مسؤوليات القادة والعاملين (22)

في المرة السابقة، عقدنا شركة عن المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين: "البند الثالث عشر: حماية شعب الله المختار من الاضطراب، والتضليل، والسيطرة، والأذى الشديد من قبل أضداد المسيح، وتمكينهم من تمييز أضداد المسيح ونبذهم من قلوبهم". والآن، لنُراجع: ما البنود المحددة المتعلقة بالمحتوى المحدد للمسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين التي عقدنا شركة حولها؟ (عقدنا شركة حول خمسة بنود: الكشف، والتهذيب، والتشريح، والتقييد، والمراقبة). هذه البنود الخمسة هي المهام المحددة التي تنطوي عليها هذه المسؤولية المنوطة بالقادة والعاملين؛ إنها المهام المحددة التي يتعين على القادة والعاملين الاضطلاع بها فيما يتعلق بأضداد المسيح. إذًا، ما هي المظاهر التي يتسم بها القادة الكذبة إزاء هذه المهام؟ هل عقدنا شركة أيضًا حول بعض التفاصيل في المرة السابقة؟ (نعم). تتجلى مظاهر القادة الكذبة فيما يلي: أولًا، خوفهم من الإساءة إلى الناس فلا يجرؤون على إخراج أضداد المسيح أو طردهم. ثانيًا، عدم قدرتهم على تمييز أضداد المسيح. ثالثًا، التصرُّف كمظلة حامية لأضداد المسيح. رابعًا، عدم مسؤوليتهم تجاه شعب الله المختار. كيف يبدو عدم المسؤولية؟ عند مواجهة اضطرابات أضداد المسيح وتضليلهم، يعجز القادة الكذبة عن حماية الإخوة والأخوات، ولا يكشفون الأعمال الشريرة لأضداد المسيح، ولا يكشفون مُخطَّطات الشيطان، ولا يعقدون شركة حول الحق لمساعدة الإخوة والأخوات على تمييز أضداد المسيح؛ إنهم لا يؤدون مثل هذا العمل. بالإضافة إلى ذلك، فيما يخص صغار القامة والذين يفتقرون إلى التمييز ويضللهم أضداد المسيح، لا يقتصر الأمر على فشلهم في القيام بأيّ عملٍ إصلاحي، بل إنهم يتفوهون أيضًا بعباراتٍ غير إنسانية مثل: "لقد استحقوا ذلك". هذا مظهر محدد لعدم المسؤولية، يشير إلى أن القادة الكذبة ليس لديهم أي شعور بالعبء تجاه عمل الكنيسة. هذه المظاهر هي أفعال وأساليب محددة للقادة الكذبة عندما يضلل أضداد المسيح شعب الله المختار ويزعجونهم. أما موقفهم المحدد تجاه هذا العمل فهو عدم المسؤولية وعدم الإخلاص؛ إذ يختلقون شتى الأعذار ويستخدمون أساليب متنوعة لإعطاء أضداد المسيح الضوء الأخضر، مُتصرِّفين كمظلة حامية لهم، بينما يفشلون في حماية عمل الكنيسة وحقوق شعب الله المختار ومصالحهم. لو استطاع القادة الكذبة أن يعالجوا فورًا مشكلات مثل إزعاج أضداد المسيح لشعب الله المختار وتضليلهم وسيطرتهم عليهم وإلحاق الأذى الشديد بهم، ثم تقييد أضداد المسيح وعزلهم وإخراجهم أو طردهم، لنالَ شعب الله المختار أكبر قدر من الحماية. ومع ذلك، فهم، كقادة، غير مؤهلين لهذا العمل. من منظور معين، يمكن القول إنهم يحمون أضداد المسيح سرًا ويُمهِّدون لهم الطريق، ما يمكنهم من مواصلة تضليل شعب الله المختار والسيطرة عليهم وإلحاق الأذى الشديد بهم، وإزعاج حياة الكنيسة الطبيعية وأداء شعب الله المختار لواجبهم. هذه هي المظاهر المختلفة للقادة الكذبة.

البند الرابع عشر: تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور ثم إخراجهم أو طردهم (الجزء الأول)

بعد أن انتهينا من الشركة المعقودة عن المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين، سنعقد اليوم شركة عن المسؤولية الرابعة عشرة. يتشابه محتوى المسؤولية الرابعة عشرة في بعض جوانبه مع المسؤولية الثالثة عشرة؛ فالعمل المحدد الذي يتعين على القادة والعاملين القيام به في المسؤولية الرابعة عشرة لا يتعلق فقط بأضداد المسيح، بل يشمل أيضًا مختلف الأشرار، ما يجعل نطاقه أوسع من المسؤولية الثالثة عشرة. قبل عقد شركة عن المسؤولية الرابعة عشرة، لنقرأ محتواها أولًا. (المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين: "البند الرابع عشر: تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور ثم إخراجهم أو طردهم"). هذه الجملة ليست طويلة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل المحدد الذي يتعين على القادة والعاملين القيام به، فالأمر ليس بهذه البساطة التي يبدو عليها ظاهريًا. ما مسؤوليات القادة والعاملين المذكورة في هذه الجملة بالضبط؟ من هم المستهدفون بالعمل الذي يتعين على القادة والعاملين أن يؤدوه؟ (مختلف الأشرار وأضداد المسيح). ما العمل المحدد الذي يجب القيام به؟ (تمييزهم على الفور. وبمُجرَّد تمييزهم، أخرِجوهم أو اطردوهم). تمييز فوري، دون تسويف؛ فبمجرد تحديد العلامات، يجب إصدار أحكام وتوصيفات دقيقة لهم، يتبعها التعامل مع الأفراد المعنيين بإخراجهم. في الواقع، يتكوَّن العمل المُحدَّد الذي يتعين على القادة والعاملين القيام به من مهمتين اثنتين: تمييز الناس وحلّ المشكلات. ظاهريًا، يبدو الأمر بهذه البساطة: أولًا التمييز، ثم إيجاد الحلول والتدابير على الفور، مُستهدِفين مختلف الأشرار وأضداد المسيح الذين يطلب بيت الله إخراجهم أو طردهم. من هذا المنظور، يبدو من السهل على القادة والعاملين القيام بهذا العمل جيدًا وتتميم هذه المسؤولية، دون صعوبة كبيرة، لأن بيت الله قد عقد سابقًا شركات مستفيضة عن تفاصيل تمييز مختلف الناس وإخراجهم، وقد قيل الكثير في هذا الشأن. ظاهريًا، يبدو العمل الذي تنطوي عليه المسؤولية الرابعة عشرة مشابهًا في بعض جوانبه للمحتوى المُحدَّد للمسؤوليتين الثانية عشرة والثالثة عشرة اللتين عُقدت شركة عنهما سابقًا، ولكن في المسؤولية الرابعة عشرة، لا يقتصر المُستهدَفون بالعمل الذي يقوم به القادة والعاملون على أضداد المسيح فحسب، بل يشمل أيضًا مُختلف الأشرار. وهذا يُوسِّع النطاق ليشمل أنواعًا مُختلفة من الأشرار، ما يتطلَّب شركة منهجية ومُحدَّدة. ونظرًا لأن الأمر لا يتعلَّق بمظاهر نوع واحد من الأشرار، بل بأنواعٍ مُختلفة، فعند عقد شركة عن المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين، سنُركِّز على تحديد المُستهدَفين بهذا العمل. هذا أحد الجوانب. بالإضافة إلى ذلك، فإن كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص – سواء بتقييدهم، أو بعزلهم، أو بإخراجهم، أو بطردهم – هو ما سنعقد شركة عنه بالتفصيل لاحقًا.

ما هي الكنيسة

قبل عقد شركة مُفصَّلة عن هذا العمل، لنعقد أولًا شركة عن موضوعٍ جانبي. قد يكون هذا الموضوع الجانبي معروفًا لكم جيدًا، أو ربما يكون موضوعًا ليس لديكم فهم مُحدَّد له. ما هذا الموضوع؟ إنه سؤال "ما هي الكنيسة؟" كيف يبدو هذا الموضوع؟ قد يقول بعض الناس: "أنت تعقد شركة عن مسؤوليات القادة والعاملين، لذا فلتعقد فقط شركة بشكلٍ مُحدَّد عن ذلك. لماذا تعقد شركة عن ماهية الكنيسة؟ هل الأمر له صلة بهذا الموضوع؟" ظاهريًا، قد يبدو غير ذي صلة، وقد يقول البعض حتى: "هذا موضوع غير ذي صلةٍ إطلاقًا. لماذا تطرحه للشركة؟" بغض النظر عما تُفكِّرون فيه، ضعوا هذه الأفكار جانبًا وتفكَّروا أولًا في ماهية الكنيسة. فما إن تُعقَد شركة بوضوح حول تعريف هذه الكلمة، مُسمَّى "الكنيسة"، ستعرفون لماذا نعقد شركة عن هذا الموضوع.

1. أفهام عديدة للكنيسة

إنَّ عقد شركة عن ماهية الكنيسة يعني تقديم شرحٍ واضحٍ ودقيقٍ لمُسمَّى "الكنيسة"؛ يعني إيصال التعريف المُحدَّد والدقيق لمصطلح "الكنيسة". أولًا، يمكنكم مناقشة كيف تفهمون مصطلح "الكنيسة"، وتستوعبونه. ما هي الكنيسة؟ لنبدأ بالشرح النظري ثم ننتقل إلى تعريفٍ أكثر تحديدًا وعمليًا نسبيًا. (فهمي هو أن المكان الذي يجتمع فيه الإخوة والأخوات الذين يؤمنون بالله بإخلاصٍ، ويسعون إلى الحق لعبادة الله هو ما يُطلَق عليه اسم كنيسة). هذا التعريف يشير إلى أيّ نوع من الأماكن تكون عليه الكنيسة؛ فهي في الأساس كيان مادي ملموس. هذا تعريف نظري. هل ثمّة أي أوجه لعدم الدقة فيه؟ من الناحية النظرية، هذا التعريف مقبول. من يمكنه أن يضيف المزيد؟ (سأضيف القليل. بسبب ظهور الله وعمله، وتعبيره عن الحق، ثمّة مجموعة من الناس يتبعون الله؛ فالجماعة التي يُشكِّلونها تُسمَّى كنيسة). هذا التعريف يصف أيّ نوعٍ من الجماعات هي الكنيسة. هذا أيضًا تعريف رسمي ونظري. (سأضيف أن هذه المجموعة من الناس تحظى بعمل الروح القدس، وعندما يجتمعون لقراءة كلام الله، تكون ثمّة استنارة من الروح القدس، ويكونون قادرين على ممارسة الحق والنمو في الحياة. الكنيسة هي اجتماع لمثل هؤلاء الأشخاص). هذه الإضافة إلى تعريف الكنيسة تصف إلى أيّ نوعٍ من الاجتماعات تنتمي – والعامل المُحدِد لهذا الاجتماع هو أكل كلام الله وشربه، والحصول على عمل الروح القدس، والنمو في الحياة. هذا أيضًا في الأساس تعريف رسمي ونظري للكنيسة. هل ثمّة أيّ إضافات أخرى؟ (إنها مجموعة من الناس تتخذ كلام الله مبدأً للممارسة، ويحكمها الحقّ والمسيح. هذه المجموعة يمكنها أن تختبر عمل الله، وتقبل الحق، وتنمو في الحياة، وتُخلَّص. مثل هذه المجموعة هي ما يُطلق عليه اسم كنيسة). هذه "المجموعة" مُطابقة لـ "الجماعة" المذكورة للتوّ. هل ثمّة أيّ إضافات أخرى؟ إذا لم يكن لديكم أيّ إضافات أخرى، فيمكنكم تكرار الأفهام الأربعة المذكورة أعلاه؛ أيّ، ما هو بالضبط التعريف الذي فكَّرتَ فيه للكنيسة منذ بداية إيمانك بالله وحتى الآن. إن تعريفها نظريًا ينبغي أن يكون سهلًا، أليس كذلك؟ على سبيل المثال، جماعة من الناس يتبعون الله ويعبدونه بإخلاصٍ يمكن أن تُسمَّى كنيسة؛ أو المجموعة التي تتبع مشيئة الله، وتسعى إلى الخضوع لله، وتعبد الله يمكن أن تُسمَّى كنيسة؛ أو المجموعة التي تحظى بعمل الروح القدس، وإرشاده، وحضور الله، وهي قادرة على عبادة الله، فيمكن أن تُسمَّى كنيسة. أليست هذه تعريفات نظرية للكنيسة؟ (بلى). أنتم جميعًا تفهمون محتوى هذه العوامل المُحدِدة في تعريف الكنيسة وتعرفونها، أليس كذلك؟ (بلى). إذًا، كرِّروها. (الكنيسة تشير إلى جماعة من الناس الذين يؤمنون بالله بإخلاصٍ ويتبعون المسيح. الكنيسة الحقيقية تحظى بعمل الروح القدس، وإرشاد الله؛ فيحكمها المسيح والحقّ، وهي المكان الذي يأكل فيه أتباع الله كلام الله ويشربونه، ويختبرون عمل الله، ويحظون بدخول الحياة. هذه كنيسة حقيقية. الكنيسة تختلف عن الجماعات الدينية. الكنيسة لا تنخرط في طقوس دينية أو أشكال خارجية لعبادة الله). هذا هو بالأساس التعريف النظري للكنيسة. على سبيل المثال، تعريف الكنيسة بأنها مكان يجتمع فيه الأشخاص الذين دعاهم الله، أو تعريف الكنيسة على أنها جماعة من الناس الذين يؤمنون بالله بإخلاصٍ ويتبعونه ويخضعون له ويعبدونه، أو تعريف الكنيسة على أنها تجمُّع للأشخاص الذين دعاهم الله، وما إلى ذلك؛ هذه التسميات تعكس بعض الأفهام أو التعريفات الأساسية للكنيسة من قبل مُختلف مجموعات المؤمنين. دعونا لا نخوض في كيفية تعريف مُختلف الطوائف والمذاهب للكنيسة بالضبط؛ فبالنسبة لنا نحن الذين نتبع الله، ما تعريف الكنيسة؟ إنها ليست أكثر من مجموعة من الناس الذين يؤمنون بالله بإخلاص، ويحظون بعمل الروح القدس، وإرشاد الله، ويمكنهم أن يأكلوا كلام الله ويشربوه، ويسعوا إلى الحق، ويسعوا إلى الخضوع لله، ويعبدوا الله. سواء عُرِّفت كمكان، أو جماعة، أو تجمُّع، أو مجموعة، أو مجتمع، أو أيّ شيء آخر – أيًا كان المصطلح المستخدم – فإن العوامل المُحدِدة للتعريف هي بالأساس هذه العوامل. وبالنظر إلى فهم الناس الأساسي للكنيسة، ومن خلال الصفات المُحدِّدة التي تستخدمونها لتعريف مُسمَّى "الكنيسة"، من الواضح أنه ما إن يتبع الناس الله ويفهموا بعض الحقائق، فإن فهمهم للكنيسة هو أنها لم تعد مجتمعًا عاديًا أو مجموعة عادية. بل إنها مرتبطة بالإيمان الصادق بالله، وقراءة كلام الله، والحصول على عمل الروح القدس، والقدرة على الخضوع لله وعبادته، أو بجوانب تتعلَّق بدخول الحياة، وتغيير الشخصية، وتقديم الشهادة لله، وغيرها. وبالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، فبعد أن بدأ الله في القيام بعمله، فقد اكتسب مُسمَّى "الكنيسة" في قلوب معظم الناس فهمًا واستيعابًا أعمق وأكثر تحديدًا، فهمًا أكثر توافقًا مع مفهوم الله للكنيسة. لم تعد شيئًا بسيطًا مثل مبنى، أو مجتمع بمفهومه الاجتماعي، أو قسم، أو مؤسسة، أو أيّ شيء آخر؛ بل إنها مرتبطة بأشياء مثل الإيمان بالله، وكلام الله، والحقّ، وعبادة الله.

2. قيمة وجود الكنيسة والعمل الذي تقوم به

أما بالنسبة للمفهوم والتعريف المُحدَّدين للكنيسة، فلن نتعجَّل في استخلاص النتائج الآن. بعد أن يتكوَّن لديكم مفهوم أساسي لمُسمَّى "الكنيسة" أو تعريفها، هل أنتم واضحون بشأن أمورٍ مثل قيمة وجود الكنيسة، والعمل الناتج عن وجودها، والدور الذي تلعبه بين الناس؟ وهل محتوى هذه الجوانب يتعلَّق أيضًا بتعريف الكنيسة؟ ببساطة، ما تقوم به الكنيسة هو قيمة وجودها. خذوا منزلًا على سبيل المثال؛ ما الغرض من هذا المنزل؟ ما قيمته وأهميته للأشخاص الذين يعيشون فيه ويستخدمونه؟ على أقل تقدير، إنه يوفر مأوى من الريح والمطر، وهذه إحدى قيمه؛ وقيمة أخرى هي أنه عندما تكون منهكًا ومتعبًا وليس لديك مكان تذهب إليه، يكون البيت مكانًا يمكنك أن تستريح وتبقى فيه في سلام ورضا. هذا المنزل يُسمَّى بيتًا، ولكن ما وظيفته بالنسبة لك؟ إنه يُوفِّر مأوى من الريح والمطر، ويوفر الراحة، والاسترخاء، والقدرة على الاستمتاع بالحرية، وما إلى ذلك؛ هذه الوظائف هي قيمة هذا المنزل بالنسبة لك. والآن، مرّة أخرى، ما دور الكنيسة؟ ما قيمة وأهمية تكوينها ووجودها؟ ببساطة، ما الذي تفعله الكنيسة، وما الدور الذي تلعبه؟ هل أنتم واضحون بشأن هذا؟ ما العمل المُحدَّد أو ما نوع العمل الذي يجب أن تقوم به الكنيسة، وما الذي يجب أن يشمله نطاق عملها، حتى تُسمَّى كنيسة، وحتى يكون هذا العمل هو ما يجب أن تقوم به الكنيسة الحقيقية؟ هذا بعض المُحتوى المُحدَّد الذي ينبغي عقد شركة عنه فيما يتعلَّق بتعريف الكنيسة. أولًا، ما العمل الذي تقوم به الكنيسة بالضبط؟ (بشكلٍ رئيس، إنها تُروِّج كلام الله، وتشهد لعمل الله، وتنشر الإنجيل، ما يسمح لمزيد من الناس بالمجيء أمام الله وقبول خلاصه). هل هذه مهمة مُحدَّدة؟ (نعم). هذه هي أهمية وجود الكنيسة وإحدى المهام المُحدَّدة التي يجب القيام بها، ولكنها ليست كلّ شيء. إن ترويج كلام الله والشهادة لعمل الله مهمة مُحدَّدة. مَنْ المسؤول عن هذه المهمة؟ إنه فريق الإنجيل الحالي. ما الأعمال الأخرى التي تقوم بها الكنيسة؟ (تنظيم الإخوة والأخوات للاجتماع معًا، وأكل كلام الله وشربه، وعقد شركة عن كلام الله، ما يُمكِّنهم من فهم الحق باستمرار والقيام بواجباتهم بشكلٍ طبيعي). هذه المهمة المُحدَّدة هي قيادة الناس لأكل كلام الله وشربه، وفهم الحق، والقيام بواجباتهم بشكلٍ طبيعي. إن ترويج كلام الله مهمة رئيسة وهامّة للكنيسة. وقيادة الناس لأكل كلام الله وشربه، وفهم الحق، والقيام بواجباتهم بشكلٍ طبيعي هو العمل الجوهري للكنيسة؛ فهذا مُوجَّه داخليًا. هاتان المهمتان، واحدة خارجية وواحدة داخلية، هما العمل الناتج عن وجود الكنيسة. يمكن القول أيضًا إنهما مهمتان من المهام المهمة التي يجب أن تؤديها الكنيسة. هل ثمّة أيّ مهام أخرى؟ (مهمة أخرى هي قيادة الناس لاختبار دينونة الله حتى يتطهَّروا ويُحقِّقوا تغييرًا في الشخصية). هذه مهمة داخلية مُحدَّدة للكنيسة. كلّ هذه المهام التي ذكرتموها هي في الأساس مهام تمثيلية. إن اختبار عمل الله، مثل اختبار مُختلف البيئات، واختبار الدينونة، والتوبيخ، والتهذيب، وما إلى ذلك، وتحقيق تغيير الشخصية في نهاية المطاف، ونيل الخلاص، هو مهمة مُحدَّدة. هذا هو الأثر والتأثير الذي يُحدثه تكوين الكنيسة ووجودها على الناس. إن عمل ترويج كلام الله والشهادة لله لا يضطلع به فريق الإنجيل فحسب؛ بل يُنجَز أيضًا من خلال مُختلف مقالات الشهادات الاختبارية، والترانيم، ومختلف مقاطع الفيديو والأفلام، وما إلى ذلك، وهي أيضًا المحتويات والمشاريع المُحدَّدة المُضمنة في عمل ترويج كلام الله. إضافة إلى ذلك، ثمّة مهام ذات صلة بحياة الكنيسة: أكل كلام الله وشربه لفهم الحق، والقدرة على الخضوع لله ومعرفة الله، واختبار عمل الله ومُختلف البيئات التي يُرتِّبها الله أثناء عملية القيام بالواجبات وذلك لتحقيق تغيير في الشخصية ونيل الخلاص. هذه مهام عديدة تُنتَج على أساس وجود الكنيسة بعد تكوينها. إلى جانب هذه المهام الرئيسة، هل ثمّة أيّ مهام ثانوية؟ ما المهام الثانوية؟ إنها تشير إلى أعمال غير مهمة أو أعمال الشؤون العامّة، والتي لها أيضًا، مع ذلك، بعض المنافع لشعب الله المُختار في سعيهم إلى الحق وقيامهم بواجباتهم؛ يمكن لهذه الأعمال أن تؤثر بشكلٍ إيجابي على نمو حياة الناس وتحويل وجهات نظرهم تجاه الأمور. في ظروفٍ خاصّة، هل تُعدّ أعمال الشؤون العامة المُتعلِّقة ببقاء الناس الجسدي، والتي تنشأ عن عمل الكنيسة أعمالًا ضرورية للكنيسة؟ على سبيل المثال، الزراعة، وتربية الماشية، وغيرها من الأنشطة التي تُوفِّر بعض الطعام الضروري لأولئك الذين يقومون بواجباتهم؛ هل تُعتبر هذه أعمالًا جوهرية للكنيسة؟ (كلا). وماذا عن توفير أجهزة الكمبيوتر والمعدات وغيرها من الأشياء لأولئك الذين يقومون بواجباتهم؛ هل تُعدّ هذه أعمالًا جوهرية للكنيسة؟ (لا). إذًا، إلامَ يشير العمل الجوهري للكنيسة؟ هذا يتعلَّق بتعريف الكنيسة. تعريفاتكم السابقة للكنيسة كانت جيّدة؛ لقد كنتُ راضيًا عنها تمامًا لأن العوامل المُحدِدة في تعريفاتكم مرتبطة بحقائق أسمى مثل دخول الناس في الحياة، وإيمانهم الحقيقي بالله واتباعهم له، ومعرفة الله، وحتى تغيير الشخصية، والخضوع لله، وعبادة الله. في ضوء هذه النقطة، فإن وجود الكنيسة ليس مُطلقًا من أجل الأمور المُتعلقة بحياة الناس الجسدية ومصالحهم، مثل إبقائهم دافئين ومُطعمين، والحفاظ على صحتهم، أو الاهتمام بآفاقهم المستقبلية. الكنيسة ليست موجودة لدعم بقاء الناس الجسدي أو للسماح للناس بالتمتُّع بحياة الجسد بشكل أفضل. يقول بعض الناس: "هذا ليس صحيحًا. إن حياتنا الجسدية وبقائنا مذكوران في كلام الله، الذي يخبرنا أن نتعلَّم بعض الفنون الحديثة والمعارف حول الحفاظ على الصحة. أليست هذه مرتبطة ببقائنا؟" هل تُعتبر هذه الأشياء هي العمل الجوهري للكنيسة؟ (كلا). بما أن الكنيسة تتألَّف من مؤمنين بالله، وحياة الناس تشمل بطبيعة الحال الطعام، والملبس، والمأوى، والمواصلات، والضروريات اليومية، فإن الكنيسة تساعد الناس في معالجة هذه القضايا بشكل عَرَضي. ومع معالجتها، يُفكِّر الناس: "الكنيسة مسؤولة أيضًا عن احتياجاتنا اليومية. هذا هو العمل المنتظم للكنيسة وعملها الجوهري". أليس هذا سوء فهم؟ (بلى). ما الذي يُسبِّب سوء الفهم هذا؟ (إنهم ليسوا واضحين بشأن ماهية العمل الجوهري للكنيسة). لماذا لا يزالون غير واضحين بشأن هذا حتى الآن؟ أليست ثمّة مشكلة في استيعابهم؟ (بلى). لماذا توجد مشكلة في استيعابهم؟ هذه مسألة تتعلَّق بمستوى القدرات. في نهاية المطاف، الأمر يتعلَّق بضعف مستوى القدرات.

فيما يتعلَّق بالعمل الجوهري للكنيسة، ذُكرت للتوّ ثلاثة بنود: الأول هو تقديم الشهادة لكلام الله والترويج له. والآخر هو قيادة الناس لأكل كلام الله وشربه، والدخول إلى واقع كلام الله، ومساعدة الناس على فهم الحق، وممارسة كلام الله، والقيام بواجباتهم بشكلٍ أفضل. والثالث هو قيادة الناس لاختبار عمل الله، واختبار سيادة الله، والتخلُّص من شخصيتهم الفاسدة لتحقيق تغيير في الشخصية بناءً على فهم كلام الله. كلّ هذه الأمور تهدف إلى أن ينال الناس الخلاص. هذه البنود الثلاثة مُلخَّصة تلخيصًا جيّدًا؛ فهي العمل الذي يجب على الكنيسة القيام به، وقيمة وأهمية وجودها للبشرية، ولأعضاء الكنيسة، ولشعب الله المُختار. ولكن هذا ليس شاملًا بما فيه الكفاية. فإلى جانب هذه المهام الجوهرية، فكِّروا مرّةً أخرى في المنافع الجوهرية الأخرى التي يكتسبها الناس بخلاف اختبار هذا العمل الذي تؤديه الكنائس. (يتعلَّم الناس تمييز مُختلف الأشخاص، والأحداث، والأشياء). إن تمييز مُختلف الأشخاص، والأحداث، والأشياء قريب إلى حدٍّ ما؛ فهو مرتبط بالعمل الجوهري للكنيسة. عندما نتحدَّث عن العمل الجوهري، فإننا نتحدَّث عن المهام التمثيلية. ما عقدنا شركة عنه للتوّ هو المكاسب الإيجابية التي يُحقِّقها الناس، أو بعض الأعمال التي تقوم بها الكنائس والتي ينخرط فيها الناس أو يختبرونها. إلى جانب هذه المهام الجوهرية، ثمّة قيمة أخرى لوجود الكنيسة وهي مساعدة الناس على فهم البشرية، والعالم، وتأثير الظلام. هل هذه مهمة جوهرية للكنيسة تتجاوز المهام الثلاث التي عقدتم شركة عنها؟ هل هذه مهمة مُحدَّدة؟ (نعم). مقارنة بالمهام الثلاث الأولى، تُعتبر هذه مهمة ثانوية. لماذا تُعتبر ثانوية؟ لأنها نتيجة يُحقِّقها الناس من خلال اختبار المهام الثلاث الأولى؛ فهي تتحقَّق من خلال اختبار عمل الله، وأكل كلام الله وشربه، وفهم الحق، وفهم شخصية المرء الفاسدة، ومعرفة الله. والنتيجة هي أن الناس يصلون إلى فهم هذه البشرية الخبيثة، وهذا العالم المظلم، وتأثير الظلام. هل تحقَّقت هذه النتيجة جزئيًا الآن؟ (نعم). أليست هذه هي قيمة وجود الكنيسة؟ أليست هذه وظيفة وتأثيرًا يجب أن يكون لوجود الكنيسة بالنسبة لأولئك الذين يتبعون الله؟ (بلى). من ناحية، إن لها هذا التأثير الموضوعي؛ وإضافة إلى ذلك، تقوم الكنائس أيضًا بهذا العمل بإيجابية ونشاط. ما المشاريع المُحدَّدة التي ينطوي عليها هذا العمل؟ على سبيل المثال، الأفلام التي تتناول اختبار شعب الله المُختار للاعتقال والتعذيب؛ فمن ناحية، هذه شهادات يُنتجها أولئك الذين يتبعون الله عندما يعانون من اضطهاد الشيطان الوحشي؛ ومن ناحية أخرى، فإنها تكشف كيف تُقاوم هذه البشرية الخبيثة، وهذا العالم المُظلم، والتأثيرات المظلمة اللهَ والحقّ وتدينهما، وكذلك الطرق المُختلفة التي تضطهد بها بوحشية أولئك الذين يتبعون الله. أثناء كشف هذه الأمور، تُساعد الأفلام الناس على فهم البشرية، والعالم، وتأثير الظلام من هذا المنظور. يقول بعض الناس: "ماذا تعني بـ "فهم البشرية والعالم"؟" ماذا تعتقدون جميعًا بشأن ما يعنيه هذا؟ (فهم ظلمة البشرية والعالم وخبثهما، وكذلك فهم جوهر كون البشرية جمعاء أعداء لله). هذا صحيح. إنه يعني فهم خبث البشرية وظُلمتها، وفهم الوجوه القبيحة للبشرية جمعاء وحقيقتها بوصفها أعداء لله. إن مقاطع الفيديو التي تتناول التعذيب أو الشهادات الاختبارية الشخصية هي أمثلة مُحدَّدة لهذا العمل الذي تقوم به الكنائس. إضافة إلى ذلك، كشف الثقافة التقليدية، ووجهات النظر الأخلاقية البشرية، وأفكار مجموعات عرقية أو أجناس مُعيَّنة، وكذلك المذاهب التقليدية للطاوية والكونفوشيوسية في الصين، وبعض الحقائق الزائفة، وقواعد الأسرة والتربية التي تُقيِّد الناس وتحصر أفكارهم؛ ما الغرض من كشف هذه الأشياء؟ تحت أيّ فئة من العمل يندرج هذا؟ أليس المحتوى الذي شرَّحته سابقًا في قصة "النوم على الشوك ولعق العلقم" جزءًا من فهم العالم، والبشرية، وتأثير الظلام؟ (بلى). هذا مثال على المحتوى المُحدَّد لهذا العمل. لذا، فإن هذا العمل هو أيضًا مهمة مُحدَّدة ينبغي أن تؤديها الكنيسة. باختصار، إن عمل الكنيسة هو، من ناحية، إرشاد الناس بشكلٍ إيجابي إلى واقع الحقّ من خلال الحقّ، ما يقودهم إلى تحقيق الخضوع لله. ومن ناحية أخرى، هو كشف العالم الشيطاني المُظلم، وكشف مُختلف أعمال الشيطان العدوانية تجاه الحقّ والله، وكشف الاتجاهات الشريرة في المجتمع البشري، ومُختلف أفكار البشرية الفاسدة وتصوراتها، وكذلك هرطقاتها ومُغالطاتها، وما إلى ذلك، حتى يتمكَّن الناس من فهم الطبيعة الحقيقية والجوهر الحقيقي لهذا العصر الخبيث. أليس هذا هو العمل الجوهري للكنيسة؟ (بلى). في الواقع، لقد اكتسبتم بالفعل الكثير من عمل الكنيسة واكتسبتم منافع جوهرية. عندما يتعلَّق الأمر بالناس في الكنيسة، سواء كانوا أولئك المهتمين بالحقّ، أو غير المهتمين بالحق، فبعد اتباع الله لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، ومن خلال الاجتماعات لعقد شركة عن الحقّ، وقراءة كلام الله بالصلاة، واختبار الاضطهاد والتشهير من غير المؤمنين، واضطرابات الأشرار وأضداد المسيح، وجميع أنواع الأشخاص، والأحداث، والأشياء الأخرى، فإنهم، دون أن يدروا، سيصلون إلى تمييز وفهم هذا العالم المظلم، والبشرية الخبيثة، والسلطات الحاكمة، والتأثير المُظلم للعالم بأسره. هذه هي المكاسب التي يُحقِّقونها. وكيف تأتي هذه المكاسب؟ هل هي ناتجة عن وجود الكنائس؟ هل هي ناتجة عن العمل الذي تقوم به الكنائس؟ (نعم). فمن ناحية، اكتسب الناس بعض الفهم لكلام الله وعمله وشخصيته؛ ومن ناحية أخرى، اكتسبوا أيضًا بعض الوعي والتمييز المُقابلين للعالم، والبشرية، وتأثير الظلام. إن نتائج وتأثيرات هذين المكسبين الإيجابية على الناس هي ما يجب عليهم تحقيقه لنيل الخلاص.

يمكن تلخيص عمل الكنيسة في الترويج لكلام الله وعمله والشهادة لهما، وقيادة الناس لأكل كلام الله وشربه حتى يتمكَّنوا من فهم الحق، وممارسة كلام الله، والقيام بواجباتهم بشكل أفضل. إضافة إلى ذلك، على أساس فهم الحق، يمكنهم اختبار عمل الله، والتخلُّص من شخصياتهم الفاسدة وتحقيق تغيير في الشخصية. وإلى جانب هذه الجوانب الثلاثة، يشمل الأمر مساعدة الناس على فهم البشرية الخبيثة، والعالم المُظلم، وتأثير الظلام. على الرغم من أن مشاريع عمل الكنيسة ليست كثيرة، إلا أن المحتوى المُحدَّد واسع جدًا. فالمحتوى كلّه يتعلَّق بكلام الله، والحق، والتخلُّص من شخصيات المرء الفاسدة، والخضوع لله؛ وبالطبع، يتعلَّق بدرجة أكبر بنيل الخلاص. هذه هي وظيفة الكنيسة وقيمة وجودها. فكلّ جانب من جوانب عمل الكنيسة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بدخول شعب الله المختار في الحياة لأنه يشمل كيفية تعامل الناس مع كلام الله، وموقفهم تجاه الله، وخلاصهم، ووجهات نظرهم ومواقفهم تجاه العالم، والبشرية، وتأثير الظلمة. باختصار، إنّ وجود الكنيسة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجميع، والعمل الذي تنخرط فيه الكنيسة – إلى جانب قيمة وأهمية وجودها – لا ينفصل عن كلّ شخصٍ يقبل خلاص الله.

بعد عقد شركة حول العمل المُحدَّد الذي يجب على الكنيسة القيام به، دعونا نناقش التعريفات والآراء غير المناسبة لدى الناس حول مُسمَّى "الكنيسة" وأهمية وجودها. أولًا وقبل كل شيء، يفكر الناس في الكنيسة باعتبارها مكانًا مريحًا نسبيًا، مكانًا يملؤه الدفء والبهجة، مكانًا ودودًا نسبيًا خاليًا من الصراع، أو الحرب، أو القتل، أو سفك الدماء؛ مكانًا مثاليًا تتوق إليه قلوب الناس، مملوءًا بالسعادة. هنا، لا يوجد حسد أو نزاع، أو مكائد، أو اتجاهات شريرة، أو أي ظواهر أخرى موجودة في العالم غير المؤمن. يُنظر إليها على أنها ملاذ مثالي يمكن للناس أن تستقر فيه قلوبهم. بغض النظر عن مدى جمال تصورات الناس عن مُسمَّى "الكنيسة"، فإنهم عمومًا يجدون قدرًا معينًا من القوت الروحي في الكنيسة. هذا القوت الروحي له وظيفة أكثر واقعية للناس: فعندما يواجهون صعوبات، يمكنهم المجيء إلى الكنيسة للتعبير عن متاعبهم، ويمكن للكنيسة أن تساعدهم في تخفيف همومهم ومعالجة صعوباتهم. على سبيل المثال، إذا واجهوا صعوباتٍ في العمل أو الحياة، أو كان أطفالهم غير مطيعين، أو إذا كان لأحد الزوجين علاقة غرامية، أو نشبت صراعات بين الحموات وزوجات الأبناء، أو إذا كانت ثمّة نزاعات مع الزملاء أو الجيران، أو إذا تعرَّض أطفالهم للتنمر، أو إذا استولى مستبد محلي على أرضهم، وما إلى ذلك؛ فعندما تحدث هذه الأمور، يأمل الناس أن يدافع عنهم شخصٌ ما في الكنيسة ويساعد في معالجة هذه القضايا وتسويتها. في أذهان الناس، الكنيسة هي مثل هذا المكان. ومما لا شك فيه أن الكنيسة في أذهان الناس هي ملجأ، وجنة مثالية، ومكان لتخفيف الهموم ومعالجة الصعوبات، والقضاء على العنف، وتمكين الناس الطيبين من العيش بسلام، وإقامة العدالة. إذا أصبحت الحياة صعبة، يجب على الكنيسة أن تُقدِّم الإغاثة؛ وإذا لم يكن هناك خضروات للأكل ولا أرز للطبخ، فيجب على الكنيسة توزيعها؛ وإذا لم يكن هناك ملابس، فيجب على الكنيسة شراؤها؛ وإذا مرض شخصٌ ما، فيجب على الكنيسة أن تدفع تكاليف العلاج. وعندما يواجه شخصٌ ما صعوبات في العمل، فيجب على الإخوة والأخوات في الكنيسة أن يمدّوا يد العون، وأن يستخدموا نفوذهم، ويستغلوا العلاقات، أو يقدموا الإرشاد. وعندما يخوض أبناء أحدهم امتحانات القبول بالجامعة، يلجؤون إلى الكنيسة ليجدوا المزيد من الناس ليصلوا من أجلهم، ساعين لضمان تمكُّن أبنائهم من الالتحاق بالجامعة بنجاح. بغض النظر عن الصعوبات التي يواجهها المرء، فما دام كان يأتي إلى الكنيسة، فيُمكن معالجة كل هذه الصعوبات وتسويتها. وحتى لو تعرَّض المرء لسوء المعاملة على أيدي الأشرار، فإن الكنيسة، بشعبها الكثير ونفوذها الكبير، يمكنها تسوية الأمور. وبتشجيع ودعم من الكثيرين، لن يعود المرء جبانًا أو خائفًا من أن يتنمَّر عليه الأشقياء. وحتى عندما يتعرَّض للتنمر، والنبذ، والمعاناة باستمرار في المجتمع دون وسيلة لكسب العيش، يمكن للمرء أن يطلب المساعدة والمشورة السديدة من الكنيسة، وأن يجد عملًا مناسبًا. كلّ هذه الأمور، وغيرها، هي الدور الذي يعتقد الناس أنه ينبغي على الكنيسة أن تلعبه والعمل الذي ينبغي عليها أن تؤديه. وبالنظر إلى أفكار الناس ومفاهيمهم، أو ما يطلبونه من الكنيسة، من الواضح أنهم بلا شك ينظرون إلى الكنيسة على أنها مؤسسة للرعاية الاجتماعية، أو منظمة خيرية، أو وكالة للتوفيق بين الأزواج أو لاستقطاب الكفاءات، أو جمعية للصليب الأحمر. بل إن البعض يعتقد أنهم، مهما بلغت قدرتهم أو مكانتهم في المجتمع وبين البشر، فإنهم يحتاجون دائمًا إلى كيان قوي ليعتمدوا عليه. فعندما يواجهون صعوبات في المجتمع أو يواجهون أصحاب السلطة، فإنهم يحتاجون إلى قوة قوية لتدعمهم، وتتحدَّث نيابةً عنهم، وتتولى زمام الأمور نيابةً عنهم، وتناضل من أجل حقوقهم ومصالحهم. وفي رأيهم، يمكن للكنيسة أن تُتمِّم هذا الدور وتحقق غايتهم المرجوة، لذا تصبح الكنيسة خيارهم الوحيد. من الواضح أنهم ينظرون إلى الكنيسة على أنها نقابة أو جمعية اجتماعية، مثل نقابة المُعلِّمين، أو نقابة النقل، أو جمعية المزارعين، أو جمعية نسائية، أو جمعية المُسنّين، وما إلى ذلك؛ هذه الأنواع من الجماعات والمنظمات الاجتماعية. ومهما كانت تعريفات الناس للكنيسة في الواقع، فبالنظر إلى العمل الذي تقوم به الكنيسة وتعريف الكنيسة الدقيق، من الواضح أن مواقف الناس ومطالبهم تجاه الكنيسة غير صحيحة وغير مشروعة، ولا ينبغي أن تكون لدى الناس. الكنيسة ليست مكانًا "لسلب الأغنياء لإطعام الفقراء"، أو للقضاء على العنف وتمكين الناس الطيبين من العيش بسلام، أو لإقامة العدالة، فضلًا عن أنها ليست مكانًا لمساعدة العالم وإنقاذ الناس أو لتخفيف همومهم ومعالجة صعوباتهم. الكنيسة ليست منظمة خيرية، ولا مؤسسة للرعاية الاجتماعية، ولا ملتقى اجتماعيًا. إن تأسيس الكنيسة ووجودها ليس لكي تكون بمثابة جماعة أو منظمة اجتماعية. فبخلاف المهام الأساسية القليلة التي يجب أن تضطلع بها الكنيسة، وهي الشهادة لكلام الله والترويج له، وقيادة الناس لأكل كلام الله وشربه، واختبار عمل الله، والتخلُّص من شخصياتهم الفاسدة لتحقيق الخلاص، فإن الكنيسة ليس عليها أيّ التزامات بتقديم أيّ وظائف أو مساعدة للمجتمع أو لأيّ مجموعة عرقية. إضافة إلى ذلك، الكنيسة ليست مكانًا للنضال من أجل حقوق الناس ومصالحهم، وليس عليها أيّ التزام بضمان حياة الناس المادية، أو مكانتهم الاجتماعية، أو مسمياتهم الوظيفية، أو رواتبهم، أو رعايتهم الاجتماعية، وما إلى ذلك. في مفاهيم الناس، يعتقدون أن وظائف الكنيسة هي القضاء على العنف، وتمكين الناس الطيبين من العيش بسلام، وإقامة العدالة، وتخفيف هموم الناس ومعالجة صعوباتهم، ومساعدة العالم وإنقاذ الناس، والنضال من أجل حقوقهم ومصالحهم؛ هذه هي الوظائف بشكلٍ أساسي. لذلك يعتقد الناس أن الكنيسة هي عونهم الفوري وأن أيّ صعوبة يمكن معالجتها وتسويتها من قبل الكنيسة. من الواضح أن الناس يعتبرون الكنيسة مؤسسة أو منظمة أو مجموعة اجتماعية. ولكن، هل الكنيسة مؤسسة من هذا النوع؟ (كلا، ليست كذلك). إذا كانت الوظائف والأدوار التي يعتقد الناس أن الكنيسة موجودة من أجلها هي القضاء على العنف، وتمكين الناس الطيبين من العيش بسلام، وإقامة العدالة، وتخفيف هموم الناس ومعالجة صعوباتهم، ومساعدة العالم وإنقاذ الناس، والنضال من أجل حقوقهم ومصالحهم، وما إلى ذلك، فإن هذه الكنيسة لا يمكن أن تُسمَّى كنيسة لأنها لا علاقة لها بكلام الله، أو بعمل الروح القدس، أو بعمل الله لخلاص الناس. مثل هذه المجموعة أو المنظمة يجب أن تسمى ببساطة مجموعة أو منظمة، ليس لها أيّ علاقة بالكنيسة، ولا أيّ صلة بعمل الكنيسة. إذا انخرطت منظمة ما – تحت راية الإيمان بالله – في أنشطة مثل حضور الخدمات، وعبادة الله، وقراءة الكتاب المقدس، والصلاة، وإنشاد الترانيم، والتسبيح، أو حتى لو كانت لديها اجتماعات رسمية وعبادة، بالإضافة إلى ما يُسمَّى باجتماعات دراسة الكتاب المقدس، واجتماعات الصلاة، واجتماعات شركاء العمل، واجتماعات التبادل، وما إلى ذلك، فبغض النظر عن نوع الأعضاء والهيكل الذي لديها، فإن هذه الأمور لا علاقة لها بالكنيسة الحقيقية. إذًا، ما هي الكنيسة الحقيقية بالضبط؟ كيف تنشأ؟ تنشأ الكنيسة الحقيقية بسبب ظهور الله، وعمله، وتعبيره عن الحقّ لخلاص البشرية. إنها تتكوَّن عندما يسمع الناس صوت الله، ويعودون إليه، ويخضعون لعمل الله. هذه هي الكنيسة الحقيقية. فالكنيسة ليست من تنظيم البشر وتأسيسهم، بل الله شخصيًا هو من أنشأها، وهو مَنْ يقودها ويرعاها بنفسه. لذا، لله إرساليات لكنائسه. وإرسالية الكنيسة هي الترويج لكلام الله، والشهادة لعمله، ومساعدة الناس على سماع صوت الله، والعودة إلى حضرته، وقبول خلاص الله، واختبار عمله لنيل خلاصه، والشهادة له؛ الأمر بهذه البساطة. هذه هي قيمة وجود الكنيسة وأهميتها.

3. تعريف الكنيسة

بعد عقد شركة حول موضوع ماهية الكنيسة، أصبح لديكم الآن بعض الفهم لتكوين الكنيسة، والعمل الذي تقوم به، والنتائج التي تُحقِّقها. يمكنكم أيضًا فهم بعض من قيمة وجود الكنيسة وأهميتها. إذًا، هل يمكننا الآن وضع تعريفٍ دقيقٍ لماهية الكنيسة بالضبط؟ أولًا وقبل كل شيء، الكنيسة ليست مكانًا لتوفير السلوى العاطفية للناس، وليست مكانًا لضمان أن يكون الناس شبعانين ومكتسين، أو لإعطاء الناس ملجأ. الكنيسة ليست مكانًا لضمان حقوق الناس ومصالحهم المادية أو لمعالجة الصعوبات التي يواجهونها في الحياة. إنها ليست مكانًا لملء فراغات الناس الروحية وتوفير القوت الروحي. بما أن الكنائس ليست ما يفترض الناس أن تكون عليه وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم، فما التعريف المُحدَّد للكنيسة إذًا؟ ما الكنيسة بالضبط؟ في الكتاب المقدس، قدم الرب يسوع وصفًا أساسيًا لمُسمَّى الكنيسة. كيف عبَّر عن ذلك بالضبط؟ ("لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 18: 20)). هذه الكلمات تعني أنه أيًا كان عدد الأشخاص المُجتمعين، فما دام لديهم عمل الروح القدس ويشعرون بوجود الله معهم هناك، فإن ذلك المكان هو كنيسة؛ هذا هو المعنى بالضبط. في الأيام الأخيرة، ظهر الله ليعمل ويُعبِّر عن الحق. عندما يجتمع الناس لأكل كلام الله وشربه، وقراءته مُصليين، وعقد شركة حوله، يكون الله حاضرًا هناك، وكذلك استنارة الروح القدس، ما يعني أن الله يعترف بها كنيسةً. إذا اجتمع الناس ولكنهم لم يأكلوا كلام الله ويشربوه، وإذا كانوا يُردِّدون فقط تعاليم روحية جوفاء، دون أن يكونوا قادرين على الشعور بعمل الروح القدس، فإنها ليست كنيسة، لأن الله لا يعترف بها، وبالتالي ليس لديها عمل الروح القدس. الاجتماعات التي يكون الله حاضرًا فيها مُبارَكة ومُرشَدة من جانبه، وعندما يجتمع الناس في مثل هذه الاجتماعات، بغضّ النظر عما إذا كانوا يأكلون كلام الله ويشربونه، أو يعقدون شركة حول الحقّ، أو يستخدمون الحقّ لحل المشكلات، فإن هذه الأمور كلها مرتبطة بمتطلبات الله وقيادته، وبالتالي تكون كلّها مباركة منه. ولهذا السبب، ما دام نوع من الاجتماعات لديه إرشاد الله، وقيادته، وحضوره، فيمكن أن يُسمَّى كنيسة. هذا هو التعريف الأبسط والأكثر جوهرية للكنيسة، وقد كان تعريف الكنيسة خلال عصر النعمة. لقد وُلِد من سياق عمل الله في ذلك الوقت، وبالتالي فهو تعريف دقيق وصالح. ولكن خلال هذه المرحلة من عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، ولأن الله قد تكلَّم بكلماتٍ أكثر، وقام بعمل أعظم، يجب أن يتعمَّق تعريف الكنيسة أكثر من ذلك التعريف الأساسي من عصر النعمة. لقد تقدَّم عمل الله أكثر. لم تعد الكنيسة تتميَّز فقط بعمل الروح القدس وحضور الله. فالآن يعمل الله شخصيًا في كنائسه، ويُرشِدها ويرعاها؛ شعب الله المختار قادرون على أكل كلماته الحالية وشربها، واتباع المسيح وتقديم الشهادة له. لذا فإن تعريف الكنيسة في الأيام الأخيرة أكثر تطورًا مما كان عليه في عصر النعمة؛ فهو وصف أعمق، وأكثر دقة، وأكثر تحديدًا من ذي قبل، وهو بالطبع لا ينفصل عن الحقّ وعن كلام الله. إذًا، ما الطريقة الأكثر دقة وملاءمة لتعريف الكنيسة؟ أولًا، يجب أن يكون التعريف الأساسي هو مجموعة من الناس الذين يتبعون الله بإخلاص. وبشكلٍ أكثر تحديدًا، الكنيسة هي مجموعة من الناس الذين يتبعون الله بإخلاص، ويحكمهم كلامه، ويسعون إلى الحقّ، ويمارسون كلامه ويختبرونه، حتى يستطيعوا الخضوع له وعبادته، واتباع مشيئته، ونيل خلاصه. الجزء الأساسي من هذا التعريف هو "مجموعة من الناس". الكنيسة ليست مكانًا، أو جماعة، أو مجتمعًا، فضلًا عن أن تكون مُجرَّد تجمع لأشخاصٍ لديهم إيمان. يمكن أن تتكوَّن "المجموعة" من اثني عشر شخصًا أو نحو ذلك، أو من ثلاثين إلى خمسين شخصًا، أو بالطبع من أعداد أكبر. يمكنهم الاجتماع معًا، أو يمكنهم الانقسام إلى مجموعات أصغر للاجتماع؛ فهذا أمر مرن ومُتغيِّر. باختصار، عندما يُمجِّد أتباع الله هؤلاء اللهَ، ويشهدون له، ويعبدونه، ويتبعون مشيئته، فهم كنيسة. أيًا يكن عدد الذين يجتمعون معًا، فهم يظلون كنيسة. على سبيل المثال، يُطلق على خمسين شخصًا اسم كنيسة صغيرة، ويُطلق على مائة شخصٍ اسم كنيسة كبيرة؛ يُحدَّد حجم الكنيسة بعدد الأعضاء. ثمّة كنائس كبيرة ومتوسطة وصغيرة الحجم، وعدد الأشخاص في الكنيسة ليس ثابتًا. لنلقِ نظرة مرة أخرى على تعريف الكنيسة: إنها مجموعة من الناس الذين يتبعون الله حقًا، ويحكمهم كلامه، ويسعون إلى الحق، ويمارسون كلامه، ويختبرونه، ويخضعون الله ويعبدونه، ويتبعون مشيئته، وينالون خلاصه. لماذا تُعرَّف الكنيسة هكذا؟ لأن الله يريد أن يعمل في الكنائس، ولأن الله يريد أن يخلِّص تلك المجموعة من الناس. وحده هذا النوع من الناس يمكن أن يسمَّى كنيسة. وفقط عندما تجتمع مجموعة من الناس مثل هؤلاء يمكنهم أن يأكلوا كلام الله ويشربوه بصورة طبيعية، ويمارسونه، ويُصلِّون حقًا لله ويخضعون له، ويعبدونه. تلك المجموعة من الناس تحكمها كلمات الله وتقودها؛ لذا فمن خلال مثل هذه المجموعة من الناس ينتج تعريف الكنيسة. نظرًا لأن الناس في الأديان لا يقبلون الحقّ ولا يقبلون عمل الله، والله لا يُخلِّصهم، فهم ليسوا كنيسة، بل هم جماعة دينية. هذا هو أوضح فارق بين الكنيسة والدين. الكنيسة فقط هي التي يحكمها كلام الله، والكنيسة التي يرعاها المسيح شخصيًا فقط هي التي يحكمها كلام الله. ماذا يعني أن يحكمها كلام الله؟ هل نحتاج إلى ذكر عمل الروح القدس، أو إرشاد الروح القدس واستنارته وإضاءته هنا؟ (كلا). أخبروني، أيهما أكثر عملية: أن يحكمكم كلام الله، أم أن يكون لديكم عمل الروح القدس؟ (أن يحكمنا كلام الله). أن يحكمكم كلام الله هو أمر أكثر عملية وأكثر واقعية. إن عمل الروح القدس يُوفِّر للناس ببساطة بعض الاستنارة والإضاءة لمساعدتهم على فهم الحقّ وقيادتهم لإيجاد مبادئ الممارسة في كلام الله. والنتيجة المُحقَّقة هي أن يحكمهم كلام الله. إذا لم يعمل الروح القدس، فهل سيظلّ بإمكان الناس تتميم واجباتهم من خلال فهم كلام الله واستيعاب المبادئ؟ (نعم). لقد تكلَّم الله الآن بالكثير من الكلمات؛ فالناس يستمعون كثيرًا إلى العظات ويمكنهم فهم كلام الله. حتى بدون عمل الروح القدس، يعرف الناس ما يجب عليهم فعله. أولئك الذين يحبون الحقّ يمكنهم ممارسة كلام الله والخضوع لعمل الله ما داموا يفهمون الحق. أما أولئك الذين لا يحبون الحقّ فلن يفهموا كلام الله حتى لو سمعوه، وحتى لو فهموا القليل، فلن يكونوا راغبين في الممارسة، وبالتالي لا مفرّ من استبعادهم. في الأيام الأخيرة، يُعبِّر الله مباشرةً عن الحقّ ليقود الناس ويرعاهم شخصيًا. عمل الروح القدس هو عملٌ مساعدٌ فقط. كما هو الحال عندما يتعلَّم طفلٌ المشي للتوّ؛ أحيانًا يمد شخص بالغ يده للمساعدة. وما إن يتمكَّن الطفل من المشي بثبات والجري، لا تكون ثمّة حاجة لشخص يدعمه. لذا فإن عمل الروح القدس ليس مطلقًا، وليس حاسمًا. عندما يحكم كلامُ الله الناسَ، فهذا يعني أنهم يفهمون كلام الله، ويفهمون الحقّ، ويعرفون ماذا يعني كلام الله، وما المبادئ والمعايير التي يطلبها الله من الناس، ويستطيعون فهم هذه المبادئ والمعايير وتطبيقها. هذا ما يعنيه أن يحكم كلام الله قلوب الناس. لقد تحدَّث الله بالفعل عن هذه الأمور بوضوح وجلاء كافيين، لذا لا داعي لذكر عمل الروح القدس هنا. في الأيام الأخيرة، عبَّر الله عن الكثير من الحقائق، جاعلًا كلّ حقيقةٍ واضحة ومفهومة للناس. لذا فإن عمل الروح القدس ليس بالأهمية نفسها، وهو عملٌ مساعدٌ فقط. فقط عندما لا يفهم الناس الحقّ أو عندما لا يكون الله قد تكلم بالكثير من الكلمات بهذه الشمولية والوضوح، يقوم الروح القدس بعملٍ مساعدٍ ذي طابع تحفيزي، والذي يُوفِّر للناس بعض النور البسيط ويحثهم قليلًا، ما يساعدهم على اتخاذ خيارات صحيحة والسير في الطريق الصحيح في حياتهم وبيئاتهم المختلفة. الآن هو عصر كلام الله، حيث يتكلَّم الله شخصيًا ليقود البشرية، وكلام الله يُهيمن على كلّ شيء. عمل الروح القدس ليس إلا عملًا مساعدًا فحسب. عندما يفهم الناس الحقّ، ويستطيعون ممارسة كلام الله، والعيش بكلام الله، تكون مقاصد الله قد أُرضيت.

لننظر إلى العبارة الأولى في التعريف الأساسي للكنيسة: "يتبعون الله بإخلاص". هذا "الإخلاص" له معنى مُحدَّد. إنه لا يشير إلى أولئك الذين يقضون الوقت فحسب، أو أولئك الذين يشغلون المقاعد بالاسم فقط، أو أولئك الذين يأكلون من الخبز حتى يشبعوا، أو أولئك الذين يعتمدون على النعمة للخلاص، أو أولئك الذين لديهم أيّ دوافع وأهداف خفية. إذًا، ما معنى "بإخلاص"؟ التفسير الأكثر أساسية وبساطة هو هذا: ما دام شخص ما يسمع عن الله، أو الحقّ، أو الخالق، فإنه يشعر بشوقٍ في قلبه، ويتخلى طواعيةً، ويُكرِّس نفسه طواعية، ويتحمَّل المشقة طواعية، ويكون مستعدًا للمجيء أمام الله لقبول دعوته، ونبذ كلّ شيء لاتباع الله. ما دام لديه قلب مُخلِص، فهذا يكفي. يقول بعض الناس: "لماذا لا تقول إنها مجموعة من الناس مليئة بالإيمان تتبع الله؟" الناس لا يستطيعون الوصول إلى هذا المستوى. من بين أولئك الذين يقومون بواجباتهم الآن، آمن البعض لمدّة عشر سنوات تقريبًا، وآمن البعض لمدّة عشرين أو ثلاثين سنة؛ امتلاك هذا الإخلاص كافٍ بشكلٍ أساسي. فتعريفها بأنها مليئة بالإيمان ليس دقيقًا. إن تعريفنا للكنيسة يستند إلى وضعٍ أساسي ومُحدَّد، دون التدقيق في الكلمات أو وضع تعريف ومعيار مرتفعين للغاية، لأن ذلك سيكون غير عملي. يقول بعض الناس: "قول "بإخلاص" و "مليئ بالإيمان" لا يكفي. يجب أن تُسمَّى مجموعة من الأبرار الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر؛ سيكون ذلك رائعًا!" إذا وضعنا المعيار بهذا الارتفاع، فإن العبارات اللاحقة، "السعي إلى الحق، وممارسه كلامه واختباره"، ستكون كلها غير ضرورية. النقطة الأساسية هي أن جميع أعضاء الكنيسة هم أولئك الذين يريد الله أن يُخلِّصهم. هذه المجموعة من الناس مليئة بشخصيات الشيطان الفاسدة، ومليئة بالمفاهيم والتصورات عن الله. وبشكلٍ أكثر واقعية، هم مليئون بالتمرد، ويفتقرون إلى الخضوع، ولا يفهمون الحقّ، وليس لديهم أيّ معرفة بالله على الإطلاق؛ هذا هو الوضع الأكثر واقعية. لذا، في عيني الله، أفراد الكنيسة هم في مثل هذا الوضع الواقعي والحالة الحقيقية. إن اختيار الله للناس يستند إلى هذا الشرط الأساسي: ما إذا كانوا يستطيعون اتباع الله بإخلاص، وبذل أنفسهم والتخلِّي عنها بصدق. يقول بعض الناس: "إذا كانوا مُخلصين، فلماذا لا تزال لديهم رغبات مفرطة؟ إذا كانوا مُخلصين، فلماذا لا يزالون يريدون اكتساب البركات؟" هذه الأمور ستتغيَّر تدريجيًا بينما يختبر الناس عمل الله. الآن، نحن نُحدِّد المفهوم الأساسي للكنيسة. هذا المفهوم الأساسي هو الحد الأدنى من المتطلبات وأدنى معيار لاختيار الله للناس. هذه المعايير ليست فارغة أو مبالغًا فيها على الإطلاق؛ إنها تتماشى للغاية مع وضعكم الحقيقي. وبعبارة أخرى، عندما يختاركم الله ويُقرِّر أن يُخلِّص أيّ واحد منكم، فهذه هي المعايير التي ينظر إليها الله. إذا استوفيتَ هذه المتطلبات، فإن الله يُدخلك إلى بيت الله، وتصبح فردًا في الكنيسة. هذا هو الوضع الفعلي. لذا فإن العبارة الأولى في تعريف الكنيسة هي "يتبعون الله بإخلاص"؛ وهذا دقيق نسبيًا. هذه المجموعة من الناس تقصر عن تقوى الله والحيدان عن الشر، وتقصر عن القدرة على التحرُّر من التأثير المظلم، وتقصر عن التمرد الكامل على العالم والتنين العظيم الأحمر. إنهم يقصرون عن كلّ هذه الأشياء. لماذا؟ لأن التعريف يذكر كذلك القدرة على السعي إلى الممارسة لكلام الله. في عملية السعي، نظرًا لأن الناس لديهم قلب يحب الحقّ ويتوق إليه، يمكنهم اختبار كلام الله وممارسته، وفي النهاية، يمكنهم عبادة الله. عبادة الله تستلزم الخضوع لله، والاستماع إلى كلام الله، وقبول تنظيمات الله، وقبول سيادة الله وترتبياته. وفي نهاية المطاف، يمكن لهذه المجموعة من الناس أن تنال الخلاص. هذه هي الحالة الفعلية لأفراد الكنيسة في عيني الله. أليس هذا هو الشرط الأكثر أساسية؟ (بلى). يقول بعض الناس: "لم تذكر التخلُّص من شخصيات الشيطان الفاسدة وتحقيق التطهير. هذا التعريف للكنيسة لا يشمل هذه الأشياء". هل هي مشمولة في هذا التعريف؟ (نعم). أي جزء يشملها؟ السعي إلى ممارسة كلام الله. إذا كنتَ تستطيع السعي إلى ممارسة كلام الله، ألا تُعالج شخصياتك الفاسدة تدريجيًا؟ ألا تستطيع التخلُّص من شخصيات الشيطان الفاسدة وتحقيق تغيير في الشخصية؟ (بلى). خلال فترة تحقيق تغيير في الشخصية، تفهم تدريجيًا كلام الله وتعالج شخصياتك الفاسدة. وبينما تعالج بعضًا من شخصياتك الفاسدة، ألا يزداد إيمانك بالله وخضوعك له؟ هل ثمّة صلة بين هذه الأمور؟ (نعم). كلما عبدتَ الله أكثر، زاد خضوعك لله. ومع زيادة خضوعك لله، ألا تقترب من نيل الخلاص؟ (بلى). إذًا، أيّ نوع من الناس هم أفراد هذه المجموعة؟ إنهم أولئك الذين يمكنهم نيل الخلاص. هذا هو الوضع الفعلي لأعضاء الكنيسة. يقول البعض: "تعريف الكنيسة هذا لا يذكر العمل الذي تنخرط فيه الكنيسة". هل ثمّة أيّ جزء هنا يتعلق بالعمل الأساسي الذي تنخرط فيه الكنيسة؟ (السعي إلى نيل الخلاص). هذا الجزء وثيق الصلة. فالعمل الذي تقوم به الكنيسة، سواء كان ترويج كلام الله أو قيادة الناس لأكل كلام الله وشربه، ومساعدة الناس على معرفة أنفسهم والتخلُّص من شخصيات الشيطان الفاسدة، يهدف في النهاية إلى مساعدة الناس على نيل الخلاص. إذًا، هل يمكنكم قبول هذا المفهوم الأكثر أساسية وبساطة للكنيسة الآن؟ (نعم). هذا التعريف ليس مبالغًا فيه ولا فارغًا، ولا يستخدم مصطلحات وعبارات رنّانة، ولكنه يتضمَّن الاحتياجات الأكثر أساسية لتكوين الكنيسة أو تعريفها.

هل تفهمون خلفية تعريف مفهوم الكنيسة الآن بعد أن شرحته لكم؟ (نعم). لو لم أشرحه بهذه الطريقة، لكنتم تعتقدون أن العمل الأساسي للكنيسة وتعريفها عميقان جدًا. والآن وقد فهمتم تعريف الكنيسة، تشعرون أن فهمكم للكنيسة سطحي جدًا. لقد بات تعريف الكنيسة واضحًا؛ إنه عملي إلى هذا الحدّ. كلما كانت الأمور أكثر عملية، زاد شعور الناس في كثير من الأحيان بأنها سطحية. في الواقع، إذا نظرتَ عن كثب، فإن كل كلمة في هذا التعريف متصلة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمواقف عملية ومُحدَّدة، وليست سطحية على الإطلاق. العبارة الأولى في تعريف الكنيسة هي "يتبعون الله بإخلاص". هذا "الإخلاص" هو ما يريده الله. كم عدد الأشخاص الذين يمتلكون هذا الإخلاص؟ هل من السهل على الناس أن يكون لديهم هذا الإخلاص؟ إنه ليس سهلًا. أما بالنسبة لعبارة "يحكمهم كلامه"، فهل حقَّقت ذلك بعد؟ إنك تعتقد أن هذه العبارة سطحية وسهلة التحقيق. إذا قال الله: "انهض، اتبعني، وقمْ بواجبك"، وأطاع الناس، فهل هذا يعني أن كلام الله يحكمهم؟ هذا يعني فقط أن الناس مستعدون للإيمان بالله واتباعه، لكنهم لم يصلوا إلى الحدّ الذي يحكمهم فيه كلام الله؛ إنهم لا يزالون بعيدين عن ذلك! فما الذي يجب أن تمتلكه لكي يحكمك كلام الله؟ الحدّ الأدنى المطلوب هو أنه يجب عليك فهم كلام الله؛ تحتاج إلى معرفة ما تشير إليه المتطلبات في كلام الله، وما المبادئ التي يتطلبها كلام الله، وعند مواجهة مختلف الأشخاص والأحداث والأشياء، كيف تُطبِّق كلام الله، وكيف تُحوِّل كلام الله إلى ممارسة لإرضاء الله. هذا ليس بالأمر السهل. يتطلَّب الأمر فترة طويلة من أكل كلام الله وشربه، وقراءته مُصليًا، واختباره، وفهمه، وفهم مقاصد الله وشخصيته، لكي تصل تدريجيًا إلى أن يحكمك كلام الله إلى حدٍّ ما. ومن هنا، تبدو عبارة "يحكمهم كلامه" بسيطة ظاهريًا، كما لو أن معظم الناس يحكمهم كلام الله، ولكن في الواقع ليس هذا هو الحال. فبالنظر إلى أوضاع الناس الفعلية، من الواضح أن هذه العبارة هي مُجرَّد مطلب من الله للناس، لم يُحقِّقوه بعد على الإطلاق. العبارة التالية، "السعي إلى ممارسة كلامه"، هي مطلب من الله للناس. أنت لم تُحقِّق بعد ممارسة كلام الله؛ فأنتَ فقط تسعى إلى ممارسة كلام الله. كيف يجب أن تسعى؟ عندما تواجه مواقف، مارس وفقًا لمتطلبات الله. لا تكذب؛ كُنْ شخصًا صادقًا. هل يمكنك فعل ذلك؟ ليس من السهل فعله. عندما تُهَذَّب، يجب أن تكون قادرًا على الخضوع والتأمل في نفسك ومعرفتها، والممارسة وفقًا للحقّ. هل يمكنك تحقيق هذا؟ إذا شعرتَ أنه شاق أو إذا كانت إرادتك قوية جدًا، وكنتَ تريد دائمًا أن ينفجر تهورك، فيجب عليك السعي إلى التعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ، وألا تكشف عن تهورك أو تتصرَّف بطريقة عنيدة ومُتعسفة؛ يجب عليك أن تفعل كما يقول كلام الله، وأن تقبل التهذيب، وتتعرَّف على تعدياتك، وتفهم أين أخطأتَ. هذا ما يُسمَّى السعي إلى ممارسة كلام الله. هل البدء في ممارسة كلام الله يعني أن الشخص قد تغيَّر؟ الأمر ليس بهذه البساطة. إذا اُخترت قائدًا أو عاملًا، فهل يمكنك الامتناع عن التصرف بعنادٍ وتعسُّف؟ ليس الأمر سهلًا فهو يتطلَّب منك فهم الحق، والقدرة على ممارسة كلام الله، والاختبار لفترة من الزمن؛ عندها فقط يمكنك تحقيق هذا. إذا قلتَ إنك تريد ممارسة كلام الله ولكن لديك فقط هذه الرغبة لفظيًا وليس لديك دافع في قلبك، فلن يُجدي ذلك نفعًا. عندما يكون قلبكَ راغبًا، وتريد حقًا ممارسة الحق، يمكنك تطبيق الحق. أما عندما تكون غير راغب في ممارسة الحق في قلبك، فحتى لو أقسمتَ يمينًا أو دعمك الآخرون، فلن يكون لذلك أيّ فائدة. يجب أن يكون لديكَ العزم، أيّ يجب أن يكون لديكَ قلب ذو رغبة هائلة في الله. تحتاج إلى معرفة كيف يعرف الله أمرًا ما وما يتطلَّبه فيما يتعلَّق به، والبحث عن كلام الله المُتعلِّق بهذا الجانب وجمعه، ثم قراءته مُصليًا وفهمه. اكتبْه في دفتر ملاحظات أو ضعْه حيث يمكنكَ رؤيته بسهولة. خلال استراحات عملك، انظر إليه، واقرأه، ومع مرور الوقت، ستحفظ كلام الله هذا وتحتفظ به في قلبك. كل يوم، تأمل في المعنى الحقيقي لكلام الله وتمعَّن في أيّ طريقة للكلام والتصرُّف تُعدُّ ممارسة لكلام الله. هذا ما يُسمى بالسعي لممارسة كلام الله. هل من السهل تحقيق ذلك؟ إنه ليس سهلًا؛ إنه ليس شيئًا يمكن إنجازه بين عشية وضحاها أو بدفعةٍ من الجهد. يقول بعض الناس: "أقسم يمينًا بالدم"، لكن لا طائل من وراء ذلك. تقول: "سأصوم وأصلي دون أكل أو شرب"، لكن لا طائل من وراء ذلك. تقول: "سأبقى مستيقظًا طوال الليل وأعاني"، لكن لا طائل من وراء ذلك أيضًا. يجب عليكَ السعي إلى الحقّ؛ يجب أن تمتلك مظاهر السعي إلى الحقّ، ويجب أن يكون لديكَ طريق للسعي إلى الحقّ؛ يجب أن تكون لديكَ الوسائل والأساليب الصحيحة. ومهما كانت أنواع الوسائل أو الأساليب التي لديكَ، لا يمكنك الابتعاد عن كلام الله؛ يجب عليك بذل الجهد في كلام الله، ومقارنة كلّ شيء بكلام الله، واستخدام كلام الله لحلّ المشكلات في كلّ موقف، وجعل كلام الله أولويتك القصوى. هذا ما يُسمَّى بالسعي إلى الحقّ. على سبيل المثال، فيما يتعلَّق بالتفاعل مع الآخرين، تحتاج إلى رؤية ما يقوله كلام الله حول هذا الأمر والبحث عن كلام الله الذي يتعلَّق بالتفاعل مع الآخرين. ومن أجل التعاون المتناغم، ابحث أيضًا عن كلام الله بخصوص هذا الجانب. وفيما يتعلَّق بأداء الواجب بإخلاص، ابحث عن كلام الله حول كيفية أداء الواجبات بطريقة تفي بالمعايير واحفظ كلمات الله الجوهرية، واحتفظ بها في قلبك. أما بالنسبة لماهية القائد الكاذب، وما المظاهر التي لدى القادة الكاذبين، وما إذا كان لديهم ضمير وعقل، وكيف يُوصِّف الله القادة الكاذبين، فابحث عن كلمات الله الأساسية هذه واكتبها في دفتر ملاحظات، وضعْها حيث يمكنكَ رؤيتها بسهولة، واقرأها مُصليًا كلما كان لديكَ وقت. فلكل أمرٍ يتعلَّق بدخولك الحياة وتغيير شخصيتك، عليك أن تمارس وتبذل الجهد بهذه الطريقة. وهذا ما يُسمَّى السعي إلى الحقّ. وإذا لم يبلغ جهدكَ هذا المستوى، فلا يُسمَّى ذلك سعيًا إلى الحقّ؛ بل يُسمَّى أداءً للعمل بلا اهتمام حقيقي، والمرور على الأمور سطحيًا، وتمضية أيامك في حالة من التخبط المشوش.

لننظر إلى "عبادة الله". عبادة الله تنطوي على خشية حقيقية، وتقوى، واحترام، وإخلاص، بالإضافة إلى معاملة الله باعتباره الله، ووجود مكان لله في قلب المرء، والتعامل بعقلانية مع البيئات التي رتَّبها الله والإرساليات التي أعطاها الله، والتعامل بجدية ومسؤولية مع كلّ كلمة قالها الله، وما إلى ذلك. كلّ هذه المظاهر تُسمَّى عبادة. وسواء كانت كلمات قيلت لكَ وجهًا لوجه من قبل الله أو كل الكلمات التي عبَّر عنها على الإطلاق، فما دمت تعرفها وتتذكَّرها، وما دمت تفهمها وتتيقَّن منها في قلبك، فيجب عليك أن تتعامل معها على أنها معايير لكيفية سلوكك، وعيشك، وما إلى ذلك؛ هذا هو مظهر عبادة الله. عند مواجهة الأمور، بغض النظر عما إذا كانت تتوافق مع أذواقك، أو رغباتك، أو مفاهيمك، يجب أن تظلَّ قادرًا على تهدئة قلبك والتفكير: "هل فعل الله هذا؟ هل نشأ عن الله؟ لماذا فعل الله هذا؟ ماذا يريد الله أن ينقي فيّ، وماذا يريد أن يغير فيّ؟ ما مقصد الله بالضبط؟ كيف يجب أن أخضع لترتيبات الله؟ كيف يجب أن أرضي مقصد الله؟ كيف يجب أن أُتمِّم مسؤوليتي بوصفي إنسانًا؟" كلّ هذه المظاهر، بالإضافة إلى مظاهر أخرى من هذا القبيل، هي مظاهر عبادة الله. حتى لو كنتَ لا تفهم المزيد من الحق، فبوصفك شخصًا طبيعيًا، شخصًا يؤمن بوجود الله، شخصًا يتبع الله بإخلاص، فهذا هو الموقف الذي يجب أن يكون لديكَ على الأقل تجاه الله. فكلّ ما يتعلَّق بالله، وكل ما يخصّ كلام الله، وكلّ شيء عن إرسالية الله لكَ، وواجبك، ومسؤوليتك، يجب عليك التعامل مع كلّ هذه الأمور بعناية وحذر، لا بإهمال، ولا بتقصير، ولا بازدراء؛ هذا ما يُسمَّى عبادة الله. أن تتعامل مع كلّ ما يتعلَّق بالله بقلبٍ حذرٍ، ويقظٍ، ويتقي الله، ويخشى الله؛ هذا ما يُسمَّى عبادة الله. هل من السهل تحقيق هذا؟ إنه ليس سهلًا. فبدون اختبار حقيقي، حتى فهم كلمتي "عبادة الله" صعب، فضلًا عن ممارسة عبادة الله فعليًا. العبارة الأخيرة من تعريف الكنيسة هي "نيل خلاصه". كيف ينبغي فهم هذا؟ إن الطريق إلى نيل الخلاص طويل، والمطلوب هنا أكثر من ذلك. أولًا، يجب أن يكون الطريق الذي تسلكه صحيحًا؛ يجب أن تكون قادرًا على قبول كلّ الحقائق في كلام الله، وأن تكون شخصًا يسعى إلى ممارسة كلام الله ويخضع لله. يجب أن يحكم حياتكَ كلام الله. يجب ألا تعترف بوجود الله فحسب، بل يجب أيضًا أن تحبّ الحقّ وتتصرَّف وفقًا للحق؛ فيجب أن يكون لديك تقوى حقيقية لله وخضوع له، وأن تُصلي إلى الله كثيرًا في قلبك، وتنتقل تدريجيًا إلى عبادة الله. عندها تكون شخصًا يحبّ الحقّ ويخضع لله؛ أنتَ بالتحديد الشخص الذي يريد الله أن يُخلِّصه. الشخص الذي يؤمن بالله بإخلاص يجب أن يكون هو الشخص الصحيح. ما منفعة كون المرء هو الشخص الصحيح؟ المنفعة هي أن نيل الخلاص لن يكون صعبًا جدًا عليك؛ بل سيكون لديك أمل في نيله. وبهذا نكون قد عقدنا شركة حول التفاصيل المُحدَّدة لتعريف الكنيسة.

4. المفاهيم والآراء التي يضمرها الناس تجاه الكنيسة

لقد عقدنا شركة للتوّ عن ماهية الكنيسة، والعمل الأساسي الذي تقوم به، وما يتصوَّره الناس عن الكنيسة ويطلبونه منها ضمن مفاهيمهم. وأخيرًا، قدَّمنا تعريفًا لمفهوم الكنيسة. والآن بعد أن عُرِّف مفهومها، يجب أن يكون لديكم فهم دقيق لمُسمَّى "الكنيسة"؛ يجب أن يكون لديكم فهم أساسي للعمل الذي يجب أن تقوم به الكنيسة، والدور الذي تلعبه في مساعدة الناس على ربح الحق ونيل الخلاص، وأهمية الكنيسة لكلّ من يتبع الله. كما أجرينا بإيجازٍ تشريحًا وكشفًا تمثيليًا لما يعتقد الناس أنه قيمة وجود الكنيسة والعمل الذي يجب أن تقوم به في مفاهيمهم. هل ثمّة أي شيء لا تستطيعون إدراك حقيقته أو استيعابه بشأن الأفهام والتفسيرات التي لدى الناس بخصوص الكنائس في مفاهيمهم؟ يعتقد بعض الناس أن الكنيسة يجب أن تنخرط في نوعٍ من العمل في المجتمع أو أن يكون لها نوع من الدور في المجتمع، مثل إقامة العدالة. في مفاهيم الناس، تمثل الكنيسة صورة إيجابية، فلماذا لا يمكنها إقامة العدالة؟ هل لإقامة العدالة أيّ علاقة بعمل الكنيسة أو متطلبات الله؟ (لا). إلى ماذا تشير "إقامة العدالة" هذه التي يتحدَّث عنها الناس؟ (ما يُسمِّيه الناس إقامة العدالة ليس عدالةً حقيقيةً. إنه مُجرَّد حماية لمصالح الجسد ولا يتماشى مع الحق). هل لهذه العدالة أيّ علاقة بالحق؟ (كلا). هذا ما يُسمِّيه البشر بالعدالة. على سبيل المثال، قمع بعض القوى الشريرة، وتصحيح بعض المظالم وحالات تعرُّض الناس للظلم والإذلال، أو إنزال العقاب المُستحق بالأشرار، واستعادة مصالح الفئات الضعيفة وحمايتها، وما إلى ذلك؛ هذا ما يُسمِّيه الناس إقامة العدالة. ما الغرض الرئيسي من إقامة العدالة هذه؟ هل لها أيّ علاقة بسعي الناس إلى الحق؟ هل لها أيّ علاقة بخلاص الناس؟ (كلا). هذا مُجرَّد قول ينشأ على أساس العدالة الأخلاقية والأخلاقيات؛ فلا علاقة لها بالحقّ على الإطلاق. هل يمكننا القول إنها لا ترقى إلى مستوى الحق؟ (نعم). هل يمكننا؟ (لا؛ فلا علاقة بين الأمرين). صحيح، لا علاقة بينهما إطلاقًا؛ إنهما أمران مختلفان. أيّ نوع من العدالة يُقيمها البشر؟ إنه النوع الذي يُعاقَب فيه الأشرار على النحو الواجب، ولا يعود الشخص العادي أو البسيط يعاني من سوء المعاملة، بعد أن يتعرَّض شخص عادي من مكانة اجتماعية أدنى قليلًا للقمع أو يُحرَم من أيّ حقوق أو مصالح من قبل الأشرار. الأمر يتعلَّق باستعادة مصالح الناس الجسدية وضمانها، وتحقيق مساواة نسبية بين الناس، وإزالة الفجوات بين الطبقات الاجتماعية، وضمان عدم نجاح الأشرار في أعمالهم الشريرة، ومُعالجة مظالم المظلومين. هذا ما يُسمِّيه البشر إقامة العدالة، ولا علاقة له بالحقّ على الإطلاق. فكيف لكم أن تظلوا تقولوا إنه لا يرقى إلى مستوى الحق؟ هل هو مرتبط بالحق؟ كلا، ليس كذلك. أخبروني، هل أولئك الناس العاديون والبسطاء الذين عانوا من المظالم هم بالضرورة أناس طيبون؟ (كلا، ليس بالضرورة). أن تمنعهم من المعاناة من المظالم؛ هل هذه عدالة؟ هل هذا يتوافق مع الحق؟ هل يمكن لهؤلاء الناس عندئذٍ أن يُخلَّصوا؟ من الواضح أن هذين أمران مختلفان؛ كيف يمكن الجمع بينهما؟ لا مجال للحديث عن ارتقاء هذا إلى مستوى الحق؛ فهو ببساطة ليس مثل الحق. إذا كانت لديكم بعض الاعتراضات حول هذه القضية، فربما لا تستطيع غالبيتكم إدراك حقيقة مسألة إقامة العدالة وتظلون مُتعلِّقين بها إلى حد ما، مفكرين: "كيف يمكن أن يكون هذا خطأ؟ كيف يمكن ألا يكون هذا هو العمل الذي يجب أن تقوم به الكنيسة؟" في الواقع، لا علاقة لهذا بعمل الكنيسة. هناك أيضًا بعض الناس الذين يعتقدون أن الكنيسة يجب أن تكون مكانًا يُعاقب فيه الشر ويُشجَّع فيه الخير، وأنها يجب أن تؤدي هذه الوظيفة، مُعاقبة الأفعال الشريرة والقوى الشريرة المُظلمة، مع تشجيع الأمور الصالحة والفاضلة. هل هذا هو الحال؟ هل يمكن لمعاقبة الشر وتشجيع الخير أن يرقى إلى مستوى الحق؟ عندما يتعلَّق الأمر بما هو شر وما هو خير، لا يستطيع الناس التمييز بين هذه الأشياء بوضوح. ماذا يقصد الناس بمعاقبة الشر وتشجيع الخير؟ هل له علاقة بمعاقبة الشر ومكافأة الخير، وتصنيف كلٍّ حسب نوعه الذي يتحدَّث عنه الله؟ (كلا). لا علاقة له بذلك. ما معيار البشر لتعريف الشر والخير؟ وفقًا لتعريف الصينيين، ما هو الشر وما هو الخير؟ ما أساس تعريفهم للشر والخير؟ إنها الثقافة البوذية. تتحدَّث البوذية عن مفاهيم مثل مساعدة العالم وإنقاذ الناس، والامتناع عن القتل، وما إلى ذلك؛ هذه تعتبر خيرًا، بينما يعتبر أكل الدجاج، أو السمك، أو لحم البقر، أو لحم الضأن شرًا ويجب مُعاقبة مَنْ يفعل ذلك. لا ينبغي أكل أيّ لحم، ولا ينبغي قتل أيّ كائنات حية. يعتبر القتل شرًا، ويجب على مَنْ يقتل أن يعترف ويطلب المغفرة أمام بوذا. هذا هو التعريف البوذي للشر؛ فهل هو الشر نفسه الذي يتحدَّث عنه الله؟ (كلا). إنهما أمران مختلفان، لذا فإن تعريف الشر هذا لا علاقة له بالحق على الإطلاق وبالتأكيد لا يمكن أن يرقى إلى مستوى الحق. وماذا تقصد البوذية بالخير إذًا؟ إنها أكثر سخافة، وسطحية، ونفاقًا. يعتقد البوذيون أن عدم قتل أيّ كائنات حية هو خير وأن إطلاق سراح الحيوانات الأسيرة هو خير. وبغضّ النظر عن عدد الأشخاص الذين قتلهم شخص شرير أو عدد الخطايا التي ارتكبها، إذا وضع سكين الجزار جانبًا، فيمكنه أن يصبح بوذا على الفور؛ هذا يعتبر خيرًا. وهناك أيضًا المثل القائل: "إنقاذ حياة واحدة أفضل من بناء معبد بوذي من سبعة طوابق"، ما يعني أن إنقاذ الناس جُزافًا دون قيد أو شرط وبدون مبادئ – حتى إنقاذ الأبالسة، والأشرار، والأشقياء، والأوغاد، وأيّ شخص آخر – يعتبر خيرًا. أيّ نوع من الخير هذا؟ مثل هؤلاء الناس بلهاء، بدون أيّ تمييز، أو موقف، أو مبادئ. إنقاذ أيّ شخص والغفران لأيّ شخص؛ هل يمكن اعتبار ذلك خيرًا؟ إنه لا يستحق حتى هذه الكلمة؛ هذا تظاهر من الشيطان والأبالسة. إنهم لا يقتلون الحيوانات ولكنهم التهموا أرواحًا لا تُحصَى. هذا هو خيرهم المزعوم، الذي هو في الواقع مُجرَّد تظاهر. وإذًا، هل يصمد المفهوم البشري القائل بأن الكنيسة يجب أن تلعب دور معاقبة الشر وتشجيع الخير؟ (كلا). بغض النظر عن الخلفية الثقافية لأيّ عرق أو دين، فإن معاقبة الشر وتشجيع الخير لا علاقة لهما بعمل الكنيسة أو بشهادة الكنيسة. لا تظنّوا أنّ هذه المصطلحات – لأنها تبدو عادلة وتستحق الثناء – يجب أن تكون مرتبطة بعمل الكنيسة أو أن هذا هو الدور الذي يجب أن تلعبه الكنيسة في المجتمع. هذا مفهوم وتصور بشري. فإلى جانب "إقامة العدالة" و"معاقبة الشر وتشجيع الخير"، فإن المصطلحات الجيدة الأخرى وفقًا للمفاهيم البشرية مثل "النضال من أجل حقوق الناس ومصالحهم" و"تخفيف الهموم ومعالجة الصعوبات" لا علاقة لها أيضًا بعمل الكنيسة أو بشهادتها. يجب عليكم جميعًا أن تكونوا قادرين على فهم هذا. وبهذا، نكون قد عقدنا شركة بشكلٍ واضح إلى حدٍّ ما حول تعريف الكنيسة، والعمل الذي يجب أن تقوم به، وقيمة وجود الكنيسة وأهميتها.

المعايير والأسس لتمييز مختلف أنواع الأشرار

لنعُدْ إلى المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين: "تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور، ثم إخراجهم أو طردهم". لننظر فيما إذا كان هذا العمل الذي يجب على القادة والعاملين القيام به مرتبطًا بكلّ التفاصيل التي عقدتُ شركةً حولها للتوّ بشأن الكنيسة. لماذا نحتاج إلى عقد شركة حول هذه التفاصيل المُحدَّدة؟ ما العلاقة بين هذه التفاصيل وهذا العمل الذي يجب على القادة والعاملين القيام به؟ (هؤلاء الأشرار وأضداد المسيح ليسوا أفرادًا في الكنيسة ويجب تصفيتهم. علاوة على ذلك، فإن وجودهم يعرقل العمل الذي تقوم به الكنائس ويُزعجه). إذًا، ثمّة صلة؛ هذه الشركة ليست عبثًا. بعد فهم كل التفاصيل عن مُسمَّى الكنيسة أو تعريفها، لنفحص كيف يجب على القادة والعاملين معاملة أفراد الكنيسة، وكيف يجب عليهم معاملة مُختلف الأشخاص الذين يحتاجون إلى إخراجهم أو طردهم من الكنيسة، وكيف يمكنهم القيام بهذا العمل جيدًا، وكيف يجب عليهم تتميم مسؤوليتهم والحفاظ على عمل الكنيسة. أولًا، يجب على القادة والعاملين أن يفهموا ما تعريف الكنيسة، وضرورة وجودها، وما العمل الذي يجب أن تقوم به الكنيسة. وبعد فهم هذه الأمور، يجب عليهم بعد ذلك النظر في أيّ من أفراد الكنيسة الحاليين لا يلعبون دورًا إيجابيًا فيما يتعلَّق بقيمة وجود الكنيسة أو العمل الذي تقوم به، أو الذين قد يُسبِّبون عرقلة أو إزعاج للعمل الأساسي للكنيسة أو يؤثرون فيه سلبًا، أو حتى يسيئون لسمعة الكنيسة بشكلٍ خطير ويُلحقون العار باسم الله. تمييز هؤلاء الأشخاص بوضوح وإخراجهم أو طردهم على الفور؛ أليس هذا هو العمل الذي يجب على القادة والعاملين القيام به؟ (بلى). إذًا، ما الذي ينطوي عليه القيام بهذا العمل بشكل جيد؟ من أجل إخراج أو طرد كلّ أنواع الأشرار وتطهير الكنيسة، والسماح لقيمة وجود الكنيسة بأن تتجلَّى، وللكنيسة بأن تُتمِم الدور الذي ينبغي لها، وفي الوقت نفسه السماح لعمل الكنيسة بالتقدُّم بسلاسة، يجب على القادة والعاملين أولًا أن يُميِّزوا بالضبط أيّ الأشخاص في الكنيسة هم أشرار وأضداد للمسيح. هذه هي المعلومات أو الوضع الفعلي الذي يحتاج القادة والعاملون إلى استيعابه أولًا عند الاضطلاع بهذا العمل. الأمر الأول الذي يواجهه القادة والعاملون في هذا العمل هو تمييز مُختلف أنواع الناس. ما الغرض من تمييز مُختلف أنواع الناس؟ إنه تصنيفهم كلٍّ حسب نوعه، وحماية أولئك الذين هم أفراد حقيقيون في الكنيسة. ولكن حماية هؤلاء الأشخاص وحدهم لا تعني أن العمل المُوضَّح في المسؤولية الرابعة عشرة يُنفَّذ بنجاح. إذًا، ما الجانب الأكثر أهمية في تنفيذ هذا العمل بنجاح؟ إنه إخراج أو طرد كلّ أنواع عديمي الإيمان والأشرار الذين لا ينتمون إلى الكنيسة. بغضّ النظر عما إذا كان هؤلاء الأشخاص يُوصَّفون بأنهم أشرار أو أضداد للمسيح، فإذا استوفوا شروط إخراجهم أو طردهم، فعندئذٍ تنشأ الحاجة إلى هذا العمل، ويحين الوقت للقادة والعاملين لتتميم مسؤوليتهم. فلنعقد أولًا شركةً حول كيفية تمييز مُختلف أنواع الناس.

1. بناءً على غرض المرء من الإيمان بالله

كيف ينبغي لنا أن نُميِّز مُختلف أنواع الناس؟ المعيار الأول هو تمييزهم بناءً على غرضهم من الإيمان بالله. والثاني بناءً على إنسانيتهم. والثالث بناءً على موقفهم تجاه واجبهم. إذا أردنا استخدام بعض العناوين البسيطة والقصيرة، فستكون: أولًا، غرضهم من الإيمان بالله؛ ثانيًا، إنسانيتهم؛ وثالثًا، موقفهم تجاه واجبهم. والآن، وقد صار لدينا هذه العناوين الثلاثة، ما أفهامكم لكلٍّ منها؟ لم نناقش الكثير عن غرض الناس من الإيمان بالله من قبل. لقد تحدَّثنا أكثر عن إنسانية الناس وموقفهم تجاه واجبهم، لذا فأنتم أكثر دراية بهذه الأمور. إن غرض الناس من الإيمان بالله في الواقع ليس غريبًا عليكم أيضًا لأنكم أنتم أنفسكم أتيتم إلى الإيمان بالله لغرض. بعض الناس يؤمنون بالله لأنهم لا يريدون الذهاب إلى جهنم، وبعضهم لأنهم يريدون الذهاب إلى السماء، وبعضهم لأنهم لا يريدون أن يموتوا، وبعضهم لتجنُّب الكوارث، وبعضهم لمُجرَّد أنهم يريدون أن يكونوا أناسًا صالحين، وبعضهم لأنهم يريدون تجنُّب سوء المعاملة، وما إلى ذلك. هذا الموضوع لا ينبغي أن يكون غريبًا عليكم؛ إنما فقط التفاصيل التي سأتحدَّث عنها قد تكون غير مألوفة إلى حدٍّ ما؛ فقد تشعرون بعدم اليقين حيالها، ولا تعرفون ما الذي سأقوله عنها أو من أين سأبدأ. لذا، دعونا نتحدَّث عن هذا بإيجاز. أخبروني، الأشخاص الذين يُضمِرون أيّ أنواع من النوايا والأغراض في الإيمان بالله هم أولئك الذين يجب إخراجهم أو طردهم؟ (أولئك الذين يسعون فقط إلى الشهرة والمكانة ويريدون فقط امتلاك السلطة، والذين سيزعجون الكنيسة بلا ضمير من أجل مكانتهم). هذا نوع واحد من الناس. هل ثمّة أنواع أخرى؟ (عديمو الإيمان الذين يسعون فقط إلى البركات ويطلبون أن يأكلوا من الخبز حتى يشبعوا). عديمو الإيمان، هذا نوع آخر. هل يوجد المزيد؟ قد تُفكِّرون في مظاهر بعض الناس، لكن لا يمكنكم التمييز بوضوح ما إذا كان هؤلاء الناس يُعلِنون فقط عن شخصيات فاسدة أم أنهم في الواقع أشخاص لديهم أغراض غير نقية للإيمان بالله مِمَنْ يجب إخراجهم أو طردهم. لا يمكنكم فهم هذا، وتشعرون أنه غير واضح إلى حدٍّ ما، لذا لا يمكنكم التعبير عنه. إن موضوع غرض الناس من الإيمان بالله واسع جدًا. فكلّ شخص لديه بعض النوايا والأغراض في الإيمان بالله. ومع ذلك، فإن أنواع الأشخاص ذوي الأغراض غير النقية للإيمان بالله التي نتحدَّث عنها هنا لا تستوفي شروط خلاص الله. لا يمكنهم تحقيق الخلاص ولا يمكنهم حتى الوصول إلى الحدّ الأدنى من معيار كونهم عاملين. ومهما كان الغرض الذي لدى هؤلاء الناس للإيمان بالله، فعلى أيّ حال، هؤلاء الأشخاص الذين يأتون إلى الإيمان بالله بغرض، سيحاولون تحقيق أهدافهم متى ما سنحت لهم الفرصة، وإذا لم تكن لديهم الفرصة، فسيرتكبون الشر ويُسبِّبون الإزعاج. سيؤدي هذا إلى عواقب لا يمكن تصوّرها لعمل الكنيسة أو لدخول شعب الله المُختار في الحياة، ويجب أن يكون هؤلاء الأشخاص هم أهداف الإخراج أو الطرد. إذا وضعنا جانبًا الآن إنسانية هؤلاء الأشخاص أو المواقف التي يُضمِرونها تجاه واجباتهم، وتحدَّثنا فقط من حيث غرضهم من الإيمان بالله، فمن المُؤكَّد أنه ليس قبول الحق ونيل الخلاص، فضلًا عن الخضوع لله وعبادته. لذا فإن إيمانهم بالله بطبيعة الحال لن يُسفِر عن الخلاص. وبدلًا من السماح لهؤلاء الأشخاص بالبقاء في الكنيسة وإزعاج شعب الله المُختار باستمرار – الإخوة والأخوات الحقيقيين – فمن الأفضل تمييزهم وتوصيفهم بدقة في أقرب وقتٍ ممكن، ثم إخراجهم على الفور من الكنيسة. لا ينبغي معاملتهم على أنهم أفراد في الكنيسة أو على أنهم إخوة وأخوات. إذًا، مَنْ هم هؤلاء الأنواع من الناس؟ لقد تحدَّثتم للتوّ بطريقةٍ عامة عن بعض المفاهيم. سأُقدِّم بعض الأمثلة الملموسة، وستفهمونها ما إن تسمعوها.

أ. إرضاء رغبة المرء في أن يكون مسؤولًا

أولًا، لنتحدَّث عن النوع الأول من الأشخاص الذين يجب إخراجهم أو طردهم من الكنيسة. بعض الأشخاص يريدون دائمًا أن يصبحوا مسؤولين في المجتمع ويجلبوا المجد لأسلافهم، لكن مساراتهم المهنية لا تُكلَّل بالنجاح. ومع ذلك، فإن رغبتهم في أن يكونوا مسؤولين لا تتضاءل على الإطلاق. لكن مكانة عائلتهم الاجتماعية ليست عالية، لذا يشعرون أن الحياة ميؤوس منها، ويرون العالم ظالمًا للغاية، حتى أنهم لا يستطيعون تحقيق هذه الرغبة الصغيرة. إنهم يشعرون أن لديهم بعض المعرفة والكفاءة، ولكن لا أحد يُقدِّرهم. لا يمكنهم العثور على داعم، ويبدو لهم احتمال أن يصبحوا مسؤولين بعيدًا جدًا. وفي هذا الوضع اليائس، وجدوا الكنيسة. إنهم يشعرون أنهم إذا تمكَّنوا من أن يصبحوا قادةً في الكنيسة، فهذا أيضًا مثل أن يكونوا مسؤولين، ويمكن لرغبتهم أن تُلبَّى. لذا، يأتون إلى بيت الله راغبين في تحقيق العظمة. إنهم يعتقدون أن كفاءتهم وقدراتهم مناسبة تمامًا للاستفادة منها في بيت الله، وأن أملهم في أن يكونوا مسؤولين وأفرادًا مُتميِّزين يمكن أن يتحقَّق، وبالتالي يُتمِّمون أمنية العمر. يمكن تلخيص وجهة نظرهم في الإيمان بالله بأقوال مثل: "العمل الطيِّب يُقابل بمثله"، و"الذهب الحقيقي لا بد أن يلمع في النهاية"، و"الطائر الذكي يختار مجثمه بحكمة"؛ هذا هو نوع الخلفية التي اختاروا منها السير في طريق الإيمان بالله. بالنظر إلى جوهر هذا الشخص، يتضح أنه لا يؤمن بوجود الحق في العالم، فضلًا عن إيمانه بوجود المُخلِّص. باختصار، إنه لا يؤمن بالإله الواحد الحق، وبالطبع لا يؤمن بوجود الخالق. سواء أكان ما هو مكتوب في الكتاب المقدس أو ما يُبشَّر به في العالم الديني – أن الله خلق العالم والبشرية، وأن الله له السيادة على البشرية ويقودها – فإن كل هذه الأقوال ليست سوى سجلات تاريخية بالنسبة له. لا أحد يتفحَّصها، ولا أحد يستطيع التحقُّق منها؛ إنها مُجرَّد أساطير وقصص، ونوع من الثقافة الدينية. هذا هو فهمه الأساسي للإيمان. يأتي ليؤمن بالله بهذا الفهم، مُعتقدًا أنه يسير في الطريق الصحيح، نابذًا الظلمة من أجل النور، وأنه "الطائر الذكي" الذي يختار مجثمه بحكمة. بالطبع، هو لم يتخلَّ عن اختياره ورغبته في أن يصبح مسؤولًا وشخصًا مُتميِّزًا. إنه يعتقد أنه في هذا العالم الواسع الذي يضمُّ الكثير من الناس، لا يوجد مكان له، وأن بيت الله وحده يمكن أن يجلب له الأمل. فالعيش في الكنيسة وحده ما يمكن أن يمنحه فرصة للاستفادة من مواهبه وتحقيق رغبته في أن يصبح شخصًا مُتميِّزًا. هذا لأنه، في نظرته للوضع الحالي، أصبح العالم الخارجي خبيثًا ومُظلمًا بشكلٍ متزايد؛ فالكنيسة وحدها هي أرض النقاء في هذا العالم، وهي المكان الوحيد الذي يمكن أن يُوفِّر للناس القوت الروحي، وهي وحدها التي تزدهر أكثر فأكثر. إنه يأتي ليؤمن بالله بمثل هذه الأمنيات والأغراض. وبعد اعتناقه الإيمان، لا يفهم أيّ شيء عن الإيمان بالله، أو السعي إلى الحق، أو عن الأمور التي تنطوي على الحق، وشخصية الله، وعمل الله. إنه لا يسعى إلى هذه الأمور أو يهتم بها. ففي قلبه، لم يتخلَّ على الإطلاق عن رغبته في المكانة والمنصب الرسمي، بل يستمر في التمسُّك بهذه المفاهيم ووجهات النظر بينما يتسكَّع في الكنيسة. إنه ينظر إلى الكنيسة على أنها منظمة اجتماعية، ومجتمع ديني، ويرى عمل الله وكلام الله على أنهما أوهام اختلقها المؤمنون بسبب معتقداتهم الخرافية. لذا، كلما تعلَّق الأمر بالسعي إلى الحق، أو بكلام الله وعمله، فإنه يشعر بالاشمئزاز والمقاومة. إذا قال أيّ شخص إن شيئًا ما هو من عمل الله، أو سيادة الله، أو ترتيب الله، فإنه يشعر بالاشمئزاز. ومع ذلك، مهما بلغ مدى اشمئزازه، وبغضّ النظر عما إذا كان يعترف بالحق أو يقبله، فإن رغبته في اكتساب منصب ذي مكانة في الكنيسة لإرضاء نهمه للسلطة لم تتضاءل أو يُتخلَّى عنها قط. وبما أن لديه مثل هذا الطموح وتلك الرغبة، فإنه يُعلِن بشكلٍ طبيعي عن مظاهر مختلفة. على سبيل المثال، يُحرِّض الناس بقول أشياء مثل: "لا تبنوا كلّ شيء على كلام الله أو تربطوا كلّ شيء بكلام الله وبالله. في الواقع، كثيرٌ من أفكار الناس وأقوالهم صحيحة؛ يجب أن يكون للناس وجهات نظرهم ومواقفهم الخاصّة". إنه ينشر هذه الأقوال لتضليل الناس. وفي الوقت نفسه، يستعرض أيضًا بقوة مواهبه، وهباته، ومُختلف التكتيكات والحيل التي يمكنه استخدامها في العالم، مُحاولًا جذب انتباه الناس وكسب اهتمامهم وتقديرهم العالي. ما الغرض من استعراضه القوي هذا؟ هو أن يجعل الناس يُقدِّرونه وينظرون إليه بإكبار؛ لكي تكون له مكانة بين الناس؛ وبالتالي يُلبِّي رغبته في السعي وراء مسيرة مهنية رسمية وجلب المجد لأسلافه. إنه يرضى عندما يحترمه الناس، ويمدحونه، ويتبعونه، ويؤيدونه، ويعشقونه، وينظرون إليه بإكبار، ويتطلَّعون إليه، بل وحتى عندما يتملقونه. علاوة على ذلك، يسعى بلا كللٍ إلى هذه الأشياء ويستمتع بها. وعلى الرغم من أن بيت الله يكشف باستمرار أضداد المسيح، والأشرار، ومُختلف شخصيات الناس الفاسدة، إلا أنهم في قلوبهم يزدرون هذه الأمور ويعتبرونها دون مستوى احتقارهم ويشعرون بالاشمئزاز الشديد منها. إنهم يسعون بعزمٍ لا يلين إلى المكانة وإلى أن يُعجَب بهم الآخرون وينظروا إليهم بإكبار، وذلك لتتميم الأمنيات التي لم يتمكَّنوا من تحقيقها في العالم والمجتمع. إذًا، ما غرضهم من الإيمان بالله؟ ليس أن يربحوا مائة ضعف في هذه الحياة والحياة الأبدية في العالم الآتي، وبالتأكيد ليس قبول الحق ونيل الخلاص. إن غرضهم من الإيمان بالله ليس التصرُّف مثل كائناتٍ مخلوقة بل أن يكونوا مسؤولين وأسيادًا، وأن يتمتَّعوا بمنافع المكانة. من المُؤكَّد أن هناك مثل هؤلاء الأشخاص في الكنيسة؛ هؤلاء هم فاعلو الشر الذين يتسلَّلون إلى الكنيسة. لا يسمح بيت الله على الإطلاق لمثل هؤلاء الأشخاص بالاختلاط بشعب الله المُختار، لذا فهؤلاء الأشخاص هم مِمَنْ يجب إخراجهم. هل من السهل تمييز غرضهم من الإيمان بالله؟ (نعم). بالنظر إلى نواياهم وأغراضهم في الإيمان بالله، إضافةً إلى مظاهرهم المختلفة في الكنيسة، ما نوع هؤلاء الناس؟ (إنهم عديمو الإيمان). نعم، إنهم عديمو الإيمان. وإلى جانب كونهم عديمي الإيمان، فإنهم يريدون أيضًا السعي وراء المكانة والآفاق في بيت الله لإرضاء نهمهم للسلطة. إن غرضهم من الإيمان بالله هو أن يصبحوا مسؤولين. إذًا، لماذا يجب تصفية هؤلاء الأشخاص؟ قد يقول أحدهم: "إذا كان عديمو الإيمان يعملون في بيت الله، وبصفتهم أصدقاءً للكنيسة يمكنهم المساعدة قليلًا، أليس من المقبول الإبقاء عليهم؟" هل هذا القول يصح؟ (لا). لمَ لا يصح؟ (إن رغبتهم في أن يصبحوا مسؤولين ستؤدي حتمًا إلى القيام بأشياء تزعج الآخرين، ولا تقدم أي منفعة لعمل بيت الله، وتؤثر على سعي الإخوة والأخوات إلى الحق). مهما كانت كيفية نظركم للأمر، فإن عديمي الإيمان يقاومون الحق وينكرون الله، لذا لا يمكن لبيت الله أن يُبقي عليهم. لن يلعبوا دورًا إيجابيًا. وبغضّ النظر عما إذا كانوا يسعون ليصبحوا مسؤولين، فإن مُجرَّد تصريحاتهم، ومظاهرهم، وتصرفاتهم بوصفهم عديمي إيمان يمكن أن تُسبِّب اضطرابات ولن يكون لها تأثير إيجابي. بعض الإخوة والأخوات، عند اختبارهم لبيئات مُعيَّنة، يقولون: "هذه سيادة الله، ويجب علينا أن نخضع". هل يمكن لعديمي الإيمان أن يخضعوا؟ سيكون جيدًا بالفعل إذا لم يقفوا للإزعاج والمُعارضة. بل إنهم في قلوبهم يقولون: "لا تقولوا إن كلّ شيء هو سيادة الله. يجب أن يكون للناس بعض آرائهم الخاصّة وأن يكون لديهم بعض الاستقلالية؛ فلا تنسبوا كلّ شيء إلى سيادة الله!" إنهم لا يعيقون تقدم الآخرين فحسب، بل يقولون أيضًا بعض المغالطات الغامضة والمُخادعة لتضليل الناس. أليست هذه وقاحة؟ قد يكونون قادرين على القيام ببعض المناورات والحيل الذكية بين غير المؤمنين، لكن بيت الله هو المكان الخطأ لمحاولة القيام بهذه المناورات والحيل! بعض الناس يديرون عيادات يحبُّ الجميع الذهاب إليها لأنهم يقولون إن الحقن هناك لا تؤلم. لماذا لا تؤلم الحقن؟ يُغمَس طرف الإبرة في مُخدِّر، لذا فمن المُؤكَّد أنها لا تؤلم. هل هذه حركة حكيمة؟ (لا، إنها حركة خبيثة). ومع ذلك، يعتبرونها حركة حكيمة ويتباهون بها، مُعتقدين أنها تُظهِر قدرتهم ومهارتهم، قائلين: "كلّ ما تفعله هو التحدُّث عن الخضوع لله، وترتيب الله، وسيادة الله. هل لديك المهارات التي أمتلكها؟" أليست هذه وقاحة؟ (بلى). إنهم يتباهون حتى بمثل هذه الحيل الخبيثة! إن الأشخاص الذين يُضمِرون دوافع عديمي الإيمان ويتسلَّلون إلى الكنيسة هم أولئك الذين يجب إخراجهم من الكنيسة. لماذا؟ هؤلاء الناس، في قلوبهم، يُقاومون الحق وينفرون منه. بغضّ النظر عن غرضهم من الإيمان بالله، سواء كان شيئًا يمكنهم الاعتراف به علانية أم لا، فبناءً على جوهرهم بوصفهم عديمي الإيمان، يجب على الكنيسة إخراجهم أو طردهم. يتسلَّل عديمو الإيمان هؤلاء إلى الكنيسة لغرضٍ مُعيَّن، راغبين في إظهار مواهبهم، وتحقيق طموحاتهم، وتلبية رغباتهم داخل الكنيسة. إنهم يريدون استخدام المكان الثمين الذي هو الكنيسة وسيلةً لتحقيق هدفهم في امتلاك السلطة، والتباهي، وتضليل الناس والسيطرة عليهم. وبالنظر إلى غرضهم من الإيمان بالله، فهم قادرون على إزعاج شعب الله المُختار وعمل الكنيسة وعرقلتهما. لذا، يجب إخراج هؤلاء الأشخاص أو طردهم من بيت الله. يجب على القادة والعاملين أن يبصروا حقيقة جوهرهم بوصفهم عديمي إيمان. وسواء اعتمدتَ في ذلك على مظاهرهم أو على أقوالهم المتسقة حول الإيمان بالله، فما إن تستوعب الموقف وتُميِّز بوضوح أنهم عديمو الإيمان، يجب عليك رفضهم رفضًا قاطعًا دون تردُّد. ومهما كانت الطريقة أو الحكمة التي تستخدمها، ابحث عن أيّ وسيلة ممكنة لإبعادهم؛ هذا هو العمل الذي يجب على القادة والعاملين القيام به؛ إنه العمل الذي يجب عليهم الاضطلاع به. هذا أحد أنواع الأشخاص الذين يجب إخراجهم أو طردهم.

ب. البحث عن الجنس الآخر

إذًا، ما مظاهر النوع الثاني من الأشخاص الذين يجب إخراجهم أو طردهم؟ بعض الناس لم ينخرطوا قط في الإيمان بالله؛ لديهم فقط انطباع جيّد عنه. إنهم غير مهتمين بمعرفة ما يجب على المرء أن يسعى إليه أو يربحه من خلال الإيمان بالله. لقد سمعوا أن الأشخاص الذين يؤمنون بالله مُخلصون في أداء واجبهم وأبرياء تمامًا، لذا يريدون العثور على شريك عاطفي في الكنيسة، ثم الزواج وعيش حياة مستقرة. هذا هو مقصدهم وغرضهم، لذا يأتون إلى الكنيسة للعثور على شريكهم المثالي. عديمو الإيمان هؤلاء ليس لديهم أيّ اهتمام على الإطلاق بالإيمان بالله؛ إنهم لا يهتمون على الإطلاق بالخالق، أو الحق، أو نيل الخلاص، أو معرفة الله، أو القيام بالواجب، أو أيّ من هذه الأمور. وحتى لو تمكَّنوا من الفهم بعد سماع كلام الله والاستماع إلى العظات، فإنهم لا يريدون أن يأخذوا الأمر على محمل الجد. كلّ ما يريدونه هو العثور على شريك مثالي، وبالطبع، يأملون في مقابلة المزيد من الناس وتوسيع شبكة معارفهم. يأتون للإيمان بالله بهدف العثور على شريك مثالي. قد يقول بعض الناس: "كيف تعرف أن لديهم هذا الهدف؟ لم يقولوا أيّ شيء أو يذكروه لك!" إنهم يُظهرون ذلك من خلال سلوكهم. انظروا كيف يبحثون دائمًا عن الجنس الآخر عندما يقومون بواجباتهم أو يتواصلون مع شخصٍ ما. ما إن يعجبهم شخص ما، يستمرون في عقد شركة مع ذلك الشخص والاقتراب منه، ويستفسرون دائمًا عن معلوماته ويتعرَّفون عليه. هذه التصرفات والمظاهر غير العادية يجب أن تثير اهتمامًا كافيًا من القادة والعاملين، الذين يجب عليهم مراقبة مقاصدهم والغرض الذي يهدفون إلى تحقيقه؛ يجب عليهم التأكُّد مِمَنْ بشرَّهم بالإنجيل، ولماذا يسعون بشدّة للتواصل مع الجنس الآخر، ولماذا لديهم دائمًا ما يقولونه للجنس الآخر، ولماذا لديهم ولع خاص بالجنس الآخر، ولا سيما إظهار فضول واهتمام خاصّين بالأشخاص الذين يُعجبون بهم. مثل هؤلاء الأفراد لديهم انطباع جيّد عن أولئك الذين يؤمنون بالله. وحتى لو لم يكونوا مهتمين جدًا بالاجتماعات، أو الاستماع إلى العظات، أو عقد شركة حول كلام الله، أو إنشاد الترانيم، أو عقد شركة حول الاختبارات الشخصية، وأمور أخرى من هذا القبيل، فإنهم عمومًا لا يقولون أيّ شيء يُسبِّب إزعاجًا وعرقلةً. إنهم يُركِّزون فقط على العثور على شريك عاطفي ليعيشوا معه حياة طيبة. فإذا وجدوا شريكًا، فيمكنهم أن يتبعوه في الإيمان بالله؛ حتى لو لم يسعوا هم أنفسهم، فيمكنهم دعم شريكهم في الإيمان بالله. بعض الناس لديهم إنسانية مقبولة نسبيًا، وهم مُتعاونون، ويبذلون قصارى جهدهم ليكونوا ودودين ولطفاء. على سبيل المثال، يمكنهم أن يتسامحوا مع الآخرين، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة أولئك الذين يواجهون صعوبات في حلّها، أو أن يُقدموا بعض النصائح، وما إلى ذلك. إنهم لطفاء نسبيًا مع الآخرين ولا يُضمِرون أيّ ضغينة، لكن غرضهم وهدفهم في الإيمان بالله ليسا شريفين تمامًا. إنهم لا يسعون إلى الحق، ولا يقبلونه أيًّا كان مَنْ يعقد شركة عنه معهم. وبعد المتابعة لمدّة نصف عام أو عام أو عامين، لا يتغيَّرون. وعلى الرغم من أنهم لا يقولون أيّ شيء عن عدم الإيمان ولا يُسبِّبون أي إزعاجٍ أو عرقلة، إلا أنهم لا يُطوِّرون أيّ اهتمام بأمور الإيمان بالله. هل من اللائق أن يبقى مثل هؤلاء الأشخاص في الكنيسة؟ (كلا). هل يجب تصفية مثل هؤلاء الأشخاص؟ (نعم، يجب تصفيتهم أيضًا). ما السبب؟ (لأنهم غير مهتمين بالحق، وهم ليسوا مُستهدفين بالخلاص. إذا بقوا في الكنيسة وهم يبحثون دائمًا عن شريك، فسوف يزعجون الآخرين ويقودونهم إلى الإغواء؛ لن يلعبوا دورًا إيجابيًا). هذا هو الحال تمامًا. على سبيل المثال، بعض الناس يحبون أكل اللحم بشدّة. عندما يأكلون اللحم، ينسون عملهم. إذا لم يكن هناك لحم، يظلون قادرين على أداء بعض المهام الصحيحة، ولكن عندما يتوفَّر اللحم، يتأخر عملهم. ما اللحم بالنسبة لهم؟ (إغواء). بالضبط، إنه إغواء. إذًا، هل يمكن اعتبار أولئك الذين يبحثون دائمًا عن شريك مصدرًا للإغواء؟ (نعم). إنهم بالفعل مصدر للإغواء. يبنغي أن يُوضَّح الأمر لمثل هؤلاء الأشخاص: "ليس لديك إخلاص في الإيمان بالله أو في القيام بواجبك. لم تتمكَّن قط من الاندماج في الكنيسة ولم تُعتبر قط مؤمنًا حقيقيًا. خلال هذين العامين من التواصل، رأينا غرضك: أنت تريد فقط العثور على شريك في الكنيسة. ألا يضرُّ هذا الأشخاص الصالحين؟ الناس في الكنيسة غير مُناسبين لك. ثمّة الكثير من المُناسبين لك بين غير المؤمنين. اذهب وابحث عن شخص بين غير المؤمنين". المعنى الضمني هو أن نُخبره: "لقد رأينا حقيقتك. أنتَ لستَ من شعب الله المُختار. أنت لست شخصًا من بيت الله. لا يمكن اعتبارك أخانا أو أختنا". يجب إخراج مثل هؤلاء الأشخاص من الكنيسة، وفقًا لمبادئ بيت الله. بهذه الطريقة، يُخرَج هؤلاء الأشخاص الذين يبحثون بتهور عن شريك ويغوون الآخرين. أليس من السهل تمييز مثل هؤلاء الأشخاص؟ (بلى). هؤلاء الأشخاص هم أيضًا عديمو الإيمان. لديهم ولع طفيف بالكنيسة، وبالإيمان الديني، وبأولئك الذين يؤمنون بالله. إنهم يريدون فقط استغلال فرصة الإيمان بالله للعثور على شريك بين المؤمنين ليعيشوا معه ويخدمَهم بتفانٍ. أخبروني، هل مثل هذا الأمر ممكن؟ هل يجب أن نرضيهم؟ هل يجب على الكنيسة ترتيب مثل هذه الأمور؟ (كلا). الكنيسة ليست مُلزمة بإرضاء أهوائهم الشخصية. مهما كان مدى اعتقادهم بأن المؤمنين أناس صالحون، وأنهم سيكونون قادرين على عيش حياتهم بطريقة صحيحة مع هؤلاء المؤمنين، أو أن المؤمنين يمكنهم السير في الطريق الصحيح، فإن ذلك لا طائل منه؛ رأيهم لا يهمّ. ويمكن أيضًا العثور على مثل هؤلاء من عديمي الإيمان في معظم الكنائس. طريقة التعامل مع هؤلاء الأشخاص هي استخدام الأسلوب الذي عقدنا شركة حوله للتوّ، أو يمكنكم استخدام أساليب أفضل إذا وجدتم، ما دام يُتعامَل معهم وفقًا للمبادئ. يُصنَّف عديمو الإيمان هؤلاء ضمن مختلف أنواع الأشرار؛ هل هذا مبالغ فيه؟ (لا). هذه هي بالتحديد الطريقة التي نُعامِل بها عديمي الإيمان.

ج. تجنب الكوارث

ما الأنواع الأخرى من الأشخاص الذين يجب إخراجهم أو طردهم من الكنيسة؟ (نوع آخر هو أولئك الذين يؤمنون بالله فقط لتجنُّب الكوارث). إن الإيمان بالله فقط لتجنُّب الكوارث هو أيضًا غرض لدى الناس للإيمان. أليس لدى معظم الناس الذين يؤمنون بالله هذا النوع من الغش أيضًا؟ (بلى). إذًا كيف يجب أن نُميِّز بين أيّ الأشخاص يجب إخراجهم أو طردهم بسبب هذا، وأي الأشخاص يظهرون فقط استعلانًا طبيعيًا للفساد ولا ينبغي إخراجهم أو طردهم؟ بالنسبة لغالبية الناس، فإن عقيدتهم ممزوجة بدافع الإيمان بالله لتجنُّب الكوارث؛ هذه حقيقة. من بين أولئك الذين يؤمنون بالله لتجنُّب الكوارث، يجب عليكم تمييز عديمي الإيمان الذين يستوفون معايير الإخراج أو الطرد. على سبيل المثال، مثل هؤلاء الأشخاص، عندما يرون أن الكوارث بدأت تزداد سوءًا، يبدؤون في حضور الاجتماعات بشكل أكثر تواترًا ويستعيدون بسرعة كتب كلام الله التي كانوا قد أعادوها سابقًا إلى الكنيسة، قائلين إنهم يريدون الإيمان بالله بجدية الآن. ولكن ما إن تمرَّ الكوارث أو تهدأ، يعودون إلى القيام بالأعمال التجارية وكسب المال، ويحجبون جميع وسائل الاتصال حتى لا يتمكَّن الإخوة والأخوات من العثور عليهم أو الوصول إليهم لحضور الاجتماعات. عندما تحلّ الكوارث، يبحثون بنشاط عن الإخوة والأخوات، ولكن عندما تنتهي الكوارث، يصبح من الصعب جدًا على الإخوة والأخوات العثور عليهم، ونادرًا جدًا ما يتمكَّن أيّ شخص من التواصل معهم. أليست هذه المظاهر واضحة تمامًا؟ (بلى). عندما لا تكون ثمّة كارثة، يقولون: "يحتاج الناس إلى أن يعيشوا حياة طبيعية. علينا أن نمضي في أيامنا. يجب أن أطبخ في المنزل كلّ يوم، ويجب أن آخذ الأطفال من وإلى المدرسة، لذا في بعض الأحيان لا أستطيع حضور الاجتماعات. إضافةً إلى ذلك، تتطلَّب الحياة المال؛ يجب دفع جميع نفقات المعيشة. لا يمكننا البقاء على قيد الحياة دون كسب المال. في هذا العالم، لا يمكن لأحد أن يتدبَّر أمره بدون مال. الإيمان بالله يجب أن يكون عمليًا!" إنهم يتحدَّثون بشكلٍ معقولٍ ويُقدِّمون أسبابًا وافرة، ويُركِّزون تمامًا على كسب المال والمضي في أيامهم، ويحضرون الاجتماعات من حين لآخر فقط، ونادرًا ما يقرؤون كلام الله. موقفهم من الإيمان بالله فاتر، ليس باردًا ولا حارًا. عندما تحلّ الكارثة، يقولون: "أوه، لا يمكنني أن أكون بدون الله؛ أنا بحاجة إلى الله! يجب أن أصلي إلى الله وأدعوه كلّ يوم! أنا لا أحاول تجنُّب الكوارث؛ الشيء الأهمّ هو أنني لا أستطيع العيش بدون الله في قلبي. إن عيش حياة طيبة بدون الله في قلبي لا يزال يُشعِرني بالفراغ!" لا يمكنهم قول كلمة واحدة تُظهِر أيّ معرفة بالله؛ كلّ ما يقولونه كلمات لتبرير أفعالهم وسلوكهم. إنهم لا يعرفون عدد الكتب التي يُوزِّعها بيت الله على الجميع؛ لا يعرفون إلى أيّ موضوع وصلت العظات؛ ولا يعرفون أيّ الحقائق تُعقَد شركة حولها حاليًا في حياة الكنيسة. إنهم يحضرون اجتماعًا مرة كلّ ستة أشهر أو مرة كلّ عام. وعندما يحضرون، يقولون: "غير المؤمنين فظيعون جدًا. المجتمع غير عادل. هذا العالم شرير. بذل الجهد لكسب المال صعب جدًا! إن حِمل الله على الناس خفيف...". إنهم يستمرّون في الحديث عن هذه الأشياء عديمة الفائدة التي لا علاقة لها بمواضيع ومحتوى شركة الاجتماع. يقولون بضع كلماتٍ فارغة في صلاتهم وبضع كلماتٍ سطحية عن الإيمان بالله ثم يعتبرون أنفسهم مؤمنين، ويشعرون بالراحة في قلوبهم وبالسلام. هل هذا إيمان بالله؟ أيّ نوع من البائسين هم مثل هؤلاء الأشخاص؟ إذا سألتَه أحدهم: "لماذا لا تحضر الاجتماعات بانتظام؟" يقول: "ظروفي لا تسمح بذلك. هذه هي البيئة التي رتَّبها الله لي، ويجب أن أخضع". كم تبدو هذه الكلمات جميلة! يقول أيضًا: "انظر، لقد رتَّب الله لي هذه البيئة. عائلتي بأكملها تعتمد عليَّ في قوت يومها، لذا يجب أن أكسب المال لأتدبَّر أمري! في الوقت الحالي، كسب المال هو المهمة التي أوكلها لي الله". إنهم يعجزون تمامًا عن ذكر قيامهم بواجبهم، وكذلك مسؤولياتهم والتزاماتهم بوصفهم كائنات مخلوقة، فضلًا عن ذكر كيفية ممارسة كلام الله؛ فقط من حين لآخر يحضرون اجتماعًا ويُقدِّمون تقدمة من بضعة يوانات، مُعتقِدين أنهم قدَّموا مساهمة لبيت الله. وثمّة آخرون، عندما يمرض أطفالهم، يصلون إلى الله، وبعد بضعة أيام، عندما يتحسَّن أطفالهم، يُقدِّمون بسرعة تقدمة من بعض المال إلى الكنيسة ثم يختفون مرّةً أخرى. في كلّ مرة يتفاعلون فيها مع الإخوة والأخوات، لا يعقدون شركة أبدًا عن الحق، ولا يقرؤون كلام الله. وعندما لا تكون ثمّة كوارث أو مصائب، لا يصلون أبدًا لله. محادثاتهم اليومية تدور دائمًا حول تفاهات منزلية، ونزاعات حول الصواب والخطأ، والحياة الجسدية، ومُختلف الظواهر الاجتماعية، ومُختلف الأشياء التي يرونها ويسمعونها؛ نادرًا ما يعقدون شركة حول كلام الله ولا ينطقون أبدًا بكلمةٍ صادقةٍ تتعلق بالإيمان بالله. إنهم يحتفظون بمكانهم في الكنيسة فقط لطلب رعاية الله وحمايته. هذه هي طريقتهم في الإيمان بالله؛ إنهم يطلبون السلام والبركات فقط دون السعي إلى الحقّ على الإطلاق. ليس لديهم أيّ اهتمام بالحق على الإطلاق. إنهم يريدون فقط اكتساب المنافع، والنعمة، والبركات من الإيمان بالله. إنهم لا يهتمون بالحياة الآتية لأنهم لا يستطيعون رؤيتها ولا يؤمنون بها على الإطلاق. إنهم يريدون فقط التمتُّع بنعمة الله في هذه الحياة وتجنُّب كلّ الكوارث. وبما أن الله والكنيسة هما ملجأهم، فكلّما حضروا الاجتماعات، يكون ذلك حتمًا عندما يواجهون صعوبات أو كوارث. هل مثل هؤلاء الأشخاص مؤمنون مُخلصون بالله؟ (كلا). ما نوع هؤلاء الأشخاص؟ (انتهازيون وعديمو الإيمان). هؤلاء عديمو الإيمان يريدون استخدام الكنيسة لتجنُّب الكوارث. هل ينبغي السماح لمثل هؤلاء الأشخاص بالبقاء في الكنيسة؟ (لا). عندما يأتون إلى الاجتماعات، فإنهم يُزعجون الآخرين ويُضايقونهم داخليًا. معظم الناس مُهذَّبون للغاية ويشعرون بالحرج من محاولة كبحهم، لذا يتركونهم يثرثرون ويزعجون أكل الجميع وشربهم لكلام الله. ماذا يجب على القادة والعاملين أن يفعلوا في هذه المرحلة؟ ألا ينبغي لهم تحمُّل مسؤولية تقييد مثل هؤلاء الأشخاص، وحماية مصالح الأغلبية، والحفاظ على حياة الكنيسة الطبيعية؟ (بلى). يمكنك استعادة كتب كلام الله منهم ونصحهم بمغادرة الكنيسة. ثمّة طرق مختلفة لإقناع شخص ما بمغادرة الكنيسة؛ يمكنكم ابتكار طرقكم الخاصّة. فقط تأكَّدوا من أنهم لا يستطيعون الاتصال بالإخوة والأخوات بعد الآن. لنفترض أن شخصًا ما يقول: "هذا الشخص صالح. إنه يتحدَّث فقط عن بعض التفاهات المنزلية في الكنيسة، لكنه لا يُزعِج عمل الكنيسة أو يؤثر على أدائنا للواجب، لذا يجب أن نكون متسامحين! في الإيمان بالله، ألا ينبغي لنا أن نتسامح ونتحمَّل جميع أنواع الناس؟ يريد الله الخلاص لجميع الناس، ولا يريد أن يُعاني أحد من الهلاك". حينئذٍ، يجب عليك أن تُفكِّر فيما إذا كانوا هدفًا للخلاص. إذا لم يكونوا كذلك، ألا ينبغي لنا أن نُميِّزهم ونخرجهم؟ (بلى). يقول بعض الناس: "أنا مُهذَّب جدًا؛ سأشعر بالحرج من محاولة إقناعهم بمغادرة الكنيسة". هذه المشكلة سهلة الحلّ. إذا كنتَ ببساطة لا تتواصل معهم، فلن يزعجوك أو يُقيِّدوك. وحتى لو قابلتَهم، فلستَ بحاجةٍ للتفاعل معهم. لا داعي للتحدُّث معهم عن أمور الإيمان بالله؛ فقط عاملهم على أنهم غير مؤمنين. يقول بعض الناس: "ألا يمكننا مساعدتهم بمحبّة وعقد شركة حول الحقّ الذي نفهمه معهم؟" بالنسبة لمثل هؤلاء عديمي الإيمان، إذا كان لديكَ حقًا محبّة، فيمكنك أن تُجرِّب ذلك. إذا استطعتَ حقًا تغييرهم، فلا داعي لإخراجهم أو طردهم. ويقول بعض الناس: "لن أضيع جهدي. مساعدتهم لا طائل منها، مثل إعطاء خنزير حمامًا؛ مهما بلغ مدى نظافة غسله، فإنه سيظل يذهب ويتمرغ في الوحل. هذا هو بالضبط نوع المخلوق الذي هو عليه؛ لن يتغيَّر!" إذا كنتَ تستطيع فهم هذا، فأنتَ على حق. هل ستظلّ تعقد شركة عن الحق مع مثل هؤلاء عديمي الإيمان لمساعدتهم؟ هل ستظلون تقومون بهذا العمل الذي لا طائل منه؟ (لا). في هذه المرحلة، تدركون أنكم كنتم حمقى ولم تُبصروا حقيقة الناس. لا يمكن لعديمي الإيمان أن يتغيَّروا. هؤلاء الأشخاص يعرفون أيضًا أن أولئك الذين يؤمنون بالله يعملون أعمال الخير ويتجنبون فعل السيئات، وأنهم لا يتنمَّرون على الآخرين أو يخدعونهم. لديهم انطباع جيد عن أولئك الذين يؤمنون بالله، لذا يتنكَّرون تحت راية "الإيمان بوجود الله" و"الإيمان بالله صالح" ويتسلَّلون إلى الكنيسة، ما يجعل الناس يُفكِّرون فيهم على أنهم أخ أو أخت. بعض الناس ينخدعون بالفعل بهذا، ويعتبرونهم حقًا أخًا أو أختًا، وغالبًا ما يزورونهم ويساعدونهم. وفقط بعد مرور زمنٍ طويلٍ، يدركون: "هذا الشخص يأتي إلى الكنيسة فقط عندما يواجه كوارث أو صعوبات، قائلًا أشياء عديمة الفائدة ولا معنى لها. عندما تسير الأمور بسلاسة ويكون كلّ شيء على ما يرام بالنسبة له، وعندما تكون حياته جيّدة، فإنه يتجاهل الجميع. لو علمنا في وقتٍ سابقٍ أنه كان وغدًا هكذا، لما ساعدناه أو بذلنا كلّ هذا الجهد!" هل يفيد الشعور بالندم الآن؟ لقد فات أوان الندم؛ لقد تحدَّثتَ بالفعل كثيرًا عبثًا! باختصار، يجب تمييز مثل هؤلاء عديمي الإيمان، والتعامل معهم، وإخراجهم من الكنيسة في أقرب وقتٍ ممكن. لا تعتبرْهم إخوة وأخوات؛ فهم ليسوا إخوة وأخوات. فقط الأشخاص الذين يختارهم الله هم الإخوة والأخوات؛ فقط أولئك الذين يمكن أن يُخلَّصوا والذين يسعون إلى عبادة الله هم الإخوة والأخوات. أولئك الذين يتسكَّعون في بيت الله لتجنُّب الكوارث ويتمتَّعون بنعمة الله بجشع دون قبول الحق هم عديمو الإيمان. إنهم ليسوا إخوة وأخوات، وبالتأكيد ليسوا شعب الله المُختار. هل تفهمون؟ يجب معاملة مثل هؤلاء عديمي الإيمان وفقًا للمبادئ؛ يجب التخلُّص منهم كما ينبغي. هذه مسؤولية القادة والعاملين، وهو أيضًا مبدأ يجب أن يكون واضحًا لكلّ واحدٍ من شعب الله المُختار.

23 أكتوبر 2021

السابق:  مسؤوليات القادة والعاملين (21)

التالي:  مسؤوليات القادة والعاملين (23)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger