مسؤوليات القادة والعاملين (26)
البند الرابع عشر: تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح على الفور ثم إخراجهم أو طردهم (الجزء الخامس)
الموقف الذي ينبغي أن يتخذه القادة والعاملون تجاه عمل تصفية الكنيسة
هذا العام، كنا نعقد شركةٍ باستمرار عن مسؤوليات القادة والعاملين، ومظاهر جميع أنواع الأشخاص المعنيين. أصبحت موضوعات الشركة مفصَّلة ومحددة بشكل متزايد، وتشمل مختلف مشكلات جميع أنواع الأشخاص، وكانت الشركة حول المظاهر المحددة لهؤلاء الأشخاص والفئات التي ينبغي تقسيمهم إليها أيضًا محددة وواضحة للغاية. كلما قُدِّمَت الشركة عن هذه المشكلات التفصيلية بشكل أكثر تحديدًا ووضوحًا، زادت المساعدة والإرشاد الإيجابيان اللذان يُفترض بها أن تُقَدِّمه لدخول شعب الله المختار في الحياة، وزاد التوجيه والمساعدة اللذان يُفترض بها أن تُقَدِّمه للقادة والعاملين ليعملوا ويقوموا بواجباتهم. ومع ذلك، كيفما عُقِدَت الشركة، ومهما كانت الشركة محدَّدة، لا يزال بعض القادة والعاملين لا يفهمون بوضوح كيفية التعامل مع مختلف أنواع الأشخاص والقضايا في الكنيسة والتخلص منها. قُدِّمت الشركة عن قضايا جميع أنواع النّاس بشكل واضح جدًا، ومع ذلك لا يزال بعض القادة والعاملين غير قادرين على إدراك كيفيّة تمييز مختلف أنواع الأشخاص ومعاملتهم. لا يزالون غير قادرين على التصرف وفقًا لمبادئ الحق، ولا يمكنهم استخدام الحق للتعامل مع مختلف أنواع الأشخاص والقضايا في الكنيسة. ما السبب في ذلك؟ أمثال هؤلاء الناس يفتقرون إلى واقع الحق. من خلال الشركة عن مظاهر جميع أنواع الناس، ينبغي أن يكون لدى المرء تمييز أساسي لأولئك في الكنيسة الذين يقومون بواجباتهم وأولئك الذين لا يفعلون ذلك، وأولئك الذين يسعون إلى الحق وأولئك الذين لا يفعلون ذلك، وأولئك المطيعين والخاضعين، وأولئك الذين يسببون العرقلة والإزعاج، وأن يتخذ ترتيبات معقولة بشأنهم جميعًا. لكن عند النظر إلى وضع جميع أنواع النّاس في الكنيسة، فقد تم إخراج الأشرار الواضحون فقط؛ ولم يتم إخراج العديد من عديمي الإيمان على نحوٍ تام. في عمل تصفية الكنيسة، ينبغي أن يتعاون القادة والعاملون مع عمل الله لتصفية الأشرار وعديمي الإيمان في أقرب وقت ممكن، بدلًا من التعامل معه بسلبيَّةٍ، أو التصرُّف مثل الساعين لرضى الناس، أو الاعتقاد أن مجرَّد تصفية الأشرار الواضحين تعني أن كل شيء قد استقر وأصبح على ما يُرام. ينبغي للقادة والعاملين فحص عمل كل فريق بنشاط، والتحقق من أوضاع أعضاء كل فريق، وما إذا كان هناك أي عديمي إيمانٍ موجودون فقط بوصفهم كِمالة عدد أو عديمي إيمان ينشرون السلبية والمفاهيم لإزعاج عمل الكنيسة، وبمجرد اكتشاف هؤلاء الأشخاص، ينبغي كشفهم وإخراجهم تمامًا. هذا هو العمل الذي ينبغي للقادة والعاملين القيام به؛ لا ينبغي لهم أن يكونوا سلبيين، ولا ينبغي لهم أن ينتظروا الأوامر والحثَّ من الأعلى حتى يتصرفوا، ولا ينبغي لهم أن يفعلوا شيئًا صغيرًا فقط عندما يدعو الإخوة والأخوات جميعًا إلى ذلك. يجب على القادة والعاملين أن يكونوا مراعين لمقاصد الله وأن يكونوا مخلصين له في عملهم. الطريقة المثلى لهم للتصرف هي أن يبادروا بالتعرف على المشكلات وحلها. يجب ألا يظلوا سلبيين، وخاصة عندما تكون لديهم هذه الكلمات الحالية والشركة كأساسٍ ليتصرفوا وفقًا له. ينبغي أن يبادروا بعلاج المشكلات والصعوبات الفعلية تمامًا بعقد شركة عن الحق، وأن يؤدوا عملهم كما ينبغي لهم بالضبط. ينبغي أن يتابعوا تقدم العمل على الفور وبشكل استباقي، إذ لا ينبغي لهم دائمًا انتظار الأوامر والحث من الأعلى حتى يتحركوا على مضض. إذا كان القادة والعاملون دائمًا سلبيين وغير مبادرين ولا يقومون بعمل حقيقي، فهم غير جديرين بأن يخدموا بصفتهم قادة وعاملين، وينبغي إعفاؤهم وإعادة توزيعهم. يوجد الآن العديد من القادة والعاملين السلبيين جدًا في عملهم. لا يقومون إلا ببعض العمل بعد أن يرسل إليهم الأعلى الأوامر ويحثّهم؛ وإلا فإنهم يتكاسلون ويماطلون. العمل في بعض الكنائس فوضوي تمامًا، وبعض الأشخاص الذين يقومون بمهام هناك كسالى ولامبالون بشكل لا يمكن تصوره، ولا يحققون أية نتائج حقيقية. هذه المشكلات هي بالفعل خطيرة للغاية ومروعة في طبيعتها، لكن القادة والعاملين في هذه الكنائس يداومون على التصرف كمسؤولين رسميين وسادة معظمين. وليس أنهم غير قادرين على القيام بأي عمل حقيقي فحسب، بل لا يمكنهم التعرف على المشكلات أو حلها. ومن شأن هذا أن يصيب عمل الكنيسة بالشلل والجمود. حيثما يكون عمل الكنيسة في حالة فوضى رهيبة ولا توجد أي دلالة على النظام، فهناك بالتأكيد قائد كاذب أو ضدٌ للمسيح يمتلك السلطة. في كل كنيسة حيث يمتلك السلطة قائد كاذب، سيكون عمل الكنيسة بأكمله في حالة خراب وفوضى كاملة – لا شك في ذلك. على سبيل المثال، اكتشفتُ العديد من القضايا في الكنائس الأمريكية بأذنيَّ أو عينيَّ. عُولجَت معظم القضايا التي رأيتُها على الفور؛ بالنسبة إلى بعض القضايا الأخرى، طلبت من قادة الكنائس الأمريكية أن يعالجونها. ومع ذلك، فإن غالبية عمل القادة والعاملين يتم بشكل سلبي للغاية، إذ تكون متابعاتهم بطيئة للغاية وكفاءتهم منخفضة للغاية، ولا ينفذون معظم مهامهم اليومية إلا بعد أوامر وحث من الأعلى. بعد أن يرتب الأعلى العمل، سينشغلون لفترة من الوقت، ولكن بمجرد الانتهاء من هذا الجزء من العمل، لا يعرفون ما يجب فعله بعدئذٍ لأنهم لا يفهمون الواجبات التي ينبغي لهم القيام بها. لا يفهمون بوضوحٍ أبدًا العمل الذي يقع ضمن نطاق مسؤوليات القادة والعاملين والذي ينبغي لهم القيام به؛ في نظرهم، لا يوجد عمل للقيام به. ماذا يحدث عندما لا يعتقد الناس أن هناك عملًا يجب القيام به؟ (لا يتحملون عبئًا). إن قول إنهم لا يتحملون عبئًا هو قول دقيق، وهم أيضًا كُسالى جدًا، ويشتهون الراحة، ويأخذون أكبر قدر من فترات الراحة كلما أمكن ذلك، ويحاولون تجنب أي مهام إضافية. غالبًا ما يفكر هؤلاء الكسالى: "لمَ ينبغي أن أقلق كثيرًا؟ القلق الكثير سيجعلني أتقدم في العمر أسرع فحسب. ما الفائدة التي ستعود عليَّ جراء ذلك، وجراء الركض كثيرًا في أرجاء المكان، وإرهاق نفسي بهذا القدر؟ ما الذي سيحدث إذا أُنهكت ومرضت؟ لا أملك مالًا للعلاج. ومن الذي سيعتني بي عندما أشيخ؟" هؤلاء الكسالى سلبيون ومثبطون للهمم بهذا القدر. إنهم لا يمتلكون أي ذرة من الحق، ولا يمكنهم رؤية أي شيء بوضوح. وهم بكل جلاء حفنة من المشوشين، أليسوا كذلك؟ إنهم جميعًا مشوَّشو الذهن، فهم غافلون عن الحق، ولا يهتمون به، فكيف يمكن أن يُخلّصوا؟ لماذا يكون الناس غير منضبطين وكسالى دائمًا، كما لو كانوا الموتى الأحياء؟ هذا يمسُ مشكلة طبيعتهم. يوجد نوع من الكسل في الطبيعة البشرية. مهما كانت المهمة التي يفعلونها، فإنهم يحتاجون دائمًا إلى شخص يشرف عليهم ويحثُّهم. وأحيانًا يكون الناس مُراعين للجسد ويشتهون الراحة الجسدية، ويُخفون أشياء لأنفسهم دائمًا – هؤلاء الناس يفيضون بالمقاصد الإبليسية والمخططات الماكرة، وهم في الحقيقة عديمو النفع تمامًا. يبذلون دائمًا أقل من أفضل ما لديهم مهما كان الواجب المهم الذي يقومون به. وهذه عدم مسؤولية وعدم وفاء. لقد قلتُ هذه الأشياء اليوم لتذكيركم ألا تكونوا سلبيين في العمل. يجب أن تتمكنوا من اتباع ما أقوله. إذا كنت سأذهب إلى كنائس مختلفة وأكتشف أو أرى أنكم قمتم بالكثير من العمل، وأنكم عملتم بكفاءة عالية، وأن ذلك العمل يتقدم بسرعة كبيرة، وأنه وصل إلى مستوى مُرْضٍ، وأن الجميع بذلوا قصارى جهدهم، سأكون سعيدًا جدًا. إذا كنت سأذهب إلى كنائس مختلفة وأرى أن تقدم العمل في جميع الجوانب بطيء، ما يثبت أنكم لم تقوموا بواجباتكم بشكل جيد ولم تواكبوا الوتيرة العادية لنشر الإنجيل، فكيف سيكون مزاجي حينئذ في اعتقادكم؟ هل سأظل سعيدًا برؤيتكم؟ (كلا). لن أكون سعيدًا. لقد ائتُمنتم على هذا العمل، وقد قلتُ كل ما يجب قوله؛ كما أُخْبِرْتُم بالمبادئ المحددة للممارسة وبالطريق. ومع ذلك، لا تتصرفون، ولا تعملون، وتنتظرون مني فقط أن أشرف عليكم وأحثكم شخصيًا، أو أهذِّبَكُم أو حتى آمركم بالتصرف. ما المشكلة هنا؟ ألا ينبغي تشريح هذا الأمر؟ عندما لا تقومون بالعمل الذي من الواضح أنه ينبغي القيام به وتكونون غير قادرين على تحمل مسؤوليته، فهل يمكن أن يكون موقفي تجاهكم جيدًا؟ (كلا). لماذا لا يكون موقفي تجاهكم جيدًا؟ (نحن غير مسؤولين تمامًا في القيام بواجباتنا). لأنكم لا تقومون بواجباتكم بكل قلبكم وقوتكم، بل تقومون بها بلا مبالاة. ينبغي للشخص المخلص في واجباته أن يبذل على الأقل كل قوته، لكنكم لا تستطيعون حتى تحقيق ذلك؛ أنتم مقصرون كثيرًا! ليس الأمر أن مستوى قدراتكم غير كافٍ؛ بل إن عقليتكم غير صحيحة وأنتم غير مسؤولين. ثمة بعض الأشياء السخيفة في قلوبكم التي تمنعكم من القيام بواجباتكم. إضافةً إلى ذلك، فعقلية السعي لرضى الناس تُعيقكم عن القيام بعمل تصفية الكنيسة. هل تعرفون ما أهمية تصفية الكنيسة؟ لماذا يريد الله تصفية الكنيسة؟ ما تبعات عدم تصفية الكنيسة؟ أنتم جميعًا لا تفهمون هذه الأمور بوضوحٍ ولا تطلبون الحق، ما يثبت أنكم غير مراعين لمقاصد الله. أنتم على استعداد للقيام بقليل من العمل العادي والمنتظم المتعلق بمنصبكم فحسب وتجتنبون المهام الخاصة، خاصة تلك التي قد تسيء إلى الآخرين. تفضلون جميعًا تمرير هذه المهام إلى شخص آخر. أليست هذه هي الطريقة التي تفكرون بها؟ أليست هذه مشكلة يجب معالجتها؟ تقولون دائمًا: "مستوى قدراتي ضعيف، وفهمي للحق محدود، وليست لدي خبرة عمل كافية. لم أكن قائدًا للكنيسة قَطّ، ولم أقم بأعمال تصفية الكنيسة". أليس هذا اختلاقًا للأعذار؟ لقد قُدِّمت شركة عن عمل تصفية الكنيسة بوضوح تام. إن تصفية الكنيسة من أضداد المسيح والأشرار وعديمي الإيمان مسألة بسيطة للغاية. هل تلك المبادئ القليلة صعبة الفهم إلى هذه الدرجة حقًا؟ إذا شُرِحَت مثل هذه المشكلات البسيطة بوضوح تام وظلَّ الناس لا يفهمونها، فما الذي يشير إليه ذلك؟ يشير ذلك إلى أن مستوى قدراتهم ضعيف للغاية بحيث لا يمكنهم فهم اللغة البشرية، أو أنهم مجرد أوغاد لا يركزون على المهام المناسبة. هناك حتمًا من بين القادة والعاملين، بعض ذوي مستوى القدرات الضعيف، وبالتأكيد هناك بعض الساعين لرضى الناس الذين لا ينخرطون في عمل حقيقي؛ وهناك حتمًا أيضًا بعض الأوغاد الذين يهملون المهام المناسبة ويرتكبون الأفعال السيئة بتهور – كل هذه الأوضاع موجودة. أولًا، يجب تصفية الكنيسة من هؤلاء الأوغاد الذين يتجاهلون المهام المناسبة. ينبغي استخدام أي شخص يمكنه القيام بعمل حقيقي، وينبغي بالتأكيد إعفاء الساعين لرضى الناس الذين يشغلون مناصب قادة، وينبغي الحفاظ على الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف الذين يمكنهم فهم اللغة البشرية ويمكنهم القيام ببعض العمل الحقيقي. ينبغي حل هذه المشكلات بهذه الطريقة. بعد أن قدِّم الله الشركة، إذا استطعتَ أن ترى بوضوح المشكلات في عمل الكنيسة التي ينبغي للقادة والعاملين حلها، فينبغي لك معالجتها على الفور دون مزيد من التأخير. ينبغي أن تكون قادرًا على أخذ زمام المبادرة للتصرف دون الحاجة إلى انتظار أن يوزِّع الأعلى المهام أو يُصدر الأوامر شخصيًا. ينبغي حل المشكلات التي تنشأ مهما كانت، قبل أن تؤثر في العمل. قبل أن يبدأ الأعلى في تقصِّي المشكلات، ينبغي أن تكون قد أبلغت بالفعل عن فهمك للمشكلات وحلولها، ومبادئ التعامل معها، ونتائج التعامل معها. كم سيكون ذلك رائعًا! هل يمكن أن يظلَّ الأعلى غير راضٍ عنك حينها؟ بوصفك قائدًا أو عاملًا، إذا فشلت باستمرار في رؤية العمل ضمن نطاق مسؤولياتك الخاصة، أو حتى إذا كان لديك بعض الوعي أو الأفكار ولكنك تستمر في المماطلة وعدم التصرف، وتنتظر دائمًا أن يرتِّب الأعلى المهام من أجلك، أليس هذا إهمالًا للمسؤولية؟ (بلى). هذا إهمال جسيم للمسؤولية! لقد فقدتَ الموقف والمسؤولية اللذيْن يرتبطان بدور القائد أو العامل في كيفية التعامل مع الواجب. ينبغي للقادة والعاملين اتباع متطلبات الأعلى بدقة في عملهم؛ مهما كان ما قدم الأعلى شركةً عنه، فهذا ما ينبغي لك تنفيذه، والتصرف والتنفيذ بسرعة بمجرد أن تكون قد فهمت. حل المشكلات بالحق هو أهم مسؤولية للقادة والعاملين، وينبغي ألا تنتظر الأعلى بشكلٍ سلبيٍّ ليرتِّب العمل قبل القيام بأي شيء. إذا كنت تنتظر دائمًا بشكل سلبي، فأنت غير مؤهل لأن تكون قائدًا أو عاملًا، ولا يمكنك تحمّل مسؤولية هذا العمل، والأمران الوحيدان المعقولان اللذان يجب القيام بهما هما الاعتراف بالمسؤوليّة والاستقالة.
مظاهر ثلاثة أنواع من الناس الذين يؤمنون بالله وعواقبهم
1. العاملون
يوجد ما مجموعه خمسة عشر مسؤولية للقادة والعاملين، وقد قدمنا شركة عنها بالفعل حتى المسؤولية الرابعة عشرة. لقد قُدِّمَت شركة بنسبةٍ تبلغ حوالي ثمانين إلى تسعين في المائة عن المشكلات داخل الكنيسة والتي يتعيَّن على القادة والعاملين حلّها، وكذلك عن قضايا جميع أنواع النّاس المتورّطين في هذه المشكلات. هذه كلها مهام يجب على القادة والعاملون الاضطلاع بها ومشكلات يجب عليهم حلها. ينطوي هذا الأمر على العديد من القضايا. من ناحية، فهو يتطرق إلى المسؤوليات التي ينبغي للقادة والعاملين تتميمها؛ ومن ناحيةٍ أخرى، ينطوي أيضًا على القضايا المختلفة لجميع أنواع الأشخاص في الكنيسة. على الرغم من أن موضوع شركتنا خلال هذه الفترة هو مسؤوليات القادة والعاملين وكشف القادة الكَذَبة، فقد عقدنا شركة كثيرًا أيضًا حول قضايا مختلف أنواع الناس – وحالات مختلف أنواع الناس وجواهرهم – التي تطرّق إليها هذا الموضوع. وبالطبع لهذا المحتوى المحدد تأثيرات مختلفة في جميع أنواع النّاس الذين يتبعون الله في الكنيسة. ومن بينهم، ثمة نوع من الأشخاص الذين لا يزالون يحتفظون بموقف "لديَّ إنسانية جيدة، وأنا أومن حقًا بالله، وأنا على استعداد للتخلي عن الأشياء في إيماني بالله، وأنا على استعداد لدفع ثمنٍ وتكبُّدِ المشقة للقيام بواجبي"، حتى بعد سماع كل هذه الشركة. إنهم لا يهتمون بالحالات المختلفة لجميع أنواع الأشخاص، أو بالحق الذي تنطوي عليه الحالات المختلفة، أو بمبادئ الحق التي ينبغي أن يفهمها الناس، والتي قُدِّمَت عنها شركةٌ خلال هذه الفترة. أليس هذا نوعًا من الأشخاص؟ أليس هذا النوع من الأشخاص غير نموذجيٍّ بتاتًا؟ (بلى). هذا النوع من الأشخاص لديه دائمًا وجهة نظر معينة. مِمَّ تتألف وجهة النظر هذه في المقام الأول؟ من النقاط الثلاث التي ذكرتُها للتو: أولًا، يعتقدون أن إنسانيتهم ليست سيئة، بل أنها جيدة. ثانيًا، يعتقدون أنهم يؤمنون حقًا بالله، بمعنى أنهم يؤمنون حقًا بوجود الله وسيادته على كل شيء، ويؤمنون أن الله يتحكم في مصير الإنسان، وأنه يقع تحت سيادة الله، وهو تفسير واسع لعبارة "يؤمنون حقًا بالله". ثالثًا، يعتقدون أنهم يستطيعون التخلي عن الأشياء في إيمانهم بالله وتكبُّد المشقة ودفع ثمنٍ للقيام بواجباتهم. يمكن القول إن هذه النقاط الثلاث هي العناصر الأساسية والأولية والجوهرية التي يتمسك بها هؤلاء الناس في إيمانهم بالله. بالطبع، يمكن اعتبار هذه الأشياء أيضًا رأس مالهم في الإيمان بالله، وهي كذلك الأهداف التي يسعون إليها، ودوافعهم وتوجههم في التصرف. إنهم يؤمنون أن امتلاك هذه النقاط الثلاث يؤهلهم للشروط الأساسية الثلاثة للخلاص، ما يجعلهم أشخاصًا محبوبين ومقبولين من الله. هذا خطأ فادح؛ فامتلاك هذه النقاط الثلاث يشير فقط إلى امتلاك القليل من الإنسانية. هل يمكن أن يكسب امتلاك القليل من الإنسانية استحسان الله؟ كلا بالطبع؛ فالله لا يستحسن سوى أولئك الذين يتقونه ويحيدون عن الشر. هذه النقاط الثلاث لا تلبِّي معيار واقع الحق؛ بل هي مجرد المعايير الثلاثة للعاملين. بعد ذلك، سأعقد شركة عن تفاصيل هذه النقاط الثلاث لأجعلكم تفهمون بوضوح. النقطة الأولى هي امتلاك إنسانية جيدة. إنهم يعتقدون أن عدم فعل الشر، وعدم التسبب في العرقلة والإزعاج، وعدم التسبب في الإضرار بمصالح بيت الله يكفي، وأن هذا يعني أنه يمكنهم إرضاء مقاصد الله والتصرف وفقًا للمبادئ. النقطة الثانية هي "الإيمان بالله حقًا". بالنسبة إليهم، ما يسمونه "الإيمان بالله حقًا" يعني عدم الشك أبدًا في وجود الله أو في حقيقة سيادته على كل شيء، والإيمان بأن مصير الإنسان في يد الله، وهو ما يعتقدون أنه سيمكِّنهم من اتباع الله حتى النهاية. إنهم يعتقدون أنه طالما أنهم يؤمنون حقًا بالله، سينالون استحسانه. لذلك، مهما كانت الطريقة التي يقود بها الله أو يتصرف بها، ومهما كانت المشكلات التي يواجهونها، يقولون: "فقط أحب الله، واتبع الله، واخضع لله". طريقتهم في حل المشكلات مبسطة للغاية؛ هل يمكن لمثل هذه الكلمات المُعَمَّمَة أن تحل أي مشكلات؟ النقطة الثالثة هي القدرة على التخلي عن الأشياء في إيمانهم بالله، والقدرة على تكبُّدِ المشقة ودفع ثمنٍ للقيام بواجباتهم. كيف يطبِّقون هذا؟ لأنهم يؤمنون حقًا بالله، فعندما يظهر احتياجٌ في عمل الكنيسة أو عندما يشعرون بمقاصد الله الملحة، يمكنهم المبادرة بالتخلي عن عائلاتهم وزيجاتهم ومساراتهم المهنية، وتنحية تطلعاتهم الدنيوية جانبًا، واتباع الله والقيام بواجباتهم بتصميم لا يتزعزع، دون أي شعورٍ بالندم أبدًا. إنهم قادرون على تكبُّد المشقة ودفع ثمنٍ لأي واجب يرتبه لهم بيت الله، حتى إنْ كان ذلك يعني تناول كميات أقل من الطعام والنوم لفترات أقل. ومهما بلغتْ صعوبة الظروف المعيشية، أو حتى في بعض البيئات غير المواتية، لا يزال بإمكانهم المثابرة في أداء واجباتهم. إلى جانب هذه النقاط الثلاث، يبدو أنه لا علاقة لهم بممارسة جميع الجوانب الأخرى المتعلقة بالحق. يفعلون ما يبدو جيدًا أو صحيحًا بالنسبة إليهم. أما بالنسبة إلى مختلف مبادئ الممارسة التي أخبر الله بها الإنسان، وكذلك حالات مختلف شخصيات الناس الفاسدة التي كشفها الله ومظاهرها وجوهرها، فيعتقدون أنه لا بأس بأن يعرفوا القليل منها أو لا يعرفوا بها على الإطلاق؛ فهم لا يشعرون بالحاجة إلى البحث على وجه التحديد وبدقة عن مبادئ مختلفة لفحص فسادهم الشخصي وإصلاح أوجه قصورهم، ولا بأي حاجة لحضور الاجتماعات في كثير من الأحيان لسماع الآخرين يقدمون الشركة عن شهاداتهم الاختبارية المختلفة، ومن ثَمَّ تحقيق التحول الذاتي، وما إلى ذلك. يشعرون بأن الإيمان بالله بهذه الطريقة أمر مزعج للغاية، وأنه غير ضروري. يتبعون الله ويقومون بواجباتهم بفهم سطحي للإيمان بالله والتغير في الشخصية، إلى جانب مفاهيم وتصورات مختلفة حول عمل الله. أليس هذا النوع من الأشخاص نموذجيًا تمامًا؟ (بلى). يحددون مطلبًا بسيطًا للغاية لأنفسهم، ولديهم موقف بسيط للغاية تجاه الإيمان بالله. وأكثر من هذا أنهم يهملون الحق، ودينونة الله وكشفه، وأن يتعرضوا للتهذيب، وكذلك مختلف شخصيات الناس الفاسدة ومختلف حالاتهم ومظاهرهم، وما إلى ذلك. إنهم لا يتفكرون أبدًا في هذه القضايا ولا يتأملون فيها. أي إن هؤلاء الناس يعتبرون أنفسهم ذوي إنسانية جيدة، وأناسًا صالحين، ويؤمنون بالله حقًا؛ وبينما يعترفون بأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، فإنهم يتجاهلون الحالات والمظاهر المحددة لمختلف شخصيات الناس الفاسدة التي يكشفها الله، ولا يبذلون أي جهد في تقصِّي هذه الأشياء. أليس هذا نوعًا من الأشخاص؟ أليست وجهات النظر والمظاهر المحددة لهذا النوع من الأشخاص في إيمانهم بالله نموذجية تمامًا؟ (بلى). بالنظر إلى وجهات نظر هؤلاء الناس عن الإيمان بالله، وفهمهم للخلاص، وموقفهم تجاه كلام الله الذي يكشف مختلف شخصيات الناس الفاسدة، تحت أي فئة ينبغي وضع هؤلاء الناس؟ (أولئك الذين لديهم إيمان مشوش، الذين لا يسعون إلى الحق). هذا هو المظهر السطحيُّ فحسب؛ كيف ينبغي تصنيف هؤلاء الناس حقًا؟ هل يوجد الكثير من هؤلاء الناس في الكنيسة؟ (نعم). عندما تُنَاقَشُ قضايا محددة وتُقَدَّم شركةٌ عن الحقائق المتعلقة بها، يبدؤون في الشعور بالخمول أو النعاس أو يصبحون مرتبكين، ولا يبدون أي اهتمام. وإذا كُلِّفُوا بأي عمل أو مهام، فإنهم يشمرون عن سواعدهم ويُباشِرونها، ولا يجتنبون المشقة أو التعب. يظنون أنه سيكون من الرائع أن يكون الإيمان بالله مثل القيام بهذا النوع من العمل – حينها سيكون لديهم دافع. عندما يحين الوقت لتكبُّد المشقة، ودفع الثمن، وبذل الجهد في العمل، فإنهم يظهرون جدية حقيقية. ولكن هل هذه الجدية والحماس الحقيقيان يعنيان الإخلاص؟ هل هذا هو المظهر الذي يجب أن يتخذه المرء بعد فهم مبادئ الحق؟ (كلا). من خلال شركتي، هل يمكنكم أن تروا في أي فئة ينبغي تصنيف هؤلاء الناس؟ (العاملين). هذا صحيح. هؤلاء الناس عاملون، وهكذا يؤمن العاملون بالله.
بدأنا بالشركة حول جوهر طبيعة أضداد المسيح ومظاهرهم المختلفة، وكذلك المظاهر المختلفة لأولئك الذين لديهم شخصية أضداد المسيح ولكنهم ليسوا في الواقع أضدادًا للمسيح. الآن، نعقد شركة حول مظاهر مختلف أنواع الناس التي تتطرق إليها مسؤوليات القادة والعاملين. على الرغم من أن الموضوعات التي قُدِّمَتْ عنها الشركة كانت حول أضداد المسيح والقادة الكَذَبة، فإن القضايا والمظاهر المحددة التي تطرق إليها كل بند تتعلق بالشخصيات الفاسدة للبشرية الفاسدة، وكذلك الحالات والمظاهر المختلفة التي تظهر في ظل سيادة الشخصيات الفاسدة. على الرغم من أن القادة الكَذَبة وأضداد المسيح ليسوا سوى أقلية، فإن شخصيات القادة الكَذَبة وأضداد المسيح، وكذلك حالاتهم ومظاهرهم المختلفة، موجودة في كل شخص بدرجات مختلفة. الآن بعد أن قُدِّمَت شركةٌ عن هذه القضايا بمثل هذا التفصيل، سيكون لأولئك الذين يسعون إلى الحق بعد ذلك مسارٌ وتوجهٌ أوضح، وأهداف أكثر وضوحًا، في السعي إلى الحق، وممارسته، وفهم مبادئه، والدخول في واقع الحق. هذا أمر جيد بالنسبة إليهم وسبب للابتهاج. بعبارة أخرى، إنهم يشرعون في مرحلةٍ هامةٍ جديدةٍ في إيمانهم بالله. لم يعودوا يعيشون في ظل اللوائح أو الطقوس الدينية أو الكلمات والتعاليم والشعارات. وبدلًا من ذلك، لديهم توجُّهاتٌ وأهداف أكثر واقعية للممارسة، وبالطبع مبادئ أكثر تحديدًا يتبعونها. كيفية الممارسة في ظل ظروف معينة وماهية مبادئ الحق المتعلقة بها، أو ماهية الحالات والفساد لدى الناس وكيف يجب معاملتها، وكذلك كيفية طلب الحق لحلها – يتطرَّق موضوعا الشركة الرئيسيان وهما موضوعا أضداد المسيح والقادة الكَذَبة بشكلٍ رئيسي إلى هذا المحتوى. بالنسبة إلى أولئك الذين يسعون إلى الحق، كلما كانت الشركة عن الحق أكثر تحديدًا، صار لديهم مسار أوضح للممارسة. كلما كانت الشركة عن الحق أكثر تحديدًا، أصبحت قلوب الناس أكثر إشراقًا وصفاءً، وزادت معرفتهم لأنفسهم وفهمهم لها، وزاد وعيهم بما ينبغي أن يدخلوا فيه بعد ذلك وبالمشكلات التي يجب عليهم حلها بعد ذلك. أما بالنسبة إلى نوع الأشخاص الذين ذُكِرُوا للتوِّ بصفتهم عاملين، فبعد أن عقدنا شركةً باستفاضةٍ عن الحالات المختلفة التي تتولَّد عن الشخصيات الفاسدة للبشرية ومشكلات الفساد المختلفة التي تحتاج أن يتم علاجها، فإنهم يظلون غير متأثرين. ماذا يعني أن يظلوا غير متأثرين؟ يعني أنهم لا يزالون لا يفهمون بوضوحٍ السعيَ إلى الحق وطريق الخلاص الذي يتحدث عنه الله وغير قادرين على استيعابهما. والأخطر من ذلك، بعد أن قُدِّمَت شركةٌ عن العديد من المظاهر والمشكلات الأساسية، لا يزالون يُفَكِّرون: "لديَّ إنسانية جيدة، وأنا أومن حقًا بالله، وأنا على استعداد للتخلي عن الأشياء في إيماني بالله، وأنا على استعداد لدفع ثمنٍ وتكبُّدِ المشقة للقيام بواجبي؛ هذا يكفي". عندما يواجهون أوضاعًا، لا يفحصون أنفسهم ولا يقارنون أنفسهم بكلام الله، بل يحاولون بدلًا من ذلك حل المشكلات بالاعتماد حصرًا على صلاحهم البشري أو القليل من الضمير والعقل اللذين لديهم. بالطبع، يعتمد بعض الناس على ضبط النفس والصبر، ويتحملون مرارًا وتكرارًا، بينما يعتمد آخرون على فلسفات التعاملات الدنيوية، فيجعلون القضايا الرئيسية تبدو وكأنها قضايا ثانوية، ويجعلون القضايا الثانوية تبدو غير إشكالية. الهدف الذي يسعون إليه هو: "بحلول اليوم الذي ينتهي فيه عمل الله، إذا كنتُ لا أزال في الكنيسة أقوم بواجبي، ولم يتم إخراجي، فهذا يكفي. ما إذا كان لديَّ فهم حقيقي لنفسي، وما إذا كانت شخصياتي الفاسدة قد عُولجَت، وما إذا كان لديَّ خضوع حقيقي لله، وما إذا كنت شخصًا يتقي الله ويحيد عن الشر – تلك قضايا ثانوية، لا تستحق الذكر. أنت تُهَوِّلُ كلَّ شيء، وتقدِّم شركةً عن الحق بهذا التفصيل، وتطرح حتى أصغر القضايا للشركة بلا نهاية، وتجعلنا دائمًا نُمَيِّز؛ أنا ببساطة غير راغب في الاستماع إلى هذه الشركات عن الحق، لستُ مهتمًا على الإطلاق. عندما يحين يوم الله، سيكون رائعًا لو استطعنا الدخول مباشرة إلى الملكوت!" في حين أنه صحيحٌ أن صبر الجميع له حدوده، فإن صبر مثل هؤلاء الناس لا حدود له. لماذا؟ ذلك لأنهم يعتقدون أن لديهم إنسانية جيدة، وأنهم يؤمنون حقًا بالله، وأن لديهم القدرة على التخلي عن الأشياء بوصفهم مؤمنين بالله، ولديهم الرغبة في دفع ثمنٍ وتكبُّدِ المشقة للقيام بواجبهم؛ وعندما يواجهون أي شيء، لديهم حلولهم الخاصة، وفي نهاية المطاف لا يزالون قادرين على القيام بواجباتهم بثبات والتمسك بموقفهم. ومع ذلك، بغض النظر عن مدى مثابرتهم في أداء واجباتهم، أو الوسيلة التي يتحملون بها حتى النهاية، وبغض النظر عن دافعهم، هناك شيء واحد مؤكد: ليس لديهم خضوع حقيقي لله، ولا يفهمون أبدًا شخصياتهم الفاسدة. على نحو أكثر دقة، لا يعترف هؤلاء الناس بوجود فسادٍ لديهم، ولا يعترفون بمختلف الحالات والمشكلات التي تنشأ عن شخصيات الناس الفاسدة التي يكشفها الله. حتى لو كانوا يقيسون أنفسهم من حين لآخر بهذه الحالات والمشكلات، فإنهم يتعاملون معها بنهج بارد، قائلين: "الجميع فاسدون على السواء. جوهر طبيعة الجميع هو جوهر طبيعة الأبالسة والشيطان؛ نحن جميعًا أعداء لله. هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها. ولكن طالما يثابر المرء في أداء واجبه، فإن الله سيستحسنه بالتأكيد، وأولئك الذين يثابرون حتى النهاية سيكونون هم الغالبين". انطلاقًا من وجهة نظرهم، فإنهم نشيطون جدًا في إيمانهم بالله، ولكن عندما يتعلق الأمر بمشاركة الشهادات الاختبارية، فإنهم يسكتون، غير قادرين على التفوه بكلمةٍ. عندما يحين وقت تقديم شركةٍ عن الحق في الاجتماعات، يشعرون بالنعاس ولا يمكنهم استيعابها. إذا سألتَهم: "كيف تختبر كلام الله في واجبك كل يوم؟" يقولون: "كل ما ترتبه الكنيسة لي، أفعله. هل يتطلب هذا اختبارًا؟" يبدو أنهم لا يفهمون. إذا سألتَهم بعدئذ: "هل لديك أيُّ فسادٍ يتم كشفه؟ كيف تفهم نفسك؟" يقولون: "أنا فقط أخضع لله وأحب الله؛ ما المشكلات التي قد توجد؟" تفكيرهم بهذه البساطة. هذا هو رأيهم: "ينبغي أن يكون الإيمان بالله هكذا. لماذا تشغلون بالكم بكل هذه القضايا التافهة؟ أنتم تُعَقِّدون الأمور للغاية!" من ثَمَّ، يقومون بواجبهم وينفذون المهام دون أن يطلبوا مبادئ الحق أبدًا، بل يتصرفون بناءً على النوايا الحسنة والحماس. على نحو أكثر دقة، يتصرفون تحت سيادة الضمير والعقل، ويفكرون: "لقد عانيتُ بالفعل ودفعت ثمنًا إلى حد كبير؛ لقد مارستُ الحق بالفعل وأرضيت الله إلى حد كبير؛ فلا تطلب مني المزيد. أنا بخير كما أنا، أنا شخص صالح، وأنا أومن بالله حقًا". بالطبع، هناك أوقات لا يستطيع فيها هؤلاء الأشخاص منع أنفسهم من التنفيس، وحينها تنكشف حقيقتهم. يمكنهم التفوه بالعديد من الكلمات والتعاليم لكنهم يفتقرون إلى أي قامةٍ حقيقية؛ وبعبارة أخرى، ليست لديهم حياة. ما المقصود بعدم امتلاكهم حياة على وجه التحديد؟ (ليس لديهم حقٌ). كيف يتحقق عدم امتلاك الحق؟ (لا يحبون الحق، ولا يسعون إليه). لا يتعلق الأمر حتى بما إذا كانوا يحبون الحق أم لا؛ على وجه الدقة، إنهم لا يقبلون الحق. قد يقول البعض: "كيف يمكنك أن تقول إنهم لا يقبلون الحق؟ إنهم يتكبدون الكثير من المشقة ويدفعون ثمنًا باهظًا للقيام بواجبهم، ويعملون بجد كل يوم من الفجر حتى الغسق؛ فكيف يمكنك أن تقول إنه ليس لديهم حق؟" هل قول هذا ظلمٌ لهم؟ ولكن إذا نظرتَ إلى هؤلاء الأشخاص، فيما وراء معاناتهم ودفع الثمن، فهل كل ما يفعلونه ضمن نطاق مبادئ الحق؟ هل يطلبون المبادئ في كل ما يفعلونه؟ هل يأتون أمام الله بقلب يتقي الله، ويفعلون الأشياء وفقًا لكلام الله والمبادئ التي يتطلبها بيت الله؟ لا؛ إنها كلها أفعال بشرية، وضبط نفس بشري. ما المظهر الرئيسي لعدم قبولهم للحق؟ إنهم، قبل القيام بشيء ما، لا يطلبون الحق بنشاطٍ أبدًا، ولا يتأملون بجدية أبدًا في مبادئ الحق ثم يمارسون بصرامة وفقًا لكلام الله. هل يُضْمِرون مثل هذه الأفكار والمواقف؟ ما موقفهم تجاه المظاهر المختلفة للشخصية الفاسدة للبشرية التي يكشفها الله؟ هل يقبلون هذه الكلمات؟ هل يعترفون بأن هذه الكلمات واقعية؟ هل يعترفون بأن هذه المظاهر المحددة هي استعلانات للفساد؟ قد يوافقون أو يعترفون بذلك ظاهريًا، لكنهم في قلوبهم لا يقبلون ذلك؛ إنهم يتجاهلونه. ماذا يعني تجاهل ذلك؟ على وجه التحديد، هذا يعني عدم القبول، وعدم وجود موقف واضح، وعدم وجود مقاومة أو معارضة واضحة، بل تبني موقفٍ من المعاملة الباردة تجاه هذه الكلمات التي يقولها الله. إن قول "المعاملة الباردة" هو قول مجرد بعض الشيء؛ على وجه التحديد، هم يفكرون: "أنت تقول إن الناس متغطرسون ومخادعون، لكن مَنْ ليس مخادعًا؟ من ليس لديه القليل من الدهاء؟ مَن لا يُظهر بعض الغطرسة أو التكبُّر؟ ما المشكلة الكبيرة؟ طالما يمكن للمرء أن يتكبَّد المشقة ويدفع الثمن، فهذا يكفي". أليس هذا موقفًا ومظهرًا محددًا لعدم القبول؟ (بلى). هذا ليس قبولًا للحق. موقفهم تجاه كلمات دينونة الله وكشفه هو موقف تجاهل وعدم قبول. لذلك، عندما يتعلق الأمر بالتقييمات والتذكيرات التي يقدمها لهم الإخوة والأخوات، وحتى التوجيهات والمساعدة التي يقدمها الإخوة والأخوات لشخصياتهم الفاسدة، هل يمكنهم قبول هذه الأشياء؟ (كلا). أخبروني، إذًا، ما مظاهرهم المحددة؟ لماذا لا يستطيعون قبول هذه الأشياء؟ أين دليلك على قول هذا؟ على سبيل المثال، عندما تقول لهم: "لا يمكنك القيام بواجبك بهذه الطريقة المهملة؛ هذه لامبالاة"، ما مظاهرهم التي تثبت أنهم لا يقبلون الحق؟ (سيقولون: "لقد بذلت الجهد من كل قلبي. لقد عانيتُ بالفعل ودفعت الثمن. كيف يمكنك أن تقول إنني لامبالٍ؟") هذا هو تبريرهم لأنفسهم. هل سيبحثون عن أعذارٍ أحيانًا؟ حتى إن اعترفوا في قلوبهم، فإنهم لا يزالون يفكرون: "لقد كنت لامبالٍ، وماذا في ذلك؟ مَن لا يمرُّ بأيامٍ سيئةٍ؟ مَن لا يختبر المشاعر الطبيعية؟ لكن لا يمكن أن أعترف بأنني لامبالٍ؛ يجب أن أجد عذرًا للتغطية على ذلك. لا يمكن أن أفقد ماء وجهي". وبالتالي، يجدون العديد من الأسباب والأعذار للدفاع عن أنفسهم بشكل ملتوٍ، ولا يعترفون بحقيقة أنهم كانوا لامبالين، ولا يعترفون بمشكلاتهم الخاصة في هذا الصدد، ولا يتقبلون توجيهات من أشخاص آخرين. هذا مظهر محدد لعدم قبول الحق. عندما لا يواجهون أوضاعًا فعلية، يعتبرون أنفسهم "شخصًا صالحًا، يؤمن حقًا بالله". عندما يواجهون أوضاعًا، على الرغم من أنهم لا يعود بإمكانهم الاحتماء بهذا، يظلون يجدون أسبابًا كافية للتبرير لأنفسهم والدفاع عنها، ويخفون القضية، ويضعون حدًا لها، ثم يستمرون في رؤية أنفسهم على أنهم "شخص جيد، بإنسانية جيدة، يؤمن حقًا بالله، ولديه القدرة على التخلي، والقدرة على تكبُّد المشقة ودفع ثمن للقيام بواجبه". وعلى وجه الدقة، فإن مظاهر مثل هؤلاء الناس وجوهرهم، هي مظاهر العاملين وجوهرهم. تشغل هذه المجموعة نسبة كبيرة في الكنيسة. بغض النظر عن النسبة، في نهاية المطاف، إذا كان بإمكان هؤلاء الأفراد أن يعانوا حقًا ويدفعوا الثمن، وأن يتحملوا ويثابروا حتى النهاية دون ارتكاب أي تعديات كبيرة، ودون انتهاك مراسيم الله الإدارية أو الإساءة إلى شخصيته، فهم عاملون مخلصون، عاملون يمكنهم البقاء. هذه نعمة كبيرة! إنهم لا يسعون إلى الحق، ولا يمكنهم اتباع مشيئة الله، أو تقديم الشهادة لله، أو القيام بدور الشهود لكلام الله وعمله – إن تلقِّي هذه البركة أمرٌ جيدٌ جدًا بالفعل. ماذا يمكن للمرء أن يتوقع أن يكسب دون السعي إلى الحق؟ أن يكون عاملًا مخلصًا ليس سيئًا بالفعل. يتساءل بعض الناس: "هل من الممكن أن يصبح هؤلاء الأفراد شعب الله؟" هذا ممكن. الاحتمال الوحيد هو إذا كان هؤلاء الأفراد، على أساس قدرتهم على التخلي والمعاناة، يمكنهم قبول الحق، والاعتراف بفسادهم ومواجهته بشكل صحيح، ثم طلب الحق لعلاجه، ولا يتصرفون على أساس الصلاح البشري أو ضبط النفس البشري، والتحمل، والمثابرة، ولكن يمارسون وفقا لمبادئ الحق، بحيث يمكن أن تخضع شخصيتهم لبعض التغييرات في نهاية المطاف، فإن لديهم فرصة ما ليصبحوا شعب الله. لكن إذا كانت أفعالهم وسلوكهم لا علاقة لها بالتغير في الشخصية، ولا علاقة لها بقبول الحق والخلاص، فإن فرصتهم في أن يصبحوا شعب الله تساوي صفرًا؛ هذه حقيقة. ما مبدأ معاملة العاملين المخلصين؟ هو بَذْلُ أكبر جهد لمساعدة هؤلاء الناس على أن يصبحوا أصفياء الذهن. ما الغرض من جعلهم أصفياء الذهن؟ منعهم من الانشغال بالأوهام. قد يسأل البعض: "ما المقصود بـ"الانشغال بالأوهام"؟ هو أن يعتبر الناس أنفسهم "لديهم إنسانية جيدة، ويؤمنون حقًا بالله، ولديهم القدرة على التخلي والرغبة في دفع ثمن"، ثم يتوقعون أن يخلصهم الله، وهو أمر مستحيل. يجب أن يوضَّحَ لهم أن التمسك بوجهة النظر القائلة بأن "امتلاك إنسانية جيدة، والإيمان بالله حقًا، والقدرة على التخلي والرغبة في دفع ثمن يمكن أن تؤدي إلى تلقي خلاص الله" خطأ وغباء. يجب أن يوضَّحَ لهم أن امتلاك هذه الصفات لا يعني أن المرء قد تخلص من شخصيته الفاسدة، ولا يعني بعض السلوك الجيد أنه يمكن للمرء أن يُخَلَّص، فضلًا عن أن المرء قد حصل على الحق، وأن وجهات نظرهم سخيفة وتافهة وغير متسقة وغير متوافقة تمامًا مع الحق الذي يعبر عنه الله. الّذين يتمسَّكون بعنادٍ بمفاهيمهم الدينية، ينبغي تقديم المساعدة لهم؛ أنْ يقرؤوا كلامَ اللهِ وتُقَدَّمَ لهم شركة عن الحق. إذا ظلُّوا لا يستطيعون قبول الحق، ومهما قدَّمتَ شركةٍ عن الحق، يظلون غير مستنيرين ولا يُظهرون أي نية للطلب، فلا حاجة لإجبارهم. لا يمكنهم الخدمة إلا بوصفهم عاملين حتى النهاية.
2. شعب الله
بعد تقديم شركةٍ عن مظاهر العاملين المخلصين، دعونا نتحدث عن مظاهر نوع آخر من الناس. بعد سماع كشوف الله المختلفة وأحكامه عن الشخصيات الفاسدة لجميع أنواع الناس، يفكر هؤلاء الأفراد أكثر – بالمقارنة بالسابق – في مختلف الاستعلانات السابقة للشخصية الفاسدة لديهم ومختلف مواقفهم تجاه الله والحق، والتي تنشأ في ظل سيادة شخصيتهم الفاسدة – يبدؤون في التأمل في مظاهرهم المختلفة ومعرفتها، وقياس أنفسهم على كلام الله، وفحص موقفهم تجاه واجبهم، وفحص مختلف أشكال الفساد التي يكشفون عنها في أثناء قيامهم بواجبهم ووسط مختلف الناس والأحداث والأشياء التي يرتبها الله. إنهم يفحصون أنفسهم ويعرفونها من خلال كل تفصيلٍ بينما يحاولون قبول دينونة الله وكشفه وتأديبه. من أيِّ النواحي يكون هؤلاء الأفراد أفضل من العاملين؟ يمكنهم أن يقبلوا الحقَّ، وكلامَ الله، وكلَّ شخصية فاسدة يكشفها الله بشكل استباقي وإيجابي. وعلى الرغم من أنهم في بعض الأحيان قد يكونون سلبيين أو متجنبين أو حتى يفكرون في الاستسلام، فمهما كان، يظلُّ لديهم دافعٌ لجعل أنفسهم يقبلون الحق. ما هذا الدافع؟ إنه هذه العبارة: "كلام الله يمكن أن يغير الناس. طالما أن المرء يقبل الحق، يمكن علاج كل هذه المشكلات والشخصيات الفاسدة، ويمكن للمرء حينها أن يُخَلَّصَ. إذا كنت أريد أن أُخَلَّصَ، يجب أن أتعاون مع عمل الله وأقبل الحق". على سبيل المثال، عند سماع الحق حول كون المرء شخصًا صادقًا، يبدأ البعض في التأمل في أنفسهم ويرون بشكل أكثر وضوحًا الخداع والتحايل اللذان ينخرطون فيهما، بالإضافة إلى جوانبهم الماكرة والخبيثة. يتذكرون أكاذيبهم السابقة وطرق الغش التي تبقى في قلوبهم أو انطباعاتهم، والتي تتكرر مرارًا وتكرارًا في أذهانهم مثل مشاهد من فيلم، ما يجعلهم يشعرون بالخزي والألم والحزن بشكل متزايد. بعد الفحص الذاتي والتأمل الذاتي المستمريْن، يشعرون بأنهم مجرمون، ويصبحون على الفور واهنين تمامًا وغير قادرين على الوقوف. يشعرون بأنهم ليسوا أشخاصًا صالحين بل أشرارًا، ويعتقدون أنه من حسن الحظ أنهم لم يقاوموا الله مباشرة، وهي بالفعل نجاةٌ لهم بالكاد! ثم يبدؤون في الاستيقاظ، غير راغبين في أن يفشلوا بهذا الشكل كأشخاصٍ، ويتخذون قرارًا: "يجب أن أبدأ من جديد وأن أكون شخصًا صادقًا، وإلا فلن يخلِّصني الله. لكي أُخَلَّصَ، يجب أن أكون شخصًا صادقًا. لا يجب أن أستسلم الآن على الإطلاق!" بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الناس يقبلون الحق في وقت مبكرٍ أو لاحق، وبغض النظر عما إذا كان فهمهم لكلام الله عميقًا أو ضحلًا، فإن موقفهم تجاه كلام الله ليس موقف ازدراء، فضلًا عن أن يكون نفورًا أو مقاومةً. وبدلًا من ذلك، يعترفون بكلام الله ويقبلونه بنشاط، وحينها يكونون دائمًا على استعداد لتطبيقه. عندما يتصرفون أو يقومون بواجباتهم، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لطلب المبادئ في كلام الله ثم يتصرفون بوعي وفقًا لهذه المبادئ. حتى لو لم يتمكنوا في بعض الأحيان من العثور على مبادئ محددة أو فهم التوجيه، فإن مقصدهم هو القيام بواجبهم بشكل جيد، والقيام به وفقًا لمقاصد الله وبما يتماشى مع مبادئ الحق. إن إنسانية هؤلاء الناس وإنسانية العاملين تتطابقان في الغالب؛ لا يوجد تمييز بين الفئات العليا والفئات الدنيا، أو النبيل والوضيع. بالطبع، يرى الكثيرون من هذا النوع من الناس أنفسهم على أنهم "لديهم إنسانية جيدة، ويؤمنون بالله حقًا، ولديهم القدرة على التخلي بوصفهم مؤمنين بالله، والرغبة في دفع ثمن وتكبُّد المشقة للقيام بواجبهم". ولكن ما الفرق بين هؤلاء الناس وبين العاملين؟ بعد أن يسمعوا كلمات الله لدينونة الناس وكشفهم، فإن موقفهم ليس التجاهل، وليس التهرب، ولكن القبول بنشاط وجدية. حتى إنْ شعروا بالضيق واليأس بعد سماع هذه الكلمات، وحتى إن عبَّروا عن الغضب تجاه فسادهم المكشوف، فإنهم في النهاية يظلُّون قادرين على مواجهتها بشكل صحيح، وقبولها بنشاط، والمبادرة إلى ممارستها والدخول فيها. أليس هذا نوعًا من الأشخاص أيضًا؟ (بلى). أليس هؤلاء الناس نموذجيين إلى حد ما؟ (بلى). أيوجد الكثير من هؤلاء الناس؟ (ليس الكثير). على الرغم من عدم وجود الكثيرين الآن، فثمة أملٌ في أن يزداد عددهم. إذًا، في أي فئة ينبغي تصنيف هؤلاء الناس؟ هل يمكن أن تشير هذه المظاهر المحددة إلى أن هؤلاء الناس يحبون الحق وقادرون على قبول الحق؟ (نعم). هذا ممكن. على الرغم من أن بعض الأشخاص الذين لديهم قدرات استيعاب ضعيفة يقبلون الحق ببطء أكثر، فهم في أعماق قلوبهم يقبلون الحق ولديهم عقلية الدخول فيه بنشاط. عندما يقدم شخص ما شركةً عن نورٍ جديدٍ أو مسارات جديدة للممارسة تتوافق مع مبادئ الحق، تلمع أعينهم، وتستضيء قلوبهم، ويبتهجون، ويفكرون: "أخيرًا، قدم شخص ما شركةً عن هذا النور. هذا هو ما أفتقر إليه". إنهم قادرون دائمًا على فهم ما يفتقرون إليه، واكتساب النور والاستنارة التي يحتاجون إليهما ويفتقرون إليهما بشكل مُلِحٍّ، والعثور على مبادئ الحق التي يحتاجون إليها من خلال الفهم الاختباري الصادق الذي يقدِّم إخوتهم وأخواتهم شركةً عنه. استنادًا إلى هذه المظاهر المحددة، أليست قلوبهم تتوق إلى الحق؟ (بلى). إذا قلنا إن هؤلاء الناس يحبون الحق، فإن هذه العبارة ليست موضوعية أو دقيقة للغاية. لكن استنادًا إلى مظاهرهم المحددة، يتوق هؤلاء الأشخاص فعلًا إلى الحق. من أين يأتي هذا التَّوْق؟ يأتي من أملهم في علاج شخصياتهم الفاسدة، وأملهم في علاج مختلف المشكلات والصعوبات التي يواجهونها في دخولهم إلى الحياة، وأملهم في إحراز تقدم في الحق، والتعمق أكثر، وكذلك أملهم في أن يكونوا قادرين على التصرف بالمبادئ حقًا، والممارسة من خلال مسار، والاعتراف بدقة أكبر بجوهر شخصياتهم الفاسدة، وكيفية علاجها والتخلص منها، من خلال كشوفات شخصياتهم الفاسدة. على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يعيشون في شخصيات فاسدة، مثل التنافس على المكانة، والإصرار بعناد على طريقهم الخاص، وكونهم بارين في أعين ذواتهم، أو متعجرفين، أو مخادعين، أو حتى متصلبي الرأي، فمن خلال أكلهم لكلام الله وشربهم له واختبارهم لعمل الله، ستُفْحَصُ هذه المشكلات الواضحة وتُحَدَّدُ تدريجيًا. بعد ذلك، يمكنهم الاعتراف بأنها مشكلات وكشوفات عن الشخصيات الفاسدة، وأنها لا تتوافق مع الحق، وأن الله يكرهها. وبعد أن يصبحوا واعين بشخصياتهم الفاسدة، يتوقون أكثر لعلاجها والتخلص منها. هذا هو أحد مصادر توقهم إلى الحق. وبعبارة أخرى، لديهم احتياج إلى علاج شخصياتهم الفاسدة، ولديهم عقلية ملحة للتخلص من شخصياتهم الفاسدة. في الوقت نفسه، بعد اكتشاف مختلف الحالات والمشكلات والصعوبات التي كشفت عنها شخصياتهم الفاسدة، يصبحون أكثر لهفةً على فهم كلام الله ومتطلباته الدقيقة لهذه القضايا، وأيٍّ من الحقائق أو كلام الله يمكن أن تعالجها. هذه هي المظاهر والمصادر المحددة لتوقهم إلى الحق. هل هذا بيان موضوعي؟ (نعم). لا يمكن القول إن هؤلاء الناس يحبون الحق. لو أحبوا الحق، لكانوا مبادرين للغاية، ولكانت مظاهرهم المختلفة أكثر إيجابية. لكن استنادًا إلى المظاهر المختلفة لهؤلاء الناس وقامتهم الفعلية، لم يصلوا إلى نقطة محبة الحق ولكنهم يتوقون إليه فقط. هذا البيان موضوعيٌّ للغاية بالفعل. إذًا، بالنظر إلى المظاهر المختلفة لهؤلاء الأشخاص، في أي فئة ينبغي تصنيفهم؟ على وجه الدقة، ينتمي هؤلاء الأشخاص إلى فئة شعب الله. هذا التأكيد له أساس. أيُّ أساسٍ؟ إن شخصيات هؤلاء الناس الفاسدة مطابقة لشخصيات الآخرين الفاسدة. من حيث الإنسانية، لا يمكن القول إن إنسانيتهم جيدة، ولا يمكن القول إنهم كاملون في عينيْ الله؛ فأكثرهم لديه إنسانية عادية. ماذا تعني "عادية" هنا؟ تعني امتلاك مستوى معين من الضمير والعقل. لكن ليس هذا هو الجانب الأكثر أهمية. ما الأكثر أهمية؟ هو أنه بعد سماعهم كلام الله ومتطلباته، وبعد سماعهم عن الشخصيات الفاسدة لجميع أنواع الأشخاص الذين كشفهم كلام الله، لا يتبلَّدون بل يتحفَّزون وسيتخذون إجراءً. ماذا يعني اتخاذ إجراء؟ يعني أنه بعد سماعهم كلام الله هذا وهذه الحقائق، لا يعودون راغبين في العيش في شخصيات فاسدة والاستمرار في وسائل عيشهم السابقة. وبدلًا من ذلك، يسعون جاهدين لتغيير مختلف الأفكار ووجهات النظر وطرق الوجود وأنماط الحياة التي كانوا يعتمدون عليها سابقًا. في الوقت نفسه، يطلبون الحق بنشاطٍ في أداء واجبهم وفي مختلف الظروف التي يرتبها الله، مستخدمين كلام الله كأساس ومبادئ للممارسة، بدلًا من أن يكونوا متهورين وعنيدين. انطلاقًا من إنسانية هؤلاء الناس، ومستوى قدراتهم، ومواقفهم وآرائهم تجاه كلام الله، وعمله، ومتطلباته، وما إلى ذلك، فإن هؤلاء الناس هم بالضبط الذين ينوي الله أن يخلِّصَهُم. أملهم في التخلص من شخصياتهم الفاسدة وفي أن يُخَلَّصوا أكبر من أمل العاملين. فقط أولئك الذين يقبلون الحق ويمكنهم التخلص من شخصياتهم الفاسدة ليُخَلَّصوا يعتبرون شعب الله. أليس هذا التعريف ملائمًا تمامًا؟ (بلى). إنه الأكثر ملاءمةً. إن الخلاص لا يتعلق فقط ببذل القليل من الجهد ودفع القليل من الثمن بهدف القدرة على البقاء، وحينها تكون الأمور على ما يرام. ما مكانة أولئك الذين يمكن تخليصهم؟ إنها مكانةٌ بمقتضاها تُعالَج شخصياتهم الفاسدة، من خلال قبول كلام الله وعمله واختبارهما. في هذه العملية، يتوصلون إلى معرفة الله، وفهم شخصياتهم الفاسدة، وتكون لديهم اختبارات حقيقية وملموسة لكلام الله، وبالتالي يكونون قادرين على تقديم الشهادة لله – إنهم قادرون على تقديم الشهادة لله. ما جوانب الله التي يقدمون الشهادة عنها؟ إنهم يقدمون الشهادة لمقاصد الله، وشخصيته، وما لديه وماهيته، وهويته، وأن الله هو الخالق. هذا ما يمكن أن يتجلى في الشخص بعد نيل الخلاص. لماذا يمكن للناس تحقيق هذه النتائج بعد أن يُخَلَّصوا؟ إنهم يحققونها ليس لأنهم يعتبرون أنفسهم "لديهم إنسانية جيدة، ويؤمنون بالله حقًا، ولديهم القدرة على التخلي بوصفهم مؤمنين بالله، والرغبة في دفع ثمن للقيام بواجبهم". السبب الوحيد – والنقطة الأكثر أهمية – هو أنه يمكنهم قبول كلام الله بوصفه حياةً لهم، وأنهم قادرون على ممارسة الحق للتخلص من شخصياتهم الفاسدة، وتنحية طرق عيشهم ووجهات نظرهم الأصلية القديمة حول الحياة جانبًا، واتخاذ كلام الله بوصفه حياةً جديدةً لهم. يستخدمون كلام الله على أنه أساس لسلوكهم، ولقيامهم بالأشياء، ولاتباعهم لله، وللخضوع له، ولإرضائه. هذه هي النتيجة التي يمكن أن تتحقق في مثل هؤلاء الأشخاص. ما الجانب الأكثر أهمية لتحقيق الخلاص؟ (القدرة على قبول الحق). هذا صحيح. القدرة على قبول الحق هي المفتاح.
يقول بعض الناس: "إذا بذلت نفسي من أجل الله حتى النهاية، فهل سيباركني الله كثيرًا؟" إذا لم تقبل الحق، ولكن لا يزال بإمكانك المثابرة في اتباع الله حتى النهاية، وتعمل حتى النهاية، بحيث لا توجد تعديات كبيرة ولا تسيء إلى شخصية الله، فعندئذ، في ظل هذه الظروف، سيعتبرك الله عاملًا مخلصًا يتسنى له أن يبقى. يسأل بعض الناس، "كيف هي نِعمة أن يبقى المرء؟" إنها ليست نعمة بسيطة! إذا كانت هناك فرصة وإمكانية، فقد ترى شخص الله الحقيقي، وهذا يعتمد على ما يفعله الله في العصر التالي. إذا كانت ثمة فرصة للبقاء والعيش لعدة عقود أخرى، فإن تلك النعمة كبيرة للغاية. كيف تتحقق هذه النعمة؟ تتحقق من خلال العمل بإخلاص مع التمسك بوجهة النظر القائلة بأن "لديَّ إنسانية جيدة، وأنا أومن بالله حقًا، ويمكنني التخلي، وأنا راغبٌ في دفع ثمنٍ وقادر على تكبد المشقة للقيام بواجبي". ألا ينبغي أن يكون العاملون مطمئنين؟ (بلى). يجب أن يكونوا مطمئنين لنيل هذه البركة. أنت لا تقبل حتى كلام الله، ولكن لأن الله يرى إخلاصك وقدرتك على العمل حتى النهاية، دون الهروب خلال هذه الفترة، ودون الإساءة إلى شخصية الله أو انتهاك مراسيمه الإدارية، ودون ارتكاب تعديات كبيرة، يمنحك هذه البركة والنعمة – هذه هي أعظم هدية منذ خَلْقِ البشرية يمنحها الله للبشر الفاسدين الذين عملوا بإخلاص فحسب ولكن لم ينالوا الخلاص. لم تبذل سوى القليل من الجهد، ولا تقبل حتى كلام الله – القدرة على تلقي مثل هذه البركة العظيمة أمر جيد بالفعل؛ هذه هي نعمة الله الهائلة. فئة أخرى هي شعب الله، الذين تحدثنا عنهم للتو. البركات التي يتلقاها شعب الله هي بالتأكيد أكبر من تلك التي يتلقاها العاملون. إذًا ما البركة التي يتلقاها شعب الله؟ بالطبع، إنها ليست بسيطة كمجرد القدرة على البقاء أو الحصول على فرصة لرؤية شخص الله الحقيقي. هناك المزيد من النِعَم، لكننا لن نناقشها هنا. الحديث عن ذلك ليس واقعيًا، وإلى جانب ذلك، حتى لو أخبرتكم، فلن تفهموها أو تنالوها الآن. شعب الله هم الذين ينوي الله أن يخلِّصهم، ومن بين جميع البشر، هم الذين يحصلون على أعظم البركات؛ هذه ليست مبالغة بأي حال من الأحوال. لماذا؟ لأنه، في عمل الله، وضمن عمل خطة تدبير الله التي مدتها ستة آلاف عام لخلاص البشرية، فإن شعب الله، من خلال قدرته على قبول كلام الله، ومن خلال قدرته على التعامل مع كلام الله على أنه الحق ومبادئ وجوده، ومن خلال جعل كلام الله حياته، قد تخلَّصَ من شخصية الشيطان الفاسدة وعاش بحسب كلام الله، مقدِّمًا شهادة قوية ومدوية لله. إنّهم قادرون على استخدام ما يعيشون بحسبه، وحياتهم، للردّ على الشّيطان وإلحاق الخزي به، وقادرون على تقديم الشهادة لله بين البشر، وبالتالي جلب المجد لله. لذلك، فإن شعب الله هم الذين ينوي الله أن يخلِّصهم، والذين يتلقون الخلاص. يقول بعض الناس: "بما أن هؤلاء الأفراد يمكنهم أن يجعلوا كلام الله حياتهم، وأن يعيشوا بحسب كلام الله، وأن يقدِّموا الشهادة لله، فهل هذا يجعلهم أبناء الله الأحباء، أولئك الذين يُسَرُّ بهم الله؟" أنت تُفْرِطُ في التفكير؛ يكفي أن تكون واحدًا من شعب الله. إذا دعاك الله ابنه أو ولده أو ابنه الحبيب، فهذا شأن الله، ولكن بغض النظر عن موعد ذلك، يجب ألا تدعي أبدًا أنك ابن الله الحبيب أو ابن الله أو محبوب الله. لا تفتعل مثل هذه الادعاءات عن نفسك، ولا تعتبر نفسك كذلك؛ أنت كائن مخلوق – هذا صحيح. حتى إن دُعِيتَ في يوم من الأيام ضمن شعب الله، أو إن كنت قد شرعتَ بالفعل في طريق الخلاص، فأنت لا تزال مجرد مخلوق. إذا كنت تفكر هكذا، فهذا يثبت أن المسار الذي تسلكه هو الصحيح. إذا كنت تطلب دائمًا أن تكون ابن الله الحبيب، وأن تكون محبوبًا من الله، وأن يُسَرَّ بك الله، فإن المسار الذي تسلكه هو الخطأ؛ هذا المسار لا يؤدي إلى أي مكان، ويجب ألا تنخرط في مثل هذه التمنيات. بغض النظر عما إذا كان الله قد قال مثل هذه الكلمات من قبل، أو أعطى مثل هذا الوعد للناس، ينبغي ألا تنظر إلى نفسك هكذا؛ ليس هذا ما ينبغي أن تحاول نَيْلَه. يكفي بالفعل أن تكون واحدًا من شعب الله؛ شعب الله بالفعل يُلَبُّون المعايير بصفتهم مخلوقات – من المؤسف فحسب أنك لست واحدًا منهم بعد. لذلك، لا تَسْعَ وراء تلك الأشياء المبهمة والوهمية والفارغة. إن القدرة على السعي إلى الخلاص هي، إلى حد ما، شروعٌ فعليٌّ في طريق الخلاص. الخصائص الأساسية لشعب الله هي أنهم قادرون على قبول الحق ويُظْهِرون محبةً للحق. في عملية اختبار عمل الله والسعي إلى الخلاص، يمكن علاج شخصياتهم الفاسدة وأفكارهم القديمة وحالاتهم السلبية المختلفة ومظاهرهم المتعلقة بشخصياتهم الفاسدة، والتخلص منها، وتغييرها بدرجات مختلفة. بعد ذلك، يمكنهم أن يعيشوا بحسب متطلبات الله المتمثلة في أن يكونوا أشخاصًا صادقين، وأشخاصًا يفهمون مبادئ الحق، وأشخاصًا لديهم إخلاص وخضوع، وأشخاصًا يمكنهم أن يتقوا الله ويحيدوا عن الشر. أما بالنسبة إلى كيف يكون المرء واحدًا من شعب الله يلبِّي المعايير ويحقق المستوى المطلوب، فلن نتوسع في ذلك هنا؛ هذا ليس موضوع شركتنا اليوم.
3. العاملون المُستأجرون
بجانب العاملين وشعب الله، ثمة فئة أخرى من الأفراد، الذين هم أكثر مَن يُرْثَى لهم بين أولئك الذين اختارهم الله، بعد سماعهم مختلف الحقائق التي يعبر عنها الله ومختلف كلمات كشفه للبشرية، فإن سلوكهم، وما يعيشون بحسبه، ومساعيهم لا تُظْهِر أي تغيير على الإطلاق. مهما عقدت الشركة معهم حول الحق، فإنهم يظلون غير مبالين: "لا أريد أن أتغير. سأعيش كيفما أريد أن أعيش، ولا يمكن لأحد أن يتحكم بي. افعل أنت ما تشاء، لا يهمني! أنا لست في مزاج جيد الآن، لذلك لا ينبغي لأحد منكم أن يستفزني. إذا فعلتم ذلك، فلن أكون مهذبًا!" إنهم لا ينظرون إلى أنفسهم بالموقف أو وجهة النظر المحددة: "لدي إنسانية جيدة، وأنا أومن بالله حقًا، ويمكنني التخلي، وأنا راغبٌ في تكبُّد المشقة ودفع ثمن"، بل يُظهرون موقفًا أكثر تحديدًا بين الإخوة والأخوات. ما هذا الموقف؟ إنه: "سأتصرف كيفما أريد، وأفعل ما أشاء. لا ينبغي لأحد أن يحثني على قبول الحق، ولا ينبغي لأحد أن يحاول تغييري. أي شخص يحاول أن يحثني على قبول الحق هو فقط يبحث عن المتاعب، وإذا حاول أي شخص تهذيبي، فسأقاوم بحياتي!" ليس لديهم أدنى اهتمام بأي جملة يقولها الله، ولا بالعمل الذي يقوم به الله. بالطبع، فيما يتعلق بشخصيات الناس الفاسدة ومبادئ القيام بالأشياء، وكذلك الموقف الذي ينبغي أن يتخذه الناس تجاه الله والمبادئ التي ينبغي مراعاتها في التفاعلات الشخصية – التي يذكرها الإخوة والأخوات في أثناء الاجتماعات أو بينما يقومون بواجبهم – فهم يعاملونها بموقفٍ من الازدراء. يقوم بعض الأفراد بواجبٍ، لكنّهم يتجاهلون تمامًا المبادئ التي يتطلبها بيت الله، ويفعلون الأشياء كيفما خططوا لها. بمجرَّد أن تنتهي من عقد الشركة معهم عن المبادئ، يُظهرون الموافقة أمامك ولكن بعد ذلك يستديرون ويبدؤون في التصرف بتهور وتعسف، ويظهرون جانبهم الإبليسي. يوجد أيضًا أفراد يبدون مثل البشر المحترمين ظاهريًا، ولكن عندما تتحدث أو تدردش معهم، تكون وجهات نظرهم غير صحيحة، ونبرة صوتهم غير صحيحة، والأكثر أهمية من ذلك هو أن شخصيتهم غير صحيحة، ما يجعل من المستحيل إجراء محادثة معهم. عندما تسأل أحدهم: "هل الله موجود في العالم؟" يقول: "لا أعرف". تقولُ: "ينبغي أن يتم هذا الأمر بهذه الطريقة، إنه مقصد الله". فيجيب: "هل تجدني شخصًا بغيضًا؟ هل تتطلع إلى إثارة المتاعب لي؟ هل تحاول طردي؟" تقولُ: "إن التصرف على هذا النحو نشرٌ للمفاهيم وتنفيسٌ عن السلبية، ما قد يتسبب في تعثر بعض المؤمنين الجدد. يجب أن نلتزم بقواعد بيت الله، ويجب أن نفهم بوضوحٍ المبادئ التي ينبغي اتباعها في التفاعلات والارتباطات بين الناس. إذا كان ما يُقال ويُفعل لا يمكن أن يثقِّفَ الآخرين أو يساعدهم، فعلى أقل تقديرٍ لا ينبغي أن يؤثر سلبًا في الآخرين. هذا هو العقل الذي ينبغي أن يتمتع به شخص ذو إنسانية طبيعية". يقول: "تتحدث معي عن الإنسانية الطبيعية، وتعطيني محاضرة عن القواعد، مَنْ تَظُنُّ نفسك؟ ما الخطأ في أن أُنَفِّسَ عن السلبية؟ كل مؤمن جديد يتعثر ينقص عدد المؤمنين الجدد بمقدار واحدٍ، وهذا يوفر عليَّ الانزعاج من الاضطرار إلى رؤيتهم!" الحديث عن القواعد معهم عديم الجدوى، وكذلك مناقشة الإنسانية. ماذا عن الشركة عن الحق، والشركة عن كلام الله؟ إنهم لا يستمعون إلى الشركة عن كلام الله أيضًا. لا أحد يجرؤ على انتقادهم، ولا أحد يجرؤ على إزعاجهم أو استفزازهم. هل يوجد مثل من هؤلاء الناس في الكنيسة؟ (نعم). بالفعل يوجد مثل هؤلاء الأفراد من بين الذين أُخْرِجُوا. هل هؤلاء الأشخاص عاملون، أم من شعب الله، أم ماذا؟ (هم أشخاصٌ استُبْعِدوا). لماذا استُبْعِدوا؟ (لعدم قبولهم الحق؛ لكونهم نافرين من الحق). هذا هو جوهر المشكلة. إذًا فلماذا لا يقبلون الحق؟ لماذا هم نافرون من الحق؟ ما السبب الجذري؟ (جوهر هؤلاء الناس هو جوهر عديمي الإيمان). صحيح، جوهرهم هو جوهر عديمي الإيمان. هناك عدد غير قليل من عديمي الإيمان في الكنيسة، ولكن هل كل عديمي الإيمان هكذا؟ (كلا). هؤلاء الأفراد، الذين يفتقرون حتى إلى أبسط الأخلاق والتربية البشرية، هل استُبْعِدوا لمجرد أنهم عديمو الإيمان؟ لماذا استُبْعِدوا؟ إنها مشكلةٌ في الإنسانية في أصلها؛ فهؤلاء الأشخاص لديهم إنسانية سيئة وحقودة. بعبارة أدق، يفتقرون إلى الإنسانية. بما أنهم يفتقرون إلى الإنسانية، فما هم؟ إنهم أناس ذوو طبيعة إبليسية. ما مدى تشابه الأشخاص ذوي الطبيعة الإبليسية بالبهائم؟ أعتقد أنهم أسوأ حتى من البهائم؛ إذ يمكن أن تكون بعض البهائم مطيعة وتتجنب ارتكاب الأخطاء. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الكلاب جيدة جدًا؛ فبعض الكلاب تكون حيوانات أليفة رائعة حقًا، وتتوافق بشكل جيد للغاية مع البشر! إنها مطيعةٌ ومُدْرِكةٌ بشكل مميز، وتفهم كل ما يقوله الناس، ومن المناسب الاحتفاظ بها داخل البيوت. مثل هذه الكلاب أفضل بكثير من البشر غير المطيعين. هناك الكثير من الناس الذين هم أسوأ حتى من الكلاب الجيدة. إذًا، هل لا يزالون بشرًا؟ لا، ليسوا بشرًا؛ هم غير بشريين. كثير من الناس لا يفهمون اللغة البشرية؛ ومن المستحيل التواصل معهم. إنهم لا يقبلون الحق كيفما عُقِدَت معهم شركةٌ عنه، ويَشْكُون عندما يُهَذَّبون، وعندما يُسْتَبْعَدون، فإنهم ينفجرون في الغضب البذيء، ولا يظهرون أي تغيير على الإطلاق مهما كان عدد سنوات إيمانهم. هل لا يزال من الممكن السماح لمثل هؤلاء الناس بالبقاء في بيت الله؟ (كلا). لا يمكن السماح لهم بالبقاء. في أي فئة ينبغي تصنيف هؤلاء الأفراد؟ بادئ ذي بدء، هل ينبغي تصنيف هؤلاء الأفراد ضمن شعب الله المختار؟ (كلا). إذا لم يكونوا ضمن مختاري الله، ففي أي فئة ينبغي وضعهم؟ كيف ينبغي تفسير أنهم ليسوا ضمن مختاري الله؟ هذا يعني أنه من منظور الإنسانية التي يظهرونها ويعيشون بحسبها، فإن الأمر ليس مجرد كونهم عديمي الإيمان؛ فجوهرهم ليس بشريًا. هناك الكثير من عديمي الإيمان، فهل جميعهم سيئون وحقودون مثل هؤلاء الأفراد؟ كلا. حتى فيما بين غير المؤمنين، ليس الجميع بهذا السوء؛ فبعض الناس يمتلكون المعايير الأخلاقية الأساسية على النحو الأكبر. ماذا عن هؤلاء الأفراد إذًا؟ إنهم يفتقرون حتى إلى الأخلاق والتربية الأساسية التي يتمتع بها غير المؤمنين؛ إن الكشوفات التي لديهم وما يعيشون بحسبه، بعبارة دقيقة، لا تفي بمعايير الأخلاق البشرية. جوهر هؤلاء الناس هو الشيطانية. إذًا، من منظور جوهرهم، هل يخلِّصهم الله؟ (كلا). لا يُخَلِّصُهم الله. ولِمَ ذلك؟ لأن إنسانيتهم سيئة وحقودة، ذات طبيعة إبليسية، وبالتالي فهم نافرون من الحق ويقاومونه. في الواقع، تصوير الأمر على هذا النحو هو ارتقاءٌ بهم؛ على وجه الدقة، هؤلاء الأفراد نافرون من الأشياء الإيجابية ويكرهونها، ولا يرتقون إلى مستوى النفور من الحق وعدم قبوله. إنهم نافرون حتى من الأشياء الإيجابية الأساسية ويكرهونها ويقاومونها؛ القواعد التي ينبغي أن يتبعها الشخص ذو الإنسانية الطبيعية والتربية التي يفترض أن يتمتع بها هي كلها أشياء تثير اشمئزازهم. هل يمكنهم قبول الحق؟ (إنهم قاصرون عن ذلك). صحيح، إنهم قاصرون عن ذلك؛ إنهم ليسوا حتى عاملين. يقول بعض الناس: "بما أنهم ليسوا حتى عاملين، فماذا يُعْتَبَرون داخل بيت الله؟ كيف دخلوا بيت الله؟" إذا أردنا شرح أمرهم، ووضعهم في فئة، بالمعنى الدقيق للكلمة، فإن هؤلاء الأفراد هم مثل العاملين المستأجرين أو العاملين المؤقتين الذين يُجْلَبون من بين غير المؤمنين. هل معنى هذا واضح؟ هذه هي فئتهم، والدور الذي يلعبونه في بيت الله. إنهم ليسوا حتى عاملين؛ أنا لا أعتبرهم عاملين، فهم ليسوا جديرين! يمتلك العاملون خصائص مثل وجود إنسانية جيدة، والإيمان بالله حقًا، والرغبة في دفع ثمن، والقدرة على تكبُّد المشقة، ويعيشون بحسب هذه الأمور. أما هؤلاء الأفراد، فيفتقرون حتى إلى هذه الصفات، لذا فإن تصنيفهم كعاملين مستأجرين هو بالفعل إظهارٌ لأقصى درجات اللطف لهم وهو مهذب للغاية. ماذا يعني أن تكون عاملًا مستأجرًا أو عاملًا مؤقتًا؟ يعني أنه بسبب احتياجات خاصة خلال فترات معينة، يستقطب بيت الله بعض الأفراد الذين لا علاقة لهم بالخلاص لإتمام مهام معينة. بعد إتمام هذه المهام، تنكشف حقيقة هؤلاء الأفراد. لقد عانى شعب الله المختار بما فيه الكفاية من التفاعل معهم، وسئموا منهم إلى درجة لا تطاق، واكتسبوا أيضًا تمييزًا كافيًا تجاههم. في ظل مثل هذه الظروف، ينبغي إخراج هؤلاء الأفراد؛ هذا هو التوقيت الأنسب لمثل هذه الإجراءات. هل اتضح الآن كيف يأتي هؤلاء الأفراد؟ (نعم). إنهم عاملون مستأجرون لا علاقة لهم بالخلاص، ويُجْلَبون خلال فترات خاصة من عمل الكنيسة. بعد قيام هؤلاء الأفراد بأعمالٍ عرضية مؤقتة وتأديتهم الخدمة لفترة من الوقت، يرتكبون أعمالًا طائشة داخل بيت الله، ينجم عنها الكثير من العرقلة والإزعاج. الدّور الذي يؤدّونه هو دور الشّخصيّات السّلبية. إنهم يعكسون الوجه الحقيقي للشيطان والأبالسة كاملًا، ويزعجون عمل الكنيسة، ويدمرون نظام حياة الكنيسة. وبشكل أكثر تحديدًا، يمكن القول إن هؤلاء الأفراد يضرون بشكل كبير بمصالح بيت الله، مثل إتلاف الكثير من معدات بيت الله وآلاته وأغراضه الثمينة وما إلى ذلك. يمكن القول إن أفعال هؤلاء الأفراد وسلوكياتهم أثارت غضبًا واسع النطاق. وبالطبع، لقد مكنوا أيضًا المزيد من الناس من تعلم الدروس واكتساب التمييز، ومعرفة ماهية الإبليس ومعنى الافتقار إلى الإنسانية، ورؤية الوجوه الحقيقية لعديمي الإيمان بوضوح؛ لقد مكنوا الناس من الرؤية، بشكل أكثر وضوحًا وواقعية، أفكار عديمي الإيمان ووجهات نظرهم، وما الذي يسعون إليه، وما الذي يطمحون إليه في أعماق قلوبهم، والموقف الذي يضمرونه تجاه الله والحق، والموقف الذي يتخذونه تجاه واجباتهم، ونحو الأشياء الإيجابية، وحتى المواقف التي يُضْمِرها هؤلاء الأفراد تجاه لوائح معينة وضعها بيت الله، وما إلى ذلك. عندما يصبح الأمر محددًا إلى هذه الدرجة، ينكشف تمامًا كيف يعيش هؤلاء الأفراد بحسب إنسانيّتهم، وجوهر إنسانيّتهم، وما يسعون إليه. لذلك، فإن إبقاء هؤلاء الأفراد في الكنيسة يبدو بلا ضرورة؛ إذ سيسبب ضررًا كبيرًا لشعب الله المختار ولن يفيدهم على الإطلاق. هذا هو الوقت المناسب لمغادرتهم. إذًا، إذا قلنا إن بيت الله قد أعطاهم ما يكفي من الوقت والفرص لقبول الحق وعبادة الله، فهل هذا القول صحيح؟ (كلا). كيف ينبغي أن يقال إذًا؟ لقد منحهم بيت الله فرصًا وافرة ووقتًا كافيًا للتغيُّر، لكن النتيجة النهائية تكشف حقيقةً: الإبليسُ دائمًا إبليسٌ في أي وقت ولا يمكن أن يتغير أبدًا. هذه هي الحقيقة. هل من الممكن جعل التنين العظيم الأحمر يعترف بمكانة الله وهويته؟ هل يمكن جعل هؤلاء الأشخاص ذوي الطبيعة الإبليسية يتغيرون ويتبعون بعض القواعد؟ (كلا). لا يمكنهم تحقيق هذا. إن منحهم الفرص ليس هدفه أن يقبلوا الحق، أو يعترفوا بالعمل الذي يقوم به الله، أو يتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق، ولكن منحهم فرصًا للتغيُّر. إذا كانت هناك حتى علامة طفيفة على أنهم تغيَّروا، فقد تتغير عاقبتهم النهائية. لكن هؤلاء الناس لا يعرفون مصلحتهم؛ طبيعتهم الإبليسية ستكون دائمًا على هذا النحو. مهما كان مقدار الوقت أو عدد الفرص الممنوحة لهم، فإن ما يعيشون بحسبه وجوهرهم لن يتغيرا؛ هذه حقيقة. لذلك، فإن الطريقة النهائية للتعامل مع هؤلاء الناس هي إعفاؤهم من واجباتهم، وجعلهم يغادرون الكنيسة، والتأكد من عدم وجود روابط أو علاقة لهم ببيت الله من بعدئذٍ. هل هناك أفراد يُمانِعون في رحيلهم ويشفقون عليهم، قائلين: "هؤلاء الناس لا يزالون صغار السن جدًا؛ مع مرور الوقت سيصبحون ممتازين. لديهم مستوى قدرات جيدٌ للغاية، وهم موهوبون وماهرون للغاية – كم سيكون رائعًا إن استطاعوا قبول الحق! إذا كان بإمكان بيت الله أن يكون أكثر محبة وتسامحًا، وأن يمنحهم المزيد من الفرص للتوبة، فربما يختلف مآلهم عندما يكبرون في السن"؟ ما نوع الناس الذين يفكرون هكذا؟ (أناس مشوشون، أناس مرتبكون). صحيح. كلهم مشوشون، أشخاص مرتبكون، مجرد أوغاد! لا يُخَلِّصُ اللهُ مثل هؤلاء النّاسِ، ولا يسمح لهم بيت اللهِ بالبقاء، فلِمَ الشفقة عليهم؟ يقول الله إنه لن يُخَلِّصَ مثل هؤلاء الناس، ومع ذلك تقترحُ منحهم فرصة للتوبة. هل يمكنك تخليص الناس؟ أليست هذه معارضةً لله؟ هل تحاول أن تجعل الآخرين يعتقدون أنك أكثر محبة من الله؟ هل لديك واقع الحق؟ هل يمكنك أن ترى حقيقة جوهر الشخص؟ من يمكنه تخليص الناس، الله أم أنت؟ الجرأة على معارضة الله غطرسة بالغة، وبِرٌّ ذاتيٌّ، وافتقارٌ إلى العقل، أليس كذلك؟ أليس هذا تمردًا كبيرًا؟ أليس هذا تجسُّدَ الشيطان والأرواح الشريرة، التي تُسَرُّ دائمًا بمعارضة الله؟ إن عديمي الإيمان الذين ذُكروا للتو أدنى من البهائم. كيفما قدَّم المرء لهم شركةً عن الحق، فلا جدوى؛ حتى إنَّ تهذيبهم عديمُ الجدوى. يمكن القول إن لديهم طبيعة الشيطان ولن يتغيروا أبدًا. إذا أراد شخص ما إعطاء أولئك الذين هم على شاكلة الشيطان فرصة للتوبة، فليتولَّ إعالة مثل هؤلاء الناس؛ وسنرى ما إذا كان لديه المحبة حقًا. عديمو الإيمان أولئك الذين لا يقبلون الحق على الإطلاق هم الأسوأ في الكنيسة؛ إنهم جميعًا مثل البهائم، مُجاوِزون لحدود العقل وغير قادرين على الخلاص. كانت معاملة الكنيسة لهم هي الأنسب سواء في الماضي أو في الحاضر؛ فقد أظهرت الكنيسة صبرًا وتسامحًا هائلين تجاههم، ومنحتهم فرصًا كافية. لكن حتى الآن، لم يتغيَّروا على الإطلاق، بل تمادوا في طُرُقِهِم. في البداية، عندما يبدأ هؤلاء الناس في الإيمان بالله بمفاهيمهم وتصوراتهم ورغبتهم في البركات، يكونون قادرين على كبح أنفسهم إلى حد ما، ويقومون بواجباتهم ببعض الحماس والهمة. لكن في نهاية المطاف، عندما يرون أن "الإيمان بالله يعني السعي إلى الحق، ومعرفة عمل الله، والخضوع لله، وهذا كل ما في الأمر"، فإن موقفهم تجاه الله والحق، وكذلك حقيقتهم، ينكشفان تمامًا. ما الذي ينكشف؟ أنهم لا يفتقرون إلى الإنسانية والضمير والعقل فحسب، بل إنهم أيضًا شُرَسَاءٌ وخبثاء ووحشيون للغاية. إنهم يزدرون الله والحق، بل ويعاملون متطلبات وقواعد بيت الله – ومراسيم الله الإدارية – بعدوانيةٍ وتحدٍ. لقد زادت مظاهرهم هذه من الاشمئزاز والنفور الذي يشعر به شعب الله المختار تجاههم، كما سَرَّعَت الوتيرة التي يصفيهم بها بيت الله، ليحدد بسرعة في نهاية المطاف ما إذا كانوا سيبقون أو يغادرون، ويقرر عاقبتهم ومصائرهم. هم الذين اكتسبوا عاقبتهم ومصائرهم، ولم تتحقق بتشجيعٍ أو بتحريضٍ من أي شخص، أو لأن شخصًا ما أجبر هؤلاء الأشخاص أو أغواهم، وبالتأكيد لم تتحقق بسبب ظروف موضوعية؛ كانت عاقبتهم ومصائرهم من فعل أنفسهم، وقد تحققت بسبب خياراتهم الخاصة، وتحددت من خلال جوهر طبيعتهم والطرق التي سلكوها. لقد تحددت عاقبة هؤلاء الأشخاص ومصائرهم؛ وبمجرد إخراجهم من صفوف أولئك الذين يؤدون واجباتهم، فلا يعودون حتى عاملين. يسهل تخيّل نوع المصير الذي سيحصلون عليه، وهو لا يستحق الذكر هنا، لأنهم غير جديرين.
فيما يتعلق بالأشخاص الذين يُكْشَفون ويُسْتَبْعَدون، فإن مظاهر أعمالهم الشريرة المختلفة، وكذلك الكلمات والأقوال الحقودة التي يكشفون عنها في حياتهم اليومية، تكون واضحة للعيان. ومع ذلك، فإن بعض القادة والعاملين غير قادرين على تمييز هؤلاء الأشرار على حقيقتهم، أو النفاذ إلى جوهر طبيعتهم. يبدو أن هؤلاء القادة والعاملين غير واعين بأنهم أشرار وعديمو إيمان، وبالتالي ليست لديهم خطط لتصفيتهم من الكنيسة، أو للتعامل معهم بشكل مناسب. هذا إهمال جسيم في تحمل المسؤولية من جانبهم بوصفهم قادة وعاملين. إنهم يرون رأي العين هؤلاء الناس ذوي الطبيعة الإبليسية لا يلتزمون بأي من قواعد بيت الله، ويرونهم وهم يتصرفون باستهتار، ويرونهم وهم يزعجون عمل الكنيسة ونظام حياة الكنيسة ويخربونهما باستهتار؛ بل إنهم يتساهلون مع هؤلاء الناس عندما يتصرفون بجرأة وتهور، ويتصرفون بشكل غير قانوني، ويضرون بمصالح بيت الله تحت راية القيام بواجبهم. إن الإضرار بمصالح بيت الله يتضمن أشياء كثيرة: إتلاف مختلف الآلات والمعدات المملوكة لبيت الله، وإتلاف مختلف الأجهزة واللوازم المكتبية، وحتى تبديد تَقْدِمَات الله كما يشاؤون، وما إلى ذلك. والأخطر من ذلك هو أنهم يطلقون عشوائيًا مختلف البِدَعِ والمغالطات، ما يتسبب في اضطراب كبيرٍ لدرجة أنَّ شعب الله المختار لا يستطيع القيام بواجباته في سلام، اضطراب كبير لدرجة أن الضعفاء والسلبيين ينبذون واجباتهم ويفقدون الثقة في اتباع الله. يفعل هؤلاء الأشرار كل هذه الأشياء السيئة، ويرتكبون كل هذه الأعمال الشريرة التي تزعج عمل الكنيسة وتعطِّله وتضر بالإخوة والأخوات، لكن القادة والعاملين يغضون الطرف، ولا يلقون بالًا؛ حتى إن بعضهم يقول: "لم أعرف بذلك؛ لم يخبرني أحد من قبل!" لقد تسببت تلك العصابة من البهائم والأبالسة في الدمار، وأطلقت العنان للفوضى في الكنيسة، ومع ذلك فإن القادة والعاملين غير مطَّلعين وغير مدركين تمامًا لذلك! أليسوا حثالة؟ أين قلوبهم؟ ما الذي يفعلونه؟ أليسوا فقط منخرطين في ثرثرة فارغة؟ أليسوا يهملون مهامهم الصحيحة؟ كل يوم يبقى فيه مثل هؤلاء القادة الكاذبين على رأس العمل هو يوم آخر يقوم فيه جميع أنواع الأشرار بإزعاج الكنيسة بتهور وإيذاء شعب الله المختار. لأن القادة الكذبة لا يتممون مسؤولياتهم، فإن تلك العصابة من البهائم تتسكع بلا مبالاة طوال اليوم، ولا تقوم بأي واجبات أو تتبع أي قواعد، وتعيش عالةً على بيت الله، وتتمتع بمختلف منافع بيت الله ورفاهياته المادية بحريةٍ، بل إنهم يتعمدون إزعاج عمل الكنيسة، ويتلفون آلات ومعدات بيت الله. هكذا يتصرفون، ومع ذلك لا يزالون يتوقعون أن يعيشوا في بيت الله حياة مريحة ويفعلوا ما يشاؤون، وألا يُسْمَحَ لأحدٍ بإزعاجهم أو استفزازهم. هذه قضية خطيرة، ومع ذلك فإن القادة والعاملين يتجاهلونها، ولا يعالجونها حتى عندما يُبْلِغُ الآخرون عنها– أليسوا حثالةً لا يقومون بعمل حقيقي؟ أليس هذا إهمالًا جسيمًا للمسؤولية؟ (بلى). يقول البعض: "لم أحل المشكلة لأنني كنت مشغولًا بأعمال أخرى. لم تُتَحْ لي فرصةٌ لذلك فحسب!" هل هذه الكلمات معقولة؟ ماذا على وجه التحديد يشغلك إلى هذه الدرجة، إذا كنت لا تحل مثل هذه المشكلة الخطيرة؟ هل هناك قيمة للأمور التي أنت مشغولٌ بها؟ هل أنت قادر على تحديد أولويات عملك؟ ألا ينبغي أن تكون الأسبقيّة لحلّ المشكلات، مهما بلغ مدى انشغالك بعملك؟ إن الفهم الفوري لمختلف أنواع الأشخاص الذين يعطلون عمل الكنيسة ويزعجونه والتعامل معهم هو مسؤولية القادة والعاملين. إذا نحيَّتَ المشكلات الحقيقية جانبًا وشغلت نفسك بأمور أخرى، فهل تقوم بعمل حقيقي؟ إذا اكتشفتَ مشكلة أو أبلغك شخص ما عن مشكلة، فينبغي لك تنحية المهمة الحالية جانبًا والذهاب إلى الموقع فورًا ومعرفة مصدر المشكلة. إذا كان هناك شخص شرير يزعج عمل الكنيسة ويعطِّله، فينبغي لك أولًا تصفية هذا الشخص الشرير. بعد ذلك، سيكون حل المشكلات الأخرى سهلًا. إذا اكتشفت مشكلة ولم تُصْلِحْها، مدعيًا أنك مشغول للغاية، ألستَ في الواقع تجري فحسب مثل سنجاب في قفص؟ ما الذي أنت مشغول به إلى هذه الدرجة على أي حال؟ هل هو عملٌ حقيقيٌ؟ هل يمكنك شرحه بوضوح؟ هل أسبابك وأعذارك معقولة؟ لماذا تتعامل مع حل المشكلات على أنه أمر غير مهم؟ لماذا لا تحلّ المشكلات في الوقت المناسب؟ لماذا تجد الأعذار وتتملص من الأشياء، قائلًا إنك مشغول جدًا بحيث لا يمكنك الاهتمام بها؟ أليس هذا تصرفًا غير مسؤول؟ بوصفك قائدًا في الكنيسة، فإنَّ عدم إعطاء الأولوية لحل المشكلات، والانشغال بمختلف الأمور التافهة، وعدم معرفة وجود مشاكل بالغة الأهمية، وعدم القدرة على تمييز ما المهم والمُلِحٌّ في العمل وعلى فهم النقاط الحاسمة– فهذه مظاهر لمستوى قدرات ضعيف بدرجة غير عادية، وشخصٌ مثل هذا مشوشٌ. مهما كان عدد السنوات التي قضيتها في منصب القائد، فأنت غير قادر على أداء عمل الكنيسة بشكل جيد. ينبغي أن تعترف بالمسؤولية وتستقيل. إذا كان مستوى قدرات القائد ضعيفًا للغاية، فلا فائدة من أي تدريب؛ إذ سيكون بالتأكيد غير قادر على إنجاز أي عمل؛ إنه قائد كاذب، يجب إعفاؤه وإعادة توزيعه. عندما يكون القادة الكاذبون على رأس العمل، فماذا تكون العواقب؟ من الناحية الموضوعيّة، فإن كلّ ما يفعله القادة الكاذبون يجلب على الكنيسة خسائر متعدّدة الأوجه. أحد تلك الأوجه أن العمل الأساسي للكنيسة لا يُنفَّذ جيدًا، ما يعوق فعالية مختلف بنود عمل الكنيسة إعاقةً مباشرة. في الوقت نفسه، فإن هذا يضر أيضًا بدخول شعب الله المختار في الحياة ويؤثر فيه سلبًا. والأكثر أهمية من ذلك أنه يؤثر في نشر إنجيل الملكوت. ترتبط جميع هذه العواقب ارتباطًا مباشرًا بكون القادة الكذبة لا يقومون بعمل حقيقي. بعبارة أكثر وضوحًا، كل هذا ناتج عن عدم انخراط القادة الكذبة في عمل حقيقي. إذا تمكن القادة والعاملون الآخرون من الانخراط بنشاط في بعض العمل الحقيقي، وتسريع الوتيرة وتقصير الوقت المستغرق في حل المشكلات، ألن تُخَفَّفَ الخسائر المختلفة التي يُلْحِقُها القادة الكذبة ببيت الله إلى حد ما؟ على الأقل يمكن تقليلها. حتى إن كان بيت الله لا يطلب منك التعامل مع المشكلات فور ظهورها، فعلى الأقل، ينبغي أن تبدأ في معالجة المشكلات فورًا بمجرد الإبلاغ عنها: استفسر عن الموقف من الإخوة والأخوات، ونَاقِش كيفية حل المشكلات مع القادة والعاملين الآخرين واعقد شركةً معهم. إذا كانت المشكلة خطيرة ولا تعرف كيفية علاجها، فينبغي لك إبلاغ المستويات الأعلى عنها على الفور وطلب حلول. هذا ما ينبغي لجميع القادة والعاملين تحقيقه، لكن المشكلة الحالية هي أن هؤلاء القادة والعاملين لا يُبْلِغون المستويات الأعلى بالمشكلات، حتى لو لم يتمكنوا من حلها. إنّهم يخافون جدًا من إبلاغ المستويات الأعلى خوفًا من افتضاح عدم كفاءتهم، والضعف الشديد في مستوى قدراتهم، وعدم قدرتهم على القيام بعملٍ حقيقيٍّ؛ إنّهم قلقون من أن يُعْفَوا. ومع ذلك، فإنهم يبادرون بالعمل؛ إنهم بطيؤو الفهم ومتبلدون، وبطيؤون في التصرف. بدون طريق لحل المشكلات، هم يتخبطون فحسب، ما يؤدي إلى تراكم الكثير من المشكلات التي لم يتم حلها، وبالتالي تزويد الأشرار بالفرص. في هذا الوقت، عندما يرى أولئك الأشرار وأولئك الذين لديهم طموحات أن القادة الكذبة عديمو النفع، فإنهم ينتهزون الفرصة لارتكاب أعمال شريرة باستهتار، ما يُغرق الكنيسة في الفوضى والبلبلة، ويشل جميع جوانب العمل. على الرغم من أنه ينبغي أن يتحمل القادة الكذبة المسؤولية الأساسية، فإن القادة والعاملين الآخرين لم يتمموا مسؤولياتهم هم أيضًا. أليس هذا إهمالًا جسيمًا للمسؤولية من قِبَل القادة والعاملين؟ في الواقع، معظم المشكلات التي تنشأ في الكنيسة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالاضطرابات التي يسببها الأشرار وعديمو الإيمان. إذا لم يتمكن القادة والعاملون من تحديد جذور المشكلات على الفور، ولم يتمكنوا من العثور على الجناة الرئيسيين الذين يسببون المشكلات، وظلوا دائمًا يبحثون عن أسباب في مكان آخر، فلن يتمكنوا من حل المشكلات بشكل جذري، وستستمر المشكلات في الظهور في المستقبل. الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع المشكلات هي الإمساك بمثيري المتاعب أو أولئك الذين يخلقون المشكلات وراء الكواليس وتحميلهم المسؤولية مباشرةً. على أقل تقدير، هذا يضمن أن عديمي الإيمان والأشرار أولئك لن يجرؤوا على الاستمرار في التصرف باستهتار والتسبب في العرقلة والإزعاج. أليس هذا ما ينبغي للقادة والعاملين تحقيقه؟ (بلى). يمكن القول بشكل قاطع أن السبب الرئيسي في تزايد عدد مشكلات الكنيسة وعدم علاجها في الوقت المناسب يرجع إلى افتقار القادة والعاملين إلى المسؤولية، أو لأن القادة الكذبة يفتقرون إلى واقع الحق ولا يمكنهم القيام بعمل حقيقي. إذا لم يتمكن القادة والعاملون من حل مختلف المشكلات التي تنشأ في الكنيسة، فلن يتمكنوا بالتأكيد من أداء العمل المتأصل في مناصبهم. هناك العديد من الأوضاع والأسباب التي يجب فهمها بوضوح هنا: إذا كان القادة والعاملون مبتدئين بدون خبرة، فينبغي مساعدتهم بصبر، وقيادتهم إلى حل المشكلات، وأن يتعلموا بعض الأشياء ويفهموا مبادئ الحق خلال عملية حل المشكلات. هكذا، سيتعلمون تدريجيًا حل المشكلات. إذا لم يكن القادة والعاملون هم الأشخاصَ المناسبين، ويرفضون تمامًا قبول الحق ويستخدمون بدلًا من ذلك وجهات نظر غير المؤمنين وأساليبهم لحل المشكلات، فإن هذا لا يتوافق مع مبادئ الحق. مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا مناسبين ليكونوا قادة وعاملين وينبغي إعفاؤهم واستبعادهم في الوقت المناسب؛ بعد ذلك، ينبغي إعادة الانتخابات لاختيار قادة وعاملين مناسبين. هذا النهج فقط هو الذي يمكن أن يحل المشكلة تمامًا. كونك قائدَ كنيسةٍ ليس مهمة سهلة، ومن الحتمي أن بعض المشكلات لا يمكن التعامل معها. لكن إذا كان لدى المرء عقل، فعندما يواجه مشكلات لا يمكنه حلها، ينبغي له ألا يخفي المشكلات أو يقمعها ويتجاهلها. بدلًا من ذلك، ينبغي للمرء التشاور مع العديد من الأشخاص الذين يفهمون الحق لإيجاد حلٍ بشكلٍ جماعي، ما قد يحل سبعين إلى ثمانين في المائة من المشكلات، وعلى الأقل يمنع المشكلات الكبيرة من الظهور مؤقتًا. هذا طريقٌ قابل للتطبيق. إذا لم يمكن حل المشكلات حقًا، فينبغي للمرء أن يطلب حلولًا من الأعلى، وهو خيار حكيم. إذا كنت تخفي المشكلات ولا تبلغ عنها لأنك تخشى فقدان ماء وجهك أو تخشى أن يهذِّبَكَ الأعلى بسبب عدم كفاءتك، فهذا يعني أنك سلبي تمامًا. إذا كنت تتصرف كأحمقٍ متبلدٍ بطيء الفهم، وكنتَ في حيرةٍ فيما يجب القيام به، فإن هذا سيؤخر الأمور. توفر مثل هذه الأوضاع بسهولة فرصًا للأشرار وأضداد المسيح، ما يسمح لهم باستغلال الفوضى ليتحركوا. لماذا نقول إنهم يستغلون الفوضى ليتحركوا؟ لأنهم ينتظرون هذه الفرصة على وجه التحديد. عندما يكون القادة والعاملون غير قادرين على التعامل مع أي مشكلات، ويشعر شعب الله المختار بالقلق وعدم الارتياح ويفقدوا بالفعل الثقة بهم، يتطلع الأشرار وأضداد المسيح إلى استغلال هذه الفجوة. يعتقدون أن الكنيسة في حالة من عدم وجود قيادة أو إدارة. إنهم يريدون اغتنام هذه الفرصة لإظهار قدراتهم على جعل شعب الله المختار يتطلع إليهم باحترام، ويدعمهم، ويعتقدون أنهم، مقارنة بالقادة والعاملين، لديهم مستوى قدرات أفضل، وأنهم أكثر قدرة على حل المشكلات والقيادة للخروج منها، ويمكنهم تغيير الأوضاع بشكل أفضل وسط الفوضى. أليس هذا أكثر ما يريد الأشرار وأضداد المسيح فعله؟ في هذا الوقت، عندما يكون القادة والعاملون عاجزين، ويهب الأشرار وأضداد المسيح لحل المشكلات، بل ويقودون الطريق الخروج منها، فمن الذين سيصدقهم شعب الله المختار؟ بطبيعة الحال، سيؤمنون بالأشرار وقوى أضداد المسيح. علامَ يدل هذا؟ هذا يدل على أن القادة والعاملين عديمو النفع ولا يحققون أي شيء، ويفشلون في اللحظات الحاسمة. هل لا يزال مثل هؤلاء الأشخاص جديرين بأن يكونوا قادة وعاملين؟ على الرغم من أن أضداد المسيح يفتقرون إلى واقع الحق ولا يمكنهم القيام بعمل حقيقي، فإنهم جميعًا يمتلكون بعض المواهب بدرجات متفاوتة وهم أكثر ذكاءً نسبيًا في الأمور الخارجية، وهذا تحديدًا هو ما يشكل ميزتهم وهي قدرتهم على تضليل الناس. ولكن إذا أصبحوا قادة وعاملين، فهل يمكنهم حقًا استخدام الحق لحل مشكلات شعب الله المختار؟ هل يمكنهم حقًا قيادة شعب الله المختار إلى أكل كلام الله وشربه، وفهم الحق، والدخول في واقع الحق؟ كلا بالطبع. على الرغم من أن لديهم بعض المواهب وأنهم فصحاء، فإنهم يفتقرون إلى أي واقعٍ للحق على الإطلاق. هل هم مناسبون ليكونوا قادة وعاملين في الكنيسة؟ لا على الإطلاق! هذا شيء ينبغي أن يدركه شعب الله المختار على حقيقته؛ يجب ألا يضللهم أو يخدعهم الأشرار وأضداد المسيح. إن عديمو الإيمان والأشرار وأضداد المسيح لا يسعون إلى الحق على الإطلاق وليس لديهم حتى القليل من واقع الحق. إذًا أخبروني، هل يمكنهم أن يقولوا شيئًا يتسم بالضمير والعقلانية، مثل: "على الرغم من أن الكنيسة ليس لديها من يتولى المسؤولية الآن، يجب أن نتصرف بمبادرتنا الذاتية. لا يمكن كسر لوائح بيت الله، ولا يمكن تغيير المبادئ التي يتطلبها بيت الله. يجب أن نفعل ما ينبغي لنا فعله؛ ينبغي للجميع الالتزام بالواجبات التي عليهم القيام بها، وأداء مسؤولياتهم، وعدم تعطيل النظام"؟ هل يمكن أن يقولوا شيئًا من هذا القبيل؟ (كلا). كلا بالتأكيد! ما الإجراءات التي سيتخذها هؤلاء عديمو الإيمان والأشرار؟ بدون رقابة وإشراف، لا يقومون حتى بواجباتهم، وينغمسون في الأكل والشرب واللعب والاستمتاع، وينخرطون في الثرثرة الفارغة، ويمزحون، وحتى يُغازِلون. يقضي البعض الليلة بأكملها في مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالعالم غير المؤمن، ثم يستخدمون عذر السهر لوقت متأخر للقيام بواجباتهم للتراخي والإفراط في النوم. هذه هي أعمال الأشرار، أولئك الذين هم من الأبالسة. عندما يرتكبون هذه الأعمال السيئة، هل يشعرون بأي ذنب؟ هل سيصحو ضميرهم فجأة ويأخذون زمام المبادرة لتتميم بعض المسؤوليات البشرية ويفعلون شيئًا مفيدًا لبيت الله والكنيسة والإخوة والأخوات؟ كلا بالطبع. إذا كان أحدٌ يراقبهم، يقومون على مضض ببعض الأعمال التي تُحسِّن صورتهم لمجرد أن يتمكنوا من تدبير وجبة. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به؛ وفيما عدا ذلك، ليس لدى هؤلاء الأشخاص ميزة واحدة جديرة بالثناء. إذًا، أثمة أي جدوى من بقاء هؤلاء الناس في بيت الله؟ لا جدوى من ذلك على الإطلاق. هؤلاء الناس زائدون عن الحاجة ويجب تصفيتهم.
كيف تقيس ما إذا كان شخص ما يحب الحق أم لا؟ دعوني أقدم لكم مثالًا لتفهموا. ينخرط بعض الأشخاص في مهنة ما، وكلما تعلموا أكثر، وكلما زاد تقدمهم في دراستهم، وكلما فهموا أكثر، زادت رغبتهم في الانخراط فيها وأصبحوا أقل رغبة في ترك المهنة. ما نوع هذا المظهر؟ هل هذا يعني أنهم يحبون هذه المهنة حقًا؟ (نعم). مهما كان مقدار المشقة التي يتكبدونها، ومهما كان الثمن، ومهما كان مقدار الجهد الذي يبذلونه، فإنهم يستمرون في المهنة دون ندم، ولا يثنيهم شيء. هذه مشاعر حقيقية، إعجاب عميق وصادق. لنفترض أن شخصًا يدعي أنه يحب وظيفة معينة ولكنه غير راغب في تكبُّد المشقة أو دفع الثمن في أثناء عملية تعلم المهارات الاحترافية، وعندما تنشأ العديد من المشكلات في العمل، فإنه لا يطلب حلولًا، ويخشى المتاعب، حتى أنه في كثير من الأحيان يشعر بأن الانخراط في هذه المهنة يمثل متاعب أو عبئًا. ومع ذلك، فإن تغيير المهن ليس بالأمر السهل، وبالنظر إلى المنافع المادية التي يمكن أن تجلبها هذه المهنة، فإن هذا الشخص ينخرط فيها على مضض، لكنه لن يصبح متميزًا أبدًا في هذه المهنة. إذًا، هل يحب هذه المهنة حقًا؟ (كلا). من الواضح أنه لا يفعل. ثمة نوع آخر من الأشخاص، وهو الشخص الذي يعبر شفهيًا عن ولعه بمهنة معينة وينخرط فيها، لكنه لا يتكبد أبدًا المشقة أو يدفع ثمنًا لتعلم المهارات الاحترافية جيدًا. وقد ينشأ لديه حتى شعورًا بالنفور أو الكراهية للمهنة في أثناء عملية التعلم، ويصبح غير راغب بشكل متزايد في التعلم. وعندما يصل نفوره إلى مستوى معين، يغير مهنته، وبعد ذلك لا يرغب في ذكر أي عملية أو قصص أو أي شيء آخر يتعلق بفترة انخراطه في تلك المهنة. هل يحب مثل هؤلاء الأشخاص المهنة حقًا؟ (كلا). لا يحبونها. يمكنهم بسهولة التخلي عن المهنة، والشعور بالاشمئزاز وحتى تغيير المهنة، ما يثبت أنهم لا يحبون المهنة حقًا. إنّ سبب تخليهم عن المهنة هو أنّ المهنة، بعد استثمارهم الكثير من الوقت والطاقة والتكلفة فيها، لم تسمح لهم بعيش الحياة الثريّة التي كانوا يتمنّونها أو الاستمتاع بالمعاملة المادّيّة الجيّدة. يصبحون نافرين من المهنة ويلعنونها في قلوبهم، حتى إنهم يمنعون الآخرين من ذكرها، ولا يعودون هم أنفسهم يذكرونها، وحتى إنهم يشعرون بالخزي من انخراطهم سابقًا في هذه المهنة وأنهم اعتبروها طموحهم وأسمى هدف يسعون إليه في الحياة. بالنظر إلى مدى نفورهم من المهنة، هل كان وَلَعُهُم الظاهري المبدئي بالمهنة حقيقيًا؟ (كلا). هناك نوع واحد فقط من الأشخاص الذين يحبون المهنة حقًا – بغض النظر عما إذا كانت المهنة توفر لهم حياة مادية جيدة أو منافع كبيرة، ومهما كان عدد الصعوبات التي يواجهونها أو مقدار المعاناة التي يتكبدونها في هذه المهنة، يمكنهم المثابرة فيها دون أن يثنيهم شيء، حتى النهاية. هذا هو الولع الحقيقي. وينطبق الشيء نفسه على ما إذا كان الشخص يحب الحق. إذا كنت تحب الأشياء الإيجابية حقًا، وتتقدم من محبة الأشياء الإيجابية إلى محبة الحق، فمهما كانت المواقف التي تواجهها، فسوف تثابر في طلب الحق والسعي إليه، دون تغيير هدف حياتك. إذا كان بإمكانك التخلي عن الإيمان بالله ونبذ طريق الخلاص بلا اكتراث، فهذه ليست محبة حقيقية للحق. أما بالنسبة إلى أولئك الذين لا يسعون إلى الحق ولكن أيضًا لا يستسلمون، فهناك سبب واحد فقط لمثابرتهم: إنهم يعتقدون أنه طالما هناك بصيص من الأمل في عاقبة وغاية جيدتين، ومستقبل جيد، فإن الأمر يستحق المخاطرة، وأن عليهم المثابرة حتى النهاية. إنهم يعتقدون أن هذه المثابرة ضرورية؛ وقد تصادف فحسب أن الكوارث تتزايد ولا يوجد مكان آخر يذهبون إليه، لذلك فالأفضل أن يصمموا على المضيِّ قُدُمًا هنا ويجربوا حظهم. هل لدى هؤلاء الناس حتى القليل من المحبة للحق في قلوبهم؟ (كلا). ليس لديهم. عندما يبدأ هؤلاء الناس في الإيمان بالله لأول مرة، يتحدثون أيضًا عن كراهية العالم، وكراهية الشيطان، وكراهية الأشياء السلبية، ومحبة الأشياء الإيجابية، والشوق إلى النور. ولكن ماذا يكون سلوكهم عندما يدخلون إلى بيت الله، إلى الكنيسة؟ ماذا يكون موقفهم عندما يكتشفون أنهم عاملون، عندما يدركون أن أفعالهم وسلوكياتهم وطبيعتهم لا ترضي الله؟ ما أنواع السلوكيات التي يظهرونها؟ يمكن القول إنهم عندما يحسون أو يشعرون أو يعتقدون أنهم لم يعودوا مستحسنين في بيت الله، وأنه سيتم استبعادهم، يختار بعضهم المغادرة. آخرون، على الرغم من أنهم يبقون في الكنيسة على مضض، يستسلمون لليأس، ويُجبرون في نهاية المطاف على المغادرة. مثل هؤلاء الناس لا يحبون الحق على الإطلاق؛ عندما تتحطم رغبتهم في البركات، يمكنهم خيانة الله والإعراض عنه. تُظهر هذه المظاهر المختلفة مواقف الأشخاص المختلفين تجاه الحق.
4. العواقب المختلفة لهذه الأنواع الثلاثة من الناس
عقدنا للتو شركةً حول خصائص ثلاثة أنواع من الناس: العاملون، والعاملون المستأجرون، وشعب الله. يتضح من خصائصهم أن عواقبهم النهائية لا تحددها بيئات أو ظروف موضوعية، بل تحددها مساعيهم الخاصة وجوهر طبيعتهم. بالطبع، من الناحية الموضوعية، الله هو الذي يحدد أقدار الناس، لكن الله يتخذ هذه القرارات بناءً على ما إذا كان الناس يحبون الحق وما إذا كانوا قادرين على قبول الحق. يزعم العاملون أيضًا أنهم يحبون الحق والأشياء الإيجابية، ولكن في النهاية، عندما ينتهي عمل الله، تظل مفاهيمهم وتصوراتهم عن الله، ومطالبهم الباهظة من الله، وخيانتهم لله دون تغيير. هذا لأنهم لن يكونوا قد عالجوا شخصياتهم الفاسدة قَط خلال فترة عمل الله، وفي عملية اتباعهم لله والقيام بواجباتهم. إن السبب الجذري لعدم معالجتهم لشخصياتهم الفاسدة هو أنهم لا يقبلون الحق من الأساس. على الرغم من أن لديهم الرغبة في الخضوع لله، فإن ما يظهرونه حقًا ليس سوى القدرة على التخلي والاستعداد لدفع ثمن، دون طلب مبادئ الحق أو طريق الخضوع لله أبدًا. والنتيجة النهائية هي أنه على الرغم من بذلهم الكثير من الجهد، فليست لديهم أدنى معرفة بالله. لا يزالون قادرين على خيانة الله والتعبير عن مفاهيمهم وتصوراتهم بشأنه وعن مطالبهم غير المعقولة منه أمام الآخرين والشيطان. عندما ينتهي عمل الله، لا يزالون يعتبرون أنفسهم "لديهم إنسانية جيدة، ويؤمنون حقًا بالله، وقادرين على التخلي وتكبُّدِ المشقة، وبالتأكيد إمكانية الخلاص"، ولهذا، يشعرون بالسلام. في الواقع، لقد كانوا يسيرون دائمًا على طريق العامل، دون السعي إلى الحق على الإطلاق؛ وبالتالي، فإنهم يحتفظون دائمًا بهوية العامل. أما بالنسبة إلى فئة أخرى من الناس، وهي العاملون المستأجرون، فلن نناقش أمرهم. فئة أخرى هي شعب الله، الذين ذكرناهم للتو. على مدار اتباعهم لله، فإنهم، مثل العاملين، يبذلون أنفسهم من أجله، ويكرسون وقتهم وطاقتهم، وحتى شبابهم، ويخضعون للكثير من المعاناة ويدفعون الكثير من الثمن. وهذا هو حال العاملين نفسه، فما المختلف إذًا؟ هو أنه عندما ينتهي عمل الله، ستكون مفاهيمهم وتصوراتهم العديدة ومطالبهم الباهظة من الله قد عُولِجَت. كما سيكونون قد تخلصوا مما في شخصياتهم الفاسدة من مظاهر الفساد وحالاته وكشوفاته التي من الواضح أنها تقاوم الله. وما لم يُعالَج منها بعدُ سيتلاشى بينما يتوصلون تدريجيًا إلى فهم الحق من خلال الاختبار. على الرغم من أنهم لن يكونوا قد تخلصوا من شخصياتهم الفاسدة تمامًا، فإن شخصياتهم الحياتية ستخضع لبعض التغيرات. وفي معظم الأحيان، سيكونون قادرين على الممارسة وفقًا لمبادئ الحق التي يفهمونها، وستقلُّ استعلانات شخصياتهم الفاسدة بشكل كبير. على الرغم من أن الحال ليس أنهم لن يكشفوا عنها في أي بيئة، فإن هؤلاء الأشخاص سيكونون قد استوفوا مطلبًا أساسيًا واحدًا: سيكونون قد استوفوا مطلب الله بأن يكونوا صادقين؛ سيكونون في الأساس أشخاصًا صادقين. علاوة على ذلك، عندما يكشف هؤلاء الأشخاص عن شخصيات فاسدة، أو يرتكبون تعديات، أو يُضْمِرون مفاهيم وتمردات ضد الله، بغض النظر عن البيئة التي يفعلون ذلك فيها، سيكون موقفهم موقف توبة. وهناك نقطة أخرى هي الأكثر أهمية: مهما كانت الإجراءات المحددة التي يتخذها الله وكيفية تصرفه في عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، ومهما كان ما ينوي القيام به في المستقبل، وكيفما سيرتب مصير البشرية، وكيفما سيعيشون هم أنفسهم في البيئة التي يرتبها، فسوف يمتلكون جميعًا قلبًا خاضعًا وموقفًا من الخضوع، خاليًا من الخيارات الشخصية وخاليًا من الخطط والتدابير الشخصية. بسبب هذه المظاهر الاستباقية والإيجابية المختلفة، سيصبحون بالفعل من نوع الأشخاص الذين يطلبهم الله، الأشخاص الذين يتبعون طريق الله، وهو أن يتقوه ويحيدوا عن الشر. على الرغم من أنهم سيظلون بعيدين عن المعيار الحقيقي – "يتقي الله ويحيد عن الشر، ويكون إنسانًا كاملًا" – كما قال الله، عندما تَحِلُّ تجارب الله عليهم، سيكونون قادرين على الطلب والخضوع، وهو ما يكفي. لن تكون لديهم أي شكاوى؛ سينتظرون ويخضعون فحسب. على الرغم من أن أوضاعكم الحالية قد لا تزال بعيدة عن مثل هذه النتيجة، وبالنسبة إلى البعض، قد تبدو قصية جدًا ولا يمكن الوصول إليها، فإذا كان بإمكانكم قبول الحق والتعامل مع كلام الله بوصفه مبدأً لكم وأساسًا لوجودكم، فآمنوا أنه في يوم من الأيام، لن تكون أنت، أو أنتم جميعًا، بعيدًا عن أن تصبحوا شعب الله الحقيقي، الذي يحبه – آمنوا أن ذلك اليوم يلوح في الأفق. سواء كان يُتَنَبَّأُ به حاليًا أو كان في الأفق، فإن النتيجة النهائية ليست خيالًا في كلتا الحالتين، ولكنها حقيقة على وشك أن تتحقق وتتمَّم. إن مَنْ بالضبط سَتُتَمَّمُ فيه هذه الحقيقة، ومَن الأشخاص الذين ستُتَمَّمُ فيهم، يعتمد على سعيكم فعليًا إلى الحق. وبعبارة أخرى، سواء كنت تحب الحق حقًا إلى الحد الذي يمكِّنك من السعي إليه وممارسته، أو كان لديك بعض المحبة للحق ولكن لا يمكنك قبوله وممارسته بالكامل، فإن النتيجة النهائية ستقدم لك الإجابة. حسنًا، سنختتم شركتنا حول هذا الموضوع هنا.
المعايير والأسس لتمييز مختلف أنواع الأشرار
2. بناءً على إنسانية المرء
فيما يلي، نواصل عقد الشركة حول المسؤولية الرابعة عشرة للقادة والعاملين: "تمييز جميع أنواع الأشرار وأضداد المسيح ثم إخراجهم أو طردهم على الفور". تنقسم معايير تمييز جميع أنواع الأشرار إلى ثلاث فئات رئيسية. لقد عقدنا شركةً سابقًا حول غرض المرء من الإيمان بالله، ثم انتقلنا إلى إنسانيته. وصنفنا أيضًا العديد من المظاهر المختلفة من حيث إنسانية المرء. ما المظاهر العديدة التي عقدنا شركةً حولها بالفعل؟ اقرأها. (البند الثاني لتمييز جميع أنواع الأشرار يتعلق بإنسانية المرء. أولًا، حب تحريف الحقائق وإطلاق الأكاذيب؛ ثانيًا، حب الاستغلال؛ ثالثًا، أن يكون فاسقًا وغير منضبط؛ رابعًا، أن يكون ميّالًا للانتقام؛ خامسًا، أن يكون غير قادر على حفظ لسانه). لقد عقدنا شركة حتى النقطة الخامسة حول أن يكون المرء غير قادرٍ على حفظ لسانه. بغض النظر عما إذا كنا نعقد شركةً حول مظاهر محددة للإنسانية أو لأشياء أخرى، فكما قلت سابقًا، سيختلف تأثيرها باختلاف أنواع الناس. أولئك الذين يسعون إلى الحق سيركزون بعد الاستماع على فحص أنفسهم؛ وسيقيسون أنفسهم على شركتي وسيكون دخولهم استباقيًا وإيجابيًا. أما أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، مثل العاملين، سيكتفون بالاستماع فحسب. لا يأخذون الأمر على محمل الجد ولا يستمعون باهتمام. بل قد يغلبهم النعاس أحيانًا في أثناء الاستماع إلى العظات. لا يمكنهم استيعاب الأمر، بل ويفكرون: "ما الفائدة من الاستماع إلى هذه الأمور التافهة؟ إنها مضيعة للوقت – ما زلت لم أنهِ العمل الذي بين يدي بعد!" إنهم قلقون دائمًا بشأن الأعمال التي تتطلب الكدح. إنهم متحمسون للغاية ومتفانون في الكدح، ويظهرون الإخلاص، لكنهم ببساطة لا يستطيعون حشد الطاقة للأمور التي تنطوي على الحق. هذا يكشف بوضوح أن مثل هؤلاء الناس ليسوا مهتمين بالحق؛ فهم قانعون بمجرد الكدح. ثمة مجموعة أخرى من الأشخاص الذين يتمسكون بالموقف نفسه بغض النظر عن كيفية تقديم بيت الله للشركة: "أنا مقاوم وعدواني فحسب. حتى لو أشرتَ إلى مشكلاتي وكشفتَ مظاهري واستعلاناتي وشخصياتي، فسأظل لن أوليها اهتمامًا أو آخذها على محمل الجد. وماذا يهم لو عرف الآخرون أنني أُكْشَف؟" إنهم يواصلون التحدي والمعارضة بلا خجل، وهو أمر لا يمكن إصلاحه. بغض النظر، فمظاهر مختلف أنواع الناس قابلةٌ للتمييز. إن الحق – سواء بالنسبة إلى أولئك الذين يسعون إليه، أو أولئك الذين يرغبون في الكدح ولكن لا يحبون الحق، أو أولئك الذين يشمئزون من الحق وينفرون منه – هو بمثابة سيفٍ ذي حدين، بمثابة وسيلة اختبار. إذ يمكن أن يقيس مواقف الناس تجاه الحق وأيضًا الطريق الذي يسيرون فيه.
و. أن يكون غير عقلاني ومسببًا للمتاعب بعناد، ولا يجرؤ أحد على استفزازه
فيما سبق، عقدنا شركةً عن تمييز المظاهر الخمسة لمختلف الأشرار. اليوم، نواصل عقد شركة عن المظهر السادس. إن المظهر السادس هو أيضًا من مظاهر أحد أنواع الأشرار، أو بالأحرى، حتى لو لم يعتبر الناس هذا النوع شريرًا، فإن الجميع لا يزالون يكرهونهم. لماذا؟ لأن هؤلاء الناس يفتقرون إلى الضمير والعقل، ويفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية، والتفاعلات معهم مسببة للمتاعب وصعبة للغاية، ما يثير النفور. ما المظاهر المحددة لهؤلاء الأشخاص؟ إنها أن يكونوا غير عقلانيين ومسببين للمتاعب بعناد، وأن لا أحد يجرؤ على استفزازهم. هل يوجد مثل هؤلاء الناس في الكنيسة؟ حتى وإن لم يكونوا كثيرين، فهم موجودون بالتأكيد. وماذا تكون مظاهرهم المحددة؟ في الظروف العادية، يمكن لهؤلاء الأشخاص القيام بواجباتهم بشكل طبيعي والتفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي تمامًا؛ ولن ترى شخصية شرسة منهم. ومع ذلك، عندما تتعارض أفعالهم مع مبادئ الحق ويتعرضون للتهذيب، فإنهم سينفجرون غضبًا، ويرفضون الحق تمامًا بينما يقدمون أعذارًا سفسطائية لأنفسهم. فجأة، تدرك أنهم مثل قنفذٍ مغطى بالأشواك، مثل نمر لا يمكن لمسه. تُفكر: "لقد تفاعلتُ مع هذا الشخص لفترة طويلة، معتقدًا أنه ذو إنسانيةٍ جيدةٍ ومتفهمٌ وسهل التحدث إليه، معتقدًا أنه يمكنه قبول الحق. لم أتوقع أن يكون شخصًا غير عقلاني ومسببًا للمتاعب بعناد. يجب أن أكون أكثر حذرًا في تفاعلاتي معه في المستقبل، وأن أقلل الاحتكاك به ما لم يكن ذلك ضروريًا، وأن أبعد نفسي عنه لأتجنب استفزازه". هل رأيتم مثل هؤلاء الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد؟ بشكل عام، يعرف أولئك الذين يفهمونهم مدى بأسهم ويتحدثون إليهم بأدب وحذر بالغيْن. على وجه الخصوص، عندما تتحدث إليهم، لا يمكنك إيذاؤهم على الإطلاق، وإلا سيؤدي ذلك إلى مشكلات لا نهاية لها معهم. يقول بعض الناس: "مَنْ هؤلاء الأشخاص الأفظاظ بالضبط؟ لم نقابلهم بعد". في هذه الحالة، يتعين علينا حقًا التحدث عن هذا. على سبيل المثال، بينما يقدم الإخوة والأخوات شركةً عن اختباراتهم، عندما يذكر البعض حالاتهم الفاسدة أو مصاعبهم الشخصية، فمن المحتم أن يتعاطف الآخرون بما أنه كانت لديهم اختبارات أو مشاعر مشابهة. هذا أمر طبيعي تمامًا. بعد الاستماع، قد يفكر المرء: "لقد مررتُ بمثل هذه الاختبارات أيضًا، لذلك دعونا نعقد شركة عن هذا الموضوع معًا. أريد أن أسمع كيف مررت بها. إذا كان في شركتك نورٌ، وتتعلق بمشكلة لديَّ، فسأقبلها إذًا وأمارس وفقًا لاختباراتك وطريقك لمعرفة ما ستكون عليه النتائج". هناك نوع واحد فقط من الأشخاص يعتقد، عند سماعه الآخرين يقدمون الشركة حول معرفة أنفسهم ويكشفون عن فسادهم وقبحهم، أن هذا يكشفه ويحكم عليه بشكل غير مباشر، ولا يسعه إلا أن يضرب الطاولة وينفجر غضبًا: "مَن ليس لديه فساد؟ من يعيش في فراغ؟ من وجهة نظري، فسادكم أسوأ حتى من فسادي! ما مؤهلاتكم التي تؤهلكم جميعًا لاستهدافي ولفضحي؟ من وجهة نظري، أنتم لا تريدون إلا أن تصعِّبوا الأمور عليَّ، أن تستبعدونني! أليس هذا فقط لأنني جئت من الريف ولا أستطيع التحدث بكلمات مُرْضِيَةٍ لإطرائكم جميعًا؟ أليس هذا لأن تعليمي ليس بمستوى تعليمكم؟ الإله حتى لا ينظر إليَّ بتعالٍ، فلا شيء يمنحكم الحق في النظر إليَّ بتعالٍ!" يقول آخرون: "هذه شركة طبيعية، لا تستهدفك. أليست شخصيات الجميع الفاسدة متشابهة؟ عندما يقدم شخص ما شركةً حول موضوعٍ ما ويذكر حالته الفاسدة، فمن المحتم أن يجد الآخرون أنفسهم في حالات مشابهة. إذا كنت تشعر أنك تشترك في الحالة نفسها، فيمكنك أيضًا تقديم الشركة حول اختباراتك". فيجيب: "حقًا؟ يمكنني أن أتسامح مع شركةٍ كهذه من شخص واحد، ولكن لماذا أنتم الاثنان أو الثلاثة تتجمعون للتنمر عليَّ؟ هل تعتقدون أنه من السهل الاستهزاء بي؟" أليست كلماته تزداد شناعة كلما تحدث أكثر؟ (بلى). هل لدى مثل هؤلاء الناس عقلٌ في قولهم هذه الكلمات؟ (كلا). إذا كنت تعتقد حقًا أن موضوع شركة الآخرين يستهدفك، يمكنك مناقشة هذا الموضوع أو عقد شركة عنه؛ اسأل مباشرة عما إذا كان يستهدفك، بدلًا من جر المناقشة نحو خلفيتك كمزارع، أو مستواك التعليمي الأدنى، أو الأشخاص الذين ينظرون إليك بتعالٍ. ما فائدة قول هذه الأشياء؟ أليست هذه ثرثرة عن الصواب والخطأ؟ أليست لا عقلانيٍّة وتسببًا في المتاعب بعناد؟ (بلى). ألا تعتقدون أن مثل هؤلاء الأشخاص فظيعون؟ (بلى). بعد أن يثير الجدل بهذا الشكل، يعرف الجميع أي نوع من الأشخاص هو، وعندما يعقدون الشركة في الاجتماعات المستقبلية، يتعين عليهم دائمًا التحدث بعناية والتمعن في تعبيرات وجهه. إذا تجهَّمَ وجهه، يصبح الآخرون مترددين في الكلام، ويشعر الجميع بالكبت في أثناء الشركة في الاجتماعات. أليس هذا هو القيد والاضطراب الناجم عن كونه غير عقلاني ومسببًا للمتاعب بعناد؟ (بلى). أولئك الذين هم غير عقلانيين ومسببون للمتاعب بعناد يتجاوزون جميعًا حدود العقلانية؛ هؤلاء الأفراد لن يقبلوا الحق ولا يمكن تخليصهم بأي حال.
هذا النوع من الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد له مظهر آخر. يقول بعض الناس دائمًا في أثناء الاجتماعات: "لم يعد بإمكاني التصرف بلا مبالاةٍ بعد الآن. يجب عليَّ التركيز على ممارسة الحق؛ يجب عليَّ السعي إلى التكميل. أنا أسعى بشكل طبيعي للتفوق. وأيَّ شيءٍ أفعله يجب أن أفعله بإتقان". يقولون هذا الكلام، ولكن في الواقع، يظلون يتصرفون بلا مبالاة عندما يقومون بواجبهم، والواجب الذي يقومون به فيه العديد من المشكلات، وبعيدٌ عن تحقيق تأثير تقديم الشهادة لله. عندما يشير القادة إلى المشكلات في أدائهم للواجب ويهذبونهم، يغضبون على الفور، قائلين: "كنت أعرف ذلك. جميعكم تحكمون عليَّ من وراء ظهري، قائلين إن مهاراتي الاحترافية ضعيفة. أليس الأمر فقط أنكم جميعًا تنظرون إليَّ بتعالٍ؟ لقد كان مجرد خطأ صغير فحسب. هل من الضروري تهذيبي هكذا؟ إلى جانب ذلك، مَنْ لا يرتكب الأخطاء؟ تقول إنني أتصرف بلا مبالاة – ألم تكن أنت أيضًا لامبالٍ في عملك من قبل؟ هل أنت مؤهل لانتقادي؟ بدون تعاوني، مَن منكم يمكن أن يتحمل عبء هذا العمل؟" ما رأيكم في مثل هؤلاء الأشخاص؟ في أي شيء يفعلونه، لا يسمحون للآخرين بالإشارة إلى أوجه القصور لديهم أو تقديم اقتراحات؛ بل إنهم لا يقبلون حتى التهذيب المبرر. أيًا كان مَن يتحدث، يتحدونه ويعارضونه، ويتفوهون بكلمات غير عقلانية، بل يقولون إنهم ينظرون إليهم بتعالٍ، أو أنهم يتعرضون للتنمر لكونهم وحيدين وعاجزين، أو أشياء أخرى من هذا القبيل. أليس هذا جموحًا ولا عقلانية وتسببًا في المتاعب بعناد؟ حتى إن هناك بعض الأشخاص الذين يتخلون عن واجبهم بعد تهذيبهم: "لن أقوم بهذا العمل بعد الآن. إن كان بإمكانكم القيام به، فتفضلوا. حينها سأرى ما إذا كان لا يزال بإمكانكم الاستمرار في العمل بدوني!" يحاول الإخوة والأخوات إقناعهم، لكنهم لا يستمعون. حتى عندما يقدِّم القادة والعاملون الشركة عن الحق إليهم، فإنهم يرفضون القبول؛ ويبدؤون في التصرف بغرورٍ والتخلي عن واجبهم. خلال الاجتماعات، يعبسون، ولا يقرؤون كلام الله ولا يعقدون شركة، ودائمًا ما يكونون آخر من يصل وأول من يغادر. عندما يغادرون، يضربون بأقدامهم على الأرض ويصفقون الباب، ويكون معظم الناس في حيرة من أمرهم بشأن كيفية التعامل معهم. عندما تحدث أشياء لمثل هؤلاء الأشخاص، فإنهم يتفوهون بحججٍ سخيفة وهراء؛ ويصبحون جامحين لدرجة أنهم يقذفون الأشياء، ويكونون صُمًّا تمامًا عن صوت العقل. البعض لديهم مظاهر أكثر حدة – إن لم يستقبلهم الإخوة والأخوات بالتحية، فإنهم يستاؤون ويغتنمون الفرصة أثناء الاجتماعات للنحيب: "أنا أعرف أنكم جميعًا تنظرون إلي بتعالٍ. وأثناء الاجتماعات، تركزون جميعًا على الشركة عن كلام الإله ومناقشة فهمكم الاختباري. لا أحد يهتم بي، ولا أحد يبتسم لي، ولا أحد يودعني عندما أغادر. أي نوع من المؤمنين أنتم؟ أنتم أيها الناس تفتقرون حقًا إلى الإنسانية!" يصبون حنقهم هكذا في الكنيسة. إنهم يستشيطون غضبًا حتى من الأمور التافهة، ويطلقون العنان لجميع مظالمهم المتراكمة. من الواضح أنهم يكشفون عن شخصيتهم الفاسدة، لكنهم لا يتأملون في أنفسهم ولا يعرفون أنفسهم، وليست لديهم رغبة في السعي إلى التغيير أو الحق. بدلًا من ذلك، يبحثون عن العيوب في الآخرين، ويجدون أعذارًا مختلفة لحفظ توازن نفسيتهم – وبينما يفعلون ذلك، يبحثون عن الفرص للتنفيس عن مظالمهم. والأهم من ذلك أنهم يهدفون إلى جعل المزيد من الناس يلاحظونهم ويخشونهم، وذلك لكسب قدر من الهيبة والاهتمام بين الناس. الأشخاص من هذا القبيل مسببون للمتاعب للغاية! مهما قالوا، لا أحد يجرؤ على قول "لا"؛ ولا أحد يجرؤ على تقييمهم ببساطة؛ ولا أحد يجرؤ على الانفتاح وعقد شركة معهم. حتى لو لوحظت فيهم بعض العيوب والشخصيات الفاسدة، فلا أحد يجرؤ على الإشارة إليها. وأثناء الاجتماعات، عندما يقدم الجميع شركةً عن اختباراتهم الشخصية وفهمهم لكلام الله، يتجنبون بعناية "عش الدبابير" الذي هو هذا الشخص، ويخافون من استفزازه والتسبب في المتاعب. بعض الأشخاص يُنَفِّسُون في أثناء الاجتماعات بعد شعورهم بسوء المعاملة أو مواجهتهم للاستياء في المنزل أو العمل. من الواضح أنهم يجعلون من الإخوة والأخوات متنفسًا ووسيلة لتلقي غضبهم. عندما يكونون منزعجين، فإنهم يطلقون حججًا سخيفة ويبكون ويصبون حنقهم. مَن سيجرؤ على عقد شركةٍ عن الحق معهم إذًا؟ إذا عُقِدَت شركةٌ معهم، وتصادف أن بعض الكلمات لمست وترًا حساسًا، فسوف يهددون بالانتحار. وذلك سيكون أكثر لإثارة للمتاعب. مع مثل هؤلاء الأشخاص، لن تجدي الشركة الطبيعية؛ ولن تجدي المحادثة العادية؛ ولن يجدي الإفراط في التودد ولا الإفراط في التجاهل؛ ولن يجدي تجنبهم؛ ولن يجدي التقرب أكثر من اللازم؛ ولن يجدي أن يعبر الإخوة والأخوات عن سعادتهم بدرجة لا تماثل درجة سعادتهم؛ وإذا لم يشعر الإخوة والأخوات بالضيق مثلما يشعر به هؤلاء الأشخاص عندما يواجهون بعض الصعوبات، فإن ذلك لن يُجدي أيضًا. لا شيء يجدي معهم. أيُّ فعلٍ مهما كان قد يزعجهم ويغضبهم. وكيفما عُومِلوا، لا يرضون أبدًا. حتى عظاتي وشركتي حول حالات أشخاصٍ معينين قد تستفزهم. كيف يستفزهم ذلك؟ يفكرون: "أليس هذا يفضحني؟ أنت لم تتفاعل معي حتى، ولم أخبرك بأي شيء عما فعلته على انفراد. كيف أمكنك أن تعرف؟ لا بد أن شخصًا ما يشي بي. ينبغي أن أعرف مّن الذي كان يتواصل معك، الذي وشى بي، الذي أبلغ عنّي؛ فإنّني لن أترك هذا الأمر يمرُّ!" هذا النوع من الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد يمكن أن تكون لديهم أفكار ملتوية حول أي شيء، وهم غير قادرين على التعامل مع أي شيء بشكل صحيح. إنهم متجاوزون لحدود العقل! العقلانية تتجاوز قدراتهم تمامًا، وقدرتهم على قبول الحق أقل من ذلك. إن بقاءهم في الكنيسة لا يجلب أي فائدة، ولا يتسبب إلا في الأذى. إنهم مجرّد عائق، حمولة ينبغي التّخلّص منها بسرعة؛ وينبغي تصفيتهم فورًا!
في الصين، يؤدي الإيمان بالله إلى القمع والاضطهاد من قِبَل التنين العظيم الأحمر، وهناك الكثير ممّن يُطارَدون ولا يستطيعون العودة إلى بيوتهم. ومع ذلك، فإن بعض الناس، عند تعرضهم للاضطهاد وعدم قدرتهم على العودة إلى بيوتهم، يعتقدون أنهم اكتسبوا جدارة أو مؤهلات. يعيشون مع أسرٍ مستضيفة، وليس لديهم أشخاص يخدمونهم – فإذا تعارض أي شيء قليلًا مع رغباتهم أو بدؤوا يشتاقون إلى بيوتهم، فإنهم يبدؤون في إثارة الضجة، وينبغي للآخرين تملُّقُهم وتحمُّلهم. أليس مثل هؤلاء الأشخاص غير عقلانيين ومسببين للمتاعب بعناد؟ يتعرض الكثير من الناس للاضطهاد، ولا توجد العديد من الأسر المستضيفة. من باب المحبة يستضيف الإخوة والأخوات أولئك الذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم. يبعدونهم عن الشوارع ويسمحون لهم بالعيش في بيوتهم. أليست هذه نعمة الله؟ ومع ذلك، فالبعض لا يفشلون في تقدير نعمة الله فحسب، بل يفشلون أيضًا في رؤية محبة الإخوة والأخوات. وبدلًا من ذلك، يشعرون بالظلم، بل وسيشكون ويكونون جامحين. الظروف المعيشية في بيوت الإخوة والأخوات هي في الواقع أفضل إلى حد ما مما هي عليه في بيت الواحد منهم. خاصة فيما يتعلق بالإيمان بالله وقيام الواحد منهم بواجبه، فإن إقامته في بيوت الإخوة والأخوات أفضل من الإقامة في بيته، وأن يكون لديه إخوة وأخوات يتعاون معهم بانسجام هو دائمًا أفضل بكثير من أن يكون وحيدًا تمامًا. حتى لو كانت الظروف المعيشية في بعض المناطق مقفرة بعض الشيء، فإنها لا تزال ترقى إلى مستوى معيشة متوسط. الأهم من ذلك هو أنهم قادرون على العيش مع الإخوة والأخوات، وعلى الاجتماع وأكل كلام الله وشربه في كثير من الأحيان، وفهم المزيد من الحقائق، ومعرفة أهداف مسعاهم. لذلك، فإن أولئك الذين يسعون إلى الحق قادرون على دفع ذلك الثمن والمرور بتلك المعاناة. يكون لدى معظم الأشخاص الموقف الصحيح تجاه هذا؛ فهم قادرون على قبوله من الله، مع علمهم أن هذه المعاناة تستحق العناء، وأنهم ينبغي لهم المرور بها. يمكنهم التعامل معها بشكل صحيح. لكن بعض الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد والذين هم جامحون لا يمكنهم استيعاب الأمور هكذا ببساطة. قد يتحملون بالكاد عدم القدرة على العودة إلى بيوتهم لمدة أسبوع، ولكن بعد أسبوعين، يصبحون متقلبي المزاج، وبحلول شهر أو شهرين، يصبحون جامحين، ويقولون: "لماذا يمكن لأسرتكم أن تعيش بسعادةٍ معًا ولا يمكنني العودة إلى أسرتي؟ لماذا لا أملك أي حرية، بينما يمكنكم جميعًا التنقل كما يحلو لكم؟" فيجيب الآخرون: "أليس هذا بسبب اضطهاد التنين العظيم الأحمر؟ أليس من الصواب أن نتحمل مثل هذه المعاناة بصفتنا أتباعًا لله؟ ما المشكلة الكبيرة في هذا القدر القليل من المعاناة؟ بالنظر إلى الظروف، ما الذي بوسعك أن تكون انتقائيًا بشأنه؟ إذا كان بإمكان الآخرين تحمُّل هذه المعاناة، فلماذا لا يمكنك أنت تحمُّلها؟" أولئك الذين هم غير عقلانيين ومسببون للمتاعب بعناد لا يريدون المعاناة على الإطلاق. إذا قُبِضَ عليهم وسُجِنوا، فسيصبحون بالتأكيد أمثال يهوذا. ما مقدار المعاناة في العيش مع أسرةٍ مستضيفةٍ بالضبط؟ أولاً، لا يزال الطعام طعامًا يليق بالبشر؛ وثانيًا، لا أحد ينغِّصُ حياتك؛ وثالثًا، لا أحد يتنمر عليك. الأمر فقط أنه لا يمكنك العودة إلى بيتك والالتقاء بأسرتك – وذلك القليل من المعاناة غير مقبول ببساطة للأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد. عندما يقدم الآخرون لهم شركةً عن الحق، يرفضون استيعابها، بل يقولون أشياءً مثل: "لا تُحاضِرني عن تلك التعاليم المعقدة. أنا أفهم قدر ما تفهم أنت؛ أنا أعرف كل هذا! فقط أخبرني، متى يمكنني العودة إلى بيتي؟ متى سيتوقف التنين العظيم الأحمر عن مراقبة بيتي؟ متى سأتمكن من العودة إلى بيتي دون أن يعتقلني التنين العظيم الأحمر؟ إذا كنت لا أعرف متى يمكنني العودة إلى بيتي، فربما يجدر بي ألا أعيش!" يثيرون الضجة مرة أخرى، وبينما يستمرون في ذلك، يجلسون على الأرض، ويركلون بأرجلهم – وكلما ركلوا أكثر، ازدادوا غضبًا، وينفجرون في فورة جامحة أيضًا، إذ يبكون وينتحبون. يقول آخرون: "اخفض صوتك. إذا استمررتَ على هذا النحو وسمعك الجيران، واكتشفوا أن هناك غرباء يعيشون هنا، فإن ذلك سيكشفنا، أليس كذلك؟" فيجيبون: "لا يهمني، أريد فقط أن أثير ضجة! يمكنكم جميعًا العودة إلى بيوتكم، لكنني لا أستطيع. هذا ليس عدلًا! سأثير مثل هذه الضجة حتى لا تتمكنوا أنت أيضًا من العودة إلى بيوتكم، مثلي تمامًا!" فوراتهم الجامحة لا تهدأ، وتظهر ضغائنهم؛ ولا يمكن لأحد أن يتحدث إليهم بمنطق، ولا يمكن لأحد إقناعهم. عندما يتحسن مزاجهم قليلًا، يهدؤون ويتوقفون عن إثارة الضجة. لكن من يدري – في أي يوم، قد يكونون جامحين مرة أخرى ويثيرون الضجة: سيتعين عليهم فقط الخروج للتمشية بحرية، ويتحدثون بصوت عالٍ داخل البيوت؛ سوف يخططون باستمرار للعودة إلى بيوتهم. يحذرهم الإخوة والأخوات: "عودتك إلى بيتك محفوفة بالمخاطر؛ فهناك شرطة تترصد المكان وتراقبه". فيجيبون: "لا يهمني، أريد العودة! إذا أمسكوا بي، فَلْيَكُن! ما المشكلة الكبيرة؟ في أسوأ الأحوال، سأصبح يهوذا فحسب!" أليس هذا جنونًا؟ (بلى). يقولون علنًا إنهم على استعداد لأن يكونوا يهوذا. من سيجرؤ على استضافتهم؟ هل يريد أي شخص استضافة يهوذا؟ (كلا). هل مثل هذا الشخص مؤمن بالله؟ يستضيفهم الإخوة والأخوات كمؤمنين بالله. إذا كانت إنسانيتهم مُفْتَقِرةً إلى حد ما، فيمكن التسامح مع ذلك؛ كما يمكن التسامح مع عدم السعي إلى الحق. لكنهم قادرون على إيذاء الإخوة والأخوات من خلال بيع الكنيسة والتحول إلى يهوذا، وبالتالي يجعلون الكثير من الناس غير قادرين على العودة إلى بيوتهم أو القيام بواجباتهم بشكل طبيعي – من يمكنه تحمل اللوم عن هذه التبعات؟ هل ستجرؤ على استضافة هذا النوع من الأعداء؟ أليست استضافتك لهم جلبًا للمتاعب على نفسك؟
إن الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعنادٍ لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية عندما يتصرفون، ويفعلون أي شيءٍ يرضيهم. كلامهم ليس سوى حججٍ وبِدَعٍ سخيفة، وهم صُمٌّ عن صوت العقل. ويمتلئون عن آخرهم بشخصيتهم الشرسة. ولا يجرؤ أحد على الارتباط بهم، ولا يرغب أحد في عقد شركة معهم حول الحق، خوفًا من التسبب في كارثة لنفسه. يشعر الآخرون بالتوتر كلَّما باحوا لهم عمَّا يجول بخاطرهم، ويخشون إذا قالوا كلمة واحدة لا ترضيهم أو لا تتفق مع رغباتهم أن يستغلوها ويوجهوا إليهم اتهامات مخزية. ألا يعد مثل هؤلاء الناس أشرارًا؟ أليسوا أبالسةً أحياء؟ كل مَن لديه شخصية شرسة وعقل غير سليم هم أبالسة أحياء. وعندما يتعامل شخص ما مع إبليس حي، فقد يجلب كارثة على نفسه في لحظة إهمال. ألن يسبب وجود مثل هؤلاء الأبالسة الأحياء في الكنيسة مشكلة كبيرة؟ (بلى). بعد أن يصب هؤلاء الأبالسة الأحياء حنقهم وينفسون عن غضبهم، قد يتحدثون مثل إنسان لفترة من الوقت ويعتذرون، لكنهم لن يتغيروا فيما بعد. من يدري متى سيتعكر مزاجهم ومتى سيصبون حنقهم مرة أخرى، متفوهين بحججهم السخيفة. يختلف الهدف الذي يصبون عليه حنقهم وتنفيسهم في كل مرة؛ وذلك بحسب مصدر تنفيسهم وخلفيته. أي إن أي شيء يمكن أن يتسبب في إثارة غضبهم، ويمكن لأي شيء أن يُشعرهم بالاستياء، ويمكن لأي شيء أن يدفعهم إلى التفاعل بنوبات الحنق والسلوك الجامح. يا للفظاعة! يا للإزعاج! هؤلاء الأشرار المختلون قد يُجن جنونهم في أي وقت، ولا يعرف أحد ما يمكنهم فعله. أحمل كراهية مريرة لمثل هؤلاء الناس. ينبغي تصفية كل واحد منهم – يجب إخراجهم جميعًا. لا أرغب في التعامل معهم. إنهم مشوشون في فكرهم ووحشيون في شخصيتهم، ويمتلئون بحجج سخيفة وكلمات إبليسية، وعندما تصيبهم أشياء، ينفسون عن ضيقهم بطريقة متهورة. بعضهم يبكون عندما ينفسون عن ضيقهم، وبعضهم يصرخون، وبعضهم يضربون الأرض بأقدامهم، بل إن بعضهم يهزون رؤوسهم ويلوحون بأطرافهم. خلاصة القول، إنهم بهائم وليسوا بشرًا. يرمي بعض الطهاة الأواني والأطباق بمجرد أن يفقدوا أعصابهم؛ والبعض الآخر، الذين يربون الخنازير أو الكلاب، يركلون هذه الحيوانات ويضربونها بمجرد أن يفقدوا أعصابهم، وينفسون عن كل غضبهم فيها. هؤلاء الأفراد، مهما حدث، يتفاعلون دائمًا بغضب؛ ولا يهدِّئون أنفسهم للتأمل ولا يقبلونه من الله. إنهم لا يُصَلُّون ولا يطلبون الحق، ولا يسعون إلى الشركة مع الآخرين. عندما لا يكون لديهم خيار، فإنهم يتحملون، وعندما لا يكونون على استعداد للتحمل، فإنهم يصابون بالجنون، ويطلقون حججًا سخيفة، ويتهمون الآخرين ويدينونهم. غالبًا ما يقولون أشياء مثل: "أعرف أنكم جميعًا متعلمون وتنظرون إلي بتعالٍ"، أو "أعرف أن أُسَرَكُم ثرية، وأنكم تحتقرونني لكوني فقيرًا"، أو "أعرف أنكم تزدرونني لأنني أفتقر إلى أساس في إيماني، وأنكم تزدرونني لأنني لا أسعى إلى الحق". على الرغم من وعيهم الواضح بمشكلاتهم العديدة، فَهُم لا يطلبون الحق أبدًا لعلاجها، ولا يناقشون معرفتهم بأنفسهم في شركتهم مع الآخرين. عندما تُذْكَرُ مشكلاتهم الخاصة، فإنهم يحولون الانتباه ويوجهون اتهامات مضادة كاذبة، ويلقون بجميع المشكلات والمسؤوليات على الآخرين، بل ويشكون من أن سبب سلوكهم هو أن الآخرين يسيئون معاملتهم. يبدو الأمر كما لو أن نوبات سخطهم وإثارتهم للمتاعب التي لا معنى لها ناجمة عن الآخرين، كما لو أن الجميع هم المخطئون، وأنه ليس لديهم خيار آخر سوى التصرف هكذا، وأنهم يدافعون عن أنفسهم دفاعًا مشروعًا. عندما يكونون غير راضين، يبدؤون في التنفيس عن استيائهم ويتفوهون بالهراء، ويصرون على حججهم السخيفة كما لو أن الجميع مخطئون، كما لو أنهم الأشخاص الصالحون الوحيدون وجميع الآخرون أشرار. مهما صبوا سخطهم أو تفوهوا بحجج سخيفة، فإنهم يطالبون بأن يتحدث عنهم الآخرون بشكلٍ جيدٍ. حتى عندما يخطئون، يمنعون الآخرين من كشفهم أو انتقادهم. إذا أشرت حتى إلى مشكلة طفيفة تتعلق بهم، فسوف يورطونك في نزاعات لا نهاية لها، وحينها لن تأمل أن تعيش بسلام. أي نوع من الأشخاص هذا؟ هذا شخص غير عقلاني ومسبب للمتاعب بعناد، وأولئك الذين يفعلون ذلك هم أشرار.
قد لا يرتكب الأشخاص غير العقلانيين والمسببون للمتاعب بعنادٍ أي أعمال خادعة أو شريرة كبيرة بشكل عام، ولكن في اللحظة التي تتأثر فيها مصالحهم أو سمعتهم أو كرامتهم، فإنهم ينفجرون غضبًا على الفور، ويصبون سخطهم، ويتصرفون بطريقة جامحة، بل ويهددون بالانتحار. أخبروني، إذا ظهر مثل هذا الشخص السخيف والفظ بشكل غير معقول في أسرةٍ ما، ألن تعاني الأسرة بأكملها؟ حينها ستغرق الأسرة في الاضطرابات، وتمتلئ بالبكاء والعويل، ما يجعل حياتها لا تُطَاق. بعض الكنائس لديها مثل هؤلاء الأشخاص، وعلى الرغم من أن الأمر قد لا يكون واضحًا عندما تكون الأمور طبيعية، فلا يمكن أبدًا توقُّع متى قد يظهر تفشِّيهم ويكشفون عن أنفسهم. تشمل المظاهر الأساسية لهؤلاء الأشخاص صبَّ السخط، والتفوه بحجج سخيفة، والشتم في الأماكن العامة، من بين أمور أخرى. حتى إن كانت هذه السلوكيات تحدث مرة واحدة فقط في الشهر أو كل نصف عام، فإنها تسبب ضيقًا وصعوبة كبيرة، ما يؤدي إلى درجات متفاوتة من الاضطراب في الحياة الكنسية لمعظم الناس. إذا تم التأكد حقًا من أن شخصًا ما يندرج تحت هذه الفئة، فينبغي التعامل معه على الفور وإخراجه من الكنيسة. قد يقول البعض: "هؤلاء الأشخاص لا يرتكبون أي شر. لا يمكن اعتبارهم أشرارًا؛ ينبغي أن نكون متسامحين وصبورين معهم". أخبروني، هل سيكون من المقبول عدم التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص؟ (لا، لن يكون هذا مقبولًا). لمَ لا؟ (لأن أفعالهم تسبب متاعب ومضايقات كبيرة لمعظم الناس، وتسبب أيضًا اضطرابات في حياة الكنيسة). بناءً على هذه العاقبة، من الواضح أن أولئك الذين يزعجون حياة الكنيسة ينبغي ألا يبقوا في الكنيسة، حتى إن لم يكونوا أشرارًا أو أضدادًا للمسيح. وذلك لأن مثل هؤلاء الأشخاص لا يحبون الحق بل ينفرون منه، ومهما كان عدد سنوات إيمانهم بالله أو عدد العظات التي يسمعونها، فإنهم لن يقبلوا الحق. بمجرد أن يفعلوا شيئًا سيئًا ويتم تهذيبهم، فإنهم يصبون سخطهم ويتفوهون بالهراء. حتى عندما يقدم شخص ما شركةً عن الحق إليهم، فإنهم لا يقبلونها. لا يمكن لأحد أن يتفاهم معهم بعقل. حتى عندما أقدم شركةً عن الحق إليهم، قد يظلون صامتين ظاهريًا لكنهم لا يقبلونها داخليًا. عندما يواجهون أوضاعًا فعلية، يظلون يتصرفون كما كانوا دائمًا. لا يستمعون إلى كلامي، لذلك فإن قبولهم لنصيحتكم سيكون أقلّ. على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص قد لا يرتكبون أعمالًا شريرة كبيرة، فهم لا يقبلون الحق بتاتًا. بالنظر إلى جوهر طبيعتهم، فإنهم لا يفتقرون إلى الضمير والعقل فحسب، بل إنهم أيضًا غير عقلانيين ومسببون للمتاعب بعناد وصُمٌّ عن صوت العقل. هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص تحقيق خلاص الله؟ قطعًا لا! كل أولئك الذين لا يقبلون الحق على الإطلاق هم عديمو الإيمان، إنهم خُدَّام الشيطان. عندما لا تسير الأمور وفق أهوائهم، فإنهم يصبون سخطهم، ويتفوهون باستمرار بحجج سخيفة، ولا يستمعون إلى الحق مهما قُدِّمَت الشركة عنه. مثل هؤلاء الناس غير عقلانيين ومسببون للمتاعب بعناد، أبالسة وأرواح شريرة خالصة؛ إنهم أسوأ من البهائم! إنهم مرضى عقليون عقولهم غير سليمة، وغير قادرين أبدًا على التوبة الصادقة. كلما طالت مدة بقائهم في الكنيسة، زادت مفاهيمهم عن الله، وزادت مطالبهم غير المعقولة من بيت الله، وزادت الاضطرابات والأضرار التي يسببونها لحياة الكنيسة. وهذا يؤثر سلبًا في دخول شعب الله المختار في الحياة وعلى التقدم الطبيعي لعمل الكنيسة. لا يقل ضررهم بعمل الكنيسة عن ضرر الأشرار؛ وينبغي إخراجهم من الكنيسة في وقت مبكر. يقول بعض الناس: "أليسوا فقط جامحين بعض الشيء؟ إنهم لا يصلون إلى حد أن يكونوا أشرارًا، لذا ألن يكون من الأفضل معاملتهم بمحبة؟ إذا أبقينا عليهم، فربما يمكنهم أن يتغيَّروا ويُخَلَّصُوا". أقول لك، هذا مستحيل! ليس هناك "ربما" في هذا الموضوع – هؤلاء الناس لا يمكن أن يُخَلَّصوا على الإطلاق. هذا لأنهم لا يستطيعون فهم الحق، فضلًا عن قبوله؛ فهم يفتقرون إلى الضمير والعقل، وعمليات تفكيرهم غير طبيعية، بل ويفتقرون إلى الحس السليم الأساسي المطلوب للسلوك. إنهم أشخاص عقولهم غير سليمة. لا يُخَلِّصُ اللهُ مثلَ هؤلاءِ الأشخاص بالتأكيد. حتى أولئك الذين لديهم تفكير أكثر طبيعية قليلًا ولديهم مستوى قدرات أفضل، إذا لم يقبلوا الحق على الإطلاق، فلا يمكن أن يُخَلَّصُوا، فضلًا عن أولئك الذين عقولهم غير سليمة. أليس حماقةً وجهلًا شديدين الاستمرارُ في معاملة مثل هؤلاء الأشخاص بمحبة والتمسُّك بالأمل بشأنهم؟ أقول لكم هذا الآن: تصفية أولئك الأشخاص غير العقلانيين والمسببين للمتاعب بعناد والصُّمُ عن صوت العقل من الكنيسة صواب تمامًا. هذا يقطع تمامًا مضايقتهم تجاه الكنيسة وشعب الله المختار. هذه مسؤولية القادة والعاملين. إذا كان ثمة مثل هؤلاء الأشخاص غير العقلانيين في أي كنيسة، فينبغي لشعب الله المختار الإبلاغ عنهم، وبمجرد أن يتلقى القادة والعاملون مثل هذه البلاغات، ينبغي لهم التعامل معهم على الفور. هذا هو مبدأ التعامل مع النوع السادس من الناس – أولئك الذين هم غير عقلانيين ومسببون للمتاعب بعناد.
ز. ينخرط باستمرار في أنشطة فاجرة
النوع السابع هو أولئك الذين ينخرطون في أنشطة فاجرة، وهي مجموعة شائعة الذكر. على الرغم من أن مظاهر إنسانيتهم ليست شريرة للغاية – ليست مثل زرع الفتنة، أو ارتكاب أعمال شريرة والتسبب في اضطرابات – فهم يشتركون في سمة مشتركة، وهي أن ثمة مشكلات وحوادث تظهر دائمًا في علاقاتهم مع الجنس الآخر. بغض النظر عن توفر الفرص، فإن مثل هذه المشكلات تظهر لهم دائمًا، وإذا لم تكن هناك فرص، فإنهم يصنعونها، بحيث تحدث مثل هذه "القصص" على أي حال. بغض النظر عن الظرف أو هوية الشخص الآخر أو مدى بُعد ذلك الشخص عنهم، فإن مثل هذه الحوادث تحدث لهم من وقت لآخر. أي نوع من الحوادث؟ يواعدون شخصًا ما، أو يريدون دائمًا التقرُّبَ من شخص ما، أو تنمو لديهم مشاعر تجاه شخص ما، أو يضعون أعينهم على شخص ما، وأشياء أخرى من هذا القبيل. يفشلون دائمًا في العيش بشكل طبيعي والقيام بواجباتهم بشكل طبيعي، ويتأثرون باستمرار بالرغبات الشهوانية. بمعنى أنه في الأوضاع العادية التي لا يتورط فيها الأشخاص العاديون في مثل هذه القضايا، يتورطون هم فيها في كثيرٍ من الأحيان. إنهم لا يحتاجون إلى أي ظروف خاصة أو أي شخص لخلق فرص لهم؛ فهذه الحوادث تحدث بشكل طبيعي. بعد وقوع مثل هذه الحوادث، وبغض النظر عن العواقب، فإن مجموعة من الأشخاص أو شخص معين يُحمَلُ على دفع ثمنها. ما الأثمان التي يدفعونها؟ يتأثر أداؤهم لواجبهم، ويتأخر عمل الكنيسة ويتعرّضُ لمعوقات، ويضطرب بعض الشباب ويقعون في الإغواء، ويفقدون الاهتمام بالإيمان بالله والقيام بواجباتهم، وحتى أن بعض الناس يفقدون واجباتهم أو يتخلون عنها. الأشخاص الذين ينخرطون في أنشطة فاجرة مسببون للمتاعب للغاية. في كل مناسبة، يلتفُّ أفراد الجنس الآخر حولهم، ويتقربون منهم، ويغازلونهم، حتى أنهم ينخرطون في مزاح هازِل. على الرغم من أنه قد لا تظهر مشكلات خطيرة ذات طبيعة جوهرية، فَهُم يُرْبِكون بشكل خطير الحالات الطبيعية لشعب الله المختار في أثناء قيامهم بواجباتهم. في كل مكان يذهبون إليه، يجلبون المتاعب والاضطراب للآخرين، وللعمل، وللكنيسة، بل ويُغْوون أفراد الجنس الآخر الذين يجدونهم جذابين في أي فرصة، ويقيمون علاقات معهم. وهذا ضرر كبير للغاية. بمجرد أن يقعوا في حب شخص ما، يكون ذلك الشخص محكومًا عليه بالبلاء، فلا يعود قادرًا على الإيمان بالله بشكلٍ طبيعيٍ أو القيام بواجباته بعد ذلك. والعواقب لا يمكن تصورها. لا يتحمَّل ذلك الشخص ألا يتصل بالمُغْوِي أو ألا يراه، وبينما هو مشغولٌ في القيام بواجباته، لا يكون قادرًا على الزواج أو الاستقرار، وتظل العلاقة غير قابلة للانفصال. ماذا يحدث في النهاية؟ يبدأ في المعاناة بشكل رهيب، بألمٍ لا يُطاق! وإذا تحمَّل حتى يُعَاقَبَ في الكوارث، فقد انتهى أمره تمامًا، وتلاشى أمله في أن يُخَلَّص. البعض يسيئون مرة واحدة ولا يتوبون عندما يُهَذَّبون، لكنهم يسيئون مرة ثانية أو حتى ثالثة، وينخرطون في ثلاث أو أربع علاقات على مدى عامين أو ثلاثة أعوام، ما يشكل اضطرابًا لشعب الله المختار ولحياة الكنيسة، وهذا يجعل شعب الله المختار يمقتهم. هذا يترك عليهم وصمةً يندمون عليها لبقيّة حياتهم.
بعض الناس، لأنهم حسنو المظهر إلى حد ما، ويتمتعون بقدر معين من الأناقة وبعض القدرات والمواهب، أو لأنهم قاموا ببعض العمل المهم، يتعلَّق بهم دائمًا أفرادٌ من الجنس الآخر مثل الذباب، ويحيطون بهم. بعضهم يقدِّم لهم وجبات الطعام، والبعض الآخر يرتب أَسِرَّتَهُم، والبعض الآخر يغسل ملابسهم، والبعض الآخر يشتري لهم المكملات الغذائية الصحية ومستحضرات التجميل ويقدِّم لهم هدايا صغيرة، وما إلى ذلك. يرحبون بجميع المتقربين إليهم، عالِمين في قلوبهم أن مثل هذا السلوك من الآخرين غير لائق ولكنهم لا يرفضونه أبدًا، ما يغري العديد من أفراد الجنس الآخر على الفور. يتسابق أولئك الأشخاص فيما بينهم على فرصة لخدمتهم، ويتنافسون ويغار بعضهم من بعض، بينما يستمتع الشخص الفاجر بالشعور، ظانًا في نفسه أنه فاتنٌ للغاية. في الواقع، يفهم البالغون جيدًا التفاعلات بين الرجال والنساء، وحتى بعض القاصرين يفهمونها؛ فقط الحمقى أو المعاقون ذهنيًا أو المرضى العقليون لا يفهمونها. لماذا يتنافس هؤلاء الأشخاص بشدة لخدمة أحد أفراد الجنس الآخر وإرضائه؟ الأمر كله يتعلق بالرغبة في الإغراء، أليس كذلك؟ لا حاجة لتوضيح ذلك؛ فالجميع يعرفون ما يجري. إنه شيء يدركه الناس جيدًا، وهو شيء من الواضح أنه غير لائق، ومع ذلك فإن ذلك الشخص لا يرفضه، بل يقبله بصمت – ماذا يسمى ذلك؟ يُسَمَّى المغازلة. إنهم يعرفون أن الأمر يتعلق بالإغراء بين الرجال والنساء، ولكن بسبب الإثارة التي يجلبها إشباع رغبات الجسد الشهوانية، لا يريدون الرفض. إنهم يشعرون بأن هذا الإحساس هو نوع من المتعة، وهو أفضل من أي طعام شهي في العالم، لذلك لا يرفضون. عندما لا يرفض الشخص المعني، يكون أولئك الذين يغرونه أكثر سعادة، معتقدين أنهم الشخص الذي يحبه ذلك الشخص، ويستمتعون بالوضع داخليًا. ويعتقد هذا الشخص أنه طالما لم تحدث علاقة جوهرية، فلا يُعَد الأمر خطرًا، وأن الفجور بين غير المؤمنين أسوأ بكثير، وأن هذا يعتبر على الأكثر إغراءً، أقرب إلى المواعدة الطبيعية. ولكن هل يفترض بالمواعدة أن تكون على هذا النحو؟ اليوم مع شخص واحد، وغدًا مع شخص آخر، والانخراط مرارًا وتكرارًا في المواعدة والإغراء مع أي شخص. أينما ذهبوا، يعطي مثل هؤلاء الفاجرون الأولوية لإطلاق رغباتهم الشهوانية، والتباهي، والانخراط في الإغراء. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يغرونهم، زاد شعورهم بالسعادة. ما الذي يحدث في نهاية المطاف؟ بعد تباهيهم مرارًا وتكرارًا، يميّز بعض الإخوة والأخوات سلوكهم ويكتبون رسالة جماعية إلى القادة من المستويات العليا. وبعد أن يؤكد التحقيق ادعاءاتهم، يُصَفَّى الشخص الفاجر من الكنيسة. أرأيتم ما الذي حدث؟ ألم ينتهِ طريقهم في الإيمان بالله عند ذلك الحد؟ عاقبتهم انكشفت. تصرفاتهم وسلوكياتهم، التي يراها الناس لا تطاق، يمقتها الله أكثر. لا يمثل السلوك الذي يظهره هؤلاء الأشخاص العلاقات المناسبة بين الناس، ولا يعكس احتياجات الإنسان الطبيعية. يمكن وصف أفعالهم بكلمة واحدة فقط: "الفجور". إلامَ تشير كلمة الفجور؟ إنها تعني الانخراط المتهور في علاقات مع الجنس الآخر، وإغراء الآخرين بشكل غير مسؤول ومتعمد، وجذب أفراد الجنس الآخر والتحرش بهم. إنه اللعب بالشهوة، وفعل ذلك دون مراعاة التكلفة أو التبعات. في نهاية المطاف، إذا التقط شخص ما الطُّعْمَ وانخرط في مغازلة رومانسيّة معهم، فإنّهم يرفضون الاعتراف بذلك، قائلين: "كنت أمزح فقط. هل أخذتَ الأمر على محمل الجد؟ لم أقصد ذلك في الواقع؛ أنت تُبالغ في تأويل الأمر". أليس هذا إبليسًا يُغوي الناس؟ بعد إغوائهم أحد الأشخاص، يبحثون عن هدفهم التالي، ويغرون آخرين. كم هم فظيعون وخبثاء! بعد إغوائهم شخصًا ما، يرفضون الاعتراف بذلك. أليس مثيرًا للاشمئزاز أن يُضلِّل مثل هذا الشخص شخصًا ما فيقع في حبائله؟ (بلى). هل الأشخاص الذين يغرون الآخرين بتهور بغيضون؟ (نعم). ذكر بيت الله منذ البداية أنه إذا وصل شخصٌ ما إلى سن الزواج وكان بالغًا، فإن بيت الله لا يعارض أن يخوض المواعدة الطبيعية ولا يعارض زواجه وأن يعيش أيامه مع شريكه بطريقة طبيعية، وأنه يسمح له بالانخراط في ذلك ويمنحه الحرية فيه. ومع ذلك، هناك العديد من الشروط: لا يُسمح بالانخراط في أنشطة فاجرة، ولا يُسمح بالإغراء والمغازلة المتهورة، ولا يُسْمَحُ بالتحرش بالجنس الآخر دون اكتراث. لا يقيِّد بيت الله المواعدة، ولكنّه لا يسمح بِالإغراء المتهور. ماذا يعني الإغراء المتهور؟ يعني التحرش بأي فرد من الجنس الآخر، وبعد القيام بذلك، عدم الاعتراف بفعل ذلك. الأشخاص الذين يتحرشون بهم ليسوا أحباءهم الحقيقيين؛ فهم لا ينوون الدخول في علاقات طويلة الأمد أو الزواج وإنما يرغبون فقط في إغراء الشخص الآخر، واللعب به، والحصول على النشوة منه، والبحث عن الإثارة، والانخراط مع شركاء متعددين، والتصرف كالفساق – هذا ما يسمى بالفجور. في الكنيسة، لا يُسمح بالفجور، وإذا حدث ذلك، فينبغي التعامل مع المتورطين وفقًا لمبادئ إخراج الأشخاص. وبالطبع، داخل فرق الإنجيل، لا يُسمح بحدوث مثل هذه الظروف للأشخاص الذين يبشرون بالإنجيل، سواء كانوا من كنائس ذات واجبٍ بدوام كامل أو من كنائس عادية. إذا استخدم شخص ما ستار التبشير بالإنجيل لإغراء الآخرين بتهور، أو اختيار أفراد الجنس الآخر فقط للتعاون معهم، أو التبشير بالإنجيل لأفراد الجنس الآخر فقط، وبالتالي اغتنام الفرصة للانخراط في علاقات غير لائقة، فإن هذا يعطل عمل إنجيل الله ويزعجه. يجب على القادة والعاملين تصفية مثل هؤلاء الأشخاص على الفور.
لا يهتم بعض الأشخاص بالعمر وليس لديهم حد أقصى للعمر في سبيل العثور على أفراد من الجنس الآخر والانخراط في أنشطة فاجرة. إنهم يحاولون إغراء أكبر عدد ممكن منهم فسحب، دون ذرة من الخجل. لا يكتفي البعض بإشباع رغبات جسدهم الشهوانية بإغراء أفراد من الجنس الآخر فحسب، بل سيطلبون من الطرف الآخر دفع نفقات معيشتهم وشراء أشياء لهم وما إلى ذلك. إذا اكتشفتم مثل أولئك الأشخاص أو أبلغ شخصٌ ما عن أحداث كهذه، فينبغي التعامل معهم على الفور. الحل الوحيد هو إخراج هؤلاء الأشخاص، إخراجهم بشكل دائم. هذا لأن هذه ليست مشكلة مؤقتة على الإطلاق لدى الأشخاص الذين لديهم مثل هذه القضايا. وينطبق هذا بشكل خاص على أولئك المتزوجين – فعلى الرغم من أنهم يعيشون مع زوجٍ أو زوجةٍ في المنزل، فهم يظلون يستهدفون الجنس الآخر على وجه التحديد تحت ذريعة التبشير بالإنجيل. يبحثون عن أي نوع، غني أو فقير، وإذا وجدوا شخصًا يعجبهم، فقد يهربون معه حتى، ولا يعودون يبشرون بالإنجيل بعدئذٍ – ببساطة لا يعودون يؤمنون بالله. إذا كان من الممكن اكتشاف مثل هؤلاء الأشخاص مبكرًا، فيجب إخراجهم بسرعة وبشكل دائم من صفوف أولئك الذين يبشرون بالإنجيل، دون منحهم فرصة أخرى، ودون الحاجة إلى مزيد من الملاحظة. هل تفهمون؟ يقول البعض: "بالنسبة إلى البعض، الحياة صعبة. إذا قاموا بإغراء شخص من الجنس الآخر لتكوين أسرة، واستطاع الشخص الآخر أن يؤمن بالله ويدعمه، ألن يكون ذلك وضعًا مربحًا للجانبين؟" أقول لك، يجب إخراج مثل هؤلاء الأشخاص في أقرب وقت ممكن؛ فهم لا يفعلون ذلك من أجل الحياة الأسرية على الإطلاق بل للانخراط في أنشطة فاجرة. لماذا أنا متأكد إلى هذه الدرجة؟ لو لم يكونوا من النوع الذي ينخرط في أنشطة فاجرة، فلم يكونوا ليستمروا مطلقًا في مثل هذه السلوكيات بعد أن يبدؤوا في الإيمان بالله وكانوا سيجدونها بغيضة، خاصة إذا كانوا متزوجين. الاتجاهات في جميع أنحاء العالم الآن فاجرة وخبيثة؛ إذ ينغمس الناس في شهوتهم ويتنافسون على مَن يمكنه إغراء عددٍ أكبر من أفراد الجنس الآخر دون أي حاجة إلى ضبط النفس، لأن هذا المجتمع وهذه البشرية لا يدينون هذه الأعمال ولا يزدرونها. لذا، يعتقد الناس أنه من علامات المهارة أو القدرة أن يتمكنوا من كسب المال من خلال الانخراط في أنشطة فاجرة وبيع أجسادهم. ينظرون إلى ذلك على أنه شيء يفخرون به. لكن بعد أن يؤمن الناس بالله، تتغير وجهات نظرهم حول هذه الأمور تمامًا. يجدون الطريقة الصحيحة لعلاج رغبات الجسد الشهوانية، والتي تنطوي أولًا وقبل كل شيء على كبح النفس. كيف يمكن للمرء ممارسة كبح النفس؟ يحتاج الناس إلى معرفة الخزي وامتلاك حسٍ بالخزي. هذا ما يسمى بالإنسانية الطبيعية. كل شخص لديه رغبات شهوانية، لكن الناس بحاجة إلى أن يتعلموا كبح أنفسهم، وأن يمتلكوا حسًا بالخزي. حتى إن كانت لديهم بعض الأفكار من هذا النوع، فينبغي لهم كبح أنفسهم لأنهم يؤمنون بالله ولديهم ضمير وعقل. يجب ألا يتبعوا الأفكار غير اللائقة في أذهانهم مطلقًا، فضلًا عن الانغماس فيها. ينبغي أن يطلبوا الحق لعلاج هذه القضايا. حتى إن كانوا مؤمنين جددًا لا يفهمون الحق، فلا يزال يتعين عليهم قياس أنفسهم وفقًا لأبسط معايير الأخلاق البشرية. إذا كنت تفتقر حتى إلى هذا المستوى من كبح النفس، فأنت تفتقر إلى الإنسانية الطبيعية وضمير الإنسانية الطبيعية وعقلها. جميع أنواع الحيوانات تلتزم بنظامٍ معينٍ وتتبع القواعد في هذا الصدد، ولا تتصرف بتهور؛ وينبغي للناس، بوصفهم بشرًا، أن يكونوا أقل عرضة للتصرف بتهور، بل أن يكون لديهم قدر أكبر من كبح النفس. إذا كنت تفتقر حتى إلى هذا المستوى من ضبط النفس والتحكم في الذات، فكيف لك أن تأمل أن تطلب الحق وتمارسه؟ إذا كنت لا تستطيع حتى معالجة شهوتك الخبيثة، فكيف يمكنك معالجة شخصياتك الفاسدة؟ سيكون مستحيلًا بدرجة أكبر علاج طبيعتك المتمثلة في مقاومة الله وخيانته، أليس كذلك؟ (بلى). إذا لم تتمكّن حتّى من التعامل مع رغبات الجسد الشهوانية، فكيف لك أن تأمل في علاج شخصياتك الفاسدة؟ لا تفكر في الأمر حتى. لن تتمكن من تحقيق ذلك.
يبحث بعض الناس دائمًا عن فرص للمواعدة أثناء التبشير بالإنجيل، وتحدث مثل هذه الحوادث بشكل متكرر. أولئك الذين ينخرطون عادة في علاقات رومانسية بينما يُهملون مهامهم المناسبة قد أُخْرِجُوا وتم التعامل معهم، في حين يوجه تحذيرٌ إلى أولئك الذين يَتَعدَّونَ بين الحين والآخر. بمجرد أن يجد هؤلاء الأفراد ذوو الشخصيات الخبيثة الظروف المناسبة ويواجهون شخصًا يعتبرونه عشيقًا، فإنهم يقعون في الإغواء. وبالتالي يختفي مقصدهم في الحصول على البركات من خلال الإيمان بالله وسط شهوتهم الخبيثة. بمجرد دخولهم في علاقة رومانسية، يهملون كل شيء آخر، وحتى يتخلون عن مقصدهم في أن يكونوا مباركين، ولا يسعون إلا إلى سعادة الجسد. بعد إساءةٍ أو إساءتين، قد يشعرون ببعض لوم النفس والضيق، ولكن بعد ثلاث أو أربع مرات، يصبح الأمر فجورًا. بمجرد أن يبدأ الفجور، لا يعودون يشعرون بلوم النفس أو الضيق لأن طبقة الخزي التي هي الحد الأدنى لإنسانية المرء قد انتُهِكَتْ بالفعل. لا يعودون يعتبرون الفجور مخزيًا، وبالتالي يستمرون في الانخراط فيه. أولئك الذين يمكنهم الاستمرار في الانخراط في الفجور منغمسون للغاية في رغباتهم الشهوانية، ولا يظهرون أي كبح للنفس. غير مسموحٍ بوجود هؤلاء الأفراد في الكنيسة، ويجب تصفيتهم؛ لا تتساهلوا معهم أو تقدموا أي عذر للإبقاء عليهم. بيت الله لا يفتقر إلى الأشخاص المبشرين بالإنجيل، ولا يحتاج أن يَشْغَلَ مثل هؤلاء الفاسقين المقاعد، لأن هذا يشين اسم الله بشدة. لذا، إذا أبلغ شخص ما عن مثل هؤلاء الأفراد أو اكتشفتهم أنت شخصيًا داخل فريق التبشير بالإنجيل، فينبغي أن تعرف ما يجب القيام به. إذا كان بعض المؤمنين الجدد يعانون من هذه المشكلة، فينبغي لكم أولًا أن تقدِّموا شركةً عن الحق فيما يتعلق بهذه المشكلة، لتسمحوا للجميع بمعرفة مبادئ الكنيسة ومواقفها تجاه أولئك الذين يرتكبون أعمال الفجور. كحد أدنى، ينبغي إعطاؤهم تحذيرًا أوليًا لمنعهم من الوقوع فيها ومن استخدام التبشير بالإنجيل كفرصة للانخراط في مثل هذه السلوكيات، حتى لا يُلقوا اللوم في نهاية المطاف على المسؤولين أو القادة والعاملين لعدم قيامهم مسبقًا بتقديم شركة عن مبادئ الحق ذات الصلة. لذلك، قبل حدوث مثل هذه الحوادث، وقبل أن يدرك بعض الناس موقف بيت الله تجاه مثل هؤلاء الأفراد والأمور، وعندما لا يفهم الناس بوضوحٍ هذه القضايا، يجب على القادة والعاملين أن يقدِّموا شركةً معهم عن هذه المبادئ بشكل صريح وواضح حتى يعرفوا نوع السلوك والطبيعة التي تندرج تحتها هذه الأمور، وموقف بيت الله تجاه مثل هذه الأمور والأفراد. بعد أن تُقَدَّم شركةٌ عن هذه المبادئ على نحوٍ كامل، إذا ظلُّوا متمسكين بمسارهم الخاص واستمروا في أساليبهم رغم معرفتهم هذه المبادئ، فيجب التعامل معهم والتخلص منهم، يجب إخراجهم. إذا ظهر هؤلاء الأفراد في الكنيسة، وتسببوا غالبًا في حوادث عن طريق إغراء الآخرين أو تسببوا في كثير من الأحيان في التحرش بأفراد الجنس الآخر، فإنهم بالتأكيد لديهم مشكلات. حتى لو لم تحدث مشكلات جوهرية، ينبغي للقادة والعاملين تحذير هؤلاء الأفراد والتعامل معهم، أو عزلهم عن الأماكن التي يقوم فيها الناس بواجباتهم، وفي الحالات الشديدة، يجب إخراجهم مباشرة. وبهذا نختتم شركتنا فيما يتعلق بالجانب السابع من مظاهر إنسانية الناس.
18 ديسمبر 2021