9. لن أشعر بعد الآن بالتوتر والقلق من الشيخوخة

بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، كنت أقوم بواجبي في الكنيسة. عندما كنت في الخمسينيات من عمري، بدأت في القيام بالواجبات النصية، ووجدت أن سرعة ردة فعلي وذاكرتي لم تكونا أسوأ بكثير من أولئك الإخوة والأخوات الأصغر سنًّا، وأن كفاءتي وفعاليتي في واجبي كانتا أيضًا بنفس كفاءتهم وفعاليتهم إلى حد كبير. سعدتُ للغاية، وشعرتُ بدافع كبير في واجبي. لكن مع كبر سنِّي، بدأ جسدي في التدهور، وأصبت أيضًا بارتفاع ضغط الدم. انخفضت أيضًا قوتي الجسدية وطاقتي شيئًا فشيئًا، وأصبح ذهني أيضًا أكثر تباطؤًا. أحيانًا عندما كنت آكل وأشرب كلام الله بسرعة أكبر، لم يكُن بإمكان ذهني مواكبة ذلك، وأحيانًا كنت أنسى ما قد قرأته للتو وأضطر إلى العودة وقراءته من جديد. تدهورت ذاكرتي، وأصبحت كثيرة النسيان. في كثير من الأحيان، كانت الكلمات على طرف لساني، لكنني لم أتمكن من تذكر ما أردت قوله. بعد ذلك كنت أنظر إلى شريكتي، وهي أخت في الثلاثينيات من عمرها، مفعمة بالطاقة وسريعة البديهة. كانت متقدة الذهن وتعمل بسرعة وكفاءة، وما أمكنها إنهاؤه في نصف ساعة كان يستغرق مني ساعة ونصف. كثيرًا ما كنت أغبطها على شبابها وطاقتها، وفي الوقت نفسه، كنت قلقة على نفسي، مفكرةً: "ماذا لو أصبح عقلي بعد بضع سنوات أبطأ حتى من ذلك؟ أخشى أنه بحلول ذلك الوقت، أنني لن أتمكن من القيام بأي واجب، وسأصبح عديمة الفائدة حقًّا. كيف سأتمكن من الحصول على الخلاص عندئذٍ؟". في بعض الأحيان كنت حتى أشكو في قلبي: "لماذا لم أقبل عمل الله في الأيام الأخيرة إلا في مثل هذا السن الكبير؟ لو كنت أصغر بعشرين عامًا فقط، كم كان سيكون ذلك رائعًا! أما الآن فأنا عجوز وعديمة الفائدة تمامًا". الحقيقة أنني أردت أن أقوم بواجبي على أفضل نحو ممكن في حدود قدراتي، لكنني كنت بالفعل في الستين من عمري. لم يعد عقلي وبصري كما كانا في السابق، وكنت أعاني من ارتفاع ضغط الدم. إذا عملت لفترة أطول قليلًا في الليل، كنت أشعر بالتعب الشديد وأضطر إلى الراحة مبكرًا. إنَّ رؤية الفجوة الهائلة في كفاءة الواجبات بيني وبين من هم أصغر مني سنًّا أشعرتني باليأس والدونية، وانتهى بي الأمر إلى العيش في حالة سلبية. لم أعد أرغب في دفع الثمن في واجبي أو التركيز على تحسين مهاراتي. لم أُرد حتى التأمل في انحرافاتي لتحسين نتائج عملي. قلت لنفسي: "إنني عجوز وعديمة الفائدة. مهما حاولت جاهدة، فلن أتمكن من القيام بواجبي بشكل جيد. ربما في يوم من الأيام، سأصبح بلا فائدة، وسأُستبعد".

في توتري وقلقي، قرأت كلمات الله: "يوجد أيضًا بين الإخوة والأخوات كبار سن تتراوح أعمارهم من ستين سنة إلى حوالي ثمانين أو تسعين سنة، والذين يختبرون أيضًا بعض الصعوبات بسبب سنهم المتقدمة. ورغم سنهم، فليس تفكيرهم بالضرورة قويمًا أو عقلانيًّا، كما أن أفكارهم ووجهات نظرهم لا تتوافق بالضرورة مع الحق. لدى كبار السن هؤلاء مشكلات على النحو نفسه تمامًا، ودائمًا ما يكونون مهمومين: "صحتي لم تعد على ما يرام والواجبات التي يمكنني أداؤها محدودة. فهل سيتذكرني الله إذا أديتُ هذا الواجب الضئيل فحسب؟ إنني أمرَض أحيانًا وأحتاج إلى مَن يعتني بي؛ وحينما لا يوجَد مَن يعتني بي أعجَز عن أداء واجبي، فماذا بوسعي أنْ أفعل؟ أنا عجوز ولا أتذكر كلام الله عندما أقرأه، وفهم الحق صعبٌ عليَّ. عند عقد شركة عن الحق، أتكلم بطريقة مشوشة وغير منطقية، وليس لديَّ أي اختبارات تستحق المشاركة. أنا عجوز وليس لدي ما يكفي من الطاقة، ونظري ليس بخير حال ولم أعد قويًّا. كل شيء صعب عليَّ. ليس الأمر أنني لا أستطيع أداء واجبي فحسب، بل إنني أنسى الأشياء بسهولة وأخطئ في فهم الأمور. أحيانًا ما تختلط عليَّ الأمور وأتسبَّب في مشكلات للكنيسة ولإخوتي وأخواتي. أريد بلوغ الخلاص والسعي إلى الحق، لكن الأمر صعب جدًا. ماذا يمكنني أن أفعل؟" عندما يفكرون في هذه الأشياء، يبدؤون في الاضطراب، ويفكرون: "لماذا بدأتُ الإيمان بالله في هذا العمر فحسب؟ لماذا أنا لست مثل أولئك الذين هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، أو حتى أولئك الذين هم في الأربعينيات والخمسينيات من العمر؟ لماذا لم أتعرَّف على عمل الله إلا الآن عندما صرت عجوزًا؟ ليس الأمر أن قدَري سيئ؛ فالآن على الأقل قد قابلتُ عملَ الله. إن قدَري جيد، وقد أحسنَ الله إليَّ! ثمة شيء واحد فحسب لست سعيدًا بشأنه، وهو أنني عجوز جدًا. ذاكرتي ليست بخير حال، وصحتي ليست على ما يرام، لكن لديَّ قوة داخلية لا تتزعزع. الأمر فحسب أن جسدي لا يطيعني، وأشعر بالنعاس بعد الاستماع لفترة في الاجتماعات. أحيانًا أغمض عينيَّ للصلاة فأنام، ويتشتت ذهني عندما أقرأ كلام الله. بعد القراءة لفترة قصيرة، أشعر بالنعاس وأغفو ولا تستقر الكلمات في ذهني. ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل أنا لا أزال قادرًا على السعي إلى الحق وفهمه في ظل هذه الصعوبات العملية؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، وإذا كنت غير قادر على الممارسة بما يتماشى مع مبادئ الحق، أفلن يكون إيماني كله سُدى؟ ألن أفشل في بلوغ الخلاص؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا مهموم للغاية! ..." ... يقَع كبار السن هؤلاء في أعماق الضيق والقلق والهم بسبب سنهم. في كل مرة يواجهون صعوبة أو انتكاسة أو مشقة أو عقبة، فإنهم يلقون باللائمة على سنهم، وهم حتى يكرهون أنفسهم ولا يُحبُّون أنفسهم. لكن ذلك بلا طائل على أية حال، وليس ثمة حل، وليس أمامهم أي طريق للمضي قُدمًا. أيمكن حقًّا ألا يكون لديهم أي طريق للمضي قُدمًا؟ هل ثمة أي حل؟ (ينبغي لكبار السن أيضًا أداء واجباتهم بقدر استطاعتهم). من المقبول أن يؤدي كبار السن واجباتهم قدر استطاعتهم، أليس كذلك؟ هل يمكن لكبار السن ألا يسعوا إلى الحق بعد الآن بسبب أعمارهم؟ أليسوا قادرين على فهم الحق؟ (بلى، قادرون). هل يمكن لكبار السن فهم الحق؟ يمكنهم فهم بعضه، وحتى الشباب أيضًا لا يمكنهم فهمه كله. دائمًا ما يكون لدى كبار السن فكرة خاطئة، إذ يعتقدون أنهم مشوشون، وأن ذاكرتهم سيئة، ولهذا لا يمكنهم فهم الحق. أهم محقون؟ (كلا). رغم أنَّ الشباب لديهم طاقة أكبر بكثير من كبار السن، وهم أقوى بدنيًا، فإن قدرتهم على الفهم والاستيعاب والمعرفة مماثلة تمامًا لقدرة كبار السن على ذلك في واقع الأمر. ألم يكن كبار السن أيضًا صغارًا ذات يوم؟ لم يولدوا كبارًا، والشباب جميعًا سيكبرون ذات يوم كذلك. يجب على كبار السن ألا يفكروا دائمًا في أنهم مختلفون عن الشباب لأنهم عجائز، وضعفاء جسديًّا، ومعتلون، ولديهم ذاكرة سيئة. ليس ثمة اختلاف في الواقع. ... ليس الأمر أن كبار السن ليس لديهم ما يفعلونه، ولا أنهم غير قادرين على أداء واجباتهم، ناهيك عن أن يكونوا غير قادرين على السعي إلى الحق؛ فثمة أشياء كثيرة لديهم للقيام بها. إن مختلف الهرطقات والمغالطات التي تراكمت لديك خلال حياتك، إضافةً إلى مختلف الأفكار والمفاهيم التقليدية، والأشياء الجاهلة والعنيدة، والأشياء المحافظة، والأشياء غير العقلانية، والأشياء المحرَّفة التي تراكمت لديك، قد تكدَّست كلها في قلبك، وعليك قضاء وقت أطول مما يقضيه الشباب، من أجل إخراج هذه الأشياء وتشريحها وتمييزها. ليس الحال أنَّ ليس لديك ما تفعله، أو أنَّ عليك الشعور بالضيق والقلق والهم عندما لا تعرف تحديدًا ما ستفعله – ليست هذه مهمَّتك ولا مسؤوليتك. بادئ ذي بدء، ينبغي أن يكون لدى كبار السن العقلية الصحيحة. رغم أنك ربما تتقدم في العمر وأنك كبرت نسبيًّا من الناحية الجسديَّة، فينبغي أن يكون لديك عقلية شابة. على الرغم من أنك تتقدم في السن، وتفكيرك يتباطأ وذاكرتك ضعيفة، إذا كنت لا تزال قادرًا على معرفة نفسك، ولا تزال تفهم الكلمات التي أقولها، ولا تزال تفهم الحق، فهذا يثبت أنك لست عجوزًا وأن مستوى قدراتك ليس ناقصًا" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. كشفت كلمات الله عن حالتي بدقة. أدركتُ أن الأخت التي اقترنتُ بها كانت صغيرة السن وتؤدي واجبها بكفاءة، أما أنا فكنت أسنَّ منها وأصبتُ بارتفاع ضغط الدم، وكان ذهني أبطأ، وكانت كفاءتي في واجبي أقل بكثير من كفاءتها. اعتقدت أنه بسبب كوني عجوزًا وعديمة الفائدة، فإن الله سيرفضني بالتأكيد ولن يخلِّصني. كنت أعيش في حالة من سوء فهم الله. ساورني القلق من أن يتدهور جسدي أكثر في غضون سنوات قليلة، وبحلول ذلك الوقت، قد لا أكون قادرة على القيام بأي واجب، وسأُستبعد. أشعرني التفكير في هذا الأمر بالحزن. لكن بعد قراءة كلام الله، فهمت أن الله يعامل الشباب والعجائز على قدم المساواة. عندما يعبِّر الله عن الحق، فهو ليس موجهًا للشباب وحدهم ولا لكبار السن وحدهم. لم يقسِّم الله قط شعبه المختار إلى مراتب مختلفة بناءً على العمر، ولم يقل قط إن كبار السن يجب أن يُطهَّروا من الكنيسة. إنَّ الله لا يُظهر محاباة، ومهما بلغ عمر الشخص، يمكن أن يسقيه كلام الله ويغذيه. إنَّ الله يمنح الجميع فرصة متساوية لأن يُخلَّصوا. إذا كان الشخص لا يسعى إلى الحق وينفر منه، فلا يمكن أن يُخلَّص، مهما كان عمره. لا يحدد الله عاقبة الشخص وغايته بناءً على العمر، لكن بشكل أساسي على ما إذا كان الشخص يربح الحق أم لا. مهما يبلغ الإنسان من العمر، ما دام بإمكانه أن يفهم كلام الله ويمارس الحق، يمكنه أن يحقق تغييرًا في الشخصية وينال خلاص الله. مع أنني كنت قد بلغت الستين من عمري وتعلمت مهارات جديدة ببطء، فإن ذهني كان لا يزال صافيًا، وكان لا يزال بإمكاني فهم كلام الله عندما آكله وأشربه. أمكنني أيضًا التعرف على أوجه قصوري وشخصيتي الفاسدة من خلال كلام الله. إنَّ الله لم يتوقف عن تنويري وإرشادي لمجرد أنني هَرِمْتُ، والله يأمل أن أقضي وقتًا أطول في أكل وشرب كلامه. يريدني الله أن أكسب تمييزًا لسموم الشيطان وقوانين البقاء، والثقافة التقليدية. إنه يريدني أن أتخلَّص من هذه الأمور السلبية وأن أسلك وأتصرف بناءً على الحق. هذا ما يأمل الله أن يراه. لا يزال عقلي سليمًا وعقلانيًّا الآن، ولا يزال بمقدوري القيام بواجباتي، فيجب أن أقدِّر الوقت الذي أملكه الآن، وأبذل قصارى جهدي في واجباتي، وأسعى إلى التغيير في الشخصية. لم يعد بإمكاني استخدام عمري بوصفه عذرًا لعدم السعي وراء الحق بعد الآن. إذا عشتُ في قلق وتوتر، دون إحساس بالعبء تجاه واجبي ودون أن أسعى إلى تغيير في الشخصية، فسأصبح حقًّا عديمة الفائدة وسيستبعدني الله في النهاية.

لاحقًا، قرأت المزيد من كلمات الله: "يؤمن أضداد المسيح بالله لغرض الحصول على الربح والبركات فقط. حتى لو تحملوا بعض المعاناة أو دفعوا بعض الثمن، فكل ذلك من أجل عقد الصفقات مع الله؛ فَنِيَّتهم ورغبتهم في الحصول على البركات والمكافآت هائلة، وهم يتشبثون بها بإحكام. إنهم لا يقبلون أيًا من الحقائق العديدة التي عبّر عنها الله، ويعتقدون دائمًا في قلوبهم أن الإيمان بالله يتمحور حول الحصول على البركات وتأمين غايةٍ صالحةٍ، وأن هذا هو المبدأ الأسمى، وأنه لا شيء يمكن أن يفوقه. يعتقدون أن الناس لا ينبغي أن يؤمنوا بالله إلا من أجل كسب البركات، وأنه إذا لم يكن الإيمان بالله من أجل البركات، فلن يكون للإيمان أي معنى أو قيمة، وأنه سيفقد معناه وقيمته. هل غُرِسَت هذه الأفكار في أضداد المسيح من قِبَلِ شخص آخر؟ هل يستمدونها من تعليم شخص آخر أو تأثيره؟ كلا، إنها تتحدد من خلال جوهر الطبيعة المتأصل في أضداد المسيح، وهو شيء لا يمكن لأحد تغييره. على الرغم من أن الله المتجسد يتحدث بالكثير من الكلمات اليوم، فأضداد المسيح لا يقبلون أيًا منها، بل يقاومونها ويدينونها بدلًا من ذلك. طبيعة نفورهم من الحق وكرههم للحق لا يمكن أن تتغير أبدًا. إذا لم يستطيعوا التغيُّر، فما الذي يشير إليه هذا؟ يشير إلى أن طبيعتهم خبيثة. هذه ليست مسألة سعيٍ إلى الحق أو عدم سعيٍ إليه؛ هذه شخصية خبيثة، إنها تصرخ بوقاحة ضد الله وتعادي الله. هذا هو جوهر طبيعة أضداد المسيح؛ هذا وجههم الحقيقي" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع: إنهم خبثاء وغادرون ومخادعون (الجزء الثاني)]. يكشف الله أن أضداد المسيح، مهما بلغ حجم المعاناة التي يتحملونها أو مقدار الثمن الذي يدفعونه في إيمانهم بالله، فإنهم يحاولون دائمًا مساومة الله على البركات. إنهم يقدرون البركات أكثر من السعي إلى الحق للخلاص. عندما لا يستطيعون كسب البركات، فهم غير راغبين في القيام بأي واجب أو دفع أي ثمن. إنهم حتى يعارضون الله ويشتكون من أن الله غير بار. هذه هي الشخصية الشريرة لضد المسيح. عندما تأملت في ذاتي بعد أن قبلت عمل الله في الأيام الأخيرة، أدركت أن الإيمان بالله كان يجلب لي البركات والفرصة لأن أُخلَّص وأدخل ملكوت السماوات، وكنت سعيدة بهذا، فقمت بواجباتي مهما كلف الأمر. عندما رأيت أن عملي كان يثمر عن نتائج جيدة، شعرت أنني كنت أساهم في الكنيسة، فاعتقدت أن الله كان سيمنحني بالتأكيد غاية صالحة. لكن الآن بعد أن تقدمت في العمر وأعاني من مشكلات صحية، لم تعد كفاءتي ونتائجي في واجباتي قادرة على مواكبة من هم أصغر سنًّا، فكنت أخشى أنه كلما كبرت في السن، فلن أتمكن من القيام بأي واجبات بعد الآن، وأن الله سيستبعدني بعد ذلك. عندما شعرت بأنني فقدت كل أمل في تلقي البركات، غرقتُ في المشاعر السلبية، إذ كنت أعيش في ألم وقلق ومقاومة سلبية. زعمت أن جهودي وبذلي كانا من أجل واجباتي، لكن في قرارة نفسي كنت دائمًا ما أجري حساباتي من أجل عاقبتي وغايتي. كنت أحاول استخدام واجباتي للمساومة مع الله. في جوهر الأمر، كنت أحاول التلاعب بالله وخداعه. لقد أدركت للتو مدى أنانيتي ودناءتي حقًّا! فكرت في كيف قد عبَّر الله عن ملايين الكلمات ليُخلِّص البشرية، وعن كم أنا محظوظة لمجيئي أمام محضر الله، وأنني قد استمتعت كثيرًا بغذاء كلام الله وقد اكتسبت تمييزًا عن الأمور السلبية. لقد أدركت قيمة ومعنى الحياة بصفتي كائنًا مخلوقًا وربحت الفرصة لأن أُخلَّص. لم أعد أعيش في خواء السعي وراء المكاسب والانغماس في الملذات مثل غير المؤمنين. بسبب واجبي، يمكنني العيش أمام الله، وهذا ما قد جنَّبني الكثير من أذى الشيطان. والآن، على الرغم من أنني أكبر سنًّا وأعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإنني لا أعاني من أي أعراض حادة، وما دمت أحافظ على نمط حياة منتظم، فلستُ بحاجة إلى دواء لأقوم بواجباتي بشكل طبيعي. أليست هذه نعمة الله عليَّ؟ ومع ذلك، حتى بعد أن استمتعت بمحبة الله، لم أرد محبته وبدلًا من ذلك استخدمت واجباتي للمحاولة مع الله والمساومة معه. كنت حقًّا أفتقر إلى الضمير والعقل! أتيت أمام الله وتبت قائلةً: "يا إلهي، لقد حاولت دائمًا أن أساومك في واجباتي، سعيًا وراء البركات، وجعلتك تحتقرني وتبغضني. إنني مستعدة للتوبة الصادقة إليك".

بعد ذلك، قرأت فقرة أخرى من كلمات الله ووجدت طريقًا للممارسة. يقول الله القدير: "إلى جانب قدرتهم على أداء واجبهم جيدًا على أفضل نحو ممكن في حدود قدراتهم، ثمة العديد من الأشياء التي يمكن لكبار السن القيام بها. ما لم تكن غبيًّا وخرفًا ولا يمكنك فهم الحق، وما لم تكن غير قادر على الاعتناء بنفسك، فثمة أشياء كثيرة يجب عليك عملها. تمامًا مثل الشباب، يمكنك السعي إلى الحق، ويمكنك طلب الحق، وينبغي أن تأتي كثيرًا أمام الله للصلاة، ويمكنك أن تطلب مبادئ الحق، وأن تسعى جاهدًا لرؤية الناس والأشياء، وتتصرَّف وتفعل وفقًا لكلام الله كليًّا، بحيث يكون الحق معيارًا لك. هذا هو السبيل الذي ينبغي لك اتباعه، وينبغي ألا تشعر بالضيق أو القلق أو الهم بسبب تقدمك في السن أو إصابتك بكثير من الاعتلالات أو بسبب شيخوخة جسدك. ليس الشعور بالضيق والقلق والهم بالشيء الصحيح فعله – فهي مظاهر غير عقلانية" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. من كلمات الله، فهمت أنه بالإضافة إلى المواجهة الصحيحة للقوانين الطبيعية للشيخوخة والمرض والموت التي سنَّها الله، يجب على كبار السن أن يأتوا أمام الله ليصلوا إليه ويطلبوه في كثير من الأحيان، متعاملين مع الأشخاص والأحداث والأشياء التي تطرأ على أساس مبادئ الحق، ومركزين على ممارسة الحق لإرضاء الله. لا ينبغي لهم أن يشعروا بالدونية لأنهم أكبر سنًّا وأقل قدرة ممن هم أصغر سنًّا، ولا يجب أن يشعروا بأنهم مقيدون بسبب سنِّهم. يجب عليهم القيام بواجباتهم على أفضل نحو ممكن في حدود قدراتهم، مع مراعاة طاقتهم وحالتهم البدنية. هذه هي العقلية التي يجب أن يتحلى بها كبار السن. بإدراكي لهذا، أصبحت قادرة أيضًا على مواجهة عمري وأوجه قصوري بشكل صحيح. مع الأخذ في الاعتبار أنني كنت أكبر سنًّا، وكنت أميل إلى نسيان الأشياء، دونت ملاحظات بشكل مسبق عن العمل الذي يتعين عليَّ القيام به لذا لم أؤخر عملي. فيما يختص بالمهارات المتخصصة، يمكن لمن هم أصغر سنًّا أن يتذكروا الأشياء بعد تعلمها مرة واحدة، بينما أعاني من ضعف الذاكرة وفهم الأشياء ببطء أكثر. لهذا السبب، فإنني أبذل جهدًا أكبر، وإذا لم يكن بإمكاني تعلمها بعد مرة واحدة، كنت أدرسها ثلاث مرات إضافية. لا يجب أن أستمر في مقارنة نفسي بمن هم أصغر مني سنًّا، بل يجب بدلًا من ذلك أن أسعى إلى الحق وأسعى جاهدة للقيام بواجباتي قدر استطاعتي. بعد ذلك فكرت في كلمات الله: "إنني لا أحدد غاية كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة، ولا على مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون. هذا شيء لا يمكن لأحد أن يغيره" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). من كلمات الله، فهمت أن تحديد الله لعاقبة المرء وغايته لا يستند إلى عمره، ولا يستند إلى مقدار المعاناة التي قد تحملها المرء، بل على ما إذا كان قد اكتسب الحق وما إذا كانت شخصيته قد تغيرت. إذا لم أسعَ إلى الحق ولم أتخلَّ عن رغبتي في البركات، ولم تتغير شخصيتي الفاسدة، فحتى لو كنت أصغر بعشرين عامًا، كنت سأظل أُستبعد. لا أريد أن أتشبث بآرائي المغلوطة بعد الآن، ولا أرغب إلا في أن أطلب الخضوع لسيادة الله وتدابيره، وأن أقوم بواجباتي بشكل جيد ما دمت حية، وأن أسعى إلى تغيير في الشخصية، وفي النهاية، حتى لو لم تكن لديَّ عاقبة حسنة، فلا يزال عليَّ أن أتمِّم واجباتي. هذا هو الضمير والعقل اللذان يجب أن يتحلى بهما المرء والاتجاه الذي يجب أن أسعى إليه.

أتذكر في إحدى المرات، اجتمعنا لدراسة المهارات المتعلقة بالعمل فيما يختص بالمشكلات القائمة، لكن كانت هناك بعض المشكلات التي لم أفهمها تمامًا بعد. عندما بدأت شريكتي في عقد الشركة حول رؤاها، وكانت شركتها جيدة للغاية، عادت مشاعري السلبية إلى الظهور، وفكرت: " إنني أكبر سنًّا الآن، ويستغرق الأمر وقتًا طويلًا بالنسبة إليَّ لفهم الأمور. إذا أصبحت أكثر تبلُّدًا بعد عامين، فلن أتمكن من القيام بأي واجبات إطلاقًا". أشعرتني هذه الأفكار بعدم الارتياح. لكن في تلك اللحظة، تذكرت كلمات الله: "سواء كنت قادرًا جسديًّا على أداء واجبك أم لا، وسواء كنت قادرًا على القيام بأي عمل أم لا، وسواء كانت صحتك تسمح لك بأداء واجبك أم لا، فيجب ألا ينحرف قلبك عن الله، وألا تنبذ في قلبك واجبك. بهذه الطريقة، ستتمم مسؤولياتك والتزاماتك وواجبك؛ وهذه هي الأمانة التي عليك التمسُّك بها" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (3)]. بدَّدت كلمات الله مخاوفي على الفور. في المستقبل، إذا أصبحتُ غير قادرة على فهم الأشياء بسرعة، عندما أتقدم في العمر ولا يمكنني القيام بواجباتي النصية، فلا يزال بإمكاني القيام بواجبات أخرى تناسب إمكانياتي. حتى لو منعتني حالتي البدنية يومًا ما من القيام بواجباتي، ما دام قلبي لا يبتعد عن الله، ويمكنني أن أدعوه وآكل وأشرب من كلامه، وأتأمل في ذاتي، فلن يرفضني الله. ما يحتقره الله هو افتقاري إلى الإيمان الحقيقي به، لأنني أسعى دائمًا إلى البركات. عند التفكير في هذا، شعرت بإحساس بالتحرر في قلبي ولم أعد أشعر بأنني غير فعالة أو سلبية. بدلًا من ذلك، بدأت أفكر في الأمور بتعمق ودراسة، محرزةً بعض التقدم في تعلم المهارات المتاحة. أشكر الله على إرشاده من صميم قلبي. مهما تكن حالتي البدنية، أو نوع العاقبة أو الغاية التي أواجهها، فإني مستعدة للخضوع لسيادة الله وتدابيره والقيام بواجباتي بشكل جيد.

السابق:  8. لن أندم أبدًا على هذا الاختيار

التالي:  11. اعتقال ابنتي كشفني

محتوى ذو صلة

28. إزالة الضباب لرؤية النور

بقلم شن-شين – الصينأنا عامل عادي. في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013، رأى أحد زملاء العمل أنّنا كنّا، أنا وزوجتي، نتجادل دائمًا حول...

37. الله بجانبي

بقلم جوـ زي – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة مسيحية، وعندما كان عمري عامًا واحدًا قبلت أمي العمل الجديد للرب يسوع العائد (الله القدير)، على...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger