38. مواجهة مرض ابني العضال

بقلم: ليانغ شين، الصين

قبل عامين، أصيب ابني فجأة بألم شديد في خاصرته. ذهبنا لفحصها، وقال الطبيب إن نتائج الاختبار كانت مقلقة، يجب أن نذهب إلى المستشفى الأكبر في المقاطعة لإجراء مزيد من الاختبارات. كاد قلبي يتوقف عندما قال ذلك، واعتقدت أن هناك احتمالًا بإصابة ابني بمرض خطير. ولكن عندئذ فكرت: "منذ أن أصبحت مؤمنةً، وأنا أقدم التضحيات وأقوم بواجبي تجاه الله طوال الوقت، وقد عانيت كثيرًا. حتى عندما واجهت القمع والاعتقالات الجنونية التي يمارسها الحزب الشيوعي، والسخرية والافتراء من الأصدقاء والأقارب، لم أتراجع أبدًا، وظللت قوية في واجبي. بالنظر إلى كل التضحيات التي قدمتها من أجل الله، يجب أن يحمي ابني من أي شيء خطير". لكن النتائج صدمتني. كان ابني يعاني من سرطان الكبد وتليف الكبد. وقال الطبيب إن أمامه من ثلاثة إلى ستة أشهر فقط ليعيشها. كان لهذا التشخيص وَقْع الصاعقة وجلست هناك، مشلولة. ببساطة لم أتمكن من قبول هذا الواقع. كان يبلغ من العمر 37 عامًا فقط – فكيف يمكن أن يصاب بشيء بهذه الخطورة؟ كنت أحمل نتائج الاختبار، وكانت يداي ترتجفان. تساءلت عما إذا كان الطبيب قد أخطأ في التشخيص. جلست هناك على حافة السرير، مندهشة، ولم أُفِق من الصدمة لفترة طويلة. انهمرت الدموع على وجهي وفكرت: "إنه صغير جدًّا – كيف يمكن أن يصاب بمثل هذا المرض الخطير؟ سرطان الكبد وتليف الكبد؟ أي مرض منهما يهدد الحياة، فما بالك بالاثنين؟ إنه العمود الفقري لعائلتنا. ماذا سنفعل جميعًا من دونه؟ الشيء الأكثر إيلامًا الذي يمكن أن يواجهه أي شخص في الحياة هو دفن ابنه. "لقد أصبحت بائسة بشكل متزايد. كنت دائمًا أجْهَشُ بالبكاء وعشت كل يوم في حالة ذهول. كنت أعيش في ظلام دامس. تلوتُ صلاة: "إلهي، إنّ ابني مريض بمرض عُضال، وأعاني بشدة، ولا يمكنني التعامل مع هذا. أرجوك امنحني الاستنارة حتى أفهم مشيئتك".

ذات يوم، قرأت هذا في كلام الله: "خلال المرور بالتجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءَ، أو أن تكون بداخلهم سلبية، أو أن يفتقروا إلى الوضوح بشأن مقاصد الله أو بشأن طريق الممارسة. ولكن عمومًا، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله، وأن تكون مثل أيوب، ولا تنكر الله. رغم أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، فإنَّه لم يُنكِر أنَّ كل الأشياء التي يمتلكها الناس بعد أن يولَدوا قد مُنِحَت من يهوه، وأنَّ يهوه هو أيضًا الذي يأخذها. ومهما كانت التجارب التي وضِع فيها، فقد حافظ على هذه القناعة. ... يقوم الله بعمل التكميل في الناس، وهم لا يستطيعون رؤية هذا ولا يمكنهم لمسه، وفي ظل هذه الظروف يكون الإيمان مطلوبًا. عندما لا يمكن رؤية شيء ما بالعين المجرَّدة، يكون الإيمان مطلوبًا. حينما لا يمكنك التخلِّي عن مفاهيمك، يكون الإيمان مطلوبًا. عندما لا يكون لديك وضوح بشأن عمل الله، فإن المطلوب هو أن يكون لديك إيمان وأنْ تتَّخذ موقفًا ثابتًا، وتتمسَّك بشهادتك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). من خلال قراءة كلام الله، أدركتُ أنَّ إصابة ابني بهذا المرض الخطير كان بمثابة تجربة واختبار لي، وأنّه كان عليَّ الاعتماد على إيماني لتجاوزه. فكرت في أيوب، الذي سُلِبَت منه كل ثروته وتلال من المواشي، ومات جميع أبنائه، وكان جسده مُغَطى بالدمامل. حتى في مواجهة مثل هذه المحنة العظيمة، كان مستعدًّا لأن يلعن نفسه قبل أن يلوم الله، وكان لا يزال قادرًا على التسبيح باسم يهوه. في النهاية قدم أيوب شهادة جميلة لله. عندما كان يمر بكل ذلك، سخر منه أصدقاؤه، وانتقدته زوجته، وحثته على التخلي عن الله والموت. بدا الأمر في الظاهر كما لو كان الناس ينتقدونه، ولكن وراء ذلك، كان الشيطان يغوي أيوب بأقوال الناس حتى ينكر الله ويخونه. لكن أيوب لم ينخدع بذلك، بل إنه استنكر زوجته ووصفها بأنها امرأة حمقاء. في هذا الوقت، كانت حيل الشيطان تقف وراء هجمات أصدقائي وأقاربي. كان عليَّ أن أكون مثل أيوب وأتمسَّك بالشهادة لله. لم أستطع الاستماع إلى هرائهم. وبمساعدة هذه الأفكار، لم أعد أشعر بالبؤس والعجز كما شعرت من قبل.

خضع ابني لعملية جراحية بعد أسبوعين وبدأت حالته في التحسن. قلت لنفسي: "ربما ينظر الله إليه بعين الرحمة بسبب إيماني. آمل حقًّا أن يكشف الله عن معجزة ويشفي مرضه. إذا تعافى تمامًا، فسيكون ذلك رائعًا!" ثم فجأة خطر في ذهني هذا المقطع من كلام الله: "ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الحق دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). لقد كشف كلام الله بشكل قاطع عن وجهات نظري الخاطئة حول الإيمان ودوافع البركات. شعرت بالخجل حقًّا. عندما آمنت بالرب، كنت أسعى للحصول على البركات والنعمة، على أمل أن تنعم عائلتي بأكملها بسبب إيماني. منذ قبولي عمل الله في الأيام الأخيرة، فرغم أنني لم أُصَلِّ أبدًا بوقاحة إلى الله طالبة نعمته، فإنني لم أكُن أسعى إلى الحقِّ، ولم أفهم الله حقًّا. في إيماني، تمسكتُ بوجهة النظر القائلة بأن بحصولي على البركات فهو "نوال مائة ضعف في هذا الزمان، والحياة الأبدية في العالم الآتي". ظننتُ أنه بما أنني قدمت تضحيات من أجل الله، فهو سوف يحتفي بي ويباركني، وأنه يجب أن يحمي عائلتي من المرض والكوارث، ويجعل حياتنا سلسة، وخالية من أي حوادث مؤسفة. لهذا السبب، تركت عملي لأقوم بواجبي، وأنا سعيدة تمامًا ومستعدة لتحمُّل أيّة معاناة. لكن عندما شخَّصت الفحوصات إصابة ابني بالسرطان، أصبحت غارقة في الألم والقلق باستمرار، وفقدت الدافع لأداء واجبي. كنت أقوم بحسابات تافهة لمقدار الجهد الذي بذلته، ومقدار معاناتي، أُجادل الله، وألقي باللوم عليه لعدم حمايته لابني. أظهر لي الموقف الذي واجهته، وكذلك إعلان كلام الله، أن وجهة نظري حول السعي في إيماني، كانت خاطئة. لم أكن أتخلى عن أشياء من أجل إيماني للسعي إلى الحقِّ وتخليص نفسي من شخصيتي الفاسدة، بل كان ذلك مقابل حصولي على نعمة الله وبركاته. كنت أقوم بمعاملات تجارية مع الله وأستخدمه وأخدعه. كان إيماني يركز على هدف واحد ألا وهو السعي إلى حماية الله لعائلتي والحفاظ على سلامتنا وعافيتنا، وتجنيبنا الأمراض والكوارث. كيف كنت مختلفة عن أولئك المتدينين الذين يبحثون عن الخبز لإشباع الجوع؟ رأيت كيف كانت وجهة نظري في سعيي حقيرة. عند هذا الإدراك، شعرت بأنني مدينة جدًّا لله، ومَثلتُ أمامه في صلاة، وأنا على استعداد لوضع صحة ابني بين يديه، والخضوع لترتيباته.

بعد فترة من العلاج، بدأت حالة ابني في التحسُّن، كما تحسَّنت معنوياته أكثر وأكثر. كان يأكل بشكل طبيعي ويمكنه القيام ببعض الأنشطة الخفيفة. شعرت بسعادة غامرة، خاصة عندما رأيته يغني ويرقص مع ابنه، ومكبِّر الصوت في يده، ويبدو بصحة جيدة. شعرت أن ثمة أملًا أكبر بالنسبة له، وحتى أنني فكرت: "من منظور إنسانيٍّ، كان مرضه حكمًا بالإعدام وكان من المفترض أن يعيش ستة أشهر فقط. لكن كانت قد مضت، بالفعل، فترة أطول من ذلك وقد تعافى بشكل جيد. إنها نعمة الله وحمايته. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فعلى الأغلب أن يتعافى تمامًا". لكن الأمور لم تسر كما كنت أعتقد. أصبح فجأة غير قادر على الاحتفاظ في معدته بأي طعام، وبدأ بطنه ينتفخ أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، وكان الجلوس صعبًا عليه. فخضع لفحص جديد وعلى الرغم من أن الورم لم يعاود الظهور، فإن تليف الكبد كان يزداد سوءًا وكان يعاني من استسقاء الكبد. شعرت أنه على مشارف الموت شيئًا فشيئًا، وأصابني اليأس مرة أخرى. فكرت: "لقد كانت حالة ابني تتحسن بشكل واضح، فلماذا تزداد سوءًا مرة أخرى؟ إنه ابن صالح ويتعايش مع الجميع. كل الأصدقاء والأقارب والجيران يمدحونه بأشياء عظيمة. على الرغم من أنه لا يدعم إيماني كثيرًا، فإنه لا يقف في طريقي أيضًا. فلماذا يصاب بمرض يهدد حياته؟ طوال وقتي كمؤمنة، كنت أشارك الإنجيل، وأعمل بنشاط لفعل أي شيء يطرأ في الكنيسة. ومهما كان اضطهاد واعتقالات الحزب الشيوعي، ومهما كانت المعارضة والعرقلة التي أواجهها من أقاربي، فأنا لا أتراجع أبدًا. بل أستمر في القيام بواجبي. لقد تخليت عن الكثير، فلماذا أواجه هذا الحال؟ هل هذا ما حصلت عليه مقابل كل سنوات تضحيتي؟" على الرغم من أنني لم أقُل هذا، فقد غمرني هذا الشعور بأن الله لم يكُن بارًّا. كنت متشائمة، ومكتئبة، وفي غشاوة طوال الوقت. شعرت بفقدان الأمل. كنت أعاني بشدة وأبكي طوال الوقت.

خلال ألمي، صليت إلى الله وطلبتُ مشيئته في كلماته. كان هذا هو المقطع الذي قرأته: "لا يعني البرّ بأيّ حالٍ من الأحوال الإنصاف أو المعقولية؛ فهو ليس مساواة، أو مسألة تخصيص ما تستحقّه وفقًا لمقدار العمل الذي أنجزته، أو الدفع لك مقابل أيّ عملٍ أدَّيته، أو منحك ما تستحقّه وفقًا لأيّ جهدٍ تبذله. فهذا ليس هو البرّ، بل هو مجرد الإنصاف والمعقولية. قلة قليلة من الناس قادرون على معرفة شخصية الله البارة. افترض أن الله أقصى أيُّوب بعد أن شهد له: فهل سيكون هذا بارًّا؟ الواقع أنه كذلك. لماذا يُسمَّى هذا برًّا؟ كيف ينظر الناس إلى البر؟ إن توافق شيءٌ مع مفاهيم الناس، فمن السهل جدًّا عليهم أن يقولوا إن الله بارٌّ؛ أما إن كانوا لا يرون أن ذلك الشيء يتوافق مع مفاهيمهم – إذا كان شيئًا لا يمكنهم فهمه – فسوف يكون من الصعب عليهم القول إن الله بارٌّ. لو كان الله قد أهلك أيُّوب في ذلك الوقت، لما قال الناس إنه بارٌّ. ومع ذلك، سواء كان الناس فاسدين في الواقع أم لا، وسواء كانوا شديدي الفساد أم لا، هل يتعيَّن على الله أن يُبرِّر نفسه عندما يُهلِكهم؟ هل يتعيَّن عليه أن يشرح للناس على أيّ أساسٍ يفعل ذلك؟ هل يتعين على الله أن يخبر الناس بالقواعد التي قدّرها؟ لا حاجة إلى ذلك. فالله يرى أن الشخص الفاسد والذي لديه قابلية لمعارضة الله، لا قيمة له، وكيفما تعامل الله معهم سيكون لائقًا، وكلّها ترتيبات الله. ... فجوهر الله هو البرّ. وعلى الرغم من أنه ليس من السهل فهم ما يفعله، إلَّا أن كلّ ما يفعله بارٌّ؛ وكلّ ما في الأمر هو أن الناس لا يفهمون. عندما ترك الله بطرس للشيطان، كيف تجاوب بطرس؟ "البشريَّة غير قادرةٍ على سبر غور ما تفعله، ولكن كلّ ما تفعله ينطوي على مشيئتك الصالحة؛ فالبر موجود فيه كله. فكيف لا أنطق بالتسبيح لحكمتك وأفعالك؟" يجب أن ترى الآن أن سبب عدم تدمير الله للشيطان وقت خلاصه للإنسان هو أنه يمكن أن يتضح للبشر كيف أفسدهم الشيطان، والدرجة التي أفسدهم بها، وكيف ينقّيهم الله ويخلّصهم. وفي نهاية المطاف، عندما يكون الناس قد فهموا الحق، ورأوا بوضوح وجه الشيطان البغيض، وعاينوا الخطيئة البشعة المتمثلة في إفساد الشيطان إياهم، سوف يدمر الله الشيطان، مظهرًا لهم برّه، والوقت الذي يدمر الله فيه الشيطان يمتلئ بشخصية الله وحكمته. إن كلّ ما يفعله الله بارٌّ. وعلى الرغم من أن البشر قد لا يستطيعون إدراك بر الله، فيجب عليهم عدم إصدار أحكامٍ كما يشاؤون. إذا بدا للبشر شيءٌ مما يفعله الله على أنه غير معقول، أو إذا كانت لديهم أيّ مفاهيم عنه، وقادهم ذلك إلى القول إنه ليس بارًّا، فهم أبعد ما يكونون عن العقلانية. أنت ترى أن بطرس وجد بعض الأشياء غير مفهومةٍ، لكنه كان مُتأكِّدًا من أن حكمة الله كانت حاضرة وأن مشيئته الصالحة كانت في تلك الأشياء. لا يستطيع البشر سبر غور كلّ شيءٍ، إذ توجد الكثير من الأشياء التي لا يمكنهم استيعابها. وبالتالي فإن معرفة شخصية الله ليست بالأمر الهيّن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أظهر لي كلام الله أن بِرَّه ليس كما كنت أعتقد – عادلًا ومتكافئًا تمامًا، ولم يعنِ أن ما ستحصل عليه مساوٍ تمامًا لما قدّمتَه. الله هو رب الخلق وجوهره بار، لذلك، بصرف النظر عما إذا كان يعطي أم يأخذ، سواء كنا نحصل على النعمة، أو نعاني من الاختبارات، فكل ذلك يحتوي على حكمته. إنه إعلان عن شخصيته البارَّة. اتَّبع أيوب طريق الله مُتقيًا لله وتجنَّب الشر طوال حياته. لقد كان شخصًا مُكَمَّلًا في نظر الله، ومع ذلك فقد اختبره الله. رُفِعَ إيمانه وتبجيله لله باختبار تلو الآخر، وفي النهاية قدَّم شهادة مدويَّة لله وتغلَّب على الشيطان تمامًا. ثم ظهر له الله وباركه أكثر من ذي قبل. أظهر ذلك شخصية الله البارَّة. فكرت أيضًا في بولس. لقد عانى كثيرًا وسافر بعيدًا لنشر إنجيل الرب، لكنه لم يكن لديه خضوع حقيقي أو تبجيل لله. لقد أراد فقط أن يُقايض عمله الشاق في مقابل بركات الله. بعد أن أنجز قدرًا كبيرًا من العمل، قال: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). كانت معاناة بولس وإسهاماته مليئة بطموحاته ورغباته وكانت معاملات تجارية. لم تتغير شخصيته على الإطلاق وكان يسير في طريقٍ ضد الله. في النهاية عاقبه الله. يمكننا أن نرى من هذا أن الله لا ينظر إلى المقدار الذي يبدو على الناس أنهم يقومون به، بل ينظر فيما إذا كانوا يحبونه حقًّا ويخضعون له، وفيما إذا كانت شخصياتهم الحياتية تتغير. إن الله مقدس وبارٌّ للغاية. لقد اعتقدت أنه سيتم تعويضي مقابل مساهماتي، وأنني سأحصل على شيء مساوٍ لمساهمتي. هذا منظور إنساني تبادلي يختلف تمامًا عن شخصية الله البارَّة. على الرغم من أنني قدمت بعض التضحيات وقمت ببعض الأشياء الجيدة كمؤمنة، فإن وجهة نظري في سعيي إلى الإيمان كانت خاطئة، ولم يكن لديَّ خضوع حقيقي لله. فلم يمنعني إيماني من لوم الله ومقاومته عندما مرض ابني. لم تتغير شخصيتي الحياتية، وكنت ما زلت شخصًا قاوم الله وانتمى إلى الشيطان. لم أستحق البركات على الإطلاق. لم أفهم شخصية الله البارَّة، واعتقدت أنه بما أنني قدمت بعض التضحيات في واجبي، فيجب على الله أن يحمي ابني ليل نهار. ألم أكن أُقدِّم مطالب إلى الله بناء على منظور إنساني تبادلي؟ فكرت في كلام الله هذا: "كل شخص له غاية مناسبة. تتحدَّد هذه الغايات وفقًا لجوهر كل فرد، وليست لها علاقة نهائيًا بالآخرين. لا يمكن نقل سلوك طفل شرير إلى والديه، ولا يمكن مشاركة بر طفل مع والديه. ولا يمكن نقل سلوك شرير لأحد الوالدين إلى أطفاله، ولا يمكن مشاركة بر أحد الوالدين مع أطفاله. يحمل كل شخص خطاياه، ويتمتع كل شخص ببركاته. لا يمكن لأحد أن يحل محل آخر، وهذا هو البر" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). لطالما اعتقدت أنه بما أنني ضحيت بأشياء في سبيل إيماني، فينبغي على الله أن يشفي ابني. وإلَّا، فسأراه غير بارٍّ. كان هذا سخيفًا تمامًا مني! بغض النظر عن مقدار معاناتي أو الثمن الذي دفعته في سبيل إيماني، كان هذا واجبي وما يجب أن أفعله ككائن مخلوق. ولا علاقة لأي منه بمرض ابني أو مصيره أو غايته على الإطلاق. لا ينبغي أن أستخدم ذلك كوسيلة ضغط للتفاوض وعقد صفقات مع الله. فهم هذا أشعرني بالتحرر حقًّا.

في أحد الأيام، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله ساعدني على فهم جوهر وجهة نظري الخاطئة. يقول الله القدير: "مهما كان عدد الأشياء التي تحدث لهم، فإن نوع الشخص الذي يكون ضد المسيح لا يُحاول أبدًا معالجتها من خلال طلب الحق في كلام الله، ناهيك عن محاولة رؤية الأشياء من خلال كلام الله – وهذا يرجع كليًا إلى أنهم لا يؤمنون بأن كل سطر من كلام الله هو الحق. مهما كانت طريقة بيت الله في تقديم شركة عن الحق، فإن أضداد المسيح يظلون غير مُتقبِّلين، ونتيجةً لذلك يفتقرون إلى الموقف الصحيح مهما كان الموقف الذي يواجهونه؛ وعلى وجه الخصوص، عندما يتعلَّق الأمر بكيفية تعاملهم مع الله والحق، يرفض أضداد المسيح بعناد التخلّي عن مفاهيمهم. إن الإله الذي يؤمنون به هو إله يصنع آيات وعجائب، إله خارق للطبيعة. كل ما يستطيع أن يصنع آيات وعجائب – سواء كان غوانين بوديساتفا أو بوذا أو مازو – يُطلقون عليه اسم إله. ... في أذهان أضداد المسيح، ينبغي للآلهة أن يحتجبوا خلف مذبح وأن يدفعوا الناس إلى تقديم قرابين لهم، وأن يأكلوا الطعام الذي يُقدِّمه الناس، وأن يستنشقوا دخان البخور الذي يحرقونه، وأن يمدوا لهم يد العون عندما يكونون في ورطة، وأن يُظهِروا أنهم أقوياء جدًا ويُقدّموا لهم المساعدة الفورية في حدود ما هو مفهوم لهم، وأن يُلبّوا احتياجاتهم، وذلك عندما يطلب الناس المساعدة ويكونون جادين في توسلاتهم. بالنسبة إلى أضداد المسيح، إله كهذا هو وحده إله حقيقي. وفي الوقت نفسه، يقابل أضداد المسيح كل ما يفعله الله بالازدراء. ولماذا هذا؟ بالنظر إلى جوهر طبيعة أضداد المسيح، فإن ما يطلبونه ليس عمل السقاية والرعاية والخلاص الذي يقوم به الخالق تجاه الكائنات المخلوقة، بل الازدهار وتحقيق طموحاتهم في كل الأشياء، وألا يُعاقبوا في هذه الحياة، وأن يذهبوا إلى السماء في العالَم الآت. تؤكِّد وجهة نظرهم واحتياجاتهم جوهر كراهيتهم للحق" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس عشر: لا يؤمنون بوجود الله وينكرون جوهر المسيح (الجزء الأول)]. كل كلمة من الله أصابت كبد الحقيقة. خلال التأمُّل، أدركت أنني كنت أشعر دائمًا أن الله يجب أن يكافئني ويباركني مقابل التضحيات والمساهمات التي قدمتها في إيماني، وأنه يجب أن يحافظ على عائلتي آمنة وخالية من الكوارث والمرض. لذلك عندما رأيت أن ابني تحسَّن بشكل كبير، شعرت أن ذلك كان نعمة من الله، وكنت ممتنة وأثنيتُ كثيرًا على الله. ولكن عندما ساءت حالته مرة أخرى، أردت من الله أن يقوم بمعجزة لشفائه. عندما لم يفعل الله ما أريد، تحول من بشاشة وجهي إلى الاستياء، غاضبة من الله لأنه لم يأخذ كل تضحياتي ومساهماتي في حُسبانه لحماية ابني وعلاجه. حتى إنني ندمت على كل ما قدمته وضحيت به. كانت حالاتي المزاجية معتمدة على ما إذا كنت أربح شيئًا ما أو أفقده. في إيماني، لم أكن أعبد الله وأخضع له بصفته رب الخلق، بل بصفته "معبودًا" عليه تلبية مطالبي ومباركتي. كيف كان ذلك مختلفًا عن سلوك غير المؤمنين الذين يعبدون "بوذا" أو "غوان ين"؟ لم أكن مؤمنة حقيقية! لقد تجسَّد الله وأتى إلى الأرض مرتين، وتحمَّل إذلالًا لا يُصدَّق، وإدانة الناس، ومقاومتهم، وتمرُّدهم، وسوء فهمهم. كل هذا لينقل إلينا كلماته والحقَّ، ليجعلنا نعيش وفقًا لكلماته ونهرب من شخصياتنا الفاسدة، وليخلِّصنا في النهاية. لقد دفع الله مثل هذا الثمن الباهظ لخلاص البشرية. لقد استمتعت بالكثير من نِعَمِ الله على مدى سنوات إيماني، وربحت السقاية والإعالة من الكثير من الحقائق. لكنني لم أكن صادقة تجاه الله على الإطلاق. هذا مؤلم ومحبط للغاية بالنسبة له! بدأت أشعر أكثر وأكثر كم أنا مدينة لله، وركعت أمامه ودموع الندم والشعور بالذنب تنهمر على وجهي. صليت وتبت إلى الله قائلة: "إلهي، لقد كنت مؤمنة كل هذه السنين ولكني لم أسعَ إلى الحقِّ. لم أستطع أن أتمسَّك بالشهادة لك في مرض ابني، وقد خذلتك. إلهي، أريد أن أتوب إليك، وبصرف النظر عما إذا كان ابني يتحسن أم لا، فأنا على استعداد للخضوع لحكمك وترتيباتك. أرجوك امنحني الإيمان". شعرت وكأن ثقلًا هائلاً قد رُفِع عني بعد تلك الصلاة وشعرت بأنني خالية من الهموم.

قرأت مقطعًا آخر من كلام الله، منحني المزيد من الفهم لمشيئته. يقول الله القدير: "لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وبين كونه مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملًا بواجبه. يكون الإنسان مباركًا عندما يُكمَّل ويتمتع ببركات الله بعد اختبار الدينونة. ويكون الإنسان ملعونًا عندما تبقى شخصيته دون تغيير بعد أن يختبر التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لا يختبر التكميل بل العقوبة. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عمَّا إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو أقل ما يمكن للإنسان الذي يبحث عن الله أن يفعله. يجب ألا تقوم بواجبك لتتبارك فحسب، وعليك ألا ترفض إتمامه خوفًا من أن تُلعَن. اسمحوا لي أن أقول لكم هذا الأمر: إذا كان الإنسان قادرًا على إتمام واجبه، فهذا يعني أنه يقوم بما عليه القيامُ به. وإذا كان الإنسان غير قادر على القيام بواجبه، فهذا عصيانه. ودائمًا من خلال عملية إتمام واجبه يتغيّر الإنسان تدريجيًا، ومن خلال هذه العملية يُظهِرُ إخلاصه. وهكذا، كلما تمكنتَ من القيام بواجبك، حصلتَ على مزيد من الحق، ويصبح تعبيرك كذلك أكثر واقعية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). أظهر لي كلام الله أن القيام بواجبنا لا علاقة له بالبركة أو اللعنات. بصرف النظر عما إذا كان المرء ينال البركات أم لا في إيمانه، فنحن بوصفنا كائنات مخلوقة، يجب علينا القيام بواجب رد محبة الله. هذا صحيح وسليم. الأمر أشبه بتربية الآباء لأطفالهم حتى يبلغوا مرحلة البلوغ – يجب أن يكون أطفالهم متفانين. لا ينبغي أن يكون التفاني مرتبطا بوراثة الممتلكات، ولا يجب أن يكون مشروطًا. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب على الشخص رد الدَّين لمحبة الوالدين من خلاله. لكنني لم أكن أفكر في كيفية رد الدَّين لمحبة الله في واجبي. بدلًا من ذلك، أردت استخدام الواجب الذي منحني الله إياه كمصدر قوة لعقد صفقات معه، وطلب النعمة والبركات من الله مقابل القليل الذي قدمته وضحيت به. وإن لم أحصل على ما أريد، ألوم الله. لم يكن لديَّ أي ضمير، وكنت قد خذلت الله حقًّا. وبعد مرض ابني على وجه الخصوص، كنتُ مليئة بالمطالب، وكنت دائمًا أسيء فهم الله وأُلقي باللوم عليه. هذه الفكرة جعلتني أكره نفسي حقًّا. فكرت: "سواء تحسَّن ابني أم لا، فلن ألوم الله قطّ مرة أخرى". بعد ذلك تحولت حالة ابني من سَيئ إلى أسوأ. كانت صحته تتدهور بشكل واضح يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من أن هذا آلمني، وكنت أعاني، فإنني لم أعد أُطالب الله بأي شيء.

ذات يوم قرأت هذا في كلام الله: "لقد خطط الله بالفعل بشكل كامل تكوين جميع الكائنات المخلوقة، وظهورها، وعمرها، وعاقبتها، بالإضافة إلى رسالة حياتها والدور الذي تلعبه في البشرية بأسرها. لا يمكن لأحد تغيير هذه الأمور؛ هذا هو سلطان الخالق. ظهور كل كائن مخلوق، ورسالة حياته، ومتى ستنتهي مدة حياته؛ كل هذه القوانين قدرها الله منذ زمن بعيد، تمامًا كما رسم الله مدار كل جرم سماوي؛ أي مدار تتبعه هذه الأجرام السماوية، ولأي عدد من السنوات، وكيف تدور، وما القوانين التي تتبعها؛ كل هذا كان الله سبق ورتَّبه منذ زمن بعيد، ولم يتغير لآلاف، وعشرات الآلاف، ومئات الآلاف من السنين. هذا ما رتَّبه الله وهذا سلطانه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). إنها حقيقة. الله رب الخليقة، وهو من يحدد طول عمرنا أو قِصَرِه. كم من الوقت نعيش، وكم نعاني على مدار حياتنا، وكم نحن مباركون، كل ذلك بين يدي الله. لن يُطيل الله عمر أي شخص لمجرد أنه فعل الخير على هذه الأرض، ولن ينهي حياته مبكرًا لأنه ارتكب الكثير من الشر. سواء أكان شخصًا جيدًا أم شريرًا، فإن الله هو الذي يحدد عمر كل فرد. ولا يمكن لأحد تغيير ذلك. لقد حدد الله منذ زمن طويل إلى متى ستدوم حياة ابني. كل ما يفعله بارٌّ وما عليَّ سوى الخضوع لحكمه وترتيباته. إن إدراك هذه الأشياء خفف عني بعض الألم. كنت أعلم أنه مهما كانت حالة ابني، كان عليَّ أن أقوم بواجب المخلوق وأرُدَّ الدَّين لمحبة الله.

في مارس آذار من هذا العام، ودَّعنا ابني للأبد. بفضل توجيه كلام الله، استطعت أن أواجه رحيله بشكل صحيح وعانيت بدرجة أقل بكثير. خلال هذين العامين، منذ علمنا بمرض ابني لأول مرة، على الرغم من أنني عانيت بشكل ملحوظ، فمن خلال الكشف عن هذا الألم والاختبار، تمكنتُ من رؤية أهدافي الدنيئة، وفسادي، والدناسة في سعيي وراء البركات في إيماني. الآن أيضًا أعرف أكثر عن شخصية الله البارَّة ولن أطلب منه بعد الآن مطالب غير عقلانية. فأنا الآن قادرة على الخضوع لتنظيماته وترتيباته. لقد أظهر لي هذا الاختبار حقًّا أنه بصرف النظر عما قد يحدث، وبصرف النظر عمّا إذا كان الناس يرون شيئًا سيئًا أو جيدًا، طالما أننا نصلي إلى الله ونسعى إلى الحقِّ، فقد يعود علينا ذلك بالفائدة والربح.

السابق:  37. خلف ستار عدم اتخاذ موقف

التالي:  39. أنا ثابت العزم على هذا الطريق

محتوى ذو صلة

28. إزالة الضباب لرؤية النور

بقلم شن-شين – الصينأنا عامل عادي. في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013، رأى أحد زملاء العمل أنّنا كنّا، أنا وزوجتي، نتجادل دائمًا حول...

34. صحوة مسيحي روحيًا

بقلم لينجوُو – اليابانإنني طفل من جيل الثمانينيات، وولِدت في أسرة مزارعين عادية. كان أخي الأكبر دائمًا معتل الصحة ومريضًا منذ أن كان...

39. رحبت بعودة الرب

بقلم تشوانيانغ – الولايات المتحدةتركني شتاء 2010 في الولايات المتحدة أشعر بالبرد الشديد. كان الأسوأ من برودة الرياح والثلوج القارسة، أن...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger