنهم مدينون لله ويشعرون بالحزن. لا يزال يوجد أمل ومجال لهؤلاء الناس لنيل الخلاص. على النقيض من ذلك، ثمة من يبدون ظاهريًا أنهم يفهمون الحق جيدًا، وأنهم قادرون على سقي الناس، وإعالتهم، ومساعدتهم، ولكن عندما يواجهون مشكلات تتعلق بمبادئ الحق، أو قضايا جوهرية تتعلق بالصواب والخطأ، فإنهم لا يقفون أبدًا في صف الله ولا يتمسكون أبدًا بمبادئ الحق، ومع ذلك يتفاخرون بأنهم أشخاص روحيون، وأشخاص يحبون الله، وأشخاص مخلصون لله. مثل هؤلاء الناس في ورطة كبيرة. هم لا يجرؤون على مواجهة الواقع، ولا يجرؤون على حل المشكلات الحقيقية، ولا يجرؤون على إعلان موقفهم من القضايا الكبرى، ولا يجرؤون على التمسك بمبادئ الحق بطريقة علنية ومباشرة، ومع ذلك، وبعد كل هذا، ما زالوا يتباهون بلا خجل بأنهم أشخاص روحيون، ويقولون إنهم أكثر من يحبون الله، وأكثر من يستطيعون إدراك مقاصد الله. هذا النوع من الناس ليس لديهم أي وعي بالضمير على الإطلاق. هل يمكن لشخص يفتقر إلى الوعي بالضمير أن يتمسك بمبادئ الحق؟ هل يجرؤ على إعلان موقِفه بصراحة والوقوف في صف الله للتعامل مع الأشرار؟ هذا مستحيل؛ من الصعب جدًا على مثل هؤلاء الناس ممارسة الحق.

إذا كان لدى الشخص ضمير الإنسانية الطبيعية، فسوف يقوّم أفكاره، وأقواله، وأفعاله. ماذا تعني كلمة "يقوّم"؟ تعني أنه عندما تنحرف أفكارك وسلوكياتك عن معيار الإنسانية الطبيعية، فإن ضميرك سيحكم بأن التفكير بهذه الطريقة أمر خاطئ وأن فعل ذلك الشيء أمر غير جيد، وبالتالي ستشعر بالخجل والاضطراب والتوبيخ. بعد أن تشعر بهذه المشاعر، ستكون أفكارك وسلوكياتك مقيدة إلى حد ما، وهذه الدرجة من التقييد ستقوّم سلوكك وتمكّنك من تجنب فعل الأشياء التي تنتهك بوضوح مبادئ الحق، والأشياء التي تتعارض مع ضميرك والعدالة الأخلاقية. ولكن إذا لم يكن لديك معيار الضمير، فعندما تفعل أشياء، لن يكون لديك أي معيار لتقويم أفكارك وسلوكياتك وتقييدها، وبالتالي ستصبح جامحًا، وستفعل كل ما يخطر ببالك، وكل ما تريده، وكل ما يعود عليك بالنفع والمصلحة. في ظل هذه الظروف التي لا توجد فيها أي قيود عليك، ستتضخم أفكارك وسلوكياتك بشكل كبير. ماذا يعني "تتضخم بشكل كبير"؟ لن يوجد أي تقويم لها على الإطلاق. سيكون الأمر تمامًا كما هو الحال عندما يخدع غير المؤمنين الناس - فهم يفتقرون إلى الوعي بالضمير، وإذا خدعوك وسلبوا منك ألف دولار، فلن يشعروا بالسوء. وإذا خدعوك إلى درجة أن أسرتك دُمرت، فلن يشعروا بالأسف أيضًا، وحتى لو ركعت على ركبتيك وتوسلت إليهم، فلن يلقوا بك بالًا. هم حقًا أناس أشرار للغاية. لماذا يكون باستطاعتهم أن يرتكبوا مثل هذا الشر؟ لأن ليس لديهم وعي بالضمير، أو التقييد الذي يوفره الضمير، ولذلك يمكنهم أن يكونوا أشرارًا للغاية وأن يصبحوا خطاة آثمين. لذلك، من المهم أن يكون لديك ضمير الإنسانية الطبيعية. إن الناس قادرون على التمسك بمبادئ الحق أولًا بشرط أن يكون لديهم وعي بالضمير. إن امتلاك وعي بالضمير وحس بالخجل هو ما يمكّنك من تقويم سلوكك ويمنحك الفرصة للانطلاق في طريق طلب الحق وممارسته. إذا لم يكن لديك وعي بالضمير لتقويم نفسك، فلن تتاح لك الفرصة للانطلاق في طريق السعي إلى الحق. لذلك، فقط على أساس امتلاك الوعي بالضمير يمكن للناس أن تتاح لهم الفرصة للانقياد إلى طريق ممارسة الحق والتمسك بمبادئ الحق - ولكن حتى في هذه الحالة، فإن ما لديهم هو مجرد هذه الفرصة. أقول إن ما لديهم هو مجرد هذه الفرصة، لأنه حتى إذا كانت أفكار الشخص وسلوكياته تخضع لتقويم وعي الضمير، فإنه قد يظل ينتهك مبادئ الحق أو لا يتصرف وفقًا لها، متخذًا طريقًا وسطًا، ولا يتمسك بمبادئ الحق ولكنه أيضًا لا يتحالف مع الأشرار. أي أن الأشخاص الطيبين نسبيًا، تحت تأثير الضمير، يمكنهم ممارسة الحق والتمسك بمبادئ الحق، في حين أن الأشخاص ذوي مستوى القدرات الأقل قليلًا يمكنهم على الأقل تجنب أن يتحكم بهم الأشرار أو يجبرونهم، وتجنب اتباعهم في فعل الشر - وهذا مجرد الوصول إلى الحد الأدنى الذي ينبع من معيار الضمير. حتى إذا لم تكن قد مارست الحق، فإنك لم ترتكب الشر. مثل هذا الشخص يمكن على الأقل أن يُسمى شخصًا ذا ضمير، وعلى الرغم من أنه لم يمارس الحق، إلا أنه بالتأكيد لن يفعل الشر. هذا هو تأثير الضمير على الناس. بالنسبة لأولئك الذين يحبون الحق، فإن أحد أكثر الآثار المفيدة للضمير هو أنه يوفر فرصة لتقويم أقوالهم وأفعالهم، ويمكن أن يقودهم إلى طريق ممارسة الحق والتمسك بمبادئ الحق. لذلك، بالنسبة للناس، الضمير هو جزء مهم جدًا من إنسانيتهم، وهو شيء لا يمكنهم الاستغناء عنه. إذًا، ماذا يعني "الضمير"؟ سنتحدث عن ذلك بالتفصيل لاحقًا عندما تتاح لنا الفرصة، ولكن دعونا نقول شيئًا موجزًا عنه اليوم. يشير الضمير إلى طيبة قلب الشخص وحسه بالعدالة، وهما أكثر صفتين أساسيتين. إذا كنت تمتلك هاتين الصفتين، فأنت شخص لديه ضمير؛ وإذا لم تكن تمتلك أيًا من هاتين الصفتين، فأنت تفتقر إلى الضمير. الأشخاص الذين يفتقرون إلى الضمير ليس لديهم إنسانية طبيعية، وافتقارهم إلى الإنسانية الطبيعية يعني أنه ليس لديهم حس العدالة وأنهم ليسوا طيبي القلب. ماذا يعني "عدم وجود حس العدالة"؟ يعني أن كونهم ملتويين وخبثاء. ماذا يعني "ليسوا طيبي القلب"؟ يعني كونهم حقودين، وشرسين، وخبثاء. الأشخاص الذين يمتلكون هذه الشخصيات هم أشخاص لا يتمتعون بالإنسانية، وبالتالي فهم قادرون على فعل أي نوع من الشر، لأنهم ليس لديهم ضمير الإنسانية الطبيعية، ولا حس العدالة وطيبة القلب وهما الجوهران اللذان يحتوي عليهما ضمير الإنسانية الطبيعية. هم عديمو الخجل، وملتوون للغاية، وشرسون وحقودون بشدة، لذا فهم قادرون على فعل أي نوع من الشر. أي أنه مهما كانت أفعالهم خبيثة وحاقدة، فإنهم لا يشعرون بأي شيء - لا يشعرون بالسوء، ولا يشعرون بالتوبيخ. لماذا هم قادرون على ارتكاب أي نوع من الشر؟ ذلك لأنهم ليسوا طيبي القلب ويفتقرون إلى جوهر الإنسانية؛ مهما كان الشر الذي يرتكبونه، فإنهم يعتقدون أنه مبرر ولا يشعرون أنه شر. على سبيل المثال، إذا كنت شخصًا لديه وعيًا بالضمير، فعندما تقول شيئًا تسب فيه شخصًا آخر أو تهاجمه، لن تستطيع تحمل ذلك. ستفكر، "لقد قلت بعض الأشياء لأسبّه، وهذا يكفي. سب الناس يجعلهم يشعرون بالضيق الشديد! أنا أيضًا سأغضب إذا سبّني أحدهم بهذه الطريقة، لذا بعد أن قلت بعض الأشياء لأسبّهم وأفرّغ كراهيتي وأنفّس عن غضبي، سأتوقف عند هذا الحد". لذا ستتوقف. لكن الأشرار لا يفكرون بهذه الطريقة. هم يفكرون، "سبّك سيكون تساهلًا معك. سأضربك أيضًا، وأدمر عائلتك، وأجعل ذريتك تعاني! أيًا كانت الأشياء الشريرة أو السيئة التي أفعلها بك فهي مبررة. ما دمت تحصل على جزاءك وأنا أفرّغ كراهيتي، فأنا على استعداد لفعل أي شيء!" قد لا يسبونك حتى، بل يشرعون مباشرة في فعل أشياء شريرة لك والانتقام منك - هذا هو معنى أن تكون شريرًا. هذا هو حال الأشخاص الذين ليس لديهم وعيًا بالضمير - فهم قادرون على ارتكاب كل أنواع الشر.

من بين المفاهيم والتصورات المختلفة التي لدى الناس عن عمل الله، فإن ما يدركه الناس هو في الأساس المفاهيم التي يتحدثون عنها كثيرًا والتي تتعلق بالتأديب، والتأنيب، والعقاب. من ناحية، فقد عقدنا شركة عن المفاهيم والتصورات التي تنشأ في الناس في إطار عمل الله؛ ومن ناحية أخرى، ينبغي أن يعرف الناس أيضًا أن الله يعمل على الناس بطرق عديدة ومتنوعة. فبحسب العصور المختلفة التي يعمل فيها، وبحسب المعايير المختلفة التي يطلبها من الناس، وبالطبع بحسب النتائج المختلفة التي يريد الله تحقيقها في الناس من خلال عمله، وأيضًا بحسب الأهداف المختلفة لعمله والجواهر المختلفة لطبيعة الناس، يعتمد الله أساليب مختلفة ويعمل على الناس بطرق عديدة ومتنوعة. التأديب، والتأنيب، والعقاب ليست سوى جزء صغير من عمله، وهي ليست الأساليب الرئيسية التي يستخدمها الله في عمله. ولأنّ الله في المرحلة الثالثة من عمله قد عبّر عن عدد كبير من الحقائق لتزويد الناس بها وتحقيق نتيجة خلاصهم، فإنّ مقدار التأديب، والتأنيب، وحتى العقاب الذي يمارسه الله على الناس هو قليل جدًا. علاوة على ذلك، فحسب الأهداف المختلفة لعمله، يقوم الله أيضًا بهذه الأمور وفقًا للمبادئ الملائمة، وتختلف أفعاله حسب الأهداف والظروف المختلفة المتنوعة. وبالتالي، فبشكل نسبي، نادرًا ما يؤدب الله الناس، أو يؤنبهم، أو يعاقبهم. لذا، ينبغي على الناس التوقف عن التمسك بمفاهيمهم وتصوراتهم السابقة عن عمل الله، وبما أن الله قد عبّر عن عدد كبير من الكلمات والحقائق، فينبغي عليهم ألا يستمروا في الاعتماد على تأديب الله لهم، أو تأنيبهم، أو معاقبتهم، والوقوف مكتوفي الأيدي، تاركين لله مهمة حثهم على ممارسة الحق والدخول إلى واقع الحق - فهذه فكرة ينبغي ألا تكون لدى الناس. الفكرة الصحيحة التي ينبغي أن تكون لدى الناس هي أنه يجب عليهم عدم الاعتماد بشكل سلبي على تأديب الله، أو تأنيبه، أو عقابه ليجعلهم يفهمون مقاصده أو يمثلون أمامه، بل يجب عليهم أن يكونوا أكثر إيجابية واستباقية في المثول أمام الله لطلب مقاصده ومبادئ الحق. في أي وقت كان، فإن كلمات الله ومبادئ الحق هي الاتجاه الذي يجب أن تمضي فيه قدمًا، وهي المبادئ والطرق التي ينبغي أن تتمسك بها وتمارسها في حياتك اليومية أو في طريق وجودك، في حين أن تأديب الله، أو تأنيبه، أو عقابه هي مجرد طرق عمل يظهرها في أوضاع خاصة معينة وفي ظروف يراها ضرورية. بالنسبة للناس، ينبغي ألا ينتظروا بشكل سلبي أو يطلبوا بشكل سلبي أن يحدث هذا، معتقدين أن، "ينبغي على الله أن يؤدبني، ويؤنبني، ويعاقبني حتى أتمكن من حب الحق وأكون قادرًا على الدخول في مبادئ الحق". هذه فكرة مغلوطة، وينبغي ألا تكون لدى الناس. يسمع بعض الناس أن أولئك الذين يفتقرون إلى الضمير هم وحوش ولا يمكن تخليصهم، لذلك يصبحون قلقين ويفكرون، "إذا لم يكن بإمكاني أن أُخلّص فسيكون ذلك مشكلًا حقًا. وبما أنه ليس لديّ وعي بضمير الإنسانية الطبيعية، فإنني أفضل أن يؤدبني الله ويعاقبني كبديل لضمير الإنسانية الطبيعية". هل هذه فكرة جيدة؟ ككائن مخلوق، وكعضو عادي من الجنس البشري الفاسد، إذا كنت تعتقد حقًا أنك مُجرَّد من الإنسانية الطبيعية وتفتقر إلى ضمير الإنسانية الطبيعية، فإنك تشعر بألم عميق حيال ذلك، وتأمل ألا يفارقك تأديب الله، وتأنيبه، وعقابه، وأنه سيمكّنك من التحول والنجاة في نهاية المطاف - إذا كان لديك حقًا هذا النوع من العزم، فقد يكون هذا أمرًا جيدًا، وهو بصيص أمل في نجاتك. ولكن إذا لم يكن لديك هذا النوع من العزم، فأنا أقول لك: أنت في خطرٍ بالغ إذا لم يكن لديك وعي بضمير الإنسانية الطبيعية. حتى إذا كنت قد تعرضت من حين لآخر لتأديب الله، وتأنيبه، وعقابه، فهذا شيء قد منحك إياه. يفعل الله هذه الأشياء ويستخدم هذه الأساليب ليحثك ويحذّرك، حتى تقلل من ارتكابك للشر وتنال عقابًا أقل. لقد حفظ الله كبرياءك بما فيه الكفاية؛ ينبغي عليك أن تكون ممتنًا لله على قيامه باستثناء بإظهار هذه النعمة لك، بدلًا من أن تجهل ما هو خير لك. لن يقوم الله في الأوضاع العادية بأي عمل على شخص يفتقر إلى ضمير الإنسانية وعقلها أو يستخدم أي طرق للعمل عليه. إذا كنت قد تلقيت تأديبًا، أو تأنيبًا، أو عقابًا من الله، بغض النظر عن أيًا كان منهم، سواء كان خفيفًا أو أشد قسوة إلى حد ما، فينبغي أن تكون ممتنًا لله على كل ذلك. بعبارة الإنسان العامية، هذا يعني أن الله يكنّ لك بعض الاحترام الأساسي ويربّيك. لا ينظر الله إليك بعداوة أو يدينك، لذلك ينبغي عليك تقبل ذلك من الله. إذا كان لديك حقًا فرصة لتلقي تأديب الله، أو تأنيبه، أو عقابه، علاوة على تزويدك بالحق، فهذا يثبت أن الله لا يزال يعاملك ككائن مخلوق وعضو في الجنس البشري الفاسد. يجب أن تشكر الله، وأن تفهم هذا بشكل صحيح، وأن تخضع لتأديب الله، أو تأنيبه، أو عقابه. ينبغي ألا تضمر موقفًا عدائيًا تجاه الله بسبب ذلك، ولا أن تتمرد أكثر على الله بسبب ذلك. بغض النظر عن نوع التأديب الذي تلقيته، أو مدى شدة العقاب الذي تلقيته، ينبغي أن تخضع لله وتشكره على الفور، وتشكره على حثه لك وتحذيرك، وعلى إعطائك هذه الفرصة، وعلى إتاحة الفرصة لك لتلقي كل هذا من الله. هذا يدل أيضًا على أنه لا تزال لديك علاقة مع الله وأن هذه الصلة لم تنقطع تمامًا. في عمل الله في تدبير البشرية، وفي عملية خلاصه للناس، لا يزال الله يحتفظ بك في قلبه؛ وعلى أقل تقدير، لا يزال الله يراك - عندما يرى تمردك وفسادك، فلا يزال مستعدًا لتأديبك، وتأنيبك، وعقابك. هذا يدل على أنه لم يتخلَّ عنك تمامًا؛ وهذا من حسن حظك، وهو أيضًا خبر سار لك. لذلك، حتى إذا تعرضت لشيء من التأديب المؤلم أو التأنيب، فينبغي عليك أن تمثل أمام الله على الفور. ليس الغرض من المثول أمام الله هو أن تسجد أمامه، ولا أن يجعلك تشعر بأن الله مخيف أو مرعب. بل يجب أن تفهم ما ينبغي عليك فعله حتى ترضي الله، وما ينبغي عليك فعله حتى لا يغضب الله عليك، وما ينبغي عليك فعله حتى يزول غضبه. على أقل تقدير، ينبغي عليك أن تبذل قصارى جهدك، في نطاق ما يستطيع مستوى قدراتك أن يحققه، لممارسة مبادئ الحق التي أخبرك بها الله، وينبغي ألا تغضب الله عليك مرة أخرى. إذا غضب الله عليك مرارًا وتكرارًا، واستمريت في كونك خدرًا للغاية، ولا تزال تصر على عنادك وتنظر بتعنت إلى الله بعداوة وتحاربه حتى النهاية، فإن ما ستقابله في النهاية هو تخلي الله عنك حتمًا. حين لا يعود الله يؤدبك، أو يؤنبك، أو يعاقبك، فهذا هو الوقت الذي يتخلى فيه الله عنك. وبمجرد أن يتخلى الله عنك، سيتوقف عن حثك، وسيبعدك عن ناظريه، وينقلك إلى مكان خارج الكنيسة، إلى مكان بعيد عن مركز عمله؛ وعلى أقل تقدير، سيحدث أمرًا حتى لا يتمكن من رؤيتك خلال فترة عمله - لن يرغب الله في رؤيتك بعد الآن. إذا ارتكبت الشر إلى هذا الحد ووصلت إلى هذه المرحلة، فلن يكون ثمة أمل في خلاصك. هل فهمت؟ (نعم).

تتعلق شركة اليوم بموضوع التخلي عن الحواجز بين الإنسان والله ومعاداته لله. سواء كان الأمر يتعلق بكشف مفاهيم الناس وتصوراتهم عن الله، أو كشف مواقفهم تجاه الله، أو عقد شركة حول كيفية وطرق أداء الله لعمله على الناس، على أي حال، فإن كل هذا في النهاية يخبر الناس: إن وجهة النظر الصحيحة التي يجب أن يحملوها تجاه عمل الله هي قبول دينونة الله وتوبيخه والخضوع لهما، وقبول كلام الله وكل مبادئ الحق التي يقدمها لهم، بدلًا من الابتعاد عن الله. ينبغي عليهم عندما يفعلون أي شيء، أن يطلبوا مبادئ الحق ويمارسوا وفقًا لها، وأن يسعوا إلى الدخول إلى واقع الحق، بدلًا من بذل الجهد في سلوكهم الخارجي، أو في تحمل المشقة ظاهريًا ودفع الثمن، وبالتأكيد بدلًا من الانشغال بمفاهيمهم وتصوراتهم وإثارة ضجة كبيرة حولها. بعد كل ما قيل، وبغض النظر عن مفاهيمك وتصوراتك عن الله، فإن النتيجة التي يهدف عمل الله إلى تحقيقها هي أن يعمل كلامه والحق في الناس، وأن يمكّنهم من أن تكون لديهم مبادئ الحق ليلتزموا بها ويتمسكوا بمبادئ الحق هذه في كل ما يواجهونه خلال حياتهم اليومية وفي طريق وجودهم - هذه هي النتيجة المقصودة من عمل الله. إن النتيجة النهائية التي يحققها عمل الله هي أن يصبح الحق واقع الناس وحياتهم، بدلًا من أن يحقق الله كل هذا وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم. أنت تفهم هذا، أليس كذلك؟ لقد عقدنا شركة بما فيه الكفاية على هذه المواضيع نوعًا ما، أليس كذلك؟ (بلى). إذًا هنا تنتهي شركتنا لهذا اليوم. إلى اللقاء!

8 يوليو 2023

التالي:  كيفية السعي إلى الحق (2)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger