معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية

ما الهدف من إيمان الإنسان بالله؟ (خلاص الإنسان). فالخلاص موضوع دائم للإيمان بالله. كيف يمكن الوصول إلى الخلاص إذًا؟ (بالسعي إلى الحق والعيش دائمًا أمام الله). هذا أحد أنواع الممارسة. ما الذي يُربَح من العيش دائمًا أمام الله؟ ما الهدف؟ (تكوين علاقة طبيعية مع الله). (اتقاء الله والحيدان عن الشر، وفهم الحق والوصول إلى معرفة الله الحقيقية). وماذا أيضًا؟ (السعي إلى الحق وجعل الحق حياتنا). غالبًا ما يُقال هذا الكلام خلال العظات، فهو عبارات روحية. ماذا أيضًا؟ (اختبار تهذيب الله لنا، إلى جانب دينونته وتوبيخه وتجاربه وتنقيته للتوصل إلى أن نتأمل في أنفسنا ونعرفها ونسعى إلى الحق لعلاج شخصياتنا الفاسدة أثناء هذه العملية، وكذلك لننال معرفة حقيقية بالله ونملك أخيرًا الحق والإنسانية). يبدو أنكم قد فهمتم الكثير من العظات على مدى الأعوام العدّة الماضية. هل يمكن إذًا استخدام هذه الأشياء التي تفهمونها في اختباراتكم لعلاج بعض المشكلات والصعوبات الفعلية؟ الخواطر والأفكار الخاطئة، والسلبية والضعف من حين إلى آخر، على سبيل المثال، بالإضافة إلى مشكلات معينة متعلقة بالمفاهيم والتصورات: هل يمكن علاج هذه الأشياء بسرعة؟ قد يتمكن بعض الناس من علاج القليل من المشكلات البسيطة، لكنهم قد لا يزالون يعانون مشكلات رئيسية وذات أسباب جذرية. بناءً على مستوى فهمكم للحقائق اليوم، هل ستتمكنون من الوقوف بثبات إذا واجهتم النوع نفسه من التجارب مثل أيوب؟ (سوف نعقد العزم على الثبات، لكننا لا نعرف ما ستكون عليه قامتنا الحقيقية إن حدث شيء لنا فعلًا). ولكن ألا ينبغي أن تعرفوا ما هي قامتكم الحقيقية حتى عندما لا يحدث شيء لكم؟ فعدم معرفة هذا أمر محفوف بالمخاطر! هل تعلمون الجوانب العملية لهذه الأقوال والعبارات الروحية المتكررة والمحددة؟ هل تفهم المضمون الحقيقي لكل من هذه العبارات؟ هل تفهم بالضبط الحق المتضمن فيها؟ إذا كنت تعرف هذه الأشياء وقد اختبرتها، فهذا يثبت إذًا أنك تفهم الحق. أما إذا لم تتمكن إلا من تكرار بعض الأقوال والعبارات الروحية، لكنها لا تفيدك عندما تواجه شيئًا ما بالفعل وكانت غير قابلة لعلاج متاعبك، فهذا يثبت أنه بعد جميع هذه الأعوام من الإيمان بالله ما زلت لا تفهم الحق ولم تكن لديك أي اختبارات حقيقية. ما معنى قولي هذا؟ بعد أن يكون الناس قد وصلوا إلى هذا الحد في إيمانهم بالله، فإنهم يفهمون الحق أكثر قليلًا من المتدينين أو غير المؤمنين، ويفهمون بعض رؤى عمل الله، ويمكنهم الالتزام بالقليل من الأمور التنظيمية، ويمكن القول إنهم يملكون قدرًا من الفهم والتقدير لسيادة الله إضافةً إلى بعض الاستيعاب الحقيقي لها. ولكن هل أحدثت هذه الأشياء تغييرًا في شخصيتهم الحياتية؟ يمكن لكل واحد منكم بالإجمال التحدث قليلًا عن الحقائق التي يتكرر سماعها كثيرًا والمتعلقة بالرؤى: رؤى عمل الله، والغرض من عمل الله، ومقاصد الله للبشر؛ كما أنَّ المعرفة التي تتحدثون عنها أسمى بكثير من تلك التي لدى المتدينين. ولكن هل يمكن أن يؤدي هذا كله إلى تغيير في شخصيتكم أو حتى إلى تغيير جزئي في شخصيتكم؟ هل يمكنكم قياس هذا؟ هذا أمر في غاية الأهمية.

مؤخرًا، قُدِّمَت شركة عن كيفية معرفة الإله على الأرض بالضبط، وكيفية التفاعل مع الإله على الأرض، وكيفية تكوين علاقة طبيعية مع الله. أليست هذه هي الأسئلة الأكثر عملية؟ هذه جميعها حقائق تتعلق بجانب الممارسة، والهدف من إقامة الشركة عن هذه الأشياء هو إخبار الناس بكيفية الإيمان بالله، وكيفية التفاعل مع الله وتكوين علاقة طبيعية مع الله في حياتهم اليومية. وفيما يخص الحقائق المتعلقة بالممارسة، من بين جميع الحقائق التي سمعتموها وفهمتموها وتستطيعون ممارستها، هل يمكنها تغيير شخصيتكم؟ هل يمكن القول بأنه إن مارس الناس الحق بهذه الطريقة وسعوا جاهدين لتحقيق هذا، فإنهم عندئذٍ يمارسون الحق، وإن جعلوا هذه الحقائق واقعهم أمكنهم إحداث تغييرات في شخصيتهم؟ (نعم، يمكن ذلك). لا يعرف كثيرون من الناس معنى التغييرات في الشخصية. فهم يعتقدون أن القدرة على تكرار العديد من التعاليم الروحية وفهم العديد من الحقائق يمثل تغييرات في الشخصية. وهذا خطأ. فمن نقطة فهم إحدى الحقائق إلى ممارسة هذه الحقيقة، وصولًا إلى التغييرات في الشخصية، عملية طويلة من الاختبار الحياتي. كيف تفهمون التغييرات في الشخصية؟ في جميع ما اختبرتموه حتى هذه اللحظة، هل حدثت أي تغييرات في شخصيتكم الحياتية؟ قد لا تقدرون على رؤية هذه الأشياء، وهذا كله يُمثِّل مشكلة. فكلمة "تغيير" في "التغييرات في الشخصية" ليست في الواقع صعبة الفهم، فما هي "الشخصية"؟ (ناموس الوجود البشري، وسُمّ الشيطان). ماذا أيضًا؟ (ما هو طبيعي في الإنسان وموجود في جوهر الحياة). أنتم تستمرون في طرح هذه المصطلحات الروحية، لكنها جميعًا تعاليم وخطوط عامة ولا تحتوي على أي تفاصيل. وهذا ليس فهمًا لجوهر الحق. نحن نتحدث غالبًا عن التغييرات في الشخصية، ومثل هذه الموضوعات تُناقَش دائمًا منذ بداية إيمان الناس بالله، سواء كانوا يحضرون اجتماعًا أو يستمعون إلى عظة. فهذه هي الأشياء التي ينبغي أن يحاول الناس معرفتها عندما يؤمنون بالله. ولكن فيما يتعلق فقط بمعنى التغييرات في الشخصية بالضبط، وما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتهم، وما إذا كان من الممكن تحقيق التغيير، فإن أناسًا كثيرين يجهلون هذه الأشياء ولم يفكروا بها قط ولا يعرفون من أين يبدأون التفكير فيها. ما هي الشخصية؟ هذا موضوع رئيسي. بمجرد أن تفهم هذا، سوف تفهم نوعًا ما أسئلةً مثل ما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتك أم لا، وإلى أي درجة تغيرتْ، وعدد التغييرات التي حدثت، وما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتك بعد اختبارك أشياء معينة. لمناقشة التغييرات في الشخصية، يجب أن تعرف أولًا معنى الشخصية. يعرف الجميع كلمة "الشخصية"، وهم على دراية بها. لكنهم لا يعرفون ماهية الشخصية. لا يمكن شرح ماهية الشخصية بالضبط وبوضوح بمجرد بضع كلمات، ولا يمكن شرحها على أنها اسم لأن هذا مجرد للغاية ولا يمكن فهمه بسهولة. سوف أقدم مثالًا يجعلكم تفهمون. الخراف والذئاب كلاهما من الحيوانات. الخراف تأكل العشب، والذئاب تأكل اللحم. وهذا تحدده طبيعتهم. إذا أكلت الخراف لحمًا في أحد الأيام وأكلت الذئاب عشبًا، فهل ستكون بذلك قد تغيرت طبيعتها؟ (لا). إذا لم يأكل الخروف عشبًا، فسوف يصبح جائعًا جدًا. أعطه بعض اللحم وسوف يأكله، لكن الخراف ستظل وديعة تجاهك تمامًا. هذه هي الشخصية؛ هذا هو جوهر طبيعة الخراف. في أي مجال تظهر وداعة الخروف؟ (إنه لا يهاجم الناس). هذا صحيح، فهذه شخصية وديعة. الشخصية الظاهرة في الخروف هي الليونة والطاعة. إنه ليس شريرًا، بل وديع ولطيف. أما الذئاب فمختلفة. فالذئب شخصيته شريرة وهو يأكل جميع أنواع الحيوانات الصغيرة. ومواجهة ذئب جائع أمر خطير للغاية، فقد يحاول أن يلتهمك حتى لو لم تستفزه. إن شخصية الذئب ليست وديعة أو لطيفة، بل قاسية وشرسة وتخلو من أي ذرة من التعاطف أو الشفقة. هذه هي شخصية الذئب. شخصية الذئاب تمثل جوهر طبيعتها؛ وأيضًا شخصية الخراف تمثل جوهر طبيعتها. لماذا أقول هذا؟ لأن الأشياء التي تنكشف فيها تُظهِر نفسها بشكل طبيعي بصرف النظر عن السياق ودون تدخُّل أو تحريض بشريين. إنها تنكشف بطبيعة الحال دون أي حاجة إلى المزيد من التدخل البشري. فالبشر لا يجبرون الذئاب على إظهار شراستها وقسوتها، ولا يغرسون اللطف والوداعة في الخراف. لقد وُلدت هذه الحيوانات بهذه الأشياء، فهذه أشياء تنكشف بطبيعة الحال وتُمثِّل جوهرها. هذه هي الشخصية. هل يُقدِّم لكم هذا المثال قدرًا من الفهم لمعنى الشخصية؟ (نعم). هذه ليست مسألة مفاهيمية، فنحن لا نشرح اسمًا ما. يوجد حق متضمن في هذا. ما هو الحق هنا إذًا؟ ترتبط شخصية الإنسان بالطبيعة البشرية. وشخصية الإنسان والطبيعة البشرية كلاهما من الشيطان، فهما معاديتان ومخاصمتان لله. إذا لم يقبل الناس خلاص الله ولم يتغيروا، فلن يكون ما يعيشه الناس ويكشفونه بطبيعة الحال إلا الشر والسلبية وانتهاك الحق، ولا شك في ذلك.

تحدثنا للتو عن شخصيات الخراف والذئاب. فهذان حيوانان مختلفان تمامًا: لكل منهما شخصيته الخاصة والأشياء التي تنكشف فيه. ولكن ما صلة ذلك بشخصية الإنسان؟ بالنظر من جديد إلى ماهية الشخصية البشرية بالضبط من خلال هذا المثال، ما أنواع الشخصيات الفاسدة الموجودة؟ (يمكننا عمومًا معرفة نوع شخصية الناس من خلال التعامل معهم. مثال ذلك، أثناء التحدث إلى شخص ما، قد نشعر أنه يتحدث بطريقة ملتوية وأنه مراوغ دائمًا بحيث لا يستطيع الآخرون معرفة ما يقصده بالفعل، مما يعني أن شخصيته مخادِعة بداخله. يمكننا تكوين فكرة عامة مما يقوله ويفعله عادةً ومن أفعاله وسلوكه). يمكنك أن ترى بعض مشكلات الشخصية من التعامل مع الناس. يبدو بعد سماع هذا المثال كما لو أن لديك فكرة عامة عن ماهية الشخصيات. ما الشخصيات الفاسدة لدى جميع الناس إذًا؟ ما الشخصيات التي لا يعرفها الناس ولا يمكنهم الشعور بها لكنها بلا شك شخصيات فاسدة؟ لنقل مثلًا إن بعض الناس مفرطون في العاطفة، ويقول الله: "أنت مفرط في العاطفة. عندما يتعلق الأمر بشخص تحبه أو بشيء له صلة بعائلتك، بصرف النظر عمن يحاول فهم موقفه أو ما يحدث بالفعل، فإنك لن تكشف عن أي شيء بخصوصه، وسوف تستمر في التستر عليه. وهذا هو الإفراط العاطفي". إنه يسمع هذا ويفهمه ويعترف به ويتقبله كحقيقة. يعترف بأن كلام الله صواب وبأن كلام الله هو الحق، ويشكر الله على كشف هذا له. هل يمكن رؤية شخصيته من هذا؟ هل من الواضح أنه يقبل الحق ويتقبل الحقائق ولا يقاوم بل يخضع؟ (لا. فهذا يعتمد على كيفية تصرفه عند مواجهة المشكلات وما إذا كان ما يقوله وما يفعله هما الشيء نفسه). أنت قريب من معرفة الأمر. كان فيما مضى يقبل الأمر، لكنه لاحقًا عندما يحدث له مثل هذا الشيء لا يوجد تغيير في طريقة تصرُّفه. وهذا يُمثَّل نوعًا واحدًا من الشخصية. أي شخصية؟ كان فيما مضى يستمع، ثم فكَّر في الأمر وقال لنفسه: "كيف لم أعرف أنني مفرط في العاطفة بعد أن سمعت الكثير من العظات؟ أنا مفرط في العاطفة، ولكن من هو ليس كذلك؟ إن لم أتستر على عائلتي والأشخاص المقربين مني، فمن سيفعل ذلك؟ فحتى الرجل المقتدر يحتاج إلى دعم ثلاثة أشخاص آخرين". هذا هو ما يعتقده بالفعل. عندما يحين وقت التصرف، فإن شخصيته تحدد كل ما يفكر فيه ويخطط له في قلبه وموقفه تجاه كلام الله. وما موقفه؟ "يمكن لله أن يقول ويكشف ما يشاء، وسوف أقبل كل ما يُفترض أن أقبله عندما أكون أمامه، لكنني حسمت قراري، وليست لديَّ أي نية للتخلي عن مشاعري". هل هذه هي شخصيته؟ لقد ظهرت شخصيته وانكشفت حقيقته، أليس كذلك؟ هل هو شخص يقبل الحق؟ (لا). ما هذا إذًا؟ هذا عناد. فأمام الله يقول آمين ويتظاهر بالقبول، أما قلبه فيظل بلا مبالاة. إنه لا يأخذ كلام الله على محمل الجد، ولا يعتبر أنه الحق، ولا يمارسه باعتباره الحق. وهذا نوع واحد من الشخصية، أليس كذلك؟ أليست شخصية كهذه إظهارًا لطبيعة من نوع معين؟ (بلى). ما جوهر هذا النوع من الشخصية إذًا؟ هل هو العناد؟ (نعم). العناد: هذا نوع من الشخصية البشرية، وهو موجود في جميع الناس. لماذا أقول إن هذه شخصية؟ هذا شيء ينبع من جوهر طبيعة الناس. فأنت لست مضطرًا للتفكير في ذلك، ولا يتعين على الآخرين تعليمك أو تغيير أفكارك، ولا يتعين على الشيطان أن يضللك. إنها تنكشف بطبيعة الحال فيك وتنبع من طبيعتك. يوجد بعض الناس الذين يلومون الشيطان دائمًا بصرف النظر عن الأشياء السيئة التي يفعلونها. إنهم يقولون دائمًا: "لقد وضع الشيطان الفكرة في رأسي وجعلني أفعلها". إنهم يلومون الشيطان عن كل أمر سيئ ولا يعترفون أبدًا بالمشكلات الموجودة في طبيعتهم. هل هذا صحيح؟ ألم يفسدك الشيطان بشدة؟ إن كنت لا تعترف بهذا، فكيف تنكشف شخصية الشيطان فيك؟ بالطبع، توجد أيضًا أوقات يكون فيها الشيطان مثيرًا للمشاكل، بما في ذلك عندما يُضلَّل الناس أو يُحرَّضون على ارتكاب شيء شرير بفعل شخص شرير أو أحد أضداد المسيح، أو عندما يعمل روح شرير ويرسل لهم أفكارًا – لكن هذه مجرد استثناءات. ففي معظم الأوقات، يُوجَّه الناس بطبيعتهم الشيطانية ويكشفون جميع أنواع الشخصيات الفاسدة. عندما يتصرف الناس وفقًا لتفضيلاتهم وميولهم، وعندما يفعلون الأشياء بطرقهم وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم، فإنهم يعيشون وفقًا لشخصياتهم الفاسدة. وعندما يعيشون وفقًا لهذه الأشياء، فإنهم يعيشون وفقًا لطبيعتهم. وهذه حقائق لا جدال فيها. عندما تحكم الناسَ طبيعتهم الشيطانية، وعندما يعيشون بطبيعتهم الشيطانية، فإن كل ما ينكشف فيهم هو شخصيتهم الفاسدة. لا يمكن لوم الشيطان على هذا، ولا يمكنك القول بأن الشيطان أرسل هذه الأفكار. ونظرًا لأن الناس قد أفسدهم الشيطان بشدة، فإنهم ينتمون إلى الشيطان. ونظرًا لأن الناس لا يختلفون عن الشيطان وهم أبالسة وشياطين أحياء، يجب ألا تلوم الشيطان على كل شيء شيطاني ينكشف داخلك. فأنت لست أفضل من الشيطان، وتلك هي شخصيتك الفاسدة.

ما نوع الحالة الموجودة داخل الناس عندما تكون لديهم شخصية متعنتة؟ هي في الغالب أنهم عنيدون وأبرار في عيني ذواتهم. يتمسكون دائمًا بأفكارهم، ويعتقدون دائمًا أن ما يقولونه صحيح، وهم جامدون تمامًا ومتشبثون بآرائهم. هذا هو موقف التعنت. إنهم كالأسطوانة المشروخة؛ لا يستمعون إلى أي شخص، ويظلون ثابتين على مسار عمل واحد بلا أي تغيير، ويصرون على مواصلته بصرف النظر عما إذا كان صحيحًا أم خطأ – في هذا يكمن شيء من عدم التوبة. مثلما يرد في القول: "الخنازير الميتة لا تخاف الماء المغلي". يعرف الناس جيدًا الشيء الصحيح الذي يجب فعله، ومع ذلك فهم لا يفعلونه إذ يصرون على رفض قبول الحق. هذا أحد أنواع الشخصية: التعنت. ما أنواع الأوضاع التي تكشفون فيها عن الشخصية المتعنتة؟ هل أنتم متعنتون في كثير من الأحيان؟ (نعم). في أحيان كثيرة! وبما أن التعنت هو شخصيتك، فإن هذا يرافقك في كل ثانية على مدار كل يوم من أيام وجودك. التعنت يمنع الناس من أن يكونوا قادرين على أن يأتوا أمام الله، ويمنعهم من قبول الحق، ويمنعهم من القدرة على الدخول إلى واقع الحق. وإذا كنت غير قادر على الدخول إلى واقع الحق، فهل يمكن أن يحدث تغيير في هذا الجانب من شخصيتك؟ لا يمكن إلا بصعوبة كبيرة. هل حدث الآن أي تغيير في هذا الجانب من شخصيتكم العنيدة؟ وما مقدار التغيير الذي حدث؟ لنفترض مثلًا أنك كنت متعنتًا للغاية، لكن الآن قد حدث فيك تغيير طفيف: عندما تواجه مشكلةً ما، يكون لديك قدر من الضمير في قلبك وتقول لنفسك: "يجب أن أمارس قدرًا من الحق في هذا الأمر. بما أن الله قد كشف هذه الشخصية المتعنتة – بما أنني سمعت بها وأنا الآن أعرفها – فيجب أن أتغير. عندما واجهت هذه الأنواع من الأشياء عدة مرَّات في الماضي، سايرت جسدي وفشلت ولست سعيدًا بهذا. يجب في هذه المرَّة أن أمارس الحق". في ظل مثل هذا التطلع، يمكن ممارسة الحق، وهذا تغيير. عندما يكون لديك اختبار بهذه الطريقة لبعض الوقت وتتمكن من تطبيق المزيد من الحقائق، وهذا يؤدي إلى تغييرات أكبر، ويتضاءل أكثر فأكثر كشف شخصياتك المتمردة والمتعنتة عن نفسها – هل حدث تغيير في شخصيك الحياتية؟ إذا أصبحت شخصيتك المتمردة تتضاءل أكثر فأكثر بشكل واضح، وأصبح خضوعك لله أكبر كثيرًا من ذي قبل، فقد حدث تغيير حقيقي. إلى أي مدى إذًا يجب أن تتغير لكي تحقق الخضوع الحقيقي؟ سوف تكون قد نجحت عندما لا يوجد أدنى قدر من التعنت بل خضوع فحسب. هذه عملية بطيئة. فالتغييرات في الشخصية لا تحدث بين عشية وضحاها، بل تستغرق فترات طويلة من الاختبار وربما حتى مدى الحياة. في بعض الأحيان يكون من الضروري أن تعاني العديد من المشاق الجسيمة – مشاق مشابهة للموت والعودة إلى الحياة، ومشاق أكثر إيلامًا وصعوبة من كشط سمٍّ من عظامك. فهل حدثت أي تغييرات في شخصيتكم المتعنتة؟ هل يمكنكم قياس هذا؟ (كنت فيما مضى أؤمن أنَّ ثمة أشياء معينة يجب أن تُفعَل بطريقة محددة. عندما كان الناس يُقدِّمون وجهة نظر مختلفة، لم أكن أستمع ولم أعد إلى صوابي إلا عندما تعرضت لانتكاسات فعلية. وأنا الآن أفضل قليلًا. أعارض عندما يطرح الناس وجهات نظر مختلفة، لكني أتمكن لاحقًا من قبول بعض ما يقولونه). التغيير في الموقف نوع آخر من التغيير، فهو يعني أنَّ ثمة تغييرًا طفيفًا قد حدث. ليس الحال كما كان من قبل، حيث كنت تعرف أن الآخر على حق لكنك رفضت ولم تقبل وظللت متمسكًا بميولك؛ ليس هذا هو الحال الآن. حدث بالفعل تغيير في موقفك. ما مقدار تغيُّرك عندما تغيَّرت بهذا القدر؟ ولا حتى بنسبة عشرة بالمائة. التغيير بنسبة عشرة بالمائة يعني، على الأقل، أنه بعد أن يقول الشخص الآخر وجهة نظره المختلفة، لا تكون لديك أي مشاعر معارضة أو أفكار مقاومة؛ إنما يكون لديك موقف طبيعي. على الرغم من أن هذا لا يزال غير مقبول تمامًا في قلبك، فأنت لا تملك موقفًا متعنتًا، بل يمكنك مناقشة هذا الأمر مع الشخص، ويوجد قدر من الخضوع عندما تمارس، ولا تفعل الأشياء وفقًا لأفكارك وحدها. لاحقًا، تلتزم أحيانًا بأفكارك وتتمكن في أحيان أخرى من قبول ما يقوله الآخرون. التغييرات في الشخصية تسير ذهابًا وإيابًا. يجب أن تختبر انتكاسات لا حصر لها لتحقيق القليل من التغيير وإخفاقات لا حصر لها لتكون ناجحًا، وبالتالي ليس من السهل أن تتغير شخصيتك دون اختبار عدة أعوام من التجارب والتنقية. أحيانًا، عندما يكون الناس في حالة ذهنية جيدة، فإنهم يتمكنون من قبول الأشياء الصحيحة التي يقولها الآخرون، ولكن عندما يكونون في حالة مزاجية سيئة، فإنهم لا يسعون إلى الحق. ألا يؤخر هذا الأشياء؟ أحيانًا، عندما لا تكون على وفاق جيد مع شريكك، لا تسعى إلى مبادئ الحق وتعيش وفقًا لفلسفات الشيطان. وأحيانًا عندما تتعاون مع الآخرين ويكون مستوى قدراتهم أفضل من مستوى قدراتك وهم أفضل منك، تشعر أنك مُقيَّد بهم ولا تملك الشجاعة للتمسك بالمبادئ عندما تواجه مشكلةً. وأحيانًا تكون أفضل من شريكك وهو يتصرف بغباء، فتزدريه ولا ترغب في تقديم الشركة معه عن الحق. وأحيانًا ترغب في ممارسة الحق لكنك تكون مقيَّدًا بمشاعر الجسد. وأحيانًا تشتهي ملذات الجسد، ولا تستطيع أن تتمرد على الجسد مع أنك قد ترغب في ذلك. وأحيانًا تستمع إلى عظة وتفهم الحق، لكنك لا تستطيع تطبيقه. هل هذه المشكلات سهلة الحل؟ ليس من السهل حلها بمفردك. فالله وحده يمكنه إخضاع الناس للتجارب والتنقية، مما يجعلهم يعانون بشدة ويشعرون في النهاية بالفراغ داخل أنفسهم بدون الحق، ويشعرون كأنهم لا يستطيعون العيش بدون الحق. وهذا ينقي الناس كي يتشكل لديهم إيمان، ويجعلهم يشعرون أنهم يجب أن يسعوا جاهدين من أجل الحق، وأن قلوبهم لن تطمئن ما لم يطبقوا الحق، وأنهم سوف يختبرون عذابًا عظيمًا إذا لم يتمكنوا من الخضوع لله. هذا هو التأثير الذي يتحقق بالتجارب والتنقية. وهذا هو مدى صعوبة التغييرات في الشخصية. لماذا أقول لكم إنها ليست سهلة؟ أيكون هذا لأنني لا أخشى أن تصبحوا سلبيين؟ إنه لكي يُتاح لكم أن تعرفوا مدى أهمية التغييرات في الشخصية. أتمنى منكم جميعًا أن تنتبهوا إلى هذا، وأن تتوقفوا عن السعي إلى تلك الصور غير الواقعية والمنافقة والزائفة روحيًا، وأن تتوقفوا دائمًا عن اتباع تلك التعاليم والممارسات واللوائح الروحية الوهمية – القيام بذلك سوف يؤذيكم ولن يفيدكم على الإطلاق.

تحدثنا للتو عن أحد جوانب الشخصية: التعنت. غالبًا ما يكون التعنت نوعًا من المواقف المخفية في أعماق قلوب الناس. وعمومًا، لا يكون واضحًا من الخارج، لكن عندما يكون واضحًا، سوف يسهُل كشفه وسوف يقول الناس: "إنه حَرون! إنه لا يقبل الحق إطلاقًا وهو متعنت للغاية!". أولئك الذين لديهم شخصية متعنتة يركزون على نهج واحد، ولا يلتزمون إلا بشيء واحد، ولا يتخلون عنه أبدًا. فهل هذا هو الجانب الوحيد من شخصية الناس؟ طبعًا لا؛ توجد جوانب عديدة. انظروا ما إذا كان بإمكانكم معرفة نوع الشخصية الذي سأصفه فيما بعد. يقول بعض الناس: "في بيت الله لا أخضع لأحد إلا الله، لأن الله وحده هو الحق، والناس ليس لديهم الحق، بل لديهم شخصيات فاسدة، ولا يمكن الاعتماد على أي شيء يقولونه، ولذا فإنني لا أخضع إلا لله". هل هم محقون في قول هذا؟ (لا). لم لا؟ أي نوع من الشخصية هذا؟ (شخصية متكبرة ومغرورة). (شخصية الشيطان ورئيس الملائكة). هذه شخصية متكبرة. لا تقل دائمًا إنها شخصية الشيطان ورئيس الملائكة، فهذه الطريقة في الكلام عمومية وغامضة للغاية. وشخصيات الشيطان ورئيس الملائكة الفاسدة كثيرة جدًا. والحديث عن رئيس الملائكة والأبالسة والشيطان معًا هو حديث عمومي جدًا ولا يسهل على الناس فهمه. مجرد قول إن هذه شخصية متكبرة، هو أكثر تحديدًا. وبالطبع، ليس هذا هو النوع الوحيد من الشخصية الذي يكشفون عنه، الأمر فحسب أنَّ الشخصية المتكبرة تكشف عن نفسها بكل وضوح. وبقول إن هذه شخصية متكبرة، سوف يتمكن الناس من الفهم بسهولة، ولذلك فإن طريقة التحدث هذه هي الأنسب. بعض الناس يملكون بعض المهارات وبعض المواهب وبعض القدرات البسيطة، وقد قاموا بعدد من الأعمال للكنيسة. ما يعتقده هؤلاء الناس هو: "إيمانكم بالله ينطوي على قضاء طوال اليوم في قراءة كلمة الله ونسخها وكتابتها وحفظها مثل شخص روحي. ما الجدوى؟ هل يمكنك فعل أي شيء حقيقي؟ كيف تُسمِّي نفسك روحانيًا بينما أنت لا تفعل أي شيء؟ أنتم تفتقرون إلى الحياة. أنا لدي حياة، وكل ما أفعله حقيقي". ما هذه الشخصية؟ لديهم بعض المهارات الخاصة، وبعض المواهب، ويمكنهم فعل القليل من الخير، ويعتبرون هذه الأشياء حياة. ونتيجةً لذلك، فإنهم لا يطيعون أحدًا، ولا يخافون من إلقاء المحاضرات على أحد، وينظرون إلى الآخرين بازدراء، فهل هذا تكبُّر؟ (نعم). هذا تكبُّر. وفي ظل أي ظروف يكشف الناس عمومًا عن التكبُّر؟ (عندما تكون لديهم بعض المواهب أو المهارات الخاصة، وعندما يمكنهم أداء بعض الأشياء العملية، وعندما يكون لديهم رأسمال). هذا أحد أنواع الظروف. هل الأشخاص غير الموهوبين أو الذين ليست لديهم مهارات خاصة ليسوا متكبرين إذًا؟ (إنهم متكبرون أيضًا). سوف يقول الشخص الذي تحدثنا عنه للتو غالبًا: "لا أخضع لأحد إلا الله". وعند سماع ذلك، سوف يقول الناس لأنفسهم: "يا لخضوع هذا الشخص للحق، فهو لا يخضع إلا للحق، وما يقوله صحيح!". في الواقع، يكمن في هذه الكلمات التي تبدو صحيحة نوع من الشخصية المتكبرة: "لا أخضع لأحد إلا الله"، تعني بوضوح أنه يخضع لأحد. وإني أسألكم: هل من يقولون مثل هذه الكلمات قادرون حقًا على الخضوع لله؟ لا يمكنهم أبدًا الخضوع لله. فأولئك الذين يمكن أن يتفوهوا بمثل هذه الكلمات هم بلا شك الأكثر تكبُّرًا على الإطلاق. ظاهريًا، يبدو ما قالوه صحيحًا، لكن هذه الطريقة في الواقع هي أكثر طريقة مراوِغة تتجلى فيها الشخصية المتكبرة. إنهم يستخدمون تعبير "إلا الله" في محاولة لإثبات أنهم عقلانيون، ولكن ذلك في الحقيقة أشبه بدفن ذهب وإلصاق لافتة على مكان الدفن تقول، "لا يوجد ذهب مدفون هنا". أليست هذه حماقة؟ في رأيكم، أي نوع من الأشخاص هو الأكثر تكبُّرًا؟ ما الأشياء التي يمكن أن يقولها الناس وتجعلهم الأكثر تكبُّرًا؟ ربما سمعتم بعض الأشياء المتكبرة من قبل. ما الأكثر تكبُّرًا فيما بينها؟ هل تعلمون؟ هل يجرؤ أحد على أن يقول: "لا أخضع لأحد، ولا حتى للسماء أو الأرض، ولا حتى كلام الله؟" لا يجرؤ على قول هذا إلا إبليس التنين العظيم الأحمر. أي شخص يؤمن بالله لن يقول هذا. ومع ذلك، إذا قال أولئك الذين يؤمنون بالله: "لا أخضع لأحد إلا الله"، فإنهم لا يختلفون كثيرًا عن التنين العظيم الأحمر، وهم يشغلون المركز الأول عالميًا، والأكثر تكبُّرًا على الإطلاق. في رأيكم، جميع الناس متكبرين، لكن هل يوجد فرق في تكبُّرهم؟ أين يكمن الفرق؟ جميع البشر الفاسدين لديهم شخصيات متكبرة، لكن توجد اختلافات في تكبُّرهم. عندما يصل تكبُّر المرء إلى درجة معينة، فإنه يكون قد فقد كل عقل. الفرق هو ما إذا كان ثمة عقل فيما يقوله الشخص. بعض الناس متكبرون، لكن لا يزال لديهم القليل من العقل. إذا تمكنوا من قبول الحق، فلا يزال لديهم رجاء في الخلاص. وبعض الناس متكبرين للغاية لدرجة أنهم يفتقرون إلى العقل، ولا يوجد حد لتكبُّرهم؛ مثل هؤلاء الناس لا يمكن أن يقبلوا الحق أبدًا. إذا كان الناس متكبرين للغاية لدرجة أنهم لا يملكون أي عقل، فإنهم يفقدون كل إحساس بالخزي ويكونون متكبرين بحماقة. وهذه جميعها كشوفات ومظاهر للشخصية المتكبرة. كيف يمكنهم أن يقولوا شيئًا مثل: "لا أخضع لأحد إلا الله" إذا لم تكن لديهم شخصية متكبرة؟ ما كانوا ليفعلوا ذلك بالتأكيد. وبلا شك، إذا كان الشخص صاحب شخصية متكبرة، فإن لديه مظهر التكبُّر، ولا شك أنه سوف يقول كلامًا متكبرًا ويفعل أشياء متكبرة، مفتقرًا إلى أي نوع من العقل. يقول بعض الناس: "ليست لديَّ شخصية متكبرة، لكن مثل هذه الأشياء تنكشف فيَّ". هل مثل هذه الكلمات صائبة؟ (لا). يقول آخرون: "لا يمكنني منع نفسي. حالما أتوقف عن توخي الحذر، أتفوه بشيء ينم عن التكبُّر". هل هذه الكلمات صائبة؟ (لا). لم لا؟ ما السبب الجذري لهذه الكلمات؟ (عدم معرفة المرء نفسه). لا، هم يعرفون أنهم متكبرون، لكن عند سماع الآخرين يسخرون منهم قائلين: "كيف أنت متكبر هكذا؟ وعلامَ أنت متكبِّر؟"، فإنهم يشعرون بالخزي ولذلك يقولون مثل هذه الأشياء. كبرياؤهم لا يطيق هذا، وهم يبحثون عن عذر للتستر عليه وإخفائه وتجميله والتخلص من المأزق. وبهذا، فإن كلامهم غير صائب. عندما لا تكون شخصيتك الفاسدة قد عولجت بعد، فأنت متكبر حتى عندما لا تتكلم. يكمن التكبر في طبيعة الناس، وهو خفي في قلوبهم ويمكن أن ينكشف في أي وقت. وهكذا، ما دام لا يوجد تغيير في الشخصية، يظل الناس متكبرين وأبرارًا في عيني ذواتهم. سوف أقدم مثالًا: يصل قائد منتخب حديثًا إلى كنيسة ويكتشف أن طريقة نظرة الناس إليه وتعبيرات وجوههم غير متحمسة نوعًا ما. فيقول لنفسه في عقله: "ألست موضع ترحيب هنا؟ أنا القائد المختار حديثًا؛ فكيف يمكنكم أن تعاملونني بمثل هذا الموقف؟ لماذا أنتم غير منبهرين بي؟ لقد اختارني الإخوة والأخوات، ولذلك فإن قامتي الروحية أعظم من قامتكم، أليس كذلك؟". ونتيجةً لذلك، يقول: "أنا القائد المنتخب حديثًا. قد لا يقبلني بعض الناس، لكن هذا لا يهم. لنعقد منافسة لمعرفة من يحفظ أكثر من مقاطع كلمة الله، ومن يمكنه تقديم الشركة عن حقائق الرؤى. سوف أمنح منصب القائد لأي شخص يستطيع تقديم شركة عن الحقائق بشكل أوضح مني. ما رأيكم؟". ما نوع هذا التكتيك؟ عندما لا يبالي به الناس، فإنه يشعر بالاستياء ويريد أن يُسبِّب لهم المتاعب ويؤذيهم. والآن بعد أن أصبح قائدًا، فإنه يريد أن يهيمن على الناس وأن يكون في القمة. ما هذه الشخصية؟ (التكبُّر). وهل من السهل علاج الشخصية المتكبرة؟ (لا). تكشف الشخصيات المتكبرة للناس عن نفسها بصفة متكررة. فيما يخص بعض الناس، فإن سماع الآخرين يقدمون شركة عن استنارة وفهم جديدين أمر مزعج: "لماذا ليس لديَّ ما أقوله عن هذا؟ هذا لن ينفع، ويجب أن أفكر وأقدم شيئًا أفضل". ولذلك، فإنهم يتقيؤون الكثير من التعاليم محاولين التفوق على الآخرين. ما هذه الشخصية؟ هذا تنافس على الاسم والربح؛ هو أيضًا تكبُّر. بخصوص أمور الشخصية، قد تكون جالسًا دون أن تقول أو تفعل أي شيء، لكن الشخصية ستظل موجودة في قلبك وداخل أفكارك، ومن الممكن حتى أن تكشف عن نفسها في خواطرك وتعبيرات وجهك. حتى إذا حاول الناس إيجاد طرق لقمعها أو التحكم فيها وكانوا حريصين للغاية دائمًا على منع الكشف عنها، فهل هذا مفيد؟ (لا). يدرك بعض الناس فورًا عندما يقولون شيئًا متكبرًا: "لقد كشفت عن شخصيتي المتكبرة من جديد، فيا له من أمر مهين! يجب ألا أقول أي شيء متكبر مرَّة أخرى". لكن القَسَم بأنك ستغلق فمك لا فائدة منه، فهذا لا يعود إليك لكنه متروك لشخصيتك. لذلك، إذا كنت لا تريد لشخصيتك المتكبرة أن تكشف عن نفسها، فيجب عليك إصلاحها. ليست هذه مسألة تصحيح بضع كلمات أو تصحيح إحدى الطرق التي تفعل بها الأشياء، وليس بالطبع مسألة التزام بلائحة ما. إنها مسألة علاج مشكلة شخصيتك. الآن وبعد أن تحدثت عن هذا الموضوع المتمثل في ماهية الشخصية بالضبط، ألا تملكون فهمًا أعمق وأكثر تبصرًا عن أنفسكم؟ (بلى). إن معرفة المرء ذاته ليست مسألة معرفة خُلُق المرء الظاهري وطبعه وعاداته السيئة والأشياء الجاهلة الحمقاء التي فعلها في الماضي؛ هي ليست أيًا من هذه الأشياء. إنما هي معرفة شخصيته الفاسدة والشرور التي يستطيع أن يفعلها معارضةً لله. هذا هو الأساس. يقول بعض الناس: "إن مزاجي سريع الانفعال، ولا يمكنني فعل أي شيء لتغييره. متى يمكنني تغيير هذه الشخصية؟". ويقول آخرون: "إنني مريع في التعبير عن نفسي، فأنا لست متحدثًا لبقًا. وكل ما أقوله ينتهي بالإساءة إلى الناس أو إيذاء مشاعرهم. متى سيتغير هذا؟". هل هم محقون في قول هذا؟ (لا). أين خطؤهم؟ (هذا عدم إقرار بالأشياء الموجودة في طبيعة المرء). هذا صحيح. الخُلُق لا يحدد الطبيعة. وبصرف النظر عن مدى صلاح طبع شخص ما، فإنه لا يزال من الممكن أن تكون لديه شخصية فاسدة.

لقد تحدثت للتو عن جانبين من جوانب الشخصية. الجانب الأول هو العناد والثاني هو الغطرسة. لسنا بحاجة لقول الكثير عن الغطرسة. فكل إنسان يُظهر قدرًا كبيرًا من السلوكيات المتعجرفة، وأنتم تحتاجون فقط لمعرفة أن الغطرسة هي جانب من جوانب الشخصية. هناك أيضًا نوع آخر من الشخصية. بعض الناس لا يخبرون أحدًا بالحقيقة. فهم يفكرون مليًّا في كل شيء، ويدققونه مسبقًا في أذهانهم قبل أن يتكلموا للناس. ولا يمكنك أن تعرف أي الأمور التي يقولونها صادق وأيها كاذب. فهم يقولون شيئًا اليوم وشيئًا آخر غدًا، ويقولون شيئًا لشخص ما، وشيئًا مختلفًا لشخص آخر. وكل ما يقولونه يناقض نفسه بنفسه. كيف يمكن تصديق مثل هؤلاء الأشخاص؟ من الصعب جدًا الحصول على فهم دقيق للحقائق، ولا يمكن الحصول على كلمة صريحة منهم. ما هذه الشخصية؟ إنها الشخصية المخادعة. هل من السهل تغيير الشخصية المخادعة؟ إنها الأصعب في التغيير. الشخصية مرتبطة بطبيعة الإنسان، وليس هناك ما هو أصعب من تغيير الأشياء المرتبطة بطبيعة الإنسان. إن القول المأثور "الطبع يغلب التطبُّع" هو قول صحيح تمامًا! بغض النظر عما يتحدث عنه الأشخاص المخادعين أو ما يفعلوه، فهم دائمًا يُخفون أهدافهم ونواياهم. إذا لم يكن لديهم أهداف أو نوايا، فلن يقولوا شيئًا. إذا حاولت فهم أهدافهم ونواياهم، فسوف يلتزموا الصمت. وإذا تفوهوا بشيء صادق بدون قصد، فسوف يفكرون في أي طريقة للإلتفاف عليه، من أجل إرباكك ومنعك من معرفة الحقيقة. مهما كان ما يفعله المخادعون، فإنهم لن يسمحوا لأي شخص بمعرفة الحقيقة الكاملة عن الأمر. فمهما كان مقدار الوقت الذي يقضيه الناس معهم، لا أحد يعرف ما يدور في أذهانهم حقًا. هذه هي طبيعة الأشخاص المخادعين. مهما كان كم الحديث الذي يتحدث به المخادع، فلن يعرف الآخرون أبدًا نواياه، أو ما يفكر فيه حقًا، أو ما يحاول الوصول إليه بالضبط، حتى والداه يجدون صعوبة في معرفة ذلك. إن محاولة فهم الأشخاص المخادعين أمر في غاية الصعوبة، ولا يمكن لأحد معرفة ما يدور في أذهانهم. هذه هي الطريقة التي يتحدث بها المخادعون ويتصرفون بها: إنهم لا يتحدثون أبدًا عن آرائهم أو ينقلون ما يجري بالفعل. وهذا نمط للشخصية، أليس كذلك؟ عندما تكون لديك شخصية مخادعة، لا يهم ما تقوله أو ما تفعله. فهذه الشخصية في داخلك دائمًا وتتحكم فيك، وتجعلك تخادع وتشارك في الحيل، وتتلاعب بالناس، وتُخفيى الحقيقة، وتتظاهر بما ليس فيك. هذا خداع. ما السلوكيات الأخرى التي يمارسها المخادعون؟ سأعطي مثالًا. يتحدث شخصان، أحدهما يتحدث عن نفسه؛ يستمر هذا الشخص في الحديث عن مدى تحسنه ويحاول إقناع الآخر بذلك، ولكن لا يخبره بحقائق الأمور. هذا إخفاء لأمر ما ويشير لشخصية معينة وهي الشخصية المخادعة. لنرى إذا كنتم تستطيعون تمييزها أم لا. يقول هذا الشخص: "لقد اختبرت بعض الأمور مؤخرًا، وأشعر أن إيماني بالله طوال هذه السنوات كان بلا جدوى. لم أربح شيئًا. أنا فقير للغاية ومثير للشفقة! لم يكن سلوكي جيدًا في الآونة الأخيرة، ولكنني مستعد للتوبة". ولكن، بعد فترة من قوله هذا، لا يظهر عليه أي تعبير عن التوبة. ما المشكلة هنا؟ المشكلة هي أنه يكذب ويخدع الآخرين. عندما يسمعه الآخرون يقول هذه الأشياء، فإنهم يقولون لأنفسهم: "هذا الشخص لم يسعَ إلى الحق من قبل، ولكن حقيقة أنه يستطيع قول مثل هذه الأشياء الآن تُظهر أنه تاب فعلاً. لا شك في ذلك. يجب ألا ننظر إليه كما اعتدنا، بل من منظور جديد أفضل". بهذ الطريقة يفكر ويتأمل الناس في الأمر بعد سماع تلك الكلمات. ولكن هل الحالة الحالية للشخص هي نفسها التي يتحدث عنها؟ الحقيقة أنها ليست كذلك. إنه لم يتب توبة حقيقية، ولكن كلامه يوحي بأنه قد تاب توبة حقيقية وأنه تغيَّر للأفضل، و أنه اختلف عن ذي قبل. هذا هو ما يريد الوصول إليه بكلامه. من خلال حديثه بهذه الطريقة لخداع الناس، ما الشخصية التي يكشف عنها؟ إنها الشخصية المخادعة، وهذا أمر مُضلل للغاية! الحقيقة هي أنه لا يدرك على الإطلاق أنه فشل في إيمانه بالله، وأنه فقير وبائس. إنه يستعير الكلمات واللغة الروحية لخداع الناس، ولتحقيق هدفه في جعل الآخرين يفكرون فيه بشكل جيد ويُكوّنون رأيًا جيدًا عنه. أليس هذا خداعًا؟ إنه كذلك، وعندما يكون الشخص مخادعًا بشدة، فليس من السهل عليه أن يتغير.

هناك نوع آخر من الأشخاص لا يتحدث ببساطة أو بصراحة. إنه يُخفي ويخبيء الأمور دائمًا، ويجمع المعلومات من الناس في كل مناسبة ويستقصي أراءهم. إنه يرغب دائمًا في معرفة الحقيقة الكاملة عن الآخرين، ولكنه لا يقول ما في قلبه. لا يمكن لأي شخص يتعامل معه أن يأمل في معرفة الحقيقة الكاملة عنه. لايريد أمثال هؤلاء الناس أن يعرف الآخرون خططهم، ولا يشاركونها مع أحد. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية مخادعة. فأمثال هؤلاء الناس ماكرين للغاية؛ لا يمكن لأحد أن يفهمهم. إذا كان المرء لديه شخصية مخادعة، فهو بلا شك شخص مخادع وهو مخادع في جوهر طبيعته. هل يسعى هذا النوع من الأشخاص في إيمانه بالله إلى الحق؟ إذا لم يقل الحق أمام الناس، فهل يقدر على قول الحق أمام الله؟ بالتأكيد لا. الشخص المخادع لا يقول الحقيقة مطلقًا. قد يؤمن بالله، ولكن هل إيمانه صادق؟ ما موقفه تجاه الله؟ لاشك سيكون في قلبه الكثير من الشكوك: "أين الله؟ لا أستطيع أن أراه. ما الدليل على أنه حقيقي؟" "هل الله له السيادة حقًا على كل شيء؟ إن نظام الشيطان يقمع ويُعيق بشدة أولئك الذين يؤمنون بالله. لماذا لا يمحوه الله؟" "كيف يُخلِّص الله الناس بالضبط؟ هل خلاصه حقيقي؟ الأمر ليس واضحًا". "هل يمكن للمؤمن بالله أن يدخل ملكوت السموات أم لا؟ يصعب الجزم بذلك مع غياب أي تأكيد". مع وجود الكثير من الشكوك حول الله في قلبه، هل يمكن أن يبذل نفسه بصدق من أجل الله؟ مستحيل. إنه يرى كل هؤلاء الناس الذين تخلوا عن كل ما لديهم لاتباع الله، والذين يبذلون أنفسهم من أجل الله ويقومون بواجباتهم، ويقول لنفسه: "إنني بحاجة إلى إخفاء شيء ما. لا يمكنني أن أكون أحمقًا مثلهم. إذا قدَّمت كل شيء إلى الله، فكيف سأعيش في المستقبل؟ من سيعتني بي؟ أنا بحاجة إلى خطة طوارئ". يمكنك رؤية مدى "ذكاء" الأشخاص المخادعين وإلى أي مدى يفكرون للمستقبل. هناك بعض الأشخاص عند اجتماعه مع آخرين يعترف بفساده، ويكشف الأمور التي يخفيها داخله أثناء الشركة، ويتحدث بصراحة عن عدد مرات ارتكابه للزنا، ويقول لنفسه: "يا أحمق! هذه أمور خاصة، لماذا تخبر الآخرين بها؟ لا يمكنك إخراج هذه الأمور مني بالقوة!" هكذا يكون المخادعين؛ يُفضِّلون الموت على أن يكونوا صادقين، ولا يخبرون أحدًا بالحقيقة الكاملة. يقول بعض الناس: "لقد أذنبت وارتكبت ببعض الأمور السيئة، وأشعر بالخجل قليلًا من إخبار الناس بها وجهًا لوجه. فهي في النهاية أمور خاصة ومُخجلة. ولكني لا أستطيع أن أخفيها أو أخبئها عن الله. ينبغي أن أخبر الله بهذه الأشياء بكل صراحة. لا أجرؤ على إخبار الآخرين بأفكاري أو أموري الخاصة، ولكن عليَّ أن أخبر الله. بغض النظر عمَّن أخفي عنه الأسرار، لا يمكنني إخفاء الأسرار عن الله". هذا هو الموقف الذي يتخذه الشخص الصادق تجاه الله. لكن الأشخاص المخادعة حذرون مع الجميع، فهم لا يثقون بأحد، ولا يتحدثون بصدق مع أحد. إنهم لا يُخبرون أحدًا بالحقيقة كاملة، ولا أحد يستطيع فهمهم. هؤلاء هم أكثر الناس خداعًا على الإطلاق. كل شخص لديه شخصية مخادعة، والاختلاف الوحيد في مدى شدتها. على الرغم من أنك قد تفتح قلبك وتعقد شركة عن مشكلاتك في التجمعات، فهل يعني ذلك أنك لا تملك شخصية مخادعة؟ لا، أنت لديك شخصية مخادعة أيضًا. لماذا أقول هذا؟ إليك هذا المثال: قد يكون بوسعك التحدث بصراحة في الشركة عن أمور لا تمس كبرياءك أو غرورك، وعن أشياء غير مُخجلة، وأشياء لن تتعرض بسببها للتهذيب؛ ولكن إذا كنت قد ارتكبت شيئًا ينتهك مبادئ الحق، ويبغضه الجميع ويثورون عليه، فهل سيمكنك الشركة عنه بصراحة في التجمعات؟ وإذا ارتكبت شيئًا لا يصح ذكره، فسيكون من الصعب عليك التحدث عنه بصراحة والكشف عن حقيقته. وإذا حاول أحدهم أن يستقصي الأمر أو يلوم أحدًا بخصوصه، فسوف تستخدم جميع الوسائل المتاحة لك لإخفائه، وسوف يتملكك الرعب من احتمال أن يُكشف هذا الأمر. ستحاول دائمًا إخفاء الأمر والإفلات منه. أليست هذه شخصية مخادعة؟ ربما تعتقد أنك إذا لم تتحدث بالأمر، فلن يعرفه أحد، وحتى الله لن يعرف به بأي طريقة. هذا خطأ! إن الله يُمحِّص أعماق قلوب الناس. إذا كنت لا تستطيع إدراك ذلك، فأنت لا تعرف الله على الإطلاق. إن الأشخاص المخادعين لا يخدعون الآخرين فحسب، بل يجرؤون على محاولة خداع الله واستخدام وسائل مخادعة لمقاومته. هل يمكن لأمثال هؤلاء الناس أن ينالوا خلاص الله؟ شخصية الله بارة ومقدسة، والمخادعون هم أكثر من يكرهه الله. لذا، فالأشخاص المخادعين هم الذين يصعب عليهم نيل الخلاص. إن الأشخاص ذوو الطبيعة المخادعة هم أكثر الناس كذبًا. إنهم يكذبون حتى على الله ويحاولون خداعه، وهم عنيدون ولا يندمون. هذا يعني أنهم لا يستطيعون نيل خلاص الله. إذا كان المرء يكشف عن شخصية فاسدة بين الحين والآخر، وإذا كان يكذب ويخدع الناس ولكنه كان بسيطًا وصريحًا مع الله ويتوب إليه، فلا يزال لديه رجاء في نيل الخلاص. وإذا كنت حقًا شخصًا ذو عقل، فيجب أن تكون صريحًا مع الله، وتتحدث إليه من القلب، وتتمعن في نفسك وتعرفها. يجب عليك ألا تعود تكذب على الله، وألا تحاول خداعه مطلقًا، وعلى الأقل ألا تحاول حتى إخفاء شيء عنه. الحقيقة هي أنه توجد بعض الأمور التي لا يحتاج الناس إلى معرفتها. ما دمت متصارحًا مع الله بشأنها، فلا بأس بذلك. عندما تقوم بأمور ما، تأكد من عدم إخفاء الأسرار عن الله. يمكنك أن تخبر الله بكل تلك الأشياء التي لا يجوز أن تخبر بها الآخرين. الشخص الذي يفعل ذلك ذكي. وبالرغم من أنه قد توجد بعض الأمور التي لا يرى حاجة لمصارحة الآخرين بها، إلا أن هذا لا يجب أن يُسمى خداعًا. إن الأشخاص المخادعون مختلفون: فهم يعتقدون أنه يجب عليهم إخفاء كل شيء، وأنهم لا يمكنهم إخبار الآخرين بأي شيء، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور خاصة. إذا لم يفيدهم قول شيء ما، فلن يقولوه حتى لله. أليست هذه شخصية مخادعة؟ إن مثل هذا الشخص مخادع حقًا! وإذا كان الشخص مخادعًا لدرجة أنه لا يخبر الله بالحقيقة، ويخفي كل شيء عن الله، فهل هو شخص يؤمن بالله في الأساس؟ هل لديه إيمان حقيقي بالله؟ إنه شخص يشك في الله، ولا يؤمن به في قلبه. أليس إيمانه باطلًا إذًا؟ إنه غير مؤمن، مؤمن كاذب. هل تشكّون في الله أحيانًا وتحترزون منه؟ (نعم). ما نوع الشخصية التي تشك في الله وتحترز منه؟ هذه شخصية مخادعة. كل شخص لديه شخصية مخادعة، الأمر يتعلق فقط بشدة الخداع. ما دمت تستطيع قبول الحق، فسوف تتمكن من التوبة والتغيير.

بالنسبة لبعض الناس، فعندما يحدث لهم شيء ما، يكشفون عن شخصية فاسدة، لديهم مفاهيم وأفكار، وأحكام مسبقة عن الآخرين، ويدينونهم ويشوهوا صورتهم من وراء ظهورهم. يمكنهم أن يتأملوا في أنفسهم وأن يكونوا صرحاء تمامًا بشأن هذه الأمور، ولكن عندما يفعلون أشياء معينة مخزية، فإنهم يريدون أن يحتفظوا بها لأنفسهم ويغلقوا عليها في قلوبهم إلى الأبد. لا يقتصر الأمر على أنهم لا يتحدثون عن هذه الأمور مع الآخرين، ولكنهم لا يخبرون بها الله بها عند صلاتهم. إنهم يحاولون حتى كل ما في وسعهم لاختراع الأكاذيب لتغطية هذه الأمر أو تمويهها. وهذه شخصية مخادعة. عندما تكون لديك مثل هذه الأفكار وتعيش في مثل هذه الحالة، عليك أن تتأمل في نفسك وترى بوضوح أنك لست شخصًا صادقًا، وأنه لا يوجد شيء مما يصفه الله كشخص صادق ممثلًا فيك، وأنك بالفعل مخادع، وأنك حتى وإن كنت غبيًا وبمستوى قدرات ضعيف، وبطيء الفهم، فأنت لاتزال شخصًا مخادعًا. وهذا ما يعنيه أن تعرف نفسك. وأقل ما ينبغي أن تتمكن من تحقيقه في معرفة نفسك هو أن تتمكن من رؤية وتمييز الفساد الذي تكشفه بوضوح، وأن تكون قادر على السعى إلى الحق لمعالجة هذا. إذا كنت تعرف حقًا شخصيتك المخادعة، فعليك أن تصلي إلى الله كثيرًا، وتتأمل في نفسك، وتُميِّز شخصيتك المخادعة وتحللها وفقًا لكلمة الله، وتدرك جوهرها. عندئذٍ سيكون لديك رجاءً في الهروب من شخصيتك المخادعة الفاسدة. لا يستطيع بعض الناس التمييز بوضوح بين المخادعين والصادقين، وهذا يعني أن مستوى قدراتهم ضعيف للغاية. في كثير من الأحيان، يستخدم بعض الناس مستوى قدراتهم الضعيف، وحماقتهم، وجهلهم، وافتقارهم للبصيرة، وارتباكهم في الكلام، وافتقارهم للمهارات الاجتماعية، واحتمالية تعرضهم للخداع، كدليل على الصدق. إنهم دائمًا يقولون للآخرين: "أنا صادق جدًا، ونتيجةً لذلك أحصل دائمًا على الأسوأ، ولا أعرف كيفية الاستفادة من الآخرين؛ ولكن يحبني الله لأنني صادق". هل هذه الكلمات صحيحة؟ هذه الكلمات سخيفة، وهي معنية لتضليل الناس، وهي كلمات وقحة ومخزية. كيف يكون الحمقى والأغبياء صادقين؟ هذان شيئان مختلفان. من الخطأ الفادح أن تنظر للأمور الغبية التي قمت بها على أنها صدق. يمكن للجميع أن يروا أن حتى الحمقى يمكن أن يكونوا متكبرين ومغرورين، ويظنوا بأنهم أفضل من غيرهم. مهما كان الناس جهلاء وبمستوى قدرات ضعيف، إلا أنه لا يزال بإمكانهم الكذب وخداع الآخرين. أليس هذا كله حقيقة؟ هل الحمقى والأشخاص الذين لديهم مستوى قدرات ضعيف لا يفعلون شيئًا سيئًا أبدًا؟ أليست لديهم حقًا شخصيات فاسدة؟ قطعًا لديهم. يقول بعض الناس أيضًا إنهم صادقون ويصارحون الآخرين بأكاذيبهم، لكنهم لا يجرؤون على القول صراحة عن الأشياء المخزية التي يفعلونها. عندما تتعامل الكنيسة معهم بسبب مشكلاتهم، لا يستطيعون تقبلها ولا يخضعون على الإطلاق، مفضلين التقصي في الخفاء واستخلاص الحق. هذا النوع من الأشخاص المخادعة لا يقبل الحق على الإطلاق، ولا يخضع أبدًا، ومع ذلك لا يزال يعتقد أنه صادق. أليست هذه وقاحة تامة منه؟ هذا غباء مطلق! هذا النوع من الأشخاص ليس صادقًا وليس سليم النية على الإطلاق. فالأشخاص الأغبياء أغبياء؛ والحمقى حمقى، و أنقياء السريرة غير المخادعين هم وحدهم الصادقين.

كيف يمكن تمييز المخادعين؟ ما سلوكيات المخادعين؟ أيًا كان من يرافقوهم أو يتعاملون معهم، فهم لا يسمحون لأي شخص على الإطلاق أن يعرف ما يجري معهم بالفعل، ويحترسون دائمًا من الآخرين، ويقومون بأشياء من خلف ظهورهم، ولا يصرحون مطلقًا بما يفكرون به. في بعض الأحيان قد يتحدثون عن أنفسهم قليلًا، لكنهم لا يذكرون أشياء رئيسية أو معلومات مهمة، ويخافون من أن تفلت كلمة منهم. إنهم حساسون للغاية لهذه الأشياء خوفًا من أن يكشف الآخرون عيوبهم. وهذا نمط الشخصية المخادعة. أيضًا بعض الاشخاص يتعمدون أن يظهروا بوجه زائف ليعتقد الآخرون أنهم بريئون، وأنه يمكنهم تحمُّل المعاناة وعدم الشكوى، أو أنهم روحانيون ويحبون الحق ويسعون إليه. من الواضح أنهم ليسوا هذا النوع من الأشخاص، لكنهم يصرون على التظاهر هكذا أمام الآخرين. هذه أيضًا شخصية مخادعة. هناك غرض ما وراء كل ما يقوله ويفعله المخادعون. فإذا لم يكن لديهم أي غرض، فلن يتكلموا أو يفعلوا. بداخلهم شخصية تتحكم فيهم ليتصرفوا على هذا النحو، وهذه شخصية المخادع. عندما تكون لدى الناس شخصية مخادعة، هل من السهل تغييرها؟ إلى أي مدى تغيرَّتم أنتم؟ هل بدأتم في طريق السعي إلى الصدق؟ (نعم، فهذا هو الاتجاه الذي نعمل نحوه). كم خطوة اتخذتموها؟ أم أنكم عالقين في مرحلة الرغبة في ذلك؟ (لا يزال مجرد شيء نرغب في القيام به. أحيانًا، بعد أن نفعل شيئًا ندرك أنه كان ينطوي على خداع، وأننا كنا نحاول إعطاء انطباع خاطئ للناس؛ حينها فقط ندرك أننا كنا مخادعين). أنت تدرك أن هذا الأمر به خداع، ولكن هل استطعت أن تدرك أنه نوع من الشخصية الفاسدة؟ ومن أين تأتي هذه الأشياء المخادعة؟ (من طبيعتنا). هذا صحيح، من طبيعتك. هل هذه الطبيعة الفاسدة تزعجك؟ من الصعب التخلص منها، ومن الصعب التعامل معها، ومن الصعب الهروب منها، وهي مُرهقة للغاية أيضًا. ما الذي يجعلها مُرهقة؟ وماذا الذي فيها يسبب لك الألم؟ (نريد أن نتغير، ولكننا نشعر بالألم الشديد عندما لا نتمكن من ذلك). هذا أحد الجوانب، ولكنه ليس مزعجًا. عندما تتحكم الشخصية المخادعة في الإنسان، فيمكنه أن يكذب ويخدع الآخرين في أي وقت أو أي مكان، وبغض النظر عما يحدث له، سوف يفكر في كيف يقول الأكاذيب لغش الناس وخداعهم. حتى لو أراد السيطرة على نفسه، فإنه يعجز عن ذلك، فالأمر ليس بإرادته. وهنا تكمن المشكلة. إنها مشكلة الشخصية. كم عدد الطرق التي يُمكن من خلالها أن تكشف الشخصية المخادعة عن نفسها؟ عن طريق الاختبار والخداع والاحتراز والشك والتظاهر والنفاق. إن الشخصية التي تكشفها وتُظهرها هذه السلوكيات هي الشخصية المخادعة. بعد الشركة حول هذه الموضوعات، هل أصبح لديكم معرفة أوضح بالشخصية المخادعة؟ هل لا يزال منكم من يقول: "ليست لديَّ شخصية مخادعة، ولست مخادعًا، فأنا أقترب من أن أكون شخصًا صادقًا؟" (لا). يوجد أناس كثيرون لا يفهمون تمامًا ماهية الشخص الصادق بالضبط. يقول البعض إن الصادقين هم هؤلاء الأشخاص أنقياء السريرة والصرحاء، أو الذين يتعرضون للتنمر والاستبعاد أينما ذهبوا، أو الذين ييتحدثون ويتصرفون ببطيء ودائمًا يتأخرون عن الآخرين بنصف خطوة. كما أن بعض الحمقى والجهلاء الذين يمارسون حماقات تجعل الآخرين ينظرون إليهم بازدراء، يصفون أنفسهم أيضًا بأنهم أشخاص صادقون. كل هؤلاء الأشخاص غير المتعلمين من الطبقات الدنيا في المجتمع والذين يشعرون بأنهم أقل شأنًا يقولون أيضًا إنهم صادقون. أين يكمن خطأهم؟ إنهم لا يعرفون ماهية الشخص الصادق. ما هو مصدر سوء الفهم لديهم؟ السبب الرئيسي هو أنهم لا يفهمون الحق. إنهم يؤمنون أن "الصادقين" الذين يتحدث عنهم الله هم حمقى وأغبياء، وغير متعلمين، وثقيلي اللسان، ويتعرضون للتنمر والاضطهاد، ومن السهل خداعهم والاحتيال عليهم. وهذا معناه أن من يستدهدفهم الله بالخلاص هم هؤلاء الأشخاص عديمي العقول، والفئات الدنيا في المجتمع والذين غالبًا ما يتنمر عليهم الآخرون. من الذين سيخلصهم الله إن لم يكن هؤلاء المتواضعين الفقراء؟ أليس هذا ما يؤمنون به؟ هل هؤلاء حقًا هم الأشخاص الذين يخلصهم الله؟ هذا تفسير خاطئ لمقاصد الله. فالأشخاص الذين يخلصهم الله هم الذين يحبون الحق، ويملكون مستوى من القدرات، وقدرة على الفهم، وجميعهم أشخاص لديهم ضمير وعقل، ويمكنهم إتمام إرساليات الله وأداء واجبهم جيدًا. إنهم أشخاص يمكنهم قبول الحق والتخلص من شخصياتهم الفاسدة، وهم يحبون الله حقًا ويخضعون له ويعبدوه. وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء الأشخاص هم من الفئات الدنيا في المجتمع، من عائلات العاملين والمزارعين، إلا أنهم بالتأكيد ليسوا مشوشين الذهن، أو سُذَّج، أو عديمي الفائدة. على العكس، فهم أذكياء قادرون على قبول الحق وممارسته والخضوع له. هم جميعًا أناس عادلون، يتخلون عن المجد والثروات الدنيوية لاتباع الله وربح الحق والحياة. إنهم أكثر الناس حكمة على الإطلاق. جميعهم أشخاص صادقون يؤمنون بالله حقًا ويبذلون أنفسهم من أجله. يمكنهم ربح استحسان الله وبركاته، ويمكن أن يصيروا كاملين ليصبحوا شعب الله وأعمدة هيكله. إنهم أشحاص من ذهب وفضة وجواهر ثمينة. إن الحمقى ومشوشي الذهن والتافهين وعديمي الفائدة هم الذين سيُستبعدون. كيف يرى غير المؤمنين والتافهين عمل الله وخطة تدبيره؟ يروه كمكان لإلقاء النفايات، لا؟ هؤلاء الناس ليسوا بمستوى قدرات ضعيف فحسب، لكنهم حمقى أيضًا. مهما قرأوا من كلام الله، فإنهم لا يستطيعون فهم الحق، ومهما سمعوا من عظات، فلا يقدرون على دخول الواقع؛ فإذا كانوا بهذه الحماقة، هل يمكن أن يخلُصوا؟ هل يريد الله هذا النوع من الأشخاص؟ مهما طال بهم العمر وهم مؤمنون، فإنهم لا يزالوا لا يفهمون أي حقائق، وما زالوا يتحدثون بالهراء، ومع ذلك فإنهم لا يزالوا يعتبرون أنفسهم صادقين. ألا يخجلون؟ مثل هؤلاء الناس لا يفهمون الحق. إنهم دائمًا ما يسيئون تفسير مقاصد الله، ومع ذلك يتحدثون باستمرار أينما ذهبوا عن تفسيراتهم الخاطئة ويعظون بها على أنها الحق ويقولون للناس: "من الجيد أن تتعرض للتنمر قليلًا، فالناس ينبغي أن يخسروا قليلًا، ويجب أن يكونوا حمقى بعض الشيء. فهؤلاء هم أهداف خلاص الله وهم الأشخاص الذين سيخلصهم الله". إن الناس الذين يقولون مثل هذا الكلام بغيضون. فهذا يجلب إهانة كبيرة على الله! إنه بغيض للغاية! فأعمدة ملكوت الله والغالبون الذين يخلصهم الله هم كل الأشخاص الذين يفهمون الحق والذين هم حكماء. هؤلاء هم الذين سيكون لهم نصيب في الملكوت السماوي. جميع هؤلاء الحمقى والجهلاء والوقحين والتافهين الذين لا يملكون ذرَّة من فهم الحق، والسُذج والأغبياء، أليسوا جميعًا عديمي الفائدة؟ كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يكون لهم نصيب في الملكوت السماوي؟ الصادقون الذين يتحدث عنهم الله هم هؤلاء الذين يمكنهم تطبيق الحق بمجرد فهمهم له، ويتمتعون بالحكمة والذكاء، ويتحدثون مع الله بصراحة، ويتصرفون وفقًا للمباديء، ويخضعون لله بشكل مطلق. إن هؤلاء الناس جميعًا لديهم قلوب تتقي الله، وهم يركزون على القيام بالأشياء وفقًا للمبادئ، ويسعون جميعًا إلى الخضوع المطلق لله ويحبون الله في قلوبهم. إنهم فقط أناس صادقون بحق. إذا كان المرء حتى لا يعرف معنى أن يكون صادقًا، أو إذا لم يتمكن من رؤية أن جوهر الصادقين هو الخضوع المطلق لله واتقاء الله والحيد عن الشر، أو أن الأشخاص الصادقون هم صادقين لأنهم يحبون الحق، ولأنهم يحبون الله، ولأنهم يمارسون الحق، فهذا النوع من الأشخاص أحمق للغاية ويفتقر حقًا إلى التمييز. إن الصادقين ليسوا أشخاصًا بريئين أو مشوشين الذهن أو جهلاء أو حمقى على الإطلاق كما يتصور الناس. إنهم أناس ذوو إنسانية طبيعية لديهم ضمير وعقل. ما يميز الأشخاص الصادقين هو أنهم قادرون على الاستماع إلى كلام الله وأن يكونوا صادقين، ولهذا السبب يباركهم الله.

لا شيء له أهمية أعظم من مطلب الله أن يكون الناس صادقين؛ فهو يطلب من الناس أن يعيشوا أمامه، ويقبلوا تمحيصه، ويعيشوا في النور. إن الأشخاص الصادقين وحدهم هم أعضاء حقيقيون في الجنس البشري. الأشخاص غير الصادقين وحوش وحيوانات تتجول في ثياب البشر وليسوا بشرًا. ولكي تسعى لتكون شخصًا صادقًا، يجب أن تتصرف وفقًا لمتطلبات الله. يجب أن تخضع للدينونة والتوبيخ والتهذيب. عندما تتطهر شخصيتك الفاسدة وتتمكن من ممارسة الحق والعيش بكلمات الله، حينها فقط ستصبح شخصًا صادقًا. إن الأشخاص الجهلاء والحمقى وأنقياء السريرة ليسوا أناس صادقين على الإطلاق. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين، فإنه يطلب منهم أن يمتلكوا إنسانية طبيعية، وأن يتخلصوا من طبيعتهم المخادعة وزيفهم، وألا يكذبوا على الآخرين أو يخدعوهم، وأن يؤدوا واجبهم بإخلاص، وأن يكونوا قادرين على محبته والخضوع له حقًا. هؤلاء الأشخاص وحدهم هم شعب ملكوت الله. إن الله يطلب من الناس أن يكونوا جنودًا صالحين للمسيح. ما هم جنود المسيح الصالحين؟ يجب أن يكونوا مسلحين بواقع الحق وأن يكونوا على قلب واحد وفكر واحد مع المسيح. وفي أي وقت وأي مكان، يجب أن يكونوا قادرين على تمجيد الله والشهادة له، وعلى استخدام الحق لشن حرب على الشيطان. في جميع الأمور، يجب أن يقفوا إلى جانب الله ويشهدوا ويعيشوا بحسب واقع الحق. يجب أن يقدروا على إذلال الشيطان وتحقيق انتصارات رائعة من أجل الله. هذا هو معنى أن تكون جنديًا صالحًا للمسيح. فجنود المسيح الصالحون غالبون، وهم أولئك الذين يغلبون الشيطان. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين وغير مخادعين، فإنه لا يطلب منهم أن يكونوا حمقى بل أن يتخلصوا من شخصياتهم المخادعة وأن يخضعوا له ويمجدوه. هذا ما يمكن تحقيقه بممارسة الحق. هذا ليس تغييرًا في سلوك المرء، ولا يتعلق بكثرة الحديث أو قلته، أو بكيف يتصرف المرء، بل يتعلق بالقصد من كلام المرء وأفعاله، ومعتقداته وأفكاره، وطموحاته ورغباته. كل ما ينتمي لكشوفات الشخصية الفاسدة والخطأ يجب أن يتغير من جذوره حتى يتوافق مع الحق. إذا كان المرء يريد تغييرًا في الشخصية، فيجب أن يكون قادرًا على رؤية جوهر شخصية الشيطان. فإن استطعت أن ترى جوهر الشخصية المخادعة، وأنها شخصية الشيطان ووجهه، وإذا استطعت أن تكره الشيطان وتهجر إبليس، فسيكون من السهل عليك أن تتخلص من شخصيتك الفاسدة. إن كنت لا تعرف أنه توجد حالة مخادعة بداخلك وكنت لا تدرك كشوفات الشخصية المخادعة، فلن تعرف كيفية السعي إلى الحق لحل ذلك، وسوف يكون من الصعب عليك تغيير شخصيتك المخادعة. يجب عليك أولًا أن تعرف ما هي الأشياء التي تصدر عنك و أي جانب من جوانب الشخصية الفاسدة هي منها. إذا كنت تكشف عن أشياء ذات طبيعة مخادعة، فهل ستكرهها داخل قلبك؟ وإذا فعلت ذلك، فكيف يجب أن تتغير؟ عليك أن تُهذب نواياك وتصحح وجهات نظرك. عليك أولًا أن تسعى إلى الحق في طبيعتك المخادعة لعلاج مشكلاتك، وتسعى لتحقيق ما يطلبه الله وإلى إرضائه، وأن تصبح شخصًا لا يحاول خداع الله أو الآخرين، وحتى الحمقى أو الجاهلين بعض الشيء. إن محاولة خداع شخص أحمق أو جاهل أمر غير أخلاقي تمامًا؛ هذا يجعلك إبليسًا. ولتكون شخصًا صادقًا، يجب ألا تخدع أو تكذب على أي شخص. أما بالنسبة للشيطان والأبالسة، فعليك أن تختار كلماتك بحكمة. وإن لم تفعل، فستكون عرضة للسخرية وسوف تجلب الخزي إلى الله. لن تتغلب على الشيطان وتلحق الخزي به، إلا من خلال اختيار كلماتك بحكمة وممارسة الحق. إن الجهلة والحمقى والعنيدين لن يتمكنوا مطلقًا من فهم الحق؛ لا يمكن إلا أن يُضلِّهم الشيطان ويتلاعب بهم ويسحقهم وفي النهاية يبتلعهم.

دعونا بعد ذلك نتحدث عن النوع الرابع من الشخصية. في الاجتماعات، يمكن أن يعقد بعض الناس شركة موجزة عن الحالات المرتبطة بها، ولكن عندما يتعلق الأمر بجوهر المشكلات، وبدوافعهم وأفكارهم الشخصية، يصبحون مراوغين. عندما يكشف الناس دوافعهم وأهدافهم، يهزون رؤوسهم ويعترفون بذلك. ولكن عندما يحاول الناس كشف أو تحليل أمر أعمق، فلا يمكنهم التحمل وينهضون ويغادرون. لماذا ينسحبون في هذه اللحظة الحاسمة؟ (إنهم لا يقبلون الحق ويرفضون مواجهة مشكلاتهم). هذه مشكلة تتعلق بالشخصية. عندما يرفضون قبول الحق لحل مشكلاتهم، ألا يعني هذا أنهم ينفرون من الحق؟ ما هي أنواع العظات التي لا يرغب بعض القادة والعمال الاستماع إليها؟ (عظات عن كيفية تمييز أضداد المسيح والقادة الكذبة). صحيح. إنهم يقولون لأنفسهم: "كل هذا الحديث عن تحديد هوية أضداد المسيح والقادة الكذبة، وعن الفريسيين؛ لماذا تتحدثون كثيرًا عن ذلك؟ أنت تسبب لي التوتر". عندما يسمعون أن هناك حديثًا عن تعريف القادة والعمال الكذبة، فإنهم يجدون أي مبرر للمغادرة. ما المقصود بـ "المغادرة" هنا؟ إنها تعني الإنسحاب والاختباء. لماذا يحاولون الاختباء؟ عندما يتحدث الآخرون بالحقائق، يجب أن تسمع: فالاستماع مفيد لك. دوِّن الأشياء القاسية أو التي يصعب عليك قبولها؛ بعد ذلك عليك أن تفكر في هذه الأشياء كثيرًا، وتستوعبها، وتغيُّرها بالتدريج. فلماذا الإختباء إذًا؟ يشعر هؤلاء الأشخاص أن كلمات الدينونة هذه قاسية جدًا وليس من السهل الاستماع إليها، ولذلك تنشأ المقاومة والنفور بداخلهم. يقولون لأنفسهم: "أنا لست من أضداد المسيح أو قائدًا كاذبًا، فلماذا تستمر في الحديث عني؟ لماذا لا تتحدث عن الآخرين؟ قل شيئًا عن تعريف الأشرار، لا تتحدث عني!" إنهم يصبحون مراوغين ومعارضين. ما هذه الشخصية؟ إذا كانوا يرفضون قبول الحق، وكانوا دائمًا يختلقون الحجج ويجادلون دفاعًا عن أنفسهم، ألا توجد هنا مشكلة الشخصية الفاسدة؟ هذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. القادة والعاملون لديهم هذه الحالة، فماذا عن الإخوة والأخوات العاديين؟ (هم أيضًا كذلك). عندما يلتقي الجميع للمرَّة الأولى، يكونون جميعًا متحابين وسعداء للغاية بترديد الكلمات و التعاليم. ويبدو عليهم جميعًا حب الحق. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمشكلات الشخصية والصعوبات الحقيقية، يُصاب الكثير منهم بالخرس. على سبيل المثال، هناك بعض الناس يقيدهم الزواج باستمرار. يصبحون غير راغبين في أداء الواجب أو السعي إلى الحق، ويصبح الزواج هو العقبة الأكبر والأثقل على كاهلهم. وفي الاجتماعات، عندما يعقد الجميع شركة عن هذه الحالة، فإنهم يُضاهون كلمات الآخرين في الشركة بحالتهم. ويشعرون أن الآخرين يتحدثون عنهم. يقولون: "لا أمانع أن تعقدوا شركة عن الحق، ولكن لماذا تتحدثون عني؟ أليست لديكم مشكلات أخرى؟ لماذا تتحدثون عني فقط؟" ما هذه الشخصية؟ عندما تجتمعون في شركة عن الحق، عليكم أن تدرسوا المشكلات الفعلية وتسمحوا للجميع بالتحدث عن فهمهم لهذه المشكلات؛ حينها فقط يمكنكم أن تعرفوا أنفسكم وتحلوا مشكلاتكم. لماذا لا يستطيع الناس قبول ذلك؟ ما هي الشخصية التي لدى الناس الذين لا يمكنهم قبول التهذيب وقبول الحق؟ ألا ينبغي أن تميز هذا بوضوح؟ هذه كلها مظاهر النفور من الحق، وهذا هو جوهر المشكلة. عندما ينفر الناس من الحق، يكون من الصعب عليهم للغاية قبول الحق. وإذا لم يستطيعوا قبول الحق، فهل يمكن إصلاح مشكلة شخصيتهم الفاسدة؟ (لا). إذًا هل يمكن لشخص مثل هذا لا يمكنه قبول الحق أن يربح الحق؟ هل يمكن أن يُخلِّصه الله؟ بالتأكيد لا. هل الناس الذين لا يقبلون الحق يؤمنون بالله حقًا؟ بالقطع لا. إن أهم جانب في الأشخاص الذين يؤمنون حقًا بالله هو قدرتهم على قبول الحق. والأشخاص الذين لا يمكنهم قبول الحق على الإطلاق قطعًا لا يؤمنون بالله بصدق. هل يستطيع هؤلاء الناس الجلوس ساكنين أثناء العظة؟ هل يمكنهم ربح أي شيء؟ ليس بإمكانهم، هذا لأن العظات تكشف العديد من الحالات الفاسدة لدى الناس. بدراسة كلام الله، يكتسب الناس المعرفة. وبعد ذلك، بالاستمرار في الشركة حول مبادئ الممارسة، يُمنحون مسارًا للممارسة، وبهذه الطريقة يتحقق التأثير. عندما يسمع هؤلاء الناس أن الحالة التي يُكشف عنها تتعلق بهم، وتتعلق بمشكلاتهم، فإن شعورهم بالخجل يدفعهم إلى نوبة من الغضب، وقد ينهضون ويغادرون الاجتماع. حتى لو لم يغادروا، يبدأ داخلهم شعورًا بالغضب والظلم، وفي هذه الحالة لا جدوى من حضورهم الاجتماع أو استماعهم إلى العظة. أليس الهدف من الاستماع إلى العظات هو فهم الحق وحل مشكلات الإنسان الفعلية؟ إذا كنت تخاف دائمًا من كشف مشكلاتك وتخاف باستمرار من ذكر اسمك، فلماذا تؤمن بالله في الأساس؟ وإذا كنت في إيمانك لا تستطيع قبول الحق، فأنت لا تؤمن حقًا بالله. وإن كنت تخاف دائمًا من أن يتم كشفك، فكيف ستتمكن من علاج مشكلة الشخصية الفاسدة لديك؟ وإذا لم تتمكن من حل هذه المشكلة، فما الفائدة من الإيمان بالله؟ إن الهدف من الإيمان بالله هو قبول خلاص الله، والتخلص من شخصيتك الفاسدة، والعيش في شبه الإنسان الحقيقي، وهذا كله يتحقق من خلال قبول الحق. إذا كنت لا تستطيع قبول الحق على الإطلاق، أو أن يتم تهذيبك أو كشفك، فلن يكون لديك أي وسيلة لنيل خلاص الله. أخبرني إذًا: كم عدد هؤلاء الذين يمكنهم قبول الحق في كل كنيسة؟ هل هؤلاء الذين لا يمكنهم قبول الحق كثيرون أم قليلون؟ (كثيرون). هل هذا وضع موجود بالفعل بين المختارين في الكنائس، هل هذه مشكلة حقيقية؟ كل من لا يستطيع قبول الحق ولا يقبل أن يتم تهذيبه، ينفر من الحق. النفور من الحق هو أحد أنواع الشخصية الفاسدة، وإذا لم يكن من الممكن تغيير هذه الشخصية، فهل يمكن أن يَخلُصوا؟ بالتأكيد لا. في وقتنا الحالي، يجد الكثير من الناس صعوبة في قبول الحق. فالأمر ليس سهلًا على الإطلاق. ولعلاج هذه المشكلة، يجب على المرء أن يختبر بعضًا من دينونة الله، وتوبيخه وتجاربه وتنقيته. إذًا ما رأيكم: ما نوع الشخصية التي تكون لدى الناس عندما لا يستطيعون قبول التهذيب، وعندما لا يقارنون أنفسهم مع كلمة الله أو الحالات التي يُكشف عنها أثناء العظات؟ (هي الشخصية التي تنفر من الحق). هذا النوع الرابع من الشخصية الفاسدة: الشخصية التي تنفر من الحق. إلى أي مدى ينفرون؟ (إنهم لا يرغبون في قراءة كلام الله، أو الاستماع إلى العظات، ولا يرغبون في عقد شركة عن الحق). هذه أكثر المظاهر وضوحًا. فمثلًا، عندما يقول أحد الأشخاص: "أنت تؤمن بالله حقًا. لقد تركت عائلتك وعملك لأداء واجبك وعانيت كثيرًا ودفعت ثمنًا باهظًا طوال السنوات العديدة الماضية. إن الله يبارك هؤلاء الأشخاص. تقول كلمة الله إن من يبذلون أنفسهم من أجل الله بإخلاص سينعمون ببركات عظيمة"، فتقول آمين وتقبل هذه الحقائق. ولكن، عندما يستمر هذا الشخص ويقول: "ولكن عليك أن تسعى إلى الحق! إذا كان الناس دائمًا لديهم دوافع فيما يفعلونه، ويتصرفون باندفاع وفقًا لنواياهم الخاصة، فسيؤدي بهم الأمر عاجلًا أم آجلًا إلى غضب الله وجلب مقته". عندما يقول أشياءً كهذه، لا يمكنك قبولها. عندما تسمع شركة عن الحق، فالأمر ليس فقط أنك لا تستطيع قبولها، بل تغضب أيضًا، وترد في عقلك وتقول: "أنتم تقضون اليوم كله في عقد شركة عن الحق، لكنني لم أرى أيًا منكم يذهب إلى السموات". ما هذه الشخصية؟ (إنها شخصية النفور من الحق). عندما يتحول الحديث إلى ممارسة، وعندما يتعامل الناس معك بجدية، يظهر لديك أقصى درجات النفور، وعدم الصبر، والمقاومة. هذا هو النفور من الحق. وكيف يتجلى في الأساس هذا النوع من الشخصية التي تنفر من الحق؟ في رفض أن يتم تهذيبها. إن رفض التهذيب هو نوع من الحالات التي تُظهرها هذه الشخصية. في أعماق هؤلاء الناس مقاومة شديدة عندما يتم تهذيبهم. ويقولون داخلهم: "لا أريد سماع ذلك! لا أريد سماع ذلك!" أو "لماذا لا تُهذب الآخرين؟ لماذا تنتقدني؟" ما معنى أن تنفر من الحق؟ النفور من الحق هو أن يكون المرء غير مهتم على الإطلاق بأي شيء يتعلق بالأمور الإيجابية أو بالحق أو بمطالب الله أو بمقاصد الله. أحيانًا يشعر بنفور من هذه الأشياء، وأحيانًا يتجاهلها تمامًا، وأحيانًا يتخذ تجاهها موقفًا من الاستخفاف واللامبالاة، ولا يأخذها بجدية، وبتعامل معها بسطحية واستهتار، أو يتخذ تجاهها موقفًا غير مسؤول. فالمظهر الرئيسي لعدم تقبل الحق ليس فقط في شعور الناس بالنفور عند الاستماع إلى الحق، بل ينطوي أيضًا على عدم الرغبة في ممارسة الحق، والتراجع عندما يحين وقت ممارسة الحق كما لو أن الحق لا علاقة لهم به. بعض الناس عند عقد شركة في الاجتماعات، يبدون متحمسين للغاية، ويحبون تكرار الكلمات والتعاليم، وإطلاق عبارات رنانة، لتضليل الآخرين وكسب تأييدهم. يَبدون مفعمون بالطاقة وفي حالة معنوية مرتفعة أثناء قيامهم بذلك، ويستمرون دون توقف. في المقابل، يقضي آخرون اليوم بأكمله من الصباح حتى المساء منشغلين بأمور الإيمان، يقرأون كلام الله ويُصلّون ويستمعون إلى الترانيم، ويدوِّنون الملاحظات وكأنهم لا يستطيعون الإبتعاد عن الله ولو للحظة. إنهم يشغلون أنفسهم من الصباح حتى المساء بأداء واجبهم. فهل هؤلاء الناس يحبون الحق فعلًا؟ أليس لديهم شخصية النفور من الحق؟ متى يمكن رؤية حالتهم الحقيقية؟ (عندما يحين وقت ممارسة الحق يهربون، ولا يقبلون التهذيب). هل يمكن أن يكون هذا بسبب أنهم لا يفهمون ما يسمعونه أو لأنهم لا يفهمون الحق ولا يرغبون في قبوله؟ الجواب ليس أيًا من ذلك. فهم محكومون بطبيعتهم. هذه مشكلة تتعلق بالشخصية. يعلم هؤلاء الأشخاص جيدًا في قرارة أنفسهم أن كلام الله هو الحق وأنه إيجابي، وأن ممارسة الحق يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في شخصيات الناس وتجعلهم قادرين على إرضاء مقاصد الله؛ لكنهم لا يقبلوه ولا يطبقوه. وهذا هو النفور من الحق. من الذين رأيتم فيهم شخصية النفور من الحق؟ (غير المؤمنين). إن غير المؤمنين ينفرون من الحق، وهذا واضح جدًا. ومن المستحيل أن يُخلِّص الله أمثال هؤلاء الناس. إذًا من بين الأشخاص الذين يؤمنون بالله، ما الأمور التي رأيتموهم ينفرون من الحق فيها؟ ربما عندما عقدت شركة عن الحق معهم، لم ينهضوا ويغادروا، وعندما تطرقت الشركة لصعوباتهم ومشكلاتهم، واجهوها على النحو الصحيح، ومع ذلك لا تزال شخصيتهم تنفر من الحق. أين يمكن أن نرى ذلك؟ (إنهم غالبًا ما يسمعون العظات، لكنهم لا يطبقون الحق). إن الأشخاص الذين لا يمارسون الحق لديهم بلا شك شخصية تنفر من الحق. بعض الناس يتمكنون أحيانًا من ممارسة قدر ضئيل من الحق، فهل هم بذلك لديهم شخصية تنفر من الحق؟ هذه الشخصية توجد أيضًا لدى أولئك الذين يمارسون الحق، ولكن بدرجات متفاوتة. إن قدرتك على ممارسة الحق لا تعني أنه ليس لديك شخصية تنفر من الحق. وممارسة الحق لا تعني أن شخصيتك الحياتية قد تغيرت في الحال، فهذا ليس صحيحًا. يجب أن تعالج مشكلة شخصيتك الفاسدة، فهذه الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير في شخصيتك الحياتية. إن ممارسة الحق في إحدى المواقف لا تعني أنه لم تعد لديك شخصية فاسدة. يمكنك ممارسة الحق في أحد الجوانب، ولكنك لست بالضرورة قادرًا على ممارسة الحق في جوانب أخرى. فالسياقات والأسباب التي تنطوي عليها مختلفة، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو وجود الشخصية الفاسدة، وهذا أصل المشكلة. لذلك، بمجرد أن تتغير شخصية المرء، فإن جميع الصعوبات والذرائع والأعذار التي تنطوي عليها ممارسة الحق يتم علاجها؛ كل هذه المشكلات يتم حلها، وكذلك كل تمرده و عيوبه و أخطائه. إذا لم تتغير شخصيات الناس، فسيجدون دائمًا صعوبة في ممارسة الحق، وستوجد دائمًا ذرائع وأعذار. إذا كنت تريد أن تمارس الحق وتخضع لله في كل شيء، فيجب أولًا أن تتغير شخصيتك. حينها فقط ستتمكن من حل المشكلات من جذورها.

ما الذي تعنيه شخصية النفور من الحق في الأساس؟ دعونا أولًا نناقش نوع من الحالات. بعض الناس لديهم اهتمامًا قويًا بالاستماع إلى العظات، وكلما استمعوا إلى شركة عن الحق أصبحت قلوبهم أكثر إشراقًا وزادت سعادتهم. لديهم موقف إيجابي واستباقي. فهل يثبت هذا أنهم لا يملكون شخصية تنفر من الحق؟ (لا). على سبيل المثال، بعض الأطفال في سن السابعة أو الثامنة عندما يهتمون بالاستماع عن الإيمان بالله، ويقرؤون دائمًا كلمة الله ويحضرون الاجتماعات مع والديهم، يقول بعض الناس: "هذا الطفل ليست لديه شخصية تنفر من الحق، إنه ذكي للغاية. لقد وُلد ليؤمن بالله وقد اختاره الله". ربما يكون الله قد اختاره، لكن هذه الكلمات ليست صحيحة تمامًا. وهذا لأنهم لا يزالوا صغارًا ولم يتشكل بعد اتجاه سعيهم وأهدافهم في الحياة. وعندما لا تكون نظرتهم للحياة والمجتمع قد تشكلت بعد، عندئذ يمكن القول إن أرواحهم الصغيرة تحب الأشياء الإيجابية، ولكن لا يمكنك أن تقول إن ليس لديهم شخصية تنفر من الحق. لماذا أقول هذا؟ لأنهم في سن صغير. إنسانيتهم لا تزال غير ناضجة، ويفتقرون إلى أي اختبار، وآفاقهم محدودة، ولا يفهمون مطلقًا ما هو الحق. إنهم فقط يميلون إلى الأشياء الإيجابية، ولا يمكنك القول بأنهم يحبون الحق، فضلًا عن أنهم لا يملكون واقع الحق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال لا يملكون خبرة وبالتالي لا أحد يستطيع أن يرى ما هو مُخبأ في قلوبهم وما هو جوهر طبيعتهم. ببساطة لأنهم مهتمين بالإيمان بالله والاستماع إلى العظات، يقرر الناس أنهم يحبون الحق، وهذا من مظاهر الجهل والحماقة لأن الأطفال لا يعرفون ماهية الحق، فلا يجوز حتى أن نذكر مسألة هل يحبون الحق أو ينفرون منه. النفور من الحق يعني بشكل رئيسي عدم الاهتمام بالحق وبالأشياء الإيجابية وبُغضها. إن النفور من الحق هو أن يكون الإنسان قادرًا على فهم الحق ومعرفة ما هي الأشياء الإيجابية ومع ذلك لا يزال يتعامل مع الحق والأشياء الإيجابية بموقف وحالة من المقاومة والسطحية والنفور والمراوغة واللامبالاة. وهذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. هل يوجد هذا النوع من الشخصية في كل شخص؟ يقول بعض الناس: "بالرغم من أنني أعرف أن كلمة الله هي الحق، إلا أنني ما زلت لا أحبها ولا أقبلها، أو على الأقل لا يمكنني قبولها الآن". ما الأمر هنا؟ هذا هو النفور من الحق. فالشخصية الموجودة بداخلهم تمنعهم من قبول الحق. ما المظاهر المحددة لعدم قبول الحق؟ يقول البعض: "أنا أفهم كل الحق، ولكن لا يمكنني تطبيقه". وهذا يُظهر أن هذا الشخص ينفر من الحق ولا يحبه، وبالتالي لا يمكنه تطبيقه. بعض الناس يقول: "إن قدرتي على كسب المال الوفير هو أمر يخضع لسيادة الله. لقد باركني الله حقًا، وكان طيبًا للغاية معي، ومنحني ثروة كبيرة. عائلتي كلها تلبس وتأكل جيدًا، ولا تحتاج لملابس أو لطعام". عندما يرى هؤلاء الناس أن الله قد باركهم، يشكرون الله في قلوبهم ويعلمون أن الله هو الذي يحكم كل هذا، وأنه لو لم يكن الله قد باركهم، واعتمدوا على مواهبهم، لما كسبوا بالطبع كل هذه الأموال. هذا هو ما يفكرون به حقًا في أعماقهم، وما يعرفونه حقًا، وما يشكرون عليه الله بحق. ولكن يأتي يوم تنهار فيه أعمالهم التجارية، وتمر عليهم أوقات عصيبة، ويعانون من الفقر. لماذا هذا؟ لأنهم تواقون للراحة، ولا يكترثون بكيفية أداء واجبهم على النحو الصحيح، ويقضون وقتهم كله في السعي وراء الثروات، فيصبحون عبيدًا للمال مما يؤثر على أدائهم لواجبهم، فينزع الله عنهم ذلك. إنهم يعلمون في قلوبهم أن الله قد باركهم بالكثير، وأعطاهم الكثير، ومع ذلك ليست لديهم رغبة في رد محبة الله، ولا يرغبون في الخروج لأداء واجبهم، كما أنهم جبناء ويخشون باستمرار من أن يتم كبحهم، ومن فقدان كل ما لديهم من ثروات ونعيم، ونتيجةً لذلك يحرمهم الله منها. إن قلوبهم كاشفة كالمرآة، وهم يعلمون أن الله أخذ هذه الأشياء منهم وأن الله يؤدبهم، ولذلك يُصلِّون إلى الله ويقولون: "يا الله! لقد باركتني مرَّةً، لذا يمكنك أن تباركني مرَّةً أخرى. وجودَك أبدي، وكذلك بركاتك مع البشر. أُشكرك! فمهما حدث لا يجب أن تتغير بركاتك ووعدك. إذا أخذت مني، فسأظل أخضع". ولكن كلمة "الخضوع" تخرج من أفواههم خالية من الصدق. يقولون بأفواههم إن بوسعهم الخضوع، ولكن بعد ذلك يفكرون في الأمر ويجدون أن هناك شيئًا لا يروق لهم: "كانت الأمور جيدة جدًا في الماضي. لماذا أخذ الله كل شيء مني؟ ألم يكن بقائي في المنزل وأداء واجبي كالخروج لأداء واجبي؟ ما الذي كنت أؤخره؟" إنهم يتذكرون الماضي دائمًا. لديهم نوع من الشكوى وعدم الرضا تجاه الله، ويشعرون بالاكتئاب باستمرار. هل لا يزال الله في قلوبهم؟ إن ما في قلوبهم هو المال ووسائل الراحة المادية والأوقات السعيدة. ليس لله أي مكان في قلوبهم، فهو لا يُعدُّ إلههم. وعلى الرغم من أنهم يعلمون يقينًا أن "الله يُعطي ويأخذ"، فإنهم يحبون تعبير "الله يُعطى" وينفرون من تعبير "الله يأخذ". من الواضح أن قبولهم للحق انتقائي. فعندما يباركهم الله يقبلون ذلك على أنه الحق؛ ولكن بمجرد أن يأخذ الله منهم، لا يمكنهم قبول الأمر. لا يمكنهم قبول هذه السيادة من الله، وبدلًا من ذلك يقاومون ويصبحون ناقمين. عندما يُطلَب منهم أداء واجبهم، يقولون: "سأفعل إذا منحني الله البركات والنعم. بدون بركات الله، ومع وجود عائلتي في مثل هذه الحالة من الفقر؟ كيف أؤدي واجبي؟ لا أريد ذلك!" ما هذه الشخصية؟ على الرغم من أنهم في قلوبهم يختبرون بأنفسهم بركات الله، وكيف أعطاهم الكثير، إلا أنهم غير مستعدين للقبول عندما يأخذ الله منهم. لمَ هذا؟ لأنهم لا يستطيعون التخلي عن المال وحياتهم المريحة. بالرغم من أنهم ربما لم يثيروا ضجة كبيرة بخصوص ذلك، ولم يمدوا أيديهم إلى الله، ولم يحاولوا استعادة أملاكهم السابقة بجهودهم الشخصية، إلا أنهم أصبحوا بالفعل محبطين تجاه أفعال الله، ويعجزون تمامًا عن قبول الأمر ويقولون: "إن تصرف الله على هذا النحو لا يراعي الآخرين. إنه أمر لا يمكن فهمه. كيف يمكنني الاستمرار في الإيمان بالله؟ لم أعد أرغب في الاعتراف بأنه الله. وإذا لم أعترف بأنه الله، فهو ليس الله". هل هذا نوع من الشخصية؟ (نعم). فالشيطان لديه هذا النوع من الشخصية، والشيطان ينكر الله بهذه الطريقة. هذا النوع من الشخصية هي شخصية النفور من الحق وكراهية الحق. عندما ينفر الناس من الحق إلى هذا الحد، إلى أين يقودهم ذلك؟ إنه يجعلهم يقاومون الله ويعارضونه بعناد حتى النهاية؛ وهذا يعني أن كل شيء قد انتهى بالنسبة لهم.

ما هي طبيعة الشخصية التي تنفر من الحق على وجه التحديد؟ إن الناس الذين ينفرون من الحق لا يحبون الأشياء الإيجابية أو أي شيء يفعله الله. مثال على ذلك، عمل دينونة الله خلال الأيام الأخيرة: لا أحد يريد أن يقبل هذا العمل. قليلون هم الذين يرغبون في الاستماع إلى عظات حول كشف الله للناس، وإدانته لهم، وتوبيخه لهم، واختباره وتنقيته وتأنيبه وتأديبه لهم، ولكنهم يسعدون بالاستماع إلى حديث عن مباركة الله للناس وتشجيعه لهم، وعن وعوده للناس؛ لا أحد يرفض هذه الأشياء. إن الأمر يشبه ما حدث في عصر النعمة، عندما قام الله بعمل الغفران والعفو والبركة ومنح النعمة للإنسان، وعندما شفى المرضى وأخرج الشياطين، وقدم وعودًا للناس. كان الناس على استعداد لقبول كل ذلك، وكانوا جميعًا يُمجدون يسوع على محبته العظيمة للإنسان. ولكن الآن بعد أن جاء عصر الملكوت، والله يقوم بعمل الدينونة، ويُعبِّر عن حقائق كثيرة، لا أحد يكترث. ومهما كانت الطريقة التي يكشف بها الله الناس ويدينهم، فإنهم لا يقبلون ذلك، بل يقولون بداخلهم: "هل يمكن أن يفعل الله هذا؟ ألا يحب الله الإنسان؟" إذا تم تهذيبهم أو تأنيبهم أو تأديبهم، فسوف يتبنون المزيد من المفاهيم، ويقولون لأنفسهم: "كيف تكون هذه هي محبة الله؟ فكلمات الدينونة والإدانة هذه ليست محبة على الإطلاق، وأنا لا أقبلها. أنا لست بهذا الغباء!" هذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. يقول بعض الناس عند سماع الحق: "أيُّ حق؟ هذه مجرد نظرية. إنها تبدو كلمات نبيلة وعظيمة ومقدسة للغاية، لكن هذه مجرد كلمات لطيفة". أليست هذه شخصية النفور من الحق؟ هذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. هل هذا النوع من الشخصية فيكم؟ (نعم). أي حالة من التي ذكرتها للتو معرضون أكثر للوقوع فريسة لها، وتروها أكثر شيوعًا، وتدركونها بشكل كبير؟ (عدم الرغبة في مواجهة صعوبة عند أداء واجبنا، وعدم الرغبة في أن يديننا الله ويوبخنا، والرغبة في أن يسير كل شيء بسلاسة). رفض سيادة الله، ورفض تأديب الله وتأنيبه، رغم أنك تعلم أن الله يعمل الخير في ذلك ولكنك لا تزال تقاوم في قلبك: هذه إحدى المظاهر. ماذا أيضًا؟ (أن نشعر بالسعادة عندما نؤدي واجبنا بنجاح، ونشعر بالسلبية والضعف والعجز عن التعاون بشكل فعال عند الفشل في ذلك). ما نوع هذا المظهر؟ (العناد). يجب أن تكون دقيقًا بشأن هذا الأمر. لا تخلط الأمور وتطلق افتراضات عشوائية. في بعض الأحيان، تكون حالات الناس معقدة للغاية؛ فهم ليسوا نوعًا واحدًا فقط، بل نوعان أو ثلاثة أنواع مختلطة معًا. كيف تحددها إذًا؟ أحيانًا، تظهر الشخصية الواحدة في حالتين وأحيانًا في ثلاث حالات، ولكن على الرغم من اختلاف هذه الحالات، ففي النهاية يظل هذا نوع واحد من الشخصية. يجب أن تفهم هذه الشخصية النافرة من الحق، ويجب عليكم أن تستكشفوا مظاهر النفور من الحق. بهذه الطريقة، ستتمكن حقًا من فهم شخصية النفور من الحق. أنت تنفر من الحق. أنت تعلم جيدًا أن هناك شيئًا صحيحًا، ليس بالضرورة أن يكون كلام الله أو مبادئ الحق، أحيانًا تكون أشياء إيجابية، أو أشياء أو كلمات أو اقتراحات صحيحة، ومع ذلك لا تزال تقول: "هذا ليس الحق، إنها مجرد كلمات صحيحة. لا أريد أن أستمع، أنا لا أستمع لكلام الناس!" ما هذه الشخصية؟ يوجد هنا غطرسة وعناد ونفور من الحق؛ جميع هذه الأنواع من الشخصيات موجودة. كل نوع شخصية يمكن أن يُنتج أنواعًا عديدة من الحالات. ويمكن أن ترتبط حالة واحدة بعدة شخصيات مختلفة. يجب أن تفهم بوضوح أنواع الشخصيات التي تُسبب هذه الحالات. حينها فقط، ستتمكن من التمييز بين الأنواع المختلفة من الشخصيات الفاسدة.

من بين الأنواع الأربعة من الشخصيات الفاسدة التي عقدنا عنها شركة للتو، أيُّ منها كافي لإدانة الناس بالموت. هل من المبالغة قول ذلك؟ (لا). كيف تنشأ شخصيات الناس الفاسدة؟ تأتي جميعها من الشيطان. يتشبع الناس بجميع الهرطقات والمغالطات التي ينشرها الشيطان والأبالسة، والشخصيات المشهورة والبارزة، وبالتالي تنشأ هذه الشخصيات الفاسدة المختلفة. هل هذه الشخصيات إيجابية أم سلبية؟ (سلبية). على أي أساس تقول إنها سلبية؟ (الحق). لأن هذه الشخصيات تنتهك الحق وتقاوم الله ولأنها في معارضة عدائية لشخصية الله وكل ما لدى الله وما هو عليه. لذلك، فإذا كانت هناك إحدى هذه الشخصيات الفاسدة في الناس، يصبحون مقاومين لله. وإذا وُجدت كل شخصية من هذه الشخصيات الأربع في شخص واحد، فهذا أمر خطير، ويصبح بذلك عدوًا لله، ومصيره الموت المحتوم. أيًا كانت الشخصية، فإذا قارنتها بالحق، سترى أن الجوهر الذي تُظهره كل شخصية موجه بالكامل ضد الله، وفي مقاومة مع الله وفي عداوة معه. ولذلك، إذا لم تتغير شخصياتك، فلن تكون متوافقًا مع الله وسوف تكره الحق وستكون عدوًا لله.

دعونا نتحدث بعد ذلك عن النوع الخامس من الشخصية. سأعطيكم مثالًا ويمكنكم أن تحاولوا معرفة هذا النوع من الشخصية. تخيَّل أن شخصين يتحدثان، أحدهما صريح للغاية فيما يقوله، ونتيجة لذلك يشعر الآخر بالإهانة. ويسأل نفسه: "لماذا تؤذي كبريائي إلى هذا الحد؟ هل تعتقد أنني أسمح للناس بالتقادي؟" ثم تنمو كراهية داخله. في الواقع، هذه المشكلة سهلة الحل. إذا قال أحد الأشخاص شيئًا ليؤذي شخصًا آخر، فطالما المتحدث يعتذر للمستمع، فستنتهي المشكلة. ولكن إذا لم يستطع الطرف الذي وُجهت له الإساءة نسيان الأمر، ولسان حاله يقول: "لا يفوت الأوان أبدًا على رجل نبيل ليأخذ بثأره"، فما هذه الشخصية؟ (الحقد). هذا صحيح؛ فهذا هو الحقد، وهذا الشخص لديه شخصية خبيثة. في الكنيسة، يتم تهذيب بعض الناس لأنهم لا يؤدون واجبهم بشكل صحيح. غالبًا ما يتضمن الكلام الذي يُُقال عند تهذيب أحد الأشخاص على توبيخه وربما حتى تعنيفه. سوف يزعجه هذا بالتأكيد، وسيرغب في البحث عن أعذار والرد بالمثل. سيقول أشياءً مثل: "رغم أنك قمت بتهذيبي بقول أشياء صحيحة، إلا أن بعضًا مما قلته كان مُسيئًا حقًا، و قد أهنتني وآذيت مشاعري. لقد آمنت بالله طيلة هذه السنوات، وأعمل بجد رغم عدم حصولي على أي مقابل؛ فكيف تتم معاملتي بهذه الطريقة؟ كيف لا تهذبون شخصًا آخر؟ لا يمكنني قبول ذلك ولا أتحمله!" هذا نوع من الشخصية الفاسدة، أليس كذلك؟ (بلى). هذه الشخصية الفاسدة تظهر فقط من خلال الشكوى والعصيان والعداء، ولكنها لم تصل إلى ذروتها بعد، لم تصل إلى قمتها، رغم أنها تُظهِر بالفعل بعض العلامات، وبدأت بالفعل في الوصول إلى مرحلة تقترب فيها من الإنفجار. بعد ذلك بقليل، ماذا سيكون موقفه؟ سيتمرد ويثور ويتحدي ويبدأ في التصرف بدافع الغيظ. ويبرر لنفسه: "القادة والعاملون ليسوا دائمًا على حق عندما يُهذبون الناس. قد يمكنكم قبول ذلك، ولكنني لا أستطيع. إن قدرتكم على قبول ذلك بسبب أنكم أغبياء وجبناء. وأنا لا أقبل! دعونا نناقش الأمر ونرى من مصيب ومن مخطئ". بعد ذلك يعقد معه الناس شركة عن الحق، ويقولون له: "بصرف النظر عن الصواب أو الخطأ، فإن الشيء الأول الذي يجب أن تفعله هو الطاعة. هل من الممكن أن أداءك لواجبك لم يشوبه خطأً قط؟ هل تفعل كل شيء بشكل صحيح؟ حتى لو كنت تفعل كل شيء بشكل صحيح، يظل تهذيبك مفيدًا لك! لقد عقدنا معك شركة عن المبادئ لعدة مرات، لكنك لم تستمع مطلقًا واخترت أن تفعل ما يحلو لك دون تفكير، مما سبب اضطرابات في عمل الكنيسة وأحدث لها خسائر فادحة، فكيف لا تقبل التهذيب؟ قد يكون هذا التعبير قاسي، وقد يكون من الصعب سماعه، ولكن هذا طبيعي، أليس كذلك؟ فما الذي تُجادل بشأنه؟ هل ينبغي أن يُسمح لك بفعل أشياء سيئة دون أن يُسمح للآخرين بتهذيبك؟" ولكن هل سيستطيع قبول التهذيب بعد سماع ذلك؟ لن يفعل. سوف يستمر في تقديم الأعذار والاعتراض فحسب. ما الشخصية التي كشف عنها؟ الشيطانية: إنها شخصية خبيثة. ماذا كان يقصِد في الواقع؟ "إنني لا أتحمل إزعاج الناس لي. لا ينبغي لأحد أن يحاول لمس شعرة من رأسي. إذا أظهرت لك أنه ليس من السهل مضايقتي، فلن تجرؤ على تهذيبي في المستقبل. ألن أكون قد ربحت إذًا؟" ماذا عن ذلك؟ لقد انكشفت الشخصية، أليس كذلك؟ هذه شخصية خبيثة. إن الأشخاص ذوو الشخصيات الخبيثة، لا ينفرون من الحق فحسب؛ بل يكرهون الحق! عندما يتعرضون للتهذيب، فإنهم إما يحاولون الهروب أو يتجاهلون الأمر. هم في قلوبهم عدائيون بشكل لا يُصدَّق. والأمر ليس فقط اختلاق الأعذار. فهذا ليس موقفهم على الإطلاق. إنهم لا ينصاعون ويقاومون، إنهم حتى يجادلون كالمحتالين. ويفكرون: "أفهم أنك تحاول إهانتي وإحراجي متعمدًا، ورغم أنني لا أجرؤ على معارضتك وجهًا لوجه، إلا أنني سأجد فرصة للانتقام! تظن أنه يمكنك تهذيبي وإجباري؟ سوف أجعل الجميع في صفي وأعزلك، ثم أذيقك من نفس الكأس!" هذا ما يفكرون فيه في أعماقهم؛ فقد كشفت شخصياتهم الخبيثة عن نفسها أخيرًا. ولتحقيق أهدافهم والتنفيس عن حقدهم، يبذلون قصارى جهدهم لإيجاد أعذار تسمح لهم بتبرير أنفسهم وكسب تأييد الجميع. حينها فقط يشعرون بالسعادة والسكينة. هذا حقد، أليس كذلك؟ هذه شخصية خبيثة. هؤلاء الأشخاص، طالما لم يتم تهذيبهم، فهم يشبهون الحملان الصغيرة. وعندما يتم تهذيبهم وفضح حقيقتهم، يتحولون فورًا من حملان إلى ذئاب وتظهر وحشيتهم. هذه شخصية خبيثة، أليس كذلك؟ (بلى). إذًا، لماذا لا يظهر ذلك معظم الوقت؟ (لم يتعرضوا للاستفزاز). صحيح، لم يتم استفزازهم ولم تتعرض مصالحهم للخطر. الأمر أشبه بذئب لا يلتهمك عندما لا يكون جائعًا. عندئذ، هل يمكن أن تقول إنه ليس ذئبًا؟ وإذا انتظرت حتى يحاول التهامك لتسميه ذئبًا، فسيكون قد فات الأوان، أليس كذلك؟ وحتى ولو لم يحاول التهامك، فعليك أن تكون يقظًا في جميع الأوقات. إن عدم التهام الذئب لك لا يعني أنه لا يريد التهامك، بل إن الوقت لم يحن بعد، وعندما يحين الوقت، فإن طبيعته المتوحشة ستهجم. إن التعرض للتهذيب يكشف جميع أنواع الأشخاص. بعض الناس يقولون لأنفسهم: "لماذا أنا الوحيد الذي يتم تهذيبه؟ لماذا يتم انتقادي دائمًا؟ هل يرونني هدفًا سهلًا؟ لست من النوع الذي يمكنك مضايقته!" ما هذه الشخصية؟ كيف يمكن أن يكونوا الوحيدين الذين يتم تهذيبهم؟ ليس هذا هو واقع الحال. من منكم لم يتم تهذيبه؟ جميعكم تم تهذيبه. أحيانًا يكون القادة والعاملون متمردين ومتهورين في عملهم أو لا يؤدونه وفقًا لترتيبات العمل، فيتم تهذيب معظمهم. يحدث هذا لحماية عمل الكنيسة، ولمنع الناس من الخروج عن النظام. إنه لا يحدث لاستهداف فردًا بعينه. ومن الواضح أن ما قالوه تشويه للحقائق، وهذا أيضًا أحد مظاهر الشخصية الخبيثة.

بأي طرق أخرى تتجلى الشخصية الخبيثة؟ وما علاقة ذلك بالنفور من الحق؟ في الواقع، عندما يتجلى النفور من الحق بطريقة خطيرة، حاملًا صفات المقاومة والدينونة، فإنه يكشف عن شخصية خبيثة. إن النفور من الحق يشمل عدة حالات، بداية من عدم الاهتمام بالحق وحتى النفور من الحق، والتي تتطور إلى إصدار الدينونة على الله وإدانته. عندما يصل النفور من الحق إلى نقطة معينة، يصبح الناس عرضة لإنكار الله وكراهيته ومقاومته. هذه الحالات المختلفة هي شخصية خبيثة، أليس كذلك؟ (بلى). لذا فإن الأشخاص الذين ينفرون من الحق تكون لديهم حالة أكثر خطورة، بداخلها نوع من الشخصية؛ وهي الشخصية الخبيثة. على سبيل المثال، يعترف بعض الناس بأن الله يسود على كل شيء، ولكن عندما يأخذ الله منهم، ويتكبدون خسائر في مصالحهم، فهم ظاهريًا لا يشتكون أو يقاومون، ولكن في أعماقهم لا يقبلون ولا يخضعون. إنهم يتخذون موقف السكون وانتظار الدمار؛ وهذه حالة واضحة من حالات النفور من الحق. توجد أيضًا حالة أخرى أكثر خطورة: إنهم لا يكتفون بالسكون وانتظار الدمار، وإنما يقاومون ترتيبات الله وتنظيماته، ويقاومون أخذ الله الأشياء منهم. كيف يقاومون؟ (بعرقلة عمل الكنيسة وإرباكه، أو تخريب الأمور ومحاولة إقامة مملكتهم الخاصة). هذا أحد الأشكال. وبعد حدوث تغيير لبعض قادة الكنيسة، يقومون دائمًا بعرقلة الأمور ويُربكون الكنيسة أثناء ممارستهم للحياة الكنسية، ويقاومون ويعصون كل ما يقوله القائد المنتخب حديثًا، ويحاولون تقويض سلطته من وراء ظهره. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية خبيثة. إن ما يفكرون به حقًا هو: "إذا لم أتمكن من أن أكون قائدًا، فلن يستطيع أي شخص آخر أن يحتفظ بهذا المنصب، سوف أطردهم جميعًا! وإذا أجبرتك على الخروج، فسأتولى أنا المسؤولية كما كنت من قبل!" هذا ليس مجرد نفور من الحق، وإنما شيء خبيث! فالتنافس من أجل المكانة، والتنافس من أجل الأرض، والتنافس من أجل المصالح الشخصية والسمعة، والانتقام في جميع الأحوال، وفعل المرء كل ما في وسعه، واستخدام جميع مهاراته، وبذل كل ما يمكن لتحقيق أهدافه وإنقاذ سمعته وكبرياؤه ومكانته أو لإشباع رغبته في الانتقام؛ كل هذه مظاهر للخبث. تنطوي بعض سلوكيات الشخصية الخبيثة على قول الكثير من الأشياء المزعجة والمدمرة؛ يتضمن بعضها القيام بالعديد من الأشياء السيئة لتحقيق الأهداف. إن كل ما يفعله هؤلاء الأشخاص سواء في أقوالهم أو في أفعالهم يخالف الحق وينتهكه، وهو كله كشف عن شخصية خبيثة. بعض الناس لا يستطيع تمييز هذه الأشياء. وإذا لم يكن الكلام أو السلوك الخاطئ واضحًا، لا يتمكنون من تمييز هذه الأمور. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يفهمون الحق، فإن كل ما يقوله الأشرار ويفعلونه هو شر، ولا يمكن إطلاقًا أن يكون فيه أي شيء صائب أو يتماشى مع الحق؛ فهذه الأشياء التي يقولها هؤلاء الناس ويفعلونها يمكن اعتبارها شريرة بنسبة 100%، وهي بالتأكيد كشوفات عن شخصية خبيثة. ما دوافع الأشرار قبل أن يكشفوا عن هذه الشخصية الخبيثة؟ ما نوعية الأهداف التي يحاولون تحقيقها؟ كيف يفعلون هذه الأمور؟ هل يمكنكم تمييز هذا؟ سأعطيكم مثالًا. يحدث أمر ما في منزل أحد الأشخاص. ويوضع تحت رقابة التنين العظيم الأحمر ولا يمكنه العودة، الأمر الذي يؤلمه للغاية. يقوم بعض الإخوة والأخوات بإيوائه، وعندما يرى مدى روعة كل شيء في منزل مضيفيه، يقول لنفسه: "لماذا لم يحدث شيء لمنزلك؟ ولماذا حدث لمنزلي؟ هذا ظلم. هذا لا يُجدي، ويجب أن أفكر في طريقة لجعل شيء ما يحدث لمنزلك، حتى لا يمكنك العودة إليه. سأذيقك المعاناة نفسها التي عانيتها أنا". وبغض النظر عما إذا قام بعمل شيء أم لا، أو إذا تحقق هذا أم لا، أو سواء تحقق هدفه أم لا، فهو لا يزال لديه هذا النوع من النوايا. هذا نوع من الشخصية، أليس كذلك؟ (بلى). إذا لم يتمكن من عيش حياة جيدة، فلن يسمح للآخرين بذلك أيضًا. ما هذه الشخصية؟ (شخصية الحقد). إنها شخصية خبيثة؛ هذا شخص بغيض! وكما يقول المثل، إنه فاسد حتى النخاع. يصف هذا تمامًا مدى خبثه. ما طبيعة شخصية كهذه؟ فلنشرح ما تكشف عنه هذه الشخصية ومتى، هل تكشف دوافعه ونواياه وأهدافه؟ وما هي نقطة بداية كشفه عن هذه الشخصية؟ ما الذي يرغب في تحقيقه؟ حدث أمر ما في منزله، وكان يحصل على إعالة جيدة في منزل مضيفيه، فلماذا يريد إفساد ذلك؟ هل يشعر بالسعادة لمجرد إفساد الأمور على مضيفيه، فيحدث شيء في منزل مضيفيه ولا يستطيعوا العودة إلى منزلهم أيضًا؟ من أجل مصلحته الشخصية، عليه أن يحمي هذا المكان، ويمنع أي شيء أن يصيبه، وألا يؤذي مضيفيه، لأن إيذاءهم سيكون بمثابة إيذاء نفسه. إذًا ما هدفه تحديدًا من فعل ذلك؟ (عندما لا تسير الأمور على ما يرام معه، فهو لا يريد أن تسير الأمور على ما يرام مع أي شخص آخر كذلك). وهذا ما يُسمى الخبث. ما يفكر فيه هو: "لقد دمًَر التنين العظيم الأحمر منزلي ولا أملك الآن منزلًا. ولكن لا يزال لديك منزل دافئ لطيف يمكنك العودة إليه. وهذا ليس عدلًا. لا أتحمل أن أراك قادرًا على العودة إلى منزلك. سألقنك درسًا. سأجعلك لا تتمكن من العودة إلى المنزل وتصبح مثلي تمامًا. هذا سيجعل الأمور تبدو عادلة". أليس فعل هذا خبيثًا وسيء النية؟ ما طبيعة ذلك؟ (الخبث). كل ما يقوله الأشرار ويفعلونه هو لتحقيق هدف. ما أنواع الأشياء التي يفعلونها عادةً؟ ما أكثر الأشياء شيوعًا التي يفعلها أصحاب الشخصيات الخبيثة؟ (إنهم يعرقلون ويربكون ويخربون عمل الكنيسة). (عندما يكونوا أمام الناس يحاولون تملقهم والتودد إليهم، ولكن من وراء ظهورهم يحاولون النيل منهم). (إنهم يهاجمون الناس ويعنفونهم بحقد وانتقام). (إنهم ينشرون الشائعات والافتراءات). (إنهم يفترون على الآخرين ويحكمون عليهم ويدينوهم). إن طبيعة هذه الأفعال هي إرباك عمل الكنيسة وتدميره، وجميعها مظاهر لمقاومة الله ومهاجمته، وجميعها كشوفات لشخصية خبيثة. هؤلاء الذين يمكنهم فعل هذه الأشياء هم بلا شك أشرار، ويمكن تعريف كل من لديهم مظاهر معينة من الشخصية الخبيثة بأنهم أشرار. ما جوهر الشخص الشرير؟ إنه جوهر إبليس، وجوهر الشيطان. وهذه ليست مبالغة. هل يمكنكم القيام بهذه الأفعال؟ أيُّ من هذه الأفعال يمكنكم القيام به؟ (الإدانة). هل تجرؤ إذًا على مهاجمة الناس أو الانتقام منهم؟ (أحيانًا يرادوني هذا النوع من الأفكار، ولكنني لا أجرؤ على تنفيذها). هذه الأفكار لديكم تمامًا، لكنكم لا تجرؤون على تنفيذها. إذا أساء لك شخص أدنى منك مكانة، فهل تجرؤ على الانتقام؟ (أحيانًا أفعل، فأنا قادر على فعل هذه الأشياء). إذا كان هذا الشخص قويًا حقًا وفصيح اللسان وآذاك، فهل كنت ستجرؤ على الانتقام؟ ربما قلة فقط لا تخشى القيام بذلك. هل أمثال هؤلاء الناس الذين ينتقدون الضعفاء بينما يخشون الأقوياء، يملكون شخصيات خبيثة؟ (نعم). بصرف النظر عن نوع السلوك والشخص الذي يستهدفه، فإذا استطعت أن تقوم بفعل شرير للانتقام من الإخوة والأخوات الآخرين، فهذا يثبت وجود شخصية خبيثة بداخلك. من الخارج، فهذه الشخصية الخبيثة لا تبدو مختلفة تمامًا، ولكن يجب أن تتمكنوا من تمييزها ومن تمييز من الذي تستهدفه. إذا كنت قويًا مع الشيطان وتمكنت من إخضاع الشيطان وإذلاله، فهل هذه شخصية خبيثة؟ لا، الأمر ليس كذلك. فهذا دفاع عن الحق وجرأة في مواجهة العدو. وهذا هو حس العدالة. في أي ظروف يمكن اعتبار هذه الشخصية خبيثة؟ إذا كنت تتنمر على الأشخاص الطيبين أو الإخوة والأخوات وتسحقهم وتهينهم، فهذه شخصية خبيثة. لذلك، يجب أن تملك الضمير والعقل، وأن تتعامل مع الناس والأمور وفقًا للمبادئ، وأن تتمكن من تمييز الأشرار والأبالسة، وأن يكون لديك حس العدالة، ويجب أن تكون متسامحًا وصبورًا تجاه شعب الله المختار وتجاه الإخوة والأخوات، ويجب أن تمارس وفقًا للحق. هذا صحيح تمامًا ويتوافق مع مشيئة الله. أما أصحاب الشخصيات الخبيثة فلا يعاملون الناس وفقًا لمبادئ كهذه. إذا فعل أحد الأشخاص، مهمًا كان، شيئًا مؤذيًا لهم، فسيحاولون الانتقام، وهذا هو الخبث. لا يوجد مبدأ للطريقة التي يتصرف بها الأشرار. إنهم لا يسعون إلى الحق. وسواء كان الأمر نابع عن ضغينة شخصية أو مضايقة الضعفاء وخشية الأقوياء أو الجرأة على الانتقام من أي شخص، فإنها جميعها ترتبط بشخصية خبيثة وكلها تُكون شخصية فاسدة. ولا يوجد شك في ذلك.

ما أكثر المظاهر التي تتجلى في شخص ذو شخصية خبيثة؟ هو عندما يقابل شخصًا طيب السريرة ومن السهل انتقاده، يبدأ في انتقاده والاستخفاف به. وهذه ظاهرة شائعة. عندما يقابل شخص طيب القلب نسبيًا، شخصًا ساذج وجبان، فإنه يشعر بالتعاطف تجاهه، وحتى لو لم يستطع مساعدته، فلن يتنمر عليه. عندما يكون أحد إخوتك أو أخواتك طيب السريرة، كيف تتعامل معه؟ هل تتنمر عليه أو تضايقه؟ (ربما أنظر إليه باستعلاء). النظر إلى الناس باستعلاء هو وجهة نظر ونوع من العقلية، ولكن سلوكك وحديثك معهم ينطوي على شخصيتك. أخبروني: كيف تتعاملون مع الأشخاص الخجولة والجبناء؟ (ألاحقهم بالأوامر وأنتقدهم). (عندما أراهم يخطئون في واجبهم، أمارس التمييز ضدهم وأستبعدهم). هذه الأشياء التي تذكرونها هي مظاهر لشخصية خبيثة وترتبط بشخصيات الناس. هناك الكثير من هذه الأشياء، لذلك لا داعي للخوض في تفاصيل عنها. هل صادفتم مثل هذا الشخص من قبل، الذي تمنى الموت لكل من أساء إليه، بل وصلَّى إلى الله طالبًا منه أن يلعنهم ويُمحيهم من على وجه الأرض؟ رغم أنه لا يوجد إنسان يملك هذه القوة، ولكن في أعماق قلبه يفكر كم سيكون الأمر رائعًا إذا فعل ذلك، أو أن يصلي إلى الله ويطلب منه أن يفعل هو ذلك. هل تراودكم مثل هذه الأفكار في قلوبكم؟ (عندما ننشر الإنجيل ونواجه أناسًا أشرارًا يهاجموننا ويبلغون عنا الشرطة، أشعر بالكراهية تجاههم وتراودني أفكارًا مثل "سيأتي اليوم الذي تعاقبون فيه من الله"). هذه حالة واقعية تمامًا. لقد تعرضت للهجوم، وعانيت وشعرت بالألم، وسُحقت نزاهتك واحترامك لذاتك تمامًا؛ وفي مثل هذه الظروف، يصعب على معظم الناس تجاوز الأمر. (ينشر بعض الناس شائعات عن كنيستنا عبر الإنترنت، ويُكثرون من الادعاءات، وهذا يُغضبني بشدة عندما أقرأه، ويملأ قلبي كراهية شديدة). هل هذا خبث، أم حدة طبع، أم أنها إنسانية طبيعية؟ (إنها إنسانية طبيعية. فعدم كره الأبالسة وأعداء الله ليس إنسانية طبيعية). هذا صحيح. فهذا هو كشف ومظهر واستجابة الإنسانية الطبيعة. إذا لم يكره الناس الأشياء السلبية أو يحبون الأشياء الإيجابية، وإذا لم تكن لديهم معايير للضمير، فهم ليسوا بشرًا. في ظل هذه الظروف، ما الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لتنمو شخصيته إلى شخصية خبيثة؟ إذا تحول هذا الكره والبُغض إلى نوع معين من السلوك، وإذا فقدت كل عقل، وتجاوزت أفعالك خطًا أحمرًا معينًا للإنسانية، إذا كنت حتى عرضة لقتلهم وخرق القانون، فهذا خبث وتصرف متهور. عندما يفهم الناس الحق، ويتمكنون من تمييز الأشرار ويكرهون الشر، فهذه إنسانية طبيعية. ولكن إذا تعامل الناس مع الأمور بتهور، فهم بذلك يتصرفون دون مبادئ. هل يختلف هذا عن ارتكاب الشر؟ (نعم، يوجد اختلاف). إذا كان الشخص سيئًا وخبيثًا وشريرًا ومنعدم الأخلاق للغاية، وشعرت تجاهه بكره شديد، ووصل هذا الكره إلى درجة أن تطلب فيها من الله أن يلعنه، فهذا مقبول. ولكن هل تقبل ألا يتصرف الله بعد أن صلَّيت مرَّتين أو ثلاث وتعاملت مع الأمر بنفسك؟ (لا). يمكنك أن تُصلِّي إلى الله وتُعبِّر عن وجهة نظرك وآراءك، ثم تبحث عن مبادئ الحق، وفي هذه الحالة ستتمكن من معالجة الأمور بشكل صحيح. ولكن ينبغي ألا تطلب من الله أو تحاول أن تدفعه لأن ينتقم بالنيابة عنك، وبالتأكيد لا تجعل تهورك يدفعك لأفعال حمقاء. عليك أن تتعامل مع الأمر بعقلانية. عليك أن تتحلى بالصبر وتنتظر توقيت الله وتقضي المزيد من الوقت في الصلاة إلى الله. انظر كيف يتصرف الله بحكمة تجاه الشيطان والأبالسة، وبهذه الطريقة يمكنك أن تتحلى بالأناة. العقلانية تعني أن توكِل هذا كله إلى الله وأن تتركه يتصرف. وهذا ما ينبغي أن يفعله الكائن المخلوق. لا تتصرف بدافع التهور. فالتصرف بدافع التهور غير مقبول عند الله، والله يدينه. في هذه الأوقات، فإن الشخصية التي يكشفها الناس لا تكون ضعفًا بشريًا أو غضبًا عابرًا، بل شخصية خبيثة. وبمجرد تحديدها بأنها شخصية خبيثة، فأنت في ورطة، ومن غير المُرجح أن يُخلصك الله. ذلك لأن الناس عندما تكون لديها شخصية خبيثة، يكونوا عرضة لأن يتصرفوا بما يخالف الضمير والعقل، ويميلوا بشدة لمخالفة القانون وانتهاك مراسيم الله الإدارية. فكيف يمكن تجنُّب هذا؟ كحد أدنى، توجد ثلاثة خطوط حمراء لا يجب تجاوزها: الأول هو عدم فعل أشياء تخالف الضمير والعقل، والثاني هو عدم مخالفة القانون، والثالث هو عدم مخالفة مراسيم الله الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، لا تفعل أي شيء متطرف أو أي شيء يُربك عمل الكنيسة. إذا التزمت بهذه المبادئ، ستضمَن سلامتك على الأقل ولن تُستبعَد. أما إذا قاومت بشراسة عند تهذيبك بسب ارتكابك لجميع أنواع الشرور، فهذا أشدَّ خطورة. قد تسيء مباشرة إلى شخصية الله ويتم إخراجك أو طردك من الكنيسة. فعقوبة الإساءة لشخصية الله أشد بكثير من عقوبة مخالفة القانون؛ إنه مصير أسوأ من الموت. مخالفة القانون تستلزم عقوبة السجن كحد أقصى؛ فهي بضعة سنوات قاسية ويُطلق سراحك. وهذا كل شيء. ولكن إذا أسأت إلى شخصية الله، فسوف تعاني من العقاب الأبدي. لذلك، إذا كان أصحاب الشخصيات الخبيثة يفتقرون إلى العقلانية، فإنهم في خطر شديد ويكونون عرضة لارتكاب الشر، ومن المؤكد أنهم سيُعاقبون ويُلقوا جزاءهم. وإذا تحلى الناس بقليل من العقلانية، وتمكَّنوا من السعي إلى الحق والخضوع له، وتمكنوا من الامتناع عن ارتكاب الكثير من الشر، فمن المؤكد أنه سيكون لديهم رجاء في الخلاص. من الضروري أن يتحلى الشخص بالعقلانية والعقل. إن شخص ذو عقل يميل لقبول الحق والتعامل مع التهذيب بطريقة صحيحة. والشخص فاقد العقل يكون في خطر عندما يتم تهذيبه. لنفترض مثلًا أن شخصًا يشعر بغضب شديد بعد أن قام أحد القادة بتهذيبه. إنه يشعر برغبة في نشر الشائعات ومهاجمة القائد، لكنه لا يجرؤ على ذلك خوفًا من إثارة المشاكل. توجد هذه الشخصية بالفعل في قلبه، ومع ذلك، يصعب الجزم ما إذا كان سيتصرف بناءً عليها أم لا. ما دام هذا النوع من الشخصية موجود في قلب المرء، وما دامت هذه الأفكار موجودة، فحتى لو لم يتصرف بناءً عليها، فهو بالفعل في خطر. وقد يتصرف بناءً عليها عندما تسمح الظروف وتُتاح له الفرصة. ما دامت شخصيته الخبيثة موجودة، وإن لم يتم علاجها، فسوف يرتكب هذا الشخص الشر عاجلًا أم آجلًا. إذًا، ما المواقف الأخرى التي يكشف فيها الشخص عن شخصية خبيثة؟ أخبرني. (كنت أقصر في أداء واجبي ولم أحقق أي نتيجة، فاستبدلني القائد وفقًا للمبادئ، فشعرت بنوع من الاعتراض. بعد ذلك، عندما رأيت أنه كشف عن شخصية فاسدة، فكرت في كتابة رسالة للإبلاغ عنه). هل هذه الفكرة من فراغ؟ بالطبع لا. هذا ناتج عن طبيعتك. عاجلًا أم آجلًا، تنكشف مكنونات طبائع الناس، ولا نعلم في أي حالة أو سياق سوف تنكشف أو تحدث. أحيانًا لا يفعل الناس شيئًا، ولكن هذا لأن الموقف لا يسمح بذلك. ولكن، إذا كانوا أناسًا يسعون إلى الحق، فسوف يتمكنون من السعي إلى الحق لعلاج ذلك. وإذا كانوا أشخاصًا لا يسعون إلى الحق، فسوف يفعلون ما يحلو لهم، وعندما يسمح الوضع، سيرتكبون الشر. لذلك، إذا لم تُعالَج الشخصية الفاسدة، فمن المحتمل جدًا أن يتورط الناس في مشكلات، وفي هذه الحالة سيضطرون إلى جني ثمار ما زرعوه. بعض الناس لا يسعون إلى الحق ولا يتقنون أداء واجباتهم. إنهم يرفضون أن يتم تهذيبهم، ولا يُبدون توبة على الإطلاق، وفي النهاية يتم استبعادهم لكي يتأملوا في حالهم. بعض الناس يتم إخراجهم من الكنيسة لأنهم يُربكون باستمرار حياة الكنيسة وأصبحوا عناصر فاسدة؛ وبعض الناس يُطرَدون لأنهم يرتكبون جميع أنواع الشر. لذلك، أياً كان الشخص، فإذا كان يكشف باستمرار عن شخصية فاسدة ولا يسعى إلى الحق لحل الأمر، فإنه عُرضة لارتكاب الشر. لا تنطوي شخصية البشر الفاسدة على الغطرسة فقط، بل تشمل أيضًا الشر والخبث. فالغطرسة والخبث مجرد عوامل مشتركة.

كيف ينبغي إذًا علاج مشكلة كشف الشخصية الخبيثة؟ يجب على الناس أن يدركوا ماهية شخصيتهم الفاسدة. شخصية بعض الناس خبيثة، وحقودة، ومتغطرسة للغاية، و ليس لديهم ضمير على الإطلاق. هذه هي طبيعة الأشرار، وهؤلاء الناس هم الأخطر على الإطلاق. عندما يملك هؤلاء الناس السلطة، فإن إبليس والشيطان يملكان السلطة. وفي بيت الله، ينكشف جميع الأشرار ويُستبعدون بسبب ارتكابهم جميع أنواع الشرور. عندما تحاول عقد شركة عن الحق مع الأشرار أو تهذيبهم، فهناك احتمال كبير أن يهاجموك، أو يدينوك، أو حتى ينتقموا منك، وكل ذلك نتيجة لشخصياتهم الحقودة للغاية. وهذا في الواقع أمر شائع جدًا. على سبيل المثال، من الممكن أن يوجد شخصان متوافقان بشكل جيد مع أحدهما الآخر، ويهتم كلاهما بالآخر، ويفهم أحدهما الآخر، ولكنهما يختلفان على شيء يتعلق بمصالحهما، فيقطعان علاقتهما. بعض الأشخاص حتى يصبحون أعداء ويحاولون الانتقام. جميعهم خبثاء للغاية. عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يؤدون واجبهم، هل لاحظتم ما الأشياء التي تظهر وتنكشف فيهم وتندرج ضمن الشخصية الخبيثة؟ هذه الأشياء موجودة بالتأكيد، وعليك اقتلاعها. سوف يساعدكم هذا على تمييز هذه الأشياء والتعرف عليها. إذا لم تعرفوا كيف تقتلعونها وتميزونها، فلن تتمكنوا أبدًا من تمييز الأشرار. بعد أن يُضِل أضداد المسيح بعض الأشخاص ويقعون تحت سيطرتهم، تتأذى حياتهم، وحينها يعرفون ما هو ضد المسيح وما هي الشخصية الخبيثة. إن فهمكم للحق سطحي للغاية. يتوقف فهمكم لمعظم الحقائق عند مستوى الكلام او الكتابة، أو فهم الكلمات والتعاليم فحسب، وهذا لا يتطابق مع الواقع مطلقًا. بعد سماع العديد من العظات، يظهر فهم واستنارة قلبك؛ ولكن عندما تواجه الواقع، فإنك تظل عاجزًا عن تمييز الأشياء على حقيقتها. من الناحية النظرية، تعلمون جميعًا مظاهر ضد المسيح، ولكن عندما ترون أحد أضداد المسيح الحقيقيين، لا يمكنكم تمييزه على أنه ضد للمسيح. ذلك لأن خبرتكم قليلة جدًا. عندما تختبر المزيد، وتتأذى بما يكفي من أضداد المسيح، ستتمكن من تمييزهم على حقيقتهم. واليوم، رغم أن معظم الناس يستمعون إلى العظات بضمير حي أثناء الاجتماعات، ويريدون السعي إلى الحق، إلا أنهم ما إن يسمعوا العظة، يفهمون فقط المعنى الحرفي لها، ولا يذهبون إلى أبعد من المستوى النظري، ولا يتمكنون من اختبار الجانب العملي من الحق. لذا فإن دخولهم في واقع الحق سطحي للغاية، مما يعني أنهم يفتقرون إلى تمييز الأشرار وأضداد المسيح. أضداد المسيح يملكون جوهر الأشرار، ولكن بعيدًا عن أضداد المسيح والأشرار، ألا يملك الآخرون شخصيات خبيثة؟ في الواقع، لا يوجد أناس صالحون. عندما تسير الأمور جيدًا، فإنهم يبتسمون، ولكن عندما يواجهون شيئًا يضر بمصالحهم، يصبحون كريهين. هذه هي الشخصية الخبيثة. وهذه الشخصية الخبيثة يمكن أن تنكشف في أي وقت؛ فهو شيء لا إرادي. إَذًا، ما الذي يحدث هنا تحديدًا؟ هل هي مسألة تلبُّس من أرواح شريرة؟ هل هو تجسُّد شيطاني؟ إذا كان الأمر يتعلق بأي من هذين الأمرين، فالشخص يحمل جوهر الشر ويستحيل علاجه. وإذا كان جوهره ليس جوهر شخص شرير، وإنما لديه فقط هذه الشخصية الفاسدة، فإن حالته ليست ميئوس منها، وإذا تمكن من قبول الحق فلا يزال يوجد رجاء في خلاصه. إذًا، كيف تُعالَج الشخصية الخبيثة الفاسدة؟ أولًا، عليك أن تُصلِّي كثيرًا عندما تواجه الأمور، وتفكر في دوافعك ورغباتك. يجب أن تقبل تمحيص الله وأن تضبط سلوكك. عليك أيضًا ألا تكشف عن أي كلام أو سلوك شرير. إذا وجد الشخص في قلبه نوايا فاسدة وحقد، ويريد فعل الشر، فعليه أن يسعى إلى الحق لعلاجها، وعليه أن يجد كلمات الله المناسبة لفهم هذا الأمر وعلاجه، وأن يُصلِّي لله ويطلب حمايته، ويُقسم لله، ويلعن نفسه عندما لا يقبل الحق ويرتكب الشر. إن الشركة مع الله بهذه الطريقة تحمي الإنسان وتمنعه من فعل الشر. إذا حدث شيء ما لشخص وظهرت نواياه الشريرة، لكنه تجاهلها، وترك الأمور تسير دون أن يتدخل فيها، واعتبر أن هذه هي طريقة سير الأمور، فهو شخص شرير ولا يؤمن بالله حقًا ولا يحب الحق. هذا الشخص لا يزال يرغب في الإيمان بالله واتباعه، و في نيل البركة ودخول الملكوت السماوي؛ فهل هذا ممكن؟ إنه يحلم. النوع الخامس من الشخصية هو الخبث. وهذه أيضًا مسألة تتعلق بالشخصيات الفاسدة، وهذا تقريبًا كل ما يتعلق بهذا الموضوع.

ينبغي أن تكون على دراية أيضًا بالنوع السادس من الشخصية الفاسدة: الشر. لنبدأ بموضوع قيام الناس بالتبشير بالإنجيل. بعض الناس يكشفون عن شخصية شريرة عندما يُبشرون بالإنجيل. إنهم لا يعظون وفقًا للمباديء، ولا يعرفون أي نوع من الناس يحب الحق ولديه إنسانية؛ إنهم يبحثون فقط عن شخص من الجنس الآخر ينسجمون معه ويحبونه ويتوافقون معه. إنهم لا يُبشرون من لا يحبونهم أو الذين لا يتوافقون معهم. لا يهم ما إذا كان الشخص يتوافق مع مبادئ نشر الإنجيل أم لا؛ فإن كان شخصًا يهتمون به، فلن يتركوه. ربما يخبرهم البعض بأن هذا الشخص لا يتوافق مع مبادئ نشر الإنجيل، ولكنهم يصرون على تبشيره. توجد داخلهم شخصية تتحكم في أفعالهم وتدفعهم لإشباع رغباتهم الفاسقة وتحقيق أهدافهم تحت راية نشر الإنجيل. وهذه ليست إلا شخصية شريرة. بل حتى هناك البعض منهم يعلم جيدًا أنه مخطئ في فعل هذا، وأن هذا الفعل يُغضب الله وينتهك مراسيمه الإدارية، ومع ذلك لا يتوقفون. أليس هذا نوعًا من الشخصية؟ (بلى). هذه أحد مظاهر الشخصية الشريرة، ولكن لا ينبغي أن نصف كشف الرغبات الفاسقة وحده بأنه شرير؛ فنطاق الشر أوسع من مجرد شهوة الجسد. فكِّر في الأمر: ما هي المظاهر الأخرى للشخصية الشريرة؟ وحيث أنها شخصية، فهي أكثر من مجرد طريقة تصرُّف، فهي تنطوي على العديد من الحالات والمظاهر والكشوفات المختلفة، وهذا ما يُحددها كشخصية. (اتباع الاتجاهات الدنيوية، وعدم التخلي عن الأشياء المرتبطة بالاتجاهات الدنيوية). عدم التخلي عن الاتجاهات الشريرة هو أحد الأنواع. التعلق بالاتجهات الشريرة في العالم والسعي وراءها والانشغال بها ومتابعتها بشغف كبير. هناك من لا يتخلى عن هذه الأشياء مطلقًا، مهما تم عقد شركة عن الحق معه، ومهما تم تهذيبه؛ فالأمر يصل حتى إلى حد الهوس، وهذا شر. إذًا، عندما يتبع الناس الاتجاهات الشريرة، فما المظاهر التي تشير إلى أن لديهم شخصية شريرة؟ لماذا يحبون هذه الأشياء؟ ما الذي يكمن في هذه الاتجاهات الدنيوية الشريرة ويجلب لهم الرضا النفسي ويشبع احتياجاتهم ويشبع ميولهم ورغباتهم؟ لنفترض مثلًا أنهم يحبون نجوم السينما: ما الذي يميز نجوم السينما والذي يؤدي إلى هذا الهوس ويدفعهم إلى متابعتهم؟ إنها حيويتهم، موهبتهم، مظهرهم، وشهرتهم، بالإضافة إلى نوع الحياة الفاخرة التي يتوق إليها محبوهم. هذه الأشياء التي يتبعونها؛ هل جميعها شريرة؟ (نعم). لماذا يقال إنها شريرة؟ (لأنها تتعارض مع الحق والأمور الإيجابية ولا تتوافق مع ما يطلبه الله). هذا تعليم. حاول تحليل هؤلاء المشاهير ونجوم السينما: أسلوب حياتهم، سلوكهم، وحتى شخصياتهم العامة وأزيائهم التي يعشقها الجميع للغاية. لماذا يعيشون مثل هذه الحياة؟ ولماذا يلهمون الآخرين لاتباعهم؟ إنهم يبذلون جهدًا كبيرًا في كل ذلك. لديهم خبراء تجميل ومساعدين شخصيين لتشكيل صورتهم هذه. فما هدفهم من رسم صورتهم هذه؟ جذب الناس وتضليلهم ودفعهم على اتباعهم والاستفادة من ذلك. لذا، سواء كان الناس يقدسون شهرة هؤلاء النجوم، أو يقدسون مظهرهم أو حياتهم، فهذه أفعال غبية وعبثية حقًا. إذا كان الإنسان يتمتع بالعقلانية، فكيف يعبد الأبالسة؟ الأبالسة أشياء تضلل الناس وتخدعهم وتؤذيهم. الأبالسة لا تؤمن بالله ولا تقبل الحق إطلاقًا. جميع الأبالسة يتبعون الشيطان. ما هي أهداف من يتبعون ويعبدون الأبالسة والشيطان؟ إنهم يريدون تقليد هؤلاء الأبالسة والتشبه بهم على أمل أن يصبحوا يومًا ما أبالسة في نفس الجمال والإثارة التي يتمتع بها الأبالسة والمشاهير. إنهم يستمتعون بهذا الشعور. أيًا كانت الشخصية الشهيرة أو البارزة التي يهيم بها الشخص، فإن الهدف النهائي لهؤلاء النجوم هو واحد؛ تضليل الناس وجذبهم ودفعهم لتقديسهم واتباعهم. أليست هذه شخصية شريرة؟ هذه شخصية شريرة، وهذا واضح جدًا.

تتجلى الشخصيات الشريرة أيضًا بطريقة أخرى. يرى بعض الناس أن الاجتماعات في بيت الله تنطوي دائمًا على قراءة كلمة الله، وعقد شركة عن الحق، ونقاشات حول التعرف على الذات، والأداء الصحيح للواجب، وكيفية التصرف وفقًا للمبادئ، وكيفية تقوى الله والحيد عن الشر، وكيفية فهم الحق وممارسته، وجوانب أخرى عديدة من الحق. وبعد الاستماع طوال هذه السنوات، وكلما يستمعون أكثر يبدأ لديهم شعورًا بالضجر ويبدأون في الشكوى قائلين: "أليس الهدف من الإيمان بالله هو ربح البركات؟ لماذا نتحدث دائمًا عن الحق والشركة عن كلمة الله؟ هل سينتهي هذا يومًا ما؟ لقد سئمت منه!" لكنهم لا يريدون العودة إلى العالم الدنيوي. إنهم يفكرون: "الإيمان بالله مُضجر للغاية. إنه ممل، كيف يمكنني أن أجعله ممتعًا أكثر؟ يجب أن أجد شيئًا مثيرًا للاهتمام". لذلك، يذهبون ويسألون: "كم عدد المؤمنين بالله في الكنيسة؟ كم عدد القادة والعمال؟ كم عدد من تم استبدالهم؟ كم عدد الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا؟ هل يعرف أحد العدد؟" إنهم يتعاملون مع هذه الأشياء وهذه المعلومات على أنها الحق. ما هذه الشخصية؟ هذا شر و يُشار إليه عادةً ب "الدناءة". لقد سمعوا حقائق كثيرة، ولكن لم يُثر أي منها اهتمامًا أو تركيزًا كافيًا لديهم. بمجرد أن يسمع أحدهم بعض من الشائعات أو الأخبار الداخلية، يُصغى إليها فورًا، فهو يخشى أن يفوته شيء. وهذه دناءة، أليس كذلك؟ (بلى). ماذا يميز الدنيئون؟ ليس لديهم أدنى اهتمام بالحق. إنهم لا يهتمون إلا بالأمور السطحية، ويسعون بنَهم وبلا كلل وراء النميمة والأمور التي لا تؤثر على دخولهم في الحياة أو على الحق. إنهم يعتقدون أن معرفة هذه الأشياء وجميع هذه المعلومات والاحتفاظ بها في عقولهم يعني أنهم يملكون واقع الحق، وأنهم بالفعل أعضاء حقيقيون في بيت الله، وأنهم حتمًا سيحظون باستحسان الله ، ويمكنهم دخول ملكوت الله. هل تعتقدون أن هذا هو الواقع حقًا؟ (لا). يمكنكم إدراك ذلك بوضوح، ولكن العديد من المؤمنين الجدد بالله لا يمكنهم ذلك. إنهم مهووسون بهذه المعلومات، ويعتقدون أن معرفة هذه الأشياء تجعلهم أعضاء في بيت الله؛ لكن في الحقيقة الله يزدري أمثال هؤلاء الناس أكثر من غيرهم، فهم أكثر الناس غرورًا وسطحية وجهلًا. لقد تجسد الله في الأيام الأخيرة ليقوم بعمل الدينونة والتطهير للناس ليمنح الناس الحق كحياة. ولكن إذا لم يركز الناس على أكل كلمة الله وشربها، وحاولوا دائمًا البحث عن الشائعات ومعرفة المزيد عن الشؤون الداخلية للكنيسة، فهل هم يسعون إلى الحق؟ هل هم أناس يعملون عملًا صالحًا؟ بالنسبة لي، هؤلاء أناس أشرار. إنهم ليسوا مؤمنين. ويمكن أيضًا وصف أمثال هؤلاء الناس بالأدنياء. إنهم لا يركزون إلا على الشائعات. فهذا يُشبع فضولهم، ولكن الله يزدريهم. هؤلاء ليسوا أناسًا يؤمنون بالله حقًا، وبالطبع ليسوا من الساعين إلى الحق. إنهم بكل بساطة خدام الشيطان الذين يُربكون عمل الكنيسة. كذلك، فالناس الذين يفحصون الله دائمًا ويتحرون عنه هم خدام وأتباع للتنين العظيم الأحمر. الله يكره هؤلاء الناس ويُبغضهم أكثر من أي شيء آخر. إن كنت تؤمن بالله، فلماذا لا تثق به؟ عندما تفحص الله وتتحرى عنه، هل تبحث عن الحق؟ هل للبحث عن الحق أي علاقة بالعائلة التي وُلد فيها المسيح أو بالبيئة التي نشأ فيها؟ أليس الناس الذين يضعون الله دائمًا تحت المجهر بغيضون؟ إذا كان لديك باستمرار مفاهيم عن أمور تتعلق بإنسانية المسيح، فعليك قضاء المزيد من الوقت في السعي إلى معرفة كلام الله. لن تتمكن من علاج مشكلة مفاهيمك ما لم تفهم الحق. هل سيتيح لك فحص خلفية عائلة المسيح أو ظروف ولادته معرفة الله؟ هل سيسمح لك هذا باكتشاف الجوهر الإلهي للمسيح؟ قطعًا لا. فالأشخاص الذين يؤمنون بالله حقًا يكرسون أنفسهم لكلام الله وللحق، وهذا وحده يؤدي إلى معرفة الجوهر الإلهي للمسيح. ولكن لماذا ينخرط أولئك الذين يُمحِّصون الله باستمرار في الدناءة؟ على هؤلاء التافهين الذين يفتقرون للفهم الروحي أن يسرعوا ويخرجوا من بيت الله! تم ذكر حقائق كثيرة، وعُقدت شركة عن الكثير في الاجتماعات والعظات، فلماذا لا تزال تُمحِّص الله؟ ماذا يعني أنك تُمحِّص الله دائمًا؟ أنك شرير للغاية! والأكثر من ذلك، أن هناك أيضًا من يظنون أن معرفة جميع هذه المعلومات التافهة يمنحهم رأسمال، ويمشون متباهين به أمام الناس. وماذا يحدث في النهاية؟ إنهم حقراء وبغيضون عند الله. هل هم حتى من البشر؟ أليسوا شياطين أحياء؟ كيف يُعقل أن يكونوا أناسًا يؤمنون بالله؟ إنهم يكرسون كل أفكارهم لطريق الشر والاعوجاج. ويبدو الأمر كما لو أنهم يعتقدون أنه كلما زادت الشائعات التي يعرفونها ازداد انتمائهم لبيت الله وازداد فهمهم للحق. أمثال هؤلاء حمقى للغاية. فلا يوجد في بيت الله من هو أقبح منهم.

يركز بعض الناس باستمرار على أشياء غير واقعية في إيمانهم. مثال ذلك، يبحث بعض الناس دائمًا في ماهية الملكوت، ومكان وجود السماء الثالثة، وشكل العالم السفلي، ومكان وجود الجحيم. إنهم يبحثون في الأسرار دائمًا بدلًا من التركيز على دخول الحياة. هذه دناءة وشر. مهما سمعوا من عظات وشركات، فهناك البعض لا يزال لا يفهم ماهية الحق بالضبط ولا يدرك كيفية تطبيقه. وعندما تتاح لهم الفرصة، فإنهم يبحثون في كلام الله، ويتعمقون في عباراته، باحثين عن أي شعور، ويُمحِّصون دائمًا ما إذا كان كلام الله قد تحقَّق أم لا. إن تحقق، يؤمنون أنه من عمل الله، وإن لم يتحقق، ينكرون أنه عمل الله. أليسوا حمقى؟ أليست هذه دناءة؟ هل يستطيع الناس دائمًا أن يعرفوا متى يتحقق كلام الله؟ ليس بالضرورة أن يتمكن الناس من أن يعرفوا متى يتحقق بعض من كلام الله. هناك أشخاص يرون أن بعضًا من كلام الله يبدو أنه لم يتحقَّق، ولكن الله يرى أنه تحقَّق. لا يستطيع الناس إدراك هذه الأشياء بوضوح، وستكون لهم الحظوة إذا تمكَّنوا من فهم 20 بالمائة منها فقط. يقضي بعض الناس كل وقتهم في دراسة كلمة الله، ولكنهم لا يعيرون اهتمامًا لممارسة الحق أو الدخول إلى واقع الحق. أليس هذا تجاهلًا لواجبات المرء التي يجب أن يؤديها؟ لقد سمعوا الكثير من الحقائق ولكنهم لا يزالوا لا يفهمونها، ويبحثون باستمرار عن دليل على تحقُّق النبوءات، ويتعاملون مع هذا على أنه حياتهم وحافزهم. مثال على ذلك، عندما يُصلِّي بعض الناس فإنهم يقولون كلامًا مثل: "يا الله، إن كنت تريدني أن أفعل هذا فاجعلني أستيقظ في الساعة السادسة صباح الغد. وإن لم تكن تريد، فدعني أنام حتى الساعة السابعة". غالبًا ما تكون هذه هي الطريقة التي يتصرفون بها، وهم يستخدمونها كمبدأ لهم ويمارسونها كما لو كانت هي الحق. وهذه اسمها دناءة. إنهم يستندون دائمًا في أفعالهم إلى المشاعر، ويركزون على ما هو فائق للطبيعة، ويعتمدون على الشائعات وغيرها من الأشياء غير الواقعية، ودائمًا ما يركزون طاقتهم على أمور دنيئة. وهذا شر. مهما عقدت من شركات معهم عن الحق، فهم يعتقدون أن الحق لا فائدة منه وأنه ليس بدقة الاعتماد على المشاعر أو التحقق من خلال المقارنة. وهذه دناءة. إنهم لا يؤمنون بأن الله له السيادة على مصائر الناس ويُدبرها، ورغم أنهم يقولون إنهم يعترفون بأن كلام الله هو الحق، إلا أنه في قلوبهم لا يزالوا لا يقبلون الحق، ولا يرون الأمور مطلقًا من خلال كلام الله. إذا قال أحد المشاهير شيئًا ما، فإنهم يؤمنون أنه الحق ويتفقون معه. وإذا أخبرهم قارئ الطالع أو قارئ الوجوه أنه سيتم ترقيتهم لمنصب مدير في العام المقبل، فسوف يُصدقونه. أليست هذه وضاعة؟ إنهم يؤمنون بالكِهانة وقراءة الطالع والأمور الخارقة للطبيعة، وبهذه الأشياء البغيضة فقط. وهذا أشبه بما يقوله بعض الناس: "إنني أفهم كل الحقائق، الأمر فقط أنني لا أستطيع تطبيقها. ولا أعلم أين المشكلة". والآن لدينا إجابة هذا السؤال: أنهم أدنياء. لا يهم كيف تعقد شركة عن الحق لهؤلاء الناس، فهي لن تصل إليهم ولن ترى أي تأثير عليهم. هؤلاء الناس لا ينفرون من الحق فحسب، بل يملكون أيضًا شخصية شريرة. ما هو أهم مظاهر النفور من الحق؟ هو أن الشخص يفهم الحق ولكن لا يطبقه. إنه لا يريد سماعه، إنه يقاومه ويستاء منه. إنه يعرف أن الحق صحيح وصالح، ولكن لا يطبقه وليس على استعداد لاتخاذ هذا المسار ولا يرغب في المعاناة أو دفع ثمن، وبالطبع لا يريد أن يتكبد أي خسائر. الأشرار ليسوا كذلك. إنهم يعتقدون أن الشرور هي الحق، وأنها الطريق الصحيح، ويسعون إليها ويحاولون تقليدها ويركزون طاقتهم عليها باستمرار. كثيرًا ما يعقد بيت الله شركة عن مبادئ الصلاة: يمكن للناس الصلاة في أي وقت وفي أي مكان يريدوه دون أي قيود زمنية، يحتاجون فقط لأن يأتوا إلى الله ويُعبروا عما يوجد في قلوبهم ويطلبوا الحق. يجب الاستماع لهذه الكلمات كثيرًا ويجب أن تُفهم بسهولة، ولكن كيف يطبق الأشرار هذا؟ في كل صباح أثناء جوقة الفجر، يتجهون بلا كلل نحو الجنوب وينزلون على ركبهم ويضعون أيديهم على الأرض، ساجدين في الصلاة أمام الله قدر استطاعتهم. يعتقدون أن في مثل هذه الأوقات فقط يستطيع الله سماع صلاتهم، لأن في هذا الوقت لا يكون الله مشغولًا بل لديه الوقت ولذلك يستمع. أليس هذا سخيفًا؟ أليس شريرًا؟ هناك من يقول إن الوقت الأكثر فعالية للصلاة هو الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا عندما يكون كل شيء هادئًا. لماذا يقولون هذا؟ لديهم أيضًا أسبابهم. يقولون إنه في هذا الوقت يكون الجميع نائمين؛ ليس لدى الله وقت للتعامل مع شؤونهم إلا عندما لا يكون مشغولًا. أليس هذا مثيرًا للسخرية؟ أليس هذا شريرًا؟ مهما عقدت شركة عن الحق معهم، لا يقبلوها. إنهم أكثر الناس حماقة، ويعجزون عن فهم الحق. هناك آخرون يقولون: "عندما يؤمن الناس بالله، يجب أن يقوموا بأشياء صالحة ويكونوا لطفاء، ويجب ألا يقتلوا الحيوانات أو يأكلوا لحومها. فأكل اللحوم معناه القتل وارتكاب الخطيئة، والله لا يريد من يفعل هذا. هل لهذه الكلمات أي أساس؟ هل قال الله شيئًا كهذا؟ (لا). من قاله إذًا؟ قاله شخص غير مؤمن، وهو نوع أحمق من الناس. في الواقع، إن الأشخاص الذين يقولون هذا لا يأكلون بالضرورة اللحوم، أو ربما لا يأكلونها أمام الناس، لكنهم يأكلون كثيرًا منها بعيدًا عن الأنظار. هؤلاء الناس بارعون حقًا في التصنع، وهم ينشرون المغالطات في كل مكان أينما ذهبوا. هذا شر. هؤلاء الناس في منتهى الخسة. إنهم يتعاملون مع هذه البدع والمغالطات باعتبارها وصايا وأنظمة بل ويمارسونها ويلتزمون بها كما لو كانت الحق أو مطالب الله، ويُعلِّمون الآخرين بحماسة ووقاحة أن يفعلوا مثلهم. لماذا أقول إن طريقة هؤلاء الناس في التصرف، وطريقتهم في التعبير، والوسائل التي يتبعونها شريرة؟ (لأنها لا ترتبط بالحق). إذًا، هل أي شيء لا يرتبط بالحق هو شرير؟ هذا التفسير يُعتبر إشكالية كبيرة. هناك أمور في حياة الناس اليومية لا تمت بصلة إلى الحق. أليس القول بأنها أشياء شريرة تحريفًا للحقائق؟ لا يمكن وصف ما لا يدينه الله على أنه شرير، فقط ما يدينه الله يمكن وصفه بأنه شرير. من الخطأ الجسيم أن نعرف كل شيء غير مرتبط بالحق على أنه شرير. هل تفاصيل ضروريات الحياة مثل الأكل والنوم والشرب والراحة مرتبطة بالحق؟ هل هذه الأشياء شريرة؟ جميعها احتياجات طبيعية وجزء من النظام اليومي للناس وليست شريرة. إذًا، لماذا صُنفت الأفعال التي ذكرتها للتو على أنها شريرة؟ لأن هذه الطرق في القيام بالأشياء تقود الناس إلى طريق خاطئ وعبثي؛ فهي تقودهم إلى طريق التدين. إن ممارستهم بهذه الطريقة وتعليمهم الآخرين للتصرف بهذه الطريقة يقود الناس إلى طريق الشر. وهذه نتيجة حتمية. عندما يعبد الناس الاتجاهات الدنيوية الشريرة ويسلكون طريق الشر، فكيف ينتهي بهم الحال؟ يصبحون فاسقين ويفقدون عقولهم ويزول منهم الحياء، وفي النهاية تجرفهم تمامًا اتجاهات العالم ويسيرون نحو الهلاك، لا يختلفون عن غير المؤمنين. بعض الناس لا يعتبرون هذه البدع والمغالطات مجرد لوائح يجب اتباعها أو وصايا تجب طاعتها، بل يتمسكون بها أيضًا على أنها الحق. هذا شخص أحمق يفتقر تمامًا إلى الفهم الروحي. وفي النهاية، لا سبيل إلا باستبعاده. هل يمكن أن يعمل الروح القدس في أي شخص يكون فهمه للحق منحرفًا إلى هذا الحد؟ (لا). لا يعمل الروح القدس في هؤلاء الناس، في هذه الحالة تعمل الأرواح الشريرة لأن الطريق الذي يسلكه هؤلاء الناس هو طريق الشر. إنهم يسارعون في طريق الأرواح الشريرة، وهذا تحديدًا ما تحتاجه هذه الأرواح الشريرة. وما النتيجة؟ هؤلاء الناس ممسوسون بأرواح شريرة. لقد سبق وقلت: "إبليس الشيطان، مثل أسد مزمجر، يجول ملتمسًا من يبتلعه من الناس". عندما يسلك الناس طريقًا ملتويًا شريرًا، ستأسرهم الأرواح الشريرة حتمًا. لا داعي لأن يُسلِّمك الله للأرواح الشريرة. إذا لم تسعَ إلى الحق، فلن تكون محميًا ولن يكون الله معك. إذا لم يستطيع الله أن يربحك، فلن يهتم بك وسوف تنتهز الأرواح الشريرة هذه الفرصة كي تتسلل وتتملكك. وهذه هي النتيجة، أليس كذلك؟ إن الذين ينفرون من الحق، ويدينون باستمرار عمل تجسُّد الله، والذين يُسايرون الاتجاهات الدنيوية، والذين يسيئون تفسير كلام الله والكتاب المقدس بشكل صارخ، والذين ينشرون الهرطقات والمغالطات – كل هذه الأفعال تصدر عن شخصيات شريرة. يسعى بعض الناس إلى الروحانية، ولأن فهمهم منحرف، فإنهم يختلقون العديد من المغالطات لتضليل الناس ويصبحون أنصارًا للمدينة الفاضلة والنظريات، وهو ما يُمثل دناءة أيضًا. إنهم أناس أشرار. مثل الفريسيين، كل ما فعلوه كان نفاقًا، لم يمارسوا الحق وأضلُّوا الناس ليبجلُّوهم ويقدسوهم. بل وصلبوا الرب يسوع عندما ظهر للعمل. كان هذا شرًا وفي النهاية لعنهم الله. واليوم، لا يكتفي العالم الديني بإصدار الدينونة على مظهر الله وعمله وإدانته فحسب، ولكن الأمر الأكثر بُغضًا هو أنه يقف أيضًا بجانب التنين العظيم الأحمر، منضمًا إلى قوى الشر في اضطهاد من يختارهم الله، ويقف كعدو لله بجانبهم. وهذا شرير. لا يكره المجتمع الديني قوى الشيطان الشريرة قط ، ولا يكره شر بلاد التنين العظيم الأحمر، بل يُصلِّي من أجلها ويباركها. هذا شر. فأي سلوك مرتبط بالشيطان والأرواح الشريرة أو متعاون معهم يمكن وصفه إجمالًا بأنه شرير. إن طرق الممارسة المنحرفة والشريرة والمتطرفة والجامحة هي شريرة أيضًا. بعض الناس يسيء فهم الله باستمرار، وهذه المفاهيم الخاطئة لا يمكن محوها مهما عُقدت شركة معهم عن الحق. إنهم يعظون دائمًا بمنطقهم الخاص ويصرون على مغالطاتهم. أليس في هذا بعض الشر أيضًا؟ بعض الناس لديهم مفاهيم عن الله، فبعد إقامة شركة الحق لهم عدة مرَّات، يدَّعون أنهم فهموا، وأن مفاهيمهم قد زالت، ولكن بعد ذلك لا يزالوا متمسكين بمفاهيمهم، و دائمًا ما يكونوا سلبيين ويتمسكون بشدة بمبرراتهم. وهذا شرير، أليس كذلك؟ هذا أيضًا نوع من الشر. باختصار، فإن أي شخص فعل شيء غير معقول ويرفض التسليم بذلك مهما تم عقد شركة معه عن الحق، فهو شخص خسيس، وفيه شيء من الشر. ليس من السهل على هؤلاء الناس الذين لديهم شخصيات شريرة أن ينالوا خلاص الله، لأنهم لا يستطيعون قبول الحق ويرفضون التخلي عن مغالطاتهم الشريرة؛ حفًا لا يوجد شيء يمكن عمله لهم.

لقد أقمنا للتو شركةً عن ستة شخصيات: العناد، والتكبُّر، والخداع، والنفور من الحق، والخبث، والشر. هل تشريح هذه الشخصيات الست زودكم بمعرفةً وفهمًا جديدين لتغييرات الشخصية؟ ما هي تغييرات الشخصية على وجه التحديد؟ هل يعني هذا التخلص من عيب معين، أو تصحيح سلوك معين، أو تغيير سمة معينة في الشخصية؟ قطعًا لا. إذًا هل اتضح لكم أكثر ما تشير إليه كلمة "الشخصية"؟ هل يمكن وصف هذه الشخصيات الست بأنها شخصيات فاسدة للإنسان، وأنها جوهر طبيعته؟ (نعم). هل هذه الشخصيات الست أشياءً إيجابية أم سلبية؟ (أشياء سلبية). إنها بكل بساطة شخصيات الإنسان الفاسدة، وهي الأوجه الرئيسية لشخصيات الإنسان الفاسدة. لا توجد أيٍّ من هذه الشخصيات الفاسدة إلا ومُعادٍ لله وللحق، ولا توجد أيٍ منها يُعتبر شيئًا إيجابيًا. لذلك، فإن هذه الشخصيات الست هي ستة جوانب، ويُشار إليها مجتمعة بالشخصية الفاسدة. الشخصيات الفاسدة هي جوهر طبيعة الإنسان. كيف يمكن شرح "الجوهر"؟ يشير "الجوهر" إلى طبيعة الإنسان. وطبيعة الإنسان تعني الأشياء التي يعتمد عليها في وجوده، والأشياء التي تحكم طريقة عيشه. يعيش الناس بحسب طبيعتهم. فأيًا كان ما تعيش بحسبه، أهدافك، توجهك، القواعد التي تتبعها، فإن جوهر طبيعتك لا يتغير، وهذا لا جدال فيه. لذلك، عندما لا تملك الحق وتعيش معتمدًا على هذه الشخصيات الفاسدة، فإن كل ما تعيش بحسبه يكون ضد الله، يتعارض مع الحق ويتعارض مع مقاصد الله. يجب أن تفهم هذا الآن: هل يمكن للناس نيل الخلاص إذا لم تتغير شخصياتهم؟ (لا). سيكون هذا مستحيلًا. إذًا، إن لم تتغير شخصيات الناس، فهل يمكنهم أن يتوافقوا مع الله؟ (لا). سيكون ذلك صعبًا للغاية. عندما يتعلق الأمر بهذه الشخصيات الست، بصرف النظر عن أي منها، وبصرف النظر عن مدى ما يظهر أو ينكشف فيك منها، فإذا لم تتمكن من تحرير نفسك من قيود هذه الشخصيات الفاسدة، فمهما كانت دوافع أو أهداف أفعالك، وما إذا كنت تتصرف عمدًا أم لا، فإن طبيعة كل ما تفعله ستكون حتمًا ضد الله، وحتمًا سيدينها الله، وهذه عاقبة في غاية الخطورة. هل إدانة الله هي ما يتمناه كل مؤمن في نهاية المطاف؟ (لا). وبما أن هذه ليست نتيجة يتمناها الناس، فما أهم شيء بالنسبة لهم ليفعلوه؟ عليهم أن يعرفوا شخصيتهم الفاسدة وجوهرهم الفاسد، وأن يفهموا الحق، وعندئذ عليهم أن يقبلوا الحق تدريجيًا، وشيئًا فشيئًا يتخلصوا من هذه الشخصيات الفاسدة في البيئات التي أنشأها الله لهم، وتحقيق التوافق مع الله ومع الحق. هذا هو الطريق لتحقيق تغييرات في شخصية المرء.

في السابق، كان البعض ينظر لتغيير شخصياتهم بأنه أمرًا سهلًا ومباشرًا للغاية. كانوا يعتقدون أنه "ما دمت أجبر نفسي على عدم قول أشياء معارضة لله أو فعل أي شيء من شأنه تعطيل عمل الكنيسة أو إرباكه، وطالما لديَّ وجهة النظر الصحيحة وقلبي سلبم، وكنت أفهم المزيد من الحق، وأبذل جهدًا أكبر، وأعاني أكثر، وأدفع تمنًا أكبر، فبعد بضع سنوات، سأتمكن بالتأكيد من تحقيق تغيير في شخصيتي". هل هذا الكلام صحيح؟ (لا). أين الخطأ فيه؟ (إنهم لا يعلمون شخصيتهم الفاسدة). ما الهدف من معرفة شخصيتك الفاسدة؟ (التغيير). وما نتيجة هذا التغيير؟ ربح الحق. إن قياس مدى حدوث تغيير في شخصيتك يتطلب أن تنظر فيما إذا كانت أفعالك تتوافق مع الحق أم تنتهكه، وعما إذا كانت نابعة من إرادة بشرية أم إرضاء لمطالب الله. ولكي تعرف مدى تغيُّر شخصيتك، عليك أن تنظر فيما إذا كان يمكنك التأمل في نفسك، وإذا كان بإمكانك التمرد على جسدك ودوافعك وطموحاتك ورغباتك أم لا، وإن كان بإمكانك ممارسة الحق إذا انكشفت عنك شخصية فاسدة. إن مدى قدرتك على الممارسة وفقًا للحق وكلام الله، وما إذا كانت ممارستك متوافقة تمامًا مع معايير الحق، تثبت مدى التغيير الكبير في شخصيتك. هذا أمر نسبي. على سبيل المثال، شخصية العناد. في البداية، عندما لم يحدث أي تغيير في شخصيتك، ولم تكن تفهم الحق، ولم تكن تعلم أن لديك شخصية عنيدة، وعندما سمعت الحق قلت لنفسك: "كيف يمكن للحق دائمًا أن يكشف جراح الناس؟" وبعد سماعك للحق، شعرت أن كلام الله كان صائبًا، ولكن بعد عام أو عامين، إذا لم تأخذ أيًا منه بجدية وإذا لم تقبل أي منه، فهذا إذًا عناد، أليس كذلك؟ وإذا لم تقبله بعد عامين أو ثلاثة، ولم تتغير حالتك الداخلية، ورغم ذلك لم تقصر في أداء واجبك وعانيت كثيرًا، ولم تنصلح حالة عنادك مطلقًا ولم تهدأ ولو قليلًا، فهل طرأ أي تغيير في هذا الجانب من شخصيتك؟ (لا). إذًا لماذا تسعى وتعمل؟ بغض النظر عن سبب ذلك، فأنت تسعى وتعمل بلا هدف، لأنك سعيت وعملت كثيرًا، ومع ذلك لم يطرأ أدنى تغيير في شخصيتك. ثم يأتي يوم وتقول فيه لنفسك فجأةً: "كيف لا يمكنني التحدث حتى بكلمة واحدة من الشهادة؟ إن شخصيتي الحياتية لم تتغير إطلاقًا". وفي هذه اللحظة، تشعر بمدى خطورة هذه المشكلة وتقول لنفسك: "أنا متمرد وعنيد حقًا! أنا لست شخصًا يسعى إلى الحق! لا مكان لله في قلبي! فكيف يُسمَّى هذا إيمانًا بالله؟ لقد آمنت بالله لعدة أعوام، ومع ذلك ما زلت لا أعيش صورة الإنسان وقلبي ليس قريبًا من الله! لم أتأثر بكلام الله ولا أشعر بأي تأنيب أو رغبة في التوبة عندما أفعل شيئًا خاطئًا – أليس هذا عنادًا؟ ألست ابن التمرد؟" أنت تشعر بالضيق. وماذا يعني شعورك بالضيق؟ يعني أنك ترغب في التوبة. أنت تُدرك عنادك وتمردك. وفي هذه اللحظة، تبدأ شخصيتك في التغير. ودون أن تدرك ذلك، هناك أفكار ورغبات معينة في وعيك تريد تغييرها، ولا تريد أن تجد نفسك في طريق مسدود مع الله.تجد نفسك راغبًا في تحسين علاقتك بالله، وفي التوقف عن العناد الشديد، وفي تطبيق كلام الله في حياتك اليومية، وفي ممارسته كمبادئ للحق؛ إن لديك هذا الوعي. من الجيد أن تكون واعيًا لهذه الأشياء، ولكن هل يعني ذلك أنك ستتمكن من التغيير فورًا؟ (لا). يجب أن تمر بسنوات من الاختبار، وخلال هذه السنوات سيتضح الوعي أكثر في قلبك، وسيغمرك احتياج قوي، وستفكر داخلك قائلًا: "هذا ليس صحيحًا. يجب أن أتوقف عن إضاعة وقتي. يجب أن أسعى إلى الحق وأن أفعل شيئًا صحيحًا. كنت في الماضي أُهمل تأدية واجباتي، ولا أفكر إلا في الأشياء المادية مثل الطعام والملبس، وكنت أسعى فقط وراء الشهرة والمكاسب. ونتيجةً لذلك، لم أربح أي حق على الإطلاق. إني نادم على هذا ويجب أن أتوب!" في هذه المرحلة، تنطلق في الطريق الصحيح للإيمان بالله. ما دام الناس يبدأون في التركيز على ممارسة الحق، ألا يُقرِّبهم ذلك خطوة نحو تحقيق تغييرات في شخصيتهم؟ مهما طال إيمانك بالله، فإذا استطعت أن تشعر باضطرابك؛ وأنك كنت تنجرف دائمًا عن الطريق السليم، وبعد عدة أعوام من هذا الإنجراف، لم تربح شيئًا ولا تزال تشعر بالفراغ؛ إذا كان هذا يُشعرك بعدم الارتياح، وتبدأ في التأمل في نفسك، وتشعر أن عدم السعي إلى الحق هو إهدار للوقت، فسوف تدرك في هذه اللحظة أن نصائح الله في كلامه هي محبته للإنسان، وستكره نفسك لعدم الاستماع إلى كلام الله ولافتقارك الشديد إلى الضمير والعقل. ستشعر بالندم، وحينها سترغب في تغيير سلوكك من جديد، والعيش بصدق أمام الله، وستقول لنفسك: "لا أستطيع الإساءة إلى الله بعد الآن. لقد تكلم الله كثيرًا، وكانت كل كلمة لخير الإنسان ولوضعه على الطريق الصحيح. إن الله جميل جدًا ويستحق للغاية محبة الإنسان!" هذه هي بداية تحوُّل الناس. من الرائع أن تحظى بهذا الإدراك! إذا كنت فاقدًا للحس لدرجة أنك لا تعرف هذه الأشياء، فأنت في ورطة، أليس كذلك؟ يدرك الناس اليوم أن مفتاح الإيمان بالله هو قراءة المزيد من كلام الله، وأن فهم الحق هو أهم شيء، وأن فهم الحق ومعرفة الذات أمران بالغان الأهمية، وأن فقط القدرة على ممارسة الحق وجعل الحق واقعهم يُمثل الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله. إذًا، في اعتقادكم كم سنة من الاختبار تحتاجوها ليكون لديكم هذه المعرفة وهذا الشعور في قلبكم؟ قد يتمكن أصحاب الفطنة والبصيرة ومن لديهم رغبة قوية نحو الله من تغيير أنفسهم في غضون عام أو عامين ويبدأون الدخول. ولكن الأشخاص المشوشون، وفاقدوا الحس والأغبياء، ومن يفتقرون إلى البصيرة، سيقضون ثلاثة أو خمسة أعوام في حالة تيه، غير مدركين أنهم لم يربحوا شيئًا. إذا كانوا يؤدون واجباتهم بحماس، فقد يقضون أكثر من عشرة أعوام في حالة تيه، وهم لم يحققوا بعد مكاسب واضحة ولا يمكنهم التحدث عن شهاداتهم الاختبارية. وأخيرًا لا يفيقون إلا بعد طردهم واستبعادهم، فيقولوا لأنفسهم: "أنا حقًا لا أملك أي واقع للحق. لم أكن شخصًا يسعى إلى الحق!" أليست صحوتهم متأخرة قليلًا في هذه المرحلة؟ بعض الناس ينجرفون في حالة من التيه، يتمنون باستمرار أن يأتي يوم الله، ولكنهم لا يسعون إلى الحق مطلقًا. ونتيجةً لذلك، يمر أكثر من عشرة أعوام دون أن يحققوا أي مكاسب أو يتمكنوا من مشاركة أي شهادة. إنهم لا يشعرون بكلام الله يخترق قلوبهم إلا بعد أن يُهذَبوا ويُحذرُّوا بشدة. يا لعناد قلوبهم! كيف يكون من المقبول عدم تهذيبهم ومعاقبتهم؟ كيف يُعقل عدم تأديبهم بشدة؟ ما الذي يجب فعله لتوعيتهم، حتى يتفاعلوا؟ إن هؤلاء الذين لا يسعون إلى الحق لن يذرفوا دمعةً واحدة حتى يروا الكفن. ولن يدركوا ذلك إلا بعد أن يرتكبوا الكثير من الأشياء الشيطانية والشريرة، ويسألون أنفسهم: "هل انتهى إيماني بالله؟ هل لم يعد الله يريدني؟ هل تمت إدانتي؟" ويبدأون في التفكير. عندما يكونوا سلبيين، يشعرون أن كل هذه السنوات من الإيمان بالله كانت مضيعة للوقت، فيملأهم الاستياء ويميلون إلى الاستسلام لليأس. ولكن عندما يعودون إلى رشدهم، يدركون الأمر ويقولون: "أنا لا أؤذي نفسي فحسب؟ يجب أن أعود لصوابي. قيل لي إنني لا أحب الحق. لماذا قيل لي هذا؟ كيف لا أحب الحق؟ أوه! إنني لا أحب الحق فقط، ولكني لا أستطيع حتى تطبيق الحقائق التي أفهمها! وهذا مظهر من مظاهر النفور من الحق!" بالتفكير في هذا، يشعرون بشيء من الندم والخوف أيضًا: "إذا استمريت على هذا المنوال، فسوف أُعاقَب بالتأكيد. لا، عليَّ أن أتوب سريعًا؛ شخصية الله لا يجب أن يُساء إليه". في هذه اللحظة، هل قلَّ مستوى عناده؟ كأنها بإبرة اخترقت قلبه، فهو يشعر بشيء ما. عندما ينتابك هذا الشعور، يرتجف قلبك وتبدأ في الشعور بأنك مهتمًا بالحق. لماذا هذا الاهتمام؟ لأنك بحاجة إلى الحق. فبدون الحق، وعند تهذيبك، لا يمكنك الخضوع للحق أو قبوله ولا يمكنك الثبات عند اختبارك. إذا أصبحت قائدًا، فهل سيمكنك تجنُّب أن تكون قائدًا كاذبًا وأن تسلك طريق ضد المسيح؟ لن تتمكن من ذلك. هل يمكنك التغلب على شعور المكانة وثناء الآخرين عليك؟ هل يمكنك التغلب على المواقف التي تصادفك والغوايات التي تمر بها؟ أنت تعرف نفسك وتفهمها جيدًا، وستقول: "إذا لم أفهم الحق، فلا يمكنني التغلب على هذا كله. فأنا تافه ولا يمكنني فعل شيء". أي نوع من العقلية هذه؟ إنه الاحتياج إلى الحق. عندما تكون في احتياج شديد وتكون في أوج يأسك، فلن ترغب إلا في الاتكال على الحق. سوف تشعر أنه لا يمكن الاتكال على أي شخص آخر، وأن الاتكال على الحق وحده يمكن أن يحل مشكلاتك، ويجعلك تتجاوز التهذيب والتجارب والغوايات، ويساعدك على تجاوز أي موقف. وكلما زاد اتكالك على الحق، زاد شعورك بأن الحق صالح ومفيد وذا عون كبير لك، ويمكنه حل جميع مشكلاتك. في هذه المرحلة، ستبدأ بالتوق إلى الحق. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، هل تبدأ شخصيتهم الفاسدة في التراجع أو التغيير شيئًا فشيئًا؟ من اللحظة التي يبدأ فيها الناس فهم الحق وقبوله، تبدأ نظرتهم للأمور في التغيُّر، وبعد ذلك تبدأ شخصياتهم أيضًا في التغيُّر. هذه عملية بطيئة. في المراحل المبكرة، لا يتمكن الناس من إدراك هذه التغييرات الصغيرة، ولكن عندما يفهمون الحق فعلًا ويتمكنون من ممارسته، تبدأ تغييرات أساسية ويتمكنوا من الشعور بمثل هذه التغييرات. ومن اللحظة التي يبدأ فيها الناس في التوق إلى الحق، والتوق لربحه، والرغبة في السعي إلى الحق، ومنها إلى اللحظة التي يصيبهم فيها شيء، فإنهم، وبناءً على فهمهم للحق، يتمكنون من تطبيق الحق وإرضاء مقاصد الله وعدم التصرف وفقًا لإرادتهم الخاصة، والتغلب على دوافعهم وتكبُّرهم وتمردهم وعنادهم وقلوبهم الخائنة، ثم شيئًا فشيئًا، ألا يصبح الحق حياتهم؟ وعندما يصبح الحق هو حياتك، تتوقف الشخصيات المتكبرة والمتمردة والعنيدة والخائنة في داخلك عن أن تكون هي حياتك، ولا تتمكن من السيطرة عليك بعد ذلك. وما الذي يُوجِّه سلوكك في هذا الوقت؟ كلام الله. عندما أصبح كلام الله حياتك، هل طرأ تغيير؟ (نعم). وبعد ذلك، كلما تغيَّرت كلما تحسنت الأمور. هذه هي العملية التي تتغير بها شخصيات الناس، وتحقيق هذا التأثير يستغرق وقتًا طويلًا.

تعتمد المدة التي تستغرقها تغييرات الشخصية على الشخص، فلا يوجد إطار زمني محدد لذلك. إذا كان الشخص يحب الحق ويسعى إليه، فسوف تُرى التغييرات في شخصيته خلال سبع أو ثماني أو عشرة أعوام. وإذا كان ذو مستوى قدرات متوسط، وكان يرغب أيضًا في السعي إلى الحق، فقد يستغرق الأمر حوالي خمسة عشر أو عشرين عامًا قبل أن تُلاحَظ تغييرات في شخصيته. الأمر الأساسي هو عزم الشخص على السعي إلى الحق ومدى بصيرته، فهذان هما العاملان الحاسمان. كل نوع من أنواع الشخصية الفاسدة موجود في كل شخص بدرجات متفاوتة، وهي كلها طبيعة الإنسان وجميعها متجذرة بعمق. ومع ذلك، يمكن تحقيق درجات متفاوتة من التغيير في كل شخصية من خلال السعي إلى الحق وممارسته، وقبول دينونة الله وتوبيخه، وتهذيبه، وقبول تجارب الله وتنقيته. يقول بعض الناس: "إذا كان الأمر كذلك، أليست تغييرات الشخصية مسألة وقت فحسب؟ عندما يحين الوقت، سوف أعرف ما هي التغييرات في الشخصية وسأكون قادرًا على الدخول". هل هذا هو الحال؟ (بالتأكيد لا). إذا كان الوقت هو كل المطلوب لتحقيق تغييرات في الشخصية، فبطبيعة الحال، لا بد أن يكون جميع من آمنوا بالله طوال حياتهم قد حققوا تغييرات في شخصيتهم. ولكن هل تجري الأمور هكذا؟ هل ربح هؤلاء الناس الحق؟ هل حققوا تغييرات في شخصياتهم؟ لم يحققوا. فالناس الذين يؤمنون بالله كثيرون كعدد شعر الثور، أما أولئك الذين تغيرت شخصياتهم فنادرون مثل آحادي القرن. لكي تتغير شخصيات الناس فعلًا، يجب أن يعتمدوا على السعي إلى الحق لتحقيق ذلك، ويصيروا كاملين بالاعتماد على عمل الروح القدس. تتحقق التغييرات في الشخصية من خلال السعي إلى الحق. من ناحية، يجب أن يدفع الناس ثمنًا، ثمنًا لسعيهم إلى الحق، ولا يُستهان بالقدر المبذول من المشقة لربح الحق. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يُصادق الله عليهم كأشخاص صالحين، طيبي القلب، ومحبين لله حقًا حتى يعمل الروح القدس ويُكمِّلهم. لا غِنى عن تعاون الناس، ولكن ربح عمل الروح القدس أهم بكثير. إذا لم يسعَ الناس إلى الحق أو يحبونه، وإذا لم يعرفوا أبدًا كيف يراعون مقاصد الله، ناهيك عن محبتهم لله، وإذا لم يشعروا بأي مسؤولية تجاه عمل الكنيسة ولا محبة الآخرين، وإذا لم يكن لديهم على وجه الخصوص إخلاص في أداء واجبهم، فهم إذًا ليسوا أحباء الله ولا يمكن أن يكمِّلهم الله أبدًا. لذلك، يجب على الناس ألا يُصدروا أقوالًا طائشة، بل يجب أن يفهموا مقاصد الله. بغض النظر عما يقول الله أو يفعله، يجب أن يقدروا على الخضوع و حماية عمل الكنيسة، ويجب أن تكون قلوبهم سليمة، وحينها فقط يمكن للروح القدس أن يعمل. إذا أراد الناس السعي ليُكمِّلهم الله، فيجب أن يكون لديهم قلب يحب الله ويخضع له ويتقيه، وعند أداء واجبهم يجب أن يكونوا مخلصين لله و أن يرضوه. حينها فقط يمكنهم ربح عمل الروح القدس. عندما يعمل الروح القدس في الناس، فسوف يستنيرون عند قراءة كلام الله، وسيكون لديهم طريق لممارسة الحق والمبادئ عند أداء واجبهم، وسيهديهم الله في الضيقات، وتنعم قلوبهم بالفرح والسلام مهما عانوا. وبينما يخضعون لتوجيه الروح القدس بهذه الطريقة لمدة عشرة أعوام أو عشرين عامًا، سوف يتغيرون دون حتى أن يلاحظوا ذلك. كلما كان التغيير أسرع، كان السلام أسرع؛ وكلما كان التغيير أسرع، شعروا بالسعادة أسرع. لن يجد الناس السلام والفرح الحقيقيين إلا عندما تتغير شخصياتهم، حينها فقط يمكنهم أن يعيشوا حياة سعيدة حقًا. أما هؤلاء الذين لا يسعون إلى الحق فليس لديهم سلام أو فرح روحي، وتزداد أيامهم فراغًا، ويصعب عليهم تحمُّلها. أما من يؤمن بالله ولكن لا يسعى إلى الحق، فأيامه مليئة بالألم والمعاناة. وهكذا، عندما يؤمن الناس بالله، فلا شيء أهم من ربح الحق. فربح الحق هو ربح الحياة، وكلما كان ربح الحق مبكرًا كان ذلك أفضل. بدون الحق، تكون حياة الناس فارغة. ربح الحق هو أن يجد الناس السلام والفرح، وهو القدرة على العيش أمام الله، والاستنارة والهداية والتوجيه بعمل الروح القدس، وسيزيد النور في قلوبهم، وينمو إيمانهم بالله أكثر من ذي قبل. هل أصبح الآن الحق وارتباطه بتغيير الشخصية أوضح لك الآن؟ (نعم، الآن فهمنا). إن كان هذا واضحًا لك بالفعل، فأنت على الطريق الصحيح وتعرف كيف تنجح في السعي إلى الحق.

28 أبريل، 2017

السابق:  لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة

التالي:  ما هو واقع الحق؟

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger