مسؤوليات القادة والعاملين (25)

البند الرابع عشر: تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور ثم إخراجهم أو طردهم (الجزء الرابع)

المعايير والأسس لتمييز مختلف أنواع الأشرار

نواصل اليوم مع عقد شركة حول المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين: "تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور ثم إخراجهم أو طردهم". في المرات القليلة الماضية، عقدنا شركة عن الجوانب العديدة التي ينبغي للقادة والعاملين تمييزها، وكذلك الحقائق الرئيسية التي ينبغي لهم فهمها عند القيام بهذا العمل؛ أي أننا عقدنا شركة حول كيفية تمييز جميع أنواع الأشرار. كيف يُعرّف جميع أنواع الأشرار؟ إنهم أولئك الذين يتسللون إلى بيت الله خلف قناع الإيمان بالله، غير أنهم لا يقبلون الحق، ويزعجون عمل الكنيسة أيضًا؛ يندرج مثل هؤلاء الأشخاص جميعًا ضمن فئة الأشرار. هؤلاء هم الذين ينبغي للكنيسة إخراجهم أو طردهم؛ أي أولئك الذين لا يُسمح لهم بالوجود داخل الكنيسة. إننا نميّز جميع أنواع الأشرار ونشرِّحهم من خلال ثلاثة معايير رئيسية. ما هذه المعايير الثلاثة؟ المعيار الأول هو غرض المرء من الإيمان بالله. والمعيار الثاني هو إنسانيته؛ تشريح إنسانيته للتمييز والتأكد بوضوح مما إذا كان من بين أولئك الذين ينبغي للكنيسة إخراجهم. ما المعيار الثالث؟ (موقف المرء تجاه واجباته). موقف المرء تجاه واجباته هو المعيار الثالث. سبق أن تم عقد شركة حول المعيار الأول. أما بالنسبة إلى المعيار الثاني؛ إنسانية المرء، فقد تم عقد شركة حول نقطتين منه. ماذا كانت النقطة الأولى؟ (حب تحريف الحقائق وإطلاق الأكاذيب). وماذا كانت النقطة الثانية؟ (حب الاستغلال). قد يبدو من محتوى هاتين النقطتين أنه لا يكفي اعتبارهما مظهرين من مظاهر الأشرار، لكن بناءً على المظاهر التفصيلية التي سبق أن عقدتُ شركة حولها، فإن هذين النوعين من الناس آمَنا بالله لسنوات بدون توبة حقيقية؛ وقد تسببت مظاهرهما المختلفة بالفعل في الإزعاج والدمار لحياة الكنيسة، ولدخول شعب الله المختار إلى الحياة، وللعلاقات بين شعب الله المختار. ووفقًا لمظاهرهما، وبناءً على جوهر طبيعتهما، ينبغي أن يندرج هذان النوعان من الناس ضمن فئة الأشرار. ينبغي لقادة الكنيسة وشعب الله المختار تمييزهما، وتحديد صفاتهما، وإخراجهما في الوقت المناسب. هل هذا مناسب؟ (نعم). إنه مناسب تمامًا. إن سلوك هذين النوعين من الناس في الكنيسة له تأثير سلبي للغاية؛ فهؤلاء الناس لا يهتمون بالحق مهما يكن، ولا يخضعون لعمل الله إطلاقًا. ويبدو أن ما يعيشون بحسبه بين الإخوة والأخوات لا يختلف عن غير المؤمنين؛ فهم كثيرًا ما يكذبون، ويغشون الآخرين، ويؤدون واجباتهم بلامبالاة، وبدون أدنى حس بالمسؤولية، ولا يتغيرون رغم التحذيرات المتكررة. إنهم لا يؤثرون في حياة الكنيسة فحسب، بل يُزعجون عملها بشدة أيضًا. لا شك أنهم من بين أولئك الذين ينبغي للكنيسة إخراجهم أو طردهم، ومن المناسب تمامًا وصفهم بالأشرار وإدراجهم ضمن صفوف هؤلاء الأشخاص، وليس ذلك من قبيل المبالغة على الإطلاق. بالنسبة إلى النوع الأول، أولئك الذين يحبون تحريف الحقائق وإطلاق الأكاذيب، فإن مشكلتهم ليست بسيطة كقول أشياء ليست صحيحة تمامًا، أو كوجود عوائق لديهم في التواصل مع الآخرين، وما إلى ذلك، بل ثمة مشكلة في شخصيتهم. على مستوى أعمق، فإن مشكلة شخصيتهم هي مشكلة جوهر طبيعتهم. وعلى مستوى أكثر سطحية، فهي مشكلة في إنسانيتهم؛ أي أن إنسانيتهم خسيسة للغاية وحقيرة، ما يجعل من المستحيل بالنسبة إليهم التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي. إنهم لا يفتقرون إلى المظاهر الإيجابية فحسب، مثل تزويد الآخرين ومساعدتهم ومحبتهم، بل إن أفعالهم وسلوكياتهم تؤدي إلى الإزعاج والدمار والهدم فقط. إذا اعتاد بعض الناس الانخراط في تحريف الحقائق وإطلاق الأكاذيب، وكانوا يفعلون ذلك دائمًا، سواءً جهرًا أو سرًا، ما يتسبب في آثار سلبية بالغة على عمل الكنيسة وعلى الإخوة والأخوات، فإنهم إذًا من بين أولئك الذين ينبغي للكنيسة إخراجهم. النوع الآخر هم أولئك الذين يحبون الاستغلال. أيًّا كان الموقف، فإنهم يسعون دائمًا إلى الاستغلال، واضعين أعينهم دائمًا على مصالحهم الخاصة. لا يركزون على الدخول في واقع الحق، ولا على القيام بواجباتهم جيدًا أو إتمام مسؤولياتهم. بل وأكثر من ذلك، لا يركزون على التفاعل بشكل طبيعي مع الإخوة والأخوات، أو الاستفادة من نقاط قوة الآخرين لتعويض نقائصهم وبناء علاقات طبيعية، أو عيش حياة كنسية طبيعية. لا يركزون على أي من هذه الأشياء؛ إنهم يأتون إلى الكنيسة وبين الإخوة والأخوات من أجل الاستغلال فقط. وما داموا حاضرين في الكنيسة، وما دام الإخوة والأخوات يتواصلون معهم، فسيشعر الإخوة والأخوات بعدم الارتياح في داخلهم. ليس أن الإخوة والأخوات يشعرون بالاشمئزاز من أفعالهم وسلوكياتهم فحسب، بل، بصفة أساسية، يشعرون غالبًا بأنهم مضطربون ومقيدون في قلوبهم إلى حد كبير. إلامَ تشير عبارة "إلى حد كبير"؟ تعني أنه في مواقف الحياة الواقعية، عند مواجهة مضايقات من عديمي الإيمان أو الأشرار، فإن بعض الأفراد تقيِّدهم مشاعرهم، ولا يستطيعون التحرر منها، بينما لا يجرؤ آخرون، رغم كراهيتهم لذلك، على التكلم علنًا، بل يشعرون دائمًا في داخلهم بالقيود والافتقار إلى السلام. أليس هذا إزعاجًا خطيرًا للإخوة والأخوات؟ (بلى). لذا ينبغي لشعب الله المختار تمييز هذين النوعين من الأفراد؛ فكل من يُصنَّف على أنه شرير هو من بين أولئك الذين ينبغي للكنيسة إخراجهم. لقد سبق وتم عقد شركة حول المبادئ المحددة للتعامل مع هؤلاء الأفراد في الاجتماع الأخير، لذا لن تُعقَد شركة حولها بالتفصيل مرة أخرى الآن. باختصار، لقد تسبب نوعا الأشخاص الذين تم عقد شركة حولهما آنفًا في اضطرابات ليس في حياة الكنيسة للإخوة والأخوات فحسب، إنما أيضًا في أدائهم المنظم لواجباتهم؛ إذ أنه من المرجح أن سلوكيات بعضهم قد تُعيق بعض المؤمنين الجدد الذين يفتقرون إلى الأساس. لذا، بناءً على الطرق والوسائل التي يتصرفون بها، إلى جانب المظاهر المختلفة لإنسانيتهم، والعواقب الوخيمة التي تسببها هذه المظاهر، فإن هذين النوعين من الناس هما من بين أولئك الذين ينبغي إخراجهم، وإن إدراجهم ضمن صفوف الأشرار ليس مبالغة على الإطلاق. على الرغم من أن سلوكيات أولئك الذين يحبون تحريف الحقائق وإطلاق الأكاذيب وأولئك الذين يحبون الاستغلال قد لا تبدو فظة أو خبيثة بشكل غير معقول كسلوكيات الأشرار المحددين في المفاهيم البشرية – رغم افتقارهم إلى مثل هذه المظاهر الواضحة – فإن العواقب الوخيمة لسلوكياتهم وإنسانيتهم تستلزم إخراجهم من الكنيسة. كانت هذه هي مظاهر هذين النوعين من الأشخاص، ومبادئ التعامل معهم، والتي تم عقد شركة حولها في المرة السابقة.

2. بناءً على إنسانية المرء

ج. أن يكون فاسقًا وغير منضبط

نواصل اليوم عقد شركة حول مظاهر أنواع عدة أخرى من الأشخاص فيما يتعلق بإنسانيتهم، بدءًا من النوع الثالث من الأشخاص. ما السمة الأساسية لإنسانية هؤلاء الأشخاص؟ إنها الفسق وعدم الانضباط. إن فهم الفسق وعدم الانضباط من منظور حرفي سهلٌ للغاية؛ فهو يعني أن سلوك هؤلاء الأفراد وتصرفاتهم وكلامهم يبدو غير لائق؛ فهم ليسوا أشخاصًا محترمين ولا مهذبين. هذا فهمٌ أساسيٌّ لمظاهر الأشخاص من هذا النوع. في الكنيسة، لا مفر من أن تحتوي آراء بعض الناس حول الإيمان بالله والطرق التي يسعون فيها على انحرافات أو أخطاء. يفتقر كلامهم وتصرفاتهم إلى أي ورع، ولا ترقى مظاهرهم في الحياة ونوعية إنسانيتهم إلى مستوى آداب القديسين إطلاقًا، ويفتقرون تمامًا إلى قلبٍ يتقي الله. بشكلٍ عام، لا يمكن وصف كلامهم وسلوكهم وتصرفاتهم إلا بالفسق وعدم الانضباط. وبالطبع، المظاهر المحددة كثيرة، وظاهرة للجميع، وسهل تمييزها. هؤلاء الأفراد أشبه بعديمي الإيمان وغير المؤمنين؛ فهم يُظهرون سلوكًا فاسقًا للغاية على وجه التحديد. وعندما يتعلق الأمر بالاجتماعات، فإن ملابسهم وهندامهم يكونان غير رسميين بدرجة كبيرة. بعضهم لا يُكلفون أنفسهم عناء ترتيب مظهرهم قبل مغادرة منازلهم، ويحضرون الاجتماعات في حالة غير مهندمة، دون تمشيط الشعر أو غسل الوجه. بعضهم يرتدي ملابس غير مُهندمة، أو يرتدي نعالًا بالية، أو حتى بيجامات في الاجتماعات. وآخرون يعيشون حياة متراخية، لا يُبالون بالنظافة الشخصية، ولا يُمانعون ارتداء ملابس متسخة في الاجتماعات. جميع هؤلاء الناس يتعاملون مع الاجتماعات باستخفاف شديد، كما لو كانوا يزورون منزل أحد جيرانهم، ولا يأخذونها على محمل الجدِّ. وفي أثناء الاجتماعات، يتسم كلامهم وتصرفاتهم بعدم الانضباط أيضًا، ويتحدثون بصوت عالٍ بدون أي تورُّع، حتى أنهم يتحمسون ويلوحون بأيديهم بعنف عندما يشعرون بالسعادة، ويُظهرون انغماسًا في الملذات بصورة جامحة. وأيًّا كان عدد الأشخاص الحاضرين، فإنهم يضحكون ويمزحون ويلوحون بحركات مبالَغ فيها، ويجلسون واضعين ساقًا فوق الأخرى، ويتصرفون كما لو كانوا أعلى من الجميع؛ إنهم متباهون للغاية، بل متغطرسون، ولا ينظرون إلى أي شخص مباشرةً في عينيه عند التحدث إليه، بل تتجول نظراتهم في أرجاء المكان. أليس هذا فسقًا؟ (بلى). إنه انغماس في الملذات بصورة جامحة، وافتقار إلى أدنى درجة من الانضباط. بالطبع، قد يعزو غير المؤمنين كلام هؤلاء الأفراد وتصرفاتهم إلى نقص في التربية الصالحة، لكننا نفهم الأمر بشكل مختلف؛ فهو ليس قاصرًا على كونه افتقارًا إلى التربية الصالحة فحسب. بالنسبة إلى البالغين، ينبغي للمرء أن يعرف بوضوح الطرق الصحيحة والسليمة للتحدث إلى الآخرين والتصرف والتفاعل معهم، وعلى وجه الخصوص، ينبغي أن يعرف المرء كيف يفعل ذلك بطريقة تليق بآداب القديسين، وتثقِّف الإخوة والأخوات، وتشكِّل الإنسانية الطبيعية – بدون الحاجة إلى أن يملي عليه ذلك أحد. وعلى الرغم من أنه لا داعي للتظاهر، فينبغي للمرء أن يتحلى بالانضباط، خاصة عند عيش حياة الكنيسة، وفي وجود الإخوة والأخوات. ما مقياس هذا الانضباط ومعياره المطلوب إذًا؟ إنه الالتزام بآداب القديسين. ينبغي أن تكون ملابس المرء وحلته لائقة ومحتشمة، مع تجنب الملابس الغريبة. وفي حضرة الله، يجب أن يتحلى المرء بالورع، لا يومئ بحركات مبالغ فيها؛ وبالطبع، ينبغي له أيضًا أن يحافظ على الورع وشبه الإنسان أمام الآخرين، فيظهر بصورة لائقة، ومفيدة، وتثقِّف الآخرين. هذا ما يرضي الله. أولئك الفاسقون وغير المنضبطين لا يكترثون إطلاقًا بالعيش حسب أبسط جوانب الإنسانية، وأحد الأسباب المؤكدة وراء لامبالاتهم هو جهلهم التام بكيفية أن يكونوا أشخاصًا ورعين، أو أشخاصًا يتحلون بالاستقامة والكرامة، ويستحقون الاحترام؛ إنهم ببساطة لا يفهمون هذه الأشياء. لذا، وعلى الرغم من المتطلبات والاشتراطات المتكررة من جانب الكنيسة بارتداء ملابس أنيقة، ولائقة، ومحتشمة في الاجتماعات، وعدم ارتداء ملابس غريبة، فإنهم يستمرون في عدم أخذ هذه القواعد على محمل الجد، وغالبًا ما يصلون مرتدين نعالًا، أو غير مهندمين، أو حتى مرتدين بيجامات. هذا أحد مظاهر أولئك الفاسقون وغير المنضبطين.

إن أولئك الفاسقون وغير المنضبطين يُظهرون سلوكًا آخر، وهو ارتداء ملابس على الموضة ووضع مساحيق تجميل كثيفة وجذابة في الاجتماعات. يبدؤون في التأنق والتزيُّن قبل يومين من كل اجتماع، ويفكرون في مساحيق التجميل التي سيضعونها، والمجوهرات التي سيرتدونها، وتسريحة الشعر التي سيختارونها، والملابس التي سيرتدونها، والحقيبة التي سيحملونها، والحذاء الذي سيرتدونه. حتى أن بعض النساء يضعن أحمر شفاه وظلال عيون ومساحيق محدِّدة للأنف مغرية، وفي حالات أكثر مغالاةً، يرتدي بعضهن ملابس، ويزيِّن أنفسهن بطريقة غاية في الإغراء، ويكشفن عن أكتافهن وظهورهن، ويرتدين ملابس غريبة. وفي الاجتماعات، لا يصغين باهتمام إلى شركة الإخوة والأخوات، ولا يصلين؛ فضلًا عن انخراطهن في الشركة، أو مشاركة فهمهن الشخصي وشهاداتهن الاختبارية. بدلًا من ذلك، يقارنَّ أنفسهن بالجميع، ويشغلن أنفسهن بمَن يرتدي ملابس أفضل أو أسوأ منهن، ومَن يرتدي ملابس ذات علامات تجارية عصرية جدًا، ومَن يرتدي ملابس رخيصة من أسواق الشارع، وكم يكلف سوار شخص ما، وما إلى ذلك؛ يركزون فقط على هذه الأمور، بل وكثيرًا ما يدلون بمثل هذه الملاحظات علانيةً. من خلال ملابس هؤلاء الأفراد، وأيضًا كلامهم، وسلوكهم، وتصرفاتهم يتضح أن مشاركتهم في حياة الكنيسة، وتفاعلهم مع الإخوة والأخوات لا يهدف إلى فهم الحق، فضلًا عن السعي إلى دخول الحياة لتحقيق تغيير في الشخصية؛ بل إنهم يستغلون أوقات الاجتماعات للتباهي بمتعتهم بالمال والحياة المادية. يأتي بعض الناس إلى أماكن الاجتماعات مرتدين ملابس ذات علامات تجارية بارزة للتباهي، منغمسين إلى أقصى درجة في رغباتهم في الموضة والاتجاهات الاجتماعية بين الإخوة والأخوات، ويغرون الآخرين لاتباع هذه الاتجاهات، ويجعلون الآخرين يحسدونهم ويتطلعون إليهم. وعلى الرغم من ملاحظة بعض نظرات الإخوة والأخوات ومواقفهم المُشمئزة منهم، فإنهم يُصرِّون على تجاهلهم، مُستمرين في فعل الأشياء على طريقتهم، مُرتدين أحذية بكعب عالٍ، وحاملين حقائب لمصممين بارزين. حتى أن بعضهم يحاول التظاهر بأنهم أفراد أثرياء، فيتعطرون بعطور رديئة الجودة عندما يأتون إلى الاجتماعات، ومن ثم بعد دخولهم الغرفة فإن الروائح المختلطة من العطر، وأحمر الخدود، وزيت الشعر تشكل مع بعضها رائحة نفاذة وغير مُحببة. يشعر كثير من المشاركين في الاجتماعات بالسخط، لكنهم لا يجرؤون على التعبير عن سخطهم، إذ يشعرون بالاشمئزاز من رؤية هؤلاء الأشخاص، أما المؤمنون بالله حقًا فيبتعدون عنهم. سواءً كانت ملابسهم ومظهرهم راقيًا أم عاديًا إلى حدٍ ما، فإن السمة المميزة لهؤلاء الأفراد هي كلامهم، وسلوكهم، وتصرفهم، وأسلوب حياتهم الذي يتصف بالحرية وعدم الانضباط على نحوٍ استثنائي، ليس فقط في أثناء التجمعات، بل أيضًا في تعاملاتهم اليومية مع الإخوة والأخوات، أو في حياتهم اليومية. ولتحري الدقة، فهم منغمسون في الملذات، لا يخضعون حتى لأدنى الضوابط. لا توجد أنماط منتظمة في حياتهم اليومية؛ يقولون ما يريدون، ويتصرفون بتهور كما يحلو لهم، ولا يناقشون أبدًا اختباراتهم الشخصية، ونادرًا ما يشاركون فهمهم لكلام الله، ونادرًا ما يتحدثون عن الصعوبات التي يواجهونها في القيام بواجباتهم. ما الموضوعات التي يناقشونها من دون غيرها؟ الاتجاهات المجتمعية، والموضة، والطعام الفاخر، والحياة الخاصة لمشاهير المجتمع وحتى النجوم، ونوادر وقصص غير مألوفة من المجتمع. من خلال هذه الإعلانات الطبيعية منهم، ليس من الصعب إدراك أن إيمان هؤلاء الناس بالله هو لتدبر أمورهم في الحياة فقط. تتركز حياتهم بالكامل على الأكل والشرب واللهو، بدلًا من أمور مثل عيش حياة الكنيسة، أو القيام بواجباتهم، أو السعي إلى الحق. المقصود بـ "الفسق وعدم الانضباط" هو أن أنماط حياة هؤلاء الأفراد، وما يعيشون بحسبه في الإنسانية، وكذلك طرق تعاملهم مع الأشياء، ومعاملتهم للآخرين والتفاعل معهم، كل ذلك فسق وعدم انضباط. كثيرًا ما يقلِّدون التعبيرات الشائعة في المجتمع؛ بغض النظر عما إذا كان الإخوة والأخوات يحبون سماعها أم لا، أو ما إذا كانوا يستطيعون فهمها أم لا، فهؤلاء الأفراد يواصلون الكلام فحسب. حتى أنهم كثيرًا ما يقلدون أقوال بعض مشاهير المجتمع ونجوم الموسيقى والسينما. وبالنسبة إلى المفردات الإيجابية التي كثيرًا ما تُستخدم في بيت الله وبين الإخوة والأخوات، فهم لا يُبدون أي اهتمام على الإطلاق؛ ولا يعقدون شركة عن الحق في حياتهم اليومية أبدًا. إن ما يُعبدونه هو الاتجاهات الدنيوية؛ ومختلف النجوم والشخصيات الشهيرة هم هدف عبادتهم وتقليدهم. على سبيل المثال، سرعان ما يلتقطون المصطلحات والعبارات الشائعة على الإنترنت، ويستخدمونها في حياتهم وفي أحاديثهم مع الإخوة والأخوات. وبالطبع، هذه المصطلحات ليست أي شيء إيجابي أو تعليمي؛ فجميعها سلبية، ولا قيمة لها، وتفتقر إلى أي معنى بالنسبة إلى أولئك الذين يؤمنون بالله. إنها تعبيرات شائعة أنتجتها البشرية الفاسدة والشريرة، وكلها تمثل أفكار قوى الشر ووجهات نظرها. غالبًا ما يُلاحِظ هذه الكلمات ويقبلها ويستخدمها عديمو الإيمان في الكنيسة، ممن يعشقون الاتجاهات الشريرة. إنهم منغلقون تمامًا تجاه المصطلحات الروحية ومفردات بيت الله، لا يستمعون إليها، ولا يتعلمون عنها بجدية. بل على العكس، يسارعون إلى تعلُّم الأشياء السلبية الخاصة بعالم غير المؤمنين واستخدامها، وكذلك تلك الأشياء التي ينتبه إليها الحثالة. وهكذا، فإن هؤلاء الأفراد، سواء حُكم عليهم من خلال مظهرهم الخارجي وكلامهم وتصرفاتهم، أو من خلال مختلف أفكارهم ووجهات نظرهم ومواقفهم تجاه الأشياء التي يكشفون عنها، يبرزون كأفراد مختلفين اختلافًا استثنائيًا بين الإخوة والأخوات. ماذا يعني كونهم مختلفين؟ يعني أن كلامهم وسلوكهم وتصرفاتهم مثل غير المؤمنين، ولا يُظهرون أي تغيير على الإطلاق؛ إنهم ببساطة عديمو الإيمان. على سبيل المثال، يُنشد بعض الناس ترنيمتين على مسرح بيت الله، ويكسبون تقدير الجميع، فيبدؤون في اعتبار أنفسهم نجومًا أو شخصيات بارزة، ويطالبون دائمًا بوضع مساحيق تجميل ثقيلة من أجل تقديم العروض، ويصرُّون على تصفيف شعورهم مثل تسريحة شعر أحد المشاهير، وصبغ شعورهم بألوان غريبة. وعندما يقول الآخرون: "ينبغي للمؤمنين أن يلبسوا بوقارٍ واحتشام؛ أسلوبك في ارتداء الملابس لا يُلبي متطلبات بيت الله"، فإنهم يشتكون قائلين: "قواعد بيت الله صارمةٌ للغاية؛ إنها مُزعجةٌ حقًا! لماذا يصعب جدًا أن تكون نجمًا؟" بعد غناء ترنيمتين فقط، يتخيلون أنفسهم نجومًا ويعتقدون أنهم مذهلون، وكلما كانوا غير مشغولين، يفكرون باستمرار: "كم عدد الأصابع التي يستخدمها نجوم العالم غير المؤمن للإمساك بالميكروفون؟ كم خطوةً يخطونها للصعود إلى المسرح؟ لماذا لا أتلقى الزهور عندما أُغني ببراعة؟ لنجوم العالم وكلاء ومساعدون؛ ليسوا مُضطرين للتعامل مع مُعظم الأمور أو معالجتها بأنفسهم، فمساعدوهم يتولون كل شيء. لكن بصفتي مُغنيًّا في بيت الله، عليّ أن أُنجز المهام الروتينية بنفسي، مثل الحصول على الطعام، وارتداء الملابس، والتسوق. بيت الله مُحافظٌ جدًا!" يشعرون دائمًا في بالتعاسة في قلوبهم لعيشهم في بيت الله؛ يشعرون بظلمٍ شديد، وسخطٍ دائم، وتملؤهم الشكاوى. هل يمكن لمثل هذا الشخص أن يحب الحق؟ هل سيُمارس الحق؟ لماذا لا يتأمل في نفسه؟ وجهات نظره تجاه الأشياء مُشوّهة للغاية، تُشبه وجهات نظر غير المؤمنين؛ كيف لا يُدرك ذلك؟ إن بيت الله لا يمنعهم من أن يُصبحوا نجومًا، لكن هل وجهات نظرهم وتوجهاتهم هذه – وهي وجهات نظر وتوجهات عديمي الإيمان – تصلح في بيت الله؟ إنها واهية من الأساس. كلامهم وتصرفاتهم المعتادة يحتقرها معظم الناس. بسبب "تفتحهم الذهني" وانغماسهم المُفرط في الملذات، فإن كل ما يقوله أو يفعله هؤلاء الأشخاص يُعد فسقًا وعدم انضباط، ولا يكشف إلا عن شخصية الشيطان.

يُؤكد بيت الله مرارًا وتكرارًا على أنه ينبغي للإخوة والأخوات الحفاظ على حدودٍ بين الرجال والنساء، وعدم التورط مع الجنس الآخر. لكن بعض الناس فاسقون وغير منضبطين، ولا يكترثون لهذه النصيحة إطلاقًا، بل يحاولون إغواء الآخرين، أو مواعدتهم سرًا، ما يزعج حياة الكنيسة. إنهم يستمتعون بالتواصل مع الجنس الآخر، بل يبحثون عن أسباب وأعذار للتواصل معهم والتفاعل معهم بطريقة مداعبة. عندما يرون شخصًا جذابًا من الجنس الآخر أو ممن يتوافقون معه، يبدأون معه الشد والجذب، ومغازلته ومزاحه، والعبث بملابسه وشعره، بل ورمي كرات الثلج في ملابسه في الشتاء؛ يلعبون مع بعضهم كالحيوانات، بلا حدود أو حس بالشرف، وبدون أي شعور بالخجل. يقول بعض الأشخاص: "كيف يُمكن اعتبار هذا لعبًا ولهوًا؟ إنهم يُظهرون المودة؛ وهذا ما يُسمى بالحب والرومانسية". إذا كنت تبحث عن الرومانسية، فقد اخترت المكان الخطأ. إن الكنيسة هي المكان الذي يقوم فيه الإخوة والأخوات بواجباتهم؛ إنها مكان لعبادة الله، وليست مكانًا للمغازلة. إن إظهار مثل هذا السلوك علنًا أمام الجميع يُشعر معظم الناس بالاشمئزاز والنفور. والمشكلة الأساسية هي أنه لا يفيد الآخرين، كما أنك تفقد استقامتك وكرامتك. كم عمرك بالضبط؟ ألا تُميز يدك اليمنى من اليسرى؟ ألا تفهم الفرق بين الرجل والمرأة؟ ومع ذلك تنخرط في المغازلة! إنه أمر طبيعي أن يلهو الأطفال في سن السابعة أو الثامنة؛ فمثل هذا السلوك وهذه الاهتمامات أمور مُعتادة في سنهم. لكن إذا أظهر البالغون هذه السلوكيات، ألا يعد ذلك تصابيًا؟ ببساطة، هذا هو الأمر بالضبط. من حيث الجوهر، ماذا يكون؟ (انغماس في المتع، وفسق). إن ذلك كله فسق مبالغ فيه! في الإيمان بالله، يقتضي أن يعرف المرء كيف يمتلك حس الشرف. حتى بين غير المؤمنين، ثمة قلة يتصرفون بمثل هذا الفسق. كم هم هؤلاء الأفراد الفاسقين تافهين وحقيرين! يرمون كرات الثلج في ملابس شخص من الجنس الآخر بغرض الإثارة، لا يكتفون بمطاردته مازحين، بل يركلون مؤخرته، وعندما يكشف أحد الأشخاص أن هذا السلوك فاسق للغاية، ويمحي الحدود بين الرجال والنساء، فإنهم يردُّون بحدَّة قائلين: "إننا نلهو هكذا فقط لأننا قريبون جدًا من بعضنا؛ ينبغي أن يتفهم الناس ذلك". ينغمسون إلى هذا الحد، لا يسمحون لأنفسهم بالانغماس فحسب، بل يُغرون الآخرين أيضًا للانخراط معهم في انغماسهم. أي نوع من البؤساء هؤلاء؟ أخبرني، هل ينبغي أن يظل هؤلاء الأشخاص في الكنيسة؟ (كلا). الوجود مع هذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يكون غير مريح ومحرج. عندما يرون شخصًا ما، لا يُحيّونه بطريقة طبيعية؛ بل يلكمونه فقط قائلين: "أين كنت كل هذه السنوات بحق الجحيم؟ ظننتك قد تلاشيت من على وجه الأرض! كيف حالك؟" حتى أسلوبهم في التحية همجي ومتعالٍ؛ فهم لا يتكلمون بهمجية فحسب، بل يتطاولون جسديًا على الآخرين. ألا يُشبه هذا سلوك المشاغبين وقُطاع الطرق؟ هل تُحبّون مثل هؤلاء الأشخاص؟ (كلا). هل الشعور بالتعرض للسخرية والتلاعب هو شعور مريح؟ (كلا). إنه شعور مُزعج، ولا يُمكنك حتى التعبير عنه؛ تضطر فقط لتحمّله، وفي المرة القادمة التي تراهم فيها، تتجنبهم من بعيد. باختصار، بمَ يخبرنا هذا عن جودة إنسانية هؤلاء الأشخاص؟ (إنها رديئة). بغض النظر عن الزاوية التي يُنظر إليهم منها – سواءً كان كلامهم وتصرفاتهم، أو سلوكهم الشخصي، أو طريقة تعاملهم مع العالم، وتفاعلاتهم مع الآخرين، أو منظورهم إلى اتجاهات العالم غير المؤمن، أو طريقة إيمانهم بالله وموقفهم منه ومن كلامه – فليس من الصعب أن نرى أن هؤلاء الأفراد يفتقرون إلى أي تقوى أو قلوب تتقي الله. ولا يمكن للمرء أن يرى فيهم أي إخلاص في طلب الحق أو قبوله. ما يُلاحظ هو فسقهم وعدم انضباطهم، وتقليدهم الدائم للنجوم والأبطال، وعدم وجود أي نية لديهم للتراجع عن مسارهم بغض النظر عن كيفية عقد شركة عن الحق. بماذا يمكن تلخيص سمات إنسانيتهم؟ الفسق وعدم الانضباط. ومن ثم، يمكن القول بشكل قاطع أنهم غير مؤمنين تسللوا إلى بيت الله، إنهم عديمو الإيمان.

يستخدم الأشخاص الفاسقون وغير المنضبطين اختيار الكلمات نفسها التي يستخدمها قُطاع الطرق ومثيرو الشغب في العالم غير المؤمن؛ فهم يستمتعون للغاية بتقليد كلام النجوم والشخصيات السلبية في المجتمع واتباع أسلوبهم، ويحمل معظم كلامهم نبرة منحطة تشبه الكلام الذي يقوله مشاغب أو بلطجي. على سبيل المثال، عندما يصل أحد الأشخاص غير المؤمنين، وينطق ببضع عبارات غريبة بعد طرق الباب، يقول الإخوة والأخوات: "هناك شيء غريب؛ لماذا يبدو هذا الشخص ككشّاف أو جاسوس؟" وعلى الرغم من عدم قدرتهم على الجزم بذلك في تلك اللحظة، فإن الأمر يجعل معظم الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح. لكن الشخص الفاسق عديم الانضباط يتحدث بشكل مثير للإعجاب، بل يثير هالة معينة حول نفسه، قائلًا: "كشّاف؟ لا يخيفني! لماذا أخافه؟ إذا كنتم خائفين، فلستم مضطرين للخروج. سأذهب لأرى ما خَطْبه". انظروا كم هو شجاع وجسور. هل من الممكن أن تتحدثوا هكذا؟ (كلا، ليس هكذا يتكلم الناس الطبيعيون؛ إنه أشبه بكلام قُطاع الطرق). إن قُطاع الطرق يتحدثون بطريقة مختلفة عن الناس الطبيعيين؛ فهم متصلفون للغاية. يتعلم الناس لغة مَن هم على شاكلتهم؛ فيتحدث أهل الشارع خاصةً بلغة المجتمع السائدة، بينما يحب قُطاع الطرق والمشاغبون التحدث بلغاتهم الخاصة، أما عديمو الإيمان فهم مثل غير المؤمنين تمامًا، يقولون كل ما يقوله غير المؤمنين. يشعر الأشخاص الصالحون والمحترمون والمهذبون بالاشمئزاز والبُغض عند سماع كلام غير المؤمنين؛ ولا يحاول أحد منهم تقليد هذا النوع من الكلام. يظل بعض عديمي الإيمان، حتى بعد إيمانهم بعشر أو عشرين عامًا، يستخدمون لغة غير المؤمنين، ويختارون هذا الكلام عمدًا، وفي أثناء حديثهم يقلدون حتى تصرفات غير المؤمنين وتعبيراتهم وإيماءاتهم، فضلًا عن نظرات أعينهم. هل يمكن لهؤلاء الأفراد أن يكونوا مقبولين في أعين الإخوة والأخوات في الكنيسة؟ (كلا). يبغضهم معظم الإخوة والأخوات، ولا يرتاحون إلى النظر إليهم. كيف يشعر الله تجاههم برأيكم؟ (البُغض). الإجابة واضحة: البُغض. من خلال ما يعيشونه، ومن مساعيهم، والأشخاص، والأحداث، والأشياء التي يجلّونها في قلوبهم، يتضح أن إنسانيتهم​ لا تجسد الوقار أو اللياقة، وتبتعد كل البعد عن الورع والتوافق مع آداب القديسين. نادرًا ما نسمع من أفواههم الكلمات التي ينبغي أن ينطق بها المؤمنون أو القديسون، والكلمات التي تُثقّف الآخرين وتُوحي بالاستقامة والوقار؛ فمن غير المرجح أن يقولوا هذه الكلمات. ما يجلّونه، ويطمحون إليه، ويسعون إليه في قلوبهم يتعارض بصفة أساسية مع ما ينبغي أن يسعى إليه القديسون ويطمحون إليه، ما يجعل من الصعب ضبط ما يعيشون بحسبه ظاهريًا، وضبط كلامهم وتصرفاتهم. إن مطالبتهم بالانضباط، وعدم الفسق أو الانغماس في الملذات، والحفاظ على الوقار واللياقة أمرٌ شاق، فضلًا عن العيش كشخص ذي إنسانيةٍ وعقلٍ يفهم الحق ويدخل في واقعه، إنهم لا يستطيعون حتى أن يكونوا أشخاصًا طبيعيين يتمتعون بالاستقامة والوقار، ويتوافقون مع آداب القديسين، ويلتزمون بالقواعد، ويبدون عقلانيين في ظاهرهم. في السابق، ثمة شخص ذهب إلى الريف للتبشير بالإنجيل، فرأى أن بعض الإخوة والأخوات لديهم عائلاتٌ فقيرةٌ ويعيشون في منازل متداعية. قال ساخرًا ومستهزئًا: "هذا المنزل متداعٍ جدًا، لا يصلح للناس؛ إنه بالكاد يصلح للخنازير. ينبغي أن تغادروه بسرعة!" أجاب الإخوة والأخوات: "مغادرة المنزل سهلة بما يكفي، لكن من سيوفر لنا منزلًا آخر لنعيش فيه؟" تحدث بتهورٍ وعناد قائلًا كل ما خطر بباله بدون مراعاة تأثيره في الآخرين. هكذا يكون للمرء طبيعة حقيرة. سأل الإخوة والأخوات: "إذا غادرنا، فمن سيعطينا منزلًا يؤوينا؟ هل لديك منزل؟" لم يكن لديه رد. عندما رأى أن الناس كانوا يواجهون صعوبة، كان عليه أن يكون قادرًا على علاج هذه الصعوبة قبل أن يتكلم. ماذا كانت عواقب حديثه المتهور بدون أن تكون لديه القدرة على علاج الصعوبة التي كانوا يواجهونها؟ هل كانت هذه مشكلة تتعلق بوضوحه وصراحته المفرطة؟ بالطبع لا. المشكلة هي أن وقاحته كانت شديدة للغاية؛ كان فاسقًا وعديم الانضباط. يفتقر هؤلاء الأشخاص تمامًا إلى أي مفهوم للاستقامة، والوقار، والمراعاة، والتسامح، والرعاية، والاحترام، والتفهُّم، والتعاطف، والرحمة، والاكتراث، والمساعدة، وما إلى ذلك. هذه الصفات الأساسية للإنسانية الطبيعية هي ما ينبغي أن يتحلى به الناس. إنهم لا يفتقرون إلى هذه الصفات فحسب، بل أن في تفاعلاتهم مع الآخرين، عندما يرون شخصًا يواجه صعوبات، يمكنهم حتى ازدراءه، والسخرية منه، والتهكم عليه، والاستهزاء به؛ ليسوا عاجزين عن فهمهم أو مساعدتهم فحسب، بل يجلبون عليهم الحزن، والعجز، والألم، وحتى المتاعب. وبالنسبة إلى أولئك الذين يتصفون بهذه الدناءة الشديدة، فإن معظم الناس يرونهم بوضوح، ويتحملونهم مرارًا وتكرارًا. هل تعتقدون أن هؤلاء الناس يمكنهم أن يتوبوا توبة صادقة؟ لا أعتقد أن هذا محتمل. إنهم بحكم جوهرهم ليسوا محبين للحق، فكيف يمكنهم قبول التهذيب والتأديب؟ يستخدم غير المؤمنين، في وصفهم لهؤلاء الأشخاص، مصطلحاتٍ مثل "تمسُّك المرء بطريقه الخاص" أو "مُضي المرء في طريقه بغض النظر عما يقوله الآخرون" – أي منطق سخيف هذا؟ غالبًا ما يُنظر إلى ما يسمى أقوال وتعابير شهيرة باعتبارها أشياء إيجابية في هذا المجتمع، وهو ما يُحرِّف الحقائق ويخلط بين الصواب والخطأ. بالنسبة إلى مظاهر إنسانية أولئك الذين يتصفون بالفسق وعدم الانضباط، فهذا يشملها بشكل أساسي.

بغض النظر عمّا إذا كان الأفراد الفاسقون وغير المنضبطين يؤثرون في حياة الكنيسة، أو في العلاقات الطبيعية بين الإخوة والأخوات، أو في الأداء الطبيعي لواجبات شعب الله المُختار، فما دامت مظاهر إنسانيتهم وإعلاناتها تسبب آثارًا وعواقب وخيمة، وتُزعج الإخوة والأخوات، فيجب علاج هذه المشكلات، واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هؤلاء الأفراد، بدلًا من تركهم يتصرفون دون كبح جماحهم. في الحالات البسيطة، يُمكن تقديم المساعدة والدعم، أو يُمكن تهذيبهم وتحذيرهم. وفي الحالات الشديدة، عندما يكون سلوكهم وتصرفاتهم غاية في الفسق، مثل سلوك غير المؤمنين أو عديمي الإيمان، ولا يملكون ذرة من آداب القديسين، ينبغي للقادة والعاملين بالكنيسة إيجاد حلول مناسبة للتعامل مع هؤلاء الأفراد. إذا وافقت غالبية الإخوة والأخوات وسمحت الظروف، فينبغي إخراج هؤلاء الأفراد؛ على أقل تقدير، ينبغي عدم السماح لهم بأداء واجباتهم في الكنيسة بدوام كامل. ماذا تعني عبارة "في الحالات البسيطة"؟ تعني أن بعض الناس مؤمنون جدد، كانوا في الأصل غير مؤمنين، لم يؤمنوا بالمسيحية قط، ولا يفهمون ما يستلزمه الإيمان بالله. يكشف كلامهم وتصرفاتهم عن عادات غير المؤمنين. لكن من خلال قراءة كلمة الله، وعقد شركة حول الحق، وعيش حياة الكنيسة، فإنهم يتحولون ويتغيرون تدريجيًا، ويصبحون مثل المؤمنين، ويظهرون بعض شبه الإنسان. هؤلاء الأفراد ينبغي ألا يُصنَّفوا ضمن صفوف الأشرار، بل كأولئك الذين يمكن مساعدتهم. ثمة فئة أخرى هي الشباب في سن العشرين، الذين رغم إيمانهم بالله منذ ثلاث إلى خمس سنوات، لا يزالون منغمسين في اللهو، وليسوا مستقرين تمامًا، ويظهرون بعض الصبيانية في كلامهم وسلوكهم الخارجي – يتكلمون ويتصرفون كالأطفال ويسلكون سلوكهم – وما إلى ذلك، نظرًا لحداثة سنهم. بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، ينبغي تقديم المساعدة والدعم بمحبة؛ وينبغي منحهم الوقت الكافي للتغيير تدريجيًا بدون فرض مطالب صارمة للغاية. وبالطبع، بالنسبة إلى البالغين الذين آمنوا بالله لسنوات عديدة لكنهم لا يزالون يظهرون كلامًا وسلوكًا وتصرفاتٍ وأفعالًا فاسقة وغير منضبطة مثل غير المؤمنين، ويرفضون التغيير رغم التحذيرات المتكررة، فإن الأمر يتطلب نهجًا مختلفًا؛ ينبغي التعامل معهم وفقًا للوائح بيت الله. إذا كان كلام هؤلاء الأفراد وسلوكهم وإعلانات إنسانيتهم يزعج الأغلبية، ويؤثر سلبًا في الكنيسة، فيشعر الكثيرون بالاشمئزاز من رؤيتهم، ويرفضون الاستماع إليهم إذا تحدثوا، ويرفضون النظر إلى تعبيراتهم عندما يتحدثون، ولا يرغبون في رؤية ملابسهم، ويكون معظمهم أكثر سعادة وأفضل حالًا عندما لا يحضر مثل هؤلاء الأفراد إلى الاجتماعات – يشعرون بعدم الارتياح والاشمئزاز من مجرد مشاركتهم في حياة الكنيسة ووجودهم بين الإخوة والأخوات، كما لو كانت هناك حشرة تسبب إزعاجًا – فإن مثل هؤلاء الأفراد هم بلا شك أشرار. أي أنه كلما عاشوا حياة الكنيسة وقاموا بواجبهم مع الإخوة والأخوات، شعر معظم الناس بالانزعاج واشمئزوا للغاية. في مثل هذه الحالات، ينبغي التعامل مع هؤلاء الأفراد في أقرب وقت ممكن، وعدم تركهم وشأنهم يفعلون ما يحلو لهم، وإما إخضاعهم لمزيد من المراقبة. على أقل تقدير، ينبغي تصفيتهم من الكنيسة التي يؤدون فيها واجبًا بدوام كامل، وإرسالهم إلى كنيسة عادية للتوبة. لماذا التعامل مع الأمر بهذه الطريقة؟ (لقد تسببوا في اضطرابات وعواقب وخيمة لمعظم الأشخاص، ما أزعج حياة الكنيسة). لأن عواقب مظاهرهم وآثارها سيئة للغاية! وبناءً على ذلك، ينبغي للقادة والعاملين، وكذلك شعب الله المختار، ألا يغضوا الطرف عنهم، وألا يتساهلوا مع سلوكهم منغمسين فيه. من غير اللائق بالقادة والعاملين ألا يفعلوا شيئًا حتى عندما يُسبب هؤلاء الأفراد إزعاجًا للأغلبية؛ ينبغي تصفية هؤلاء الأفراد من الكنيسة وفقًا للوائح بيت الله – هذا هو الخيار الأكثر حكمة.

هل تعاملت الكنيسة من قبل مع أشخاص فاسقين وعديمي الانضباط؟ (نعم). عندما تم التعامل مع هؤلاء الأشخاص، بكى بعضهم قائلين: "لم يكن ذلك متعمدًا. إنه سلوك عرضي منِّي؛ لستُ هذا النوع من الاشخاص. أرجوكم أعطوني فرصة أخرى! إذا لم يُسمح لي بالقيام بواجبي، فلن أتمكن من الإيمان بالله حال عودتي إلى المنزل حيث الجميع غير مؤمنين". يتحدثون بطريقة جذابة ويبدو عليهم الأسى الحقيقي، معبرين عن عدم رغبتهم في ترك الله، طالبين من بيت الله فرصة أخرى للتوبة. من الممكن منحهم فرصة أخرى، لكن جوهر الأمر هو هل يستطيعون التغيير أم لا. إذا كان من المفهوم تمامًا أن هذا الشخص يفتقر إلى أي ذرة من الإنسانية، وليس لديه ضمير أو عقل، بل هو في الأساس شيء بلا قلب ولا روح، فينبغي ألا يُمنح فرصة أخرى؛ إذ سيكون ذلك بلا جدوى. لكن إذا كان جوهر الشخص جيدًا، وكانت المسألة فقط أن إنسانيته غير ناضجة بسبب صغر سنه، وكان حتمًا سيتغير في غضون سنوات قليلة، فإذًا يجب منحه فرصة التوبة. ينبغي ألا يتم إخراجه من الكنيسة إطلاقًا؛ فلا يجوز أبدًا تدمير أي شخص صالح. بعض الناس بفطرتهم عديمو الإيمان؛ فهم منحلون وجاهلون وحمقى بالفطرة، وفي إنسانيتهم يفتقرون إلى مفهوم الشرف بالفطرة، إذ لا يعرفون معنى الخزي. يشعر معظم الناس بالندم والحرج من مواجهة الآخرين بعد التصرف بطريقة غير مهذبة علنًا. كما أنهم عندما يريدون فعل مثل هذه الأشياء، فإن بوسعهم مراعاة مشاعر الإخوة والأخوات وآرائهم، والانتباه لاستقامتهم ووقارهم، ولن يتصرفوا بهذه الطريقة؛ وعلى الأكثر ربما يثيرون ضجة في المنزل عندما يغضبون من أطفالهم أو أشقائهم. وعند الخروج، والتفاعل مع الغرباء، ينبغي أن يفهم الناس معنى حس الشرف، واللياقة، والقواعد، والكرامة. هل يمكن لشخص يفتقر إلى استيعاب هذه المفاهيم أن يتغير حتى بمساعدتك؟ حتى لو كان منضبطًا الآن، فإلى متى سيصمد؟ لن يمض وقت طويل حتى يعود إلى طرقه القديمة. لأن هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى الكرامة والشعور بخزي في إنسانيتهم، ولا يعرفون معنى القواعد أو اللياقة أو آداب القديسين، ولأن إنسانيتهم بفطرتها لا تتمتع بهذه الصفات، فإنك لا تستطيع مساعدتهم. إن الأشخاص الذين لا يمكن مساعدتهم هم الأشخاص الذين لا يمكن أن يتغيروا، والأشخاص الذين لا يمكن إرشادهم أو التأثير فيهم. يجب تصفية هؤلاء الأفراد في أسرع وأقرب وقت ممكن، لمنعهم من التسبب في إزعاج بين الإخوة والأخوات، ومن جلب العار هنا. لا يحتاج بيت الله إلى أي شخص لمجرد إكمال العدد. إذا كان الله لن يُخلص شخصًا ما، فإن أي قدر من إكمال العدد لن يُجديه نفعًا. وينبغي إخراج أولئك الذين لا يعترف بهم الله، وتصفية أولئك الذين لا ينبغي أن يبقوا في بيت الله، لئلا يؤثر وجود هذا الشخص سلبًا في الكثيرين غيره، وهو أمرٌ ظالمٌ للأغلبية. إذا رأيتم بوضوح جوهر أولئك الفاسقين وعديمي الانضباط، فعليكم التعامل معهم وإخراجهم في أسرع وقت ممكن، بدلًا من التسامح معهم إلى أجل غير مسمى. يقول البعض: "إنهم أحيانًا يأتون ببعض النتائج عندما يقومون بواجباتهم. تظل ثمة حاجة إليهم في هذا الجانب من العمل. كما أن لديهم قلبًا محبًا للغاية، ويمكنهم دفع ثمن قليل". لكن مَن مِن أولئك الذين بقوا في بيت الله لا يستطيع دفع ثمن قليل؟ مَن الذي لا يستطيع تحقيق بعض النتائج عند القيام بواجبه؟ إذا كان بوسع الجميع تحقيق بعض النتائج، فلماذا لا نختار أشخاصًا صالحين محترمين ومهذبين للقيام بالواجبات؟ لماذا الإصرار على إبقاء هذه الأنواع من الأشخاص الذين هم حثالة ومحتالين وحمقى في الكنيسة التي تُؤدَّى فيها الواجبات بدوام كامل ليتسببوا في الاضطرابات؟ لماذا الإصرار على إبقاء عديمي الإيمان أولئك الذين يعيشون مثل غير المؤمنين، ليعملوا في بيت الله؟ إن بيت الله لا ينقصه عاملين؛ بل يريد فقط أشخاصًا صادقين يحبون الحق، ويريد أشخاصًا مستقيمين، وأولئك الذين يستطيعون السعي إلى الحق، ليبذلوا أنفسهم من أجل الله.

معظم من يؤدون الواجبات حاليًا هم أشخاص آمنوا بالله لأكثر من خمس أو ست سنوات، وقد كُشف جميع أنواع الناس تمامًا في أثناء القيام بواجباتهم؛ أولئك الذين هم عديمو الإيمان، ومشوشو الذهن، والقادة الكاذبون، والأشرار، وأضداد المسيح جميعهم قد كُشفوا. لقد رأى الكثيرون من شعب الله المختار بوضوح أن معظم هؤلاء الناس يرفضون التغيير رغم التحذيرات المتكررة، بعد أن تسببوا بالفعل في عرقلة وإزعاج خطير لعمل بيت الله. لقد حان وقت وجوب تصفية عديمي الإيمان، والأشرار، وأضداد المسيح هؤلاء. إن عدم تصفيتهم سيؤثر في سير عمل الكنيسة ونشر إنجيل ملكوت الله. عدم تصفيتهم سيؤثر في دخول شعب الله المختار إلى الحياة؛ وستظل حياة الكنيسة مضطربة، ولن تجد السلام أبدًا. لذا، ينبغي للقادة والعاملين في الكنيسة على جميع المستويات أن يبدؤوا بتصفية الكنيسة وفقًا لمقاصد الله، واستنادًا إلى كلامه. أرى أن عددًا ليس بقليل من الناس يفتقرون إلى الإنسانية. خلال الاجتماعات، يُظهر البعض جميع أنواع السلوكيات المشينة، ولا يتحلون بسلوك لائق، سواءً جالسين أو واقفين، مع وجود الشاي، والهواتف المحمولة، وكريم الوجه، والعطور كلها مُعدَّة بجانبهم. بعض ممن يحبون أن يظهروا بشكل جميل يتفحصون باستمرار مظهرهم في المرآة، ويضيفون لمسات من مساحيق التجميل الخاصة بهم، وآخرون يشربون الماء باستمرار، ويتصفحون هواتفهم لقراءة الأخبار أو مشاهدة مقاطع فيديو عن عالم غير المؤمنين، ويتحدثون ويتحاورون بينما يضعون ساقًا فوق الأخرى، ويلوون أجسادهم في منحنيين يشبهان شكل الثعبان، بدون أن يحافظوا حتى على شكل لائق. سمعتُ أيضًا أن بعض الناس يعودون إلى غرف نومهم ليلًا، ويستلقون على السرير بدون حتى أن يخلعوا أحذيتهم، وينامون حتى الفجر. في الصباح، يفتحون أعينهم ليس للصلاة، أو الانخراط في عبادات روحية، بل للاطلاع على الأخبار على هواتفهم المحمولة أولًا. وفي أثناء أوقات الطعام، عندما يرون طعامًا لذيذًا، أو عندما يرون لحمًا، يلتهمونه بشراهة غير مكترثين بما إذا كان الآخرون سيأكلون أم لا، طالما أنهم يشبعون، ثم يعودون مباشرة إلى النوم. إنهم يفتقرون إلى شبه الإنسان في كل ما يفعلونه، يتصرفون بفسق وعدم انضباط مثل غير المؤمنين، لا يلتزمون بأي قواعد على الإطلاق، بلا أدنى قدر من الطاعة أو الخضوع، تمامًا كالبهائم. أخبرني، هل يمكن خلاص هذا النوع من الأشخاص ذوي الطبيعة الشديدة الدناءة؟ (كلا). هل هناك جدوى من إيمانهم بالله إذًا؟ هل يستطيعون فهم كلام الله عند قراءته بمستوى قدراتهم الضعيف جدًا الذي لا يرقى إلى مستوى الحق على الإطلاق؟ هل يمكن أن يلبي عملهم المعايير بدون أن يكون لديهم أية قواعد فيما يتعلق بسلوكهم؟ هل يمكنهم القبول عند استماعهم إلى المواعظ وعند استماعهم إلى شركة حول الحق بدون امتلاكهم ضميرٍ أو عقل؟ (كلا). أولئك الذين يُظهرون هذه السلوكيات يفتقرون أساسًا إلى أي إنسانية، فكيف من الممكن أن يربحوا الحق؟ أولئك الذين لا إنسانية لهم هم وحوش، وأبالسة، وأناس أمواتٌ بلا روح، لا يستطيعون فهم الحق عند سماعه، ولا يستحقون سماعه. إن جعلهم يفهمون الحق ويربحونه أشبه بإجبار السمك على العيش على اليابسة، أو إجبار الخنازير على الطيران؛ إنه أمر مستحيل! في السابق، عند الحديث عن أي أنواع البشر تُعتبر وحوشًا، كانت كلمة "كلب" تُلحق بكلمة "وحوش"، فكانوا يُطلق عليهم "وحوش كلاب". لكن بعد تربية الكلاب والتعامل معها من كثب، اكتشفت أن الكلاب تمتلك أفضل الأشياء التي يفتقر إليها البشر: إنها تتصرف وفقًا للقواعد، ومطيعة، ولديها حس باحترام الذات. تضع لها حدودًا لتلعب ضمنها، ولن تلعب إلا ضمن هذه الحدود، ولن تذهب مطلقًا إلى الأماكن التي تمنعها منها بلا استثناء. إذا تجاوزت الحدود عن غير قصد، فإنها تتراجع بسرعة، تهز ذيولها باستمرار، معترفةً بخطئها متوسلةً لكي تسامحها. هل يستطيع البشر تحقيق ذلك؟ (كلا). لا يستطيع البشر ذلك. على الرغم من أن الكلاب قد لا تفهم بقدر ما يفهم البشر، فإنها تدرك شيئًا واحدًا: "هذه أرض مالكها، ومنزله. أذهب أينما يسمح لي المالك، وأتجنب الأماكن الممنوع عليّ الذهاب إليها". حتى دون أن تُضرب، تمتنع الكلاب عن الذهاب إلى هناك؛ فلديها حس باحترام الذات. حتى الكلاب تعرف معنى الخزي، فلماذا لا يعرفه البشر؟ هل من المبالغة تصنيف أولئك الذين لا يعرفون الخزي بالوحوش؟ (كلا). ليس من المبالغة إطلاقًا؛ فمعظم الناس لا يمتلكون حتى الفضائل التي يمتلكها الكلاب. في المستقبل، عندما نقول أن بعض الناس هم وحوش، لا يمكننا أن نطلق عليهم "وحوش كلاب" بعد الآن؛ فهذا سيكون إهانة للكلاب، لأن هؤلاء الناس، هؤلاء الوحوش، أسوأ حتى من الكلاب. لذا، ما إن يُسبب هؤلاء الأشخاص اضطرابات في حياة الكنيسة أو في أداء الإخوة والأخوات لواجباتهم، حتى يجب إخراجهم فورًا، وهذا أمر معقول ومبرر، ولا يحمل مبالغة على الإطلاق. هذا ليس عدم محبة، بل هو تصرف بناءً على المبادئ. حتى لو أظهر أولئك الفاسقون وعديمو الانضباط بعض النتائج في واجباتهم، فهل يُمكن خلاصهم؟ هل هم أناسٌ يقبلون الحق؟ إنهم لا يستطيعون حتى كبح جماح أفعالهم، فهل يُمكنهم قبول الحق؟ إنهم لا يستطيعون الحفاظ على استقامتهم ووقارهم، فهل يُمكنهم الدخول إلى واقع الحق؟ هذا مُستحيل. لذا، فإن التعامل مع هؤلاء الأفراد بهذه الطريقة ليس مُبالغةً على الإطلاق؛ فهو مبنيٌّ بأكمله على المبادئ، ويهدف كليّةً إلى حماية شعب الله المُختار من الاضطرابات التي يسببها الشيطان. باختصار، عند اكتشاف هؤلاء الأفراد، ينبغي التعامل معهم وفقًا لذلك، وعلى أساس المبادئ العديدة التي ذكرتها للتو. هل من المُبالغة تصنيف هذا النوع من الأشخاص الذين هم حقًا فاسقون وغير منضبطين، والذين ينغمسون حقًا في متعهم الجسدية بلا أيِّ آداب قدسية، باعتبارهم غير مؤمنين وعديمي الإيمان؟ (كلا). بما أنهم يُصنفون باعتبارهم غير مؤمنين وعديمي الإيمان، فإن إدراجهم ضمن فئات مختلف أنواع الأشرار الذين ينبغي للكنيسة أن تخرِجهم ليس مبالغة. إن الأشخاص الذين لا يستطيعون حتى ضبط سلوكهم وتصرفاتهم لا يستطيعون بالتأكيد قبول الحق. أليس أولئك الذين لا يستطيعون قبول الحق أعداء له؟ (بلى، إنهم كذلك). هل من المبالغة وصف أولئك الذين هم أعداء للحق بالأشرار؟ (كلا). ليس مبالغة على الإطلاق. لذا، فإن مبادئ التعامل معهم مناسبة تمامًا.

د. أن يكون ميّالًا للانتقام

انتهت شركتنا حول مظاهر النوع الثالث من الأشخاص؛ أولئك الفاسقين وغير المنضبطين. إلى جانب الأشخاص من هذا النوع، هناك كثيرون غيرهم ممن يندرجون تحت فئة الأشرار، وينبغي للكنيسة تمييز هذه الأنواع من الأشرار وإخراجهم جميعًا. نناقش بعد ذلك النوع الرابع. من بين مختلف الأشرار الذين ينبغي للكنيسة تمييزهم وإخراجهم، يُمثل النوع الرابع مشكلة كبيرة وتحديًا جسيمًا. مَن قد يكون هؤلاء الأشخاص؟ إنهم أولئك الميّالون إلى الانتقام. بعبارة "ميّالون إلى الانتقام"، يتضح أن هؤلاء الناس ليسوا أي شيء جيد؛ بل هم تفاحات فاسدة، حسبما يُقال في اللغة العامية. وبناءً على المظاهر والإعلانات المتسقة لإنسانيتهم، وكذلك مبادئ تصرفهم، فإن قلوبهم ليست طيبة. وبحسب القول الشائع، إنهم "ذوو قلوب غليظة". نقول إنهم ليسوا من النوع الطيب؛ وبشكل أكثر تحديدًا، هؤلاء الأفراد ليسوا طيبي القلب، بل يحملون بين جنباتهم الخبث والحِقد والقسوة. ما إن يقول شخص ما أو يفعل شيئًا يمس مصالح هؤلاء الأفراد أو صورتهم العامة أو مكانتهم، أو يسيء إليهم، فإنهم، من جهة، يضمرون العدوانية في قلوبهم. ومن جهة أخرى، يتصرفون بناءً على هذه العدوانية؛ يتصرفون بهدف وتوجُّه التنفيس عن كراهيتهم، وتخفيف غضبهم، وهو سلوك يُعرف بالسعي للانتقام. ثمة مجموعة من الأفراد مثل هؤلاء بين الناس دائمًا. سواء كان ذلك ما يصفه الناس بالتفاهة أو التسلط أو الحساسية المفرطة، وبغض النظر عن المصطلحات المستخدمة لوصف إنسانيتهم أوتلخيصها، فإن المظهر الشائع لتفاعلاتهم مع الآخرين هو أن أي شخص يؤذيهم أو يسيء إليهم، عن غير قصد أو عمدًا، لا بد أن يعاني ويواجه تبعات ذلك. الأمر كما يقول البعض: "أسِئ إليهم، وستنال أكثر مما توقعت. إذا استفززتهم أو آذيتهم، فلا تفكر في الهرب بسهولة". أيوجد مثل هؤلاء الأفراد بين الناس؟ (نعم). بالتأكيد موجودون. بغض النظر عمّا يحدث، سواء كان يستحقّ الغضب أو اعتباره أمرًا تافهًا أم لا، فإنّ من يميلون إلى الانتقام يضعونه في جدول أعمالهم اليومي، ويعاملونه كأمرٍ ذي أهمية قصوى. أيًّا كان مَن يُسيء إليهم، فالأمر غير مقبول، ويطالبون بدفع ثمنٍ نظير ذلك، فهذا هو مبدأهم في التعامل مع الناس، والتعامل مع كلّ من يعتبرونه عدوًا. على سبيل المثال، في حياة الكنيسة، بعض الناس يعقدون شركة حول حالتهم، أو عادةً يعقدون شركة وويشاركون اختباراتهم، ويناقشون حالاتهم وفسادهم. وعندما يفعلون هذا، فإنهم يتطرقون، دون قصد، إلى حالات الآخرين وفسادهم. قد يكون المُتحدّث غير مُتعمّد، لكنّ المُستمع ينزعج بشدة. بعد الاستماع، لا يستطيع هذا الفرد استيعاب الأمر أو معالجته بشكلٍ صحيح، فيكون عُرضةً لتكوين عقليةٍ انتقامية. إذا لم يتغاضى عن هذا الأمر، وأصرّ على الهجوم والسعي للانتقام، فسيُسبب ذلك مشكلة لعمل الكنيسة، لذا يجب التعامل مع هذا الأمر على الفور. ما دام هناك أشرار في الكنيسة، فستنشأ اضطرابات لا محالة، لذا يجب عدم الاستهانة بحوادث الأشرار الذين يُزعجون الكنيسة. سواءً عن قصد أم لا، ما دمت تستفزهم أو تؤذيهم، فلن يدعوا الأمر يمر بسهولة. يفكرون في أنفسهم: "إنك تتحدث عن فسادك أنت، فلماذا تذكرني؟ تتحدث عن معرفتك بذاتك، فلماذا تكشفني؟ إن كشف فسادي يُفقدني ماء وجهي وكرامتي، ويضعني في موقف محرج بين الإخوة والأخوات، ويُفقدني منزلتي، ويُشوِّه سمعتي. حسنًا إذًا، سأسعى للانتقام منك؛ ستنال أكثر مما توقعت! لا تظن أنه من السهل التنمر عليَّ، ولا تظن أنك تستطيع أن تستهزئ بي لمجرد أن ظروف عائلتي فقيرة ومكانتي الاجتماعية متدنية. لا تظنني لقمة سائغة؛ فأنا لستُ شخصًا تعبث معه!" لا يهم كيف يُنفذون انتقامهم؛ لنتأمل فقط في هؤلاء الناس أنفسهم: عندما يواجهون هذه الأمور البسيطة – وهي أمور شائعة في حياة الكنيسة – لا يقتصر الأمر على عدم قدرتهم على معالجتها أو استيعابها بطريقة صحيحة، بل أيضًا يزرعون الكراهية، ويتحينون الفرص سعيًا للانتقام، حتى أنهم يلجأون إلى وسائل مجردة من الأخلاق لتحقيق انتقامهم. ماذا يقول هذا عن إنسانيتهم؟ (إنها حقودة). هل هم أناس طيبون؟ (كلا). إن أفضل أنواع الناس هم أولئك الذين يستطيعون قبول الحق. عندما يسمعون الآخرين يعقدون شركة ويتحدثون عن اختباراتهم، يتأملون: "أنا أيضًا لدي هذا الفساد. ما يصفونه يبدو مثل حالتي. سواء كانوا يكشفونني عمدًا أو يتحدثون بغير قصدٍ عن شيء يُشبه حالتي، فسأستوعبه على نحوٍ صحيح، سأسمع كيف اختبروه، وكيف يطلبون الحق لعلاج هذه الحالة، وكيف يمارسون ويدخلون". هذا شخصٌ يقبل الحق حقًا. قد يفكر شخصٌ أقلّ شأنًا قليلًا عند سماع هذا: "كيف لهذه الشخصية الفاسدة التي يعترفون بها أن تكون مثل حالتي تمامًا؟ هل يتحدثون عني؟ حسنًا، دعهم يتحدثون. في نهاية الأمر، لم أتكبّد أي خسارة، وعلى أي حال، فإن معظم الناس على الأرجح لا يعرفون. ربما يتحدثون عن أنفسهم فقط، ويصادف أن الأمر يتطابق مع حالتي؛ فنحن جميعًا نتشارك الحالة نفسها". لا يأخذون الأمر بجدية، ولا يضمرون في قلوبهم كراهية، ولا يتبنون عقلية انتقامية. لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الأشخاص غير الطيبين والأشرار. ينظر الآخرون إلى الأمر نفسه على أنه أمر عادي، فيتعاملون معه ويعالجونه على هذا الأساس. وبالطبع، فإن الأشخاص الطيبين الذين يقبلون الحق سيعالجونه بشكل استباقي وإيجابي. أما الأشخاص العاديون، على الرغم من أنهم لن يعالجوه بشكل إيجابي، فإنهم لن يضمروا الكراهية، فضلًا عن السعي للانتقام. لكن بالنسبة إلى أولئك الأشخاص غير الطيبين، فإن مثل هذا الأمر الشائع والعادي تمامًا قد يسبب لهم اضطرابًا داخليًا، ما يجعلهم غير قادرين على الهدوء. إن الأشياء التي تصدر منهم ليست إيجابية أو عادية، بل خبيثة وشريرة؛ إنهم يسعون للانتقام. ما سبب انتقامهم؟ يعتقدون أن الناس يتعمَّدون تشويه سمعتهم بتعليقات حقودة، كاشفين عن مواقف حقيقية تتعلق بهم، وبجانبهم القبيح وفسادهم أيضًا. إنهم يعتبرون ما يقوله الناس مقصودًا، ومن ثم يعتبرونهم أعداء لهم. ثم يشعرون بأن استخدام الانتقام مبرَّر لتسوية الأمر، فيستخدمون مختلف الوسائل لتحقيق أهدافهم الانتقامية. أليست هذه شخصية خبيثة؟ (بلى). في حياة الكنيسة، عندما يتحدث الإخوة والأخوات عن حالاتهم، يستطيع معظم المستمعين استيعابها وقبولها من الله. فقط أولئك الذين ينفرون من الحق، ولديهم شخصية شريرة تنشأ لديهم عدوانية، بل تتكوَّن لديهم عقلية انتقامية عند سماع الإخوة والأخوات، كاشفين جوهر طبيعتهم تمامًا. وما إن تتكوَّن العقلية الانتقامية، حتى تتبعها سلسلة من السلوكيات والأفعال الانتقامية. عندما تتكشف أعمال السعي للانتقام، ماذا يحدث للعلاقات بين الناس؟ لن تعود علاقات سليمة. ومن الضحية الحقيقية في هذا؟ (الشخص الذي يسعون للانتقام منه). صحيح. الضحايا الحقيقيون هم أولئك الذين يعقدون شركة عن شهادتهم الاحتبارية. أولئك الذين يميلون للانتقام سيحكمون، ويهاجمون، بل ويلفِّقون التُّهم أو يشوِّهون سمعة من يرون أنهم يكشفونهم أو يضمرون العداء تجاههم، مستخدمين الكلام أو الأفعال في مختلف المواقف. أولئك الميّالون للانتقام لا يضمرون كراهيةً مؤقتةً في قلوبهم فحسب؛ إنما يبحثون عن شتى أنواع الفرص، بل ويخلقونها، سعيًا للانتقام من أولئك الذين يستهدفون الانتقام منهم، وأولئك الذين يُعادونهم، والذين لا يستحسنونهم. على سبيل المثال، في أثناء انتخاب القادة، إذا كان الشخص الذي يُعادونه مستوفيًا مبادئ استخدام الناس في بيت الله، وكان مؤهلًا للانتخاب قائدًا، فإن عدوانيتهم ستدفعهم إلى الحكم عليه، وإدانته، ومهاجمته. بل قد ينخرطون في أعمال وراء الكواليس، أو يفعلون أشياء تضر بذلك الشخص انتقامًا منه. باختصار، وسائلهم لتنفيذ الانتقام متنوعة. على سبيل المثال، قد يجدون أشياء يستخدمونها كأداة ضغط ضد شخص ما ويتحدثون عنه بالسوء، أو يختلقون حوله شائعاتٍ من خلال المُبالغة والأقاويل الباطلة، أو ينشرون الخلاف بينه وبين الآخرين. حتى أنهم قد يتهمون ذلك الشخص زورًا أمام القادة، مدّعين أنه غير مخلص، وسلبيّ، ومقاوم في القيام بواجباته. هذه كلها في الواقع افتراءات متعمَّدة، يختلقون شيئًا من لا شيء. انظر كيف تنشأ، جراء شكوكهم وسوء فهمهم لذلك الشخص، العديد من السلوكيات والأفعال غير المبررة؛ كل هذه الأساليب تنبع من طبيعتهم الانتقامية. في الواقع، عندما شارك ذلك الشخص شهاداته الاختبارية، لم تكن تستهدفهم أبدًا؛ لم تكن هناك أي نية خبيثة تجاههم على الإطلاق. إنما فقط بسبب نفورهم من الحق وامتلاكهم شخصية خبيثة ميالة للانتقام، فهم لا يسمحون للآخرين بكشفهم، ولا يسمحون بالنقاشات حول معرفة الذات، أو مناقشة الشخصيات الفاسدة، أو الحديث عن الطبيعة الشيطانية للمرء. عند مناقشة مثل هذه الموضوعات، يستشيطون غضبًا، ظانّين أنهم يُستهدفون ويُكشَفون، ومن ثم يُكوّنون ويشكِّلون عقلية انتقامية. لا تقتصر مظاهر تنفيذ مثل هذا النوع من الأشخاص للانتقام على ظرف واحد فقط على الإطلاق. لماذا أقول ذلك؟ لأن هؤلاء الأفراد لديهم طبيعة خبيثة؛ لا أحد يستطيع إغضابهم أو استفزازهم. لديهم عدوانية بفطرتهم تجاه أي شخص وأي شيء، فهم أشبه بالعقرب أو الحريشة. لذا، سواء استفزهم شخص ما بكلامه أو آذاهم، عمدًا أو بغير عمد، ما داموا شعروا بخسارة كبريائهم أو هيبتهم، فسيختلقون طرقًا لاستعادة كبريائهم وهيبتهم، ما يؤدي إلى سلسلة من الأفعال الانتقامية.

فيما يلي، سأعقد شركة حول مظاهر أخرى لأولئك الميالون إلى الانتقام. بعضهم يهذبه القادة لأنهم قاموا بواجباتهم بلامبالاة، ما يجعلهم يُكنّون شعورًا بعدم الرضا. أخبرني، هل تهذيبهم مُبرَّر؟ (نعم). إنه مُبرَّر تمامًا وطبيعي. إذا كنتَ تقوم بواجبك بلامبالاة، مُسببًا ضررًا لعمل الكنيسة، ولم تتصرف بما يتماشى مع المبادئ، ثم نهض أحدهم لكشفك وتهذيبكَ، فهذا مُبرَّر، وينبغي لك تقبُّله. لكن أولئك الميالون إلى الانتقام لا يرفضون قبوله فحسب، بل يُكنّون أيضًا شعورًا بعدم الرضا. وما إن يغادر القادة، حتى يبدؤوا في توجيه الإساءة: "بماذا تتباهى؟ أليس الأمر أنك في منصب رسمي فحسب؟ لو كنتُ في مثل هذا المنصب، لكنتُ أفضل منك! من تظن نفسك كي تهذبني؟ إنني أكرهك لأنك هذَّبتني. إنني ألعنك لتدهسك سيارة، أو تختنق حتى الموت وأنت تشرب، أو تختنق حتى الموت وأنت تأكل. ألعنك حتى تموت موتة بائسة! أتجرؤ على تهذيبي؟ لا أحد على وجه الأرض يجرؤ على تهذيبي!" وعندما يهذَّب أولئك القادة من قِبل قادة على مستوى أعلى بسبب بعض الأمور، فإنهم يفرحون بمحنة هؤلاء القادة، وتغمرهم سعادة شديدة، ويدندنون طربًا، ويفكرون في قرارة أنفسهم: "ما رأيك في الأمر؟ لقد تباهيت، والآن تنال الجزاء! أي شخص يهذبني، سأجعل حياته بائسة!" ما رأيك في مثل هؤلاء الأشخاص؟ (إنهم حقودون). مهما يكن تهذيبهم مبرَّرًا، فهم لا يقبلونه. إنهم يجادلون ويدافعون عن أنفسهم بإصرار، ثم يستمرون في القيام بواجباتهم بلامبالاة، ويظلون عاصين على الإصلاح رغم التحذيرات المتكررة. في بيت الله، إذا كنت تتصرف دائمًا بلامبالاة فسوف تُهذَّب؛ وإذا كنت في عملك في العالم الدنيوي وتصرفت بلامبالاة، فقد ينتهي بك الأمر بالفصل من العمل وفقد مصدر رزقك. في أغلب الأحيان، في بيت الله، يكون المبدأ هو عقد شركة عن الحق والدعم بمحبة، ما يسمح لمعظم الأشخاص بالسعي إلى الحق، والقيام بواجباتهم بشكل طبيعي. في الواقع، من بين القادة والعاملين، فإن الأقلية فقط قد تواجه تهذيبًا قاسيًا. يتصرف معظم الناس بناءً على الإيمان، والوعي، والضمير، والعقل، متقبلين تمحيص الله، ولا يرتكبون أخطاء فادحة، لذا لا يواجهون تهذيبًا قاسيًا. لكن التهذيب شيء جيد؛ فكم عدد الأشخاص الذين يواجهون التهذيب، وخاصةً من قِبل الأعلى؟ يُمثل هذا فرصةً عظيمةً لمعرفة الذات ونمو الحياة. يجب على المؤمنين على الأقل أن يفهموا أهمية التهذيب، وأن يُدركوا أنه شيء جيد. وحتى لو كان التهذيب من قِبل أفراد معينين ليس متوافقًا تمامًا مع المبادئ، وكان ممزوجًا بميول شخصية وتهور، فلا يزال عليك أن تفحص نفسك لترى أي جوانب من أفعالك لا تتوافق مع المبادئ، وتقبلها بإيجابية؛ فهذا مفيد لك. لكن هؤلاء الأشرار لا يمكنهم قبول التهذيب المبرَّر حتى. وحتى لو لم يتخذوا إجراءً سعيًا للانتقام، فإن قلوبهم تكون مليئة بعدم رضا شديد، ويلعنون ويشتمون. وعندما يواجه أولئك الذين هذبوهم الشدائد أو يخضعون للتهذيب هم أنفسهم، فإنهم يصبحون أكثر سعادة من طفل يحتفل بالعام الجديد. هذا هو مظهر الأشرار. هناك أيضًا بعض الأشخاص يتنافسون في القيام بواجباتهم؛ وهم لا يتبعون المبادئ ويتصرفون بلامبالاة في كثير من الأحيان، ما يؤدي إلى أداء غير مثمر لواجباتهم. وعندما يعقد القادة شركة حول مشكلاتهم ويهذبونهم، لا يستطيع أولئك الميالون إلى الانتقام معالجة الأمر بشكل صحيح. وعلى الرغم من اعترافهم في قرارة أنفسهم بلامبالاتهم وافتقارهم إلى المبادئ في القيام بواجباتهم، فلا تزال تنشأ لديهم أفكار وأفعال تسعى إلى الانتقام ردًا على تهذيبهم. وبعد ذلك، يكتبون رسائل يتهمون فيها القادة زورًا، ويستغلون بعض ممارساتهم وإظهارهم الفساد، للمبالغة وإبلاغ المسؤولين الأعلى في محاولة لإعفاء القادة. وإذا لم يتحقق هدفهم، فإنهم يقومون بالتخريب، ويحدِثون الاضطرابات وراء الكواليس، ويقاومون ترتيبات القادة بعناد. إنهم لا يُراعون عمل الكنيسة، ولا المبادئ التي يطلبها بيت الله، ولا فعالية القيام بواجبهم؛ إنهم مهتمون فقط بالتنفيس عن غضبهم. وهم يرفضون الاستماع لأي شخص، حتى أنهم يرفضون تحذيرات القادة والعاملين. ومع أنهم لا يردّون عليهم أو يقاومونهم في وجوههم، فيمكنهم التنفيس عن سلبيتهم وراء الكواليس، والتخلي عن مسؤولياتهم على سبيل المعارضة، واستغلال أي نفوذ لاستخدامه ضد ترتيبات العمل في بيت الله، أو ضد القادة والعاملين. بل إنهم ينشرون المفاهيم؛ إنهم أنفسهم سلبيون ومترددون في القيام بواجبهم، ويحاولون أيضًا جرّ المزيد من الناس إلى السلبية والتراخي وإهمال واجباتهم. ما مبدأهم؟ "أنا لست خائفًا من الموت؛ أحتاج إلى إيجاد من أسحبه معي إلى الأسفل. القادة يهذبونني، قائلين إن أدائي لواجبي لا يلبي المعايير؛ سأحرص إذًا على أن يفشل الجميع في القيام بواجبهم جيدًا. إذا لم يكن أدائي جيدًا، فلن يكون أي منكم كذلك! القادة يهذبونني، وأنتم جميعًا تسخرون مني؛ سأجعل الأمور صعبة عليكم جميعًا!" وعندما يقومون بواجبهم بلامبالاة أو بمخالفة المبادئ، ويُبلغ شخص ما القادة بذلك، فإنهم يحققون في هذا الأمر: "من أبلغ عني؟ من أبلغ القادة عني؟ من على اتصال وثيق بالقادة؟ إذا اكتَشفتُ من أبلغ عني كبار القادة، فلن أُظهر أي لياقة تجاه ذلك الشخص! لن أدع الأمر يمر أبدًا!" إنهم ليسوا قادرين فقط على قول كلام قاسٍ، بل بالطبع يمكنهم أيضًا تنفيذ مثل هذه التهديدات. لدى هؤلاء الأفراد العديد من الأساليب الخبيثة والماكرة في سعيهم للانتقام، ليس فقط من خلال استغلال النفوذ للحكم على الآخرين وإدانتهم؛ فبعضهم يسرق عمدًا شاحن الكمبيوتر المحمول للشخص الذي يريد الانتقام منه، ليتركه غير قادر على إعادة شحنه، فيعرقل أداء واجبه. ويتعمَّد آخرون إضافة الكثير من الملح إلى طعام شخص ما لجعله غير صالح للأكل. هذه الوسائل الانتقامية البذيئة، الشائعة بين غير المؤمنين، يستخدمها أيضًا الأشرار داخل الكنيسة. وتتجاوز طرقهم في تنفيذ الانتقام هذه الوسائل بكثير، لتشمل أساليب مجردة من الأخلاق لم نشهدها من قبل؛ إننا نذكر بعض الأمثلة البسيطة فحسب. من بين هذه الأساليب، تعمُّد بعض الأفراد خلق المشكلات، والعقبات، والصعوبات للآخرين؛ وهذا حدث شائع. في كل مجموعة، وفي ظل مختلف الظروف والبيئات، تُكشَف باستمرار الشخصية الخبيثة لأولئك الأشخاص الميالين إلى الانتقام. بل وتتجلى مظاهر الانتقام بصورة أوضح لدى الأشرار وأضداد المسيح. ما دام هناك أشرار وأضداد للمسيح داخل الكنيسة، فسوف ينزعج شعب الله المختار، الذي يؤمن بالله إيمانًا صادقًا، ويسعى إلى الحق. كل يوم يتواجد فيه الأشرار وأضداد المسيح هو يومٌ لا تعرف فيه الكنيسة السلام؛ سيُهاجَم الصالحون ويُستبعدون؛ وعلى وجه الخصوص، سيواجه أولئك الذين يسعون إلى الحق عدوانية الأشرار وأضداد المسيح وانتقامهم. كيف يُعذب الأشرار وأضداد المسيح الآخرين وينتقمون منهم؟ أولًا، يستهدفون أولئك الذين يسعون إلى الحق ويلتزمون بالمبادئ. يدرك هؤلاء الأشرار بوضوح أن أولئك الذين يسعون إلى الحق هم وحدهم الأكثر إضرارًا بهم. في المقام الأول، الأشخاص الذين يفهمون الحق يستطيعون تمييزهم؛ فما داموا يفعلون شيئًا سيئًا، فإن أولئك الذين يفهمون الحق سيرون حقيقتهم. ثانيًا، في ظل وجود مَن يفهمون الحق، ستكون أعمالهم الشريرة مقيَّدة نوعًا ما، ما يُصعّب عليهم تحقيق أهدافهم. من هذا المنظور، فإن أولئك الذين يسعون إلى الحق هم وحدهم حماة عمل الكنيسة. بوجود أولئك الذين يسعون إلى الحق، لا يجرؤ أضداد المسيح والأشرار على التصرف باستبداد، بل يجب أن يتحلوا ببعض الانضباط. وهكذا، فإن أولئك الذين يسعون إلى الحق هم شوكة في حلق أضداد المسيح والأشرار، ومصدر إزعاج لهم، ولهذا السبب يبتكرون طرقًا للانتقام.

عندما يُنفّذ الأشرار انتقامهم، فإنهم يصبحون غير عقلانيين، ويُظهرون شخصية خبيثة، ويفتقرون إلى العقلانية. أولئك الذين قضوا بعض الوقت معهم وفهموهم، يخشونهم إلى حدٍّ ما. إن الحديث معهم يتطلب أقصى درجات الحذر والأدب، ويتطلب درجة مفرطة من الاحترام. عليهم دائمًا إرضاؤهم والعمل على راحتهم، ولا يمكن الإشارة إلى أي مشكلات أو أخطاء لديهم مباشرةً. بدلًا من ذلك، يجب عليهم مناقشة هذه المشكلات بطريقة ملتوية، وإقناعهم بالملاطفة، وبعد التحدث، يجب أيضًا أن يمدحوهم قائلين: "على الرغم من أن لديك هذا العيب أو النقص، فإنك تتعلم المهارات أسرع منّا، وقدراتك المهنية أقوى من الآخرين، وكفاءتك في العمل أعلى من كفاءتنا. إنني أرى عيوبك نقاط قوة". إنهم مُجبرون حتى على تملقهم. لماذا يفعلون هذا؟ خوفًا من انتقامهم. وبهذه الطريقة، يسعد هؤلاء الأشرار، ويشعرون بالسكون في قلوبهم. لتجنب انتقامهم، يخشى معظم الناس الحديث إليهم وجهًا لوجه عن أي مشكلات يكتشفونها، ولا يجرؤون على الإبلاغ عن هذه المشكلات. وحتى عندما يكون من الواضح أنهم يضرون بمصالح بيت الله، وأن عمل الكنيسة يتأخر بسبب تعنُّتهم وعنادهم المتهور، أو حتى عندما تُلاحَظ بعض التحريفات في اتجاههم ومبادئهم، لا يجرؤ أحد على الاعتراض عليهم، أو الإبلاغ عنهم للمسؤولين الأعلى. وبسبب شخصيتهم الخبيثة وإنسانيتهم الميّالة إلى الانتقام، يخافهم الآخرون نوعًا ما، ويشعرون بالغضب، لكنهم يخافون للغاية من التحدث عن ذلك علنًا. يجب أن تكون المحادثات معهم مهذبة ولبقة جدًا، مع إظهار موقف لطيف ورقيق ومهذب تجاههم على نحو استثنائي. عندما يتحدث الناس إليهم باحترام وأدب، مع الإذعان لهم، فإنهم يشعرون بالراحة في داخلهم. لكن إذا كان أحد الأشخاص صريحًا، وكشف مشكلاتهم، مقدمًا اقتراحاته، فإنهم يشعرون بالنفور، ويرون ذلك عدم احترام، كأن الآخر لديه اعتراضات أو عداوة تجاههم. وهذا يدفعه إلى السعي للانتقام من هذا الشخص وتعذيبه؛ إذ لا بد له أن يطيح به ويشوِّه سمعته. إذا وقع هذا الشخص في أيديهم، فلن تكون نهايته سعيدة. هل هؤلاء الناس مخيفون؟ (نعم). إذا لم تفهمهم، وأسأت إليهم، فسيحملون ضغينة ضدك، ويفكرون في الانتقام منك حتى في أثناء الأكل والنوم. وما إن يركزوا أنظارهم عليك، حتى تصبح المشكلات حتمية، لأنهم مصممون على الانتقام. وبينما يبدو أنهم يتحدثون إليك كما في السابق، فإنه في اللحظة التي يفكرون فيها في السعي إلى الانتقام منك، فإن كل ما فعلته أو قلته لهم في السابق يصبح ذخيرة لديهم. سيعاملونك كعدو، فينتقمون منك شيئًا فشيئًا حتى يشعروا أنهم حققوا الانتقام الكافي ويشعرون بالرضا التام. هذه هي عاقبة مخالطة الأشرار.

إن الأشخاص الميالون للانتقام، بناءً على سلوكياتهم المتنوعة ومبادئهم وأساليبهم التي يتصرفون ويسلكون على أساسها، يشكلون تهديدًا للجميع تقريبًا، باستثناء ذوي القلوب الطيبة، والودودين مع الجميع، والذين يفتقرون إلى المبادئ عند التعامل مع أي شخص، فمثل هؤلاء الأفراد آمنون في وجود الأشخاص الشرسين. لكن أولئك الذين يتمتعون ولو بحسٍ طفيف من الضمير أو العدالة، سيشعرون بالتهديد، بمستويات متفاوتة، وبدرجات أعلى أو أدنى، حال وجودهم مع الأشخاص الميالين للانتقام. في الحالات الأشد خطورة، قد يتعرضون لأذى جسدي أو حتى تهديدات لحياتهم، بينما في السيناريوهات الأخف، قد يتعرضون للاعتداءات اللفظية أو التشهير أو التلفيق. هذا من ضمن الإعلانات والمظاهر العامة للشخصية الشرسة لدى الأشخاص الميالين للانتقام. وبناءً على المظاهر العامة لهؤلاء الأشخاص، فإنهم يسببون أيضًا اضطرابات بين الإخوة والأخوات وداخل الكنيسة. يكاد كل من يتعامل مع هؤلاء الأشخاص التواقين للانتقام أن يصبح هدفًا لانتقامهم، وفي أغلب الأحيان يصبحون ضحية لهم. أولئك الذين يميلون إلى الانتقام لديهم شخصية شرسة، إنهم قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. وعلى الرغم من أنهم يستطيعون اتباع الجموع للقيام بواجباتهم وعيش حياة كنسية طبيعية، فإنهم، بحكم إنسانيتهم، قد يسعون للانتقام، ويشكلون تهديدات للآخرين في أي وقت، ويجعلون الناس خائفين وحذرين منهم. ألا يشكل هذا بالفعل إزعاجًا للأغلبية؟ (بلى). لتجنب الإساءة إليهم، ولإرضائهم، ولتجنب ضغائنهم وانتقامهم، يتعين على الناس دائمًا الانتباه إلى تعبيراتهم والإنصات إلى المعاني الضمنية لكلامهم، ومحاولة فهم مقاصدهم وأهدافهم واتجاهاتهم عندما يتحدثون. من هذا المنظور، أليس الأمر أن معظم الناس ليسوا منزعجين منهم فحسب، بل أيضًا مسيطَر عليهم من قِبلهم؟ (بلى). لذا، وبالنظر إلى طبيعة هذا الأمر، أليس هؤلاء الأفراد الميالون للانتقام أشرارًا؟ (بلى). من الواضح جدًا أنه يجب توصيفهم بالأشرار. إذا حاول المرء فهم وضع مَثل هؤلاء الأفراد، فإن معظم الناس يخشون قول الحقيقة عنهم، ويتجاهلون كل سؤال يتعلق بهم بإجابات مبهمة، مثل "لا بأس"، ولا يجرؤون أيضًا على الإبلاغ عن مشكلاتهم أو التحدث عنها أو تقييمها. أليس هذا وضعًا مزعجًا؟ يقول البعض: "يستطيع هؤلاء الأشرار السعي للانتقام في أي وقت وفي أي مكان؛ فمن يجرؤ على استفزازهم؟ إضافة إلى ذلك، يدّعون دائمًا أن لهم صلات في كل من عالم الجريمة والدوائر الشرعية، مهددين بأنه إذا أساء إليهم أحد، فلن تكون نهايته جيدة، وسيلقِّنونه درسًا، وسيتسببون في موت عائلته ميتة بائسة. لذا، لا يجرؤ أحد على استفزازهم. دعهم وشأنهم، ولنتمنّ الأفضل فقط لأنفسنا". كما ترى، يتشكل مثل هذا الوضع في الكنيسة، ما يعني عمليًا أنهم قد سيطروا على هؤلاء الناس بالفعل. نظرًا لمشاهدتهم لشخصيتهم الشرسة في سعيها للانتقام، لا يجرؤ الناس على اتهامهم أو تهذيبهم، ولا يجرؤون على التعبير عن تقييماتهم الحقيقية لهم. يضطرون إلى إدارة المحادثات بشأنهم بطريقة غير مباشرة، خوفًا من الإساءة إليهم، وحتى التحدث بالتفصيل عن مظاهرهم الحقيقية في غيابهم أمرٌ مُرعبٌ للغاية. مِمَّ يخاف الناس؟ يخشون أن يصل كلامهم إلى أذني الشخص الميال للانتقام، الذي سيسعى للانتقام منهم. وبعد التحدث، يصفعون جباههم ويقولون: "أوه، لا، لم يكن ينبغي لي أن أقول ما قلته اليوم، سأعاني بسبب ذلك، إنها مسألة وقت فحسب. لماذا لا أستطيع أن أبقي فمي مغلقًا؟" منذ ذلك الحين، يعيشون في خوف وقلق دائمين، يمضون في الحياة بحذر، يراقبون باستمرار عندما يكونون حول هذا الشخص، متسائلين: "هل يعلم ما قلته؟ هل وصل إلى مسامعه؟ هل موقفه تجاهي كما كان في السابق؟" كلما فكروا، ازداد قلقهم، وكلما طال أمد الأمر، ازداد خوفهم، فيقررون أنه من الأفضل تجنبه تمامًا، مفكرين: "لا أستطيع المخاطرة باستفزازه، لكن على الأقل يمكنني تجنبه. سواء كان يعلم ما قلته أم لا، ألا يمكنني الابتعاد عنه فحسب؟" يصبح هذا الخوف طاغيًا لدرجة أنهم لا يجرؤون حتى على حضور الاجتماعات، متجنبين أي مكان قد يوجد فيه هذا الشخص الشرس، حتى لو كان هذا المكان هو حيثما يجب أن يقوموا بواجبهم، شاعرين بالخوف الشديد.

كيف ينبغي التعامل مع أولئك الأشرار الميالون للانتقام؟ (إخراحهم). الأمر بسيط للغاية: كلمة واحدة فقط؛ إخراجهم، وينتهي الأمر. إذا أُخرجوا واحتفلت الأغلبية، وشعرت برضا عميق، فإن قرار إخراجهم كان القرار الصائب إذًا. في السابق، خلال الاجتماعات، كان وجود الأشرار يعني أن معظم الناس مقيدون في أثناء عقد الشركة؛ كانوا يخشون أن تُسيء كلمة خاطئة إلى الأشرار، لذلك كانوا يحذرونهم ويتجنبونهم في أثناء الحديث. ومن ثم ظهرت قاعدة غير معلنة في أثناء الاجتماعات وهي: إذا أشار شخص ما بعينيه، يتغير الموضوع بسرعة. كانت هذه هي الحالة التي نشأت. وما إن أُخرِج أولئك الذين يميلون إلى الانتقام، حتى ساد السلام في الكنيسة، وأصبحت حياة الكنيسة طبيعية، وعادت العلاقات بين الناس إلى طبيعتها أيضًا. أصبح بإمكان الإخوة والأخوات الآن مشاركة كلام الله وقراءته في الصلاة، ومشاركة شهاداتهم الاختبارية بحرية، دون أن يتحكم بهم أحد، ودون أن يخافوا أحدًا، ودون أن يضطروا إلى الانتباه إلى تعبيرات الآخرين. بناءً على هذه النتيجة، هل كان من الصواب إخراج مثل هؤلاء الأشرار؟ (نعم). بالتأكيد. ينبغي إخراجهم. بدون إخراجهم، تصبح الحياة لا تُطاق للجميع، ويشعر الكثيرون بالخوف الشديد من حضور الاجتماعات. وقد يعاني بعض الخجولين من الكوابيس، ويحلمون دائمًا بأن الأبالسة الأشرار يخنقونهم. ويكونون دائمًا حذرين للغاية أثناء الاجتماعات، لا يجرؤون على الكلام، غير قادرين على الشعور بالتحرر والحرية. منذ إخراج الأشرار، تغيروا تمامًا: إنهم يجرؤون الآن على الكلام أثناء الاجتماعات، وأصبحوا أكثر نشاطًا أثناء الشركة، ويشعرون بالتحرر والحرية. أليس هذا شيئًا جيدًا؟ (بلى). من السهل تمييز هؤلاء الأفراد الميالين للانتقام الذين لديهم شخصية شرسة. بشكل عام، بعد التعامل مع شخص ما لأكثر من ستة أشهر، ينبغي أن يكون الجميع قادرين على استشعار ما إذا كان من هذا النوع من الأفراد أم لا ورؤية ذلك بوضوح؛ يصبح هذا الأمر واضحًا بعد قضاء بعض الوقت معه. وينبغي للقادة والعاملين في الكنيسة ألا يكونوا سلبيين في التعامل مع مثل هؤلاء الأشرار. ماذا يعني ألا يكونوا سلبيين؟ يعني ذلك ألا ينتظروا حتى يُغضب الأشرار الجميع بسبب تضليلهم بعض الناس، وارتكابهم أعمالًا سيئة قبل التعامل معهم؛ فهذا سيكون سلبيًا للغاية. ما الوقت الأمثل للتعامل مع الأشرار إذًا؟ إنه عندما يكون عدد قليل من الناس قد تعرض للأذى بالفعل، ويشعرون بحذر ونفور شديدين منهم، وعندما يتم توصيفهم تمامًا بأنهم أشرار. في هذه المرحلة، ينبغي التعامل معهم وإخراجهم فورًا لمنع إيذاء المزيد من الناس، ولتجنب إخافة الخجولين لدرجة الرعب، أو التسبب في تعثرهم. ما الأكثر خطورة هنا؟ إذا سُمح للأشرار بالتسبب في اضطرابات داخل الكنيسة لفترة طويلة جدًا، فإن النتيجة النهائية ستكون سيطرتهم على الكنيسة وشعب الله المختار. وإذا وصل الأمر إلى هذا الحد، فسيعاني الجميع. لتجنب إلحاق الضرر بالجميع، عندما تتعرض مجموعة من الناس للأذى، أو عندما ينشأ لدى البعض نفور شديد تجاه هؤلاء الأفراد، ويكتشفون حقيقتهم، ويصنفونهم على أنهم أشرار ميالون للانتقام، ينبغي لقادة الكنيسة إخراجهم فورًا. يجب ألا ينتظروا حتى يرتكب الأشرار العديد من الشرور، ويثيروا غضبًا عامًا قبل اتخاذ قرار بالتصرف، فهذا سيكون سلبيًا للغاية؛ ألن يكون مثل قادة الكنيسة هؤلاء عديمي الفائدة؟ (بلى). عند القيام بهذا العمل، ينبغي لقادة الكنيسة أن يكونوا حساسين للغاية تجاه حالات هؤلاء الأفراد ومظاهرهم وإعلاناتهم، وأن يكتشفوا بسرعة حقيقة شخصياتهم، ثم يقرروا أنهم أشرار ينبغي إخراجهم، ومن ثم التعامل معهم في أسرع وقت ممكن. إذا لم يكن اتخاذ قرار في البداية ممكنًا، فمن الضروري التركيز على المراقبة، مع الانتباه جيدًا لكلامهم وسلوكهم وتصرفاتهم، وفهم أفكارهم ونزعات أفعالهم. وما إن يُكتَشف أنهم ينوون الانتقام، حتى ينبغي اتخاذ إجراءات فورية لإخراجهم، لمنع تعرض المزيد من الناس للأذى والمعاناة من أعمال الانتقام.

يقول بعض قادة الكنيسة: "إننا لا نخاف من الأشرار؛ فباستثناء خوفنا من الله، لا نخاف أحدًا. ماذا يمثل الأشرار بالنسبة إلينا؟ نحن لا نخاف حتى من الشيطان، ولا نخشى اعتقالات التنين العظيم الأحمر واضطهاده، فلماذا نخاف الأشرار؟ إن الشخص الشرير هو إبليس صغير فحسب، فلماذا نخاف منه؟ سنبقيه في الكنيسة فقط، ونترك غالبية الإخوة والأخوات يعانون الأذى. بعد المعاناة، سينمو لديهم التمييز، ومع التمييز، لن يعودوا مقيدين ومكبلين من قِبل مَثل هؤلاء الأشرار. سيكون ذلك رائعًا!" هل يمكن للأغلبية بلوغ هذه القامة؟ (كلا). لا يمكنهم. إيمانهم ضعيف للغاية، والحقائق التي يفهمونها قليلة للغاية، وقامتهم ضئيلة جدًا. يتجنبون الأشرار كلما رأوهم، ولا يجرؤون على الإساءة إليهم. إلى جانب خوفهم من الموت وتقديرهم لحياتهم، فإن معظم الناس أيضًا يحمون مختلف مصالحهم الجسدية؛ فهم عاجزون عن اكتساب التمييز، أو تعلم الدروس من مختلف الأشياء التي يفعلها الأشرار. لذا، فإن هذه الفكرة غير عملية في الأساس، ولا يمكن أن تُثمر أي نتائج. إذا ظهر شخص شرير في كنيسة، وقد أدرك معظم الناس أن هذا الشخص شرير، وقرروا ذلك، فكم من الناس يمتلكون حس العدالة للنهوض، والانفصال عن الشرير، ومحاربته، وحماية مصالح بيت الله؟ ما النسبة المئوية لهؤلاء الأشخاص؟ هل هي ١٠%؟ إن لم تكن ١٠%، فهل هي ٥% إذًا؟ (نسبة قريبة من ذلك). هذا يعني أنه في مجموعة من عشرين شخصًا، قد يكون هناك شخص واحد يقف لمحاربة شخص شرير، ليكشفه، ويتحداه بكلام الله، وينخرط في جدال، ويخرجه من الكنيسة. مثل هؤلاء الأفراد هم الأبطال من بين شعب الله المختار، إنهم شخصيات الكنيسة الجديرة بالثناء. يخشى بعض القادة والعاملين التعامل مع الأشرار. هل هؤلاء الأشخاص أهل لأدوارهم؟ هل هم مؤهلون لأداء الشهادة لله؟ عندما يسمعون عن شخص شرير ينبغي إخراجه من الكنيسة، يقولون: "إن إخراجه أمر مزعج إلى حد ما. لقد كنت أعرفه جيدًا. إنه يعرف أين أعيش، ومَن يؤمن بالله مِن عائلتي. وإذا طردته، فسوف يسعى للانتقام مني بالتأكيد". برأيكم، هل يستحق مثل هؤلاء الأشخاص أن يكونوا قادةً وعاملين؟ (كلا). بعد اكتشاف شخص شرير ينبغي إخراجه، فإن أول ما يفكرون به هو مصالحهم الشخصية، خوفًا من انتقام الشخص الشرير. يغفلون عن التفكير فيما إذا كان الشخص الشرير، الذي يعرف بعض أماكن الاجتماعات ومعلومات الاتصال بالإخوة والأخوات، قد يخون الكنيسة أو الإخوة والأخوات بعد إخراجه، وكيف ينبغي منع ذلك. همهم الأساسي ليس مصالح بيت الله، بل الخوف من أن الشخص الشرير، إذ يعرف وضع أسرهم، قد يبيعهم ويؤثر سلبًا فيهم. هل هؤلاء القادة والعاملون يقدمون الشهادة؟ (كلا). إن بعض القادة والعاملين يرون الأشرار يتصرفون باستبداد، ويحاولون السيطرة على الكنيسة، ومع ذلك لا يجرؤون على التحدث. بدلًا من ذلك، يتنازلون ويتهربون، ولا يجرؤون على التعامل مع الأشرار. عندما يرون الأشرار، يشعرون بالرعب كما لو رأوا إبليس شريرًا بثلاثة رؤوس وستة أذرع، ويفشلون في حماية مصالح بيت الله. في الوقت نفسه، يمتلك بعض الإخوة والأخوات العاديين شيئًا من الحسِّ بالعدالة، ويمتلكون الشجاعة والإيمان اللازمين للنهوض، وفضح الأشرار بعد كشفهم، دون خشية أن يسعى الأشرار للانتقام منهم. لكن مثل هؤلاء الأفراد قليلون جدًا في الكنيسة. إن نسبة الخمسة بالمائة التي ذكرتموها جميعًا في السابق قد تكون مبالغة، وليست تقديرًا متحفظًا. من هذا المنظور، ما موقف الأغلبية تجاه الأفراد الذين لديهم شخصية شرسة والذين يميلون للانتقام؟ (معظم الناس يحمون أنفسهم). فكرهم الأول هو حماية أنفسهم، لا التفكير في كيفية الوقوف ومواجهة الأشرار لحماية مصالح بيت الله والإخوة والأخوات، يركزون فقط على حماية أنفسهم. ما المشكلة التي تشير إليها هذه الحماية الذاتية؟ (مثل هؤلاء الناس أنانيون جدًا). من ناحية، تعكس المشكلة إنسانية أنانية بعمق، ومن ناحية أخرى، تُظهر أن إيمان معظم الناس بالله ضعيف جدًا. يدّعون قائلين: "الله له السيادة على كل شيء؛ الله سندنا"، لكن عندما يواجهون الواقع، يشعرون أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الله، بل يجب أن يعتمدوا على أنفسهم، مُعطين الأولوية لحماية أنفسهم، وهو أمر يعتبرونه أسمى مراتب الحكمة. ومعنى هذا: "لا أحد يستطيع حمايتي، حتى الله ليس موثوقًا به. أين الله؟ لا نستطيع رؤيته! كما أنني لا أعرف إن كان الله سيحميني أم لا. ماذا لو لم يحمني؟" إيمان الناس مُزرٍ للغاية. يدّعون باستمرار قائلين: "الله له السيادة على كل شيء؛ الله سندنا"، لكن عندما تطرأ مواقف، لا يسعون إلا لحماية أنفسهم، عاجزين عن الوقوف لمحاربة الشيطان، والتمسك بشهادتهم، إنهم يفتقرون حتى إلى هذا القدر من الإيمان. إيمان الناس مزرٍ للغاية؛ ويفضحه هذا الأمر تمامًا بالطريقة نفسها. قامتهم ضئيلة إلى هذه الدرجة. أما بالنسبة إلى أولئك الأشرار الذين يميلون إلى الانتقام، فإذا كان هناك عدد قليل من الأفراد الذين يريدون فضحهم، لكنهم يشعرون بالعزلة والعجز، ويخشون أن يقمعهم الأشرار، فعليهم الاتحاد مع عدد من القادة والعاملين أو الإخوة والأخوات ذوي التمييز. بعد أن يتحدوا، ستكون لديهم ثقة مطلقة بالنصر. عندها، سيتمكنون من كشف أفعال هؤلاء الأشرار وسلوكياتهم وتشريحها، ما يسمح لغالبية الناس بتمييز وجوههم الحقيقية ورؤيتها بوضوح، حتى يتمكن الجميع من الاتحاد بقلوبهم وعقولهم، ومن ثم، يخرجون الأشرار معًا. سبق أن ذكرتم أنه عندما يظهر الأشرار، فإن شخصًا واحدًا من كل عشرين شخص من شعب الله المختار قد يمتلك حسًا بالعدالة ليتحدث بعدل، ويجرؤ على الوقوف وإخراج هؤلاء الأشرار. واحد من كل عشرين شخصًا نسبة قليلة جدًا؛ إذا كانت الكنيسة تتألف من عشرة أشخاص فقط، فكيف سيصفُّون الأشرار؟ لن يتمكنوا من ذلك؛ سيكون أولئك العشرة تحت سيطرة الأشرار، ويتعرضون لسوء معاملتهم، وهو أمرٌ غير مقبول. سيكون من الرائع أن نهدف إلى أن يمتلك واحد من كل عشرة أو حتى واحد من كل خمسة أشخاص الشجاعة للوقوف ومحاربة الأشرار! إن السعي الدائم لحماية النفس لا يؤدي إلى فقدان الشهادة أمام الشيطان فحسب، بل والأسوأ من ذلك، يؤدي إلى فقدان فرصة نيل الحق أمام الله. في كنيسةٍ بها شخصٌ شريرٌ واحد، سيتضرر بعض الناس على الأقل؛ وإذا كان هناك شخصان شريران، فستتضرر الأغلبية؛ وإذا استولى أحد أضداد المسيح على السلطة، مع متواطئين وأتباع عدة، فسيتضرر جميع شعب الله المختار في الكنيسة. هل هذا هو الحال؟ (نعم). شخصٌ واحدٌ يقف في وجه الأشرار يُمثل وحدةً واحدةً من القوة، بينما عشرةٌ يقفون في وجه الأشرار يُمثلون عشر وحدات من القوة. هل تعتقدون إذًا أن الأشرار يخشون شخصًا واحدًا أكثر أم عشرة أشخاص؟ (عشرة أشخاص). إذا وقف عشرون أو ثلاثون أو خمسون شخصًا لمواجهة الأشرار، فمن سينتصر في النهاية؟ (الإخوة والأخوات). في النهاية، سينتصر الإخوة والأخوات. ألا يجعل ذلك إخراج الأشرار أسهل كثيرًا؟ في العدد قوة، ينبغي أن يكون هذا المفهوم البسيط واضحًا لكم جميعًا. لذا، فإن تمييز الأشرار وإخراجهم ليس مسؤولية تقتصر على قائد أو عامل مُعيّن، بل مسؤولية جماعية ينبغي أن يتحملها جميع شعب الله المختار في الكنيسة. بجهود القادة والعاملين، إلى جانب تعاون شعب الله المختار لإخراج الأشرار، يمكن للجميع أن ينعموا بأيام طيبة. إذا لم يُخرج الأشرار وتُرِكوا في الكنيسة على أمل توبتهم، لكن لم يُرى أي تحسن بعد ستة أشهر أو سنة، واستمروا في إحداث اضطراب لا يُطاق لشعب الله المختار، فهذه نتيجة إظهار الرحمة للشر. إن السماح للأشرار بالتصرف باستبداد، والسيطرة على الكنيسة يُعادل تسليم الذات إلى الأشرار، كما يُعادل تسليم الإخوة والأخوات إلى أيديهم، ما يسمح لهم بحرية السيطرة على شعب الله المختار وإيذائهم بشكل خطير. هل من السهل فهم الحق ونيله في بيئة يسيطر فيها الأشرار وأضداد المسيح على السلطة؟ (كلا). الوقت ثمين. بإخراج الأشرار في أسرع وقت ممكن، يُمكنك استعادة السلام، وأن تنعم بحياة كنسية سليمة في أسرع وقت ممكن، وفهم المزيد من الحق. إذا لم تُخرج الأشرار، فسيُسببون عرقلة وإزعاجًا بين الناس كالكلاب المسعورة، يقولون ويفعلون ما يشاؤون. وهذا يحرمك من الوقت اللازم لنيل الحق، أي أن وقتك وأدائك لواجبك مُسيطَر عليهم من قِبل الأشرار. هل هذا شيء جيد أم سيئ؟ (شيء سيئ). نظريًا، يعلم الجميع أنه شيء سيئ، لكن عندما يواجهون الأشرار الذين يُزعجون الكنيسة، فحينئذٍ لا يفكرون بهذه الطريقة، ويركزون على عدم التعرض للمؤامرات أو الأذى الشديد من قِبل الأشرار فحسب. إذا كان جميع شعب الله المختار في كنيسة ما يخشون الأشرار هكذا، فإن الكنيسة ستقع بسهولة تحت سيطرة الأشرار وأضداد المسيح، وسيسيطرون على شعب الله المختار أيضًا. فهل يُمكن أن يُخلّصهم الله إذًا؟ من الصعب الجزم بذلك. إذا لم يكن في الكنيسة شخصان أو ثلاثة يفهمون الحق، ويكونون على قلبٍ واحدٍ وعقل واحدٍ في تقديم الشهادة لله وخدمته، فهي كنيسةٌ ميؤوسٌ منها، وهذا وضعٌ مأساوي.

إن الميل للانتقام مظهر من مظاهر السلوك الشرير، وهو أحد السلوكيات والمظاهر الناتجة عن شخصية شرسة. وعندما يُظهر مثل هؤلاء الأفراد هذا السلوك تحديدًا، ينبغي توصيفهم بأنهم أشرار. وبالطبع، بعض الناس، بسبب ضيق أفقهم، أو افتقارهم إلى البصيرة، أو أنهم مؤمنون جدد ممَّن لم يفهموا الحق، فإنهم دائمًا يتجادلون مع الآخرين، ويضمرون الكراهية تجاه مَن لم يستحسنوهم، أو مَن آذوهم، أو استخدموا ذات مرة وسائل للانتقام من أفراد معينين، لكن عندما يسمعون أن أولئك الذين يميلون للانتقام أشرار، وسيُخرَجون من الكنيسة، فإنهم يغيِّرون أفكارهم، ويغيِّرون أنفسهم سرًا من الداخل، ويظهرون بعض الاعتدال والانضباط في سلوكهم. أخبرني، هل يُعتبر مثل هؤلاء الأشخاص من بين صفوف الأشرار؟ (كلا). ما الذي يشير إلى ذلك؟ (قدرتهم على تغيير أنفسهم). ماذا تُظهر قدرتهم على تغيير أنفسهم؟ تُظهر قدرتهم على قبول الحق؛ إنها ظاهرة طيبة. لماذا نقول إن بإمكانهم قبول الحق؟ لأنهم بعد سماع الحق في هذا الصدد، وإدراكهم أن السعي للانتقام مظهر من مظاهر الأشرار، فإنهم يتأملون في حالتهم الفاسدة، ويعترفون بجوهرهم الفاسد، ثم يتوبون إلى الله، ويتصرفون وفقًا لكلامه، ويضبطون سلوكهم. هذا مظهر من مظاهر قبول الحق. الأشرار الذين نتحدث عنهم هنا لا يقبلون الحق. بغض النظر عن مدى وضوح الشركة التي تعقدها معهم حول الحق، فهم لا يقبلونه؛ بل يظلون عنيدين، رافضين الاستماع إلى أي أحد. حتى لو حذرتهم قائلًا: "أفعالك ستؤدي إلى إخراجك"، فإنهم لا يكترثون، ويواصلون على المنوال نفسه، غير قابلين للتغيير من قِبل أي شخص. وعندما تكشفهم، لا يعترفون بأخطائهم. عندما تخبرهم أنهم أشخاص ميالون للانتقام، وأنهم أشرار، وينبغي إخراجهم، فإنهم يظلون لا يتخلون عن شرورهم ولا يتغيرون بالتأكيد. أي نوع من الناس هؤلاء؟ إنهم أولئك الذين ينفرون من الحق. لا يقبلون الحق إطلاقًا، مهما كان توصيف جوهر شخصيتهم، أو كيف كُشفت أعمالهم الشريرة، أو كيف تم التعامل معهم، فإنهم يظلوا ثابتين، ولا يحنوا رؤوسهم أبدًا ويعترفوا بأخطائهم، ولن يتخلوا عن الأمر بالتأكيد. هذا عجز عن تغيير أنفسهم. ما جوهر عدم تغيير المرء لنفسه؟ إنه رفض قبول الحق. لو استطاعوا قبول مجرد قول صحيح واحد، أو جانب واحد من الحق، لما استمروا في الطريق الخطأ دون رجوع. سيتراجعون عن مسارهم، ويعترفون بأخطائهم، ويتنازلون، إلى حد ما، عما كانوا يصرِّون عليه قبل ذلك. ولأنهم أناس أشرار، وبسبب أنهم أشرار ذوو شخصية شرسة، وبعد أن ينشأ سلوكهم الساعي للانتقام من مثل هذه الشخصية، فإنهم لا يرفضون قبول ما يكشفه كلام الله أو تعرضهم للتهذيب أو هذا النوع من التوصيف فحسب، بل على العكس، فإنهم يُصرّون على طرقهم حتى النهاية. لا يُخططون لقبول توصيفهم أو كشفهم، ولا ينوون الاعتراف بفسادهم. وبالطبع، دون الاعتراف بفسادهم، فإنهم لا يُخططون أيضًا للتخلي عن سلوكهم وأفعالهم الساعية للانتقام، ولا عن مبادئهم في السلوك الذاتي. إنهم أشرار تمامًا وبالكامل. أليس مثل هؤلاء الأشرار أبالسة؟ (بلى). إنهم أبالسة لديهم جوهر الشيطان بالتأكيد. لا يُمكنك تغييرهم. لماذا لا يُمكن تغييرهم؟ السبب الجذري هو رفضهم المطلق لقبول الحق. إنهم يرفضون حتى القدر الأدنى من الحق، أو أيّ قول صحيح، أو كلمة إيجابية، أو شيء إيجابي. حتى لو اعترفوا لفظًا بكلام الله باعتباره الحق، وباعتباره شيئًا إيجابيًا، فإن قلوبهم لا تقبل الحق على الإطلاق، ولا يخططون لممارسة كلام الله واختباره لتغيير طرقهم في السلوك وفعل الأشياء. في بعض الأحيان، قد يعترفون لفظًا بأن أفعالهم مبنية بالكامل على فلسفة الشيطان، لكنهم لا يزالون يرفضون الحق تمامًا. كل مَن يعقد شركة معهم حول الحق يُقابل باشمئزازهم الشديد، بل وكراهيتهم وحكمهم، وكل مَن يكشفهم ويميزهم يصبح هدفًا لكراهيتهم وانتقامهم، بغض النظر عمَّن يكون، حتى والديهم ليسوا بمنأى عن ذلك. أليسوا بعيدًا عن الفداء؟ (بلى). إنهم بعيدون عن الفداء. هل من المؤسف إخراجهم؟ (كلا). يجب إخراج هؤلاء الأفراد أو طردهم. هذه في الأساس جميع مظاهر أولئك الميالين للانتقام؛ هذه هي سماتهم، وشخصياتهم، وطرقهم وأساليبهم في فعل الأشياء، وعمليات تفكيرهم، وموقفهم تجاه الحق، هذا هو الأمر بصورة أساسية. لقد سبق أن نوقش تأثيرهم في الكنيسة وفي الإخوة والأخوات، فلا داعي لعقد شركة عنه مجددًا. بهذا نختتم شركتنا عن مظاهر النوع الرابع من الأشخاص؛ أولئك الميالون للانتقام.

ه. أن يكون غير قادر على حفظ لسانه

فيما يلي، سنتحدث عن النوع الخامس من الناس، أولئك الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. هل هذه مشكلة خطيرة؟ إذا نظرنا إليها من منظور حرفي، فإن عدم القدرة على حفظ اللسان لا يبدو مشكلة كبيرة. قد يكون لدى البعض أفكار معينة تتعلق بوصف هؤلاء الأفراد بأنهم أشرار: "بما أن الناس لديهم أفواه، فيحق لهم التحدث في أي وقت وفي أي مكان؛ ويحق لهم مناقشة أمور في أي وقت وفي أي مكان. أليس من المبالغة تصنيف أولئك الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم ضمن الأشرار الذين ينبغي إخراجهم؟" ما رأيكم في هذا؟ (إذا تسببوا في عرقلة وإزعاج لحياة الكنيسة أو عملها، ما أدى إلى عواقب وخيمة، فينبغي إخراجهم أيضًا). مشكلة مثل هؤلاء الناس ليست في عدم حفظ ألسنتهم؛ بل هي مشكلة في إنسانيتهم. إذا سببوا اضطرابات للإخوة والأخوات، وحياة الكنيسة وعملها، أو كانت كلماتهم بمثابة خيانة للكنيسة، وبيعٍ لها، بل وجلبت الخزي إلى بيت الله واسمه، فإن مثل هؤلاء الأفراد يجب التعامل معهم. لنناقش أولًا مظاهر أولئك الذين لا يحفظون ألسنتهم، ثم نناقش كيفية التعامل معهم. هل يمكن أن نطلق على من لا يحفظون ألسنتهم لفظ "ثرثارين"؟ (نعم). هل الأمر هكذا؟ هل هذه سمة من سمات هؤلاء الأشخاص؟ هل كون الشخص ثرثارًا يعني أنه أحمق ولا يدرك ما ينبغي قوله وما ينبغي السكوت عنه، فيقول كل ما يخطر بباله دون مراعاة العواقب؟ هل هذا ما يعنيه عدم حفظ المرء لسانه؟ (كلا). بعض الناس بارعون في الكلام والتواصل؛ إنهم صريحون، وبسيطون نسبيًا، وصادقون. غالبًا ما يطلعون الآخرين على الخواطر والأفكار التي بداخلهم، ويطلعونهم على كشفهم عن فسادهم، وعلى ما اختبروه، وحتى على أخطائهم. هؤلاء الأفراد ليسوا بالضرورة حمقى أو لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. يبدو أنهم يتحدثون عن كل شيء، وأنهم بسطاء وصادقون للغاية؛ لكن عندما يتعلق الأمر بمسائل خطيرة، مسائل قد تجلب الخزي إلى الله أو إلى بيت الله، أو مسائل قد تنطوي على خيانتهم للإخوة والأخوات أو الكنيسة، ما يجعلهم أمثال يهوذا، فإنهم لا ينطقون بكلمة. هذا ما يُسمى حفظ اللسان. لذا، ليس المقصود أن الأشخاص الصريحين، أو الثرثارين، أو المتكلمين البارعين، لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. ماذا يعني هنا ألا يكون المرء قادرًا على حفظ لسانه؟ ألا يكون المرء قادرًا على حفظ لسانه يعني التحدث دون مبادئ، والتحدث بتهور دون مراعاة المتلقي أو المناسبة أو السياق. كما ينطوي أيضًا على عدم معرفة كيفية حماية عمل الكنيسة ومصالح بيت الله على الإطلاق، أو عدم الاكتراث مطلقًا بما إذا كان ذلك يفيد الإخوة والأخوات أو حياة الكنيسة، والاكتفاء بقول أي شيء فحسب. ما عاقبة "قول أي شيء فحسب"؟ إنها الخيانة غير المقصودة لمصالح بيت الله ومصالح الإخوة والأخوات. من دون قصد، وبسبب كلامهم المتهور وعجزهم عن حفظ ألسنتهم، فإنهم يمنحون غير المؤمنين نفوذًا ضد بيت الله، ويسمحون لهم بالسخرية من بعض الإخوة والأخوات، ويُعلِمون غير المؤمنين والأشخاص الذين لا يؤمنون بالله أمورًا كثيرة لا ينبغي لهم معرفتها. ونتيجةً لذلك، يُعلّق هؤلاء الناس بحرية، ويُدلون بتعليقات مسيئة حول أمور بيت الله والشؤون الداخلية للكنيسة، ويقولون أشياء تفتري على الله وتُجدّف عليه. بل قد يختلقون شائعات عن الإخوة والأخوات، والكنيسة، وعمل بيت الله، ما يُؤدي إلى عواقب وخيمة. وهذا يُشكّل اضطرابًا لعمل بيت الله، وهو بمثابة فعل الشر. يُولي بعض الأفراد اهتمامًا خاصًا بالتعرف على قادة الكنيسة والعاملين فيها ويتقصُّون أمرهم، وعناوين أسرهم، والمعلومات الشخصية المتعلقة بالإخوة والأخوات، والعمل المالي والمحاسبي للكنيسة، وموظفي المحاسبة، وقوائم الأشخاص الذين أخرجوا أو طُردوا من الكنيسة. كما يُركزون جدًا على التعرّف على ترتيبات عمل الكنيسة. يُثير هذا السلوك الريبة بشدة، وقد يُشير إلى كونهم جواسيس أو عملاء للتنين العظيم الأحمر. إذا سُرّبت هذه التفاصيل إلى الأبالسة غير المؤمنين، ما يسمح للتنين العظيم الأحمر بمعرفتها، فستكون العواقب كارثية إلى أبعد مدى. قد يُشارك البعض، بدافع الجهل والحماقة، هذه المعلومات أو جزءًا منها مع أفراد أسرهم غير المؤمنين، الذين بدورهم ينشرونها أو يُقدّمونها إلى عملاء التنين العظيم الأحمر. وقد يُشكّل هذا مخاطر مُحتملة، ويُسبب العديد من المشكلات لعمل الكنيسة، فضلًا عن عواقب لا يمكن تصورها. غالبًا ما تُشارَك هذه الأمور الداخلية للكنيسة، عن غير قصد، مع أفراد الأسر غير المؤمنين بواسطة بعض الأشخاص، الذين يُفصحون عن كل شيء دون تحفظ. كما يشاركونها حتى مع أقاربهم وأصدقائهم غير المؤمنين. وهذا يؤدي إلى تسرب مستمر لأمور الكنيسة الداخلية من خلال كلامهم مع العالم الخارجي. ما عواقب هذه التسريبات؟ يصبح الكثير من أفراد أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم غير المؤمنين على دراية بالكثير من شؤون الكنيسة الداخلية التي قد يجهلها حتى الإخوة والأخوات، أو عناوين منازل الإخوة والأخوات، وأسمائهم الحقيقية، وأمورهم الزوجية الخاصة. كيف تُسرَّب أمور الكنيسة هذه؟ كيف يطَّلع عليها غير المؤمنين؟ هناك "مراسلون" داخل الكنيسة! ماذا يُطلق على هؤلاء الأشخاص؟ (أولئك الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم). بالضبط. يتحدثون إلى أفراد عائلاتهم غير المؤمنين عن كل ما يحدث في حياة الكنيسة اليومية، أو عن أشياء تتعلق بالإخوة والأخوات، مثل طلاق أخت معينة، أو خسارة زوج أخت أخرى مالًا في العمل، أو أن لديها ابنًا عاصيًا، أو شراء أخ معين أو أخت معينة منزلًا، وما إلى ذلك. يتحدثون أيضًا عن الإخوة والأخوات الذين اعتقلهم التنين العظيم الأحمر وأصبحوا أمثال يهوذا، أو أولئك الذين تمسكوا بشهادتهم، بل ويذكرون أن قادة الكنيسة هذبوهم. تدور أحاديثهم بالكامل في المنزل حول هذه الموضوعات. حتى أن أفراد أسرهم يقدمون لهم النصائح والاستراتيجيات لمساعدتهم على التصرف ضد القادة، أو الإخوة والأخوات، أو أي شخص في الكنيسة ليس على وفاق معهم، أو يفرض عليهم تحديات، أو يكشفهم. في اجتماعات الإخوة والأخوات، يبدو هؤلاء الأفراد مطيعين وحسني السلوك للغاية، قليلي الكلام، ليسوا بارعين في الحوار، لا يتحدثون أبدًا عن شخصياتهم الفاسدة، ولا يعقدون شركة حول فهمهم الاختباري، بل نادرًا ما يصلُّون. يعاملون الإخوة والأخوات بحذر، بينما يعاملون أفراد أسرهم غير المؤمنين كما لو كانوا أعضاء في بيت الله. يُخبرون أفراد أسرهم بكل تفاصيل الكنيسة دون إغفال، ويطلعونهم على كل شيء، بما في ذلك طباعة الكنيسة لكتب كلمة الله، ومَن يملك المواهب في الكنيسة، وغيرها من التفاصيل؛ يُناقشون كل هذا مع أفراد أسرهم ومع الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله. بغض النظر عن هدفهم من فعل ذلك، فإن العاقبة النهائية هي خيانتهم لعمل الكنيسة والإخوة والأخوات. إنهم مُلِمّون بأحوال كل عضو رئيسي في الكنيسة. وبالطبع، هؤلاء الأشخاص أيضًا موضوع لنقاشاتهم وأحكامهم السرية، بل قد يصبحون هم مَن يخونونهم سرًا. إذا كان لأحد الأشخاص علاقة جيدة بهم، فإنهم يُثنون عليه باستمرار أمام أسرته. وعلى العكس من ذلك، إذا كان لأحد الأشخاص علاقة سيئة بهم، فإنهم يُكيلون له الإهانات باستمرار أمام أسرته، حتى أنهم يتسببون في إشراك أسرته في الإساءة اللفظية، فيصفون الإخوة والأخوات بالحمقى، أو يصفونهم بأنهم بلا قيمة. هؤلاء الأفراد يهينون الإخوة والأخوات بكل الكلمات المسيئة التي يستخدمها غير المؤمنين. إنهم مثل غير المؤمنين؛ فهم عديمو الإيمان تمامًا؛ ليسوا صالحين على الإطلاق، ومثل هؤلاء الأفراد ينبغي إخراجهم فورًا.

في أمة التنين العظيم الأحمر، ينبغي الحفاظ على سرية معلومات كل مَن يؤمن بالله، وحتى عندما يسافر شعب الله المختار إلى خارج البلاد، يجب أن تبقى معلوماتهم سرية. هذا لأن جواسيس التنين العظيم الأحمر منتشرون في جميع دول العالم، يتسللون في كل مكان بهدف محدد هو جمع المعلومات عن أولئك الذين يؤمنون بالله. في البر الرئيسي الصيني، وضع الإخوة والأخوات الذين يتبعون الله صعب وخطير للغاية. حتى عندما يسافرون إلى الخارج، فثمة مستوى معين من الخطر. إذا جمع جواسيس التنين العظيم الأحمر معلوماتهم، فمن ناحية، هناك خطر التسليم، ومن ناحية أخرى، قد يتورط أفراد عائلاتهم وأقاربهم في البر الرئيسي الصيني على أقل تقدير. ولأسبابٍ أمنية واحترامًا للأفراد، ينبغي للجميع الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية للإخوة والأخوات، وألا يطلعوا عليها أولئك الذين لا يؤمنون بالله. حتى بين أولئك الذين يؤمنون بالله، لا يجوز الإفصاح عن المعلومات الشخصية للآخرين دون موافقة الأفراد. لا يجوز مطلقًا تناول أي معلومات عن الإخوة والأخوات، أو عمل الكنيسة، أو الواجبات التي يؤديها المرء، أو الاختبارات التي تتم مشاركتها خلال الشركة، أو غيرها من مثل هذه التفاصيل، باعتبارها موضوعات للحديث مع غير المؤمنين خلال وقت فراغ الشخص. ما عواقب مناقشة هذه الأمور معهم؟ هل ثمة أي نتائج إيجابية أو بناءة؟ (كلا). عاقبة مثل هذه المناقشات هي أن هؤلاء الأبالسة غير المؤمنين يستغلون النفوذ، ويسخرون، ويحكمون، بل ويلعنون، ويشوهون السمعة. هل هذا أمرٌ حسن؟ (كلا). ينبغي لكم التحقق مما إذا كان هناك أفراد داخل الكنيسة لديهم دوافع خفية، يناقشون تفاصيل مثل الأوضاع الفعلية لعمل الكنيسة وحياتها، وكذلك من يؤمن بالله حقًا، ومن يسعى إلى الحق، ومن يقوم بواجباته، ومن لا يقوم بواجباته، ومن يكون سلبيًا في كثير من الأحيان، ومَن لديه إيمان مشوش، وحتى معلومات ومواقف شخصية عن الإخوة والأخوات، مع غير المؤمنين وأفراد الأسرة الكافرين، كل ذلك دون تحفظ. تحقّق من وجود مثل هؤلاء الأفراد. هناك أمور لا يحتاج حتى الأشخاص داخل الكنيسة إلى معرفتها، لكن الأفراد غير المؤمنين في أسر هؤلاء الأفراد يعرفون عن هذه الشؤون أكثر من أولئك الموجودين داخل الكنيسة، ويعرفون عنها بوضوح أكبر أيضًا. كيف يحدث هذا؟ هذا "إسهام" من جاسوس داخل الكنيسة. يعامل هذا الجاسوس أفراد أسرته كما لو كانوا قادة الكنيسة، ويبلغ "قادته" في المنزل بأي شيء يراه في الكنيسة، في محاولة لكسب الود وتعميق الرابطة العاطفية بأسرته. من الواضح أن كل هذه الأمور الخاصة بالكنيسة قد كشفها أولئك الجواسيس الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. إنهم لا يحترمون الإخوة والأخوات، ولا يحمون عمل بيت الله ومصالحه. يعاملون بيت الله والكنيسة كمجتمع أو مكان عام، ويعلقون على الإخوة والأخوات ويحكمون عليهم بحرية كما لو كانوا غير مؤمنين، بل ويشاركون عديمي الإيمان وغير المؤمنين في إصدار الأحكام عليهم بحرية. فضلًا عن ذلك، فإن بعض الأفراد، بعد أن يُهذبهم القادة أو بعد صراعات ونزاعات وخلافات مع الإخوة والأخوات، يعودون إلى منازلهم ويُحدثون ضجة، حريصين على أن تعرف أسرهم كل شيء عن الأمر. عاقبة ذلك هي أن أسرهم تسعى للانتقام من القادة أو الإخوة والأخوات، هادفين إلى بيع الكنيسة وإسقاطها. هل هذه ظاهرة جيدة؟ (كلا). أي نوع من الأخسَّة هؤلاء الذين يطلعون أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء دون تحفظ على الشؤون الداخلية للكنيسة، وأشياء مثل عدد الإخوة والأخوات الذين يعيشون حياة الكنيسة، والواجبات التي يقوم بها كل فرد؟ هل هم مؤمنون حقيقيون؟ (كلا). هل هم أعضاء في بيت الله؟ هل يمكن أن يُطلَق عليهم إخوة أو أخوات؟ (كلا). إن إبقاء هؤلاء الجواسيس والخونة المختبئين داخل الكنيسة، سواءً في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، سيجلب مشكلات جسيمة لبيت الله، وللإخوة والأخوات. حتى لو لم يبدو أنهم يرتكبون الكثير من الشرور في حياة الكنيسة، فإن نقلهم سرًا لمختلف التفاصيل عن بيت الله إلى غير المؤمنين والشياطين والأبالسة له عواقب وخيمة للغاية! هل ينبغي السماح لمثل هؤلاء الحثالة بالبقاء في الكنيسة؟ (كلا). هل يستحقون أن يُطلق عليهم أعضاء بيت الله؟ هل يستحقون أن يُعاملوا باعتبارهم إخوة وأخوات؟ (كلا). كيف ينبغي معاملة هؤلاء الأشخاص؟ (ينبغي إخراجهم في أسرع وقت ممكن). ينبغي إخراجهم في أسرع وقت ممكن! اطردوهم! هذا هو سبب إخراجهم: "إنك لا تستطيع حفظ لسانك، وتعجز عن تمييز ما الصالح لك، وتعضّ اليد التي تطعمك. تؤمن بالله وتنعم بنعمته، وبعون الإخوة والأخوات ومحبتهم وصبرهم وعنايتهم، ومع ذلك لا تزال تخون الإخوة والأخوات والكنيسة هكذا. لا خير فيك؛ انصرف!" ينبغي عدم الإفصاح عن أمور الإخوة والأخوات، وأمور الكنيسة، وأي عمل من أعمال بيت الله لغير المؤمنين، وينبغي ألا تُستخدَم هذه الأمور كموضوعات للدردشة الفارغة. إنهم لا يستحقون ذلك! إن مَن ينشر مثل هذه المعلومات يصبح شخصًا ملعونًا، ويجب على الكنيسة إخراجه، وعلى الإخوة والأخوات رفضه. وبناءً على أفعالهم المتمثلة في بيع الإخوة والأخوات والكنيسة، ومشاركة شؤون الكنيسة الداخلية مع غير المؤمنين بغرض الحديث العابر ببساطة، فإنهم بلا شك خونة، وجواسيس، وأشرار ينبغي إخراجهم من الكنيسة. للإخوة والأخوات حرية النقاش وعقد شركة حسب الحاجة حول أي عمل يُنجز داخل الكنيسة، مثل من يجب إخراجه، أو وقوع أحداث معينة، لكن يجب عدم مشاركة ذلك مع غير المؤمنين، وينبغي ألا يتحدثون عنه مع أفراد أسرهم غير المؤمنين. وعلى وجه الخصوص، يجب عدم الإفصاح عن الأوضاع الشخصية والعائلية للإخوة والأخوات الجدد ذوي القامة الصغيرة للغرباء. إذا وجدت صعوبة في كتمان الأمر، فينبغي لك أن تصلي إلى الله، وتعتمد عليه لتتعلم ضبط النفس، وأن تنخرط في أنشطة هادفة. إذا كنت حقًا لا تستطيع التحكم في نفسك، فينبغي لك أولًا إبلاغ الكنيسة للبحث عن حل، ولتجنب العواقب الوخيمة، لأن نشر مثل هذه المعلومات أكثر احتمالًا للتسبب في مشكلات. على سبيل المثال، أرقام الهواتف الشخصية، وعناوين المنازل، وعدد سنوات إيمان شخص ما بالله، والحالة العائلية والاجتماعية، وما إلى ذلك، تمثل موضوعات حساسة. لا علاقة لهذه الأمور بالحق أو دخول الحياة؛ إنها تتعلق بالخصوصية الشخصية. العملاء والجواسيس وحدهم هم مَن يتقصُّون هذه الأمور تحديدًا. إذا كنت تستمتع بمعرفة مثل هذه الأمور ونشرها، فما نوع الشخصية الذي يدل عليه هذا؟ إنه لأمرٌ دنيء بعض الشيء! عدم السعيإلى الحق، بل التركيز على النميمة، والعمل عميلًا أو جاسوسًا، وخدمة التنين العظيم الأحمر – أليس هذا دنيئًا وشائنًا؟ كل مَن يستفسر تحديدًا، عن موضوعات حساسة وشؤون الآخرين الخاصة، ويتحرى عنها، وينشرها بتهور، فهو يحمل دوافع خفية، وهو عديم الإيمان. يجب أن يكون شعب الله المختار شديدي الحذر من هؤلاء الأفراد. إذا لم يَتُب هؤلاء الأشخاص، فينبغي إيقاف حياتهم الكنسية، لأن بيع الإخوة والأخوات من أبشع الأعمال وأكثرها دناءةً وعارًا. وينبغي لشعب الله المختار الابتعاد عن هؤلاء الأفراد. في حياة الكنيسة، ينبغي منع الناس من الاستفسار عن هذه الأمور ومناقشتها، لأنها لا تمت بصلة إلى شركة الحق، والحديث عنها لا يعود بالنفع على الآخرين إطلاقًا.

لبيت الله لوائح ومراسيم إدارية متنوعة يجب أن يلتزم بها شعب الله المختار. إن أمور مثل الشؤون الداخلية للكنيسة، وتعديلات الموظفين للقادة والعاملين، وعمل التصفية في الكنيسة، والترتيبات من الأعلى، من بين أمور أخرى، يجب ألا تُنشَر عرضًا داخل الكنيسة لمنع عديمي الإيمان والأشرار من تسليمها للشيطان. والسبب في ذلك هو أن بيت الله يختلف عن المجتمع؛ فالله يطلب من الناس السعيإلى الحق، وقراءة كلمة الله أكثر، والتأمل وعقد الشركة أكثر. إن نشر كلمة الله والشهادة لله وحدهما يمكن أن يشكلا جوًا مناسبًا؛ ولا يمكن أن يتشكل مثل هذا الجو إلا بمشاركة المزيد من الشهادات الاختبارية. إضافة إلى ذلك، يوجد في بيت الله العديد من المؤمنين الجدد الذين آمنوا بالله لفترة قصيرة فقط. ومن المؤكد أن بعض عديمي الإيمان لم يُكشف عنهم بعد. على وجه الخصوص، فإن السنوات الخمس أو العشر الأولى من الإيمان هي وقتٍ للكشف عن الذوات الحقيقية للناس؛ خلال هذا الوقت، لا يمكن الجزم بمَن يستطيع الصمود ومَن لا يستطيع، ولا بعدد الأشرار القادرين على إزعاج الكنيسة الذين لا يزالون موجودين. إن المداومة على نشر المعلومات الشخصية، ومثل هذه الشؤون الخارجية بتهور، إضافة إلى أمور لا علاقة لها بعقد شركة عن الحق، يمكن أن يؤدي إلى الكثير من العواقب الوخيمة. على سبيل المثال، قد يسأل أحدهم: "ما موطن قائد معين؟ وأين يقطن؟" هذه المعلومات الحساسة ليست ما يحتاج شعب الله المختار إلى معرفته. وقد يسأل آخر: "كم يكلف بيت الله طباعة كتاب كلام الله؟" هل تفيد معرفة هذا؟ (كلا). هل تكلفة الطباعة من شأنك؟ هل دفعت رسومًا مقابلها؟ يبدو أن الأمر لا يمت لك بصلة، أليس كذلك؟ قد يسأل البعض: "مَن هم كبار القادة في بيت الله الآن؟" إذا لم يكونوا يقودونك بشكل مباشر، فهل عدم معرفتهم يؤثر فيك؟ (كلا). في البرِّ الرئيسي الصيني، قد تُشكل معرفة هذه الأشياء مشكلة. إذا قبض عليك التنين العظيم الأحمر، وتعرضت لتعذيب شديد، وكنت لا تعرف هذه الأشياء، فمهما يكن ضربهم لك، لن تتمكن من الكشف عن أي شيء، ومن ثم لن ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح يهوذا. لكن إذا كنت تعلم، ولم تتحمل الضربات المبرحة التي يوجهونها لك، فقد ينتهي بك الأمر بالإفصاح، وتصبح يهوذا. في تلك اللحظة، قد تفكر: "لماذا سألتُ تلك الأسئلة بتهور إذًا؟ كان من الأفضل بكثير ألا أعرف. حتى لو ضُربتُ حتى الموت، لظللتُ جاهلًا بتلك الأشياء؛ حتى لو أردتُ اختلاق إجابات، لما تمكنتُ من التوصل إلى أي منها. في تلك الحالة، ما كنتُ لأصبح يهوذا. لقد تعلمتُ درسي الآن؛ من الأفضل ألا أعرف الكثير عن هذه الأمور غير المرتبطة بالحق. إن السؤال عن مثل هذه الأمور لا يُجدي نفعًا؛ والجهل بها أفضل". وثمة آخرون قد يسألون: "كم عدد الفرق في بيت الله التي تقوم بأعمال مُتخصصة؟" ما شأنك بهذا؟ عليك أن تقوم بأي عمل يُكلّف به فريقك فحسب. إن عدم معرفة هذا لا يُؤثر في قدرتك على القيام بواجبك بشكل طبيعي، أو السعي إلى الحق في إيمانك، أو عيش حياة الكنيسة؛ فهو لا يُؤثر في أي شيء. عدم معرفة هذا لا يمنعك من السعي إلى الحق أو تحقيق الخلاص باعتبارك مؤمنًا، فلماذا تزعج نفسك بالسؤال؟ "هل مُعظم الإخوة والأخوات من مناطق حضرية أم ريفية؟ هل هم مُتعلمون أم غير مُتعلمين؟" هل معرفة هذه الأمور مفيدة؟ (كلا). ماذا لو كانوا جميعًا من مناطق ريفية؟ وماذا لو كانوا جميعًا من مدن؟ لا علاقة لهذا بالحق. قد يتساءل البعض: "كيف ينتشر عمل الإنجيل الآن؟" السؤال قليلًا عن هذا أمرٌ مقبول، لكن بعض الناس، بدافع الفضول، يسألون بالتفصيل عن عدد الدول التي انتشر فيها عمل الإنجيل، وهو أمرٌ غير ضروري. حتى لو علموا هذا، فما تأثيره فيهم؟ ما الفائدة التي قد تجلبها معرفة مثل هذه التفاصيل؟ إذا لم يكن لديك واقع الحق، فستظل محرومًا منه حتى لو علمت؛ فلن تساعدك هذه المعرفة على القيام بواجباتك على نحو جيد على الإطلاق، ولن تقدم لك أي عون في دخولك الحياة. لا بأس من عدم الاستفسار عن بعض الأمور العامة؛ بل في الواقع، من الأفضل ألا تعرف. معرفة الكثير عبء. ما إن تُسرَّب مثل هذه المعلومات، حتى تُصبح مشكلةً وتعديًا. إن معرفة هذه الأشياء ليس أمرًا جيدًا: كلما زادت معرفتك، زادت المشكلات التي قد تُسببها هذه المعرفة. أولئك الذين يفهمون الحق يعرفون ما ينبغي قوله وما ينبغي ألا يُقال. أما المُشوّشون، الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي، فيعجزون عن التمييز بين المطلعين وغير المطلعين عندما يتحدثون، فلا يقولون إلا هراءً. لذا، ينبغي عدم إبلاغ أولئك الذين لا يفهمون الحق في الكنيسة بهذه الأمور. إن معرفة هذه الأشياء لا تُفيد بأي شكل من الأشكال. أول أسباب ذلك هو أن هؤلاء الناس لا يستطيعون المساعدة في حل المشكلات. ثانيًا، لا يستطيعون حماية عمل الكنيسة. ثالثًا، لا حاجة لهم للحديث بطريقة جيدة عن بيت الله. كل كلام الله هو الحق، وكل أفعاله بر، فهل من حاجة للتملق والتزلُّف من قِبل عديمي الإيمان وغير المؤمنين أولئك الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي؟ لا حاجة إلى ذلك. حتى لو لم يتبع الله أو يعبده مخلوق واحد في العالم أجمع، فإن مكانة الله وجوهره سيظلان دون تغيير. الله هو الله، صامد إلى الأبد، لا يتغير بأي تغير في الظروف. هوية الله ومكانته لا تتغيران إلى الأبد. هذه حقائق ينبغي لأولئك الذين يؤمنون بالله أن يفهموها. أولئك عديمو الإيمان وغير المؤمنين يتكلمون ويتصرفون دون تمييز بين المطَّلعين وغير المطلعين، فهل من المفيد لعمل بيت الله أن يعرفوا أكثر من حاجتهم؟ هل من الضروري لهم أن يعرفوا عن عمل بيت الله؟ إنهم ليسوا أهلًا لهذه المعرفة! قد يتساءل البعض: "هل هذه الأمور كلها أسرار، ولذلك لا يُمكن معرفتها؟" بعد إيمانكم بالله حتى هذه المرحلة، هل تعتقدون أن هذه الأمور تنطوي على أسرار؟ (كلا). لكن شعب الله المختار يتمتّع بالاستقامة والكرامة؛ فيجب ألا يخضعوا للنقاش أو السخرية من قِبل غير المؤمنين. بيت الله، والكنيسة، والإخوة والأخوات، سواءً كمجموعة أو أفراد، جميعهم يتمتعون بالكرامة؛ جميعهم إيجابيون، وينبغي ألا يحاول تشويههم أحد. كل من يتصرف بطريقة تسمح للشياطين والأبالسة بالإساءة إلى سمعة بيت الله عمدًا، وتشويهها أو الإضرار بها كما يشاؤون، أو الإضرار بسمعة الإخوة والأخوات، ملعون! لذا، لا تسمح الكنيسة إطلاقًا بوجود أولئك الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم. ما إن يُحدَّدوا، حتى يجب إخراجهم! هل هذا النهج يتماشى مع المبادئ؟ (نعم).

بعض الناس حريصون وحذرون للغاية عند التحدث إلى الإخوة والأخوات، أو عند التواصل أو التفاعل معهم، أو الاختلاط بهم، لكن ما إن يعودوا إلى منازلهم حتى يصبحوا ثرثارين، ويبوحوا بكل شيء، حتى المعلومات الشخصية عن الإخوة والأخوات، وبذلك فإن أفراد أسرهم، وغير المؤمنين الذين ليس لديهم إيمان، وأولئك الذين يؤمنون بالاسم فقط، يعرفون الكثير عن شؤون الكنيسة. مثل هذا الشخص جاسوس، خائن – يهوذا – وهو بالضبط النوع الذي ينبغي للكنيسة إخراجه. كلما طالت مدة بقائه في الكنيسة، زادت المعلومات التي سيعرفها عن الإخوة والأخوات، وزاد انخراطه في الخيانة، وزادت الأمور التي سيستغلها غير المؤمنين لاستخدامها كأداة ضغط وللتشويه. إذا لم تكن خائفًا من أن يفشي هذه المعلومات لغير المؤمنين، فاحتفظ به؛ أما إذا كنت لا ترغب في أن تنتشر معلوماتك الشخصية والشؤون الداخلية للكنيسة من فمه، فعليك إخراج هؤلاء الجواسيس في أسرع وقت ممكن. هل هذا مناسب؟ (نعم). ينبغي عدم إظهار التساهل مع هؤلاء الأفراد؛ فهم لا يضمرون أي مقاصد حسنة، وليسوا صالحين بأي حال. كيف يُقارَن هؤلاء الأشخاص بالنوعين المذكورين سابقًا، أولئك الذين يميلون للانتقام، وأولئك الفاسقون وعديمو الانضباط؟ هل هم أفضل أم أسوأ؟ (إنهم أسوأ). قد يقوم هؤلاء الأفراد أيضًا بواجباتهم، ويبذلون بعض الجهد، ويتحملون بعض المشقة؛ وقد يفعلون كل ما يطلبه منهم بيت الله دون رفض، لكن ثمة مشكلة واحدة: إنهم يكشفون كل شيء عن بيت الله لغير المؤمنين. يلعبون دور الخائن، الجاسوس، كل يوم. ولهذا السبب تحديدًا، لا يمكن للكنيسة أن تتسامح معهم، ويجب إخراجهم. هل تفهم؟ (نعم). بغض النظر عمّا إذا كانوا سعداء أو تعساء داخل الكنيسة، أو مَن يستفزهم، أو مَن على وفاق معهم، أو سواء انتُخبوا قادةً للكنيسة أو أُعفوا، مهما يحدث، فإنهم دائمًا ما يُطلعون أفراد أسرهم غير المؤمنين على كل التفاصيل. يحرصون على إبلاغ غير المؤمنين من أفراد أسرهم، والأشخاص غير المؤمنين بالوضع الداخلي للكنيسة فورًا، وأن يُدركوه في أسرع وقت. يجب ألا تُظهر أي تساهل أو رحمة تجاه هؤلاء الأفراد على الإطلاق؛ وعند اكتشاف أيٍّ منهم، اطرده. ما رأيك في هذا النهج؟ (مناسب). هل فعل ذلك بهذه الطريقة يُعدّ قسوةً؟ (كلا). ليست قسوة. إنك تُعاملهم باعتبارهم إخوة وأخوات، لكنهم لا يحمون مصالح بيت الله أو مصالح الإخوة والأخوات إطلاقًا. بدلًا من ذلك، يبيعون مصالح بيت الله والإخوة والأخوات في كل منعطف. إنك تعتبرهم أسرتك، لكن هل يعتبرونك فردًا في أسرتهم؟ (كلا). إذًا لا تتسامح معهم؛ إذا كان ينبغي إخراجهم، فأخرجهم. حتى هذه اللحظة، هل واجهتم مثل هؤلاء الأفراد؟ (نعم. كانوا يطلعون أفراد أسرهم على كل شيء عن الإخوة والأخوات، وأحيانًا يبلِّغون أفراد أسرهم بأمور معينة، وترتيبات محددة داخل الكنيسة في أول فرصة. ومن ثم، جمع أفراد أسرهم ذخيرة للنميمة عن الكنيسة من وراء ظهرها). هل أُخرِج هؤلاء الأفراد؟ (نعم). هل اشتكوا بعد إخراجهم؟ قد يشعرون بأن هذا غير عادل، فيفكرون: "لم أفعل شيئًا؛ هذا لا يشكل مخالفة للمراسيم الإدارية، ولم أتسبب في عرقلة أو إزعاج، فلماذا أُخرجتُ؟" هل تعتقدون أن طبيعة أفعالهم أشد خطورة من التسبب في العرقلة والإزعاج؟ (نعم). هل يُمكن فداء هؤلاء الأشخاص؟ هل من السهل عليهم التغيير؟ (كلا). لماذا تقولون إنه لن يكون سهلًا؟ ما الجانب الذي يُظهر أن تغييرهم أمر صعب؟ (إنهم ليسوا جزءًا من بيت الله، وليسوا إخوة أو أخوات؛ جوهرهم هو جوهر عديمي الإيمان وغير المؤمنين). هذا هو جوهرهم. كيف يمكنكم أن تعرفوا أنهم غير مؤمنين وعديمو الإيمان إذًا؟ (أيًّا كانت مشاعرهم في الكنيسة، فإنهم ينفِّسون عنها لأسرهم، ما يشير إلى أنه أيًّا كان ما يحدث فإنهم لا يقبلونه من الله، فضلًا عن أنهم لا يتعلمون أي درس. مثل هؤلاء الأشخاص لا يختبرون عمل الله، ولا يقبلون الحق، لذا فإن جوهرهم هو جوهر عديمي الإيمان). لقد اتضح جوهرهم هذا. إنهم يُنفِّسون عن مشاعرهم لأسرهم، ويتعاملون مع كل شيء بناءً على عواطفهم. كيف يمكنك أن تعرف أنهم ليسوا جزءًا من بيت الله، إنما هم غير مؤمنين تسللوا إلى بيت الله؟ (لأنهم يستطيعون بيع مصالح بيت الله، ويتصرفون مثل الخونة والجواسيس، ولأنهم في الأساس ليسوا أشخاصًا يحمون عمل بيت الله ومصالحه. وهكذا، هؤلاء الأفراد ليسوا على قلب واحد مع بيت الله). هذا التفسير لم يوضح الأمر. دعوني أشرح. على الرغم من أن هؤلاء الأفراد يشاركون في حياة الكنيسة، ويقومون بواجباتهم، فهل اعتبروا الإخوة والأخوات يومًا بمثابة أسرتهم؟ بعبارة واضحة، هل كانوا ينظرون إلى الإخوة والأخوات باعتبارهم إخوة وأخوات لهم؟ (كلا). إذًا، ماذا يعتبرون الإخوة والأخوات؟ (غرباء). صحيح، يعتبرونهم غرباء، يعتبرونهم أعداء. كيف ينظرون إلى بيت الله والكنيسة إذًا؟ أليس مكان عمل فحسب بالنسبة إليهم؟ (بلى). يعتبرون بيت الله والكنيسة كما لو كانتا شركتين أو منظمتين من العالم غير المؤمن، وينظرون إلى الإخوة والأخوات على أنهم غرباء، وباعتبارهم أولئك الأشخاص الذين يجب الحذر منهم، باعتبارهم أعداء. بهذه الطريقة، يسهل عليهم إفشاء معلومات متنوعة ومواقف واقعية مختلفة عن الإخوة والأخوات لأولئك الذين لا يؤمنون بالله في الأساس. يدركون أن هؤلاء الأشخاص غير المؤمنين لن يكون لديهم شيء جيد ليقولوه، بل قد يشوهون سمعة الإخوة والأخوات، ويشوهون سمعة بيت الله – إنهم يعلمون كل هذا، ومع ذلك يفصحون بتهور عن أوضاع الإخوة والأخوات والكنيسة لهؤلاء الأشخاص غير المؤمنين دون أدنى تحفظ. من الواضح أنهم ينظرون إلى الإخوة والأخوات على أنهم غرباء، وأعداء، وكلما حدث أي مكروه، يتعاونون فورًا مع غير المؤمنين للسخرية منهم، وتشويه سمعتهم، والعمل ضدهم من وراء ظهورهم، إرضاءً لرغباتهم الخاصة. يشعرون بأن الحكم على أي أخ أو أخت لن يكون ممكنًا في الكنيسة، فهم يشعرون بأنهم إذا ناقشوا شؤون الكنيسة أو شؤون الإخوة والأخوات، أمام الإخوة والأخوات أنفسهم، فسيتحملون العواقب، والتي لن تكون في صالحهم. لكن مناقشة هذه الأمور مع أسرهم يرضي تمامًا تهورهم الشخصي ورغباتهم وعواطفهم، دون الاضطرار إلى تحمل أي عواقب، لأن الأسرة، في نهاية المطاف، هي الأسرة، التي لن تبيعهم. لكن الأمر ليس نفسه مع الإخوة والأخوات، الذين قد يبلغون عنهم، ويكشفونهم، ويهذبونهم، بل ويتسببون في فقدانهم واجباتهم ومناصبهم، في أي وقت أو مكان. لذا، ليس من الكذب إطلاقًا القول إنهم يعتبرون الإخوة والأخوات أعداءً لهم. العدو هو شخص ينبغي الحذر منه. لذا، فهم لا يتحدثون إلى الإخوة والأخوات، ولا يعقدون شركة معهم، ولا يكشفون لهم شيئًا. بدلًا من ذلك، "يعيشون حياة الكنيسة" مع أفراد أسرهم غير المؤمنين في المنزل، حيث يتشاركون كل شيء، ويطلعونهم على مكنون قلوبهم. يعبرون عن أفكارهم، وآرائهم، وإحباطاتهم، وعدم رضاهم، وجميع آرائهم المشوهة دون تحفظ ولا أي تردد، ويجدون في ذلك راحة ومتعة. لا يحتقرهم أفراد أسرهم، إنما، بدلًا من ذلك، يساعدونهم ويتعاونون معهم. إذا تحدثوا بهذه الطريقة في الكنيسة، لانكشفت تمامًا طبيعتهم الحقيقية بوصفهم عديمي الإيمان، واضطرت الكنيسة لإخراجهم. لذا، فهم لا ينظرون إلى الإخوة والأخوات باعتبارهم أسرة، بل باعتبارهم أعداء. هذا جانب. الجانب الآخر هو أنهم لا يعتبرون أنفسهم جزءًا من الكنيسة مطلقًا، لذا فإن أي شيء يحدث للكنيسة، سواءً كان تشهيرًا وتجديفًا من العالم الديني، أو شائعات لا أساس لها، وسخرية من غير المؤمنين، أو تلفيق تهم واضطهادًا من قِبل الحكومة الوطنية، فهو ليس ذي صلة بهم ولا يمثل أهمية بالنسبة إليهم شخصيًا. لنفترض أن هذا كان شعورهم الحقيقي: "إذا تضررت صورة الكنيسة، وأُسيء إلى اسم الله، فإن كرامتنا باعتبارنا مؤمنين ستتعرض لتحدٍّ خطير. ولهذا السبب، لن أناقش أبدًا شؤون الكنيسة أو شؤون بيت الله مع غير المؤمنين، تاركًا إياهم يثرثرون ويسخرون منها. ولن أتحدث بعفوية عن شؤون بيت الله مع أفراد أسرتي غير المؤمنين لحماية نفسي حتى"، لو كان لديهم مثل هذا الوعي، ألن يكونوا قادرين على حفظ ألسنتهم إذًا؟ لماذا لا يفعلون هذا إذًا؟ من الواضح أنهم لا يعتبرون أنفسهم في الأساس جزءًا من بيت الله، ولا يعتبرون أنفسهم مؤمنين. يقول بعض الناس: "كلامك غير صحيح. إذا كانوا لا يعتبرون أنفسهم جزءًا من بيت الله، فلماذا لا يزالون يحضرون الاجتماعات؟" ثمة جميع أنواع الناس بين أولئك الذين يؤمنون بالله. ألم نعقد شركة حول هذا الأمر من قبل؟ هناك كثيرون يؤمنون بالله بدوافع وأغراض مختلفة غير سليمة، وهذا أحد هذه الأنواع. الإيمان بالله من أجل التسلية، أو تخفيف الملل، أو إيجاد القوت الروحي، أليس عديمو الإيمان هؤلاء شائعين؟ ألا يمكن العثور على هؤلاء الناس بأعداد هائلة؟ (بلى). إنهم لا يعترفون حتى بأنهم مؤمنون بالله. وبالطبع، لا يعنيهم عمل الكنيسة وقيام شعب الله المختار بواجباته، ولا يكترثون له. ومن ثم، يمكنهم أن يناقشوا مع غير المؤمنين وضع عمل الكنيسة، وشؤونها الداخلية، وحتى أي مشكلات تحدث بين الإخوة والأخوات، بعفوية وهدوء. وبعد أن ينتهوا من الكلام، يشرع غير المؤمنين في النميمة، وتشويه السمعة، والسخرية، لكن هذا لا يزعجهم إطلاقًا. بل قد ينضمون إلى غير المؤمنين في توجيه الإهانات للإخوة والأخوات، والحكم على بيت الله، والتعليق على عمل بيت الله وترتيباته. هل هم مؤمنون بالله؟ (كلا). المؤمن الحقيقي لا يتصرف بهذه الطريقة أبدًا. حتى لو كان ذلك من أجل حماية كرامته ومصالحه، فلن يعضّ اليد التي تُطعمه، ويقف إلى جانب أولئك الذين هم خارج الكنيسة. أليس كذلك؟ (بلى). لذا، فإن مثل هؤلاء الأفراد أشرار وعديمو الإيمان، ويجب إخراجهم. كلما أُخرِجوا بسرعة، هدأت الكنيسة بسرعة.

لنتحدث عنكم. على سبيل المثال، إذا كان والداك لا يؤمنان بالله، أو إذا كان إخوتك أو أصدقاؤك المقربون لا يؤمنون بالله، لكنهم لا يعارضون معتقداتك، ويدعمونها بشدة في واقع الأمر، فهل ستتحدث معهم عن كل ما يحدث في الكنيسة؟ لنفترض أن إحدى صديقاتك سألت: "هل يوجد رجال في كنيستكم يبحثون عن شريك؟ هل يوجد من بينهم مَن هو طيب السريرة، وطويل القامة، وثري، ووسيم؟" بعض الأشخاص المهذبين من غير المؤمنين يرغبون أيضًا في إيجاد شريك مهذب لقضاء أيامهم معه. صديقتك ترغب في العثور على شخص يؤمن بالله، فهل ستكون على استعداد لإخبارها؟ (كلا). ينبغي أن تقول لها: "شغفكِ بالمؤمنين لا طائل منه. أنتِ غير مؤمنة وغير متوافقة مع المؤمنين بشكل جوهري. ليس بينكم لغة مشتركة؛ وتمضون في مسارات مختلفة! انظري إلى نفسكِ، ترتدين ملابس مبهرجة للغاية، أي أخ في كنيستنا قد يُعجَب بكِ؟" إنك لا تُقدّرها، فهل يُمكنك التحدث إليها عن شؤون الكنيسة؟ (كلا). بضع كلمات فحسب وتنتهي المحادثة بوجهات نظر مختلفة تمامًا. حتى لو كان لدى بعض غير المؤمنين انطباع جيد عن المؤمنين، وحتى لو حافظوا على علاقة صداقة معك بعد أن أصبحت مؤمنًا، فهل ستكون على استعداد لإطلاعهم على شؤون الكنيسة الداخلية، أو الصعوبات التي تواجهها في القيام بواجباتك؟ (كلا). حتى لو أيدوا إيمانك بالله، فما فائدة مناقشة أمور الكنيسة معهم؟ على سبيل المثال، صمد بعض الإخوة والأخوات أمام التعذيب والاستجواب من قِبل التنين العظيم الأحمر دون أن يصبحوا أمثال يهوذا. هذه شهادة يُعجب بها حتى غير المؤمنين، فهل ستكون على استعداد لإطلاعهم عليها؟ (كلا). لماذا لا تكون على استعداد لمناقشتها؟ (هذه الأمور لا علاقة لها بهم، ولن يفهموا هذه الشهادات الاختبارية). لن يكونوا قادرين على فهمها. ما الآثار السلبية التي قد تترتب على مناقشة هذه الأمور؟ (قد ينتهي بهم الأمر إلى الحكم على الكنيسة بدلًا من ذلك). سيُصدرون الأحكام: "لماذا تُعرّضون أنفسكم لهذا؟ لماذا تُعارضون الحكومة الوطنية؟" انظر، تعليق واحد كفيلٌ بكشف طبيعتهم. كيف يُمكن اعتبار هذا مُعارضةً للحكومة الوطنية؟ من الواضح أن الملك الشيطان الذي يحكم البلاد يُلحق ضررًا بالغًا بشعب الله المُختار، تاركًا إياهم بلا سبيل للعيش. حتى أنهم عندما يشهدون ذلك، يتظاهرون بأنهم لا يعرفون. من الواضح أنهم يتحدثون بطريقة تقلب الحقيقة وتشوه الحقائق. ماذا أيضًا يُمكنك أن تناقش معهم؟ لا يُمكنك التحدث إليهم عن أي شيء يتعلق بالإيمان بالله؛ ولا يُمكنك إخبارهم بأي شيء عن هذا. أولئك الذين لا يستطيعون حفظ ألسنتهم يُمكنهم إخبار غير المؤمنين بكل شيء عن الكنيسة. إنهم عديمو الإيمان بشكل واضح؛ وهم أبالسة يأتون إلى بيت الله ليعبثوا، وحوش تعض اليد التي تُطعمهم دون ذرة ضمير أو عقل. بالنسبة إليهم، أي ضرر يلحق بمصالح أو سمعة بيت الله أو الكنيسة لا يؤثر فيهم إطلاقًا، ولا يمس أيًّا من مصالحهم الخاصة، ولا يشعرون بأدنى حزن؛ ومن ثم، يُمكنهم التحدث بتهور عن الشؤون الداخلية للكنيسة إلى غير المؤمنين والأشخاص الذين لا يؤمنون بالله، دون أدنى تورع. هل مثل هؤلاء الناس بغيضون؟ (نعم!) هل يمكن لشخص عديم الإيمان لا يرى الإخوة والأخوات على أنهم أسرة، إنما يرى غير المؤمنين باعتبارهم أسرته، أن يقبل الحق؟ (كلا). هل يمكنه الاعتراف بأن الله هو الحق؟ (كلا). هل يمكن لشخص لا يعتبر نفسه عضوًا في الكنيسة، عندما يسمع الكلام عن خلاص الله للإنسان، أن يضع مصالحه الشخصية جانبًا ليسعى إلى الحق، ويدخل واقع الحق؟ (كلا). أنشطتهم اليومية تتألف فقط من بيع مصالح الكنيسة، والانحياز إلى الغرباء، وأن يعملوا جواسيسًا، وأمثال يهوذا، وخونة، كما لو كانت هذه مهمتهم. لا يسلكون طريقًا صحيحًا، بل يعيشون ليفعلوا الشر؛ إنهم يستحقون الموت واللعنة! إن هؤلاء أمثال يهوذا، والخونة، وخدام الشيطان الذين يعضُّون اليد التي تطعمهم أشرار سلبيون، وهم مؤذيون للبشرية، ويحتقرهم الجميع. إذًا، أليس من اللائق تمامًا أن تتعامل الكنيسة معهم وتخرجهم؟ (بلى). إنه لائق تمامًا! ألا تكرهون التعرض للبيع؟ إذا تعرضت الكنيسة أو بيت الله للبيع، فقد لا يتعاطف معظم الناس بشدة أو يشعرون بضيق شديد؛ سيشعرون ببعض الانزعاج بداخلهم فحسب، لأنهم في النهاية أعضاء في الكنيسة أو بيت الله. لكن ماذا لو تعرضتَ للبيع من قِبل شخص ما في الكنيسة لغير المؤمنين، وبسبب بيعه لك، حرّف غير المؤمنين الحقائق، وشوهوا سمعتك، وسخروا منك، وحكموا عليك، وأدانوك؟ بمَ ستشعر حينها؟ ألن تختبر حينها الإهانة والخزي اللذين تعاني منهما الكنيسة وبيت الله؟ (بلى). من وجهة النظر هذه، هل من المناسب إخراج مثل هؤلاء الأفراد؟ (نعم). ينبغي إخراجهم؛ لا داعي لإظهار التساهل معهم. بالنسبة إلى أولئك الذين لا يحفظون ألسنتهم، فبناءً على مختلف مظاهر تصرفهم وما يعيشون بحسبه، فهم عديمو الإيمان داخل الكنيسة، نوع من الأشرار الذين ينبغي إخراجهم. سواء كانت أفعالهم سرًا أم علانية، فما إن يُكتشَف أن شخصًا ما لا يمكنه حفظ لسانه، وأن جوهر إنسانيته هو جوهر عديم الإيمان تمامًا، فأبلغ عنه فورًا للقادة والعاملين، وأخطِر الإخوة والأخوات. ينبغي التمييز الدقيق وفي الوقت المناسب لهؤلاء الأفراد، ثم طردهم من الكنيسة في أسرع وقت ممكن. لا تسمح لهم بأي انخراط في الكنيسة أو عملها أو الانخراط مع الإخوة والأخوات؛ فإخراجهم تمامًا هو الإجراء الصحيح. وبهذا نختتم الشركة حول هذا المظهر من مظاهر الإنسانية؛ وهو عدم قدرة المرء على حفظ لسانه.

هل هذه الأنواع الثلاثة من الناس الذين عقدنا شركة عنهم اليوم حالات أشد خطورة من النوعين اللذين عقدنا شركة عنهما في السابق؟ (نعم). ظروفهم أسوأ، وإنسانيتهم ​​أحط وأحقر، وضررهم وتأثيرهم في مصالح الكنيسة وجميع الإخوة والأخوات أعظم. لذا، لا تستهن بهذه الأنواع الثلاثة من الناس؛ ينبغي توخي الحذر منهم باحتراس وعدم مجاراتهم. إذا عُرِّف أي شخص على أنه ضمن أحد هذه الأنواع الثلاثة، فينبغي كشفه وتمييزه فورًا، ثم التخلص منه في أسرع وقت ممكن. وإذا كان يقوم بواجب مهم، فابحث عمَّن يتولى واجبه فورًا، ثم اعزِله من ذلك الواجب وأخرِجه. هل هذا مفهوم؟ (مفهوم). إن مختلف أحوال إخوة وأخوات الكنيسة، ومختلف مظاهرهم في فترات متباينة، وعمل الكنيسة، وحتى بعض شؤونها الداخلية أمور لا يُسمح بمناقشتها أو عقد شركة حولها إلا فيما بين الإخوة والأخوات. هذا لتمكين شعب الله المختار من فهم وتبصر أوضح للمبادئ التي يطلبها بيت الله، ومن ثم، تحقيق القدرة على التصرف وفقًا لمبادئ الحق. لكن يجب توضيح مبدأ واحد: سواءً تعلق الأمر بحقائق أو مبادئ تتعلق بدخول شعب الله المختار إلى الحياة، أو تعلق بلوائح الشؤون العامة، فإنه ممنوعٌ منعًا باتًا التحدث عنها مع غير المؤمنين، ما قد يؤدي إلى التعليق من جانب غير المؤمنين وتوجيه الاتهامات من جانبهم. هذا ممنوعٌ منعًا باتًا. قد يقول البعض: "إذا كان ممنوعًا منعًا باتًا، فهل يعني ذلك أنه مرسوم إداري؟" يمكن التعبير عن الأمر بهذه الطريقة: مَن يُسرّب معلومات سيتحمل العواقب المترتبة على ذلك. لماذا سيضطر إلى تحمل العواقب؟ لأن أولئك الذين يُسرّبون شؤون الكنيسة الداخلية لا يحمون الكنيسة ولا الإخوة والأخوات، وقد يخونون الكنيسة والإخوة والأخوات بسهولة. وبما أنهم يتصرفون كخونة وأمثال يهوذا، فينبغي عدم إظهار تساهل معهم أو اعتبارهم إخوة وأخوات أو أسرة. ينبغي التخلص منهم باعتبارهم خونة وأمثال ويهوذا، وإخراجهم من الكنيسة مباشرةً. يقول بعض الناس: "كنت معتادًا على العادة السيئة المتمثلة في الثرثرة، وكنتُ أميل إلى الكلام بتهور. والآن وقد رأيتُ عواقب مثل هذه الأفعال، فلا أجرؤ على الكلام بتهور بعد الآن". حسنًا. بما أنك قلت هذا، فسوف يُراقَب سلوكك. إذا تبت توبةً صادقةً وتغيرت، ولم تعد تُسرّب المعلومات بتهور أو تخون مصالح الإخوة والأخوات، وحفظت لسانك، فإنّ بيت الله سيمنحك فرصةً واحدة. إذا اكتُشف مجددًا أنك فعلت هذا، وأنك كنت الشخص الذي نشر بعض المعلومات، فلن ترى أي تساهل؛ سيتحد الإخوة والأخوات في الكنيسة لإخراجك. وعندما يحدث ذلك، لا تبكِ أو تشتكِ من عدم تحذيرك مُسبقًا. الآن وقد فُسِّرت الأمور بوضوح، إذا تكرر هذا، فلن يتساهل بيت الله على الإطلاق. هل هذا مفهوم؟ (مفهوم). إذا رأيتم أي شخص لم يفهم، فاشرحوا له الأمر؛ وقدّموا له نصائح مستفيدين مما عقدنا شركة حوله اليوم. إذا لاحظتم شخصًا يُظهر علامات هذا السلوك، أو شخصًا تصرف بهذه الطريقة من قبل، فتواصلوا معه، وحذّروه، وأعلموه بطبيعة مثل هذه الأفعال وعواقبها، إضافة إلى موقف بيت الله تجاه هذه الأمور والأشخاص. بعد توضيح الأمور، راقبوه لتروا إن كان بوسعه التوبة، وما سيفعل في المستقبل. إذا تغيَّر، ولم يعد يتصرف بهذه الطريقة، فيمكن قبول رجوعه ومعاملته مثل الإخوة والأخوات. لكن إذا ظل بلا توبة معاندًا واستمر في التصرف بهذه الطريقة سرًا، فكلما وجدتم مثل هذا الشخص، أخرجوه. إذا وجدتم شخصين، فأخرجوهما، وإذا وجدتم مجموعة، فأخرجوا المجموعة بأكملها. لا تظهروا أي تساهل. يسأل بعض الناس: "هل يمكنني التحدث إلى أولئك الذين آمنوا قبل ذلك من أفراد أسرتي لكنهم أُخرجوا بعد ذلك؟" يبدو أن أولئك الذين يحبون الثرثرة والنميمة يجدون صعوبة في التحكم في أنفسهم، ويسألون دائمًا بإصرار عما إذا كان ذلك مسموحًا؟ ما رأيكم، هل هذا مسموح؟ (كلا). ليس مسموحًا بالتحدث إلى أي شخص، لأن ذلك يؤدي بسهولة إلى عواقب. يجب التخلص من مثل هؤلاء الأشخاص جميعًا باعتبارهم أمثال يهوذا. أولئك الذين هم غير مؤمنين، وأولئك الذين أُخرجوا، وأولئك المقربون منكم، وأولئك الجديرون بالثقة، وأولئك الذين يدعمون إيمانكم بالله، وأولئك الذين لديهم انطباع إيجابي عن الإيمان بالله، وأولئك الذين يؤمنون بالله إسميًا، الذين يعيشون حياة الكنيسة فحسب، ويقرؤون القليل من كلام الله، لكنهم لا يقومون بواجبهم على الإطلاق، يجب عدم التحدث إليهم، وإذا فعل المرء ذلك، فسوف يتم التخلص منه باعتباره مثل يهوذا. هل هذا مفهوم؟ (مفهوم). مَن أيضًا ضمن أولئك الذين لا يقومون بواجباتهم؟ هل أعضاء الكنيسة العاديون ضمن هؤلاء؟ (نعم). لا تنسوا هذا الأمر؛ لا تكونوا حمقى. عليكم أن تستوعبوا المبادئ جيدًا. لا تستمروا في الإيمان فقط لتصبحوا أمثال يهوذا، وتخونوا بيت الله، وتخونوا الإخوة والأخوات، دون أن تدركوا ذلك حتى، بل وتفخروا به. إن عدم قدرة المرء على حفظ لسانه، بل وخيانة عمل الكنيسة والإخوة والأخوات يمثل تعديًا جسيمًا. ويحتفظ الله بسجلات لكل من يرتكب مثل هذا الشر. الآن وقد شُرح لك بوضوح، وقد فهمت، إذا فعلت ذلك مرة أخرى، فلن يكون الأمر تعديًا بسيطًا فحسب بعد الآن؛ إنه مخالفة للمرسوم الإداري، ما يجعلك هدفًا للإخراج، وستُحرم من الحق في الخلاص. هل هذا مفهوم؟ (مفهوم).

11 ديسمبر 2021

السابق:  مسؤوليات القادة والعاملين (23)

التالي:  مسؤوليات القادة والعاملين (26)

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب

Connect with us on Messenger