60. لا وجود للتصنيف أو التمييز بين الواجبات
في فبراير 2019، أُعفيتُ من واجب القيادة لأنني سعيت إلى السمعة والمكانة بدلًا من القيام بعمل حقيقي. في اليوم التالي لإعفائي، أصيب زوج الأخت من العائلة التي كانت تستضيفني في حادث، وكان عليها أن تعود إلى منزلها للعناية به. فرتَّبت المُشرِفة لأن أتولى مؤقتًا مهام الاستضافة بدلاً عنها. قلتُ لنفسي: "إذا علم الإخوة والأخوات أنني بعد أن أعفيتُ، صرت أقوم فقط بمهام الاستضافة، والطهي، والقيام بعض المهام، وتوصيل الرسائل، فماذا سيظنون بي؟ بالتأكيد سينظرون إليَّ بدونية. كيف سأحفظ ماء وجهي؟". لكن بما أنني كنت أعتبر هذا واجب مؤقت فحسب، فقد وافقتُ على القيام به في الوقت الحالي. ومع ذلك، عندما لم يُعثر على شخص مناسب ليحل محلي بعد عدة أسابيع، عقدت المُشرِفة معي شركة وطلبت مني الاستمرار في القيام بواجبات الاستضافة. عندما سمِعْت هذا، اضطرب قلبي، وقلت في نفسي: "لمَ تُرتب الأشياء على هذا النحو؟ إذا علم الإخوة والأخوات الذين يعرفونني أنني سأقوم بمهام الاستضافة على المدى الطويل، فسيحتقرونني بالتأكيد. ألن يقولوا إنني لستُ شخصًا يسعى إلى الحق، وأنني لا أجيد شيئًا سوى العمل اليدوي ومهام الاستضافة؟ كيف سأكون قادرة على حفظ ماء وجهي؟ علاوة على ذلك، قبل أن أُعفى، كنت أتعاون مع بعض الأخوات في القيام بواجباتنا. أما الآن، ها أنا ذا، أقوم بالطهي فقط. يا له من فرق شاسع! إنه لأمر مُذل للغاية!". وبمجرد التفكير في ذلك، لم أعد أرغب في القيام بمهام الاستضافة. لاحظت المُشرِفة أنني في حالة سيئة وعقدت معي شركة حول اختبارها الخاص بعد أن أُعفيت من واجبها. أدركت أن كل واجب يأتي ضمن سيادة الله وترتيباته، لذا خضعتُ له. لكن في تلك الليلة، تقلبتُ في فراشي، غير قادرة على النوم. وقلتُ لنفسي: "منذ أن اهتديتُ إلى الله، كانت معظم واجباتي بصفتي قائدة أو عاملة. لم يخطر ببالي قط أنه سينتهي بي المطاف بالقيام بالأعمال الغريبة والطهي فحسب. ماذا سيظن بي الإخوة والأخوات الذين يعرفونني إذا اكتشفوا ذلك؟ سيكون ذلك أمرًا مهينًا للغاية!". رأيت الأخوات يتناقشن معًا حول العمل، وتذكرتُ أنه عندما كنتُ قائدة، كنت أشاركهن هذه المناقشات. أما الآن، ها أنا كنت، أقضي أيامي في غسل الصحون، والطهي، وحتى التنظيف. يا له من فرق شاسع! كنتُ أعيش في حالة خاطئة، وكلما أمعنتُ التفكير في الأمر، أصبح الأمر أكثر إيلامًا. بعد ذلك، في كل مرة كنت أقوم فيها بهذه الأعمال الحقيرة كنت أخشى أن تنظر إليَّ الأخوات نظرة دونية، فكنت أسرع في القيام بها عندما لا يكنَّ موجودات. شعرت أن القيام بمثل هذه الأعمال الحقيرة كان أمرًا مهينًا. كان قلبي مليئًا بالألم والمعاناة، وكانت الدموع تنهمر على وجهي دون إرادتي.
ذات يوم، طلبت مني المُشرِفة أن أُخرج القمامة أثناء خروجي. عندما سمعت ذلك، شعرت برغبة شديدة في المقاومة، وفكرت: "ماذا تظنينني؟ كنا نتعاون معًا، أما الآن فأنتِ تأمرينني هكذا". كلما أمعنت التفكير في الأمر، زاد شعوري بالسوء. كنت مستاءً جدًّا في داخلي. أتيت أمام الله وصليت، وطلبت من الله أن ينيرني ويرشدني لأعرف ذاتي وأفهم مقاصده. لاحقًا، قرأت هذه الكلمات من كلمات الله: "ما الموقف الذي يتعيَّن عليك اتخاذه تجاه واجبك، والذي يمكن وصفه بالصحيح ويتوافق مع مقاصد الله؟ أولًا، لا يمكنك تحليل مسألة من الذي رتبه، وما مستوى القيادة التي قامت بالتكليف به؛ عليك أن تقبله من الله. لا يمكنك تحليل ذلك، بل عليك قبوله من الله. هذا شرط. أضف إلى ذلك أنه مهما كان واجبك، لا تُميِّز بين الأعلى والأدنى. لنفترض أنك تقول: "على الرغم من أن هذه المُهمَّة إرسالية من الله وعمل بيت الله، قد يحتقرني الناس إذا فعلتها. يُؤدِّي آخرون عملًا يجعلهم يتميزون. لقد أُوكلت إليّ هذه المُهمَّة التي لا تدعني أتميز بل تجعلني أبذل نفسي خلف الكواليس، هذا غير منصف! لن أؤدي هذا الواجب. يجب أن يكون واجبي من النوع الذي يجعلني أتميز أمام الآخرين ويسمح لي بأن أصبح مشهورًا – وحتَّى إذا لم أصبح مشهورًا أو إذا لم أتميز، فما زال يتعيَّن أن أستفيد من ذلك وأشعر بالراحة الجسدية". هل هذا موقفٌ مقبول؟ كثرة التدقيق لا تعني قبول الأشياء من الله، أي اتّخاذ الخيارات وفقًا لتفضيلاتك الخاصَّة. وهذا يعتبر عدم قبول لواجبك بل هو رفضٌ له، ومظهر من مظاهر التمرد على الله. فالانتقائية هذه مشوبةٌ بتفضيلاتك ورغباتك الفرديَّة. وعندما تُفكِّر في مصلحتك الشخصيَّة وسُمعتك وما إلى ذلك، فإن موقفك تجاه واجبك لا يعتبر خضوعًا. ما الموقف الذي ينبغي أن تتخذه تجاه الواجب؟ أوَّلًا، عليك عدم تحليله، في محاولة للتحقق ممن كلفك به. وبدلًا من ذلك، يجب عليك أن تقبله من الله بصفته إرسالية الله وبوصفه واجبك، ويجب عليك أن تطيع تنظيمات الله وترتيباته، وأن تقبل واجبك من الله. وثانيًا، لا تُميِّز بين الأعلى والأدنى ولا تشغل نفسك بطبيعته، سواء سمح لك بالظهور أو لا، وسواء نُفِّذَ علنًا أو خلف الكواليس. لا تُفكِّر في هذه الأشياء. وثمة موقف آخر أيضًا: الخضوع والتعاون السبَّاق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو أداء المرء للواجب على نحو يفي بالمعايير؟). "إن قدرة المرء على تحمل المشقة في أداء واجبه ليست مهمة سهلة، وليس من السهل أيضًا أداء نوع معين من العمل بشكل جيد. من المؤكد أن حق كلام الله يعمل داخل الناس الذين يمكنهم القيام بهذه الأشياء. ليس الأمر أنهم ولدوا دون خوف من المشقة والتعب. أين يمكن العثور على مثل هذا الشخص؟ إن هؤلاء الناس كلهم لديهم بعض الحافز، ويتخذون من بعض الحق في كلام الله أساسًا لهم. عندما يتولون واجباتهم، تتغير رؤاهم ووجهات نظرهم؛ فتصبح تأدية واجباتهم أسهل، ويبدأ تحمُّل بعض المشقة والتعب الجسدي في أن يبدو أمرًا غير مهم بالنسبة إليهم. أولئك الذين لا يفهمون الحق والذين لم تتغير رؤاهم للأشياء، يعيشون وفقًا للأفكار والمفاهيم الإنسانية والرغبات الأنانية والتفضيلات الشخصية، لذلك يكونون ممانعين وغير راغبين في أداء واجباتهم. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالقيام بأعمال قذرة ومرهقة، يقول بعض الناس، "سأطيع ترتيبات بيت الله. مهما كان الواجب الذي ترتبه الكنيسة لي، فسأؤديه بغض النظر عما إذا كان قذرًا أو متعبًا، وعمَّا إذا كان مثيرًا للإعجاب أو غير ملحوظ. ليست لدي مطالب، وسأقبله بصفته واجبي. هذه هي الإرسالية التي عهد إليّ بها الله، والقليل من القذارة والتعب هي المصاعب التي يجب أن أتحملها". ونتيجة لذلك، عندما ينخرطون في عملهم، لا يشعرون أنهم يتحملون أي مشقة على الإطلاق. في حين أن الآخرين قد يجدون العمل قذرًا ومتعبًا، يجدونه هم سهلًا، لأن قلوبهم هادئة وغير مضطربة. هم يفعلون ذلك من أجل الله، لذلك لا يشعرون أنه صعب. بعض الناس يعتبرون أنَّ القيام بعمل قذر أو متعب أو غير ملحوظ إهانة لمكانتهم وخُلُقهم. إنهم ينظرون إلى الأمر على أن الآخرين سيقابلونه بعدم احترامٍ أو بتنمُّرٍ أو بازدراء. ونتيجة لذلك، فإنهم حتى عندما يواجهون المهام نفسها وعبء العمل نفسه، يجدون العمل مُجْهِدًا. ومهما فعلوا، فإنهم يحملون شعورًا بالاستياء في قلوبهم، ويشعرون أن الأشياء ليست كما يريدونها أن تكون أو أنها غير مُرضية. في داخلهم، هم مليؤون بالسلبية والمقاومة. لماذا هم سلبيون ومُقاوِمون؟ ما أصل هذا الأمر؟ في معظم الأحيان، يكون ذلك لأن تأدية واجباتهم لا تكسبهم راتبًا؛ فيبدو وكأنهم يعملون مجانًا. لو كانت هناك مكافآت، فربما صار الأمر مقبولًا بالنسبة لهم، لكنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيحصلون عليها أم لا. لذلك، يشعر الناس أن أداء الواجبات لا يستحق العناء، وهم يساوونه بالعمل مجانًا، لذلك غالبًا ما يصبحون سلبيين ومقاومين عندما يتعلق الأمر بأداء الواجبات. أليس هذا هو الحال؟ بصراحة، هؤلاء الأشخاص غير راغبين في أداء الواجبات" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). يكشف الله أنه عندما يتلقى بعض الناس بعض الواجبات، فإنهم لا يستطيعون قبولها من الله، بل يختارون واجباتهم بناءً على تفضيلاتهم الخاصة. إنهم يقبلون الواجبات التي تتيح لهم التميز، لكنهم يشعرون بالمقاومة إزاء تلك الواجبات التي لا تجلب لهم التقدير ويرفضونها. وليس لديهم موقف الخضوع في واجباتهم. ما كشفه الله كان بالضبط حالتي. كنت أعتقد أن كون الشخص قائدًا يمنحه الحق في الكلام، وأنه أينما ذهبت، سينظر إليّ إخوتي وأخواتي بإعجاب، لذلك كنت راغبة في القيام بذلك الواجب. لكنني شعرت أن واجب الاستضافة من أدنى الواجبات، وأنه لا يتعدى كونه مجرد عمل يدوي، لذا لم يكن بإمكاني إجبار نفسي على الخضوع له. شعرت أن هذا الواجب كان مهينًا لي، وشعرت بالظلم. عندما طلبت مني المشرفة تنظيف الفناء وإخراج القمامة، وجدت صعوبة في قبول ذلك. شعرت أنها لا تحترمني لأنها تعطيني الأوامر، وأزعجني ذلك. كنت أستخدم مستويات المكانة بوصفها مقياسًا لمعرفة ما إذا كان الشخص يتمتع بالكرامة. كنت أظن أن القيام بواجب القائد يشبه أن يكون الشخص مديرًا أو رئيسًا لشركة، وأنه يأتي مع المكانة والمنصب، وأن هؤلاء الأشخاص كانوا محط إعجاب الناس أينما حلوا، وكنت أحسد هؤلاء الأشخاص. عندما سمعت عن واجبات الاستضافة، شعرت أنها لا تتعدى مجرد القيام بالأعمال المنزلية والطهي، مثل الأعمال الوضيعة، وشعرت أن الأشخاص الذين قاموا بهذا الواجب هم أشخاص أدنون ويُنظر إليهم بازدراء أينما ذهبوا. وجدت أن هذا الواجب كان مهينًا. لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، ومع ذلك، كنت لا أزال أتبنى نفس وجهات نظر غير المؤمنين. كانت وجهات نظري هذه عبثية حقًا! في بيت الله، الجميع متساوون في واجباتهم. لا يوجد تمييز بين الواجبات من حيث العلو أو الدنو، أو الشرف أو الوضاعة، أو الكبر أو الصغر. سواء كان الواجب هو القيادة أو الاستضافة، فكلها تأتي من الله. فهي تؤدي وظائف مختلفة فحسب، وبصفتنا كائنات مخلوقة، ينبغي علينا قبولها والخضوع لها. لكنني لم أكن أراعي في واجباتي سوى مصالحي الخاصة وكبريائي. لم أتعامل مع واجباتي على أنها إرسالية من الله على الإطلاق. لأن واجب الاستضافة لم يكن يسمح لي بالتميز، شعرت بمقاومة تجاهه. لم يكن لدي أي إحساس بالمسؤولية تجاه واجباتي، وكنت أقوم بها بلا مبالاة فحسب. أدركت أنني كنت أنانية وحقيرة للغاية، وأنني بلا ضمير أو عقل!
لاحقًا، قرأت المزيد من كلمات الله: "الإنسان، الذي وُلد في مثل هذه الأرض القذرة، قد أعداه المجتمع إلى درجة خطيرة، كُيِّف بواسطة الأخلاق الإقطاعية، وتلقى التعليم في "معاهد التعليم العالي". التفكير المتخلّف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الوضيعة إلى الحياة، وفلسفة التعاملات الدنيوية الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وعادات الحياة اليومية الدنيئة – كل هذه الأشياء ظلت تدخل عنوة إلى قلب الإنسان، وتتلف ضميره وتهاجمه بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيدًا عن الله أكثر فأكثر، وراح يعارضه أكثر فأكثر، كما غدت شخصية الإنسان أكثر قسوة يومًا بعد يوم. لا أحد يتنازل عن أي شيء من أجل الله عن طيب خاطر، كما لا يوجد شخص واحد يمكن أن يخضع لله عن طيب خاطر، بل إنه لا يوجد شخص واحد يمكن أن يطلب ظهور الله عن طيب خاطر. بدلًا من ذلك، يسعى الإنسان إلى اللذة بقدر ما يشاء، تحت نفوذ الشيطان، ويفسد جسده في الوحل دونما قيد. وحتى عندما يسمع الذين يعيشون في الظلام الحق، لا يكون لديهم أي رغبة في ممارسته، ولا يميلون إلى الطلب، حتى عندما يرون أن الله قد ظهر بالفعل. كيف يكون لبشر منحطين على هذا النحو أي هامش للخلاص؟ كيف يمكن لبشر منحلين على هذا النحو أن يعيشوا في النور؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله). كشفت كلمات الله السبب الأساسي لعجزي عن الخضوع له. منذ صغري، تأثرت بالسموم الشيطانية مثل "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها" و"الإنسان يُكافح للصعود؛ والماء يتدفَّق للنزول" وأصبحت هذه هي المعايير التي أنسجم معها وأتصرف وفقًا لها. كنت أؤمن بأن الناس يجب أن يعيشوا من أجل كرامتهم، وأن قدرتهم على أن يُنظر إليهم بإعجاب أينما ذهبوا هي الطريقة التي يمكن للمرء أن يعيش بها بكرامة. وكنت أرغب أيضًا في القيام بعمل يُتيح لي التميز ونيل إعجاب الآخرين، وكنت أعتقد أن هذه كانت الطريقة للعيش بكرامة وقيمة. لكن بالنسبة إليَّ، كان القيام بأعمال حقيرة أو لا يعتد بها يبدو دنيئًا ومهينًا، لذلك لم أكن مستعدة لقبولها. قبل أن أهتدي إلى الله، كنت أعيش وفقًا لهذه الآراء، وأرغب دائمًا في أن أعيش حياة أفضل من الآخرين. كنت أحتقر المزارعين والعمال الذين يجنون المال من خلال العمل الشاق، وكنت أشعر أن إدارة تجارة الملابس أكثر احترامًا من العمل البدني، ويمكن أن يتيح لي أن أرفع رأسي أمام الآخرين، بل ويجعل أصدقائي وأقاربي ينظرون إليّ بمنظور جديد. بعد أن اهتديت إلى الله، كنت لا أزال أعيش وفقًا لهذه السموم الشيطانية أثناء قيامي بواجباتي في الكنيسة. أشبع القيام بواجب القيادة غروري وكبريائي، وأتاح لي أن أنال إعجاب إخوتي وأخواتي، وهذا ما أسعدني. بل وكنت مستعدة لتحمل بعض المشقة والإرهاق من أجله. لكن بعد القيام بواجب القيادة، ظللت أطلب نيل إعجاب الآخرين، وأحاول دائمًا حماية كبريائي ومكانتي. لم أقم بأي عمل حقيقي، ولذلك أعفيتُ. عندما أُسند إليَّ واجبًا من جديد، لم أعرف كيفية الاعتزاز به. لم أكتفِ بعدم التأمل في أسباب فشلي، بل استمررت في التفكير في كبريائي ومكانتي. كنت أظن أن القيام بواجبات الاستضافة أمرٌ مُخزٍ، وحتى عندما قبلته على مضض، قمت به بطريقة لا مبالية وأنا أشعر بالمقاومة. لم يكن لدي أي ضمير أو عقل على الإطلاق. وضعت كبريائي ومكانتي فوق كل شيء، وحتى عندما كنت أعلم أنه لا يوجد شخص آخر يمكنه تولي واجب الاستضافة، كنت لا أزال أرغب في رفضه والتهرب منه. لم أُراع مصالح الكنيسة على الإطلاق، ولم أفكر في واجباتي ومسؤولياتي. كنت أنانيةً تمامًا! إذا لم أتب، فسيحتقرني الله ويستبعدني في نهاية المطاف. أدركت العواقب الوخيمة للسعي إلى الكبرياء والمكانة، وأصبحت راغبة في التوبة إلى الله، وأن أتخلى عن كبريائي ومكانتي، وأخضع لسيادة الله وترتيباته من خلال القيام بواجبات الاستضافة هذه بشكل جيد.
بعد ذلك، لم أعد أشعر بمقاومة كبيرة أثناء القيام بواجب الاستضافة. وأحيانًا كنت قادرة حتى على مصارحة الأخوات وعقد الشركة معهن، وشعرت بحرية أكبر وتحرر أكثر. ورأيت أن أخواتي لم ينظرن إليّ بازدراء لأنني كنت أقوم بواجب الاستضافة، وأدركت حقًا أنه لا يوجد تمييز بين الواجبات في بيت الله من حيث الرفعة أو الدونية. الوظائف ببساطة مختلفة. لاحقًا، قرأت المزيد من كلمات الله: "في بيت الله، متى تم ترتيب شيء لك للقيام به، سواءً كان ذلك عملًا شاقًا أو متعبًا، وسواء أحببته أم لا، فإنه واجبك. إذا استطعت اعتبار ذلك إرسالية ومسؤولية أعطاك الله إياها، فإنك تكون عندئذ ذا صلة بعمله لتخليص البشرية. وإذا كان ما تقوم به والواجب الذي تؤديه مرتبطًا بعمل الله لتخليص البشرية، وإذا كنت تستطيع قبول الإرسالية التي أعطاك الله إياها بصدق وإخلاص، فكيف سينظر إليك؟ سينظر إليك باعتبارك أحد أعضاء عائلته. هل هذه نعمة أم نقمة؟ (نعمة). إنها نعمة عظيمة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو أداء المرء للواجب على نحو يفي بالمعايير؟). "ما هي وظيفتكم ككائنات مخلوقة؟ هذا يتعلق بممارسة الشخص وواجبه. أنت كائن مخلوق، وإذا أعطاك الله موهبة الغناء، ورتَّب لك بيت الله أن تغني، فعليك أن تغني جيدًا. إذا كانت لديك موهبة التبشيربالإنجيل، ورتَّب لك بيت الله أن تنشر الإنجيل، فعليك أن تفعل ذلك جيدًا. عندما يختارك شعب الله المختار كقائد، ينبغي عليك تولي إرسالية القيادة، وقيادة شعب الله المختار لأكل كلام الله وشربه، وعقد شركة عن الحق، والدخول في الواقع. بفعل ذلك، ستكون قد أديت واجبك جيدًا. الإرسالية التي يكلف الله بها الإنسان مهمة للغاية وذات مغزى! لذلك كيف ينبغي عليك الاضطلاع بهذه الإرسالية وإتمام وظيفتك؟ هذا واحد من أكبر المسائل التي تواجهها، وعليك أن تختار. يمكن القول إن هذه لحظة حاسمة وهي التي ستقرر ما إذا كان يمكنك ربح الحق وأن يُكَمِّلك الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. من خلال فهم الحق وحده يمكن للمرء أن يعرف أفعال الله). من كلمات الله، وجدتُ طريقًا للممارسة، وفهمت المكانة التي ينبغي أن يتخذها الكائنات المخلوقة أمام الله، إلى جانب العقل السليم الذي يجب أن نتحلى به. مهما يكن الواجب الذي ترتبه الكنيسة، سواء كان واجب الاستضافة أو أي واجب آخر، فيجب أن نخضع لله دون قيد أو شرط. هذا هو العقل السليم الذي ينبغي أن نتحلى به. مهما يبلغ حجم الواجب، إذا استطعنا أن نخضع له ونتعامل معه بوصفه مسؤولية منحنا الله إياها، ونتكل على الله ونبذل قصارى جهدنا للقيام به، فسوف نحقق مكاسب. على سبيل المثال، قد يقوم بعض الإخوة والأخوات بواجبات أقل ظهورًا للعيان، لكنهم لا يطلبون التميز. إنهم يركزون على طلب الحق والقيام بواجباتهم وفقًا للمبادئ، ومع ذلك يحرزون تقدمًا. أما إذا كان الشخص لا يسعى إلى الحق أو لا يخضع أثناء القيام بواجبه، فمهما بلغ مدى روعة واجبه في الظاهر، إذا لم يكتسب الحق أو يختبر تغييرًا في شخصيته، فسيظل معارضًا لله، وسيستبعده الله في النهاية. كل واجب في بيت الله مهم ولا يمكن الاستغناء عنه. تمامًا كما أن الآلة لا يمكنها العمل حتى لو كان هناك برغي واحد مفقود. قد تبدو واجبات الاستضافة غير مهمة، ولكن بدون من يقوم بها، لن تكون للإخوة والأخوات بيئة هادئة ليجتمعوا فيها ويقوموا بواجباتهم. بعد إدراكي لذلك، بدأت أعتز بواجب الاستضافة من صميم قلبي، وأصبحت مستعدة للتعاون بشكل صحيح.
ومنذ ذلك الحين، متى ما راودتني نوايا خاطئة في واجبي، كنت أصلي إلى الله بوعي لأتمرد على ذاتي. بعد إكمال واجبي كل يوم، كنت أُهدئ نفسي، وأقرأ كلمات الله، وأدوّن ملاحظات عبادتي الروحية. كان لدي المزيد من الوقت لأتقرب من الله. تدريجيًا، تحسنت حالتي، وأصبحت أشعر أن هذا الواجب جيد بالفعل. لقد اختبرت بصدق مقاصد الله المُضنية، لأن كل التنظيمات والترتيبات التي يُجريها الله تهدف إلى تصفيتنا وتغييرنا. فالله لا يُحابي أحدًا، ومهما يكن الواجب الذي يقوم به الشخص، فما دام يقبله من الله ويرغب في الخضوع للحق والسعي إليه، فسيحقق مكاسب.
أثناء تأملي في هذا الاختبار، شكرت الله بصمت في قلبي. لقد رتب الله لي هذه البيئة لأقوم بواجب الاستضافة، وهذّبني بسبب رغبتي في الكبرياء والمكانة، وصحح وجهات نظري المغلوطة حول كيفية التعامل مع واجبي. كان هذا أمرًا تحتاجه حياتي، وكان تعبيرًا عن محبة الله. كما أدركت أيضًا أن الواجبات لا تُصنَّف من حيث الأهمية أو القيمة، وأنه مهما يكن نوع الواجب الذي نقوم به، فإنه يُمثل الوظيفة التي يجب أن تنفذها الكائنات المخلوقة. لا ينبغي أن نقوم بواجباتنا بناءً على تفضيلاتنا الشخصية، ولا ينبغي أن نكون انتقائيين. بل يجب أن نخضع لسيادة الله وترتيباته، فهذا هو معنى التحلي بالإنسانية والعقل. إنّ الفهم والتغيير اللذين اكتسبتهما في هذا الأمر كانا نتيجة لإرشاد كلمات الله.