61. لا ينبغي أن أحابي والدتي

أصبحتُ في عام 2012 مسؤولة عن عمل العديد من الكنائس. علمت أنه خلال انتخابات الكنيسة، ضلَّلت الإنسانة الشريرة، لي فانغ والدتي، والتي هاجمتْ بدورها قائد الكنيسة المنتخب حديثًا وقلَّلت من شأنه، قائلة إنه لم يكن لديه القدرة على العمل، وإنه لم يكن يفهم الحق ولم يكن مناسبًا لأن يكون قائدًا، وبذلت كل ما في استطاعتها لتمجيد لي فانغ والثناء عليها بصفتها شخصًا يملك واقع الحق، وبإمكانها أن تتخلى عن الأشياء وتعمل بجد، وتعاني من المصاعب وتدفع الثمن، وفي النهاية صوَّتت للإنسانة الشريرة لي فانغ لتصبح القائدة. هاجمت والدتي أيضًا شماس السقاية وحكمت عليه بصفته شخصًا فاقدًا لعمل الروح القدس، ولم يكن بإمكانه القيام بعمل حقيقي، ويجب أن يستقيل من منصبه، الأمر الذي جعله يعيش في سلبية وأثر على عمل السقاية. لم تتأمل والدتي على الإطلاق في أعمالها الشريرة، وحينما أرادت الكنيسة طرد لي فانغ، بذلت كل ما في استطاعتها لحماية لي فانغ، وطلبت العدالة لها، بل وحرَّضت الإخوة والأخوات وضلَّلتهم للانحياز إلى جانب لي فانغ. قالت أيضًا: "مهما تعددت الانتخابات التي نجريها، سأظل أصوِّت لـ لي فانغ لتصبح قائدة". لقد أزعجت الأمور كثيرًا لدرجة أنه لم يمكن أن تسير الانتخابات بشكل طبيعي، وتسبب ذلك في تأثر عمل الكنيسة بشدة. لاحقًا، شرَّح أحد القادة أعمال والدتي الشريرة وفضحها، لكنها لم تعترف بأعمالها الشريرة ولم تتب إطلاقًا. ووفقًا لسلوكها، كان من المقرر أن تُخرج أمي من الكنيسة. عندما علمتُ أنه كان من المقرر أن تُخرج، شعرت باستياء شديد. لقد اضطُهدت والدتي بعد أن آمنت بالله وعانت معاناة شديدة. كانت هي الأقرب إليَّ وكافحت كثيرًا لتربيتي، فتعاطفتُ معها إلى حد ما ولم أرغب في مواجهة حقيقة أن تُخرج. صليت إلى الله وطلبت منه عدة مرات، وتحت استنارة كلام الله وإرشاده، توصلت إلى بعض التمييز لجوهرها بصفتها شخصًا شريرًا، ووقَّعت باسمي بالموافقة على أن تُخرج من الكنيسة.

في مايو أيار من عام 2018، توليتُ مسؤولية عمل التطهير في الكنيسة. رأيت في ترتيبات العمل الصادرة عن بيت الله أن أولئك الذين يُبدون توبة حقيقية بعد أن يُخرجوا يمكن النظر في إعادة انضمامهم إلى الكنيسة. فكرت في كيف أن والدتي على مدار السنوات القليلة الماضية كانت تذكر بين الحين والآخر أنها أُخرجت من الكنيسة، قائلة إن طبيعتها كانت شديدة التكبر، وأنها كانت عنيدة، وأن كونها أُخرجت أظهر شخصية الله البارَّة. ذات مرة، سألتها عما كان فهمها لأعمالها الشريرة في ذلك الوقت. قالت إن السبب الرئيسي في ذلك هو أنها لم يكن لديها تمييز، وأنها كانت مُضلَّلة. كانت تعتقد أن لي فانغ قد آمنت بالله لفترة طويلة، وأنه كان بإمكانها التخلي عن الأشياء، والعمل بكدٍّ، ومعاناة المشاق، وأنها خُلقت لمنصب القائدة، ولذلك فقد اعتقدتْ أن وجهة نظرها هي الصواب ولم تستمع إلى أي نُصح. لكن عند الحديث عن تفاصيل أعمالها الشريرة، كانت لا تزال تختلق الأعذار والتبريرات لنفسها وتعلن براءتها كما لو كانت هناك أسباب مبررة لما فعلته. فجمعتُ بين مشكلاتها وسلوك لي فانغ، وعقدتُ معها شركة حول طبيعة الاضطرابات التي تسببها حماية الأشخاص الأشرار في العمل وعواقبها، وأرشدتها إلى التأمل في ذاتها وفهمها. أومأت أمي برأسها ووافقت وقالت إنها كانت خادمة للشيطان وكانت ناطقة بلسان الشيطان، وأنها كانت شخصًا شريرًا. كنت سعيدة للغاية لرؤية هذا. لم تكن والدتي غير متقبلة للحق بالكامل، وكان لديها قدر من التفهم. فكرت أيضًا: "لقد كانت تأكل وتشرب كلام الله طوال هذه السنوات، لقد أصرت على تقديم التقدمات والتصدق، وقد كان لديها بعض التمييز لـ لي فانغ. بعد أن أُخرجت، ذات مرة بينما كانت تبشر بالإنجيل، قبضت عليها الشرطة لكنها لم تخن الكنيسة قط، ولم تصبح يهوذا. وحينما كنت سلبية وضعيفة، كانت تعزيني وتشجعني. لم يكن بمقدوري العودة إلى المنزل خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ملاحقة الشرطة لي، وقد كانت تساعدني في الاعتناء بطفلي وتدعمني في القيام بواجبي". عند تفكيري في هذه الأشياء، تساءلت عما إذا كانت والدتي تبدي علامات التوبة. لقد كانت منزعجة للغاية بعد أن أُخرجت وكانت تأمل في مجيء يوم يمكن فيه إعادة قبولها مجددًا في الكنيسة. الآن قد تصادف أنني مكلفة بهذا العمل، فكان عليَّ أن أبذل "كل جهد" لأعيد قبول والدتي في الكنيسة. حينئذٍ كانت ستتمكن من عيش حياة الكنيسة مع الإخوة والأخوات، وعندما تعلم أنني أنا من جعلتها تُقبل من جديد، ستطير فرحًا بالتأكيد.

بعد ذلك كتبتُ رسائل إلى الكنائس التي كنت أتولى مسؤوليتها، أطلب فيها من قادة الكنيسة أن يتحروا عما إذا كان هناك أي أناس تابوا بصدق وكان بالإمكان قبولهم بعد أن طُردوا. ذات يوم، أرسل لي قادة الكنيسة أربع رسائل توبة كتبها أشخاص أشرار قد طُردوا، وكانت من بينها رسالة والدتي. غمرتني مشاعر البهجة. كنت على علم بالفعل بشأن الأشخاص الثلاثة الآخرين. لم يبدوا أي علامات توبة بعد أن طُردوا. وبالمقارنة، كانت إمكانية إعادة قبول والدتي في الكنيسة أعلى بكثير. رأيتُ أنه وفقًا لمبادئ الكنيسة لإعادة قبول الأشخاص، لا بد أن يُقيَّم المرء الذي يُعاد قبوله من معظم الإخوة والأخوات والقادة والعاملين. لم يكن كافيًا على الإطلاق الاكتفاء برسالة توبة الشخص وتقييم قادة الكنيسة فحسب. كتبتُ على الفور رسائل إلى قادة الكنيسة، أطلب منهم تقديم تقييمات لوالدتي من أناس كانوا يعرفونها. لكنني كنت أخشى أن يتسبب مجرد طلبي منهم بأن يقدموا تقييمات لوالدتي في أن يتهمني الإخوة والأخوات بالمحاباة. لتجنب إثارة الشكوك، طلبت من القادة أن يقدموا تقييمات لجميع لأشخاص الأربعة، وأخبرتهم أنه كلما كان ذلك أبكر كان أفضل. رأيت أيضًا أن تقييمي الخاص سيكون أساسيًّا، فكتبتُ سردًا مفصلًا عن تصرفات والدتي "التائبة" بعد أن أُخرجت، لكنني لم أكتب إلا ملاحظة عابرة عن الأسباب التي أدت إلى إخراجها في ذلك الوقت. خشيت من أنني إذا أسهبتُ في كتابة الكثير من التفاصيل، فقد يؤثر ذلك على إعادة قبولها. الأهم من ذلك، كان عليَّ أن أسلط الضوء على سلوكها الحسن نسبيًّا بعد أن أُخرجت، وهكذا تكون فرص أن يُعاد قبولها في الكنيسة أكبر. بعد ذلك كتبتُ إلى والدتي، أعقد معها شركة وأشرِّح لها أفعالها الشريرة في ذلك الوقت، وأرشدها إلى فهم الأسباب الجذرية، وأذكِّرها باغتنام هذه الفرصة والإسراع بالتوبة. بينما كنت أكتب إليها، شعرت ببعض اللوم الذاتي: من خلال التفكير العميق سرًّا في إعادة قبول والدتي في الكنيسة، ألم أكن أتصرف وفقًا لمشاعري؟ لكن لم تكن تلك سوى أفكار عابرة، ولم أكن أطلب الحق أو أتأمل في ذاتي. في حين كنت أنتظر الرسائل، كنت خائفة من حدوث أي أخطاء من شأنها أن تؤثر على إعادة قبول والدتي، فكنت أكتب كل بضعة أيام رسائل إلى قادة الكنيسة، وأسأل بإلحاح عن كيفية تقدمهم في جمع التقييمات.

ذات يوم، كتبت لي القائدة العليا رسالة تهذبني فيها قائلة: "لقد ركَّز قادة الكنيسة في الآونة الأخيرة عملهم على جمع مواد إعادة القبول لبضعة أفراد مطرودين ونحُّوا كل الأعمال الأخرى جانبًا. هؤلاء الأشخاص الذين لم يبدوا أي علامات للتوبة ليسوا أشخاصًا ستُعيد الكنيسة قبولهم، ومع ذلك فقد طلبتِ من الكنائس جمع تقييمات عنهم. أنتِ تعطلين عمل الكنيسة وتربكينه". حينما قرأتُ هذا، ظللتُ أحاجج عن قضيتي في ذهني: "جمع تقييمات لأشخاص لم يبدوا أي علامات للتوبة؟ هل أساءت القائدة الفهم؟ لقد أبدت والدتي علامات التوبة. كيف يمكن للقائدة أن تقول إنه لم يُبدِ أي من هؤلاء الأشخاص علامات التوبة وتهذبني لتعطيلي لعمل الكنيسة وإرباكه؟". شعرت أنني أقاوم باستمرار ولم أكن لأقبل هذا على الإطلاق. كنت مدركة أن حالتي خاطئة، لذلك جثوت على ركبتيَّ وصليت إلى الله: "يا إلهي! لا يمكنني قبول هذا التهذيب من القائدة اليوم. ليس لديَّ أي تمييز لوالدتي ولا أفهم ما تعنيه التوبة الحقيقية. أرجو أن تنيرني وترشدني لفهم هذا الحق". بعد الصلاة، شعرت بأنني أهدأ قليلًا. بعد ذلك، قرأت فقرتين من كلمات الله: "لا يشير "طريق الشر" هذا إلى مقدار ضئيل من الأفعال الشريرة، بل إلى مصدر الشر الذي ينبع منه سلوك الناس. "وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الشرير" تُعني أنَّ أولئك المُتحدَّث عنهم لن يرتكبوا أبدًا مثل هذه الأفعال مرة أخرى. بمعنى آخر، إنهم لن يسلكوا أبدًا في هذه الطريق الشريرة مرةً أخرى؛ حيث تغير أسلوب أفعالهم ومصدرها ودافعها ومقصدها ومبدأها جميعًا؛ ولن يستخدموا مرةً أخرى مطلقًا تلك الطرائق والمبادئ لجلب المُتعة والسعادة لقلوبهم. إنَّ كلمة "يتخلوا عن" الواردة في نص الآية "وَيتخلوا عَنِ ٱلظُّلْمِ ٱلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ" تُعني أنْ يُلقوا، أو يُنحّوا جانبًا، وأنْ يتجردوا تمامًا من الماضي، وألَّا يعودوا إليه مرةً أخرى. عندما تخلى أهل نينوي عن ٱلظُّلْمِ ٱلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، برهنوا ودللوا على توبتهم الحقيقية. فالله يُراقب مظاهر الناس الخارجية كما يرى دواخل قلوبهم. فعندما رأى الله التوبة الحقيقية في قلوب أهل نينوى دون أي شك، ولاحظ أيضًا أنهم تركوا طرقهم الشريرة وتخلوا عن الظلم الذي في أيديهم، غيّر قلبه" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)]. "بغض النظر عن مدى غضب الله على أهل نينوى، فبمجرد إعلانهم عن الصوم وارتدائهم المُسوح والرماد، بدأ قلبه يرق تدريجيًا، وبدأ يُغيّر رأيه. في لحظة ما قبل إعلانه لهم أنه سيدمر مدينتهم، في اللحظة التي سبقت اعترافهم وتوبتهم عن خطاياهم، كان الله لا يزال غاضبًا منهم. ولكن عندما أجروا سلسلة من أعمال تُظهر توبتهم، تحول تدريجيًا غضب الله تجاه أهل نينوى إلى رحمة وتسامح لهم. ليس ثمة تعارض في تزامن الإعلان عن هذين الجانبين من شخصية الله في الحدث نفسه. إذًا، كيف ينبغي أن يفهم الإنسان ويعرف عدم التعارض هذا؟ عبّر الله وكشف عن كل واحد من هذين الجوهرين اللذين يتسمان بقطبين متضادين قبل توبة أهل نينوى وبعدها، ليسمح للناس أنْ يروا واقعية جوهر الله وتنزه جوهره عن الإساءة. استخدم الله موقفه ليُخبر الناس بما يلي: ليس الأمر هو أن الله لا يسامح الناس، أو أنه لا يريد أن يُريهم رحمتَه؛ وإنما أنهم نادرًا ما يتوبون إلى الله بحق، وأنه لمن النادر أنْ يتحول الناس عن طرقهم الشريرة ويتخلوا عن العنف الذي في أيديهم. بعبارة أخرى، عندما يغضب الله من الإنسان، فهو يأمل أن يتمكن الإنسان من التوبة بِحَقٍّ، ويرجو أن يَرى توبة الإنسان الحَقَّة، وعندها يستمر بسخاء في منح رحمته وتسامحه للإنسان. وهذا يعني أنَّ سلوك الإنسان الشرير يستجلب غضب الله، بينما تُمنح رحمة الله وتسامحه للذين يستمعون إلى الله ويتوبون بِحَقٍّ أمامه، ولأولئك الذين يستطيعون التحوُّل عن طرقهم الشريرة والتخلي عن العنف الذي في أيديهم. كان موقف الله مُعلنًا بوضوح شديد في تعامله مع أهل نينوى: إنَّ رحمة الله وتسامحه ليسا صَعْبيْ المنال، وما يطلبه هو توبة المرء الحَقَّة. وما دامَ الناس يتحولون عن طرقهم الشريرة ويتخلون عن عنفهم؛ فَسيغيّر الله قلبه وموقفه تجاههم" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)]. عند التفكُّر في كلمات الله، فهمت أن أهل نينوى قد أثاروا غضب الله بقيامهم بكل أنواع الأعمال الشريرة، لكن لأنهم كانوا قادرين على ترك طرقهم الشريرة والتخلي تمامًا عن أعمالهم الشريرة؛ لم ينطقوا فحسب باعترافهم وتوبتهم، ولم يغيروا سلوكهم الظاهري فحسب، بل تأملوا في أعمالهم الشريرة وفهموها، وتغيرت نية أفعالهم ومصدرها وغرضها؛ لقد حققوا توبة حقيقية، وهكذا نالوا رحمة الله وعفوه. لكن هؤلاء الأشخاص الأشرار وأضداد المسيح لا يبدون سوى بعض السلوكيات الحسنة في الظاهر بعد أن يُطردوا، فيبشرون بالإنجيل أو يقومون ببعض الأعمال الصالحة، آملين أن يكفروا عن آثامهم السابقة. على الرغم من أنهم يعترفون بأنهم فعلوا الشر بالقول، فإنهم في ما يتصل بالأعمال الشريرة التي فعلوها على وجه التحديد، وما كانت نواياهم وأهدافهم ودوافعهم للقيام بمثل هذه الأشياء، وما الطبيعة التي سيطرت عليهم، لا يفهمون أبدًا مثل هذه المشكلات الجذرية أو يكرهونها، ولذلك لا يمكنهم أن يتوبوا توبة حقيقية. وفي حال سنحت لهم فرصة مناسبة، فإنهم سيواصلون فعل الشر ويقاومون الله، ولا يمكن لأمثال هؤلاء أن ينالوا رحمة الله وتسامحه. مقارنةً بسلوك والدتي، فقد أخرجتها الكنيسة بسبب فعلها الكثير من الشر ورفضها بعناد التوبة، وهو ما أساء إلى شخصية الله. كان هذا هو بر الله. لكن لو كانت قد تمكنت من فهم أفعالها الشريرة السابقة وتابت عنها بالفعل، وركزت على ممارسة الحق، وتعهدت بألا تفعل مثل هذه الأشياء الشريرة مجددًا، فربما كان سيصبح هناك بعض الأمل في أن تنال رحمة الله وتسامحه. ومع ذلك، لم تعترف والدتي بأن لي فانغ قد ضلَّلها وأنها قد عطلت حياة الكنيسة وأربكتها، بأنها كانت شخصًا شريرًا وخادمة للشيطان، إلا بالقول. لكن لم يكن لديها أي فهم للكيفية التي كانت تجادل بها لصالح شخص شرير أو عن أعمالها الشريرة التي قد عطلت انتخابات الكنيسة وأربكتها. حينما فُضحت أعمالها الشريرة مجددًا، كانت لا تزال تحاول الجدال لصالح نفسها باستخدام أسباب موضوعية ولم يكن لديها فهم لجوهر طبيعتها. لم يكن بالإمكان تسمية هذه توبة حقيقية. عندما رأيت مدى انزعاجها بعد أن أُخرجت، وكيف أنها ثابرت على إيمانها وحضور الاجتماعات، وكيف أنها لم تصبح يهوذا حينما قُبض عليها، وكيف كانت تقدم دائمًا التقدمات وتعطي الصدقات، وكيف كانت تعزيني وتشجعني حينما كنت أشعر بالسلبية والضعف، حسبتُ أنها كانت تبدي علامات التوبة وأردت أن أعيد قبولها في الكنيسة. فكرتُ في كلمات الله هذه: "المعيار الذي يحكم بموجبه البشر على غيرهم من البشر هو سلوكهم؛ فأولئك الذين يكون سلوكهم جيدًا هم أبرار، بينما أولئك الذين يكون سلوكهم بغيضًا هم أشرار. أما المعيار الذي يحكم بموجبه الله على البشر فيعتمد على ما إذا كان جوهرهم يخضع لله أم لا؛ الشخص الذي يخضع لله هو شخص بار، بينما الشخص الذي لا يخضع لله هو عدو وشرير، بغض النظر عمَّا إذا كان سلوك هذا الشخص جيدًا أو سيئًا، وبغض النظر عمَّا إذا كان كلامه صحيحًا أم خاطئًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). إن الله لا يحكم على ما إذا كان المرء صالحًا أو شريرًا بناءً على ما إذا كان سلوكه الظاهري جيدًا أم سيئًا بل بناءً على جوهره وموقفه من الحق، وما إذا كانت النوايا والدوافع وراء أفعاله هي ممارسة الحق والخضوع لله. في حال كان شخص ما يكره الحق في جوهره، فمهما كان سلوكه الظاهري جيدًا، فهو لا يزال شخصًا شريرًا يقاوم الله. أدركت أنني كنت أتعامل مع الناس بدون مبادئ. اعتقدت أنها تابت توبة حقيقية بالنظر فحسب إلى أن لديها بعض السلوكيات الظاهرية الجيدة، لكنني لم أكن أعرف كيف أميز جوهرها ولم أكن أنظر إلى موقفها من الحق، وكل ما أردته هو أن أعيد قبولها في الكنيسة، وهو ما كان بلا مبدأ تمامًا. كانت آرائي حول الأشياء سخيفة للغاية! تأملت في ذاتي لاحقًا: ما الشخصية الفاسدة التي كانت تقيدني وتلزمني بأن أتصرف على هذا النحو؟ مع وضع هذا السؤال في الاعتبار، واصلت البحث عن الإجابات في كلام الله.

خلال عباداتي، قرأت بعضًا من كلمات الله: "ما جوهر المشاعر؟ إنها نوعٌ من الشخصيَّة الفاسدة. يمكن وصف مظاهر المشاعر باستخدام عدَّة كلماتٍ: المحاباة، وحماية الآخرين على نحو لا يستند إلى المبادئ، والحفاظ على العلاقات الجسديَّة، والتحيُّز؛ هذه هي المشاعر. ما العواقب المحتملة لامتلاك الناس المشاعر وعيشهم وفقًا لها؟ ما السبب في أنَّ مشاعر الناس هي أكثر ما يمقته الله؟ بعض الناس مقيَّدون دائمًا بمشاعرهم ولا يمكنهم تطبيق الحق، ورغم أنهم يرغبون في الخضوع لله، فهم لا يستطيعون ذلك؛ لذا يشعرون أن مشاعرهم تعذبهم. يوجد الكثير من الناس الذين يفهمون الحق لكنهم لا يستطيعون تطبيقه؛ هذا أيضًا لأن المشاعر تقيدهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو واقع الحق؟). "يطلب منك بيت الله أن تُؤدِّي عمل تصفية الكنيسة، وكان ثمة شخصٌ دائمًا ما كان غير مبالٍ في أداء واجبه، ودائمًا ما يبحث عن طرقٍ للتراخي. وفقًا للمبدأ، ينبغي أن يُصفَّى هذا الشخص، ولكن علاقتك به جيِّدة. فما أنواع الأفكار والمقاصد التي سوف تنشأ فيك إذًا؟ كيف ستكون ممارستك؟ (التصرُّف وفقًا لتفضيلاتي الخاصَّة). وما الذي ينتج هذه التفضيلات؟ نظرًا لأن هذا الشخص كان طيبًا معك أو قدَّم لك بعض الخدمات، فلديك انطباعٌ جيِّد عنه؛ فتريد في هذا الوقت حمايته والدفاع عنه. أليس هذا هو تأثير المشاعر؟ أنت تشعر بالعاطفة تجاهه؛ ولذا تتبع نهج "في حين أن السلطات العليا لديها سياسات، فإن المحليات لديها إجراءاتها المضادة". أنت تنافق. فمن ناحيةٍ، تقول له: "ينبغي عليك أن تبذل جهدًا أكبر قليلًا عندما تفعل الأشياء. توقَّف عن اللا مبالاة، عليك أن تعاني بعضًا من المشقَّة؛ هذا واجبنا". ومن ناحيةٍ أخرى تردّ على الأعلى وتقول: "لقد تغيَّر للأفضل، وأصبح أكثر فعاليَّة الآن في أداء واجبه". ولكن ما تُفكِّر به في عقلك حقًا هو: "هذا لأنني عملتُ عليه. لو لم أفعل لظلّ على حاله التي كان عليها". ودائمًا ما تُفكِّر في عقلك قائلًا: "لقد كان لطيفًا معي، لا يمكن أن يُخرج!" ماذا تكون حالتك عندما تكون مثل هذه الأشياء هي مقصدك؟ هذا يضرّ بعمل الكنيسة عن طريق حماية العلاقات الشخصيَّة العاطفيَّة. هل التصرف بهذه الطريقة يتوافق مع مبادئ الحق؟ وهل ثمة خضوع في فعل هذا؟ (كلا). لا يوجد خضوع؛ بل توجد مقاومةٌ في قلبك. في الأشياء التي تحدث لك والعمل الذي من المفترض أن تُؤدِّيه، تتضمن أفكارك الخاصَّة أحكامًا ذاتيَّة، وتوجد هنا عوامل عاطفيَّة مختلطة. أنت تفعل الأشياء بناءً على المشاعر، ومع ذلك لا تزال تعتقد أنك تتصرَّف بحياديَّةٍ، وأنك تمنح الناس فرصةً للتوبة، وأنك تمنحهم مساعدة مُحبة؛ وهكذا فإنك تفعل ما تشاء وليس ما يقول الله. والعمل بهذه الطريقة يقلل من جودة العمل، ويقلل الفعالية، ويضرّ بعمل الكنيسة؛ وهذا كلّه نتيجة للتصرُّف وفقًا للمشاعر. إذا لم تفحص نفسك، فهل ستتمكَّن من تحديد المشكلة الكامنة هنا؟ لن تفعل هذا مطلقًا. ربَّما تعلم أنه من الخطأ التصرُّف بهذه الطريقة، وأن هذا افتقار للخضوع، لكنك تفكِّر في الأمر وتقول لنفسك: "ينبغي أن أساعده بمحبة، وبعد مساعدته وتحسُّنه، لن تكون ثمة حاجة لأن يُخرَج. ألا يعطي الله الناس فرصةً للتوبة؟ الله يحبّ الناس، لذا ينبغي أن أساعدهم بمحبة، وينبغي أن أفعل ما يطلبه الله". وبعد التفكير في هذه الأمور، تتصرَّف بطريقتك الخاصَّة. وبعد ذلك، يشعر قلبك بالارتياح، وتشعر بأنك تمارس الحقّ. خلال هذه العمليَّة، هل كانت ممارستك وفقًا للحقّ أم تصرَّفت وفقًا لتفضيلاتك ومقاصدك؟ لقد كانت أفعالك بالكامل وفقًا لتفضيلاتك ومقاصدك. وخلال العمليَّة بأكملها، استخدمت لطفك ومحبتك المزعومين، وكذلك مشاعرك وفلسفاتك في التعاملات الدنيوية لتهدئة الأمور، وحاولت البقاء على الحياد. كان يبدو أنك تساعد هذا الشخص بمحبة، لكن في صميم قلبك فقد كنت في الواقع مقيدًا بالمشاعر؛ وخشية أن يكتشف الأعلى حقيقة الأمر، حاولت أن تكسب الاثنين في صفك من خلال حلّ وسطٍ بحيث لا يشعر أحدٌ بالإساءة ويتم إنجاز العمل؛ وتلك هي الطريقة نفسها التي يحاول بها غير المؤمنين البقاء على الحياد. في الواقع، كيف يُقيِّم الله هذا الموقف؟ سوف يُصنِّفك كشخص لا يخضع للحق، وغالبًا ما يتبنّى سلوكًا تمحيصيًّا وتحليليًّا تجاه الحق ومتطلبات الله. ما الدور الذي تؤديه مقاصدك عندما تتعامل مع الحق ومتطلبات الله بهذه الطريقة وعندما تؤدي واجباتك بهذا السلوك؟ إنها تهدف إلى حماية مصالحك الخاصة، وكبريائك، وعلاقاتك الشخصية دون أي اعتبار لمطالب الله، ومن دون أي تأثير إيجابي في واجباتك الخاصة أو في عمل الكنيسة. مثل ذلك الشخص يعيش بالكامل بفلسفات التعاملات الدنيوية. ويكون كل ما يقوله ويفعله يهدف إلى حماية كبريائه ومشاعره وعلاقاته الشخصية، وأيضًا لا يكون لديه خضوع صادق للحق ولله، ولا يحاول بأي حال من الأحوال الإفصاح عن هذه المشكلات أو الاعتراف بها. إنه لا يشعر بأدنى قدر من تأنيب الضمير ويبقى جاهلًا تمامًا بطبيعة المشكلات. إذا لم يكن لدى الناس قلوب تتقي الله، وإذا لم يكن لله مكان في قلوبهم، فإنهم لا يستطيعون أبدًا العمل وفقًا لمبدأ، بصرف النظر عن الواجبات التي يؤدونها أو المشكلات التي يتعاملون معها. إن الناس الذين يعيشون في مقاصدهم الشخصية ورغباتهم الأنانية غير قادرين على دخول واقع الحق. ولهذا السبب، إذا واجهوا مشكلة ولم يفحصوا مقاصدهم ولم يستطيعوا معرفة أين كانت مقاصدهم خطأ، بل استخدموا كل أنواع المبررات لاختلاق الأكاذيب والأعذار لأنفسهم، فماذا يحدث في النهاية؟ إنهم يؤدون عملًا جيدًا جدًّا في حماية مصالحهم الخاصة، وكبريائهم، وعلاقاتهم الشخصية، ولكنهم قد فقدوا علاقتهم الطبيعية مع الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السلوك الواجب على الإنسان تجاه الله). بينما كنت أتفكر في كلمات الله، شعرت بالألم والضيق الشديدين. عندما ظهرت المشكلات، لم أطلب الحق أو أتصرف وفقًا للمبادئ، بل بدلًا من ذلك كنت أحابي عائلتي وأحميها، وأتمسك بمشاعري الجسدية ومصالحي الشخصية من جميع الوجوه. كان هذا أنا أتصرف وفقًا لمشاعري وكانت هذه شخصية فاسدة؛ كان ذلك مخالفًا تمامًا لمقصد الله. كنتُ شخصًا يمتلك مشاعر قوية إلى أبعد الحدود، ودائمًا ما كنت أفكر في أن والدتي قد تحملت المشاق لتربيتي وبذلت الكثير جدًا من أجلي، وبسبب رابطة الدم هذه، أردتُ دائمًا حمايتها، وتعاملتُ معها بطريقة غير مبدئية تمامًا. حينما رأيت ترتيبات عمل الكنيسة لإعادة قبول الأشخاص، كان أول ما جال بخاطري هو والدتي. كنت أعلم أنها شخص شرير أخرجته الكنيسة، لكن بالنظر فحسب إلى بعض السلوكيات الحميدة التي أبدتها، أردت أن أعيد قبولها في الكنيسة لكي أرضيها وأسعدها، ولكي أحافظ على علاقتي العائلية معها. ولا سيَّما حين كتبتُ تقييمها انتهكتُ مبادئ الموضوعية والإنصاف والصدق والعملية. متأثرةً بمشاعري، كنتُ أحابيها وأحميها، وكان جُلَّ ما كتبته يدور حول إيجابياتها، وأظهرتها بمظهر الشخص الإيجابي الذي كان يسعى إلى الحق، بل إنني حتى لم أذكر إلا أقل القليل من أعمالها الشريرة السابقة. كنت أخشى ألا يكون لديها فهم حقيقي لأعمالها الشريرة في ذلك الوقت، فكتبت إليها خصيصًا لأذكِّرها وأفضح كل عمل من أعمالها الشريرة بحيث يتكون لديها فهم حقيقي لذاتها وتسارع بالتوبة وتسعى جاهدة ليُعاد قبولها في الكنيسة. حين كنت أجمع التقييمات من أولئك الذين يعرفونها، كنت أعلم أن الثلاثة الآخرين الذين قد طُردوا لم يبدوا أي علامات للتوبة، لكنني خشيت أنني إذا لم أجمع تقييمات إلا عن والدتي، فقد يقول الإخوة والأخوات إنني كنت أتصرف وفقًا لمشاعري، فتسترتُ على ذلك بالطلب من القادة تقديم تقييمات للأشخاص الأربعة جميعًا. كنت أقوم أيضًا من حين لآخر باستفسارات عاجلة مع قادة الكنيسة عن مدى تقدمهم في جمع هذه التقييمات، ومن ثمَّ أربك واجباتهم. ألم أكن بذلك أعطل عمل الكنيسة وأربكه؟ كنتُ أتصرف وفقًا لمشاعري وأحسب الأمور بدهاء وأستخدم وسائل مخادعة. لم يعد بإمكاني التفرقة بين الصواب والخطأ. لقد تصرفت بلا مبدأ تمامًا، وأردت أن أعيد قبول الناس على هواي؛ كنت أنانية وحقيرة للغاية ومفتقرة إلى الإنسانية! حتى لو أمكنني باستخدام مثل هذه الوسائل الحقيرة أن أعيد قبول والدتي مجددًا وأحافظ على علاقتي العاطفية معها، كنت سأسيء إلى الله وأقاومه وأفعل الشر! عند التفكير في هذا، شعرت بالخوف لما قد فعلته.

قرأت بعد ذلك فقرتين أخريين من كلمات الله، وتوصلت إلى قدر من الفهم لطبيعة تصرف المرء بمشاعره وعواقب ذلك. يقول الله القدير: "وبعض الناس عاطفيون للغاية. إنهم يعيشون بمشاعرهم كل يوم، وفي كل ما يقولونه، وفي جميع الطرق التي يتصرفون بها تجاه الآخرين. إنهم يشعرون بأشياء تجاه هذا الشخص وذاك، ويقضون أيامهم في الاهتمام بأمور العلاقات والمشاعر. وفي كل شيء يقابلونه، يعيشون في عالم المشاعر. وعندما يموت واحد من أقارب مثل هذا الشخص غير المؤمنين، فإنه سيبكي لمدة ثلاثة أيام ولن يسمح بدفن الجثة. فلا تزال لديه مشاعر تجاه المتوفى ومشاعره شديدة للغاية. يمكنك القول بأن المشاعر هي العيب القاتل لهذا الشخص. إنه مقيَّد بمشاعره في جميع الأمور، وهو غير قادر على ممارسة الحق أو التصرف وفقًا للمبدأ، وغالبًا ما يكون عُرضةً للتمرد على الله. المشاعر هي أكبر نقطة ضعف لديه، وعيبه القاتل، ومشاعره قادرة تمامًا على أن تجلب عليه الخراب والدمار لا يقدر الأشخاص المفرطون في العاطفة على تطبيق الحق أو الخضوع لله. إنهم منشغلون بالجسد وهم حمقى وأذهانهم مشوشة. من طبيعة هذا النوع من الأشخاص أن يكون عاطفيًّا للغاية، وهو يعيش بمشاعره" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان). "مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الأبالسة، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟ أليسوا هم هؤلاء الناس الذين يتمردون على الله؟ أليسوا هم هؤلاء الذين يدعون بأن لهم إيمانًا، ولكنهم يفتقرون إلى الحق؟ أليسوا هم هؤلاء الذين يسعون لنيل البركات فحسب بينما لا يقدرون على الشهادة لله؟ ما زلت تخالط أولئك الأبالسة اليوم وتعاملهم بضمير ومحبة؛ ولكن في هذه الحالة ألست تعامل الشيطان بنيَّات حسنة؟ ألا تتحالف مع الأبالسة؟ إن كان الناس قد وصلوا إلى هذه المرحلة ولا يزالون غير قادرين على التمييز بين الخير والشر، ويستمرون بشكل أعمى في ممارسة المحبة والرحمة دون أي رغبة في طلب مقاصد الله أو القدرة بأي حال من الأحوال على جعل مقاصد الله مقاصد لهم، فإن نهايتهم ستكون أكثر بؤسًا. وكل مَنْ لا يؤمن بالله في الجسد هو عدو لله. إذا كنت تستطيع أن تتعامل بضمير مع العدو وتقدِّم المحبة له، ألا ينقصك الإحساس بالعدالة؟ إن كنت تنسجم مع أولئك الذين أكرههم وأعارضهم، ولا تزال تحمل الحب أو المشاعر الشخصية نحوهم، أفلا تكون متمردًا؟ ألست تقاوم الله عن قصد؟ هل شخص مثل هذا يمتلك الحق في واقع الأمر؟ إذا تعامل الناس بضمير مع الأعداء، وشعروا بالمحبة للأبالسة وبالرحمة على الشيطان، أفلا يعطلون عمل الله عن عمدٍ؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). فهمت من كلمات الله أنه من أجل الحفاظ على العلاقات العائلية، فإن الناس الذين يمتلكون مشاعر قوية للغاية سينتهكون المبادئ ويخونون الحق في لحظات حاسمة، ويقومون بأشياء تقاوم الله وتخونه، وبذلك يجعلون الله يبغضهم ويكرههم. بالمقارنة مع حالتي، كنت أعيش بالسموم الشيطانية المتمثلة في "الإنسان ليس جمادًا، فكيف يخلو من المشاعر؟". و "الأقربون أولى بالمعروف"، إذ اعتبرت أنَّ الروابط العائلية هي الأهم، واستغللت واجبي في إيجاد طرق لإعادة قبول والدتي في الكنيسة. لم أكن أطلب الحق إطلاقًا. لم آخذ إلا بقول والدتي إنها تابت وبعض السلوكيات الحسنة التي أبدتها وأردت أن يُعاد قبولها في الكنيسة. طلبت من الناس أن يكتبوا تقييمات عنها، راغبةً في تقديم دليل على إعادة قبولها، وكتبت لها خصيصًا أفضح أعمالها الشريرة حتى تُسارع إلى الفهم والتوبة وتسعى جاهدةً إلى إعادة قبولها في الكنيسة في القريب العاجل. فكرت في كيف أنني منذ أن شرعت في القيام بعمل التطهير، فحصتُ جميع المواد التي كنت أتعامل بها مع الأشخاص الذين أُخرجوا والمتقدمين لإعادة قبولهم وفقًا للمبادئ، لكنني كنت أتعامل مع والدتي بتساهل شديد، ولم أطلب قط خلال هذا الوقت مبادئ الحق. لا سيَّما حينما كتبت تقييمًا لوالدتي، كنت أشارك عمدًا في الغش والخداع، ولم أقل سوى أشياء جيدة في صالحها، وعقدت معها شركة لأحثها على الإسراع بالتوبة. على الرغم من أنني شعرت بتأنيب الذات، كنت لا أزال أتصرف بعناد في انتهاك للمبادئ، إذ كنت أرغب في إعادة قبول شخص شرير متأصل في شره إلى الكنيسة. أصررتُ على إيجاد طرق لإعادة قبول شخص يبغضه الله ويكرهه في الكنيسة بناءً على مشاعري؛ ألم أكن أنا من تعمدت معارضة الله وتعطيل عمل الكنيسة وإرباكه؟ فكرت في كيفية أنَّ الناس في الأمة التي يحكمها التنين العظيم الأحمر يطوعون القانون لصالحهم. حينما يصبح شخص ما مسؤولًا ويتقلد السلطة، فإن أقرباءه وأصدقاءه ينتفعون جميعًا معه، ويمكنهم أن يترقوا ويتبوأوا مناصب مهمة سواء كانوا صالحين أم طالحين، دون اعتبار للقانون والنظام. تجاهلت مبادئ بيت الله ولم يكن لديَّ قلب يتقي الله إطلاقًا. لقد انتهكت المبادئ وأردت بعناد أن يُعاد قبول والدتي في الكنيسة. أصبحتُ درعًا لشخص شرير؛ دون أن أدرك ذلك؛ لقد جعلت الله حقًّا يبغضني ويكرهني! تنص مبادئ الكنيسة لقبول الأشخاص على ما يلي: بعض الأشخاص يفعلون جميع أنواع الشرور ويرتكبون الآثام بتهور، ما يتسبب في اضطرابات لعمل الكنيسة، فيُطردون. إذا تابوا، بعد طردهم، توبة حقيقية عن أعمالهم الشريرة، وكان بإمكانهم كسب أناس أكثر، وأناس صالحين، حين يبشرون بالإنجيل، فيمكن عندئذٍ النظر في قبول هؤلاء الأشخاص ومنحهم فرصة إذا تقدموا بطلب للانضمام إلى الكنيسة من جديد؛ وفي حال أعادت الكنيسة قبول معظم الأشخاص الذين أُخرجوا، فإن ذلك يخالف المبادئ. لأن جوهر الشخص الشرير هو جوهر شخص شرير إلى الأبد، فمن المستحيل أن يتوب توبة حقيقية؛ فلا بد أن يكون للمرء قلب يتقي الله حين يتعلق الأمر بمسألة إعادة قبول الناس في الكنيسة، وأن يطلب الحق ويميز بوضوح مظاهر كل شخص وجوهره، وأن يسعى جاهدًا ألا يتهم شخصًا صالحًا بالخطأ وألا يقبل عودة شخص سيئ أو شرير من جديد. فكَّرتُ أنني إذا انتهكت المبادئ وأعدت قبول والدتي مجددًا في الكنيسة، ولم يكن لديها أي فهم لأعمالها الشريرة ولم تتب توبة حقيقية، فحينما تسنح الفرصة المناسبة، ستواصل حتمًا فعل الشر، وتستفز الناس وتحرضهم وتضلِّلهم، وتعطل عمل الكنيسة وتربكه، وعندها سأكون طرفًا في هذا الشر، وسأؤدي دور خادمة الشيطان! أدركت أن مشاعري كانت موطن ضعفي الحيوي، وأنها كانت عقبة وحجر عثرة أمامي في ممارسة الحق. لقد أعمتني المشاعر ولم يكن بإمكاني رؤية الأشياء وفقًا لكلام الله. لقد انتهكت المبادئ في واجبي لأحافظ على المشاعر بيني وبين والدتي. كل ما قد فعلته هو أنني قاومت الله وخنته، وكان المضي على هذا النحو سيصبح خطيرًا للغاية! لحسن الحظ، فقد هُذِّبت، وهذا ما وضع حدًا في الوقت المناسب لشرِّي المتمادي. وإلا لكنت قد أعدت قبول والدتي إلى الكنيسة وأربكت العمل الكنسي ودخول الإخوة والأخوات في الحياة، ألم أكن سأصبح حينها شريكة لشخص شرير؟ كانت العواقب ستكون وخيمة! ملأني تأنيب الضمير ولوم الذات والدَّيْن لله، وشعرت بالامتنان الشديد لله على حمايته لي. عزمت على ألا أتصرف أبدًا وفقًا لمشاعري وألا أؤلم قلب الله مجددًا، وأصبحت مستعدة لطلب الحق والتصرف وفقًا للمبادئ.

لاحقًا، طلبت المبادئ ذات الصلة من جديد، وقررت أنه لم يبدر من أي من الأشخاص الأربعة أي فهم حقيقي لأعمالهم الشريرة. كان بعضهم في رسائل توبتهم لا يزالون يبررون أنفسهم بشكل غير مباشر حتى يعتقد الناس خطأً أن هناك أسبابًا مبرَّرة لشرهم. وفقًا لمبادئ الكنيسة في إعادة قبول الأشخاص، فقد قررت أنه لا يمكن قبول أي من هؤلاء الأشخاص الأربعة مجددًا في الكنيسة. فكرت في كلمات الله هذه: "بحسب أي مبدأ يطلب كلام الله من الناس التعامل مع الآخرين؟ أحْبِبْ ما يحبه الله، واكره ما يكرهه الله: هذا هو المبدأ الذي ينبغي التمسك به. إن الله يحبّ هؤلاء الذين يسعون إلى الحق ويستطيعون اتّباع مشيئته؛ وهؤلاء هم أيضًا الأشخاص الذين ينبغي أن نحبهم. أمّا أولئك غير القادرين على اتباع مشيئة الله، الذين يكرهون الله ويتمردون عليه، فهؤلاء يمقتهم الله، وعلينا أن نمقتهم أيضًا. هذا ما يطلبه الله من الإنسان. إذا كان والداك لا يؤمنان بالله، وإذا كانا يعلَمان جيدًا أن الإيمان بالله هو الطريق الصحيح ويمكن أن يؤدي إلى الخلاص، ومع ذلك يظلان غير متقبلَين له، فلا شك أنهما من أولئك الناس الذين ينفرون من الحق ويكرهونه، وأنهما ممن يقاومون الله ويكرهونه؛ ومن الطبيعي أن يمقتهما الله ويكرههما. هل يمكن أن تمقت مثل هذين الوالدين؟ إنهما يعارضان الله ويسبَّانه؛ وفي هذه الحالة، فإنهما بكل تأكيد من الشياطين والأبالسة. هل يمكنك أن تكرههما وتلعنهما؟ هذه كلها أسئلة حقيقية. فإذا منعك والداك من الإيمان بالله، فكيف تعامِلهما؟ كما يطلب منك الله، يجب أن تحب ما يحبه الله، وتكره ما يكرهه الله. قال الرب يسوع في عصر النعمة: "مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟" "لِأَنَّ مَنْ يَتَّبِعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي". كانت هذه الكلمات موجودة بالفعل في عصر النعمة، والآن أصبحت كلمات الله أكثر وضوحًا: "أحبوا ما يحبه الله، واكرهوا ما يكرهه الله". هذه الكلمات تدخل مباشرة في صُلب الموضوع، ومع ذلك لا يستطيع الناس غالبًا فهم معناها الحقيقي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة). عند التفكر في كلمات الله، فهمت أن أولئك الذين يمكنهم قبول الحق وممارسته وحماية عمل بيت الله هم وحدهم الإخوة والأخوات الحقيقيون، وينبغي على المرء أن يساعد هؤلاء الناس بقلب محب. أما فيما يتعلق بأولئك الأشخاص الأشرار الذين لا يمارسون الحق إطلاقًا بل وينفرون من الحق، ويرفضون التوبة بعد فعل الشر والتسبب في الاضطرابات، فيجب على المرء أن يرفضهم. فقط من خلال الممارسة على هذا النحو يتوافق مع مقصد الله ومطلبه. لقد وجدت مبدأ التعامل مع والدتي؛ أحب ما يحبه الله وأبغض ما يبغضه الله. من حيث روابط الدم، هي والدتي، لكن طبيعتها هي طبيعة تنفر من الحق وتكرهه، فهي لا تفهم حقيقة أعمالها الشريرة أو تتوب عنها. وفقًا للتقييمات التي قدمها الإخوة والأخوات، فإن آراء والدتي عن الأشياء هي آراء غير المؤمنين أنفسهم وهي تسعى وراء الاتجاهات الدنيوية، وقد كُشف جوهرها عديم الإيمان والشرير. إنَّ الله يكره هؤلاء الناس ويبغضهم، وهو لا يُخلِّص الأشرار، فلا بد أن أعامل والدتي وفق مبادئ الحق، فهذا وحده هو الذي يتماشى مع مقصد الله. في النهاية، وتماشيًا مع مبادئ الكنيسة لقبول الأشخاص والحقائق المتعلقة بتمييز السلوك الصالح والتوبة الحقيقية، كتبت رسالة إلى قادة الكنيسة أقدم فيها توصياتي للتعامل مع هؤلاء الأشخاص. بعد ذلك جاء رد قادة الكنيسة برسالة مفادها أنه من خلال التعلم والتحري خلال هذه الفترة، رأوا أن والدتي لم تُبدِ سوى قدر من السلوك الحسن، وأنها لم تفهم حقيقة أعمالها الشريرة أو تتوب عنها، وأنه لا أحد من هؤلاء الأربعة استوفى مبادئ أن يُعاد قبوله، ولم يكن بالإمكان إعادة قبوله في الكنيسة مجددًا. شعرت حينها بالراحة وأصبحت أدرك أنه لا يمكن للمرء أن يتحرر قلبه حقًّا إلا من خلال عدم التقيد بالمشاعر والتصرف وفقًا للمبدأ. لقد كان تمكُّني من اكتساب مثل هذه الممارسة هو بالكامل نتيجة إرشاد كلام الله.

السابق:  60. لا وجود للتصنيف أو التمييز بين الواجبات

التالي:  62. لقد اكتسبت أخيرًا قدرًا من الوعي الذاتي

محتوى ذو صلة

23. المعركة

بقلم تشانغ هوى – الصيناسمي تشانغ هوى، وقد آمنت أسرتي بأكملها بالرب يسوع في عام 1993. كنت ممَّن يسعون ويطلبون بحماس، لذلك سرعان ما أصبحت...

39. رحبت بعودة الرب

بقلم تشوانيانغ – الولايات المتحدةتركني شتاء 2010 في الولايات المتحدة أشعر بالبرد الشديد. كان الأسوأ من برودة الرياح والثلوج القارسة، أن...

38. خَلُصتُ بطريقة مختلفة

بقلم هوانغ لين – الصيناعتدت أن أكون مؤمنةً عاديةً في المسيحية الكاريزمية، ومنذ أن بدأ إيماني بالرب لم يفتني اجتماعًا، خاصة أنه كان زمن...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger