فهم الحق بالغ الأهمية لأداء المرء واجبه جيدًا
إن أهم شيء لكي يؤدي المرء واجبه على نحوٍ مرضٍ هو بذل جهد كبير من أجل الحق. فقط من خلال فهم مبادئ الحق، يمكن للناس أن يعملوا وفقًا لهذه المبادئ. علاوةً على ذلك، يحتاج الناس إلى تعلم مجالات مختلفة من الخبرة وتعلُّم المهارات المتخصصة المتعلقة بواجباتهم، ومن الضروري تعلُّم بعض التقنيات البسيطة والعملية أيضًا. يمتلك بعض الأشخاص القليل من الخبرة التقنية، لكنهم لا يعرفون كيفية تطبيق ذلك في واجباتهم. وعندما يفعلون الأشياء، لا تكون مقاصدهم واضحة بشأن الأمر أبدًا. إنهم لا يعرفون أي من الطرق هي الطريقة الصحيحة للقيام بالأشياء، وتتوافق مع مبادئ الحق ويمكن أن تفيد الآخرين، أو أي من الطرق غير صحيحة وتخالف المبادئ. إنَّ عقولهم في حالة من الارتباك. بالنسبة إليهم، يبدو أن هذه الطريقة صحيحة، لكن ثمة طرق أخرى تبدو ملائمة أيضًا. ليسوا متيقنين إطلاقًا بشأن كيفية التصرف بشكل مناسب ولا يعرفون كيفية الممارسة من أجل اتباع الطريق الصحيح. ماذا يثبت ذلك؟ (أنهم لا يفهمون الحق). هؤلاء الناس لا يفهمون الحق، وهم في حالة من الغموض بخصوص حالتهم الداخلية وفهمهم للكثير من الأمور ومعايير تقييمهم لها. عندما لا يكونون منخرطين في أمر ما، يشعرون بأنهم يفهمون كل شيء وأن كل شيء سهل بالنسبة إليهم، لكنهم عندما يواجهون موقفًا حياتيًا حقيقيًا، لا يعرفون كيفية فهمه، أو كيفية التعامل معه، أو الطريقة الصحيحة للمضي قدمًا. وعندئذٍ فقط يشعرون بأنهم لا يملكون شيئًا ولا يفهمون شيئًا عن الحق. التعاليم التي ناقشوها في السابق عديمة الفائدة. وليس لديهم خيار سوى أن يطلبوا من الآخرين ومناقشة الموقف معهم. هذا هو ما يحدث عندما يواجه الذين لا يفهمون الحق موقفًا ما، يكونون في حيرة من أمرهم، ويملؤهم القلق، ويشعرون بأنه من الخطأ القيام بهذا التصرف، ومن غير الصحيح القيام بذلك، ولا يمكنهم إيجاد الطريق الصحيح. حينئذٍ فقط يرون أنه – من دون الحق – سيكون من الصعب جدًا أن يتخذ المرء خطوة واحدة! ما أكثر ما يحتاج إليه هؤلاء الناس في هذا الوقت؟ أهي الفلسفة الشيطانية والمعرفة الشيطانية، أم فهم الحق؟ إن الأمر الأكثر أهمية هو فهم الحق. إذا كنت لا تفهم الحق، فحتى لو أنهيت مهمة ما؛ فسوف تشعر بعدم اليقين بشأنها. لن تعرف إذا كنت قمت بها بشكل صحيح، أو ماذا ستكون النتيجة بعد إكمالها. لا يمكنك قياس هذه الأمور. لماذا لا يمكنك قياسها؟ لماذا قلبك دائمًا ممتلئ بعدم اليقين؟ لأنك عندما تفعل شيئًا ما، لا تكون على يقين مما إذا كنت تفعله بطريقة تتوافق مع المبادئ حقًا وصدقًا، ومما إذا كان ما تمارسه مبادئ، ومما إذا كانت ممارستك تتوافق مع الحق أم لا. لا يمكنك التحقق من هذا. إذا حققت نتيجة ما صغيرة في أداء واجبك، فسوف تشعر بأنك ذو قدرة عالية وأنك قد اكتسبت قدرًا من رأس المال، وستصبح راضيًا عن نفسك. أما إذا لم تجد نتيجة واضحة أو كانت النتيجة لا تلبي معايير المبادئ، فسوف تصبح سلبيًا على الفور، وتفكر: "متى ينيرني الله؟ لماذا ينير الله الآخرين دائمًا، بينما لا أتلقى أي إلهام أو استنارة أو إضاءة؟" في بعض الأحيان، قد تشعر أنك قد فعلت الأشياء بمقاصد صحيحة وبذلت جهدًا كبيرًا، لذلك تأمَل أن يتقبل الله جهدك بسعادة ويستحسنه ويُقر به. على الرغم من ذلك، تخشى أيضًا في الوقت نفسه، أن يقول الله إنك تصرفت بشكل غير صحيح ولا يستحسن تصرفك. ألا يدل هذا على انشغال بالربح والخسارة؟ عندما ترى أنك صغير القامة، ومتمرد ومتكبر للغاية، وأنك تصبح راضيًا عن نفسك متى حققت أدنى نتيجة، ستشعر بأنك فاسد جدًا، وأنك إبليس وشيطان، ولا تستحق خلاص الله. وبعد أن تحقق بعض الإنجازات الصغيرة الإضافية، ستعتقد أنك لست سيئًا جدًا في نهاية المطاف، وأنَّ لديك بعض القدرات ويمكنك تحقيق بعض النتائج، ومن ثمَّ ينبغي مكافأتك. هل يدل هذا على انشغال بالربح والخسارة؟ ما الذي يؤدي إلى هذه الحالة من القلق بشأن الربح والخسارة؟ الأمر يرتبط مباشرةً بافتقار إلى فهم الحق. عندما لا يفهم الناس الحق، ينتج عن ذلك الكثير من الحالات والمظاهر. الشيء الرئيسي هو أن الناس يعيشون غالبًا في حالة من الانشغال بالربح والخسارة، وتكون هذه هي حالتهم الطبيعية. لأنك لا تفهم الحق، لا يمكنك قياس قدراتك؛ فأنت لا تعرف ما الذي يمكنك فعله وما الذي لا يمكنك فعله. لأنك لا تفهم الحق، فأنت لا تعرف ما المبادئ والمعايير التي يجب اتباعها عند أداء واجبك، أو النتيجة التي تهدف إليها. ولا تعرف أيضًا ما هدف الحياة واتجاهها. أنت لا تعرف السبب في أنَّ الله غاضب منك، أو في أنه يستحسنك، أو في أنه متساهل معك – أنت لا تعرف أيًا من هذه الأشياء. أنت لا تعرف مكانك، ولا يمكنك قياس ما إذا كان ما فعلته يُعد تتميمًا لواجبك ككائن مخلوق وما إذا كان أداؤك له مرضيًا. في بعض الأحيان، تفعل الأشياء على استحياء، وفي أحيان أخرى تكون جريئًا وشديد الاهتياج؛ فحالتك غير مستقرة دائمًا. كيف تصبح حالة المرء غير مستقرة؟ هذا يرتبط في الأصل بافتقار إلى فهم الحق. عندما لا يفهم الناس الحق، يتعاملون مع الأمور دون مبادئ. يكونون متقلبين للغاية عندما يقومون بالأشياء، ودائمًا ما ينحرفون بطريقة أو بأخرى. وفي الأوقات التي لا يفعلون فيها أي شيء، يبدو أنهم يفهمون كل شيء ويتحدثون جيدًا عن التعاليم، لكن عندما يحدث شيء ويُطلب منهم حله، وتطبيق كل الحقائق التي يفهمونها في الحياة الواقعية، لا يكون لديهم طريق، ولا يعرفون ما المبدأ الذي ينبغي استخدامه، ويقولون لأنفسهم: "أفهم أنه يجب عليَّ أن أؤدي واجبي بإخلاص، ويجب أن أكون صادقًا وألا يكون لديَّ مفاهيم أو سوء فهم عن الله، ويجب أن أكون خاضعًا له، لكن كيف ينبغي لي أن أتعامل مع هذا في الواقع؟" يظلون يفكرون في الأمر مرارًا وتكرارًا محاولين تطبيق اللوائح، وينتهي بهم المطاف بدون أن يكون لديهم أي فكرة عن اللوائح التي ينبغي تطبيقها. هل تعتقدون أن الشخص الذي يتعين عليه البحث في كتاب كلام الله عندما يحدث له شيء ما هو شخص يفهم الحق؟ هذا ليس فهمًا حقيقيًا للحق. مثل هؤلاء الناس يقتصر فهمهم على بضع تعاليم فحسب، ولكنهم لم يستوعبوا بعد واقع هذه الحقائق. وهذا يدل على أن ما يقولونه عادةً، وما يعتقدون أنهم يفهمونه، ليس إلا تعاليم. إذا كنت تفهم الحق وتملك واقع الحق، فعندما يحدث لك شيء ما، ستعرف كيف تتصرف وفقًا لمقاصد الله، وكيف تتصرف في حدود المبدأ. إذا كان كل ما تفهمه تعاليم – وليس الحق – فعندما يحدث لك شيء ما فعلًا، إذا اعتمدت على التعاليم واتبعت اللوائح، فلن تنجح في التعامل معه. لن تتمكن من العثور على المبدأ ولن تتمكن من العثور على طريق للممارسة. معنى هذا أنه قد يبدو وكأنك تفهم جانبًا من الحق، وكأنك تفهم معنى ذلك الكلام من الحق، وكأنك تفهم القليل من مقاصد الله وما يطلبه الله – كأنك تعرف كل هذا – لكن عندما يحدث لك شيء ما، تكون غير قادر على تطبيق الحق، وتطبق اللوائح تطبيقًا أعمى وتثير الفوضى. أليس هذا مخجلًا؟ عندما يحدث شيء ما للأشخاص الذين يفهمون الحق بصدق، فإنهم يكونون قادرين على العثور على المبادئ التي ينبغي ممارستها، ويكون لديهم طريق للممارسة، ويستطيعون تطبيق مبادئ الحق. بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستطيعون سوى التفوه بالكلمات والتعاليم، يبدو الأمر وكأنهم يفهمون الحق، ولكن عندما يحين وقت العمل، فإنهم يصبحون مشوشين للغاية. وهذا يثبت أن الأشخاص الذين يرددون الكلمات والتعاليم لا يفهمون الحق على الإطلاق. الذين يرددون الكلمات والتعاليم يحاولون تضليل الآخرين؛ وهم مخادعون. إنهم يخدعون أنفسهم والآخرين، وهذا يعني أنهم يضرون أنفسهم وكذلك الآخرين!
هل ما تفهمونه الآن هو المزيد من الحق أم المزيد من التعاليم؟ (المزيد من التعاليم). ما السبب في هذا؟ (إنه نتيجة عدم السعي إلى الحق). (نقص في بذل الجهد من أجل التفكُّر في الحق). الأمر له علاقة بكل هذه الأشياء، ولكن كل الأسباب التي قدمتموها غير موضوعية. يوجد سبب موضوعي أيضًا، وهو يتعلق بمستوى القدرات لدى الناس. لقد استمع بعض الناس إلى المواعظ لأكثر من عقد من الزمن لكنهم لا يستطيعون التمييز بين الحق والتعليم، ولا يستطيعون التمييز بين اتباع اللوائح وممارسة الحق. إنهم يستمعون إلى المواعظ بنية صادقة ويعملون بعناية لكي يتمكنوا من التمييز، لكنهم لا يستطيعون معرفة الفرق. هم يشعرون بأن جميع الشركات التي يعقدها الناس متطابقة إلى حدٍ كبير، أي إنها كلها جيدة جدًا، وجميعها عملية للغاية. وبعد الاستماع إليها، لا يستطيعون أن يفرِّقوا بين ما هو تعليم وبين ما هو حق. هل هذه مشكلة تتعلق بمستوى القدرات؟ (نعم). هل يمكن أن يرتفع مستوى قدراتكم إلى مستوى واقع الحق؟ في كل مرة يعقد فيها القادة والعاملون شركة في التجمعات أو عندما يتواصلون ويتفاعلون معكم في أوقات أخرى، هل تستطيعون معرفة مقدار واقع الحق ومقدار التعاليم مما يقولونه؟ (نعم). إذا استطعتم معرفة ذلك، فهذا يثبت أن لديكم بعض التمييز، وأنكم لستم عاجزين تمامًا عن التمييز. وإذا استطعتم معرفة الفرق، فهذا يثبت أن مستوى قدراتكم ليس سيئًا. إن مستوى القدرات لدى الناس ينقسم إلى عدة رتب: ضعيف، ومتوسط، وجيد، وجيد للغاية. وهذه هي الرتب الأربع الأساسية. وأولئك الذين لديهم مستوى قدرات أسوأ من الضعيف لا يستطيعون فهم الحق؛ فهم لا يمتلكون مستوى قدرات على الإطلاق. إنهم لا يستطيعون فهم أي شيء يستمعون إليه ولا يتصرفون – في أي شيء يفعلونه – وفقًا لفكر أو منطق أو مبادئ. في داخل أدمغتهم، الأمر كله فوضى عارمة. إنهم أُناس مشوشون، وهم مَن نطلق عليهم باللغة العامية لفظ الوحشيين. إذا كان مستوى القدرات لديهم ضعيف للغاية، فهم من ذوي الإعاقة الذهنية. ويفتقرون إلى العقل الذي يتمتع به الأشخاص العاديون. هؤلاء هم الأشخاص الذين قد نطلق عليهم صفة الأغبياء، أو أنصاف المجانين أو الحمقى.
الأشخاص الذين لديهم مستوى قدرات ضعيف للغاية من ذوي الإعاقة الذهنية، ولا نحتاج إلى النقاش بشأنهم أكثر من ذلك. لنتحدث عن الكيفية التي تظهر بها القدرات الضعيفة. لقد آمن بعض الناس بالله لسنوات عديدة لكنهم لا يزالون لا يفهمون الحق. هم حتى لا يستطيعون أداء الواجب الأساسي المتمثل في نشر الإنجيل، ولا يستطيعون عقد شركة حول الحق، ولا يستطيعون أن يقدموا شهادة. هذه هي مظاهر مستوى القدرات الضعيف. ما المظاهر الأخرى لمستوى القدرات الضعيف؟ بعد الاستماع إلى العظات لسنوات عديدة، يشعر الأشخاص ذوو مستوى القدرات الضعيف بأنها كلها متطابقة؛ كلها تتمحور حول الأشياء نفسها. هم لا يستطيعون أن يفرقوا بين مختلف الحقائق بوضوح، ناهيك عن أن يعرفوا الفرق بين الحق والتعليم. هم لا يستطيعون حتى أن يتحدثوا بأبسط الكلمات والتعاليم، ناهيك عن أن يفهموا الحق. هل يمتلك مثل هؤلاء الناس مستوى القدرات الأسوأ على الإطلاق؟ بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، بصرف النظر عن كيفية استماعهم للعظات أو عدد سنوات استماعهم إليها، فإنهم لا يستطيعون فهمها، ولا يفهمون ما الحق أو ما معنى أن يعرف المرء ذاته. ومهما طالت مدة إيمانهم بالله أو عدد العظات التي استمعوا إليها، فإنهم في النهاية لا يزالون غير قادرين على ممارسة الحق. كل ما يستطيعون فعله هو اتباع بعض اللوائح وتذكُّر بعض الأشياء التي يعتبرونها مهمة؛ أي شيء أكثر من ذلك لا يستطيعون تذكُّره. لمَ هذا؟ لأن مستوى قدراتهم ضعيف، ولا يستطيعون الارتقاء إلى الحق، ولا يستطيعون استيعاب الكثير من الأشياء. هم، على أقصى تقدير، يستطيعون فهم بعض التعاليم السطحية. هذا أقصى ما يستطيعون بلوغه. وغالبًا ما يكون هؤلاء الأشخاص متكبرين جدًا ويتحدثون عن أنفسهم بأكبر من قدرها. سوف يقول بعض الناس: "لقد آمنت بالرب حين كنت لا أزال في رحم أمي. وأصبحت قديسًا منذ زمن طويل، وقد عُمِّدْتُ وَطُهِّرْت منذ فترة طويلة". لقد قبل بعضهم العمل الجديد لله لمدة ثلاث سنوات أو خمس أو حتى عشر سنوات، لكنهم لا يزالون يكررون الشيء نفسه. أليس هذا دليلًا على ضعف مستوى القدرات؟ يقول بعض الناس: "أنتم تقولون إنني لا أعرف نفسي، بل أنتم الذين لا تعرفون أنفسكم. لقد أصبحت قديسًا منذ زمن طويل". الأشخاص الذين يقولون هذا الكلام هم الأشد افتقارًا إلى الفهم الروحي، وأولئك مَن يمتلكون أسوأ مستوى قدرات. هل لا يزال بإمكانك عقد شركة حول الحق مع مثل هؤلاء الأشخاص؟ كلا، لا تستطيع. مهما كثُر حديثك، فلن يفهموا ماهية الحق، وماهية ممارسة الحق، وماهية الخضوع لله، وماهية الدخول في الحياة، وماهية تغيير شخصية المرء. لا يمكنهم فهم هذه الأشياء أو الوصول إلى هذا المستوى. في إيمانهم بالله، ينتبهون إلى اتباع بعض اللوائح، مثل الإعراض عن الشؤون الدنيوية، ونبذ الدنيا، وعدم التعامل مع الأبالسة، وعدم فعل الشر، وارتكاب قدر أقل من الخطايا، والتمسك باسم الله، وعدم خيانة الله، والصلاة والاعتماد على الله في كل شيء؛ الأمور هذه فحسب. هم في الأساس يظلون مقتصرين على شكليات المعتقد الديني. وبعد أن سمعوا الكثير من كلام الله وعظاته عن الحق، فإنهم لا يفهمون ما يسمعونه. كلما استمعوا أكثر، زاد شعورهم بالحيرة، لذلك لا يستوعبون أيًا مما يسمعون. إذا سألتهم عما يطلبه الله من الناس في هذه المرحلة من العمل، فلن يتمكنوا من الإجابة. يمكنهم فقط قول بعض الأشياء البسيطة عن التعاليم. وهذا يعني أن مستوى القدرات لديهم ضعيف للغاية ولا يمكنهم فهم كلام الله.
ما مظاهر الناس ذوي مستوى القدرات المتوسط؟ المظهر الرئيسي هو أنهم لا يملكون القدرة على استيعاب كلام الله. بعد الاستماع إلى العظات، لا يفهمون إلا بعض الكلمات والتعاليم، لكنهم لا يستطيعون اكتشاف أي نور جديد. عندما تصيبهم أشياء، يظلون غير قادرين على التعامل معها، ولا يستطيعون ممارسة الحق. كل ما يستطيعون فعله هو التفوه ببعض التعاليم الفارغة واتباع اللوائح. عندما يستمعون إلى العظات يبدو عليهم الفهم، لكن عندما تصيبهم أشياء، سوف يظلون يتبعون اللوائح ويتصرفون وفقًا لمشيئتهم. وهم ينتقدون الآخرين دائمًا من خلال ترديد الكلمات والتعاليم. بعد الإيمان بالله لسنوات عديدة، هم يفهمون الكثير من التعاليم، وعندما يعقدون شركة مع الآخرين، يستطيعون التحدث بقدر أكبر عن معرفتهم. يستطيعون التعبير عن معناهم بطريقة كاملة ومتماسكة، ويمكنهم إجراء محادثات طبيعية مع الناس. رغم ذلك، يظلون لا يفهمون ماهية الحق وماهية الواقع. يظنون أن التعاليم التي يتحدثون عنها هي واقع الحق، ولا يستطيعون استيعاب ما يقوله الآخرون عن اختباراتهم التي تتضمن واقع الحق، أو فهمهم الخاص، أو طرق الممارسة. هؤلاء الناس ذوو مستوى القدرات المتوسط يشعرون أنه لا يوجد فرق بين الحق والتعليم. مهما يبلغ عدد العظات التي يستمعون إليها، فإنهم لا يستطيعون فهم الحقائق التي ينبغي لهم ممارستها والحقائق التي يجب أن يمتلكوها ليُخلَّصوا. إنهم لا يعرفون أيضًا كيف يفهمون أنفسهم، ولا يعرفون ما الحقائق التي ينبغي لهم ممارستها للتخلص من شخصياتهم الفاسدة. في حياتهم الواقعية، لا يستطيعون إلا اتباع اللوائح، واتباع الطقوس الدينية، وحضور التجمعات باستمرار، وتبشير الآخرين بالتعاليم باستمرار، وبذل الجهد باستمرار من أجل أداء واجباتهم. على الرغم من ذلك، بالنسبة إلى الحقائق التي تتضمن تغيرات في الشخصية، أو المعرفة بشخصياتهم الفاسدة، أو الدخول في الحياة، فإنهم لا يدخلونها أو يتعمقون فيها. هذا هو ما يعنيه امتلاك مستوى قدرات متوسط. لا يستطيع الأشخاص ذوو مستوى القدرات المتوسط إلا الوصول إلى هذا المستوى. ثمة أشخاص قد آمنوا بالله منذ عشرين سنة أو ثلاثين، وما يزالوا يتحدثون عن التعاليم فقط. هل سبق أن التقيتم بأشخاص يؤمنون بالله منذ أكثر من عقد من الزمن لكن كل ما يفعلونه هو ترديد التعاليم؟ (نعم). هذا النوع من الناس لديهم مستوى قدرات متوسط.
ما مظاهر الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد؟ بصرف النظر عن مدة إيمانهم بالله، فبعد الاستماع إلى إحدى العظات، سيكونون قادرين على معرفة أنها مختلفة عما يقوله الكتاب المقدس، وأنها مختلفة تمامًا عما يُدرَّس في الدين. هم يستطيعون معرفة أن الأمر أعمق وأكثر تفصيلًا وعملي تمامًا. لذلك، بعد أن يقبلوا العمل الجديد لله يبدؤون في التركيز على ممارسة الحق والدخول إلى الواقع. في حياتهم الواقعية، يدربون أنفسهم على كيفية ممارسة كلام الله واختباره. على سبيل المثال، يقول الله: "يجب أن تكونوا أناسًا صادقين". في البداية، يراعي هؤلاء الناس هذا على أنه مجرد لائحة، ويتحدثون بما في أذهانهم أيًا كان. وتدريجيًا، في أثناء الاستماع إلى العظات وفي اختباراتهم الواقعية، يلخِّصون باستمرار ما قد تعلموه، وفي النهاية يختبرون ويفهمون ما تكون حقًا حقيقة كون المرء صادقًا، وما تكون الحياة بحق. لديهم القدرة على تطبيق الكلام الذي يتحدث به الله والحقائق التي يفهمونها من الاستماع إلى العظات على حياتهم الواقعية وجعلها واقعهم. ومع الاختبار الواقعي، يتعمَّق اختبارهم في الحياة بشكل تدريجي. عندما يستمع هؤلاء الأشخاص إلى العظات أو يقرؤون كلمات الله، فإنهم يستطيعون استيعاب الحق الذي تتضمنه. ما المقصود بالحق هنا؟ إنه ليس تعليمًا فارغًا، ولا عبارة بلاغية، ولا نظرية حول شيء معين. إنما يتضمن الصعوبات التي يواجهها المرء في الحياة الواقعية ومختلف الحالات الفاسدة التي يكشف عنها. يستطيع الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد تحديد هذه الحالات ومقارنتها بما يقوله الله ويكشفه. بعد ذلك، سيعرفون كيفية الممارسة وفقًا لكلام الله. وهذا هو المقصود بمستوى القدرات الجيد. أين ينعكس مستوى القدرات الجيد بشكل رئيسي؟ في القدرة على فهم ما يقال في العظات، واستيعاب العلاقة بين هذه الكلمات والحالة الواقعية للمرء، واستيعاب ما سيكون لهذه الكلمات من تأثير في ذات المرء، وأن يربط المرء بين هذه الكلمات وبين ذاته؛ هذا هو مستوى القدرات الجيد. إضافة إلى القدرة على فهم هذه الكلمات وربطها بأنفسهم، فإن الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد يستطيعون أيضًا فهم مبادئ الممارسة في الحياة الواقعية وتطبيق هذه المبادئ على كل الصعوبات والمواقف التي يواجهونها في حياتهم الواقعية. هذا هو معنى امتلاك البصيرة، أولئك الذين لديهم مثل هذه البصيرة هم فقط مَن يملكون مستوى قدرات جيد.
عندما يكشف الأشخاص ذوو مستوى القدرات المتوسط عن قدر من شخصيتهم الفاسدة، فإنهم لا يستطيعون تمييز حالتهم أو جوهر المشكلة بوضوح. إنهم يدينونها من خلال مقارنتها بالتعاليم التي يفهمونها فحسب. هم لا يستطيعون إدراك جوهر المشكلة أو التعرف على جذر هذا الجوهر والجانب الذي يتضمن الحق. وعندما يواجهون موقفًا ما، يكتسبون انطباعًا عميقًا وقليلًا من الفهم عن الموقف نفسه بعد أن يُهذَّبوا وبعد تشريح الموقف وتحليله. رغم ذلك، عندما يواجهون حالة أو موقفًا مختلفًا، فإنهم – مجددًا – لن يفهموه، ولن يعرفوا ما الذي ينبغي لهم فعله، ولن يجدوا المبادئ التي يجب اتباعها. وهذا ما يعنيه امتلاك مستوى قدرات متوسط. أما أولئك الذين يمتلكون مستوى قدرات جيد، فلماذا نقول عنهم إنهم ذوو مستوى قدرات جيد؟ عندما يواجه الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد موقفًا ما، فقد لا يستطيعون معرفة مسار الممارسة على الفور، لكن يمكنهم العثور عليه من خلال الاستماع إلى العظات أو طلب كلام الله. وحينها سوف يعرفون كيفية التعامل مع الموقف. هل سيعرفون ما ينبغي لهم فعله في المرة القادمة التي يواجهون فيها موقفًا مشابهًا؟ (نعم). لماذا؟ (إنهم لا يتبعون اللوائح فحسب، بل يستطيعون التفكير مليًا في الموقف لإيجاد مسار، ثم تطبيق ما تعلموه في مواقف مشابهة). هذا صحيح، لقد وجدوا المبدأ، وهم يفهمون هذا الجانب من الحق. بمجرد أن يفهموا الحق، فإنهم يعرفون حالات الناس وكشوفاتهم وشخصياتهم الفاسدة التي يشير إليها هذا الجانب من الحق، ويعرفون أيضًا الأمور التي يواجهونها في حياتهم والظروف وما شابه ذلك. هم يعرفون بوضوح مبادئ القيام بمثل هذه الأشياء، وعندما يواجهون أشياء مماثلة في المستقبل، فإنهم يعرفون كيفية الممارسة وفقًا لمبادئ الحق. وهذا هو ما يعنيه فهم الحق بصدق. لذا، لأن بعض الأشخاص يستطيعون فهم الحق، ولأن لديهم مستوى القدرات الذي يمكِّنهم من فهم الحق، فإنهم قادرون على أن يصبحوا قادة فرق أو قادة في الكنيسة. لكن بعض الأشخاص الآخرين يتوقف فهمهم عند مستوى التعاليم، ومن ثمَّ لا يمكنهم أن يكونوا قادة فرق لأنهم غير قادرين على فهم المبادئ أو التعامل مع الإشراف. إن مطالبتك بالخدمة بصفتك قائد فريق تعني مطالبتك بتولي القيادة والتعامل مع الإشراف. ما الذي يجب أن تستخدمه للتعامل مع الإشراف؟ ليس التعاليم أو الشعارات أو المعرفة أو المفاهيم، بل يُطلَب منك استخدام مبادئ الحق للتعامل مع الإشراف. هذا هو المبدأ الأساسي والأسمى الذي يتم بموجبه فعل أي شيء في بيت الله. إذا كان مستوى قدراتك متوسط أو ضعيف ولا يمكنك فهم الحق، فكيف يمكنك التعامل مع الإشراف؟ كيف يمكنك تحمل هذه المسؤولية؟ أنت لا ترقى إلى هذه المهمة وهذا الواجب. بعض الأشخاص يجري اختيارهم قادةً لفرق، لكنهم لا يفهمون الحق ولا يستطيعون إنجاز أي شيء على الإطلاق. إنهم لا يستحقون أن يُطلق عليهم قادة فرق ويجب استبدالهم. بعض الأشخاص يجري اختيارهم قادةً لفرق، ولأنهم يستطيعون فهم مبادئ الحق إلى حد ما، فيمكنهم تولي مسؤولية العمل وحل بعض المشكلات العملية. هذا هو ما يجعل الشخص مؤهلًا للعمل ومناسبًا لأن يكون قائد فريق. بعض الناس لا يستطيعون الاضطلاع بالعمل أو أداء واجباتهم بشكل جيد. ما السبب الرئيسي لذلك؟ بالنسبة إلى أقلية من هؤلاء الأشخاص، فإن السبب هو أنهم من ذوي الإنسانية السيئة، لكن السبب بالنسبة إلى الأغلبية منهم، هو أن مستوى قدراتهم الضعيف. هذا هو سبب عدم قدرتهم على القيام بمهامهم أو أداء واجباتهم بشكل جيد. سواء كان الأمر استيعاب الحق أو تعلُّم مهنة أو مهارة متخصصة، يتمكَّن ذوو مستوى القدرات الجيد من فهم المبادئ التي يتضمنها ذلك، والوصول إلى أصل الأمور، وتحديد واقعها وجوهرها. بهذه الطريقة، يتخذوا الأحكام الصائبة ويحددوا المعايير والمبادئ الصحيحة في كل ما يفعلونه وفي كل مهمة ينخرطون فيها. هذا هو مستوى القدرات الجيد. يتمكَّن ذوو مستوى القدرات الجيد من التعامل مع الإشراف على مختلف أعمال بيت الله، لكن ذوو مستوى القدرات المتوسط أو الضعيف لا يقدرون على مثل هذا العمل. ليست المسألة بأي حال من الأحوال أنَّ بيت الله يحابي بعض الناس أو يحتقر بعضهم، أو أنه يعامل الناس بشكل مختلف؛ الأمر فقط هو أن العديد من الناس لا يستطيعون التعامل مع الإشراف بسبب مستوى قدراتهم. لماذا لا يستطيعون التعامل مع الإشراف؟ وما السبب الجذري لذلك؟ السبب هو أنهم لا يفهمون الحق. ولماذا لا يفهمون الحق؟ لأن مستوى قدراتهم متوسط، أو حتى ضعيف للغاية. هذا هو السبب في أنَّ الحق عصيٌ عليهم وهم لا يستطيعون فهمه عندما يسمعونه. قد لا يفهم بعض الناس الحق لأنهم لا يستمعون باهتمام، وربما يكونون صغارًا وليس لديهم بعد أي مفهوم عن الإيمان بالله، ولا يهمهم الأمر كثيرًا. ورغم ذلك، فليست هذه هي الأسباب الرئيسية. السبب الرئيسي هو أن مستوى قدراتهم غير كافٍ. بالنسبة إلى الأشخاص ذوو مستوى القدرات الأدنى، فبصرف النظر عن واجباتهم أو المدة التي قضوها في القيام بالعمل، ومهما كان عدد العظات التي سمعوها أو الطريقة التي عقدت بها معهم شركة حول الحق، فإنهم يظلون غير قادرين على فهمه. إنهم يتباطؤون في أداء واجباتهم، ويحدثون فوضى عارمة، ولا يحققون شيئًا. بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يخدمون بوصفهم قادة فرق ويتعاملون مع الإشراف على بعض الأعمال، فإنهم لا يفهمون المبادئ عندما يتولون مسؤولية العمل لأول مرة. وبعد عدة إخفاقات، فإنهم يتوصلون إلى فهم الحق وإدراك المبادئ من خلال الطلب وطرح الأسئلة. بعد ذلك، وبناءً على هذه المبادئ، يستطيعون التعامل مع الإشراف والاضطلاع بالعمل بمفردهم. وهذا ما يعنيه امتلاك مستوى قدرات. بالنسبة إلى أشخاص آخرين، فيمكنك أن تخبرهم بكل المبادئ، ويمكنك حتى أن تصف لهم بالتفصيل كيفية تنفيذها، وسيبدو أنهم يفهمون ما تقوله لهم، ولكن يظلون غير قادرين على فهم المبادئ عندما يفعلون الأشياء. وبدلًا من ذلك، فإنهم يعتمدون على أفكارهم الخاصة وتصوراتهم، وهم حتى يعتقدون أن هذا صحيح. على الرغم من ذلك، لا يستطيعون أن يقولوا بوضوح ما إذا كانوا يفعلون الأشياء وفقًا للمبادئ، وهم لا يعرفون ذلك في واقع الأمر. وإذا طرح الأعلى عليهم أسئلة، فإنهم يشعرون بالارتباك ولا يعرفون ماذا يقولون. إنهم لا يشعرون بالاطمئنان إلا عندما يتولى الأعلى الإشراف ويقدم الإرشاد. وهذا يشير إلى أن مستوى القدرات لديهم ضعيف للغاية. وفي ظل مستوى قدرات ضعيف مثل هذا، لا يستطيعون تلبية متطلبات الله أو العيش وفقًا لمبادئ الحق، ناهيك عن أداء واجباتهم بطريقة مُرضية.
منذ لحظات قليلة، ذكرت أنَّ ثمة مستوى أعلى من مستوى القدرات الجيد، وهو مستوى القدرات الجيد جدًا. بعد أن يؤمن الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد جدًا بالله، فإنهم يقرؤون كلام الله، وفي اختبارهم، يمرون تدريجيًا بما تشير إليه مختلف الحالات المختلفة المذكورة في كلام الله ويشعرون به ويفهمونه. وحتى عندما يتلقون أقل القليل من الإمداد أو المساعدة، فإنهم يستطيعون أن يجدوا طريق الممارسة في كلام الله، وتحديد المتطلبات لأنفسهم وفقًا للمبادئ والتوجيهات والمعايير التي يخبر بها كلام الله، وتجنب الانحرافات والتحريفات. هم يستطيعون أن يفهموا الحق، ويتوصلون إلى معرفة أنفسهم ومعرفة الله من خلال أكل كلام الله وشربه بأنفسهم. هذا هو مستوى القدرات الأعلى، ومثل هؤلاء الأشخاص يكون لديهم أعلى درجات البصيرة. أخبروني، هل يوجد مثل هؤلاء الأشخاص بين البشر؟ ربما لا تستطيعون أن تجدوا مثل هؤلاء الأشخاص بين البشر اليوم، لكن هل يمكنكم أن تفكروا في شخص مثل هذا في الكتاب المقدس؟ (نعم، أيوب وبطرس). أيوب وبطرس كلاهما من هذا النوع. إنهما من ضمن البشر الذين يمتلكون مستوى القدرات الأعلى. بصرف النظر عن إنسانيتهما وشخصيتهما وإيمانهما بالله، فهما الشخصان ذوا مستوى القدرات الأعلى. ما الأساس لقول ذلك؟ (لم يقرأ أيوب كلام الله قط، لكنه عرف الله واتقاه وحاد عن الشر). لم يتكلم الله مع أيوب قط، فمن أين جاء اختباره ومعرفته؟ لقد أجرى أيوب ملاحظات وقام باكتشافات في حياته، ثم تلذذ بها بعناية، وهو ما أحدث انطباعات معينة في قلبه، وجلب له بعض الاستنارة والإضاءة. لقد استوعب الحقائق شيئًا فشيئًا، وبعد أن استوعبها، مارس وفقًا لاستيعابه ووفقًا لفهمه للحق، وتوصل تدريجيًا إلى أن يتقي الله ويحيد عن الشر. إن "اتقاء الله والحيد عن الشر" هو ما ينبغي للناس مراعاته وممارسته. وهو الطريق الأسمى الذي ينبغي للناس أن يتبعوه. في نظر الأجيال اللاحقة، يبدو أن أيوب قد طبق هذا القول المأثور بسهولة كبيرة. أنت تظن أن الأمر كان بسيطًا وسهلًا لأنك لا تعرف الجانب العملي من هذه الكلمات أو لم تختبره. كيف جاء أيوب بهذا القول المأثور؟ لقد تحصَّل عليه من خلال اختباره العملي. ينبغي أن تكون الكلمات: "يتقي الله ويحيد عن الشر" شعارًا في نظر الناس؛ وينبغي لهم أن يتبعوها ويمارسوها كمبدأ للحق – هذا صحيح. لكن أيوب لم يركز على كيفية قولها، بل ركز على كيفية التصرف فقط. كيف توصَّل إذًا إلى المبدأ الذي طبقه؟ (من خلال اختباره لحياته اليومية). وكيف استطاع أن يتبع هذا المبدأ في أفعاله؟ (لقد توصل إلى معرفة الله من خلال اختباراته في الحياة). لقد رأى أعمال الله والعمل الذي قام به الله على الناس في حياته الطبيعية. ومن خلال هذه الاختبارات، اكتسب تقوى الله، وإيمانًا حقيقيًا بالله، وإعجابًا حقيقيًا، وخضوعًا وثقة حقيقيين. وهكذا نشأت لديه تقوى الله. إنه لم يولد وهو يعرف أن يتقي الله. اتقاء الله هو خلاصة ممارساته وسلوكه بعد أن آمن بالله واتبعه لسنوات عديدة. يمكننا القول إن اتقاء الله كان جوهر سلوكه ومعرفته ومبادئ عمله. تصرفاته وما كشف عنه وكيفية سلوكه أمام الله، وكذلك أعمق مقاصده ومبادئ عمله – جوهر هذه المظاهر كلها أنه كان يتقِي الله. هكذا عرَّفه الله. كان أيوب قادرًا على فعل هذه الأشياء، لكن ذلك لم يكن بسبب أن الله قال له الكثير من الكلمات أو زوَّده بقدر كبير من الحق فحقَّق تدريجيًا بعد ذلك تقوى الله من خلال استيعابه الخاص. ففي ذلك العصر، لم يقل الله كلامًا واضحًا له. كل ما استطاع أيوب أن يراه، على الأكثر، هو رسل الله، وكل ما استطاع أن يسمعه، على الأكثر، الأساطير والقصص المتعلقة بالله التي ورثها من أسلافه. كان هذا كل ما استطاع أن يعرفه. رغم ذلك، بالاعتماد على هذه المعلومات فقط، تعلم أيوب تدريجيًا المزيد من الأشياء والمزيد من الأشياء العملية من خلال عيشه لحياته. وبمرور الوقت، أصبح إيمانه بالله أقوى فأقوى، ونشأت لديه تقوى حقيقية لله. وبعد أن نشأ فيه هذان الشيئان، اتضحت قامته الحقيقية ومستوى قدراته الحقيقي. ماذا يمكننا أن نستخلص من أيوب؟ نستخلص أنه توجد الكثير من الحقائق – حقائق تتعلق بمقاصد الله، ومعرفة الله، ومتطلبات الله من البشر، وخلاص البشر – التي يمكن أن يستوعبها الناس شيئًا فشيئًا في حياتهم اليومية ما داموا يمتلكون تفكيرًا بشريًا طبيعيًا ومستوى قدرات بشري طبيعي. إن أيوب مثال على ذلك. لقد استطاع استيعاب بعض الأشياء العملية. ما الذي استوعبه؟ شعاره الأسمى؛ الذي تأكَّد عندما اختبر تجاربه، وكان هذا أيضًا فهمه الأسمى. ماذا كان هذا الشعار، وهذا الفهم الأسمى؟ ("يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21)). هل يوجد أحد من الجنس البشري الحالي يملك الفهم الحقيقي نفسه الذي امتلكه أيوب فيما يتعلق بهذه القضية؟ وهل يوجد مَن يستطيع أن يبلغ فهم أيوب؟ (لا). إن ما يستطيع الناس فهمه اليوم هو محض تعليم. إن هذه الكلمات نشأت من اختبار أيوب. يمكن للأجيال اللاحقة قول هذه الكلمات، لكن ليس لديهم فهم لها في قلوبهم. أيوب أيضًا لم يكن لديه هذا الفهم في البداية، لكن هذه الكلمات جاءت منه ونشأت من اختباره المباشر. كان لدى أيوب هذا الواقع. ومهما بلغ مقدار تقليد الأجيال اللاحقة لأيوب ومحاكاتهم له، فإنهم لا يفهمون إلا تعليمًا. لماذا أقول إن هذا ليس إلا تعليمًا؟ أولًا، لأن الناس لا يستطيعون تطبيقه. وثانيًا، لأن الناس ببساطة ليس لديهم الاختبارات نفسها التي كانت لدى أيوب، ولا يمتلكون المعرفة المكتسبة من هذه الاختبارات؛ لذا فإن معرفتهم فارغة. مهما رفعت صوتك أو أكثرت من قول: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا. إنني أخضع طوعًا لكل ترتيبات الله وتدابيره"، فهل تستطيع، عندما تواجه أشياء في الحياة، أن تقر في قلبك أنها من عمل الله؟ عندما يحرِم الله ويدمِّر، فهل لا يزال بإمكانك أن تبارك اسم الله في قلبك؟ هذا صعب عليك. لماذا من الصعب عليك للغاية أن تفعل ذلك؟ لأنك لا تعرف مقصد الله الأصلي من فعل ذلك، وأنت أيضًا لا تعترف بسيادته. لا يمكنك أن تفهم هذين الأمرين. لا يمكنك فهم مقاصد الله، ولا يمكنك فهم المكانة التي ينبغي للكائن المخلوق أن يلزمها، ولا الخضوع الذي ينبغي للكائن المخلوق أن يمتلكه، أو الأفعال التي ينبغي للكائن المخلوق فعلها. أنت لا تستطيع أن تفعل أيًا من هذا. وهكذا، عندما تردد كلمات أيوب، فإنها تصبح فارغة بشكل غير ملحوظ، لا تعدو كونها كلمات مزخرفة وأنيقة. ولهذا، على الرغم من أنك أنت وأيوب تحدثتما بالكلمات نفسها، فإن فهم أيوب واستيعابه لها في قلبه كان مختلفًا عن فهمك، وقد قال هذه الكلمات في سياق عاطفي مختلف عن سياقك. هاتان حالتان ذهنيتان مختلفتان تمامًا. لم يقل أيوب هذه الكلمات بصورة اعتيادية، بل عندما حرمه الله من كل شيء، سجد على الأرض وبارك أعمال الله. أما أنت، فكثيرًا ما تعظ بهذه الكلمات، لكن كيف ستتصرف في مواجهة حرمان الله؟ هل ستستطيع أن تركع وتصلي؟ لن تستطيع أن تخضع. حتى إذا قلت ظاهريًا: "ينبغي أن أخضع. هذا من فعل الله، ونحن البشر ليس لدينا القدرة ولا يمكننا المقاومة، لذا سأدع الأشياء تتضح"، فهل هذا خضوع حقيقي؟ وبصرف النظر عن طبيعة مشاعرك السلبية والمتمردة والمقاومة، هل يوجد أي فرق بين موقفك وموقف أيوب؟ (نعم). يوجد فرق هائل، وهو الفرق بين امتلاك واقع الحق وعدم امتلاكه. هذا هو الفرق الواضح بين أن تصبح الأشياء التي اختبرها المرء واستوعبها هي الكشف الطبيعي لحياته، وبين فهم التعاليم فحسب دون امتلاك الواقع. عندما لا يواجه الناس أي شيء، فإنهم يعظون بكلمات أيوب، لكن عندما تحدث لهم أشياء، لا يستطيع الكثير من الناس أن يقولوا كلام أيوب. وهذا يظهر أنهم لا يفهمون إلا التعاليم. لم تصبح هذه الكلمات حياتهم، وهي لا ترشد أفكارهم وموقفهم عندما تحدث لهم أشياء. رغم ذلك، عندما يحدث أي شيء للأشخاص الذين يعيشون حياتهم بهذه الكلمات، يكون من الواضح أن هذه الكلمات ليست شعارًا يعظون به في الحياة اليومية فحسب، بل هي أيضًا موقفهم الحقيقي تجاه الناس والأحداث والأشياء. علاوةً على ذلك، هي موقفهم الحقيقي تجاه الله. إن هذه الكلمات هي تجسيد حياتهم، وليست مجرد شعارًا يرددونه. وهذا يبرز الفرق بين فهم الحق وعدم فهمه.
الآن، دعونا نفكر في بطرس. لماذا نقول إن بطرس ذا مستوى قدرات جيد؟ لأنه كان قادرًا على استيعاب الحق الذي عبَّر عنه الرب يسوع وفهم كلمات الرب يسوع. كان العصر الذي عاش فيه بطرس هو عصر النعمة. وكان طريق الفداء الذي علَّمه الرب يسوع في عصر النعمة أسمى من مثيله في عصر الناموس. لقد تضمَّن بعض الحقائق الأساسية بشأن دخول الإنسان إلى الحياة، وكذلك بعض الحقائق الأولية بشأن تغيير شخصية الإنسان. تضمن – على سبيل المثال – الخضوع لله، والخضوع لسيادة الله وترتيباته، وكذلك الكيفية التي ينبغي أن يستجيب الناس بها عندما يكشفون عن بعض شخصياتهم الفاسدة. وعلى الرغم من أن هذه الأمور لم تُناقَش بشكل مستفيض ومنهجي، فقد ذُكِرَت. وقد نوقشت بالطبع بدرجة أكبر كثيرًا مما حدث في زمن أيوب، لكن أقل بكثير مما يحدث اليوم. ورغم عدم وجود كلمات مسجلة في الكتاب المقدس بشأن هذه الجوانب من الحق مثل تغيير شخصية الإنسان، أو موقف البشر تجاه الله، أو جوهر الفساد العميق في قلوب الناس، أو الكشف عن الشخصية الفاسدة للإنسان، فقد تحدث الرب يسوع عن هذه الأمور بدرجة ما. الأمر فحسب أنه لم يكن بوسع الناس الارتقاء إلى هذا المستوى، لذا لم تُسجَّل هذه الكلمات. على سبيل المثال، قال الرب يسوع لبطرس: "ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ ٱللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" (متى 26: 34). ورد بطرس: "وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لَا أُنْكِرُكَ!" (متى 26: 35). ما نوع هذه الكلمات؟ (إنها كلمات غطرسة تدل على عدم المعرفة بالذات). إنها كلمات غطرسة تحدث بها شخص لا يعرف ذاته. لذا، فإن هذا الأمر له علاقة بمعرفة المرء لذاته. ماذا أدرك بطرس بعد صياح الديك؟ (لقد تحدَّث عن نفسه بتفاخر). وعندما أدرك هذا، هل شعر بشيء في قلبه؟ (نعم). وبعد أن حدث هذا، ماذا كان رد فعله الأول؟ (الندم، كان قلبه مليئًا بالذنب). كان رد فعله الأول هو الشعور بالذنب والندم، وقال: "إن ما قاله الرب كان صحيحًا. ما قلته عن محبة الرب فكان محض أمنية، ومن المُثُل، ونوعًا من الشعارات. أنا لا أمتلك مثل هذه القامة". وفي مواجهة ظروف القبض على الرب يسوع، كان بطرس جبانًا وخائفًا. وقد سأله شخص ما: "أليس هذا ربكم؟ ألا تعرفه؟" وماذا كان بطرس يفكر في نفسه حينها؟ "بلى أعرفه، ولكن إذا اعترفت بذلك فسوف يقبضون عليَّ أيضًا". وبسبب جبنه وخوفه من المعاناة، وخوفه من أن يُقبَض عليه مع الرب يسوع، لم يقر بمعرفته. لقد غلب جبنه إيمانه. هل كان إيمانه صادقًا أم كاذبًا؟ (كاذبًا). وحينئذٍ، أدرك أنه عندما قال في السابق: "يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى ٱلسِّجْنِ وَإِلَى ٱلْمَوْتِ!" كانت هذه الكلمات محض تفكير قائم على التمني. لم تكن تمثل إيمانه الحقيقي، بل محض كلمات فارغة وشعار وتعليم. لم يكن يمتلك قامة حقيقية. متى أدرك أنه لا يمتلك قامة حقيقية؟ (عندما تكشفت الحقائق). لم يدرك ذلك إلا عندما وُوجه بالحقائق وشعر بالذنب والندم، وفكَّر قائلًا: "كما اتضح، فإن إيماني وقامتي صغيران جدًا، تمامًا كما قال الرب. ما قاله الرب كان صحيحًا. وما قلته للرب لم يكن إلا تفاخرًا. لم يكن ذلك إيمانًا حقيقيًا، بل اندفاع مؤقت. عندما واجهني شيء ما، كنت جبانًا، وغير راغب في المعاناة، وكانت لديَّ أفكاري الأنانية الخاصة، واتخذت خياراتي الخاصة، ولم أخضع، ولم يكن لديَّ قلب يحب الرب حقًا. هكذا كانت هزالة إيماني، وهكذا كان حجم قامتي". كان ندمه هو الذي أدى إلى ظهور هذه الأفكار في داخله، أليس كذلك؟ يُظهر ندمه أنه كان لديه معرفة بذاته بالفعل وتقييم دقيق لقامته وحالته وإيمانه. لا يُسجِّل العهد الجديد غير أن بطرس أنكر الرب ثلاث مرات، لكنه لا يسجل شهادة بطرس الاختبارية عن كيف أنه كان نادمًا، وكيف أنه تحوَّل وتَغير. في الواقع، كتب بطرس رسائل حول هذا الأمر، لكن محرري الكتاب المقدس اختاروا عدم تضمينها. هذه مشكلة واضحة، إذ تُظهر أن قادة الكنيسة في ذلك الوقت كانوا جميعًا يهتمون بكيفية التبشير والشهادة، ولم يفهم أحد منهم اختبار الحياة. لقد ركزوا جميعًا على كيفية تبشير هؤلاء الرسل وعملهم، وكيفية معاناتهم، غير مدركين أن الأمر الأكثر أهمية هو دخول الناس إلى الحياة، وكذلك فهم الناس للحق ومعرفتهم بالله. لقد سجل أولئك الذين حرروا الكتاب المقدس ما حدث لبطرس بعبارات مبسطة وعامة للغاية، لكنهم سجلوا أحداث حياة بولس بقدر كبير من الاستفاضة والتفصيل. هذا يدل على أن هؤلاء الناس كانوا متحيزين، ولم يفهموا ماهية الحق، وما معنى تقديم الشهادة لله. لقد كانوا يعبدون بولس، لذلك اختاروا المزيد من رسائله، بينما اختاروا القليل فقط من رسائل بطرس. وبتحريرهم للكتاب المقدس بهذه الطريقة، ارتكبوا خطأً في المبدأ، وهو ما جعل أولئك الذين آمنوا بالرب يعبدون بولس ويقلدونه لمدة ألفي عام. أدى هذا إلى انزلاق العالم الديني بأكمله في طريق مقاومة الله، ليصبح ملكوت ديني تحت سيطرة أضداد المسيح. لقد تجاهلوا شهادة بطرس الممتازة، ولم يسجلوا سوى اثنتين من رسائله؛ وهما رسالتا بطرس الأولى والثانية. أما بالنسبة إلى الكيفية التي اختبر بها بطرس بالفعل ما حدث له، وكيف أناره الله، وما قاله يسوع عندما ظهر له، وكيف قبل بطرس دينونة الله وتوبيخه وتهذيبه، وتجاربه، وتنقيته، وكيف صُلب رأسًا على عقب طوعًا في النهاية، وكيف وصل بطرس إلى هذه النقطة، وكيف حقق مثل هذا التغيير في شخصيته الحياتية، وكيف اكتسب مثل هذا الإيمان والخضوع – لا يوجد سجل لعملية الاختبار هذه. ليس هذا ما ينبغي أن يكون الأمر عليه إطلاقًا. من المؤسف جدًا أن هذه الأشياء الثمينة للغاية لم تُسجَّل!
بدءًا من إنكار بطرس للرب ثلاث مرات، كما هو مسجل في الأناجيل الأربعة، إلى صلب بطرس رأسًا على عقب من أجل الله، ماذا يرى الناس عندما يجمعون هذين الحدثين معًا؟ لقد انتقل بطرس من إنكار الرب ثلاث مرات إلى أنه صُلِب في الختام رأسًا على عقب من أجل الله. ألم توجد عملية صعبة هنا، عملية تستحق الاكتشاف؟ ما هذه العملية؟ (عملية دخول الإنسان في الحياة وتغيُّر شخصيته). هذا صحيح، إن التغيير في شخصية الإنسان هو رحلة حياتية من القدرة على التخلي عن ذاته وبذلها من أجل الله والخضوع طوعًا لجميع ترتيبات الله. إن اختبار الحياة هو بالضبط هذه العملية؛ وهذا ليس تضخيمًا على الإطلاق. منذ البداية عندما لم يجرؤ بطرس على الاعتراف بأنه من أتباع الرب يسوع، وحتى النهاية عندما امتلك الشجاعة والإيمان وأصبح مستعدًا لأن يُصلب رأسًا على عقب من أجل الله، وارتقى إلى هذا المستوى. يا لها من عملية تحوُّل مرَّ بها في إيمانه، وشخصيته، وخضوعه! لقد كانت عملية نمو بالتأكيد. لا يحتاج الناس في العصر الحديث إلى معرفة نوع عملية النمو تلك بالضبط، لأن الكلمات التي تُقال اليوم هي الحقائق التي لا بد أن يفهمها أولئك الذين يختبرون عمل الله. اليوم، قد جعل الله هذه الأمور واضحة للناس بالفعل، وزودهم بهذه الحقائق. كيف كان اختبار بطرس إذًا؟ بعد أن غادر الرب يسوع، لم يخبره أحد بشكل واضح بما ينبغي له اختباره ليصل إلى الخضوع لله. وفي ذلك العصر الذي لم يكن متاحًا له فيه كلامًا واضحًا من الله، حقَّق بطرس في نهاية المطاف قامةً وإيمانًا من الخضوع طوعًا وبدون أي شكوى أو اختيارات شخصية. أخبروني، ما الحقائق التي ربحها في النهاية؟ وكيف ربحها؟ كان ذلك من خلال الصلاة، والطلب، ثم الاختبار وتلمُّس الطريق. وبالطبع، خلال هذا الوقت، تلقى بطرس استنارة الله وإضاءته، ونعمة الله الخاصة وإرشاده. وبخلاف هذه الأشياء، لم يكن ربح البصيرة إلا من خلال جهوده الخاصة. وخلال هذه العملية، انتقلت معرفة بطرس بنفسه وبمقاصد الله وبكل جوانب الحق التي ينبغي للناس أن يدخلوا فيها، تدريجيًا من الضبابية إلى الوضوح، ثم إلى الدقة، ثم إلى مسار ممارسة عملي ومحدد. وامتدت هذه العملية حتى النهاية، حين تمكَّن من الخضوع المطلق دون أي انحراف. لم يجرؤ على الممارسة بهذه الطريقة إلا بعد أن حصل على التثبيت في قلبه. من أين جاء هذا التثبيت؟ من خلال تلمُّس الطريق، وكذلك من خلال الصلاة والطلب. لقد سمح للروح القدس ولله بالعمل. لم يكن ثمة تعطيل أو تأديب. كان لديه استنارة الروح القدس والسلام والفرح، وامتلك في الوقت نفسه دعم الله وبركاته وإرشاده. هكذا حصل على التثبيت. وبعد أن حصل على التثبيت، استمر في التقدم بجرأة للطلب وتلمُّس الطريق والممارسة. وبعد أن خاض هذه العملية المعقدة، توصل بطرس تدريجيًا إلى فهم دقيق لجوانب الطبيعة البشرية، ومعرفة الذات، والشخصية، وكذلك الحالات المختلفة التي تنتجها شخصية الإنسان الفاسدة في مختلف البيئات. وبعد أن فَهِم ذلك، بدأ العمل على هذه الأشياء لطلب مسارات الممارسة المناظرة لها. وفي النهاية، عالج كل حالة من الحالات التي نتجت عن مختلف الشخصيات الفاسدة في مختلف البيئات. كيف عالجها؟ لقد عالجها شيئًا فشيئًا باستخدام الحقائق والمبادئ التي أنارها له الله. وبطبيعة الحال، اختبر العديد من التجارب والتنقيات خلال هذه الفترة. إلى أي مدى امتحنه الله ونقَّاه؟ في نهاية المطاف، فهم مقصد الله وفهم أن الله يريد أن يتعلم الناس درس الخضوع. إذًا، إلى أي مدى عمل الله على بطرس ليجعله يدرك أن الناس يجب أن يمارسوا الخضوع؟ لقد ذكرنا سابقًا شيئًا قاله بطرس، هل تتذكر ماذا كان؟ ("إن عاملني الله كدمية، فكيف لا يمكنني أن أكون مستعدًا وراغبًا؟") هذا صحيح، هذا ما قاله. في أثناء عملية اختبار عمل الله أو إرشاده وخوضه، نما لدى بطرس، دون وعي، هذا الشعور: "ألا يعامل الله الناس كالدمى؟" لكن ليس هذا بالتأكيد هو الدافع وراء أفعال الله. يعتمد الناس على وجهات نظرهم وتفكيرهم ومعرفتهم البشرية لتقييم هذا الأمر ويشعرون بأنه يلعب بالناس عَرَضًا كما لو كانوا دُمًى. في أحد الأيام يقول لهم أن يفعلوا هذا، وغدًا يقول لهم أن يفعلوا ذلك. ودون وعي منك، تبدأ في الشعور: "أوه، لقد قال الله الكثير من الأشياء. ما الذي يحاول أن يفعله أصلًا؟" يشعر الناس بالارتباك وبأنهم مغلوبون بعض الشيء. إنهم لا يعرفون ما الخيارات التي عليهم اتخاذها. لقد استخدم الله هذه الطريقة ليمتحن بطرس. وماذا كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان؟ (حقَّق بطرس الخضوع حتى الموت). لقد حقَّق الخضوع. كانت هذه هي النتيجة التي أرادها الله، وقد رأى الله ذلك. ما الكلمات التي نطقها بطرس وتبيِّن لنا أنه أصبح خاضعًا ونما في القامة؟ ماذا قال بطرس؟ كيف قبل بطرس ورأى كل ما فعله الله وكذلك موقف الله المتمثل في معاملة الإنسان كدمية؟ ماذا كان موقف بطرس؟ (لقد قال: "كيف لا يمكنني أن أكون مستعدًا وراغبًا؟") نعم، كان ذلك هو موقف بطرس. وكانت تلك كلماته بالضبط. إن الأشخاص الذين لم يختبروا تجارب الله وتنقياته لن يقولوا هذه الكلمات أبدًا لأنهم لا يفهمون سردية القصة الموجودة هنا ولم يختبروا ذلك قط. وبما أنهم لم يختبروا ذلك، فلن يكون هذا الأمر واضحًا بالنسبة إليهم. وإذا لم يكن هذا الأمر واضحًا بالنسبة إليهم، فكيف يمكنهم أن يقولوا هذا ببساطة كبيرة؟ إن هذه الكلمات ليست شيئًا يمكن للإنسان أن يختلقه من تفكيره أبدًا. إنما كان بطرس قادرًا على قول ذلك لأنه اختبر العديد من التجارب والتنقيات. لقد حرمه الله من أشياء كثيرة، وأعطاه الكثير في الوقت نفسه. وبعد أن أعطاه الله، أخذ منه مرة أخرى. وبعد أن أخذ منه أشياء، جعل الله بطرس يتعلم الخضوع ثم أعطاه مرة أخرى. من وجهة نظر الإنسان، تبدو العديد من الأشياء التي يفعلها الله نزوية، ما يعطي الناس الوهم بأن الله يعامل الناس كدمى، ولا يحترمهم، ولا يعامل الناس كبشر. يعتقد الناس أنهم يعيشون بلا كرامة، مثل الدمى؛ يعتقدون أن الله لا يمنحهم الحق في اتخاذ خيارات حرة، وأن الله يستطيع أن يقول ما يشاء. عندما يعطيك الله شيئًا، يقول: "أنت تستحق هذه المكافأة نظير ما فعلته، هذه نعمة الله". وعندما يأخذ الأشياء، يكون لديه شيء آخر ليقوله فحسب. في هذه العملية، ماذا ينبغي للناس أن يفعلوا؟ ليس من حقك أن تحكم على الله بأنه على صواب أو خطأ، وليس من حقك أن تحدد طبيعة أفعال الله، وليس من حقك بالتأكيد أن تعطي لحياتك كرامة أكبر في هذه العملية. ليس هذا هو الاختيار الذي ينبغي لك اتخاذه. هذا الدور ليس لك؛ فما دورك؟ ينبغي لك أن تتعلم مقاصد الله من خلال الاختبار. إذا كنت لا تستطيع فهم مقاصد الله ولا تلبية متطلبات الله، فإن خيارك الوحيد هو الخضوع. في مثل هذه الظروف، هل سيكون من السهل عليك الخضوع؟ (لا). ليس من السهل الخضوع. هذا درس ينبغي لك أن تتعلمه. لو كان من السهل عليك الخضوع ما كنت لتحتاج إلى تعلم الدروس، ولا إلى أن تُهذَّب وأن تمر بالتجارب والتنقيات. إنما يمتحنك باستمرار ويلعب بك عمدًا كما لو كنت دمية لأنه من الصعب عليك أن تخضع لله. في اليوم الذي يصبح من السهل عليك فيه أن تخضع لله، وعندما يأتي خضوعك لله من دون صعوبة أو تعطيل، وعندما تتمكن من الخضوع طوعًا وفرحًا، ومن دون اختياراتك الخاصة أو مقاصدك أو تفضيلاتك، عندئذٍ لن يعاملك الله كدمية وسوف تفعل بالضبط كما ينبغي لك. إذا قلت في يوم ما: "الله يعاملني كأنني دمية وأعيش بلا كرامة. أنا لا أوافق على هذا ولن أخضع"، فقد يكون ذلك اليوم هو اليوم الذي ينبذك الله فيه. ماذا لو وصلت قامتك إلى مستوى حيث تقول: "على الرغم من أن مقاصد الله ليست سهلة الفهم، والله يحتجب عني دائمًا، فإن كل ما يفعله الله صواب. بغض النظر عما يفعله الله، فسوف أخضع طواعيةً. وحتى إذا لم أستطع الخضوع، فلا يزال عليَّ أن أتبنّى هذا الموقف وألا أشتكي أو أتخذ أي اختيارات شخصية. هذا لأني كائن مخلوق. واجبي هو أن أخضع، وهذا التزام واضح لا يمكنني الفكاك منه. الله هو الخالق، وكل ما يفعله الله صواب. لا ينبغي لي أن أُضمر أي مفاهيم أو تصورات بشأن ما يفعله الله، فهذا لا يليق بكائن مخلوق. أشكر الله على ما قد أعطاني، وأشكر الله أيضًا على ما لم يعطني إياه أو أعطاني إياه ثم أخذه مني. أفعال الله كلها مفيدة لي، حتى إذا لم أستطع رؤية الفائدة، يظل الشيء الذي ينبغي لي فعله هو الخضوع؟" أليس لهذه الكلمات التأثير نفسه الذي لكلمات بطرس عندما قال: "كيف لا يمكنني أن أكون مستعدًا وراغبًا؟" الذين يمتلكون مثل هذه القامة هم وحدهم مَن يفهمون الحق حقًا.
بعد ذلك، دعونا نعقد شركة عن مستوى قدرات الناس. عند قياس ما إذا كان الشخص يمتلك مستوى قدرات أم لا، انظر إلى ما إذا كان قادرًا على فهم مقاصد الله ومواقفه عندما تحدث له أشياء في الحياة اليومية، وكذلك التوجه الذي ينبغي أن يتخذه والمبادئ التي ينبغي أن يتبعها والموقف الذي ينبغي أن يكون لديه. إن كنت تتمكن من استيعاب كل هذه الأشياء، فإنَّ لديك مستوى قدرات. إن كان ما تستوعبه لا يتعلّق بكل ما يرتبه الله لك في حياتك الفعلية، فإمّا أنّك لا تتمتّع بمقدرة أو إنّ مقدرتك ضعيفة. كيف تحقّقت قامة بطرس وأيوب الحقيقية، وكيف ربحا ما ربحاه وحصدا ما حصداه من إيمانهما بالله في النهاية؟ إنهما لم يستمتعا بأي حال من الأحوال بما تقومون به اليوم. فلديكم دائمًا مَن يعقد معكم شركة عن الحق ومن يعيلكم ويدعمكم ويساعدكم. وثمة دائمًا من يساعدكم في التحقق من الأشياء. لم يكن لديهما أي من هذا. معظم الحقائق التي فهماها قد رُبحت مما أدركاه وما اختبراه وما اكتشفاه وعاشاه تدريجيًا في حياتهما اليومية. هذا معنى امتلاك مستوى قدرات مرتفع. عندما لا يمتلك الناس مثل مستوى القدرات هذا، ولا يكون لديهم موقف من هذا النوع تجاه الحق والخلاص، فإنهم لن يطلبوا الحق ولن يهتموا بممارسة الحق في كل شيء. ونتيجة لذلك، يكونون غير قادرين على الحصول على الحق. بعد سماع قصتي أيوب وبطرس، يحسدهما معظم الناس. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم، بعد أن يحسدوهما لبعض الوقت، لا يأخذون الأمر على محمل الجد. يشعرون بأنهم يستطيعون أيضًا قول كلمات أيوب وبطرس الكلاسيكية عندما تحدث لهم أشياء، وبذلك يعتقدون أن هذه الأشياء بسيطة. وإذ نفكر في هذه الأشياء، فإنها ليست بسيطة.
في العهد الجديد، بخلاف الأناجيل الأربعة، فإنَّ رسائل بولس تشغل المساحة الكبرى. خلال الفترة نفسها، ربما قام كل من بولس وبطرس بالعمل نفسه تقريبًا لكن سمعة بولس كانت أعظم بكثير من سمعة بطرس. ماذا يمكننا أن نرى من هذين الموقفين؟ يمكننا أن نرى المسار الذي سار فيه هذان الرجلان. تبنَّت الأجيال اللاحقة العديد من السطور الواردة في رسائل بولس كشعارات، واستخدم الجميع أقوال بولس الشهيرة لتحفيز أنفسهم. ونتيجة لذلك، انتهى بهم المطاف جميعًا إلى المسار الخطأ، بل إن كثيرين منهم سلكوا طريق أضداد المسيح. على النقيض من ذلك، نادرًا ما كان بطرس يُظهر نفسه علنًا. إنه، في الأساس، لم يكتب أي كتب، ولم يطرح أي تعاليم عميقة وعويصة، ولم يقدم أي شعارات رنانة أو نظريات لتعليم الأخوة والأخوات ومساعدتهم في ذلك الوقت، ولم يقدم نظريات سامية للتأثير في الأجيال القادمة. إنه ببساطة قد طلب محبة الله وإرضائه بطريقة عملية وواقعية. وهذا هو الفرق بين المسارين اللذين سلكهما كل منهما. في النهاية، اتخذ بولس طريق أضداد المسيح وهلَك، بينما سلك بطرس طريق السعي إلى الحق ومحبة الله وكُمِّل. وبأخذ المسارين اللذين اتخذاهما بعين الاعتبار، يمكنك أن ترى أي نوع من الناس يريده الله، وأي نوع من الناس لا يحبه الله، ومظاهر الأشخاص الذين لا يحبهم الله وكشوفاتهم، ونوع الطريق الذي يسلكه هؤلاء الناس، ونوع العلاقة التي تكون لديهم مع الله، والأشياء التي يهتمون بها. هل برأيكم كان بولس ذا مقدرة؟ إلى أي فئة انتمت مقدرة بولس؟ (كانت جيدةً جدًا). لقد سمعتم الكثير من العظات، لكنكم لا تزالون لا تفهمون. هل يمكن اعتبار مستوى قدرات بولس جيدًا جدًا؟ (لا، كان سيئًا). لماذا كان مستوى قدرات بولس سيئًا؟ (لم يعرف نفسه ولم يستطع استيعاب كلام الله). كان مستوى قدراته سيئًا لأنه لم يستوعب الحق. هو أيضًا كان قد سمع العظات التي ألقاها الرب يسوع، وخلال الفترة التي عمل فيها هناك، كان هو طبعًا عمل الروح القدس. فكيف إذًا، عندما قام بكل هذا العمل، وكتب كل هذه الرسائل، وسافر إلى كل هذه الكنائس، ظل لا يفهم شيئًا من الحق ولم يبشِّر بشيء سوى التعاليم؟ ما نوع مستوى القدرات هذا؟ مستوى قدرات ضعيف. علاوةً على ذلك، اضطهد بولس الرب يسوع وألقى القبض على تلاميذه، وبعد ذلك ضربه الرب يسوع بنور عظيم من السماء. كيف تعامل بولس مع هذا الحدث العظيم الذي أصابه وفهمه؟ كان أسلوب فهمه مختلفًا عن أسلوب فهم بطرس. لقد فكَّر: "لقد ضربني الرب يسوع، لقد ارتكبت خطيئة، لذلك يجب أن أعمل بجدية أكبر للتعويض عن هذا، وبمجرد أن تتوازن ميزاتي وعيوبي، فسوف أكافأ". هل كان يعرف نفسه؟ لم يكن يعرف. لم يقل: "لقد عارضت الرب يسوع بسبب طبيعتي الخبيثة، طبيعتي كضد للمسيح. لقد عارضت الرب يسوع؛ لا يوجد بشأني أي شيء صالح!" هل كان يملك مثل هذه المعرفة عن نفسه؟ (كلا). وكيف سجل هذا الحدث في رسائله؟ وماذا كان رأيه فيه؟ (شعر بأن الله قد دعاه للقيام بالعمل). لقد اعتقد أن الله دعاه بتسليط نور عظيم عليه، وأن الله كان سيبدأ في الاستفادة منه استفادة عظيمة. لمَّا أنه لم تكن لديه أدنى معرفة بنفسه، فقد اعتقد أن هذا هو الدليل الأقوى على أنه سوف ينال مكافأة وإكليلًا، وأنَّ هذا هو أعظم رأس مال يمكنه استخدامه لربح مكافآت وإكليل. إضافةً إلى ذلك، شعر بوخز شوكة. ماذا كانت هذه الشوكة؟ كانت مرضًا أعطاه الله إياه عقابًا له على مقاومته الجنونية للرب يسوع. كيف تعامل مع هذا الأمر؟ كان لديه دائمًا مرض في قلبه، وقد فكَّر: "كان هذا أكبر خطأ في حياتي. ولا أعلم إذا كان من الممكن لله أن يغفره. من حسن الحظ أنَّ الرب يسوع أنقذ حياتي وائتمنني على نشر الإنجيل. هذه فرصة جيدة لأن أفدي نفسي. ينبغي لي أن أنشر الإنجيل بكل قوتي، وربما لا تُغفر خطاياي فحسب، بل قد أستطيع أيضًا أن أحصل على إكليل ومكافآت. سيكون ذلك رائعًا!" رغم ذلك، لم يتمكن قط من التخلص من هذه الشوكة التي تسببت في حيرة في قلبه. كان يشعر دائمًا بعدم الارتياح حيال ذلك. "كيف يمكنني تعويض هذا الخطأ الفادح؟ كيف يمكنني إلغاؤه حتى لا يؤثر في آمالي أو في الإكليل الذي أتمنى الحصول عليه؟ يجب أن أقوم بالمزيد من العمل من أجل الرب، وأدفع ثمنًا أكبر، وأكتب المزيد من الرسائل، وأقضي المزيد من الوقت منشغلًا في العمل، ومحاربًا الشيطان، ومقدِّمًا شهادة جميلة". هكذا تعامَل مع الأمر. هل كان لديه أي ندم؟ (لا). لم يكن لديه أدنى قدر من الندم، ولم يكن لديه بالطبع أي معرفة بنفسه. لم يكن لديه لا هذا ولا ذاك. هذا يوضح أنه كانت ثمة مشكلة في مستوى قدرات بولس، وأنه لم تكن لديه القدرة على استيعاب الحق. يرجع الأمر جزئيًا إلى إنسانيته وما سعى إليه، وجزئيًا إلى مستوى قدراته في أنه لم يستطع فهم هذه الأشياء، ولم يدرك أن "الشيطان قد أفسد الإنسان بدرجة عميقة للغاية؛ وأن طبيعة الإنسان عفنة للغاية، وشريرة للغاية. طبيعة الإنسان هي طبيعة الشيطان وأضداد المسيح. هذا هو أساس فداء الله للبشر. إن الإنسان في حاجة إلى فداء الله. إذًا، كيف للإنسان أن يأتي أمام الله ليقبل فداءه؟" لم يقل مثل هذه الأشياء قط. لم يفهم على الإطلاق سبب مقاومته ليسوع وإدانته إياه. ورغم اعترافه بأنه الجاني الرئيس، فإنه لم يتأمل في هذا الأمر على الإطلاق. لقد فكَّر كثيرًا فحسب في الكيفية التي يمكن أن يوازن بها مثل هذه الخطايا الجسيمة، وكيف يمكنه التكفير عن خطاياه، والتعويض عن خطاياه بأعمال جديرة بالتقدير، ويظل في النهاية قادرًا على الحصول على الإكليل والمكافآت التي توقعها. مهما حدث له، فإنه لم يتمكن من فهم الحق أو مقاصد الله من الأشياء التي حدثت له. لم يفهم مقاصد الله على الإطلاق. وبخصوص استيعاب الحق، فإن بولس كان أسوأ إنسان، ولذلك يمكننا أن نقول إن بولس كان لديه مستوى القدرات الأسوأ.
هل يستطيع الناس ذوو مستوى القدرات الضعيف جدًا أن يفهموا الحق؟ (لا). هل يمكن أن يخلَّص الناس الذين لا يستطيعون فهم الحق؟ (لا). يجب أن يكون لدى الناس الذين يريدون أن يخلَّصوا مستوى قدرات مُرضٍ. يجب أن يكونوا على الأقل من ذوي مستوى القدرات المتوسط، ولا يمكن أن يكونوا من ذوي مستوى القدرات الضعيف للغاية. لا بد أن يتوصلوا إلى فهم للحق. بغض النظر عن مدى قدرتهم على استيعاب الحق، يجب عليهم على الأقل أن يعرفوا أنفسهم على أساس فهمهم للحق وأن يعرفوا كيفية ممارسة الحق. بهذه الطريقة يمكن أن يخلَّصوا. لماذا أقول إنه بهذه الطريقة يمكن أن يخلَّصوا؟ عندما تتمكن من ربط الأشياء التي تواجهك في حياتك اليومية بالحق، وتتمكن من رؤية الأشياء والتعامل معها بناءً على كلام الله، فستكون عندئذٍ قادرًا على استحضار كلام الله في حياتك الواقعية، وعلى هذا الأساس، ستكون قادرًا على قبول دينونة كلام الله، وأن تُهذَّب بكلامه، وبالتجارب والتنقيات الموجودة في كلامه. بخلاف ذلك، إذا لم تفهم الحق، فلن تكون مؤهلًا حتى لقبول الدينونة والتجارب والتنقيات الموجودة في كلامه. قبل قبول دينونة الله وتوبيخه، يجب عليك على الأقل أن تفهم بعض الحقائق، وأن يكون لديك موقف الخضوع لله، وأن تكون قد تغيرت في بعض النواحي. ويجب عليك أيضًا أن تعرف الموقف والعقلية والمنظور التي ينبغي أن تتعامل بها مع أفعال الله. كل هذه الأشياء تنطوي على الحق. وليس الأمر أن استخدام الشعارات الدينية البسيطة والطقوس الدينية واللوائح للتعامل عَرضًا مع هذه الأمور له أي علاقة بالحق، ولا أنَّ مجرد القيام ببعض الأعمال لا ينطوي على ممارسة الحق. الأمر ليس بهذه البساطة. بخصوص بما تعرفه، وما تختبره، وما يحدث حولك، لا بد أن تعرف في قلبك المبادئ التي ينبغي لك الالتزام بها. بهذه الطريقة فقط تكون مرتبطًا بالحق. إضافةً إلى ذلك، فإن الطريقة التي تتعامل بها مع الأشياء التي يكلفك الله بفعلها، والطريقة التي تتعامل بها مع الأسلوب والموقف اللذين يعاملك الله بهما، وكذلك الموقف والمنظور اللذين تتخذهما، يجب أن تتضمن الحق. بهذه الطريقة فقط يمكنك الدخول في الحياة. وبخلاف ذلك، لن يتمكن الله من القيام بأي عمل عليك. هل تفهمون؟ (بلى، نفهم). انظروا إلى أهل الأديان هؤلاء الذين يلتزمون باللوائح ويتحدثون عن التعاليم ويتظاهرون أنهم صالحون. أفعالهم تبدو جيدة من الخارج، ولكن لماذا لا يعمل الله عليهم أبدًا؟ لأن الأشياء التي يفعلونها وكل أعمالهم الصالحة لا تنطوي على الحق. لقد غيروا سلوكهم فقط، لكن هذا لا يتضمن تغييرًا في شخصيتهم. لأنهم لا يرقون إلى مستوى متطلبات الله ومعاييره. إن الأمر كما لو أنَّ طفلًا تخرَّج للتو في المدرسة الابتدائية يريد الذهاب إلى الجامعة مباشرة. هل هذا ممكن؟ هذا مستحيل تمامًا لأنه غير مؤهل. لذلك، سواء كنا نتحدث عن الطريق الذي يسير فيه الناس أو عن إنسانيتهم ومستوى قدراتهم، ينبغي للناس على الأقل أن يستوفوا الشروط اللازمة للخلاص. وعلى وجه التحديد، يجب عليهم أن يفهموا الحق، ويتخلصوا من شخصياتهم الفاسدة، ويكونوا قادرين على الخضوع لله حقًا.
كيف نقيس مستوى قدرات الناس؟ الطريقة المناسبة لفعل ذلك هي من خلال النظر إلى موقفهم تجاه الحق وما إذا كانوا قادرين على استيعاب الحق أم لا. يستطيع بعض الناس أن يتعلموا بعض التخصصات بسرعة كبيرة، لكنهم عندما يسمعون الحق يصبحون مرتبكين ويغلبهم النعاس. يصبحون مشوَّشين في قلوبهم فلا يدخلها أي شيء يسمعونه، ولا يفهمون ما يسمعون؛ هذا هو مستوى القدرات الضعيف. عندما تخبر بعض الأشخاص أنهم من ذوي مستوى القدرات الضعيف، فإنهم يعارضونك. إنهم يعتقدون أن كونهم على درجة عالية من التعليم والمعرفة يعني أنهم من ذوي مستوى القدرات الجيد. هل يدل التعليم الجيد على مستوى قدرات جيد؟ كلا. كيف ينبغي قياس مستوى قدرات الناس؟ ينبغي قياسه استنادًا إلى درجة فهمهم لكلام الله والحق. وهذه هي الطريقة الأدق لفعل ذلك. بعض الناس يتمتعون بفصاحة اللسان وسرعة البديهة، وهم بارعون للغاية في التعامل مع الآخرين؛ لكن عندما يستمعون إلى العظات، لا يقدرون أبدًا على فهم أي شيء، وعندما يقرؤون كلام الله فإنهم لا يستوعبونه. وعندما يتحدثون عن شهادتهم الاختبارية، فدائمًا ما يتحدثون بالكلمات والتعاليم، ويكشفون عن أنفسهم بوصفهم محض هواة، ويمنحون الآخرين شعورًا نحوهم بأنهم ليس لديهم فهم روحي. هؤلاء الناس ذوو مستوى قدرات ضعيف. إذًا، هل مثل هؤلاء الأشخاص مؤهلون للعمل من أجل بيت الله؟ (كلا). لماذا؟ (إنهم يفتقرون إلى مبادئ الحق). صحيح، وهذا شيء ينبغي أن تكونوا قد فهمتموه الآن. إنه طريقة أخرى لقول إن العمل من أجل بيت الله هو أداء المرء لواجبه. فيما يتعلق بأداء المرء لواجبه، فإن هذا يتضمن الحق، وعمل الله، ومبادئ السلوك، والطرق والأساليب للتعامل مع جميع أنواع الناس. كل هذه المسائل تؤثر في ما إذا كان الناس قادرين على أداء واجباتهم بطريقة فعالة ومرضية أم لا. هل هذه المسائل المتعلقة بأداء المرء لواجبه تتضمن الحق؟ إذا كانت تتضمن الحق، لكنك لا تفهم الحق وتعتمد على براعتك التافهة فقط، فهل ستكون قادرًا على حل المشكلات وأداء واجبك بشكل صحيح؟ (لا). كلا. حتى لو لم يحدث أي خطأ في بعض الأمور، فمن الممكن ألا تكون لهذه الأمور أي علاقة بالحق، وهي أمور خارجية بحتة. ورغم ذلك، لا يزال يتعين عليك التحلي بالمبادئ عند القيام بالأمور الخارجية، والتعامل معها بطريقة يراها الجميع مناسبة. لنفترض أنه طُلب منك التعامل مع شيء ما وفقًا للمبادئ بمفردك، وبينما تفعل ذلك، يطرأ وضع غير متوقع، ولا تعرف كيف تتعامل معه. تظن أنه ينبغي لك المتابعة وفقًا لاختبارك، لكن التصرف كما علَّمك الاختبار تمامًا يؤدي إلى تعطيل الشيء الذي تفعله ويربكه فحسب، ويفسده بالكامل. أليس هذا خطأ؟ ما سببه؟ السبب أنك لا تمتلك استيعابًا نقيًا، ولا تفهم الحق، وليس لديك إدراك للمبادئ. متى واجهت أمورًا تتضمن الحق والمبادئ، تكون غير قادر على التعامل معها، وتتدفق إرادتك الخاصة. ونتيجة لذلك، فإنك تضر بعمل الكنيسة ومصالح بيت الله، وتحرِج نفسك. هل التعامل مع المشكلات بالاعتماد على الاختبار البشري والأساليب البشرية فعَّال؟ (كلا). لماذا لا يكون ذلك فعَّالًا؟ لأن الاختبار البشري والأساليب البشرية ليست الحق، ولن يقبلها شعب الله المختار. إذا كنت تتعامل دائمًا مع المشكلات باستخدام الاختبار البشري والأساليب البشرية، ألا يعني هذا أنك تظن أنك أكثر ذكاءً مما أنت عليه حقًا؟ ألست بذلك متكبرًا وبارًا في عينَي ذاتك؟ بعض الناس حتى يجادلون: "ليس الأمر أنني لا أفهم الحق بشأن هذه المسألة، بل أفهمه في قلبي؛ كل ما في الأمر أنني لم أُفكر فيها بالقدر الكافي. إذا بذلت مزيدًا من الجهد وفكرت في هذه المسألة بعناية أكبر، فيمكنني التعامل معها جيدًا. في الماضي، عند التفاعل مع غير المؤمنين والتعامل معهم، كان عليَّ استخدام أساليب ووسائل معينة، لكن بيت الله لا يسمح بهذه الأساليب، لذا لم أعرف ماذا أفعل. لقد تعاملت مع الأمر بطريقتي الخاصة فحسب، لذا فليس من المستغرب أنني ارتكبت خطأً صغيرًا". هل يعرف هؤلاء الناس أنفسهم؟ (كلا). لماذا لا يعرفون أنفسهم؟ أليس لهذا علاقة بالحق؟ إنهم لا يطلبون الحق في هذه المسألة، بل يفكرون في طرق لإخفاء خطئهم. يظنون أنهم ارتكبوا خطأً فقط وكانوا مهملين من حيث سلوكهم. ولا يرون أن خطأهم يتضمن الحق، أو أنه نشأ بسبب افتقارهم لفهم الحق، وحقيقة أنهم يتصرفون بناءً على شخصياتهم الفاسدة. هذا ما يعنيه أن تكون من ذوي مستوى القدرات الضعيف. عندما تحدث الأشياء، يبحث هؤلاء الأشخاص دائمًا عن الأسباب والأعذار. يعتقدون أنهم قد ارتكبوا خطأً فحسب، في أول رد فعل لهم، لا يعرفون أنه يجب عليهم طلب الحق. وفي رد فعلهم الثاني، يظلون لا يعرفون أنه يجب عليهم طلب الحق. وفي رد فعلهم الثالث، يظلون لا يعرفون أنهم بحاجة إلى طلب الحق ومعرفة أنفسهم. وهذا ما يعنيه امتلاك مستوى قدرات ضعيف للغاية. ومهما كانت كيفية إرشادك لهم، وكشفهم، وعقد شركة معهم، فإنهم سيظلون لا يدركون ما مبادئ الحق التي انتهكوها وما الحقائق التي ينبغي لهم تطبيقها. ومهما كانت كيفية إرشادك لهم، فلن يدركوا هذه الأشياء أبدًا. إنهم يفتقرون حتى إلى أدنى درجة من القدرة على استيعاب الحق. هذا ما يعنيه امتلاك مستوى قدرات ضعيف. مهما كان وضوحك في عقد الشركة عن الحق، فلن يدركوا أن ذلك هو الحق. سوف يستخدمون عقولهم وأعذارهم الخاصة، أو يقولون إن ذلك كان مجرد خطأ أو زلة، من أجل طمس الحقائق. ولن يعترفوا إطلاقًا بأنهم انتهكوا الحق أو كشفوا عن شخصياتهم الفاسدة. مهما كانت الأخطاء التي ارتكبوها، أو الشخصيات الفاسدة التي كشفوا عنها، أو عدد الحالات الفاسدة التي أنتجوها، فإنهم لن يدركوا أبدًا ما هي في الواقع الشخصيات الفاسدة التي كشفوا عنها، فضلًا عن إدراك جوهرهم الفاسد. إنهم لا يعرفون كيفية طلب الحق، ولا كيف يعرفون أنفسهم في هذا الشأن. إنهم لا يعرفون شيئًا عن هذه الأشياء. إنهم مخدرون روحيًا وليس لديهم أدنى قدر من الشعور بهذه الأشياء. وهذا من مظاهر مستوى القدرات الضعيف.
دعونا نقدم بعض الأمثلة لنعقد الشركة لبرهة عن كيفية قياس مستوى قدرات الشخص. على سبيل المثال، قلت إن بعض الناس يماطلون وهم لا مبالون في القيام بالأشياء. وبعد سماع هذا، سيدرك الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد على الفور أنَّ هذه الحالة هي شيء يختبرونه هم أيضًا، وأنهم غالبًا ما يختبرون مثل هذه الحالة والموقف عندما لا يشعرون بأنهم على ما يُرام جسديًا أو عندما يكونون سلبيين أو كسالى. علاوة على ذلك، سوف تطفو في أذهانهم بعض الصور لأوقات ماطلوا فيها أو تصرفوا بلا مبالاة في بعض المهام. سوف يقارنون أنفسهم بكلام الله ويعترفون بأن ما يكشفه الله هو واقع فساد الإنسان، وأنه يتعلق بشخصيات الناس الفاسدة. وبالمثل، سيعترفون بأن كلام الله هو الحق ويستوعبونه على نحو نقي، بدون سوء فهم أو مفاهيمهم الخاصة. هذا ما يعنيه أن تكون من ذوي مستوى القدرات الجيد. عند سماعهم هذه الكلمات، سيكون رد فعلهم الأول هو قياس أنفسهم وفقًا لها. سوف يدركون أن هذه حالة يختبرونها هم أيضًا، وسوف يربطون كلمات الله هذه بحالاتهم الخاصة وحياتهم اليومية. وبعد ذلك، سينخرطون في التأمل الذاتي وينظرون بوضوح إلى حالتهم هذه، ويقبلون أن كلام الله هو الحق. وهكذا يكون رد فعل الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد عندما يسمعون كلام الله. وبالنسبة إلى شخص ذي مستوى قدرات متوسط، فلا يسعك أن تقول "مماطلة" و"لا مبالاة" فقط. يجب عليك الإشارة إلى مشكلاتهم بشكل مباشر من خلال كشف مظاهرها، ودمج ذلك مع الأشياء التي يفعلونها، فتقول: "أنت غالبًا ما تكون مشوَّش الذهن ولا تأخذ الأمور على محمل الجد. أنت فقط تتصرف بلا مبالاة بأداء واجبك بهذه الطريقة. كيف لا تدرك هذا؟ كم مرة قلت لك هذا؟ إن هذا يسمى لا مبالاة ومماطلة". عليك أن تشير إلى مشكلاتهم بهذه الطريقة. بعد سماع ذلك، سوف يتأملون في كيف أنهم كانوا يماطلون ويتصرفون بطريقة لا مبالية. وبعد أن يتأملوا في هذا الأمر حقًا ويدركوه، سيعترفون بأخطائهم ويكونون قادرين على تصحيحها. ورغم ذلك، فإن ما يدركونه شيء ثابت، حالة ثابتة. لا يمكنهم قبول ما تقوله أو الاعتراف به إلا إذا كان يتوافق مع تصوراتهم الخاصة. وهذا ما نسميه مستوى القدرات المتوسط. إن العمل على الأشخاص ذوي مستوى القدرات المتوسط يتطلب جهدًا، ولا يمكنك إقناعهم بشكل كامل إلا من خلال التحدث على أساس الحقائق. ما حالة الأشخاص الذين يمتلكون مستوى قدرات ضعيفًا؟ كيف ينبغي التعامل معهم؟ إن الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف هم أشخاص بسطاء العقل ويفتقرون إلى الذكاء. لا يستطيعون إدراك حقيقة أي من المواقف التي يواجهونها، ولا يطلبون الحق. وإذا لم يتحدث إليهم الناس بطريقة واضحة ومباشرة، فلن يتمكنوا من فهم الأمور بأنفسهم. لذلك، عندما تتحدث إلى أشخاص من ذوي مستوى القدرات الضعيف، يجب عليك أن تتحدث بشكل أكثر وضوحًا ومباشرة، ويجب عليك أيضًا تقديم أمثلة. يجب أن تتحدث على أساس الحقائق، وأن تكرر كلامك مرارًا وتكرارًا. فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يكون لكلماتك بعض التأثير. يجب عليك أن تتحدث بهذه الطريقة: "إنك تماطل وأنت لا مبالٍ إذ تؤدي واجبك على هذا النحو!" ماذا سيكون رد فعلهم الأول؟ "أفعلت ذلك؟ هل ماطلت؟ بمجرد أن أستيقظ في الصباح، أبدأ بالتفكير في الأمور المتعلقة بواجبي، وأنجز تلك الأمور أولًا. وعندما أخرج، أفكر أيضًا في كيفية القيام بهذه الأمور بشكل جيد. أنا لا أُماطل أو أتصرف بلا مبالاة. أنا أبذل قدرًا كبيرًا من الجهد في تلك الأمور!" سيكون رد فعلهم الأول هو إنكار ما قلته. ليس لديهم أي وعي، وهم بصفة جوهرية، لا يدركون أنهم يؤدون واجباتهم بلا مبالاة ومماطلة. عندئذٍ سيتعين عليك أن تشرح لهم مظاهر اللامبالاة والمماطلة، وأن تتحدث بطريقة تقنعهم حقًا قبل أن يقبلوا كلامك. فليس من السهل عليهم أن يعترفوا بأنهم لم يقوموا بعمل جيد أو أنهم ارتكبوا أخطاء في أمور خارجية. إذا كان هناك شيء يتعلق بالحق، أو مبادئ الممارسة، أو شخصية الله، فسيكون الأمر أصعب حتى من ذلك بالنسبة إلى الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف. لن يفهموا أي شيء تقوله، وكلما تحدثت أكثر، زاد ارتباكهم وشعورهم بالتخبط، ولن يعودوا راغبين في الاستماع. هؤلاء أشخاص ذوو مستوى قدرات ضعيف للغاية، وهذا مظهر لعدم قدرتهم على بلوغ الحق. بالنسبة إلى الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف، مهما كانت كيفية عقدك للشركة عن الحق، فلا فائدة لذلك. ومهما كانت الطريقة التي تحاول التحدث إليهم بها، فإنهم لا يستطيعون الفهم. وعلى أقصى تقدير، يمكنهم فهم بعض التعاليم واللوائح. لذلك، ليس من الضروري أن تعقد شركة عن الحق بقدر كبير من التفصيل مع أشخاص ذوي مستوى قدرات ضعيف للغاية. أخبرهم فقط بما يجب عليهم فعله بطريقة بسيطة، وإذا استطاعوا الالتزام بذلك، فهذا أمر جيد جدًا. إن الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف للغاية يفتقرون إلى أي قدرة على الاستيعاب، إلى الحد الذي لن يتمكنوا فيه أبدًا من فهم الحق، وبالطبع لا يمكن مطالبتهم بالوصول إلى مستوى التصرف وفقًا للمبادئ. إذا حدث شيء ما أمام هؤلاء الأشخاص مباشرةً، وقمت بتوضيحه لهم على نحو كامل، فلن يتمكنوا من ربطه بأنفسهم. وهذا ما نسميه مستوى القدرات الضعيف. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالكذب، انظر كيف يكون رد فعل الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد. عندما يسمع الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد الآخرين يتحدثون عن كيفية تعاملهم مع حالات الكذب والغش وحلها، وعن حالات الكذب لديهم ويقدمون أمثلة، فإنهم سوف يتأملون في أنفسهم ويقارنون ما سمعوه بحالاتهم. بعد ذلك، سيستطيعون إدراك المواقف التي كذبوا فيها وما المقاصد التي كانت لديهم بينما كانوا يتصرفون على هذا النحو. وبناءً على الكشوفات الموجودة في حياتهم اليومية، ومن خلال فحص مقاصدهم ودوافعهم وأفكارهم، سيتمكن الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد من اكتشاف أي من كلماتهم كانت أكاذيب وأيها انطوت على غش. وعندما يستمعون إلى شهادات الآخرين الاختبارية، يمكنهم الاستفادة وربح شيء ما. حتى لو تحدثت عن بعض المبادئ فقط، فسوف يفهمونها ويتعلمون تطبيقها. وبعد ذلك، سوف يتخذون هذه الكلمات بوصفها مبادئ الحق، ويجعلونها الواقع الخاص بهم، ويغيرون أنفسهم شيئًا فشيئًا. بعد أن يسمع شخص ذو مستوى قدرات متوسط شهادات الآخرين الاختبارية، سيكون قادرًا على رؤية كيفية ارتباط الحالات الواضحة بنفسه، لكنه لن يتمكن من الربط بين الأشياء الأقل وضوحًا أو الأشياء الموجودة في أعماق قلوب هؤلاء الأشخاص ولم يُعبَّر عنها في كلماتهم وبين نفسه. وإضافةً إلى ذلك، فإن استيعابه لمبادئ الحق سطحي بعض الشيء أيضًا، مثل التعاليم. إن مستوى استيعابه أسوأ بكثير من مستوى فهم الأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد. وبالنسبة إلى ذوي مستوى القدرات الضعيف، فعندما يستمعون إلى شهادات الآخرين، مهما حاول أولئك الآخرون أن يشرِّحوا بعناية أي الأشياء أكاذيب وكلام فارغ وأيها حالات مخادعة، فلن يتمكنوا من ربط هذه بأنفسهم، ولن يتمكنوا من التأمل في نفسهم أو التوصل إلى معرفتها. لا يقتصر الأمر على فشل هؤلاء الأشخاص في التعرف على حالاتهم الكاذبة والمخادعة، بل يعتقدون أيضًا أنهم أشخاص صادقون للغاية ولا يستطيعون الكذب. حتى لو كذب عليهم الآخرون وخدعوهم، فإنهم لا يستطيعون تمييز ذلك وينخدعون بسهولة، ويكونون أقل قدرة على فهم مبادئ الحق التي يقدم الآخرون شركة عنها. إنهم يفتقرون إلى أدنى قدرة على الاستيعاب. وهذا من مظاهر مستوى القدرات الضعيف.
من بين الأشخاص ذوي الأنواع الثلاثة من مستوى القدرات التي ذكرناها للتو، من منهم يستطيع تحقيق تغيير في الشخصية؟ أي نوع من الأشخاص يستطيع الدخول إلى واقع الحق؟ (الأشخاص ذوو مستوى القدرات الجيد). يمكن للأشخاص ذوي مستوى القدرات الجيد الدخول إلى واقع الحق بشكل أسرع وأعمق قليلًا. والأشخاص ذوو مستوى القدرات المتوسط يدخلون بشكل أبطأ وأكثر سطحية. أما الأشخاص ذوو مستوى القدرات الضعيف، فلا يستطيعون الدخول على الإطلاق. هذا هو الفرق. هل تستطيع أن ترى كيف يختلف الناس بعضهم عن بعض؟ (بلى). أين تكمن الاختلافات بينهم؟ تكمن الاختلافات بينهم في مستوى قدراتهم وموقفهم تجاه الحق. الأشخاص الذين يحبون الحق ولديهم مستوى قدرات جيد يدخلون إلى واقع الحق بسرعة ويكونون قادرين على ربح الحياة. أما الأشخاص ذوو مستوى القدرات المتوسط فهم عنيدون ومخدرون؛ ويكون دخولهم في الحق بطيئًا، وتقدم حياتهم بطيئًا أيضًا. أما الأشخاص ذوو مستوى القدرات الضعيف، فهم ليسوا حمقى ومتغطرسين فحسب، بل أغبياء أيضًا، وذوو وجوه خالية من التعبير وبلهاء، إنهم مخدرون في أرواحهم، وبطيئون في رد الفعل، وبطيئون في فهم الحق. مثل هؤلاء الناس مجردون من الحياة، لأنهم لا يفهمون الحق، ولا يفعلون شيئًا سوى التحدث عن التعاليم، والهتاف بالشعارات، واتباع اللوائح. وبحكم أنهم لا يفهمون الحق، فلا يستطيعون الدخول إلى واقع الحق. هل توجد حياة في أولئك الذين لا يستطيعون الدخول إلى واقع الحق؟ إنهم مجردون من الحياة. عندما تحدث أشياء لأشخاص مجردين من الحياة، فإنهم يتبعون إرادتهم ويتصرفون بطريقة عمياء، فينحرفون في اتجاه ما أحيانًا، وفي اتجاه آخر أحيانًا أخرى، ويفتقرون إلى طريق محدد للممارسة، ويشعرون دائمًا بالتردد والعجز. إنَّ رؤيتهم مثيرة للشفقة. على مرِّ السنين، كنت أسمع باستمرار بعض الأشخاص يقولون إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون عندما تحدث لهم أشياء. كيف لذلك أن يستمر بعد أن استمعوا إلى الكثير من العظات؟ إن تعابير وجوههم تُظهر أنهم في حيرة حقًا. وجوههم خالية من التعبير وبلهاء. يقول بعض الناس: "كيف يمكن أن يُقال عني إنني مخدَّر؟ أنا حساس للغاية تجاه ما هو شائع في العالم. وأعرف كيفية استخدام جميع أنواع أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة الألعاب. أنتم أغبياء ولا تعرفون كيفية استخدامها. كيف يمكن أن يكون مستوى قدراتكم ضعيفًا إلى هذا الحد؟" لكن براعتهم الضئيلة ليست سوى مهارة؛ هي شيء من الذكاء، ولا يمكن اعتبارها مستوى قدرات. إذا طلبت منهم الاستماع إلى عظة أو عقد شركة عن الحق، فسيُكشَف عن هؤلاء الأشخاص: إنهم في حالة شديدة من الخدر في أرواحهم. إلى أي مدى هم في حالة خدر؟ لقد آمنوا بالله لسنوات، لكنهم ما يزالون غير متأكدين مما إذا كانوا سيخلَّصون أم لا، ولا يمكنهم قياس ذلك، كما أنهم ليسوا متأكدين من أي نوع من الأشخاص يكونون. إذا سألتهم عن رأيهم في مستوى قدراتهم، فسيقولون: "مستوى قدراتي أسوأ قليلًا من مستوى القدرات الجيد، لكنه أفضل بكثير من مستوى القدرات الضعيف". وهذا يوضح مدى ضعف مستوى قدراتهم. أليس هذا غباءً إلى حد ما؟ إن الأشخاص ذوي مستوى القدرات الضعيف حقًا يكشفون عن هذا النوع من الغباء. مهما كان الأمر، إذا كان ثمة شيء ينطوي على الحق أو المبادئ، فلن يفهموا شيئًا منه ولن يتمكنوا من الارتقاء إلى مستواه. وهذا معنى امتلاك مستوى قدرات ضعيف.
الآن وقد عقدنا شركة حول هذه الأمور، هل ستتمكنون من قياس مستوى القدرات الجيد ومستوى القدرات الضعيف؟ إذا كنت تستطيع أن تفهم ماهية مستوى القدرات الجيد وماهية مستوى القدرات الضعيف، وأن ترى بوضوح مستوى قدراتك وجوهر طبيعتك، فسوف يساعدك ذلك على معرفة نفسك. بمجرد أن يكون لديك فكرة واضحة عن مكانك الخاص، سيكون لديك القليل من العقل وستعرف تقييمك. لن تكون عرضة لأن تصبح متكبرًا، وستكون أكثر ثباتًا واطمئنانًا عند القيام بواجبك. لن تضع نصب أعينك أهدافًا عالية للغاية وستكون قادرًا على الاهتمام بعملك المناسب. عندما لا يعرف الناس أنفسهم، فإن ذلك يسبب الكثير من المتاعب. أي نوع من المتاعب؟ على الرغم من أن مستوى قدراتهم متوسط بشكل واضح، فإنهم يعتقدون دائمًا أن لديهم مستوى قدرات جيدًا، وأفضل من الآخرين. لديهم نزوات في قلوبهم دائمًا، ويرغبون دائمًا في الخدمة كقادة وأن يقودوا الآخرين. لديهم مثل هذه الأمور دائمًا في قلوبهم، فهل سيؤثر هذا في أداء واجباتهم؟ إنهم مضطربون باستمرار بسبب هذه الأمور، وقلوبهم ليست مطمئنة ولا يمكنهم أن يهدؤوا. ليس الأمر فحسب أنهم غير قادرين على أداء واجباتهم بشكل جيد، بل هم أيضًا يقومون ببعض الأشياء الحمقاء والمحرجة، وبدون عقل يفعلون بعض الأشياء التي يزدريها الله. لديهم مثل هذه المشكلات الخطيرة؛ فهل من المقبول أن تظل دون حل؟ كلا بالتأكيد. يتعين على هؤلاء الناس أن يطلبوا الحق لحل هذه المشكلات. أولًا وقبل كل شيء، عليهم أن يصلوا إلى الله ويتأملوا في سبب وجود مثل هذه الأفكار لديهم، وسبب طموحهم الشديد، والمصدر الذي تأتي منه هذه الأشياء. إذا فكروا في هذه الأمور بطريقة بسيطة فحسب، فهل سيكونون قادرين على الوصول إلى جوهر المشكلات؟ كلا بالتأكيد. يجب عليهم أن يصلوا إلى الله ويقرؤوا كلام الله ليعرفوا جذور المشكلات؛ وعندئذٍ فقط سيكون من السهل عليهم حلها. لا يمكن استئصال طموحاتهم ورغباتهم إلا عندما يعالجون شخصياتهم الفاسدة. وبهذه الطريقة، سيكونون قادرين على أداء واجباتهم بطريقة واقعية، ويكونون قائمين بالواجب بدرجة أكبر، ولن يعودوا يختالون كثيرًا، أو يعتقدون أنهم أفضل من الجميع، أو يتصرفون باستعلاء، ولن يشعروا بأنهم مختلفون عن الآخرين. لن تعود هذه الشخصيات الفاسدة تزعجهم، وسوف يصبحون أكثر نضجًا بكثير. على أقل تقدير، سيكون لديهم آداب كريمة ومستقيمة كآداب القديسين. وبهذه الطريقة وحدها يمكنهم التأكد من أنهم يعيشون أمام الله. عندما يؤمن الناس بالله ويأتون إلى بيت الله، ينبغي لهم أن يمتلكوا الضمير والعقل على الأقل حتى يتمكنوا من قبول الحق. أما إذا كانوا مثل غير المؤمنين، كالحيوانات البرية غير المروَّضة، فلن يكونوا قادرين على المجيء أمام الله. يقول بعض الناس: "ما الصعوبة في المجيء أمام الله؟ أنا آتي أمام الله كثيرًا". إن المجيء أمام الله ليس بالأمر السهل. يجب أن يكون لديك موقف صحيح وقلب خاضع لله من أجل أن يقبلك الله. إذا جاء أمام الله أناس يشبهون البهائم، فمن المؤكد أن الله سيبغضهم ويمقتهم. لذلك، فإن المجيء أمام الله ليس أمرًا يمكن تحقيقه بتفكير الناس القائم على التمني، ليس الأمر كما لو أن الله سيقر بأنك قد أتيت أمامه لمجرد أنك ترغب في ذلك. إن حق اتخاذ قرار في هذا الأمر بيد الله. ستكون قد أتيت أمام الله فقط عندما يعترف بك الله. فقط عندما تكون لديك المقاصد الصحيحة، وتطلب الحق، وتصلي إلى الله بشكل متكرر، يمكنك أن تتلقى استنارة الروح القدس. عندئذٍ فقط تكون قد أتيت أمام الله حقًا. إذا قال الله إنك من العوام الجَهلة، حيوان بري غير مروض، فهل سيلقي لك بالًا؟ (كلا). لن يلقي لك الله بالًا، وسيمنحك أشياء سطحية فقط، مثل القليل من النعمة وبعض البركات. بالمعنى الحقيقي، لن تكون قادرًا على الاقتراب من الله حقًا أو المجيء أمامه على الإطلاق. لذا، قبل أن يقر الله بأنك تابع له، عليك إجراء بعض التغييرات للوصول إلى النقطة التي يعتبرك عندها الله عضوًا في بيته. حينها فقط سيبدأ الله في أن يمتحن واجبك، ويمتحن كل كلمة وفعل، وكل خاطرة وفكرة، وعندئذٍ فقط سيبدأ الله العمل عليك. قبل الدخول من باب بيت الله، تكون بعض سلوكيات الناس ومظاهرهم، وكشوفات إنسانيتهم، وممارساتهم، وخواطرهم وأفكارهم، ومواقفهم تجاه الله، مكروهة بالنسبة إلى الله ومنفِّرة له. هل سيأخذ الله أيدي الناس الذين يجدهم مكروهين ومنفرين ويقودهم لدخول باب بيته؟ (لن يفعل ذلك). لماذا إذًا يشعر بعض الناس بقدر كبير من السرور والسعادة؟ من أين يأتي هذا الشعور؟ من التظاهر. أليس هذا افتقارًا إلى العقل إلى حدٍ ما؟ (بلى). إن الله – الخالق – لديه بالتأكيد معايير لاختيار أتباعه. فلا يكفي أن يؤمن الناس فقط. الله يحب الأشخاص الصادقين، ويبارك الأشخاص الذين يبذلون أنفسهم بإخلاص من أجله. يستخدم الله أولئك الذين يستطيعون تمجيده والشهادة له. معايير الله للناس تختلف عن معايير الإنسان. عندما تختار صديقًا لتصاحبه، عليك أن تأخذ في الاعتبار طباعه الشخصية، وما إذا كانت تناسب ذوقك، ونوع شخصيته، وما إذا كانت لديكما هوايات مشتركة، ومظهره. حتى أنت لديك معايير بشأن اختيار الأشخاص، فماذا عن الله؟ يقول بعض الناس: "ما المعيار الذي يستخدمه الله لاختيار الناس؟ هل الاقتراب من الله بهذه الدرجة من الصعوبة؟ هل من الصعب جدًا على الناس أن يأتوا أمام الله ويدخلوا باب بيت الله؟" في الواقع، الأمر ليس صعبًا، ومستوى القبول ليس مرتفعًا، لكن هناك معايير. أولًا، يجب على الناس أن يتحلوا بموقف ورع، وأن يعرفوا مكانهم. علاوة على ذلك، يجب عليهم أن يقتربوا إلى الله بقلب صادق ونقيّ. ويجب عليهم أيضًا أن يتصرفوا بآداب القديسين في كل ما يفعلون ويقولون، وعلى أقل تقدير، يجب أن تكون لديهم بعض الأقوال والأفعال والسلوكيات والتربية الحسنة. إذا كنت لا تلبي حتى هذه الشروط الأساسية، فلكي أكون صادقًا معك، لن يلقي لك الله بالًا على الإطلاق. هل تعلم ما الذي يحدث هنا؟ عندما يتعلق الأمر ببعض الناس الذين يؤمنون بالله، انظر إلى ما يفعلونه، وما يظهرونه، وما يكشفون عنه. لماذا هم مقززون وبغيضون عند الله؟ لأن هؤلاء الناس ليس لديهم إنسانية، وليس لديهم ضمير أو عقل، ولا يتمتعون حتى بأبسط قواعد آداب القديسين. مثل هؤلاء الناس يريدون من الله أن يقودهم بيده لدخول باب بيته، لكن هذا مستحيل. إن الحمقى فقط هم من ينشرون الإنجيل لأناس مثل هؤلاء ممن يفتقرون إلى الإنسانية. بعض النساء يضعن مساحيق تجميل كثيفة ويرتدون ملابس كاشفة في حياتهن اليومية. بل يرتدون ملابس أكثر إغراءً من الفتيات الراقصات بين غير المؤمنين. في حياتهن الخاصة وفي سلوكهن، لا يمكنك أن ترى أي اختلاف بينهن وبين غير المؤمنين. وعندما يكنَّ بين الإخوة والأخوات، فإنهن يبدون كغير المؤمنين وعديمي الإيمان بشكل واضح. قد يبدو مثل هؤلاء الأشخاص كمؤمنين حقيقيين من الخارج؛ ربما يكونون قد تخلوا عن الأشياء، وقد يكونون قادرين على أداء واجباتهم، وقد لا يتراجع بعضهم عند مواجهة الاضطهاد والمحن، لكن هل يمكن لهؤلاء أن يقبلوا الحق؟ هل يمكنهم قبول دينونة الله وتوبيخه؟ بناءً على الأشياء التي يعيشونها، هل هم أشخاص ذوو كرامة ومستقيمون؟ هل هم أشخاص صادقون؟ هل هم أشخاص يحبون الحق؟ هل هم أشخاص يبذلون أنفسهم بإخلاص من أجل الله؟ هل يريد الله أشخاصًا مثل هؤلاء؟ كلا، بالتأكيد. هؤلاء غير مؤمنين تسللوا إلى بيت الله. هم خارج باب بيت الله ولم يعبروه بعد. إن الأشياء التي يفعلونها من أجل بيت الله هي مساعدة وكدح؛ هؤلاء أصدقاء الكنيسة، لكنهم ليسوا جزءًا من بيت الله. الله لا يريد غير مؤمنين ولا حيوانات برية. يوجد أيضًا بعض الأشخاص الذين، بناءً على سنوات إيمانهم بالله الكثيرة، والقدر القليل الذي يمتلكونه من رأس المال، والواجبات المهمة التي أدوها في الماضي، يختالون بأنفسهم في بيت الله، راغبين في السيطرة على الكنيسة وامتلاك السلطان كله. إن مواقف هؤلاء الناس تجاه الله والحق بغيضة إلى الله. وبناءً على جوهرهم وما يوجد في أعماق قلوبهم، فإن الله لا يعترف بهؤلاء الأشخاص أعضاء في بيته. بما أن الله لا يعترف بهؤلاء الأشخاص أعضاء في بيته، فلماذا يسمح لهم بالعمل في بيته؟ يسمح لهم الله بالمساعدة أو القيام بأعمال مؤقتة. وفي أثناء المساعدة والقيام بعمل مؤقت، إذا كان لديهم ضمير وعقل حقًا، وإذا كان بإمكانهم الاستماع إلى الحق والخضوع له وقبوله، وإذا كانت لديهم آداب القديسين وقلب يتقي الله إلى حد ما، ويفعلون الأشياء بقلب مخلص؛ إذا اجتازوا هذه الامتحانات، فسيقودهم الله إلى بيته، وسيصبحون أعضاء في بيت الله. وحينها، سيصبح العمل الذي يقومون به وما يأتمنهم الله عليه من واجباتهم. إن ما يفعله الناس خارج أبواب بيت الله ليس أداء واجب، بل هو عمل لبيت الله ومساعدة له، وهؤلاء الناس من العاملين.
الآن، هل تستطيعون أن تقيسوا ما إذا كنتم أعضاء في بيت الله أم لا؟ إذا حكمتم على الأمر بطول مدة إيمانكم بالله، فمن المفترض أن تكونوا أعضاءً، لكن هل هذه طريقة دقيقة للقياس؟ (كلا). ما الأساس الذي ينبغي أن تستخدمه للقياس؟ إنه يستند إلى ما إذا كان لديك أي رد فعل داخلي عندما تسمع الحق، وما إذا كنت تشعر بالذنب، واللوم، والتأديب في أعماق قلبك عندما تنتهك الحق أو تقاوم الله وتتمرد عليه. يتعرض بعض الأشخاص للتأديب في صورة ظهور تقرحات في الفم بعد أن يتلفظوا بكلمات بها دينونة، وآخرون يتصرفون بطريقة لامبالية ولا يأخذون الأمور على محمل الجد، فيعرِّضهم الله للمرض. عند ذكر هذه الأشياء، إذا شعر هؤلاء الأشخاص بالندم العميق في داخلهم واستطاعوا أن يتوبوا – إذا أظهروا هذه المظاهر – فإنهم أعضاء في بيت الله. يعامل الله هؤلاء الأشخاص بصفتهم أعضاءً في بيت الله، وفي عائلته. يؤنبهم الله ويؤدبهم ويلومهم ويهذبهم – هذا هو معنى أن تكون عضوًا في بيت الله. عندما يتغير موقفك تجاه الله وتستطيع أن تتوب، فإن الله سوف يغيِّر موقفه تجاهك أيضًا. عندما تكون قد دخلت الحياة، ومرَّت آراؤك عن الأشياء واتجاه حياتك ببعض التغيير، وقد نما الإيمان وتقوى الله اللذان تحملهما في أعماق قلبك تدريجيًا ومرَّا بتحول، ستكون قد أصبحت جزءًا من بيت الله. لقد آمن بعض الناس بالله لسنوات عديدة، لكنهم لم يفعلوا الكثير لنفع بيت الله. في الواقع، لقد فعلوا عددًا غير قليل من الأشياء السيئة. لقد كذبوا وغشوا، وفعلوا أشياء بطريقة لامبالية، وتصرفوا بشكل تعسفي وأحادي الجانب، وسرقوا التقدمات، وغرسوا الشقاق، وتسببوا في العراقيل والاضطرابات، ودمروا عمل الكنيسة. لقد ارتكبوا الكثير من الأخطاء، لكنهم لم يشعروا بتوبيخ قط. لا تشعر قلوبهم بالندم، وليس لديهم أدنى إحساس بالذنب. هؤلاء أناس يقفون خارج باب بيت الله. الناس من هذا النوع يعيشون دائمًا خارج باب بيت الله. إنهم لا يتبعون أي مبادئ في ما يفعلونه، وليسوا مهتمين بكلام الله أو الحق. هم يركزون فحسب على أداء المهام، والانشغال بفعل الكثير من الأشياء، وبذل الكثير من الجهد، وإظهار أنفسهم بشكل رائع، وتجميع رأس المال الشخصي. يتصرفون بلامبالاة عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة وواجباتهم؛ إنهم يكذبون على الله ويخدعونه، بل إنهم يضللون الإخوة والأخوات ويسيطرون عليهم. لا يشعرون بأدنى قدر من اللوم أو الندم، ولا يشعرون أيضًا بتأديب الله لهم. هؤلاء الناس ليسوا أعضاءً في بيت الله. يظهر هذا النوع من الأشخاص، من الخارج، حماسًا كبيرًا للانشغال بفعل الكثير من الأشياء وبذل أنفسهم، لديهم الكثير من الإيمان وهم على استعداد لبذل أنفسهم. يبدو أنهم يحبون الحق فعلًا، ويحبون الله، وأنهم على استعداد لممارسة الحق. ورغم ذلك، فإنهم حالما يستمعون إلى العظات، يغفون، ولا يستطيعون الجلوس ساكنين، ويشعرون بالنفور. في قلوبهم هم يفكرون: "أليست الشركة حول هذه الأشياء هي محض توضيح لحالات الناس، وإخبار الناس أن يعرفوا أنفسهم، ثم جعلهم يفهمون القليل من الحق ويحققون الخضوع في النهاية؟ أنا أفهم كل هذا، فلماذا يتعين عقد الشركة حوله مرة أخرى؟" هؤلاء الناس لا يحبون الحق على الإطلاق، وحتى وهم على هذا النحو، لا يشعرون بأي توبيخ ولا يتلقون أي تأديب، كما لو أنهم يفتقرون إلى القلوب تمامًا. هؤلاء الناس جميعًا خارج باب بيت الله. إنهم غير مؤمنين. منذ أن قبلوا عمل الله لأول مرة حتى اليوم، لم يعترفوا حقًا قط بأنهم كائنات مخلوقة وأن الله هو خالقهم. هم لا يقبلون الحق على الإطلاق ولا يؤدون واجباتهم طواعيةً. رغم ذلك، لأنهم يتمتعون بشيء من الذكاء الحاد وبعض الحماس، إلى جانب طموحهم، فإنهم يركزون على فعل الكثير من المهام والقيام بالعمل لكسب إعجاب الناس، كل ذلك حتى يتمكنوا من الحصول على مكان لأنفسهم في بيت الله. إنهم يفكرون: "من خلال القيام بهذه المهام والانشغال بفعل الكثير على هذا النحو، قد أسَّست هيبة وربحت مصداقية في أماكن مختلفة. لقد ضمنت مكاني في الكنيسة، والإخوة والأخوات يتطلعون إليَّ أينما ذهبت. إنَّ امتلاك مثل هذه السمعة الطيبة بين الإخوة والأخوات يكفي؛ فهذا يعني أن لديَّ حياة. وبالنسبة إلى كيفية تعريف الله لذلك، فلا داعي للتدقيق بشأنه". أي نوع من الناس هؤلاء؟ بعبارة دقيقة، هم عديمو إيمان. ما الأساس لقول هذا؟ الأساس هو موقفهم تجاه الحق وتجاه الله. لم يتوبوا قط، ولم يتوصلوا إلى معرفة أنفسهم قط، ولم يعرفوا قط ما الخضوع لله. بدلًا من ذلك، هم يفعلون ما يريدون أيًا كان، وينخرطون في التدبير الشخصي تحت مسمى أداء واجباتهم، ويرضون رغباتهم الخاصة وتفضيلاتهم. لقد آمنوا بالله لسنوات عديدة واستمعوا إلى الكثير من العظات، لكن ليس لديهم أي فكرة عن الحق، وليس لديهم أي فكرة عن أن الإيمان بالله يتطلب من المرء ممارسة الحق. وبعد أن استمعوا إلى الكثير من العظات، ما يزالون لم يفهموا بعد ما يتعلق به الطريق في الواقع. إنهم لا يشعرون من أعماق قلوبهم أن الإنسان فاسد للغاية وبحاجة إلى خلاص الله. وهم أيضًا لا يملكون رغبة صادقة ولا يتوقون إلى الحق وإلى الله من أعماق قلوبهم. أليس هذا إشكاليًا؟ (بلى). إنه إشكالي للغاية. بالنسبة إليهم، فإن الله والحق والخلاص محض بلاغة، ومحض نوع من الجدل أو الشعارات. هذا إشكالي للغاية.
في رأيكم، ما الفرق الأكثر وضوحًا بين بولس وبطرس؟ لقد عمل بولس لسنين عديدة، وسافر، وبذل نفسه، وقدَّم إسهامات، وتحمَّل الكثير من المعاناة، لكن الطريق الذي سار فيه لم يتضمن الحق، ولم يتضمن الخضوع لله، ولم يتضمن التغيير في الشخصية، وبالتأكيد لم يتضمن أن يُخلِّصه الله. لذلك، مهما بلغ علوِّ شهرة بولس، ومهما كان مدى تأثير كتاباته في الأجيال المستقبلية، فإنه لم يكن شخصًا يحب الرب يسوع حقًا. لم يكن لديه فهم حقيقي للرب يسوع، ولم يعترف بالرب يسوع بصفته الإله الحق الوحيد، بل اعترف بالرب يسوع بصفته ابن الله فقط؛ بوصفه شخصًا عاديًا. ونتيجة لذلك، لم يكن لديه خضوع حقيقي للرب يسوع؛ لقد فعَل كل ما في وسعه لنشر الإنجيل واستمالة الناس، وتأسيس الكنائس ورعايتها شخصيًا أملًا في ربح استحسان الله، لكن الله محَّص قلب بولس ولم يستحسنه. على النقيض من ذلك، كان بطرس يفعل الأشياء بهدوء، وكان قلبه ممتلئًا دائمًا بما قاله له الرب يسوع. لقد سعى إلى محبة الله وفهمه وفقًا لمتطلبات الرب يسوع. وخلال ذلك الوقت، كان قد تقبَّل لوم الله وتهذيبه وحتى زجره له. ما الكلمات التي استخدمها الله لزجر بطرس؟ ("ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!" (متى 16: 23)). هذا صحيح، "ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!". لقد قال الله مثل هذه الكلمات، لكن هذه الكلمات لم تحدد عاقبة بطرس، بل كانت محض زجر. هل زجر الله بولس في أثناء عمله؟ (لا). من ناحية، وبالنظر إلى العوامل الذاتية، فإن الله لم يزجره. ومن ناحية أخرى، وبالنظر إلى العوامل الموضوعية، فإن بولس لم يقبل الحق، ولم يطلب الحق، ولم يطلب طريق الحصول على الخلاص مطلقًا، لذلك لم يستطع أن يتلقى هذه الأشياء أو يختبرها. العمل الذي قام به الله عليه كان بغرض الاستفادة من خدمته؛ إذا كان يستطيع أن يعمل حتى النهاية دون ارتكاب أي شرور كبيرة، فقد كان بإمكانه البقاء كعامل؛ لكن لو ارتكب أي شرور كبيرة، لكانت العاقبة مختلفة. هذا هو الفرق. في المقابل، تلقى بطرس الكثير من التأديب والتأنيب والزجر من الله. من الخارج قد يبدو أن بطرس لم يتفق مع مقاصد الله، ما أثار استياء الله، لكن من منظور مقاصد الله، كان مثل هذا الشخص هو بالضبط الشخص الذي أراده الله والذي أرضاه. ولهذا السبب كان الله يؤنبه ويهذّبه باستمرار، لكي ينمو شيئًا فشيئًا، ويدخل في الحق، ويفهم مقاصد الله، ويحقق في نهاية المطاف الخضوع الحقيقي والتغيير الحقيقي. كانت هذه محبة الله وخلاص الله.
الآن، هل من الواضح في قلوبكم ما إذا كنتم أعضاءً في بيت الله؟ هل دخلتم بيت الله حقًا؟ استنادًا إلى ما عقدت شركة حوله للتو، هل يمكنكم قياس ذلك؟ هل يمكنكم أن تتأكدوا من أنكم دخلتم باب بيت الله وأنكم أعضاء فيه؟ (نحن متأكدون). إنه لأمر جيد أن تكونوا متأكدين. هذا دليل على أن إيمانكم بالله له أساس بالفعل، وقد ترسخت جذوركم في بيت الله. الذين ليس لديهم أساس هم خارج بيت الله، والله لا يعترف بهم. ماذا لو شهدت لله وأخبرت الآخرين أنك تابع لله وعضو في كنيسة الله القدير، لكن الله يقول إنه لا يعرفك؟ ستكون هذه مشكلة، أليس كذلك؟ هل ستكون بركة للناس أم لعنة؟ ليست هذه علامة جيدة. لذلك، إذا كنت تريد أن تنال استحسان الله وتقول إنك مؤمن حقيقي بالله، فيجب عليك القيام ببعض الأشياء التي تنفع عمل بيت الله، وإعداد بعض الأعمال الصالحة، وتوجيه قلبك نحو الله، وأن يكون لك قلب يُبجل الله بصفته عظيمًا. عندئذٍ فقط سوف يعترف بك الله. أولًا، عليك أن تغيّر الأخطاء الموجودة في آرائك ومواقفك وممارساتك تجاه الله والحق، وكذلك المسار الخطأ الذي سلكته. لا بد من تغيير هذه الأشياء. هذا هو الأساس. عليك بعد ذلك أن تقبل كل الحقائق التي عبَّر عنها الله، وتتمم واجباتك كما يطلب الله. عندما تتحقق هذه الأشياء، سيكون الله راضيًا وسيعترف بك تابعًا له. ثانيًا، يجب عليك أن تسمح لله بأن يعترف بك تدريجيًا ككائن مخلوق حقيقي، كائن وافٍ بالمعايير. إذا كنت لا تزال خارج بيت الله، ولم يعترف الله بك بعد عضوًا في بيته، لكنك تقول إنك تريد أن تخلَّص، أليس هذا حلم شخص أحمق فحسب؟ لقد اختبرتم الآن بعض التأنيب والتأديب، وتتمتعون بنعمة الله وبركاته، وإيمانكم بالله له أساس. هذا شيء جيد. الخطوة التالية هي أن تتمكنوا من تحقيق دخول الحياة بناءً على فهم الحق، وأن تحوِّلوا هذه الحقائق إلى حياتكم الخاصة وتعيشوا حسبها، وتطبقوها في أداء واجبكم وفي كل الأشياء التي ائتمنكم الله عليها. حينها سيكون لديكم أمل في الخلاص. معظمكم ليس من ذوي مستوى القدرات الضعيف، ويمكن اعتباركم جميعًا من ذوي مستوى القدرات المتوسط. لديكم أمل في الخلاص، لكنكم جميعًا لديكم بعض النقائص والعيوب في إنسانيتكم. بعضكم كسول، وبعضكم يتكلم بتباهٍ، وبعضكم متعجرف، وبعضكم متبلد إلى حد ما، وفاقد الحس وعنيد. هذه أمور تتعلق بالشخصية. بالنسبة إلى بعض المشكلات التي تتعلق بالإنسانية والشخصية، لا بد أن تطلبوا الحق من خلال الاختبار، وتتأملوا في أنفسكم، وتقبلوا التهذيب من أجل تحقيق التغيير التدريجي وتحقيق الخبرة والعمق بخصوص استيعابكم للحق وفهمكم له. بهذه الطريقة، ستنمون في الحياة شيئًا فشيئًا. مع الحياة، يكون لدى الإنسان أمل. وبدون الحياة، لا يوجد أمل. هل تمتلكون حياة الآن؟ هل لديكم فهم للحق واختبار له في قلوبكم؟ ما مقدار خضوعكم لله وإلى أي مدى تخضعون له؟ يجب أن تكون هذه الأمور واضحة في قلوبكم. إذا كنتم مشوَّشي الذهن وكانت هذه الأمور غير واضحة لكم، فسيصعب أن يكون لديكم نمو في الحياة.
في الكنيسة، ثمة من يظنّون أنّ بذل جهد كبير أو القيام ببعض الأمور المحفوفة بالمخاطر يعنيان أنّهم اكتسبوا فضلًا. في الواقع، وبحسب أفعالهم، هم فعلًا يستحقّون الثناء، لكنّ شخصيتهم وموقفهم تجاه الحق كريهان وبغيضان. إنهم لا يحبّون الحق، بل ينفرون من الحق. وهذا وحده يجعلهم بغيضين. هؤلاء الناس عديمو القيمة. عندما يرى الله أنّ الناس يتمتّعون بمقدرة ضعيفة، وأنّ لديهم عيوبًا معينةً وطباعًا فاسدةً أو جوهرًا يعارضه، لا يشمئزّ منهم، ولا يبقيهم بعيدين عنه. ليس ذلك مقصد الله وليس ذلك موقفه تجاه الإنسان. لا يشمئز الله من مستوى قدرات الناس الضعيف، ولا يشمئز من حماقتهم، ولا يشمئز من امتلاكهم شخصيات فاسدة. ما الذي يمقته الله أشد المقت في الناس؟ ذلك عندما ينفرون من الحق. إذا كنت تنفر من الحق، فلذلك السبب وحده لن يُسَرَّ الله منك أبدًا. هذا أمر لا يتغيّر. إن كنت تنفر من الحق ولا تحبّ الحق، وإن كان موقفك من الحق موقف عدم الاكتراث والاستهانة والغطرسة، وحتى الاشمئزاز والمقاومة والرفض، إن كان ذلك هو سلوكك، فإن الله يحتقرك تمامًا، وستكون فاشلًا، ولن تحظى بالخلاص. إذا كنت تحب الحق في قلبك فعليًّا، ولكن مستوى قدراتك ضعيف إلى حد ما وتفتقر إلى البصيرة، ولديك القليل من الحماقة؛ وإذا كنت ترتكب أخطاء في الكثير من الأحيان، لكنك لا تنوي فعل الشر، وقمت ببساطة ببعض الأشياء الحمقاء، وإذا كنت على استعداد لسماع شركة الله عن الحق، وتشتاق في قلبك إلى الحق، وإذا كان التوجُّه الذي تتخذه في معاملتك للحق وكلام الله هو موقف صدق واشتياق، ويمكنك أن تقدر كلام الله وتعتز به – فهذا يكفي. يحب الله مثل هؤلاء الناس. مع أنك قد تكون أحمق بعض الشيء في بعض الأحيان، إلا أن الله لا يزال يحبك؛ فالله يحب قلبك الذي يشتاق إلى الحق، ويحب توجُّهك الصادق نحو الحق. لذلك، يرحمك الله ويمنحك النعمة دائمًا. إنه لا يضع ضعف مقدرتك أو حماقتك في حسبانه، ولا يلتفت لتجاوزاتك. نظرًا لأن موقفك تجاه الحق مخلص ومتلهف، وقلبك صادق، فنظرًا إلى صدق قلبك وموقفك، فسيكون الله دائمًا رحيمًا معك، والروح القدس سيعمل فيك، ويكون لك رجاء في الخلاص. من ناحية أخرى، إن كنت عنيدًا في قلبك ومنغمسًا في الذات، وإن كنت تنفر من الحق ولا تكترث مطلقًا بكلام الله وبكل ما ينطوي على الحق، وإن كنت عدائيًّا ومحتقِرًا من أعماق قلبك، فما هو سلوك الله تجاهك؟ الاشمئزاز والنفور والغضب الدائم. ما الميزتان الواضحتان في شخصية الله البارة؟ الرحمة الوفيرة والغضب العميق. "وفيرة" في عبارة "الرحمة الوفيرة" تعني أنّ رحمة الله متساهلة وصبورة ومسامِحة وأنّها المحبة الأعظم – هذا هو معنى "وفيرة". لأن الناس حمقى وذوو مستوى قدرات ضعيف، هكذا يجب أن يتصرف الله. إذا كنت تحبّ الحق لكنّك أحمق وذو مستوى قدرات ضعيف، فسيكون موقف الله تجاهك هو الرحمة الوفيرة. ماذا تتضمن الرحمة؟ الصبرَ والتساهلَ: الله متساهل وصبور تجاه جهلك، وهو يعطيك إيمانًا وتساهلًا كافيين لدعمك وإعالتك ومساعدتك كي تفهم الحق شيئًا فشيئًا وتنضج تدريجيًا. على أي أساس بُنيَ هذا؟ بنيَ على أساس محبة المرء وتوقه إلى الحق، وموقفه الصادق تجاه الله وكلامه والحق. هذه هي السلوكيات الأساسية التي ينبغي أن تظهر في الناس. أما إذا كان هناك شخص ما ينفر من الحق في قلبه، أو لديه صدٌّ عنه، أو حتى يكره الحق، وإذا كان لا يأخذ الحق على محمل الجد أبدًا، ويتحدث دائمًا عن إنجازاته، وكيف عمل، ومقدار اختباره، وما مر به، وكيف أنَّ الله يقدره وائتمنه على مهام عظيمة – إذا تحدث فقط عن هذه الأشياء، وعن مؤهلاته، وإنجازاته ومواهبه، وكان يتباهى دائمًا، ولا يقوم أبدًا بعقد شركة عن الحق، أو يقدِّم شهادة لله، أو يقدم شركة عن الفهم المكتسب من اختبار عمل الله أو معرفته بالله، ألا يكون نافرًا من الحق؟ هكذا يظهر النفور من الحق وعدم محبة الحق. يقول بعض الناس: "كيف يستمع إلى العظات إذا كان لا يحب الحق؟". هل كل من يستمع إلى العظات يحب الحق؟ بعض الناس يفعلون الأمور بشكل سطحي فحسب. إنهم مجبرون على التظاهر أمام الآخرين، خوفًا من أنهم إذا لم يشاركوا في حياة الكنيسة، فلن يعترف بيت الله بإيمانهم. كيف يُعرِّف الله هذا الموقف تجاه الحق؟ يقول الله إنهم لا يحبون الحق، وإنهم ينفرون من الحق. يوجد في شخصيتهم شيء واحد هو الأكثر فتكًا، وهو حتى أكثر فتكًا من الغطرسة والخداع، وهو النفور من الحق. الله يرى هذا. بالنظر إلى شخصية الله البارة، كيف يعامِل مثل هؤلاء الناس؟ يغضب الله عليهم. إذا غضب الله على شخص ما، فإنه أحيانًا يلومه أو يؤدبه ويعاقبه. وإذا لم يعارض الله عمدًا، فسوف يتسامح وينتظر ويراقب. نظرًا إلى الموقف أو لأسباب موضوعية أخرى، قد يستخدم الله عديم الإيمان هذا لأداء الخدمة له. لكن حالما تسمح البيئة، ويكون الوقت مناسبًا، سيتم طرد هؤلاء الأشخاص من بيت الله، لأنهم غير مناسبين حتى لأداء الخدمة. هكذا هو غضب الله. لماذا يغضب الله بهذه الدرجة من الشدة؟ هذا يعبر عن كراهية الله الشديدة لأولئك الذين ينفرون من الحق. إن غضب الله الشديد يشير إلى أنه قد حدد عاقبة هؤلاء الأشخاص الذين ينفرون من الحق وغايتهم. أين يُصنِّف الله هؤلاء الأشخاص؟ يصنفهم الله في معسكر الشيطان. ولأنه غاضب عليهم ويشمئز منهم، يغلق الله الباب أمامهم، ولا يسمح بأن تطأ أقدامهم بيت الله، ولا يمنحهم فرصة للخلاص. وهذا أحد مظاهر غضب الله. ويضعهم الله أيضًا في مستوى الشيطان نفسه، مثل الأبالسة النجسة والأرواح الشريرة وعديمي الإيمان، وعندما يحين الوقت المناسب، فإنه سوف يستبعدهم. أليست هذه إحدى طرق التعامل معهم؟ (بلى). هكذا هو غضب الله. وماذا ينتظرهم فور استبعادهم؟ أيمكنهم الاستمتاع بنعمة الله وبركاته وخلاص الله مرة أخرى؟ (كلا). غالبًا ما كان الناس في عصر النعمة يقولون شيئًا كالتالي: "يريد الله الخلاص لجميع الناس، ولا يريد أن يقاسي أحد الهلاك". يستطيع معظم الناس فهم معنى هذه الكلمات. إنها عاطفة الله وموقفه بشأن خلاص البشرية الفاسدة. ولكن كيف يخلِّص الله البشرية؟ هل يخلِّص البشرية جمعاء أم جزءًا منها فقط؟ أي جزء يخلِّصه الله وأي جزء ينبذه؟ لا يستطيع معظم الناس الوصول إلى لُبِّ هذه المسألة. ولا يستطيعون التحدث إلى الناس إلا عن التعاليم. "يريد الله الخلاص لجميع الناس، ولا يريد أن يقاسي أحد الهلاك". الكثير من الناس يقولون هذا، لكنهم لا يفهمون مقصد الله على الإطلاق. في الواقع، إن مقصده هو خلاص أولئك الذين يحبون الحق والذين يستطيعون قبول خلاصه فقط. أولئك الذين ينفرون من الحق ويرفضون قبول خلاص الله هم الذين ينكرون الله ويقاومونه. ليس الأمر أن الله لن يخلِّصهم فحسب، بل إنه سيدمرهم في نهاية المطاف. على الرغم من أن أولئك الذين يؤمنون بالله يعرفون أن محبته لا متناهية ولا مثيل لها إطلاقًا وهائلة، فإن الله لا يرغب في منح هذه النعمة وهذه المحبة إلى أولئك الذين ينفرون من الحق. لن يمنح الله محبته وخلاصه لهؤلاء الناس سُدى. هذا هو موقف الله. أولئك الذين ينفرون من الحق ولا يقبلون خلاص الله هم مثل الذي يتسول الطعام؛ أيا يكن مَن يتوسلون إليه للحصول على الطعام، فإنهم في قلوبهم لا يفتقرون إلى الاحترام للمحسنين إليهم فحسب، بل يسخرون منهم ويكرهونهم أيضًا. هم حتى سيفضلون انتزاع ممتلكات المحسنين إليهم وأخذها لأنفسهم. هل سيكون المحسنون على استعداد لتقديم الطعام لمثل هذا المتسول؟ كلا بالتأكيد، لأنهم ليسوا جديرين بالشفقة حقًا، بل هم بغيضون للغاية. ما موقف المحسن تجاه مثل هذا الشخص؟ سيفضل أن يعطي الطعام لكلب بدلًا من أن يعطيه لمتسول مثل هذا. هذا ما يشعر به حقًا. في رأيكم، ما نوع هؤلاء الناس الذي ينفرون من الحق؟ هل هم أولئك الذين يقاومون الله ويعارضونه؟ قد لا يقاومون الله علانية، لكن جوهر طبيعتهم هو إنكار الله ومقاومته، وهو ما يعادل إخبار الله علنًا: "لا أحب سماع ما تقوله، ولا أقبله، ولأنني لا أقبل أن كلامك هو الحق، فأنا لا أومن بك. أنا أومن بمن ينفعني ويفيدني". هل هذا هو موقف غير المؤمنين؟ إذا كان هذا هو موقفك تجاه الحق، أفلا تكون معاديًا لله علنًا؟ وإذا كنت معاديًا لله علنًا، فهل سيخلِّصك الله؟ لن يخلِّصك. هذا هو سبب غضب الله على كل من ينكرونه ويقاومونه. إن جوهر مثل هؤلاء الأشخاص، الأشخاص الذين ينفرون الحق، هو جوهر عداء لله. الله لا يعامل الأشخاص الذين لديهم مثل هذا الجوهر باعتبارهم أُناسًا. في نظره، هم أعداء وأبالسة. لن يخلِّصهم أبدًا. وفي نهاية المطاف، سيُدفعون في الكارثة ويُدمَّرون. ماذا تقولون إذا أكل المتسول طعام المحسن إليه ثم قرَّعه، واستهزأ به، وسخر منه، بل حتى هاجمه؛ هل سيكرهه المحسن؟ بكل تأكيد. ما سبب هذه الكراهية؟ (ليس الأمر فحسب أنَّ المتسول لا يشعر بالامتنان للمحسن لأنه أعطاه الطعام، بل إنه يستهزأ به ويسخر منه ويهاجمه. مثل هذا الشخص ليس لديه ضمير أو عقل على الإطلاق، ولا إنسانية أيضًا). ما الموقف الذي ينبغي أن يتخذه المحسن تجاه هذا المتسول؟ ينبغي للمحسن أن يسترد الأشياء التي أعطاها للمتسول في الأصل، ثم يطرده. كان من الأفضل أن يطعم هذه الأشياء للكلاب أو الحيوانات البرية بدلًا من إعطائها لهذا المتسول. هذه هي العاقبة التي جلبها المتسول على نفسه. ثمة سبب وراء غضب الله الشديد تجاه شخص واحد أو نوع واحد من الأشخاص. لا يتحدد هذا السبب وفقًا لتفضيل الله، بل بموقف ذلك الشخص تجاه الحق. عندما يكون الشخص نافرًا من الحق، فهذا بلا شك سيفتك بنيله للخلاص. هذا ليس شيئًا يمكن غفرانه أو لا يمكن، وليس شكلًا من أشكال السلوك، أو شيئًا ينكشف فيه بشكل عابر. إنه جوهر طبيعة الشخص، والله يشمئز كثيرًا من أمثال هؤلاء الناس. إذا كشفت من حين لآخر عن فساد يتمثل في نفورك من الحق، فيجب عليك أن تفحص – استنادًا إلى كلام الله – ما إذا كانت هذه الكشوفات تُعزى إلى كراهيتك للحق أم عن افتقارك لفهم الحق. هذا يستلزم الطلب، ويتطلب استنارة الله ومساعدته. إذا كان جوهر طبيعتك هو أنك تنفر من الحق، ولا تقبل الحق أبدًا، وتصدُّ منه وتعاديه للغاية، فثمة متاعب إذًا. أنت بالتأكيد شخص شرير، ولن يخلِّصك الله.
ما الفرق بين غير المؤمنين وبين الذين يؤمنون بالله؟ أهو مجرد اختلاف في القناعة الدينية؟ كلا. إن غير المؤمنين لا يعترفون بالله، وعلى وجه الخصوص، لا يستطيعون قبول الحق الذي عبَّر عنه الله. وهذا يثبت أن جميع غير المؤمنين ينفرون من الحق ويكرهونه. على سبيل المثال، هل هي حقيقة أنَّ "الإنسان خلَقه الله"؟ أهيَ الحق؟ (بلى). إذًا، ما موقف الأشخاص الذين يؤمنون بالله عندما يسمعون هذا؟ إنهم يعترفون بذلك ويؤمنون به تمامًا. إنهم يعتنقون هذه الحقيقة، هذا الحق، بوصفه أساس إيمانهم بالله؛ هذا هو قبول الحق. إنه يعني أن نقبل، من أعماق قلوبنا، حقيقة خلق الله للإنسان، وأن نشعر بالسرور لكوننا كائنات مخلوقة، وأن نقبل إرشاد الله وسيادته طوعًا، وأن نعترف بأن الله هو إلهنا. وما موقف أولئك الذين لا يؤمنون بالله حين يسمعون عبارة "الإنسان خلَقه الله"؟ (لا يقبلونها ولا يعترفون بها). وفضلًا عن عدم الاعتراف بها، ماذا يكون رد فعلهم؟ سيصل الأمر إلى أنهم سيسخرون منك، وسيفعلون كل ما في وسعهم لمحاولة استخدام هذا ضدك، والاستهزاء بك والسخرية منك، والنظر إليك بازدراء، وسينهالون بالازدراء على هذه الكلمات وهذه الحقيقة، بل قد يتبنون موقف السخرية والاستهزاء والاحتقار والعداء تجاه كل من يعترف بهذه الكلمات. أليس هذا نفورًا من الحق؟ (بلى). عندما ترى هؤلاء الأشخاص، هل تكرههم؟ فيمَ تفكِّر؟ أنت تفكِّر: "الإنسان خلَقه الله. هذه حقيقة، إنها حقيقة لا جدال فيها. أنت لا تقبل هذا، ولا تعترف بأصولك، وأنت جاحد حقًا، وعديم الضمير وغادر. أنت حقًا على شاكلة الشيطان!" أهذا ما تفكِّر فيه؟ (نعم). ولماذا تفكر بهذه الطريقة؟ هل تفكر بهذه الطريقة لمجرد أنهم لا يحبون هذه العبارة؟ (لا). وما الذي يُسبب ظهور مثل هذه العقلية المنفرة لديك؟ (ذلك بسبب موقفهم تجاه الحق). لن يكون غضبك شديدًا إلى هذه الدرجة لو احترموا هذه الكلمات باعتبارها كلمات عادية، أو نظرية دينية أو قناعة، ولكن عندما ترى النفور والعداء والازدراء ينشأ فيهم، وعندما تراهم يُعبِّرون بكلمات ومواقف وشخصيات تحط من شأن عبارة الحق هذه، فإنك تغضب. أهذا هو الحال؟ رغم أن بعض الناس لا يؤمنون بالله، فإنهم يحترمون إيمان الآخرين، ولا يحاولون الحط من شأن الأمور الإيمانية التي يتحدث عنها الآخرون. لا يكون لديك أي نفور أو ازدراء تجاههم، ولا يزال بإمكانك تكوين صداقات معهم والعيش في سلام معهم. لن تصبحوا أعداءً. في الواقع، يوجد عدد قليل من غير المؤمنين يمكنك التوافق معهم. ورغم أنهم لا يستطيعون قبول الطريق الحق وأن يصبحوا أعضاءً في بيت الله، فإنه لا يزال بإمكانك التوافق والتعامل معهم. فهم، على الأقل، لديهم ضمير وعقل. إنهم لا يحيكون الخطط ضدك ولن يطعنوك في ظهرك، لذلك يمكنك أن تخالطهم. تجاه أولئك الذين يحاولون هدم الحق – الذين ينفرون من الحق – تشعر بالغضب في قلبك. هل يمكن أن تكون صديقًا لهم؟ (كلا). عدا عن أنّك لست صديقهم، ما آراؤك الأخرى بهم؟ إذا طُلب منك اختيار كيفية معاملتهم، فكيف ستعاملهم؟ ستقول: "الإنسان خلَقه الله، هذه حقيقة، وهذا هو الحق، ويا له من أمر رائع ومقدس! أنت لا تتوقّف عند رفض هذا، بل تحاول أيضًا أن تحطّ من قدره – أنت فعلًا بلا ضمير! إن أعطاني الله القدرة، للعنتك وصعقتك وحوّلتك إلى رماد!" هل ذلك شعورك؟ (بلى). هذا حس بالعدالة. لكن عندما ترى أنّهم أبالسة، فالأمر المعقول هو أن تتجاهلهم وتبقى بعيدًا عنهم. وعندما يتحدثون إليك، فلا بأس أن تماشيهم. هذا هو التصرف الحكيم. لكن في باطنك، تعرف أنك على طريق مختلف عن هؤلاء الناس. لا يسعهم أبدًا أن يؤمنوا بالله، ولن يقبلوا الحق مطلقًا. وحتى لو آمنوا بالله، فلن يرغب الله فيهم. إنهم ينكرون الله ويقاومونه، إنهم وحوش، إنهم أبالسة، وهم لا يتبعون الطريق الذي نتبعه نفسه. أولئك الذين لديهم إيمان حقيقي بالله لا يرغبون في التواصل مع الأبالسة. يكونون على ما يرام عندما لا يرون أي أبالسة، لكنهم يقاومونهم فورًا عندما يرونهم. لن تشعر قلوبهم بالسلام إلا إذا لم يروا أي أبالسة أبدًا. بعض الناس دائمًا ما يتحدثون عن شؤون بيت الله مع الأبالسة غير المؤمنين. هؤلاء هم أكثر الناس غباءً. إنهم لا يفرقون بين الأعضاء وبين الغرباء، إنهم حمقى متلعثمون لا يفهمون شيئًا على الإطلاق. هل من الممكن أن يخلِّص الله الأشخاص القادرين على ارتكاب مثل هذه السخافات؟ كلا بالتأكيد. إن الأشخاص الذين يتعاملون دائمًا مع الأبالسة هم عديمو إيمان. إنهم بالتأكيد ليسوا من بيت الله، وسيتعين عليهم عاجلًا أم آجلًا أن يعودوا إلى الشيطان. بعض الناس لا يستطيعون التمييز بين من يكون أخًا ومَن تكون أختًا وبين من يكون غير مؤمن. إنهم أكثر أُناس مشوَّشي الذهن. إنهم يخبرون عديمي الإيمان والأبالسة عن شؤون بيت الله. إن هذا مثل تقديم اللؤلؤ إلى الخنازير وإعطاء القدس للكلاب. إن عديمي الإيمان والأبالسة هؤلاء كالخنازير والكلاب؛ هم مصنفون من البهائم. إذا ناقشت معهم شؤون بيت الله، فسوف تبدو أحمق. بعد أن يسمعوها، سوف يفترون عرضًا على بيت الله والحق. إذا فعلت هذا، فسوف تخذل الله وتكون مدينًا لله. لا ينبغي أبدًا مناقشة شؤون بيت الله مع عديمي الإيمان والأبالسة. يشعر الناس بالانزعاج من أولئك الذين لا يحبون الحق، أو ينفرون من الحق، أو يفترون على الحق، ويشعرون بالمقاومة تجاههم وعدم الرغبة في التواصل معهم، فكيف يشعر الله في رأيك؟ إن شخصية الله، وجوهر الله، وما لدى الله ومَن هو الله، وحياة الله، وجوهر الله كما كشف عنها الله، كلها حقائق. إن شخصًا ينفر من الحق هو بلا شك شخص يعارض الله وعدو لله. وهذا أكثر من مجرد مسألة عدم توافق مع الله. بالنسبة إلى أشخاص مثل هؤلاء، فإن غضب الله شديد.
أنتم جميعًا لديكم الآن شيء من الأساس، ويمكن اعتباركم أعضاء في بيت الله. يجب عليكم أن تسعوا إلى الحق باجتهاد، وفي عملية أداء واجباتكم، يجب أن تفحصوا كلماتكم وأفعالكم باستمرار، وتفحصوا حالاتكم المختلفة، وتسعوا جاهدين إلى ربح بعض التغييرات في شخصيتكم. هذا شيء ثمين. عندئذٍ، سوف تكون قادرًا حقًا على المجيء أمام الله. لا بد أن تجعل الله يقبلك على أقل تقدير. إذا كنت لا تستطيع الوصول إلى مستوى أيوب وتفتقر إلى المؤهلات التي من شأنها أن تقود الله إلى أن يراهن شخصيًا مع الشيطان ليمتحنك، فيمكنك على الأقل أن تعيش في نور الله من خلال أفعالك وسلوكك، وسوف يرعاك الله ويحميك، ويعترف بك بوصفك واحدًا من أتباعه وعضوًا في بيته. لماذا يحدث هذا؟ لأنك منذ أن اعترفت بالله وآمنت به، كنت تطلب باستمرار معرفة كيفية اتباع طريق الله. لأن الله راضٍ عن سلوكك وإخلاصك، فقد قادك إلى بيته لتتلقى التدريب والتهذيب، ولتقبل خلاصه. يا لها من بركة عظيمة! بعد البدء كشخص خارج بيت الله لا يعرف شيئًا عن الله أو الحق، فإنك قبلت امتحان الله الأول، وبعد اجتيازه، قادك الله شخصيًا إلى بيته، وأحضرك أمامه، وائتمنك على إرسالية، ورتب لك واجبات لتؤديها، وسمح لك بأداء بعض الواجبات البشرية ضمن خطة تدبير الله. ورغم أن هذا عمل غير بارز، فإنك في النهاية تحظى برعاية الله وحمايته، وقد تلقيت وعدًا من الله. وهذه البركة عظيمة بما فيه الكفاية. سنضع جانبًا التتويج والمكافأة في العالم القادم، ونتحدث عما يمكن للناس أن يتمتعوا به في هذه الحياة فقط – الحقائق التي تسمعها، وما تتمتع به من نعمة الله ورحمته ورعايته وحمايته، وحتى مختلف أنواع التأديب والتأنيب التي يمنحها الله لك، والإمداد بكل هذه الحقائق التي يمنحها الله للإنسان – أخبرني، ما مقدار ما تتلقاه؟ في النهاية، إضافة إلى فهم هذه الحقائق، فإنَّ الله أيضًا سيخلصك تمامًا من معسكر الشيطان، كي تتحول إلى شخص يعرف الله، وتمتلك الحق بوصفه حياتك، وتكون مفيدًا في بيت الله. أليست هذه البركة عظيمة؟ (إنها عظيمة). هذا وعد الله. بعد أن يُدخلك الله بيته، يقول لك: "أنت مبارك. وبدخولك الكنيسة، يكون لديك رجاء في الخلاص". ربما لا تعرف ما الذي يحدث، لكن في الواقع، لقد مُنحتَ وعد الله بالفعل. في الوقت نفسه، يفعل الله كل هذه الأشياء لتتميم هذا الوعد – إمدادك بالحق، وتهذيبك، وإعطاؤك واجبات، وائتمانك على إرساليات – حتى تنمو حياتك شيئًا فشيئًا، وتصبح شخصًا يخضع لله ويعبده. هل حصل الناس في الوقت الحالي على هذا الوعد؟ لا يزال ثمة طريق ينبغي قطعه قبل أن يأتي يوم تحقيقه والوفاء به. في الواقع، البعض منكم قد حصل عليه بالفعل، وبعضكم لديه العزم لكن لم يتلقاه بعد. يعتمد الأمر على ما إذا كان لديكم العزم على فهم هذا الوعد والقدرة على الوفاء به. كل ما يفعله الله يُعطى للناس خطوة بخطوة، وفي الوقت المناسب، وبالقدر المناسب. لا توجد أبدًا أي أخطاء، لذلك لا داعي للقلق بشأن كونك أحمق، أو ذا مستوى قدرات سيء، أو صغير السن، أو أنك لم تؤمن بالله إلا لفترة قصيرة فقط. لا تدع هذه الأسباب الموضوعية تؤثر في دخولك إلى الحياة. مهما يكن ما يقوله الله، فهو أولًا يسمح للناس بمعرفة قامتهم الفعلية ومستوى قدراتهم بدقة وقياسهما، والتوصل إلى معرفة قياسهم الخاص. ثانيًا، من الناحية الإيجابية، فإنه يعطي الناس فهمًا أعمق للحق، ويتيح لهم الدخول في واقع الحق وأداء واجباتهم بشكل جيد من أجل إرضاء مقاصد الله. هذه هي أغراض كلام الله. إن تحقيق هذه الأشياء هو في الواقع أمر بسيط للغاية. ما دام لديك قلب يحب الحق، فلا توجد صعوبة. ما الصعوبة الكبرى التي يواجهها البشر؟ أن تنفر من الحق ولا تحبه على الإطلاق. هذه هي الصعوبة الكبرى، وهي تنطوي على مشكلة في الطبيعة. إذا لم تتب حقًا، فقد يسبب ذلك متاعب. إذا كنت تنفر من الحق، ودائمًا ما تفتري على الحق وتزدريه، وإذا كان لديك هذا النوع من الطبيعة، فلن تتغير بسهولة. وحتى لو تغيَّرت، يبقى أن نرى ما إذا كان موقف الله قد تغير. إذا كان ما تفعله يمكن أن يغيّر موقف الله، فلا يزال لديك أمل في الخلاص. إذا كنت لا تستطيع تغيير موقف الله، وكان الله في أعماق قلبه ينفر من جوهرك منذ فترة طويلة، فليس لديك أمل في الخلاص. لذلك، يجب عليكم أن تفحصوا أنفسكم. إذا كنت في حالة تنفر فيها من الحق وتقاومه، فهذا أمر خطير جدًا. وإذا كنت غالبًا ما تنتج مثل هذه الحالة، أو غالبًا ما تقع في مثل هذه الحالة، أو إذا كنت من هذا النوع من الأشخاص في الأساس، فهذه مشكلة أكبر. إذا كنت في بعض الأحيان في حالة النفور من الحق، فإن ذلك، أولًا، يرجع إلى قامتك الصغيرة؛ وثانيًا، فإنَّ شخصية الإنسان الفاسدة في حد ذاتها تتضمن هذا النوع من الجوهر، ما يؤدي حتمًا إلى هذه الحالة. رغم ذلك، فإن هذه الحالة لا تمثل جوهرك. في بعض الأحيان، قد يُنتج شعور عابر حالة تتسبب في أن تجعلك تنفر من الحق. هذا أمر مؤقت فحسب. إنه ليس بسبب جوهر شخصيتك الذي ينفر من الحق. إذا كانت حالة مؤقتة فيمكن عكسها، لكن كيف تعكسها؟ عليك أن تأتي فورًا أمام الله لتطلب الحق في هذا الجانب وتصبح قادرًا على الاعتراف بالحق والخضوع له ولله. وعندئذ تُعالَج هذه الحالة. إذا لم تعالجها وتركتها تستمر، فأنت في خطر. على سبيل المثال، يقول بعض الناس: "على أي حال، أنا ذو مستوى قدرات ضعيف، ولا أستطيع أن أفهم الحق، لذلك سأتوقف عن السعي إليه، وليس عليَّ أيضًا الخضوع لله. كيف لله أن يمنحني مستوى القدرات هذا؟ الله ليس بارًا!" أنت تنكر بر الله، أليس هذا نفورًا من الحق؟ إن هذ هو موقف النفور من الحق، ومظهر من مظاهر النفور من الحق. ثمة سياق لحدوث هذا المظهر، لذا من الضروري حل السياق والسبب الجذري لهذه الحالة. فور حل السبب الجذري، سوف تختفي حالتك معه. بعض الحالات تكون بمثابة عَرَض، مثل السعال، الذي قد يكون ناجمًا عن نزلة برد أو التهاب رئوي. إذا عالجت نزلة البرد أو الالتهاب الرئوي، فسوف يتحسن السعال أيضًا. عندما يُعالَج السبب الجذري، تختفي الأعراض. لكن بعض حالات النفور من الحق ليست عرضًا، بل ورم. السبب الجذري للمرض يكمن في الداخل. قد لا تتمكن من العثور على أي أعراض من خلال النظر من الخارج، لكن المرض يكون قاتلًا فور حدوثه. هذه مشكلة في غاية الخطورة. مثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون الحق أو يعترفون به أبدًا، أو هم حتى يفترون على الحق باستمرار مثل غير المؤمنين. حتى لو لم تخرج الكلمات من شفاههم أبدًا، فإنهم يستمرون في الافتراء على الحق ورفضه ودحضه في قلوبهم. مهما كان الحق، سواء كان معرفة المرء بنفسه، أو الاعتراف بشخصيته الفاسدة، أو قبول الحق، أو الخضوع لله، أو عدم القيام بالأمور بطريقة لامبالية، أو أن يكون شخصًا أمينًا، فإنهم لا يقبلون أي جانب من الحق أو يعترفون به أو ينتبهون إليه، بل إنهم حتى يدحضون جميع جوانب الحق ويفترون عليها. هذه هي شخصية النفور من الحق، وهي نوع من الجوهر. ما نوع العاقبة التي يؤدي إليها هذا الجوهر؟ الازدراء والاستبعاد من جانب الله، ثم الهلاك. العواقب وخيمة للغاية.
هل ساعدتكم شركة اليوم عن هذه الأمور؟ (بلى، فأنا أعرف ما مستوى القدرات الجيد وما مستوى القدرات السيئ، ولدي بعض الفهم الحقيقي بشأن مستوى قدراتي الخاص، ويمكنني تقييم نفسي بدقة عندما تحدث لي أشياء. لن أكون متعجرفًا وبارًا في عيني ذاتي، بل سأؤدي واجبي بتواضع). مهما يكن جانب الحق الذي نعقد الشركة حوله، فسيكون مفيدًا لدخولكم في الحياة. إذا كان بوسعكم أن تأخذوا هذه الكلمات وتدمجوها في حياتكم اليومية، فإن ما قلته لم يذهب سدى. ففي كل مرة تفهمون فيها القليل من الحق، ستكونون أكثر دقة في القيام بالأشياء، وسيصبح طريقكم أكثر انفتاحًا بعض الشيء. إذا كنت تعرف القليل من الحقائق ولم يكن لديك فهم واضح لقامتك الفعلية ومستوى قدراتك، فستكون دائمًا غير دقيق في فعل الأشياء، ودائمًا ما تبالغ في تقدير نفسك وتمنح نفسك تقييمًا مرتفعًا للغاية، وتفعل الأشياء بناءً على مفاهيم وتصورات ولكن من دون معرفة، وتعتقد، عوضًا عن ذلك، أنك تتصرف بناءً على الحق. وستنظر إلى هذه المفاهيم والتصورات باعتبارها مبادئ الحق. وسيكون الانحراف في الأشياء التي تفعلها كبيرًا جدًا. إذا كانت هذه المفاهيم البشرية والتصورات والمعرفة والتعلم هي المسيطرة على قلوب الناس، فلن يطلبوا الحق. إذا أصبح الحق في المرتبة الثانية في قلبك أو الثالثة أو حتى الأخيرة، فما الذي يسيطر عليك؟ إنها شخصيتك الشيطانية ومفاهيمك البشرية وفلسفاتك ومعرفتك وتعلمك. هذه الأشياء تسود عليك، لذا فإن العمل الذي يقوم به الله عليك لن يكون فعّالًا. إذا لم يصبح كلام الله والحق في داخلك هما حياتك، فأنت لا تزال بعيدًا عن الخلاص. أنت لم تخطُ على طريق الخلاص. هل تعتقد أن قلب الله غير قلق؟ ما مقدار الرحمة التي يجب أن يظهرها لك الله ليضعك على طريق الخلاص؟ إذا تمكنتم من الهروب من الثقافة والمعرفة التقليديتين والفلسفة الشيطانية، وتعلمتم قياس كل هذه الأشياء بالحق بناءً على كلام الله، واستخدام مبادئ الحق كمعايير لمراقبة الأشياء، وأداء واجباتكم بشكل جيد، فسوف تصبحون حقًا شخصًا يتمتع بواقع الحق، وشخصًا يتمتع بالقدرة على العيش بشكل مستقل. في الوقت الحاضر، أنتم لستم على هذا المستوى، ولا يزال أمامكم طريق لتقطعوه. لديكم القليل من الحياة فحسب، وما يزال عليكم أن تعيشوا برحمة الله ومحبته وتسامحه. وهذا يعني أن قامتكم صغيرة للغاية. إذا تم تكليفك بمهمة ما، فهل ستتمكن من إكمالها بشكل مستقل؟ هل تستطيع القيام بالمهمة بشكل جيد؟ إذا أفسدت الأمور، فهذا يعني مقاومة لله وإهانة له. إذا كنت تكمل نصف عملك، ثم تذهب للاستمتاع بوقتك، ألا يدل هذا على أنك غير مستقر إلى حد ما؟ يوضح ذلك أنك لست عاملًا يمكن الاعتماد عليه وأنك لا تقوم بعملك بشكل صحيح. وستحتاج دائمًا إلى أشخاص يراقبونك ويشرفون عليك إذا كان لك أن تؤدي واجبك. بعض الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من عمرهم لا يزال لديهم هذا الخُلُق. لقد انتهى كل شيء بالنسبة إليهم، ولن ينجزوا أي شيء في حياتهم. إذا كنت في العشرينات من عمرك ولم تؤمن بالله إلا منذ عامين أو ثلاثة أعوام، فيمكن أن يُغفر لك كونك شخصًا ذا قامة صغيرة. إن عدم الاستقرار، وعدم الموثوقية، والحاجة دائمًا إلى رعاية الله وحمايته وتذكيره ونصحه وإرشاده، والحاجة دائمًا إلى التمتع بنعم الله هذه، والعيش بالاعتماد على هذه النعم، وعدم القدرة على الاستغناء عن أي من هذه الأشياء – هذا هو معنى أن تكون ذا قامة صغيرة للغاية. أنتم في هذه الحالة الآن. إذا لم توضَّح الأمور بشكل كامل لكم، فسوف ترتكبون أحيانًا خطأً وتتسببون في حدوث فوضى في عملكم. وإذا لم يُشرح لكم أي شيء صغير، فسوف تضلون، وهو ما يشكل قلقًا دائمًا للآخرين. من الخارج، أنتم جميعًا بالغون، لكن في الواقع، ليس لديكم الكثير من الحياة في أرواحكم. على الرغم من أنكم لديكم الإرادة والإخلاص لأداء واجباتكم، ولديكم أيضًا بعض الإيمان الحقيقي، فإنكم تفهمون القليل جدًا عن الحق. وفي القيام بواجبكم، تعتمدون بشكل كامل على نعمة الله وبركاته وإرشاده وتذكيراته للمضي قدمًا. أي شيء أقل من ذلك، لن تسير الأمور على نحو صحيح. إذًا، أي جانب من شخصية الله البارة يظهر فيكم؟ رحمته الوفيرة، وبالطبع هذا هو مبدأ عمل الله. لماذا لم تستمتعوا بعد بتجارب الله وتنقياته؟ لأنكم لا تمتلكون مثل هذه القامة. أنتم صغيرو القامة جدًا، وتفهمون القليل جدًا من الحق، ولا يمكنكم الوصول إلى جوهر أي شيء، وترتبكون عندما تواجهون صعوبات، ولا تعرفون من أين تبدؤون، وتتسببون دائمًا في أن يقلق الناس، وأيًا يكن الواجب الذي تؤدونه، فيجب على الآخرين أن يعلموكم كيفية القيام بذلك خطوة بخطوة، ما يتطلب الكثير من الجهد من جانب الآخرين. لا بد من توضيح كل شيء لكم وتكراره أكثر من مرة، وإلا فلن تسير الأمور على ما يرام. الأشياء العادية يجب أن تقال مرتين أو ثلاث مرات، ولكن بعد فترة، سوف تنسونها، ويجب تكرارها عدة مرات أخرى. ما نوع هذا الشخص؟ هذا شخص مشوش الذهن لا يضع قلبه أو ذهنه في ما يفعله، وهو غير مؤهل للعمل. هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص فهم الحق؟ بالتأكيد ليس من السهل عليه أن يفهم الحق لأن مستوى قدراته سيئ للغاية ولا يستطيع أن يرتقي إلى مستوى الحق. بعض الناس صغار القامة، لكن يمكنهم أن يتعلموا شيئًا ما بعد المرور به مرة أو مرتين أو ثلاث مرات. إذا كان بإمكانهم استيعاب الحق وفهمه وإدراكه بعد سماع شركة عن الحق، فهم أشخاص ذوو مستوى قدرات. ليست مشكلة كبيرة أن يكون لديك مستوى قدرات لكنك صغير القامة. يرتبط هذا فقط بعمق اختبار هؤلاء الأشخاص، ويرتبط بشكل مباشر بعمق فهمهم للحق. بعد المزيد من الاختبار والفهم الأعمق للحق، سوف تنمو قامتهم بشكل طبيعي.
2 مارس 2019