مسؤوليات القادة والعاملين (21)
كيفية التفريق بين أضداد المسيح وبين الناس الذين لديهم شخصية أضداد المسيح
التفريق بينهم بناءً على مواقفهم تجاه الحق
اليوم سنواصل عقد شركة حول مسؤوليات القادة والعاملين. قبل البدء رسميًا في الشركة، فلنراجع أحد المواضيع المُتعلِّقة بأضداد المسيح التي عُقِدت شركة عنها سابقًا: كيفية التفريق بين الناس الذين لديهم شخصية أضداد المسيح وأولئك الذين لديهم جوهر أضداد المسيح، وما الفروق بين هذين النوعين من الناس. أولاً، سنعقد شركة حول كيفية تمييز أضداد المسيح؛ هذا ليس صعبًا للغاية. أولاً وقبل كلّ شيء، ينبغي أن ترى بوضوح ما المظاهر المُميّزة الواضحة التي يُظهِرها أولئك الذين هم أضداد للمسيح، حتى تتمكَّن من تحديد هوية ضدّ المسيح الحقيقي في وقتٍ قصير، وتحديد أنه بالتأكيد ليس شخصًا لديه فقط شخصية أضداد المسيح أو شخصًا يسير في طريق أضداد المسيح. بهذه الطريقة، سيكون لديك تمييز لأضداد المسيح ولن يُضلِّلوك، أو يُوقِعوا بك، أو يسيطروا عليك بعد الآن. الآن الشيء الأهمّ أن تكون قادرًا على التفريق بين الفروق الواضحة في الأشخاص ذوي جوهر طبيعة أضداد المسيح وأولئك الذين لديهم شخصية أضداد المسيح. لتمييز هذين النوعين من الناس، يجب عليك أولًا استيعاب سماتهم الرئيسة. بعض الناس يستوعبون فقط استعلانات فساد أضداد المسيح في الحياة اليومية، مثل ميولهم لتأكيد مكانتهم وإلقاء المحاضرات على الآخرين، لكنهم لا يستطيعون تمييز جوهر طبيعة أضداد المسيح. هل هذا مقبول؟ (لا). ثمّة أيضًا أولئك الذين يقولون إن أبرز مظاهر أضداد المسيح هي غطرستهم وغرورهم، ويصفون جميع الأشخاص المتغطرسين والمغرورين بأنهم أضداد المسيح. هل هذا صحيح؟ (لا). لماذا ليس صحيحًا؟ لأن الغطرسة والغرور ليسا أبرز مظاهر أضداد المسيح؛ إنها شخصيات فاسدة يشترك فيها جميع البشر الفاسدين. كلّ شخص لديه شخصية متغطرسة ومغرورة، لذا فإن وصف جميع الأشخاص المتغطرسين والمغرورين بأنهم أضداد المسيح هو خطأ فادح. إذًا، فما المظاهر التي تُعدّ من المظاهر الجوهرية لأضداد المسيح، والتي يمكن أن تُوضِّح الفروق الجوهرية بين أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح من النظرة الأولى، وتُمكِّن المرء من تمييز أن جوهري هذين النوعين من الناس مختلفين، وأنه يجب معاملة مثل هؤلاء الأشخاص بشكلٍ مُختلف؟ في جوانب معينة، مثل الأفعال، والسلوكيات، والشخصيات، هل بين هذين النوعين من الناس أوجه تشابه وتماثلات؟ (أجل). إذا لم تُلاحِظ بعناية، أو تُميِّز بجدية، أو لم يكن لديك فهم وتمييز دقيقان لشخصية هذين النوعين من الناس وجوهرهما في قلبك، فمن السهل جدًا معاملتهم كما لو كانا من النوع نفسه. قد تُخطئ حتى في اعتبار ضد المسيح شخصًا لديه شخصية أضداد المسيح والعكس صحيح، أيّ أنه من السهل إصدار هذا النوع من الأحكام الخطأ. إذًا، فما هي السمات والفروق الرئيسة بين هذين النوعين من الناس التي يمكن أن تسمح للمرء بالتمييز بأدلة قاطعة بين مَنْ هو ضدّ المسيح ومَنْ هو الشخص الذي لديه شخصية أضداد المسيح؟ لا ينبغي أن تكونوا غير مُعتادين على هذا الموضوع، لذا فلنسمع أفكاركم. (أحد الجوانب المُستخدَمة للتفريق بين أضداد المسيح وبين الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح يكون من خلال موقفهم تجاه الحقّ؛ وجانب آخر من خلال إنسانيتهم. في موقفهم تجاه الحقّ، يكره أضداد المسيح الحقّ ولا يقبلونه على الإطلاق. مهما بلغت الأعمال الشريرة التي يرتكبونها والتي تُسبِّب العراقيل والإزعاجات، ومهما كانت كيفية عقدك شركة معهم أو تهذيبك لهم، فإنهم لا يعترفون بذلك ويعاندون في عدم التوبة. قد يرتكب الأشخاص ذوو شخصية أضداد المسيح أيضًا أشياء خطأ عندما لا يفهمون الحقّ أو يستوعبون المبادئ، ولكن عندما يُهذَّبون، يمكنهم قبول الحقّ، والتأمل في أنفسهم ومعرفتها، ويكونون قادرين على الشعور بالندم والتوبة. من منظور موقفهم تجاه الحقّ، فإن جوهر أضداد المسيح هو أنهم يكرهون الحقّ، بينما يمكن للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح قبول الحقّ. من منظور إنسانيتهم، أضداد المسيح هم أشخاصٌ أشرارٌ ليس لديهم حس الضمير أو حس الخزي، بينما الأشخاص ذوو شخصية أضداد المسيح لديهم حس الضمير وحس الخجل). لقد ذكرتم سمتين؛ هل سبق عقد شركة عن هذا المحتوى من قبل؟ هل تُعتبر هذه سمات واضحة؟ (أجل). مواقف أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح تجاه الحقّ مُختلفة تمامًا. هذه نقطة مهمة جدًا، ومظهر ذو سماتٍ واضحة. أضداد المسيح ينفرون من الحقّ ولا يقبلونه على الإطلاق. يُفضلون الموت على الإقرار بأن كلام الله هو الحقّ. مهما كانت كيفية عقدك شركة عن الحقّ، فإنهم يقاومونه داخليًا وينفرون منه. بل قد يلعنونك من داخلهم، ويسخرون منك، ويحتقرونك، ويعاملونك بازدراء. أضداد المسيح عدوانيون تجاه الحقّ؛ هذه سمة واضحة. وما سمات الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح؟ لكي نكون دقيقين وموضوعيين، يمكن للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح مع بعض الضمير والعقل أن يُغيِّروا مفاهيمهم ويقبلوا الحقّ من خلال عقد الآخرين شركة عن الحقّ معهم. إذا هُذِّبوا، فيمكنهم أيضًا الخضوع. أيّ، ما دام الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح يؤمنون بالله بإخلاص، فإن معظمهم يمكنهم قبول الحقّ بدرجات متفاوتة. باختصارٍ، يمكن للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح قبول الحقّ والخضوع من خلال وسائل مثل قراءة كلام الله بأنفسهم، وقبول تأديب الله واستنارته، أو تهذيب الإخوة والأخوات ومساعدتهم ودعمهم. هذه سمة واضحة. ومع ذلك، فإن أضداد المسيح مختلفون. مهما كان مَنْ يعقد شركة حول الحقّ، فإنهم لا يستمعون ولا يخضعون. لديهم موقف واحد فقط: يُفضِّلون الموت على قبول الحقّ. بغض النظر عن كيفية تهذيبك لهم، فلا يجدي نفعًا. حتى لو عقدت شركة عن الحقّ بأوضح ما يمكن، فإنهم لا يقبلونه؛ بل يقاومونه داخليًا ويشعرون بالنفور منه. هل يمكن لشخص لديه مثل هذه الشخصية التي تكره الحقّ أن يخضع لله؟ بالتأكيد لا. لذلك، فإن أضداد المسيح أعداء الله، وهم أشخاص لا يمكن خلاصهم.
التفريق بينهم بناءً على إنسانيتهم
لقد ذكرتم الآن أيضًا سمة أخرى للتفريق بين أضداد المسيح والأشخاص الذين لديهم شخصية أضداد المسيح، وهي من منظور الإنسانية. من يود أن يعقد شركة أكثر حول هذه السمة؟ (لدى أضداد المسيح إنسانية خبيثة للغاية؛ إذ يمكنهم قمع الناس وتعذيبهم، ومهما بلغ مقدار الشر الذي يرتكبونه، لا يعرفون كيف يتوبون). هذا صحيح، السمة الرئيسية لأضداد المسيح هي إنسانيتهم الخبيثة، ووقاحتهم، وافتقارهم إلى الضمير والعقل. مهما بلغ مقدار الأعمال الشريرة التي يرتكبونها في الكنيسة أو مقدار الضرر الذي يُلحِقونه بعمل الكنيسة، فإنهم لا يعتقدون أنه مخزٍ، ولا يعتبرون أنفسهم خطاةً. سواء كشفهم بيت الله أو هذَّبهم الإخوة والأخوات، فإنهم يظلون غير متأثرين، ولا يشعرون باللوم أو الانزعاج. هذا هو مظهر أضداد المسيح من حيث الإنسانية. سماتهم الرئيسة الافتقار إلى الضمير والعقل، والافتقار إلى الخزي، وشخصية شرسة للغاية. أيّ شخص يمس مصالحهم يحكمون عليه ويعذبونه، ولديهم رغبة قوية للغاية في الانتقام، ولا يرحمون أحدًا، ولا حتى أقاربهم. إلى هذا الحد أضداد المسيح شرِسون. من ناحية أخرى، الأشخاص ذوو شخصية أضداد المسيح، مهما بلغ مقدار الفساد الذي يعلنون عنه، فإنهم ليسوا بالضرورة أشرارًا. مهما كانت عيوبهم أو نقائصهم في إنسانيتهم، أو الأخطاء التي يمكن أن يرتكبوها، أو في أيّ النواحي يمكن أن يفشلوا ويتعثَّروا، فيمكنهم التأمل في أنفسهم وتعلُّم الدروس بعد ذلك. عندما يواجهون التهذيب، يكونون قادرين على الاعتراف بأخطائهم والشعور بالندم؛ وعندما ينتقدهم الإخوة والأخوات أو يكشفونهم – فعلى الرغم من أنهم قد يحاولون الدفاع عن أنفسهم قليلًا ويكونون غير راغبين في الاعتراف بذلك في ذلك الوقت – فإنهم في الواقع قد اعترفوا بالفعل بخطئهم في قلوبهم وخضعوا. هذا يُثبِت أنهم لا يزالون قادرين على قبول الحقّ ويمكن إصلاحهم. عندما يرتكبون أخطاء أو يواجهون أيّ مشكلات، فلا يزال بإمكان ضميرهم وعقلهم العمل؛ إنهم واعون، وليسوا مُتبلِّدي الإحساس وغير مبالين، أو عنيدين ويرفضون الاعتراف بالأشياء. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن هذا النوع من الأشخاص لديه شخصية أضداد المسيح، إلا أنهم متعاطفون نسبيًا وأكثر لطفًا إلى حدٍ ما. عندما يواجهون مسائل مختلفة، يُمكن وصف السمات التي يُظهِرونها من حيث الإنسانية – بالطريقة الأنسب والأسهل للفهم – بأنها معقولة نسبيًا. إذا هُذِّبوا بشدّة، فقد يشعرون على الأكثر ببعض الاستياء في قلوبهم، ولكن بالنظر إليه من مظهر إنسانيتهم، يمكن ملاحظة أنهم لا يزالون يعرفون الخزي، وأن ضميرهم قادر على تبكيتهم، وأن عقلهم يمكن أن يفرض تأثيرًا مُقيِّدًا مُعينًا. إذا تسبَّبوا في خسائر لمصالح بيت الله أو ألحقوا الأذى بأيٍّ من الإخوة أو الأخوات، فإنهم يشعرون دائمًا بعدم الارتياح في داخلهم ويشعرون بأنهم خذلوا الله. تُعلَن هذه المظاهر بدرجاتٍ متفاوتةٍ مِنْ قبل الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح. حتى لو لم يقوموا على الفور بالتكفير عن ذنوبهم أو اتخاذ الخيارات الصحيحة والممارسة بشكل صحيح بعد وقوع الأمور، فلا يزال لدى هؤلاء الناس شعورٌ بالوعي في قلوبهم. ضميرهم يبكتهم؛ يعرفون أنهم ارتكبوا خطأً ولا ينبغي لهم التصرُّف بهذه الطريقة مرة أخرى، ويشعرون أيضًا بأنهم ليسوا أشخاصًا صالحين – بشكلٍ خفي، يمكن أن تنتابهم جميعًا هذه المشاعر. علاوة على ذلك، بمرور الوقت، ستتحوَّل حالتهم، وسيكون لديهم توبة حقيقية. سيشعرون بندمٍ عميقٍ، ويندمون على أنهم لم يتخذوا في البداية الخيارات الصحيحة أو يمارسوا بشكل صحيح. هذه المظاهر هي بالتحديد المظاهر الأكثر شيوعًا واعتيادًا للبشر الفاسدين. ومع ذلك، فإن أولئك الذين هم أضداد المسيح مُميّزون؛ إنهم ليسوا بشرًا بل أبالسة. مهما مر من وقت بعد ارتكابهم للشر أو الخطيئة، فليس لديهم أيّ ندم على الإطلاق؛ بل يظلون عنيدين، ومُصرّين حتى النهاية. يمكن للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح الخضوع عندما يواجهون تهذيبًا عاديًا. عند مواجهة تهذيب شديد، قد يدافعون عن أنفسهم، وينكرون الأشياء، ويرفضون قبولها في ذلك الوقت، لكنهم يقدرون فيما بعد على التأمل في أنفسهم ومعرفتها، والشعور بالندم والتوبة. حتى لو سخر منهم شخصٌ ما وحكم عليهم بأنهم بلا إنسانية، فقد يشعرون بالألم في قلوبهم لكنهم لن يُقاموا أو يعاملوا ذلك الشخص كعدو. يمكنهم أيضًا فهم الشخص الآخر، مُفكِّرين: "أنا لا ألوم إلا نفسي على ارتكاب ذلك الخطأ؛ مهما عاملني الآخرون فليس سوى ما أستحق". هذه المظاهر تُعلن عن نفسها بدرجاتٍ متفاوتة في مختلف الناس. باختصار، هذه الاستعلانات هي المظاهر الطبيعية والعادية للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح، الأشخاص ذوي الشخصيات الفاسدة، وهنا يكمن اختلافهم الواضح عن أضداد المسيح. من خلال المظاهر المُختلفة لهاتين الحالتين، يتضح على الفور أيّ الأفراد هم أشرار وأضداد المسيح، وأيّهم مُجرّد أشخاص لديهم شخصية أضداد المسيح ولكنهم ليسوا أشرارًا.
التفريق بينهم بناءً على ما إذا كانوا يتوبون حقًا أم لا
ذُكِر للتوّ جانبان من الفروق بين أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح: الجانب الأول هو موقفهم تجاه الحقّ؛ موقف الناس تجاه الحقّ هو موقفهم تجاه الله. في هذا الجانب، ثمّة تمييز واضح بين هذين النوعين من الناس. ثانيًا، من حيث الإنسانية، بين هذين النوعين من الناس أيضًا فرقٌ جوهريٌ واضح. هاتان السمتان واضحتان جدًا؛ إنهما نوعان مختلفان تمامًا من الناس. إلى جانب هذين الفرقين، ثمّة جانب آخر يتعلَّق بمدى وجود أيّ مظهر من مظاهر التوبة بعد ارتكاب الشر. في حالة أولئك الذين هم أضداد للمسيح، فمهما كانت الأعمال الشريرة التي يرتكبونها – سواء أكانوا يُعذِّبون الناس، أو يؤسسون ممالك مستقلة، أو يتنافسون مع الله على المكانة، أو يسرقون التقدمات، أو أيّ شيء آخر – حتى لو كُشِفوا مباشرةً، فإنهم لا يعترفون بهذه الأعمال. إذا لم يعترفوا بها، فهل يمكنهم التوبة؟ إنهم يُفضِّلون الموت على التوبة. إنهم لا يقبلون حقائق أعمالهم الشريرة. حتى لو أدركوا أن الكشف دقيق تمامًا، فإنهم يُقاومونه ويُعارضونه. لن يتأملوا أبدًا فيما إذا كانوا على الطريق الخطأ أو يقولوا: "لقد وُصفت كضدّ للمسيح. هذا خطير جدًا، وأحتاج إلى التوبة". ليس لديهم إطلاقًا هذا النوع من الأفكار في أذهانهم. إنسانيتهم لا تمتلك هذه الصفات. لذلك، لدى أضداد المسيح سمة واضحة: مهما بلغ عدد السنوات التي يؤمنون فيها بالله، فإنهم لا يقبلون الحقّ على الإطلاق ولا يُظهِرون أيّ تغيير حقيقي. عندما يبدأون في الإيمان بالله لأول مرّة، يحبون التميز في الحشد، والتنافس على السلطة والربح، وتعذيب الناس، وتكوين جماعات مغلقة وتقسيم الكنيسة. هدفهم من محاولة الاستيلاء على السلطة هو أن يعيشوا عالة على الكنيسة ويؤسسوا مملكة مستقلة. بعد ثلاث إلى خمس سنوات من الإيمان، عندما تراهم مرّةً أخرى، فإنهم لا يزالون يُظهِرون هذه المظاهر والسمات نفسها دون أيّ تغيير. حتى بعد ثماني أو عشر سنوات، يظلون على حالهم. يقول بعض الناس: "ربما يتغيرون بعد 20 عامًا من الإيمان!" هل يمكنهم التغيير؟ (كلا). لن يتغيَّروا. يُظهِرون هذه المظاهر نفسها، سواء كانوا يتفاعلون مع عدد قليل من الأفراد أو مع الأغلبية، سواء كانوا يقومون بواجباتٍ عادية أو يتصرَّفون كقادة أو عاملين. لا يتوبون أبدًا أو يتراجعون، ويصرّون على الطريق نفسه حتى النهاية. لن يتوبوا إطلاقًا. هكذا هم أضداد المسيح. أما بالنسبة إلى الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح، حتى لو لم يكن بعضهم أشرارًا، فإن لديهم أيضًا شخصيات فاسدة. يعلنون عن الغطرسة، والخداع، والأنانية، والدناءة، وأنواع أخرى من الفساد. يُظهِرون أيضًا إنسانية سيئة. عندما يبدأون في الإيمان بالله لأول مرة، يريدون أيضًا التنافس على الشهرة والربح، والتميُّز لكسب إعجاب الناس، ولديهم طموحات ورغبات في أن يكونوا قادة ويستولوا على السلطة. هذه المظاهر موجودة بدرجاتٍ متفاوتةٍ في البشر الفاسدين ولا تختلف كثيرًا عن مظاهر أضداد المسيح. ومع ذلك، في عملية الإيمان بالله، يتوصلون إلى فهم بعض الحقائق من خلال اختبار دينونة كلام الله وكشفه، ويقلّ إعلانهم عن هذه الشخصيات الفاسدة شيئًا فشيئًا. لماذا يقلّ الإعلان عن هذه الشخصيات الفاسدة شيئًا فشيئًا؟ لأنه بعد فهم الحقّ، يدركون أن هذه السلوكيات والمظاهر هي استعلانات عن الشخصيات الفاسدة. عند هذه النقطة فقط، يصبح ضميرهم واعيًا، ويرون أنهم فاسدون بشدّة وأنهم يفتقرون بالفعل إلى شبه الإنسان. ثم يصبحون على استعدادٍ للسعي إلى الحقّ والتفكير في كيفية التخلُّص من هذه الشخصيات الفاسدة، وكيف يمكنهم التحرُّر من عبوديتها، وأن يصبحوا أشخاصًا يسعون إلى الحقّ ويمارسونه. ما هذا المظهر؟ أليست هذه توبة تدريجية؟ (بلى). في عملية اختبار عمل الله، يكتشفون مشكلاتهم، ويتعرَّفون على شخصياتهم الفاسدة، ويفهمون حالاتهم المختلفة. يتعرّفون أيضًا على جوهر إنسانيتهم، ويزداد وعي ضميرهم؛ فيشعرون بشكلٍ متزايدٍ بأنهم فاسدون بشدة وغير صالحين لاستخدام الله وبأنهم قد استحقوا كره الله لهم، ويمقتون أنفسهم في داخلهم. دون وعي، يتوبون تدريجيًا في أعماق قلوبهم، ومع هذه التوبة، تحدث بعض التغييرات الطفيفة، تغييرات طفيفة يمكن رؤيتها في سلوكهم. على سبيل المثال، في البداية، عندما كان أحدهم يكشف مشكلاتهم، كانوا يشعرون بالاستياء، ويثورون غضبًا مشوبًا بالحرج، ويحاولون شرح أنفسهم وتبريرها، ويبذلون قصارى جهدهم لإيجاد أعذار وأسباب مختلفة للدفاع عن أنفسهم. ومع ذلك، من خلال الاختبارات المستمرة، يبدأون في إدراك خطأ هذا السلوك، ويبدأون في تصحيح هذه الحالة والسلوك، ويعملون بجد لقبول وجهات النظر الصحيحة، ويسعون جاهدين للتعاون المنسجم مع الآخرين. عندما تُصيبهم الأمور، يتعلَّمون الطلب من الآخرين وعقد شركة معهم، ويتعلَّمون التواصل من القلب والتعايش بودٍ مع الآخرين. هل هذه مظاهر للتوبة؟ (نعم). بعد الإيمان بالله، يكتسبون تدريجيًا فهمًا حقيقيًا لبعض شخصيات أضداد المسيح وسلوكياتهم ومظاهرهم التي يُعلنون عنها. ثم يتخلَّصون تدريجيًا من شخصياتهم الفاسدة، ويتمكَّنون من نبذ طرق حياتهم الخاطئة السابقة، والتخلِّي عن السعي إلى الشهرة والمكانة، ويكونون قادرين على التصرف، والسلوك، والقيام بواجبهم وفقًا لمبادئ الحقّ. كيف يتحقَّق مثل هذا التغيير؟ هل يتحقَّق من خلال قبول الحقّ وتحويل أنفسهم والتوبة باستمرار؟ (أجل). تتحقَّق كلّ هذه الأشياء في عملية التوبة المستمرة. بعد ذلك، تتحسَّن حالتهم بالتأكيد، وتنمو قامتهم أيضًا مع تعمُّق اختباراتهم، وعندما تُصيبهم الأمور، يكونون قادرين على التأمل في أنفسهم. سواء واجهوا انتكاسات أو إخفاقات، أو هُذِّبوا، فإنهم يُحضِرون هذه الأمور أمام الله ويصلون إليه، ويمكنهم أيضًا ربط حالاتهم الفاسدة وتشريحها وفهمها أثناء قراءة كلام الله. على الرغم من أنهم قد لا يزالون يُعلنِون عن الفساد ويطورون أفكارًا خاطئة عندما تُصيبهم الأمور، فهم قادرون على التأمل في أنفسهم والتمرُّد عليها. ما داموا أصبحوا على دراية بهذه المشكلات، يمكنهم الاستمرار في طلب الحقّ لحلّها وممارسة التوبة. على الرغم من أن هذا التقدم بطيء جدًا والنتائج ضئيلة، إلا أنهم يتغيَّرون باستمرارٍ في أعماق قلوبهم. يحافظ هذا النوع من الأشخاص دائمًا على موقف وحالة استباقية، وإيجابية، ومدفوعة ذاتيًا لتحويل أنفسهم والتوبة. على الرغم من أنهم يتنافسون أحيانًا مع الآخرين على الشهرة والمكانة ويُعلِنون عن بعض مظاهر أضداد المسيح وأفعالهم بدرجاتٍ متفاوتة، بعد اختبار بعض التهذيبات، والدينونات، والتوبيخات، أو تأديب الله، فإنهم يتخلَّصون من هذه الشخصيات الفاسدة ويتحولون بدرجاتٍ متفاوتة. السبب الجذري الرئيس لتحقيق هذه النتائج هو أن هذا النوع من الأشخاص يمكنه، في أعماق قلبه، التأمل في شخصياته الفاسدة والطرق الخاطئة التي سلكها وفهمها، ويمكنه العدول عن مساره. على الرغم من أن التغييرات، والنمو، والمكاسب من عدولهم صغيرة جدًا، والتقدُّم بطيء جدًا، لدرجة أنهم هم أنفسهم قد لا يُلاحظون ذلك حتى، بعد ثلاث إلى خمس سنوات من مثل هذه الاختبارات، يمكنهم الشعور ببعض التغييرات في أنفسهم، ويمكن لمَنْ حولهم أيضًا رؤيتها. على أيّ حال، ثمّة فرق بين مثل هؤلاء الأشخاص الذين لديهم شخصية أضداد المسيح وأولئك الذين هم أضداد المسيح. ما السمة الرئيسية في هذا الصدد؟ (الأشخاص ذوو شخصية أضداد المسيح قادرون على التوبة). عندما يفعلون شيئًا خطأ، أو يرتكبون ذنبًا، أو يواجهون التهذيب، أو الدينونة والتوبيخ، أو التأنيب أو التأديب، يمكنهم التوبة. حتى عندما يدركون أنهم ارتكبوا خطأً أو أخطأوا، يمكنهم التأمل في أنفسهم، وأن يكون لديهم موقف لتحويل أنفسهم والتوبة في قلوبهم. هذا فرقٌ مُميّز يُميّز الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح تمامًا عن أضداد المسيح.
ملخص للفروق بين أضداد المسيح وبين الناس الذين لديهم شخصية أضداد المسيح
أولئك الذين هم أضداد المسيح هم شياطين حية. يمكن القول إنهم يعيشون كشياطين؛ إنهم أبالسة وشياطين مرئيون للناس. إذًا، دعونا نُلخِّص الفروق الجوهرية بين أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح. أحد الجوانب هو موقفهم تجاه الحقّ. أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ على الإطلاق، وعلى الرغم من أنه يمكنهم الإقرار لفظيًا بأن كلام الله هو الحقّ، وأنه شيء إيجابي، وأنه كلامٌ نافعٌ للناس، وأنه معيار لجميع الأشياء الإيجابية، وأنه ينبغي للناس قبوله، والخضوع له، وممارسته – على الرغم من أنهم يمكنهم قول كلّ هذا – فهم لا يستطيعون تطبيق كلام الله على الإطلاق. لماذا لا يطبقونه؟ لأنهم لا يقبلون الحقّ في قلوبهم. يقولون بأفواههم إن كلام الله هو الحقّ، ولكن لدافعٍ مُختلفٍ تمامًا: يقولون هذا للتغطية على حقيقة أنهم لا يقبلون الحقّ، ولتضليل الناس. مُجرَّد قدرة أضداد المسيح على التحدُّث بكلمات وتعاليم لا تعني أنهم يقرّون في قلوبهم بأن كلام الله هو الحقّ. لا يمكنهم تطبيق الحقّ لأنهم لا يقبلون من الأساس حقّ كلام الله في قلوبهم؛ فهم غير راغبين في قبول الحقّ وممارسته للدخول في واقع الحقّ. من ناحية أخرى، الناس ذوو شخصية أضداد المسيح ليسوا بالضرورة أضداد المسيح. بعضهم يمكنه قبول الحقّ والخضوع له، وللأشياء الإيجابية، وللكلام الصحيح بدرجاتٍ متفاوتةٍ – هذا أحد الفروق. الأشخاص ذوو جوهر أضداد المسيح عدوانيون تجاه الحقّ ويديرون ظهورهم له، لكن بعض الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح يمكنهم قبول الحقّ وممارسته. يمكن أن يتغيَّر موقفهم تجاه الحقّ إلى حدٍ ما من خلال قراءة كلام الله، ومن خلال عدّة سنوات من اختبار عمل الله. يشعرون في أعماق قلوبهم أنه على الرغم من عدم قدرتهم على تطبيق الحق، فهو جيّد وصحيح. الأمر فقط أنهم لا يحبّون الحقّ أو ليسوا مُهتمين به إلى هذا الحدّ، لذا تتطلَّب ممارسته بعض الجهد والنضال. إذًا، يمكن للأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح، ولكن مع بعض الضمير والعقل، أن يقبلوا الحقّ بدرجاتٍ متفاوتة. على الأقل، ليسوا مُقاومين في أعماق قلوبهم للحقّ أو مُشمئزين منه، وليسوا نافرين من الحقّ. معظم الناس هم في هذه الحالة ويُظهِرون هذا النوع من المظاهر تجاه الحقّ. هذه الطريقة في وصف مثل هؤلاء الأشخاص لا تُجمِّلهم، كما لا تُشوّه سمعتهم. إنها موضوعية تمامًا، أليس كذلك؟ (بلى). جانب آخر هو تمييزهم من منظور الإنسانية، أيّ، التمييز بناءً على ضميرهم، وعقلهم، وصلاح إنسانيتهم أو شرّها. كل من لديه إنسانية شريرة، ولا يقبل الحقّ، وينفر بشدّة من الحقّ هو بالتأكيد عديم الإيمان أو ضدّ المسيح. بعض الناس لا يحبون الحقّ على وجه الخصوص وليسوا مهتمين به. عندما يعقد آخرون شركة عن الحقّ، يحل عليهم النعاس والكسل. ومع ذلك، فإن الأشخاص من هذا النوع ليس لديهم إنسانية شريرة ولا يُعذِّبون الآخرين. إذا عقدتَ شركة حول مقاصد الله، أو مبادئ الحقّ، أو قواعد بيت الله، فيمكنهم الاستماع ويكونون على استعداد لقبول الحقّ والسعي إليه، لكنهم قد لا يكونون بالضرورة قادرين على تطبيق الحقّ. إذا أصبحوا قادة، فقد لا يكونون قادرين على قيادتك لفهم الحقّ أو إحضارك أمام الله، لكنهم لن يُعذِّبوك على الإطلاق. هذه هي إنسانية الناس ذوي شخصية أضداد المسيح. على أيّ حال، فإن إنسانية الناس ذوي شخصية أضداد المسيح ليست شريرة إلى هذا الحدّ؛ ويمكنهم قبول الحقّ بدرجاتٍ متفاوتة. في المقابل، بالإضافة إلى افتقار أضداد المسيح إلى الضمير والعقل، لديهم أيضًا إنسانية شرسة للغاية. الناس ذوو شخصية أضداد المسيح لديهم حس الضمير، وبعض العقل، ويمكنهم التعامل مع مسائل مُعيَّنة بعقلانية. على سبيل المثال، فيما يتعلَّق بكيفية الاختيار وأيّ جانب يجب اتخاذه في التعامل مع مُتطلّبات بيت الله، وفي التعامل مع مُختلف الأشخاص في الكنيسة، وفي التعامل مع الأمور الإيجابية والسلبية، يمكنهم تمييز هذه الأمور وغيرها من المسائل المماثلة، وفي النهاية، يمكنهم اتخاذ الخيارات الصحيحة النابعة من ضميرهم. مثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم مثل هذه الإنسانية الشريرة وهم طيبو القلب نسبيًا. ثمّة فرقٌ آخر، وهو الذي عقدنا شركة عنه للتوّ، ألا وهو أن ثمّة بعض الناس ذوي شخصية أضداد المسيح يمكنهم قبول الحقّ، وعندما يرتكبون خطأ ما، يمكنهم التأمل فيه وأن يكون لديهم قلب تائب. في المقابل، لا يُظهِر أضداد المسيح على الإطلاق هذين المظهرين. إنهم عنيدون ولا يتغيَّرون لأنهم نافرون من الحقّ، ولا يقبلونه، ولديهم إنسانية شرسة للغاية. من المستحيل على مثل هؤلاء الأشخاص تحويل أنفسهم وتحقيق التوبة. يعتمد تمكّن شخصٌ ما من التوبة حقًا بشكل أساسي على ما إذا كان يمتلك الضمير والعقل، وعلى موقفه تجاه الحقّ. ونظرًا لأن ذوي شخصية أضداد المسيح ليس لديهم إنسانية شريرة، ولديهم بعض الضمير والعقل، ويمكنهم قبول بعض الحقائق بدرجاتٍ متفاوتة، فلديهم القدرة على تحويل أنفسهم، وعندما يرتكبون أخطاء أو ذنوب، يمكنهم التوبة بعد تهذيبهم. هذا يُحدِّد أن الناس ذوي شخصية أضداد المسيح لديهم أمل في الخلاص، بينما أضداد المسيح لا يمكن خلاصهم؛ إنهم من فئة الأبالسة والشياطين. الفروق الجوهرية بين أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح هي هذه السمات العديدة. هل هذا الملخص موضوعي تمامًا؟ (أجل). فيما يتعلق بهذه السمات العديدة لأضداد المسيح، فإن المظاهر التفصيلية التي عقدنا شركة بشأنها موضوعية وتتماشى مع الحقائق، دون أيّ عنصر تشويه على الإطلاق. لقد واجه جميع شعب الله المختار هذا وشهدوه؛ فهذا بالضبط ما عليه أضداد المسيح. أما بالنسبة إلى الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح، فقد كشفنا أيضًا عن مظاهر مُختلفة، وكلها مرئية للناس وتتوافق مع الحقائق، دون أيّ تجميل.
الناس ذوو شخصية أضداد المسيح لديهم العديد من العيوب والنواقص في إنسانيتهم، ويُعلنون أيضًا عن مختلف الشخصيات الفاسدة بدرجاتٍ متفاوتة. لهذه الشخصيات الفاسدة بعض المظاهر المُميّزة الواضحة في الجميع. على سبيل المثال، بعض الناس مُتغطرسون للغاية، وبعضهم ماكر ومخادع للغاية، وبعضهم عنيد للغاية، وبعضهم كسول للغاية، وما إلى ذلك. هذه التعبيرات هي مظاهر الناس ذوي شخصية أضداد المسيح، وهي سمات لإنسانيتهم. على الرغم من أن هؤلاء الناس لديهم بعض الطيبة في قلوبهم – أي بعبارة واضحة، إنهم طيبو القلب إلى حد ما – وعند مواجهة الأمور، فإنهم يرون بوضوح أن مصالح بيت الله تتضرر، ولكنهم يصبحون مثل سلحفاة مُحتجِبة في قوقعتها لأنهم يخشون الإساءة إلى الآخرين، ويعيشون بفلسفة الشيطان ولا يرغبون في التمسُّك بمبادئ الحقّ. على الرغم من أنهم يشعرون في أعماقهم بأنه لا ينبغي لهم التصرُّف بهذه الطريقة وأنهم يظلمون الله بتصرفهم هذا، لا يسعهم إلا اختيار أن يكونوا ساعين لإرضاء الناس. لماذا هذا؟ لأنهم يعتقدون أنهم لكي يعيشوا ويبقوا على قيد الحياة، يجب عليهم الاعتماد على فلسفة الشيطان، وبهذه الطريقة وحدها يمكنهم حماية أنفسهم. لذلك، يختارون أن يكونوا ساعين لإرضاء الناس ولا يمارسون الحقّ. يشعرون في قلوبهم أنه من خلال التصرُّف بهذه الطريقة، فإنهم بلا ضمير وعديمو الإنسانية؛ إنهم ليسوا بشرًا وأسوأ من كلب حراسة. ومع ذلك، بعد توبيخ أنفسهم، عند مواجهة موقف آخر، فلا يزالون لا يتوبون ولا يزالون يتصرَّفون بالطريقة نفسها. إنهم دائمًا ضعفاء ويشعرون دائمًا بالذنب. ما الذي يُثبِته هذا؟ يُثبِت أنه على الرغم من أن الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح ليسوا أضداد المسيح هم أنفسهم، إلا أن إنسانيتهم بها مُشكلات ونواقص، لذا فهم بالتأكيد يُعلِنون عن الكثير من الفساد. بالنظر إلى المظاهر العامة لمثل هؤلاء الأشخاص، فإنهم يظلون دون تغيير بتاتًا من حيث شدة إفساد الشيطان لهم؛ إنهم بالضبط ما يُشير إليهم الله بـ"ذرية الشيطان". كيف يكون الناس ذوو شخصية أضداد المسيح أفضل من أضداد المسيح؟ لكي نكون دقيقين، فعلى الرغم من أن الناس الذين لديهم شخصية أضداد المسيح ولكن ليس لديهم جوهر أضداد المسيح يُعلنون عن مختلف شخصيات الشيطان الفاسدة، فهم بالتأكيد ليسوا أشرارًا. وضعهم مثل ما يُقال عادةً عن كيف أن شخصًا ما ليس غادرًا وشريرًا ولا شخصًا صالحًا؛ الأمر فقط أنه يؤمن بالله بإخلاصٍ، ومستعد للتوبة، ويمكنه قبول الحقّ بعد تهذيبه، ولديه بعض الخضوع. على الرغم من أنهم ليسوا أشرارًا ولا يزال لديهم أمل في أن يُخلِّصهم الله، إلا أنهم بعيدون كلّ البعد عن معيار اتّقاء الله والحيدان عن الشر الذي يتحدَّث عنه الله! بعض الناس يؤمنون بالله لمدة ثلاث إلى خمس سنوات ويكون لديهم بعض التغيير ويتقدمون، وبعض الناس يؤمنون بالله لمدة ثماني إلى عشر سنوات ولا يحرزون أيّ تقدم على الإطلاق. بل إن بعض الناس آمنوا بالله لمدة 20 عامًا دون أيّ تغييرات كبيرة؛ فلا يزالون كما كانوا من قبل. يتمسَّكون بمفاهيمهم بعنادٍ. افقط لأنهم سمعوا كلام الله وتقيَّدوا بمختلف قواعد بيت الله وأنظمته، لم يرتكبوا أخطاء كبيرة، ولم يفعلوا أعمالًا شريرة تُسبِّب خسائر جسيمة لبيت الله، ولم يتسبَّبوا في كوارث كبرى. بالتأكيد لا يمكن أن يُخلِّص الله في النهاية جميع الناس ذوي شخصية أضداد المسيح. معظمهم على الأرجح عاملون، وبعضهم سيُستبعَد بالتأكيد. على أيّ حال، على الرغم من أنهم ليسوا أشرارًا، فهم أشخاص ذوو إنسانية ضعيفة. من المؤكد أن عواقبهم وغاياتهم لن تكون هي نفسها. كلّ هذا يتوقف على ما إذا كانوا يستطيعون قبول الحقّ وكيف يختارون طرقهم. يقول بعض الناس: "كلامك متناقض. ألم تقل إن هؤلاء الناس يمكنهم تحويل أنفسهم والتوبة؟" ما أعنيه هو أن هؤلاء الناس يمكنهم قبول الحقّ بدرجاتٍ متفاوتة في سياقاتٍ مُعيّنة وفي بيئاتٍ مختلفة. ماذا تعني "درجات متفاوتة"؟ تعني أن بعض الناس يحدث لديهم القليل من التغيير بعد الإيمان بالله لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، وتغيير كبير بعد 10 إلى 20 عامًا. بعض الناس يؤمنون بالله لمدة 10 إلى 20 عامًا ولا يزالون كما كانوا في بداية إيمانهم، يصرخون دائمًا: "يجب أن أتوب، يجب أن أردّ محبة الله!" ولكن في الواقع لم يحدث لهم أيّ تغيير. الأمر فقط أن لديهم هذه الرغبة في قلوبهم وهم على استعدادٍ لتحويل أنفسهم والتوبة لأن لديهم حس الضمير. ومع ذلك، فإن الاستعداد لا يُعادِل القدرة على ممارسة الحقّ، ولا يُعادِل الدخول في الواقع. الاستعداد هو مُجرّد عدم مقاومة الحقّ، وعدم النفور منه، وعدم التشهير به علنًا، وعدم الحكم على الله أو إدانته أو التجديف عليه علنًا – إنها هذه المظاهر فقط، لكنها لا تعني القدرة على الخضوع الحقيقي وقبول الحقّ وممارسته، ولا تعني القدرة على التمرّد على الجسد ورغبات المرء. أليست هذه حقيقة موضوعية؟ (بلى). هذا هو الحال بالضبط. إن امتلاك المرء لبعض الضمير والعقل، والقليل من القلب التائب في إنسانية المرء لا يعني أنه ليس لديه شخصية فاسدة. يختلف الناس ذوو شخصية أضداد المسيح جوهريًا عن أضداد المسيح، لكن هذا لا يعني أنهم أشخاص يمكنهم قبول الحقّ والخضوع له، كما أنه لا يعني أنهم أشخاص لديهم واقع الحقّ، أو أنهم الأشخاص الذين يحبهم الله. ثمّة فروقٌ جوهرية بين هذين الجانبين، فهما مختلفان تمامًا. الناس ذوو شخصية أضداد المسيح أفضل بالتأكيد من حيث الإنسانية، وموقفهم تجاه الحقّ، ودرجة توبتهم مقارنة بأضداد المسيح. ومع ذلك، فإن المعيار الذي يقيس به الله الناس لا يستند إلى كيفية اختلافهم عن أضداد المسيح؛ فهذاذا ليس هو المعيار. يقيس الله إنسانية الشخص، وما إذا كان لديه ضمير وعقل، وما إذا كان يحب الحقّ ويقبله، وما إذا كان يقوم بواجباته بإخلاص، وما إذا كان يخضع لله، وما إذا كان يستطيع نيل الحقّ وتحقيق الخلاص. هذه هي المعايير التي يقيس بها الله الناس. لقد وضع الله متطلبات مُختلفة لأولئك الذين لديهم شخصية أضداد المسيح. يستخدم الله هذه المتطلبات لقياس الناس ذوي شخصية أضداد المسيح بغرض خلاصهم. بعد سماع الأمر بهذه الطريقة، أفلا تفهمه؟ أولاً، يجب أن تعي بوضوح أنه مهما كان مقدار شخصية أضداد المسيح التي لديك، فما دُمتَ تستطيع قبول الحقّ، فأنتَ لستَ ضدّ المسيح. على الرغم من أنك لستَ ضدّ المسيح، فهذا لا يعني أنك شخص يخضع لله. كونك لستَ مُشمئزًا من الحقّ أو لستَ نافرًا منه لا يعني أنك شخص يمارس الحقّ ويخضع له. إن امتلاكك بعض الضمير والعقل، والتحلي بطيبة القلب نسبيًا، وامتلاكك إنسانية أفضل من إنسانية أضداد المسيح لا يعني بالضرورة أنك شخص صالح. إن معيار قياس ما إذا كان الشخص صالحًا أم سيئًا لا يستند إلى إنسانية أضداد المسيح. مهما بلغ عدد الأشياء السيئة التي يفعلها أضداد المسيح، فإنهم لا يعترفون بها أبدًا ولا يتوبون، بل يستمرون في التصرُّف بالطريقة نفسها؛ فلا يتراجعون أبدًا، ويعارضون الله حتى النهاية. على الرغم من أن بعض الناس ذوي شخصية أضداد المسيح يريدون بإخلاص تحويل أنفسهم والتوبة، فإن تحويل أنفسهم قليلًا لا يعني أن لديهم توبة حقيقية. إن امتلاك العزم على التوبة لا يعني القدرة على فهم الحقّ، ونيله، وربح الحياة.
يقول بعض الناس: "أنا لستُ ضدّ المسيح، لذا فأنا أفضل من أضداد المسيح وعمق فسادي أقل منهم". هل هذه الكلمات صحيحة؟ هل هذا فهم مُحرَّف؟ (أجل، هو كذلك). الناس ذوو شخصية أضداد المسيح هم مثل أضداد المسيح في شخصيتهم الفاسدة، لكن جوهر طبيعتهم مختلف. فكّر في الأمر – هل هذه العبارة صحيحة؟ (أجل). إذًا، اشرحها. (الناس ذوو شخصية أضداد المسيح لديهم شخصيات فاسدة تمامًا مثل أضداد المسيح. كلاهما لديه شخصيات متغطرسة وخبيثة، وكلاهما يسعيان إلى المكانة. ومع ذلك، يختلف جوهر إنسانيتهما. الناس ذوو شخصية أضداد المسيح لديهم بعض حس الضمير، ويمكنهم قبول الحقّ بدرجاتٍ متفاوتة. إنهم ليسوا نافرين من الحقّ ولا يكرهونه. من ناحية أخرى، الأشخاص ذوو جوهر أضداد المسيح لديهم جوهر إنسانية خبيث. ليس لديهم حس الضمير، وهم نافرون من الحقّ ويكرهونه. لن يتوبوا). جميعهم لديهم شخصيات فاسدة، فلماذا يصف الله الأشخاص ذوي جوهر أضداد المسيح بأنهم أضداد المسيح وأعداؤه؟ (يعتمد ذلك بشكل أساسي على موقفهم تجاه الحقّ. أضداد المسيح نافرون من الحقّ ويكرهونه، وكراهية الحقّ هي في الواقع كراهية الله). أيّ شيء آخر؟ (جوهر أضداد المسيح هو جوهر الأبالسة). هل لدى الأشخاص الذين جوهرهم هو جوهر الأبالسة أيّ أمل في أن يُخلَّصوا؟ (كلا). هؤلاء الناس لا يقبلون الحقّ على الإطلاق ولا يمكن خلاصهم. بالنظر إلى أن كلا النوعين من الناس لديهما شخصيات فاسدة، فما الفرق بين أولئك الذين يمكن خلاصهم وأولئك الذين لا يمكن خلاصهم؟ فقط من حيث شخصياتهم الفاسدة، يتشابه هذان النوعان من الناس، فلماذا لا يمكن خلاص أضداد المسيح، بينما الناس ذوو شخصية أضداد المسيح ولكن ليس لديهم جوهر أضداد المسيح لديهم أمل ضئيل في الخلاص؟ (الناس ذوو شخصية أضداد المسيح ليسوا مثل أضداد المسيح، الذين هم عدوانيون جدًا تجاه الحقّ والأمور الإيجابية. على الرغم من أنهم لا يحبون الحقّ كثيرًا، فهم ليسوا نافرين منه ويمكنهم قبوله بدرجاتٍ مُتفاوتة، وأن يتغيروا شيئًا فشيئًا. علاوة على ذلك، فإن إنسانيتهم لديها بعض حس الضمير، على عكس أضداد المسيح الذين ليس لديهم إحساس بالخزي). يكمن أمل الخلاص هنا؛ هذا هو الفرق الجوهري. بالحكم من خلال جوهر أضداد المسيح، فإن هذا النوع من الأشخاص لا يمكن خلاصه وليس لديه أمل في الخلاص. حتى لو أردتَ خلاصهم، فلا يمكنك؛ لا يمكنهم أن يتغيروا. إنهم ليسوا نوعًا عاديًا من الأشخاص ذوي شخصية الشيطان الفاسدة، بل نوع من الأشخاص ذوي جوهر حياة الأبالسة والشيطان. هذا النوع من الأشخاص لا يمكن خلاصه على الإطلاق. في المقابل، ما جوهر الأشخاص العاديين ذوي الشخصيات الفاسدة؟ لديهم شخصيات فاسدة فحسب؛ ومع ذلك، يمتلكون قدرًا معينًا من الضمير والعقل، ويمكنهم قبول بعض الحقائق. هذا يعني أن الحقّ يمكن أن يكون له تأثير معين على هؤلاء الناس، مانحًا إياهم الأمل في الخلاص. الله يخلص هذا النوع من الأشخاص. لا يمكن خلاص أضداد المسيح على الإطلاق، ولكن هل يمكن خلاص الناس ذوي شخصية أضداد المسيح؟ (أجل). إذا قلنا إنهم يمكن أن يُخلَّصوا، فهذا ليس موضوعيًا. لا يمكننا سوى قول إن لديهم الأمل في الخلاص – هذا موضوعي نسبيًا. في النهاية، إمكانية خلاص الشخص تعتمد على الفرد نفسه. يعتمد ذلك على ما إذا كان يستطيع حقًا قبول الحقّ، وممارسته، والخضوع له. لذلك، لا يمكن القول إلا أن هذا النوع من الأشخاص لديه الأمل في الخلاص. إذًا، فلماذا ليس لدى أضداد المسيح أمل في الخلاص؟ لأنهم أضداد المسيح؛ طبيعتهم هي طبيعة الشيطان. إنهم عدوانيون تجاه الحقّ، ويكرهون الله، ولا يقبلون الحقّ على الإطلاق. هل لا يزال بإمكان الله خلاصهم؟ (كلا). يُخلِّص الله البشر الفاسدين، وليس الشيطان والأبالسة. يُخلِّص الله أولئك الذين يقبلون الحقّ، وليس الحثالة الذين يكرهون الحقّ. هل هذا يُوضِّح الأمر؟ (أجل). نعقد شركة كهذه لتجنُّب أن يكون لدى بعض الناس فهم مُحرَف. بعد التفريق بين أضداد المسيح والناس ذوي شخصية أضداد المسيح، يعتقد بعض الناس أنهم ليسوا أضداد المسيح، وهذا يعني أنهم في منطقة آمنة، وأنهم قد ضمنوا حقًا ملاذًا لأنفسهم وأنهم بالتأكيد لن يُخرَجوا، أو يُطرَدوا، أو يُستبعَدوا في المستقبل. هل هذا فهم مُحرَّف؟ إن امتلاك الأمل في الخلاص لا يعني أن المرء سيُخلَّص. هذا الأمل لا يزال يتطلَّب من الناس أن يذهبوا ويدركوه. موقفك تجاه الحقّ مُختلف عن موقف أضداد المسيح. أنتَ لستَ نافرًا من الحقّ، أو إنسانيتك أفضل قليلاً من إنسانية أضداد المسيح؛ إذ تمتلك بعض حس الضمير، وطيبة القلب نسبيًا، ولا تؤذي الآخرين، وتعرف كيف تتوب عندما ترتكب خطأ ما، ويمكنك تحويل نفسك. مُجرَّد امتلاك هذه الصفات القليلة يعني أن لديك المقومات الأساسية لقبول الحقّ، وممارسته، وتحقيق الخلاص. لكن كونك لست ضدّ المسيح لا يعني أنك ستُخلَّص. أنتَ لستَ ضدّ المسيح، لكنك لا تزال إنسانًا فاسدًا. هل يمكن خلاص جميع البشر الفاسدين؟ ليس بالضرورة. حتى لو لم يكن المرء ضدّ المسيح أو شخصًا شريرًا، ما دام لا يسعى إلى الحقّ، فلا يزال لا يمكن خلاصه. من خلال قبول الناس للحقّ وسعيهم إليه يتحقَّق خلاص الله لهم. شخصيات الناس الفاسدة معادية لله. ما دامت الشخصيات الفاسدة موجودة في شخص ما، فلا يزال بإمكانه التمرُّد على الله، وتحدّيه، وخيانته، وما إلى ذلك. لذلك، يحتاج إلى قبول دينونة كلام الله، وتوبيخه، وتجاربه، وتنقياته؛ يحتاج إلى إمداد كلام الله وإرشاده، وتهذيب الله، وتأديبه، وعقابه، وما إلى ذلك – لا يمكن الاستغناء عن أيٍّ من هذا العمل الذي يقوم به الله. من ثم، لتحقيق الخلاص، على سبيل المثال، فثمّة حاجة إلى عمل الله، وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج الناس إلى أن يكون لديهم العزم على التعاون. يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على تحمُّل المشقة ودفع الثمن، والدخول في واقع الحقّ بعد فهم الحقّ، وما إلى ذلك. هذه هي الطريقة الوحيدة لنيل خلاص الله في الأيام الأخيرة، وللحصول على البركة النادرة للغاية المُتمثِّلة في أن يُكملهم الله المُتجسِّد، على أساس فهم الحقّ. الأمر بهذه البساطة. حسنًا، لنُنهِ عقد الشركة حول هذا الموضوع هنا.
البند الثالث عشر: حماية شعب الله المختار من الاضطراب، والتضليل، والسيطرة، والأذى الشديد من قبل أضداد المسيح، وتمكينهم من تمييز أضداد المسيح ونبذهم من قلوبهم
المهام العديدة التي يجب على القادة والعاملين أداؤها عند تمييز أن أضداد المسيح يزعجون الكنيسة
سنعقد شركة بعد ذلك حول الموضوع الرئيس. لقد اكتملت شركتنا المعقودة حول المسؤولية الثانية عشرة للقادة والعاملين. في شركتنا هذه، سنُناقش المسؤولية الثالثة عشرة: "حماية شعب الله المختار من الاضطراب، والتضليل، والسيطرة، والأذى الشديد من قبل أضداد المسيح، وتمكينهم من تمييز أضداد المسيح ونبذهم من قلوبهم". تتضمَّن المسؤولية الثالثة عشرة موضوع كيف ينبغي للقادة والعاملين التعامل مع أضداد المسيح. ما العمل الذي ينبغي على القادة والعاملين القيام به عندما يظهر أضداد المسيح في الكنيسة؟ أولًا، تنصُّ هذه المسؤولية على أنه عند حلّ مثل هذه المشكلات، يحتاج القادة والعاملون إلى التقدُّم لحماية الإخوة والأخوات من إزعاج أضداد المسيح، وتضليلهم، وسيطرتهم، وأذاهم الشديد. هذه هي المهمة الأولى التي ينبغي عليهم القيام بها. أما بالنسبة إلى كيفية إزعاج أضداد المسيح، وتضليلهم، وسيطرتهم، وإلحاقهم الأذى الشديد بشعب الله المُختار، فقد عُقِدت شركات كثيرة حول هذا الأمر من قبل، لذا لن يكون هذا المحتوى هو الموضوع الرئيس لشركة اليوم، بل سنُركِّز اليوم على المسؤوليات التي يجب على القادة والعاملين تتميمها والعمل الذي يجب عليهم القيام به لحماية شعب الله المُختار من الأذى عند مواجهة هذه السلوكيات والأفعال من أضداد المسيح. أولًا، يجب على القادة والعاملين حماية شعب الله المُختار من إزعاج أضداد المسيح، وتضليلهم، وسيطرتهم، وأذاهم الشديد – هذه إحدى مسؤوليات القادة والعاملين. ماذا تعني "إحدى المسؤوليات"؟ تعني أنه من بين المهام العديدة التي يضطلع بها القادة والعاملون، فإن حماية شعب الله المُختار بحيث يتمكَّنون من عيش حياة كنسية طبيعية دون إزعاج أضداد المسيح وأذاهم الشديد هي مهمة بالغة الأهمية، وهي أيضًا مهمة لا مفرّ منها لا يمكنهم فيها التنصُّل من مسؤوليتهم. ينبغي للقادة والعاملين إيلاء أهمية لهذا الأمر وعدم إهماله. إن الحفاظ على السير الطبيعي لحياة الكنيسة مهمة بالغة الأهمية، وهي في صدارة جميع أعمال الكنيسة. هذه أيضًا مسؤولية القادة والعاملين. العمل الأساسي للقادة والعاملين هو قيادة شعب الله المُختار إلى واقع الحقّ. عندما يصل الأمر بالشيطان وأضداد المسيح أن يزعجوا الناس ويضللونهم، وأن يتنافسوا مع الله على شعبه المُختار، فينبغي على القادة والعاملين التصدي لكشف أضداد المسيح حتى يتمكَّن شعب الله المُختار من تمييزهم، مما يجعل أضداد المسيح يُعلِنون عن أشكالهم الحقيقية، ثم يُخرَجون من الكنيسة. هذا لمنع سيطرة أضداد المسيح على شعب الله المُختار وإلحاق الأذى الشديد بهم. يجب على القادة والعاملين تتميم هذه المسؤولية عند القيام بعمل الكنيسة. إذًا، فماذا يعني منع هذه الأشياء؟ وكيف ينبغي منعها؟ إن مصطلح "منع" يعني حرفيًا إيقاف حدوث شيء ما إلى أقصى حدٍّ ممكن. ما النقطة الأساسية هنا؟ بمنع الحوادث من الحدوث تتحقق الوقاية، وفي التعامل مع حوادث أضداد المسيح، فإن العمل الأساسي للقادة والعاملين هو منع أضداد المسيح من إزعاج شعب الله المُختار، وتضليلهم، والسيطرة عليهم، وإلحاق الأذى الشديد بهم إلى أقصى حدٍّ ممكن. يجب على القادة والعاملين حماية شعب الله المُختار من أذى أضداد المسيح قدر الإمكان. هذا هو العمل الأساسي الذي يحتاج القادة والعاملون إلى القيام به، وهذا ما نحتاج إلى عقد شركة واضحة بشأنه فيما يتعلَّق بالمسؤولية الثالثة عشرة. إذًا، فكيف يمكن حماية شعب الله المُختار؟ من خلال منع حدوث هذه الأعمال الشريرة التي يقوم بها أضداد المسيح. يوجد العديد من الطرق والوسائل لمنعها، مثل الكشف، والتهذيب، والتشريح، والتقييد. ماذا يوجد أيضًا؟ (الطرد). هذه هي المرحلة الأخيرة. عندما يظلّ الإخوة والأخوات مُفتقرين إلى التمييز ولا يعرفون أن شخصًا ما هو ضدّ المسيح، ولكن القادة والعاملين قد حدَّدوه بالفعل على أنه كذلك، فإن طردوه مباشرةً، فقد تتكون لدى أولئك الذين يفتقرون إلى التمييز مفاهيم وأحكام، وقد يُعثر البعض. في مثل هذه الحالات، ما العمل الذي ينبغي على القادة والعاملين القيام به؟ ما الذي ذكرتُه للتوّ؟ (الكشف، والتهذيب، والتشريح، والتقييد). هل لديكم أيّ أساليب جيّدة لمنع أضداد المسيح من عمل الشر؟ هل مراقبتهم أسلوب جيّد؟ هل تُعدّ طريقة وأسلوب فعّال يتماشى مع المبادئ؟ (أجل). ما الطريقة المناسبة للتعامل مع أضداد المسيح؟ هل يمكن للدينونة، والتوبيخ، والتجارب، والتنقية أن تُجدي نفعًا مع أضداد المسيح؟ (كلا). لماذا لا؟ (أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ، وينفرون منه). ينفر أضداد المسيح من الحقّ ولا يقبلونه، لذا فليس من المناسب استخدام التجارب، والتنقيات، والدينونة، والتوبيخ للتعامل مع أضداد المسيح. علاوة على ذلك، لا يؤدي الله هذا العمل فيهم. هذه الفكرة ليست مناسبة، ومن ثم فإن هذه الطريقة بالتأكيد لن تُجدي نفعًا. إذًا، ما هي الطريقة المناسبة؟ كثيرٌ من الناس الذين عانوا بشدّة من أذى أضداد المسيح يكرهونهم بشدّة، ويعتقدون أنه يجب الحكم على أضداد المسيح، وإدانتهم، وكشفهم علنًا. يعتقدون أنه يجب إجبار أضداد المسيح على الإقرار بأخطائهم، والاعتراف بخطاياهم علنًا في الكنيسة وفضحهم تمامًا. هل تعتقدون أن تبني هذه الأساليب سيكون مناسبًا؟ (كلا). إذا كنا نراعي جوهر أضداد المسيح، فإن اتخاذ مثل هذه الإجراءات لن يكون مفرطًا في الواقع – فلا بأس من معاملة الأبالسة بأي طريقة كانت؛ إذ يمكن القيام بذلك ببساطة مثل سحق حشرة. لذا يبدو أن غرض القادة والعاملين من القيام بذلك مشروع وصحيح تمامًا، ولكن هل ثمّة أيّ مشكلات في هذه الأساليب؟ هل يقع هذا العمل ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين؟ هل يتماشى القيام بالأشياء بهذه الطريقة مع المبادئ أم لا؟ (لا يتماشى). من الواضح أنه لا يتماشى مع المبادئ. من أين تأتي المبادئ؟ (من كلام الله). هذا صحيح. على الرغم من أن أهداف مثل هذه الإجراءات هم أضداد المسيح – الأبالسة – يجب أن تتوافق الأساليب أيضًا مع المبادئ ومتطلبات الله، لأن القادة والعاملون يتممون من خلال القيام بهذا العمل مسؤولياتهم، فهم لا يتعاملون مع شؤون عائلية أو مسائل شخصية.
أولًا: الكشف
مسؤولية القادة والعاملين هي التعامل مع أضداد المسيح ومنعهم من فعل الشر وتضليل شعب الله المُختار وإيذائهم، والغرض هو حماية شعب الله المُختار من الأذى، وليس الغرض هو تعذيب أحد أو انتهاز الفرصة للانتقام من أحد، وبالتأكيد ليس شنّ حملات ضد أحد. لذلك، ما المهام التي يحتاج القادة والعاملون إلى الاضطلاع بها لمنع أضداد المسيح من فعل الشر إلى أقصى درجة ممكنة؟ أولها هو كشفهم. ما الغرض من الكشف؟ (لمساعدة الناس على تنمية التمييز). هذا صحيح. إنه لمُساعدة شعب الله المُختار على تمييز جوهر أضداد المسيح، حتى يتمكَّنوا داخليًا من إبعاد أنفسهم عن أضداد المسيح ولئلا يُضلَّلوا من قبلهم، وحتى يكونون قادرين متى حاول أضداد المسيح تضليلهم والسيطرة عليهم على رفضهم بنشاط، بدلًا من السماح لأضداد المسيح بالتلاعب والعبث بهم. إذًا، هل كشفهم مهم؟ (أجل). كشفهم مهم جدًا، ولكن يجب عليك كشفهم بدقة. كيف ينبغي أن تكشفهم إذًا؟ ماذا يجب أن يكون أساس كشفك؟ هل من المقبول تسميتهم بشكلٍ تعسفي؟ هل من المقبول تصنيفهم بشكل تعسفي؟ (كلا). إذًا، كيف ينبغي أن تكشفهم بدقة لتحقيق هدف حماية شعب الله المختار؟ (أوّل شيء، يجب علينا كشفهم بموضوعية وصدق بناءً على حقيقة أعمالهم الشريرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا تمييزهم وتشريحهم وفقًا لكلام الله). هاتان العبارتان صائبتان؛ فكلا الجانبين لا غنى عنهما. أوّل شيء، لا بُدّ من وجود أدلة دامغة. يجب الحكم على جوهرهم وتوصيفه بناءً على أقوالهم وأفعالهم الخاطئة، والأفكار ووجهات النظر السخيفة التي أعلن عنها أضداد المسيح. ومع ذلك، فإن أهم شيء هو تمييزهم وتشريحهم وفقًا لكلام الله. ما هو كلام الله الذي يجب أن تُشير إليه؟ أيّ كلام مباشر وقاطع أكثر من غيره؟ (الكلام الذي يكشف أضداد المسيح). هذا صحيح؛ يجب أن تجد بعض الكلام الذي ينزع القناع عن أضداد المسيح لكشفهم، وإجراء مقارناتٍ بشكلٍ مناسبٍ ونزيه، ضمانًا للدقة المُطلقة. سيفهم الإخوة والأخوات بعد سماع هذا؛ فسيكون لديهم على الفور تمييز تجاه الشخص المعني، وسيأخذون حذرهم منه. بامتلاك التمييز في قلوبهم، سيشعرون بالنفور من هذا الشخص: "إذًا، إنه ضدّ المسيح في نهاية المطاف! لقد ساعدني من قبل، بل وأسدى لي معروفًا. ظننتُ أنه شخصٌ صالحٌ. من خلال هذا التشريح والشركة، انكشف نفاقه ومظاهره الجوهرية كضدّ المسيح، مما ساعد الجميع على رؤية خطورة هذا الشخص. لقد كشفه كلام الله بدقة شديدة! إنه ليس شخصًا صالحًا. إنه يقول أشياء لطيفة، ولا يبدو أن ثمّة مشكلات في أفعاله، ولكن من خلال كشف جوهره، يتضح الآن أنه بالفعل ضدّ المسيح". بالحكم من خلال تحوّل أفكار الناس، عندما يقوم القادة والعاملون بعمل كشف أضداد المسيح، فهم يمنعون أضداد المسيح من تضليل شعب الله المختار وإزعاجهم إلى أقصى درجة ممكنة. بالطبع، هم أيضًا يُتمِّمون مسؤولية حماية شعب الله المُختار من سيطرة أضداد المسيح وأذاهم الشديد. إنهم يقومون بإحدى مهامهم بطريقةٍ عملية. أيّ مهمة هذه؟ كشف أضداد المسيح. إن عمل كشف أضداد المسيح هو إحدى المهام التي يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها لحماية شعب الله المُختار. أما بالنسبة إلى مختلف المهام التي يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها، فلن نُرتِّبها حسب حجمها أو النتائج التي تُحقِّقها؛ فلنعقد أولًا شركة حول عمل "الكشف". يشمل كشف جوهر طبيعة أضداد المسيح كشف نواياهم، وأغراضهم، وعواقب أعمالهم الشريرة المستمرة التي تعرقل عمل الكنيسة وتزعجه؛ وكشف كيف أن أضداد المسيح لا يقومون أثناء خدمتهم كقادة وعاملين بأيّ عمل كنسي حقيقي على الإطلاق ويتجاهلون دخول شعب الله المُختار إلى الحياة؛ وكشف الوجه القبيح لأضداد المسيح كأشخاص لا يعرفون أنفسهم على الإطلاق، ولا يمارسون الحقّ أبدًا، ويتحدَّثون فقط بكلمات وتعاليم لتضليل الناس؛ وكشف أقوالهم وأفعالهم المُختلفة أمام الناس وخلف ظهورهم. يظهر كشف هذه الجوانب كشفًا كاملًا الشكل الحقيقي لأضداد المسيح كشياطين وأبالسة. هذه مهمة بالغة الأهمية يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها. إذًا، فما الذي يحتاج القادة والعاملون إلى امتلاكه للقيام بهذه المهمة؟ أولاً وقبل كلّ شيء، يحتاجون إلى أن يكون لديهم إحساس بالعبء، أليس كذلك؟ (بلى). عندما يتحمَّل القادة والعاملون هذه المسؤولية، غالبًا ما يُفكِّرون: "ذلك الشخص ضدّ المسيح. بعض الإخوة والأخوات غالبًا ما يذهبون إليه بأسئلة، ويتقرَّبون منه دائمًا ويرتبطون معه بعلاقة طيبة. الكثير من الناس يؤلهون هذا الشخص بشكل خاص بعد أن ضُلِّلوا من قبله. ما الذي يجب فعله حيال ذلك؟" يأتون أمام الله للصلاة، وكثيرًا ما يطلبون بوعي كلام الله الذي يكشف أضداد المسيح، مُجهِّزين أنفسهم بالحقّ في هذا الصدد. ثم يطلبون من الله أن يُهيِّئ الوقت المناسب، أو يبحثون بأنفسهم عن وقتٍ وفرصة مناسبين لعقد شركة مع الإخوة والأخوات حول هذه المسألة. يُعاملون هذا الأمر باعتباره العبء الذي يحملونه ومهمة بالغة الأهمية يحتاجون إلى الاضطلاع بها بعد ذلك. إنهم يستعدون باستمرار، ويطلبون، ويصلون إلى الله من أجل الإرشاد؛ إنهم دائمًا في هذا النوع من الحالة الذهنية والحال. هذا ما يعنيه امتلاك إحساس بالعبء. بعد الاستعداد بمثل هذا العبء لبعض الوقت، يجب عليهم الانتظار حتى تصبح الظروف مواتية. على الأقل، يجب عليهم الانتظار حتى يكون لدى شخصين أو ثلاثة تمييز حقيقي لضدّ المسيح قبل أن يتمكَّنوا من البدء في كشفه. إذا قرَّروا أن شخصًا ما يبدو أنه ضدّ المسيح بناءً على مشاعرهم وحدها، لكنهم لا يستطيعون التبصُّر بحقيقة ما إذا كان ذلك الشخص هو بالفعل ضدّ المسيح أم لا، فيجب عليهم ألا يتصرَّفوا بتهور. باختصار، عند القيام بهذا العمل، سيكون لديهم بالتأكيد استنارة الله وإرشاده. هذا ما يعنيه القيام بعملٍ حقيقي وتتميم مسؤوليات القادة والعاملين.
ثانيًا: التهذيب
بعد تنفيذ عمل كشف أضداد المسيح، وعلى الرغم من أن الإخوة والأخوات يكتسبون بعض التمييز، فإن أضداد المسيح قبل أن يُكشفوا بالكامل، يفعلون لا محالة المزيد لتضليل الإخوة والأخوات وإزعاجهم، مما يتسبَّب في تأليه المزيد من الناس لهم، وإعجابهم بهم، واتباعهم. هذا يُؤخِّر بشكلٍ كبيرٍ دخول شعب الله المختار إلى المسار الصحيح للإيمان بالله، ويعيق دخولهم إلى الحياة ويُسبِّب ضررًا كبيرًا. المهمة الثانية التي يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها إذًا، هي أنه متى يُضلِّل أضداد المسيح الإخوة والأخوات ويزعجونهم، أو عند انتهاك كلامهم وأفعالهم لمبادئ الحقّ بوضوح، فيجب على القادة والعاملين استغلال الأدلة والتقدُّم فورًا لتهذيبهم، وكشف أعمالهم الشريرة وفقًا لكلام الله، حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من تمييز الوجه الحقيقي لأضداد المسيح والتبصُّر بحقيقتهم. لا يمكن التنصُّل من هذه المسؤولية لحماية شعب الله المُختار وحماية عمل بيت الله. لا ينبغي للقادة والعاملين الجلوس مكتوفي الأيدي أو غضّ الطرف؛ بل ينبغي عليهم اغتنام الفرص على الفور، وتحديد الحوادث بدقة، والتقدُّم لتهذيب أضداد المسيح، وكشف أفعالهم، وطموحاتهم، ورغباتهم، وجوهرهم بدقة. من الضروري أيضًا بالطبع توصيف أكثر دقة لنوع الشخص الذي عليه أضداد المسيح، حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من رؤية ذلك بوضوح، وحتى يعرف أضداد المسيح أنفسهم ذلك، وحتى يُدرِك أضداد المسيح أنه ليس كلّ شخص بلا تمييز لهم، ويمكنهم خداعه– وأن يدركوا أن بعض الناس على الأقل يمكنهم التبصُّر بحقيقة أفعالهم وسلوكهم، والتبصُّر بحقيقة طموحاتهم ورغباتهم الخفية، وكذلك جوهرهم. ليس الغرض من تهذيب أضداد المسيح، بالطبع، مُجرَّد كشف جوهرهم من خلال الكلام. فما الأهم من ذلك؟ (أوّل شيء، هو مساعدة الإخوة والأخوات على تنمية التمييز، وأيضًا تقييد أعمال أضداد المسيح الشريرة). صحيح. إنه لتقييدهم، بحيث أنهم عندما يفعلون أشياء تُضلِّل الناس وتُزعِجهم، يكون لديهم بعض التحفُّظات ويشعرون ببعض الرهبة؛ لجعلهم يخضعون للقيود، ويكون لديهم بعض الضوابط، ولا يجرؤون على التصرُّف بتهور؛ لإعلامهم بأن بيت الله ليس لديه الحقّ فقط، مع التمسُّك بسلطة الحقّ، بل لديه أيضًا مراسيم إدارية، وأنه ليس من الممكن التصرُّف بطغيان وتهوّر مُتعمَّد في بيت الله، وإلحاق الضرر بمصالح بيت الله، وإيذاء شعب الله المُختار؛ وأيضًا لإعلامهم بأنهم سيُحاسبون على ارتكاب الأفعال الخاطئة المتهوِّرة التي تُزعِج عمل الكنيسة وتضرّ بدخول شعب الله المُختار إلى الحياة. أثناء التهذيب الفوري لأضداد المسيح، يجب على القادة والعاملين أيضًا أن يهبوا لكشفهم، ومساعدة الناس على تنمية التمييز والتبصُّر بحقيقة طموحات أضداد المسيح، ورغباتهم، ومقاصدهم، وأغراضهم. هذا أيضًا، بالطبع، لحماية شعب الله المُختار وحماية مصالح بيت الله. هذه كلّها اعتبارات يجب على القادة والعاملين أخذها في الاعتبار، ومن ضمن نطاق مسؤولياتهم القيام بهذا العمل؛ فلا يمكنهم إهماله أو التهاون فيه. إذا اكتشف القادة والعاملون أضداد المسيح في الكنيسة، فينبغي لهم دائمًا توخي الحذر بشأن كلامهم وأفعالهم والمُغالطات التي ينشرونها خلف الكواليس، ويجب عليهم ممارسة تهذيبهم وكشفهم. هذه إحدى مهام القادة والعاملين لحماية شعب الله المُختار من إزعاج أضداد المسيح وأذاهم لهم.
ثالثًا: التشريح
ما المهمة التالية للقادة والعاملين؟ التشريح. يكاد يكون التشريح مُطابقًا للكشف، ولكن ثمّة فروق في الدرجة. عندما يتعلَّق الأمر بالتشريح، فهو لا يقتصر ببساطة على كشف حقيقة ما، أو وضع حقيقي، أو خلفية؛ بل ينطوي على مسألة التوصيف، أيّ أنه ينطوي على شخصية أضداد المسيح، هذه القضية الجوهرية والجذرية. تشريح موقفهم تجاه الله، والحقّ، وواجبهم، وعمل بيت الله، وكذلك الدوافع، والمقاصد، والغرض من وراء نشرهم للمغالطات، أي الأسباب التي تدفعهم لفعل ذلك، وتمييز ما هو جوهرهم بالضبط من خلال أفكارهم، ووجهات نظرهم، وكلامهم، وأفعالهم، والشخصيات والمظاهر التي يُعلِنون عنها. يجب مقارنة هذه الأشياء بكلام الله وشرحها حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من اكتساب فهمٍ أعمق لأضداد المسيح، وأن يروا بوضوح من منظورٍ عملي لماذا بالضبط يقول أضداد المسيح هذه الأشياء ويفعلونها أمامهم، وما منظور الله تجاه مثل هؤلاء الناس، وكيف يُوصِّفهم. يجب على القادة والعاملين بالطبع أيضًا إخبار الإخوة والأخوات بإبعاد أنفسهم عن أضداد المسيح ورفضهم، وكذلك توخي الحذر من أن تضللهم أفعال أضداد المسيح، وسلوكياتهم، وكلامهم، ووجهات نظرهم لتجنُّب سوء فهم الله، والحذر منه، والابتعاد عنه، ورفضه، بل وحتى الحكم عليه وإدانته داخليًا كما يفعل أضداد المسيح. الغرض من التشريح، كغيره من المهام الأخرى كالكشف والتهذيب، هو منع أضداد المسيح من تضليل شعب الله المُختار، وإزعاجهم، وأذاهم. إنه لحماية شعب الله المُختار من أن يتعرَّضوا لأذى أضداد المسيح الشديد، ومن الانحراف عن المسار الصحيح للإيمان بالله. عندما يرى شعب الله المُختار بوضوح الحقائق والوضع الحقيقي حول كيفية إزعاج أضداد المسيح للكنيسة، ويرون جوهر أضداد المسيح بوضوح، فلن يُضلوهم ويُسيطروا عليهم بعد الآن. حتى لو كان بعض المُشوَّشين والحمقى لا يزالون يعجبون بهم ويؤلهونهم داخليًا ويتفاعلون معهم ويتقرَّبون منهم، فلن يتمكَّن أضداد المسيح من التسبُّب في مشكلات كبيرة بعد ذلك. سيفعلون فقط بعض الأشياء بالحمقى من الناس، دون التأثير على دخول أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص إلى الحياة على الإطلاق، ومن ثم، لن يتمكَّنوا من إزعاج عمل الكنيسة وعرقلته. الوصول إلى هذا المستوى هو ما يجب أن يتمكَّن القادة والعاملون من تحقيقه، أيّ أنه يجب عليهم ضمان أن أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص ويقومون بواجباتهم عن طيب خاطر، وأولئك الذين يحبون الحقّ يمكنهم عيش حياة كنسية طبيعية وتتميم واجباتهم. في الوقت نفسه، يجب عليهم أيضًا أن يكونوا قادرين على ضمان أن هؤلاء الناس يمكنهم الحذر من تضليل أضداد المسيح وإزعاجهم، ورفض أضداد المسيح. هذا هو منع فعل أضداد المسيح الشر وإزعاجهم إلى أقصى حدّ، وتحقيق تأثير حماية شعب الله المُختار بالكامل. بالطبع، مهما كان مدى فعالية قيامك بعملك ومدى دقة حديثك، سيكون هناك حتمًا بعض الحمقى، والأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف، والأشخاص المُشوّشين الذين لا يستطيعون رفض أضداد المسيح وسيظلّون يُعجبون بهم ويبجلونهم في قلوبهم. ومع ذلك، سيكون معظم الناس قد وصلوا إلى النقطة التي يمكنهم فيها رفض أضداد المسيح. إذا تمكَّن القادة والعاملون من تحقيق ذلك، فسيكونون قد حموا بالفعل شعب الله المُختار إلى أقصى حدّ، مُحقِّقين النتيجة المرجوة بالكامل. أما بالنسبة لأولئك الأغبياء الذين لا يستطيعون فهم الحقّ مهما كانت كيفية عقد الشركة عنه، إذا كان لا يزال بإمكانهم العمل قليلاً، فيجب أن يُمنَحوا بعض الرعاية والمساعدة، بالإضافة إلى المزيد من المحبة، والصبر، والتسامح. هذا هو فعل كلّ ما يجب على المرء فعله، والعمل بهذه الطريقة مبني على مبدأ. هل يوجد العديد من القادة والعاملين الذين يمكنهم تلبية هذا المعيار؟ (كلا). لذلك، يجب بذل أقصى جهد؛ يجب عليكم حماية شعب الله المُختار بلا كلل وإلى أقصى حدّ. ماذا يعني "إلى أقصى حدّ"؟ يعني فعل كل ما هو مُمكن لعقد شركة عن مبادئ الحقّ التي تفهمونها، وتقديم الأدلة التي حصلتم عليها بالفعل – أي المظاهر المُختلفة للأعمال الشريرة لأضداد المسيح – وربطها بكلام الله الذي يكشف أضداد المسيح، وتقديم شركة عنها وتشريحها. هذا حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من رؤية الوضع الواقعي والحقيقي بوضوح، وتمييز جوهر أضداد المسيح والتبصُّر بحقيقته، ومعرفة موقف الله تجاه أضداد المسيح. هذه مهمة بالغة الأهمية يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها.
رابعًا: التقييد
ما المهمة التالية التي يجب على القادة والعاملين الاضطلاع بها؟ إنها التقييد. من السهل تنفيذ عمل "التقييد" هذا؛ فهو ينطوي على اعتماد بعض التدابير الخاصّة لتحقيق نتيجة التقييد. على سبيل المثال، يتحدَّث أضداد المسيح دائمًا بكلمات وتعاليم، ويُمجِّدون أنفسهم دائمًا، ويُقلِّلون أحيانًا من شأن الآخرين، وكثيرًا ما يُقدِّمون شهادة حول مقدار المعاناة التي تحمَّلوها، والمساهمات التي قدَّموها في بيت الله أثناء الاجتماعات، ويشهدون لأنفسهم بلا خجل، ويتحدَّثون عن مدى إعجاب الآخرين بهم، وكيف أنهم أفضل من الآخرين، وكيف أنهم فريدون، وما إلى ذلك. يجب على القادة والعاملين بذل قصارى جهدهم لتقييد مُختلف الأعمال الشريرة لأضداد المسيح التي تُضلِّل شعب الله المُختار وتُسيطر عليهم، بدلًا من الانغماس معهم باستمرار. ينبغي عليهم تقييد وقت حديثهم والمواضيع التي يناقشونها. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي للقادة والعاملين التصرُّف وكأنهم صم أو عميان فيما يتعلَّق بأفعال أضداد المسيح علنًا وسرًا، مثل استخدام الخدمات الصغيرة لجذب الناس إلى صفهم، وزرع الفتنة، ونشر المفاهيم والملاحظات السلبية، وما إلى ذلك،، بل ينبغي لهم استيعاب أفعال أضداد المسيح على الفور؛ فبُمجرَّد اكتشافهم لسلوكيات تُضلِّل الآخرين وتُزعجهم، ينبغي لهم كشف هذه السلوكيات وتشريحها وفرض قيود على أضداد المسيح، وعدم السماح لهم بالتجول لتضليل الناس وإزعاج عمل الكنيسة. أليست هذه إحدى المهام المهمة التي يحتاج القادة والعاملون إلى القيام بها؟ (بلى). هل يمكنك تقييد الأعمال الشريرة لأضداد المسيح بمُجرَّد تهذيبهم، وكشفهم، وتشريحهم؟ (كلا). لا يمكنك تقييدهم بهذه الطريقة لأنهم شياطين وأبالسة. ما دامت أيديهم وأرجلهم غير مُقيّدة، وأفواههم غير مكتومة، فسينشرون المُغالطات ويتحدَّثون بكلامٍ إبليسي يُزعِج الناس. يجب على القادة والعاملين اتخاذ إجراءات فورية لتقييدهم؛ خاصّةً عندما ينشرون المُغالطات لتضليل الناس وإزعاجهم، يجب على القادة والعاملين مُقاطعتهم وإيقافهم في الوقت المناسب. يجب عليهم أيضًا تمكين شعب الله المُختار من التمييز ورؤية الوجه الحقيقي لأضداد المسيح بوضوح. هذا هو العمل الفعلي الذي يجب على القادة والعاملين القيام به.
خامسًا: المراقبة
ما يأتي بعد تقييد أضداد المسيح، هو مراقبتهم. انظروا من الذي ضلَّله أضداد المسيح، وما المغالطات وكلام الأبالسة الذي نشروه خلف الكواليس، وتحقَّقوا مما إذا كانوا ينحازون إلى التنين العظيم الأحمر ويعملون بالتنسيق معه، وما إذا كانوا قد تحالفوا مع العالم الديني، وما إذا كانوا يُدبِّرون مناوراتٍ مشبوهة مع أعضاء عصاباتهم سرًا، وما إذا كانوا قد يفشون بعض المعلومات المهمة عن بيت الله، وما إلى ذلك. هذه أيضًا مسؤولية ينبغي على القادة والعاملين تتميمها. قبل أن تنكشف أفعال أضداد المسيح، لا ينبغي للقادة والعاملين "أن يُكرِّسوا أنفسهم بالكامل لدراسة كتب الحكماء وأن يهتموا بالأمور الخارجية"، بل يجب أن يكونوا حكماء كالحيات. بمُجرّد أن يكتشف القادة والعاملون أن أحدهم ضدّ المسيح، وإن كان الوقت لم يحِن بعد لإخراج ذلك الشخص أو طرده، فيجب عليهم مراقبته عن كثبٍ لمنعه من الاستمرار في عمل الشر، والتأكُّد من مراقبة شعب الله المُختار لأقواله وأفعاله. نظرًا لأن أضداد المسيح يحبّون السلطة وإقامة روابط مع الأشخاص ذوي النفوذ، فينبغي على القادة والعاملين أن يُراقبوا عن كثبٍ مع مَنْ يتفاعل أضداد المسيح دائمًا خلف الكواليس، وما إذا كانوا على اتصال بالأشخاص المُتديِّنين، فكثيرًا ما يتواصل بعض أضداد المسيح مع القساوسة والشيوخ الدينيين، بل ويتفاعل بعضهم مع أشخاص من إدارة عمل الجبهة المُتحدة. عند حدوث مثل هذه الأمور، ينبغي ألا يغض القادة والعاملين الطرف عنها، بل ينبغي أن يكونوا يقظين تجاه أضداد المسيح، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد. لا يمكنك التنبؤ بما قد يفعله ضدّ المسيح أو إلى أيّ مدى قد يصل شره إذا رأى أن أساليبه في تضليل الناس واستمالتهم إلى صفه لا تنجح في بيت الله، وأن أعماله الشريرة قد انكشفت، وكان يعلم أنه لن يحظى بنهاية طيبة. لذلك، بمُجرَّد أن تتأكَّد في قلبك من أن شخصًا ما هو ضدّ المسيح، فيجب عليك مراقبته عن كثبٍ ومراقبته دون هوادة. هذه مسؤوليتك. ما الهدف من القيام بذلك؟ إنه حماية شعب الله المُختار، ومنع أضداد المسيح، إلى أقصى حدٍّ ممكن، من ارتكاب أفعال خاطئة ضدّ الكنيسة وضد الإخوة والأخوات لإيذاء الإخوة والأخوات. يستفسر بعض أضداد المسيح دائمًا عن التقدمات: "من يُدَبِّر أموال بيت الله؟ من يتولَّى الحسابات؟ هل تُحفَظ الحسابات بدقة؟ هل من الممكن أن يكون ثمّة اختلاس؟ أين تُحفَظ أموال الكنيسة؟ ألا ينبغي الإعلان عن هذه الأشياء، ومنح الجميع الحقّ في معرفتها؟ كم عدد الأصول التي يمتلكها بيت الله؟ مَنْ تبرَّع بالقدر الأكبر؟ لماذا لا أعرف عن هذه الأمور؟" كلامهم يبدو وكأنهم حريصون على الشؤون المالية لبيت الله، ولكنهم في الواقع، لديهم دافعٌ مُختلف. لا يوجد ضدّ واحد للمسيح لا يطمع في المال. إذًا، فماذا يجب على القادة والعاملين فعله في مثل هذه الحالات؟ أولاً، ينبغي لكم تدبير التقدمات بشكلٍ صحيح، وائتمان أشخاصٍ موثوقٍ بهم عليها لحفظها، وينبغي لكم ألا تدعوا أضداد المسيح ينجحون في تحقيق أهدافهم بتاتًا – يجب ألا تكونوا مُشوّشين في هذه النقطة. بمُجرَّد ظهور هذا النوع من المواقف، ينبغي أن تدركوا: "ثمّة خطأ ما. سيفعل ضدّ المسيح شيئًا ما. إنه يستهدف أموال الكنيسة. ربما يُخطِّط للتحالف مع التنين العظيم الأحمر لتدبير مؤامرات حول أموال الكنيسة والاستيلاء عليها. يجب أن ننقلها على الفور!" أوّل شيء، لا يمكنكم السماح لأضداد المسيح بمعرفة من يُدبِّر الشؤون المالية لبيت الله. علاوة على ذلك، إذا شعر الأشخاص الذين يُدبِّرون الأموال بوجود خطر أمني، فيجب نقل كلّ من الأموال والأشخاص الذين يُدبِّرونها بسرعة. أليس هذا شيئًا يجب أن يهتم به القادة والعاملون، والعمل الذي ينبغي لهم تأديته؟ (بلى). على النقيض من ذلك، يسمع القادة الحمقى أضداد المسيح يقولون هذه الأشياء ومع ذلك يُفكِّرون: "هذا الشخص يتحمَّل عبئًا ويعرف كيف يُظهِر الحرص على أموال بيت الله، لذا فلنحمّله بعض المسؤولية وندعه يساعد في الحسابات". ألم يصبحوا يهوذا بفعلهم هذا؟ (بلى). بالإضافة إلى فشلهم في حماية التقدمات، فقد باعوها أيضًا لأضداد المسيح، وأصبحوا يهوذا فعليًا. ما رأيكم في هؤلاء القادة والعاملين؟ أليسوا أشرارًا؟ أليسوا أبالسة؟ فهم بالإضافة إلى فشلهم في تتميم مسؤولياتهم، فقد سلَّموا أيضًا تقدمات الله والإخوة والأخوات إلى أضداد المسيح. لذلك، في الأماكن التي يوجد فيها أضداد للمسيح، بمُجرَّد أن يكتشف القادة والعاملون أيّ أدلة على ذلك، يجب عليهم بدء تحقيق والقيام ببعض الأعمال المُحدَّدة، والتي يكون عمل "المراقبة" فيها لا غنى عنه.
لا يتعلَّق عمل المراقبة الذي يقوم به القادة والعاملون بإجراء عمليات التجسُّس أو أيّ أنشطة تجسُّسية؛ بل إنه ببساطة يتعلَّق بتتميم مسؤوليتك، وأن تكون أكثر اهتمامًا، وتراقب بعناية أكثر، وتلاحظ ما يفعله أضداد المسيح وما ينوون فعله. إذا اكتشفتَ أيّ علامات على ارتكابهم للشر وإزعاج الكنيسة، فيجب عليك اتخاذ تدابير مضادة في أقرب وقتٍ مُمكن؛ فلا يمكنك السماح لهم على الإطلاق بالنجاح. هكذا يكون منع الحوادث التي يقوم بها أضداد المسيح وتُزعِج عمل الكنيسة من الحدوث إلى أقصى حدٍّ ممكن. بطبيعة الحال، هذا أيضًا يحمي عمل الكنيسة، ويحمي شعب الله المُختار على أفضل وجه. هذا مظهر من مظاهر تتميم القادة والعاملين لمسؤولياتهم. ليس المقصود بالمراقبة ترتيب بعض الأشخاص للعمل كعملاء سريين، وجعلهم يتبعون الناس، ويتعقَّبونهم، ويُراقبونهم مثل الجواسيس، أو تفتيش منازلهم واستخدام أساليب استجواب قاسية. لا ينخرط بيت الله في مثل هذه الأنشطة. ومع ذلك، يجب عليك فهم وضع أضداد المسيح على الفور. يمكنك الاستفسار عن وضعهم الأخير من خلال التحدُّث مع أفراد عائلاتهم أو الإخوة والأخوات الذين يمكنهم تمييزهم أو الذين هم على دراية بهم. أليست هذه كلّها أساليب وطرق للقيام بهذا العمل؟ إذا كان القادة والعاملون يؤدون المهام التي تقع ضمن نطاق مسؤولياتهم، وتتوافق مع المبادئ التي يتطلبها الله، فإنهم يُتمِّمون مسؤولياتهم. ما الغرض من تتميم القادة والعاملين لمسؤولياتهم؟ هو أن تفعل كل ما في وسعك لمنع أضداد المسيح من التسبُّب في العرقلة والإزعاج إلى أقصى حدٍّ ممكن، ومن ثم منع أضداد المسيح من إيذاء شعب الله المُختار وبيع مصالح بيت الله. هذه هي مسؤولية القادة والعاملين. ألا يمنع هذا وقوع حوادث أضداد المسيح إلى أقصى درجة ممكنة؟ أليس القادة والعاملون الذين يضطلعون بهذه الإجراءات يفعلون كل ما هو ممكن بشريًا؟ (بلى). هل من الصعب القيام بذلك؟ (كلا). ليس من الصعب؛ بل هذا شيء يمكن لأولئك الذين يفهمون الحقّ تحقيقه. يجب على الناس بذل قصارى جهدهم لإنجاز ما يمكنهم تحقيقه، أما الباقي فمتروك لله ليفعله، ليمارس سيادته عليه ويُنظِّمه، وليرشد. هذا أقل ما نقلق بشأنه. فالله خلفنا. الله ليس في قلوبنا فحسب، بل لدينا أيضًا إيمان حقيقي. هذا ليس دعمًا روحيًا؛ في الواقع، الله موجود، وهو بجانب الناس، حاضر دائمًا معهم. كلّما فعل الناس أيّ شيء أو قاموا بأيّ واجب، فإنه يراقب؛ إنه موجودٌ لمساعدتك في أيّ وقت ومكان، ويحفظك ويحميك. ما ينبغي للناس فعله هو بذل قصارى جهدهم لإنجاز ما ينبغي لهم إنجازه. ما دُمتَ أصبحتَ واعيًا، وتشعر في قلبك، وترى في كلام الله، وذكركَ الناس من حولك، أو أعطاك الله أيّ إشارة أو نذير يُوفِّر لك معلومات – أن هذا شيء ينبغي لك فعله، وأن هذه هي إرسالية الله لك – فينبغي لك تتميم مسؤوليتك وعدم الجلوس مكتوف الأيدي أو المشاهدة من على الهامش. أنت لست إنسانًا آليًا؛ فلديك عقل وأفكار. عندما يحدث شيءٌ ما، فأنتَ تعرف تمامًا ما ينبغي لك فعله، وبالتأكيد لديك مشاعر ووعي. لذا طبِّق هذه المشاعر والوعي على المواقف الواقعية، وعِشها وحوِّلها إلى أفعال، وبهذه الطريقة، ستكون قد أتممتَ مسؤوليتك. بالنسبة إلى الأشياء التي يمكنك أن تكون على دراية بها، فينبغي لك الممارسة وفقًا لمبادئ الحقّ التي تفهمها. بهذه الطريقة، تفعل كلّ ما في وسعك وتبذل قصارى جهدك للقيام بواجبك. عندما تبذل قصارى جهدك كقائد أو عامل، أيّ عندما تمنع حدوث الأعمال الشريرة لأضداد المسيح إلى أقصى حدّ، سيرضى الله عنك لأنك تستطيع الممارسة بهذه الطريقة. لماذا سيرضى الله عنك؟ سيقرر الله أمر مثل هؤلاء القادة والعاملين: إنهم يُتمِّمون مسؤولياتهم ويبذلون قصارى جهدهم لأداء العمل المتأصِّل في دورهم. هل هذا استحسان الله؟ (أجل).
سادسًا: الطرد
تتضمّن المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين مهامًا مُحدَّدة يجب عليهم الاضطلاع بها، وقد ذكرنا العديد منها: يجب عليهم ممارسة كشف أضداد المسيح، وتهذيبهم، وتشريحهم، وتقييدهم، ومُراقبتهم. لقد انتهى عقد الشركة حول هذه المبادئ الأساسية. تظل مبادئ التعامل مع أضداد المسيح دون تغيير، بغض النظر عن الإجراءات المُحدَّدة التي يتخذها القادة والعاملون في مواقف معينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغرض الرئيس من هذه المهام هو حماية شعب الله المُختار. لنفترض أن شعب الله المُختار قد أقرّوا بالفعل بالإجماع على أن شخصًا ما هو ضدّ المسيح، وقد ميَّزوا وأدركوا تمامًا أنه يسعى دائمًا إلى تضليل الناس والسيطرة عليهم؛ فهم يعرفون أنه لا يمكن أن تكون ثمّة أيام طيبة أو حياة كنسية طيبة في وجود ضدّ المسيح، ويُطالب الجميع بالإجماع بإخراج ضدّ المسيح من الكنيسة. في ظلّ هذه الظروف، لا يزال بعض القادة والعاملين يدعون إلى بقاء ضدّ المسيح ليُستخدَم بمثابة تدريبٍ على ممارسة كشف أضداد المسيح، وتهذيبهم، وتشريحهم، وتقييدهم، ومُراقبتهم – فهل لا تزال ثمّة حاجة لخوض هذه العمليات؟ قد يقول بعض القادة والعاملين: "إذا لم نخُض هذه العمليات، أفلن أكون مُهملاً لمسؤولياتي؟ لا يُبرِز دوري كقائد سوى بخوض هذه العمليات. يجب أن أؤدي هذا العمل. سواء وافق الإخوة والأخوات أم لا، يجب عليّ أولًا أن أبقي على ضدّ المسيح. سأكشفه أولاً، ثم أُهذِّبه وأُشرِّحه، وأدع الإخوة والأخوات يُؤكِّدون أكثر أنه ضدّ المسيح. بعد الاتفاق بالإجماع، سنُخرِجه أو نطرده. ألن يكون هذا أكثر فعالية؟" نتيجة لذلك، خلال هذا الوقت، يبدأ ضدّ المسيح في نشر المفاهيم لتضليل الناس وفي إزعاج عمل الكنيسة مرّة أخرى، مُسبِّبًا الذعر بين الجميع، حتى أن البعض يرفض حضور الاجتماعات. يؤدي هؤلاء القادة والعاملون الأعمال شكليًا بشكل سطحي ويُماطلون في العمل، من أجل إظهار عزمهم وإثبات أنهم لا يُهمِلون مسؤولياتهم. نتيجة لذلك، يتخذون العديد من المُنعطفات غير الضرورية، ويزعجون نظام حياة الكنيسة، ويهدرون الوقت الثمين لشعب الله المُختار في السعي إلى الحقّ، ولا يُخرِجون ضد المسيح سوى بعد ذلك. هل هذا النهج مقبول؟ (كلا). ما الخطأ فيه؟ (إنه مُجرَّد اتباع للأنظمة وأداء الأعمال شكليًا). ما الغرض من قيام القادة والعاملين بهذه المهام؟ (لحماية شعب الله المُختار). لذا، إذا لم يكن بعض الناس قد ميَّزوا ضدّ المسيح بعد ولا يزالون مرتبطين به تمامًا، وحينما يُقرِّر القادة والعاملون طرد ضدّ المسيح من الكنيسة، يصبح بعض الناس ساخطين، قائلين إن بيت الله ليس مُحبًا للناس ولا عادلًا معهم، ويفتقر إلى المبادئ في كيفية قيامه بالأشياء، وما إلى ذلك، بل وحتى أن بعض الأشخاص المُشوَّشين يُضلَّلون ويتأثرون بضدّ المسيح ويريدون اتباعه خارج الكنيسة، فما الذي ينبغي عمله في هذه الحالة؟ في هذا الوقت، يحتاج القادة والعاملون إلى القيام ببعض الأعمال الأساسية، مثل ممارسة تهذيب ضدّ المسيح واستخدام كلام الله لكشفه وتشريحه، حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من تعلُّم الدروس عمليًا وتمييز ضدّ المسيح في نهاية المطاف. ذات يوم يقولون: "هذا الشخص بغيضٌ جدًا. إنه بالفعل شخصٌ شريرٌ وضد المسيح. فلنصف الكنيسة منه بسرعة!" هذا ليس صوت شخصٍ واحدٍ فقط، بل صوت العديد من الإخوة والأخوات. هل لا تزال ثمّة حاجة في هذه الحالة للقيام بعمل تقييد ضدّ المسيح ومُراقبته؟ كلا، اطردوه مباشرة فحسب. القادة والعاملون الذين يصلون إلى هذا المستوى في عملهم يكونون قد حقَّقوا نتيجة حماية شعب الله المُختار من أذى أضداد المسيح. ما الذي يثبته هذا؟ من أحد الجوانب، يُثبِت أن الإخوة والأخوات في هذه الكنيسة لديهم تمييز، ومستوى قدرات، وحسّ بالعدالة. من جانب آخر، قد يكون القادة والعاملون قادرين على القيام بعملٍ فعلي، أو أن أفعال ضدّ المسيح هذا صارخة جدًا، وإنسانيته سيئة جدًا وخبيثة جدًا، مما يُثيِر السخط العام، وقد قطع طريقه بنفسه مبكرًا، مما يُوفِّر على القادة والعاملين الكثير من عملية التعامل معه. ألا يُوفِّر هذا الكثير من الجهد؟ في مثل هذه الحالة، فإن إخراجه أو طرده أمرٌ جيدٌ، أليس كذلك؟ علاوة على ذلك، فإن العمل الذي يتعيَّن على القادة والعاملين القيام به واسع النطاق ولا يقتصر على هذه المهمة الواحدة. هل تعتقد أن طرد ضدّ المسيح هو نهاية الأمر، وأنك قد أنجزتَ كل شيء بنجاحٍ كاملٍ؟ كلا، على الإطلاق! لديك عملٌ آخر لتقوم به. فإلى جانب التعامل مع أضداد المسيح وحماية شعب الله المُختار من أذاهم، يتحمَّل القادة والعاملون أيضًا مسؤولية قيادة شعب الله المُختار إلى واقع كلام الله، وقيادتهم لحلّ شخصياتهم الفاسدة، وقيادتهم لحلّ شخصيتهم كضدّ للمسيح، من بين العديد من المهام الأخرى ذات الأهمية. ومع ذلك، إذا ظهر ضدّ المسيح أثناء القيام بهذه المهام، فإن التعامل معه يصبح الأولوية القصوى. يجب عليهم أولًا كشف ضدّ المسيح والتعامل معه، وكذلك عقد شركة حول جوانب أخرى من الحقّ. إذا ظهر إزعاج ضدّ المسيح، وأصبح من الصعب جدًا المُضي قدمًا في الأعمال الأخرى، نظرًا لمواجهة هذا العمل للعرقلة والتدخُّل، والتأثير الشديد لضد المسيح على نمو حياة الإخوة والأخوات، ونظام حياة الكنيسة، وبيئة القيام بالواجبات، فمن الضروري بالطبع أولًا مُعالجة هذه الآفة الأعظم وجذر الكارثة. لا يمكن للأعمال الأخرى أن تسير بشكلٍ طبيعي ومُنظَّم سوى بعد إخراج ضدّ المسيح والتعامل معه. لذا، إذا ظهر ضدّ المسيح في كنيسة، وميَّزه الإخوة والأخوات بسرعة في غضون فترةٍ قصيرةٍ من الزمن وقالوا بالإجماع: "اغرب عن وجهنا يا ضدّ المسيح!" ألن يُوفِّر هذا على القادة والعاملين الكثير من الجهد؟ ألا ينبغي لك أن تسعد سرًا؟ قد تقول: "كنتُ قلقًا من أنني لا أستطيع تقييد هذا الضدّ للمسيح، هذا الإبليس. كنتُ قلقًا أيضًا من أن بعض الإخوة والأخوات سيُضلَّلون ويُلحَق بهم الأذى الشديد من قِبله، وأن تكون قامتي أصغر من أن تكشف جوهر ضدّ المسيح، وتشريح هذه الأمور بدقة، وحلّ هذه المشكلة". الآن، لا داعي للقلق. بهذا البيان الواحد من الإخوة والأخوات، تُحلّ المشكلة، ويُرفَع "عبء" القادة والعاملين. يا لروعة هذا الأمر! ينبغي أن تشكر الله؛ فهذه نعمة الله! من المرجح أن يحدث هذا النوع من الأشياء في الكنيسة، لأن الكثير مما يتعلَّق بموضوع كشف أضداد المسيح قد نُوقِش كثيرًا، ولأن الإخوة والأخوات ليسوا أدنى بكثير من القادة والعاملين، كما قد تفترَض. لديهم أيضًا تحت إرشاد كلام الله بعض القدرة على استيعاب الحقّ بشكلٍ مُستقلٍ وحلّ المشكلات. عندما يتحدون للدعوة إلى التصويت وطرد ضدّ المسيح، فهذا أمرٌ جيّد، ظاهرة جيّدة! لا داعي أن يشعر القادة والعاملون بالحزن، أو خيبة الأمل، أو السلبية حيال هذا. فبعد إخراج هذه العقبات، أي أضداد المسيح، تظلّ كلّ خطوة من خطوات العمل اللاحقة امتحانًا عسيرًا للقادة والعاملين، فكلّ مهمة يحتاجون إلى الاضطلاع بها تنطوي على مسؤولياتهم، ومشكلات تتعلَّق بمستوى قدراتهم، وقدرتهم على العمل.
المظاهر التي يُظهرها القادة الكاذبون عندما يتسبب أضداد المسيح في إثارة الاضطرابات
لقد انتهينا من عقد شركة حول المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين: "حماية شعب الله المُختار من الاضطراب، والتضليل، والسيطرة، والأذى الشديد من قبل أضداد المسيح، وتمكينهم من تمييز أضداد المسيح ونبذهم من قلوبهم". بعد ذلك، سنُشرِّح ونكشف مظاهر نوعٍ من الناس لا يستطيعون تتميم مسؤوليات القادة والعاملين – القادة الكاذبون – من خلال مُقارنتهم بالعمل الذي من المُفترض أن يُنجزه القادة والعاملون. يوجد العديد من المهام التي يحتاج القادة والعاملون إلى الاضطلاع بها عند القيام بهذا العمل، مما يتطلَّب منهم أن يتحلوا بمستوى قدرات مُعيَّن، وأن يكونوا يقظين، ودقيقين، وجادين، ومسؤولين، ومُراعين لعبء الله، وأن يكون لديهم قلب مُحب يحمي شعب الله المُختار، وما إلى ذلك. بهذه الصفات وحدها يمكنهم تتميم مسؤولياتهم والتزاماتهم. ومع ذلك، فإن القادة الكاذبين على العكس تمامًا من ذلك؛ فهم يفتقرون إلى هذه الصفات في إنسانيتهم. ربما يتمتعون بمستوى قدرات مُعيَّن، مع القدرة على استيعاب الحقّ وتمييز أضداد المسيح، أو قد يكون لديهم مستوى قدرات أقل قليلاً، ويكونون قادرين على الأقل على تمييز بعض أضداد المسيح الواضحين الذين يرتكبون العديد من الأعمال الشريرة، حتى لو لم يتمكَّنوا من تمييز جوهر طبيعة أضداد المسيح بالكامل؛ أو قد يكون مستوى قدراتهم ضعيفًا جدًا لدرجة أنهم لا يستطيعون التمييز أو التبصُّر بحقيقة الفروق بين أولئك الذين لديهم جوهر أضداد المسيح وأولئك الذين لديهم شخصية أضداد المسيح. على أيّ حال، يُظهِر القادة الكاذبون هذين المظهرين: أحدهما أنهم لا يقومون بعملٍ فعلي؛ والآخر هو أنهم لا ينخرطون سوى في أعمال شؤون عامة سطحية، بينما يكونون عاجزين تمامًا عن حلّ المشكلات الحقيقية أو القيام بعملٍ فعلي. فيما يخص العمل المُتعلّق بالمسؤولية الثالثة عشرة، يظل هذان المظهران المُميّزان للقادة الكاذبين بارزين. سنعقد شركة بعد ذلك حول ماهية المظاهر المُحدَّدة لديهم.
أولًا: عدم كشف أضداد المسيح والتعامل معهم خوفًا من الإساءة إليهم
عندما يزعج أضدادُ المسيحِ شعبَ الله المُختار، أو يُضلِّلونهم، أو يُسيطرون عليهم، أو يُلحِقون بهم أذى شديدًا، فإن أول مظهر للقادة الكاذبين هو التقاعس. ماذا يعني التقاعس؟ يعني عدم القيام بعملٍ فعلي. ثمّة أسباب وراء عدم القيام بعملٍ فعلي، وفي أوّلها الخوف من الإساءة إلى الناس والافتقار إلى الشجاعة للتمسُّك بالمبادئ. بعد أن يصبح هؤلاء الناس قادةً، يبدأون في التباهي بسُّلطتهم، ويُفكِّرون: "لدي مكانة الآن، وأنا مسؤول في الكنيسة. يجب أن أُدبِّر طعام الإخوة والأخوات، وملابسهم، وسكنهم، ووسائل نقلهم؛ يجب أن أُميِّز ما إذا كان ما يقوله الإخوة والأخوات يتوافق مع الحقّ ويتوافق مع آداب القديسين. يجب أن أرى ما إذا كانوا مُخلصين لله، وما إذا كانت حياتهم الروحية طبيعية، وما إذا كانوا يؤدون صلوات الصباح والمساء، وما إذا كانت اجتماعاتهم المُعتادة طبيعية – يجب أن أُدبِّر كلّ هذا". لا يهتم القادة الكاذبون سوى بهذه القضايا. من حيث الشكليات، يبدو أنهم يُتمِّمون مسؤوليات القادة والعاملين، ولكن عندما تنشأ قضايا أساسية تتصل بالمبادئ، أو حتى عندما يظهر أضداد المسيح، يتوارى القادة الكاذبون في الظلال دون أن ينبسوا ببنت شفة، حيث يلتزمون الصمت ويتظاهرون بالغفلة وعدم القدرة على ملاحظة أيّ شيء. مهما كانت المُغالطات التي ينشرها أضداد المسيح، فهم يتظاهرون بأنهم لا يسمعون. عندما يُزعِج أضداد المسيح شعب الله المُختار، ويُضلِّلونهم، ويسيطرون عليهم، يتظاهرون أيضًا بالغفلة، كما لو أن كلّ هذه المعلومات تتلاشى عندما تصل إليهم. يتظاهرون بأنهم غير قادرين على تمييز أضداد المسيح الذين يُمكِن حتى للإخوة والأخوات العاديين تمييزهم، قائلين: "لا أستطيع التبصُّر بحقيقتهم. ماذا لو طردتُ الشخص الخطأ؟ ماذا لو أسأت فهم الإخوة والأخوات؟ إلى جانب ذلك، لا يزال بيت الله بحاجة إلى أشخاصٍ لتقديم الخدمة!" بالتذرُّع بجميع أنواع الأعذار للتنصُّل من مسؤوليات القادة والعاملين، يتجنَّبون التعامل مع أضداد المسيح ولا يحمون الإخوة والأخوات من أذاهم. بل إن بعض القادة الكاذبين يقولون: "إذا كشفتُ أضداد المسيح دائمًا، فماذا لو حرَّضوا الإخوة والأخوات على مهاجمتي؟ حينها لن يُصوِّت لي أحد في الانتخابات القادمة، ولن أتمكَّن من أن أكون قائدًا بعد الآن. نفوذي ليس بقوة نفوذهم!" لا يُتمِّم القادة الكاذبون مسؤوليتهم في حماية شعب الله المُختار على الإطلاق، ولا يمنعون أضداد المسيح من إلحاق الأذى بالإخوة والأخوات إلى أقصى حدٍّ مُمكن، وذلك لحماية مكانتهم وسلامتهم الشخصية. يتصرَّفون كساعٍ لإرضاء الناس وسلحفاة تتوارى في قوقعتها، وفي الوقت نفسه يكونون أشخاصًا أنانيين وحُقراء. لا يحمون الإخوة والأخوات ولكنهم دقيقون جدًا في التفكير في كيفية حماية أنفسهم. عندما يتعلَّق الأمر بالتعامل مع أضداد المسيح أو تهذيبهم وكشفهم حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من اكتساب التمييز، يصيبهم الرعب الشديد، ويقلقون من فقدان مكانتهم، ويشعرون بأن القيام بذلك يضر بهم. يتجاهلون تمامًا مصالح شعب الله المُختار، مُراعين فقط مصالحهم، وسمعتهم، وسلامتهم الشخصية، وسلامة عائلاتهم، خوفًا من أن تؤدي الإساءة إلى أضداد المسيح عن طريق الخطأ إلى تحوّلهم إلى عدوانيين بوحشية واستفزازهم للانتقام منهم. هذا النوع من القادة الكاذبين لديه في الواقع مستوى ما من القدرات. بمستوى قدراتهم وبصيرتهم، يدركون تمامًا مَنْ هم أضداد المسيح، لكن المشكلة تكمن في خوفهم من الإساءة إلى أضداد المسيح. برؤية شخصية أضداد المسيح الشرسة، لا يجرؤون على الإساءة إليهم. ومع ذلك، لحماية أنفسهم، لا يتورعون عن التضحية بمصالح بيت الله وشعب الله المُختار؛ ويشاهدون بلا مبالاة بينما يُسلَّم الإخوة والأخوات إلى أضداد المسيح، ليضللوهم، ويسيطرون عليهم، ويلحقون الأذى الشديد بهم كما يشاؤون. يقول القادة الكاذبون فقط من حينٍ لآخر خلف الكواليس لبعض الأشخاص السذج نسبيًا ذوي الإنسانية الجيدة الذين لا يُشكِّلون أيّ تهديد لهم: "ذلك الشخص ضدّ المسيح. إنه يُضلِّل الآخرين. إنه ليس شخصًا صالحًا". ومع ذلك، أمام جميع الإخوة والأخوات وأمام أضداد المسيح، لا يجرؤون أبدًا على قول "لا" واحدة لأضداد المسيح. ليس لديهم أبدًا الشجاعة لكشف أيّ أعمال شريرة أو جوهر أضداد المسيح. حتى أثناء الاجتماعات، عندما يحتكر أضداد المسيح الكلمة ويتحدَّثون لمدّة ساعة أو ساعتين، لا يجرؤون على إصدار أيّ صوت. إذا ضرب أضداد المسيح الطاولة وحدَّقوا إلى الناس، فإنهم لا يجرؤون حتى على التنفس بصوت عالٍ جدًا. أولئك ذوو القامة الصغيرة، وأولئك ذوو الإنسانية الجبانة، وأولئك الذين يريدون السعي إلى الحقّ ولكنهم لم يكتسبوا بعد التمييز، يشعرون ضمن نطاق عملهم بالضيق لأنه لا يوجد قادة أو عاملون يمكنهم التقدُّم لكشف الأعمال الشريرة لأضداد المسيح وتمييزها. يشاهدون بلا حول ولا قوة بينما يتصرَّف أضداد المسيح بطغيان في الكنيسة، ويتصرَّفون بتهورٍ مُتعمِّد ويزعجون حياة الكنيسة، دون أيّ وسيلة لمواجهتهم. وفي الوقت نفسه، لا يقوم القادة الكاذبون بأيّ عمل فعلي ولا يحلّون مشكلات شعب الله المُختار الحقيقية. عندما يلقى الإخوة والأخوات صعوبات، فبالإضافة إلى فشل القادة الكاذبين في كشف الأعمال الشريرة لأضداد المسيح وتقييدها، فهم لا يجرؤون حتى على قول كلمة واحدة مُنصفة. حتى لو شعر ضميرهم بشيء ما ووخزهم قليلاً، وذرفوا دموع قليلة في الصلاة إلى الله خلف الأبواب المغلقة، ففي اليوم التالي أثناء الاجتماع، عندما يرون أضداد المسيح يدلون بتعليقاتٍ غير مسؤولة حول عمل بيت الله ويحكمون عليه جُزافًا، بل ويحكمون على الله وينشرون مفاهيم حول الله بشكلٍ غير مباشر، فإنهم لا يفعلون شيئًا حيال ذلك على الرغم من معرفتهم بخطأه. حتى عندما يرون أضداد المسيح يبددون التقدمات، فإنهم يتبنون موقف تجاهل الأمر. لا يكشفون أضداد المسيح ولا يُقيّدونهم على الإطلاق، ومع ذلك لا يشعرون حتى بقليلٍ من اللوم في قلوبهم – هذا غير مسؤول بتاتًا! ينبغي لأي شخص لديه بعض حس الضمير، حتى لو كان يشعر بأن سلطته ضعيفة جدًا، أن يتحد مع الإخوة والأخوات الذين لديهم بعض القامة والتمييز لعقد شركة حول هذه المسألة ومناقشة كيفية التعامل مع أضداد المسيح. لكن القادة الكاذبين يفتقرون إلى مثل هذا العزم والشجاعة، بل وبالأكثر يفتقرون إلى مثل هذا الحس بالمسؤولية. بل إنهم يقولون للإخوة والأخوات: "أضداد المسيح شرسون جدًا. إذا أسأنا إليهم، فسيُبلِّغون عنا الحكومة، وعندها لن يتمكَّن أيٌّ منا من الإيمان بالله. أضداد المسيح يعرفون مواقع اجتماعات الكنيسة، لذا لا يمكننا استفزازهم". هذا هو تمامًا السلوك القبيح المُتمثِّل في إلقاء السلاح والاستسلام لأضداد المسيح، والمساومة مع الشيطان والتوسُّل إليه طلبًا للرحمة.
بالإضافة إلى حماية أنفسهم، لا يقوم القادة الكاذبون بأيٍّ من الأعمال التي ينبغي على القادة والعاملين القيام بها، مثل حماية شعب الله المُختار ومُساعدتهم على اكتساب التمييز تجاه أضداد المسيح، ولا يُتمِّمون أيّ مسؤوليات على الإطلاق، ومع ذلك يُريدون باستمرار أن ينتخبهم الإخوة والأخوات كقادة. بعد أن يُنهوا فترة ولاية واحدة، يريدون أن يُنتخَبوا للفترة التالية. أليس هذا مخزيًا وغير قابل للإصلاح؟ هل مثل هؤلاء الأشخاص جديرون بأن يكونوا قادة؟ (كلا). يأتمنك بيت الله على القطيع، ولكن عندما تأتي الوحوش البرية، في اللحظة الحاسمة، تحمي نفسك فحسب وتُسلِّم القطيع للوحوش البرية. تتصرَّف كسلحفاة جبانة، تجد ملجأً، مكانًا آمنًا، لتختبئ به. ونتيجة لذلك، يُصاب القطيع بالأذى وتُنهشبعض الخراف حتى الموت، وبعضها يضيع. لنفترض أن قائدًا يرى أضداد المسيح يُزعجون عمل الكنيسة بلا ضمير ويُضلِّلون شعب الله المختار ويسيطرون عليهم، ومع ذلك يتبنَّى موقف تجاهل الأمر لحماية وجاهته، ومكانته، ومصدر رزقه، ولضمان سلامته. معظم شعب الله المُختار يُضلَّلون نتيجة لذلك، ويشعرون بالعجز، ويصبحون سلبيين وضعفاء؛ بل إن البعض يأسرهم أضداد المسيح، والبعض لا يرغبون في القيام بواجباتهم. ومع ذلك، لا يشعر هذا القائد بأيّ شيء عندما يرى الاضطرابات التي يتسبب أضداد المسيح فيها؛ لا يشعر في ضميره بأيّ تأنيب. هل لدى هذا النوع من القادة أو العاملين أيّ إنسانية؟ في سبيل تحقيق هدفهم المُتمثِّل في الحفاظ على الذات، لا يتورعون عن تسليم شعب الله المُختار إلى أضداد المسيح والسماح لأضداد المسيح بتضليلهم، وإلحاق الأذى الشديد بهم، وتدميرهم. أيّ نوع من القادة هذا؟ (قائد كاذب). أليس هذا شريكًا للشيطان؟ في صف من هم حقًا؟ على الرغم من أنه يُوصَف كقائد كاذب، فقد يكون جوهر هذه القضية أخطر من مُجرَّد كونه قائدًا كاذبًا. إنها ذات طبيعة بيع الإخوة والأخوات، تمامًا مثل أولئك الأشخاص الذين يُعتقَلون، ويُعذَّبون، ويصبحون يهوذا، ويُسلِّمون الإخوة والأخوات إلى التنين العظيم الأحمر ليتعرَّضوا إلى أذى شديد. إذًا، فما طبيعة القائد الكاذب الذي يُسلِّم شعب الله المُختار إلى أضداد المسيح؟ أليس مثل هؤلاء القادة الكاذبين أخِسَّاء للغاية؟ مقارنة بأضداد المسيح، لا يبدو أن لهؤلاء القادة الكاذبين ظاهريًا نية مقاومة الحقّ. يبدو أنهم قادرون على عقد شركة عن بعض الحقائق، وأن لديهم بعض القدرة على الاستيعاب، وأنهم قادرون على ممارسة القليل من الحقّ، وبعضهم يمكنه حتى تحمُّل المشقة ودفع الثمن. ومع ذلك، عندما يأتمنهم بيت الله على قطيع الله، وعندما يظهر الأشرار والأبالسة، فإنهم لا يستخدمون حياتهم لفعل كلّ ما في وسعهم لحماية شعب الله المُختار. بل يفعلون كلّ ما في وسعهم بدلاً من ذلك لحماية أنفسهم، ويدفعون الإخوة والأخوات ليكونوا بمثابة الدرع الواقي لتأمين سلامتهم ومصالحهم. كم هم حُقراء وأنانيون هؤلاء الناس! ظاهريًا، لا يبدو أن إنسانيتهم بها مشكلات كبيرة، فلديهم محبة للناس، ويمكنهم مساعدة الآخرين، وهم على استعدادٍ لدفع الثمن ويمكنهم تحمُّل أيّ مشقة أثناء قيامهم بواجباتهم. ومع ذلك، عندما يظهر أضداد المسيح، فإنهم يفعلون شيئًا غير مُتوقَّع وغير قابل للاستيعاب: مهما كانت كيفية تضليل أضداد المسيح لشعب الله المُختار أو إزعاج حياة الكنيسة، لا يفعلون شيئًا ويتجاهلون الأمر مهما بلغ عدد الأشخاص الذين يتعرَّضون للهجوم، أو الاستبعاد، أو الأذى من قبل أضداد المسيح. يُسلِّم هؤلاء القادة بفعلهم هذا شعب الله المُختار تمامًا لسيطرة أضداد المسيح، سامحين لأضداد المسيح بتضليلهم وإلحاق الأذى الشديد بهم كما يشاؤون، بينما لا يقوم هؤلاء القادة أنفسهم بأيّ عمل على الإطلاق. عند تصفية الكنيسة من أضداد المسيح وحلّ المشكلة، يخرج هؤلاء القادة بعد ذلك لعقد شركة حول معرفتهم بذواتهم، وعن كيف كانوا ضعفاء، وجبناء، وخائفين، وأنانيين، ومُخادعين، وأنهم لم يكونوا مُخلصين، ولم يحموا شعب الله المُختار جيدًا، وخيَّبوا أمل الله والإخوة والأخوات. يبدون نادمين بشدّة؛ يبدو أنهم حوَّلوا أنفسهم وأنهم قادرون على التوبة. ومع ذلك، عندما يظهر أضداد المسيح مرّةً أخرى، يدفعون الإخوة والأخوات نحوهم تمامًا كما فعلوا في المرة السابقة، ويجدون مكانًا آمنًا لأنفسهم للاحتجاب فيه. على الرغم من أنهم لم يُضلَّلوا أو يُؤذَوا من قِبل أضداد المسيح هم أنفسهم، فقد أهملوا مسؤولياتهم وخانوا إرسالية الله، وكُشف موقفهم تجاه واجبهم، وموقفهم تجاه شعب الله المختار، وكُشفت أنفسهم الحقيقية تمامًا. في كلّ مرة يظهر فيها أضداد المسيح، لا يختارون الوقوف في صف الله ومُحاربة أضداد المسيح حتى النهاية، ولا يقولون ولو القليل مما يجب قوله أو يفعلون ولو القليل من العمل الذي يجب فعله لحماية شعب الله المُختار وبالتالي يشعرون بالسلام في ضميرهم، بالإضافة إلى أنهم لا يُتمِّمون مسؤوليات القادة لإرضاء مقاصد الله. جميع خيارات هؤلاء القادة الكاذبين وأفعالهم هي بالكامل من أجل حماية مكانتهم من الأذى، فهم لا يهتمون بحياة شعب الله المُختار أو موته. بالنسبة إليهم كلّ شيء على ما يُرام ما دامت سمعتهم، ومصالحهم، ومكانتهم لم تتضرَّر. ليست لهم أي علاقة بأمور مثل مَنْ يكشف أضداد المسيح، ومَنْ يطرد أضداد المسيح، وكيف يجب التعامل مع أضداد المسيح؛ فهم لا يهتمون ولا يتدخَّلون. عندما يزعج أضداد المسيح حياة الكنيسة، ويؤذون شعب الله المُختار، ويُلفِّقون التهم لأولئك الذين يسعون إلى الحقّ ويُعذِّبونهم، فإنهم يتجاهلون ذلك. هذه الأشياء لا تهمّهم؛ فكلّ شيء على ما يُرام بالنسبة إليهم، ما دامت مكانتهم ليست في خطر. ما رأيكم في هذه النوعيات من الناس؟ عادة، لا تبدو إنسانيتهم سيئة، ويبدو أنهم قادرون على القيام ببعض الأعمال. وعندما يُواجهون التهذيب، يبدو أنهم قادرون على معرفة أنفسهم، وأن يكون لديهم قلبًا نادمًا بعض الشيء. ومع ذلك، عندما يُواجهون أضداد المسيح الذين يُزعجون الكنيسة، فإنهم يفقدون عقولهم تمامًا، ولا يكون لديهم حسّ بالعدالة، ويفتقرون حتى إلى الشجاعة لمُحاربة أضداد المسيح. عندما يرون الأبالسة والشياطين، فإنهم يتنازلون؛ وعندما يرون الأشرار يُسبِّبون الإزعاج، فإنهم يتجنَّبونهم. بالحكم على موقفهم تجاه الأشرار وأضداد المسيح، فأيّ طريق يتبعونه بالضبط؟ أليس هذا يُوضِّح مشكلتهم بشكل كبير؟ (بلى). قد لا يبدو هذا النوع من الأشخاص ضدّ المسيح ظاهريًا، لكن الموقف الذي يُظهِرونه تجاه أفعال الأشرار وأضداد المسيح وسلوكياتهم هو بالضبط شخصية أضداد المسيح، وطبيعة هذا الأمر فظيعة. يمكن القول إنها طبيعة التخلِّي عن مسؤولياتهم وبيع شعب الله المُختار. أليست هذه الطبيعة خطيرة جدًا؟ هل يُظهِرون أيّ إخلاص تجاه عمل الكنيسة وإرسالية الله؟ هل لديهم حتى ذرة من موقف المسؤولية؟ مهما كان الوقت الذي يؤتمنون فيه على إرسالية أو مهمة ما، فإن مبدأهم هو تجنُّب الإساءة إلى الناس وحماية أنفسهم. هذا أعلى معاييرهم في السلوك ومبدأهم في القيام بالأشياء، وهذا لن يتغيَّر أبدًا. فلننحي جانبًا الآن مسألة ما إذا كان يمكن خلاص مثل هؤلاء الناس – فقط بالحكم من حيث عمل التعامل مع أضداد المسيح، هل هؤلاء القادة الكاذبون جديرون بقبول إرسالية الله؟ هل هم جديرون بأن يكونوا قادة وعاملين؟ (كلا). هؤلاء الناس غير جديرين بأن يكونوا قادة وعاملين. هذا لأنهم يفتقرون إلى الضمير والعقل، وهم غير جديرين بتولي عمل قيادة الكنيسة؛ فلا يمنعون أضداد المسيح، إلى أقصى حدٍّ ممكن، من إلحاق الأذى بشعب الله المُختار، كما أنهم لا يبذلون قصارى جهدهم لتتميم هذه المسؤولية أو القيام بهذا العمل بشكلٍ جيّد من أجل حماية شعب الله المُختار – ليس الأمر أن مستوى قدراتهم ضعيف أو أنهم غير قادرين على القيام بذلك، بل إنهم ببساطة لا يفعلون ذلك. لذلك، بالنظر إلى الأمر من هذا المنطلق، فإن الأشخاص الذين يخشون الإساءة إلى الآخرين غير جديرين على الإطلاق بأن يكونوا قادة وعاملين. ألا يوجد عددٌ غير قليل من هؤلاء القادة والعاملين؟ (بلى). عندما لا يحدث شيء، يركضون بحماسٍ أكثر من أيّ شخصٍ آخر؛ فهم مشغولون لدرجة أنهم لا يمشطون شعرهم أو يغسلون وجوههم، ويبدو أنهم يصلون إلى مستوى روحي عالٍ جدًا. لكن عندما يظهر أضداد المسيح، يختفون؛ ويختلقون كافة أنواع الأعذار للتهرُّب، وببساطة لا يتعاملون مع أضداد المسيح. ما طبيعة هذا السلوك؟ إنه الافتقار إلى الإخلاص في أداء واجبهم وعدم الجدارة بالثقة. في الأوقات الحاسمة، يمكنهم حتى خيانة الله والوقوف في صف الشيطان، وغضّ الطرف بينما يتعرَّض عمل الكنيسة للإزعاج والضرر من قِبل الأشرار وأضداد المسيح. إنهم ليسوا حتى في فائدة كلب حراسة. هذا أحد أنواع القادة الكاذبين.
ثانيًا: عدم القدرة على تمييز أضداد المسيح
ثمّة نوعٌ آخر من القادة الكاذبين: عندما يظهر أضداد المسيح، لا يمكنهم تمييز ما شخصيتهم وجوهرهم، وما يُظهِرونه ويُعلِنون عنه، وأنواع الاضطرابات التي يُسبِّبونها للإخوة والأخوات، وأيّ تصريحات، وأفكار، ووجهات نظر، وسلوكيات يمكن أن تُضلِّل الإخوة والأخوات وتُزعجهم، والأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح للسيطرة على الناس، وتحت أيّ ظروف يمكن أن يُضلَّل أضداد المسيح الإخوة والأخوات، ويُسيطَرون عليهم، ويُلحقون بهم الأذى الشديد، وما إلى ذلك – هذه كلّها مشكلات لا يستطيع القادة الكاذبون تمييزها. يُضلِّل أضداد المسيح الإخوة والأخوات؛ فينشقون هم والإخوة والأخوات المُضلَّلون عن الكنيسة لعقد اجتماعاتهم وتشكيل ممالك مستقلة. إنهم لا يقبلون قيادة بيت الله، ولا يقبلون ترتيبات عمل بيت الله، ولا يخضعون لأيّ ترتيبات أو توجيهات من بيت الله، فضلًا عن أنهم لا يخضعون لأيّ من مُتطلبات الله من الناس. لكن القادة الكاذبين لا يعتبرون كلّ هذه الأفعال التي يُضلِّل بها أضدادُ المسيح شعبَ الله المُختار مُشكلات، إذ لا يمكنهم رؤية ما هو خاطئ في هذه المواقف، فضلًا عن أنهم لا يستطيعون رؤية كيف أن كلام أضداد المسيح، وأفعالهم، وأفكارهم، ووجهات نظرهم تُزعِج الناس، وتُضلِّلهم، وتؤذيهم. لا يمكنهم رؤية هذه التأثيرات السلبية ولا يعرفون كيفية تمييزها. يمكن لبعض الإخوة والأخوات العاديين، أن يتحلَّوا بالقليل من التمييز، والإدراك، والوعي، لكثرة ما رأوا وسمعوا، لكن القادة الكاذبين لا يستطيعون التبصُّر بحقيقة هذه الأشياء. حتى عندما يُشير شخصٌ ما إلى أن فلانًا يفعل أشياء مُعيَّنة لتضليل الناس وتكوين جماعات خلف الكواليس، فلا يزال القادة الكاذبون يعرقلون، قائلين: "لا يمكننا نشر هذه التصريحات. لا تُسبِّبوا اضطرابات. لديهم علاقة جيدة – فما الخطأ في عقدهم شركة معًا؟ نحن بحاجة إلى منح الناس الحرية!" لا يزالون لا يستطيعون التبصُّر بحقيقة هذا. إذا لم يتمكَّنوا من التبصُّر بحقيقة الأشياء، فيمكنهم المُلاحظة والطلب، وعقد شركة مع الإخوة والأخوات الذين يفهمون الحقّ ولديهم بعض التمييز. ومع ذلك، فإن القادة الكاذبين أبرار في عيون أنفسهم تمامًا. عندما يُقدِّم لهم الإخوة والأخوات تذكيرًا، فإنهم لا يقبلونه، ويُفكِّرون: "هل أنت القائد أم أنا؟ بما أنني اختُرتُ لأكون القائد، فلا بُدَّ من أنني أفهم الحقّ أفضل من الشخص العادي. وإلا، فلماذا اختُرتُ بدلًا من غيري؟ هذا يُثبِت أنني أفضل منكم جميعًا. سواء كنتُ أكبر أو أصغر سنًا منكم، فإن مستوى قدراتي بالتأكيد أفضل من مستواكم. عندما يظهر ضدّ المسيح، فيجب أن أكون أنا أول من يُحدِّده. إذا حدَّدتموه أولاً، فلن أوافق على تقييمكم. سننتظر حتى أُحدِّده أنا قبل القيام بأيّ شيء!" نتيجة لذلك، ينشر ضدّ المسيح العديد من الهرطقات والمُغالطات بين الإخوة والأخوات، ويُقاوِم علنًا ترتيبات عمل بيت الله، ويصرخ علنًا ضدّ الكنيسة، وبيت الله، وترتيبات العمل من الأعلى ويُعارِضها. بل إن ضدّ المسيح يجذب علنًا الإخوة والأخوات إلى صفه للمشاركة في اجتماعاتٍ حصرية، حيث لا يستمع المشاركون سوى إلى ضدّ المسيح نفسه يعظ ويقبلون قيادته. حتى أولئك ذوو مستوى القدرات الأضعف في الكنيسة يمكنهم رؤية أن هذا الشخص ضدّ المسيح. فقط في موقفٍ كهذا يعترف القادة الكاذبون: "يا إلهي، إنه ضدّ المسيح! كيف لم أدرك هذا إلا للتوّ؟ لا، لقد أدركتُه بالفعل من قبل، لكنني لم أقل شيئًا لأنني كنتُ أخشى أن يكون الإخوة والأخوات صغار القامة ويفتقرون إلى التمييز". أنهم حتى يختلقون كذبةً رائعة لأنفسهم. من الواضح أنهم بسبب كونهم فاقدي الحسّ، وبليدين، وذوي مستوى قدرات ضعيف، وغير قادرين على تمييز ضدّ المسيح، فقد تركوا الإخوة والأخوات يُعانون الكثير من الأذى منهم. وبدلاً من أن يشعروا بالذنب، يلومون الإخوة والأخوات على التفوّه بتُرَّهات، ونشر شائعات لا أساس لها، وسوء فهم الناس، وما إلى ذلك. أيّ نوع من القادة هذا؟ أليسوا مُشوَّشين تمامًا؟ قائد كهذا غير قادر بشكلٍ أساسي على تحمُّل عمل الكنيسة. ظاهريًا، غالبًا ما يأك كلام الله ويشربه، ويصلي، ويحضر الاجتماعات، ويستمع إلى العظات، ويكتب ملاحظاتٍ روحية، ويكتب مقالاتٍ شهادية، ويبدو أنه يبذل جهدًا كبيرًا، ولكن عندما تنشأ المشكلات، فلا يمكنه حلّها، ولا يمكنه طلب الحقّ وفقًا لكلام الله، وبالتأكيد لا يمكنه تمييز أضداد المسيح بناءً على كلام الله. يمكن للقادة الكاذبين عادةً أن يعظوا لمدّة ساعة أو ساعتين، وعند عقد شركة عن كلام الله واختباراتهم، فيمكنهم الثرثرة بلا انقطاع، ولكن عندما ينشر أضداد المسيح الهرطقات والمغالطات، ويُضلِّلون الإخوة والأخوات ويُزعِجون عمل الكنيسة، فلا يكون لديهم ما يقولونه ولا يقومون بأيّ عمل على الإطلاق. إنهم لا يفشلون فحسب في اتخاذ أيّ تدابير وقائية أو قيادة الإخوة والأخوات لتمييز هرطقات أضداد المسيح ومُغالطاتهم، بل حتى عندما يرون العراقيل والإزعاجات التي يُسبِّبها أضداد المسيح، فإنهم لا يكشفونهم أو يُشرِّحونهم، ولا يُهذِّبونهم؛ لا يقومون بأيّ عمل على الإطلاق. ما مشكلة مثل هؤلاء الناس؟ (مستوى قدراتهم ضعيف جدًا). على الرغم من ضعف مستوى قدراتهم، فلا يزالون يتباهون بأنهم أشخاص روحانيون، وقادة صالحون، وأنهم أولئك الذين يسعون إلى الحقّ ويحبّون كلام الله، ويدّعون بلا خجل أنهم تخلّوا عن الملذات العائلية والجسدية لتتميم مسؤوليات القادة والعاملين. في الواقع، هم قادة كاذبون متأصلون غير مسؤولين، بلا ضمير ولا عقل، وفاقدو الحسّ وبليدون بدرجة عالية – إنهم فريسيون منافقون متأصلون. يعرفون فقط كيف يعظون بالتعاليم ويهتفون بالشعارات. عندما يطرح عليهم الناس أسئلة، يمكنهم إنتاج سيل من النظريات لتضليلهم، ولكن في الواقع الفعلي، لا يمكنهم شرح مبادئ الحقّ بوضوح على الإطلاق. ومع ذلك، يعتبرون أن لديهم قدرة على الاستيعاب، وفهم للحقّ. يعرفون بوضوح في قلوبهم أنه عندما يطلب الناس منهم حلولاً للمشكلات، فلا يمكنهم تقديم إجابات تتوافق مع الحقّ، ومع ذلك لا يزالون يتظاهرون بأنهم قادة صالحون وأشخاص روحانيون. أليس هذا خاليًا إلى حدٍّ ما من الخجل؟ (بلى). يشترك معظم القادة الكاذبين في سمة ومُشكلة مُشتركة: كونهم خالين من الخجل. يعتقدون أن امتلاك مكانة ولقب قائد، والقدرة على التحدُّث عن النظريات الروحية يجعلهم أشخاصًا روحانيين. إنهم يقضون وقتًا أطول من غيرهم في أكل كلام الله وشربه، والاستماع إلى العظات، ومشاهدة مقاطع الفيديو من بيت الله، ويعقدون شركة أكثر مع الآخرين حول كلام الله، لذا يعتقدون أنهم يستطيعون القيام بعمل القادة والعاملين وتتميم مسؤولياتهم، لكن الحقيقة هي أنه عندما تنشأ المشكلة الكبرى المُتمثِّلة في تضليل أضداد المسيح لشعب الله المُختار وإزعاجه بلا ضمير، فإنهم يكتفون بالمُشاهدة فقط، لكنهم عاجزون عن فعل أيّ شيء، ولا يعرفون أيّ أجزاء من كلام الله يستخدمونها لربطها بأضداد المسيح وتشريحهم، حتى يكتسب الإخوة والأخوات التمييز، ويرفضوا أضداد المسيح من قلوبهم، ويتجنَّبوا تضليلهم لهم وسيطرتهم عليهم. على الرغم من أنهم يشعرون أحيانًا ببعض الذعر في داخلهم، فهم لا يزالون يعتقدون أنهم آمنوا بالله لفترةٍ طويلة واستمعوا إلى العديد من العظات، وأنهم يفهمون الحقّ أفضل من الشخص العادي، ويمكنهم التحدُّث ببلاغة. كثيرًا ما يتباهون: "أنا روحاني. أستطيع أن أعظ. على الرغم من أنني لا أستطيع حلَّ مشكلة تضليل أضداد المسيح لشعب الله المُختار وإزعاجه، ولا أستطيع ربط كلام الله بأضداد المسيح وتمييزهم، فقد قمتُ بالعمل الذي ينبغي أن أقوم به، وقلتُ ما ينبغي أن أقوله. ما دام الإخوة والأخوات يستطيعون الفهم، فهذا جيّد!" أما بالنسبة إلى النتيجة النهائية، وما إذا كان شعب الله المُختار قد حظى بالحماية، فهم لا يعرفون هذا في قلوبهم بوضوح. يعتقدون أيضًا أنهم أذكياء ويتظاهرون بحلّ المشكلات، لكنهم في النهاية، يتحدَّثون فقط بالكثير من الكلمات والتعاليم دون حلّ المشكلات فعليًا. لا يمكنهم عقد شركة عن الحقّ لكشف أضداد المسيح وتشريحهم. بل يتفوّهون بدلاً من ذلك بكلماتٍ وتعاليم فحسب لتبرير أنفسهم والدفاع عنها، مُتحدِّثين لمدّة ساعة أو ساعتين، ويتركون الناس في حيرة تامة، وعدم يقين حتى بشأن الأشياء التي كانوا يفهمونها أصلًا. يفشلون في إنقاذ الإخوة والأخوات من تضليل أضداد المسيح، ويفشلون أيضًا في تمكينهم من تمييز أضداد المسيح ورفضهم من قلوبهم – فلا يُحقِّقون أبدًا النتيجة المتمثلة في حماية الإخوة والأخوات. حتى لو تمكَّنوا من رؤية هذه العاقبة، فإنهم لا يزالون يدّعون هوية القائد ولا يتواضعون لطلب الحقّ مع الآخرين، أو الإبلاغ عن المشكلة إلى الأعلى لطلب الحلول. أليس مثل هؤلاء الناس أوغادًا؟ أنتَ لا شيء، ومع ذلك لا تزال تتظاهر. لماذا تتظاهر؟ بما أنك لا تستطيع أن تكون قائدًا، ينبغي أن تتنحَّى وتذهب لتتظاهر في مكانٍ آخر. يجب ألا تؤذي شعب الله المُختار! بينما تتظاهر، ينتهز أضداد المسيح الفرصة لفعل الكثير من الأشياء الشريرة التي تُزعِج الناس وتُسيطر عليهم، وتُضلِّل الكثيرين وتؤذيهم! من سيتحمَّل مسؤولية ذلك؟ سيكتشف بيت الله مَنْ هو المسؤول!
بعض القادة والعاملين لا يقومون بأيّ عمل حقيقي عند التعامل مع أحداث ضدّ المسيح، كما لا يستطيعون تمييز أضداد المسيح. خلال الفترة التي يُضلِّل فيها أضداد المسيح الإخوة والأخوات ويسيطرون عليهم، لا يكشفون أبدًا عن الأعمال الشريرة وجوهر أضداد المسيح حقًا، ولا يستطيعون شرحها بوضوح. يكشف بعضُ شعبِ اللهِ المُختارِ من ذوي التمييزِ لاحقًا أضدادَ المسيح ويطردونهم، ويشعر هؤلاء القادة الكاذبون بأن هذا إنجازهم. بعد طرد أضداد المسيح، يُقدِّمون ملخصًا ويتحدَّثون ببعض التعاليم: "انظروا، عندما يتحدَّث أضداد المسيح ويتصرَّفون، تصبح حياة الكنيسة غير طبيعية، وينزعج الناس، ويتكبَّدون خسائر في حياتهم. يجب علينا تمييز أفعال أضداد المسيح، وكلامهم، وإنسانيتهم، وجوهرهم، وما إلى ذلك لتجنب آذاهم– ينبغي لنا أن نفهم كلّ هذه الأشياء. يسمح الله بظهور أضداد المسيح في الكنيسة، سامحًا لهم بفعل الأشياء وكشف قبحهم، مُعلنًا عن أضداد المسيح، حتى نتمكَّن من تسليح أنفسنا بالحقّ، ولننمو في التمييز، ونزيد من قامتنا في أسرع وقتٍ مُمكن – فمقاصد الله في هذا! الآن لقد ميَّزنا أضداد المسيح ولم نعد مُقيَّدين بهم؛ فالجميع قادرون على رفضهم، وهذا أمر يستحق الاحتفال!" في النهاية، يتخذ القادة الكاذبون نبرة المسؤول ويُقدِّمون مُلخصَّهم، ويتحدَّثون كما لو أنهم قاموا بالكثير من العمل الحقيقي، ودفعوا ثمنًا باهظًا، ولعبوا دورًا مُهمًا في طرد أضداد المسيح. أليس هذا مخزيًا بعض الشيء؟ من الواضح أنهم، من البداية إلى النهاية، لم يتمكَّنوا من تمييز مَنْ هو ضد المسيح؛ فهم لا يفهمون كيف يُضلِّل أضدادُ المسيح الناسَ، وماذا يفعل أضدادُ المسيح بشعب الله المُختار، أو ما جوهر شخصية أضداد المسيح، ومع ذلك يتظاهرون كما لو أنهم قاموا بالكثير من العمل. من الواضح أن الإخوة والأخوات هم مَنْ ميَّزوا أضداد المسيح وطردوهم من الكنيسة؛ فمن الواضح أن القادة الكاذبين لم يلعبوا الدور الذي ينبغي أن يلعبه القادة والعاملون أو يُتمِّموا مسؤولياتهم، ومع ذلك لا يزالون يُقدِّمون ملخَّصًا وينسبون الفضل لأنفسهم، كما لو أنهم خطَّطوا لكلِّ شيء قبل أوانه بكثير ويخبرون الإخوة والأخوات الآن أن أفعالهم أسفرت عن نتائج وحقَّقت نجاحًا كبيرًا. أليس هذا مخزيًا؟ لماذا تتحدَّث بمثل هذه الهالة من الرسمية؟ أنت لا تقوم بأيّ عمل حقيقي ومع ذلك تتحدَّث كمسؤول. هل أنت مسؤول لدى التنين العظيم الأحمر؟ أليس مثل هؤلاء الناس فريسيين؟ (بلى). إنهم لا يعرفون سوى كيف يهتفون بالشعارات ويعظون بالتعاليم. عندما تحدث الأشياء، لا يفشلون فقط في التعامل معها بشكلٍ صحيح، بل يفتقرون أيضًا إلى طريق للممارسة. يتفوّهون فقط بالهراء ويُطبِّقون اللوائح بشكلٍ أعمى؛ فهم عاجزون أساسًا عن حلّ أيّ مُشكلات. وبعد انقضاء الأمور، يتصرَّفون كما لو أن شيئًا لم يكن، ويتظاهرون بأنهم أشخاصٌ صالحون، وينسبون الفضل لأنفسهم بوقاحةٍ سافرة. هؤلاء الناس هم فريسيون كما قال الكتاب. لا يمكنهم سوى الوعظ بالتعاليم، والهتاف بالشعارات، وبذل بعض الجهد، وتحمُّل بعض المشقة، وهم عاجزون عن القيام بأيّ عمل حقيقي، ومع ذلك لا يزالون يتظاهرون بأنهم أشخاص روحانيون. إنهم فريسيون. هذا هو جوهر هذا النوع من القادة الكاذبين. يمكنهم الوعظ بالكثير من التعاليم أمام الجميع، فلماذا لا يستطيعون كشف أضداد المسيح والتعامل معهم؟ يمكنهم الوعظ لعدّة ساعاتٍ متتالية، ويمتلكون بلاغة عظيمة، فلماذا، عند مواجهة المُشكلات الفعلية – خاصّةً عند مواجهة الأعمال الشريرة لأضداد المسيح – يعجزون عن التعامل معها، ويبدون كمن أصابهم ذهول؟ ما سبب ذلك؟ السبب هو أن مستوى قدراتهم ضعيف جدًا. ضعيف إلى أيّ مدى؟ ليس لديهم فهم روحي. إنهم مُتعلَّمون وأذكياء، وبارعون جدًا في التعامل مع الأمور الخارجية، ولديهم بعض الفهم للقانون. ومع ذلك، عندما يتعلَّق الأمر بمسائل الإيمان بالله، والمسائل الروحية، ومُختلف المشكلات الجوهرية، فإنهم غير قادرين على التمييز ولا يستطيعون التبصُّر بحقيقة أيّ شيء، كما لا يستطيعون العثور على أيّ مبادئ للحقّ. عندما لا تكون ثمّة مشكلات يواجهونها، فإنهم يجلسون بهدوء مثل صياد ينتظر صيده، ولكن عندما تنشأ المشكلات، يتصرَّفون مثل المُهرجين السُخفاء، كنملٍ على صفيح ساخن، مُعلنين عن مظهر يُرثَى له. أحيانًا يتصرَّفون بجديةٍ ووقارٍ شديدين. عندما لا يكونون وقورين، يبدون طبيعيين، ولكن عندما يصبحون وقورين، فإن ذلك يجعل الناس يضحكون بالفعل. هذا لأنهم عندما يكونون وقورين، فلا يقولون سوى أشياء مغلوطة وكلامًا يفتقر إلى الفهم الروحي، وكلّها ملاحظات هُواة. ومع ذلك، فهم يحافظون على وقار صارم – أليس هذا مُضحكًا؟ إذا طرح شخصٌ ما بعض الأسئلة الحاسمة ليجيبوا عليها، فإنهم يصبحون في حيرة وعاجزين عن التعبير، ويبدون مُحرجين للغاية. يوجد العديد من هؤلاء القادة الكاذبين. مظاهرهم الأساسية هي ضعف مستوى القدرات والافتقار إلى الفهم الروحي؛ إنهم أشخاص مُشوَّشون. ماذا يعني الافتقار إلى الفهم الروحي؟ عندما يتعلَّق الأمر بالمسائل الروحية والمسائل التي تنطوي على الحقّ، يبدو الأمر كما لو أنهم يحاولون ترجمة اليونانية القديمة – فهم لا يفهمون شيئًا منها. ومع ذلك، لا يزالون يتظاهرون، قائلين: "أنا روحاني. لقد آمنتُ بالله لفترة طويلة. أفهم العديد من الحقائق. أنتم مؤمنون جُدُد، لقد بدأتم للتوّ في الإيمان بالله ولا تفهمون الحقّ. لستم موثوقين". يعتبرون أنفسهم دائمًا قد آمنوا بالله لفترةٍ طويلة ويفهمون الحقّ. مثل هؤلاء الناس بغيضون وسُخفاء في آنٍ واحد. بهذا نختتم الشركة حول مظاهر مثل هؤلاء القادة الكاذبين.
ثالثا: التصرف كمظلة حامية لأضداد المسيح
ثمّة نوعٌ آخر من القادة الكاذبين مبغوضين أكثر، فهم لا يفشلون في كشف أضداد المسيح فحسب، بل يتصرَّفون أيضًا كالمظلة الحاميةية لأضداد المسيح، مُستخدمين المساعدة المُحِبَّة كذريعةٍ للتساهل مع أعمال أضداد المسيح الشريرة التي تُزعِج عمل الكنيسة. مهما بلغ عدد المُغالطات التي ينشرها أضداد المسيح لتضليل الناس، فعلاوة على أن هؤلاء القادة الكاذبين لا يدحضونها أو يكشفونها، فهم يُتيحون أيضًا فرصًا لأضداد المسيح للتعبير بحريةٍ عن وجهات نظرهم والتحدُّث بصراحة. يظل أضداد المسيح غير مبالين بغض النظر عن أنواع الاضطرابات، أو التضليل، أو الأذى الذي يعاني منه شعب الله المُختار. حتى عندما يُشير بعض الناس: "هؤلاء الأفراد أضداد للمسيح. هم أولئك الذين ينبغي أن يُقيِّدهم بيت الله؛ فلا ينبغي ترقيتهم أو تنميتهم، وبالتأكيد لا ينبغي حمايتهم. لقد أذوا الإخوة والأخوات بما فيه الكفاية. وحان الوقت لتصفية الحسابات معهم وكشفهم والتعامل معهم بشكل كامل"، يتقدَّم القادة الكاذبون للتحدُّث نيابةً عن أضداد المسيح، ويستخدمون أعذارًا مُختلفة للتحدُّث نيابةً عنهم والدفاع عنهم مراعين لعوامل مثل سنّ أضداد المسيح، وسنوات إيمانهم بالله، ومساهماتهم السابقة. عندما يذهب القادة ذوو المستوى الأعلى لتفقُّد العمل أو التعامل مع أضداد المسيح، يمنع القادة الكاذبون الإخوة والأخوات من الإبلاغ عن حقائق الأعمال الشريرة لأضداد المسيح إلى الأعلى، بل إنهم يتخذون تدابير لعزل الكنيسة حتى يظلّ القادة ذوو المستوى الأعلى غير مُدركين لإزعاج أضداد المسيح للكنيسة، كما يعرقلون الإخوة والأخوات المُميِّزين عن كشف أضداد المسيح. أيًا كانت الأعذار التي يستخدمها القادة الكاذبون أو أغراضهم للتصرُّف كالمظلة الحامية لأضداد المسيح، فإنهم بفعلهم هذا، هم في نهاية المطاف يحمون مصالح أضداد المسيح بينما يخونون مصالح الكنيسة وشعب الله المُختار. إنهم يستخدمون أعذارًا مُختلفة لحماية أضداد المسيح، مثل "أضداد المسيح يؤمنون أيضًا بالله ولهم الحقّ في التحدُّث في بيت الله" و"لقد قاموا بواجباتٍ خطيرة من قبل؛ فينبغي على بيت الله أن يُراعي مساهماتهم السابقة"، فهم يمنعون الإخوة والأخوات من تمييز أضداد المسيح ولا يسمحون للقادة ذوي المستوى الأعلى بالتعرُّف على مختلف أعمالهم الشريرة، وفي الوقت نفسه لا يكشفون هم أنفسهم أضداد المسيح، وبالتأكيد لا يُهذِّبونهم. قد يكون أضداد المسيح هؤلاء أفرادًا من عائلاتهم، أو أصدقاء مُقرَّبين، أو، على الأرجح، أشخاصًا يُعظِّمونهم ويجدون صعوبة في التخلِّي عنهم عاطفيًا. أيًا كان الوضع، فما داموا يعرفون أن هؤلاء الأشخاص هم أضداد المسيح ولا يزالون يدافعون عن أعمالهم الشريرة، ويأمرون الآخرين بمعاملتهم بمحبّة، بل ويستخدمون مختلف الوسائل لتزويد أضداد المسيح بفرص لنشر مختلف المُغالطات لتضليل شعب الله المُختار وإزعاجه، فإن هذه المظاهر تُثبِت أنهم يتصرَّفون كمظلاتٍ حامية لأضداد المسيح. ربما يكون بعض القادة الكاذبين قد قاموا ببعض العمل الحقيقي في مجالاتٍ أخرى، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالتعامل مع أضداد المسيح، فإنهم لا يتعاملون معهم وفقًا لمتطلبات بيت الله. بل والأدهى من ذلك، لا يُتمِّمون مسؤوليات القادة والعاملين كما يتطلَّب بيت الله – فلا يمنعون إلى أقصى حدّ ممكن أضداد المسيح من نشر المفاهيم، والمشاعر السلبية، والهرطقات، والمُغالطات لتضليل الناس في الكنيسة، بل كثيرًا ما يدعمون التعاليم المُضلِّلة التي يتحدَّث بها أضداد المسيح، وكذلك تصريحاتهم ومُلاحظاتهم التي تستند إلى المعرفة أو إلى فلسفة الشيطان، باعتبارها أشياءً إيجابية. هذه كلّها مظاهر لتصرُّفهم كمظلاتٍ حامية لأضداد المسيح. بالطبع، يوجد أيضًا بعض القادة الكاذبين الذين لا يتعاملون مع أضداد المسيح لأنهم يُقدِّرون نفوذهم في المجتمع، إذ يقولون: "معظم الإخوة والأخوات من الطبقات الدنيا في المجتمع وليس لديهم نفوذ. على الرغم من أن هذا الشخص ضدّ المسيح ولديه إنسانية شريرة، فهو يتمتع بسلطة ونفوذ في العالم وهو قادر. عندما يواجه الإخوة والأخوات أو الكنيسة خطرًا، ألا نحتاج إلى شخص قوي ليتقدَّم ويحمينا؟ لذا، فلنغضّ الطرف عن أفعاله الخاطئة ولا نأخذ الأمر على محمل الجدّ". القادة الكاذبون على استعدادٍ للتصرُّف كمظلاتٍ حاميةٍ لأضداد المسيح حتى يقفوا في صفهم ويدعموهم – حتى هذا لا يستنكف القادة الكاذبون عن فعله. يوجد أيضًا بعض القادة الكاذبين الذين يتبنّون وجهة نظر خاطئة، إذ يقولون: "بعض أضداد المسيح لديهم مكانة ونفوذ في المجتمع؛ فمكانتهم مرموقة. بكنيستنا اثنان من هؤلاء الأفراد. على الرغم من أنهما ضدّا المسيح، فإذا أخرجناهما، سيعتقد الناس أن كنيستنا ليس بها أشخاص قادرون، وسينظر إلينا أولئك الموجودون في الأوساط الدينية بازدراء. نحتاج إلى إبقائهما من أجل المظاهر. لذا، فهذان الشخصان هما كنزان لكنيستنا؛ لا أحد يستطيع تمييزهما أو إخراجهما، ويجب حمايتهما". أيّ نوع من المنطق هذا؟ يعتبرون أضداد المسيح مواهب، ولذلك يحمونهم. أليس هؤلاء القادة الكاذبون أوغادًا؟ (بلى). مهما كانت الظروف، ما دام سمح القادة والعاملون لأضداد المسيح بفعل ما يشاؤون في الكنيسة وإزعاج عمل الكنيسة، فهم قادة وعاملون كاذبون. أيًا كانت الكيفية التي ينشر بها أضداد المسيح والأشرار المغالطات، وكم من الناس يُضلَّلون نتيجةً لذلك، وكيف يُهاجمون الشخصيات الإيجابية ويستبعدونها، وكم من شعب الله المُختار يؤذَون، فإن القادة الكاذبون يتجاهلون ذلك، ويتظاهرون بالجهل – ما داموا قادرين على الحفاظ على أنفسهم، فهذا جيّد بالنسبة إليهم. هذه هي المظاهر الأساسية للقادة الكاذبين. مهما كان ما يقوله أضداد المسيح أو يفعلونه، فلا يكشفهم القادة الكاذبون، أو يُشرِّحونهم، أو يُقيِّدونهم حتى يتمكَّن الإخوة والأخوات من تمييزهم ورفضهم. بدلاً من ذلك، يرعون أضداد المسيح كحيواناتهم الأليفة، ويخدمونهم ويحمونهم كما لو كانوا شخصياتٍ بارزة، ويعطونهم الضوء الأخضر، ويخلقون لهم فرصًا مُختلفة للأداء. مصالح مَنْ التي يُضحَّى بها بينما يتركون أضداد المسيح يتمتَّعون بحريتهم بالكامل؟ (مصالح شعب الله المُختار). علاوة على أن القادة الكاذبين يفشلون في حماية شعب الله المُختار، فهم يسمحون أيضًا لأضداد المسيح بتولِّي المسؤولية في الكنيسة، مما يجعل الإخوة والأخوات يخدمون أضداد المسيح كما لو كانوا ثيرانًا وخيول، مثل العبيد، ويجعلونهم يتبعون أوامر أضداد المسيح، ويقبلون ملاحظاتهم وأفكارهم ووجهات نظرهم المغلوطة، ويقبلون سيطرتهم، بل ويقبلون الأذى الشديد الذي يُلحِقونه، وما إلى ذلك. هذا هو العمل الذي يقوم به القادة الكاذبون. هل يمنعون أضداد المسيح من إلحاق الأذى الشديد بشعب الله المُختار إلى أقصى حدّ؟ هل تمموا مسؤوليات القادة والعاملين؟ هل قاموا بعمل حماية شعب الله المُختار؟ (كلا). باختصار، وبغضّ النظر عن السبب، فأي قائد يُعطي أضداد المسيح الضوء الأخضر لفعل ما يحلو لهم دون القيام بأيّ عمل هو قائد كاذب. لماذا أقول إنه قائد كاذب؟ لأنه عندما يُضلِّل أضدادُ المسيح شعبَ الله المُختار ويسيطرون عليهم، فإنهم يتركون الإخوة والأخوات يتكبدون مُختلف الأذى مِن أضداد المسيح، ويفشلون في الإرسالية التي كلَّفهم بها الله. لقد ائتمنك بيت الله على خراف الله، شعب الله المُختار، ولم تُتمِّم مسؤوليتك. أنت لا تستحق أن تحمل إرسالية الله! بغض النظر عن السبب أو أيّ تبرير قد يكون لديك، إذا تصرَّفتَ خلال فترة عملك كقائد كمظلة حامية لأضداد المسيح، مُتسبِّبًا في معاناة الإخوة والأخوات بشدّة من الاضطرابات، والتضليل، والسيطرة، والأذى الشديد من أضداد المسيح، فأنت خاطي إلى الأبد. السبب في ذلك ليس أنك لا تستطيع تمييز أضداد المسيح أو التبصُّر بحقيقة جوهرهم – فأنت تعرف بوضوح في قلبك أن أضداد المسيح هم شياطين وأبالسة، ومع ذلك لا تسمح لشعب الله المُختار بكشفهم وتمييزهم، بل تترك الإخوة والأخوات يستمعون إليهم، ويقبلونهم، ويطيعونهم. هذا يتعارض تمامًا مع الحقّ. ألا يجعلك هذا خاطيًا إلى الأبد؟ (بلى). علاوة على فشلك في حماية أولئك الذين يقومون بواجباتهم بإخلاص ويسعون إلى الحقّ، فقد رقَّيتَ أيضًا أضداد المسيح إلى مناصب القادة والعاملين، ورعيتَهم كحيواناتٍ أليفة وجعلتَ الإخوة والأخوات يطيعون أوامرهم. لقد ائتمنك بيت الله على شعب الله المُختار لا ليكونوا عبيدًا لأضداد المسيح أو عبيدًا لك، بل لتقود شعب الله المُختار لمحاربة الشيطان وأضداد المسيح، وتمييزهم ورفضهم، ولتمكين شعب الله المُختار من عيش حياة كنسية طبيعية، والقيام بواجباتهم بشكلٍ طبيعي، ودخول واقع الحقّ، والخضوع لله والشهادة له تحت إرشاد الله. إذا لم تستطع حتى تتميم هذه المسؤولية، فهل تستحق أن تُدعَى إنسانًا؟ ومع ذلك لا تزال تريد حماية أضداد المسيح. هل أضداد المسيح هم أسلافك أم أصنامك؟ حتى لو كانت لديك صلة دم معهم، ينبغي لك الالتزام بمبادئ الحقّ وتقديم العدالة على العائلة. ينبغي أن تشعر بأنك مُلزم بتتميم مسؤوليات القادة والعاملين، أي كشف أضداد المسيح، وتمييزهم، ورفضهم، وبذل قصارى جهدك لحماية الإخوة والأخوات إلى أقصى حدّ، لمنعهم من التعرُّض لأذى أضداد المسيح. هذا هو قيامك بواجبك بإخلاص وإكمال إرسالية الله؛ من خلال القيام بذلك فحسب يمكنك أن تُدعَى قائدًا أو عاملاً مُلبّيًا للمعايير. إذا فشلتَ في تتميم مسؤوليات القادة والعاملين وتصرَّفتَ طواعية كمظلةٍ حامية لأضداد المسيح، فماذا يمكن أن تكون سوى خاطي إلى الأبد؟ بهذا نختتم الشركة حول القادة الكاذبين الذين يتصرَّفون كمظلاتٍ حامية لأضداد المسيح. من الواضح أن وضع مثل هؤلاء الأشخاص بين صفوف القادة الكاذبين ليس ظالمًا على الإطلاق؛ فهذا أحد مظاهر القادة الكاذبين المتأصلين.
رابعًا: عدم الاكتراث بالناس الذين أضلهم أضداد المسيح أو السؤال عنهم
ثمّة مظهر آخر للقادة الكاذبين أكثر إثارة للغضب، وهو أنه يمكن لبعض القادة الكاذبين تمييز أضداد المسيح إلى حدٍّ ما خلال تفاعلاتهم، لكنهم يفشلون في التعامل معهم على الفور، كما أنهم يفشلون في كشف أعمال أضداد المسيح الشريرة وجوهرهم على الفور من خلال سلوكياتهم المُختلفة وتشريحهما، لتمكين الإخوة والأخوات من تمييز أضداد المسيح ورفضهم. هذا يُعدُّ بالفعل عدم تتميم لمسؤوليات القادة والعاملين. عندما يُضلَّل بعض الإخوة والأخوات ويتبعون أضداد المسيح، يظلّ هؤلاء القادة الكاذبون غير مُبالين، كما لو أن الأمر لا يعنيهم. علاوة على ذلك، لا يشعرون في قلوبهم بأيّ تبكيت أو اتهامٍ لذواتهم. لا يشعرون بأنهم خذلوا الله ولا الإخوة والأخوات، بل غالبًا ما يقولون هذه العبارة "الكلاسيكية": "لقد ضُلِّل هؤلاء الناس من قِبل أضداد المسيح. لقد استحقوا ذلك! إنه خطأهم لافتقارهم إلى التمييز. حتى لو لم يتبعوا أضداد المسيح، لظلوا أهدافًا للإخراج من قِبل بيت الله". علاوة على أن هؤلاء القادة الكاذبين لا يشعرون بعدم اللوم لذواتهم أو الشعور بالذنب بعد أن يُضلَّل أضداد المسيح الإخوة والأخوات، فهم لا يتأملون أو يتوبون، بل يقولون بدلاً من ذلك مثل هذه الأشياء اللاإنسانية، مُدّعين أن هؤلاء الإخوة والأخوات استحقوا أن يضللهم أضداد المسيح. ما الذي يمكن أن نستشفه من هذه الكلمات؟ هل يتمتع هؤلاء الناس بأي إنسانية؟ (كلا). افتقارهم إلى الإنسانية أمرٌ مُؤكَّد. إذًا، لماذا يقولون هذه الأشياء؟ (للتنصُّل من المسؤولية). أولاً، إنه التنصُّل من المسؤولية، لتضليل الناس وتخديرهم. إنهم يعتقدون: "لقد أضلَّ أضدادُ المسيح هؤلاء الناس لأنهم يفتقرون إلى التمييز، وهو ما لا صلة له بي. لم يسعوا إلى الحقّ، فاستحقوا أن يُضلَّلوا!" ما معنى "استحقوا"؟ معناها أنه ينبغي أن يضلل أضداد المسيح هؤلاء الناس ويسيطرون عليهم، وينبغي أن يتعرَّضوا لأذى شديد من قِبلهم – فأي معاملة يتلقَّونها من أضداد المسيح يستحقونها؛ إنهم يستحقون اتباع أضداد المسيح. المعنى الضمني هو أنه لا ينبغي لهؤلاء الناس اتباع الله، بل اتباع أضداد المسيح، وأن اتباع الله كان خطأ بالنسبة إليهم، واختيار الله لهم كان خطأ كذلك، وأنه على الرغم من دخولهم بيت الله، فإن اقتياد أضداد المسيح لهم كان أمرًا لا مفرّ منه. أليس هذا ما يعنيه القادة الكاذبون؟ فهم لا يكتفون بالافتراء على الإخوة والأخوات، بل يُجدِّفون أيضًا على الله. أليس مثل هؤلاء الناس بغيضين؟ (بلى). إنهم بغيضون للغاية! لا يكتفون بالتنصل من المسؤولية والتستُّر على حقيقة وحقّ أنهم لم يحموا الإخوة والأخوات، بل يُهاجمونهم أيضًا، قائلين إن هؤلاء الناس استحقوا أن يضللهم أضداد المسيح وأنهم غير جديرين بالإيمان بالله ونيل خلاصه. تكشف هذه العبارة الواحدة مدى دناءة خُلُقهم! على الرغم من أنهم لم يزعجوا الإخوة والأخوات أو يُضلِّلوهم، أو يقمعوهم بشكلٍ مباشر، مثل أضداد المسيح، فأن موقفهم تجاه الإخوة والأخوات، وتجاه إرسالية الله، وتجاه القطيع الذي ائتمنهم عليه بيت الله يُظهِر مدى قسوة قلوبهم وبرود دمهم حقًا! لا أحد يقبل عمل الله بسهولة؛ فهو ينطوي على تضحياتٍ وتعاون أولئك الذين يُبشِّرون بالإنجيل. هذا يُكلِّف الكثير من القوى العاملة والموارد، بل وأكثر من ذلك، فهو يحتوي على دم قلب الله. الله هو الذي يُرتِّب مُختلف الناس، والأحداث، والأشياء، والبيئات ليجلب الناس أمامه. لا يلتفت القادة الكاذبون لأيٍّ من هذا. أيًا كان من يضلله أضداد المسيح، فإنهم يتجاهلونه بعبارةٍ واحدة: "لقد استحقوا ذلك!" بفعلهم هذا، يتركون كلّ العمل الشاق لكلّ المعنيين، ودم قلب الله يذهب هباءً، ويختزلونه إلى لا شيء. ماذا يعني "لقد استحقوا ذلك"؟ إنه يعني: "من قال لك أن تبشرهم بالإنجيل؟ إنهم غير جديرين بالإيمان بالله. تبشيرهم بالإنجيل كان خطأ. من قال لهم أن يتبعوا أضداد المسيح؟ على الرغم من أنني لم أقم بأيّ عملٍ حقيقي، فأنا لم أجعلهم يتبعون أضداد المسيح كذلك. لقد أصرَّوا على ذلك هم أنفسهم؛ استحقوا اتباع أضداد المسيح!" أيّ نوع من الإنسانية لدى شخص كهذا؟ هل لديه أيّ قلبٍ على الإطلاق؟ إنه حيوان بدمٍ بارد، أسوأ من كلب حراسة، ومع ذلك، فهو قائد؟ إنه غير جدير! يجب أن يكون لديكم تمييز: يجب ألا تختاروا هؤلاء الناس كقادة، فهم يفتقرون إلى الضمير والعقل، وهم ذوو دماءٍ باردةٍ للغاية. لا تكونوا مُشوَّشين! إنهم لا يفشلون فقط في بذل كلّ ما في وسعهم لتعويض الخسائر واستعادة أولئك الذين ضلَّلهم أضداد المسيح، بل يقولون أيضًا مثل هذه الأشياء القاسية – إنهم خبيثون جدًا! مشكلة هذا النوع من الأشخاص أخطر في طبيعتها من مشكلة القائد الكاذب العادي، فعلى الرغم من أنه لا يمكن اعتبارهم أضدادًا للمسيح، بناءً على مظاهرهم، فمن الواضح أنه ليس لديهم إنسانية وهم غير جديرين بأن يكونوا قادة أو عاملين. إنهم ليسوا سوى خونة قبيحين وجاحدين! لا يعرفون ما هي إرسالية الله، وليس لديهم أيّ وعي بالعمل الذي ينبغي لهم القيام به. لا يتعاملون مع الأمر بضميرٍ وعقل؛ فهم غير جديرين بأن يكونوا قادة لشعب الله المُختار وغير جديرين بقبول إرسالية الله. ليس لدى القادة الكاذبين على وجه الخصوص محبّة لشعب الله المُختار. عندما يُضلَّل الإخوة والأخوات، يركلونهم حتى وهم في أحلك الظروف، قائلين أشياء مثل "لقد استحقوا ذلك"، دون إبداء أيّ تعاطف على الإطلاق. إذا رأى مثل هذا الشخص أحدًا يُعاني من محنة أو صعوبات، فلن يساعده بل سيركله وهو في أحلك الظروف. لن يشعر بأيّ وخز في ضميره، وسيستمر في كونه قائدًا بالطريقة التي كان عليها دائمًا. أليس هذا مخزيًا؟ (بلى). ناهيك عن الإخوة والأخوات، حتى لو تعرَّض غير مؤمن صالح لأذى شديد من قِبل الأبالسة، فإن أيّ شخص لديه إنسانية طبيعية سيشعر بوصفه مؤمنًا بالله وكائنًا مخلوقًا بالتعاطف؛ فكم بالأحرى يجب أن يشعر قلبه بالألم عندما يكون الإخوة والأخوات – أولئك الذين يؤمنون بالله بإخلاص – هم من يضللهم أضداد المسيح ويؤذونهم. هؤلاء القادة الكاذبون لا يقومون بأيّ عمل حقيقي خلال الوقت الذي يرتكب فيه أضداد المسيح الشرّ ويؤذون شعب الله المختار، فهم لا يكشفون ولا يُشرِّحون أعمال أضداد المسيح الشريرة وجوهرهم، ناهيك عن إحساسهم بالعبء لمُساعدة الإخوة والأخوات على اكتساب التمييز تجاه أضداد المسيح ورفضهم من قلوبهم. لا يشعرون بأيّ إحساس بالمسؤولية تجاه هذه المسألة. حتى عندما يضلل أضداد المسيح بعض الناس، فإنهم يلقون فقط التعليق البارد قاسي القلب: "لقد استحقوا ذلك". إنه أمرٌ يُثير الغضب حقًا! للتنصُّل من المسؤولية، وللحفاظ على أنفسهم، ولتضليل المزيد من الناس وتخديرهم، ولتجنُّب إدانة الله لهم يقولون مثل هذه الأشياء اللاإنسانية. أليس هذا بغيضًا؟ (بلى). مهما كان ما تقوله، فأنتَ لم تُتمِّم مسؤولياتك، ولم تقُم بعملك بشكلٍ صحيح – هذه هي مظاهر القائد الكاذب؛ فلا يمكنك إنكار هذه الأشياء، مهما بلغت محاولتك. أنتَ قائد كاذب.
علاوة على أن بعض القادة الكاذبين يتصرَّفون بقلبٍ باردٍ، وقسوة، وعدم مسؤولية بعد أن يضلل أضداد المسيح بعض الإخوة والأخوات، قائلين إن هؤلاء الناس استحقوا أن يُضلَّلوا، بل حتى عندما تتطلَّب ترتيبات عمل بيت الله أن يُتمِّموا مسؤوليتهم في استعادة أولئك الذين لديهم إنسانية جيّدة نسبيًا، وأمل في استعادتهم بينهم إلى أقصى حدٍّ ممكن، فلا يزال هؤلاء القادة الكاذبون لا يقومون بأيّ عمل حقيقي. يظلّون غير مُبالين وغير مُكترثين حتى عندما يطلب بعض الناس العودة إلى الكنيسة، ولا يعاملون حياة الناس على أنها أثمن شيءٍ يجب الاعتزاز به. إنهم يفشلون في استعادة أولئك الإخوة والأخوات المُضلَّلين إلى أقصى حدٍّ ممكن. لا يمكنهم تتميم هذه المسؤولية، ولا يبذلون أيّ جهد للقيام بذلك. على الرغم من أن ترتيبات عمل بيت الله تُطالِب مرارًا وتكرارًا بإنجاز هذا العمل بشكلٍ جيّد، يظل القادة الكاذبون غير مُتأثرين، ولا يتخذون أيّ إجراء ولا يقومون بأيّ عمل. نتيجة لذلك، لا يزال بعض الأشخاص الذين أضلَّهم أضداد المسيح، وعُزِلوا أو أُخرِجوا غير قادرين على العودة إلى بيت الله، ولم يستأنفوا حياة كنسية طبيعية. بالطبع، بعض الناس لا يستوفون بالفعل شروط الاستعادة من قِبل بيت الله في جوانب مُختلفة، ولكن ثمّة آخرون يمكن استعادتهم. إذا تمكَّنوا من فهم الحقّ، وتمييز أضداد المسيح ورفضهم من خلال المساعدة المُحبّة والدعم الصبور، فيمكن استعادتهم. ومع ذلك، لأن القادة والعاملين لا يقومون بعمل حقيقي، ولا يُنفِّذون ترتيبات عمل بيت الله، ولا يعاملون حياة هؤلاء الناس باعتبارها مهمة، فلا يزال بعض الناس يتيهون خارجًا. يتجاهل هؤلاء القادة والعاملون ترتيبات عمل بيت الله باستخدام مختلف الأعذار، بل إنهم يتجاهلون أولئك الإخوة والأخوات الذين يريدون العودة إلى الكنيسة ويستوفون شروط الكنيسة للقبول. يختلقون جميع أنواع الأعذار، قائلين إن هؤلاء الناس لديهم إنسانية سيئة، ويُواجهون مخاطر أمنية، ويحبون التزيُّن، ويتمتَّعون بالملذات الجسدية، ويُغرَمون بالمكانة، وما إلى ذلك. يرفضون السماح لهم بالعودة إلى الكنيسة مستخدمين هذه الأعذار والأسباب المُلفَّقة. لقد أضلَّ أضدادُ المسيح هؤلاء الناس وسيطروا عليهم، لكن ضياعهم لا يهمّ القادة الكاذبين، إذ ليس لديهم أيّ إحساس بالمسؤولية أو أيّ إحساس بالضمير على الإطلاق. ربما يعتقدون أن استعادة هؤلاء الناس أمرٌ صعبٌ أو خطير، أو ربما هم غير راغبين ولا يوافقون في أعماقهم. على أيّ حال، هم لا يُنفِّذون على الإطلاق ترتيب عمل بيت الله المذكور أعلاه لأسبابٍ مختلفة. هذه هي مظاهر مثل هؤلاء القادة الكاذبين، فعلاوة على أنهم يفشلون في التعاون بنشاطٍ وتتميم مسؤولياتهم فيما يتعلَّق بأيّ مهمة يُكلِّفهم بها الله أو بيت الله، ولكن عندما يكشف شخصٌ ما عن إهمالهم للمسؤولية، يدافعون عن أنفسهم، قائلين أشياء للتنصل من مسؤولياتهم، وتبرير أنفسهم للتستُّر على حقيقة إهمالهم. أليس مثل هؤلاء القادة الكاذبين بغيضين أكثر؟ (بلى). باختصار، هؤلاء القادة الكاذبون مُهملون أيضًا في التعامل مع أضداد المسيح الذين يُلحِقون الأذى الشديد بشعب الله المُختار، ولا يقومون بأيّ عمل حقيقي على الإطلاق. يتجاهلون كلّ تفاصيل هذا العمل الذي يطلبه بيت الله. إنهم غير راغبين في تحمُّل المشقة أو دفع الثمن، ويُفضِّلون فقط فعل ما يحلو لهم والتصرُّف كيفما يريدون – يفعلون القليل إذا شعروا بالرغبة في ذلك، ولا يفعلون شيئًا إذا لم يرغبوا. يتجاهلون تمامًا ترتيبات عمل بيت الله، ويتجاهلون الواجبات والمسؤوليات التي ائتمنهم عليها بيت الله، ويتجاهلون بشكلٍ خاصّ مقاصد الله ومُتطلباته. هؤلاء الناس ليس لديهم إنسانية ولا ضمير؛ إنهم جُثث مُتحرِّكة. هل تجرؤون على أن تأتمنوا أشخاصًا بلا إنسانية على هذه المسألة الكبرى في حياتكم، وهي السعي إلى الخلاص في الإيمان بالله؟ (كلا). حتى لو لم يُسلِّموكم إلى أضداد المسيح، فهل سيبذلون قصارى جهدهم لمُحاربة أضداد المسيح عندما يُضلِّلون شعب الله المُختار ويلحقون به الأذى الشديد؟ لا، لن يفعلوا، لأن مثل هؤلاء الناس حيوانات بدمٍ باردٍ ليس لديها أيّ إحساس بالمسؤولية. إنهم لا يخدمون كقادة سوى لتأمين المنافع لأنفسهم.
يُظهِر القادة الكاذبون أحيانًا اهتمامًا بالإخوة والأخوات؛ فيسألونهم عما إذا كان ثمّة ما يحتاجون إليه، وكيف حالهم من حيث الطعام والإقامة، وما إلى ذلك. إنهم مُنتبهون للغاية عندما يتعلَّق الأمر بالمسائل المرتبطة بالحياة اليومية، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالمسائل التي تنطوي على إرسالية الله، وحياة الإخوة والأخوات وموتهم، ومبادئ الحقّ، فإنهم يظلَّون غير مُبالين ولا يفعلون شيئًا أيًا كان من يسألهم. يهتمون فقط بالتمتُّع الجسدي للناس، وطعامهم، وملابسهم، ومأواهم، ووسائل نقلهم، أو منافعهم المادية، ولا يتعاملون إلا مع مثل هذه الأمور. يقول بعض الناس: "كلامك متناقض. ألم تقل إنهم ذوو دمٍ بارد؟ هل سيكون شخص ذو دمٍ بارد على استعداد لفعل هذه الأشياء للآخرين؟" هل سيكون شخص ذو دمٍ بارد طيّب القلب لدرجة أن يفعل هذه الأشياء للجميع؟ (كلا). في الواقع، بعض الأشخاص ذوي الدم البارد سيفعلون هذه الأشياء بالفعل، وثمّة سببان لذلك. أحدهما أنه بينما يفعلون أشياء للجميع، فإنهم يفعلون أيضًا أشياء لأنفسهم، وينتفعون من ذلك. إذا لم يتمكَّنوا من جني أيّ منافع من فعل شيءٍ ما، فانظروا وتأكَّدوا مما إذا كانوا لا يزالون يفعلونه – سيُغيِّرون موقفهم على الفور ويتوقَّفون. علاوة على ذلك، أموال مَنْ تلك التي يستخدمونها لفعل هذه الأشياء وطلب المنافع للجميع؟ بيت الله هو الذي يدفع الفاتورة. إن الكرم بموارد بيت الله هو تخصُّص هؤلاء الناس، فكيف لا يفعلون هذه الأشياء عندما يربحون منافع شخصية؟ بينما يطلبون المنافع للجميع، فإنهم في الواقع يفعلون أشياء لأنفسهم. إنهم ليسوا طيبي القلب لدرجة طلب المنافع من أجل الجميع! لو كانوا يطلبون حقًا المنافع للجميع، لوجبَ عليهم ألا يكون لديهم أيّ دوافع أنانية، ولوجبَ عليهم التعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ بيت الله. ومع ذلك، فإنهم بدلًا من ذلك يطلبون دائمًا المنافع لأنفسهم، ولا يُفكِّرون أبدًا في دخول شعب الله المُختار في الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يفعلون أشياء للجميع حتى يحترمهم الناس ويقولون: "هذا الشخص يطلب المنافع لنا، ويسعى جاهدًا لحماية مصالحنا. إذا كان ينقصنا أيّ شيء، فينبغي أن نطلب منه الاهتمام به. لن نعاني من أيّ معاملة سيئة في وجوده". إنهم يفعلون هذه الأشياء حتى يشكرهم الجميع. من خلال التصرف بهذه الطريقة، يكتسبون الشهرة والمنافع على حد سواء، فلماذا لا يفعلون هذه الأشياء؟ لو طلبوا المنافع للجميع، ولكن أحدًا لم يعرف أن هذا من فعلهم، وشكر الجميع الله، ولم يشعر أحد بالامتنان تجاههم أبدًا، فهل سيظلّون يفعلون ذلك؟ بالتأكيد لن يكونوا في مزاجٍ يسمح بالقيام بذلك؛ ستنكشف حقيقتهم. عندما يفعل مثل هؤلاء الأشخاص أيّ شيء، ينكشف جوهر طبيعتهم بالكامل. لذلك، عندما يُزعِج أضداد المسيح الكنيسة، فإنهم بالتأكيد لن يقوموا أبدًا بأيّ عمل حقيقي لحماية شعب الله المُختار.
لقد عقدنا شركة للتوّ حول أنه بعد أن يُعاني شعب الله المُختار من تضليل أضداد المسيح لهم، وسيطرتهم، وأذاهم، فلا يزال القادة الكاذبون يغضّون الطرف عن ذلك، إذ لا يُفكِّرون في أيّ وسيلة لاستعادة شعب الله المُختار، ولا يُتمِّمون التزاماتهم ومسؤولياتهم. إنهم لا يُراعون سوى مشاعرهم، وأمزجتهم، ومصالحهم. لا يُتمِّمون مسؤولياتهم ولا يُحاسبون أنفسهم؛ بل يتنصَّلون بدلًا من ذلك من مسؤولياتهم ويتهرَّبون منها، بل ويُصدرون أحكامًا على شعب الله المُختار بعد أن يضللهم أضداد المسيح ويسيطرون عليهم، قائلين إنهم لا يُؤمنون بالله بإخلاص، للتنصُّل من مسؤوليتهم، دون أيّ شعورٍ بوخز الضمير على الإطلاق. هؤلاء القادة الكاذبون هم الأكثر بُغضًا. الأنواع المُختلفة من مظاهر القادة الكاذبين التي قد ناقشناها كلّها مثيرة للاشمئزاز تمامًا، لكن هذا النوع الأخير من الأشخاص ببساطة ليس لديه أيّ إنسانية على الإطلاق. هذا النوع من الأشخاص حيوان بدمٍ بارد، وحش في هيئة إنسان؛ لا يمكن اعتباره جزءًا من البشرية، بل يجب تصنيفه بين الوحوش. لماذا لا يُتمِّمون مسؤولياتهم؟ لأنهم لا إنسانية لديهم، ولا ضمير أو عقل. المسؤوليات، والالتزامات، والمحبّة، والصبر، والرحمة، وحماية الإخوة والأخوات – لا شيء من هذه الأشياء في قلوبهم؛ فهم لا يمتلكون هذه الصفات. عدم امتلاك هذه الصفات في إنسانيتهم يُعادل انعدام الإنسانية. هذه هي مظاهر النوع الرابع من القادة الكاذبين.
هذه هي، تقريبًا، الأنواع الأربعة من مظاهر القادة الكاذبين التي يجب كشفها ضمن المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين. بالطبع يوجد بعض المظاهر الأخرى المُشابهة، ولكن يمكن لهذه الأنواع الأربعة بشكلٍ أساسي أن تُمثِّل بالفعل مُختلف مظاهر القادة الكاذبين في أداء هذا العمل، وكذلك جوهر إنسانيتهم. مهما بلغ عدد الفئات التي نُقسِّم إليها مظاهرهم، فإن المظهرين البارزين للقادة الكاذبين لا يزالان من الممكن، على أيّ حال، العثور عليهما ضمن هذه الفئات الأربع: أحدهما هو عدم القيام بعملٍ فعلي، والآخر هو عدم القدرة على القيام بعملٍ فعلي. هذان هما أبرز مظهرين للقادة الكاذبين. أيًا كان شكل إنسانية القادة الكاذبين ومستوى قدراتهم، وأيًا كانت كيفية تعاملهم مع الحقّ، فهذان المظهران، على أيّ حال، يتجسَّدان ضمن هذه الفئات الأربع. إلى هنا نصل إلى نهاية المحتوى المُتعلِّق بكشف القادة الكاذبين في شركتنا المعقودة اليوم حول المسؤولية الثالثة عشرة للقادة والعاملين.
ملحق: الإجابة عن الأسئلة
هل لديكم أيّ أسئلة؟ (يا الله، أريد أن أسأل سؤالًا. في بداية الاجتماع، سألنا الله عن الفرق بين الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح وأضداد المسيح الفعليين، وما السمات المُميّزة النموذجية لجوهر أضداد المسيح. في ذلك الوقت، شعرنا بأن أذهاننا أضحت فارغة، وبعد التأمُّل لبعض الوقت، لم نستطع إلا التفكير في بعض الكلمات والتعاليم البسيطة جدًا. لقد كان الله يعقد شركة عن حقائق حول كشف أضداد المسيح لأكثر من عام الآن، لكننا لا نقدر سوى على فهم وممارسة قدر ضئيل جدًا منها. أحد أسباب ذلك أننا لم نبذل جهدًا في هذه الحقائق، وسبب آخر هو أننا واجهنا عددًا قليلاً نسبيًا من أضداد المسيح ولم نتوصَّل إلى فهم هذه الحقائق من خلال رؤية كيفية ارتباطها بالمواقف الفعلية. ومن ثم، ليس لدينا حقًا، حتى الآن، أيّ دخول إلى هذه الحقائق، وليس لدينا الكثير من التمييز تجاه أضداد المسيح، وثمّة العديد من مظاهر شخصية أضداد المسيح في أنفسنا لم نُحدِّدها بعد. أريد أن أسأل كيف يمكن حلّ هذه المشكلة). بالنسبة إلى أي جانبٍ من جوانب الحقّ، يجب أن يكون لديك بعض الاختبارات الحقيقية والمعرفة الاختبارية، وأن تُحقِّق فهمًا حقيقيًا، حتى يُنقش كلام الحقّ في قلبك. هكذا هي عملية اكتساب الحقّ دائمًا. الأشياء التي يمكنك تذكُّرها هي تلك التي اكتسبتَها من خلال اختباراتك؛ إنها أعمق الانطباعات. لذلك، بينما كنا نعقد شركة حول موضوع أضداد المسيح اليوم، جعلتكم تراجعون هذا المحتوى أولًا. لقد تمكَّنتم من تذكُّر بعضٍ منه. من بين الأشياء التي تمكَّنتم من تذكُّرها، بعضها نظري بالنسبة إليكم، ولكن بطبيعة الحال ثمّة بعض مظاهر أضداد المسيح التي يُمكنكم إلى حدٍّ ما مطابقتها مع الحياة الواقعية – يجب على الجميع اختبارها بهذه الطريقة. لوضع الطبيعي للناس هو أنه مهما بدا لهم أنهم يفهمون جيدًا أثناء الاستماع إلى العظات، فإنهم لا يفهمونها إلا نظريًا ومن حيث التعليم، وليس لديهم معرفة بالحقّ. متى يمكن للمرء أن يفهم الحقّ؟ لا يمكن للمرء امتلاك بعض المعرفة العملية سوى عندما يختبر هذه الأشياء. لا يمكن لأحد أن يكتسب المعرفة بدون اختبار ظروفٍ حقيقية. وهكذا، بينما كنا نعقد شركة حول موضوع أضداد المسيح اليوم، كان من الضروري إجراء مراجعة سريعة وإعطائكم تذكيرًا بسيطًا. بعد ذلك، وبغضّ النظر عما إذا كنا قد عقدنا شركة حول مسؤوليات القادة والعاملين أو مُختلف مظاهر القادة الكاذبين، فلن يكون الأمر على الأقل أجوف للغاية بالنسبة إليكم – هذا كلّ شيء. ومع ذلك، لا يزال يتعيَّن عليكم اكتساب الكشف لمُختلف مظاهر أضداد المسيح. يقول بعض الناس: "إذا لم يُرتِّب الله بعض الأشخاص، والأحداث، والأشياء الحقيقية، فمن أين يمكننا اكتساب الكشف؟ لا يمكننا البحث عن أضداد المسيح بأنفسنا، أليس كذلك؟" لستم بحاجة إلى البحث عنهم. أبسط حلّ هو أنه عندما تُواجه أضداد المسيح، فحاول أن تبذل قصارى جهدك لمطابقتهم بكلام الله. طابِق استعلاناتهم الخارجية، وتصريحاتهم، وأفعالهم، وشخصياتهم، وكذلك أفكارهم ووجهات نظرهم، وحتى طريقة تصرُّفهم وتعاملهم مع العالم، ونمط حياتهم، وما إلى ذلك – أيّ، طابِق بينهم وبين المظاهر الخمسة عشر لأضداد المسيح التي ناقشناها. طابِق أكبر عددٍ ممكنٍ منها. كذا يكون استيعاب الناس: لا يمكنهم استدعاء الكثير من الذاكرة لأن الذاكرة البشرية محدودة. يمكن للناس التحدُّث بمهارة فائقة عن الأشياء التي اكتسبوها حقًا من خلال اختباراتٍ مُباشرة. مهما كان مقدار ما يقولونه، فإنه لا يستند إلى الذاكرة بل إلى الاختبار وما مرّوا به. هذه الأشياء التي اكتسبوها هي الأقرب إلى الحقيقة وإلى ما هو صحيح واقعيًا – هذه هي الأشياء التي اكتسبها الناس من خلال الاختبار. بصرف النظر عنها، فإن الأشياء التي تتوافق مع المفاهيم والتصورات البشرية والأشياء القائمة على المعرفة لا تتوافق مع الحقّ، مهما بلغ عدد السنوات التي احتلت فيها مكانة مُهيمنة في ذهنك بعد دخولها لأول مرة. ستُستبعَد هذه الأشياء وتُهمَل عندما تفهم الحقّ حقًا. ومع ذلك، فإن تلك الأشياء القريبة من الحقّ والمتوافقة معه، والتي قد اكتسبتَها من خلال الاختبار، هي الأشياء القيّمة. سواء كنتم تفهمون تمامًا الأسئلة التي طرحتُها اليوم أم لا، فمن المُؤكَّد أن ثمّة جزءًا من موضوع تمييز أضداد المسيح يمكنكم فهمه، لأنكم جميعًا اختبرتم بعض التضليل والإزعاج من أضداد المسيح. لقد أعطاكم هذا القليل من التمييز، وعندما تُواجهون أضداد المسيح يفعلون الشر ويُزعِجون عمل الكنيسة، يمكن لهذه الحقائق أن تدخل حيز التنفيذ بالنسبة إليكم. لا تدخل هذه الكلمات حيز التنفيذ إلا عندما تواجهون بيئات حقيقية. إذا لم تختبروا تضليل أضداد المسيح وتخيلتم أفعالهم بعقولكم فقط، فهذا لا طائل منه. مهما كان خيالك واسعًا، فلن يعني ذلك أنك ستكون قادرًا على تمييزهم. فقط عند مواجهة بيئات حقيقية، ويتفاعل الناس بشكلٍ غريزي، مُستخدمين أفكارهم ووجهات نظرهم، وبعض النظريات التي تعرَّضوا لها، وبعض التعاليم، والأساليب، والطرق التي تعلَّموها، لمواجهة هذه الأمور والتعامل معها، واتخاذ خيارات مُختلفة في نهاية المطاف. ولكن قبل أن يُواجِه الناس هذه المواقف، فمن الجيّد جدًا بالفعل لو كان لديهم استيعاب وانطباع خالصين عن مُختلف النظريات. يقول بعض الناس: "ما فائدة قولك الكثير قبل أن نُواجه أضداد المسيح؟" إنه مُفيد. أليست الكلمات التي تكشف أضداد المسيح مطبوعة في كتاب؟ هل هذه الكلمات شيء يمكنك اختباره بالكامل والتبصُّر بحقيقته في يوم أو يومين؟ كلا. الغرض من طباعتها في ذلك الكتاب هو خلاصكم والسماح لكم بقراءة هذه الكلمات كثيرًا، وفهم هذه الحقائق، وكذلك قراءة كلام الله ونيل إمداد الحياة عندما تواجهون مواقف مُختلفة في المستقبل – سواء كان حادث لضدّ المسيح، أو صعوبات في تغيير شخصيتكم، أو أيّ شيءٍ آخر. كلام الله في هذا الكتاب هو مصدرك لاختبار هذه الأمور والتعامل معها، والدخول في هذه الجوانب من الحقّ. مقدار ما يمكنك فهمه عند الاستماع إلى العظات لا يُمثِّل مقدار الواقع الذي تمتلكه. إذا لم تتمكَّن من فهم شيء ما أو تذكُّره في وقتٍ ما، فهذا لا يعني أنك لن تختبره أبدًا أو لن تفهمه أبدًا في المستقبل. باختصار، يجب أن تفهموا أن وحدها الأشياء التي يكتسبها الناس من خلال الاختبار ويتعرَّفون عليها بناءً على كلام الله هي التي تتعلَّق بالحقّ. الأشياء التي يتذكَّرها الناس والأشياء التي يفهمونها في أذهانهم لا علاقة لها في الغالب بالحقّ؛ إنها مُجرَّد تعاليم. ما أهم الأشياء عندما يتعلَّق الأمر بالحقّ؟ أهم الأشياء هي الاختبار والدخول. مع أيّ جانب من جوانب الحقّ، عندما يختبره الناس بالفعل، يكون حصادهم النهائي هو ثمرة الحقّ وطريق نجاتهم. لذلك، فإن عدم التذكُّر ليس مشكلة.
لو كنتُ قد بدأتُ في مناقشة الموضوع الرئيس مباشرةً في بداية الاجتماع، أفلن تكونوا غير قادرين على التفاعل في الوقت المناسب؟ لذلك، كنتُ بحاجة إلى استخدام بعض الأساليب، وسؤالكم أولًا: "هل تتذكَّرون الفرق بين الأشخاص ذوي جوهر أضداد المسيح والأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح؟" لم يكن هدفي من طرح هذا السؤال أولًا هو ترككم مذهولين أو كشفكم، بل إعطائكم تلميحًا. ثم، أجرينا مراجعةً، وتذكَّر بعض الناس تدريجيًا: "لقد عقدنا شركة من قبل حول كيفية تعامل أضداد المسيح مع الحقّ، وماهية إنسانية أضداد المسيح". بعض المحتوى المُتعلِّق بأضداد المسيح قد ترك بالفعل انطباعًا عميقًا لديكم؛ فهذا المحتوى ينتظر أن تستخدمه عندما تختبر مثل هذه الأشياء، ليكون بمثابة دليل وتوجيه لممارستك. ولكن يوجد المزيد من المحتوى الذي لم يكن لديك أيّ انطباع عنه على الإطلاق بعد سماعك إياه لأول مرة. هذا المحتوى يحتاج أيضًا إلى أن يُختبَر. عندما تمرّ بهذه الاختبارات ثم تأكل كلام الله وتشربه، وتقرأ مُصليًا هذا الكلام، ستكتسب المزيد. سواء كان محتوى لديك انطباع عنه أم لا، فبعد أن تمرّ بهذه الأشياء، سيمتزج كلّ شيء معًا. ستصبح التعاليم التي تذكَّرتَها هي فهمَك العملي ومكاسبَك بعد اختبارها. أما بالنسبة إلى المحتوى الذي لم يكن لديك انطباع عنه، فبعد اختباره مرّةً واحدة، قد يتكوَّن لديك بعض الانطباع، لكنه سيكون مُجرَّد معرفة إدراكية قليلة. هذه المعرفة الإدراكية لا يمكنها البقاء إلا على مستوى التعليم. يبقى عليك اختبار أشياء مُشابهة مرّةً أخرى، وعند هذه النقطة سترشدك، وتمنحك التوجيه، وتُوفِّر لك طريقًا للممارسة. إن اختبار كلام الله واختبار الحقّ هو هذا النوع من العمليات. هل من المُحرِج أنكم لم تعرفوا كيف تجيبون على السؤال الذي طرحتُه؟ ليس مُحرجًا. إذا سألتموني سؤالًا مُفاجئًا، فسأحتاج أيضًا إلى التفكير فيه مليًا للتو، مُراعيًا ما يعنيه السؤال وأيّ جوانب من الحقّ يتضمن. يعمل الدماغ والعقل البشريان بهذه الطريقة – إذ يحتاجان إلى وقت للاستجابة. حتى لو كان شيئًا تعرفه جيدًا، فإذا لم تُصادفه لسنوات طويلة، فستظلّ بحاجة إلى وقت للاستجابة عندما تُصادفه فجأةً. مهما بلغ مدى عمق اختبارك لشيءٍ ما، فإن صادفتَه مرّةً أخرى بعد عدّة أيام أو سنوات، فستحتاج مع ذلك إلى وقتٍ للاستجابة – ناهيك عن أن فهمكم لموضوع أضداد المسيح يقتصر فقط على مستوى الكلمات والتعاليم، فلا يمكنكم بعد مطابقته مع أضداد المسيح الذين تواجهونهم في الحياة الواقعية، ويمكن القول إنكم لا تزالون غير قادرين أساسًا على تمييز أضداد المسيح. لذا، فإن هذه الحقائق تنتظر منكم أن تختبروها عمليًا – عندها فقط يمكنكم التحقُّق من صحّة كلام الله ودقّته. على سبيل المثال، عقدنا شركة سابقًا حول أن أضداد المسيح غير مخلصين في التوبة. لنفترض أنك حفظتَ هذا وقلتَ: "قال الله إن أضداد المسيح غير مخلصين في التوبة. سيتحدّون الله ويُعارضونه حتى النهاية. إنهم لا يقبلون الحقّ ولن يعترفوا أبدًا مهما حدث بأن كلام الله هو الحقّ. إنهم ينفرون من الحقّ". إنك تفهم هذا، أو تقبله، أو تُكوِّن انطباعًا عنه فقط من حيث التعليم؛ إنه مُجرّد معرفة إدراكية قليلة. في عقلك الباطن، تشعر بصحّة هذا البيان، ولكن أيّ كلماتٍ مُحدّدة يقولها أضداد المسيح، وأيّ شخصياتٍ فاسدةٍ يعلنون عنها، وأيّ طبيعة تدفعهم، وما إلى ذلك، تتطابق وتترابط مع كلام الله الذي يكشف أضداد المسيح؟ أيّ منها يمكن أن يُثبِت أن كشف الله واقعي؟ هذا يتطلب منك إما مقابلة أحد أضداد المسيح شخصيًا، أو السماع من مُراقِبين عن أفعال ضد المسيح وكلامه، وفي النهاية، تُدرِك أن: "كلام الله عملي جدًا، إنه صحيح تمامًا. لقد وُصِّف هذا الشخص كضدّ المسيح عدّة مرات وأُعفِي. على الرغم من أنه لم يُطرَد أو يُخرَج بعد، فأن مظاهره واستعلاناته تُظهِر أنه لا يقبل الحقّ على الإطلاق، وأنه غير مخلص في توبته، وليس لديه شخصية أضداد المسيح فحسب، بل لديه أيضًا جوهر طبيعة أضداد المسيح – إنه حقًا ضدّ المسيح بشكلٍ كاملٍ". وفي يومٍ ما، عندما يُطرَد هذا الشخص، تتأكد في قلبك: "كلام الله دقيق جدًا! الأشخاص ذوو شخصية أضداد المسيح يمكنهم التغيير، لكن أولئك ذوي جوهر أضداد المسيح لن يتغيَّروا". هذه الكلمات تتأصل في قلبك. إنها ليست مُجرَّد ذاكرة أو انطباع عابر، وليست مُجرَّد نوع من المعرفة الإدراكية، بل إنك تفهم كلام الله وتقبله بعمقٍ: "ضدّ المسيح لن يتغيّر؛ وسيُعارِض الله حتى النهاية. لا عجب أن الله لا يُخلِّصهم؛ ا لا عجب أن الله لا يعمل على مثل هؤلاء الناس. لا عجب أنهم لا ينالون أبدًا استنارة أو نورًا عند قيامهم بواجبهم، ولا يُظهِرون أيّ نمو على الإطلاق – إنهم مُصمَّمون على المُضي في طريقهم. هذا حقًا ضدّ المسيح!" عندما تتحقَّق من دقّة كلام الله، تُفكَّر في قرارة نفسك: "كلام الله هو الحقّ حقًا. هذه الكلمات صحيحة. آمين!" ماذا يعني أن تقول آمين؟ يعني أنه من خلال اختباراتك، فقد توصَّلتَ إلى فهم أن كلام الله هو معيار قياس كلّ الأشياء، وأنه الحقّ، وأنه حتى عندما يزول هذا العصر وهذه البشرية، فإن كلام الله لن يزول. لماذا لن يزول؟ لأنه بغضّ النظر عن الوقت، فإن جوهر أضداد المسيح لن يتغيَّر أبدًا، وكلام الله الذي يكشف جوهر أضداد المسيح لن يتغيَّر أبدًا. على الرغم من أن هذا العصر سيزول، وعلى الرغم من أن هذه البشرية الفاسدة ستزول، فإن كلام الله هذا سيظل دائمًا هو حقّ الحقائق – لا أحد يستطيع إنكار ذلك. هذا هو كلام الله! عندما تشعر بأن كلام الله يتوافق مع الحقائق التي تراها وتُواجهها ويتطابق معها، ويكتسب قلبك اليقين، ولا يكون الأمر مُجرَّد شعور بأن كلام الله يجب أن يكون صحيحًا أو أن كلام الله ليس خاطئًا، بل أنك قد رأيتَه واختبرتَه شخصيًا، فعندئذٍ ستقول آمين لكلام الله بشكلٍ طبيعي. في ذلك الوقت، إذا سألتُ مرّة أخرى: "ما مظاهر الأشخاص ذوي جوهر أضداد المسيح؟" فسيتضح فهمك الداخلي على الفور. لن يكون لديك مُجرَّد انطباع، أو عبارة مُتذكَّرة، أو نوع من الوعي أو المعرفة الإدراكية. ستقول على الفور: "أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ على الإطلاق وهم غير مخلصين في التوبة!" على الرغم من أن هذه العبارة قد لا تكون ذات بنية منطقية كبيرة، وعلى الرغم من أنها تقال بشكلٍ مُفاجئ إلى حدٍّ ما، ولن يفهمها الناس في البداية، فأنت تعرف ما تعنيه لأنك اختبرتَه ورأيتَه بعينيك. أضداد المسيح هم بالضبط مثل هذه المخلوقات البائسة – لن يتوبوا أبدًا. هذه الكلمات يجب أن تُختبَر؛ فمَنْ لا يختبرها لن يربح شيئًا.
2 أكتوبر 2021