60. الإبلاغ عن قائد زائف: صراع شخصيّ
في أغسطس من العام الماضي، نقلني أحد القادة إلى كنيسة أخرى بعد صرفي. لقد لاحظت أن الأخ "ليانغ" حضر متأخرا ساعة عن أول لقاء لي هناك. كانت الأخت "تان"، قائدة الكنيسة، هناك أيضًا. فكرت، "لقد سمعت إخوة وأخوات يقولون إن الأخ "ليانغ" مهمل ويفعل ما يشاء في واجبه، وإنه يحضر إلى الاجتماعات متأخرًا دون سبب طوال الوقت. إنه متأخر حقًا عن اجتماع اليوم؛ لذا وَجَبَ على الأخت "تان" أن تشارك معه بشأن هذه المشكلة". لكنها كانت غير آبهة تمامًا حيال ذلك ولم تقل شيئًا. أثناء الاجتماع، تحدث أخ آخر عن شعوره بأنه مقيد بسبب شُحّ المال، وأنه لا يستطيع أن يركّز على واجبه، وبدا أنه مُحبَط للغاية. وجد القليل منا بعض كلمات الله لمشاركتها معه ومساعدته، ولكن الأخت "تان"، بوصفها قائدة للكنيسة، لم تقدّم أيّة مشاركة على الإطلاق. رأيت أنها لم تكن تتحمل أيّة مسؤولية في الاجتماع، وكانت لا تبذل جهدًا حقيقيًّا ولا تساعد أي شخص في مشاكله. كنت أرغب في التحدث معها حول هذه المشكلة. لكنني أدركت بعد ذلك أنه نظرًا لأنه كان أول اجتماع لي هناك، فلعلّي لم أكن أرى الصورة كاملة؛ لذا كان عليّ أن أنتظر وأرى قبل أن أتكلم. لقد فوجئت برؤية أنها كانت على ذات الحال تمامًا في الاجتماعات القليلة التالية. في بعض الأحيان كانت تختتم الاجتماع بسرعة كبيرة بعد أن نقرأ بعضًا من كلام الله دون أن نتشارك بشأنه كثيرًا، ولم تولِ انتباهًا لمشاركة كلام الله. قلت لنفسي: "الجزء الرئيسي من واجب القائد هو إرشاد الإخوة والأخوات في قراءة كلام الله ومشاركة حول الحقّ، حتى يتمكنوا من فهم الحقّ والدخول في حقيقة كلام الله. لكن الأخت "تان" لا تأخذ زمام المبادرة في مشاركة كلام الله، وهي لا تحل مشاكل الناس. أليس هذا تقصيرًا في أداء الواجب؟ ألا يُعتَبَرُ هذا مرورًا عابرًا فقط على الاقتراحات؟ كيف يتم إنجاز أيّ عمل على هذا النحو؟ سيؤدي هذا إلى تأخير الجميع عن الدخول إلى الحياة إذا استمر هذا الأمر. أريد أن أقول شيئًا ما، لكنني أخشى ألا تتقبّله، وأنها ستقول إنني متعجرفة وإن عليّ أن أفكر في نفسي بعد أن أطرَدَ بدلاً من التدخّل في شؤون الآخرين". عند هذه الفكرة، قررت أن أتراجع وأنسى الأمر، وأركّز على نفسي.
بعد شهر تم تكليفي بواجب آخر، وكُلفت باجتماعين لمجموعتين أخريين. لم يركّز الإخوة والأخوات في تلك الاجتماعات على إقامة شركة عن كلام الله أو التحدث عن خبراتهم ومعرفتهم أيضًا. في بعض الأحيان كانوا يثرثرون فقط. شعرت أن نجاح حياة الكنيسة مرتبط ارتباطًا مباشرًا بمن يقود تلك الكنيسة، وأن دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة سيكون عرضة للخطر إذا استمر ذلك، لذلك طرحت الأمر على الأخت "تان". لدهشتي، كانت غير متقبِّلة مطلقًا، بل وأصرت على أن عدم النجاح في حياة الكنيسة كان مشكلة الإخوة والأخوات. قلت لنفسي: "إنها لا تتأمّل في نفسها وتلقي كل المسؤولية على الإخوة والأخوات. وهي، بوصفها قائدة للكنيسة، لا تتقبّل الحقّ على الإطلاق أو تستمع إلى اقتراحات الإخوة والأخوات، ولا تتحمل أيّ مسؤولية عن حياة الكنيسة. كيف يمكنها يا تُرى أن تقود الآخرين لفهم الحقّ، أو الدخول في حقيقة كلمة الله؟ هذا لن يؤذي سوى الإخوة والأخوات. أحتاج للتحدث معها حول هذا مرة أخرى". ولكن عندما كنت على وشك أن أقول شيئًا، بدأت أشعر بالقلق، وأفكر: "لم تتقبّل توصيتي الآن، وكان لديها موقف حيال ذلك. فما الفائدة من تكرار كلامي؟ إنها قائدة كنيسة، لذا إن تحدّثت إليها مرة أخرى، فقد تقول إنني تجاوزت حدودي ويصبح لديها ضغينة ضدّي. يجب أن أُبقي فمي مغلقا". شعرت بعدم الارتياح تجاه ذلك، لكن في النهاية، قررت عدم قول أي شيء. بعد بضعة أيام، أخبرتني الأخت "تان" أنها تعاملت مع الإخوة والأخوات في أحد الاجتماعات، ثم وصفت بوضوح كيف كانت قد تعاملت معهم. لقد دُهِشت لسماع هذا، وفكرت: "كيف يمكنك أن تفتقري إلى الوعي الذاتي لهذا الحدّ؟ حياة الكنيسة غير منضبطة؛ لأنك غير مسؤولة ولا مبالية كقائدة للكنيسة. كيف يمكنك توبيخ الآخرين على ذلك؟ مجرد توبيخ الناس دون أي مشاركة للحق لن يحل أيّة مشكلة". كنت أرغب حقًا في طرح مشكلاتها من جديد، لكن بعد أن رأيت إحساسها القوي بالاقتناع، لم أعتقد أنها ستتعامل مع الأمر كما ينبغي. فكرت في نفسي: "لقد تم صرفي للتو، فهل أملك الحقّ في ذكر مشكلاتها؟ وبالإضافة إلى ذلك، فإن مساراتنا تتقاطع باستمرار مع بعضنا البعض؛ لذلك سيكون الوضع صعبًا بالنسبة لي في الكنيسة إن شعرت هي بالإهانة. ثم إن رفضت أن تعطيني واجبًا، فسأفقد فرصتي في الخلاص. حسنًا، لن أقول أيّ شيء، بل أبقى حذرةً فحسب، وأعيش حياة الكنيسة، وأقوم بواجبي".
سمعت بعض الإخوة والأخوات يقولون إن الأخت "تان" كانت مسؤولة عن عمل الإنجيل، لكنها حتى لم تجتمع معهم منذ فترة. قالوا أيضًا إنهم لا يستطيعون معالجة مشاكل الوافدين الجدد، وقد انزعج بعض الوافدين الجدد من القساوسة والشيوخ الدينيين وتوقفوا عن حضور الاجتماعات. وفكرت قائلة: "عمل الإنجيل مهم للغاية، لكن الأخت "تان" لا تفعل أي شيء لمعالجة المشاكل الحقيقية. هذا سلوك غير مسؤول تمامًا! لا تقوم الأخت "تان" بأيّ عمل فعليّ، ولها دور مباشر في تخلّي الوافدين الجدد؛ لأنهم لا يحصلون على أي سقاية أو قوت!" شعرت أن هذه مشكلة خطيرة حقًا، وكان عليّ بالطبع أن أتحدث معها عن الأمر وجهًا لوجه. رأيت الأخت "تان" بعد بضعة أيام، وطرحت القضايا التي ذكرها هؤلاء الإخوة والأخوات، لكنها واصلت إلقاء اللوم كله على الإخوة والأخوات. لا يبدو أنها كانت تتحمّل أيّة مسؤولية على الإطلاق. كما أشرت إلى أنها بعدم القيام بأيّ شيء لمعالجة المشاكل العملية كقائدة للكنيسة، فإنها تكون غير مسؤولة وتتجاهل واجبها، وهذا من شأنه أن يؤخّر عمل الكنيسة، ويُلحِق الضرر بالإخوة والأخوات. لكنها أظهرت الاستياء، ورفضت قول كلمة واحدة. فكرت قائلةً: "إنها لا تقوم بعمل فعليّ، ولا تتحمّل عبء واجبها، ولم تتقبّل الحقّ أبدًا. هذا يعني أنها قائدة زائفة تم كشفها، ويجب أن أُبلِغ عن مشاكلها إلى أحد كبار القادة ليتم إبعادها في أقرب وقت ممكن". لكنني فكّرت مترددةً: "إن أبلغت عنها واكتشفَت أنني فعلت ذلك، هل ستقول إنني أضايقها وأعارضها عمدًا؟ لن يكون الأمر سيئًا للغاية إذا تم صرفها، لكن إذا لم يتم ذلك، ألن أكون قد أسأت إليها فحسب؟ وهذا سيجعل من الصعب علي البقاء في هذه الكنيسة. إن طردتني وفقدت واجبي، فهل سأفقد فرصتي في الخلاص؟ حسنًا، إذن، لن أُبلِغ عن مشاكلها، وسأظلّ متمسكةً بالواجب الذي أقوم به". لكن عندما فكرت بهذه الطريقة شعرت بالذنب حقًا. استطعت رؤية أن للكنيسة قائدًا زائفًا، لكني احتفظت بالمعلومة لنفسي. هل يُعتَبَرُ هذا يا تُرى دعمًا لعمل الكنيسة؟ شعرت حقًا بالحيرة، لذلك توجّهتُ إلى الله ودعوته: "يا إلهي، لقد رأيت مشاكل الأخت "تان" وأود الإبلاغ عنها، لكن لديّ بعض المخاوف. من فضلك أرشدني حتى أتمكن من التغلب على هذه القوى المظلمة وحماية عمل الكنيسة".
فيما بعد، قرأتُ مقطعًا من كلام الله: "ما الموقف الذي ينبغي أن يتخذه الناس حول كيفية التعامل مع قائد أو عامل؟ إذا كان ما يفعله القائد أو العامل صحيحًا ويتوافق مع الحق، فيمكنك طاعته؛ وإذا كان ما يفعله خطأً ولا يتوافق مع الحق، فلا ينبغي لك طاعته ويمكنك فضحه ومعارضته وإبداء رأي مختلف. وإذا كان غير قادر على القيام بعمل فعلي أو يفعل أعمالًا شريرة تسبب اضطرابًا في عمل الكنيسة، وتم كشفه بأنه قائد كاذب، أو عامل كاذب، أو ضد المسيح، فيمكنك تمييزه وفضحه والإبلاغ عنه. ومع ذلك، فإن بعض شعب الله المختار لا يفهمون الحق وهم جبناء على نحو خاص؛ فهم يخافون من أن يتم قمعهم ومضايقتهم من قِبل القادة الكاذبين وأضداد المسيح، لذلك لا يجرؤون على التمسك بالمبادئ. يقولون: "إذا طردني القائد، فقد انتهيت؛ وإذا جعل الجميع يفضحونني أو يتخلون عني، فلن أتمكن بعد ذلك من الإيمان بالله. إذا تم طردي من الكنيسة، فلن يريدني الله ولن يخلصني. أفلا يكون إيماني قد ذهب سدى؟" أليس مثل هذا التفكير سخيفًا؟ هل هؤلاء الناس لديهم إيمانًا حقيقيًا بالله؟ هل يمثل قائد كاذب أو ضد المسيح الله عندما يطردك؟ عندما يضايقك ويطردك قائد كاذب أو ضد المسيح، فهذا عمل الشيطان، ولا علاقة له بالله. إن إخراج بعض الأشخاص وطردهم من الكنيسة، يتوافق فقط مع مقاصد الله عندما يكون هناك قرار مشترك بين الكنيسة وكل شعب الله المختار، وعندما يكون الإخراج أو الطرد متوافقًا تمامًا مع ترتيبات عمل بيت الله ومبادئ الحق في كلام الله. كيف يمكن أن يعني طردك من قِبل قائد كاذب أو ضد المسيح أنه لا يمكن أن يُخلصك الله؟ هذا هو اضطهاد الشيطان وضد المسيح، ولا يعني أن الله لن يخلصك. إن إمكانية خلاصك أو عدم خلاصك تعتمد على الله. لا يوجد إنسان مؤهل ليقرر ما إذا كان يمكن أن يخلصك الله أم لا. يجب أن يكون هذا الأمر واضحًا لك. وعندما تنظر إلى طردك من قِبل قائد كاذب أو ضد المسيح على أنه طرد من قِبل الله – أليس هذا سوء فهم لله؟ إنه كذلك. وهذا ليس سوء فهم لله فقط، بل هو أيضًا تمرد على الله. وهو أيضًا نوع من التجديف على الله. أليس سوء فهم الله بهذه الطريقة جهلًا وحماقة؟ عندما يطردك قائد كاذب أو ضد المسيح، لماذا لا تسعى إلى الحق؟ لماذا لا تسعى إلى شخص يفهم الحق من أجل أن تحصل على بعض التمييز؟ ولماذا لا تبلغ عن هذا الأمر إلى المسؤولين الأكبر في الكنيسة؟ هذا يثبت أنك لا تؤمن بأن الحق هو السائد في بيت الله، ويُظهر أنك لا تملك إيمانًا حقيقيًا بالله، وأنك شخصًا لا يؤمن حقًا بالله. إذا كنت تثق في قدرة الله، فلماذا تخاف من انتقام قائد كاذب أو ضد المسيح؟ هل يمكنهم تحديد مصيرك؟ إذا كنت قادرًا على التمييز، واكتشاف أن أفعالهم تتعارض مع الحق، فلماذا لا تعقد شركة مع شعب الله المختار الذي يفهم الحق؟ لديك فم، فلماذا لا تجرؤ على التكلم؟ لماذا تخاف إلى هذا الحد من قائد كاذب أو من ضد المسيح؟ هذا يثبت أنك جبان، لا تصلح لشيء، وتابع للشيطان" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثالث: يستبعدون أولئك الذين يطلبون الحقَّ ويهاجمونهم). قراءة هذا المقطع أنار قلبي حقًا. عندما نجد قائدًا زائفًا في الكنيسة، لا ينبغي لنا أن نخضع لهم ونكون مقيّدين بهم في كل أمر. علينا مواجهتهم وكشفهم وإبلاغ القادة الأعلى عنهم. هذه مشيئة الله. كنت أعرف أن الأخت "تان" لم تقم بعمل فعليّ، وأنها كانت قائدةً زائفةً، لكنني لم أجرؤ على الإبلاغ عن مشاكلها لأنني كنت أنظر إلى الأمر من منظور خاطئ. كنت أفكر في أن القائدة لديها السلطة، وأنها تقرّر فيما إذا كان بإمكاني القيام بواجب أم لا، وإذا أسأت إليها، فقد أفقد واجبي ومن ثم قد لا أحصل على خلاصي. أدركت أنني وفي كل سنوات إيماني ما زلت لم أفهم الله. في بيت الله، الحقّ والله ذاته يسودان. أمر تعيين واجب لي أو إذا كان بإمكاني الحصول على الخلاص أمر متروك لله، وليس لأيّ قائد بعينه. حتى لو كان قائداً زائفاً يحمل السلطة وقُمِعتُ حقًا، فسيكون ذلك مؤقتًا. الله يرى كل شيء والروح القدس سيكشف كل شيء، لذلك سينكشف القادة الزائفون وأعداء المسيح ويُطردون عاجلًا أم آجلًا. لم أفهم شخصية الله البارّة، وكنت خائفةً من إغضاب الآخرين، ولكن ليس من إغضاب الله. لم يكن لله مكان في قلبي. أي نوع من المؤمنين كنت؟ كنت أظنّ أنه نظرًا لأنني لم أكن قائدةً، لم أكن في وضع يسمح لي بانتقاد الأخت "تان" وكنت قلقةً من أن يقول الآخرون إنني يجب أن أهتم بعملي الخاص. الطريقة التي كنت أنظر بها إلى الأمور كانت سخيفة للغاية. بصفتي عضوًا في بيت الله، فبغض النظر عما إذا كنت قد فًصِلتُ أو ما هو الواجب الذي أقوم به – إذا اكتشفتُ قائدًا زائفًا في الكنيسة، فإن مسؤوليتي وواجبي الإبلاغ عنه. هكذا تكون حماية عمل الكنيسة وإنَ هذا لأمر إيجابي. كما أنه يُعتَبَرُ تحمُّلًا للمسؤولية تجاه حياة الإخوة والأخوات، ولا يمكن اعتبار هذا تدخلًا أو تجاوزًا لحدودي أبدًا، وهو بالتأكيد ليس تعجرفًا وتعدٍّ على المُثُل العليا. هذا هو القيام بواجب واحد من شعب الله المختار. أدركت أن هذا جعلني أفكر في سبب خوفي الشديد من كشف قائدة زائفة. ما هو الجذر الحقيقي للمشكلة؟
خلال سعيي، قرأت كلام الله هذا: "يجب أن تتكون إنسانية المرء من الضمير والعقل. إنهما العنصران الأكثر جوهريةً وأهميةً. أي نوع من الأشخاص هو الذي ينقصه الضمير ولا يتمتّع بعقل الطبيعة البشرية العادية؟ عمومًا، إنّه شخص يفتقر إلى الإنسانية أو شخص ذو طبيعة بشرية ضعيفة للغاية. لأحلل هذا بشكل وثيق. ما مظاهر الإنسانية المفقودة التي يبينها هذا الشخص؟ جرب أن تحلل السمات التي يمتلكها هؤلاء الناس، والمظاهر المحددة التي يُبدونها. (إنهم أنانيون ووضعاء). والأنانيون والوضعاء يقومون بأفعالهم بلا مبالاة ولا يأبهون لأي شيء لا يعنيهم شخصيًا. لا يفكّرون في مصالح بيت الله، ولا يُبدون أي اعتبار لمقاصد الله. لا يحملون أي عبء لأداء واجباتهم أو للشهادة لله، ولا يمتلكون حسًا بالمسؤولية. ... هناك بعض الأشخاص الذين لا يتحملون أي مسؤولية بغض النظر عن الواجب الذي يؤدونه. إنهم لا يبلغون رؤساءهم فورًا عن المشاكل التي يكتشفونها. عندما يرون الناس يقومون بالعرقلة والإزعاج، يغضون الطرف، وعندما يرون الأشرار يرتكبون الشر، لا يحاولون منعهم. إنهم لا يحمون مصالح بيت الله، ولا يولون أي اعتبار لواجبهم ومسؤوليتهم. عندما يؤدي مثل هؤلاء الناس واجبهم، لا يقومون بأي عمل حقيقي؛ فهم يسعون إلى إرضاء الناس ويتلهفون إلى الراحة. لا يتحدثون أو يتصرفون إلا من أجل غرورهم وكرامتهم ومكانتهم ومصالحهم، ولا يرغبون في تكريس وقتهم وجهدهم إلا للأشياء التي تعود بالفائدة عليهم. أفعال شخص كهذا ونواياه واضحة للجميع: يَظهرون كلّما سنحت فرصة ليُظهروا أنفسهم أو ليتمتّعوا ببعض البركات. لكن عندما لا توجد فرصة لظهورهم، أو حالما يحين وقت المعاناة، يتوارون عن الأنظار كسلحفاة تسحب رأسها إلى الداخل. هل يتمتّع هذا النوع من الأشخاص بضمير وعقل؟ (لا). هل مَن لا يتمتّع بضمير وعقل ويتصرّف بهذه الطريقة يشعر بتبكيت الضمير؟ ليس لمثل هؤلاء الناس أي شعور بتأنيب الضمير؛ فلا يؤدي ضمير هذا النوع من الأشخاص أي غرض. إنهم لم يشعروا قطّ بالتبكيت من ضميرهم، فهل يستطيعون أن يشعروا بلوم الروح القدس أو تأديبه لهم؟ لا، لا يستطيعون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يمكن للمرء نيل الحق بتسليم قلبه لله). كلام الله ساعدني على فهم أن الخوف من كشف قائدة زائفة والإبلاغ عنها، أتى من الاعتماد على فلسفة شيطانية مثل: "دع الأمور تنجرف إن لم تكن تؤثر عليك شخصيًّا" "العاقل يتقن حماية نفسه ولا يسعى إلا لتفادي الأخطاء" و "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط" هذه الفلسفات الشيطانية كانت قد أصبحت جزءً من شعاراتي وسيطرت على أفكاري، لهذا كنت أسعى دائمًا لحماية مصالحي الشخصية دون الاهتمام بعمل الكنيسة. كنت قد أصبحت جديرة بالازدراء أكثر فأكثر، أنانيّة ومخادعة. لقد رأيت بوضوح أنّ الأخت "تان" لم تكن تقوم بعمل فعليّ ولم تتقبّل الحقّ، أنّها كانت قائدةً زائفةً. كان سلوكها قد أدّى إلى تأخير عمل الكنيسة وتأخير دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، لذا، توجّب عليّ أن أعرض الأمر وأُبلِغ عنها. لكنني خفت أن تُدينَني وتقمعني إذا شعرت بالإهانة، ولهذا لم أتجرّأ بالإبلاغ عنها. أردتُ حماية سمعتي، ومكانتي، وما قد أصل إليه في المستقبل، لهذا رضيت بمُشاهدة معاناة عمل الكنيسة ودخول الإخوة والأخوات إلى الحياة بسبب موقف عدم التدخّل تمامًا، والتغاضي عن قائدة زائفة. كنت منحازة إلى جانب الشيطان، أرضى عن فعل قائدة زائفة كانت تعطّل عمل الكنيسة. كنت أعيش في سموم الشيطان وأصبحت عبدة له، لا أهتم سوى بنفسي، ينقصني تمامًا الإخلاص إلى الله، خالية من الضمير والمنطق. لم أكن أعيش بإنسانية إطلاقًا. أدركت أنني كنت ما زلت تحت سيطرة الشيطان وأنتمي إليه. كان عليّ أن أسعى إلى الحقّ، وأتخلّى عن الشيطان، وأن أكون شخصًا يطيع الله. عندما أصبح كل هذا واضحًا بالنسبة لي، شعرت أنني مدينة حقًا لله وكرهت مدى كوني أنانية وعديمة ضمير. كان عليّ الإبلاغ عن القائدة الزائفة على الفور والتوقف عن إيذاء قلب الله. وهكذا، أخبرت القائد الأعلى بكل شيء عن قضايا الأخت "تان" المتمثلة في عدم القيام بعمل حقيقي أو تقبّل الحقّ. لكن مرت أيام قليلة، ولم أسمع أي خبر من القائد الأعلى حول كيفية تعاملهم مع الأخت "تان". شعرت بالقلق نوعًا ما. إذا لم يتم فصل هذه القائدة الزائفة قريبًا، فبقاؤها سيستمر في إعاقة عمل الكنيسة، لذلك فكرت في الكتابة مرة أخرى لمعرفة ما يحدث. ولكن بعد ذلك فكرت، "إذا طرحت الأمر مرة أخرى، فقد يعتقد القائد الأعلى أنني أحشر أنفي في الكثير من الأمور. على أيّة حال؛ بما أنني قلت ما عندي بالفعل، فربما أكون قد أوفيت بمسؤولياتي ولا ينبغي أن أقلق بشأن ما تبقّى". لكن هذا التفكير جعلني أشعر بعدم الارتياح، ولم أستطع النوم في تلك الليلة.
قرأت كلام الله هذا في صباح أحد الأيام: "وإذا كانت هناك كنيسة ليس فيها أحد يرغب في ممارسة الحق، ولا أحد يمكنه التمسك بالشهادة لله، فيجب عزل تلك الكنيسة بالكامل، ولا بدَّ من قطع صِلاتها مع الكنائس الأخرى. هذا يسمى "الموت بالدفن"، وهذا ما يعنيه رفض الشيطان إذا كان هناك في إحدى الكنائس عدة متنمرين محليين ويتَّبعهم "الذباب الصغير" الذي لا يملك أي تمييز بتاتًا، وإذا ظل مُصلُّو الكنيسة غير قادرين على رفض قيود هؤلاء المتنمرين وتلاعبهم حتى بعد أن رأوا الحق، فسيتم استبعاد هؤلاء الحمقى في النهاية. قد لا يكون هذا الذباب الصغير قد ارتكب أي فعل شنيع، لكنه أكثر مكرًا ودهاءً ومراوغة، وكل من هم على هذه الشاكلة سيتم استبعادهم. لن يبقى منهم أحد! من ينتمون إلى الشيطان سيرجعون إليه، بينما سيبحث من ينتمون إلى الله بالتأكيد عن الحق؛ هذا أمر تحدده طبائعهم. لِيَفنَ كل من يتبعون الشيطان! لن يتم إبداء أي شفقة على مثل هؤلاء الناس. وليحصل من يسعون إلى الحق على المعونة والتمتع بكلمة الله حتى ترضى قلوبهم. الله بار؛ ولا يُظهر أي تحيز لأحد. إن كنت إبليسًا فأنت غير قادر على ممارسة الحق. وإن كنت شخصًا يبحث عن الحق فبالتأكيد لن تكون أسيرًا للشيطان – لا شك في هذا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). استطعت أن أرى من كلام الله أن شخصيته مقدسة وعادلة، ولن تتسامح مع أيّ إهانة. إنه يكره أن يقوم القادة الزائفون وأعداء المسيح بتعطيل عمل الكنيسة وتأخير دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة. يبغض الله أولئك الذين لا يمارسون الحقّ أو يحافظون على مصالح الكنيسة عندما يظهر قادة زائفون وأعداء للمسيح. هذا النوع من الأشخاص يفهمون الحقّ ولكنهم لا يمارسونه، وبدلًا من ذلك يهتمون في مصالحهم الخاصة فقط. إنهم مخادعون وماكرون حقًا، وسوف يُستَبعَدون إذا رفضوا التوبة. كنت أعلم أن الأخت "تان" كانت قائدة زائفة، والآن بعد أن لم يستجب القائد الذي يعلوها بالسرعة الكافية، توجّب عليّ الاستمرار في إظهار الأمر ومتابعة ذلك حتى النهاية. لكني أردت فقط أن أحمي نفسي وأتجاهل أيّ شيء لا يؤثر عليّ شخصيًا. كنت أسمح لشرّها بالتفشّي وتعطيل عمل الكنيسة. لم أكن أراعي إرادة الله أو أقف إلى جانب الحقّ، بل كنت أقف إلى جانب الشيطان. كان ذلك مشاركة في شرّ قائد زائف. على الرغم من أنه قد يبدو أنني لم أفعل شيئًا فظيعًا، فإن لم أمارس الحقّ وأحمي عمل الكنيسة في مواجهة المشاكل، ففي النهاية من الممكن أن يتم استبعادي حتمًا. كنت أعلم أنه لا يمكنني هذه المرة أن أكون قلقةً بشأن مصالحي الخاصة وأنني لم أعُد أستطيع السماح لهذه القائدة الزائفة بمواصلة الإضرار بعمل الكنيسة. تأخر القائد الأعلى في التعامل مع الأخت "تان"، لذلك على الرغم من أنني لم أكن أعرف السبب، فقد كان ذلك بمثابة اختبار لي من الله لمعرفة ما إذا كان بإمكاني وضع مصالحي الشخصية جانبًا والتمسك بمبادئ الحقّ. كان عليّ أن أستمرّ في الإبلاغ عن هذه القائدة الزائفة لحماية مصالح الكنيسة. لذلك، أبلغت القائدة الأعلى مرة أخرى بالموقف وشدّدتُ على مخاطر وعواقب الفشل في صرف قائدة زائفة. ردّت وقالت إنها خلال الأيام القليلة الماضية، كان لديها بعض الأمور العاجلة لتعتني بها، وأنها ستصرف الأخت "تان" على الفور، بما يتماشى مع المبادئ. كان من دواعي ارتياحي حقًا أن أرى هذا الرد وتعلمت أن الطريقة الوحيدة لمعرفة السلام هي وضع الحقّ موضع التنفيذ.
صُرفت الأخت "تان" بعد فترة وجيزة وتم انتخاب قائد آخر لتولي أعمال الكنيسة. بعد فترة من الزمن، حقّقت حياة الكنيسة الكثير من النتائج العظيمة وبدأ مجمل عملنا يكتسب قوة. كنت سعيدةً حقًا برؤية الأمور تسير على هذا النحو، لكن في نفس الوقت شعرت ببعض الذنب والندم. بعد أن لاحظت وجود قائدة زائفة، لم أبلغ عنها بالسرعة الكافية. لقد اهتممت فقط في مصالحي الشخصية، وأظهرت شخصيتي الشيطانية، مما أدّى إلى خسائر في عمل الكنيسة. لقد رأيت كيف أن العيش وفقًا لشخصيات شيطانية وعدم ممارسة الحقّ هو في الواقع فعل للشرّ، وأن الله يدين هذا ويبغضه. لقد رأيت أيضًا مدى حكمة عمل الله، وساعدتني رؤية هذه القائدة الزائقة في الكنيسة في تنمية الفطنة. لقد عانيت أيضًا من الضرر الكبير الذي يمكن أن يفعله قائد زائف في الكنيسة لشعب الله المختار. لقد تعلّمت أكثر حول شخصية الله البارّة، ورأيت أنه في بيت الله، المسيح والحقّ يسيطران، ولا يمكن لأيّ فرد أن يتّخذ القرارات بمعزل عن إرادة الله. بغض النظر عن مقدار عُلوّ مكانة شخص ما، فإذا لم يمارسوا الحقّ ويفعلوا ما يطلبه الله، فلن يحصلوا على مكانة ثابتة في بيت الله. سوف يُستَبعَدون في النهاية. وأنّ وضع كلام الله موضع التطبيق وفعل الأشياء وفقًا للمبدأ، هو الفعل الذي يتماشى مع إرادته.